الخميس، 14 أكتوبر 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

10ème année, N°3796 du 14 .10 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل أونلاين:محمد الرحيمي..الاذلال والقهر دفعاني للإضراب عن الطعام بيان غزالة محمدي حول استئنافها التحرك للمطالبة بحقها في الشغل:بــيـــان اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام الحزب الديمقراطي التقدمي الأمانة الوطنية للشباب:بيان كلمة:الهيئة المديرة للرابطة تطالب بالسراح الفوري للفاهم بوكدوس ورفاقه قدس برس:تونس: تواصل محاكمات الشبان المتدينين على خلفية ما يسمى « مكافحة الإرهاب » كلمة:تواصل استهداف السيد بوعبدللي المستثمر في مجال التعليم الخاص كلمة:تأجيل النظر في جلسة الزميل نزار بن حسن وحصار أمني كثيف برلمان تونس الافتراضي:قافلة شريان الحياة رقم 5 كلمة:تونس : مسؤول رفيع المستوى أمام الدائرة الجنائية الحزب الديمقراطي التقدمي:بلاغ صحفي مواطنون:النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين هل ينعقد المؤتمر وفق اتفاق كاديس أم يتمّ « الإستقواء بالداخل »؟ حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 156 – 14 اكتوبر 2010 ربيعة سليمان / عبد السلام حيدوري:السلطة تلاحق النقابيين المناضلين بالتشويه بدعم من أشباه النقابيين… سامية ساسي:عندما يتحول المركز الجهوي للتربية و التكوين المستمر ببنزرت الى منبر سياسي المرصد التونسي:تالة … اضراب في مدرسة هندي الدولة احتجاجا على الاعتداء على معلم المرصد التونسي:القصرين … نقابيون ومعلمون في اعتصام بالادارة الجهوية للتربية احتجاجا على حركة النقل في التعليم الاساسي الصباح:استعدادا لمجلسه الوطني:اتحاد الشغل يضبط برنامج عمله… و20 نوفمبر توزيع مشاريع اللوائح على الجهات والقطاعات مواطنون:سامي الطاهري في ندوة صحفية:العودة المدرسية غير موفقة، وإضراب 27 أكتوبر هو من أجل الدفاع عن مطالب القطاع في حوار خاص مع « مواطنون » السيد حفيظ حفيظ هذه مطالبنا و القرارات التي خصت التعليم الأساسي تمّت عكس ما اتفق عليه نوفل  العسكري:حول تغيير نظام تسعير العدد البيداغوجي لأساتذة الثّانوي الصباح:رغم تحقيقه لأكثر من 3600 رحلة و437 ألف مسافر في 10 أشهر:متى يقلع مطار النفيضة..؟ الصباح:من الذاكرة الوطنية:الأنتريزم… أو تكتيك التسرب إلى الحزب الاشتراكي الدستوري السيد المبروك:الى متى تبقى شبابيك معهد محمود المسعدي بلا صيانة؟ الطاهر العبيدي:هموم مهجرية:كل عام وأنت بخير يا وطن.. سفيان الشورابي:توفيق الجبالي: المسرح التونسي (ليس) بخير، طمئنونا عنكم! مواطنون:قانون: يُعاقبُ…يُعاقبُ مواطنون:التربية والتعليم والمشروع المجتمعي مواطنون:الحوارات التلفزية الباهتة مع أعضاء الحكومة هل يحق للإعلاميين استغراب ذلك؟! الشاعر محمد لطفي بكري:حول معاناة أهل الفنون الدرامية لا للوصوليين والأوصياء !! زهرة الصبّار:عشّاق الكراسي عبدالحميد العدّاسي:أوّل مخيّم أسري للمجلس الإسلامي الدذنماركي  الأستاذ توفيق البشروش :الديمقراطية والتركي الكبير عماد عبد الهادي:رفض محفزات البشير بشأن الجنوب د. يوسف نور عوض:استفتاء جنوب السودان والفوضى القادمة الصحافة:استفتاء جنوب السودان هل سيصبح القشة التي ستقصم ظهر السلام القدس العربي:مصر: اتفاق بين ‘نايل سات’ و’نور سات’ يضع قيودا جديدة على الفضائيات العرب:شيخ الأزهر طالبها بتفعيل قانون حماية الأديان:الدنمارك تأسف لجرح الرسوم المسيئة مشاعر المسلمين رويترز:ترتيبات أميركية لصد أي تهديد للإنترنت القدس العربي:محامو الضحايا الاتراك في اسطول الحرية يطلبون تحقيقا من المحكمة الجنائية الدولية


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أوت 2010

https://www.tunisnews.net/20Septembre10a.htm


محمد الرحيمي..الاذلال والقهر دفعاني للإضراب عن الطعام


السبيل أونلاين – تونس + فيديو

لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب :

http://www.youtube.com/watch?v=j-0WfPUd5LU

أعلن السجين السابق محمد الرحيمي (بالغ 34 عاما وحاصل على الماجستير) أنه يشن أضرابا عن الطعام منذ 9 أكتوبر 2010 بمحل سكناه بمدينة المنستير (الساحل) بعد تعرضه للإذلال والقهر منذ خروجه من السجن قبل نحو ثلاثة أشهر أين أمضى 5 سنوات .

وقال الرحيمي في تسجيل (فيديو) نشر على شبكة الانترنت » خلال هذه الفترة ومنذ مغادرة السجن أتعرض الى الارهاب والاقصاء من الحياة المدنية ومن أبسط حقوقي » وهي حرية التنقل ومزاولة عمل .

وأكد أنه بين أخذ ورد بين المراكز الأمنية في المنستير ، ويُفرض عليه تسجيل الحضور في المركز للمراقبة الادارية في أوقات مختلفة كما طلبوا منه الصمت وعدم الحديث على ما يتعرض له ، وعند احتجاجه بالقانون ، « قالوا لا تحدثنا عن القانون فهو لا يهمنا » .

وأفاد الرحيمي بأن هناك رئيس فرقة في منطقة المستنير المدعو رشيد ومجموعة من الأعوان « اعتدوا علي بالضرب بعد أن كبّلوا يدي الى الخلف مما تسبب في ثقب في طبلة أذني اليسرى وفرضوا علي التوقيع على التزام بعدم مغادرة مدينة المنستير وفي صورة المغادرة أتعرض للسجن وحين أعلمتهم أن علي استشارة المحامي هددوني وقالوا لي أنهم سينكّلون بي أكثر بخصوص المراقبة الادارية ، وستكون مداهمات للمنزل 17 مرّة كل يوم » .

وقد توفرت للسجين السابق محمد الرحيمي فرصة عمل في معتمدية طبلبة التى تبعد 18 كيلومتر عن مدينة المنستير ، ولكن البوليس منعه من التنقل للعمل ، كما وقع تهديد صهره .

كل تلك الممارسات الظالمة والاذلال وضعته في حالة نفسية سيئة ، وجعلته يدخل في اضرب مفتوح عن الطعام من أجل حياة اجتماعية ومدنية كريمة .

من جهتها قالت والدته أنها تعرضت الى عديد الضغوطات والمشاكل اثناء فترة سجن ابنها البكر وأرهقت جراء ذلك وهي الأسباب التي نتج عنها أصابتها بمرض السرطان ، وأطالبت أن يسترجع ابنها حريته ويمارس حياته الاجتماعية .

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 14 أكتوبر 2010)


بيان غزالة محمدي حول استئنافها التحرك للمطالبة بحقها في الشغل قفصة في 10 أكتوبر 2010 بــيـــان


بعد مرور عامين على طردي تعسفيا من جمعية التنمية  بمدينة القصر، على خلفية نشاطي الحقوقي ومساندتي لقضية الحوض المنجمي العادلة. ورغم رفع مظلمتي للسلط المعنية عديد المرات دون نتيجة تذكر (والي قفصة، معتمد القصر)، بل جوبهت بالتعنيف و التهديد في كل مرة من قبل أعوان الأمن .

ثم وبعد طول انتظار التجأت  للإتحاد الجهوي للشغل بقفصة ممثل في شخص كاتبه العام و بعض أعضاء مكتبه الذين قاموا بدورهم بالعديد من المحاولات مع السلطات المعنية لحل مشكلتي، إلا أنهم قوبلوا بالمماطلة و الوعود الزائفة.

لم أكتف بهذه المحاولات، فتوجهت لّلإتحاد العام التونسي للشغل وبالتحديد من خلال أعضاء المكتب التنفيذي لعرض المظلمة التي تعرّضت لها علني أجد حلا ينصفني، لكن دون جدوى، فكل المساعي باءت بالفشل  !.

لذلك وبعد طول انتظار، ونظرا لتردي ظروفي الاجتماعية إلى أدنى مستوياتها وبطالتي لما يزيد عن 7 سنوات، علما أني العائلة الوحيدة لواليدايا اللذان يعانيان أمراض مزمنة تستوجب رعاية صحية خاصة ومكلفة، ونظرا لفشل مساعي كل من الإتحاد العام الجهوي للشغل بقفصة، والقيادة النقابية لإرجاعي إلى سالف نشاطي العملي، خاصة بعد تعويضي بموظفة أخرى  بجمعية القصر لها علاقات بمسؤولين جهويين بولاية قفصة، أجد نفسي مرة أخرى مجبرة لخوض معركة لرفع هذه المظلمة التي لم تعد تستهدفني فقط في شخصي، بل طالت والدايا، وكلي إصرار واستماتة في الدفاع عن حقي المشروع، ولو كلفني ذلك الحياة  !.

إن هذا البيان التوضيحي للإعلان عن نفاذ كل مراحل الانتظار بعد طرق كل الأبواب للمطالبة بإرجاع حقي المهضوم.

  وكلي أمل في وقوف كل المناضلين الصادقين ومختلف مكونات المجتمع المدني إلى جانبي لمساندتي .

« لا حياة بدون كرامة و لا كرامة بدون شغل ».

غزالة محمدي

 


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 14 أكتوبر 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام


دخلت الناشطة غزالة المحمدي في إضراب عن الطعام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة مطالبة بإرجاعها إلى سالف عملها.

وكانت الآنسة المحمدي قد اطردت من جمعية التنمية الجهوية بقصر قفصة في أكتوبر 2008 ،اثر نشاطها المساند للحركة الاحتجاجية لمنطقة الحوض ألمنجمي واثر تنظيم حزبها ، الحزب الديمقراطي التقدمي، يوم مساندة في قفصة لمساجين الحركة آنذاك  . ومنذ ذلك الحين وهي تطالب بإرجاعها إلى عملها دون جدوى.

اللجنة الوطنية تدعو السلط الجهوية بقفصة للتراجع عن قرار الطرد والكف عن معاقبة المواطنين من اجل مواقفهم أو أرائهم وطي صفحة الأحداث في المنطقة بتحقيق المطالب المشروعة في الشغل والتنمية الجهوية العادلة وإطلاق سراح  بقية المساجين.

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي

 


الحزب الديمقراطي التقدمي الأمانة الوطنية للشباب تونس في 14 أكتوبر 2010

بيان


مرّة أخرى، تضطرّ الشابة « غزالة محمدي » منسقة مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقفصة إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بحقها في الشغل بعد رفتها من العمل سنة 2008 من عملها كإطار بنكي صلب جمعية التنمية بالقصر-قفصة بطريقة تعسفية على خلفية نشاطها السياسي والحقوقي ومساندتها لقضية أهالي الحوض المنجمي

وأعلنت غزالة محمدي شنها اضرابا مفتوحا عن الطعام يوم الخميس 14 أكتوبر، ومعلوم أن السلطات التونسية رفضت النظر في جميع المطالب التي تقدمت بها في الموضوع عن طريق الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والإتحاد العام التونسي للشغل.

و يعتبر إضراب « المحمدي » تحركا احتجاجيا اجتماعيا يعكس المأزق الذي وصلت اليه سياسات الفريق الحاكم الذي لم يتمكّن من الايفاء بوعوده فيما يتعلّق بالحدّ من نسب البطالة وضمان الشغل الكريم لشباب تونس.

إنّ اضراب الشابة غزالة محمدي والذي يترجم في ذات الوقت مطالب المئات من المناضلين المحرومين من حقهم في الشغل بسبب معارضتهم لسياسة الحكومة التونسيّة ياتي في وقت يتقلّص فيه هامش الحريات يوما بعد وتسدّ فيه الآفاق أمام الشباب التونسيّ التائق للحرية والكرامة والعدالة والديمقراطيّة. إن الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي : * تعبر عن مساندتها غير المشروطة للمناضلة « غزالة محمدي » * تعتبر قضيتها وحقها في الشغل قضيّة كافة الشباب الديمقراطي التقدّمي والشباب التونسيّ من ورائه وتتعهّد بالعمل على تحقيق أهدافها بجميع الأشكال السلميّة المتاحة وعلى راسها التحركات الميدانيّة إلى حين استرداد حقّ غزالة في الشغل والعيش الكريم * تطالب الحكومة مرّة أخرى بالنظر بجدية في مطلب « المحمدي » نظرا لظروفها الاجتماعية القاسية. * تجدد المطالبة بالكف عن انتهاج سياسة قطع الأرزاق والتشفّي من كل نفس يبدي اختلافا في بلادنا عن الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي الأمين الوطني فرحات حمودي


الهيئة المديرة للرابطة تطالب بالسراح الفوري للفاهم بوكدوس ورفاقه


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 13. أكتوبر 2010 جدّدت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها صدر يوم أمس الإربعاء 13 أكتوبر 2010 مطالبتها بإطلاق سراح الصحفي السجين الفاهم بوكدّوس وكل مساجين الحوض المنجمي. معبّرة في نفس الوقت عن عميق انشغالها إزاء الانعكاسات الصحية لإضراب الجوع الذي يشنّه بوكدّوس في السجن منذ يوم الجمعة 8 أكتوبر 2010. وكان بوكدّوس قد أعلن عن دخوله في إضراب جوع مفتوح يشمل تناول الدواء، كما نقلنا عن زوجته السيدة عفاف بالناصر في نشرة سابقة وذلك احتجاجا على تدهور وضعيته السجنية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أكتوبر 2010)

 


تونس: تواصل محاكمات الشبان المتدينين على خلفية ما يسمى « مكافحة الإرهاب »


تونس ـ خدمة قدس برس ذكرت « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين » أنّ القضاء التونسي نظر أمس الأربعاء (13/10) في سبع قضايا أحيل فيها 39 شابا تتراوح أعمارهم بين 22 و32 عاما، اعتقلوا خلال العام الجاري واُتهموا بعقد اجتماعات غير مرخص فيها والانتماء إلى تنظيمات إرهابية.

وذكرت المنظمة في بيان حصلت وكالة « قدس برس » على نسخة منه أنّ 27 شابا بحالة إيقاف مثلوا أمام محكمتي تونس الابتدائية والاستئنافية في ثلاث قضايا منفصلة تتعلق بقانون مكافحة الإرهاب. ووفق البيان فقد نسبت التحقيقات الى المتهم الرئيسي في أحد القضايا بكونه سعى إلى بعث خلية جهادية اختار لها من الأسماء « صوت الشعب الاسلامي ».

كما نظرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس في أربع قضايا أحيل في جملتها 12 شابا من أجل تهمة عقد اجتماعات غير مرخص فيه. وقد أرجأت جميع الدوائر التي نظرت في هذه القضايا البتّ فيها إلى تواريخ لاحقة.

ووصف المحامي سمير بن عمر الكاتب العام للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين هذا النسق من المحاكمات خلال يوم واحد بالمجزرة في حق الشبان، على حد تعبيره. وشدّد ابن عمر في تصريح خاص لوكالة « قدس برس » على فقدان تلك الملفات المعروضة على القضاء لأية قرائن إدانة في حق الشبان المعتقلين.

وأشار المتحدث إلى أنّ الاعتقالات لاتزال متواصلة في صفوف الشبان المتديّنين على خلفية ما يسمّى « مكافحة الإرهاب »، كما أنّ عددا آخر من القضايا المتعلقة بـ »قانون مكافحة الإرهاب » ستعرض خلال السنة القضائية الجديدة على محكمة العاصمة تونس.

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 14 أكتوبر 2010)


تواصل استهداف السيد بوعبدللي المستثمر في مجال التعليم الخاص


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 13. أكتوبر 2010 أكد السيد محمد البوصيري بوعبداللي لراديو كلمة أنه تلقى استدعاء للمثول يوم 1 نوفمبر المقبل أمام المحكمة الابتدائية بتونس بعد أن أعلنت وزارة أملاك الدولة مطالبته بفسخ عقد البيع الذي تحصل بمقتضاه سنة 2006 على قطعة أرض مجاورة لمغازة « كارّفور » بضاحية المرسى مساحتها 3600 متر مربع، كان قد أعدها لبناء مدرسة ابتدائية خاصة، ونال موافقة وزارة التجهيز.

وذلك قبل أن تسوء أوضاعه ويتم استهدافه على خلفية النزاع الذي واجهه مع زوجة رئيس الجمورية ليلى بن علي حول إقامة مؤسسات تدريس خاصة، فامتنعت بلدية المكان عن منحه الرخص اللازمة في حين أن قطعة الأرض المذكورة مجاورة لروضة أطفال.

وتجدر الاشارة إلى أن مؤسسات بوعداللي التي تعد من أشهر مؤسسات التعليم الخاص في تونس قد انطلقت منذ حوالي 40 سنة في مجال التعليم الابتدائي وتشهد منذ بداية النزاع مسلسلا من الغلق وسحب التراخيص، حيث تم غلق معهد باستور للتعليم الثانوي الخاص سنة 2007، وسحب اعتماد الجامعة الحرة بتونس، أقدم مؤسسة خاصة للتعليم العالي، من طرف الوزارة المعنية في بداية 2010. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أكتوبر 2010)


تأجيل النظر في جلسة الزميل نزار بن حسن وحصار أمني كثيف


حرر من قبل معز الباي في الإربعاء, 13. أكتوبر 2010 أجلت المحكمة الابتدائية بالمهدية يوم أمس الاربعاء 13 أكتوبر النظر في قضية الزميل نزار بن حسن مراسل « كلمة » بالشابة إلى جلسة يوم 3 نوفمبر للمرافعة، وهي القضية التي نظرت فيها محكمة الناحية بالشابّة في طورها الابتدائي وقضت بعدم سماع الدعوى غير أن النيابة العمومية استأنفتها رغم كون الاتهام خال من الجدّية حسب هيئة الدفاع.

وأحيل الزميل بن حسن على القضاء على خلفية مشاركته في تحرّك احتجاجي قامت به جمعية النهوض بالطالب الشابّي تمثّل في اعتصام أمام المعتمديّة للمطالبة بحق الجمعية في المنحة البلديّة التي حرمت منها.

وكنّا أشرنا إلى ملابسات هذه القضيّة في وقت سابق.

وأفاد بن حسن أنه تعرّض إلى مضايقات من قبل أشخاص تابعين للحزب الحاكم ومحاصرة أمنية لصيقة منذ ليلة الجلسة الحالية، كما أن بعض عناصر الحزب الحاكم اتهمته بالخيانة.

وشهدت المحكمة حضورا أمنيّا كثيفا.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أكتوبر 2010)


برلمان تونس الافتراضي قافلة شريان الحياة رقم 5 


أكد الناطق الرسمي لقافلة شريان الحياة زاهر بيراوي أن القنصل محمد فيومي المعتمد من سفارة مصر للتواصل مع قافلة شريان الحياة ابلغهم بالسماح لهم بالدخول عبر معبر العريش.

و أكد المتحدث بإسم الخارجية المصرية حسام زكي صحة الخبر مضيفاً أن السلطات لن تسمح لمنظم القافلة النائب السابق جورج غالوي بالعبور إلى جانب تسعة أشخاص آخرين مستندة الى القرار الصادر عن السلطات المصرية في جانفي الفارط بأن غالوي شخص غير مرغوب فيه في الاراضي المصرية و استاء من هذا القرار الناطق الرسمي باسم القافلة معبراً عن خيبة امله باعتبار أن غالوي يناضل منذ 30 سنة من أجل القضية الفلسطينية و الجدير بالذكر أن القافلة بدأت رحلتها في سبتمبر من العام الماضي منطلقة من أمام مجلس العموم البريطاني و توقفت في مدينتي ليون الفرنسية و ميلانو الايطالية لتصل إلى اللاذقية و منها إلى العريش على الحدود المصرية لتحط رحالها في مدينة غزة الفلسطينية

و تضم هذه القافلة 140 شاحنة و تقل نحو 380 ناشطاً و من أهم الوفود التي تتركب منها القافلة الوفد الجزائري الذي يضم 118 ناشطاً بأربعين شاحنة و الوفد المغربي الذي يضم 101 ناشطا

و تقدر الحمولة الجملية للقافلة بعشرة ملايين دولار و يشارك فيها متطوعون من نحو 30 بلداً

و قد ضم الوفد التونسي 14 ناشطاً يتقدمهم أحمد الكحلاوي و محمد النوري و سمير إدريس و كمال الساكري و زياد بن سعيد و محمد الدبابي و فاطمة ضو و الحمدي و غيرهم

و يذكر أنه وقعت وساطة تركية و سورية و ماليزية للسماح للقافلة بالدخول إلى غزة

محمد عبدالكريم برلمان تونس الافتراضي

http://www.facebook.com/photo.php?pid=622972&o=all&op=1&view=all&subj=157886847635&id=100000108764465

 


تونس : مسؤول رفيع المستوى أمام الدائرة الجنائية


حرر من قبل المولدي الزوابي في الإربعاء, 13. أكتوبر 2010 نظرت الدائرة الجنائية السادسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس العاصمة يوم أمس الإربعاء 13 أكتوبر 2010 في القضية المرفوعة ضد المدير الأسبق للانتدابات بوزارة التربية البشير كريم على خلفية اتهامه بالفساد في ما بات يعرف بقضية « الكاباس ». غير أن المتهم تغيب وقد أرجأت المحكمة النظر في القضية لجلسة الأربعاء المقبل الموافق ليوم 20 أكتوبر 2010. يشار إلى أن المسؤول المذكور يعرض في سياق الكشف عن مجموعة امتهنت الرشوة والفساد في وزارة التربية في عهد الوزير الأسبق الصادق القربي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 أكتوبر 2010)


الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج إيف نوهال – تونس الهاتف: 71322194 بلاغ صحفي


يتوجه الحزب الديمقراطي التقدمي بأحر التحية وبالغ الإكبار للأحرار المشاركين في قافلة « شريان الحياة 5 » التي تساهم في إماطة اللثام على وحشية الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة. إن هذه المبادرة التي تدل على الإصرار على خلخلة الحصار الظالم، عبر سلسلة من القوافل الرمزية، وصولا إلى القضاء عليه، تؤكد أن القضية الفسطينية تسكن في سويداء قلوب الأحرار في وطننا العربي وفي العالم.

وبمناسبة انطلاق القافلة من ميناء اللاذقية السوري إلى ميناء العريش المصري يتقدم الحزب الديمقراطي التقدمي بخالص التحية والتقدير للوفد التونسي المشارك في القافلة. كما يتوجه بتحية إكبار خاصة للنائب السابق السيد جورج غالوي الذي ما فتئ ينتصر للقضايا العادلة ويضحي في سبيل الحق ويُجند القافلة تلو الأخرى لنجدة الشعبين الصامدين في العراق وفلسطين، مُتحملا في سبيل ذلك كل الحملات الحاقدة ومتعاليا على التشويه والتجريح اللذين تُغذيهما الأوساط المؤيدة للصهيونية والدائرون في فلكها.

ويُذكر الحزب الديمقراطي التقدمي في هذا الظرف بضرورة تجنيد كافة القوى العربية لنُصرة الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الإحتلال وللدفاع عن القدس في وجه مخططات التهويد وحماية الأراضي الفلسطينية من زحف الإستيطان، حتى تحقيق الأماني الوطنية للشعب الفلسطيني ونيل حقوقه التاريخية في وطنه غير القابلة للتصرف. ويطالب في هذا الإطار الحكومات العربية، ومنها الحكومة التونسية، باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لكسر الحصار المفروض على غزة بالفعل لا بالبيانات والخطب.

 تونس في 14 أكتوبر 2010 الأمين العام المساعد رشيد خشانة


النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين هل ينعقد المؤتمر وفق اتفاق كاديس أم يتمّ « الإستقواء بالداخل »؟


عادل الثابتي

تم خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين المنعقد بمدينة كاديس الإسبانية من 25 إلى 28 ماي 2010 اتفاق على عقد مؤتمر وفاقي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يجمع شمل الصحفيين التونسيين وتم هذا الاتفاق ( انظر النص الكامل للاتفاق ) ، برعاية قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين و مباركة كامل أعضاء المؤتمر المجتمعين من كافة دول العالم، وأمضى عليه من جهة  أعضاء النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين المتمسكين بشرعية مكتب جانفي 2008 ممثلين بالسيدين ناجي البغوري وزياد الهاني و من جهة أخرى السيدان جمال الكرماوي وشكري بن نصير عن أعضاء مكتب مؤتمر 15 أوت 2010، الذين يقودون فعليا النقابة منذ سبتمبر 2009 عندما منعت قوات أمنية ناجي البغوري رئيس مكتب مؤتمر جانفي 2008 من الاقتراب من شارع الولايات المتحدة الأمريكية حيث مقر النقابة حتى يتسنى لمجموعة السيد الكرماوي الاستقرار بالمقر المذكور.

وتلت المؤتمر هدنة طويلة بين طرفي النزاع دلّت على اقتناع الجميع بأنه لا مصلحة لأحد في استمرار الأزمة. وبدت التنازلات التي قدّمها النقيب ناجي البغوري أثناء مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين كبيرة، إذ لبّى دعوة مكتب السيد جمال الكرماوي بعدم الترشح لمكتب قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين مقابل قبول مكتبه عقد مؤتمر وفاقي. وتدعم هذا التفاؤل خلال الجلسة العامة التي دعا إليها مكتب السيد جمال الكرماوي يوم 17 جوان الماضي، إذ حضر أغلب الصحفيين تلك الجلسة وخاصة خماسي المكتب التنفيذي المتمسك بشرعية مكتب جانفي 2008، ناجي البغوري وزياد الهاني وسكينة عبد الصمد ونجيبة الحمروني ومنجي الخضراوي. ورغم تواصل تصلّب السلطة تجاه الإعلاميين المتمسكين باستقلالية عملهم ومهنيَته، إذ تم إيداع السيد الفاهم بوكدوس مراسل قناة الحوار التونسي السجنَ رغم ظروفه الصحية الصعبة وتم الاعتداء على ومضايقة عديد الصحفيين ومضايقتهم ، فإنه لم يقع التشكيك في مسار المؤتمر الوفاقي إلى حدّ الآن. 

 

من ناحية أخرى لاحظنا أنه رغم اقتراب موعد المؤتمر، كما صادقت على ذلك الجلسة العامة للصحفيين المنعقدة يوم 17 جوان الماضي، فإنه لا حديث في وسائل الإعلام عن هذا الموعد الهام الذي تَرَقّبه الجميع لمعرفة إلى أين ستؤول الأمور. فيما تم تسريبٌ في إحدى صحف المعارضة القريبة من السلطة يشكّك في عقد المؤتمر في موعده المحدد، أي أواخر ديسمبر 2010 – أوائل جانفي 2011،وينسب ذلك إلى مصادر قريبة من مكتب السيد جمال الكرماوي.

لتجاوز هذا الغموض الذي يحيط بموعد المؤتمر اتصلنا بالسيد سفيان رجب عضو مكتب النقابة المنبثق عن مؤتمر 15 أوت وسألناه عن موعد المؤتمر وعن كيفية التحضير له. وهل سيقع الالتزام باتفاق كاديس من حيث الإعداد المشترك للمؤتمر؟

سفيان رجب (عضو المكتب الحالي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين) المؤتمر سينعقد في أواخر ديسمبر 2010 أوائل جانفي 2011 والهيئة الحالية مسؤولة عن انعقاده

 في خصوص موعد المؤتمر صرّح لنا السيد سفيان رجب أن المؤتمر سينعقد في الفترة الفاصلة بين 15 ديسمبر 2010 وبداية شهر جانفي من السنة المقبلة، وأكد لنا أنّ مكتب النقابة سيعقد جلسة في القريب العاجل لتحديد المسائل اللوجستية والتنظيمية لإعداد المؤتمر بما في ذلك مكانه. وأضاف قائلا: إن المؤتمر سينعقد على أرضية القانون الأساسي لجمعية الصحفيين السابقة الذي انعقد على ضوئه مؤتمر جانفي 2008 لأن القانون الأساسي المنبثق عن مؤتمر جانفي 2008 الساري الآن لم يقم المكتب السابق بتسجيله في الرائد الرسمي وبالتالي لم يصبح وثيقة قانونية رسمية.

 

وعن سؤالنا: هل سيقع إعداد مشترك للمؤتمر كما ورد في وثيقة كاديس، أكد لنا السيد سفيان رجب أن وثيقة كاديس ليست وثيقة رسمية وهي غير ممضاة وإنّ إعداد المؤتمر تتحمل مسؤوليته قانونيا الهيئة الحالية وهي المسؤولة وحدها عن تعيين من يُعِدّ المؤتمر ولكنه أضاف قائلا: » إنّ لجنة إعداد المؤتمر سيقع تشريك بعض الزملاء فيها مثل زياد الهاني وناجي البغوري. و أن الهدف الأساسي هو إنجاح المؤتمر. وما تمّ في إسبانيا سنأخذه بعين الاعتبار ». واستدرك السيد سفيان رجب قائلا:  » قانونيا لا يمكن لأي أحد  أن يتدخل في تحديد مكان وتوقيت المؤتمر سوى المكتب الحالي وهو الذي سيُحَاسَبُ على نجاح المؤتمر،  وله أن يفوّض للجنة مشتركة إعداد المؤتمر أم لا، فهو يتحمّل مسؤوليته كاملة في ذلك « . ونفى السيد سفيان رجب التفكير في لجنة مشتركة لأن المسؤولية القانونية والأخلاقية يتحملها المكتب الحالي. وعن سؤالنا عن الأجواء الوفاقية التي دارت فيها الجلسة العامة للصحفيين يوم 17 جوان الماضي وحضور الأعضاء المتمسكين بشرعية مكتب جانفي 2008 في تلك الجلسة وكيفية تفاعل مكتب مؤتمر 15 أوت معها، أفادنا السيد سفيان رجب أن التفاعل حصل بموافقة المكتب على عقد المؤتمر في أواخر ديسمبر 2010 /أوائل جانفي 2011 رغم أن القانون يسمح له بعقد المؤتمر بعد ثلاث سنوات أخرى بدءاً من تاريخ انتخابه يوم  15 أوت 2009 .

ناجي البغوري ( النقيب المنتخب خلال مؤتمر جانفي 2008 )

متمسّكون بالمؤتمر في موعده القانوني تحت شعار « مؤتمر المصالحة والاستقلالية »

وفي علاقة بموعد المؤتمر القادم للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وكيف ينظر إليه الطرف الثاني في اتفاق كاديس وهو الزميل ناجي البغوري نقيب المؤتمر التأسيسي للنقابة المنعقد خلال شهر جانفي 2008 فقد أفادنا بما يلي:   « يكتسي المؤتمر القادم للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أهمية خاصة، باعتبار أنّه ينعقد تحت عنوانين أساسيين هما المصالحة والاستقلالية.  المصالحة من خلال العودة إلى القاعدة الصحفية باعتبارها مصدر الشرعية، في مؤتمر ديمقراطي شفاف وجامع لكل الصحافيين التونسيين دون إقصاء،  وبرقابة دولية لمنع أي تزوير أو تلاعب. والاستقلالية كقاعدة أساسية انبنت عليها منظمتنا لتقوم بدورها في الدفاع عن مصالح منظوريها وعن حرية الصحافة  والبحث عن المعلومة بكل شفافية وإيصالها إلى الرأي العام دون تزييف أو توجيه.

وقد بادر الاتحاد الدولي للصحافيين منذ بداية الأزمة بتنديده   » بالتدخل الحكومي في شؤون النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين » ورفض الاعتراف بنتائج  » المؤتمر الأحادي » ودعا إلى مؤتمر جامع لكل الصحفيين التونسيين في غضون سنة 2010 . واعتبر المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن جهات حكومية وحزبية معلومة هي التي اختلقت أزمة داخل النقابة وقامت بالانقلاب على مكتبها الشرعي بعدما رفض الانخراط في حملات المناشدة خلال رئاسية 2009. وأكد أنه لن يقبل الأمر الواقع وسيواصل نضاله بمعية زملائه المؤمنين بحرية مهنتهم واستقلالينها وكرامة الصحفي التونسي من أجل عقد مؤتمر قانوني ديمقراطي وشفاف تكون فيه الكلمة الفصل للصحفيين دون غيرهم بعيدا عن الضغوطات والتعليمات.   وأكد الاتحاد الدولي أن المكتب الشرعي المنبثق عن مؤتمر جانفي 2008 هو الجهة الوحيدة الناطقة باسم الصحفيين التونسيين وأنه لن يقبل التعامل مع الطرف المدعوم من جهات رسمية قبل موافقتهم على إنجاز مؤتمر موحّـد.

وفي 16 ماي 2010 ، قبل موعد مؤتمر الإتحاد الدولي للصحفيين في كاديس بإسبانيا أيام ( 24/25/26/27 ماي 2010) قام الزملاء في الطرف اللآخر بإصدار بلاغ وقّعه الزميل جمال كرماوي دعا  فيه إلى عقد المؤتمر خلال شهر ديسمبر 2010 ، وهو ما دفع الإتحاد الدولي إلى تنظيم لقاء بين الطرفين ترأّسه الأمين العام للاتحاد الدولي وحضره كل من الزملاء ناجي البغوري وجمال كرماوي وزياد الهاني وشكري بن نصير، الذين وقّعوا اتفاقا بالذهاب إلى مؤتمر وفاقي خلال شهر ديسمبر 2010 وأن تشكل لجنة مشتركة للإعداد للمؤتمر على أن يتولى الأمين العام للاتحاد السيد إيدن وايت متابعة تنفيذ هذا الاتفاق. وقد صادق مؤتمر كاديس بالإجماع على هذا الاتفاق وتقبله بترحيب حار. وهو نفس ما حصل في الاجتماع الأخير لاتحاد الصحفيين الأفارقة في مدينة طنجة المغربية حيث جدد الصحفيون الأفارقة دعمهم لاتفاق كاديس وتمسكهم بتطبيقه من خلال عقد مؤتمر وفاقي لنقابتنا يكون ديمقراطيا وشفافا ومعبّـرا عن الإرادة الحرة للصحفيين التونسيين، مع ترحيبهم بما جاء على لسان الزميل الكرماوي من التزام بهذا الخصوص.

« البعض » في الجهة المقابلة سعى ولا يزال لتأخير موعد المؤتمر الوفاقي إلى شهر جانفي بتعلات واهية ولأسباب منفعية شخصية بحتة حسب ما بلغنا. لكننا متمسّكون من جهتنا بعقد المؤتمر في موعده القانوني المتفق عليه. علما بأن القانون الأساسي للنقابة يؤكد دون لبس في فصله 26 بأن المؤتمر ينعقد وجوبا في الثلاثية الأخيرة من السنة، وأيّ موعد خارج هذا الأجل يعتبر غير قانوني وليس عندنا أدنى استعداد لخرق قوانين النقابة.

 

أما إذا كانت هناك موجبات حقيقية وجدية تبرر عدم عقد المؤتمر في ديسمبر، فلدينا من الاستعداد ما يمكننا من التعاطي مع هذا المعطى بكل المرونة المطلوبة خدمة لمصالح الصحفيين التونسيين ووحدة نقابتهم، لكن في إطار الاحترام الكامل للقانون، كأن نقدم موعد المؤتمر إلى شهر نوفمبر مثلا أو حتى شهر أكتوبر الجاري إن لزم الأمر. والمطلوب الآن المبادرة بتشكيل اللجنة المتفق عليها والبدء الفوري والجدي في إعداد المؤتمر. حتى يقول الصحفيون كلمتهم الفصل ونُـخرج نقابتنا قوية وموحدة من الأزمة التي عصفت بها. هذه الأزمة التي واجهها الصحفيون التونسيون بكل صبر وحكمة واقتدار، ومن حقهم جميعا أن يفخروا بقدرتهم على تجاوزها والتغلب عليها.  »

وبعد التطورات التي عصفت بمكتب الزميل ناجي البغوري منذ تقديمه تقرير النقابة عن وضع الحريات الصحفية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة يوم 4 ماي 2009، وإقدام مجموعة من الصحفيين على فرض الأمر الواقع وتنظيم مؤتمر آخر يوم 15 أوت 2009 . وبعد هذه التصريحات من قبل السيدين سفيان رجب وناجي البغوري حول الرؤية لانعقاد المؤتمر، يبقى السؤال الهام مع اقتراب موعد مؤتمر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: هل سينعقد المؤتمر في ظل الوفاق وباستقلالية تامة أم سيتم « الاستقواء بالداخل » لفرض الأمر الواقع؟  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 156 – 14 اكتوبر 2010


تونس، اجتماع: عقد تحالف المواطنة والمساواة -الذي يجمع مستقلين والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وتيار الاصلاح والتنمية وحركة التجديد وحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ- أمس الاربعاء 13 أكتوبر اجتماعا لتبادل وجهات النظر وتدارس امكانيات الفعل السياسي في المرحلة المقبلة.

تونس، التعليم الاساسي: أصدرت النقابة العامة للتعليم الأساسي بيانا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمربّي استعرض فيه نضالات المدرّسات والمدرّسين في العالم والوطن العربي وفي تونس. ونقدت النقابة التوجّهات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة وما انجرّ عنها من اختلالات في توازنات الصناديق الاجتماعية المالية كما وصفت السياسة التربوية بالارتجالية والتذبذب وطرحت أهم المطالب المهنية والاجتماعية التي يطالب بها المعلّمون التونسيون. من جهة أخرى، أصدرت النقابة العامة بيانا حول مشروع الحكومة المتعلّق بإصلاح أنظمة التقاعد اعتبرته خطير على التشغيل ويفاقم البطالة و يزيد من اهتراء المقدرة الشرائية ومشروع يؤكّد التنصّل من الأسباب الحقيقة لعجز الصناديق الاجتماعية. وتمسّكت النقابة في بيانها بمكسب حق المعلّم في التقاعد في سنّ 55 سنة الذي وقع تقنينه منذ عقود معلنة رفضها لأي إصلاح من شأنه أن يضرب مكتسبات المعلّمين ويصرف نظر العمال عن بقية مطالبهم المشروعة. عن الشعب الالكترونية

تونس، اضراب 1: لم تفرز الجلسة الصلحية التي انعقدت يوم 7 أكتوبر الجاري بمقرّ قسم تفقدية الشغل والمصالحة ببن عروس بخصوص الوضع الاجتماعي المتوتّر بشركة « جارفازوني » للمسابك أي نتائج ايجابية. فقد أصرّ المؤجّر الايطالي الجنسية على عدم الخوض الايجابي في المطالب المطروحة للعمال وهو ما اضطرّ الطرف النقابي إلى التمسّك بتنفيذ الإضراب الذي كان قرّره لأيام 21 و22 و23 أكتوبر 2010. وكان العمال طالبوا بتطبيق محاضر الجلسات السابقة ومراجعة منحة الأعداد المسندة بعنوان الثلاثية الثانية لسنة 2010 وبمراجعة التأمين الجماعي والترقيات المهنية إلى جانب صرف الأجور في آجالها القانونية والحدّ من العقوبات العشوائية وصرف منحة العودة المدرسية.

تونس، اضراب 2: أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بتونس برقية تنبيه بالإضراب تتضمّن دخول أعوان وإطارات بنك الأمان في إضراب عن العمل يوم 27 أكتوبر بمقر العمل. وجاء قرار الإضراب اثر الاجتماع العام الذي انعقد بحضور النقابة الأساسية والجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية الأسبوع الفارط بأعوان المؤسسة الذين سجّلوا تراجع الإدارة العامة عن عديد الاتفاقات في المستويين الاجتماعي والمهني.

تونس، اضراب 3: أكّد  كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي سامي الطاهري  حسب جريدة الصباح الأسبوعي أن النقابة بصدد الإعداد لإضراب الأساتذة ليوم 27 أكتوبر الجاري بعد أن كانت طالبت بجلسات تفاوض مع وزارة التربية ولم تستجب. وأشار الطاهري الى أن الاضراب المرتقب كانت دعت اليه الهيئة الادارية المنعقدة يوم 6 سبتمبر الماضي. واضافت الجريدة انّ النقابة  دعت أيضا الى الاضراب على خلفية تغيير الوزارة لطريقة اسناد عدد التفقد حيث أصدرت النقابة عريضة رفض لهذا الاجراء التي قالت أنه تقرر من طرف واحد ويمثل عرقلة للترقية المهنية للأساتذة. تونس، قرض 1: في اطار الجلسات العامّة السنوية للبنك الدولي بواشنطن وقع وزير التنمية والتعاون الدولي يوم 07 أوكتوبر الحالي، على ثلاثة قروض بقيمة 176,47 مليون دولار، وذلك حسب بيان صادر عن البنك الدولي. ويخصص القرض الأول (بقيمة 68,63 مليون دولار) لإنجاز مشاريع في قطاع الصرف الصحي للتقليص من التلوث الناتج عن المياه المستعملة بخليج تونس. وسيخصص القرض الثاني (بقيمة 57,84 مليون دولار) لإدارة الموارد الطبيعية وتحسين ظروف العيش بكل من ولايات جندوبة والقصرين ومدنين. أمّا القرض الثالث (بقيمة 50 مليون دينار) فهو لفائدة مشاريع تطوير فرص العمل والاندماج المهني بتونس. عن موقع وابماندجر 13 اكتوبر 2010.

تونس، قرض 2: قال البنك الاوروبي للاستثمار وهو الذراع التمويلي للاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء 12 أكتوبر انه سيمنح تونس قرضا بقيمة 185 مليون يورو (256 مليون دولار) لتمويل مشروع كهربائي. واضاف البنك ان « فيليب دي فونتان فيف نائب رئيس البنك سيوقع مع رئيس مدير عام شركة الكهرباء والغاز الحكومية قرضا يوم الجمعة المقبل بقيمة 185 مليون يورو لتمويل انشاء خطوط كهربائية ذات ضغط عالي ». وحصلت تونس على أكثر من 2.6 مليار يورو من البنك الاوروبي للاستثمار على امتداد العقود الثلاثة الماضية.

العراق تعويض: وقعت وزارة الخارجية العراقية اتفاقية مع الحكومة الأمريكية تقضي بتعويض عدد من المواطنين الامريكيين، الذين يدعون إصابتهم بأضرار نفسية اثر حرب الخليج الثانية، بمبلغ قدره 400 مليون دولار.

فرنسا، احتجاجات: شهدت فرنسا يوم الثلاثاء احتجاجات صاخباً ضد مشروع اصلاح نظام التقاعد، حشد 3,5 ملايين شخص استناداً الى النقابات، و1,2 مليون شخص استناداً الى وزارة الداخلية، وهو ما يعد رقماً قياسياً منذ بدء التحركات الشعبية ضد المشروع. وعلى رغم الاضطرابات التي تلحقها الاضرابات بالخدمات العامة في البلاد، بما فيها خدمات السكك الحديد ورحلات الطيران والموانئ البحرية، تتمسك الحكومة الفرنسية بموقفها، وخصوصاً في ما يتعلق برفع سن التقاعد من 60 الى 62 سنة.

البرازيل، انتخابات: مفاجئة فوز مرشحة الخضر ووزيرة البيئة السابقة  بنحو عشرين مليون صوت في الجولة الأولي بفضل الميول الدينية المحافظة للناخبين وضجرهم من الصراع الدائم بين الحزبين الرئيسيين، تأتي كمؤشر قوي علي إحتمال قرب نضوب نمط ثنائية الأقطاب في البرازيل. فقد كشف تحليل نتائج الجولة الاولى أن فوز وزيرة البيئة السابقة بإجمالي 19,6 مليون صوتا، أي ما يعادل 19،3 في المئة من مجموع الأصوات، إنما يرجع أساسا للطابع الديني المحافظ للناخبين البرازيليين، سواء كانوا من الانجيليين أو الكاثوليك. وبهذه النتيجة المفاجئة، ضاعفت مرشحة الخضر التي تنتمي إلي « جمعية كنيسة الله » الانجيلية، عدد الأصوات التي توقعتها إستطلاعات الرأي قبل مجرد شهر واحد من الجولة الإولي التي عقدت في الثالث من الشهر الجاري. ويعزي هذا النمو السريع في ميول الناخبين لصالح مرشحة الخضر في الأسابيع الأخيرة، إلى تحول موقف مؤيدي مرشحة حزب العمال الحاكم ديلما روسيف بسبب موقفها الغامض تجاه قضايا الدين وعدم تجريم الإجهاض. عن موقع آي بي إس.

مانديلا، كتاب: أعلنت مؤسسة نيلسون مانديلا عن إصدارها كتاب جديد للزعيم الجنوب إفريقي مادنيلا يحمل عنوان « محادثات مع نفسي »، وتمّ طرح الكتاب في مكتبات 22 دولة، وبعشرين لغة مختلفة وذلك يوم الثلاثاء 12 أكتوبر. أعدت المؤسسة الكتاب من خلال المذكرات والحوارات الخاصة بمادنيلا ، ومن خلال الخطابات التي كتبها في أحلك الساعات التي قضاها في السجن الذي دام لـ27 عاماً.

قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

 


السلطة تلاحق النقابيين المناضلين بالتشويه بدعم من أشباه النقابيين . على هامش إعتصام عمال بلدية منزل بوزيان


تحية نقابية نضالية إلى كل من يدفعه الصدق النقابي النضالي إلى تقصي الحقائق ونصرة المناضلين الأحرار الشرفاء . إن العمل النقابي يقتضي وحدة الصف النقابي والإحترام المتبادل بين الهياكل والقواعد والتمسك بثوابت الإتحاد والدفاع عنها دون تراجع . والحوار والتفاعل بين النقابيين المناضلين هو وحده الذي يصنع المناضل الحق ويقدم بالنقابيين نحو إفتكاك مطالبهم والدفاع عن مكاسبهم .وقد ترجمت صفحات الفايس بوك والمرصد الوطني للحقوق والحريات هذا الإستحقاق النقابي وكانت منبرا إفتراضيا للنقابيين في تكريس ثقافة نقابية ممانعة ومناضلة لكن ككل موقع واب يعاني من الفيروسات virus لكن هذه المرة ليست مبرمجة معلوماتيا بل فيروسات بشرية مرضية تهدد العمل النقابي والحقوق والحريات . إنها والجميع يعلم على صفحات الفايس بوك زمرة القومجودستوريان مجموعة البشير الصيد الذي نصب نفسه وصيا على القومية وصنع أذيالا وتوابع وممارستهم حجة ضدهم وخطاباتهم في صفحات الفايس بوك تفضحهم متناسين أن بشير الصيد وزمرته عملاء للسلطة مطبعين معها بائعين ذمتهم وكرامتهم وللقومية مقابل تأشيرة رخيصة شرطها تزكية رئاسة مدى الحياة وقد فعلها . إن هذه الفيروسات نزلت في خطابهاعلى الفايس بوك إلى المرتبة الدنيا : الإشاعة والإفتراء بأسماء متخفية على أسماء يعلمها الجميع ممارسة وخطابا : ربيعة سليمان وعبدالسلام حيدوري…. بصفاتهم النقابية وإنتماءاتهم العقائدية التي وإن إختلفت فإنها تلتقي في صف نضالي واحد . إن إستئصال هذه الفيروسات يمر بالضرورة بفضح ممارساتهم وسأكتفي في هذا السياق بالرد على ما ورد من تشويه على صفحات الفايسبوك بُرمج بآلية إستدعاء الأصدقاء ووُجّه من قبل المدعو لطفي عباسي ووقع الرد عليه من قبل مناضلين أحرار يعرفون من تكون ربيعة سليمان . إن ثلب المناضلين وإلصاق التهم المجانية بهم ليس جديدا على الأنظمة الدكتاتورية القامعة للكلمة والحرية لكن الأشد تعفنا هو التحالف الرخيص بينها وبين عملاءها الظاهرين بوجوه نقابية متسللين وسارقين لنضالات الشغيلة الصادقة ناسبينها إلى ذواتهم الرخيصة علها تغطي عن تواطئهم وسمسرتهم بمصالح الشغيلة . إخوتي النقابيين الشرفاء أجدني مضطرة لمدكم ببعض الومضات وما عليكم إلا قراءتها واستبيان الرد على التهم الرخيصة التي آكالني بها الكلب المسعور لطفي عباسي نظرا لمواقفي التقدمية وكشفي لألاعيبه واستغلاله للعمل النقابي من أجل مصالحه الضيقة . من هو المنتمي للسلطة وفي صفها ؟ – لقد قدمت من عمري 11 سنة بطالة ونجحت في ما يسمى ظلما بالكابيس كتابيا ووقعت تصفيتي شفويا وانتدب 09 متعاقدين دون نجاحهم في الكتابي ولم أتمتع بهذا الحق . – تشتغل زوجة المدعو لطفي عباسي بباكلوريا معهد خاص محاسبة منذ تحصلها على هذه الشهادة المشبوهة بمعهد بمنزل بوزيان . – قمت بصفع شخصية يخافها هو وأمثاله من الجبناء لأنها (كاتبة عامة للشباب) . – ساهم المدعو لطفي عباسي ماديا( مائة دينار ) ومعنويا في تصفية وضعية شعبة قبيلته لتتمكن من المشاركة في إنتخابات التجمع .. – يسهر المولدي حمدي كاتب عام الجامعة الدستورية في منزل صهر لطفي عباسي وبصحبته في أطار هندسة الشعب الدستورية . – استغل المدعو لطفي عباسي تواجده في كل المفاوضات مع السلط المحلية والجهوية (معتمد +والي ) ليتقدم بملفات لخدمات خاصة به أو بأحد أقاربه : مطلب عمل أبن بغدادي عباسي أثناء مفاوضات دارت حول وضعية عملة ضيعة الاعتزاز مع سلطة الاشراف / الإنزواء بالوالي بعد إنتهاء جلسة التفاوض في شأن تسوية وضعية عمال بلدية منزل بوزيان وتقديم أوراق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا بعض من كثير متستر عليه …. – تشهد كل المحطات النضالية سواء على المستوى المحلي أو الجهوي وأحيانا الوطني تواجدي ومشاركتي دون أن أنسب لنفسي أي فضل . – يسارع المدعو لطفي عباسي إلى تبني أي نشاط نقابي يحضره مجبرا ومدفوعا بمواقف النقابيين الأحرار والعمال والمزايدة به مع تغيبه في العديد من المحطات المحرجة . – طالب المدعو لطفي عباسي في بيانه شديد اللهجة والمهين للنقابيين المدافعين عن منظوريهم من المعلمين والصادر بتاريخ 23-04-2010 بتسليط أقصى العقوبة على الزميل عثمان الحفصاوي بعد أن إتهمه بالمرض النفسي وبالكذب والتكاسل … – أما عصابته فهم المدعو هشام بنجدو الذي ترأس مكتب مراقبة للتجمع الدستوري في الإنتخابات وقد كان يخشى حتى المرور بجانب الإتحاد ولا يستطيع تجاوز السكة الحديدية التي تفصله عن البوليس . – أما فتحي عباسي فقد تقدم لإنتخابات النقابة الأساسية بمنزل بوزيان بهندسة مملاة من قبل رئيس شعبة قبيلته وبإعتباره ابن التجمع وهذا هو السبب في ما يحدث من تلاعب في حركة النقل بالنسبة لقطاع التعليم الأساسي بمنزل بوزيان. – بدافع من عمال بلدية منزل بوزيان (الذين إستغل المدعو لطفي عباسي وضعيتهم العالقة مع البلدية ليتفاوض ويدعو لمزيد من التفاوض حتى يتسنى له لقاء المعتمد وطلب تمييزه بساعات إضافية لسقي أرضه الفلاحية مزاحما العائلات البسيطة وآكلا لحقها ….) وقع إعتصام أمام بلدية منزل بوزيان للمطالبة بحق العمال في الترسيم حضره مجموعة من النقابيين والعمال وزوجاتهم وأبناءهم وتبين كالعادة إن المدعو لطفي عباسي أخبر سادته في السلطة أنه أجبر على الإعتصام بدافع من عبدالسلام حيدوري والهادي بنجدو وربيعة سليمان . – أثناء الإعتصام حضر كاتب عام الجامعة الدستورية المدعو مولدي حمدي وأراد حضور المفاوضات اكتفي المدعو لطفي عباسي بالقول : » سي مولدي قريبناولد عمنا وقطاعنا ولكن المجال لا يسمح ….) فتصدى له عبدالسلام حيدوري بشدة وأخرجه من الجلسة لعدم أحقيته ووجه السؤال للمعتمد قائلا : » ما محل هذا الشخص من الجلسة التي تعنى بالشأن العمالي وليست جلسة سياسية وبالتالي لا شرعية لوجوده …… » فأكال له التهم بدعوى أن الكاتب العام للإتحاد الجهوي عضوا في البرلمان فكأنما النقابي يجب في نظره أن يكون تجمعيا وبأن المعلمين والأساتذة يعرفون  » سي المولدي  » وبأنه وزوجته يعرفهم وهي عضوة في الشعبة . نقل المدعو لطفي عباسي بكل ممنونية التهم الموجهة على لسان السلطة دون التنديد وكأنه يسوق إنتصارا عظيما فطالبت وزوجي عبدالسلام حيدوري الهياكل النقابية الحاضرة إتخاذ موقف نقابي ضد كيل التهم والتشويه المتعمد من طرف السلطة للنقابين والمناضلين الذين طالبوا ببرقية تنديد صادرة عن الإجتماع توجه إلى سلطة الإشراف المحلية والجهوية وأجبر كعادته على مسايرة الموقف النقابي دون أن يتدخل في صناعته . وأمام إلحاح العمال وبعض النقابيين الصادقين على الإعتصام ضد هذه الممارسة حاول كعادته تلطيف الرد والإكتفاء ببرقية التهديد . وفي صفحات الفايس بوك يتبنى التشويه كاشفا عن تآمره مع السلطة ضد النقابيين المناضلين . – إذ لسائل أن يسأل هل السلطة تواجه أتباعها وتكشفهم على الملأ أم تواجه أعداءها وتحاول التشكيك في مصداقيتهم لتفض من حولهم الجماهير ؟؟؟؟؟؟؟ – إن ما قام به الإداري ممثل السلطة في حقي وحق زوجي عبدالسلام حيدوري ما هو إلا دليل أيها الحقير على تعاملك معه وعلى نظافتنا ونضاليتنا التي لا نتشدق بها ولكن إدعاءاتك الكاذبة هي التي دفعتنا لقول ذلك .لو أنني من أعوانه مثلك لماتوجه لي بهذه التهم على الملأ بل لحاول إخفائي مثلما يفعل معك ومع أذيالك فتحي عباسي . – إن هذا التشويه هوفي سياق التنسيق مع سلطة الإشراف المحلية والجهوية لصد الحركات الإحتجاجية والأمثلة على ذلك كثيرة : حاتم فاضل الذي أضرب عن الطعام طلبا للعمل إتهمتموه بالبوليسية ومنع من الإعتصام في دار الاتحاد المحلي بأمر من البيروقراطية وبالتنسيق مع من أعطاك إعلام عزمه على الإعتصام ( المعتمد) . – إستغلال آلية الإشاعة والتشهير ونعت كل من يناضل ويحتج بالبوليسية والعمالة مع السلطة (إعتصام الستيل بسيدي بوزيد / أو بالمرض النفسي والكذب التكاسل المعلم عثمان حفصاوي / التشكيك في تشكيلة النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بحسابات قبلية : ضد أغلبيتها مع الأقلية التي تنتمي إلى القبيلة وإستغلال حركة النقل لتصفية الحسابات وتحسين وضعيات أبناء العم . عدم الإلتحاق بإعتصام وليد قاسمي معمل النسيج بالمكناسي …… – إن المدعو لطفي عباسي فاقد للشرعية القانونية في تواجده ككاتب عام للإتحاد النحلي بمنزل بوزيان بصفته يعمل متفقد للتعليم الأساسي بمعتمدية المكناسي إلا أن البيروقراطية عميلة السلطة أصرت على وجوده وتدعيمه ليكون سندها في ضرب النقابيين وتهدئة الأجواء لصالح السلطة والتصدي لكل عمل نقابي مناضل يسعى لمواجهة السلطة في مشاريعها التجهيلية التجويعية التغييبية ( مثال : ضرب نادي حشاد الثقافي ومنعه من العمل وإغلاق دار الإتحاد المحلي في وجهه / منعي كمنسقة قطاعية للجنة المرأة العاملة من حضور الإجتماع حول مسألة التنمية بدعوى النظام الداخلي ) – يوم إعتصام عمال بلدية منزل بوزيان وبعد تعليقه والإجتماع بهم في دار الإتحاد المحلي بمعية مجموعة من النقابيين أجمع الحضور على التنديد بنهج السلطة في تشويه النقابيين المناضلين بالإشاعة والإفتراء وأبرقوا إلى سلطة الإشراف المحلية والجهوية ببرقية تنديد 10-10-2010 . – فلسائل أن يسأل هل أن المدعو لطفي عباسي كان يلبس في آنها غطاء النقابي أمام الحضور أما في صفحات الفايس بوك فيقف مع زمرته يسوّق لنهج السلطة المتمثل في إرباك العمل النقابي المناضل بالإشاعة والإفتراء . من هذا المنبر أرفع تحدي في وجه هذا الكلب الذي لا يجرأ على الظهور بإسمه الحقيقي وإنما يتخفى كعادته ويسرق كعادته أسماء أبطال وشخصيات ( صلاح الدين ) فحتى هؤلاء لم يسلموا من سرقاته فهو يسرق مجدهم وتاريخهم ويلبس كساءهم ليبيع تحت ظله حقوق العمال ومستحقاتهم ويمد يده المتسخة للسلطة لضرب النقابيين . إذا كانت ربيعة سليمان وهي من عرفتها الحركة الطلابية بصفاقس وشاركها مناضلو سيدي بوزيد وقفصة وتونس محطات نضالية كثيرة هي مكلفة بخطة لدى الحزب الحاكم فإني أطالبك وزمرتك من هذا المنبر في تحدي : – التنديد بالكاتب العام للإتحاد الجهوي بسيدي بوزيد بصفته عضوا في البرلمان – بمطالبة رئيس الجمهورية بتطبيق الديمقراطية وإعطاء الفرصة للتداول على السلطة . – بمطالبة الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل بممارسة الديمقراطية وإعطاء فرصة للتداول على التكليف . – الإلتحاق إراديا بالإعتصامات دفاعا عن الحقوق والحريات النقابية والدفاع عنها نهجا نقابيا لا بالقول بل بالممارسة والفعل . عاشت نضالات النقابين الأحرار دفاعا عن الشغيلة وتصديا لنهج السلطة في ملاحقة المناضلين وتشويهمم ومحاسبة أذيالهم من وشاة البيروقراطية والخونة وعملاءهم من القومجودستوريان الإمضاء ربيعة سليمان / عبد السلام حيدوري.                 نقابي حر           nakabi.hor@gmail.com  


عندما يتحول المركز الجهوي للتربية و التكوين المستمر ببنزرت الى منبر سياسي


بتاريخ 8 اكتوبر 2010 تلقيت دعوة شفويا لحضور تكوين بيداغوجي بالمركزالجهوي للتربية و التكوين المستمر عن طريق مدير المدرسة يوم  السبت 9 اكتوبر على الساعة 11….دخلت القاعة صحبة المدعووين….و كان بالمنصة مستشار وزير التربية والمندوب الجهوي و مساعد المندوب الجهوي للتعليم الابتدائي و كاتبة لجنة التنسيق الحزبي واعضاء اخرون ..عند الافتتاح تم التاكيد على ان المدعووين هم من التجمع و الهدف هو الاستشارة على المنظومة التربوية الجديدة…..فاستغربت وجودي ضمن مجموعة تنتمي الى تنظيم سياسي ……اتساءل كيف يسمح مسؤولي المندوبية الجهوية للتعليم ببنزرت لانفسهم باستدعائي ضمن المنخرطين في التجمع الدستوري الديمقراطي وهم يعرفون جيدا انني لا انتمي الى اي حزب سياسي بل انتمائي الوحيد هو للاتحاد العام  التونسي للشغل؟؟؟؟ كما اتساءل هل المركزالجهوي للتربية و التكوين المستمرفضاء لتكوين المربين ام اصبح منبرا لاتجاه سياسي معين …… ؟؟؟؟                      سامية ساسي نقابية ببنزرتالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية

Observatoire tunisien desdroits et des libertés syndicaux

 


تالة … اضراب في مدرسة هندي الدولة احتجاجا على الاعتداء على معلم


دخل معلمو و معلمات المدرسة الابتدائية هندي الدولة تالة في اضراب يوم الثلاثاء 12 اكتوبر  2010 احتجاجا على الاعتداء الذي تعرض له زميلهم من طرف ولي وقد حضر كل من مدير التعليم الاساسي بالادارة الجهوية للتربية  بالقصرين  و بعض اعضاء النقابة الجهوية و النقابة الاساسية للتعليم الاساسي  الى المدرسة  و قدموا وعودا بردع هذا الولي واحالة الامر  الى القضاء  و رد الاعتبار  المعنوي  للاسرة التربوية بهذه المدرسة . نقابي – تالة

— المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et deslibertés syndicaux


القصرين … نقابيون ومعلمون في اعتصام بالادارة الجهوية للتربية احتجاجا على حركة النقل في التعليم الاساسي


دخل مساء اليوم 14 / 10 / 2010 عدد من  نقابيي و معلمي   جهة القصرين للمرة الثانية في اعتصام مفتوح داخل الادارة الجهوية  للتربية   احتجاجا على حركة النقل  لقطاع  التعليم الاساسي  المنجزة بين النقابة الجهوية للتعليم الاساسي  و الادارة  الجهوية و اللتين لم تحترما المقاييس المعمول بها وطنيا وكذلك احتجاجا على التواطئ الواضح بين الجهتين. ومن المنتظر  ان تتواصل هذه التحركات الاحتجاجية  الى حين تسوية  الوضعيات العالقة  لعديد المعلمين  نقابي – تالة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


استعدادا لمجلسه الوطني اتحاد الشغل يضبط برنامج عمله… و20 نوفمبر توزيع مشاريع اللوائح على الجهات والقطاعات


ضبط الاتحاد العام التونسي للشغل برنامج عمل مجلسه الوطني المقرر عقده أواخر شهر جانفي2011 وستتضمن هذه المحاور ملفات الصناديق الاجتماعية وأنظمة الضمان الاجتماعي والمفاوضات الاجتماعية والتشغيل والجباية والتربية والتكوين والتعليم إضافة إلى هيكلة الاتحاد.

وكان اجتماع المكتب التنفيذي المنعقد عشية أول أمس برئاسة أمينه العام السيد عبد السلام جراد قد حدد تركيبة اللجان واللوائح وتقرر أن يتم اختيار أربعة مشاركين من المكتب التنفيذي الوطني واربع جامعات ونقابات عامة واربعة اتحادات جهوية للشغل.

وستستمد مشاريع اللوائح من ورقات توجيهية يتم اعدادها من قبل لجان تتكون من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية.

ومن المقرر أن تنهي كافة اللجان اشغالها في اجل لا يتجاوز 20 نوفمبر وسيقع توزيع مشاريع اللوائح على الجهات والقطاعات قصد النظر فيها من خلال هيئات ادارية جهوية خلال شهر ديسمبر القادم.

وستعرض المشاريع في صيغتها النهائية على الهيئة الادارية الوطنية قبل عرضها على اشغال المجلس الوطني.

ومن جهة اخرى يواصل الاتحاد العام التونسي للشغل عقد ما تبقى من اشغال المؤتمرات، حيث تقرر عقد مؤتمر ديوان الموانئ التجارية يوم 18 اكتوبر الجاري.

خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2010)

 


سامي الطاهري  كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي في ندوة صحفية: العودة المدرسية غير موفقة، وإضراب 27 أكتوبر هو من أجل الدفاع عن مطالب القطاع


تغطية عادل الثابتي

في تزامن غير مقصود مع الحوار التلفزي الذي نُظِّم لوزير التربية مساء يوم 21 سبتمبر جاءت الندوة الصحفية التي دعت إليها النقابة العامة للتعليم الثانوي يوم 22 سبتمبر  الماضي لتوضح للرأي العام موقف قطاع أساتذة التعليم الثانوي من القضايا المطروحة على قطاع التعليم  وتقييم النقابة لظروف العودة المدرسية و أيضا لتبيِّن مقررات الهيئة الإدارية لقطاع التعليم الثانوي التي انعقدت يوم 6 سبتمبر و لتوضِّح، خاصّة أسباب الإضراب الذي دعت إليه النقابة يوم 27 أكتوبر الجاري.

الإجراءات الجديدة اتخذت من جانب واحد والطرف النقابي لا علم له بها !؟

استهل السيد سامي الطاهري الندوة الصحفية، التي ترأسها مصحوبا بكامل أعضاء مكتبه النقابي، بالحديث عن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها وزارة التربية، واعتبر أنها كانت إجراءات أحادية الجانب لم يقع تشريك النقابة العامة للتعليم الثانوي فيها، عكس ما صرح به الوزير خلال ندوته التلفزية. واعتبر الطاهري أن الغموض ساد الوضع التربوي إلى حدود ليلة 22 سبمتبر. وفي خصوص طبيعة هذه الإجراءات  شدّد الطاهري على أنها « إجراءات تمس أمورا هامشية في الشأن التربوي ولا تهم عمق مراجعة منظومة تربوية مترهِّلة « . ثم بيّن موقف النقابة من هذه الإجراءات فاعتبر أن مسألة تحية العلم ليست قضية جدال مثلما ذهبت إلى ذلك الوزارة في محاولة منها للمس من وطنية الأساتذة والأسرة التربوية، مؤكدا أن الأسرة التربوية لم تكن تتوقع أن تذهب الوزارة إلى ذلك تحت تعلة تحية العلم. واعتبر الطاهري أن التبريرات التي قدمتها الوزارة كانت تبريرات واهية مثل الحديث عن تدعيم الحس الوطني ووجود بعض الهرج في بعض مواكب تحية العلم. ولفت الطاهري الانتباه إلى أن هذا الإجراء الجديد يتناقض مع الفصل 26 من الأمر المنظم للحياة المدرسية الصادر سنة 2004 عندما حوّل موكب تحية العلم إلى غرفة مغلقة وعوض النشيد الوطني بورقة مشوهة على السبّورة. ولفت الطاهري الانتباه إلى عديد التساؤلات التي يطرحها هذا الإجراء مثل: هل المكان محدد للوطنية؟ وأين سيؤدي باقي أعضاء الأسرة التربوية مثل المديرين والقيمين والعملة تحية العلم؟ و ماذا عن كلفة تنفيذ هذا الإجراء والحال أن المؤسسات المدرسية في حاجة ماسة إلى التعهد والصيانة؟

أما الإجراء الثاني الذي اتخذته الوزارة من جانب واحد فهو إلغاء امتحان  الرياضة في البكالوريا الذي اعتبره السيد سامي الطاهري إجراء مفاجئا بتعلات مفاجئة، مؤكدا « أن المظاهر الاحتفالية التي يقيمها التلاميذ بهذه المناسبة والمسماة « الدخلة » محدودة جدا في المكان وتشمل بعض المناطق فقط وبتمويل من إدارات بعض المعاهد، أما ربط هذا الامتحان بالرغبة في تحسين المعدل فهو أغرب من السبب الأول إذ يصبح من المفروض إلغاء كل مادة لا تساعد في تحسين المعدل والأخطر من هذا، حسب الطاهري، هو تهميش مادة التربية البدنية في منظومتنا التربوية. وفي خصوص إلغاء الأسابيع المغلقة في نظام الامتحانات في الإعداديات لفت السيد سامي الطاهري الانتباه إلى أن النقابة العامة كانت تطالب بذلك دون أن تجد الآذان الصاغية. وتساءل: لماذا يتم الإلغاء في الإعداديات ولا يشمل الثانويات التي توجد إعداديات في بعضها؟ !

واعتبر الطاهري أن كل هذه الإجراءات هي إجراءات تلفيقية، داعيا في الوقت نفسه الوزارة أن تكون جريئة في الإصلاح إلى أبعد الحدود. العودة المدرسية غير موفقة  وإضراب 27 أكتوبر حقّ يكفله الدستور…

« غير موفقة » هي العبارة التي قدّر السيد سامي الطاهري أنها كفيلة بتوصيف ظروف العودة هذه السنة إذ أن آلاف التلاميذ لم يلتحقوا بعد ( عند انعقاد الندوة الصحفية يوم 22 سبتمبر 2010) بصفوف الدراسة، ووضع الأساتذة المصنفين زائدين عن النصاب غير واضح، والفوضى كبيرة. وأضاف الطاهري قائلا « إن معهد سيدي حسين بالعاصمة مثلا الذي انهار جانب منه خلال السنة الدراسية الماضية لم تنطلق أشغال ترميمه إلا يوم 26 جويلية وهي متواصلة إلى حد اليوم  وجهات عديدة تشهد توترات سببها قرارات تعسفية بطرد أساتذة متعاونين مشهود لهم بالخبرة في جهة زغوان بعد أربع سنوات من العمل، في خرق واضح لاتفاقية عقدت مع الوزارة سنة 2007. أما في الكاف فإن الإدارة الجهوية لا تعترف بالحق النقابي إذ يعتبر المدير الجهوي للتعليم العمل النقابي غريبا عن المعاهد ويقوم بنقل تعسفية للأساتذة. كما شهدت هذه الجهة إرسال برقيات عديدة من قبل جهات غريبة عن الساحة التربوية تندد بإضراب الأساتذة منها برقية صادرة عن الجمعية المائية بتل الغزلان؟ ! 

ولفت السيد سامي الطاهري الانتباه إلى وجود عديد المؤسسات التي لم يمر على إنشائها سوى عامين أو ثلاثة أعوام وبدت عليها علامات التداعي والتشقق، متسائلا: أين الرقابة على المنشآت ولماذا يُهْدَرُ المال العام بهذه الطريقة؟

بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي تمت فيها العودة، أشار السيد سامي الطاهري إلى الوضع التفاوضي مع الوزارة وهو الوضع الذي قيمته الهيئة الإدارية المنعقدة يوم 6 سبتمبر الماضي بأنه سلبي للغاية ، مشدّدا على أن الوزير يقول: نستمع ولا يقول: نتفاوض، وأن بعض الجلسات انعقدت بعد تدخل أمين عام الاتحاد مع وفود وزارية ليس لها صلاحية القرار. وأضاف الطاهري أن المطالب المرفوعة هي مطالب مزمنة وصلت لوائحها الوزارة منذ 19 فيفري الماضي ولكن الوزير يقول الآن إنه لأول مرة يشعر بخطورة مسألة القانون الأساسي لأساتذة التعليم الثانوي. وقال الطاهري إن الوزارة ترفض إلى حد الآن إمضاء محضر جلسة 18 أوت الماضي . وشبّه الطاهري الوضع بأوضاع أزمتَي 1978 و1985، تضاف إليها وضعية التشغيل الهش والمهين التي يعانيها ما بين 350 و500 أستاذ معوِّض يعملون في ظروف شبيهة بالعبودية ويتقاضون مكافأة ب 400 دينار شهريا،  وهم يعوضون وضعيات غير وقتية أي أماكن دائمة الشغور لأساتذة يعانون أمراضا مزمنة وآخرين متوفين أوملحقين بالإدارة لأسباب صحية. وقال الطاهري: » إننا نتمسك بإيجاد صيغة قارة للانتداب وواجب الوزارة هو فتح ملفات الانتداب ». ولفت الطاهري الانتباه إلى وجود « مؤشرات تطبيعية » في بعض الكتب المدرسية كتدريس أغنية لفنان صهيوني  وغيرها.

التشغيل الهش خرق لقانون الشغل وطرد الأستاذ رياض الشعيبي مظلمة مجهولة الدوافع

في رده عن سؤال طرحته « مواطنون » حول التشغيل  وآليات الإدماج أمام الطرد الغريب لأستاذ مشهود له بالكفاءة مثل حالة الأستاذ رياض الشعيبي قال السيد سامي الطاهري :  » لنا عينة دامغة على مأساة التشغيل الهش، فالأستاذ رياض الشعيبي شهدت له المتفقّدة هدى الكافي بالكفاءة،  وشهدت له اللجنة المرافقة للمتفقدة بالكفاءة، وشهد له مدير المعهد الذي يُدَرِّسُ فيه بالناظور ومنحه عددا مهنيا يفوق85 على 100. وهذا الأستاذ أوجد بحثا بيداغوجيا إلكترونيا طلب منه المتفقد تسجيله في شهادة براءة ليتم توزيعه على المعاهد ومع ذلك يطرد « . وأضاف الطاهري قائلا:  » إن السؤال الذي يطرح هو: ما هي المقاييس التي تعتمدها وزارة  التربية للإدماج »؟. وتساءل:  « ماذا وراء الأكمة؟ »،  مشدّدا على أنه من المفترض أن حقّ الشغل مضمون دستوريا وحق الإدماج مضمون مع الوزارة بموجب اتفاق 2007 والواجب الأخلاقي يتعلق بطمأنة الأولياء على مصير أبنائهم،  فكيف تترك الوزارة أبناءهم طيلة أربع سنوات بين أيدي أستاذ غير كفء؟ ! وقال الطاهري:  » إن النقابة سجلت حوالي 88 حالة شبيهة بحالة الأستاذ رياض الشعيبي ففي لجان الإدماج يتساءل المتفقدون ما الذي غيّر الأمر من الإيجابي إلى السلبي « . وفي إطار تجاوز قانون الشغل من قبل الوزارة ذكر الطاهري أن هناك أساتذة يعملون كمتعاقدين منذ عشر سنوات وبعضهم شارك في وضع برامج وامتحانات وطنية ثم يفاجؤون بالطرد المُهِين دون وثيقة أو تبرير، فالأستاذ رياض الشعيبي بعد أن أُطْرِدَ اقترح عليه المدير الجهوي للتعليم أن يشتغل في المعهد كإداري على حساب حظيرة البلدية! !

(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


في حوار خاص مع « مواطنون » السيد حفيظ حفيظ (كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي) هذه مطالبنا و القرارات التي خصت التعليم الأساسي تمّت عكس ما اتفق

عليه في اللجنة الاستشارية التي شكلتها الوزارة لتجويد العملية التربوية


حاوره عادل الثابتي

مثلما هو الوضع بالنسبة للتعليم الثانوي والعالي كان افتتاح السنة الدراسية الحالية مليئا بالتطورات التي فاجأت المتابعين، إذ تم اتخاذ عديد الإجراءات التي تهم البرامج المقدمة وطرق التقييم مثل إلغاء امتحان السنة الرابعة و تواصل الغموض في خصوص مسألة امتحان السادسة  » السيزيام ». وكان الإجراء الأخطر هو إقرار تدريس اللغتين الفرنسية والأنقليزية في سنّ مبكرة جدا: الاولى ستدرّس ابتداء من الثانية أساسي والثانية ابتداء من الثالثة أساسي. وفي نفس الوقت أصدرت النقابة العامة بيانا يوم 20 سبتمبر الماضي وضحت فيه مشاغلها ومطالبها.

لمزيد توضيح الأمور وفهم حقيقة ما يجري في هذا القطاع الأساسي في المنظومة التربوية الوطنية توجّهنا إلى السيد حفيظ حفيظ كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي وكان لنا معه الحوار التالي:                                                                                          1 – كيف ترى النقابة العامة للتعليم الأساسي ظروف العودة المدرسية هذه السنة؟

كانت ظروف العودة المدرسية خلال هذه السنة « عادية » حيث لم تتحسن ظروف العمل بالمدارس الابتدائية التي لا تزال تشكو العديد من النقائص، وأغلبها يفتقر إلى أدنى الضروريات حيث يعمل المدرس  ويدرس التلميذ في أقسام مكتظة وأحيانا ضمن نظام الفرق وباستعمال وسائل عمل لا تلبي بأي شكل من الأشكال العملية التربوية.

وممّا زاد الطين بلة هو الإجراءات الجديدة الغامضة التي زادت في حيرة المهتمين بالشأن التربوي، إذ لأول مرة منذ عقود لا يعرف المربي رزنامة العطل التي من خلالها سيبرمج التدريس والتقييم ( صدر منشور الوزارة مؤخرا في هذا الصدد ليحافظ على نفس الرزنامة القديمة [التحرير] ).

2 – ماذا عن الإجراءات التي وضحها السيد حاتم بن سالم في الرسالة التي بعث بها إلى إحدى الصحف اليومية والتي تتعلق بالسنة السادسة ابتدائي وامتحان الرابعة ابتدائي وغيرهما؟

إن قطاع التعليم الأساسي، مربين وغيرهم نادوا عبر هياكلهم النقابية منذ إدراج امتحان السنة الرابعة بّأنه إجراء ارتجالي وطالبوا بإلغائه، كما أننا نادينا منذ سنوات بأن إلغاء السيزيام والاقتصار فقط على المعدل السنوي ساهم في مزيد تردّي مستوى المتعلمين رغم أنه عنصر ثانوي باعتبار أن الأساس هو البرامج والمحتويات والمناهج المتّبعة. إن الاعتماد على المعدّل السنوي فقط في الارتقاء يجعل الامتحان في نهاية السنة السادسة شكليا ويزيد في تعميق العشوائية والارتجالية التي اتسمت بها سياسة وزارة التربية منذ سنوات.

3 – أين وصلت الأمور مع الوزارة في خصوص النقاط المطروحة على جدول أعمال المفاوضات الجارية معها مثل النقاط القطاعية والمفاوضات الاجتماعية ومسألة التقاعد المبكر (سن 55 عاما)؟

انطلق التفاوض مع سلطة الإشراف منذ 7 جانفي 2010 بجلسة مع وزير التربية تمخضت عنها لجان نظرت في خطتي مساعد المدير والمعلم المعوِّض، وكذلك إنجاز الحركة النظامية للمديرين. ولئن أنجزت حركة المديرين بطريقة سليمة وتجاوزت الأزمة التي عرفتها العلاقة بين الوزارة والنقابة منذ 2005 في كيفية إسناد الإدارات، فإن التفاوض لم يتقدم بشكل جيّد في بقية الملفات وهو الأمر الذي جعلنا نطلب جلسة ثانية مع الوزير تمت يوم 28 أوت 2010 و عبّرت فيها النقابة عن استيائها من سياسة المماطلة وربح الوقت التي انتهجتها الوزارة، وطالبت بضرورة فتح التفاوض في المسائل المادية والترتيبية وهو ما تمّ الاتفاق حوله، إذ إنّنا ننتظر تكوين اللجان للبدء في التفاوض. و تتلخص المطالب المادية في:

–         الترفيع في منحة العودة المدرسية لتبلغ راتبا شهريا. –         مضاعفة منحة الإنتاج. –         تعميم المنح الجامعية وتوفير السكن الجامعي لأبناء المعلمين طيلة سنوات الدراسة. –         الترفيع في منحة الريف ومراجعة مقاييسها. –         الترفيع في منحة السكن والإدارة للمديرين والمساعدين البيداغوجيين.

أما المسائل الترتيبية فتتعلق بـ :

–         مراجعة القانون الأساسي. –         تحسين الترقيات المهنية( معلم تطبيق أوّل ) –         ترقية أستاذ المدارس الابتدائية. –         تخصيص أيام للامتحانات خلال الثلاثي الأول والثاني. –         تحسين ظروف العمل في المدارس الابتدائية. –         مراجعة تقييم المعلم. –         إنهاء التفاوض في خطتي مساعد المدير والمعلم المعوّض.

أمّا في ما يتعلق بملف إصلاح أنظمة التقاعد فإن قطاع التعليم الأساسي يعتبر أن هذا الملف غير قابل للتفاوض باعتباره مكسبا جناه المعلمون بنضالاتهم التي أدّت إلى اعتراف المشرّع بأن المهنة التي يمارسونها تعدّ من المهن المُرْهِقة، لذلك وقع تمكينهم من التقاعد في سنّ 55 سنة. وإنّ النقابة متمسكة بهذا المكسب بل تطالب بتحسينه والاكتفاء ببلوغ المعلم سنّ 55 سنة دون شرط سنوات التدريس وترفض أن يقع تحميل المعلمين فاتورة أزمة الصناديق الاجتماعية، بل تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الوضع الذي أضحت عليه وتطالب بضرورة الكف عن سياسة التشغيل الهش واعتماد الشغل القارّ الذي بفضله يمكن تجاوز هذه الأزمة.

4 – ما رأي النقابة في التحويرات التي مست تدريس اللغات في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي (الفرنسية ابتداء من السنة الثانية والأنقليزية بداية من السنة الثالثة)، هل يتم تشريك النقابة أو الإطار التربوي في اتخاذ مثل هذه القرارات؟

لقد وقع تشكيل لجنة استشارية من طرف الوزير نظرت في ملف « تجويد العملية التربوية »، وقد شاركت النقابة فيها باعتبار مطلبنا المزمن  الدّاعي إلى تشريك ممثلي المعلمين أي الاتحاد العام التونسي للشغل في العملية التربوية وقد عملت اللجنة مدّة 3 أشهر وقدمت عديد المقترحات التي كانت محلّ وفاق جميع الأطراف، إلاّ أنه وعند مفتتح السنة الدراسية انعقد مجلس وزاري خاصّ بالتعليم وأعلن العديد من الإجراءات التي لا علاقة لها بما وقعت مناقشته. ومن بين هذه الإجراءات التبكير بتدريس اللغتين الفرنسية والإنقليزية. والنقابة العامة للتعليم الأساسي بقدر ما تؤمن بضرورة انفتاح ناشئتنا على كلّ ما هو نيّر في التراث والحضارة الإنسانية فإنّها ترفض أن يقع تهميش لغتنا القومية وتتمسك بأن يتوفر عنصر التمكّن الجيّد للناشئة لها قبل انفتاحهم على اللغات الأخرى التي أصبحت ضرورية اليوم.

(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


حول تغيير نظام تسعير العدد البيداغوجي لأساتذة الثّانوي


نخشى تحويل الوزارة إلى شركة إستثماريّة خفيّة الإسم , منحى الرّسملة هذا يقترن بالمعاليم الخاصّة بالتّسجيل الّتي وظّفت في بداية السّنة الحاليّة على تسجيل تلاميذ الإبتدائي , و كذلك على الزّيادات ذات النّسبة المرتفعة في معاليم المناظرات الخارجي…ّة و الدّاخليّة للوزارة , الّتي نشرت في الصّحافة الأربعاء6 أكتوبر , طبعا تحت خانة  » الإصلاح  » و ّ » التّعديل  » . الحنق انتاب أغلب أساتذة الثّانوي , لما في هكذا إجراء من عسف و استهداف لهم في كرامتهم ووظيفتهم , و تبعا لذلك للعمليّة التّربويّة ككلّ . هذا الإفراق أو تفتيت العدد , حيلة تسويقيّة تلجأ إليها المؤسّسات الرّبحية } تفتيت الخدمات و التّسعير الإفرادي } ليربو العائد الرّبحي . كنّا نتقدّم الى التّرقية بخطى سلحفاتيّة , فأقرّوا السّنة الضّوئية مقياسا للترقي المذل و البخس . و ليس بخاف على ذي البصيرة مقصد استباق تاج مطالب إضرابنا القادم : تحسين القدرة الشّرائيّة للمربّي , حرب وقائيّة . بعض العتب موجّه إلى نقابة المتفقّدين لقبولها القرار , الألسن الخبيثة , مع وجاهة في التّفسير أو شبه قناعة , عزت الأمر إلى العوائد الّتي ستستحصل بكثرة الزّيارات , و ما أدراكم و المنحة الكيلومتريّة , صمت التّواطئ مريب . منطق السّوق الرّأسمالي يؤكّد : تثري الأقلّية على حساب الأكثريّة , و الوزارة ليست شمسا لتشرق على الجميع . همسة لأذن عاقلة : الوطنيّة الفعليّة ترتدي في لحظتنا لبوس الدّفاع عن عموميّة التّربية و مجانيّة التّعليم و الإستثمار في الإنسان  » ثروة الأمم الحقيقية  » . و ليس من الوطنيّة ابتخاس  ألمربّي  » مؤدّب الصبيان ذاك نوفل  العسكري  استاذ تعليم  ثانوي – نقابي


رغم تحقيقه لأكثر من 3600 رحلة و437 ألف مسافر في 10 أشهر

متى يقلع مطار النفيضة..؟


حين ولجت محيط أكبر مطار في افريقيا..خلتني دلفت المكان الخطأ فأول شعور انتابني وأنا أجول ببصري في محيط مطار النيفضة الدولي المحاذي للطريق السريعة تونس 1، أن المطار شبه مهجور، عديم الحركية، ولم يدخل حيز الاستغلال بعد..لكن الإحساس يتغير بعد حين. استنادا إلى ما شاهدناه وعاينّاه صباح يوم عادي من عمل المطار. ساعة وصولنا كان الهدوء سيد الموقف فلا ضجيج طائرات ولا سيارات تتاسابق للحصول على مكان في موقف السيارات، ولا مسافرين يبحثون عن وسيلة نقل.. داخل قاعة المسافرين كان المكان شبه خال. رغم أن شاشة مواعيد الرحلات الجوية كانت تشير (الثلاثاء 12 أكتوبر) إلى 4 رحلات مبرمجة في اتجاه بعض العواصم الأوربية، لكن جلها رحلات « شارتير » غير منتظمة كانت إحداها لشركة الخطوط التونسية. قد يتفاجأ القارئ إذا علم أن المطار يودّع ويستقبل يوميّا ما لا يقل عن 10 طائرات وربما أكثر في بعض الأوقات، ويمر عبره يوميا حوالي الفي مسافر. لكنها حركية تظل رغم ذلك نسبية وليست في حجم امكانيات المطار العصرية وطاقة استيعابه الهائلة، ثم إن موقعه يضاعف احساس زائره لأول مرة بانعدام النشاط فيه نظرا لبعده عن مواطن العمران، وعن صخب المدينة، وهي في الحقيقة عوامل ستؤكد الأيام ايجابيتها على أكثر من صعيد. ما يضاعف الإحساس بقلة الحركية بالمطار ما تعيشه يوميا مطاراتنا التونسية خاصة منها مطار المنستير او مطار تونس قرطاج. لكن المقارنة لا تبدو منطقية إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مطار النفيضة شيد حديثا ولم يتجاوز عمر استغلاله الفعلي السنة الواحدة. وبلغة الأرقام نجح المطار فعلا في تحقيق عدة خطوات مهمة ستجعله قريبا من أنشط المطارات التونسية، فقد مر في ظرف وجيز وفي أقل من عشرة أشهر من جانفي إلى 10 أكتوبر الجاري أكثر من 437 ألف مسافر معظمهم من السياح، وسجل 3616 رحلة أمنتها 35 شركة نقل، ربطت 69 مطارا دوليا في 28 دولة. ربما الصيت العالمي للمطار وما قيل وكتب عنه زاد في اهتمام الناس بهذا المشروع الضخم، وجعل الشارع التونسي يتلهف إلى رؤية النتائج، ويتصورون أن سماء منطقة النفيضة ستعج بالطائرات وتتزاحم مرابض المطار بمختلف أنواعها، وتنشط الحركية التجارية والاقتصادية وحركة النقل في محيط المطار وخارجه. هذا الهدف سيتحقق فعلا، لكن بصفة تدريجية حسب ما أكده مسؤلون عن الشركة التركية « تاف » صاحبة لزمة انجاز واستغلال المطار. فرغم نمو عدد الرحلات والمسافرين فإن ادارة المطار تعمل على تذليل بعض الصعوبات حتى يرتقي نشاط المطار إلى مستوى مقبول يضاهي المطارات التونسية الأخرى في مرحلة أولى، ويصل إلى رتبة أولى المطارات التونسية نشاطا في مرحلة ثانية. ومن أبرز تلك الصعوبات التي تعيق انطلاقة فعلية لنشاط المطار عنصران أساسيان أولهما النقل، وثانيهما الغياب الكلي للرحلات الجوية المنتظمة.. فإن كان نقل أعوان المطار مؤمنا ذهابا وايابا عن طريق الشركة المستغلة، فإن نقل الأعوان الآخرين من شرطة حدود، وديوانة، ومسافرين، وعملة شركات مناولة وغيرهم يتم عبر خطوط نقل تؤمنها الشركات الجهوية للنقل (شركات نقل الساحل، ونابل، وبنزرت) بين المطار وسوسة، والنفيضة، وبنزرت، ونابل، والعاصمة. إلا ان شركات نقل أخرى ما تزال تدرس ربط خطوط مباشرة مع المطار. مشكل النقل يطال أيضا غياب التاكسيات التي لا يمكنها تأمين نقل الحرفاء من مسافرين وأعوان من وإلى المطار لأسباب تتعلق بعدم صلوحية رخصة التاكسي العادي للعمل خارج المنطقة العمرانية التي تعمل فيها. وهو مشكل بات يؤرق ليس فقط الإدارة المستغلة للمطار، لكن أيضا العاملين فيه والمسافرين سياحا كانوا أو تونسيين، وحتى من شركات النقل الجوي التي تفكر في مصلحة حريفها ورغبته في قرب مكان الهبوط من مكان عمله أو اقامته، أو على الأقل وجود أكثر من وسيلة نقل تؤمن ربط المطار في أي وقت يشاء. وقد علمنا ان التاكسي السياحي فقط يمكنه الولوج إلى المطار وتأمين رحلات إلى المسافرين لكن بأي ثمن؟. قد يكون ثمن كراء التاكسي السياحي معقولا لمجموعة من السياح، لكن المسافر التونسي يصعب اقناعه باستعمال هذه الوسيلة لأنها قد تكلفه باهضا، وقد يخير بدل ذلك حافلة نقل مسافرين..لكن في هذه الحالة عليه الانتظار وقتا قد يطول أو يقصر تبعا لتوقيت الرحلة. وقد أوضح مصدر مسوول أن مشكل النقل البري يعتبر ثانويا باعتبار أن معظم المسافرين الحاليين هم من السياح الذين تتكفل بنقلهم وكالات الأسفار. أما الصعوبة الثانية فتتمثل في غياب رحلات جوية منتظمة، ويأمل مسؤولو شركة « تاف » ان تسارع الناقلات الجوية خاصة منها الشركات الوطنية بتسيير رحلات منتظمة إلى مطار النفيضة بداية من العام المقبل. خاصة ان المطار تحصل وفي وقت وجيز على شهادة المطابقة الدولية لشروط سلامة الملاحة الجوية. ولعل الرهان المستقبلي للمطار يرتكز على مستقبل المنطقة المرشحة أن تكون العصب الاقتصادي لتونس باعتبارها ستؤم أكبر ميناء تجاري في افريقيا، ومنطقة صناعية كبيرة، وقربها من مناطق سياحية واعدة.. وتراهن الشركة المستغلة على عدة معطيات لتحقيق نقلة فعلية في نشاط المطار خلال السنة القادمة، من أهمها فتح الأجواء الجوية التونسية مع ما يعنيه ذلك من تضاعف متوقع للرحلات الجوية خاصة منها غير المنتظمة، وتسيير -ولأول مرة- رحلات جوية طويلة المدى مباشرة خاصة بين الولايات المتحدة وكندا. ويؤكد مسؤول بالشركة المستغلة للمطار ان الرحلات طويلة المدى ستؤمنها طائرات عملاقة لن يكون بوسع المطارات التونسية الأخرى استيعابها إلا مطار النفيضة الدولي الذي يتوفر على مدرج من صنف F4 قادر على استقبال الطائرات العملاقة. كما ان وكالات الأسفار المنظمة لرحلات الحج والعمرة ستحاول قدر الإمكان استغلال طائرات ضخمة قادرة على تأمين أكبر عدد ممكن من المسافرين وهو ما يمكن أن توفره البنية التحتية للمطار. لن يكون تطوير نشاط مطار النفيضة مستقبلا على حساب مطار المنستير، معطى يؤكده مسؤولون بشركة « تاف » علما أن الاتفاقية المبرمة بين الشركة المستغلة وبين الدولة تشترط أن لا تقل طاقة استيعاب مطار المنستير عن مليون ونصف مسافر سنويا (سجل 4,2 مليون مسافر السنة الماضية). الانطلاقة الفعلية المنتظرة للمطار ستعود بالنفع على كل القطاعات اضافة الى توفير مواطن شغل جديدة. وتشغل الشركة المستغلة حاليا أكثر من 800 عون منهم 370 عونا في مطار النفيضة جلهم تونسيون باستثناء 16 اطارا تركيا فقط. كما توفر شركات مناولة تعمل في مجالات مختلفة مثل النظافة والمطاعم، والسوق الحرة، والإعلامية، والمناطق الخضراء، والخدمات الطبية عشرات من مواطن الشغل الاضافية. وأفاد المصدر أن إدارة المطار سترفع من وتيرة الانتدابات بالتوازي مع تطور نشاط المطار، وقد استفدنا أن طلبات التشغيل الواردة على الشركة فاقت الـ10 آلاف مطلب بعضها يرد يوميا على موقع الانتدابات www.tav.jobs. وقد لاحظنا أن بعض الخدمات بالمطار تستغلها حصريا شركات مناولة تركية مثل خدمات المطاعم والمقاهي، كما ان معظم محلات السوق الحرة تديرها شركة تركية. لكن أحد المسؤولين أكد على أن المحلات التجارية مفتوحة للكراء بأسعار تترواح بين 200 و250 دينارا المتر المربع الواحد حسب الموقع. وإن كان أعوان شركة « تاف » يتمتعون بمجانية الأكلة والنقل، إلا ان الأمر يختلف لبعض العملة، وبعض الأعوان من حرس حدود وشرطة وديوانة الذين يجدون مشقة في الوصول إلى مكان عملهم، ويجد معظمهم صعوبات في الحصول على أكلة أو مشروبات بأسعار معقولة. لكن ما يحسب للشركة سعيها لتحقيق مناخ اجتماعي سليم، وظروف عمل مريحة من خلال توفير جميع الخدمات الضرورية لأعوانها من أكل ولباس عمل، ونقل مجاني، وخدمات طبية، وتأمينات صحية، وهو ما لاحظناه أثناء تجوالنا بمختلف أرجاء المطار. كما تسعى الشركة إلى إعداد اتفاقية المؤسسة وتلبية كل احتياجات العملة بشكل تدريجي حسب تطور نشاط المطار. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2010)


من الذاكرة الوطنية الأنتريزم… أو تكتيك التسرب إلى الحزب الاشتراكي الدستوري


قبل أن تصل الأمور الى القطيعة بعد حوادث جوان 67 ومارس 68 تطارح اليسار فكرة الالتحاق بالحزب الاشتراكي الدستوري بعدما تبنى النظام البورقيبي الاشتراكية غداة مؤتر أكتوبر 64. وتداول الشيوعيون و«البرسبكتيفيون» بدرجة أقل مقولة «الأنتريزم» (L’entrisme) ومدى حظوظ «التغيير من الداخل».   الاشتراكية والامبريالية   «يجب على اليسار أن يكون حاضرا ساعة انفجار التناقضات ولن يتسنى له ذلك إلا داخل الحزب الاشتراكي الدستوري»، كان ذلك أحد أشكال النضال المطروحة أمام جماعة «برسبكتيف» والشيوعيين رغم اختلاف موقفهم من الاشتراكية الدستورية وكيفية التعامل معها. كان المنطلق، مؤتمر الحزب الحر الدستوري التونسي في أكتوبر 1964 بمدينة بنزرت، مؤتمر المصير الذي أقر الاشتراكية الدستورية وتغيير اسم الحزب الذي أصبح منذ ذلك المؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري. لكن رغم تبني الاشتراكية، فقد ظل النظام البورقيبي يُنعت بموالاة الامبريالية «إن تونس الاشتراكية تصلح أن تكون مثالا على النجاح الرأسمالي والتسرب الامبريالي»، لكن شيئا فشيئا بدأت تجربة النظام الاشتراكية تجد طريقها الى اهتمامات اليسار، من ذلك الأمسية المشتركة التي جمعت يوم 5 مارس 1965 بباريس الطلبة الشيوعيين وطلبة حركة «آفاق» و«برسبكتيف» حول «مؤتمر حزب الدستور وتطور الوضعية السياسية بتونس».   حوار مفتوح   ودُعي الى تلك الأمسية طلبة دستوريون وانتظمت تلك الأمسية، حسب «برسبكتيف» توضيحا للخيارات الايديولوجية في أذهان كل الطلبة عن طريق الحوارات المفتوحة لكل الاتجاهات السياسية. وكان مؤتمر الحزب الحر الدستوري التونسي قد أحدث حالة من الارتباك الفكري والايديولوجي في صفوف اليسار، وبقي الشيوعيون يراوحون بين «المساندة» و«النقد» أو «المساندة النقدية» وتبنى بعض «التروتسكيين» موقف الانخراط بالحزب الاشتراكي الدستوري أو ما سمي آنذاك بـ«الأنتْريزم»، وانخرط فعلا بعضهم مثل عز الدين مبارك. أما «البرسبكتيفيون» فلم يستقروا على رأي واحد، ومن هنا جاءت رغبتهم في تنظيم تظاهرات مشتركة مع الشيوعيين لتعميق الحوار فيما بينهم.   الأراضي الاشتراكية   وكان جلبار نقاش ـ قبل أن يلتحق بحركة «برسبكتيف» ـ من أكثر المدافعين عن تكتيك «الأنتريزم» رفقة عز الدين مبارك، وفتحت «برسبكتيف» صفحات العدد التاسع من نشريتها التي تحمل نفس الاسم لجلبار نقاش في مقال بعنوان «اليسار التونسي والاشتراكية الدستورية»، وحافظت «برسبكتيف» على علاقاتها مع بعض أنصار «الأنتريزم» من «الترتسكيين» وخاصة من خلال المشروع الذي أعدوه حول «تحويل الأراضي التي استرجعتها الدولة بعد تأميمها يوم 12 ماي 1964 الى نواة للأراضي الاشتراكية». تم اعداد المشروع بالاشتراك بين بعض «الترتكسيين» وبعض المتعاطفين مع حركة «برسبكتيف»، وكانوا يعملون كإطارات فلاحية ومنهم صلاح الدين عمامي ومحسن بولعراس وعمر الجزيري الى جانب جلبار نقاش وعز الدين مبارك. وتم اعداد المشروع صلب نقابة الانتاج النباتي والحيواني التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل واشترطت كتابة الدولة للفلاحة على أصحاب المشروع للالتحاق بالحزب، ولئن وافق أغلبهم فإن الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري رفض المشروع برمته مما أضعف جانب المدافعين عن «الأنتريزم» وأضعف حجتهم في امكانية «التغيير من الداخل».   التسرب الى المنظمات   وفي المقابل وجد المعارضون لمبدإ التحاق اليسار بالحزب الاشتراكي الدستوري حجة اضافية لدعم موقفهم، من ذلك ما كتبه إيف يونس من «أن دخول الحزب يؤدي حتما الى تدعيم الجناح الداعي الى التخطيط ـ أي بن صالح ـ دون أن يكون مناهضا للامبريالية، وستكون العناصر اليسارية المعروفة بميولاتها الماركسية معزولة تماما عن الجماهير، وان هذه العناصر ستُهضم بسهولة من قبل جهاز الحزب الاشتراكي الدستوري». وفي المقابل اقترح ايف يونس «تكوين نواة صلبة من المناضلين تكون متماسكة ايديولوجيا بهدف تكوين حزب ثوري». وللوصول الى الهدف اقترح «التسرب الى الاتحاد العام لطلبة تونس والاتحاد العام التونسي للشغل والجمعيات التعاضدية تحقيقا للالتحام مع الجماهير…».   الاشتراكية البورقيبية   وقفت الأمور عند ذلك الحد، عندما اضطربت الأحوال في البلاد غداة حوادث جوان 67 ومارس 68 وشدد اليسار انتقاداته للنظام البورقيبي واشتراكيته «إذا كانت تجربتنا الانمائية يقع التشهير بها ومهاجمتها بمثل هذا العنف وهذا التكالب، فلأنها لا تندرج في نطاق النظم المتحجرة» التي يستشهد بها أولئك المتحاملون، ومما لا يغفره أولئك القوم لبورقيبة قوله: إن الاشتراكية هي أساسا مجهود للبحث والاستكشاف بغية تغيير الواقع مع تجاوز المتناقضات التي يخفيها، كما أن الاشتراكية خلق متواصل على كل شعب أن يواجهه بوسائله الخاصة باعتبار أن تجربته فريدة من نوعها وان تشابهت بعض مظاهرها مع تجارب سابقة لا مانع من اعتمادها. فالذي يهم في الباب الأول النجاعة والنتائج. وماذا يهم اذا قال بعضهم ان الاشتراكية التونسية ليست اشتراكية علمية، واذا كانوا يقصدون من هذا أننا لم نتبع التعاليم الماركسية، فهذا صحيح وذلك لأننا نرى أن هذه التعاليم لا يمكن تطبيقها في البلدان المتخلفة. أما اذا كانت الاشتراكية العلمية هي التي ترتكز أساسا على دراسة الواقع وتفحصه، باعتبار مجرى التاريخ مع تحليل المعطيات الواقعية الموضوعية فإنه باستطاعتنا أن نؤكد اذن أن الاشتراكية التونسية لم تتنكر في روحها لمبادئ الاشتراكية المنعوتة بالعلمية، بل بالعكس فإننا نرى أنها بقيت وفية لروح طريقتها». يتبــع محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2010

 


الى متى تبقى شبابيك معهد محمود المسعدي بلا صيانة؟ سقوط نافذة كاد يؤدي الى كارثة


يوم الثلاثاء 12/10/2010 كان الطقس حارا بمدينة نابل ،وفي معهد محمود المسعدي بالبلدة المذكورة وفي حصة للسنة الرابعة تقنية طلبت أستاذة من إحدى التلميذات فتح النافذة للتهوئة وبما أن شبابيك المعهد المذكور أعلاه قديمة للغاية تعود الى حقبة ما بعد الاستقلال بقليل ولم يهتم المسؤولون بصيانتها أو تجديدها ،سقطت هذه النافذة على هذه التلميذة فدب الذعر بين التلاميذ والأستاذة الى درجة حدوث حالات إغماء… والغريب هو أن التلاميذ هم من اتصل بالإسعاف وهم الذين رافقوا زميلتهم المتضررة، والتي كانت دماؤها تنزف وهي في حالة ذعر وإغماء، الى المستشفى أين تمت معالجتها وخياطة جراحها. والذي شد انتباه الجميع كيفية تعامل مدير المعهد السيد صالح الجملي مع الحدث ،فقد تصرف بطريقة غريبة ومثيرة ، فاستنكر استدعاء التلاميذ لسيارة الاسعاف ولم يهتم بالفتاة الضحية بقدر اهتمامه بالتعتيم على ما حصل واعتبر تصرف التلاميذ تضخيما للأمر ولا يستحق كل ذلك. وأكد على ضرورة التكتم على الحادثة وأمر التلاميذ بعدم اعلام عائلة الضحية بما وقع ،بل حمل التلميذة الضحية نتيجة ما حصل لا لشيء إلا لانها جلست حذو النافذة وعاتبها على فتحها لها رغم أنها مأمورة من قبل الأستاذة…ثم ترك المشكل القائم وبدأ يبحث عن شماعة يعلق عليها تقصير المعهد في الإهتمام بتجهيزاته،فتوجه الى التلاميذ بالسؤال عن عدم لبس بعضهم لميداعاتهم رغم أن مجموعة كبيرة منهم دفع الواحد منهم مبلغ 15 دينارا مقابل ميدعة لم يتحصل عليها من الادارة الى حد كتابة هذا المقال… أين حرص المعهد بجميع مسؤوليه على سلامة وصحة التلاميذ؟أين حرص المسؤولين على القيام بواجبهم في مثل هذه الحوادث خصوصا وأن سقوط الشبابيك أصبح سنة تتكرر باستمرار وخاصة عند تقلبات الطقس؟ لذلك نرجو من الادارة الجهوية للتعليم بنابل إيلاء أمر صيانة التجهيزات المدرسية ما تستحقه كي لا تتكرر مثل هذه الحوادث وحفاظا على صحة وسلامة أبنائنا من المخاطر.  السيد المبروك


هموم مهجرية      كل عام وأنت بخير يا وطن..


الطاهر العبيدي*   هذا عيد وذاك عيد وتلك أعياد تمضي وتعود

وها أنا ذا يا وطن مازلت أسكن مدنا وتسكنني مسافات، أرتاد أماكن وتحاصرني ذكريات، أرافق أحبابا وتصاحبني شوارع وتفاصيل… عيد مضى وعيد أتى وعيد انقضى وها أنا ذا يا وطن كلما أعلنت نشرات الأخبار في خبر عاجل نبأ حلول العيد، يفترسني الحزن ويعاودني ارتباكي الأول فأعدّ سنوات المنفى بأصابعي… مرددا  » اثنين وتسعين، ثلاثة وتسعين، أربعة وتسعين، خمسة وتسعين، ستة وتسعين، سبعة وتسعين، ثمانية و تسعين، تسعة وتسعين، ألفين، ألفين وواحد، ألفين واثنين، ألفين وثلاثة، ألفين وأربعة، ألفين وخمسة، ألفين وستة…ألفين وعشرة عشرية وبضع سنوات وأنا منتشر في صقيع الغربة،  مفتتا على أسوار الحنين.. « 

 وكل عام وأنت بخير يا وطن « 

عشرية وحزمة من الأعوام في سلم أحزان المنافي أو في عمر سرقات الأوطان؟

لا أدري على وجه التحديد…ما أدريه يا وطن هو أن هذه السنوات الطوال كانت بلا عيد  » وكل عام وأنت بخير يا وطن »… عشرية ونيف…رغم تناسل المهرجانات الباهتة فيك يا وطن، كانت كرنفالا متواصلا من الوجع والحنين… وفي كل عيد كنت أردّد  » كل عام وأنت بخير يا وطن » عشرية وبضع سنوات…أُخْرِجْتُ خلالها من الديار غدرا دون وداع، دون متاع، دون شراع، وباسمك يا وطن وقّعوا مرسوم الغضب.. » كل عام وأنت بخير يا وطن »

عشرية وربع…منفيّ أنا بحكم مزوّر، ومحكوم أنت بالتزوير من أخمس ترابك إلى أعالي جبالك، حتى وهم يفرّقون بيني وبينك جمعتنا الأقدار تحت ظلم واحد…وتحت قدر واحد، وتحت وجع واحد  » وكل عام وأنت بخير يا وطن « 

عشرية ونيف… مُرّة، لاذعة، لذيذة، حلوة المنافي وأنت تدري يا وطن، أنى على عشقك فطمت، وتأبي الخواطر إلا أن تتهادى إليك وتمشيك طولا وعرضا وأهتف لك في كل عيد  » كل عام وأنت بخير يا وطن »

سِنون وشهور وأعوام  طوالها بقيت أقف على عتباتك، أطالعك في التقارير وبيانات الإدانة، مَرْمِيًّا يا وطن في زنزانة أو مهتوك العرض في مخافر التفتيش، أو معلقا في محاضر البوليس أو مصلوبا على جدران الرصيف…وحين استشفّ أنك بعد حيّ تقاوم أهتف لك  » كل عام وأنت بخير يا وطن » عشرية وربع.. خلالها ظلّت نشرات الأخبار تحملك إليّ محنَّطا، مقنَّعا، لا حراك فيك سوى الهتاف الخاوي والتصفيق والصداع والضجيج … »وكل عام وأنت بخير يا وطن »

عشرية وربع.. خلالها أسّس البعض في هذا العالم أوطانا وفقد فيها آخرون أوطانهم وأنا يا وطن ما فقدتك ولا لقيتك…مازلت على حالك في عداد المفقودين، ومازلت على حالي في عداد المنفيين، « وكل عام وأنت بخير يا وطن « 

عشرية ونيف…؟ تبادل فيها الناس في أوطانهم تجارب البناء، وبنوا لأوطانهم مقامات، وأنت  يا وطن بقيت بين معاول الهدم وبيانات الاعتراض…وها هو العيد يعود كما غيره من الأعياد  » وكل عام وأنت بخير يا وطن »

عشرية وكوم من الأعوام..تصالح فيها من تصالح، وفاوض فيها من فاوض، وباع فيها من باع…وها أنا يا وطن لا صالحت ولا فاوضت ولا قايضت ولا بعت لمشتريك..

. » كل عام وأنت بخير يا وطن »

عشرية ونيف…كل الذي تلقّيته منك يا وطن حكم بالنفي وأخبار نعي لأحبّة تسكن في الأعماق خناجر حزن وأسى…كل الذي أملكه فيك يا وطن بعض أحبة وبعض قبور…كل الذي املكه فيك يا وطن ذكريات تثير صداعا في القلب ولطما للمشاعر،  وها أنا ذا مازلت اسميك وطن، وأقول لك في كل عيد  » كل عام وأنت بخير يا وطن »

عشرية وربع… تبادل الناس فيها مع أوطانهم تهاني العيد وهدايا العيد، وأنت يا وطن ظللت وطنا بالمجاز، وأنا مواطِنا مع وقف التنفيذ…. « وكل عام وأنت بخير يا وطن »…

* المستشار الإعلامي والمنسق العام في أوربا والمغرب العربي لموسوعة التميز والحضارة العالمية taharlabi@free.fr

 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


توفيق الجبالي: المسرح التونسي (ليس) بخير، طمئنونا عنكم!


سفيان الشورابي

في مكتب ضيّق في الطبقة العلويّة من مسرح «التياترو»، الفضاء الثقافي الشهير وسط العاصمة تونس، تلمح لوحات زيتية متناثرة، وكتباً ملقاة هنا وهناك. وسط المكتبة المبعثرة، وبجوار جهاز الكمبيوتر القديم، يقبع المسرحي الستيني. من هذه البؤرة، رفد توفيق الجبالي المسرح التونسي بأعمال خلّدتها الذاكرة الجماعية. قد يكون الجبالي «ديناصوراً» في طريقه إلى الانقراض أسوة بأمثاله، ممن صنعوا ربيع المسرح في تونس. المسرحي المتعدّد المواهب، اقتنَع بأن العملية الإبداعية لا يمكن أن تكون إلّا مستقلة. أصاب جراء هذا الخيار كثيراً، وأخطأ قليلاً. الممثل والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج، لا يرى نفسه مديناً لأحد في ما حقّقه، باستثناء المصادفة…

في طفولته، كان يجعل أقرانه يصطفّون على السلم، ويعمد الى تقمص بعض الشخصيات الخرافية أمامهم. في سنوات المراهقة، لم يمتلك طموحات محدّدة. كان يعيش أيامه على نحو بوهيمي، وحين حاز شهادته الثانوية، أجبره والده على الالتحاق بمدرسة «ترشيح المعلمين» في تونس العاصمة. كان التعليم تلك المهنة السامية القادرة على رفع رأس العائلة عالياً وسط قومها. لكنّ الابن تمرّد وترك مقاعد الدراسة، ما وتّر العلاقة مع عائلته المحافظة.

مع محمد إدريس، والفاضل الجعايبي، والفاضل الجزيري، بعث فرقة «المسرح الجديد» كمفترق حاسم في تاريخ المسرح العربي راح توفيق الشاب يبحث عن حضن آخر يؤوي عبثه، فكانت شوارع تونس وأزقتها منفاه الاختياري. ألقت به المصادفة بين يدي جمعية «المصائف والجولان»، وكانت الرحم الحاضن لجيل «الهيبي» الأول. وجد الجبالي نفسه برفقة أشخاص من طينة لم يعهدها. جالس «أناساً عصريين»، يتحدثون في السياسة والفنون، تدخّن الفتيات منهنّ، ويصادقن الرجال من دون ارتباك.

وللمصادفة مرة أخرى دورها، حين زار محمد مزالي مقر «المصائف والجولان»، (وكان آنذاك مدير الإذاعة الحكومية التونسية، قبل أن يصبح وزيراً ثم رئيس حكومة في عهد بورقيبة، رحل في ٢٣ يوليو الماضي). اقترح مزالي على توفيق الالتحاق بالإذاعة. «كان دوري في البداية يقتصر على الهمهمة، وتكرار عبارات «آه» و«يا جميل» و«رائع»، مقابل راتب لا يتجاوز 15 دولاراً».

في عام 1965، أعدّ الجبالي مسرحية حصلت على الجائزة الأولى في «مهرجان المسرح المدرسي»، ومكّنته من حضور «مهرجان أفينيون» المسرحي الشهير، جنوب فرنسا. هكذا قرر الإقامة في فرنسا التي «كان الذهاب إليها أسهل من زيارة مدينة جنوب تونس». قضى الأعوام الأولى بين مواكبة بعض الصفوف الجامعية والعمل في مهن متواضعة، إلى أن نجح في امتحان الدخول إلى القسم العربي لإذاعة باريس. «لقد هلّلت فرحاً بهذا الخبر، بينما كان المهاجرون العرب في فرنسا يعبّرون هستيرياً عن حزنهم بعد هزيمة حزيران 1967». في تلك الفترة، لم يكن معنياً بالسياسة: «لقد ازدريت المهاجرين العرب حينذاك. كل ما قاموا به كان العويل على أرضهم المفقودة، ولم ينتبهوا إلى أن خسارة المعركة مع إسرائيل كانت نتيجة طبيعية لهزيمتهم الحضارية» على حد تعبيره.

النهضة الفكرية التي أحدثتها حركة أيار (مايو) 1968، كانت حافزاً جديداً بالنسبة إليه. «لقد عايشت احتلال الطلاب لمسرح «الأوديون»، وكنت أرافق المسرحي والروائي الراحل سمير العيادي إلى الساحات العامة لنراقب الأحداث». في تلك الأيام، التقى الجبالي بالمصادفة أيضاً، المسرحي الفاضل الجعايبي وهو يتفرّج على التظاهرات مثله في شارع سان ميشال. وعام 1972، أسس الجبالي «التجمع الفني من أجل نشر الثقافة العربية في فرنسا» CADCAF، مع نشطاء يساريين من أمثال الهاشمي بن فرج وراضية الحلواني، والمسرحي محمد إدريس الذي سيمثّل توفيق في إدارته لاحقاً، أواسط الثمانينيات، دوراً لا ينسى في «إسماعيل باشا».

«مذكرات ديناصور» عمله المسرحي الأوّل على خشبة «التياترو» سهرت المجموعة على تنظيم عروض موسيقية ومسرحية للتعريف بالثقافة العربية بين عواصم أوروبية عدة، قبل أن تدعوها وزارة الثقافة التونسية للعودة إلى الوطن. هكذا ساهمت في بعث «المركز الوطني للفن المسرحي» عام 1973، إلا أن الجبالي سرعان ما تركها. «وجدت نفسي في مؤسسة تربوية مع أشخاص لهم تطلعات أخرى جانبية». قرر الجبالي الهجرة إلى مصر، حيث قضى عامين يكتشف أغوار المسرح المصري. سجّل حينها حفلات الشيخ إمام في الجامعات المصرية. «أغلب التسجيلات الرائجة حتى اليوم هي تسجيلاتي الخاصة التي ما زلت أحتفظ بنسخها الأصلية».

في أواخر الثمانينيات، عاد الجبالي إلى تونس وساهم في تأسيس «مسرح فو»، وأنجز مسرحيته المحترفة الأولى «تمثيل كلام» بصحبة زميلته رجاء بن عمار. ثم التقى الجبالي الأصدقاء القدامى (محمد إدريس، الفاضل الجعايبي، الفاضل الجزيري، جليلة بكّار، الحبيب المسروقي…)، ليبعثوا فرقة «المسرح الجديد» التي شكّلت مفترق طرق حاسماً في تاريخ المسرح التونسي والعربي.

وفي منتصف الثمانينيات، خاض هذا الفنّان غير المنضوي نضالاً من نوع آخر. في تلك الحقبة، سجن الممثل الأمين النهدي بسبب انتقاده الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في إحدى مسرحياته. رفض «اتحاد الممثلين المحترفين» تبني قضيته. فاتفق أعضاء الاتحاد على الدعوة إلى جلسة عامة جرى خلالها انتخاب مكتب جديد عُيّن فيه توفيق الجبالي كاتباً عاماً والفاضل الجزيري رئيساً، وتقرر تحويل اسم الاتحاد إلى «اتحاد المسرحيين التونسيين»، بغية إعداد أرضية متكاملة لمهنة المسرح في تونس. غير أن الخلافات مع وزير الثقافة حينها البشير بن سلامة، قضت على كلّ الأحلام. حالة الإحباط التي شعر بها الجبالي، دفعته إلى الإعلان عن القطيعة النهائية مع أجهزة الدولة. كان الاتجاه لتأسيس فضاء مسرحي مستقل يعتمد على إمكانات ذاتية بسيطة، لكنّه يقدم رؤية مغايرة للسائد وينأى بنفسه عن الضغوط السياسية. هكذا ولد «التياترو» سنة 1987. «لقد آمنت بـ«التياترو» من أجل أن يكون ملتقى للأصدقاء الذين لم يجدوا سقفاً يؤويهم». كانت أولى باكورات أعمال الفرقة «مذكرات ديناصور» (1987)، ثمّ «كلام الليل» (1990)، و«عطيل» (1997 ــ 1998)، و«ضد مجهول» (1999)، و«أربع ساعات في شاتيلا» (2003) عن نص جان جينيه. «بقي «التياترو» وفيّاً لأهدافه الأساسية، كفضاء لترويج كل أشكال التعبير الفنية المعاصرة، ومحفزاً للتفكير المتواصل عن دور الفن والفنان في المدينة». اليوم، وسط حالة الحصار أو الانحسار التي يشهدها المسرح التونسي، لا تزال قلّة تقاوم وتبحر عكس التيار. والجبالي في طليعة هؤلاء. حوّل «التياترو» إلى جيب مقاومة، دفاعاً عن الخيال والذوق، عن حق النقد والضحك من السلطة، أيّ سلطة…

(المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 14 أكتوبر2010) http://www.al-akhbar.com/ar/node/210274

 


نقيشة

قانون: يُعاقبُ…يُعاقبُ


بقلم: أبو محمّد  منذ أواسط سبعينات القرن الماضي وقانون الصحافة سيّء الذكر مسلّط على رؤوسنا كسيف ديموقليس، بما احتوى عليه من فصول جلّها يبتدئ بالكلمة المرّة : « يُعاقبُ… ». وهذا القانون جاء في فترة اتّسمت بتفتّح اقتصادي ولكنّه جاء كذلك ليقنّن سيطرة الحزب الواحد والرأي الأوحد. ورغم تنقيحات عدّة أُدخلت عليه فإنّه يبقى، بطابعه الزجري، مرآة التسلّط ورمز حرج السلطة من الرأي المخالف والمحرار الحقيقي للنضج الديمقراطي المزعوم وأحد مكبّلات الوطن في التّوق نحو درجة أكبر من الحريّة .   (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )

 


افتتاحية التربية والتعليم والمشروع المجتمعي


بقلم: عبد اللطيف عبيد

أدّى التعليم، في تاريخ المجتمع التونسي الحديث، دوراً أساسيّا لا شكّ أنّه يفوق دور ما سواه كالاقتصاد والسياسيّة وحتّى الصحافة والإعلام. وفي بلد موارده الطبيعية محدودة واقتصاده كان هشّا في أغلب الفترات والعهود، راهن التونسيون على التربية والتعليم أي على تكوين الإنسان وتأهيل الموارد البشريّة، وضحّوْا – أُسراً وجمعيات ومؤسسات – بالغالي والنفيس من أجل تعليم أبنائهم وتربيتهم على حبِّ الوطن والتمسّك بالقيم والتوفيق بين الأصالة والتفتّح. وكان لجامع الزيتونة وفروعه المنتشرة عبر أرجاء الوطن، كما كان للتعليم العصري ممثلا خاصّة في  المدرسة الصادقية  والمدارس القرآنيّة والمدارس العربية الفرنسية الدور الأكبر في تكوين النخب التونسيّة التي نهضت بأعباء النضال السياسيّ والاجتماعي والثقافي والتربوي و الاقتصادي والإداري…

وعندما جاء الاستقلال لم يتمكن المستعمر من إحداث الفراغ الذي كان يتوقّعه عند رحيله، إذ سرعان ما حزم التونسيون أمرهم وواصلوا مسيرتهم التربويّة، وأهّلوا أجيالا جديدة متتالية من ذوي الخبرة في كل المجالات، أفادت منها البلاد أيّما إفادة كما أفادت منها دول شقيقة وصديقة.

لقد كان الرهان على التربية والتعليم- إضافة إلى الرهان على المرأة وصحة الأفراد والمجتمع وتغيير العقليات والأوضاع البالية وتنشئة المواطنين على حبّ العمل والعقلانيّة والطموح- رهانا ناجحا إلى أبعد حدّ، وذلك خاصّة في العقد الأول بل العقدين الأولين من الاستقلال. 

 لقد انبنت السياسيّة التربويّة والتعليميّة على أسس وثوابت من أهمّها ديمقراطية التربية والتعليم وما يترتب على هذه الديمقراطية من تعميم ومجانية  وتكافؤ للفرص وإنفاق عمومي سخيّ – في حدود الإمكانات المتاحة – يتيح لأبناء الوطن وبناته – بقطع النظر عن انتمائهم الجغرافي والطبقي ومستواهم الاقتصادي – التمتّع بثمار هذا الجهد الوطنيّ النبيل والاقتدار على الحصول على تكوين علمي أو مهني – إضافة إلى التأهيل التربويّ والوطنيّ- يمكّنهم من الاندراج في سوق العمل وبالتالي من العيش الكريم والإسهام في الحياة الوطنية وتنمية المجتمع.

لقد كانت التربية والتعليم، إلى بداية السبعينات، في خدمة مشروع مجتمعي معالمه واضحة إلى حدّ كبير ويهدف إلى الخروج جماعيا من التخلف وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وترسيخ مقومات الهوية الوطنية ومحو آثار الاستعمار، وعموما تحقيق التنمية الشاملة العادلة. لكن ما بدأ يطرأ على البلاد والعباد منذ مطلع السبعينات من تحوّل مجحف وسريع إلى الليبرالية وما ترتّب عليها من الارتباط مجدّدا بالغرب ومن سعي إلى تحقيق النجاح الفردي والربح السريع بدل الإقلاع الجماعي وتقاسم الأعباء والخيرات، قد انعكس سلبا على التربية والتعليم، فلم يعودا في خدمة المشروع المجتمعي لدولة الاستقلال – وهو مشروع فقد الكثير من عناصره وخصائصه – وإنّما وُظِفا لخدمة السياسة الليبرالية ومصلحة الأفراد.

 

لذلك فإن ما تتخبط فيه التربية والتعليم  بكل مراحلهما – من الروضة إلى الجامعة  ومدارس الدكتوراه –  من مشاكل أصبحت بارزة للعيان وحديث الجميع وخاصة في مفتتح السنة الدراسية ليس إلاّ نتيجة منطقية لغياب المشروع المجتمعي الواضح وللتخلّي عن الأسس والثوابت التي ميّزت سياستنا التربويّة في بدايات الاستقلال.

لقد ضُرِبَت  ديمقراطية التعليم بدرجات تتفاوت من مرحلة إلى أخرى وذلك من خلال ضرب مجانيتهما عبر ترفيع رسوم التسجيل واستشراء الدروس الخصوصيّة المنزلية ونقص المبيتات الجامعية وارتفاع مختلف النفقات بالنسبة إلى الفقراء وإغلاق جلّ رياض الأطفال العمومية والبلدية… وضُرِبت ديمقراطية التربية والتعليم أيضا من خلال التخطيط لتدريس بعض العلوم منذ المرحلة الابتدائية بلغة أجنبية لا يُتاح حذقها واكتسابُها إلاّ لأبناء فئات محظوظة ما زال بعضها مصِرّا على الارتباط بالغرب  وبالمستعمر القديم بالذات، والوزارة في ذلك قد ضربت عرض الحائط بدستور البلاد وتوصيات المنظمات الدولية وأخصّها اليونسكو وبالحقائق التربوية والثقافية واللغويّة الثابتة بخصوص لغة التدريس وخاصّة  في المراحل الأولى.

 

وأخيرا – وليس آخرا – فإن ديمقراطية التعليم تُضرب الآن من خلال التقتير في الإنفاق على التعليم العالي بالخصوص، من خلال ما نلاحظ ونقرأ من نقص في المدرّسين وإطار الإشراف التربوي بل حتّى في قاعات التدريس وأدواته وتجهيزاته ومن تدنٍ متواصل لأجور المربّين فضلا عن تهميشهم وقلّة إشراكهم في رسم السياسات التربوية.

إنّ للتربية والتعليم شأنا وأيّ شأنٍ. وإن نهضة الوطن وتنميته وأمنه وسلامته ورخاء أفراده، حاضرا ومستقبلا، لمتوقفة إلى حد كبير جدا على نجاحنا جميعا – حكومة وأحزابا ومربين ومنظمات نوعيّة – في تعديل مسار السياسة التربوية والتعليمية بما يخدم مشروعا مجتمعيا واضح المعالم نضبطه معاً خدمة للشعب ومصلحته ومناعته حاضرا ومستقبلا. 

(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 ) الأمين العام للتكتل الدكتور مصطفى بن جعفر في كندا   أدّى الدكتور  مصطفى بن جعفر زيارة إلى كندا  دامت حوالي أسبوعين  وتقابل أثناء زيارته هذه مع برلمانيين من برلمان أوتاوا الفدرالي وبرلمان الكيبيك، و التقى العديد من الشخصيات من المجتمع المدني في مدن مونتريال وأوتاوا والكيبيك. وأدلى الدكتور مصطفى بن جعفر بأحاديث لبرامج إذاعية كندية بالفرنسية والعربية ( التفاصيل في القسم الفرنسي) .

كما أدار الدكتور بن جعفر نقاشا بدعوة من جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب العربي في كندا، مع التونسيين المقيمين في مونتريال حول الآفاق السياسية لسنة 2014

(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


الحوارات التلفزية الباهتة مع أعضاء الحكومة هل يحق للإعلاميين استغراب ذلك؟!


الوسلاتي   بعد استبشار البعض بالخطوة التي اعتبروها جريئة في جعل أعضاء الحكومة وجها لوجه مع المواطنين من خلال حوارات مباشرة تُبثُّ على القناة العمومية التي يموّلها الشعب، وظن البعض أنها ستكون فرصة لتجاوز الحواجز التي تحول دون وصول المواطن إلى المسؤول الأول عن أي قطاع ليطرح تظلّمه أو رأيه في عمل وزارته، كانت الحصيلة هزيلة.  وجاء في إحدى الصحف اليومية القريبة من السلطة والتي تتمتع بالإشهار العمومي تعبير عن خيبة أمل مسؤول التحرير فيها تجاه أداء أعضاء الحكومة عندما كتب، بعد أن أفْضَى بِمرارة خيبته في تحقيق ما رآه هدفا للبرنامج، ما يلي » فمن كان من المشرفين على هذه الحوارات يخشى الله فينا فليرحمنا من ذلك الإطار الجامد الذي تجرى فيه الحوارات « .

وعبّر إعلاميون آخرون من صحف وأجهزة إعلام عمومية أو « معارضة » مدعومة من قبل الدولة عن خيبة أملهم تجاه ما أبرزته هذه الحوارات من استمرار الطرق القديمة المتآكلة في التعاطي مع المشهد الإعلامي. وأكدوا أنّ الحوار مصطنع والضيوف مختارون، بل ذهب بعضهم أن الأسئلة التي ألقيت كانت معدّة سلفا. واعتبر بعضهم أن اللغة الخشبية كانت أداة الحوار بين المسؤول و »المواطنين » الذين توجهوا إليه بالأسئلة . وتساءل أحد الإعلاميين، وكأنه لا يعيش في تونس، عن مقاييس اختيار الحضور.

قالت العرب قديما  » لا يستقيم الظل و العود أعوج  » وهذه حقيقة فيزيائية توصلوا إليها بالتجربة والمشاهدة المباشرة ودون أن تكون هناك كليات للعلوم.  وهنا يتساءل كثير من المتابعين للمشهد الإعلامي التونسي عن مدى جدية تساؤلات هؤلاء الإعلاميين، ويستغربون من الانتظارات التي عبّروا عنها، وكأنهم لا يعيشون في هذا البلد ولا يرون كيف تتعامل السلطات مع الإعلام. بل يذهب البعض إلى اعتبار تساؤلات هؤلاء الإعلاميين جزءا من المسرحية، إذ عوض أن يطرحوا السؤال الأهم في خصوص قضية الإعلام وهو: هل ترغب السلطة فعلا في إعلام يطرح القضايا الحقيقيّة  وتدعمه أم هي تتحدث عن أزمة الإعلام مزايَدَةً واستهلاكا وذرا للرماد في العيون؟ عِوض أن يطرحوا ذلك السؤال الأهمّ نراهم يتحدثون باستغراب عن فشل الوزراء في تنفيذ ما كان يُؤمّل من هذه الحوارات.

وقديما قالت العرب أيضا: « فاقد الشيء لا يعطيه » والفقدان هنا لا نقصد به أشخاص المسؤولين الذين أجروا هذه الحوارات التلفزية فالمسألة ليست مسألة أشخاص، بل المقصود به النظام القائم (le système ) . هل تسمح المنظومة السائدة بحوار شفّاف ونزيه تُطرح فيه كلّ الأسئلة على كلّ مسؤول في حدود مسؤولياته؟ وهنا نقول: هل يجرؤ أي مسؤول على دعوة من يشاء إلى  حضور هذه الحوارات؟ والجواب يعرفه الإعلاميون الذين « خاب » أملهم في تلك الحوارات.

إن المشهد الإعلامي كلّه مصاغ كي ينتج مثل ذلك الجمود الذي تحدث عنه بعض الإعلاميين، بدءًا من التمكن من المعلومة ووصولا إلى وسائل الإعلام التي يتعاطى معها المسؤولون. أليست كل الصحف الصادرة في تونس صحفا وطنيّة مرخّص لها من قبل وزارة الداخلية وتطبع في مطابع تُرَاقَبُ بطريقة أو بأخرى من قبل أجهزة الدولة، فلماذا تقصى صحف هما « مواطنون » و « الطريق الجديد » و »الموقف » من حضور ندوات الوزراء والمسؤولين الرسميين، ولا يتم التعامل معها و لا مدّها بالأخبار عن طريق أي وسيلة اتصال كانت ؟

إن خيبة الأمل ليست في فشل هذا البرنامج أو ذلك فقط، بل خيبة الأمل الكبرى في تواصل التعاطي مع المشهد الإعلامي بعقلية الرأي الواحد والحزب الواحد، وبعقلية تقسيم البلاد بين وطنيين  ولا وطنيين، وبعقلية فرز التونسيين بين « مواطنين » وآخرين لا بد لهم من أن يثبتوا مواطنتهم. وهي خيبة أمل تؤكد مدى فداحة الإخفاق الديمقراطي الذي نعيشه في هذا البلد. وعلى مستوى الإعلام فمِمّا يؤكد هذه الخيبةَ وجودُ صحف لها حق الحياة وأخرى لا بد لها أن تموت، والبعض يردد: «البلاد فيها الخيرات السبعة». ويكون في هذا الترديد كثير من الانتهازية إذا ورد على لسان إعلاميين يُفترض أن يكونوا رجال السلطة الرابعة وحماتها.

(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


حول معاناة أهل الفنون الدرامية لا للوصوليين والأوصياء !!


   أمكن لي أن أقرأ فيما أقرأ بجريدة مواطنون في عددها (135) أوت 2010 إحدى المقالات التي عُنيت بموضوع كان يدور حول مهن الفنون الدرامية… ومدى الإهمال واللامبالاة بحياة الفنّانين في قطاعهم الذي تحوّل إلى بؤرة سوداء وذلك على الرغم من تعامله مع الخاصّة والعامّة ، وعلى الرّغم من احتراق هؤلاء الدّعاة والمبشرين كالشموع على خشبة المسرح وفي غيره من الفضاءات… ولا غرابة أن تظلّ حقوقهم أشبه بمعجزة لن يحسم فيها ولن يتمّ النّظر في مرجعيّتها وجدواها إلاّ بقرار سياسي خارق للعادة وعلى مستوى أعلى هرم للسلطة، وعلى الأرجح سوف يكون شأن هذه المسألة من ضروب أبغض الحلال …خشية أن يهيم هؤلاء القدّيسون على وجوههم…هذا إن لم يفعلوا بعدُ…وعلى الرّغم من تدخّل نقابة الفنون الدّرامية في محاولات عديدة ومضنية للإحاطة بهؤلاء وقصد الحصول لهم على ما أمكن من الضمانات الاجتماعية ومن الأسباب التي قد تضمن لهم كرامتهم ولتحفظ ماء الوجه وقد تعود عليهم براحة البال والانسجام مع المهنة وتجاه أنفسهم باعتبارهم إحدى الفئات المعنيّة بالإبداع. ولعلّ الذي زاد الطّين بلّة تنكّر بعض الوصوليين والأوصياء من زمرة الذين  » تفرّغوا في مراكز الفنون وفي غيرها من الأماكن المؤثّرة إلى التصريحات العشوائية وإلى التواكل والاتّكال على تدخّل الحزب الحاكم الذي يحميهم ويوفّر لهم المنابر للخطابة والكيد وتصفية الحسابات المأجورة لغاية الإسفاف والتعتيم، خصوصا وأنّ أحدهم لم يعد بحاجة إلى المزيد من تلكم الأغطية المعدّة للاستعمال في عنابر السّجون وما إلى ذلك من شعاراته القديمة الجوفاء، وإلاّ فما معنى أن يرفض الحوار والتّشاور مع نقابة الفنون الدّراميّة؟ وما معنى أن يتخلّى عن قول الحقيقة بإزاء العديد منهم وهو أعلم من غيره بما يتكبّد هؤلاء الفنانون من عناء وصبر ونضال قد يقصم ظهر البعير ومع ذلك فإن غدا لناظره قريب !!

 

الشاعر محمد لطفي بكري

 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


عشّاق الكراسي


أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي .. أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟ !

 *** أتحدّى كلّ عُشّاق الكراسي .. مِن كراسي مجْلس القهرِ .. وكم فيه من المهر الخُماسي ! لابنة النّجم السُّداسي مجلس القهرِ وكم فيه قضايانا توارى ؟ ! خلف داء .. ودواء .. تتوارى فإذا الداء : يتامى وثكالى وحيارى والدّوا يقتل أطفالا صغارا الجنازات إلى القبرِ نراها تتبارى هم يموتون حصارَا طلبوا من مجلس القهر دواء وغذاء أرسل المجلس فورا طائراتٍ وصوارخَ ونارًا ودمارَا أصبح الداء يداوي في قوانين السكارى سكِـروا بالقوة العمياء ليلا ونهارا هكذا يَعْـمَى .. ويعْـمَى عن عراجين المآسي كلّ عشاق الكراسي فإذا نحن الأشقاءُ شقاقٌ وانشقاقْ وتشفّ من عصافير العراقْ أمريكا القوةُ العمياء / والشمطاءُ دوما في سباقْ نحو تركيع العراقْ باختصارٍ سوف لن يركعَ وجهُ الله .. وجهُ الانتصارْ رغم هذا الانكسارْ / والحصارْ / من رُبُـوّات القرارْ باختصارٍ .. واختصارا للضجيجْ أمريكا عشقت كرسيّ الخليجْ أتحدّى كلّ عشاق الكراسي أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟! *** أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي .. منْ كراسي العالمِ النامي، وكمْ فيه من الضّربِ الحماسي ! فوقَ أوتارِ شُعُوبٍ تعشقُ الطّبلَ النُّحاسي أتحدّى كلّ عشّاقِ الكراسي .. أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟! *** أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي .. من أميرٍ .. ووزيرٍ .. ومديرٍ من أصوليّ إمامٍ .. وانتهازيّ سياسي لاعبيّ الورقِ الممهورِِ بالشهوة ليلا وليالينا : (الليالي .. والليالي ..) ومواويل الأماسي *** أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي .. أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟! مَن تُرى يحلفُ بالله ..؟ بهذا الوطن الممتدّ جرحًا من خليجِ الدّمِ فـيـنا // لمحـيطِ الهـمّ مـنّـا .. مَن تـرى يحـلِـفُ منهم : –  » أنّه جدّ بريءْ ؟! » إنْ يجـبْـني عاشقٌ منهم : ــ  » أنا لم يجدِ الكرسيّ في مَن قاسَهم مثلَ قياسي .. أملأ الكرسيّ إذ أجلسُ فيه مثلما يملؤني دون افتراسي .. » قلت : ــ  » مهلا .. إنّما هذا ادّعاء بالأساسِ فالكراسي هي أيضا تعشقُ الناسَ الكراسي والجلوسَ الانعكاسي كم رموزٍ جلس الكرسيّ فيهم !! وعليهم مارس الكرسيُّ أهواءَ النواسي ؟ فإذا بالفوق تحتٌ .. وإذا بالتحت فوقٌ .. وإذا كُـدْسُ الكراسي فوقهم مثلَ الرواسي وإذا مشنقةُ الكرسيّ في أعناقهم تمتدّ من أفواههم ألسنةٌ تصرخ : ــ  » راسي !  آه راسي ! أين راسي ؟  » *** أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي . أيّهم كرسيه لم يرتكبْ بعض المآسي  ..؟  تحسبُ الكرسيّ حبسا تسمع المحبوسَ فيه إن تشأ تحريره من حبسه يرجو : ــ  » دعوني .. إنّما حرّيـتي في الانحباسِ  » فدعوا أحرارَ هذا الجنسِِ .. في حبسِ الكراسي مَحبس من خشبٍ أو من صفيحٍ لـيّـنٍ .. يهتزّ بالـموسِ لذيذا .. وطريّا .. آهِ حدّ الموسِ قاسِي ! والذي تقسو عليه حُفرةُ الكرسيّ يقسو .. يصبح الإنسان فيه قابلا للاختلاسِ *** 

أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي .. أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ جلّ  المآسي ؟! تحسب الكرسيّ مسمارًا فما من جالس إلاّ وقد وطّد للكرسيّ حقلَ الانغراسِ رُبّما يلتذّ مَنْ في ظهره الكرسيّ مدقوقٌ ولكنّه مسكينٌ .. يقاسي ! كم يقاسي ! كم يقاسي !   زهرة الصبّار

 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


أوّل مخيّم أسري للمجلس الإسلامي الدذنماركي


أقام – بفضل الله – المجلس الإسلامي الدّنماركي أوّل مخيّم أسري تحت شعار « تعارف – أخوّة – تعاون »، في الفترة من الثامن حتّى العاشر من أكتوبر 2010، بأطراف مدينة فيغ الواقعة شمال العاصمة كوبنهاغن.

افتُتِح المؤتمر بتلاوة مباركة للقرآن الكريم… ثمّ أخذ الكلمة الأخ عبدالحميد الحمدي رئيس المجلس رحّب فيها بالضيوف الكرام والحضور وعلى رأسهم الشيخ الدكتور كمال الهلباوي وزوجته زينب مصطفى، العاملان في حقل الدعوة الإسلاميّة، القادمان من العاصمة البريطانية لندن…، مؤكّدا على حاجة الأسر إلى التربية الإسلاميّة في عالم كثر فيه التسيّب الأخلاقي والتفكّك الأسري…، منبّها إلى دور المسلمين في الدّنمارك في الدّفاع عن حرمة الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم….، مستبشرا بدور الشباب الذي كان بارزا في الإعداد لهذا المخيّم…، مبيّنا أنّ اختيار موضوع الأسرة كمادّة رئيسة في المخيّم الأوّل في الدّنمارك إنّما يعكس اهتمام المسلمين بدور الأسرة في المجتمع باعتبارها النّواة الأولى فيه ونزولها منه نزول القلب من الجسد، فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع!… وهي إلى ذلك الدالّة على الرّوابط الاجتماعية وعلى صلة الأرحام التي نرغب في أن ننمّيها حتّى يمتدّ اهتمامها إلى الجسم الإسلامي في فلسطين المحتلّة وغزّة المحاصرة المختنقة…، خاتما بالدّعاء للحضور متمنّيا للجميع النّجاح في المخيّم وخارجه .

ثمّ تولّى الأخ ماهر ناصر (أمير المخيّم) الكلمة فرحّب هو الآخر بالضيوف والحضور شاكرا كلّ من ساهم في إقامة هذا المخيّم…، مبيّنا دور مثل هذه المخيّمات في تنميّة المهارات والمعلومات وإشاعة المسرّة والبهجة في إطار إسلامي سمح…،ثمّ أتى على بيان وشرح مختلف الأنشطة التي ستُنفّذ في المخيّم أثناء الأيّام الثلاثة مسمّيا عناصر الإشراف عليها…، مركّزا على الانضباط والنّظافة والعمل والتعامل في إطار الاحترام المتبادل بين كلّ المشاركين، دون أن ينسى التذكير بحفظ حقوق النّاس المتمثّلة في القاعات والتجهيزات والمحيط…

أمّا الأخت أمّ رافع مسؤولة قسم المرأة ، فقد وقفت – بعد الترحيب بالضيوف وشكر العاملين على إنجاح التظاهرة – عند شعار المخيّم مؤكّدة على أنّ التعارف معنى شموليّ مبنيّ على التقوى، وعلينا أن نعيد النّظر في معانيه، الساميّة كي نجتنب ما صار يتهدّده حتّى في صلب العائلة الواحدة والأسرة الواحدة التي باتت في بعض الأماكن والأوساط مجرّد مجموعات غير متجانسة، تعيش في بيت واحد بيد أنّ لكلّ فرد فيها اهتماماته الخاصّة، ما ينبئ بخطر داهم إن لم يقع التدارك السريع والآني

الضيفان الكريمان:

اختار الضيفان الكريمان، الدكتور كمال الهلباوي وزوجته الرّزينة الرّصينة المربّية زينب، ألّا تكون مداخلتهما إملائية تقليدية في شكل محاضرات مطوّلة، واستبدلا ذلك بإثارة القضايا وتنشيط الحوار حولها، وقد تعلّقت في مجملها بالأخوّة وما ينجرّ عنها من سلوك لا تبنيه إلاّ الأخوّة الصادقة، وقد كان منهلهما في ذلك ومرتعهما السيرة النبويّة الشريفة وسيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وسيرة المتقدّمين من أساتذة الدعوة الإسلاميّة إخوانية وسلفيّة ملتزمة بفكر أهل السنّة والجماعة… وقد كان الكلام – أحسب – صادقا مميّزا صادرا من القلب أسال مياه العيون في أكثر من مرّة وقد أسديا مشكوريْن الكثير من النّصائح العمليّة المتعلّقة بالأخوّة وبالدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى مركّزين على ترتيب الأولويات فيها، ولم تخلو مسامرة الدكتور كمال الهلباوي من استعراض وتذكّر كلّ الذين ساهموا في تكوين شخصيته الدعوية مجزلا لهم الدّعاء منصفا لهم في البرّ وقد أكّد الدكتور الهلباوي في أغلب مداخلاته على ما بات يُعرف بفريضة التفكّر، واستفزّ الحضور بأسألة موجّهة إلى هذا المجال، منها: هل تظنّون أنّ العلم والتقدّم الحضاري قد توقّف عند ما وصل إليه ويقدّمه الباحثون الغربيون؟، هل دورنا كمسلمين ينحصر في أن نشهد حضارة العالم دون إضافة أيّ شيء إليها؟، هل تظنّون أنّ الله قد خلق المسلمين بعقول أقلّ كفاءة من عقول الغربيين؟، ماذا يمكن أن يقدّم الإسلام للغرب وللحضارة الإنسانيّة؟،… ثمّ وفي نهاية المخيّم دعا إلى ضرورة شعور الشباب المسلم المتواجد في الغرب بمسؤولية جعل الإسلام عنصرا نشيطا في البناء الحضاري والإنساني، متمنّيا عليه الاهتمام – نيابة عن المسلمين – بالعبادة الكونية…

الضيفان أكّدا على أنّ الأخوّة ليست مجرّد كلمات وإنّما هي تتحقّق بالعبادة الخالصة أي باقتراف كلّ ما يحبّه الله تبارك وتعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة… مؤكّدا الدكتور كمال على أنّ العبادة دينية (العبادات والمعاملات وغيرها)، والعبادة الكونيّة، وهي المتمثّلة في التفكّر في الكون لمعرفة أسراره واكتشاف مستورها، متّفقين على أنّ دور المربّي المسلم هو دور مشابه لدور الفلاّح الذي ينقّي زرعه ويقلع الحشائش منه كي يساعده على النموّ… منبّهة الأستاذة زينب إلى أنّ الأخوّة نعمة [وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا]، وأنّ المتحابّين في الله على منابر من نور يوم القيامة « المتحابون في الله على منابر من نور في ظلّ العرش يوم لا ظلّ إلا ظلّه « ، وأنّ الأخوّة محبّة وتناصح وتعاون وتآزر وإيثار أو لا تكون…

المجموعات في المخيّم:

تميّز المخيّم الأوّل بحسن التنظيم والانضباط، وقد ساعد على ذلك تقسيم الحضور فيه إلى مجموعات وتوزيع المهامّ، فكانت مجموعة الأشبال ونشاطهم الكشفي المميّز، وكانت مجموعة الزهرات والفتيات حسب أصناف عمريّة ضبطت من قبل، وكانت مجموعة الشباب، ومجموعة الكبار على صنفيها الذكور والإناث، وكان الطاقم الإداري وطاقم الخدمات، والطاقم الإعلامي، وكان الطاقم التنشيطي والترفيهي والرّياضي، وكان الطاقم الإعاشي التمويني الذي فاز حقيقة بالأجر الوفير لما قدّم من خير ولما نال من دعاء النّاس له تقديرا لعمله وتفانيه واستحسانا لإنتاجه من أكل وشرب… والمنظّرون السابقون واللاحقون متّفقون على أنّ عدم نجاح الجانب اللوجستي في أيّ تجمّع يترتّب عليه كلّ فشل حادث!… الأنشطة:

– النّشاط الكشفي: وقد كان مميّزا بكفاءة إطاره وانسجامه، وبما رأينا من نتائج أثلجت الصدور. – النّشاط الترفيهي والرّياضي: كان في عمومه مصدر الضحكة والبهجة والكلمة الرّسالية واللحن المميّز والتنافس البريء بين الشباب والكبار والحركات النّافعة… كان حجر الزاوية فيه فرقة حنين التي أنشدت حنينها إلى الوطن وإلى دفء الحضن وإلى تعاليم الإسلام السمحة، وكان طلاء الحجر منشّطون ما درسوا فنّ التنشيط ولكنّهم برعوا ببداهتهم فيه وكانت الزاوية المشاركون الذين أعطوا بتجاوبهم لذّة النّشاط. – النافس: كان حاضرا في كلّ شيء فثمّن العمل وزيّنه، وقد شهدالمخيّم منافسات رياضيّة وأخرى في الرّسم وثالثة في الألعاب الترفيهيّة التي كان الهدف منها إخراج النّاس من روتين طبع الحياة اليوميّة الرّتيبة – النّشاط التوثيقي: حاول فارسه، ذلك الشاب الخلوق، وإخوانه التواجد في مكان الحدث حتّى قبل تواجد من سيستمرّ بهم الحدث، فأعمل جهاز تصويره الفيديو والفوتوغرافيّ في كلّ صغيرة وكبيرة وعند كلّ فترة من نهار أو ليل أو برزخ بينهما… كما اهتمّ آخرون بالكلمة ينقلونها على الورقة ثمّ إلى المواقع تعريفا بحدث يظنّون أنّه كان فيه خير… – الحضانة: وفيه برز مبدأ نكران الذّات، فلكي يتمتّع الأمّهات بمختلف الفقرات ويستفدن ممّا فيها من المنافع، تكفّل جمع من بناتهنّ الطيّبات بتنشيط الصغيرات والصغار فيما يشبه دور الحضانة، فجزاهم الله كلّ خير – الإعاشة: حاز هذا النّشاط على كلّ الاستحسان، وساهم فيه جمع من أبناء الأمّة حتّى أنّ أحدهم كان شابّا أسمرا سنيغاليا، فجزاهم الله خيرا وجعل كلّ ما قدّموا في موازين حسناتهم، وجزى الله خيرا الأخ يوسف مشرف المجموعة، ذلك الذي لم يمنعه ألم برجله من أن يقف بها – حرصا على المصلحة العامّة – أكثر ممّا وقف الأصحّاء… ولقد كان منظرا جميلا جليلا أن ترى الجامعي النّاجح، مستقبل الأمّة، قد التزم القدور وما يتعلّق بها كأنّما خُلق للمطبخ والمطعم. – الأنشطة الخفيّة: تلك هي التي كان أصحابها أخفياء، وقد اختاروا لأنفسهم المهمّات الصعبة من مراقبة النّظافة والحرص عليها ومراقبة الجزئيات التي تتعلّق بهيأة المعدّات والمحلاّت لمحافظة عليها حتّى يقع التسليم بلا عوائق أو مال للتعويض فجزاهم الله خيرا كثيرا، وعدم ذكر أسمائهم لا ينقصهم من أجورهم شيئا فإنّ الله سبحانه وتعالى لا ينسى ولا يغفل

الاختتام:

اختتم المخيّم بوصايا ثمينة للشيخ الدكتور الهلباوي، عقبتها كلمة ختاميّة لرئيس المجلس بشّر فيها بإمكانيّة إقامة المخيّم كلّ ستّة أشهر بحيث يكون اللقاء الأسري مرّتين كلّ سنة، ثمّ وزّعت بعد ذلك الميداليات على الأشبال أبطال العمل الكشفي، وبعض الهدايا المتواضعة على الضيفين الكريمن، وأخذت الصور الجماعيّة للمجموعات وللمخيّم، لتبدأ بعد ذلك مغادرة المكان من طرف الحضور وقد أخذوا شحنة إيجابيّة حدّثت بها بعض الرّسائل الإلكترونية المتلقّاة من أصحابها فيما بعد …

على هامش المخيّم:

زار المخيّم أخَوان من مدينة نونت في فرنسا، حيث حضروا وشهدوا بالمشاركة جانبا كبيرا من أنشطة اليوم الثاني، ثمّ حضروا البرنامج الثقافي الإنشادي المسائي حيث ساعدهم الشيخ الهلباوي على استمالة أهل الخير للمشاركة بالمال في بناء مسجد المدينة هناك… وقد رزقهم الله من فضله بما قدّر…

كتبه عبدالحميد العدّاسي ، من داخل المخيّم


الديمقراطية والتركي الكبير*


بقلم الأستاذ توفيق البشروش (مؤرخ)                       نقله إلى العربية عبد الرحيم الماجري     ها إنه عاد إلى المشهد العربي بطريقة رائعة لافتة وطريفة في ظروف مأساوية بالتأكيد..عاد انطلاقا مما أخفق فيه العرب..أعني المسالة الفلسطينية…لا بل إنه قد بلغ مستوى بذل دم أبنائه مرة أخرى وبأكثر مما ينبغي من أجل قضية تتجاوزه وقد كان منذ قرن خلا ضحية أولى لها. وهو إذ عاود الدفاع عن الفلسطينيين ضحايا الحصار القاسي، لم يكن بذلك إلا مستمرا في ما قام به من قرون من حماية للعرب والذود عنهم أحيانا على غير علم منهم ودائما على حسابه..وعلى الرغم من تكوّن الأمة العربية على حسابه فيبدو أنه نسي ما كان له من نزاعات مع رواد القومية العربية….إنه التركي الكبير.

ومنذ أواخر القرون الوسطى لجأ العرب إلى القراصنة الأتراك مستعينين بخدماتهم،  فقد كانوا محاربين أشداء يُتقى دائما جانبهم، وكانوا وطنيين أشدّاء قبل دخولهم المشهد الإسلامي بمدة طويلة. فقد كانوا يتقنون عمل القوات المسلحة وكان ممثلوهم متفوقين في الجيش الفاطمي في مصر. وكان الأتراك السلاجقة ( من القرن الحادي عشر إلى الثالث عشر ) قد أخذوا على عاتقهم حماية المسلمين من نير غير المسلمين قبل أن يحتلوا الأناضول. وكان صلاح الدين من أصل تركي و ظلّ اسمه مقترنا بانتصار المسلمين النهائي على الصليبيين. واحتل الأتراك العثمانيون القسطنطينية سنة 1453 باسم الإسلام. وبعد ذلك عرض بعضهم خدماته، باعتبارهم قراصنة، على ملكيات إقليمية تعاني من الأزمات مثل الزيانيين في تلمسان والحفصيين بتونس. واستطاعوا أن يجعلوا مساهمتهم تلك في الحرب خسرانا مبينا على الغرب المسيحي وصيانة وحماية للمغربين الأوسط والشرقي من مشاريع الهيمنة لذلك الغرب سواء منها محاولة البرتغاليين السيطرة على السواحل الأطلسية أو محاولة إسبانيا السيطرة على السواحل المتوسطية، فاتهموا بالإرهاب وحوربوا من أجل ذلك باسم حقوق الإنسان وسخر منهم لإهانتهم..

وكان أبرزهم خير الدين بربروس باعتباره بحارا قديرا وقبطانا عظيما. إنه راقد اليوم مع أسطورته على نتوء من الضفة الأوربية للبسفور يعلوها ضريحه الرخامي الجميل. ولقد تم لهم إنقاذ الجزائر وطرابلس الغرب من الاحتلال الإسباني، ووضعوا حدا للحماية التي كان شارل الخامس (شارلكان) قد أقامها على تونس تلبية للنداء الذي وجهه إليه مولاي الحسن الحفصي. إن الانتصارات التي حققها فرسان البحر هؤلاء قرب شواطئنا قد دخلت عالم الأساطير، وقد استعمر ملوك إسبانيا استعمارا محدودا بعض مناطق من السواحل المغاربية فأعادتها اسطنبول التركية إلى حضن السياسة الإسلامية. ومن حسن الطالع أن خلص أبطال مثل عروج رايس ودرغوث رايس – استشهدا في الجبهة الشمالي افريقية –  البلاد المغاربية من براثن السيطرة المسيحية لمدة طويلة امتدت من القرن السادس عشر إلى التاسع عشر.

ولقد حمت فرق من الأتراك سلامة البلدان ذات اللسان العربي، سواء كان ذلك في الجزائر العاصمة أو في تونس أو طرابلس أو القاهرة أو مكة ( مكة التي تحميها اليوم قاعدة أمريكية منتصبة في الحجاز ) أو القدس أو دمشق أو بغداد. أتت من هنا فكرة أن يدفع العرب الضريبة وهم معفون من دفع ضريبة الدم. ويتقاضى الأتراك رواتب مقابل حمايتهم للعرب من أعداء الخارج مضحين بدمائهم عوضا عنهم. وقد توصلوا إلى تكوين جهاز دفاع عن السلطات الشرعية وقوات ردع ضد كل محاولة تمرد في الداخل…

لكن حركة القوميين العرب المستوحاة من المثل العليا للثورة الفرنسية استهوت واستقطبت النخب العربية فطالبوا بدورهم باستقلالهم عن الباب العالي وكانت  تعينهم في مطمحهم ذاك حالة  » الرجل المريض  » أي الإمبراطورية العثمانية الواهنة القوى آنذاك. وكانت تلك النخب مهيّأة من قبل محرضين أوربيين وفق انتمائهم إلى المشارق العربية أو المغارب…فاتهمت الجزائر بممارسة الإرهاب واحتلت سنة 1830، واحتل بونابرت مصر- في فترة من توقف نشاطه وأفول نجمه – بتعلة تحريرها من النير العثماني ودعوتها إلى مأدبة الحضارة..احتل مصر وكأنه يتعزى باحتلالها عن إخفاقه المؤقت..ومع ذلك فالدفع الذي أعطاه للنهوض المصري لم يدم طويلا فقد عطلته بريطانيا العظمى بدءا من سنة 1838 وذلك انتظارا منها لاحتلالها مصر سنة1882. وصارت طرابلس ولاية تحت الإدارة العثمانية سنة 1835 في انتظار ضمها إلى إيطاليا سنة1911. وصارت تونس محكومة من قبل نظام حماية دبلوماسية فرنسية في انتظار احتلالها الذي خطط له منذ القرن السابع عشر وتم في الآخر احتلالها سنة ألف وثمان مئة وإحدى  وثمانين. وقد صمد الباب العالي في مواقفه العربية الأخيرة بآسيا – لفترة فقط – لكن أوصاله بترت في أوربا وإفريقيا.

وظهرت في سوريا الكبرى حركة قوية ضد للعثمانيين ،تطالب بالاستقلال عنهم ولو بالتواطؤ مع الشيطان. ولم يتخلف الشريف حسين عن الدعوة ووجد المسمى  » بلنت  » الانكليزي ضالته عند بعض علماء الأزهر بإقامة خلافة عربية، فسار الشريف حسين على خطاهم ، وكانت تلك هي الثغرة الإيديولوجية التي من خلالها عمل الثنائي العسكري الدبلوماسي البريطاني على التأثير بها في النخبة العربية المناوئة للعثمانيين. وفي لبنان وسورية ، طلبت النخب الواقعة تحت تأثير فرنسا والولايات المتحدة ، بالاستقلال. واندلعت الثورة العربية سنة  1916 حين كانت تركية في معمعان الحرب ، فاصطف عرب الحجاز كرجل واحد وراء رجل لوطي تساوي شهرته التباس أمره وغموضه  ، انه  « لورنس العرب  » الذي لم يمتنع عن التشنيع بهم في كتابه  » أعمدة الحكمة السبعة  » يا للمحرر العجيب ! إلا أن الحرب العربية التركية انتهت نهاية غير متوقعة بانتصار فرنسي أنقليزي على الفريقين المتحاربين وكان ذلك بمثابة خداع القرن العشرين. لقد كان برنامج عمله بسيطا، فقد جعل العرب والأتراك متواجهين ثم تسلط على العرب ومنحهم فسيفساء إمارات مستقلة ومتنافسة في الوقت نفسه لتتعادل في القوّة وليكون الخلاف مفرقا لكلمتهم إلى الأبد. وهو برنامج لم تنل منه الأيام إلى حدّ  الساعة !!

انعقدت في باريس مفاوضات السلام، وكان ممن حضرها أبناء الشريف حسين…وباعتبارهم من ذرّيّة النبي الصالحين ، وجب عليهم الموافقة على تصريح  » بلفور  » 1917 مقابل ما حصلوا عليه من وعد بأن يمنحوا مملكة عظمى تمتد من دمشق حتى بغداد. ونددت الدعاية العربية بالإعلان المذكور دون أن تتهم مطلقا الجانب العربي الذي أثم بالتوقيع والمصادقة عليه. فكانت تلك خيانة القرن ، وقد أرغمتهم جيوشهم في ما بعد على تسديد صفقة المغبون هذه حينما اكتشف سرها. ومعلوم أن ثمن هذه المقايضة كان هو الاعتراف الرسمي بإحداث وطن لليهود في فلسطين تحت رعاية الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وفي المقابل منح مملكة عربية تحت الوصاية الفرنسية الأنقليزية  استنادا إلى اتفاقية  » سايكس بيكو ». وقد زالت المملكة العربية ولم يبق سوى مسخ منها هو المملكة الأردنية الهاشمية. وفي الوقت الذي رفض فيه السلطان عبد الحميد بإصرار مشروع إنشاء وطن لليهود زعم الزاعمون أنه خليفة دموي ومن ثم  فقد ألصقوا  لقب السلطان الأحمر به. وكان استياء الأتراك عميقا إزاء هذا التقصير الإجرامي ( بالتخلي عن الوصاية التركية  على العرب ليقعوا تحت نير الفرنسيين والأنقليز وبالتوقيع على  إحداث وطن لليهود ).

جاء مصطفى كمال فقلب صفحة الماضي وانشغل ببناء الدولة التركية الحديثة مُعرِضاً عن العرب ومناوئا لهم بشكل من الأشكال: فألغى أولا السلطنة سنة 1922 ثم الخلافة بعدها  بسنتين ووضع في صدارة اهتمامه الدولة الطورانية. ولقد هبّ الشعب التركي وحده وضدّ الجميع – حين احتل وطن الأتراك – فقام بحرب حقيقية من إجل استقلاله دامت أربع سنوات بداية من 1919  وتوجت بانتصار باهر. تحقق نصر إثر نصر على المعتدين وكانوا من مختلف الجنسيات الأوربية. فأرسى الشعب قواعد بناء وطنه الجديد بمستوى حلم نخبه لا كما أراد له الغير، وذلك بالتضحية بدمائه وليس بدماء الآخرين ودون أي استعانة من الأجانب مطلقا كما كانت سيرة العرب. انسحب الأتراك إذن إلى حقلهم المستطيل المتكوّن من الأناضول وروميليا وانتزعوا أيضا لواء الإسكندرونة من سورية التي لم تعد تطالب به إلى يوم الناس هذا. وهذا أمر من الغرابة بمكان. وإنه لممّا يدل على كراهة الأتراك لكل ما تشتم منه رائحة العربيّة أنهم قد  حذفوا من معجمهم العثماني عددا هائلا من الألفاظ العربية معوضينها بألفاظ تركية استحدثوها للغرض بطريقة منهجية… بينما كانت مجامع اللغة العربية تغطّ في نومها العميق…لكن مقابل ذلك صمد وفاء الأتراك للإسلام إزاء كل المحن وذلك على الرغم من العلمانية ( المعلنة في تركية ) وهي العلمانية التي أبدى بورقيبة إزاءها تحفظات غداة خطابه بأريحا. وكانت تركيا بذلك البلد الوحيد – مع إسرائيل في ما يخص اللغة  العبرية – الذي تُرجِم فيه حب الوطن بإنشاء مدونة لغوية حديثة  » القوناش ديل « وباتخاذ الحروف اللاتينية للكتابة بدلا من الحروف العربية 1938-. وليس هنالك أقوى من ذلك التبديل تعبيرا عن الرغبة في القطيعة مع العرب،. في حين نرى أن بعض العرب قد أساؤوا معاملة لغتهم . وقد شارك لفيف من الجيش التركي في الحرب الكورية ليدلّل على تفوقه العسكري. إرادة القوة لدى هؤلاء وإرادة التخلي عند الجانب الآخر. إن هذه لمانوية كل الذين قبعوا في قناعاتهم البالية المتحدِّرة من القرون الأولى. ومن غير المجدي الإمعان في التدقيق إلى حد التمييز ما بين القادة وشعوبهم. فالأمران سيان.

وكان لا بدّ من جزر متوقع للإيديولوجية الكمالية وقد صدئت بمضي الزمان،  فكان لا مفرّ من ديمقراطية دينية ترغب في أن تكون عصرية حتى وإن كانت مراقبة من قبل الجيش التركي  ليبرز نظام ذو طابع إسلامي أحبذه. نظام وفي لمبادئه الأصلية وعصري في تمظهراته ليكون مسايرا لروح العصر. ومن ناحية أخرى نجد أمما تكونت جراء تمزق الامبراطورية العثمانية وبقيت إقليمية المعايير والطموحات والهوية، تعوزها النظرة الشاملة للأمور ويهملها التاريخ، إذ إنها لا ترى أبعد من طرف أنفها وتعيش عالة على  الآخرين بكيفية أو بأخرى. وقد صنفهم عالم من علماء الجغرافيا السياسية ووضعهم في خانة الجماعات الذليلة. ومن ناحية أخرى نجد أمتين جارتين لهم بارزتين مهيبتين هما تركية وإيران المتفوقتان بتموقعهما الدولي وبإرادة القوة التي تحركهما. إن عملية الإغراء التي تقوم بها كلتا الأمتين باتجاه الشعوب العربية هي مثالية. وقد حصلتا كلتاهما على  المستوى الرمزي الذي لم تستطع الأنظمة العربية ( التي  يفوق عددها العشرين ) الحصول عليه بكل ما تدفق من تلك الأنظمة من خطب خاوية. وليس ما بقي سوى ما هو  داخل مجال المقارنة…

بقية التركي الكبير

إن عروبتنا خانقة لنا بصيغتها الرسمية الحالية بسبب حكامنا. ولقد أخفقت نهضة العرب لأنهم لم يقبلوا دفع ثمنها في مجال العلوم – باستثناء المجال الأدبي-،  وانحرف الإصلاح الديني لأنه كان ذا بصيرة كليلة  وكان زيادة على ذلك شكليا بعيدا بمقدار سنوات ضوئية عما يجري في ميدان العلوم والفنون. وعرفت القومية العربية نهاية سيّئة على رمال شبه جزيرة سيناء لأنها لم تدعم بالعلم وبالقاعدة المادية المتينة. لقد اعتمدنا كثيرا على الخارج في ما يخص شؤوننا الأساسية قوام الحياة. وغدت إيديولوجية التنمية في مأزق لأن النخبة من العلماء لم يصيروا علماء مبدعين يضاعفون عدد براءات الاختراع  ويدفعون إلى الأمام بعلم التكنولوجيا العربي. وعذرهم في ذلك أن محيطهم لا يساعدهم على التجاوز في ظل غياب إرادة سياسية حازمة. ولا يستطيع المرء توجيه مثل هذا اللوم إلى الإيرانيين لأنه لا نظير لمهندسيهم في العالم العربي..

إن المحور التركي الإيراني هو محور تعاون علمي بالخصوص، وهذا في صورة ما إذا استمر . وقد توقع الأتراك بناء أولى طائراتهم  سنة 2014  بينما نجد الإيرانيين يطيرون على متن طائراتهم أي بأجنحتهم إذا جاز التعبير… في حين لم يزل العرب في مرحلة الخراطيش والمتقدمون منهم في مرحلة الأسلحة النارية اليدوية والسيارات العسكرية وبعض المصفحات ذات التصميم البائد القديم. ويبني الإيرانيون اليوم صواريخ عملاقية ذات مدى بعيد والفلسطينيون هم أيضا يبنون صواريخ أصغر حجما وأقصر مدى…أما بقية العرب فيشترونها بالنقود الرنانة الوازنة..

ترى أي بلد عربي يحاول اليوم، كتركيا، التوفيق ما بين طبيعة ديمقراطية لنظامه والمبادئ المؤسسة للجمهورية وأساسيات الإسلام ؟ لكن البعض يعتقد أن العلمانية على الطريقة التركية في تراجع في مرحلة الإسلام السياسي هذه. ويضرب القادة الأتراك اليوم المثل للآخرين كما قد كان حادثا زمن  » التنظيمات  » إذ يضطلع الحزب الحاكم اليوم بمسؤولية  » ديمقراطية إسلامية  » على غرار ما يدعى « بالديمقراطية المسيحية » في أوروبا. فما وجه الضرر في ذلك ؟

إن ذلك الحزب يبحث عن طريق وسطية ما بين الإسلام والديمقراطية : إن هذه لميزة الاجتهاد . إن الاتصال التاريخي يتطلب إعادة الارتباط بالعثمانية وهو ما يجري حاليا. وها إن السينما قد وضعت يدها عليه وتناولته. فهناك مراحل من التاريخ لا يمكن البناء فيها بقطع الصلة مع الموروث. ومن المهم، لكي نكون شاعرين بأننا الصانعون لتاريخنا المنطلق قدما ، أن ننسج روابط من اللغة والإيمان والموروث للحمها مع الحداثة..حداثة المشاركة..حداثة الإبداع المبدع والاكتشاف المكتشف..حداثة بفضلها يغدو ما هو كائن هو المهم حقا. إن خطأ الأنظمة العربية يتمثل في إنكارها لشعوبها.ولا يدور بخلد تلك الأنظمة أنها تمنع شعوبها من أن تكوّن أمما قوية مكتملة الكيان.وما الحداثة التي تقدم لهم من الغير سوى بديل رخيص الثمن. فهل تكون غزة مدخل تركية إلى المسألة الشرقية المعاصرة في مواجهة ضعف الأنظمة العربية ؟

لقد انتقل « التهجير والتشريد « من كان إلى آخر بفضل أسطول الحرية الصغير. ذلك الأسطول الذي مثل فكرة عبقرية. إن أحفاد اليهود الذين أُحرقوا في المحارق النازية يخنقون اليوم شيئا فشيئا أبناء عمومتهم الجنوبيين في محرقة مفتوحة على السماء في فرن  فلسطيني للظهور بمظهر المتسامح على الطريقة النازية .وعندما تتحول الضحية إلى جلاد ، ينبغي استحضار سوفوكليس للكلام.

لكن ها هو أردوغان رجل الدولة التركي المنذور لخدمة المصالح العليا لبلده..ان التداخلات التركية الإسرائيلية ليست بالهينة ومع ذلك فهو عندما خاطر بموقفه المدافع عن فلسطينيي غزة ، لكأنه يلهي ويصرف الأنظار ليمتلك الورقة الرابحة في مواجهة الإسرائيليين بالسلاح ذاته في كردستان. ألم يكن هؤلاء هم مثيرو الفتن التي يحركها الأكراد في تركية وسورية وفي العراق في الماضي وفي إيران؟ إنهما قضيتان مثيرتان للسخط بالقدر نفسه. وبعد خطب الاحتجاج في أثناء الأحداث يبدو أن التعقل قد ساد عند الجهتين وسوف ينكشف عن قريب ما كان تحت الأوراق..فلننتظر حتى نرى.

إن القضية التركية قد كسبت الرأي العام العربي في الوقت الراهن. وهذا مما يزيد في حدّة مظاهر الرفض المتراخي الذي يعاني منه النظام الرسمي العربي. وبعد، فهلا لاحظتم الغياب الكامل تقريبا للأعلام العربية من دون الأعلام المرفوعة الأخرى الكثيرة فوق أسطول الحرية ؟ ومرة أخرى نرى أن القضية الفلسطينية لا تفلت من التجاذبات والمضاربات في ميدان السياسة بين الدول… وإننا لنرى اليوم بعض العرب ساخطين مغتاظين لأنهم أقصوا وأبعدوا إلى هياكلهم القبلية التي تؤلمهم والتي  تشكل  بالأساس هوياتهم السياسية. وبما أن الحدث كان من صنع مسلم متنور فهو  مقلق لهم مضن.والى أن يحين مزيد من التحقيق..تظل الأمة العربية هي المثلى إذا ما تكلمنا  » قَبَلِيًّا « .

 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (شهرية معارضة – تونس)، العدد137بتاريخ أكتوبر2010 )


رفض محفزات البشير بشأن الجنوب 


عماد عبد الهادي-الخرطوم

لم يفلح عرض الرئيس السوداني عمر البشير أمام البرلمان بدورته الجديدة في تليين مواقف الحركة الشعبية أو على الأقل في تلطيف مواقف قادتها لإبداء أي مرونة تجاه مقترحات شريكها بحكومة الوحدة الوطنية حزب المؤتمر الوطني. فتناغم مؤسسات الحركة لن يسمح على ما يبدو لمقترحات البشير أن تكون محلا للنقاش أو التداول بين الجنوبيين حتى لا تكسب الوحدة بين شمال السودان وجنوبه مزيدا من الأصوات المؤيدة في استفتاء تقرير مصير الجنوب المنتظر تنظيمه في يناير/ كانون الثاني المقبل. لكن المؤتمر الوطني -الذي يلح على كسب جولة الوحدة عبر صناديق الاستفتاء رغم ما يشهده الجنوب من دفع محلي ودولي باتجاه الانفصال- بدا واثقا من رؤاه قبل طرح البشير للمحفزات الجديدة. تطوير المشروعات وكان البشير قد أكد أن حكومته على أتم استعداد لإجراء مراجعة مشتركة تتمم ما أنجز، وتمكن مؤسسات الحكم بالجنوب من تحمل مسؤوليات الأمن بالإقليم كافة. وأعلن تبني حكومته برامج تطوير المشروعات التي اعتمدت في صندوق دعم الوحدة بمجالات التعليم والصحة والكهرباء والبنى التحتية والمشروعات الزراعية والتصنيع، حتى تبلغ مستوى يماثل ما يقدم من خدمات في بقية ولايات السودان. وأبدى الرئيس استعداده للدعوة إلى مراجعة في إطار قومي لطبيعة العلاقات اللامركزية على المستوى الولائي والمحلي بالقطر كله، وبما يعزز من تجربة اللامركزية ويوسع من دائرة مشاركة أبناء الوطن وأبناء الجنوب خاصة. لا حذف ولا إضافة غير أن رئيس كتلة نواب الشعبية بالبرلمان توماس وانى وعضوها في البرلمان لوكا بيونغ أعلنا رفض الحركة الدعوة أو المقترحات، مشيرا إلى أن حزبه لا يريد حذفا أو إضافة حتى ولو لصالح الجنوب. وأبدى واني -في حديث للجزيرة نت- تمسك الحركة بالتنفيذ الحرفي لاتفاقية السلام الشامل « دون مزايدات » وصولا إلى إجراء الاستفتاء.   في حين اعتبر رئيس كتلة المؤتمر الشعبي وزعيم المعارضة إسماعيل حسين فضل أن محفزات البشير لا تحمل ما يبعث على التفاؤل « على الأقل فيما يتعلق بالحلول الجوهرية والتنازلات التي كان ينتظرها الجميع ». وتساءل -في حديث للجزيرة نت- عن مغزى الدعوة لإعادة فتح ملف التفاوض على تقاسم السلطة والثروة. لكنه اعتبر أن قضية تنفيذ الاتفاقية والاستفتاء من القضايا الهامة التي تؤثر على حاضر ومستقبل السودان.   وقال زعيم المعارضة إن الشريكين فشلا في حل القضايا الخلافية « وهذا ما يدعونا للمطالبة بإشراك كل القوى السياسية في الشمال والجنوب للخروج برؤية وصياغة جديدة لمفهوم الوحدة يتواثق عليها الجميع ».   حرية وكرامة ودعا  إسماعيل حسين لأن تكون تلك الرؤية الجديدة « ذات حرية وكرامة ومشاركة عادلة في الثروة والسلطة دون إقصاء لأحد » على أن يصاغ من تلك الرؤية دستور دائم للبلاد. أما مسؤول العلاقات الدولية بحزب المؤتمر ربيع عبد العاطي فاعتبر المحفزات جزءا من محاولة تجنب المخاطر المحدقة بالطرفين الشمالي والجنوبي، مشيرا إلى « واقعية الدعوة » التي قال إنها تسير في اتجاه عدم الانزلاق نحو المخاطر التي تواجه البلاد. وقال للجزيرة نت إن الدعوة إقرار بالتوجه العام والكامل نحو السلام وتنفيذ اتفاقية نيفاشا التي يجب ألا تمثل سوء عاقبة أو فوضى واضطرابات بجانبي السودان. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  14 أكتوبر2010)


استفتاء جنوب السودان والفوضى القادمة


د. يوسف نور عوض 2010-10-13  ظل نيلسون مانديلا معتقلا على مدى سبعة وعشرين عاما في جزيرة ‘ روبن’ وهو يطالب بحقوق شعبه الذي اضطهدته الإدارة العنصرية للبلاد في ذلك الوقت. وعندما تحقق لمانديلا النجاح وخرج من معتقله لم تمتلىء نفسه بالحقد بل قدم صورة عالية من صور التسامح الإنساني ظل نموذجا يشاد به في جميع أنحاء العالم.

وبفضل تلك السياسة الحكيمة تنعم دولة جنوب أفريقيا الآن بهذه الدرجة العالية من الاستقرار، وعلى الرغم من هذا الدرس العالي الذي قدمه ‘نيلسون مانديلا ‘ فما زال هناك قادة أفريقيون يفكرون بعقلية عفا عليها الزمن، ويتحركون في إطار شعارات لم تعرف طريقها إلى الواقع العملي، ويبدو ذلك في طبيعة الصراع الدائر في جنوب السودان، وهو صراع لا يخضع لأي أساس سليم من أسس الفكر، إذ ما زال القادة في كلا الجانبين يتعاملان معه في ظل غياب كامل لرؤية تحدد نوعية هذا الصراع وكيفية الوصول إلى وسائل حلها، ويكتفي الطرفان بالمناورات التي لن تحقق في نهاية الأمر ما يطمح إليه السودانيون.

ولا ننكر هنا أن شعب جنوب السودان قد تعرض لظروف قاسية منذ أن نالت البلاد استقلالها، ولكن هذه الظروف لم تكن نتيجة اضطهاد كما ذهب إلى ذلك الكثيرون بل كانت نتيجة مقاومة لحركة التمرد بقوة السلاح، في وقت كان من الممكن استخدام وسائل أفضل، وهذا الواقع لا يحتم أن تكون تلك المواجهة سببا لإلغاء كل وسيلة أخرى لحل المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب، ولا بد هنا أن نتوقف عند ما قاله العقيد معمر القذافي في مؤتمر القمة الأخير، فقد قال الرئيس الليبي إن الصراعات الانفصالية قد لا تكون محدودة في مناطقها، وهي قد تنتشر في مناطق أخرى كالعدوى، وأشار بذلك إلى استفتاء جنوب السودان واحتمال أن يؤدي إلى انفصال يعرض فكرة التوحد التي تنشدها القارة الأفريقية بأكملها للخطر، ويجب هنا أن نؤكد أن المشكلة التي يثيرها استفتاء جنوب السودان لا تنحصر في الرغبة السياسية عند أبناء الجنوب أو النزعات التي تعتمل في صدور بعض النخب الجنوبية الراغبة في السلطة، بل تتجاوز ذلك إلى حقيقة أنها تؤسس واقعا عنصريا على أرض السودان، ذلك أن الصراع يدور بين من لا يقبلون بغير تسمية أنفسهم عربا ومسلمين وأفارقة، وهو صراع يتنكر لكل الحقائق الإثنية والتاريخية التي تؤكد أن شعب السودان هو مزيج من الثقافات والأعراق ولا يستطيع أن ينسب نفسه لعرق محدد أو ثقافة محددة، وهذا واقع تخضع له جميع الدول العربية المجاورة.

والغريب أن هناك بعض الساسة الشماليين الذين يتولون مناصب رفيعة لا يتنبهون لخطورة هذا الموقف كما ظهر ذلك من خلال حديث الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني في السودان الذي قال إن المؤسسات الدستورية في البلاد لن تتأثر إذا ما حدث انفصال في جنوب السودان، وإن الوضع لن يستدعي إجراء انتخابات مبكرة أو تعديلات دستورية مؤكدا أن المؤسسات ستستمر في العمل لمدة خمس سنوات قادمة، فأي مؤسسات دستورية يتحدث عنها الأستاذ الطاهر؟ هل هي المؤسسات التي سمحت بتفتيت القطر أم تلك التي تعتقد أن ذهاب الجنوب يزيح عبئا عن نظام الحكم لكي يتفرغ لبناء دولته؟

الحقيقة التي تجاهلها الأستاذ الطاهر هي أن المؤسسات الدستورية القائمة ليست وليدة نظام ديمقراطي طبيعي بل هي امتداد لنظام انقلابي، آثر أن يتسلم السلطة بواسطة القوة العسكرية من أجل تطبيق أيديولوجية محددة لم يستطع أن يضعها على أرض الواقع حتى الآن بكونها لم تتحقق في أي بلد آخر من بلاد العالم العربي، فلماذا تتحقق في السودان؟ هل لمجرد أن البعض يعتقدون أنهم من أصول عربية خالصة تختلف عن الأصول التي ينتمي إليها أبناء الجنوب؟

ذلك هو جوهر المشكلة التي لا يريد أحد حتى الآن أن يخاطبها بموضوعية من أجل الوصول إلى مخرج من الأزمة التي تواجهها البلاد في هذه المرحلة.

ولا نقول هنا إن المشكلة تكمن في الشمال وحده، لأن هناك أيضا الكثير من أبناء الجنوب الذين تعميهم مصالحهم الخاصة ورؤيتهم الضيقة عن مشاهدة الواقع السوداني بصورة أفضل، فقد جاء في الأخبار أن نائب رئيس الجمهورية الجنوبي ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت طلب من مبعوثي مجلس الأمن الذين زاروا السودان أخيرا أن يرسل مجلس الأمن قوات لحماية الحدود بين الشمال والجنوب قبل إجراء الاستفتاء المقبل، وهو بالتأكيد يعلم أن مجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية يسعيان لتفكيك السودان، وبالتالي فإن طلب مثل هذه القوات ليس فقط لحماية الحدود بل لتمكين الانفصاليين من تحقيق أهدافهم في جنوب السودان، وكان ‘سلفا كير’ نفسه قد صرح من قبل أنه لن يصوت لصالح الوحدة، وبالطبع لماذا يصوت كير لصالح الوحدة إذا كان الانفصال سوف يجعله رئيسا للجمهورية.

والغريب أن وزير الخارجية ‘علي كرتي’ أبلغ مندوبي مجلس الأمن أن الشمال سوف يحترم نتيجة الاستفتاء إذا لم تحدث تدخلات خارجية، ولا يعرف ما المقصود بذلك لأن التدخلات الخارجية قد حدثت والعالم كله يؤيد الاستفتاء ليس لأنه سيوضح رغبة سكان جنوب السودان بل لأنه سوف يحقق الانفصال.

وفي الوقت ذاته تبدو القضية التي تشغل رئيس الجمهورية عمر حسن البشير هي فقط قضية الاتفاق على الحدود بين الشمال والجنوب، ولا شك أن ذلك أمر هام حين يطرح خيار الانفصال على المستوى نفسه الذي يطرح به خيار الوحدة، ولكن إعطاء الجنوبيين حق خيار الانفصال هو خطـأ استراتيجي ما كان يجب السماح به، ليس تنكرا لحقوق الجنوبيين بل لأن السودان بلد موحد وما كان ينبغي أن يفكر في تقسيمه من منطلقات عنصرية، وهنا لا بد أن نقول إن السودان ليس نسيجا وحده في تنوعه العرقي والثقافي ذلك أن الولايات المتحدة – التي تشجع تقسيم السودان من هذه الزاوية – هي نفسها دولة قامت على التعدد العرقي، فهل يعقل أن تجرى استفتاءات من أجل تقرير المصير في الولايات المتحدة؟

والغريب أن ما يجري في السودان لا يحرك ساكنا في العالم العربي، إذ لا تتحرك الجامعة العربية من أجل محاصرة هذا الموقف ولا يتحرك كذلك الاتحاد الأفريقي الذي يدعو إلى الوحدة بين دول القارة، فهل يعقل أن يدعو الاتحاد إلى القارة بينما هو يرى بلدا كبيرا مثل السودان يمزق دون أن يجرك ساكنا.

وينطبق هذا القول على مصر أيضا، وأعلم أن هناك حساسيات كثيرة بشأن مصر سواء كان ذلك في داخل السودان أم في بعض الدول الأفريقية، ولكن هل ينكر أحد أن من أكبر المتضررين من انقسام السودان هي مصر، بكون الانفصال سوف يفرض بالضرورة اتفاقية جديدة لتقسيم مياه النيل وهي اتفاقية قد لا يتضرر منها شمال السودان الذي يستطيع دائما أن يعتمد على سيل وافر من مياه الأمطار وتلك مزية لا تستمتع بها مصر، فلماذا إذن تغمض مصر عينيها عما يجري في جنوب السودان؟

ولا نريد هنا أن نحصر القضية في إطار مصالح ضيقة قد يكون هناك اختلاف حولها، بل نريد أن نضعها في إطار سليم، هو لماذا يكون هناك انفصال في جنوب السودان؟

إذا كان الأمر هو تحقيق قدر أكبر من الفعالية الإدارية فإن ذلك من الممكن تحقيقه عن طريق الحكم الذاتي الفدرالي، وهو ما يتمتع به الجنوب حاليا بدليل أن لديه حكومة لا تخضع لإملاءات الشمال، وهذا الواقع يمكن أن يستمر في إطار الدولة الموحدة، وأما في حالة حدوث الانفصال وهو أمر مؤكد إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن مشكلات كبرى ستنشأ وقد يؤدي الأمر إلى حرب أهلية لا يمكن التحكم في مجرياتها لأن أعداد الجنوبيين في شمال السودان كبيرة ولا يمكن التحكم فيها بقرارات سياسية، وليس هناك ضمان في ألا تتحدى هذه الأعداد أي قرار يصدر ضد مصالحها، وقد لا يقتصر الأمر على ذلك إذ سيشجع الانفصال حركات انفصالية أخرى وهو ما سيسلم السودان إلى الفوضى، والرأي عندي هو أن يكون هناك حزم يبقي على هذا البلد موحدا ولا يعرضه للانفصال الجالب للفوضى. ‘ كاتب من السودان (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 أكتوبر2010)


استفتاء جنوب السودان هل سيصبح القشة التي ستقصم ظهر السلام


 

عندما تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في يناير من عام 2005م، وتم إعلان ذلك بحضور وشهادة العالم أجمع، هلل وكبر الجميع لذلك الحدث التاريخي الهام، باعتبار ان تلك الاتفاقية قد أوقفت أطول حرب عرفتها أفريقيا، امتدت وتمددت لأكثر من عقدين من الزمان، حصدت خلالها الملايين من الأرواح العزيزة من أبناء الشمال والجنوب، كما وشردت الملايين الأخرى من مواطني الجنوب تبعثروا لجوءا ونزوحا بمختلف دول العالم، بعد أن قضت الحرب على اخضر ويابس قراهم ومن بعد على كل ممتلكاتهم العينية والمادية. وبعد إعلان اتفاقية السلام، تنفس الجميع الصعداء والتفتوا إلى كيفية معالجة علل وأمراض الحرب، وتشييد كل ما خلفته من دمار وخراب، وهو جهد لم يبلغ غاياته، ولم يصل نهاياته حتى اليوم، ورغم ذلك ترتفع اليوم بعض الأصوات وتعلو منادية بالعودة إلى ذات الحرب بكل مآسيها وفظاعة حصادها، في حين كان مفترضا أن يكون الجميع قد استفاد من الدرس الذى لقنته لهم حرب العقدين من الزمان، التي لا زالت الشكوى من سلبية آثارها وعلقمها، باقية وحاضرة حتى الآن، خاصة لدى الذين تجرعوها فقدا في أعزاء لهم. لكل ذلك وغيره كان منتظرا أن يتجنب الجميع كل ما يقود إلى الحرب، بل ويسعى ما وسعه السعي، لإزالة كلمة حرب من قاموسهم السياسي. لكن ما العمل مع من لن يستبينوا النصح حتى ضحى الغد؟

أظنكم تذكرون الضجة التي أثيرت حول مجموعات من أطفال الجنوب، رأت منظمة أمريكية ان تنقلهم من معسكرات اللاجئين بكينيا إلى الولايات المتحدة، من أجل رعايتهم وتنشئتهم هنالك، حيث تتوفر لهم الحياة الأفضل، والتعليم والمستقبل الأفضل، أو كما قالوا؟ هؤلاء الأطفال الذين شردتهم الحرب بعد أن فقدوا أسرهم وذويهم، وتفرقوا في غابات وأحراش الجنوب، بلا هدى ولا دليل، أطلقوا عليهم اسم (THE LOST BOYS). وبعد أن استقر بهم المقام بمختلف مدن الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن حصلوا على قدر من الاستقرار والتعليم، قام احدهم، وربما بدفع من مضيفيه، بكتابة تجربته مع الحرب، تم طبعها في كتاب بعنوان (WHAT IS THE WHAT). لقد استطاع هذا الكتاب أن يرسم لوحة ناطقة لبشاعة الحرب ومعاناة المواطنين في إطارها. لقد صور الكاتب الكيفية التي هربوا بها هو وأمثاله، من قراهم التي أصبحت أهدافا لجيوش الجانبين المتقاتلين، الحركة الشعبية وحكومة السودان، فهجروها بحثا عن مكان آمن يلتجئون إليه ويحتمون به. فقد سار أولئك الصغار شهورا عددا على الأقدام، فقدوا خلالها أعدادا كبيرة من مجموعاتهم، كان ذلك بسبب الجوع والعطش والإرهاق والمرض، حيث يجعلهم كل ذلك يتساقطون على الأرض مستسلمين في انتظار الموت، الذى تعجل لهم به الصقور الجارحة، التي تنقض على أجسادهم فتقضى عليها كلمح البصر، أو كان ذلك بواسطة الحيوانات المفترسة التي تتخير منهم من تشاء، وتلتهمه تحت نظر وسمع الآخرين، ثم عبور الأنهار والتعرض للالتهام من جانب التماسيح، التي قال عنها المؤلف، إنها من كثرة ما التهمت من بني البشر، فإنها لم تعرهم أدنى انتباها وهم يعبرون النهر بجانبها.وفى متناول يدها. أضف إلى ذلك تعرض جموعهم لرصاص الجيش الشعبي من على الأرض، وقنابل طائرات الحكومة من على السماء. وأخيرا وصولهم معسكرات اللاجئين بكل بؤسها وشقائها ورتابة الحياة فيها. هذا الكتاب ان قدر لأي من مواطني الجنوب قراءته، خاصة ممن لم يعايشوا تلك الفترة، قطعا فانه لن يسمح بمجرد سماع كلمة الحرب، دعك من الدعوة إلى خوضها. نقول هذا ونتساءل، هل يعقل أن تفكر أية حكومة عاقلة وراشدة بالجنوب كانت أو بالشمال، اتحد السودان أو انقسم، في أن تعود إلى الحرب مرة أخرى؟ ومن من مواطنيها، خاصة من ذاقوا ويلات الحرب السابقة وقسوتها، يمكن أن يقدم على إعادة تلك التجربة مرة أخرى؟ لكن كل ذلك لم يمنع الشريكين، الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني من الدفع في اتجاه الصدام، بما يصدرون من تصريحات وأخرى مضادة، قد تقود في نهاية المطاف إلى ما لا يحمد عقباه، الحرب. فانظروا في المشهد السياسي اليوم لتروا العجب.

السيد مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، أعلنها صراحة، عندما دعا الشباب والطلاب لكي يستعدوا للحرب، ولا ندرى ان كانت تلك الدعوة مقصودة فعلا ومطلوب تنفيذها، أم مجرد ركوب لموجة تصعيد التوتر السياسي التي اعتلاها البعض من قيادات المؤتمر الوطني، فقرر سيادة المستشار أن يلحق بركبهم، بل ويتقدمه بأن يصل غاياته بالإعلان عن الاستعداد للحرب. ونسأل دعاة الحرب هؤلاء، ألم يكفهم ما التهمته ماكينة الحرب السابقة من خيرة شباب السودان وقيادات مستقبله، فأرادوا أن يضيفوا إليها مزيدا؟ ثم ما الذى يدفع هؤلاء الشباب للاستجابة لنداء حرب لا يجدون مبررا لاشتعالها أكثر من المكايدات السياسية، وسياسة الانتقام التي لا ناقة للشباب فيها ولا جمل، ولا دايما يعملوها الكبار ويقع فيها الصغار؟ والسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، وبعد أن عاد من رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ارتفعت نبرة التشدد والتحدي في خطاباته، كأنما وجد سندا في تلك الرحلة دفعه للتخلي عن كثير مما كان يصدح به سابقا. فبعد أن كشف سيادته عن رأيه حول قضية الوحدة والانفصال وانحاز للأخيرة منها علانية، صرح أيضا بأنه سيعمل على إجراء استفتاء خاص بالجنوب وحده، إذا عمل المؤتمر الوطني على عرقلة الاستفتاء، أو السعي لتأجيله. ورغم جهلنا للكيفية التي سيحرم بها سيادته بقية مواطنيه بشمال السودان وبالدول الثمان الأخرى بالعالم الخارجي والمحددة قانونا، حرمانهم من حقهم في المشاركة في تحديد مصير بلدهم؟ لكننا نعجب للمبرر الذى ساقه لأجل القيام بذلك الأمر. فالمؤتمر الوطني ليس من حقه أن يفتى في أي من القضايا التي تخص الاستفتاء دون مشاركة الحركة الشعبية في ذلك، كما وان الجهة المناط بها إجراء عملية الاستفتاء ليس للمؤتمر الوطني عليها من سلطة، إلا بمقدار ما للحركة الشعبية عليها. أما ان كان المقصود العرقلة بالكلام، فيبدو أنها متاحة للجانبين بمعيار واحد.

فالمؤتمر الوطني يحدد شروطا لا يجوز أن تجرى عملية الاستفتاء قبل الإيفاء بها، والحركة تضع شروطها المعاكسة لسابقاتها تماما، وتطلب إجراء الاستفتاء بصرف النظر عن قيود المؤتمر الوطني. فمشكلة ترسيم الحدود أصبحت شرطا لا يجرى الاستفتاء قبل انجازها، ثم لحقت بها قصة ابيى كشرط آخر واجب الحسم قبل الاستفتاء أيضا. وبصرف النظر عن شروط بعض قيادات المؤتمر الوطني التي أعطت نفسها ما ليس لها فيه حق، فقد أطل علينا شرط جديد يتمثل في ضرورة أن تسحب الحركة الشعبية الحشود العسكرية التي تتجمع على حدود ولاية النيل الأبيض، حتى يتسنى إجراء الاستفتاء، بينما تتهم الحركة الشعبية حكومة الشمال بذات التعدي، وجميعها اتهامات تصب في خانة العرقلة بالكلام، التي نتمنى ألا يتنامى حجمها فتقود إلى أفعال تخل بالأمن والسلامة..

ويبدو أن مرجع كل هذه المشاكل التي تعج بها الساحة السياسية، اكتشاف ضعف فرص الوحدة وتنامي فرص الانفصال. ورغم ذلك فالمؤتمر الوطني وحكومته ما زالا يعشمان في تحقيق وحدة لا سبيل إليها إلا عبر معجزة، وقد قلنا من قبل ألا خير في وحدة تأتى استجداء وركوعا، رغم ثقتنا في ان مثلها لن تدوم أبدا، لكن ما أدهشنا في تلك المحاولات، آخر ما تفتقت عنه عبقرية أحدهم الذى اعتقد بان إدخال الأطفال في مجاهدة طلب الوحدة، قد يجدي. فقد جاء بالصحف انه ستقام صلاة بميدان الخليفة بامدرمان في يوم تم تحديده، يؤمها مليون من الأطفال كي يبتهلوا إلى الله طالبين رحمته في تحقيق الوحدة. ويبدو ان هذه المحاولة لم يتحقق لها النجاح، أو أن الإعداد لها لم يكتمل بعد، إذ لم نسمع عنها مرة أخرى، ونتمنى ان يكون النظر قد صرف عنها. إذ كيف سيحصلون على هذه الجيوش من الأطفال أولا، ثم ما دامت صلوات الكبار وفى كل يوم جمعة لم يستجاب لها، ورغم ثقتنا في طهارة ونقاء الأطفال مما يجعل من دعواتهم أكثر استجابة من دعوات كبارهم، لكن يبدو أن لله حكمته في تقليب فرص الانفصال على الوحدة ثم ان وصلت الوحدة حد استجدائها عبر صلاة الأطفال وفى هذا الوقت بالذات الذى تتنامى فيه نيرة الانفصال بين الجنوبيين، ففي ذلك الكثير من الإذلال وعدم احترام النفس وامتهان الكرامة، ومن ثم، فان أية وحدة بتلك الطريقة، وكما يقول أهل الشام،( بلاها.)

ونتساءل داخل هذا الجو الملبد بغيوم المشاكل والمنذر بشر مستطير، تمت صناعته بأيدي الحكومتين من بالشمال ومن بالجنوب، نسألهم أولا ماذا لو اقتدت حكومة الشمال بالذات، وهى تلهث خلف تحقيق الوحدة، بالخطوة التي خطاها السيد والى ولاية الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر، من أجل خلق وحدة متكافئة وعادلة وفاعلة، كان السودان بكامل عافيته موحدا، أو منقسما على نفسه. فأية وحدة أقوى من التوأمة؟ فتلك وحدة طوعية جاذبة، يقتسم فيها التوأمان الخبرة والخدمة والفكرة، حبذا لو سلكت الولايات الأخرى ذات هذا الطريق الذى سيقود قطعا إلى وحدة محترمة بين الولايات المختلفة لا تقل جدوى ونفعا عن وحدة السودان المطلوبة بدلا من هذه البهدلة التي نشاهدها اليوم..

وماذا لو جلس الشريكان في هدوء وسكينة، وفى ثقة متبادلة لمناقشة موضوع تقرير المصير وكيف سيقرر عبر الاستفتاء، ثم اتفقوا على ما سيصبح عليه الحال في حالتي الوحدة والانفصال، ومن بعد يتم التحسب لكل الآثار السالبة التي قد تنتج عن أي منهما، والعمل على ان تصبح موجبة لصالح السودان موحدا، أو لصالح الدولتين المتجاورتين في حالة الانفصال. وهو الجهد الذى بدأ به الجانبان من خلال اللجنة المناط بها النظر في ترتيبات ما بعد الاستفتاء، لكن وللأسف فان هذه اللجنة أو اللجان، قد خفت صوتها تماما ولم يعد لها ذكر بعد أن غطت عليها أصوات العرقلة وطبول دعاة الحرب.

ثم ماذا لو أعلن الجانبان ومنذ البداية، بأنهما على أتم استعداد لقبول نتائج ذلك الاستفتاء، جاء ملبيا لطموحاتهم أو قاصرا دونها، بل والاعتراف المباشر بتلك النتائج ودعوة الآخرين لفعل ذلك، تماما كما يفعل المسئولون بالدول المتحضرة، بل كما يفعل الكبار، حتى يكبروا في أعين جماهيرهم.

وماذا لو توقفت عملية المباراة الدائرة حاليا بين قيادات الجانبين، حيث يجتهد كل جانب لتسديد هدف موجع في شباك الآخر، وجميعها أهداف تسببت في أوجاع سياسية واجتماعية ضارة بالوطن والمواطن، وقد بدأت بوادر تأثيراتها السالبة تغيرا في سلوك المواطنين وأسلوب تعاملها مع الآخر، والتي لابد من إيقافها عند هذا الحد قبل أن تمتد نيرانها لتحرق الجميع. .

كما وماذا لو عمل الطرفان على طمأنة المواطنين، بأن نتيجة الاستفتاء متى جاءت انفصالا فان ذلك لا يعنى حرمان أي منهم من أي من الحقوق التي يكفلها له القانون وطنيا كان أو عالميا، ولا ولن يخضع أي مواطن لقوانين التشفي والانتقام التي صاغها البعض لغرض في نفسه، وفى أية صورة من صورها؟

ثم ماذا لو قرر الجانبان ان يرحما الشعب السوداني، الذى طال عذابه واستطال، فيكفا عن تهديده بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويعملان على تبشيره ولو مرة، بغد آمن وواعد ومشرق، حتى ان عاش الشعب على أمله دون ان يدركه، فذلك أفضل من العيش في متاهات المجهول الذى يعيشه المواطن الآن، وهو يستمع لطبول الحرب تقرع حوله من كل جانب؟.  (المصدر:موقع الصحافة للديمقراطية والسلام والوحدة(السودان)بتاريخ 14 أكتوبر  2010)

 

 


منظمات حقوقية تنتقد ‘التضييق المنظم على حرية المعارضة والصحافة’ مصر: اتفاق بين ‘نايل سات’ و’نور سات’ يضع قيودا جديدة على الفضائيات


2010-10-13 القاهرة – ‘القدس العربي’: أعلنت شركتا ‘نايل سات’ و’نورسات’ لخدمات الأقمار الصناعية امس أنهما وقعتا مذكرة تفاهم تضع ضوابط لعمل القنوات التلفزيونية التي تبث على أقمارهما الصناعية. وقالت الشركتان ان الضوابط التي اتفقا عليها تدعو الى حماية المشاهد العربي من كل ما من شأنه الإساءة الى المجتمعات العربية وتجنيبها كل ما يدعو إلى الترويج لخطاب الكراهية والعنف والإيحائية أو التفرقة الدينية أو الطائفية أو العرقية. كما يدعو البروتوكول الذي تم التوقيع عليه الى عدم المساس بوحدة المجتمعات والدول أو الترويج للشعوذة والمنتجات التي تضر بالصحة العامة. وتشدد الضوابط على ‘ضرورة احترام القيم الإنسانية والمواطنة التي هي أساس سلام وأمن المجتمع والتقدم والحضارة’. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان البروتوكول جاء بمبادرة من وزير الإعلام المصري انس الفقي. ويأتي التوقيع على البروتوكول بعد قيام شركة ‘نايل سات’ التي تمتلكها الدولة المصرية بإغلاق أربع قنوات فضائية تبث من خلالها، هي ‘ الناس، والحافظ، والصحة والجمال، والخليجية’ التي تمتلكها شركة البراهين السعودية. كما وجهت الشركة إنذارين بالإغلاق لكل من قناتي الـ’أو.تي.في’ و’الفراعين’، بسبب ما أسمته مخالفتهما شروط الترخيص الصادر عنها. وفي وقت سابق أوقفت مصر بث قنوات أوربت والبدر والبركة والحكمة. وأدانت جمعيات حقوقية الخطوات المصرية باعتبارها محاولات للتضييق على الإعلام وحرية الرأي والتعبير. وشركة ‘نور سات’ يمتلكها رجال أعمال خليجيون ومقرها البحرين وتقوم بتشغيل منظومة للاتصالات الفضائية على أكثر من موقع مداري وأكثر من قمر صناعي بالتنسيق مع’ نايل سات’.واعربت منظمات حقوقية مصرية ودولية امس عن قلقها من ‘التضييق المنظم’ على الاصوات المعارضة والصحافة في مصر قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقالت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، والمنظمة المصرية لحقوق الانسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، إن ‘سلسة الاحداث الاخيرة تبدو تضييقا منظما على الاصوات المعارضة والصحافة’. واشارت الفيدرالية، في بيان، الى بدء الحكومة المصرية تطبيق نظام لمراقبة ومنع رسائل الهاتف المحمول القصيرة لاجهاض اي تحركات معارضة لنظام الرئيس حسني مبارك. واشارت الفيدرالية الى قيام رئيس حزب الوفد ومالك صحيفة ‘الدستور’ السيد البدوي الاسبوع الماضي بطرد رئيس تحرير الجريدة ابراهيم عيسى المعروف بانتقاداته الواسعة لمبارك ونجله جمال مبارك في خطوة فسرها مراقبون بانها تهدف الى التقرب من النظام قبيل الانتخابات البرلمانية. كما أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، عن استنكارها الشديد للقرارات العديدة والمتسارعة التي تقيد بوضوح حريات وسائل الإعلام في مصر. واشارت الشبكة، في بيان لها امس، الى قرارات إدارة القمر الصناعي المصري ‘نايل سات’ إيقاف بث أربع قنوات فضائية، فضلا عن توجيه إنذارات لقناتين، وتفعيل القرار السابق شديد التعسف بوجوب حصول المحطات الفضائية على تصريح من وزارة الإعلام قبل البث المباشر لأي حدث. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ‘ان هستيريا التضييق على حرية الرأي والتعبير التي أصابت الحكومة المصرية في الفترة الأخيرة، أمر في غاية الخطورة على مستقبل الديمقراطية والحريات العامة في مصر، ومحاولة للعودة بحركة المطالبة بالديمقراطية إلى ما قبل عام 2005، وهو العام الذي شهد بداية حراك سياسي واسع للمطالبة بالديمقراطية المفتقدة في مصر منذ عقود طويلة’. واعتبرت الشبكة أن ما يحدث في مصر الان يوضح بجلاء رغبة الحكومة المصرية في السيطرة على كافة وسائل الاعلام قبل الانتخابات البرلمانية المقرر لها نوفمبر القادم والتي تمهد الطريق للانتخابات الرئاسية القادمة مما يعد تعطيلا لوسائل الإعلام وحرية التعبير لأجل غير مسمى. من جهة اخرى زار الإعلامي المصري عمرو أديب امس مقر حزب الوفد المصري المعارض ووقع استمارة انضمامه للحزب في حضور السيد البدوي، رئيس الحزب.وعبر أديب عقب انضمامه للوفد عن كونه يحظى بالشرف أن يكون عضوا في حزب عريق تحت قيادة الدكتور السيد البدوي الذي منح الوفد نوعا من الحيوية منذ تولي رئاسته ‘وبما إنني ممن يحبون الحيوية، فإنني قررت أن أنضم لحزب الوفد’.وأكد اديب في تصريحاته عقب انضمامه للوفد أن الانضمام للأحزاب ‘مسألة هامة ومن المفيد للمصريين أن ينخرطوا في الأحزاب السياسية الأصيلة’. ونفى اديب ان يكون انضم الى تلفزيون ‘الحياة’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أكتوبر  2010)


شيخ الأزهر طالبها بتفعيل قانون حماية الأديان الدنمارك تأسف لجرح الرسوم المسيئة مشاعر المسلمين


2010-10-14 القاهرة – فاطمة حسن  أعلنت وزيرة الخارجية الدنماركية أسفها وأسف حكومتها على ما سببته الرسوم المسيئة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من جرح لمشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم رافضة تكرار تلك المحاولات والتفرقة بين شعوب العالم وبعدها على أساس ديني. وأكدت الوزيرة أن مناقشتها مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس بالقاهرة دارت حول ضرورة الحوار بين جميع شعوب العالم وبين الدنمارك والعالم الإسلامي، مشيدة بعلاقة بلادها مع دول العالم الإسلامي وبخاصة مصر، مؤكدة أن حرية التعبير والأديان شيء مهم للمجتمع الدنماركي كما أنه من المهم أن تتعايش الأديان مع بعضها، كاشفة عن وجود برنامج دنماركي مع العالم العربي لتدعيم العلاقات معهم. من جانبه قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر: إن القضية الأساسية التي ناقشها في لقائه مع الوزيرة على مدار ساعة كان حول قضية الرسوم المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، مشيراً إلى أنه لمس من الوزيرة خجلها من تلك الرسوم كما أنها تحمل مشاعر أسف لها ولحكومتها، كاشفا عن طلبه لها بحضور بعض العلماء أن تطبق الحكومة الدنماركية أبجدية الحضارة الأوروبية وهي احترام الآخر وعدم المساس بمشاعره، كما طالبها بتفعيل قانون العقوبات الدنماركية المادة 140 و262 لحماية الأقليات والجماعات والأديان والمعتقدات بشكل عام. وأضاف أنه أثار خلال اللقاء ما قامت به أيرلندا بإصدار قانون لمنع ازدراء الأديان، مشيراً تفهم الوزيرة وحرص بلادها بناء علاقات قوية بينها وبين العالم الإسلامي، والتي بدورها تنعكس إيجابيا على الصعيد الاقتصادي والثقافي والسياسي. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 14 أكتوبر 2010)


ترتيبات أميركية لصد أي تهديد للإنترنت


كشف وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو عن ترتيبات بين وزارتيهما لتنسيق الجهود الرامية إلى الرد على أي تهديدات أو هجمات تستهدف مواقع الإنترنت. فقد وقع الوزيران على مذكرة تفاهم تقضي بوضع محللين لشؤون الإنترنت من وزارة الدفاع داخل المركز الوطني لأمن الإنترنت وسلامة الاتصالات الذي تقوده وزارة الأمن الداخلي. وبموجب المذكرة يتم إرسال موظف كبير من وزارة الأمن الداخلي للعمل بدوام كامل في وكالة الأمن القومي التابعة لوزارة الدفاع مع فريق دعم يضم موظفين من وزارة الأمن الداخلي مكلفين بالعمل في مجالات حماية الخصوصية والحريات المدنية والشؤون القانونية. وقال مسؤول رفيع المستوى بوزارة الدفاع إن الاتفاق سيسهل على وكالة الأمن القومي تبادل المعلومات مع وزارة الأمن الداخلي التي تتحمل المسؤولية الأساسية عن حماية الأنظمة الحيوية مثل شبكات الكهرباء والخدمات المالية ومحطات تنقية المياه. وكان وليام لين نائب وزير الدفاع قال إن أكثر من مائة منظمة مخابرات أجنبية تحاول اختراق الشبكات الأميركية. وكتب في مجلة « شؤون خارجية » في عدديها الصادرين في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2010 أن بعض تلك المنظمات « لديها بالفعل القدرة على تعطيل البنى الأساسية الأميركية الخاصة بالمعلومات ». المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أكتوبر  2010)


محامو الضحايا الاتراك في اسطول الحرية يطلبون تحقيقا من المحكمة الجنائية الدولية


2010-10-14 لاهاي- قدم محامو وعائلات الضحايا الاتراك الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي على اسطول للمساعدات إلى غزة، الخميس ملفا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يطالب بفتح تحقيق. وقال اوغور سيفغيلي أحد محامي الضحايا الاتراك أمام الصحافيين إن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبت. من واجب المدعي التحقيق ومن واجب المحكمة الجنائية الدولية التحرك. واضاف: نريد انهاء الافلات من العقاب، مؤكدا انه يريد إحقاق العدل. واستشهد تسعة ناشطين في هجوم لوحدة من البحرية الإسرائيلية على الاسطول وخصوصا على السفينة الرئيسية فيه في المياه الدولية فيما كان يحاول كسر الحصار عن قطاع غزة. وأمام المحكمة رفع حوالى عشرة متظاهرين لافتات كتب عليها (انسانية) و(حضارة) ورسم عليها آثار رصاص. وقال أحمد دوغان والد فرقان دوغان (19 عاما) الذي استشهد في الهجوم « مات ابني ومرتكبو الجريمة يجب أن يلاحقوا ». والمحكمة الجنائية الدولية هي المحكمة الدولية المستقلة الوحيدة المخولة محاكمة جرائم الابادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية. ولم تصادق إسرائيل ولا تركيا على اتفاقية روما النص التأسيسي للمحكمة لكن سيفغيلي يؤكد أن المحكمة تملك صلاحية النظر في هذه القضية. وقال إن الصلاحية هي جرائم الحرب. اذا ارتكبت جرائم حرب هناك صلاحية. وأوضح أن الملف الذي قدم يتضمن أدلة من تقارير الامم المتحدة إلى آراء قانونية لاساتذة وصور وأشرطة فيديو وتقارير التشريح. وسيقوم مكتب المدعي الذي رفض الادلاء بأي تعليق، بتحليل أولي لتحديد مدى ضرورة فتح تحقيق. وقال سيفغيلي إن هذا الأمر يمكن أن يستغرق أكثر من عام. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أكتوبر  2010)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.