الخميس، 10 أبريل 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2878  du 10.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


حرية و إنصاف:ماهر عبد الحميد تبخر..بعدما سلمته سوريا لتونس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بعد شهادتي الإستحسان ..من أندونيسيا و اليابان ..تواصل نظر القضاء ..في ملفات عشرات الشبان ..! رسالة من مجموعة من الأساتذة المبرزين حول وضعيتهم المهنية اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي: ملخص لتقرير عن زيارة لمنطقة الرديف اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي: إعـــلام حركة التجديد / حزب العمل الوطني الديمقراطي/ الحزب الاشتراكي اليساري:  بلاغ صحفي جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي:بيـان إلى الرأي العـام العرب:  تطورات أمنية خطيرة في الحوض المنجميتونس: حالة طوارئ غير معلنة بمنطقة «قفصة» البديـل عاجل: فتحت الرماد اللهيب  وات برقية اكبار وتقدير من اهالي قفصة للرئيس زين العابدين بن عليل عاجل: الرديف مدينة تحترق.. رويترز: منظمات غير حكومية: مراجعة الأمم المتحدة لحقوق الانسان « مهزلة » العرب:  برغم أزمة اختطاف السائحين النمساويين«الخضراء» تحقق إنجازين سياحيين وتحتل المرتبة 39 عالمياً المرشح للرئاسة التونسية نجيب الشابي ضيفاً على مركز الصحافة الأجنبية بباريس الحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: نشرة الكترونيّة عدد 49 بتاريخ 10 أفريل 2008 قدس برس: تهميش رسمي للزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في الذكرى الثامنة لوفاته صدوركتاب جديد بعنوان: « بورقيبة والإعلام:جدليّة السّلطة والدعاية » الجزيرة.نت: جامعيون تونسيون يعدون ميثاقا لحفظ حقوقهم الأكاديمية الصباح: التدخلات والمعارف في الإدارة التونسية: حقيقة أم ادّعاء ؟ماذا عن التدخلات في «الكاباس» وفي «الانتدابات»؟ مغاربية: صحفيون تونسيون يهجرون الصحافة المكتوبة إلى عالم الويب عبدالسلام الككلي: ندوة « الوطن » حول « قطاع التعليم العالي والبحث العلمي: » الواقع وآفاق الحلول »نقابات صورية وكائنات مستنسخة مداخلة السيّد منجي الخماسي الأمين العام لحزب الخضر للتقدّم في ندوة  » المقاومة بين ثنائيّة الشرعيّة والإرهاب  » عماد بنمحمد:في مفهوم السياسة شريف الخرايفي: ما أروعكم بلقاسم بن عبدالله :الرديف مدينة تحترق.. محمد الحمروني:رحلة عبر الزمان في «مدينة النّعمان»تونس العتيقة.. متحف للفن المعماري وموطن الكنوز المهددة بالضياع  محمـد العروسـي الهانـي: ذكرى عيد الشهداء لن تمحى من ذاكرة التونسيين وقد تزامنت مع الذكرى الثامنة  لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله عادل الحامدي: نيل الأوطار من دعوة الملك عبد الله والبابا إلي الحوار توفيق المديني:  فيتنام العراقية محمد بنعزيز: محنة المغرب مع جارته الشرقيةالرباط تريد التجارة والجزائر مأخوذة بالعداوة صبحي غندور:هبوط أميركي.. وصعود روسي! محمد نور الدين:واشنطن «لن تبقى متفرجة» على حظرهتركيا: خريطة طريق «العدالة والتنمية»


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين  

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة

33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 10/04/2008

 
ماهر عبد الحميد تبخر.. بعدما سلمته سوريا لتونس  
أعلمتنا عائلة الشاب ماهر عبد الحميد أنها لم تتلق إلى الآن أي جواب من وزارة الداخلية عن طلبها الهادف إلى معرفة مآل ابنها السيد ماهر عبد الحميد الذي كان يدرس بالجمهورية السورية و الذي سلمته السلطات السورية إلى تونس خلال شهر سبتمبر 2007 حسبما أعلمهم بذلك أصدقاؤه الذين كانوا يدرسون معه بالجمهورية العربية السورية علما بأنه منذ ذلك التاريخ لم يتلقوا عنه أي خبر و هو ما جعلهم في حيرة خاصة و أن أخباره قد انقطعت عنهم منذ سبتمبر 2007 و أصبحوا يخشون على مصيره . و تجدر الإشارة إلى أن موظفا بمكتب العلاقة مع المواطن بوزارة الداخلية أعلم والدته السيدة آمنة بنت عبد السلام بن نصر يوم 30 جانفي 2008 بأن ابنها الشاب ماهر عبد الحميد موجود لديهم.

و حرية و إنصاف

تطالب السلطات التونسية بكشف الحقيقة عن مآل المواطن التونسي الشاب ماهر عبد الحميد و ذلك بطمأنة عائلته عن مصيره فهل وقع تسليمه حقا ؟ و هل هو موجود لديها بحالة احتفاظ دام عدة أشهر؟ و بالتالي معرفة ما إذا كان حيا أو ميتا؟

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 10 أفريل 2008 كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « :

بعد شهادتي الإستحسان ..من أندونيسيا و اليابان .. تواصل نظر القضاء ..في ملفات عشرات الشبان ..!

 
*  نظرت الدائرة الجنائية الخامسة  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  التهامي الحافي   اليوم الخميس 10 أفريل 2008  في : القضية عدد 15169  التي يحال فيها كل من : خالد الدريدي و حسين القماطي و نزار العسكري و كريم الخروبي ( بحالة إيقاف ) و حسن بوجنيح و الأمين الزياني و سالم الدريدي و العياشي الخالدي و سهيل الدريدي و بوبكر بن مغرم و عصام بن عيسى  بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة   سمير بن عمر و كلثوم الزاوي و حاتم بالأحمر . و قد قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 10 أفريل 2008 لجلب المتهم كريم الخروبي  . * كما نظرت  الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منا اليوم الخميس 10 أفريل 2008    في : * القضية عدد 14584 و قرر القاضي حجز القضية للنظر إثر الجلسة في مطالب الإفراج و تحديد موعد الجلسة المقبلة .          عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو

 


رسالة من مجموعة من الأساتذة المبرزين حول وضعيتهم المهنية

 

 
الى الأخوة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل أما بعد فنحن مجموعة من الأساتذة المبرزين نعبر عن امتعاضنا الشديد من تجاهل وزارة التربية والتكوين لاقتراحاتنا وعرائضنا المطلبية السابقة المتعلقة بإدراجنا ضمن صنف خاص يميزنا عن بقية أصناف الأساتذة في المفاوضات الاجتماعية حول الأجور باعتبارنا حاصلين على شهادة علمية ذات قيمة معرفية بيداغوجية دون أن يمتع حاملوها بما يوازيها ويليق بها من مقابل مادي لاسيما وأن الأساتذة المبرزين جلهم أساتذة باحثون ونفقاتهم على البحث والدراسة كبيرة. من هذا المنطلق وبعد أن علمنا بانطلاق المفاوضات الاجتماعية ونية الوزارة الإبقاء الأمور على حالها ومعاملتنا ضمن صنف الأساتذة الأول في تحديد قيمة زيادة الأجور المقترحة وهذا أمر غير مقبول وغير منطقي وفيه تسويف للحقوق، على هذا النحو نطالب الوزارة بالعدول عن هذا التمشي والتمييز بين الصنفين ونطالب الهيئة النقابية المفاوضة التي تمثل الاتحاد العام التونسي للشغل بأن تدرج مطالبنا المهنية بصفة جدية في المفاوضات الحالية بعنوان سنة 2008 وأن تنصفنا وتحقق مطالبنا الآتية: –       اعتبار الأساتذة المبرزين صنفا مستقلا يتمتع بتمييز مادي في المفاوضات الاجتماعية مثلما يتمتع بذلك إداريا. –       إعادة الاعتبار لشهادة التبريز واعتمادها آليا في الترقية الداخلية وحماية حامليها من المضايقات الإدارية التي تصدر عن بعض المتفقدين  وفتح الآفاق بإحداث درجة ثالثة بعض الأستاذ المبرز والأستاذ المبرز الأول وهي الأستاذ المبرز الأول فوق الرتبة واختصار الفترة الفاصلة بين الدرجتين من سبع سنوات الى خمس. –       الضغط على وزارة التربية والتكوين من أجل إتاحة الفرصة للأساتذة الذين يتأهلون للمناظرة من أجل إجرائها في ظروف ملائمة والأخذ بعين الاعتبار بالرخص التي يحصلون عليها من الجامعات التي يدرسون فيها أثناء تغيبهم عن مراكز عملهم. –       تمثيل الأساتذة المبرزين في الهياكل النقابية وضرورة إشراك عناصر منهم في النقابة العامة والنقابات الجهوية عن طريق نظام التمثيل النسبي. –       الاستفادة من قدراتهم المعرفية في لجان الدراسات والبحوث وإشراكهم في الأيام الدراسية التي تنظم حول القضايا الاستشرافية التي تهم إصلاح المنظومة التربوية. –       دعوتنا للمشاورة والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تهم الشأن النقابي وأخذ آرائنا واقتراحاتنا بخصوص تطوير أداء منظمتنا العتيدة بعين الاعتبار. –       ضرورة التنظير مع مساعدين التعليم العالي في حجم الحقوق المادية خاصة أن هذا المطلب وقع إثارته في مفاوضات سابقة 1990 وقد تعهدت الوزارة بتلبيته في مرحلة لاحقة. –       المساواة مع الأساتذة المبرزين على مستوى عدد الساعات المطالبين بها وبالتالي التخفيض من 15 ساعة الى 12 ساعة. نرجو أن تنظروا بجدية الى هذه المطالب وأن تجد مشاكلنا طريقها الى الحل. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلا ديمقراطيا

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي 09 افريل   2009 

ملخص لتقرير عن زيارة لمنطقة الرديف

  زار وفد من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان واللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي  اليوم مدينة الرديف وذلك للوقوف على حقيقة الأوضاع الخطيرة التي تواترت منذ يوم الأحد الماضي . وتكون الوفد من : – عبد الرحمان الهذيلي ، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعضو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي . – الهادي بن رمضان ، رئيس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. – رشيد الشملي ، عضو فرع المنستير للرابطة وعضو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي . – شكري الذويبي وعمر قويدر و علي الحبيب من فرع نفطة توزر للرابطةالتونسية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. – مسعود الرمضاني ، رئيس فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنسق اللجنة الوطنية للدفاع عن أهالي الحوض المنجمي . وقد كان للوفد لقاء مع المواطنين المتظاهرين بأعداد كبيرة أمام معتمدية الرديف، مطالبين بإطلاق سراح كل الموقوفين – و الذين ناهز عددهم عن الثلاثين بين نقابيين وعاطلين عن العمل وتلاميذ.  وقد اشتكى العديد من الأهالي من تجاوزات عديدة وخطيرة حصلت في حقهم أثناء مداهمات قوات الأمن لمنازلهم  يومي 7 و8 افريل 2008، نورد بعضها. – اشتكى السيد الناصر شرف الدين ، صاحب مشربة ، من العنف الذي طال ابنه البالغ من العمر 9 سنوات وهو مكسور في يديه. – حسب شهادة بعض الحضور ، يوجد التلميذ هيثم الرحيلي ، 7 أساسي ، بالمستشفى وذلك اثر تعرضه للعنف الشديد من قبل قوات الأمن. – أعلمنا السيد فيصل النميسي أن أعوان وحدات التدخل الذين داهموا بيته قد هشموا ثلاثة أبواب وتسببوا في ترويع عائلته. – أعلمنا السيد عبد السلام بن علي بوعوني ، عامل حظائر ، أن ابنه ياسين بوعوني البالغ من العمر 12 سنة والمريض بفقر الدم قد تعرض للضرب المبرح من طرف قوات الأمن مما نتج عنه كسر في يديه. وقد سجل الحقوقيون حالة الحصار الامني الكبير الذي عليه مدينة الرديف وحاول التفاوض في ذلك مع معتمد الجهة الذي تراجع بعد أن قبل بالمبدأ.   واللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي التي تشكر فرع توزر – نفطة للرابطة لما قدمه من مساعدات بغاية الوصول للمدينة وتأسف لما تعرضت له سيارة السيد عمر قويدر من تهشيم للبلور الأمامي عن طريق عناصر مجهولة-وذلك بينما كان يسعى للتفاوض –  فإنها تدعو السلطة إلى: – رفع الحصار الأمني المفروض على مدينة الرديف. – إيقاف كل أشكال المداهمات والكف عن ترويع المواطنين ومتابعة كل العناصر الأمنية التي ثبتت مسؤوليتها في التجاوزات في حق المواطنين. – أطلاق سراح كل الموقوفين وإيقاف كل أشكال التتبع ضدهم. كما تدعو اللجنة لإيجاد حلول عاجلة لمشاكل التنمية بالجهة ، ومنها أزمة البطالة وغياب المشاريع التنموية والفقر. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني  

 اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي
 10 افريل 2008   علمت اللجنة الوطنية انه وقع إطلاق سراح بقية المعتقلين اليوم مساء وقد اتصلت بالعديد منهم لتهنئتهم وللتأكد من الخبر . واللجنة إذ تعبر عن ارتياحها لهذا التمشي وتعتبره خطوة هامة في اتجاه التخفيف من واقع الاحتقان فإنها تشكر كل  مكونات المجتمع المدني التونسي  والعالمي ووسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة  في الداخل والخارج الذين ساندوا أهالي الرديف في هذا الظرف الدقيق . كما تعبر عن تقديرها للسادة المحامين الذين عبروا- بالعشرات – عن استعدادهم للدفاع عن المعتقلين. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني  

   اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي 10 افريل 2008   إعـــــــــــــــــلام
مثل اليوم السادة : – الشاذلي عكرمي – وليد عكرمي – محفوظ قويدر – عمر قويدر أمام المحكمة الابتدائية بقفصة . وكان قد وقع إيقافهم يوم 27 مارس الماضي بالمظيلة بتهمة تعطيل حرية الجولان وتعطيل حرية الشغل وقد أصدرت المحكمة  اليوم حكما عليهم بالسجن لمدة شهرين مع تأجيل التنفيذ. وقد غادروا السجين متجهين إلى المظيلة. وتعبر اللجنة عن تقديرها للسادة المحامين الذين تولوا الدفاع عنهم.  وهم الأساتذة: – العياشي الهمامي – منذر الشارني – خالد الكريشي – منية الفجراوي – رضا الرداوي – زهير اليحياوي – علي كلثوم – الياس قوادر عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني  


 بلاغ صحفي  
 
التقى ممثلون عن كل من حركة التجديد والحزب الاشتراكي اليساري وحزب العمل الوطني الديمقراطي للتشاور حول التصعيد الخطير الذي تشهده منطقة الحوض المنجمي بقفصة منذ فجر الاثنين 7 أفريل والمتمثل في تطويق مدينة الرديف من طرف قوات الأمن ومداهمتها لمساكن المواطنين بصورة عشوائية وشنها حملة إيقافات واسعة شملت عشرات الشبان ومسؤولين نقابيين لا يزال عدد منهم رهن الاعتقال. أمام هذا الوضع فإن الأحزاب المجتمعة تدين استعمال العنف ضد المواطنين والمواطنات بمدينتي أم العرايس والرديف وتجدد تضامنها الكامل مع مطالب أهالي الحوض المنجمي، كما تطالب باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتهدئة الأوضاع المتأزمة بهذه المنطقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر،  وذلك بإطلاق سراح ما تبقى من المعتقلين فورا وإيقاف التتبعات ضدهم، وسحب قوات الأمن،وتنفيذ وعود التشغيل التي قطعت أمام الاهالي، والشروع في تطبيق سياسة تنموية عاجلة تكون في مستوى ما تتطلبه الحالة الاجتماعية المتردية من معالجة حقيقية بعيدا عن الحلول الترقيعية كما تكون في مستوى الطموحات المشروعة لأبناء جهة قفصة والجهات الداخلية الاخرى في الشغل والعيش الكريم. هذا وقررت الأحزاب الموقعة مواصلة متابعة الوضع والتشاور لاتخاذ ما تتطلبه المستجدات من مبادرات المساندة.   تونس في 10 أفريل 2008     حركة التجديد           حزب العمل الوطني الديمقراطي             الحزب الاشتراكي اليساري    


جامعة قفصة  للحزب الديمقراطي التقدمي

 

بيـــــان إلى الـــــرأي العــــــام

   

 قفصــــة في: 07 أفريل 2008 إن جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بقفصة المجتمعة على إثر الأحداث الأليمة التي تمر بها منطقة الحوض المنجمي بقفصة وخاصة معتمديتي الرديف وأم العرائس حيث تدخل الأمن بصفة وحشية لتفريق المتظاهرين سلميا من أجل المطالبة بالتنمية والتشغيل. 1- إن جامعة قفصة تطالب بإطلاق سراح جميع الموقفين وعلى رأسهم المسؤولين النقابيين وهو: – عدنان الحاجي كاتب عام النّقابة الاساسية للتعليم الأساسي – عادل جيار عضو نقابة التعليم الثانوي. – بوجمعة الشرايطي كاتب عام نقابة الصحة. الطيب بن عثمان خلايفي عضو الاتحاد المحلي. 2- تطالب بإطلاق سراح المواطنين أصيلي برج العكارمة والموقفين إثر مقابلتهم معتمد المظيلة للمطالبة بتحسين ظروف عيشهم. 3- كما تدين بشدة العنف الذي تعرض له مجموعة من مواطني منطقة أم العرائس الذين حاولوا الاحتجاج بطريقة سلمية مما سبب لهم أضرارا بدنية استوجبت نقلهم إلى المستشفى، حيث منحوا راحة سبعة أيام. كما أنها تحذر من انعكاسات الحلول الأمنية التي لا تزيد إلا تعكير الأجواء وكانت قد نبهت إلى خطورتها في بياناتها السابقة. إن جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي تؤكد على ضرورة الإسراع بإنجاز بعض المشاريع ذات الطاقة التشغيلية الكبرى ومعالجة قضايا التنمية في الجهة بصفة جديّة. وتهيب بالرأي العام وكافة مكونات المجتمع المدني من منظمات وجمعيات وأحزاب  الوقوف إلى جانب الموقفين في مطالبهم المشروعة.                                                                      
 قفصــــة في: 07 أفريل 2008  
جامعة قفصة  للحزب الديمقراطي التقدمي    الكاتب العام   عبد الرزاق داعي      

 


تطورات أمنية خطيرة في الحوض المنجمي تونس: حالة طوارئ غير معلنة بمنطقة «قفصة»

 

 
تونس – محمد الحمروني    دعت أحزاب سياسية تونسية السلطة العمومية إلى الإفراج الفوري عن كل المعتقلين على خلفية «الأحداث المؤلمة» التي تشهدها منطقة الحوض المنجمي بجهة قفصة (550 كلم جنوب العاصمة). ودعت تلك الأحزاب «الحكومة وكافة فئات المجموعة الوطنية للقيام بكل المبادرات التضامنية العاجلة لمؤازرة أهالي هذه الجهة المنكوبة وتخصيص الاعتمادات اللازمة للخروج بهذه المنطقة من المأزق التنموي الذي تردّت فيه، وبأهاليها من حالة اليأس التي صاروا إليها». وعبر الحزب الديمقراطي التقدمي عن «عميق انشغاله للتطورات المأساوية والعنيفة التي اتخذها مجرى الأحداث في الحوض المنجمي. ودان الحزب بشدة التجاء السلطة العمومية إلى العنف لمواجهة حق مواطني هذه الجهة المحرومة، في الشغل والعيش الكريم. وأكد الحزب في بيان وزع الأربعاء وحصلت «العرب» على نسخة منه، على خطورة «التطورات التي تشهدها منطقة الحوض المنجمي بمحافظة قفصة والتي اكتست أبعادا دراماتيكية تمثلت في إقدام عائلة بأسرها على محاولة الانتحار، بعد 3 أشهر من الاحتجاج المتواصل ضدّ البطالة المستشرية.. أفضت إلى مواجهات عنيفة بين السلطة الجهوية والأهالي وإلى سقوط عدد من الجرحى وإيقاف عشرات المواطنين من بينهم 4 من رموز الحركة الاحتجاجية وقادتها». وعلمت «العرب» من شهود عيان في محافظة قفصة أن عدد الموقوفين بلغ خلال الأيام الأخيرة حوالي 100 معتقل، من بينهم مجموعة من قيادات الاتحاد المحلي للشغل. وجاءت هذه الاعتقالات إثر تصاعد التوتر بالحوض حيث داهمت قوات الأمن وفرق أمنية مختصة ومدعومة بفرق «الأنياب» (الكلاب البوليسية) تم استقدامها من مختلف جهات الجمهورية.. داهمت عددا من منازل جهة المتلوي وقامت بحملة اعتقالات في صفوف أبناء الجهة. وأكد هؤلاء الشهود ل «العرب» -الذي انتقل لمواكبة التطورات على عين المكان- أن أعدادا كبيرة من عناصر الأمن المدججين بخراطيم المياه والكلاب البوليسية تقوم بترويع المواطنين في كامل معتمديات المحافظة، وهو ما حوّل منطقة الحوض المنجمي إلى منطقة أمنية معزولة بالكامل لا يدخلها غير سكانها. ويعود تصاعد الأحداث الأخيرة إلى الإضراب العام الذي شل يوم 8 أبريل الجاري مختلف مناحي الحياة بالجهة وشاركت فيه نقابات الأساتذة والمعلمين والصحة والقيمين وانضم إليهم التجار وأصحاب المخابز. ولقيت تحركات المضربين من مختلف القطاعات النقابية تضامنا واسعا من المواطنين. وأسفر هجوم قوات الأمن في أم العرائس (إحدى معتمديات الحوض المنجمي) عن إصابة 9 أشخاص من عرش (أولاد المبروكي) أصيبوا جميعا بأضرار بالغة وصفها أحد الأطباء الذين باشروا حالتهم بأنها خطرة وامتنع المتضررون عن مغادرة المستشفى إلى أن يتم تسليمهم شهادات طبية تثبت درجة الضرر الذي تعرضوا له.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر)الصادرة يوم 10 فريل 2008)  


البديـل عاجل
فتحت الرماد اللهيب   
أخيرا، وكما كان متوقعا، « فعلها » نظام الحكم. فقد قرر معالجة الموقف في الحوض المنجمي عن طريق القمع. داهمت قوات البوليس المنازل في الرديف وأم العرايس خصوصا وقامت بعمليات تنكيل بأتم معنى الكلمة لم ينج منها حتى الأطفال، مستعملة الهراوات والكلاب وخراطيم المياه. وقد اعتقلت العشرات من المواطنين ومن بينهم عدد من النقابيين وقادة الحركة الاحتجاجية من أمثال عدنان الحاجي والطيب بن عثمان وعادل جيار وبوجمعة الشرايطي وبشير العبيدي. وما تزال الحملة القمعية على الرّديف متواصلة حتى اليوم الذي يقابل عشية الاحتفال بعيد الشهداء الذي يعيد إلى الذاكرة اليوم الذي خرج فيه التونسيون إلى الشوارع مطالبين بسيادة لم ينعموا بها بعدُ. إنّ هذه الممارسات القمعية ليست غريبة عن طبيعة نظام الحكم الاستبدادية التي تجعله يرفض الحوار مع المواطن الذي ما يزال يتعامل معه بعقلية الرّعية الإقطاعية معتبرا مطالبه « استفزازا » أو « شغبا » من تحت أيدي « فئة ضالّة » واحتجاجاته « نيلا من هيبته » أو « تطاولا » عليه وهو لا يقبل منه سوى الإذعان والتحميد والتسبيح على « المنن » التي يخطر له أن يقدّمها إليه حتى وإن كانت فتاتا مغشوشا. ولكن هذه الممارسات تعكس من جهة أخرى ما وصل إليه نظام الحكم من عجز عن إيجاد الحلول للمعضلات التي تعاني منها البلاد. مما جعل الحلول الأمنية تتصدّر معالجاته لأوضاعها المتردّية، في الوقت الذي تصمّ الآلة الدعائية الرّسمية آذاننا بالحديث عن « الانجازات العظيمة » و »الآفاق المشرقة » التي تبرر إبقاء الرّئيس الحالي في الحكم مدى الحياة واستمرار هيمنة حزبه على الحياة العامّة من خلال المهزلة الانتخابية المبرمجة لعام 2009. لقد انطلقت الاحتجاجات بالحوض المنجمي منذ يوم 5 جانفي الماضي. ورفع المحتجون مطالب مشروعة تندرج ضمن المقومات الأولية للحياة البشرية وفي مقدّمتها الحق في الشغل، الحق في مورد رزق، الحق في ما يسمح للإنسان بتحقيق إنسانيته، بل الجزء الأهم من إنسانيته، وممّا أغاض الأهالي أن الشغل الذي يفترض أن يكون حقا لكل مواطن (امرأة كان أو رجلا) أصبح بكل المقاييس امتيازا تتحكّم فيه الولاءات السياسية من جهة (مع الحاكم أو ضدّه) والرّشوة والارتشاء من جهة ثانية، ولم يجد المواطنون ملاذا لهم حتى في المسؤولين النقابيين « الكبار » لضلوعهم، هم أنفسهم في عمليات الفساد والإفساد والتآمر على لقمة عيش الناس. إن منطقة قفصة الثرية، لا بطاقاتها البشرية فحسب ولكن أيضا بمواردها الطبيعية التي تتصدّرها مادّة الفسفاط. ولكن، وكما هو معتاد، في النظام الرأسمالي، ومن باب أولى وأحرى في نظام رأسمالي تابع، ومستبدّ، فإن الثروة الطبيعية قد تتحوّل إلى نقمة على الفقراء والبسطاء، وهو ما حصل للحوض المنجمي بقفصة. فقد استنزف رأس المال ما في الأرض من ثروة. كما استنزف ما فيها من موارد مائية لمعالجة الفسفاط ولوّث محيطها بما في ذلك الماء. وإذا كانت الشركة ومن ورائها الدّولة جنت من الفسفاط أرباحا طائلة، فإن أهالي الجهة جنوا في النهاية مزيدا من البطالة والفقر والعطش والأمراض الخطيرة (السرطان، الحساسية…). ولو أن مادّة الفسفاط نضبت في يوم من الأيام فإن هؤلاء سيجدون أنفسهم في صحراء قاحلة بلا موارد عيش، لا صناعة ولا فلاحة ولا غيرهما. لقد تجاهل نظام الحكم على مدى ثلاثة أشهر صرخات الأهالي (ومتى استمع الاستبداد إلى صرخات ضحاياه؟). وحتى عندما وعد فإنه أخلف وعده (أم العرايس). وحتى عندما غيّر العديد من إطارات الجهة فليس بسبب تقصيرهم في خدمة المواطنين بل إن الأرجح، بل المؤكّد وفق ما يجري اليوم، أنهم أقيلوا لأنهم لم يتعاملوا بالصرامة اللازمة مع الاحتجاجات والمحتجين. وما من شكّ في أن الحل الأمني الذي يلجأ إليه نظام الحكم اليوم هو حل مسدود الأفق. يعمّق الأزمة ولا يحلّها ويفاقم عزلة الاستبداد ويقرّب من نهايته. إن أهالي الردّيف وأم العرايس والحوض المنجمي عامّة لن يثنيهم القمع عن مواصلة النضال من أجل مطالبهم المشروعة. وما حصل في هذه الجهة يمكن أن يحصل في القادم من الأيام في أي جهة أخرى من البلاد لأن ما يعاني منه أهالي الحوض المنجمي تعاني منه مناطق أخرى. ولا ينبغي الاعتقاد أن الشعب التونسي سلّم أمره للاستبداد. فتاريخه حافل بالنضال. وقد أخطأ كلّ الحكام الذين ضنّوا في وقت من الأوقات أنهم « أخضعوه »، وغرّهم إذعانه الظاهر، « فتحت الرّماد اللهيب » كما قال ابن الجهة، أبو القاسم الشابي. إن المسؤولية كل المسؤولية تُلقى اليوم على عاتق السياسيين والنقابيين والحقوقيين، على عاتق العمال والمعطلين، والشباب في كافة أنحاء البلاد حتى يعبّروا عن مساندتهم بالوسائل السلمية التي يرتؤونها لأهالي الحوض المنجمي وخصوصا لأبنائهم المعتقلين، وفي مقدّمتهم عدنان الحاجي والطّيب بن عثمان وعادل جيار وبوجمعة الشرايطي وبشير العبيدي من أجل إطلاق سراحهم فورا ودون شروط. وللضغط على السلطات حتى تستجيب للمطالب المشروعة لأهالي الجهة وتفاوض بشأنها من فوّضهم هؤلاء للتحدّث باسمهم ثانيا. هذه هي المسألة العاجلة اليوم. وللحديث بقيّة
(المصدر: « البديل عاجل » قائمة مراسلات موقع حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 9 أفريل 2008)


 

برقية اكبار وتقدير من اهالي قفصة للرئيس زين العابدين بن علي

   

 
قرطاج 10 افريل 2008 (وات) عبر اهالي ولاية قفصة من اطارات ومناضلين ومقاومين ونساء وشباب وطلبة وممثلي منظمات وجمعيات المجتمع المدني المشاركون يوم الخميس (9 أفريل) في مسيرة عرفان وتاييد للرئيس زين العابدين بن علي عن مشاعر الاكبار لسيادته على رعايته الموصولة ودعمه المطرد لمقومات التنمية بولاية قفصة وحرصه على مزيد الارتقاء بمستوى عيش متساكنيها.   وثمنوا في برقية لرئيس الدولة القرارات الرائدة التي اذن بها لمزيد دفع مسيرة التنمية بالجهة والتي شملت مختلف القطاعات وكل مناطق الولاية لتنتفع بها كافة الفئات الاجتماعية بما يبعث على الشعور بالارتياح للحاضر السعيد والتحفز بكل اعتزاز ووطنية للمستقبل الواعد.   واكدوا تعلقهم المتين بالنهج الاصلاحي الرائد لرئيس الجمهورية والهادف الى اسعاد الانسان التونسي والحفاظ على امنه واستقراره معاهدين سيادة الرئيس على مضاعفة البذل من اجل الحفاظ على المكاسب الجمة التي تحققت لجهتهم والمساهمة في اثرائها وفي صيانة ما تنعم به تونس من خير وامن واستقرار.   وجدد باعثو البرقية للرئيس زين العابدين بن علي التزامهم المطلق بالاقتداء بسيادته لصون مكاسب الوطن وخدمته باخلاص وتفان مثمنين عاليا ما سجلته البلاد في ظل قيادته الرائدة من موءشرات تنموية واقتصادية واجتماعية شملت كل ربوع الوطن وجعلت من تونس مثالا يقتدى به في كل المجالات.   واكدوا التفافهم حول رئيس الدولة ووقوفهم صفا واحدا في وجه كل من تحدثه نفسه بالاساءة للبلاد وفي وجه كل التيارات الهدامة مجددين التزامهم المطلق بالثوابت الوطنية وتشبثهم بها وبتجسيم خيارات سيادته الرائدة لبناء مجتمع متوازن وتحقيق الاهداف السامية للبرنامج الانتخابي لتونس الغد   وناشدوا الرئيس زين العابدين بن علي الاستجابة لنداء الشعب والترشح للانتخابات الرئاسية 2009 باعتبار سيادته رائد الاصلاح وضمان مستقبل تونس وعزتها.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 10 أفريل 2008)  


منظمات غير حكومية: مراجعة الأمم المتحدة لحقوق الانسان « مهزلة »

   

هاجمت منظمات من الدول النامية يوم الاربعاء عملية المراجعة العالمية لحقوق الانسان التي شكلتها الامم المتحدة حديثا حيث قال البعض انها تهوي بسرعة لتكون مهزلة. لكن مبعوثين من المغرب احدى الدول التي جرت مراجعة سجلها في حقوق الانسان منذ انطلاق تلك الآلية يوم الاثنين رفضوا تلك الشكوى وقالوا انهم كانوا منفتحين للنقد المبني على حقائق واقعية وعلى استعداد لاستخدامه في تعزيز وتحسين حقوق الانسان في بلادهم. وقالت سعيدة ادريسي عمراني رئيسة رابطة النساء المغربيات « تصطف الدول العربية والافريقية لامتداح بعضها البعض ..انها اهانة لذكاء الشعوب التي يفترض انها (تلك الدول) تمثلهم. » وقال رافيندي جامين من منظمة التحالف من اجل تعزيز حقوق الانسان غير الحكومية في اندونيسيا ان عقلية حمقاء سيطرت على جلسات الاستماع  » دافعة اياها باتجاه شيء كالمهزلة. » وانشئت العملية التي يطلق عليها المراجعة العالمية الدورية في اطار مجلس حقوق الانسان الذي تكون قبل عامين ومن المفترض ان تدقق في سجلات حقوق الانسان الخاصة بجميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة على مدى السنوات الاربع المقبلة. وفي المراجعة الدورية الجديدة يفترض ان يراجع اعضاؤها وعددهم 47 دولة من الاعضاء بمجلس حقوق الانسان تقارير من كل دولة. وينظر منتقدون الى هذه الدول على انها واقعة تحت سيطرة تكتل من الدول الاسلامية والافريقية تدعمه كوبا والصين وروسيا. ومن المفترض ان تقوم تلك الدول في الساعات الثلاث المخصصة لكل منها ببحث الشكاوى التي ترد الى المنظمات الاخرى لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة وان تقترح كيف يمكن للحكومات تحسين أدائها. لكن منذ يوم الاثنين والمنظمات غير الحكومية من افريقيا والشرق الاوسط واسيا وجماعات حقوق الانسان التي تتخذ من الدول الغربية مقرا لها تقول ان الدول التي اتحدت معا في المجلس تفعل الشيء نفسه في المراجعة العالمية الدورية لتحمي بشكل فاعل بعضها البعض من مراجعة جادة. وقال الحسن الحراث من الجمعية المغربية لحقوق الانسان في مؤتمر صحفي ان الدول الصديقة « تعمل معا لضمان عدم اثارة اسئلة حقيقية. »  يتبع
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 أفريل 2008)


برغم أزمة اختطاف السائحين النمساويين «الخضراء» تحقق إنجازين سياحيين وتحتل المرتبة 39 عالمياً

   

 
تونس – وكالات    بموازاة الانشغال السياسي في قضية اختطاف السائحين النمساويين في تونس على يد «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، تشغل هذه القضية أوساط القطاع السياحي في البلاد الذي يسعى جاهداً لعدم تلطيخ سمعته السياحية ولا سيما بعد الإنجازين اللذين حققتهما تونس سياحياً، وكان أولهما تصنيف منتدى دافوس الاقتصادي العالمي لتونس في المرتبة 39 من مجموع 130 دولة في تقريره الأخير حول القدرة التنافسية للقطاع السياحي. أما الإنجاز الثاني فهو صدور بيانات إحصائية رسمية تشير إلى أن عدد السياح الذين زاروا تونس خلال الأشهر الثلاثة الماضية ارتفع بنسبة %6.2 بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ووفقا لهذه البيانات الإحصائية التي تضمنها تقرير للديوان الوطني التونسي للسياحة، فإن إجمالي عدد السياح الذي زاروا تونس خلال الفترة المذكورة وصل إلى 1.101 مليون سائح. وعزا التقرير هذا الارتفاع إلى تطور عدد السياح الوافدين من بعض الدول الأوروبية مثل مالطا (%36.8)، وسويسرا(%20.1)، وأميركا (%13.2)، وإسبانيا (%7.2)، و فرنسا (%2). وأشار إلى أن هذا التطور في عدد السياح أسهم في ارتفاع عائدات القطاع السياحي بنسبة %8.7 خلال الفترة المذكورة، ليبلغ حجمها 501 مليون دينار (417.5 مليون دولار)، مقابل 461 مليون دينار (384.16 مليون دولار) خلال الفترة نفسها من عام 2007. وتتطلع تونس إلى تحقيق نسبة نمو في عدد السياح بنحو %6.2 ، وتطور دخل قطاعها السياحي بنسبة %10 خلال العام الجاري. والجدير ذكره أن القطاع السياحي التونسي يسهم بأكثر من%5 من إجمالي مصادر تونس لتوفير النقد الأجنبي، كما يعتبر من أهم مصادر توفير فرص العمل في البلاد.   السياحة الصحراوية   بعدما أعلن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في العاشر من مارس الماضي عن اختطافه في الثاني والعشرين من فبراير الماضي السائحين النمساويين أندريا كلويبر (43 عاما) وفولفغانغ أبنر (51 عاما) داخل التراب التونسي، أكد خليل العجيمي وزير السياحة مؤخراً أن السياحة الصحراوية في بلاده لم تتأثر بعملية اختطاف السائحين النمساويين، بعدما تاهوا في الصحراء التونسية. وأوضح العجيمي أن الفترة التي فصلت بين 10 و20 مارس الماضي شهدت ارتفاعا في عدد السياح النمساويين الذين توافدوا على تونس بنسبة %29. وأضاف أن أكثر من 500 سائح نمساوي سيعبرون خلال الأسبوع الجاري الصحراء التونسية. وفي وقت استبعدت السلطات التونسية أن تكون عملية الاختطاف تمت داخل التراب التونسي، رجحت مصادر متطابقة أن يكون السائحان النمساويان قد تاها في الصحراء، وعبرا عن طريق الخطأ الحدود التونسية ليتم اختطافهما داخل التراب الجزائري. وكان «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» طالب بإطلاق عدد من السجناء الإسلاميين في تونس والجزائر للإفراج عن الرهينتين النمساويتين. كما دعا المسؤول الإعلامي للتنظيم في وقت سابق السائحين الغربيين إلى عدم زيارة تونس في الوقت الراهن، مؤكدا أن «الحكومة التونسية المرتدة لن تستطيع توفير الحماية لهم»، مشيرا إلى أن ذلك يأتي ردا على «نحر إخواننا المسلمين» في غزة على «أيدي اليهود وبتواطؤ من الدول الغربية». وتتحول الصحراء التونسية في مثل هذه الفترة من كل عام إلى مقصد لآلاف السياح الأوروبيين الذين يتدفقون على واحات دوز، وتوزر، ومطماطة، وتطاوين. كما نوّعت تونس -إحدى أكثر دول المنطقة أمنا واستقراراً- من منتجاتها السياحية، لتزدهر سياحة الصحراء وسياحة المراكب الشراعية والسياحة الثقافية، إضافة إلى السياحة الشاطئية لتحقق صناعة السياحة إيرادات قياسية العام الماضي، حيث فاقت الملياري دولار للمرة الأولى، مستقبلة أكثر من 6.5 مليون سائح. وتعتبر السياحة في تونس ثاني مشغل لليد العاملة بعد القطاع الزراعي، حيث تؤمن نحو 360 ألف فرصة عمل. وكان منتدى دافوس الاقتصادي العالمي قد صنف تونس في المرتبة 39 من مجموع 130 دولة في تقريره الأخير حول القدرة التنافسية للقطاع السياحي. ووفقا للتقرير جاءت تونس في المرتبة الثانية عربياً بعد دولة قطر، كما تقدمت بشكل ملحوظ على أهم الدول المنافسة لها في المجال السياحي مثل تركيا التي جاءت في المرتبة 54، ومصر 66 والمغرب 67. وأشار التقرير إلى أن تونس تميّزت عن غيرها من الدول في مجال الثبات على تنمية الصناعة السياحية والأسفار، حيث صنفت في المرتبة الرابعة، وفي مجال السياسة الخاصة بإسناد التأشيرات جاءت في المرتبة 12 عالميا، وفي مجال شفافية السياسات الحكومية صنفت في المرتبة 13، بينما صنفت في المرتبة العاشرة في مجال أسعار الفنادق. ويرتكز المؤشر المعتمد في مجال القدرة التنافسية للسياحة والأسفار على أربعة محاور أساسية هي: «التنظيم والإطار التشريعي» و «مناخ الأعمال و «البنى التحتية» و «الموارد البشرية والثقافية والطبيعية». يشار إلى أنه وفقا لهذه المؤشرات، جاءت سويسرا والنمسا وألمانيا وأستراليا وإسبانيا في مقدمة الدول الـ 130 في مجال القدرة التنافسية للقطاع السياحي.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر)الصادرة يوم 10 فريل 2008)  


المرشح للرئاسة التونسية نجيب الشابي ضيفاً على مركز الصحافة الأجنبية بباريس  

 
باريس – العرب   بمبادرة من الجمعية الدولية للصحافيين الأفارقة بالمنفى، واللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وهيئة نداء من أجل بديل ديمقراطي، ومكتب الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس، تمّ تنظيم لقاء بمركز الصحافة الأجنبية، الكائن في مبنى مجمع الإذاعات الفرنسية بالدائرة 16 بباريس، على شرف استقبال المعارض التونسي الأستاذ نجيب الشابي، المرشح لانتخابات الرئاسة لسنة 2009، بحضور مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية، ليفتتح المؤتمر على الساعة الثالثة والنصف، بكلمة ترحيبية من أحد أعضاء مركز الصحافة الأجنبية، تناول على إثرها الكلمة الأستاذ نجيب الشابي، الذي قام بمسح تحليلي حول الواقع السياسي التونسي، مقدّما رؤية تفصيلية عما يراه من وجهة نظره بديلا لحالة الرسوب السياسي، وما يطمح له الشعب التونسي من تغيير في اتجاه بديل ديمقراطي يحترم تطلعات المواطن وطموحاته، حيث اعتبر أن من حق الشعب التونسي أن يمارس حرية الانتخاب، بعيدا عن كل أشكال المصادرة والنيابة عنه في الاختيار والتصويت بالوكالة، كما أضاف أن التعديل الدستوري الأخير حول الانتخابات هو نوع من الإقصاء، ومحاولة للسطو على اختيار قطاع كبير من التونسيين على اختلاف ألوانهم في الرغبة في التغيير، وأن من حقه الترشح ليس «عشقاً» في الرئاسة، بل حباً في تكريس مبدأ التعددية والاختلاف، والاحتكام للشعب الذي هو الفيصل في البناء الديمقراطي، كما عرّج على الأوضاع الاجتماعية ومعاناة المواطن اليومية، إلى جانب التطرّق إلى مناخ الحريات في البلاد، والمضايقات التي تتعرّض لها باستمرار الصحافة الحرّة، ومنها جريدة الموقف التي حوصر العددان الأخيران منها في أثناء التوزيع، بالإضافة إلى التعريج على تداعيات هذا الترشح، الذي يراه نوعا من الحراك السياسي، الذي خلق ديناميكية داخل الترسبات السياسية، مضيفا إلى أن الحزب الديمقراطي التقدمي الذي ينتمي له هو الذي رشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، وهو من الملتزمين بقرار المؤسسات، منهيا مداخلته أنه مستمر في النضال السياسي السلمي والمدني، الذي هو اختياره المركزي والمبدئي، وتأكيد حقه في الترشح، وأن التعديل الدستوري هو نوع من الاستثناء والمحاصرة.   من جانبه، تدخل الأستاذ خميس الشماري، الوجه الحقوقي العربي والدولي المعروف، معتبرا أن التعديل الدستوري الهدف منه هو إقصاء الشابي من الانتخابات الرئاسية، وذكّر بنداء 14 فبراير 2008، الذي هو استجابة لرغبة في التغيير، يتوق لها المواطن، وأن المجتمع التونسي الذي يمتاز بالنضج السياسي، لا يمكن أن يكافَأ بطمس حقه في الإدلاء برأيه، كما حاول توصيف الوضع الحقوقي، مستخلصا أن واقع الحريات في تونس يستدعي الكثير من الإصلاحات في اتجاه تجسيد مصطلح المواطنة، من حيث حرية الرأي والتعبير واحترام إرادة الجماهير، وعدم المصادرة، وشدّد في النهاية على حق الشابي في الترشح للرئاسة، وأن هذه الأساليب في الإقصاء تتعارض مع مبدأ الدولة الديمقراطية.   وبعدها أفسح المجال لأسئلة الصحافيين المتعددة والمتنوعة، التي تهاطلت على الأستاذ نجيب الشابي حول برنامجه السياسي وعلاقته بمختلف الأطراف الأخرى وموقف شركائه في حركة 18 أكتوبر واستشرافه السياسي للمرحلة المقبلة وعلاقته بالأطراف الخارجية ومدى الإجماع الذي يحظى به لدى الجماهير ولماذا اختار المشاركة بدلا من المقاطعة ولماذا لم تترشح مية الجريبي وغيرها من الأسئلة المختلفة والمشاكسة، التي حاول الشابي الرد عليها بكثير من الوضوح والهدوء، لينتهي المؤتمر الصحافي، بتهافت العديد من المؤسسات الإعلامية على إجراء حوارات مباشرة مع نجيب الشابي.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر)الصادرة يوم 10 فريل 2008)


نشرة الكترونيّة عدد 49 بتاريخ 10 أفريل 2008 لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  

 
 
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  
كي لا ننسى: يوم 09/04/1948، قامت عصابات الارغون وشترن الصهيونية بمهاجمة قرية دير ياسين وقتلت ما لا يقلّ عن 150 فلسطيني من جملة 750 ساكن، وكان من جملة اهداف مثل هذه المجازر، ترهيب السكان الأصليين وطردهم من وطنهم وإزالة أثر القرى التي أطرد أهلها…. يوم 09/04/2003 دخل المحتلون الأمريكيون وحلفاؤهم بغداد، وبعد 5 سنوات من الإحتلال فإنّ الوضع تفاقم إلى درجة انّ 4 ملايين عراقي لا يستطيعون توفير الغذاء الكافي لحاجاتهم، 40 بالمائة من السكان لا يتمتعون بالمياه الصالحة للشرب، ثلث السكان لا يتمتع بالرعاية الصحية الأساسية، 3 ملايين مواطن مهجّرون داخل وطنهم، مليونا مواطن لاجئ خارج البلاد، 25 مليون لغم مطمور تحت التراب … من تصريح جون هولمز، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يوم 4 أبريل 2008 .  يوم 4 /04/1968 اغتيل القس مارتن لوثر كينغ، الذي كان يدعو لاستعمال الأشكال السلمية لحصول المواطنين السود على حقوقهم، في ما سمي آنذاك بحركة الحقوق المدنية… بعد 40 سنة، مازال التمييز العنصري مستفحلا في أمريكا حيث لا زالت أجور المواطنين السود أقل بنسبة 40 بالمائة من أجور زملائهم البيض… تونس: قرّرت الهيئة الإدارية للتعليم الأساسي المنعقدة يوم 24 مارس 2008،  الدخول في إضراب إداري للثلاثية الثالثة، بكافة المدارس الإبتدائية، للضغط على الوزارة التي لم تستجب لمطالب المعلمين: احترام الحقّ النقابي، تشريك النقابة في حركة نقل المعلمين والمديرين، الأجور وساعات العمل…  من جهة أخرى تبدأ قريبا المفاوضات حول الأجور وظروف العمل في الوظيفة العمومية، وفي القطاع الخاص بين المركزية النقابية والحكومة وأرباب العمل، وهي مفاوضات تتم مرّة كل 3 سنوات . بالنسبة لقطاع الوظيفة العمومية فإنه يشغٌل حوالي 400 ألف موظّف، أمّا الدواوين والمنشآت العمومية وعددها 160، فإنها تشغّل حوالي 200 ألف… في القطاع الخاص، ينظم الحياة المهنية والترقيات والأجور 52 عقدا مشتركا. تونس: أطلق سراح الكوميدي الهادي ولد باب الله، بعد أن أدانته المحكمة بتهمة حيازة مخدرات، إثر سهرة قلٌد خلالها بعضا من المسؤولين السياسيين، كما أطلق سراح طلبة مدينة سوسة الذين سبق وأن وجهت لهم تهمة الإستيلاء على أملاك الغير وتعطيل سير العمل… الخ، إثر تحرّك نقابي طلاٌبي بالمطعم الجامعي ، وقد تضامن الأهالي والقوى التقدمية مع الطلبة الموقوفين والمفتش عنهم المهددين بالسجن… تونس: جرت مظاهرة بالمدينة المنجمية « الرديف » (الجنوب الغربي) يوم 6 أفريل ليلا من أجل تشغيل أبناء الجهة وضدّ المحسوبية والزبائنية، ووقعت مناوشات مع الشرطة تحوّلت إلى مداهمات واعتقالات شملت 4 نقابيين وأكثر من 20 عاطلا عن العمل. بدأت تحرّكات المواطنين بالحوض المنجمي منذ عدة أشهر احتجاجا على البطالة والمحسوبية… من بيان اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي 07/04/08 المغرب العربي موريتانيا:على إثر الإضراب الإنذاري ليوم 3 مارس، لم يتوصل أساتذة التعليم التقني الى اتفاق مع الوزارة، فشنوا إضرابا مفتوحا بداية من يوم 2 أفريل ـ نيسان للمطالبة بتحسين الأجور ومراجعة النظام الأساسي للمدرّسين. من بلاغ النقابة الوطنية لأساتذة التعليم التقني ـ 02/04/08 المغرب:شمل عفو ملكي 17 مواطنا محكوما بالسجن بدعوى المسّ بالمقدّسات ـ أي العائلة المالكة ـ أثناء تظاهرة 1 ماي 2007، 8 منهم كانوا بحالة إيقاف و9 بحالة سراح شرطي، وما فتئت الجمعيات الحقوقية والقوى التقدمية تطالب بإطلاق سراحهم. عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان 04/04/2008 الجزائر: قرّرت تنسيقية النقابات المستقلة للوظيفة العمومية القيام بإضراب احتجاجي يومي 13 و14 افريل الجاري مطالبة بالحوار الجادّ مع الحكومة وتحسين الآجور كما قرّرت الإنضمام لإضراب اساتذة التعليم الثانوي والتقني ابتداء من 11 ماي المقبل. من بلاغ نقابي صادر يوم 04/04/08 الجزائر: يقوم 20 من رجال الأعمال الأمريكيين بزيارة للجزائر تدوم 5 أيام في إطار دعم علاقات التعاون الإقتصادي، ويلتقي الوفد مع مسؤولي عدّة وزارات ومؤسسات ـ منها سونتراكـ ـ وأعلنت السفارة الأمريكية أنّ الإصلاحات التي قامت بها الجزائر وانفتاحها على السوق العالمية هي عوامل مشجعة للإستثمار. يبلغ حجم المبادلات بين البلدين 19 مليار دولار عام 2007، 17,5 مليار دولار صادرات جزائرية ـمحروقات ـ و1,5 مليار دولار صادرات أمريكية. الخبر 05/04/08 الجزائر: يعتزم مكتب التحقيقات الفيدرالي ـالأمريكي ـ فتح مقرٌ له في سفارة أمريكا بالجزائر، للتصدي للمخاطر الجديدة القادمة ـنحو أمريكا ـ من المغرب العربي، ويمكن للمكتب تغطية بلدان أخرى، علما وأن مكتبا مماثلا يوجد في الرباط، وفتحت أمريكا 70 مكتبا مماثلا في سفاراتها في العالم. أ.ف.ب. 02/04/08 المشرق العربي فلسطين المحتلٌة عام 1948 : إحياء للذكرى 32 ليوم الأرض، جرت مسيرات عديدة أهمها في يافا يوم 28/03 وقلنسوة يوم 29 /03 وسخنين وعرابة البطوف وكفر كنا ودير حنا يوم 30 مارس. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ونددوا بسياسة هدم منازل السكان الأصليين ومصادرة الأراضي. كما نظمت حركة أبناء البلد بمقرّها بوادي النسناس (حيفا) أمسية ثقافية تخليدا للذكرى 32 ليوم الأرض. كما علمنا أن الرفيبق « جميل صفٌوري » القيادي في حركة أبناء البلد وكذلك الشبان الستة من مدينة « شفا عمرو » قد رفعت عنهم الشروط المقيدة بعد اتهامهم بالمشاركة في قتل الجندي الصهيوني « نتان زادة » الذي قتل أربع ركاب في حافلة نقل عمومي يوم 04/08/2005 بسلاحه العسكري. تهانينا لهم جميعا.  مصر: اعتقلت الشرطة في وقت مبكّر من صباح الأحد 6 افريل حوالي 200 عامل بالمحلة الكبرى، بهدف إحباط الإضراب العام الذي انطلقت الدعوة له من هناك، ووجهت النيابة تهما مختلفة لـ150 منهم، كما انتشرت قوات الشرطة بأعداد كبيرة في كافة المدن المصرية واعتقلت المئات من الديمقراطيين والتقدميين، وأغلقت الشوارع والساحات ـ ميدان التحرير وطلعت حرب بالقاهرةـ وأطلقت الشرطة أعيرة نارية ـرصاص مطاطي ـ جرحت ما يزيد عن 100 متظاهر بالمحلة الكبرى التي تظاهر بها ما يزيد عن 30 ألف  رغم الحصار والقمع… اسوشيتد براس 06/04/ 08 مصر: بلغت نسبة التضخم 12,1% في شهر فيفري الماضي بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية ورفع الدعم عن الخبز الذي أصبح الحصول عليه أمرا شاقا حيث توفي 11 مصريا منذ أوائل فيفري جرٌاء التدافع في الطوابير من أجل شراء رغيف خبز مدعوم، مع العلم أن بمصر 14 مليون مواطن يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم و44 بالمائة من الشعب المصري (البالغ حوالي 75 مليون) يعيشون بأقل من دولارين في اليوم. رويترز 02/04/08  مصر: تجري الإنتخابات المحلية ـالبلديةـ يوم 8 افريل. قدّم الحزب الحاكم 50 ألف مرشّح أمّا المعارضة مجتمعة فإنها لم تقدّم إلا بضعة مئات، ممّا يجعل هذه الإنتخابات صورية وشكلية. صحيفة ليبراسيون ـ المغرب ـ 01/04/08 اليمن: تستمرّ المظاهرات منذ 30 مارس بمحافظات الجنوب: المكلا، حضرموت، عيان… ضدّ البطالة والتفرقة التي يمارسها النظام ضدّ أهل الجنوب، وقتل متظاهران بأعيرة الشرطة يوم 6 افريل. أمّا في الشمال فإنّ قتالا بين قبائل مسلٌحة من قبل الحكومة وقبائل معارضة، خلٌف 18 قتيلا. اسوشيتد براس انترنشينال 07/04/08 السعودية: دعت السلطات العليا إلى  « لقاء للأديان السماوية لمواجهة التفكك الأسري والإلحاد » وقالت إذاعة « اسرائيل » يوم 31 مارس أنّ  مفتي السعودية « دعا عددا كبيرا من حاخامات (الكيان الصهيوني) لمؤتمر ديني للمصالحة بين الأديان السماوية الثلاث » وأكّد الخبر الحاخام الأكبر للكيان الصهيوني « شلومو عمٌار » حسب ما جاء في صحيفة يدعوت أحرونوت… أصدر مفتي السعودية تكذيبا يوم 2 أفريل.  عن القدس العربي 03/04/08 السعودية: تتمتع الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف) بسلطات واسعة، لتطبيق الفصل بين الجنسين واغلاق المتاجر أثناء الصلاة والتفتيش عن الخمور والمخدرات ومحلات الدعارة… تورّطت الهيئة في أعمال قتل إثر مطاردات آخرها قتل ما لا يقل عن 6 مواطنين في أقلّ من شهر، ممّا دعا العديد من الهيئات والشخصيات إلى المطالبة بحلّ هذا الجهاز الذي لا يخضع إلا للقصر الملكي. رويترز 03/04/08 لبنان: أضرب مدرّسو التعليم الخاص، وتضامن معهم مدرّسو التعليم العمومي من أجل الزيادة في الأجور بنسبة 25 بالمائة وأعطوا مهلة للحكومة بـ15 يوما قبل العودة إلى الإضراب في حالة عدم الإستجابة لمطالبهم، إذ لم يتمتع المدرٌسون بالزيادة في الأجور منذ 1996 . لوريان لوجور 03/04/08 افريقيا الغابون: تدخٌل الرئيس « عمر بونغو أديمبا » بنفسه لحلّ الإضراب الذي شنّه 3500 عامل في قطاع البترول الذي تهيمن عليه شركة « طوطال ». دام الإضراب من 20 مارس إلى غاية 1 أبريل، من أجل تحسين الأجور وظروف العمل… لم يعلن بعد عن تفاصيل الإتفاق الذي وصفه الطرف النقابي بالمرضي. صحيفة لورونوفو (الغابون) 03/04/08 السنغال: استعملت الشرطة العنف الشديد ضدّ المتظاهرين في داكار ضدّ غلاء المعيشة (الارز، الزيت، السكر، الصابون…) وأوقفت ما لا يقل عن 24 متظاهرا يوم 03 مارس 08 كما عنفت الصحافيين وصادرت آلات التصوير حسب تصريح المنظمات الحقوقية. أ.ف.ب. 01/04/08 ساحل العاج: احتجاجا على الإرتفاع المشط في أسعار المواد الأساسية (الأرز والحليب والزيت والسكر…) تظاهرت آلاف النساء في العاصمة أبيدجان وضواحيها ثم التحق بهنّ عدد من الشبان… تدخلت الشرطة بعنف فقتلت ما لا يقلّ عن متظاهرين واعتقلت عددا غير محدّد من الشبان. موقع أفريك.كوم 02/04/08 بوركينا فاسو: إضراب عامّ يومي 8 و9 أفريل ضدّ غلاء اسعار المواد الضرورية. تطالب نقابات الوظيفة العمومية والقطاع الخاص بزيادة الأجور بنسبة 25 بالمائة ومراجعة طريقة احتساب الضرائب على المداخيل التي تضرّر منها الأجراء وصغار المنتجين… سبق أن نظمت النقابات مظاهرات وتجمعات شارك فيها عشرات الآلاف يوم 15 مارس 2008 كإنذار للحكومة وأرباب العمل… أ.ف.ب. 07/04/08 متفرقات: فيتنام: في مقاطعة « لونغ آن » بجنوب الفيتنام، شنّ يوم 13 مارس 17 ألف عامل في أحد مصانع « نايك » للملابس الرياضية، اضرابا من أجل الزيادة في الأجور 10 دولارات شهريا (15 بالمائة من الأجر) لمجابهة التضخم الذي بلغ 16 بالمائة في الثلاثية الأولى من السنة. استدعت إدارة المصنع الشرطة التي استعملت العنف الشديد ضدّ المضربين، ثم أغلق المصنع أبوابه مؤقتا يوم 03/04 . سبق أن شنّ 10 آلاف عامل في مصانع « نايك » بالفيتنام اضرابا في شهر ديسمبر اللماضي من أجل الزيادة في الأجور. للعلم فإن ثلث الأحذية التي تحمل علامة « نايك » مصنوعة في فيتنام التي لا يتجاوز  معدل الدخل الفردي السنوي فيها 690 دولارا . أ.ف.ب. 04/04/08  فرنسا – ميز عنصري: أدانت محكمة الإستئناف بـ »فرساي » (ضواحي باريس) شركة « رينو » لصنع السيارات بسبب تجميد ترقية العملة والموظفين من غير الأوروبيين البيض وعدم ترقيتهم رغم أقدميتهم وكفاءتهم. للعلم فإن الرئيس السابق للشركة يترأس حاليا « المجلس الأعلى لمقاومة التمييز ». أ.ف.ب. 02/04/08 رومانيا: بدأ 13000 عامل بمصنع « داسيا » التابع لشركة « رينو » لصنع السيارات إضرابا عن العمل منذ يوم 24 مارس للمطالبة بالزيادة في الأجور من 285 أورو شهريا إلى 435 أورو ورفضت شركة رينو التفاوض بجدية أو الإستجابة لمطالب العمال الذين لقوا مساندة من زملائهم عملة الشركة في  باقي أنحاء أروبا. معدّل الدخل الفردي السنوي  في رومانيا يبلغ 4850 دولارا. أ.ف.ب. 02/04/08             كولومبيا: من 4 إلى 22 مارس 2008 ، وقع اغتيال 7 نقابيين من مختلف القطاعات الإقتصادية، اثنان منهما اغتالهما الجيش في وضح النهار، ولم يقع إيقاف أي من القتلة ولا توجيه التهمة لأي كان. « لايبور نيوز نتوورك » 05/04/08 الرأسمال المالي « الحلال »: أدٌى تدفٌق إيرادات النفط الإستثنائية، والأزمة الحالية للرّهون العقارية في أمريكا، إلى نمو كبير في أصول « التمويل الإسلامي » الذي بلغ ترليوني دولار (ألفا مليار دولار) نظرا للحماية التي توفٌرها (الأصول الإسلامية) للمستثمرين، بسبب السيولة النقدية الكبيرة لبلدان الخليج . لكن هذه الأموال يعاد ضخٌها في أوروبا وأمريكا، مما خفٌف من الأزمة المالية هناك. من نشرة  » بنك برهاد – ماليزيا » 05/04/08  
المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتاريخ 10 أفريل 2008) موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: http://www.hezbelamal.org


تهميش رسمي للزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في الذكرى الثامنة لوفاته

 

 
تونس – خدمة قدس برس  مرّت في السادس من نيسان (أبريل) ثماني سنوات على وفاة الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة دون اهتمام كبير في تونس، فقد تحدثت صحيفة يومية واحدة عن المناسبة ذكّرت بتاريخ الزعيم الذي قاد الحركة الوطنية، وترأس أول حكومة تونسية بعد الاستقلال، ثم ترأس البلاد لثلاثين عاما، أزيح بعدها بما عرف « بالانقلاب الطبي » الذي قاده الرئيس الحالي زين العابدين بن علي في 7 تشرين ثاني (نوفمبر) من العام 1987.   أمّا الحزب الحاكم الذي أسسه الزعيم الراحل فقد أقام مناسبة حزبية في مسقط رأسه توّجت بمناشدة منظميها للرئيس الحالي زين العابدين بن على الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 لمواصلة الحكم لولاية خامسة. واندرجت هذه المناسبة الخاصة بالحبيب بورقيبة في سياق عام لم يخص بورقيبة وحده بالتكريم، بل جاء في بلاغ الوكالة الرسمية للأنباء أنّ الموكب تم « بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تأكيدا لتقدير سيادته لتضحيات الزعماء والشهداء والمناضلين في سبيل حرية الوطن وعزته ومناعته ».   وعلى خلاف العادة لم يتنقل الرئيس بن علي بنفسه إلى مدينة المنستير مسقط رأس الزعيم الراحل ليقوم بزيارة قبر الحبيب بورقيبة وتلاوة الفاتحة على روحه. فقد أوفد قيادات الحزب الحاكم. ولوحظ في المناسبة غياب عائلة الزعيم الراحل وعلى رأسهم الحبيب بورقيبة الابن.   وانتظم إحياء ذكرى وفاة الحبيب بورقيبة تحت شعار « الوفاء والولاء لصانع التغيير » (زين العابدين بن علي).   وقد تولت الصحف تغطية الحدث كمناسبة حزبية لتعداد منجزات الرئيس الحالي في الحفاظ على الاستقلال ومواصلة ما بدأه بورقيبة.   وقد اعتبر الإعلامي التونسي لطفي حجي صاحب كتاب « بورقيبة والإسلام » أنّ إحياء هذه الذكرى كان محتشما ولا يليق بمكانة الزعيم بورقيبة، خاصة وأنّ الذين أرادوا إحياءها هم من الحزب الذي أسسه بورقيبة نفسه. وكان من المفروض أن يلقى اهتماما أكثر خاصة وأنّ وفاته كما يتذكر الجميع شابها الكثير من التقصير من قبل الحزب الحاكم والهياكل الرسمية. الأمر الذي وقع انتقاده في العديد من وسائل الإعلام الأجنبية مما اضطر السلطة وقتيا إلى محاولة الترقيع عبر تنظيم بعض الندوات الخاصة بالرجل ».   وانتقد حجي تواطؤ وسائل الإعلام في تهميش مكانة الزعيم بورقيبة وقال « كان من المفروض أن تخرج الصحف من هذا التوجه الرسمي وتفتح حوارات بهذه المناسبة لاستجلاء آراء مجموعة من المسؤولين السابقين الذين كانوا مقربين من بورقيبة ولا يزالون متحمسين لفكره وتجربته السياسية. لكنّها لم تفعل، ربّما خوفا من ردة الفعل الرسمية التي لا تريد إبراز الزعيم بورقيبة بمناسبة أو دون مناسبة ».   وقال حجي في تصريح خاص لقدس برس « إنّني أعتبر أنّ من الثغرات الكبرى في تعامل الحزب الحاكم مع مؤسسه وزعيمه بورقيبة أن تصبح المؤسسات الخاصة مثل « مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات » أحرص من الحزب الحاكم على إبراز التراث البورقيبي بسلبياته وإيجابياته. وكان من المفروض في إطار الوفاء التاريخي أن يؤسس هذا الحزب مركز دراسات باسم زعيمه الأوّل لأنّه خلف مواقف واختيارات تحتاج إلى الدراسة وإعادة النظر سواء تعلق ذلك بالقضايا الوطنية مثل قضية المرأة والتعليم أو على المستوى العربي والدولي، والذي تجسد بالخصوص في موقفه من القضية الفلسطينية ومواقفه الدبلوماسية إبان ما كان يعرف باسم الحرب الباردة ».   ولا يلقي لطفي حجي بالمسؤولية على عاتق الجهات الرسمية فحسب إذ يرى أنّ « التقصير يقع أيضا على عاتق النخب التي لم تدع بطريقة أو بأخرى إلى إحياء هذه المناسبة، خاصة في ما يعنيها من مواقف بورقيبة السياسية ». وأضاف « إنّني من الذين يعتبرون أنّه لا يمكن لنا أن نؤسس لتجربة سياسية تعددية في تونس دون نقض الفكر السياسي البورقيبي الذي كان فكرا أحاديا أسّس لدولة الحزب الواحد وللمؤسسات القمعية الأحادية التي تهيمن على كافة جوانب المجتمع والتي ورثها النظام الحالي وزاد في التفنن فيها في اتجاه التصلّب. لأنّ من الثغرات الكبرى في التجربة البورقيبية غياب الديمقراطية على الرغم من إرادة التغيير في المجال الاجتماعي التي طبعت المواقف البورقيبية. وهي مفارقة كبرى في نظري لأنّه لا يمكن الحديث عن حداثة وتعصير دون ديمقراطية ».   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر)الصادرة يوم 10 فريل 2008)

حاليا في المكتبات والأكشاك ، كتاب جديد بعنوان:

« بورقيبة والإعلام:جدليّة السّلطة والدعاية »

               صدر حديثا كتاب بورقيبة والإعلام:جدليّة السّلطة والدعاية  للصحفي بجريدة « الشروق »التونسيّة  خالد الحداد الصحفي ، ويتضمّن الكتاب بحثا وثائقيّا وتاريخيّا وتحليلا لخطاب الرئيس الحبيب بورقيبة حول الإعلام، إلى جانب شهادات تاريخيّة حول طبيعة التمثّلات Les représentations  الّتي كانت للرئيس بورقيبة حول الإعلام ، شهادات جاءت من خلال عدد من الأحاديث الّتي أجراها مؤلّف الكتاب مع عدد من الوزراء وكتاب الدولة للإعلام ( مصطفى الفيلالي ، محمّد الصيّاح ، مصطفى المصمودي، الطاهر بلخوجة ) ، وعدد من الصحافيّين والإعلاميّين الّذي عايشوا العهد البورقيبي ( عبد اللطيف الفوراتي ، عبد الحميد بن مصطفى، صلاح الدّين الجورشي ، وحيد براهم ،بلحسن بن عرفة ).

             يشتمل الكتاب على خمسة أبواب حاول خلالها الزميل خالد الحداد ضبط أهمّ ملامح  المشروع الاتصالي للرئيس بورقيبة منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلى حدود سنة 1987 :

الباب الأوّل/ بورقيبة والإعلام: منطلقات وأهداف

الباب الثاني /علاقة بورقيبة بالإعلام : قراءة تاريخيّة

الباب الثالث /الرئيس بورقيبة والإعلام: التمثّل والممارسة

الباب الرابع  /الإعلام البورقيبي في عيون مُعاصريه

        الباب الخامس /بورقيبة والإعلام: قراءة تأليفيّة

       الكتاب في 344 صفحة وفي طباعة أنيقة  وحقوق الطباعة والنشر والتوزيع محفوظة لمؤلّفه.

والزميل خالد الحداد على استعداد لتقبّل آراء المطّلعين على الكتاب من أجل إثراء مضامينه وإيجاد تواصل حول مختلف النتائج الّتي انتهى إليها البحث على اعتبار أهميّة الملف الإعلامي.

خالد الحداد

رقم الهاتف 97541613

البريد الإلكتروني:

news_khaled@yahoo.fr


جامعيون تونسيون يعدون ميثاقا لحفظ حقوقهم الأكاديمية

                                 

 
يعمل جامعيون تونسيون هذه الأيام على إعداد ما أسموه « ميثاق الحريات الأكاديمية » يكون بمثابة أرضية يعمل من أجل تكريسها الجامعيون وتحترمها الإدارة والسلطات. وسيكون هذا الميثاق تمهيدا لتأسيس « مرصد للحريات الأكاديمية » يكون من وظائفه صيانة الحريات الأكاديمية وفضح القائمين بأي انتهاكات حقوقية. وسيتولى هذا المرصد الذي ساند فكرة تأسيسه الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) جمع المعلومات عن حالة الحريات الأكاديمية بالجامعة وتقديم تقرير سنوي يرفع إلى الهيئات الوطنية ذات الصلة. ودفعت فكرة إنشاء هذا الميثاق إلى التساؤل عن مدى الحاجة إليه في ظل وجود دستور وقوانين بالبلاد ومواثيق دولية تتعلق بحرية الرأي والتعبير يمكن الرجوع إليها للمطالبة بحماية الحريات الأكاديمية. غير أن الأمين العام لنقابة التعليم العالي سامي العوادي أكد أنه « ليس هناك في تونس قوانين تحمي الحريات الأكاديمية لا في دستور البلاد ولا في قوانين الوظيفة العمومية ولا حتى في القانون المنظم لقطاع التعليم العالي الذي سنه البرلمان التونسي أخيرا ». وكان هذا القانون حسب العوادي « مدار جدل كبير بين الوزارة المعنية والنقابة وأعيدت صياغته لكن دون المأمول وتجاهل هذا القانون مبدأ الحريات النقابية والأكاديمية، وبقيت هذه المسألة مقصورة على مجرد مراسيم وقرارات حينية ». مرجعية وقال العوادي إن الميثاق « ضرورة لوضع مرجعية للجامعيين التونسيين تعرف الحريات الأكاديمية وتؤسس لقيم يجتمع حولها جميع التونسيين، وتكون خير ضمان لسيادة الأخلاق الجامعية الراقية والتعاملات المثلى بين الجامعيين من احترام لقدسية البحث والتكوين وحرمة الجامعة واستقلالية الفكر، وهي القيم التي تتأسس عليها الحريات الأكاديمية ». وكان الأساتذة الجامعيون عقدوا في فبراير/شباط الماضي ندوة عن الحريات الأكاديمية، عرضوا فيها الانتهاكات والعراقيل التي يتعرضون لها داخل الجامعة وخارجها، والتي من أهمها حجب المعلومة ومنع النفاذ إليها، وهو ما أصبح ظاهرة متفشية في تونس.   وتعد هذه الظاهرة حسب الأساتذة من أكبر العراقيل أمام الباحثين في العلوم الاجتماعية والاقتصادية الذين يجدون تضييقات لا تيسر عملهم، بالإضافة إلى منع عقد الندوات والملتقيات بسبب مشاركة أطراف أو أشخاص غير مقربين لبعض أصحاب القرار، وعرقلة نشر كتب وبحوث جامعية والحرمان من المشاركات في تظاهرات دولية وتربصات بالخارج لغير الموالين.   وقال العوادي « أحيانا تختلط الحريات الأكاديمية بالحريات النقابية، فغالبا ما يتعرض الجامعيون الناشطون في النقابة إلى انتهاكات لحريتهم الأكاديمية ».   واعتبر أن « الجامعة التونسية تفتقر إلى آليات الإدارة الرشيدة التي تقوم على التشاور وتعميم مبدأ الانتخاب، وهو ما كان مدخلا للانفراد بالرأي وعدم احترام الرأي المخالف والتمييز بين الجامعيين على أساس من الفكر والرأي ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 فريل 2008 نقلا عن وكالة قدس برس إنترناشيونال)
 


التدخلات والمعارف في الإدارة التونسية: حقيقة أم ادّعاء ؟

ماذا عن التدخلات في «الكاباس» وفي «الانتدابات»؟    

كمال بن يونس تونس الصباح: « ما تردّها على لسان ».. وتسمعها في كل مكان: « لن تنجح في أية مناظرة بدون تدخلات ».. و »الكاباس بالمعارف ».. و »الانتدابات بالوجوه ».. فأين الحقيقة؟ وهل أصبحت بعض المؤسسات الادراية العليا فعلا مشكوكا في نزاهة القائمين عليها.. خاصة عندما يتعلق الأمر بالانتدابات وببعض الرخص والوثائق المهمة؟   حملنا هذه الاسئلة إلى مصادر مسؤولة فنفت جملة وتفصيلا ما يروج في بعض الاوساط.. خاصة فيما يتعلق بمناظرات انتداب الاساتذة (اي الكاباس) وعمليات تعيين بعض الاساتذة الجدد خارج نظام المناظرات..   وحسب نفس المصادر فان الوظيفة العمومية تنتدب سنويا حوالي  12ألف عون واطار جديد.. بينهم حوالي 3 آلاف في قطاع التعليم.. وآلاف الاعوان والاطارات في قطاعات الطب والتعليم والتكوين والخدمات والادارة..   61 ألف مترشح   لكن السؤال الذي يردده الشباب الذين سقطوا مرارا في المناظرات ومن بينها مناظرة الكاباس: لماذا اسقط أنا رغم نجاحي بتفوق في الاجازة والامتحانات التي سبقتها بينما ينجح غيري؟ هل هي الصدفة دائما؟   حسب مصادر رسمية فان من بين المشاكل القائمة كثرة المترشحين لوظائف قليلة.. والتي قد لا تتعدى عشرات الوظائف (أو بعضها) مقابل آلاف المطالب التي تصل من المترشحين والمترشحات وأغلبهم من بين حاملي الشهائد..   وعلى سبيل المثال فان 61 ألف مترشح شاركوا في مناظرة الكاباس الماضية.. بينما لا يتعدى عدد المراكز المعروضة الـ3 آلاف.. أي أن 58 ألفا سيسقطون بالضرورة رغم مستواهم العلمي والمهني..   هل هناك ضمانات؟   وما الذي يضمن نزاهة عملية اصلاح اوراق المشاركين في المناظرات؟ وهل ليس هناك محاباة وتدخلات في اختيار الـ3 آلاف الفائزين؟   نفس المصدر أورد لـ«الصباح» أن عملية اصلاح المناظرات اصبحت تتم في مختلف الوزارات من قبل حاسوب آلي تقحم فيه اوراق الممتحنين.. باعتبار الاسئلة الموجهة من نوع الاسئلة المتعددة الاختصاصات.. وينبغي الاجابة عليها بنعم اولا.. او باضافة رقم او تاريخ.. اي ان الحاسوب الالي هو الذي يقوم بالاصلاح..   الانتدابات خارج المناظرة   وهل ليس هناك توظيف وانتدابات خارج المناظرات؟ وماذا عن الاساتذة المتعاونين صنف « أ » (MACA)  الذين كانوا يوظفون في فرص تسديد « الشغورات الظرفية » في سلك التدريس؟؟   مصدرنا أكد أن وزارة التربية كانت تختار سنويا حسب الملفات حوالي 300 مترشح ليتولوا سد شغورات رجال التعليم في صورة الوفاة أو النقلة الى قطاع أخر أو الى بلد ثان مثلا.. لكن ترسيم هؤلاء كان يتطلب مراقبة بيداغوجية مطولة..   وقد تقرر مؤخرا حسب مرسوم رئاسي (صدر يوم 24 مارس الماضي ونشر في الرائد الرسمي يوم 28 مارس) الغاء العمل بالصيغة القديمة.. « حرصا على مزيد الشفافية واستبعادا لكل ما يمكن أن يقال عن التدخلات » واستبدال النظام القديم بنظام توظيف مؤقت لا يتعدى 3 أشهر لأساتذة متعاونين.   إصلاحات إدارية جديدة   في نفس السياق تقرر عدة اجراءات رئاسية لتحسين أداء الادارة وتطوير علاقة الوزارات بالمواطن.. من بين هذه الاجراءات الزام الادارة بالرد على مراسلات المواطن في ظرف لا يتعدى الشهرين (عوض 4 أشهر).. كما تقرر اعتبار عدم رد الادارة موافقة على مطلبه وليس العكس.. بالنسبة للمطالب والمراسلات التي تهم 4 وزارات هي الداخلية والتنمية المحلية والتجارة والصناعات التقليدية والصحة العمومية والشؤون الاجتماعية.. على أن تتعلق المطالب والمراسلات بالملفات التالية: رخص هدم عقار واستغلال بناية (اشغال محل).. وتوسيع نشاط وكيل تجاري للمعدات السيارة وتجديد رخصة وكيل تجاري للمعدات السيارة.. واستغلال عيادة اخصائي نفساني بالقطاع الحر.. وممارسة مهنة طبيب اسنان ومهنة شبه طبية من قبل اطباء الاسنان وشبه الطبيين الاجانب.. والمحلات والتجهيزات المخصصة لمصالح طب الشغل ومجامع طب الشغل.. والمصادقة على عقود انتداب الاطباء لتعاطي مهنة طب الشغل..   في نفس الوقت تقرر اجبار الادارة على تقديم وصل اثبات للمواطن في صورة تقدمه باي مطلب او مراسلة ليتمكن من متابعة ملفه والشكوى ان لزم الامر.. بينما لم يكن تقديم الوصل سابقا اجباريا..   وتتزامن هذه الاجراءات مع اصلاحات اخرى من بينها تركيز « مكاتب للادراة السريعة » تابعة للبلديات ومصالح وزارة الداخلية والتنمية المحلية في عدد من المؤسسات التجارية والمدن الجامعية تتولى تقديم وثائق الحالة المدنية والتعريف بالامضاء كامل ايام الاسبوع.. وحتى ساعات متأخرة من الليل.. أي خارج التوقيت الاداري.. وهو ما ساهم في تسهيل قضاء ملايين المواطنين لشؤونهم ايام العطل والاعياد وبعد التوقيت الاداري..   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 أفريل 2008)


صحفيون تونسيون يهجرون الصحافة المكتوبة إلى عالم الويب

   

يتوجه العديد من الصحفيين التونسيين للصحافة الالكترونية أملاً في المزيد من حرية التعبير، لكنهم لا يفيدون من البطاقات المهنية أو التمثيل النقابي.    
جمال العرفاوي لمغاربية من تونس العاصمة   اتجه مؤخرا العديد من الصحفيين التونسيين للصحافة الالكترونية أملا في المزيد من حرية التعبير أو مرونة مهنية أكثر.   عند إطلاقها لموقعها « الريشة » يوم 28 مارس، أطلعت سندة بكار الصحفية التونسية مغاربية أنها اتجهت للانترنت لغرض « منح الإعلاميين التونسيين مساحة للتعبير وللتواصل فيما بينهم ».   وصرح منصف المحروق لمغاربية أن الكتاب التونسيين يتوجهون للصحافة الالكترونية « لأنهم لم يجدوا ما يشفي غليلهم المهني وطموحاتهم المادية ».   وقال المحروق الذي تقلب في العديد من الصحف والمجلات الناطقة بالفرنسية ويعمل الآن مدير تحرير بالموقع الإخباري الالكتروني « ويب مانادجر » إن ماحمله على هجرة الصحافة الورقية هو غياب هامش الحرية. ويستقطب موقعه اليوم حوالي 10 آلاف زائر في اليوم.   ويضيف المحروق أن الإعلاميين في تونس يجدون صعوبة في تحقيق التوازن بين الحق المادي والمعنوي « إلا أن انتشار الصحافة الالكترونية منحهم فرصة بعث مشاريعهم الخاصة وأعطاهم شيئاً من الحرية ».   فالحصول على ترخيص بعث صحيفة ورقية صعب للغاية مقارنة ببعث صحيفة الكترونية لأن الأمر لا يتطلب ترخيصا كما أن تكلفة التشغيل ليست متقاربة بين بعث صحيفة ورقية وصحيفة الكترونية. حيث لا يتطلب بعث صحيفة الكترونية أي إجراء قانوني أو إداري عدا إمضاء عقد مع المشغل الرئيسي للانترنت في تونس وهو الوكالة التونسية للانترنت التي تقوم بإيواء الصحيفة الالكترونية مقابل مبلغ مالي يقدر بنحو 500 دينار سنويا.   ويقول محمد الجعايبي الذي يعمل الآن بصحيفة لابريس الحكومية « بعثت صحيفة لوجرنال الالكترونية بعد أن يئست من الحصول على ترخيص ببعث صحيفة مطبوعة وبعد سنة ونصف اضطررت إلى إغلاق الموقع على الرغم من النجاح الذي حققه والأصداء الجيدة التي وصلت هيئة تحريره. ومرد قرار الإغلاق لأسباب مادية بحتة، حيث عجزت عن مواصلة دفع مرتبات الصحفيين المحترفين العاملين معي « .   ورغم الايجابيات التي تدفع بالعديد من الصحفيين في اتجاه الصحافة الالكترونية، إلا أن البعض يعترف بوجود عراقيل. فبالإضافة إلى المشاكل المالية التي يتعرض لها البعض، فإن الحرية التي يأمل الصحفيون وجودها في الانترنت ليست مطلقة. فلئن تغض الحكومة الطرف على هذه المواقع شريطة ألا تتجاوز الخطوط الحمراء إلا أنها ترفض منح الصحافيين العاملين فيها بطاقة الاحتراف بحجة أن القانون التونسي لم ينظم بعد عمل الصحافة الالكترونية.   يعاني الصحفيون التونسيون العاملون على الويب الحرمان من البطاقات المهنية والتمثيل في النقابة التونسية للصحفيين. ناجي البغوري رئيس النقابة قال « إن من حق هؤلاء الحصول على بطاقة صحفية لأنه لا شيئ يميزهم عن بقية الصحفيين الآخرين ». البغوري وعد بالدفاع عن حق هؤلاء خلال اجتماعات اللجنة المشتركة.   وقبل نحو سنتين وعدت السلطات الرسمية بتقديم مشروع قانون إلى البرلمان يهدف إلى تنظيم مهنة الصحافة الالكترونية إلا أن المشروع مازال لم ير النور إلى حد اليوم.   ووفقا للإحصائيات الرسمية للوكالة التونسية للانترنت، بلغ عدد المشتركين في الانترنت بتونس ما يزيد عن مليون و700 ألف مشتركا مع نهاية سنة 2007.   (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 3 أفريل 2008) الرابط:http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2008/04/03/feature-01
 


   

ندوة « الوطن » حول « قطاع التعليم العالي والبحث العلمي: » الواقع وآفاق الحلول » نقابات صورية وكائنات مستنسخة  

 عبدالسلام الككلي  

  نظمت جريدة « الوطن » ندوة حول « قطاع التعليم العالي والبحث العلمي: الواقع وآفاق الحلول » وساهم في هذا الندوة مجموعة من الأساتذة نسبوا إلى أنفسهم صفات نقابية لم تعد لهم ، ولم تحضرها الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي لما تعنيه من تكريس لعوامل الفرقة وقد تضمنت أقوال المتدخلين مغالطات ترددنا قبل الرد عليها ولكننا ارتأينا أخيرا رفعا لكل التباس وإنارة للرأي العام الجامعي والوطني أن نذكر ببعض  الحقائق  لقد جاء على لسان بعض المتدخلين أن علاقتهم(يعني النقابات الكرتونية التي تستعملها السلطة)                                                                            « بالاتحاد العام التونسي للشغل أصبحت منعدمة نتيجة تلاعب المكتب التنفيذي وافتعاله أزمة النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ثم زاد في تعميق أزمة التمثيل النقابي في الجامعة حلّ النقابات الشرعية خلافا لمقتضيات قوانين المنظمة كما ساهم في تأبيد هذه الأزمة لأسباب شخصية وبيروقراطية « . .رغم أنه قيل الكثير وكتب الكثير حول ما يسمى  » بأزمة التمثيل النقابي في الجامعة  »  إلا أنه اتضح من خلال ندوة الوطن أن البعض ما يزال يروج بشأنها معلومات خاطئة ربما لان  » هذه الأزمة  » تظل إما غامضة وغير معلومة بدقة لدي البعض أو مجهولة تماما لدى البعض الآخر . 1) في الوقائع أطوار هذه الأزمة اندلعت في ديسمبر 1999 حين قرر الكاتب العام السابق للنقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي أن يمضي بمفرده وفي تحد سافر لإرادة القاعدة الأستاذية على اتفاق  » تحصَل » الأساتذة الجامعيون بموجبه على زيادة في الأجور مقابل الزيادة في ساعات العمل ( حوالي 0/0 20 ). امضي هذا الاتفاق إذن رغم معارضة صريحة له في مستوى القاعدة الأستاذية التي قالت كلمتها في اجتماعات النقابات الأساسية الممثلة للأجزاء الجامعية وفي اجتماع مجلس الإطارات الذي انعقد قبيل ساعات من إمضائه. كانت النتيجة سنتان من الصراع عبَر فيها الجامعيون النقابيون عن غضبهم من استفراد الكاتب العام المذكور بالرأي ومن تلاعبه بمصالح القطاع ودعوا إلى سحب الثقة منه . وقد أسفر هذا التحرك عن مؤتمر محمد علي في 27 – 28 أكتوبر 2001 وهو المؤتمر الذي عمق الأزمة إذ أنه كان مؤتمر التزييف بامتياز . فلقد عاد إلينا الكاتب العام المذكور بعد أن ضخم نيابات التكنولوجيين لأغراض انتخابية وتلاعب بشكل صريح وسافر بمصالحهم وقادهم تحت ضغط الوعود الزائفة إلى المؤتمر نظرا لحداثة هذا السلك وهشاشة أوضاعه . ولما تيقن عدد هام من النقابيين من طبيعة هذا المؤتمر ولما فشلت لجنة فرزالنيابات في إقناع جل الحاضرين بسلامة المؤتمر من حيث تمثيليته الحقيقية لسلك المدرسين الباحثين وسلك التكنولوجيين انسحبوا معلنين بذلك عن طور جديد في هذه الأزمة. هنا طرحت لأول مرة مسألة تمثيلية المدرسين التكنولوجيين . كان مطلب الجامعيين حينذاك التريث قبل إدماج هذا السلك في نقابة التعليم العالي والاقتصار فقط على القارين دون المتعاقدين أو العرضيين وعدم استخدام هذا السلك لجمع الأتباع والموالين وزرع الفتنة والاستيلاء بقوة التزييف والتلاعب على الهيكل النقابي. ولما استحال في ذلك الوقت القبول بنتائج مؤتمر 2001 المزيفة. فقد تقدم المنسحبون منه بطعن في مقرراته وفي المكتب الانقلابي الذي أسفرت عنه انتخاباته. وبعد التثبت في الطعن من قبل لجنة النظام التابعة للاتحاد أبطلت أعماله ونتائجه على أساس أن مابني على باطل فهو باطل وحلَ مكتب السيد مصطفى التواتي وهو نفسه الذي أمضى على اتفاقية 1999 ونودي إلى مؤتمر جديد خاص بسلك المدرسين الباحثين وهو المؤتمر الذي انعقد في 15 جوان 2003 . وللتوضيح لم يكن موقف نقابة التعليم العالي والبحث العلمي في ذلك الوقت من المدرسين التكنولوجيين موقفا من هذا السلك بل رفضا للتمثيل الزائف. ولذلك كان أول عمل بادرت به النقابة الجديدة التي أفرزها مؤتمر 2003 والتي أشرف على كتابتها العامة الأخ أنور بن قدور والتزاما بمقررات مؤتمر الإتحاد العام في جربة سنة 2002 أن تسير نحو إيجاد حلَ لتشرذم القطاع وتعدد النقابات الممثلة له وسعت منذ صعودها إلى صياغة علاقة جديدة بين كل المنتسبين إلى القطاع من المدرسين الجامعيين . وبدأ التفكير جديا في خلق هيكل واحد موحد لهم جميعا وتمَ البدء في تنفيذ المشروع منذ 2005 وذلك بإنجاز مؤتمرات توحيدية على مستوى النقابات الأساسية تضم الأسلاك الثلاثة أي المدرسين الباحثين بدرجتيهم أ و ب وسلك التكنولوجيين بكل درجاته وسلك المبرزين الحديث النشأة بالجامعة . وبعد استكمال هذه العملية عرض مشروع التوحيد في صيغته النهائية على مجلس قطاعي أشرف عليه أعضاء من المكتب التنفيذي للإتحاد العام فأقر المشروع ودعا إلى مؤتمر توحيدي أنجز في 15 جويلية 2006 2) في دهاليز الأزمة المفتعلة لأول مرة في تاريخ الجامعة التونسية ينتخب الجامعيون هيكلا عصريا مسؤولا وناضجا ممثلا لكل الأسلاك في الجامعة، تقوم تمثيليته على أساس المحاصصة المدروسة، أنجز المؤتمر التوحيدي في 15 جويلية 2006، فاعتقد الجامعيون أنهم بذلك يقدمون محاورا واحدا ممثلا وكفءا إلى وزارة الإشراف فماذا كان ردها : التجأت مثل عادتها الى  : أ) خلق هياكل صورية مستحدثة ، ب) خنق الهيكل الجديد المنتخب بواسطة توظيف القضاء أ)   الهيئة المؤقتة للمدرسين التكنولوجيين  لقد واجهت السلطة طيلة العقود الخمسة الماضية  بعنف كل مكون من مكونات المجتمع المدني انفلت من قبضتها أو حاول ذلك فابتعد عن منطق الامتثال والتأييد واقترب من مشاغل منظوريه . كان أول ضحية الإتحاد العام لطلبة تونس في انقلاب قربة سنة 1971 وتلتجئ السلطة كعادتها إلى أسلوبيين   *ّ  الاستنساخ المشوه : تستنسخ السلطة مكونا مشوها للمكون المتمرد كالإتحاد الوطني للشغل في مواجهة الإتحاد العام التونسي للشغل, الهيئة العليا لحقوق الإنسان في مواجهة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، محامون بلا حدود في مواجهة جمعية المحامين الشبان قبل أن تعرف تحولها الأخير.  *  التدمير الداخلي : تستند السلطة إلى أقلية تنتصر بفعل فاعل دائما على الأغلبية 22 منخرطا فقط يمنعون إلى حد اليوم بحكم قضائي الرابطة من عقد مؤتمرها و 182 قاضيا فقط من 1870 وهو العدد الجملي للقضاة «ينجحون»  في عقد مؤتمر استثنائي.* فالسؤال الذي نحاول الإجابة عنه في هذا المقال هو : هل يستجيب تشكيل ما سمي  » بالهيئة المؤقتة للتكنولوجيين  » لرغبة وإرادة الأساتذة الجامعيين المنتمين لسلك التكنولوجيين أم أن هذا  » المكون  » ليس في الواقع غير مخلوق آخر من مخلوقات الاستنساخ المشوه المذكور أعلاه. لقد انبثقت هذه الهيئة المزعومة عن اجتماع بالمعهد التكنولوجي برادس في قلب الصائفة وإبان العطلة الجامعية ، ولم يضم ممثلين عن المدرسين التكنولوجيين بمختلف المعاهد التكنولوجية بل اقتصرت الأغلبية الساحقة للحاضرين ( 95 بالمائة ) على مديري بعض المعاهد التكنولوجية ومديري الأقسام والتربصات بها وترأسه ثلاثة أشخاص اثنان منهم لا ينتميان إطلاقا لسلك التكنولوجيين ولا يتحمل ثلاثتهم أية مسؤولية نقابية . كما استعملت الإدارة العامة الأموال والمعدات العمومية لتحمل بعض التكنولوجيين على المشاركة في الاجتماع المذكور ( سيارات وزارة التعليم العالي ، فطور ، مدرج المعهد ) ولكنها لم تفلح إلا في استقطاب بعض المديرين اللذين قرروا  في غياب الممثلين الحقيقيين للقطاع تكوين  » هيئة مؤقتة  » يؤطرها بعض الذين احترفوا منذ ديسمبر 1999 تاريخ إمضاء الاتفاقية المشؤومة بين النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الإشراف المتاجرة بقضايا التكنولوجيين واللعب بالإنخراطات وتضخيم النيابات في مؤتمر محمد علي الأول والمفاوضات المريبة من أجل إيهام زملائنا بإمكانية تحقيق مطالبهم. إذن ولد هذا المستنسخ المشوه في 15 أوت 2006 في حين شارك الممثلون الحقيقيون للتكنولوجيين في كل مؤسساتهم المهيكلة نقابيا في مؤتمر أميلكار في 15 جويلية 2006 ومنهم من وقع انتخابهما في المكتب التنفيذي للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الهيكل الواحد الموحد لكل الجامعيين رغم اعتماد الإدارة العامة للمعاهد التكنولوجية لكل السبل ولجوئها إلى كل أساليب التهديد لمنعهم من المشاركة في المؤتمر التوحيدي قبل انعقاده ثم إلى كل وسائل الضغط لدفع ممثلي هذا السلك للاستقالة بعد انعقاده خارقة بذلك مقتضيات الفصل الرابع من النظام العام لأعوان الدولة الذي ينص على حرية العمل النقابي وخاصة الاتفاقية الدولية رقم 135 التي أثنى النقابيون على مصادقة الحكومة التونسية عليها مؤخرا. ولأن سياسة التدمير الداخلي وإفراغ الهياكل من ممثليها الشرعيين واستقطاب المواليين والأتباع ممن ضعفوا أمام التهديدات أو أغرتهم المغريات وما أكثرها لم تنجح فقد صدرت عن النقابات الأساسية للمعاهد التكنولوجية لائحة ( انظر الصباح السبت 4/11/2006 ) أمضاها كتابها العامون ومنهم عضو في الجامعة العامة وهو ممثل المعهد التكنولوجي بسوسة . وقد عبر الممضون على هذه اللائحة عن رفضهم القاطع لهذه  » الهيئة المؤقتة  » المزعومة وشجبهم للظروف المريبة التي حفت بتكوينها كما ذكرنا ذلك كما أكدوا تمسكهم بالمسار التوحيدي لكافة أسلاك مدرسي التعليم العالي والباحثين ، مع العلم أن كافة مطالب التكنولوجيين وقع توثيقها في لوائح مؤتمر 15 جويلية التوحيدي وأرسلت عن طريق الأخ الأمين العام للإتحاد إلى السيد وزير التعليم العالي.  وقد استند  « الكاتب العام  » لهذا الهيكل المشوه في تكوين  » الهيئة المؤقتة  » حينها لأحكام الفصل 250 من مجلة الشغل  فقال في حديث اجري معه من قبل بعض الصحف الموالية لمزيد إنضاج الطبخة الانقلابية التي كان طاهيها الأول هو السلطة  » إستادا للفصل 50 من مجلة الشغل الذي ينص على تكوين هيئات نقابية لنحو 50 منخرطا تقدمنا بملف يشمل 80 أستاذا جامعيا تكنولوجيا على الرغم من أن لدينا نحو 400 إمضاء  » ويدعي أنه قدم  » للسلطات المعنية جميع الوثائق التأسيسية بدأ بوزارة التعليم العالي ومرورا بوزارة الشؤون الاجتماعية ووصولا إلى وزارة الداخلية ويزعم أنه تلقى منها وصولات في الغرض  » ولأن هذا الكلام لا سند قانوني له فإننا نفيد القارئ بما يلي: يخضع تكوين النقابات في تونس إلى أحكام مجلة الشغل وخاصة في فصولها من 242 إلى 257 وبمراجعة النصوص القانونية المشار إليها لا يوجد في تأسيس النقابات ما سماه السيد الكاتب العام المذكور  » بالهيئة المؤقتة  » . إذ أن تأسيسها يتم بمجرد إعلام مركز الولاية أو مركز المعتمدية التي بها مقر النقابة ولا يوجد هياكل وسطية أو هيئات وقتية تسبق إنشاء النقابات . إذ أن إجراءات تأسيسها سهلة ومرنة خلافا لتأسيس الأحزاب والجمعيات . ويبدو أن الأمر قد اختلط على السيد الكاتب العام أو على من أوعزوا له بهذه « الطلعة  » إذ أنه يحدثنا في ذات الوقت عن تأسيس نقابة وعن إجراء تكوين حزب سياسي. وما يلفت الانتباه في هذا الرجل هو أنه يضع قدميه في مكانين مختلفين فهو من جهة يتمسك بالقانون العام المنظم لحق تكوين النقابات صلب أحكام مجلة الشغل داعيا السلطة للاعتراف به ومن ثم التفاوض معه في ما يخص قضايا التكنولوجيين ( في الواقع يدعي أن هذا التفاوض قد وقع فعلا، متى ؟ أين ؟ لا يعلم إلا هو ) . وهو من جهة ثانية يتمسك بالشروط الخاصة بتكوين النقابات الأساسية صلب النظام الداخلي للإتحاد العام ( الفصل 36 منه الذي يشترط وجود 50 منخرطا لتكوينها) موجها بذلك رسالة مشفرة إلى المكتب التنفيذي مفادها أنه على ذمة الإتحاد إذ قرر أن يسير إلى الخلف وأن يحل الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي باعتبارها هيكلا موحدا ويعوضها بجامعة تضم نقابات عامة لكل سلك يكون هو بطبيعة الحال ممثلا فيها لسلك التكنولوجيين. ب) توظيف القضاء ولكن السلطة لم تكتف بخلق هياكل صورية جديدة بل لجأت كعادتها إلى محاربة الهياكل المنتخبة بواسطة توظيف القضاء فإذا به  يستولي مرة أخرى على قضيتنا وتتحول مسائل يريد البعض أن يجعل منها خلافات نقابية – نقابية إلى قضايا تنظر فيها المحاكم وهكذا تتقدم نقابة التعليم العالي والبحث العلمي ونقابة الأساتذة والأساتذة المحاضرين المنحلتين بقضيتين الى المحاكم. لقد استسهل البعض الاتحاد وتطاولوا عليه بتخطيط وإيعاز وتدبير من قبل السلطة التي لا ترغب في وجود شركاء حقيقيين أو أطراف فاعلة، لها رغبة فقط في خلق واستنساخ مكونات مشوهة لا دور لها غير مباركة سياسة السلطة الأحادية التي لا تنهض على غير منطق ضمّ الأتباع وشراء الذمم والضمائر  » لقد أنجز المؤتمر التوحيدي في ظرف تمر فيه الجامعة بتحولات هيكلية خطيرة، في هذا الظرف بالذات، تلتجئ السلطة مرة أخرى إلى محاولة نسف الوحدة النقابية بافتعال أزمات داخلية واستخدام أدوات التخريب فتعود إلينا بلا رادع سياسة حشر القضاء في قضيتنا. وكما هو الحال في النوازل السابقة تأبد أمد الفصل فحجزت القضايا للمفاوضة لتحل المفاوضة مرارا وتكرارا، فلا السلطة قادرة لانعدام براهينها على مواجهة الاتحاد العام باستصدار أحكام نافذة ضده والاستجابة لمطالب خصومه ولا هي مستعدة لإنصافه خوفا من الجلوس على مائدة المفاوضات مع ممثلين حقيقيين للقطاع » وهو الشيء الذي أدى إلى وضعية مؤلمة يعيشها النقابي الجامعي فهو في الواقع بين نارين: بين  نقابيين صادقين بلا شك ولكنهم ملّوا الحديث عن الأزمة فكاد يدخلهم الشك في جدوى العمل النقابي، ومزايدين على العمل النقابي يختفون وراء نقد القيادة النقابية من أجل التمسك بالمواقع والتنفّذ ومن أجل تنفيذ مخططات التفرقة وزرع الفتنة وإثارة البلبلة، وتحقيق أجندة السلطة. ، إن بعضهم يتقدمون بقضايا ضد الجامعة العامة وضد الاتحاد ولكنهم يتصرفون بعد ذلك بلا رادع وباسم الاتحاد ويستحوذون في مخالفة صريحة للقانون على طابع المنظمة وينشرون بين الجامعيين بلاغات باسم نقابات لم يعد لها أي صلة بهياكله ومقرراته » ونحن نتوجه بشكل صريح باللوم على المكتب التنفيذي الذي يقبل بهذه الوضعية في سلوك أقل ما يقال فيه انه يتسم بالسلبية، وندعوه إلى مساندة الجامعة العامة للتعليم العالي بأكثر حزما وبأن يطرد من الاتحاد كل من تسول له نفسه حشر القضاء في شؤونه الداخلية، إننا نعتبر أزمة التمثيل النقابي الجامعي إحدى المؤشرات على أن مبدأ استقلالية الاتحاد يمر بامتحان صعب ونطالب المركزية برفع هذا التحدي والاستجابة فورا لانتظارات الجامعيين . إن الأزمة المفتعلة التي يعيشها القطاع ليست في الواقع غير مخطط يستهدف أساسا إسكات صوت الجامعي وتغييبه في الوقت الذي تمرّ فيه الجامعة التونسية بتحولات خطيرة وتطرح ملفات ذات أهمية قصوى بل مصيرية مثل منظومة « إمد » أو نظام الجودة أو مسالة التاطير والتربص أو ملف التقاعد أو الأنظمة الأساسية المنضمة لمختلف الأسلاك الجامعية. إن استبعاد الجامعة العامة لا يعني بالنسبة إلينا غير شيء واحد وهو الفراغ من هذه الملفات دون شريك أو محاور وصياغة هذه الإصلاحات الهيكلية برؤية ضيقة وواحدة هي رؤية السلطة. وعوض أن تلجأ الوزارة إلى حلّ الإشكال وإدماج جدي للطرف النقابي كمحاور مسؤول منتخب ديمقراطيا ومخول، فإنها تلجأ مرة أخرى إلى تسميم الأجواء وتعميق الشرخ بتحريك عناصر دخيلة على الاتحاد مناوئة له وتوظيفها من أجل افتعال قضايا ما إن تصل إلى العدالة حتى تتأبد ويؤجل النظر فيها مرة بعد أخرى من أجل أن تصير سيفا مسلولا على رقاب النقابيين .                                                          المصدر : جريد الوطن


 

بسم اللّه الرحمان الرحيم مداخلة السيّد منجي الخماسي الأمين العام لحزب الخضر للتقدّم

في ندوة  » المقاومة بين ثنائيّة الشرعيّة والإرهاب  »    

السادة الحضور، يُواصل حزب الخضر للتقدّم نشاطاته الفكريّة والسياسيّة تفاعلا مع الأحداث ومختلف المناسبات الوطنيّة والإقليميّة والدوليّة، واليوم نعقد هذه الندوة لإحياء ذكرى عزيزة على كلّ التونسيّين ألا وهي الذكرى السبعين لعيد الشهداء المجيد ، هذه الذكرى الّتي كرّس خلالها جمهور وشباب تونسيّون روحا من الفداء والتضحية خدمة لهذا الوطن وأجياله المتعاقبة. السّادة الحضور، تمرّ اليوم سبعون سنة عن خروج جماهير تونسيّة غفيرة للاحتجاج على المستعمر الفرنسي وللمطالبة بالحريّة وبإحداث برلمان تونسيّ، انطلقت مظاهرة أولى من ساحة الحلفاوين بقيادة الزعيم الرّاحل علي بلهوان ومظاهرة ثانية من رحبة الغنم بقيادة الشهيد الرّاحل المنجي سليم كما ساهمت المرأة التونسيّة ولأوّل مرّة في تاريخها في تشييد معالم هذه الملحمة الوطنيّة وخرجت للتعبير عن رفضها للاحتلال ومساندة المدّ الشعبيّ الرافض للقمع. إنّها ملحمة خالدة نقف اليوم إجلالا وإكراما لصانعيها ، إذ سقطت في ذلك اليوم من سنة 1938 المئات من الأرواح الطاهرة وتدفّقت الدماء الزكيّة هي دماء شهدائنا البررة الذين ضحّوا من أجل تحرير وطنهم وطرد الاحتلال وتخليص البلاد من مظاهر الظلم والاضطهاد والقمع والتمييز . وكلّ التونسيّين رأوا ويرون وسيرون هذه الملحمة ذكرى مجيدة من حيث أنّها تمنحهم الفرصة لاستلهام أسمى عبارات النخوة والاعتزاز بالانتماء إلى تونس واستحضار المآثر البطوليّة لرجالات تونس ورموز تحريرها. السادة الحضور، جسّدت ملحمة 9 أفريل 1938 الوعي الّذي امتلكه الشعب التونسي بكلّ فئاته وخاصّة الشبابيّة منها بأهمّية التحرّر وتحقيق السيادة الوطنيّة ، ولم تكن الشعارات والهتافات الّتي رفعها المتظاهرون آنذاك مُطالبة بإنشاء برلمان تونسي نشازا أو عملا ارتجاليّا بل كانت تعبيرا عن إحساس عميق برفض الارتهان إلى القوى المعادية والمستعمرة وبداية وضع استراتيجيّة واضحة لتحقيق الاستقلال عن الوطن ، إنّنا ونحن نستحضر تلك التضحيات فإنّما لاستلهام الدروس والعبر والمعاني الوطنيّة الكبيرة الّتي مازلنا نحيا اليوم على وقعها وتأثيراتها . إنّ الدعوة الصريحة والواضحة لإنشاء برلمان تونسي الّتي رفعتها الفلول الأولى من المُحرّرين كانت الشرارة الّتي أشعلت وأذكت روح المقاومة وكشفت زيف المستعمرين وفضحت سياستهم الرامية إلى تركيع الشعب وإذابة خصائصه التاريخيّة والحضاريّة والثقافيّة ، وقد استبطن المحتّجون تلك الخلفيات وطالبوا بحسّ سياسي كبير فيه الكثير من الصدق والعفويّة بأن لا يحكمهم ولا يُقرّر مصيرهم غير ممثلّيهم ونوابهم ، وربّما كانت تلك من النقاط الّتي دفعت المستعمر إلى الردّ بقوّة على المتظاهرين في حركة قمعيّة كان هدفها إسكات ذلك الصوت المنادي بحُرمة الشعب وأهليّته لاختيار نوابّه وممثليه القادرين لوحدهم على ضبط برامج البلاد المستقبليّة بعيدا عن مخطّطات وبرامج المستعمر.  حضرات الإخوة الكرام، مثّلت حادثة 9 أفريل 1938 منعرجا حقيقيّا في مسار الحركة الوطنيّة التونسيّة وكانت المنطلق إلى تصعيد أعمال المقاومة ضدّ المستعمر ، هذه المقاومة الّتي لم تتوقّف إلاّ بخروج آخر جندي عن أرض الوطن ، وربّما وانسجاما مع ما أثبتته المتابعة التاريخيّة الدقيقة لأطوار حركة التحرير الوطني أنّ البلاد ربّما كانت تعرف مصيرا آخر لولا تلك التضحيات وتلك الملحمة البطوليّة الّتي قطعت مع أحلام وأمان عايشها تونسيّون عديدون لعقود طويلة من العيش تحت الحماية والاستعمار الفرنسيّين ، فهذا المستعمر بسياسته العدوانيّة الّتي كانت تميّز بين الواقعين تحت إمرته وفسحه المجال للمعمّرين الأوروبيين باستغلال خيرات البلاد وحرمان الأهالي من كلّ فرص العيش الكريم وممارسته سياسة التعسّف والظلم تجاههم أيقض فيهم نخوة الوطنيّة ورفض الهيمنة عليهم وتمعّش الغير من خيرات بلادهم ، إنّها مقاومة مشروعة في اتجاه التحرّر من ربقة العبوديّة وحياة الذلّ والهوان وشرّعت لهم الآمال العريضة والأحلام الحقيقيّة في الاستقلال وطرد المحتلين .   السادة الحضور، ولأنّ ذكرى عيد الشهداء السبعين تتزامن مع الذكرى الخامسة على سقوط بغداد خيّرنا أن نقيم ربطا منهجيّا بين كليهما ، لنفتح المجال للحديث حول موضوع في غاية الأهميّة نُعايشه في عالمنا اليوم ، موضوع يذهب إلى نعت المقاومة الشرعيّة لاسترداد الحقّ المسلوب بنعوت غريبة عنها فيصفها بالإرهاب وهي منها براء . إلى اليوم، تستخدم قوى الهيمنة والاستعمار مفاهيم مكافحة الإرهاب ومقاومته للتشكيك وحرمان الشعوب من حقّها في تقرير مصيرها وبناء سيادتها الوطنيّة وفي نفس الوقت للتهجّم على معتقداتها ومقدّساتها. ونحن نجزم بأنّ أكثر ما يخدم الإرهاب هو الخلط الشائع والخطير بين مفاهيم المقاومة والتحرير والحقّ  المشروع للدفاع عن النفس والنضال العادل للشعوب ومفهوم الإرهاب. فمن المغالطة ومن السخف والاحتقار أن نسكت اليوم عن اتهام قوى الهيمنة والاستعمار نضالات إخوتنا في العراق وفلسطين المحتلّتين بأنّها أعمال إرهابيّة ، إنّ النضال ضدّ العصابات الصهيونيّة في فلسطين والتواجد العسكري الغربي على أرض العراق الحبيبة هو أرقى أشكال المقاومة المشروعة ، فكلّ المواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان وقرارات الشرعيّة والقوانين الإنسانيّة الأمميّة تمنح الشعبين العراقي والفلسطيني الحقّ المشروع في الكفاح والمقاومة لطرد المستعمرين وتحقيق سيادتهما في أوطانهم وبناء دولتيهما المستقلّتين. إنّ منظمّة الأمم المتحدّة نفسها تفرّق تمام التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة التي تخوضها الشعوب ضدّ الاحتلال وضدّ كلّ أشكال العدوان والاستعمار الاستيطاني والعنصريّ لمّا كانت المقاومة فعل تحرير والإرهاب حركة تدمير ولمّا كان مغزى المقاومة التضحية من أجل تحقيق التحرير وحريّة الأوطان و مغزى الإرهاب هو اللّجوء إلى العنف والتعنيف والقتل من أجل فرض الهيمنة والسلطة والسيطرة والاستبداد من دون أيّ شرعيّة.    وعلى سبيل الذكر أقرّت الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة في عام 1974 في القرار رقم 3214 حول تعريف العدوان حقّ الشعوب في النّضال بجميع الأشكال بما فيها الكفاح المسلّح من أجل نيل الحريّة والاستقلال والحقّ في تقرير المصير، وبالتّالي أجازت حقّ جميع الشعوب في العالم في المقاومة المسلّحة للاحتلال.   كما تؤيّد قرارات الأمم المتحدّة حقّ الشعوب في مقاومة الاحتلال وحقّ تقرير المصير ونيل الاستقلال وتدين الإمبرياليّة والعنصريّة والصهيونيّة.    ومع إدانتنا جميعا للإرهاب الذي يحصد المئات من القتلى والجرحى عن طريق السيّارات المفخّخة والقتل العشوائيّ الذي يستهدف المدنيّين في الأحياء الشعبيّة والأسواق وغيرها من الأماكن السكانيّة المكتظّة،فإنّه لايفوتنا في هذا الصدد التنديد أيضا بإرهاب الدولة وهو الذي يعدّ من أخطر أشكال الإرهاب الدوليّ  ومن الأمثلة على ذلك الإرهاب الذي تمارسه السلطات الإسرائيليّة ضدّ فلسطين ولبنان وحتّى سوريا وإنّنا نرى في المناورات الأخيرة التي تقوم بها إسرائيل دليلا قاطعا على العقليّة الحروبيّة والعدوانيّة الإسرائيليّة الغاشمة.   الحضور الكريم، نتيجة لهذا الخلط وهذا التداخل تعمّقت هوّة سوء التفاهم وإتّسعت فجوة التعصّب والصدام بين الثقافات والحضارات والأديان والشعوب ممّا دفع بالمفكريّن المعاصرين المتنوّرين والمحبّين للسلام والمدافعين عن قيم الإنسانيّة الخالدة إلى رفع أطروحة الدعوة إلى الحوار المتوازن والعاقل بين النخب من أجل إرساء معالم التسامح والاعتدال وقبول الاختلاف ، وهي دعوة تبنتّها في المقام الأوّل بلادنا التونسيّة التي كانت سبّاقة في الإقرار بضرورة ضمان حالة من التوازن في مسيرة الحضارات الإنسانيّة وإن تواجدت اضطرابات أو فوضى أو انقسامات أو حروب عرقيّة وإثنيّة التي لن تؤدّي في النهاية إلاّ إلى الدّمار والخراب الشاملين. ولا يفوتنا في هذا الصدد التنويه بمبادرة الرئيس بن علي ببعث كرسيّ بن علي للحوار بين الحضارات ذلك المشروع الحضاريّ والنبيل الرامي إلى تعزيز مقوّمات الحوار والجدال من أجل التقارب بين الشعوب ، ومبادرته كذلك بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لتحديد مفهوم للإرهاب والفصل بين هذا الإرهاب ومبادئ الدين الإسلامي . وهذه المبادرات تهدف إلى المساعدة على إيجاد بيئة دوليّة مستقرّة وقائمة على أساس الاحترام المتبادل والمساواة بين الثقافات والحضارات والشعوب إلى جانب الاعتراف بوجود اختلاف وتباين ممكن بينها . و من هنا ندعو العالم الغربيّ، من منبرنا هذا، إلى الإقرار بحقّ دول الجنوب في بلورة القيم الحضاريّة والكونيّة لأنّ هذا الفعل ليس حكرا على شعب أو ثقافة دون غيرها. إنّ مقولة صراع الحضارات القائمة على شعارات إيديولوجيّة جوفاء كالدفاع عن الديمقراطيّة وحقوق الإنسان وتكريس قوانين السوق بما فيها من إجحاف ومظاهر استغلال وظلم أثبتت فشلها ولم تعد من ثمّ قادرة على فرض نفسها في وقت أصبح فيه السلام العالميّ هشّ ونحن على يقين بأنّ الحوار هو وحده الكفيل بحلّ النزاعات والخلافات وسوء التفاهم الراهن والقضاء نهائيّا على كلّ أشكال التعصّب والتطرفّ والانغلاق والإرهاب وإعطاء المقاومة الشرعيّة مكانتها ومنزلتها الّتي هي بها جديرة.       السّادة الحضور، إنّ حزب الخضر للتقدّم يؤمن بأنّ السياسات العالميّة المبنيّة على مبدأ المساواة والحريّة والعدالة والديمقراطيّة والتعدّديّة هي الضامنة لكرامة الشعوب. وإنّنا ندعو جميع محبيّ السلام في العالم من أجل العمل على إيجاد الحلول السلميّة والغير عنيفة لكافّة الخلافات والنزاعات والصراعات. والكلمة للسادة المحاضرين ، فليتفضّلوا. والسلام


في مفهوم السياسة

عماد بنمحمد     إذا كانت مناهج تعريف السياسة لا تختلف عن  بعضها كثيرا في أغلب اللغات حيث تقسم  عملية التعريف إلى مبحث لغوي و آخر إصطلاحي فإن مضامين هذه التعريفات في منظومات فكرية متنوعة قد تحوي في بعض الأحيان على فروقات عميقة ترتبط عموما بالإطار الإنطولوجي الذي و في سياقه تصاغ التصورات الكبرى لمسائل الحياة من قبيل السياسة, الإجتماع, الثقافة..إلخ   إذ تمتزج السياسة في بعض المنظومات الفكرية بالدين أو بالفلسفة أو بالأسطورة و ربما حافظت في بعض الأحيان على أكبر قدر من نقائها السياسي! ولعل تطورالمبحث السياسي و استقلاله عن بقية المباحث وفي مرحلة ثانية عن بقية العلوم هو أكبر دليل على ذلك. فقد بدأت السياسة كفكرة نظرية تصورات أسطورية و كهنوتية و فلسفية ثم كان تطور المباحث القانونية نقلة نوعية في تقعيد الساسة و ضبطها و ذلك كخطوة أولى في سبيل جعلها علما له قواعده و أسسه الخاصة به. إذ بقي المبحث السياسي خلال القرون الأخيرة مرتبطا عموما بالمباحث الإجتماعية من حيث كونه يعتني بتنظيم العلاقة بين الفئات الحاكمة و الفئات المحكومة في المجتمع. لذلك كان الحديث و حتى بدايات القرن العشريين عن السياسة مندرجا غالبا في سياق علم الإجتماع الذي إنقسم فيما بعد إلى علوم سياسية و أخرى إجتماعية مستقلة نوعا ما عن بعضها البعض.   و لعله من الجدير الذكر  بأن هناك فرقا واضحا في مسألة تعريف السياسة بين اللغة العربية و غيرها من اللغات المشتقة عن اللغة اللاتينية القديمة. إذ إن هذه اللغات تهتم خصوصا في مرحلة التعريف اللغوي بنشأة المصطلح و دلالاته لحظة و مكان ولادته أي داخل الإطار الإغريقي. la Cité المدينة تعني في اللغة الإغريقية  Polis فكلمة بوليس هذا الإرتباط بين تعريف مصطلح السياسة و التطبيق العملي له في لحظة تاريخية و مكان معينين ساهم في رسم حدود زمانية و مكانية للسياسة يجعل من السهل تتبع تطورها من لحظة المنشأ إلى اللحظة المعيشة. و على عكس ذلك يبقى مفهوم السياسة في اللغة العربية ضبابيا يكتنف الغموض لحظة نشأته و يشتد فيه الإبهام عند التطرق لإستعمالاته. فلسان العرب مثلا و إن أعطى تعريفات للفظ « سياسة » من قبيل أنها  » القيام على الشئ بما يصلحه » و لفظ « السوس » و الذي يعني » الرياسة » فإنه لم يبين متى قامت السياسة كنمط فعلي للحكم في  » التاريخ العربي-الإسلامي ». و حتى الدولة الشكل الأرقى للسياسة على الأقل حتى الآن لا يزال الإختلاف  يحوم حول لحظة ميلادها لدى العرب فمن قائل بأنها دولة الرسول في المدينة إلى قائل بأنها الدولة-الأمة المابعد إستعمارية و مرحلة الخلافة.   هذا التشتت و تضارب التصورات حول نشأة الدولة في التاريخ العربي-الإسلامي بل هذا الإختلاف حتى في خصوص تعريفها من حيث كونها هي الأمة ذاتها المنظمة عبر مؤسسات إدارية و حكومية ورّث النظم الحديثة للحكم بذور أنقسامات عميقة في البنية الفكرية للمجتمع ذاته و ثوابت الدولة الوطنية الحديثة. ولكن قبل الدخول في إشكالية تعريف السياسة و الدولة في الفكر العربي-الإسلامي ربما يكون من الضروري تناول التعريفات المختلفة و خصوصا الغربية لهذين المصطلحين الذين لم يستطيعا الاستقرار في تعريف واحد يحضى باجماع الجميع. أذ حتى و إن خلّص لفظ « السياسة » من كل معنى خارج عما يتعلق بنظام الحكم فيبقى تعريفه عسيرا و ذلك لتعدد طرق و أنظمة الحكم و التصاق السياسة إلتصاقا وثيقا بالنظام الإجتماعي ككل الذي يعبر عن جميع منتجات المجتمع و علاقات أفراده التي لا تخلو في كثير من الأحيان من روابط و علاقات سياسية قد تبدو للوهلة الأولى بعيدة كل البعد عن السياسة.   ولكن مع ذلك يمكن القول بأن تعريفات السياسة تمحورت أساسا حول فكرة إعتبارها  » صراعا من أجل الحكم ». و لكن مع بعض الإحتراز على لفظ « صراع » الذي بدله البعض بلفظ « فن », حيث يعتبر الكثيرون السياسة بأنها  » فن الوصول الى الحكم أو المحافظة « . ولعل أستعمال لفظ « فن » كان بغاية الهروب من إعطاء حكم قيمي للسياسة من حيث كونها صراع شرعي و مشروع و أخلاقي أو كونها صراع غير مشروع و صيد في الماء العكر. إن إستعمال لفظ »فن » هنا هو أيضا بقصد التعبير عن الكيفية التي بها يستثمر الحدث السياسي و الطرق الذكية التي بواسطتها تغير الموازازين و القوى السياسية حيث إن معنى القوة و النفوذ السياسي لا يرتبطان بالضرورة بوجود قاعدة شعبية لهذا الطرف السياسي أو ذاك أو لدعم بعض أجهزة الدولة له بقدر ما يعنيان الإستثمار الحسن و الذكي للأحداث السياسية و الإختيار الموفق للتحالفات و الإستغلال الكبيير لنقاط ضعف الخصوم. كما أنه و وعيا من بعضهم أن السياسة تشمل أغلب مناحي الحياة الإجتماعية إذ بالإمكان إستثمار أي نشاط مجتمعي لأغراض سياسية فقد إختار هؤلاء للسياسة تعريفا يتوافق مع هذا التصور وهو أعتبارها  » فن أدارة المجتمع ».  و لعل استثمار غلاء بعض الأسعار أو مباراة رياضية بين فريقين يحسب أحدهما على حساب السلطة أو بالنقيض من ذلك توظيف السلطة لتحسن في جانب من جوانب الحياة الإجتماعية ضد المعارضة هي كلها أشكال لهذا الإختراق السياسي لكل مناشط الحياة الإجتماعية و الرغبة في الهيمنة عليها.    و لعل تداخل الآراء حول السياسة بما هي تفكير نظري في طرق الحكم و الجانب العملي لها بما هي تنافس و صراع يخلو في كثير من الأحيان من النزاهة و الأخلاقية هو الذي دفع بعض الفلاسفة و علماء الإجتماع خصوصا الغربيين إلى الإستنجاد باللغة للتمييز بين المجالين. ففي اللغة الفرنسية مثلا يوجد لفظ السياسة  كإسم مذكر Le Politique  و الذي يهتم أساسا بالجانب الماهوي و الفلسفي للسياسة و قد وقع  ترجمة هذا اللفظ إلى اللغة العربية بمصطلح » السياسي ». و في نفس الوقت يوجد لفظ السياسة كإسم مؤنث La Politique  و الذي يعني الوجه التطبيقي للسياسة أي بماهي صراع يومي على الحكم و بما هي مكر و خديعة و صيد في الماء العكر. فإن كان السياسي متعالي عن حلبة الصراع اليومي فإن السياسة هي التجسيد لذلك الصراع بكل أشكاله و صوره و تعقيداته. و لكن برغم محاولات تقعيد السياسة و جعلها علما فإن هذه الأخيرة تبقى متمنعة عن الحصر و التعريف المفهومي. إذ لا تزال الإجابة عن أين تبدأ السياسة و أين تنتهي؟ ناقصة لم تكتمل بعد.
 


 
ما أروعكم    
شريف الخرايفي
ما أروعكم حقا ما أروعكم وما أروع صمودكم. وحدكم أنتم المرابطون خلف المتاريس بنخوتكم وشموخكم باتحادكم وبعنادكم، من جوعكم ومن فقركم ترسمون أبهى لوحات الصمود والتحدّي… طوبى لكم، أنتم أبناء المعول والمحجر، بهذه الشهادات المحلات بعناقيد العزّة والكرامة، أنتم الواقفون هناك باسم « شعب نائم في هذه الساعات » تتحدّون غربان الظلام تواجّهون الظلم والظلمة، تنسجون بشيء من الوجع عرس تلك المدينة وأية مدينة؟ وإن عددنا أعراسها وإن خلّدنا بطولاتها فلكل جيل أعراسه ولكل جيل أبطاله.. طوبى ألف مرّة لجيل هذا اليوم لشبابه وأطفاله لشيوخه ونسائه لكل أولائك أقول ما أروعكم… وإنّي أحبكم إلى عدنان يا دامي العينين والكفّين إنّ الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تجفّ ستملأ الوادي سنابل لم أكن أعرفك حتى جاء ذلك اليوم (5 أفريل 2008) الذي قدّمت فيه شهادتك عن واقع الحوض المنجمي ومعاناة أبناء الجهة وفصّلت يوميات الاحتجاج لحظة بلحظة يوم لم يمح من ذاكرتي ولا من ذاكرة الحاضرين وقد انجذبنا لصراحتك وفصاحتك، ولكن أكثر من ذلك لذلك البريق الذي يشعّ نخوة وعزّة. لقد وعدت بأن تكون في الموعد يوم 7 أفريل وكنت. لم تمهلك عصا الفاشستي وجحافل الطاغية، ووسّمتنا بدمائك. باسم شعب أبيّ وباسم جيل مقاتل وإن ببطء وعسر ستدكّ أعمدة الفاشية وسيهزم صف الظلم والجور وسترفع راية الحرّية والكرامة وإليك ولكل أمثالك سنهدي النصر و… الميلاد. سوط الصمت حقيقة، وأقولها عالية، أحسست بحلقي جاف، وبخجل كالصقيع ينتابني، تماما مثلما قال سعد الله ونوس حين أنهى قراءة « الآن هنا » لعبد الرحمان منيف، أيحدث هذا الآن وهنا ونحن واقفون على الحياد؟؟؟ لم أكن اعلم أن مدينة بجمال قفصة وطيبة ّأهاليها، ولي فيها أحبّة كثرُ، سنسلّمها فريسة تدوسها أقدام الخزي والعار. لم نكن في مستوى ما انتظروه منّا: أن نهبّ لنصرتهم ونصرة ضمائرنا: أترى، القضيّة، قضيّتهم وحدهم؟ لا، وألف لا ! يدافعون عن حقّهم في العمل من أجل الخبز، من أجل الحياة. فهل أقدس من ذلك مطلب؟ ماذا سيقول الناعقون بالجمل الثورية وبالخطب الرنانة غدا أمام محكمة التاريخ؟؟ الأكيد أننا سنفوّت الفرصة، كما فوّتنا غيرها، على هذا الشعب من أجل تحرره وانعتاقه. وأكيد، وهذا ما كنّا لنريده، إن سلطة القهر ستستمدّ أنفاسها وستبقى إلى أجل… كيف نُعَاوِدُكَ صحيح أن حركة الاحتجاج التي دامت أكثر من ثلاثة أشهر شهادة على صدق أهاليها وعلى كفاحيّتهم. وصحيح كذلك أنها برهان ساطع على أن النظام لم يترك لهم، ولنا، غير النضال، وغير التضحية في سبيل مطالبنا العادلة والمشروعة. صحيح كذلك أن هذه المدّة وطولها ناتجة عن عزلة الحركة وضعف « المساندة » التي لم تتعدّ مجرّد التضامن السلبي، وكان من الأجدر أن يكون الميداني هو الردّ السليم… ولكن إلى كل ذلك، الحقيقة التي تفقأُ العين، هي عجز تام عن مواجهة مطالب الحركة ـ على حيويتها ـ بأسلوب آخر غير الأمن، وسياسة الهروب إلى الأمام، والتعنّت المخجل في طمس الحقائق، فعوضا عن هذا الأسلوب الهمجي كان لابدّ من فتح تحقيق جدّي ومسؤول حول قضايا الفساد الإداري والمالي وحول المشاريع التنمويّة التي يمكن أن تمتصّ جزء من الأزمة. ولكن « قد أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا… » فكيف نعاودُك أيتها السلطة، وهذه آثار « فأسك »؟؟؟ شريف الخرايفي إتحاد أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل (المصدر: « البديل عاجل » قائمة مراسلات موقع حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 9 أفريل 2008)  

الرديف مدينة تحترق..  

بلقاسم بنعبدالله   
شهدت مدينة الرديف بمنطقة الحوض المنجمي من ولاية قفصه تطورات خطيرة منذ الليلة الفاصلة بين الأحد 06 أفريل و الإثنين 07 أفريل حيث عمدت مجموعة من المعطلين من أبناء الجهة إلى التظاهر إحتجاجا على إعلان شركة فسفاط قفصة على بدء العمل بقائمة المنتدبين الجدد دون مراعاة مطالب العاطلين بضرورة إلغائها أو مراجعتها. و قد إنطلقت الأحتجاجات في الحوض المنجمي منذ 05 جانفي على إثر الإعلان عن عملية الإنتداب لحساب الشركة المذكورة أعلاه. وتمحورت الإحتجاجات من إعتصامات ومسيرات ونصب للخيام (القوا طين) وإجتماعات حاشدة على ضرورة إلغاء القائمة المعلنة التي شابها التشكيك حول صدقية الأسماء المعلنة لا سيما أنها شملت أسماء أقارب « نقابي المناجم » في حالة من الإستهتار بإنتظارات أبناء الجهة في التشغيل. لكن ما عرفته الجهة مؤخرا من تصعيد خطير وغير مسبوق من طرف قوات الأمن ينبئ بتطورات غير منتظرة، حيث عمدت الشرطة إلى إيقاف مجموعة من النقابين الذين مثلوا لجنة للتفاوض بالرديف وهم السيد عدنان الحاجي وبشير العبيدي والطيب بنعثمان عن نقابة المعلمين والسيد عادل الجيار عن نقابة التعليم الثانوي والسيد بوجمعة الشرايطي عن نقابة الصحة إضافة إلى عشرات من الشباب المعطل والطلابي والتلمذي. وتعد هذا الأحداث « المفزعة » مؤشرا عمليا على إلتجاء النظام للحل الأمني بعد فشله الذريع في إحتواء الأزمة والمراهنة على الوقت في إستنزاف الحركة لطاقاتها النضالية، والترويج للوعود الزائفة والحلول المغشوشة، رغم ما أجمع عليه أغلب المتابعين للتحركات منذ إنطلاقتها عن النضج الكبير الذي تعاطى به أهالي الجهة في التعبير عن سخطهم من تدني الوضع الإجتماعي وإستيائهم العام من غياب تنمية جهوية حقيقية قادرة على إستيعاب آلاف المعطلين لا سيما من حاملي شهادات التعليم العالي. ولقد مثلت الأشكال النضالية الذي إبتدعها أهالي الجهة كنصب الخيام (القواطين) في الشوارع والإعتصام بشكل جماعي رمزية مهمة في قدرة المتساكنين على الإحتجاج السلمي والواعي وفي قطع الطريق أمام إمكانات التشويه والتزييف للحقائق وتوصيف ما يقع في الجنوب بـ »الفوضى » و »الشغب ». ورغم هذا لم يجد النظام البوليسي في تونس أي حرج في التدخل العنيف والمتوحش على أهالي الرديف مستعملا في ذلك كافة الأشكال القمعية من وحدات التدخل الهمجي والبربري مستعينا بالكلاب وسيارات « الماء الساخن » والقنابل المسيلة للدموع (كريموجان)، بالإضافة إلى الإيقافات والمداهمات ضاربين بعرض الحائط حرمات المنازل ومتساكينيها في إعتداء صارخ لأبسط مقومات حقوق المواطنة وحقوق الإنسان عامة. إن إستغاثات أهالي الرديف من هول البوليس وبربريته تذكرنا بما يمرّ به أهالي غزة، ومعاناتهم اليومية من الحصار الصهيوني ووحشيته، ولكن آلامهم تتضاعف لغياب من يشاركهم صمودهم ضد جحافل البوليس وكشفهم عن طبيعة النظام القائمة على الترهيب وعدم إحترام أبسط الحقوق في العيش الكريم. إن معركة الرديف هي معركة الحق والكرامة لشعب يعاني الويلات منذ عقود، فمطالبهم مشروعة بناءا على الرغبة في التمتع بثروات المدينة التي لطالما أستنزفت خيراتها الباطنية طوال عقود من نهب للفسفاط يضاف إليها دماء الكادحين من أجدادهم وأبائهم وإخوانهم التي روت الدواميس (أنفاق). إن ملحمة الرديف هي ملحمة كل التونسيين لتعرى بها كافة مظاهر الفساد المالي والإداري والمحسوبية والرشوة التي أضحت قاعدة للتعامل في هذا الوطن « المنهك » بأوجاع الفقر والبؤس والخصاصة. إن جبهة الرديف هي جبهة كل المسحوقين ضد السياسات النيوليبرالية المتوحشة والتي تكرس النهب والإستغلال والفوارق الطبقية بين أقلية تزداد ثراء فاحشا يوم بعد يوم وبين جماهير لاترتقي للعيش بأبسط مقومات الحياة الإنسانية الحافظة للكرامة. إن نضالات أهالي الرديف المتواصلة والتي شملت النساء والشيوخ هي محطة مضيئة في تاريخ تونس المكتوب بالدم الذي لطالما طوته الأيادي الملوثة به… لتبقى نبراسا وحجة على إرادة الشعب في الحياة بعيدا عن الإستكانة والر ضوخ.. (المصدر: « البديل عاجل » قائمة مراسلات موقع حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 9 أفريل 2008)  


رحلة عبر الزمان في «مدينة النّعمان» تونس العتيقة.. متحف للفن المعماري وموطن الكنوز المهددة بالضياع  

 
تونس – محمد الحمروني    تكتسي زيارة مدينة تونس العتيقة دلالات خاصة ذلك أنها تمثل رحلة عبر الزمان تأسر زائرها في شبكة من المتاهات والظلال والأقبية والدروب التي تمثّل أعماق المدينة، فيرى من الجلال والهيبة ما يجعله عاجزا عن اكتشاف ما حوله. وبمجرد ولوجه لـ «عتباتها» يجد نفسه في عالم من الهدوء والسكينة حيث كل شيء يمر على مهل، وحيث تتطلب صناعة جبة من الحرير أو من «القمراية» شهورا. تمثل مدينة تونس العتيقة مثالا على تاريخ العمران في المغرب العربي، من خلال طرازها المعماري وطريقة توسعها في حلق دائرية، حيث يعتبر الجامع الأعظم مركزا لها، إضافة إلى أهمية موقعها الجغرافي وثرائها البشري، وهو ما جعل منظمة اليونسكو تقرر ضمّها إلى التراث الثقافي الإنساني. تأسست المدينة منذ حوالي 14 قرنا على هضبة تطل على ثلاث بحيرات هي بحيرات «تونس» و «السيجومي» و «أريانة» المرتبطة بالبحر الأبيض المتوسط عبر خليج تونس. في هذا الموقع اختار هازم قرطاج، حسان بن النعمان، أن يبني ما سيصبح واحدا من أشهر المساجد في العالم الإسلامي والذي سينبثق منه أول جامعة إسلامية اختار لها اسما مشحونا بالرموز والدلالات… «الزيتونة». وحول هذا الجامع نشأت مدينة تونس التي تحولت في حدود القرن الرابع الهجري -أي بعد سقوط القيروان- إلى مركز الثقل الديني والسكاني والسياسي والاقتصادي للبلاد. وتمثل المدينة فضاء مغلقاً محاطاً بالأسوار، حيث يجد فيه الزائر المساكن والقصور والمدافن والأضرحة، إضافة إلى الحمامات العمومية والمدارس وأفران صناعة الخبز والمخازن وصولاً إلى الدكاكين الصغيرة بما في ذلك دكاكين صغار الحرفيين والحدائق.. ويتواصل هذا الفضاء مع العالم الخارجي من خلال مجموعة من الأبواب المقامة على السور الخارجي والتي فاقت شهرتها أحيانا شهرة المدينة نفسها كـ «باب بنات» و «باب الجديد» و «باب منارة» و «باب بحر»..   مركز المدينة يخضع مجمل مخطط المدينة إلى قواعد المحافظة على الفضاء الخاص والفصل بين الحارات المخصصة للسكن من جهة، والأسواق المخصصة للأنشطة الاقتصادية من جهة أخرى. وتحيط الأسواق، التي تمثل المركز التجاري لتونس المدينة، بالمسجد الكبير، وتختلف هذه الأسواق لجهة قربها أو بعدها عن الجامع بحسب أنماط التجارة فيها. وأول حلقة من الأسواق التي تحيط بالمسجد الجامع هي أسواق تجارة الكتب والعطور والحرير ودكاكين حرفيي الشّاشية والطرّازين والخياطين وتجار الذهب والمصوغ.. وكلما كانت الصناعة تصدر ضجة أكبر وتلوثاً أكثر كلما ابتعدت عن المسجد الجامع، أي من مركز المدينة، واقتربت من المحيط الخارجي لها. وتحتفظ المدينة حتى اليوم بعدد من المواقع الأثرية، ومن بينها دار الباي العاهل الحسيني الذي تمّ تأسيسها عام 1871 على أنقاض بعض القصور التي تعود إلى العائلة المرادية. ويتكون القصر من طابقين، أرضي وأوّل، وتتميز غرفه بالفخامة وبزخارفها الأندلسية التي نفّذت على أيدي نحّاتين وفنّانين قدموا من الأندلس. وغداة تطبيق نظام الحماية (أي دخول المستعمر الفرنسي) فقد القصر وظيفته ونقلت إليه المصالح الإدارية. ومنذ الاستقلال تحولت دار الباي إلى قصر للحكومة بالقصبة حيث مكتب الوزير الأوّل. وفي القرن 17 ، وبعد أن استلم الأتراك الأوضاع في البلاد، قام يوسف داي عام 1616 ببناء جامع خاص بأتباع المذهب الحنفي. ويقع الجامع الذي يحمل اسمه في قلب شبكة الأسواق التركية مثل سوق الترك وسوق البركة (سوق الذهب حاليا وكان في السابق سوقا للعبيد) وسوق البشامق. وكان الحرفيون وأصحاب الصنع من أصل تركي يجتمعون لأداء الصلاة في هذا الجامع الذي يغلب على بنائه الطابع الحفصي.   الجامع الأعظم ويعتبر جامع «الزيتونة» ثاني الجوامع التي أقيمت في إفريقية. وتختلف الروايات التاريخية حول تحديد من قام ببنائه، فعدد من المؤرخين أمثال البكري وابن خلدون وحسن حسني عبدالوهاب يؤكدون أن عبيدالله ابن الحبحاب هو الذي بنى الجامع، في حين يرى المؤرخ التونسي أحمد بن أبي الضياف في كتابه «إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان» أن حسّان بن النعمان هو من قام ببناء جامع الزيتونة عام (84 هـ). وتمثل قبّة جامع الزيتونة إحدى روائع الفن المعماري العربي والإسلامي، وتم إحصاء ما لا يقل عن 400 قطعة رومانية وبيزنطية أعيد استعمالها في المعلم تم استقدامها من قرطاج. أما الأقواس والأعمدة وتيجان المرمر الجميلة في هذا الجامع فتعود أغلبها إلى العهد الروماني، إلى جانب عدد من البلاطات التي عثر عليها في صحن الجامع الأعظم. وحتى عام 1956، تاريخ استقلال تونس، كان جامع الزيتونة منارة للعلم، بالإضافة إلى كونه معلما دينياً راقياً، فطرق التدريس والمناهج كانت متطورة، وتشمل برامجه التعليمية اللغة والعلوم الدينية والفقه، وهو ما جعل منه بالفعل جامعة بالمعنى العلمي للكلمة. وبذلك تكون الزيتونة سبقت الأزهر في مصر من حيث أهمية اضطلاعها بنشر العلوم الدينية والمحافظة على مكونات الهوية العربية الإسلامية لاسيما في فترات الانحطاط التي مرّ بها العالم العربي والإسلامي.   الأسواق ينسب المؤرخون إنشاء الأسواق الموجودة في تونس المدينة إلى بدايات العهد الحفصي (أي نحو القرن السابع هجري). ويقع الجامع الأعظم في قلب شبكة الأسواق، ويحتل سوق العطارين الواجهة الشمالية للجامع الأعظم. وقد حافظ السوق على وظيفته القديمة، أي بيع العطور، ولاتزال إلى الآن تعرض فيه تشكيلة كبيرة من خلاصة الزيوت العطرية التقليدية الصنع، إلى جانب عدد من العناصر الأولية النباتية والمعدنية التي تدخل في صناعة مستحضرات مواد التجميل. وتتصدر «سلّة العرس» البيضاء المحشوة والمرصّعة بالعدس واجهات المحلات التجارية في هذا السوق. وجرت العادة في تونس على أن يقدم العريس هداياه من العطور والمجوهرات إلى خطيبته في مثل هذه السلال باهظة الثمن. وعلى الجهة الغربية للجامع الأعظم يقع سوق القماش بخصائصه العمرانية المتناسقة بما يوحي أن المظهر العام للسوق ليس مجرد تجاور لمجموعة من الحوانيت، بل هو مجموعة متناغمة مصممة لكي تكون إطارا للعيش. وينقسم السوق إلى ثلاثة ممرات، الممر الرئيسي مخصص للمتجولين والمارة، وهو أوسع من الممرين الجانبيين اللذين تفتح عليهما الحوانيت والمتاجر. كما لايزال سوق الشوّاشينْ (سوق الشاشية) الذي يعتبر مفخرة اللباس التقليدي التونسي، حيّاً رغم التراجع الكبير لنشاطه مقارنة مع ما كان عليه في الماضي. والشيء نفسه يمكن قوله عن صناعة الجبّة التي كانت مزدهرة جدا وعرفت انتشارا واسعا وحركية كبيرة حتى أواسط القرن الماضي حين بدأ التونسيون في التوجه إلى أشكال اللباس الغربي وتخلوا عن لباسهم التقليدي. بين جلالة ومهابة مساجدها وازدحام أسواقها وتشعب دروبها تأخذ مدينة تونس زائرها في رحلة إلى الماضي.. رحلة تتداخل فيها روائح العطور بعبق التاريخ، كما تتداخل الظلال بالأنوار الوافدة عبر فتحات صغيرة في السقف في استحضار لمشهد أسطوري يجسده قبر أحد الفاتحين الذي قضى خلال إحدى الغزوات فدفن حيث سقط، ومازال قبره يتوسط «سوق السرّاجين» في المدخل الغربي للمدينة. ولن يستفيق السائح من دهشته إلا إذا أخذه أحد الدروب إلى شوارع العاصمة المزدحمة والمكتظة والملأى بالضجيج والسرعة. ورغم الأهمية التاريخية البالغة التي تحظى بها «مدينة النّعمان» فإن عددا كبيرا من كنوزها بات مهدّدا بالضياع بسبب الإهمال المتعمّد الذي عرفته خاصة في زمن الرئيس السابق الحبيب بورقيبة الذي أقام سياسته على احتقار كل ما يربط تونس بماضيها ومن ذلك المدينة العتيقة وجـــامـعهــــا الأعـــــــــظم.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر)الصادرة يوم 10 فريل 2008)
 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين   الرسالة رقم 432 على موقع الحق والحرية   بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

ذكرى عيد الشهداء لن تمحى من ذاكرة التونسيين وقد تزامنت مع الذكرى الثامنة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله

 
 
 تونس في 08/04/2008 تحيي تونس المستقلة الذكرى السبعين (70) لعيد الشهداء الأبرار وذلك يوم 9 أفريل 1938 وقد خطط لهذه الحوادث الحزب الدستوري بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله. حيث إذن يوم 7 أفريل 1938 بالقيام بمظاهرة بحمام الأنف احتاجا على سلطة الحماية الفرنسية وإبلاغها لائحة إلى الباي محمد الأمين المقيم بحمام الأنف وفي 8 أفريل نظم الحزب مظاهرة قادها الزعيم المنجي سليم رحمه الله. ومظاهرة أخرى قادها الزعيم علالة بلهوان وجابت مدينة العاصمة لإبلاغ لائحة احتجاج ومطالبة بحقوق الشعب التونسي في الحرية والاستقلال والبرلمان. وفي 9 أفريل 1938 نظمت مظاهرة كبرى بمشاركة عدد هام من الوطنيين طافت أنحاء مدينة تونس حتى ساحة الحكومة بالقصبة وحاولت السلطات الفرنسية تفريق المتظاهرين ولكن التعليمات الصادرة من الزعيم بورقيبة بمواصلة المظاهرة تنفيذا لتعليمات القيادة العليا وأطلقت القوات الفرنسية النار على المتظاهرين وأسفرت هذه الحوادث على استشهاد عدد هام من المناضلين وهم ينادون ببرلمان تونسي منتخب. وسالت الدماء وكانت معركة حاسمة قادها الحزب وهذا ما أراد بورقيبة معركة الكرامة معركة السيادة معركة المقاومة وشعرت فرنسا الاستعمارية والمقيم العام الفرنسي بتونس أن وراء هذه الحوادث الدامية قيادة حكيمة محنكة لتدوين القضية التونسية الوطنية فعمدت قوات الاحتلال إلى اعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة فجر 9 أفريل 1938 وهو طريح الفراش بمنزله بمعقل الزعيم بالعاصمة. وقادوه إلى السجن المدني أمام أنظار زوجته ونجله الحبيب بورقيبة وهو طفل لم يتجاوز 11 سنة. وما إن علم الشعب باعتقال الزعيم بورقيبة وعدد من الزعماء والقادة والمناضلين حتى تصاعدت الحوادث والتشويش وبفضل هذه المعركة الحاسمة عم الوعي الشعبي وازداد إشعاع الحزب وقوة نفوذه وإشعاعه ويصادف يوم 9 أفريل 1938 عيد الشهداء الأبرار اعتقال الزعيم الراحل الخالد الذكر. وشاءت الأقدار الإلهية أن بعدها 62 سنة كاملة عاشها الزعيم بعد حوادث 9 أفريل 1938 وقاد معركة 18 جانفي 1952 المعركة الحاسمة وكانت المحنة الثالثة والأخيرة وكما سماها الزعيم الراحل محنة الربع الساعة الأخير وفي غرة جوان 1955 عاد إلى أرض الوطن الزعيم من المنفى حاملا لواء النصر المبين وبشائر الاستقلال الداخلي  جوان 1955 ثم التتويج يوم 20 مارس 1956 الاستقلال التام والملحمة التاريخية الكبرى لبناء الدولة العصرية وقاد الزعيم تونس من نصر إلى نصر من 1955 إلى 7 نوفمبر 1987 وعاش رمزا ومرجعا حوالي 13 سنة أخرى. وسبحان الله كان في نية الاحتلال إنهاء زعامة بورقيبة يوم 9 أفريل 1938 وبعضهم كان يعتقد إصدار الحكم عليه بالإعدام. ولكن قدرة الله ورعايته وعنايته كانت أقوى وأعظم وأشمل وعاش بورقيبة لشعبه الوفي حتى حقق له النصر والسيادة والحرية والكرامة والاستقلال والرهانات الكبرى وفي استجواب صحيفة الصباح ذكر بعض الشبان والأطفال يوم 5 أفريل 2008 حسبما نشرته جريدة الصباح مشكورة ذكر عدد من شباب تونس الذين ولدوا بعد حكم بورقيبة وعهده – أن الزعيم الراحل هو رمز الأمة قائد حكيم وزعيما عالميا ورئيس دولة كبير ضحى بكل غال ونفيس وحقق الكرامة والحرية لشعبه وعبد الطريق وتطور المجتمع وحرر المرأة وحافظ على الهوية التونسية وراهن على التعليم ونور العلم. ونجح في نحت المجتمع التونسي وكما قالت طفلة عمرها 9 أعوام في السنة الرابعة ابتدائي أن الزعيم بورقيبة رجل دولة عظيم كسب كل الرهانات وهو قائد كبير ورمز لتونس خرج من الحكم دون أن يكسب أو أن يترك إرثا أو رصيدا من المال ولم يملك حتى مسكنا. كلمة صادقة بليغة مؤثرة وكما تألق حفيدي في سن 13 سنة الأولى تعليم أساسي السنة السابعة كتب موضوع إنشاء حسب برنامج الدرس في التاريخ قال الأستاذ من هو الزعيم الذي نجح وساهم في تحقيق طموحات الشعب – كتب حفيدي الصغير انه الزعيم الكبير الزعيم الحبيب بورقيبة الذي حقق ما يصبو إليه الشعب ودحض الاستعمار الفرنسي والجيش الفرنسي وحقق الازدهار والتقدم لتونس حقا أشبالا أبدعوا وكانوا في مستوى رهان الزعيم الحبيب بورقيبة على التعليم والشباب فكان الرهان قويا وهادفا. قال الله تعالى :  » إن ينصركم الله فلا غالب لكم  » صدق الله العظيم ملاحظة : الحفيد هاني الهاني يحمل لقب الأسرة الموسعة نسخة من جده… محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354
 

نيل الأوطار من دعوة الملك عبد الله والبابا إلي الحوار

 
عادل الحامدي
بما أننا نعيش هذه الحضارة الغربية علي الأقل منفعلين إن لم نكن مستلبين ونحلم بالانخراط الواعي الفاعل فيها، فإنه لا بد أن نشعر، وهذا ما هو حاصل فعلا، أننا نزداد بعدا عن تراثنا بازدياد ارتباطنا مع هذه الحضارة، وأن المسافة بين هناك وهنا تزداد اتساعا وعمقا، وهذا الشعور يغذي في فريق منا الحنين الرومانسي إليه وفي ذات الوقت في فريق آخر منا الرغبة في القطيعة معه والانفصال التام عن التراث . ذلك القول الفصل لأستاذنا الكبير محمد عابد الجابري في كتابه (التراث والحداثة) اخترت علي غير عادتي أن أستهل به حديثي عن موضوع الحوار بين المسلمين والمسيحيين، باعتبار ما يمثل الملك السعودي والبابا بنديكت من سلطة زمنية وروحية ترقي إلي مستوي امكانية تفعيل آليات الحوار بين المسلمين والمسيحيين وتوفير الإطار المادي علي الأقل لمثل هذه المبادرات النادر حدوثها علي هذه المستويات، مما يعطي هذه اللحظة الانقلابية مبررا علي المستوي الواقعي، إذ لم يعد خافيا أن العلاقة بين المعسكرين بلغت حدا من الانحراف يهدد بنسفها من جذورها ويجعل من العالم الإسلامي المقهور والمتماهي في صلب المركزية الغربية عرضة هشة للاستعلاء النفسي والمادي لهذا الغرب الذي يرفع شعارات الحوار والدمقرطة ونشر الحريات كونيا في حين لا يكاد يخلو بلد إسلامي واحد من الوجود العسكري الغربي لمساعدة هذا الأخير علي النهوض لمصلحة الطرفين. ولقد سمحت لنفسي باستراق كلمة التراث من ينابيع الجابري المتدفقة نظرا لما لهذا المصطلح الذي تفرد به التراث العربي الإسلامي من دلالات ذات مثاقيل كراسيات الجبال، كيف لا وخاتم الأديان يستتر في مكنونها، بل لولاه لما كان لهذه الكلمة من معني. ولولا صمت أهله لخلت أن الجابري وكل جابريي العالم الإسلامي يقفون وراء هذه الدعوة. ولكي أكون واضحا فقد تمنيت لو أن علماء الأمة أفصحوا عما يختلج في النفوس من تأييد أو معارضة لمثل هذه الدعوة وفي مثل هذا الزمن الصعب بالذات، وإن كان مشايخ ما بعد الاستعمار الغربي الذين سمحت لهم طهوريتهم بألا يعيشوا ازدواجية تجعل منهم رموزا مهزوزة، إذ لا يكاد أحدهم يفقه من العمل السياسي ومن فرعونية الدولة ما يحمله علي أن ينأي بدينه ولو شبرا عن السلطات الرسمية باعتبار أنها هي ذاتها حامية حمي الدين، وبالنهاية فليس شيخ سلطتنا هذا إلا أحد أجنادها. وربما لهذا السبب استماتوا في الدفاع عن الإسلام كما ينظر له الغرب الذي بات يمثل علي مستوي وعينا الجماعي، كما لو أنه المبتغي، هذا الغرب الذي نجح في أن يكون المغناطيس الجاذب لكل التيارات الفكرية والسياسية فارضي هيمنته الروحية والسياسية علي المستوي العالمي برمته، حتي ان الفرد المسلم اختلت موازينه وفقد مرجعيته الدينية، وأصبحت معايير أعماله لا تقاس بقربها أو بعدها عن الآية أو الحديث، وإنما انضاف إليها معيار ثالث خطير اسمه القيم الغربية التي لا نوفيها حقها إلا إذا أضفينا عليها قيمة القدسية والتسليم بعلويتها وفق موازين أرضية بحتة، فأصبح بذلك الإسلام في موقع المدان الذي عليه أن يناضل ويكافح ليثبت للغرب أنه أكبر من قضايا الردة والتعدد والتعدد المسؤول. ولا شك أن الخطر الذي يتهدد حوارا بائرا أشبه بالعانس التي كبرت سنها وهي في قرية نائية لا يكاد ينظر إليهـا، غرب يريد الحوار إما للمجاملة أو لتغطية الكوارث التي يسأل عنها قبل غيره، والتي حلت بذوي القربي من الجيران الذين عجزوا عن إدارة الحوار فيما بينهم وتحدثهم أحلامهم بامكانية انجاح حوار حضاري بين أكبر العائلات الدينية والتي تستشرب وتستنير بقيم رسالات سماوية نبعت كلها من معين صاف واحد. فالحوار الذي يحتاجه المسلمون والمسيحيون وإخوانهم من اليهود حول امكانية التعايش بسلام ووضع حد للتدخل المباشر للغرب القوي وذي الشهوات السياسية الواسعة التي تنفلت من حين لآخر في شكل حملات صليبية مرة وأخري في شكل استعمار مباشر، اما حديثا، وما بالعهد من قدم، فما ان انهدم حائط برلين حتي عاد الغرب بقيادة أمريكا إلي تسيير شؤون العالم الإسلامي والتدخل المباشر في دق الشأن السياسي العربي، وقد تجلي ذلك بصورة مهينة أثناء انعقاد القمة العربية بسورية، حيث تغيب عن القمة أغلب المسؤولين العرب. ولا شك في أن القارئ لديه من الحصافة والوعي ليقرأ أسباب هذا التغيب المهين لثلاث مائة مليون من البشر، فالأمل معقود في أن يقوم حوار ليس بين الليبراليين ونظرائهم من الحجريين، لا لتزويجنا أو للفصل في قضايا النكاح والردة والطلاق، فالكل يعلم أن الإسلام كدين لا يمكن أن يهزم، ولا يمكن أن يخشي أي دين علي موائد الحوار. ولعله من المفيد أن ألفت عناية دعاة الحوار أن يتذكروا أن هذا الدين هو من عند الله حقا لا كذبا، ومع ذلك فهو يؤمن بالحرية الشخصية والمدنية والسياسية لكل آدمي، وهو دين لا يغش ولا يتجسس ولا يحاسب الناس علي نياتهم، للبيت فيه حرمة تكاد تقترب من حرمة بيت الله الحرام، هذا الدين الذي أعطي لصاحب الدار حق أن يفقأ عين من تحدثه نفسه بوضع بصره علي ثقب بابه، هذا الدين الذي يزني فيه الزاني فتأتي الغامدية فيه إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلة: يا رسول الله إني زنيت فطهرني، فيوشح النبي بوجهه كأنه لم يسمعها، فتتحول إلي جهة وجهه الكريم وتؤكد له قائلة: يا رسول الله إني زنيت فطهرني، فما زالت به حتي أجبرته صلي الله عليه وسلم وهو نبي مرسل علي سماعها وقبول إقامة الحد عليها كما لو كان كارها، بل لعله سر بأنها كانت حبلي فصرفها عنه فلما وضعت ألحت هذه المرأة المسلمة علي تطهيرها، فأمرها رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن ترضع ولدها ولا تأتيه إلا بعد أن تتم رضاعته أي بعد حولين كاملين، وعندما أقام عليها الحد كما تذكر الروايات مس بعض دمها خالد بن الوليد فتفوه بما كره رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقال قولته الشهيرة: لو قسمت توبتها علي أهل المدينة لوسعتهم. فحول كرامة الإنسان العربي المهدورة يجب أن يقوم الحوار، وحول العلاقات الإنسانية والروابط البشرية بين شرقنا المريض المتخاذل والغرب المتفوق يجب أن يقوم حوار جاد تتم بموجبه إعادة رسم علاقة إنسانية تقوم علي أشد الأركان التي جاءت بها اليهودية ثم المسيحية ثم جاء الإسلام بها ناصعة منيرة كأنوار الشرق الأوسط، ألا وهي كرامة الإنسان ثم كرامة الإنسان: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات . وإن المرء ليعجز عن فهم حوار يقوم بين المسيحيين والمسلمين وهم إخوة حقا في حين أن جنود التحالف يقتلون ويقتلون علي أرض عربية لم يقترف فيها العراقيون غير غلبهم علي الرضي بنظام تسلطي كثيرا ما استمد مقومات استكباره من إخواننا الغربيين أنفسهم، وتلك حال أغلب بلدان المنطقة، ولا تزال المهازل مستمرة قابلة للتوالد ما لم يقم حوار حقيقي وصادق تقوده أخلص القيادات والزعامات الدينية والسياسية علي ضفتي المتوسط من أجل التغيير، عنوان أي حوار يريد أن ينجح ويرسم ملامح مرحلة من التاريخ عنوانها الأكبر: التآخي والتعاون علي كل ما هو خير، ولكن لهذا الحوار ثمنا باهظا جدا لعل الطرفين غير قادرين علي توفيره لإنجاح هذا الحوار، وأقصد التضحية من طرف حكومات المشرق العربي الإسلامي بالكثير من امتيازاتها وتضحية الغرب بما هو أكثر وأكبر من استعلاء وتسلط علي هذه المنطقة التي قدر الله سبحانه وتعالي أن تكون مهبطا للأديان الربانية الثلاثة والتي أكد فيها كل نبي يرسل علي أن نتعايش فيما بيننا بسلام. بهذه الشروط وحدها يمكن الحديث والعمل علي تقريب القلوب بين المسلمين والمسيحيين بمن فيهم الطائفة اليهودية الفاعلة، علي أن التأليف بين القلوب من أشق المهمات وأعسر القضايا وما ذلك إلا لتضارب مصالح الأضداد، وتنوع النزعات البشرية بل واختلاف الثقافات الذي لا مندوحة عنه إذ هو من عوامل الثراء الإنساني، لكن الحلقة المفقودة في سلسلة العلاقات بين العالم الإسلامي والآخر المسيحي اليهودي أساسا تكمن في انعدام وجود التوازن الضروري لحفظ هذه العلاقة من التحول إلي التنافي والتدمير المتبادل، خاصة في لحظة تاريخية بلغ فيها المركز الإسلامي مرحلة من الوهن المشين تجعل من مثل هذه الدعوات علي افتراض نزاهة أصحابها مشوبة بكدر الشكوك بعد أن تحول الجار والمجرور من قاطرة الحضارة الغربية إلي صاروخ فالت لا يري في الوجود الإنساني وخاصة الآخر غير البترول وأمن إسرائيل، وهو ما زين للقادة السياسيين لأكبر دولة في العالم أن تباشر هدم أركان دولة عربية قائمة بمجرد الشك في امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل، أو لأن رأسها شرير، كأن رؤوس الآخرين وخزائنهم خالية من وساوس العظمة ومن عطور ما يختزن لأهل الأرض من وسائل تدمير يقشعر لمجرد ذكرها جلود كثير من الدول العظيم منها وما اصغرّ حتي تلبنن! إن دعوة العاهل السعودي وقداسة البابا هي ما يحتاجه المسلمون والمسيحيون بل وأهل الأرض جميعا حتي تضع التهديدات أوزارها عن كاهل الشعوب، وخصوصا منها تلك التي لم تعد تملك من مقومات الوجود إلا دعم أمريكا التي يدرك قادتها أكثر مني اهتزاز الصورة الأمريكية علي المستوي الأخلاقي، وأن غوانتانامو وأبو غريب وحدهما تكفيان لتحويل أمريكا في وجدان ما يربو عن خمس سكان العالم إلي صورة: wicked witch أي الساحرة الشريرة التي قهرت المسلمين والتي لا تحسن إلا التدمير وممارسة العنف علي كل ضعيف، مع أن الغالبية الساحقة للدول العربية والإسلامية توالي حكوماتها النظام السياسي الأمريكي وتعاونت وتتعاون وسوف تتعاون في إدارة حوار ساخن علي دول عربية وإسلامية عجزت أوروبا برمتها عن ترويضه وتعديل أهدافه وتليين أساليبه من غير نجاح كبير حتي ان الصحافة البريطانية حذرت الأوروبيين من مصير بيزنطة البائس إذا ما استمرت في الفرجة علي ما يحدث دون أن تتحمل مسؤوليتها في استبدال الحروب الدينية بين المتشددين أيا كان دينهم وسواء أكانوا متمترسين وراء أركان الدولة أو مطمورين في كهوف الجبال والمغاور، وهو ما يجعل من الدعوة إلي الحوار حدثا يثمنه كل مؤمن بالمصير المشترك لبني الإنسان ويتلهف وراءه كل محب للسلام والتعايش، وإنني لأتمني أن لا تكون الدعوة سياسية عابرة ولا حنينا رومانسيا أملته الظروف لتخفي واقعا أليما وظالما. (*) كاتب وإعلامي تونسي مقيم في بريطانيا   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 فريل 2008)  

فيتنام العراقية  
توفيق المديني بعد خمس سنوات على احتلال العراق الذي بدأ في 19 آذار/ مارس 2003، يطرح المحللون : هل يوجد تماثل بين الحرب الأميركية في العراق المستمرة منذ خمس  سنوات، و الحرب الأميركية في فيتنام المنتهية منذ أكثر من ثلاثين عاما؟معظم المحللين الغربيين ، و لا سيما الأميركيين منهم يعتبرون  أن العراق هي غلطة السياسة الخارجية الأكبر منذ الحرب الفييتنامية. إن المقارنة مع حرب فيتنام كانت محتومة من أوجه مختلفة: أولا، يصعب التصديق أن هدف واشنطن، وهو تأسيس حكومة ومؤسسات تحكم العراق المستقل، قابل للتحقيق خلال مدة زمنية محددة. ثانياً، تشير تقارير المخابرات إلى ضعف أساسي في المعلومات . فكبار المسؤولين العسكريين يتذمرون من ندرة المعلومات ميدانياً، حين يقولون: « ننفق مليارات الدولارات على وكالة الاستخبارات المركزية ونكاد لا نعرف شيئاً عما يفعله العدو. نحتاج إلى تقليص التكنولوجيا وزيادة الجواسيس ». ثالثاً، وأياً كانت الإنجازات العسكرية التي تحققها القوات الأميركية بحق المقاومين ، ليس ما يشير إلى أنهم ينتصرون في الحرب. كما أن تجربة العراقيين العاديين مع الجيش الأميركي منفرة إن لم تكن فظيعة. وليس ما يشير إلى هدف مشترك أو تعاطف متبادل أو احترام بين الجنود الذين يجتازون الطرق ويطلقون النار والسكان المحليين الذين لا يأبهون سوى لحياتهم. وكلما تعرض الرئيس بوش للمزيد من الضغوطات الداخلية، يكون قادته في العراق أقل استعداداً لتعريض حياة رجالهم للموت نتيجة تعاطيهم مع العراقيين. ورغم أن القرار الأصلي بالغزو كان مغلوطاً، الانسحاب السريع ينبئ بالفوضى. وفي العراق، لم تتحول الخيبة من الحرب بعد إلى الغضب القومي الذي قضى على ليندن جونسون أثناء حرب فيتنام. منذ بداية الحرب في العراق يعاني أكثر من مليون عسكري أمريكي من آثار نفسية عميقة وصلت بالبعض إلى الانتحار فيما يعاني آخرون من إحباط نفسي أو شعور بالتهميش. وفي حين قتل حتى الآن في العراق نحو أربعة آلاف جندي أميركي ، جرح قرابة ثلاثين ألفا آخرين، وبلغت إصابة البعض منهم درجة من الخطورة منعتهم من استئناف الخدمة العسكرية.والبعض الآخر، حتى وإن نجا من الإصابات الجسدية، حضر مقتل الرفاق وشاهد مذابح يصعب وصفها أو رفض أن يعمد إلى القتل، ما ترك لديهم اضطرابات نفسية خطيرة. وهاهو اليوم  المؤرخ فرانسيس فوكوياما الذي اشتهر بإعلانه عن « نهاية التاريخ » ، والذي يقسم أنه لم يكن  يوما من المحافظين الجدد ،يقوم حاليًا بنقدذاتي. ففي كتابه الجديد « أميركا عند مفترق طرق »يسحب فوكوياما دعمه لحرب العراق: »إن إدارة بوش تمادت و تجاوزت حدودها و هي تعدو بسرعة و إرث الولاية الأولى ».  فقبل انهيار الإتحاد السوفياتي بكثير من الوقت، اعتبر أنّ نموذج الديمقراطيّة الأميركي يستعدّ ليصبح معيارًا عالميا. لقد شكّل الديكتاتوريّون الذين يتمسكون بالحكم الاستبدادي عقبة في وجه تقدّم التاريخ. لذلك قامت الولايات المتحدة التي اكتسبت قوّة عسكريّة جبّارة بعد العام 1989 بمدّ يد العون إلى التاريخ. بعد مرور ثلاث سنوات، وجد فوكوياما نفسه معاقبًا. فبفضل الإدراك المتأخّر للأمور تراه أيقن الآن إسوةً بغيره من المحافظين الجدد أنّه كان ساذجاً حين أيّد تغيير النظام في العراق. ما الخطأ الذي اقترفه المحافظون الجدد في نظر فوكوياما؟ أوّلاً خضع المحافظون الجدد للوهم القائل بأنّ « الهيمنة الأميركيّة الحميدة » قد تلقى ترحيبًا كبيرًا في الخارج. ثانيًا، كانوا مقتنعين بالعمل الأحادي المنجز. ثالثًا، اعتمدوا سياسة وقائيّة ترتكز على تكهن المستقبل أكثر ممّا كان ممكنًا. إضافةً إلى ذلك استخفّ المحافظون الجدد بأخطار الديمقراطيّة في الشرق الأوسط كأن يفوز الإسلام الراديكالي في الانتخابات. إنها صدمة قوية ، لقوة عظمى امبراطورية ، كانت تتفاخر على الدوام بالطريقة التي اتبعتها لدمقرطة ألمانيا و اليابان بعد هزيمتيهما في الحرب العالمية الثانية، و برؤيتها لاندثار أعتى الديكتاتوريات  العسكرية والشيوعية في النصف الثاني من القرن العشرين ،معتقدة أن فلسفتها السياسية ستفرض نفسها في كامل أصقاع الأرض –بقوة النموذج أكثر منه بقوة السلاح-مكرسة بذلك نهاية التاريخ. إن واحدا من المقومات الأساسية لأية امبراطورية في العالم هي تسلحها بمشروع العمومية ، أي القدرة على التعامل بالمساواة مع الأفراد و الشعوب و الأمم المختلفة. فقد كانت الثورة الفرنسية حاملة لمشروع العمومية ، حين نادت بمبدأ الحرية للجميع ، بينما عاملت الشيوعية التي تعتبر الإيديولوجيا الأكثر عمومية بعد الثورة الفرنسية ، جميع الشعوب المغلوبة بالتساوي.أما الولايات المتحدة الأمريكية التي تبشر بمشروع الشرق الأوسط الكبير و الجديد، فهي تشهد تراجعا كبيرا في العمومية بوصفها إدراكا ووعيا و مشروعا يقوم على المساواة والعدالة و المسؤولية للعالم . إن العمومية مورد أساسي لكل دولة، سواء أكانت تسعى إلى السيطرة و تنظيم الأمور في العالم العربي و الإسلامي ، أو تسعى  إلى فعل ذلك في فضاء أوسع متعدد الإثنيات و امبريالي. لقد أصبح العراق  » الكلمة العربية لفيتنام « , هذا ما نقرؤه على التيشيرتات واللافتات في المظاهرات المناهضة للحرب في الولايات المتحدة .  » العراق هي فيتنام جورج بوش », وهذا ما يردده السيناتور الديموقراطي ادوارد كينيدي، بفاصل زمني يمتد ثلاثين عاماً لا ينفك العراق وفيتنام يثيران الضجة. في الوقت الذي يجابه فيه رئيس الكونغرس الديموقراطي استراتيجية الانسحاب , هل ينير الصراع في فيتنام الطريقة التي يمكن أن تنتهي فيها الورطة الأميركية في العراق؟ في آب/أغسطس 1964، انطلقت واشنطن في حرب باطلة وكارثية في آسيا كلفت عشرات آلاف القتلى الاميركيين وملايين الفيتناميين. وكان الدافع وراء حرب فيتنام خشية واشنطن من فقدان مصداقيتها أكثر منه العدوى الشيوعية المحتملة (مفعول « الدومينو ») في شرق آسيا وقد دامت هذه الحرب لأكثر من عقد من الزمن وأحدثت شرخاً داخل المجتمع الاميركي. مع أن بعض العقلاء داخل جهاز الدولة كانوا يدركون منذ العام 1967 أن هذه الحرب خاسرة سلفاً، فقد لزم الأمر الانتظار حتى العام 1973 كي يقدم الرئيس ريتشارد نيكسون المنتخب في العام 1968 والمصمم كما سلفه السيد ليندون جونسون على « أن لا يكون أول رئيس اميركي يخسر حرباً »، كي يقدم أخيراً على الانسحاب وترك حكومة سايغون تواجه مصيرها. على أرض الواقع , لا يوجد أي تشابه بين الصراعين. ولكن مبررات الحرب واحدة في الحالتين , تحقيق أمن الولايات المتحدة بدمقرطة بلد يعتبر بنظرهم مركزاً لتهديد أيديولوجي أكبر , في الأمس كانت الشيوعية واليوم هو الإسلام الأصولي . ومن الناحية العسكرية, يعتبر التورط الأمريكي في العراق مختصراً أكثر. لقد كان لدى الولايات المتحدة 580 ألف جندي في فيتنام مقابل 156 ألف جندي اليوم في العراق . في الحقبة الفييتنامية, أخذ الرأي العام وقتاً طويلاً قبل أن ينقلب على الحرب, لوقت طويل, أصغى إلى دعوات الصبر, والخطابات حول  » الإشارات المشجّعة » التي كانت تصل من أرض المعركة.في تشرين الثاني 1967 أعلن الجنرال ويليام ويستموركلان : » إننا نحرز تقدّماً حقيقياً ». و استمر الرئيس بوش و لغاية بضعة أشهر مضت يكرر الجملة ذاتها « إننا سنكسب الحرب » في العراق. المراجعة الجارية في الولايات المتحدة الأميركية  حول مرتكزات الغزو للعراق  هي الأعنف حاليا منذ حرب فيتنام . و الحال هذه ليس غريبا أن تأخذ هذه المراجعة  في الصحافة الأميركية  من أجل إعادة تموضع الحقيقة فوق مصالح الحزب الجمهوري و إدارة الرئيس بوش ، و لكنها لمصلحة قيم الأمة الأميركية الليبرالية و الديمقراطية،  طابعا ثأريا  أحيانا بحق المتسببين الرئيسيين لهذه الحرب.  
صحيفة النهار اللبنانية ،الإربعاء 9  نيسان /إبريل 2008  


 

محنة المغرب مع جارته الشرقية الرباط تريد التجارة والجزائر مأخوذة بالعداوة

 
 
محمد بنعزيز (*)   رفضت الجزائر فتح الحدود المغلقة مع المغرب منذ 1994، وكان هذا جوابا علي بلاغ وزارة الخارجية المغربية يوم 20 ـ03 ـ2008، وقد دعا البلاغ المغربي إلي تطبيع العلاقات المغربية الجزائرية باسم الصداقة والأخوة والمصير المشترك، وذلك بفتح صفحة جديدة بين البلدين. ويؤكد البلاغ أن السياق الإقليمي الذي أدي إلي إغلاق الحدود أصبح متجاوزا. الجواب جاء سريعا، الجزائر ترفض فتح الحدود وتطبيع العلاقات مع الرباط. السبب؟ حسب الوزير الجزائري يزيد زرهوني هو أن تنقل الأشخاص والممتلكات بين حدود البلدين ليس مسألة معزولة، لذا يجب أخذها ضمن الإطار العام. ما هو هذا الإطار؟ هو مقاربة شاملة لما نريد أن نفعله بالمغرب العربي. ماذا نريد؟ مغرب عربي يستجيب لتطلعات سكانه في مسلسل وحدوي متناسق ومتكامل. ولهذا لا ينبغي فتح الحدود فقط. ولتوضيح الصورة يضيف الوزير أن كل شعوب المغرب العربي يجب أن تجد مكانها في هذا الكيان الموحد والمتكامل إلي آخر الإنشاء. إذا كان الأمر هكذا فما المشكلة؟ الرباط والجزائر معا تريدان الوحدة والتكامل… صحيح، لكن هذا التكامل يشمل من؟ الرباط تعتبر أن في المنطقة خمسة شعوب هي الشعب المغربي والجزائري والليبي والتونسي والموريتاني، أما الجزائر فتري شعبا سادسا هو الشعب الصحراوي. أين يقيم هذا الشعب؟ في إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب جنوب المملكة المغربية. وهي المنطقة التي استرجعها المغرب من إسبانيا عام 1975. بالواضح، لا تريد الجزائر فتح الحدود إلا إذا قبل المغرب بتر وحدته الترابية. لماذا لا تفتح الجزائر الحدود وتستمر في دعم الشعب الصحرواي؟ لأن الجزائر تعتبر أن فتح الحدود مفيد اقتصاديا للمغرب، وقد صرح الرئيس الجزائري أنه قبل إغلاق الحدود زار ثلاثة ملايين جزائري المغرب، بينما زار عشرة آلاف مغربي الجزائر. لذا يجب أن تبقي الحدود مغلقة لخنق المغرب اقتصاديا. للإشارة، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ولد ودرس في المغرب. لماذا هذا التعنت الجزائري إذن؟ لأن المغرب اقترح تطبيق الحكم الذاتي في صحرائه، وتسانده فرنسا وإسبانيا وأمريكا. وضع المغرب الدبلوماسي جيد لحل المسألة الصحراوية. الجزائر تريد عرقلة الحل إلي أن ينقلب الوضع الجيوستراتيجي في صالحها، وتعتبر أن أقصر طريق لذلك هو إضعاف المغرب اقتصاديا، وقد فسرت صحيفة الوطن الجزائرية طلب المغرب بفتح الحدود بتفاقم أزمته الاقتصادية والاجتماعية. تكريسا لهذا التوجه، ترفض الجزائر اليد الممدودة لها، وقد رفض الرئيس الجزائري في كانون الثاني (يناير) 2008 عقد قمة مصغرة مع ملك المغرب، وذلك بوساطة من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، لأن القمة لو عقدت لظهر إغلاق الحدود كعمل شاذ. تبرر الجزائر استمرار إغلاق الحدود بتهريب السلاح والمخدرات، وهذا عذر واه، لأن الذين يراقبون الحدود الآن قادرون علي فتح معبر وحراسته باستخدام تكنولوجيا متطورة، لضبط كل الممنوعات. واضح إذن ان هذه مجرد ذرائع، السبب الحقيقي للأزمة لا يوجد علي الحدود ولا في الصحراء، إنه في قلب الجزائر، وهذا ما تصدي له الباحث المغربي محمد الشرقاوي حين تساءل: كيف نفهم ونفسر جمود تعامل قادة الجزائر مع جيرانهم؟ كيف نفسر توجيه كل طاقة الاقتصاد الجزائري للتسليح؟   في كتابه Le Sahara : Liens sociaux et enjeux géostratégiques – The Bardwell Pre Oxford, 2007 يجيب الشرقاوي: يعتبر فلاسفة عصر الأنوار أن الدول الحديثة مضطرة للاختيار بين أمرين: إما التجارة أو الحرب. الدول التي تحكمها نخب صناعية مالية تفضل العمل والإبداع وخلق الثروات، بينما تفضل النخب العسكرية الحاكمة الحرب علي الإنتاج. ينطبق هذا علي الجزائر التي تحكمها نخبة عسكرية صغيرة عشائرية تعتمد علي حوالي 550000 رجل أمن للسيطرة علي الوضع، فالجنرالات لا يفكرون في الشعوب كما يقول برتولد بريخت في إحدي مسرحياته ويضيف أنهم يعتقدون أن السلام يجلب البلبلة وأن الحرب تنتج النظام. يري الجنرالات الجزائريين في جارهم المغربي الشر كله، لذا يزعجهم أن يزور ملايين الجزائريين المغرب، لا يملكون شجاعة الاعتراف أن الجزائريين يجدون في المغرب ما يفتقدونه في بلدهم. لكنهم يزايدون علي المغرب بطلب تقرير مصير الشعب الصحراوي قبل بناء المغرب العربي، وذلك لإدامة النزاع، علي أمل أن يؤدي إغلاق الحدود وارتفاع كلفة النزاع إلي انهيار المغرب. حين يقول المغرب أن جارته الشرقية تدعم وتسلح البوليزاريو، وبالتالي فالجزائر طرف في أزمة الصحراء الغربية، ترد الجزائر أنها غير معنية بالأمر وأن الأمم المتحدة تتولي الملف، حين يقبل المغرب هذا ويقول: طيب لنترك الأمم المتحدة تشتغل ولنفتح الحدود ونؤسس تكتلا اقتصاديا، ترد الجزائر بشكل ملتو أن ذلك مشروط بإضافة دويلة سادسة في المغرب العربي. وتستمر لعبة (من سبق البيضة أم الدجاجة؟) في شمال إفريقيا. لكن الله خلق زوجين من كل الكائنات، خلق الديك والدجاجة، النخبة العسكرية الجزائرية تريد أن تلعب دور الديك، وهذا ما يفسر أن كل القادة الجزائريين الذي فكروا في التصالح مع المغرب أزيحوا من مناصبهم، في 1961 أقر فرحات عباس (أول رئيس للحكومة الجزائرية المؤقتة) كتابة بأن الحدود الجزائرية الموروثة عن الاستعمار لن تفرض علي المغرب، عارض الجيش الجزائري الاعتراف وأزيح عباس من منصبه، واندلعت حرب الرمال 1963 بين المغرب والجزائر، بعد ذلك وعد الرئيس الجزائري أحمد بن بلا في قمة القاهرة 1964 بالتوافق علي الحدود فأطيح به عام 1965. تولي محمد بوضياف رئاسة الجزائر، وكان ينوي التصالح مع المغرب فقتل عام 1992 ودخلت البلاد في حرب أهلية مروعة، جند فيها الجيش الجزائري جماعاته المسلحة الخاصة. النخبة العسكرية المسيطرة في الجزائر تفضل العداوة علي التجارة، وهذه العداوة وقود لتجييش الشعب الجزائري ضد الجار الشرير، وهذا الجار هو الذريعة لإنفاق ملايين الدولارات لشراء الأسلحة الروسية والفرنسية. تلك النخبة مرعوبة من فقدان سيطرتها وامتيازاتها وذرائعها، لذا فإن فتح الحدود مع المغرب مؤجل لأنه سيشجع التجارة ويضعف العداوة ويثبت أن الشعب الجزائري محصن ضد الديماغوجية. إنْ أنكر الجنرالات الجزائريون هذا فليجربوا فتح الحدود لأسبوع واحد. العلامة الفارقة علي تلك السيطرة وذلك الخوف، هو أن الرد علي طلب وزارة الخارجية المغربية بفتح الحدود، قد جاء من الصقر يزيد زرهوني، وزير الداخلية. التوتر ينسي احترام الشكليات.   (*) كاتب من المغرب   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 فريل 2008)


هبوط أميركي.. وصعود روسي!

 

 
صبحي غندور* كانت القمّة  الأخيرة بين الرئيسين الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين، قمّة اختلال التوازن بين حالة زعيمين وحالة بلدين. فبينما يغادر جورج بوش البيت الأبيض في مطلع العام القادم، إلى غير رجعة، يستمرّ الزعيم بوتين في دوره القيادي للاتحاد الروسي من خلال موقعه السياسي الجديد كرئيس للوزراء في مطلع الشهر القادم، بعد أن فاز حزبه بالانتخابات الأخيرة والتي أوصلت أيضاً معاونه فلاديمير ميدفييف إلى موقع رئاسة الاتحاد. الرئيس الأميركي جورج بوش لا يضمن الآن استمرار حزبه الجمهوري في الحكم بعد انتخابات نوفمبر القادم، وهو يعاني من تدنٍّ كبير في مستوى التأييد الشعبي الأميركي لإدارته ولسياساته الداخلية والخارجية. كما أنّ إدارة بوش متورّطة في حروب عسكرية تستنزف اقتصادها ودورها العالمي الفاعل. وبينما تشهد روسيا نموّاً اقتصادياً متصاعداً، يعاني الاقتصاد الأميركي من ظواهر الكساد وارتفاع العجز المالي وهبوط قيمة الدولار. لقد حقّقت إدارة بوتين في سنواتها الماضية إنجازات ضخمة على الصعيدين الداخلي والخارجي. فقد كانت معدّلات التضخّم في روسيا حينما استلم بوتين الحكم في العام 1999 حوالي 37%. وكان حجم الديون الخارجية يتجاوز 165 مليار دولار لدولة انتشر فيها الفساد والفقر وسوء الإدارة على كل المستويات. وقد استطاع بوتين في سنوات حكمه تخفيض معدّل التضخّم وتسديد كافّة الديون الخارجية وامتلاك احتياطي من الذهب تجاوز قيمة الثلاثمائة مليار دولار. صورة معاكسة تماماً حدثت في الولايات المتحدة في فترتيْ حكم بوش. وهاهو المجتمع الأميركي يعاني اليوم اقتصادياً واجتماعياً من السياسات الداخلية والخارجية التي اتبعتها إدارة الجمهوريين والمحافظين الجدد. وإذا كانت السياسة الداخلية السليمة التي قادها بوتين هي التي حرّرت روسيا من قيودها الخارجية وعزّزت دورها العالمي، فإنّ السياسة الخارجية السيّئة لإدارة بوش ساهمت إلى حدٍّ كبير في تدهور أوضاع الاقتصاد الأميركي وبحصول الانقسام السياسي الحاد الذي يعيشه المجتمع الأميركي. فالعالم يشهد اليوم هبوطاً متدرّجاً لدور الإمبراطورية الأميركية مقابل تصاعد ملحوظ لدور روسي قاده بوتين ويستمرّ برعايته. إنّ ما حدث ويحدث من توتّر وخلافات بين واشنطن وموسكو ليس بغيمة عابرة تصفو بعدها العلاقات ما بين البلدين. لكن أيضاً، ما نشهده من أزمات سياسية بين البلدين ليس بحرب باردة جديدة بين قطبين دوليين. فأبرز سمات « الحرب الباردة » التي سادت بين موسكو وواشنطن خلال النصف الثاني من القرن العشرين كانت قائمة على مفاهيم إيديولوجية فرزت العالم بين معسكرين: شيوعي شرقي، ورأسمالي غربي، وهذا الأمر غائب الآن عن الصراع الروسي/الأميركي. و »الحرب الباردة » قامت كذلك على تهديدات باستخدام السلاح النووي بين الطرفين (كما حدث في أزمة صواريخ كوبا بمطلع الستينات) وعلى حروب ساخنة مدمّرة في دول العالم الثالث في سياق التنافس على مواقع النفوذ، وهي حالات بعيدة كلّها الآن عن واقع الأزمات الراهنة بين موسكو وواشنطن. فأولويات روسيا الآن هي أمنها الداخلي وأمن حدودها المباشرة في أوروبا وإصرارها على مواجهة أيّة محاولة لعزلها أو لتطويقها سياسياً وأمنياً، كما تحاول واشنطن أن تفعل من خلال توسيع عضوية حلف الناتو وعبر مشروع الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية. وقد كان خطاب الرئيس بوتين في مؤتمر ميونيخ بمطلع العام الماضي مؤشّراً هامّاً عن الرؤية الإستراتيجية الروسية للسياسة الأميركية وكيفيّة التعامل معها. فموسكو أدركت أنّ الوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج العربي وفي أفغانستان وفي العراق وفي جمهوريات آسيوية إسلامية، هو بمثابّة تطويق شامل للأمن الروسي، يتكامل مع تمدّد حلف « الناتو » في أوروبا الشرقية ومع محاولة نشر منظومة الدرع الصاروخي. لذلك، كان الرئيس بوتين واضحاً في قمّته الأخيرة مع الرئيس بوش في التمييز بين الحرص على تحسين وتطوير العلاقات مع واشنطن، وبين « استمرار الخلافات في الملفين العسكري والسياسي »، كما قال بوتين! إذن، تتصرّف موسكو الآن مع إدارة بوش باعتبارها إدارة عابرة، وهي تأمل بإدارة أميركية جديدة تكون أكثر تفهّماً للموقف الروسي، وأقلّ سعياً لمحاصرة روسيا أمنياً وسياسياً. أيضاً، تأمل موسكو أن يتخلّى الرئيس الأميركي القادم عن السياسة التي اتبعتها إدارة بوش في معالجة الأزمات العالمية؛ من حيث التركيز على القوة العسكرية، والانفراد في القرارات الدولية، وعدم احترام مرجعية الأمم المتحدة. ورغم التباين والخلافات القائمة حالياً بين موسكو وواشنطن، فإنّ الطرفين يحرصان على إبقاء الصراع بينهما مضبوطاً بسقف محدد، خاصّةً في ظلّ الضغط الأوروبي العامل في هذا الاتجاه. فأوروبا هي بيضة الميزان الآن في العلاقات الروسية/الأميركية. وهناك عدّة دول أوروبية (غربية وشرقية) لا تجد لها مصلحةً في تصاعد التوتّر بين موسكو وواشنطن، ولا تريد أن تكون في حال الاضطرار للاختيار بين هذا الطرف أو ذاك. فروسيا الآن هي مصدر هام للطاقة في أوروبا، وهناك مصالح تجارية واقتصادية كبيرة تنمو بين الاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي. وهذا الموقف الأوروبي هو العنصر الأهم الآن في ضبط العلاقات الروسية/الأميركية. حتى على مستوى الشارع الأوروبي، ليس هناك استعداد لعودة أجواء الفرز والانقسام التي كانت كابوساً على أوروبا خلال حقبة « الحرب الباردة » بالقرن الماضي. فالصراع الدائر الآن بين موسكو وواشنطن هو صراع مصالح ونفوذ وليس صراعا إيديولوجياً، كما أنّه ليس بحرب باردة جديدة. إنّ لائحة القضايا المختلف عليها بين موسكو من جهة، وواشنطن وحلف « الناتو » من جهة أخرى، هي بلا شك لائحة كبيرة، لكنّ موسكو تدرك حاجة واشنطن و »الناتو » للتنسيق معها في مسألة « الحرب على الإرهاب » والقضية الأفغانية تحديداً. فالعراق أصبح الآن مسؤولية أميركية مباشرة بعدما فشلت إدارة بوش بإقناع معظم الدول الأوروبية بالمشاركة معها في هذه الحرب. أمّا الحرب في أفغانستان، فقد جرت وتستمر في إطار مسؤولية حلف « الناتو » ومشاركة قوات أوروبية وكندية تبحث دولها عن مخرج لها من المستنقع الأفغاني الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. ربّما تكمن المصلحة الروسية هنا في إبقاء أفغانستان كورقة ضغط على « الناتو » بحيث لا تحقّق قواته نصراً ساحقاً قريباً، ولا أيضاً تتعرّض لهزيمة عسكرية وسياسية هناك. إنّ موسكو هي مستفيدة طبعاً من محاربة « الناتو » لجماعات « طالبان » و »القاعدة » ودرء مخاطرها على الأمن الروسي في أقاليم إسلامية تابعة للاتحاد الروسي أو في جمهوريات دائرة في فلكه، لكن أيضاً لا تجد موسكو ضرراً من انغماس « الناتو » في مستنقع ساهم في إسقاط روسيا السوفييتية وقلّص من حجم نفوذها الدولي. روسيا، بغضّ النظر عن نظام الحكم فيها، لا يمكن لها أن تكون منعزلة أو محصورة فقط في حدودها. هكذا كانت روسيا القيصرية وروسيا الشيوعية، وهكذا هي الآن روسيا « البوتينية ». * مدير « مركز الحوار العربي » في واشنطن (المصدر: البيان الإماراتية بتاريخ 10 أفريل2008
 
 


واشنطن «لن تبقى متفرجة» على حظره

تركيا: خريطة طريق «العدالة والتنمية»  

 
بقلم: د. محمد نور الدين   بعد ثلاث سنوات من وضعها على الرف، اعاد حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، تحريك ملف المادة 301 من قانون العقوبات التي كانت موضع مطــالبة بتــعديلها من قبل الاتحاد الاوروبي والتي طالت بسيفها مئات المفـــكرين والاشخاص.   وقد تقدمت الحكومة بالفعل بطلب تعديل المادة التي تتعلق بمعاقبة من يتطاول ويحتقر الأمة التركية ودولة الجمهورية التركية ومؤسسات واعضاء الدولة»، بعدما كان الأمر يتعلق بـ«الوجود التركي والجمهورية ومؤسسات وعناصر الدولة». وقد خفضت العقوبة على من يحكم عليه من ثلاث سنوات الى سنتين. كما وضعت تعريفا جديدا لمصطلح «التحقير» وللمصطلحات الواردة في النص مثل «الأمة التركية».   لكن الأهم هو ان الحكومة نأت بنفسها عن تحمل مسؤولية فتح الدعوى ورمتها على عاتق رئيس الجمهورية الذي يحق له وحده اتخاذ قرار بفتح الدعوى وفقا لما يراه من مصلحة للدولة انطلاقا من كونه حياديا واعلى سلطة في الدولة.   ويعتبر هذا التعديل اساسيا بعد المطالبات المستمرة من اوروبا واوساط واسعة داخل تركيا حيث طالت سهام المادة كتابا كبارا مثل الصحافي الأرمني هرانت دينك الذي اغتيل قبل سنة ونيف واورخان باموق حائز جائزة نوبل للآداب وغيرهما.   ويأتي طلب التعديل في البرلمان بداية لسلسلة تعديلات ينوي حزب العدالة والتنمية القيام بها في اطار مواجهة دعوى اغلاقه امام المحكمة الدستورية وكسب المزيد من الدعم الأوروبي لقضيته. وقد رسمت اللجنة المركزية وهي اعلى هيئة قرار في الحزب في اجتماعها مساء الاثنين الماضي خريطة طريق على ما وصفتها الصحافة التركية لمواجهة قضية اغلاق الحزب.   وقد اتفقت القيادة اولا على ان يدافع الحزب عن نفسه امام المحكمة الدستورية ورفض الدعوات التي تطالبه بعدم الذهاب الى هناك. وكان اجماع على الا تقتصر رزمة التـــعديلات الدســتورية المحتملة على منع اغــلاق الحزب بل ايضا لتــبديد هواجس الفئات العــلمانية حول العلمنة.   ومن اجل ذلك، قرر الحزب بدء حوار ولقاءات مع الاحزاب الأخرى قبل ان يتقدم بتعديل دستوري واسع في وقت لاحق على ان ينتظر كذلك قرار المحكمة الدستورية بشأن الحجاب في الجامعات الذي سيصدر كحد اقصى يوم الثلاثاء المقبل، وفي ضوئه تتحدد اكثر صيغة التعديلات الدستورية المقترحة.     وقد ساد جلسة قيادة الحزب ميل الى ان تكون رزمة التعديلات واسعة وتطال الدستور والقوانين بشكل يعزز الحريات والديموقراطية وينسجم مع المعايير الاوروبية. كما كان اجماع على ان تكون الرزمة بالتوافق مع المعارضة. وفوضت القيادة زعيم الحزب رجب طيب اردوغان صلاحية اتخاذ القرار في المرحلة الحالية. وقد لفت قول نائب رئيس الحزب دنغير مير محمد فرات بعد انتهاء الاجتماع ان المكان الطبيعي لمثل هذه التعديلات هو البرلمان حيث تتجلى ارادة الامة ما يترك علامة استفـهام حول امكانية الذهاب الى استفتاء شعبي.   ويرى البعض ان حزب العدالة والتنمية سيسعى الى ان يمر التعديل في البرلمان تفاديا لتداعيات اقتصادية وتوترات سياسية اضافية قد يثيرها الذهاب الى استفتاء شعبي. فضلا عن ان اللهجة الهادئة التي يتحدث بها حزب العدالة والتنمية اليوم تهدف الى تخفيض كلفة هذه المرحلة على الشعب التركي ولا سيما بعد استخدام اسلحة نارية في نزاعات سياسية بين الطلاب في جامعة «البحر الأبيض» في انتاليا بين من ينتمون الى حزب الحركة القومية المتشدد وطلاب من ذوي النزعة الكردية، ما يعيد الى الاذهان صدامات الشوارع بين القوميين واليساريين والاكراد في السبعينيات.   ومن واشنطن، صدر موقف مهم من السفير الأميركي السابق في تركيا مورتون ابراموفيتز، يحذّر فيه من مخاطر عدم الاستقرار في تركيا في حال حظر حزب العدالة والتنمية. وقال «ان عدم الاستقرار ستكون له نتائج وخيمة ولا يمكن للولايات المتحدة ان تبقى متفرجة امام هذا الاحتمال الذي يضر بالمصالح الأميركية. ولا مناص لها من التدخل عند نقطة ما».   ويشرح ابراموفيتز ما يجب على الولايات المتحدة ان تفعله هو أن تبلغ القوى المعارضة لحزب العدالة والتنمية ان ابعاد الحزب عن السلطة بهذه الطريقة (القضائية) سيعرّض التعاون الثنائي بين انقرة وواشنطن للخطر، وان على تركيا ان تأخذ بالاعتبار الروابط الاقتصادية والسياسية مع الغرب.   كما اطلق الرئيس الموازي للجنة البرلمانية التركية الاوروبية المشتركة جوست لاجيندجيك دعما قويا لحزب العدالة والتنمية، داعيا اياه الى تعديل الدستور والذهاب حتى الى استفتاء شعبي اذا تطلب الأمر قبل ان تصدر المحكمة الدستورية قرارها.   وقال لاجيندجيك ان الدعوى لاغلاق الحزب سيئة جدا على صورة تركيا وعلى الديموقراطية فيها وتقدّم ورقة مجانية لمــعارضي انضمام تركيا داخل الاتحاد الأوروبي. وقـــال ان على جميع القوى الديموقراطية داخل تركيا وخارجــها ان تقدم دعمها بصوت عال الى حزب العدالة والتنمية.   (*) خبير لبناني في الشؤون التركية   (المصدر: صحيفة « السفير » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 10 فريل 2008)    

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.