الجمعة، 9 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3153 du 09 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف : يوميات المقاومة (14) مسيرات يوم الغضب العالمي

السبيل أونلاين : غزة الصامدة تهتف لها الجماهير التونسية على إمتداد البلاد

السبيل أونلاين : إعتقالات بالجملة في تونس على خلفية التضامن مع غزة

السبيل أونلاين : مشاهد حية من مسيرة المعهد العالي ببئر الباي المساندة لغزة

البديـل عاجــــــــــــل  :أخبـــــــــــــــــار

: موقع زياد الهانيمسيرات تلمذية في قرطاج بيرصة

قدس برس : الدنمارك : المسلمون يتظاهرون في كوبنهاغن لوقف العدوان على غزة

قدس برس ” :انتفاضة » في عموم النرويج تناصر غزة بمائة وخمسين ألف متظاهر

الصباح  : ترحّما على شهداء غــــــــــــــــــــزّة

البديـل عاجل : غـزة بيعت في المـــــــــــــــــزاد..

رويترز  :القرضاوي ينتقد اسرائيل وامريكا بشأن غزة

رويترز  :صبي من غزة يروي قصة منزل الموت

منظمة العفو الدولية  :غزة : منظمة العفو الدولية تقول إن التكتيكات العسكرية لكلا الجانبين تعرض المدنيين للخطر

المنظمات الأهلية : شكر فينيزويلا

الشيخ راشد الغنوشي : ما الذي يحمل عمرو موسى على البقاء في منصبه؟

يديعوت أحرونوت  :مأساة في الطريق الى التسوية

رؤوفين بديتسور:  سياسـة « عــــــــــــــــــد الجثث »

الأخبار اللبنانية  : المقاومة تطلق الصواريخ على إسرائيل من خلف جنود العدو

يديعوت أحرونوت  :عصبيّـة حسن نصر الله

فتحي العابد: كــــــــــــــــرزاي فلسطيــــــن  

الأخضر الوسلاتي : جماهـــــــــــــير  أمّتنا

الموقف لا تجبروا أبناءنا على الغناء مع « أنريكو » الصهيوني

مايكل تشوسودفسكي : الحرب و الغاز الطبيعي : الغزو الإسرائيلي وحقول غاز غزة البحرية

البديـل عاجل : شباب الرديف يركب « قوارب الموت » من أجل ملاذ آمن..

مراسلون بلا حدود:  تونس : اعتقال صحافي لعدة ساعات ومصادرة معداته

الحوار.نت  :هل من وقفة من أجل إطلاق سراح المنصف القاسمي؟

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين : إنا لله وإنا إليه راجعون

الموقف  :حوار مع زوجة المناضل المعتقل عدنان الحاجي

مناضل علماني  :الطريق الجديد أو عندما تصبح صحيفة يسارية تقدمية حكرا بيد فرد واحد

سليم سالم : آه، لو كنت حاكما عربيّا !

زهير المظفر:نظام الاقتراع في تونس: من إقصاء المعارضة إلى تعزيز حضورها في مجلس النواب (1 من 2( الصباح  :على قناة حنبعل : «نقاط على الحروف» برنامج حواري واعـد

البديـل عاجل : وجهة نظر : رأسمالية الدولة بين الدعاية والحقيقة…

 

 


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12 محرم 1430 الموافق ل 09 جانفي 2009

يوميات المقاومة غزة رمز العزة (14) مسيرات يوم الغضب العالمي

 

1)  تونس العاصمة: – المحامون غاضبون: استجابة للنداء الموجه لجميع المسلمين من قبل الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين عبر عدة مئات من المحامين التونسيين المرسمين بفرع تونس للهيئة الوطنية للمحامين اليوم الجمعة 09/01/2009 و بعض المناضلين السياسيين و النقابيين و الناشطين الحقوقيين عن غضبهم في تجمع سلمي أمام دار المحامي حيث غص بهم شارع باب بنات أين حاصرتهم عدة مئات من قوات الشرطة التي يطلق عليها  »الفهود السود » و شددت عليهم و أغلقت المنافذ بحواجز حديدية بداية من الساعة العاشرة صباحا ، و حاول من تأخر من المحامين في المجيء الالتحاق بزملائهم و لم يتمكن بعضهم من ذلك إلا بصعوبة. و قد علت صيحات المحامين المنتصرين لغزة و للمجاهدين بالهتاف مرددين شعارات تعبر عن عزمهم مواصلة الطريق و الوفاء للشهداء منتقدين مواقف بعض الحكومات العربية. و لما حاول المحامون اجتياز الحواجز للخروج في مسيرة سلمية منعتهم قوات الشرطة التي كانت تحتمي بواقيات  بلاستيكية و حصل تدافع بين المحامين المتظاهرين و قوات الشرطة و توجه المشاركون في المسيرة بنداءات للشرطة حتى لا تقمع المسيرة و أنشدوا النشيد الوطني  » حماة الحمى  » هاتفين بصوت واحد  » الله أكبر  » و استمروا في ترديد الشعارات المعادية للصهيونية و لبعض الأنظمة العربية، و نتيجة لمنعهم من القيام بمسيرة سلمية اعتصم المحامون بساحة قصر العدالة و ألقى عدد منهم كلمات حماسية رفعت أثناءها شعارات التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني و إدانتهم للاستبداد و القهر و التسلط و دعوا لرفع القيود عن الشعب التونسي و ربطوا بين فتح المعابر في غزة و فتح المعابر للشعب التونسي من أجل التظاهر السلمي و الخروج في المسيرات لدعم الشعب الفلسطيني، و ألقى الأستاذ عبد الرؤوف العيادي كلمة طالب فيها بفك أسر الشباب المتدين من السجون التونسية و ذكر فيها بمأساة الحوض المنجمي و قال إن المطالب لا تتجزأ من الرديف حتى لغزة، فانقض عليه أحد المحامين التجمعيين المنتسبين لميليشيا الحزب الحاكم و بدأ يضربه و يجذبه لإزاحته عن المنصة لكن المحامين تصدوا له و استطاع الأستاذ عبد الرؤوف العيادي إتمام كلمته و بعد انتهاء التظاهرة صلى المشاركون صلاة الغائب على الشهداء بإمامة الشيخ الأستاذ عبد الفتاح مورو الذي ختم الاعتصام بدعاء حار و مؤثر لنصرة أهلنا في غزة سائلا المولى القدير أن يرحم الشهداء و أن يفك أسر الشعب التونسي من الضيم و الاستبداد. – اعتقالات في صفوف الطلبة على خلفية المشاركة في يوم الغضب: اعتقل أعوان البوليس السياسي على الساعة التاسعة من مساء يوم الخميس 08/01/2009 الطلبة عبد الفتاح التاغوتي و ياسين المنصوري و محمد الجندوبي و زياد بومخلة و راشد الكحلاني المرسمين بكلية العلوم بتونس من منزلهم الكائن بحي العمران و تم اقتيادهم إلى ثكنة الشرطة ببوشوشة لمنعهم من المشاركة في يوم الغضب الذي دعا له الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين و أدى اعتقالهم إلى حرمانهم من اجتياز امتحانات اليوم الجمعة 09/01/2009 ، و قد علمت منظمة حرية و إنصاف أنه تم إطلاق سراحهم جميعا على الساعة السابعة من مساء اليوم. – خرج تلامذة المعهد الثانوي بالمنزه السادس اليوم الجمعة 09/01/2009 في مسيرة تضامنية مع شعبنا في غزة رفعت خلالها عدة شعارات و قد حاصرتها قوات الشرطة و منعتهم من التقدم بمحاذاة المركب الجامعي خشية الالتحام مع الطلبة. – خرج تلامذة المعهد الفني بشارع 9 أفريل بتونس اليوم الجمعة 09/01/2009 في مسيرة سلمية تضامنية مع الشعب الفلسطيني تمت محاصرتها بأعداد كبيرة من قوات الشرطة أمام المعهد في مفترق الطرق شارل نيكول- باب سويقة، و تحولت المسيرة إلى اجتماع عام رفعت فيه عديد الشعارات. 2) ولاية منوبة: – خرج اليوم الجمعة 09/01/2009 تلامذة المعهد الثانوي  »الاستقلال » بشباو و تلامذة المعهد الثانوي » أسد بن الفرات بحي النجاة و تلامذة المدرسة الإعدادية بشباو و المدرسة الإعداديةواضح  بالمعزية في مسيرة حاشدة جابت شوارع معتمدية واد الليل قبل أن تتدخل قوات الحرس لمنعهم من التظاهر السلمي المندد بالعدوان الصهيوني الغاشم على غزة. 3) ولاية بنزرت: – نظم تلامذة المعهد الثانوي بمنزل جميل اليوم الجمعة 09/01/2009 مسيرة ضخمة شارك فيها الأساتذة و المواطنون رفعت خلالها عديد الشعارات المنددة بالمجزرة الرهيبة التي يشنها المجرمون الصهاينة على شعبنا الصامد في غزة، و قد تدخلت قوات الشرطة التي حاصرت المسيرة بإعداد كبيرة و تمكنت من قمعها و تفريقها و الاعتداء بالهراوات على التلامذة. – تمكن طلبة كلية العلوم ببنزرت اليوم الجمعة 09/01/2009 من الخروج في مسيرة بعد أن خرجوا من مخبر الكلية و اتجهوا صوب الجسر إلا أن قوات الشرطة التي حاصرتهم بأعداد كبيرة منعتهم من اجتياز الجسر. –  حاصرت قوات كبيرة من الشرطة اليوم الجمعة 09/01/2009 موكب دفن السجين السياسي السابق الفقيد محسن ميهوب الذي وافاه الأجل المحتوم يوم أمس الخميس بعد معاناة طويلة مع المرض. 4) ولاية نابل: – ضربت قوات الشرطة بنابل اليوم الجمعة 09/01/2009 طوقا أمنيا و حصارا شديدا على مقر الاتحاد الجهوي للشغل حيث منعت الكثير من النقابيين و المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين من الوصول إلى المقر كما منعت من كان بداخله من الخروج، علما بأن فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني تواصلت داخل المقر. – كما خرجت مسيرات الغضب اليوم الجمعة 09/01/2009 من دار شعبان الفهري و من قليبية و سليمان حيث وقعت عدة اعتقالات. – عمدت الشرطة إلى إجبار عديد التلاميذ على إمضاء التزام يقضي بعدم المشاركة مستقبلا في المسيرات علما بأن المعاهد الثانوية بمدينة نابل أغلقت أبوابها في وجوه التلاميذ حتى لا يشاركوا في المسيرات. 5) ولاية سوسة: – شهدت ولاية سوسة اليوم الجمعة 09/01/2009 تنظيم عدة مسيرات تلمذية عارمة شارك فيها الأساتذة و المواطنون في سوسة المدينة و في حمام سوسة و في القلعة الكبيرة و في مساكن رفعت خلالها عديد الشعارات تضامنا مع الشعب الفلسطيني الصامد في غزة و استجابة لنداء يوم الغضب. – بمقر فرع سوسة لمنظمة العفو الدولية ألقى الأستاذ الحبيب شلبي اليوم الجمعة 09/01/2009 محاضرة قانونية حول ملاحقة قادة الصهاينة بتهمة جريمة الحرب و الإبادة الجماعية. – دعا الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة كافة النقابيين و المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين و المواطنين إلى الحضور غدا السبت 10/01/2009 في التظاهرة التضامنية مع غزة التي ينظمها بمقره على الساعة الثالثة بعد الظهر. 6) ولاية القيروان:   عاشت مدن ولاية القيروان كغيرها من مدن البلاد اليوم الجمعة 09/01/2009 أجواء مسيرات الغضب الشعبي العارمة للتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة الصامدة، فقد خرجت المسيرات التلمذية في كل من السبيخة و الوسلاتية و نصر الله و بوحجلة و حفوز و الشبيكة و التحمت معها الجماهير لتقول بكلمة موحدة الموت لإسرائيل. 7) ولاية جندوبة: – عاشت مدينة جندوبة صباح اليوم الجمعة 09/01/2009 على وقع مسيرات تلمذية غاضبة و منددة بالمجازر التي يرتكبها الصهاينة ضد شعبنا الصامد في غزة و في المساء أحيت فرقة الكرامة بمقر الاتحاد الجهوي للشغل أمسية فنية هدية منها لأطفال غزة الصامدين رغم الصواريخ و القنابل و الدمار. – أما في مدينة بوسالم فقد خرجت حوالي منتصف نهار اليوم الجمعة 09/01/2009 مسيرة شعبية انطلقت من مقر الاتحاد المحلي للشغل و شارك فيها مناضلون سياسيون و نقابيون و ناشطون حقوقيون و أساتذة رفعوا خلالها نعشا كتبوا عليه  » تواطؤ الحكام ». – و في فرنانة نظم التلامذة اليوم الجمعة 09/01/2009 مسيرة شارك فيها عديد المواطنين للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة. 8) ولاية قابس: – إثر صلاة الجمعة اليوم 09/01/2009 خرجت مسيرة ضخمة من أمام مسجد سيدي أبو لبابة الأنصاري تلبية لنداء الغضب الصادر عن الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين و لم تتجاوز المسيرة الأمتار العشرة الأولى حتى تعرضت للقمع بشراسة غير معهودة ، و قد علمت حرية و إنصاف أنه تم على إثرها اعتقال السجين السياسي السابق الأستاذ عبد الرزاق نصر الله. – توقفت الدراسة اليوم الجمعة 09/01/2009 بجميع المعاهد الثانوية الكبرى بمدينة قابس خشية أن يلتحم التلامذة بمسيرات يوم الغضب المقررة اليوم. – عمد عناصر البوليس السياسي و أعوان الشرطة إلى افتكاك الشالات الفلسطينية من التلامذة و المواطنين و تهديدهم بالأسوأ ان هم عادوا إلى حملها. 9) ولاية قفصة:             – نظم الحزب الديمقراطي التقدمي اليوم الجمعة 09/01/2009 بمقره الجهوي بقفصة يوما تضامنيا مع الشعب الفلسطيني الصامد ، و عند خروج السيد رشيد العبداوي من مقر الحزب تم اعتقاله بموجب حكم قضائي صادر ضده بالسجن مدة ست سنوات في قضية الحوض المنجمي. – اعتدى مدير المعهد الثانوي بقفصة المدعو عارف المالكي على التلميذة فاتن المعيوفي بالعنف المادي و اللفظي و انتزع منها بالقوة الشال الفلسطيني الذي كانت تحمله عندما رفضت تسليمه إياه. 10) ولاية مدنين: – خرجت مسيرة حاشدة اليوم الجمعة 09/01/2009 إثر صلاة الجمعة شارك فيها التلامذة و النقابيون استجابة لنداء الغضب و اتجهت نحو مقر الاتحاد الجهوي للشغل رفعت خلالها عديد الشعارات. – نظم الاتحاد الجهوي بمقره حملة لجمع الأدوية ما زالت متواصلة. – كما خرج تلاميذ المعاهد الثانوية اليوم الجمعة 09/01/2009 صحبة أساتذتهم و التحم معهم المواطنون في مسيرات حاشدة بكل من جرجيس و بنقردان و جربة.  11) ولاية تطاوين: نظم الاتحاد الجهوي للشغل بمقره اليوم الجمعة 09/01/2009 حملة لجمع الأدوية شارك فيها مواطنو الجهة و قد تم مساء اليوم إرسال الأدوية إلى المقر المركزي للاتحاد بتونس العاصمة.

و حرية و انصاف :

1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


غزة الصامدة تهتف لها الجماهير التونسية على إمتداد البلاد

 
 
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس قصر العدالة بتونس تجمع اليوم الجمعة 09 – 01 – 2009 ، على الساعة العاشرة صباحا بقصر العدالة بتونس عدد كبير من المحامين ناهر الـ 1000 محامي ، ورفعوا شعارات بالبهو مساندة لغزة وتندد بالعدوان عليها ، ثم حاولوا الخروج في مسيرة عبر شارع « باب بنات » ولكن جحافل من البوليس إعترضتهم ونصبت لهم حواجز منعتهم من التقدم وحاصرتهم أمام قصر العدالة ، وقد رفعت شعارات تسنتكر العدوان الصهيوني وتحي صمود غزة ، و بعد مداخلات بعض المحامين انتهت المظاهرة حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرا، ثم دُعي إلى محاضرة بعنوان « غزة والقانون الإنساني الدولي » ألقاها الدكتور عبد المجيد العبدلي المختص في القانون الدولي ، وإنتهت الفعاليات في حدود الخامسة والنصف . وقد كان الشعار الأطرف الذى رفعه المتظاهرون هو « شفاز 2009” ، في إشارة إلى النموذج الذي يرغب فيه التونسيون لرئاسة بلادهم .   كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية بتونس خرجت اليوم الجمعة (09 – 01 – 2009) مسيرة طلابية حاشدة ناهز عدد المشاركين فيها الألفين مساندة لأهلهم بقطاع غزة ، حاول البوليس منعها من الخروج ولكن المتظاهرين استطاعوا خرق الحواجز وتمكونوا من الوصول إلى مستشفى « شارنيكول » وهناك إلتحق بهم الكثير من المواطنين ، وقد أجرى بعض الطلبة مداخلات عبروا فيها عن إحتجاجهم على المجازر التى يرتكبها العدو الصهيوني ، ورفعوا شعارات مساندة لأهلهم في غزة ، ودامت المسيرة من الساعة الواحدة بعد الزوال الى الساعة الرابعة .   معهد المروج بتونس وقع (اليوم 09 – 01 – 9009) ، تعطيل الدروس بعد الإجتماع العام الذى إنعقد داخل المعهد ، قرر مدير المعهد على اثر ذلك تعطيل الدراسة وإخلاء المعهد من التلاميذ .   كلية العلوم ببنزرت خرجت الجمعة 09 -01 – 2009 مسيرة من كلية العلوم ببنزرت على الساعة العاشرة صباحا وحاولت العبور من منطقة جرزونة إلى مدينة بنزرت عبر الجسر المتحرك ولكن قوات من البوليس منعتهم من ذلك فإلتحقوا بالمعهد التحضيري ببنزرت وهناك وقع إجتماع عام ، وألقت جل الحساسيات الأيديولوجية والسياسية كلمات أمام المتظاهرين . هذا وقد وقع قمع مسيرتين في معهدي « الحبيب ثامر » و » باش جانبة » ، أما في معهدي « فرحات حشاد » و »المعهد النموذجي 15 أكتوبر » ببنزرت فقد منعوا من الخروج إلى الشارع .   المعهد الإعدادي محمد البشروش بدار شعبان الفهري قرر اليوم (09 – 01 – 2009 ) تلاميذ المعهد الإضراب عن الدراسة إحتجاجا على المجازر الصهيونية بغزة وتضامنا مع أهلهم في القطاع ، ومنذ دخولهم وإلى حدود الساعة العاشرة صباحا رددوا شعارات مناهضة للعدوان ومناصرة لقطاع غزة ، فقرر المدير إنهاء الدروس لكامل اليوم وطالبهم بإخلاء المعهد وعند خروجهم إعترضتهم قوات البوليس واعتدت على بعضهم بالعنف الشديد رغم صغر سنهم وإعتقلت البعض الآخر .   معهد  » 7 نوفمبر » بدار شعبان الفهري على اثر محاولة الخروج في مسيرة (اليوم الجمعة 09 – 01 – 2009 ) قامت قوات البوليس بقمعهم ومنعتهم من التظاهر فواصلوا رفع الشعارات داخل بهو المعهد ، حينها قرر المدير تعطيل الدروس .   كلية الفنون الجميلة بنابل قام اليوم الجمعة 09 – 01 – 2009 طلبة معهد الفنون الجميلة بنابل بتجمع عام داخل الكلية عبّروا فيه عن مساندتهم لغزة ، وقد تدخلت قوات الأمن لتمنعهم من الخروج للشارع .   معهدي التحضيري و الدراسات التكنولوجية العليا بنابل قام اليوم (09 – 01 – 2009 ) طلبة المعهد التحضيري بنابل بمسيرة إلتحقوا فيها بطلبة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية ، وقد تعرضت المسيرة الحاشدة إلى قمع قوات البوليس الذى إستخدمت القوة لتفريقهم .   معاهد مدينة أريانة توقفت ( اليوم 09 – 01 – 2009 ) الدروس بجلّ المعاهد الثانوية بأريانة ، وقام التلاميذ برفع شعارات عبروا فيها عن مساندتهم لغزة ، كما رفعوا شعارات مساندة لأهلهم بغزة داخل بهو المعاهد ، وقد قمع البوليس محاولتهم للخروج للشارع .   معاهد حي ابن سينا بضواحي العاصمة خرج التلاميذ اليوم (09 – 01 – 2009) في مسيرة تعرضت لقمع قوات البوليس ، والملفت أن تلاميذ المدرسة الإبتدائية ( 6-2 ) ظلوا يرددون شعار « غزة غزة رمز العزة » في كل مرة يدخلون أو يخرجون فيها من المدرسة وذلك عند الثامنة صباحا ومنتصف النهار ، وعند الساعة الثانية بعد الظهر والخامسة عصرا .   في مدنين بدعوى من الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين خرجت مسيرة حاشدة (اليوم 09 – 01 – 2009 ) ، نددت بالهجمة الوحشية على غزة وعبرت عن مساندتها للقطاع .   في القصرين إلتحم (اليوم 09 – 01 – 2009 ) تلاميذ معاهد القصرين في مسيرة مساندة لقطاع غزة الذى يتعرض للعدوان الصهيوني ، فرقتها قوات البوليس بالقوة .   مسيرة بمدينة نابل دعى (اليوم 09 – 01 – 2009 ) الإتحاد الجهوي للشغل بنابل إلى اجتماع عام بمقره ، وقد حضره عدد كبير من الأساتذة النقابيين وبعض المناضلين السياسيين ، ووقع تجمع عام داخل المقر وذلك على الساعة الثالثة بعد الزوال ، قرروا على إثره الخروج في مسيرة مساندة لسكان قطاع غزة ولكن قوات البوليس حاولت صدهم بالقوة ، فتنادت السيدات الأساتذة للصف الأول في المسيرة ودفعن البوليس بكل ما أوتين من قوة حتى تمكن من إختراق الحاجز البوليسي وانطلقت المسيرة وسارت أكثر من 300 متر ، ولكنها تعرضت مجددا لقمع قوات البوليس التى صدّتها عند الإدارة الجهوية للتجهيز بنابل فعادت أدراجها إلى مقر الإتحاد ، ووقعت مداخلات عبرت عن مشاعر التعاطف مع قطاع غزة . وفي حدود الساعة الرابعة والنصف انفضت الجموع بعدما جمعوا أكثر من 9 صناديق كبرى معبئة بالأدوية وتقرر تسليمها للهلال الأحمر التونسي من أجل إيصالها لقطاع غزة .   المعهد العالي للإعلامية بأريانة قرر اليوم (09 – 01 – 2009 ) التعبيرعن مساندتهم لقطاع غزة ، بربط شريط أحمر على الذراع تعبيرا عن الإضراب والمساندة لقطاع غزة .   الإتحاد الجهوي ببنزرت قام ( اليوم 09 – 09 – 2009 ) بالإعلان عن حملة لجمة الأدوية لفائدة قطاع غزة .   مدينة سليمان خرجت ( اليوم 09 – 09 – 2009 ) مسيرة في حدود الساعة الخامسة بعد الظهر ووقع إيقاف عدد كبير من التلاميذ . مع العلم أن كل معاهد الجمهورية شهدت اليوم تعليق الدراسة وإستنفار واسع لقوات البوليس في محيطها ، كما كان حضور البوليس أمام جامع الفتح بالعاصمة كبير للغاية ذكرنا بحضور البوليس في أحداث قفصة في الثمانينات من القرن الماضي . (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 09 جانفي 2009)
 


 إعتقالات بالجملة في تونس على خلفية التضامن مع غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس وقع البارحة (08 – 01 -2009 ) إعتقال كل من محمد الجدلاوي ، زياد بومخلة ، عبد الفتاح الطاغوتي وعبد الحميد الصغير من مقر سكناهم وقد أودعوا مركز بوشوشة للإيقاف ووقع إستجوابهم حول المسيرة المزمع القيام بها إثر صلاة الجمعة من جامع الفتح ، وأطلق سراحهم اليوم على الساعة الثامنة ليلا ، ونشير إلى أنه وقع حرمان زياد بومخلة وعبد الفتاح الطاغوتي من إجراء إمتحان نصف السنة .   وقع اليوم إيقاف أيوب الضاوي ، صهيب بن مبروك ، وزيد السواري الذى أختطف من أمام معهد أحمد التليلي بقصر قفصة من طرف فرقة الإرشاد المدعو اليوسفي ، على خلفية مشاركتهم في اليوم التضامني من أجل غزة الذي قررته جامعة « الحزب الديمقراطي التقدمي  » بالجهة .   كما وقع إيقاف رشيد العبداوي إثر خروجه من مقر جامعة الحزب بمعية مجموعة من كبيرة شباب الحزب الذين أطلق سراحهم لاحقا بإستثناء رشيد العبداوي المحاكم بحالة سراح بـ 6 سنوات سجنا ، وإلى حدود كتابة هذه الأسطر ما يزال قيد الإيقاف . من جهة أخرى وقع الأعتداء على فاتن معيوفة التلميذة بالمعهد التقني بقفصة من طرف مدير المعهد عارف ماجدي ، وذلك هذا الصباح بسبب إرتداءها للشال الفلسطيني .    (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 09 جانفي 2009 )  


السبيل أونلاين : مشاهد حية من مسيرة المعهد العالي ببئر الباي المساندة لغزة

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس   لمشاهدة لقطات من المسيرة التى سيرها طلبة المعهد العالي ببئرالباي انقرهنا – الرابط على اليوتوب : http://fr.youtube.com/watch?v=y0vuLzJwKpk نظم اليوم الجمعة 09 – 01 – 2009 طلبة المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي مسيرة حاشدة وذلك على الساعة الحادية عشر صباحا ، بعد أن ألقيت مداخلات من طرف كل الحساسيات السياسية ، وقد سلكت المسيرة الطريق الرئيسي الرابط بين بئر الباي وحمام الشط ، ورفع المتضاهرون شعارات تندد بالعدوان الوحشي على غزة وبخيانة الأنظمة العربية وتشدّ على صمود الشعب الفلسطيني في غزة ، وتدعو إلى الوحدة بين الشعوب العربية والإسلامية .   وقد حاصرها البوليس وحددّ مسارها ، ووصلت المبيت الجامعي بحمام الشط على الساعة الواحدة والنصف أين تفرقت الجموع ..   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 09 جانفي 2009 )  


 

أخبــــــــــــــــار

 

في جندوبة: مسيرات تندّد بالعدوان الهمجي على غزّة وتحتجّ على الوضع الاجتماعي والسياسي المتردي في تونس

 

نظّم النقابيون يوم السبت 3 جانفي 2009 مسيرة حاشدة انطلقت من مقر الاتّحاد الجهوي للشغل. وقد وجدوا في انتظارهم على بعد بضعة عشرات من الأمتار من الاتحاد الجهوي التجمعيين الذين كان عددهم محدودا. ولكنهم امتنعوا عن الاختلاط بهم ورفعوا شعار « مسيرتنا حرّة حرّة والتجمّع على برّة »، ووقفوا في مكانهم مدّة طويلة إلى أن تزحزح التجمعيون، فجابوا حينئذ شارع النخيل رافعين شعارات عبّرت عمّا يختلج في صدورهم من ألم على ما يحدث في غزّة وفي الرديف ومن نقمة على القائمين بالتقتيل هناك وبالقمع السافر والتجويع هنا. ونذكر من تلك الشعارات: « غزّة غزّة نحن معاك والرديف ما نسيناك »، « الحكّام والأمريكان شركاء في العدوان »، « يا شعب يا ضحيّة حسّ حسّ بالقضيّة »، « عيشة تعيّف عيشة تعيّف من جندوبة للرديف »، « يا نظام يا جبان يا عميل الأمريكان« .

واستمرت التحرّكات في مدينة جندوبة، إذ دعت النقابة الأساسية للصحّة يوم الاثنين 5 جانفي إلى وقفة تضامنية في المستشفى دامت من منتصف النهار إلى الساعة الواحدة تدخّل خلالها أعضاء النقابة الأساسية ورفعت شعارات مساندة لأشقائنا في فلسطين ومندّدة بالمجزرة.

ولم يتخلّف تلاميذ معاهد معتمدية بوسالم عن الاحتجاجات إذ جابوا شوارع المدينة في مظاهرات عارمة رفعوا خلالها شعارات مندّدة بالمجازر التّي يرتكبها العدو الصهيوني بتواطئ مع الامبريالية الأمريكية والأنظمة العربية ومساندة لقضية أهالي الحوض المنجمي بقفصة.

الكاف:

حاول تلامذة معهد الامتياز الكاف الغربية والمعهد الثانوي شارع المنجي سليم بالكاف الخروج في مسيرة سلمية يوم 7 جانفي 2009 احتجاجا على الهجمة الشرسة التي تشنها النازية الصهيونية على شعبنا في غزة، لكن وكالمعتاد هاجمتهم فرق البوب بالعصي وقامت باعتقال البعض ثم أطلقت سراحهم في ساعات متأخرة من الليل. كما آلت أيضا محاولة تلامذة المعهد الثانوي أحمد عمارة للخروج كذلك في مسيرة يوم 8 جانفي 2009 إلى الفشل بعد هرسلتهم وضربهم. وللعلم فإنّ مدينة الكاف تشهد محاصرة مشددة على المعاهد والجامعات وكذلك مبنى الاتحاد الجهوي للشغل لضرب وإفشال أيّ محاولة تحرك لمساندة أهالينا في غزة.

 

)المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 جانفي 2009)

 


 

مسيرات تلمذية في قرطاج بيرصة

 

تشهد الضاحية الشمالية لتونس العاصمة منذ أيام، وخاصة في المرسى وقرطاج مسيرات تلمذية تضامنية مع غزة.

وقد تجمع عشرات التلاميذ عصر الخميس 9 جانفي 2009 بشارع الاستقلال بقرطاج بيرصة بين محطة الأرتال والمدرسة الثانوية بقرطاج بيرصة، رافعين الشعارات المناصرة لغزة والمنددة بالعدوان.

كما هتف التلاميذ بعروبة فلسطين و عبّروا عن دعمهم للمقاومة.

ورغم تدخل قوات الأمن، تمسك التلاميذ بتجمعهم ملتفين على أوامر التفرق العنيفة الموجهة لهم وملاحقتهم في الأنهج المجاورة من قبل رجال الشرطة المدججين بالهراوات.

وكان لافتا في المسيرات التلمذية قيادتها من قبل فتيات كنّ لا يترددن في الثبات وحث باقي زملائهن على التغلب على خوفهم وعدم الرضوخ للترهيب.

وبقدر ما كان الموقف التلمذي مشرفا وبطوليا مبشّـرا بكل خير، بقدر ما كانت بعض الشعارات المرفوعة مثيرة للجدل وتؤكد ضرورة تأطير التعبير التلمذي بدل مواجهته بشكل أمني.

من الضروري أن نوضح لبناتنا وأبنائنا بأن صراعنا مع العدوّ صراع حضاري يتطلب إعداد وبناء كل مرتكزات القوة والمناعة، وفي مقدمتها الأخذ بناصية العلم والمعرفة.

فشعار «لا دراسة ولا تعليم، حتى نحرّر فلسطين» أولى بأن يتحوّل إلى «بالدراسة والتعليم، نحن نحرّر فلسطين».

وحبّذا لو يتمّ تنظيم حلقات نقاش في المؤسسات التربوية لتوجيه الطاقات الخلاقة لبناتنا وأبنائنا توجيها سليما يعمّق التزامهم بقضايا أمّتهم.

أمّة بمثل هذا الشباب وبهذه الروح، لا يمكنها أن تموت….

 

(المصدر: مدونة زياد الهاني الإلكترونية بتاريخ 8 جانفي 2009)

 


 

الدنمارك: المسلمون يتظاهرون في كوبنهاغن لوقف العدوان على غزة

 

كوبنهاغن (الدنمارك) ـ خدمة قدس برس

تظاهر مئات من المسلمين الدنماركيين وعدد من نشطاء المجتمع المدني في الدنمارك اليوم في العاصمة كوبنهاغن احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وأقاموا اعتصاما أمام السفارتين الإسرائيلية لمطالبتهم بوقف العدوان وفتح معبر رفح.

وأعرب ناشط إسلامي في الدنمارك عن أسفه للمستوى الذي آل إليه الواقع العربي حيال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أصبح المسلمون المتظاهرون في الغرب عامة وفي الدنمارك على وجه الخصوص يعتصمون أمام السفارتين الإسرائيلية والمصرية وشعارهم واحد: ارفعوا النظلمة عن أهل غزة.

وأكد رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » أن عددا من المؤسسات الإسلامية والمدنية الدنمركية نظمت طيلة الأيام الماضية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اعتصامات يومية أمام السفارتين الإسرائيلية والمصرية، وقادت مظاهرةشعبية كبرى يوم السبت الماضي شارك فيها ما يفوق عشرة آلاف وسط العاصمة الدنمركية كوبنهاغن، وقادوا مظاهرة شعبية عارمة اليوم عقب صلاة الجمعة من أمام مجلس البلدية إلى البرلمان مطالبين العالم الحر بالتدخل بإدانة الجريمة على قطاع غزة واتخاذ الموقف الملائم لمواجهةالعنترية الإسرائيلية التي ضربت عرض الحائط بقرار مجلس الأمن الداعي لوقف فوري لإطلاق النار، كما قال.

وأضاف: « لقد كان مؤلما لكل المسلمين الدنماركيين في الأيام الماضية من العدوان على غزة أن يقفوا أمام السفارتين المصرية والإسرائيلية وهم يرفعون شعارا موحدا لرفع المظلمة عن الشعب الفلسطيني في غزة، إذ كيف يتساوى المصري والإسرائيلي في حصار غزة! »، على حد تعبيره.

واشار إلى أن جوهر التحرك المستمر الذي تشرف على تنظيمه المؤسسات الإسلامية الكبرى في الدنمارك، هو المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبة مصر بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، وقال: « شعارات المظاهرة التي نظمناها يوم أمس السبت والتي شارك فيها أكثر من عشرة آلاف مواطن دنماركي جوهرها المطالبة بفك الحصار وفتح معبر رفح ومطالبة الاتحاد الأروبي بالتدخل لصالح إنهاء الحرب والابتعاد عن التواطؤ الواضح مع إسرائيل والتدخل الفوري لإنهاء هذه الحرب، كما طالبنا المنظمات الدولية بضرورة الإقلاع عن التعامل المزدوج معقضايا العالم. ونحن نعد لمظاهرة كبرى يوم السبت المقبل لذات الغرض« .

وذكر الحمدي أن عددا من الأطباء الدنماركيين المسلمين يعدون لمؤتمر صحفي سيعلنون فيه إرسال وفد طبي من الدنمارك لمساعدة الضحايا الفلسطينيين من العدوان الإسرائيلي على غزة.

 

)المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 جانفي  2009 )

 


 

« انتفاضة » في عموم النرويج تناصر غزة بمائة وخمسين ألف متظاهر

 

أوسلو – خدمة قدس برس

 

شهدت النرويج ليل الخميس، فعاليات جماهيرية متزامنة، غير مسبوقة في ضخامتها، ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، اندفع معها عشرات الألوف إلى مراكز المدن، في أكبر تحرك شعبي من نوعه تشهده البلاد، ضم أكثر من مائة وخمسين ألف شخص.

 

فبدعوة من نقابات وأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ولجان التضامن مع فلسطين والهيئات الحقوقية، خرج في العاصمة أوسلو أكثر من خمسين ألف شخص ضد العدوان على غزة، وللتنديد بالمجازر الإسرائيلية المروِّعة التي تتوارد أنباؤها من القطاع المحاصر. وبشكل متزامن مع ذلك، تحركت مظاهرات واعتصامات جماهيرية، نجحت في استقطاب ما يزيد عن مائة ألف متظاهر في مدن النرويج الأخرى.

 

واختتمت الفعاليات الجماهيرية التي لم تشهد البلاد الاسكندنافية لها مثيلاً من قبل، مع اقتراب منتصف ليلة الخميس/ الجمعة، وسط تعهدات من الجهات المنظمة بأن يتم تنظيم مظاهرات واعتصامات متوالية في الأيام اللاحقة، طالما ظلّ العدوان الإسرائيلي مستمراً.

 

ونجحت المظاهرات في استقطاب سياسيين ومثقفين وشخصيات عامة ورجال دين، والعديد من أبرز الناشطين في النقابات والمجتمع المدني والعمل الحقوقي، في مشهد بدا لافتاً للانتباه.

 

وحمل المتظاهرون في العاصمة أوسلو وباقي مدن البلاد، أعلام فلسطين، ولافتات بلغات شتى، تصف ما يجري بحق المواطنين الفلسطينيين بأنها جرائم حرب وأعمال إرهابية. كما عبّر المتحدثون عن حنقهم على السياسات الرسمية الأوروبية والأمريكية، التي اعتبروا أنها متواطئة مع آلة الحرب الإسرائيلية، ضد شعب واقع تحت الاحتلال والحصار والعدوان.

 

وطالبت المظاهرات بوقف فوري للعدوان، وبرفع كامل للحصار المفروض على قطاع غزة، مطالبين أيضاً بفتح المعابر، وعبّر بعضهم عن لوم شديد للموقف الرسمي المصري المتمسك بعدم فتح معبر رفح.

 

يذكر أنّ النرويج كانت قد ارتبطت بعملية التسوية السياسية المنهارة في الشرق الأوسط، عبر « اتفاق أوسلو »، والذي لم ينجح في نهاية مطافه في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى تفجير الأوضاع مجدداً في سنة 2000، عندما اشتعلت « انتفاضة الأقصى« .

 

وتشهد أوساط نرويجية موجة تضامن واسعة مع غزة، بما في ذلك المستويات الطبية والإنسانية، بينما تمكّن اثنان من أشهر جرّاحي النرويج من الوصول إلى غزة للمساهمة في إجراء عمليات لجرحى العدوان الإسرائيلي.

 

وتأتي مظاهرات النرويج الضخمة، ذلك بينما ستشهد عشرات العواصم والمدن الأوروبية، يوم الجمعة (9/1)، « مظاهرات غضب » ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، يتوقع أن تشهد إقبالاً كبيرة، وسط حالة من السخط الشديد تسود قطاعات من الجمهور الأوروبي، وبخاصة المسلمين الذين يبلغ عددهم في أوروبا بعشرات الملايين.

 

)المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 9 جانفي 2009)

 

 


 

ترحّما على شهداء غزّة

 

أمام تواصل سقوط الضحايا في قطاع غزّة من المدنيين الأبرياء جرّاء ما يتعرّضون له من عدوان إسرائيلي غاشم، علمنا أن أيمّة صلاة الجمعة سيتولون في خطبهم أثناء صلاة الجمعة الترحّم على شهداء غزّة والابتهال إلى اللّه عزّ وجلّ أن يحيط برعايته ولطفه ضحايا هذا العدوانوالشعب الفلسطيني الشقيق.

 

)المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 جانفي 2009(

 


 

غـزة بيعت في المزاد..

 

غـزة… جرح يلفض مئات الشهداء والآلاف من الجرحى والحصيلة لازالت قابلة للإرتفاع في ظل حملة البربرية من طرف الصهاينة على شعب أعزل إختار أن يكتب تاريخه بالدماء التي أضحت أنهارا لا تتوقف..

غـزة… تقاوم باللغة والخطابات والأجساد العارية وبعض من الصواريخ التي لا تخلف الكثير من القتلى.. تقاوم جلادي دير ياسين وصبرا وشاتيلا دون هوادة ودون إنتظارات من أنظمة عربية مهترئة..

غـزة روح بلا جسد.. فالجسد إنبرى تحت التراب والأنقاض وأطنان القنابل الذكية منها والغبية.. الثقيلة والخفيفة.. أما الروح فقد إزدانت بحلي عروس المقاوم، متخندقة داخل جبهة الصمود والتحدي في وجه العمالة والخيانة والتبعية..

غـزة… ضحية الحسابات الإقليمية بين « مزايد » بالقضايا القومية العربية والإسلامية وبين مرتهن للمصالح الأمريكية الصهيونية، بين محور « شيعي » تقوده إيران التي لم تتخدر جهدا في تدمير العراق الشامخ، وسوريا الغارقة في نظام الإستبداد البعثي والعاجزة على طرد المحتل من هضبة الجولان منذ عقود أو حتى الرد ولو رمزيا على القصف الأمريكي على بلدة « بوكمال ».. وبين محور « الإعتدال » أو الأصدق قولا محور « الإعتزال » على رأسهم مصر التي أضحى حكامها، سلالة الفراعنة في الماضي، أقزاما ودمى، والسعودية مخزن النفط العالمي وقلب الأمة الإسلامية الغارقة في الجهل والمحكومة بأيدي نظام قروسطي إستبدادي عميل، يضاف لهما مملكة خلقت من خراب وسراب يقودها ملك لايحسن إلا الولاء والطاعة لأمريكا مع الحذق في التعبير عنهما باللغة الأنقليزية..

غـزة… أطلقت صيحة فزع للعالم « الحر »، تناشده الشهادة على « هولوكست » القرن الواحد والعشرين..

غـزة… عزيزة على القلب وعلى الروح.. شامخة بعشقها للحرية، صامدة بعشقها للأرض والكرامة.. نازعة ورقة التوت عن نظام عالمي جديد يبرّر الموت والقتل وذبح الأطفال..

غـزة لا تنتظر طغاة العرب لنصرتها ولا أصحاب العمائم ولا ملوك الجهل والإستبداد والجبروت، إنما تنادي بالصوت العالي على الإنسانية المناصرة للحق والعدالة والتحرر لنصرتها ضد برابرة الماضي/الحاضر..

غـزة… تفضح الإستبداد عندما تقمع الشعوب العربية بكل وحشية لما إنتفضت وتضاهرت على الجرائم البشعة بكل عفوية فلم تنل إلا الهروات والإعتقالات والدعاية الممزوجة بهراء « الأمن القومي« ..

غـزة… كشفت جوهر التناقضات بين إمبريالية مستشرية تحمي مصالحها الطبقية ولو على جماجم الأطفال وبين شعوب تروم للتحرر والإنعتاق..

غـزة… كشفت أهمية المسألة الديمقراطية في المجتمعات العربية كونها المدخل الحقيقي والرئيسي لمساندة ميدانية بعيدا عن بيانات « التنديد » والإستنكار »، فالديمقراطية هي التي تطيح بالعملاء والخونة وتجلب الحرية، والحرية تحمي إستقلالية القرار الوطني وتحقق التماهي بينالموقف الرسمي والإرادة الشعبية في نصرة الثكالى..

غـزة… أصمدي وقاومي ولا تنكسري وتصدي لكل من يرغب في إختراقك من الداخل ومن الخارج..

غـزة… إن نضالك ضد العجرفة الصهيونية يتقاطع بالضرورة مع نضال الشعوب العربية ضد الإستبداد بكافة تشكلاته.. فدمائك غالية وعزيزة والخزي والعار لكل الخونة والعملاء..

 

صـامـد

 

)المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 جانفي 2009)

 

 


 

القرضاوي ينتقد اسرائيل وامريكا بشأن غزة

 

دبي (رويترز) – انتقد رجل الدين المسلم البارز يوسف القرضاوي اسرائيل بشأن هجومها « الظالم » على غزة وناشد الولايات المتحدة انهاء دعمها للدولة اليهودية.

 

وقال القرضاوي المصري الاصل والمقيم في قطر ان « رسالتنا الى اليهود المعتدين… الذين يعتمدون على قوة امريكا وعلى مال امريكا وعلى سلاح امريكا وعلى فيتو (حق النقض في مجلس الامن الدولي) امريكا… اقول لهم لقد اقترب وعد الحق فقد حان يومكم. »

 

وفي خطبة الجمعة التي بثت قناة الجزيرة التلفزيونية اجزاء منها وجه القرضاوي كلامه للغرب والولايات المتحدة بصورة خاصة قائلا ان الله لن يسمح لهم بدعم الظلم ضد العدل والخطأ ضد الصواب الى الابد.

 

وبدت تعليقاته اكثر حدة من المعتاد باعتبارها صادرة من قطر وهي حليفة للولايات المتحدة وتربطها علاقات محدودة باسرائيل. وترتبط قطر في نفس الوقت بعلاقات وثيقة مع حركة حماس الاسلامية الفلسطينية.

 

وانتقد القرضاوي ايضا الزعماء العرب والمسلمين لعدم عمل ما يكفي للتصدي للهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة حتى بعد المظاهرات الشعبية الواسعة في دولهم.

 

وعرض تلفزيون الجزيرة لقطات لمتظاهرين يعبرون عن الدعم للفلسطينيين في غزة بعد صلاة الجمعة في الدوحة.

 

وقالت قطر الاسبوع الماضي ان الهجمات الاسرائيلية تصل الى حد ان تكون جريمة حرب ولم تلق استجابة لدعوتها لعقد قمة عربية طارئة بشأن غزة حيث قتل اكثر من 783 فلسطينيا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي يوم 27 ديسمبر كانون الاول.

 

)المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 جانفي 2009)

 


 

صبي من غزة يروي قصة منزل الموت

 

غزة (رويترز) – قال أحمد ابراهيم السموني وهو صبي فلسطيني عمره 13 عاما اصيب بجروح في ساقه وصدره لكنه نجا من الموت في القصف الاسرائيلي لمنزل في غزة في الرابع من يناير كانون الثاني « ابو صلاح مات وماتت زوجته. أبو توفيق مات وكذلك ابنه وزوجته. ومحمد ابراهيم مات وماتت امه. اسحق مات وناصر مات. وماتت زوجة نائل السموني. مات كثير من الناس. »

 

وقال الصبي « ربما كان يوجد أكثر من 25 شخصا قتلوا. »

 

وذكر تقرير لمكتب منسق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان 30 شخصا على الاقل قتلوا في الحادث. معظمهم كانوا من عائلة السموني.

 

ونقلت اليجري باتشيكو نائب رئيس مكتب منسق الشؤون الانسانية عن شهود عيان في حي الزيتون قولهم ان القوات الاسرائيلية أمرت نحو 100 مدني بدخول المنزل والبقاء بداخله بعيدا عن طريقهم. لكن في اليوم التالي ضرب المنزل بقذائف اسرائيلية.

 

وقالت « لا توجد مخابيء من القنابل في غزة. »

 

وقال الجيش الاسرائيلي انه يحقق في الحادث.

 

وروى الصبي الذي كان يتحدث الى رويترز من سريره في مستشفى بغزة كيف تم اقتياد عائلته الى المبنى الذي استهدف في وقت لاحق.

 

وقال الصبي بصوت هزيل « كنا نائمين عندما هاجمتنا الدبابات والطائرات وكنا ننام في غرفة واحدة. »

 

واضاف « قذيفة واحدة أصابت منزلنا. والحمد لله اننا لم نصب. »

 

وقال « ركضنا خارج المنزل وشاهدنا 15 رجلا … نزلوا من طائرات هليكوبتر على اسطح المباني. » وضرب الجنود السكان وأجبروهم على التجمع في منزل واحد.

 

وبعد ان اصيب في اليوم التالي وكانت امه بين اولئك الذين قتلوا تمكن السموني من حماية اشقائه الثلاثة الاصغر سنا وحاول مساعدة البالغين الجرحى الذين كانوا يرقدون بين القتلى.

 

وقال « لم يكن هناك ماء أو خبز أو أي شيء نأكله. »

 

وتمكن عاملو انقاذ من الهلال الاحمر المحلي وفريق من اللجنة الدولية للصليب الاحمر من الوصول الى المنزل في السابع من يناير كانون الثاني بعد ان منعهم الجيش الاسرائيلي من الدخول فيما وصفه الصليب الاحمر بأنه فترة « غير مقبولة« .

 

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومقرها جنيف ان الاطفال كانوا يتضورون جوعا عندما وصلت اليهم المساعدات في نهاية المطاف.

 

وقالت « كانوا على درجة من الضعف لم يتمكنوا عندها من الوقوف على اقدامهم من تلقاء انفسهم. وعثر على رجل أيضا على قيد الحياة في حالة ضعف شديد ولم يتمكن هو ايضا من الوقوف. وبصفة اجمالية كان هناك 12 جثة على الاقل ترقد على حشايا. »

 

وحالت الجدران الترابية التي اقامتها الجرافات الاسرائيلية دون وصول سيارات الاسعاف أو الاقتراب من المنزل. وقالت باتشيكو لرويترز « تعين نقل الجرحى على عربات تجرها الحمير. »

 

وقال بيير ويتاك رئيس شؤون اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة باللجنة الدولية للصليب الاحمر « هذا حادث مروع. »

 

واتهمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اسرائيل بتأخير دخول سيارات الاسعاف الى المنطقة وطالبت بمنح ممر امن لسيارات الهلال الاحمر الفلسطيني للعودة واجلاء مزيد من الجرحى.

 

وقال « لابد وان الجيش الاسرائيلي كان يعلم بالموقف لكنه لم يساعد الجرحى. ولم يسمح لنا أو للهلال الاحمر الفلطسني بمساعدة الجرحى. »

 

وفي رد مكتوب قال الجيش الاسرائلي انه يعمل بتنسيق مع هيئات المساعدة « حتى يمكن تقديم المساعدة للمدنيين » وانه « لا يستهدف عمدا بأي حال المدنيين. »

 

)المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 جانفي 2009(

 


 

غزة: منظمة العفو الدولية تقول إن التكتيكات العسكرية لكلا الجانبين تعرض المدنيين للخطر

المدفعية الإسرائيلية تطلق النار باتجاه جنوب قطاع غزة من جانبها من الحدود

 

 

8 يناير 2009

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين، على السواء، يعرِّضان حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر – بما في ذلك عن طريق استعمالهم كدروع بشرية.

 

وقال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن « مصادرنا في غزة تقول إن الجنود الإسرائيليين قد دخلوا عدداً من البيوت الفلسطينية واتخذوها مواقع لهم، مجبرين العائلات على البقاء في إحدى غرف الطابق الأرضي، بينما يستخدمون همأنفسهم باقي غرف البيوت كقاعدة عسكرية ومراكز للقنص. ويزيد هذا بوضوح من المخاطر التي تتعرض لها العائلات الفلسطينية ذات الصلة، ويعني أنهم يستخدمون من الناحية العملية كدروع بشرية« .

 

ويواصل الجنود الإسرائيليون والمسلحون الفلسطينيون، من الجانبين، إطلاق النار على بعضهما البعض من مناطق قريبة من منازل المدنيين، معرِّضين سكانها للأخطار.

 

وقد قامت القوات الإسرائيلية بقصف المنازل المدنية وغيرها من المباني، محاججة بأنها قد استُخدمت كغطاء لمسلحين يطلقون النار على أهداف إسرائيلية، رغم أن المقاتلين الفلسطينيين يخلون المناطق عادة بعد إطلاقهم النار مباشرة.

 

ومضى مالكوم سمارت إلى القول: « إن الجيش الإسرائيلي يدرك جيداً أن المسلحين الفلسطينيين يغادرون المنطقة عادة إثر إطلاق النار منها، وأن هجماتهم الانتقامية ضد هذه البيوت سوف تتسبب في معظم الأحيان بإصابات في صفوف المدنيين – وليس المسلحين.

 

« ويتوجب على المقاتلين من كلا الجانبين أن لا يشنوا هجماتهم من مناطق مدنية، غير أن اختباءهم وراء منـزل أو مبنى مدني لإطلاق النار لا يجعل من ذلك المبنى وسكانه المدنيين هدفاً عسكرياً مشروعاً. وأي هجمات من هذا القبيل هي هجمات غير مشروعة« .

 

واستطرد مالكوم سمارت قائلاً: « إن استخدام هذه التكتيكات في وقت تجري فيه مواجهات مسلحة في الشوارع وسط مناطق سكنية ذات كثافة سكانية عالية إنما يؤكد عدم احترام الجانبين لوضع المدنيين المحمي إبان النـزاعات المسلحة.

 

« كما يؤكد على الحاجة الماسة إلى مباشرة تحقيق مستقل في الانتهاكات المزعومة، بما في ذلك في جرائم الحرب المحتملة من جانب طرفي النـزاع، وإلى محاسبة الجناة« .

 

خلفية

إثر هجوم الأمس على مدرسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في مخيم جباليا للاجئين، قال الناطقون بلسان الحكومة الإسرائيلية إن قواتهم قصفت المدرسة بعد إطلاق مسلحين فلسطينيين النار منها على القوات الإسرائيلية، غير أن هذا موضع نزاع. إذ يبدو بجلاءأن هذا القصف المدفعي، الذي أدى إلى مقتل نحو 40 فلسطينياً، بمن فيهم أطفال، وجرح ما يربو على 50 آخرين، هو هجوم غير متناسب.

 

وفي الماضي، كثيراً ما كان الجنود الإسرائيليون يستولون على بيوت الفلسطينيين، ويحبسون ساكنيها في المحصلة العملية، بغرض استخدامها كنقاط مراقبة عسكرية ومواقع لإطلاق النار. وفي حالات أخرى، أجبر هؤلاء المدنيين الفلسطينيين، تحت تهديد السلاح، على أن يدخلوا أمامهمالمنازل التي كانوا يخشون أن تُفتح عليهم النار منها.

 

إن ممارسة الجنود الإسرائيليين المتمثلة في الاستيلاء على بيوت المدنيين الفلسطينيين واحتجاز ساكنيها كدروع بشرية أثناء استخدامها البيوت كمواقع لإطلاق النار قد شكلت ممارسة معتادة تماماً على مدار السنوات الثماني الفائتة، سواء في قطاع غزة، أم في الضفة الغربية. وأثناء إحدى الاجتياحات السابقة لقطاع غزة في مارس/آذار 2008، استولى الجنود الإسرائيليون على ما لا يقل عن ثلاثة منازل في الشمال، وفي فبراير/شباط 2008، استولى الجنود على منـزل آخر في قرية بيت عمار، بالقرب من الخليل، في الضفة الغربية.

 

وتروي العائلات الفلسطينية التي وقعت في مصيدة القتال الحالي في قطاع غزة أن المسلحين الفلسطينيين قد وافقوا في بعض الحالات على إخلاء المناطق القريبة من بيوت المدنيين دون فتح النار منها على القوات الإسرائيلية عندما اعترض السكان المحليون على وجودهم هناك. وفي حالات أخرى رُفض طلب هؤلاء، ولم يغادر المسلحون إلا بعد إطلاق النار. وفي حالات أخرى، قال السكان إنهم كانوا يخشون الطلب من المسلحين أن يغادروا.

 

إن استخدام « الدروع البشرية » إبان النـزاع المسلح محظور بمقتضى المادة 51(7) من اتفاقيات جنيف، التي تنص على أنه: « لا يجوز استعمال وجود السكان المدنيين أو الأفراد المدنيين أو تحركاتهم لتوفير الحماية لنقاط معينة من عمليات عسكرية، وعلى وجه الخصوص في محاولات لتوفير الغطاء لأهداف عسكرية من الهجمات أو لتوفير غطاء أو ميزات لعمليات عسكرية، أو لعرقلة مثل هذه العمليات« .

 

 

LOTFI AZZOUZ

Directeur Executif

AMNESTY INTERNATIONAL TUNISIE

67, rue Oum Khalthoum, Escalier B ,3 metage Tunis 1000

TEL: (+216) 71 353 417

FAX: (+216) 71 352 671

MOBILE: (+216) 98 911 226

blog:aitunisia.wordpress.com

SKYPE:  lotfi.azzouz

 


 

MERCI au Venezuela

شكر فينيزويلا

 

Le jeudi, 8 janvier 2009, une délégation représentant des organisations de la société civile en Suisse a rencontré l’Ambassadeur du Venezuela pour remercier le gouvernement vénézuélien qui a adopté une position de principe quant aux massacres perpétués à Gaza en expulsant l’ambassadeur d’Israël du Venezuela. L’Ambassadeur a réservé à la délégation un bon accueil et a exprimé la position  de son pays tout en appelant d’autres partis à prendre des initiatives similaires.

 

Par ailleurs, la délégation a offert à l’Ambassadeur un cadeau symbolique produit à Gaza ainsi qu’un drapeau palestinien.

 

 

التقى اليوم الخميس، 8 كانون الثاني/يناير 2009 وفد من المنظمات الأهلية بسويسرا بسفير فينيزويلا وشكره على موقف الحكومة الفينيزويلية المبدئي والأخلاقي من المجازر الحالية في غزة من خلال طرد سفير دولة الاحتلال. ورحب سفير فينيزويلا بحفاوة بالوفد وعبر عن مبدئية فينيزويلا في التعامل مع الأحداث وتمنى رؤية مبادرات مشابهة.

 

هذا وقد أهدى الوفد، السفير هدية رمزية من إنتاج غزة بالإضافة إلى العلم الفلسطيني.


 

ما الذي يحمل عمرو موسى على البقاء في منصبه؟

 

 

 

 

الإثنين, 05 جانفي/كانون الثاني 2009

طالب المفكر الإسلامي وزعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بتقديم استقالته من منصبه بعد عجز الجامعة العربية أمام العدوان الإسرائيلي على غزة  . وفي تصريح له وصل إلى الجزيرة، قال الغنوشي إنه بعد خمسة أيام تمكن الأمين العام من جمع وزراء خارجية دول الجامعة العربية  وخطب فيهم خطابا بليغا مشخّصا الحالة، داعيا إلى مواقف عملية.

 وأضاف الغنوشي أنه بعد مداولات مجلس الجامعة العربية « لم يخرج غير قرار الاستقالة من المسؤولية وإحالة الملف إلى مجلس الأمن وكأنهم (العرب) لا يعلمون النتيجة وكأنها المرة الأولى التي يقدّم فيها مجلس الأمن الغطاء الكافي للعدوان الصهيوني وإعطائه الوقت اللازم للإجهاز على فريسته« .

وقال الغنوشي إنه بعد أن مر أسبوع على انطلاق ما أسماها المحرقة « بعد أكثر من 700 غارة إسرائيلية عشوائية في سماء زرقاء مفتوحة، اهتز الضمير على امتداد العالم عدا أركان النظام العربي المسمّرة في مكانها« .

 وأضاف « يتساءل العرب والمسلمون هل بقي شيء اسمه الجامعة العربية يستحق من رجل عرفه الناس بالغيرة الوطنية والقومية أن يتحمل استمرار مسؤولية قيامه أمينا عاما لهذه المؤسسة؟ كلا« .

 وأردف قائلا إن الأمين العام ليس هو صاحب القرار في هذه المؤسسة فالقرار هو محصلة الوضع الرسمي العربي، ولكن الأمين العام يبقى هو رمز هذه المؤسسة. فما الذي يحمل رجلا بوزن السيد عمرو موسى على البقاء على رأس مؤسسة فشلت في التعبير حتى عن الحد الأدنى من مطالب الرأي العام في هذه المحنة.

 وطالب الغنوشي في تصريحه عمرو موسى بالمبادرة بـ »شجاعة ومسؤولية » إلى إعلان استقالته من منصبه.

 

 الجزيرة نت بتاريخ 5-1-2008


 

 

مأساة في الطريق الى التسوية

 

اليكس فيشمان – « يديعوت أحرونوت » الاسرائيلية

كل شيء يمكن أن ينتهي في ايام معدودة. الضربة في مدرسة الاونروا، حيث اختبأ مدنيون يمكنها أن تحث التسوية في ضوء الضغط الدولي، بل ان المتفائلين يتجرأون على الرهان بانه مع قليل من النية الطيبة والجهد سيكون ممكنا ربط الاطراف والتوصل الى وقف للنار في غضون يوم واحد. واذا ما نضجت الخطة الأميركية بالفعل، فستكون اسرائيل مستعدة لان توافق على وقف النار. جهاز الامن سيؤيد القرار. وبتقدير محافل امنية رفيعة المستوى، حماس ايضا ستقبل على نفسها وقف النار هذا. الصيغة الأميركية لوقف النار الاخذة في التجسد بسرعة، ذكية – وعليه فانلها فرصة. لماذا؟ لانها تسمح لكل طرف من الطرفين أن يعرض انجازا ما. باستثناء مطلب وقف النار، لا تطلب الصيغة الأميركية من حماس التخلي عن أي ذخر ملموس. وفضلا عن ذلك: تترك لحماس سلما مشرفا ما للنزول عن مطالبها في شكل وعد في أن تبحث في الاشهر القريبة المقبلة بشكل ايجابي مطالبها بشأن المعابر.

لاسرائيل، بالمقابل، تعطي هذه الصيغة منذ المرحلة الاولى تعهدات ملموسة – في ظل تفعيل خطوات عملية – لوقف التهريب من مصر الى غزة. وحسب الصيغة المتبلورة سيأخذ الأميركيون على عاتقهم مسؤولية مساعدة المصريين بشكل نشط لصد سلسلة التهريبات، التي تبدأ بالسودان، عبر الاراضي المصرية وصحراء سيناء ونهايتها في غزة. كما يفترض بالأميركيين ان يكونوا من يتابع عملية منع التهريبات.

بين الخطوات العملية لمنع التهريبات المفصلة في الاقتراح الأميركي:

حفر آبار وزرع عبوات ناسفة على طول محور فيلادلفيا، في ظل تنفيذ تفجيرات مضبوطة تهدم الانفاق القائمة وتمنع حفر أنفاق جديدة.

زيادة القوة الأميركية المرابطة في محور فيلادلفيا وتساعد المصريين على اكتشاف الانفاق بوسائل الكترونية.

اقامة جدار يؤدي الى ان يتم الدخول الى رفح فقط في معابر يضبطها المصريون.

تعميق النشاط الاستخباري في سيناء وفي مصر لاحباط وكشف شبكات التهريب.

زيادة الرقابة المصرية على طول حدود السودان، في الموانىء المصرية وفي البحر لمنع التهريب الى داخل الاراضي المصرية.

الميزة في كل هذه الخطوات هي ان لا حاجة لموافقة حماس. كلها يفترض أن تتم داخل مصر. وضبطها يكون بين الأميركيين والمصريين. بل ان المبادرة الأميركية تتحدث عن أن الولايات المتحدة ستعالج قرارات مجلس الامن هذا الاسبوع كي لا تعرقل الخطوة السياسية المتبلورة.

وجلعاد شاليط؟ هو ايضا يظهر في الاتفاق الأميركي. ويحاولون هناك وضع صيغة في موضوعه لا تعطي لحماس الاحساس بانها خضعت للضغوط. الصيغة تتحدث عن قرار بالبحث في صفقة تبادل سجناء حماس مع جلعاد شاليط بشكل سريع وفي غضون فترة زمنية قصيرة ومحددة لاسابيع معدودة منذ بدءوقف النار – بما في ذلك تاريخ نهاية محدد لاستكمال الصفقة.

في اللحظة التي تأخذ اسرائيل تعهدات ملموسة في مسألة التهريب فانها يمكنها أن تعرض انجازا في مجال ضمان واقع جديد لسكان جنوب اسرائيل. إذ تحت هذا العنوان « واقع جديد » يختبىء عنصران: حل للتهريبات وردع حقيقي من النار نحو اسرائيل.

لموضوع التهرب يتعين على الأميركيين ان يعطوا الجواب. اما موضوع الردع فيوجد لاسرائيل منذ اليوم – هكذا يقرر وزير الجيش – سلسلة من الانجازات التي يفترض بها أن تضمن الهدوء على مدى زمن طويل. في المداولات الداخلية في وزارة الجيش يشير ايهود باراك الى سلسلة قدرات اظهرتها اسرائيل في حملة « رصاص مصهور »، قدرات لا يوجد لحماس رد لها:

حماس لم تؤمن بان اسرائيل ستهاجم اهداف مدنية – مثل مؤسسات حكم، مساجد، جامعات وشقق سكنية – استخدم فيها المدنيون كدرع بشري لحماس. بما في ذلك منشآت وكالة الغوث الاونروا.

حماس ايضا لم تؤمن بان بعد لبنان ستتجرأ اسرائيل على ادخال قوات برية الى غزة.

الحملة اوضحت لحماس بان ليس لها أي رد ايضا على تكنيك قتال « اغلاق دوائر »: أي تشخيص هدف بوسائل استخبارية وفي غضون فترة زمنية قصيرة ضربها من الجو. هذا هو السبب، حسب وزير الجيش، في أن قادة الكتائب والالوية في حماس لا يخرجون انفهم من الخنادق ومن الحفر.

ليس لحماس رد، يضيف باراك، ايضا على حصار هجومي يعقده الجيش الاسرائيلي على غزة، ذاك الطوق الذي يواصل الجيش الاسرائيلي توثيقه حول المدينة.

ليس لحماس رد على بتر غزة الى قسمين.

اسرائيل أثبتت، من الجو، بان لديها قدرة على ضرب الانفاق. اسرائيل القت على محور فيلادلفيا قذائف مع اجهزة توقيت في الاماكن التي شخصت على يقين كفوهات انفاق. في الاماكن التي كان فيها اشتباه بالانفاق استخدم سلاح الجو تكنيك مغاير: القى في مسافات 10 متر قذائف بوزن 600كغم مع اجهزة توقيت تصيد « بشكل ثابت » الانفاق المختبئة. غير مرة يمكن الملاحظة لانفجارات هائلة على محور فيلادلفيا، وذلك لان حماس خزنت مواد متفجرة هربتها في غرف جانبية داخل الانفاق.

الانجاز الاخير: النشاط حيال الخطوة البرية للجيش الاسرائيلي ونار القسام والهاون نحو اسرائيل لم يؤدي الى كمية اصابات في الجانب الاسرائيلي توقعتها حماس وبنت عليها الامل بضغط يأتي من الرأي العام الاسرائيلي.

الربط بين التعهد الأميركي – المصري بمعالجة التهريب وبين الردع حيال حماس – سيسمح لاسرائيل بان تعلن عن انجاز مهمات الحرب والموافقة على وقف النار.

وقف النار يمكن أن يبدأ من وضع يبقى فيه الجيش الاسرائيلي في المكان الذي يوجد فيه الان في غزة. وفي ذات القدر، فان وقف النار يمكن ان يبدأ بعملية خروج القوات البرية من غزة وانتشارها في مناطق الدخول على طول حدود غزة. في كل الاحوال، اسرائيل تقرر لحماس شارة سعرمعروفة مسبقا – على كل قسام تطلقه. اذا رفضت حماس قبول هذه التسوية، ستعود اسرائيل الى مصر وتواصل المباحثات.

وفي هذه الاثناء في المنطقة لا يوجد فراغ. المجلس الوزاري الامني صادق لوزير الجيش من قبل بمضاعفة عدد عشرات الاف رجال الاحتياط الذين سبق ان جندوا. الحرب في ضواحي المنطقة المبنية حول غزة لن تستمر الى الابد، والى جانب المباحثات السياسية تجري ايضا عملية متواصلةلاعداد المراحل التالية في القتال.

المرحلة التالية – دخول الوية احتياط الى المنطقة المبنى في مدينة غزة – ستفترض الاعلان الفوري عن تجنيد آخر لبضع عشرات الاف الجنود الذين سيلقى بهم، في المرحلة الرابعة، الى الحرب لاحتلال كل غزة وانهيار نظام حماس. لا احد يريد أن يصل الى المرحلة الثالثة وبالتأكيد ليس الى المرحلة الرابعة، التي من شأنها أن تستمر من عدة اشهر حتى سنة. اسرائيل لا يمكنها أن تواصل لزمن طويل المراوحة في القتال في ضواحي المدن وانتظار التسوية، وذلك لان الحرب في ضواحي المدن تجبي اثمانا دون الاقتراب من تحقيق اهداف الحرب، وعلى أي حال تؤدي الىتآكل قوة الردع. المعنى هو أننا ندخل في سباق بين الساق السياسية والساق العسكرية، على أمل ان تسبق الساق السياسية.

قصة مدرسة الاونروا هي دليل آخر على انهيار حكم حماس. لا يوجد في غزة من يدير كل موضوع المعالجة للسكان، نقل الغذاء وتوزيعه. اسرائيل تدخل شاحنات مع مؤن ولكن توجد صعوبة كبيرة في جلب ممثلي منظمات الاغاثة لاخذ وجمع المواد من المعابر. كما أنه لا يوجد من يوزع المؤنداخل غزة تماما مثلما لا يوجد من يصلح خطوط الكهرباء المصابة. الفوضى مطلقة.

اسرائيل حاولت أمس الاول مساعدة الفلسطينيين لاصلاح خطوط الكهرباء التي توردها اسرائيل الى غزة. ولكن لم يكن ممكنا اخراج العمال الفلسطينيين لاجراء الاصلاحات. في اسرائيل فحصوا حتى امكانية ادخال عمال من محطة توليد الطاقة من شركة كهرباء شرقي القدس الى غزة. ولكن لا يوجد مع من يمكن الحديث هناك.

اسرائيل لا تعترف ولا تقر بالازمة الانسانية في غزة. ورغم ذلك، ففي هيئة الاركان تشكلت « غرفة حربية انسانية اركانية » للتصدي للازمة المتفاقمة في غزة. ويقف على رأس هذه الغرفة ضابط برتبة عميد قيادته تحاول تنسيق النشاط الانساني ومع وكالات الاغاثة العاملة في غزة.

 

)المصدر: جريدة  » يديعوت أحرونوت  » (يومية – اسرائيلية) الصادرة يوم 8 جانفي 2009)

 


 

سياسـة « عد الجثث« 

 

رؤوفين بديتسور – « هآرتس » الاسرائيلية

يبدو أن الخطأ الاستراتيجي الرئيس في تخطيط عملية « الرصاص المصبوب » كان قرار البدء من الذروة التي يصعب على الجيش الاسرائيلي بعدها زيادة شدة القتال من الجو. عندما يهاجم مئة هدف بالطلعة الجوية الاولى، باستعمال عشرات كثيرة من الطائرات، تكون النتيجة انه اذا لم يستقر الرأي على انهاء الاجراء العسكري بعد هذه الضربة الاولى، او اذا لم تخضع حماس، ان تكون جميع الهجمات الجوية التي تأتي في اعقاب هذه الطلعة الجوية الاولى اضيق بالضرورة. كاد سلاح الجو يقضي على جميع الاهداف في « بنك الاهداف » المشهور، وبقيت مشكلة تحديد اهداف اخرى تكون مهاجمتها من الجو ذات تأثير كبير في قرارات حماس.

عندما تبين لمخططي القتال ما كان يجب ان يكون بينا من البدء وهو ان حكومة حماس لن ترفع الراية البيضاء بعد ابادة المئة هدف الاولى، اصبحت العملية البرية حتمية. ولما كان من غير الممكن زيادة شدة الهجمات الجوية على ما كان في الضربة الاولى، واضطر سلاح الجو الى البحث عن اهداف جديدة ليست « اهدافا نوعية » كتلك التي ابيدت، وفي حين من الواضح انه مع عدم اتفاق وقف اطلاق نار ينبغي تشديد الضغط على الفلسطينيين بقي الاجراء البري فقط.

ومشكلة اخرى تتصل بأهداف القتال. نصبت الحكومة للحرب هدفا غامضا جدا اساسه تغيير الوضع الامني على حدود غزة. كان عمل القيادة العسكرية التي خططت القتال ان تترجم هذا الهدف الغامض الى اجراءات عسكرية. ويبدو ان قرار القيادة العليا قد كان احداث صدمة للفلسطينيين بقتلاكبر عدد ممكن من الناس ذوي الصلة بحماس.

يبدو ان الفرض كان ان قتل بضع مئات من الناس سيفضي بقيادة حماس الى الخضوع، او يجعلها تتوسل لوقف اطلاق النار. وكان ذلك من اسباب تنفيذ الهجوم الجوي مباغتة. ان الجيش الاسرائيلي، الذي خطط لمهاجمة مبان ومواقع يسكنها مئات الناس، لم يحذرهم مقدما ان يغادروا، بل قصدالى ان يقتل اكبر عدد منهم ونجح.

كان ههنا استعمال مفرط للقوة العسكرية. ولما كان واضحا ان القتال سينتهي الى تسوية يشارك فيها الفلسطينيون- فانه كان يفترض ان يكون هدف استعمال القوة العسكرية التلميح الى ان اسرائيل تستطيع اصابة اي هدف في القطاع، وانه يحسن بقيادة حماس ان تسارع الى بحث وقف اطلاقالنار الذي يمنع قتلا اضافيا. ولكي يكون هذا التلميح صادقا فلا حاجة الى قتل مئات من الناس لاننا في النهاية سنضطر الى محادثة الفلسطينيين في غزة، ولا توجد اية مزية لزيادة الاف اخرى على نطاق الكراهية والانتقام.

ليس واضحا مثلا اية مزية او مكسب للعمليات، يكمن في قتل عمد لمئة او اكثر من افراد الشرطة الفلسطينيين الواقفين في الصف، فان قتلهم لا يسهم في شيء في محاربة الارهاب لكنه يوسع دائرة الكارهين.

كذلك غاية القوات البرية – التي ادخلت كالمتوقع بعد ان تضاءلت الاهداف التي تمكن مهاجمتها من الجو، ولم يكن يبدو احتمال لتسوية مقبولة لوقف اطلاق النار- ظلت غامضة. هل يجب فقط محاصرة غزة والاستمرار في قتل عدد اخر من افراد حماس، او ربما دخول شوارع غزة ومخيمات اللاجئين، وادارة معارك من بيت الى بيت بحثا عن قادة المنظمة. الخلل امس الذي سبب موت ثلاثة جنود بنار قواتنا لا يدل بالضرورة على فشل، فأشباه تحدث في جميع الحروب.

بدأت هزيمة الولايات المتحدة في حرب فيتنام عندما اخذ الجيش الاميركي وقادته بسياسة « عد الجثث ». اما الاهداف الاخرى مثل اخضاع حكومة فيتنام الشمالية او القضاء على قدرة الفيتكونغ على القتال، فلم يكن في الامكان احرازه بالاستعمال المفرط الذي لا تمييز فيه للقوة العسكرية وبقي فقط التمدح بعدد قتلى الفيتكونغ. يجب ان نؤمل الا يجعل استمرار القتال في غزة الجيش الاسرائيلي يأخذ ايضا بسياسة « عد الجثث ». فموت بضع مئات اخرى من الفلسطينيين لم يفض بالضرورة الى تسوية افضل، وذلك متيقن بازاء الاصابات التي تسبب قتلا كثيرا للمواطنين كتلك التي حدثت اول من امس في مدرسة الامم المتحدة.

 

)المصدر: جريدة  » هآرتس  » (يومية – اسرائيلية) الصادرة يوم 9 جانفي 2009(

 


 

المقاومة تطلق الصواريخ على إسرائيل من خلف جنود العدو

 

 

حاكم مصر يريد تمديداً لعباس وتسليم غزة لأجهزته الأمنية

 

بين وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى المنطقة وبدء مشاورات مجلس الامن، كانت مصر تعد لمبادرة مدعومة من الولايات المتحدة الاميركية وجهات دولية اخرى. لكن الانطلاقة بها كانت تحتاج الى حوار ولو لمرة اخيرة مع حماس. وهو حوار يتسم بطابع التهديد والانذار والدعوة الى الاستسلام لا الى سؤالها عن حاجتها من الدعم الذي يفترض بالعرب ان يقدموه

 

أبراهيم الأمين

عندما رفع الجانب التركي مستوى اتصالاته لضمان مبادرة مقبولة عند الاوروبيين اولاً، كان هناك ادراك عند رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان كما عند القيادة السورية بأنه لا يمكن تجاهل مصر. والامر لا يتصل فقط بعلاقة هذه الدولة بعواصم القرار او بإسرائيل، بل لانه لا يمكنانتاج اتفاق يخص قطاع غزة دون ان يكون لمصر علاقة، ولذلك، فإن الاتراك والسوريين ابلغوا قيادة حماس أن من الافضل تجاوز «الالم» الذي تعيشه الحركة والجمهور الفلسطيني جراء موقف النظام في مصر، وانه لا بد من اجراء اتصالات تهدف الى منع القيادة المصرية من العمل بقوةلتعطيل المبادرة المفترض إنضاجها خلال وجود الرئيس الفرنسي في المنطقة.

كانت قيادة حماس قد تلقت في هذه الاثناء رسائل مصرية بوساطة اصدقاء، كما كانت القاهرة قد طلبت من القيادي السابق في حركة فتح محمد رشيد (خالد سلام) التواصل مع قيادات في الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق واستمزاج رأيها في مسائل كثيرة. وعندما وصل الرئيس الفرنسيالى المنطقة كان القرار بإرسال وفد يضم عضوي المكتب السياسي لحماس عماد العلمي ومحمد نصر الى القاهرة. وهناك بدا للمصريين انهم امام جلسة حوار صعبة. فرئيس الاستخبارات عمر سليمان غير معجب بالرجلين، فالعلمي معروف عنه دفاعه عما هو مقتنع به واستعداده لإعادة شرح وجهة نظره ألف مرة، ولو كان قليل الكلام، أما نصر فهو الرجل المباشر الذي لطالما اربك فريق سليمان بقوله الاشياء كما هي. فعمد سليمان الى تسريب انباء عن ان احد مساعديه سيجتمع بالوفد، باعتبار ان المصريين كانوا يتوقعون وفداً ارفع مستوى. لكن ذلك لم يلغ حقيقة ان كلاماً واحداً سوف يقوله الجانبان.

في بداية اللقاء، سارع سليمان الى اعادة تذكير ضيوفه بأن رفض حماس لتجديد التهدئة ورفض الحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني كان له ثمنه، وهو الذي يحصل الآن في غزة، وحمّل حماس مباشرة المسؤولية عن الحرب الاسرائيلية، ثم أفاض في الحديث عن هذه الحرب التي لن تترك شيئاًولن يكون بمقدور احد صدها، وأن الكارثة سوف تقع على ابناء القطاع وحدهم، وأنه إذا كانت حماس تتكل على تدخل ايراني او سوري او من حزب الله فهي واهمة لان هذه الاطراف تستغل حماس ولن تحرك ساكناً ما عدا الشعارات، وأن معلومات القيادة المصرية تفيد بأن اسرائيل ستواصلحملتها العسكرية حتى تحقيق اهدافها، وأن منع اسرائيل من تحقيق ذلك يقتضي القبول بمبادرة تلزمها وقف العدوان.

ثم انتقل سليمان للحديث عن ان الرئيس مبارك سيعلن في اليوم التالي على الاجتماع مبادرة من ثلاث نقاط، وهي منشقة مع الجانب الفرنسي وهناك اتصالات جارية مع الاميركيين وسوف تقر هذه المبادرة وليس مهماً من يعترض عليها، وبالتالي نصح سليمان وفد حماس بالقبول بها والاخذببنودها، وأن أي تأخير سوف يكون فرصة جديدة لإسرائيل كي تحقق المزيد من الضربات والإنجازات في الميدان.

 

سليمان يشرح المبادرة: عليكم الاستسلام

 

وبعد ذلك عمد سليمان الى شرح المبادرة وفق الآتي:

اولاً: يصار الى اعلان لوقف العمليات العسكرية في القطاع، فتتوقف العمليات الاسرائيلية ويتوقف اطلاق الصواريخ من الجانب الفلسطيني. وتكون هذه الهدنة محددة بأسبوعين فقط يصار خلالهما الى وضع ترتيبات طويلة الامد.

ثانياً: يصار الى ادارة عملية تفاوض بمشاركة عواصم وجهات مختلفة يوضع على أساسها برنامج ترتيبات امنية طويلة الامد (قال سليمان بين 10 و15 سنة) لمنع تجدد القتال بين إسرائيل وغزة.

ثالثاً: تتولى السلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن ادارة عملية تفاوض مع اسرائيل لوضع ترتيبات خاصة بكل المناطق الفلسطينية.

رابعاً: يعاد تشكيل الاجهزة الامنية الفلسطينية ولا سيما في قطاع غزة، وتعود للعمل بإشراف السلطة المركزية بما في ذلك المجموعات التي ستتولى ادارة المعابر مع القطاع من الجانبين المصري والاسرائيلي.

خامساً: يصار الى تنفيذ عملية وقف اطلاق نار شامل ودائم ويتولى مراقبون دوليون مسؤولية المعابر وتتولى الاجهزة الامنية الجديدة مسؤولية الامن داخل القطاع، وتتسلم هذه الاجهزة المناطق بعد إخلائها من القوات الاسرائيلية.

سادساً: تتولى مصر ودول اخرى تقديم الضمانات لقادة حماس والقيادات الفلسطينية بعدم تعرّضها لعمليات اغتيال من جانب اسرائيل.

سابعاً: اقرار حماس والفصائل الفلسطينية بالتمديد للرئيس محمود عباس لسنة جديدة، ويجري بعد سنة انتخاب رئيس جديد ومجلس تشريعي جديدة لدولة فلسطين وليس للسلطة الفلسطينية.

 

رد حماس.. والخريطة

 

لم يكن بوسع الوفد الفلسطيني سوى الاستماع الى الرجل حتى ينهي ما يقوله، والوفد وصل اصلاً الى القاهرة وهو في اجواء الاتصالات الجارية على اكثر من صعيد، وعندما تقرر سفره كان هناك وضوح في ان المهمة تهدف الى الاستماع الى وجهة نظر المسؤولين المصريين وإسماعهم وجهةنظر المقاومة، وبالتالي فإن الجواب الاول الذي سمعه سليمان كان:

ان المبادرة كما طرحت تستند عمليا الى واقع ليس هو القائم الان على الارض. صحيح ان اسرائيل ترتكب المجازر كل يوم وكل لحظة، وصحيح ان المقاومة ليست راغبة في ان يقتل المزيد من ابناء شعبها، وصحيح ان المقاومة تريد وقفاً فورياً لاطلاق النار، لكن ذلك لا يتم وفق شروطالاستسلام. وما تعرضه علينا اليوم هو مجرد دعوة الى الاستسلام وكأن اسرائيل ربحت المعركة، بينما الوضع الميداني لا يقول بذلك.

وبعدها اخرج الوفد الفلسطيني خريطة لغزة وجرى نقاش مع شروح عليها لناحية القول بأن ما حققته اسرائيل حتى اللحظة من انجازات هو فقط قتل المدنيين وتوجيه الضربات الى البنى المدنية وأن جسم المقاومة السياسي والعسكري ومخزونها العسكري لم يصب بأذى. وبالتالي فإن المقاومة لا تقبل بأي تسوية لا تحقق الآتي:

اولاً: وقف العدوان فوراً وانسحاب اسرائيلي كامل من كل القطاع وفك الحصار وفتح كل المعابر مع ضمانات بعدم اغلاقها او تعريضها لمزاجية العدو وحساباته.

ثانياً: ان ما يحصل الان ليس نهاية الصراع مع اسرائيل بل هو جولة، وبالتالي فإن المقاومة لن تقبل بأي تسوية تضعفها او تعرّضها لخطر او تحد من قوتها او تحد من وسائل تعزيز قوتها، او تحاصرها او تقيّدها وبالتالي فإن المقاومة لن تقبل بوجود قوات دولية او مراقبين دوليين يحققون للعدو ما عجز عن تحقيقه بالحرب. وبالتالي فإن المقاومة مستعدة لإعادة الاعتبار الى التهدئة شرط ان يترافق ذلك مع فك الحصار بصورة شاملة، وان الصواريخ لن تتوقف عن السقوط على اسرائيل الا في هذه الحالة.

ثالثاً: ان الموقف الرسمي لحماس سوف يكون في وقت لاحق وبعد المشاورات القيادية، ولكن في ما خص مسألة الحوار الفلسطيني الداخلي فهذه مسألة اخرى ولا يمكن ربطها بما يجري الآن، والمقاومة لن تقبل بإعادة الامور وكأن شيئاً لم يكن. وبالتالي فإن المقاومة تود لفت انتباهالقيادة المصرية الى انه يمكنها ان تذهب الى مجلس الامن او الى اسرائيل او الى اوروبا وتوقع اتفاقاً وما الى ذلك، لكن المقاومة لن تقبل بهذا الاتفاق وبالتالي فهي لن تقبل بأي اتفاق لا يراعي مصالحها.

رابعاً: ان هناك محاولة لتصوير الواقع الميداني وكأنه لمصلحة اسرائيل لمجرد انها تقتل يومياً العشرات، علماً بأن الواقع الان هو في مصلحة المقاومة. واذا كان هدف الحرب وقف الصواريخ فإن هذه الصواريخ لم ولن تتوقف. وأصلاً هناك صواريخ اطلقت على المستوطنات من نقاط احتلها العدو في اطراف القطاع. وإذا كان هدف العدوان هو تدمير البنية والهيكلية فهذا ايضاً لم يحصل. واذا كان هدف العدوان اسقاط حماس فهذا الامر لم يحصل ولم يحصل حتى أي تحرك كما كان يقدر الاسرائيليون داخل القطاع. ثم إن المقاومة تملك قدرات ميدانية تتيح لها الصمودالى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية، واذا كان في اسرائيل من يريد استثمار دماء شعبنا في الانتخابات فعليه ان لا يتوقع انتهاء الحرب حتى موعد هذه الانتخابات.

ومع ان النقاش استفاض حول مسائل اخرى تتعلق بانتقاد من سليمان لإيران وسوريا وحزب الله وحتى استهزائه بالتظاهرات وتحركات الشعوب في كل العالم، الا ان سليمان لم ينس ان «يهدّد» الوفد بأن عدم القبول بالمبادرة سيعني ان حماس ستكون مسؤولة عن استمرار الحرب ونتائج ذلك.ولم يخلُ اللقاء من ارتفاع الاصوات احياناً وبعض الملاسنات، قبل ان ينتهي على ابلاغ سليمان الوفد بأن هذه المبادرة ستعلن على لسان الرئيس مبارك، وجواب حماس بأن الرد الرسمي سيكون قريباً.

 

هل خدع ساركوزي سوريا وتركيا؟

 

إلا أن التفاوض المصري ـــــ الفلسطيني كان يسابق عملياً الاتصالات التي بدأها وتولاها الرئيس الفرنسي. ووفق الترتيبات والاتصالات التي سبقت وصوله الى المنطقة، كان هناك تفاهم اولي بين دمشق وباريس وأنقرة على وضع آلية تنتج تفاهماً للحل من خارج مجلس الامن الدولي، وكان النقاش يدور حول مباردة تقضي بوقف فوري لاطلاق النار، ومباشرة عمليات الاغاثة المترافقة مع توقف قصف الصواريخ والعودة الى التهدئة وانسحاب اسرائيل وفك الحصار على ان تحصل اجراءات اخرى في ما خص المعابر وتنسيق الخطوات اللاحقة الخاصة بالحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني وما فيه من تفاصيل، وعلى قاعدة ان هذا التفاهم من شأنه توفير حماية للمدنيين في كلا الجانبين ويفرض حلاً هادئاً.

وكان الاتراك في حالة من الوضوح عندما ابلغوا الفرنسيين ان اسرائيل يجب ان تقبل بهذا الامر لانها تحتاج الى الهدوء، وهي تقدر على القول إنها حصلت على التهدئة، واذا كانت تريد ردع الفلسطينيين فإن نتيجة الدمار والقتل ادت هذا الغرض ولو جزئياً ولكن لا مجال لإجبار قوى المقاومة على خيار اخر. وحتى ان الرئيس السوري بشار الاسد ابلغ ساركوزي ان جوهر هذا الحل يحظى بموافقة حماس. ثم عاد رئيس وزراء تركيا وأمير قطر وأبلغا الجانب الفرنسي بأن هناك تفاهماً يتيح الحصول على موافقة حماس على الامر.

لكن ساركوزي تحدث عن اشياء اخرى، وهو لم ينس ان يشنّ حملة على حماس لأنها مسؤولة عن افشال التهدئة، متبنياً وجهة نظر مصر واسرائيل في هذا المجال. كذلك رأى ساركوزي ان بمقدور سوريا وتركيا وبقية الاطراف ان تمارس الضغط الاكبر على حماس لإلزامها قبول العودة الى التهدئة. لكنه كان يلمح إلى ان هناك افكاراً لدى الرئيس المصري، ليتبين لاحقاً انه قبل مغادرته القاهرة تبلغ من مبارك بأن لديه مبادرة تقبل بها اسرائيل وطلب اليه ان يحصل على دعم الاسد لانه بحسب مبارك يقدر على ان يفرض الامر على حماس.

في غضون ذلك، كانت هناك موجة من الضغوط على المقاومة الفلسطينية، فعُقدت سلسلة من المشاورات التي احتاجت الى دعم من اكثر من جهة، ولذلك كان الخطاب الذي ألقاه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والذي قال فيه ان المقاومة وحدها من يقرر الخطوة التالية، وهو وفر لقيادة المقاومة، الى جانب الدعم للصمود الميداني، تغطية سياسية كانت تحتاج إليها لمواجهة اي نوع من الضغوط، سواء التي تأتي من صديق او من عدو. وهو الامر الذي ترافق مع اعلان نصر الله يوم عاشوراء أن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، وهو يقصد هنا أنه لا يمكن القبول بترك المقاومة في فلسطين وحدها، ولهذا الموقف حساباته وتداعياته وتبعاته، وكان السيد نصر الله واضحاً في اعلان ان حزب الله مستعد لهذه المهمة، سواء من خلال الموقف السياسي الذي يواجه الدور المصري وخلافه، او من خلال رفض ما نسب الى المسؤول الايراني سعيد جليلي عن تطمين اسرائيل او جماعة 14 آذار في لبنان او حتى بعض العواصم الاوروبية بأن حزب الله لن يتدخل.

الا ان ساركوزي الذي بدا مخادعاً لسوريا وتركيا لم يكن محل ترحيب كامل في اسرائيل، اذ بدا هناك اعتراض على ما قاله باسم المبادرة المصرية، اذ نسب الى ساركوزي قوله لرئيس الحكومة ايهود أولمرت أن المبادرة الفرنسية تقوم على ثلاث خطوات: الاولى فتح المجال امام حل تعده مصر دون ان يلزم اسرائيل بوقف العملية لكن مع توقف الاعمال الحربية الواسعة ومنح اوقات للاغاثة، على ان تظل الامور على حالها الى حين اعلان مصر حل ملف المعابر بما يمنع التهريب بمساعدة دولية ثم يصار الى اعلان وقف اطلاق النار من جانب اسرائيل ودون انتظار موافقةحماس على المبادرة او عدمها، وإذا استمرت عملية اطلاق الصواريخ تستمر اسرائيل في عمليتها العسكرية. وإذا قبلت حماس وقف الحرب يصار الى فتح نقاش حول ترتيبات لهدنة دائمة.

لكن في اسرائيل يقولون انهم فوجئوا بأن ساركوزي يتحدث عن مبادرة مبارك، ولذلك حصل الالتباس، لناحية ان ما اعلنه ساركوزي عن موافقة فلسطينية واسرائيلية على المبادرة إنما كان يقصد به ما طرحته فرنسا من افكار على الجانبين (تفاهم نيسان جديد مع الفلسطينيين وحل من طرفواحد مع الاسرائيليين وترك امر الحدود لمصر). لكن الموافقة لم تكن على المبادرة المصرية باعتبار ان القاهرة رفضت ان يترك لها امر المعابر والمسؤولية عن منع التهريب. حتى ان مبارك اصر امام الرئيس الفرنسي على نفي حصول عمليات تهريب عبر الحدود البرية وقال إن التهريب يتم عبر البحر وهذه مسؤولية اسرائيلية، وان سلطاته دمرت اكثر من 300 نفق على الحدود مع مصر. لكن في اسرائيل كما في فرنسا فهموا ان مصر لا تريد تحمل مسؤولية غزة لا امنياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً.

بعد ذلك بدا ان الاتصالات متروكة لجولة اخرى بينها ما بوشر به مع الجانب الروسي، واعادة الاعتبار الى الميدان بوصفه مركز الحل الفعلي.

 

——————————————————————————–

 

معلومات مصر: 40 صاروخ غراد فقط

 

في النقاش بين الأجهزة الأمنية المصرية والإسرائيلية حول قدرات حماس الصاروخية في غزة، تبيّن أن معلومات مصدرها أجهزة أمن السلطة الوطنية الفلسطينية تقول بأنه في غزة 40 صاروخاً من نوع غراد كانت مصادرة في مخازن خاصة بقوى السلطة وأن بقية الصواريخ هي عبارة عن أسلحة مصنعة داخل القطاع ولا تشكل تهديداً فعلياً لمحدودية فاعليتها التفجيرية ولكون مداها الاقصى لا يتجاوز عشرين كليومتراً. واتهم الاسرائيليون المصريين بأنهم أخفقوا في منع التهريب عبر الأنفاق فرد عمر سليمان بأن التهريب يتم عبر البحر حصراً.

 

——————————————————————————–

 

جدار يعزل غزة عن مصر بعمق 30 متراً لمنع التهريب

 

ثمة نقص في الخيال العالمي في مواجهة حالة المقاومة في منطقتنا. وبعد الفشل في جعل القرار 1701 يتضمن آليات وبرنامج عمل لمراقبة الحدود البرية بين لبنان وسوريا بقصد منع المقاومة من مراكمة قدرات إضافية، وبعدما أعلن إيهود باراك فشل هذا القرار بدليل تعاظم قوة حزبالله، فإن العقل الغربي نفسه عاد ليستخدم الآلية نفسها لإمرارها في أي قرار دولي أو تفاهم جانبي على هامش الأفكار الخاصة بوقف العدوان على غزة. وجدد الألمان في هذا السياق اقتراحاتهم القائمة على خلق قوة تتولى إدارة الحدود البرية بين مصر وغزة، بما يحقق سيطرة كاملة على الأرض ويمنع تدفق أي سلاح جديد إلى داخل القطاع. وفي المشروع العديد من الاقتراحات التي تهدف إلى إغلاق القطاع بجدار إسمنتي يكون المهم فيه ليس ارتفاعه عن سطح الأرض بل عمقه في باطن الأرض ليلامس ثلاثين متراً، لعلّ في ذلك ما يمنع حفر أنفاق جديدة. كذلك ضبط بوابات العبور للمواطنين والبضائع من خلال آلية تسمح بتفتيش كل ما يمر، وترك أمر البشر إلى عناصر من استخبارات سلطة محمود عباس، على أن تظل لإسرائيل حقوق المراقبة ولو عن بعد. ونقطة الخلاف هي في أماكن وجود العناصر الغربية، وهل الاتفاق ممكن مع مصر دون اللجوء إلى موافقة فلسطينية أم لا، وخصوصاً في ظل «تهرّب» مصري من تحمّل أي مسؤولية في هذا الصدد؟ علماً بأن مطالب إسرائيل في هذا المجال باتت معروفة ومحصورة بالعناوين الآتية:

ــــ حفر آبار وزرع عبوات ناسفة على طول الحدود، في ظل تنفيذ تفجيرات مضبوطة تهدم الأنفاق القائمة وتمنع حفر أنفاق جديدة.

ــــ زيادة القوة الأميركية الموجودة في محور فيلادلفيا وتوفير مساعدة تقنية للمصريين لاكتشاف الأنفاق وتدميرها.

ــــ إقامة جدار يؤدي إلى أن يكون الدخول إلى رفح فقط من معابر يضبطها المصريون.

ــــ تعميق النشاط الاستخباري في سيناء وفي مصر لكشف شبكات التهريب وإحباطها.

ــــ زيادة الرقابة المصرية على طول حدود السودان، في الموانئ المصرية وفي البحر، لمنع التهريب إلى داخل الأراضي المصرية.

 

)المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 9 جانفي 2009 (

 


 

عصبيّـة حسن نصر الله

 

غي بخور – « يديعوت أحرونوت » الاسرائيلية

لا ريب أن الأمين العام لـ »حزب الله » (السيّد حسن) نصر الله عصبي في الايام الاخيرة: حماس تحطم له نظرية « بيت العنكبوت »، والتي بموجبها اسرائيل هي دولة ضعيفة مجتمعها مدلل ولهذا فانها لن تجرؤ على ان تضرب اعداءها اكثر مما ينبغي.

اليوم لا يمكن ان يكون شك لدى احد: لقد اثبتت اسرائيل لمن يحتاج الى ذلك في الشرق الاوسط بان بيت العنكبوت الخاص بنصر الله لم يعد قائما بعد. فقد تصدت اسرائيل لـ « مثلث الذهب » للحرب الاخيرة وتمكنت منه: الجبهة الداخلية لا تصرخ على اطلاق الصواريخ بل تظهر حصانة مثيرة للانفعال، الخسائر المدنية التي تلحق بالعدو تثير وسائل الاعلام العالمية ولكنها لا تمنع اصحاب القرار في اسرائيل، وأخيرا يبدو أننا شفينا من الحاجة الماسوشية للجان التحقيق في ختام الحرب.

لن يكون هناك شخص آخر في العالم العربي يمكنه الان أن يدعي بان اسرائيل ضعيفة وتستجدي حياتها، مثلما في مسرحية حماس مع شخصية جلعاد شاليت. مشاهد الاسبوعين الاخيرين ستترك اثرها لسنوات قادمة. تبجح وغرور حماس نزلا الى الانفاق الى جانب زعمائهم الخائفين.

الدرس استوعب، والان حان دور الكفاح السياسي، والذي سيكون شديدا بقدر لا يقل عن العسكري. الجيش الاسرائيلي ملزم بان ينتشر على حدود المدن في القطاع، يشدد الضغط، بما في ذلك عدم توريد الوقود، مواصلة القصف الجوي والامتناع عن الاتصال بالمدنيين ذلك أن العدو سيحاول جباية اصابات بيننا بوسائل الارهاب لترجيح كفة النصر.

اسرائيل انتصرت، ولكن لحظة الانتصار كفيلة بان تكون هي الاخطر في كل المعركة وذلك لانه في حماسة النجاح يمكن التحرك الى الامام اكثر فأكثر، وطلب المزيد وهكذا خسارة كل شيء. فاذا كنت تريد أن تمسك كثيرا – لن تمسك شيئا. اللحظة التي يتوقف المرء فيها هي اللحظة التي تبقى في الوعي، وهذه هي اللحظة.

انتصرنا، والان ينبغي قطف ثمار النجاح. كيف؟ اولا، يجب الحذر من « وسطاء » خطيرين، مثل المصريين والاتراك. في الايام الاخيرة اعترفوا في مكتب رئيس الوزراء بان الاستعانة بطيب رجب اردوغان الاسلامي للتوسط مع سورية كانت « خطأ ». عرضت للخطر مصالح مهمة جدا مع تركيا مقابللا شيء، وذلك لان أي عدم موافقة اسرائيلية كانت ستؤدي الى مس فوري بهذا الوسيط الحساس.

لا ينبغي الاستعانة بالمصريين في موضوع غزة. لانهم هم ايضا ذوو مصلحة. لديهم مصلحة واضحة في أن تبقى غزة لنا بعد الحملة. وعليه، فان افق مجلس الامن وحده والقرار من خلاله يمكنه أن يكون مقبولا من اسرائيل، مثلما في حرب لبنان. الفرنسيون والاميركيون يمكنهم أن يبدأوابدحرجة القرار.

سيكون هذا صراع، وينبغي الاستعداد لذلك. ولهذا الغرض سنواصل الضغط على غزة بكل القوة، ولكن دون أن نعرض جنودنا للخطر بقدر اكبر مما ينبغي. ما هي شروط الحد الادنى لاسرائيل التي لا ينبغي الخروج عنها:

1. المعابر بين اسرائيل والقطاع ستصبح حدودا ولن تفتح بعد الان، وذلك لان حماس التي ضعفت ستبقى الحاكم للقطاع، وحماس هي عدو اسرائيل. لم يحصل في تاريخ العام ان كانت دولة تغذي اعداءها.

2. معبر رفح سيكون من الان فصاعدا صلة غزة بالعالم العربي، واسرائيل ستبقي الرقابة لمصر. فهم على أي حال فهموا كم هو كبير الضرر الذي يمكن لغزة أن تلحقه بهم.

3. لغزة يتم ارسال قوة تشبه اليونيفيل، تضم ما لا يقل عن 15 الف جندي وتنتشر في القطاع باسره، مثلما في جنوب لبنان. وهذا سيكون سبيل العالم للرقابة على ما يجري في هذه المنطقة الخطيرة. واضح أن القوة ستشرف ايضا على المعابر وعدم العودة الى الانفاق.

4. يكون للقوة تفويض بتجريد القطاع من السلاح على مراحل والاشراف على السلاح المستقبلي لحماس. ولماذا ستوافق حماس على ذلك؟ لانها ستترك كحاكم لقطاع غزة.

5. مطلب دولي لاعادة الجندي جلعاد شاليت بدون شروط، لنزع الشرعية عن اختطاف مزيد من الجنود في المستقبل.

ومثلما فهم نصر الله الدرس ووافق على الشروط الدولية قبل سنتين ونصف، هكذا يمكن ان يحصل لحماس ايضا، التي وضعها اسوأ بكثير من معلمها، الذي ينظر من الحدود الشمالية، خائب الامل من اداء تلاميذه.

 

)المصدر: جريدة  » يديعوت أحرونوت  » (يومية – اسرائيلية) الصادرة يوم 9 جانفي 2009(


 

                                                   بسم الله الرحمان الرحيم                                                         كرزاي فلسطين

 

 
لم أستطع الوفاء والإلتزام بعدم الكتابة عن غزة العزة والصمود والمقاومة، وما يحدث فيها، فالصور والمشاهد التى تعرض علينا ونحن فى موقف العجز والإستكانة تقض المضاجع وتذهب بالنوم من العين، وتلهب المشاعر والأحاسيس بفيض من الكلمات وبركان من الغضب، وتدفعنا لعدم الرضى بالسكوت، وعدم الرضا حتى بالكلام.. فلذا أنكص على عهدي وأنقض وعدي وأعود للكتابة، ليس عن الأحداث، وحال أهل غزة، فهو لايخفى على أحد، ولا تنكره عين إلا المصابة بعمى البصر والبصيرة، ولا على المجاهدين هناك الذين شرّفوا الأمة  في استبسالهم، بل أكتب عن الأشخاص الذين تسببوا في هاته الإبادة، وكلاب الصيد التي تحاول الإجهاض على الفريسة، والذين فى أقل تقدير لهم يصفون المقاومة وأفعالها بأنها لعب صغار، وصواريخها وقذائفها « بالتنك والفوشيك »، وصمودها مغامرة ومقامرة!! وهذا راجع لطبيعتهم الأنانية المغرقة في الفردانية المهووسة بالذاتية، حينما يتعلق الأمر بالزعامة والريادة، تلك الغريزة المتجدرة ،فيهم     ،والتي تجعلهم يمشون فوق الأشلاء وبين برك الدماءهذا الصنف من الناس لا يصلحون لتولي مناصب القيادة، لأنهم قوم تبع، فلا يمكن بحال من الأحوال تسمية من ارتضوا تسليم لحاهم لغيرهم ليسحبوهم وراءهم قوادا، فأمثال هؤلاء يسميهم رياضييوا السباقات بالأرانب التي لا دور لها إلا تسخين « الطرح » ورفع وتيرةالسباق وتهيئ الظروف  للدحلانيين لصعود منصات التتويج. فكرزاي فلسطين كما كان ينعته ياسر عرفات و المسمى محمود خسارة الإسم فيه، هذا الشخص الذي حفل تاريخه السياسي بالعديد من « انجازات الخزي والعار » يصف عمليات شعبه الفدائية والإستشهادية « بالإرهابية والحقيرة » وأسلحتها « بالعبثية » وينسق أمنياً مع العدو لإعتقال المقاومة، وتنتفخ أوداجه وتحمر عيناه غضباً لمجرد ذكر إسم حماس من  تدافع عن الأرض والعرض. فهو أول من تجرأ مع الدحلانيين على انتهاك حرمة بيوت الله وقتل أئمة المساجد وحفظة القرآن الكريم في بلده، وهو من أغلق مع دحلانيوه اللجان الخيرية ودور تحفيظ القرآن وتجريم مؤسسات كفالة الأيتام ورعاية أسر الشهداء والفقراء، استجابة لإملاءات العدو ونكاية بنده السياسي، فهو والدحلانيون الذين تفننوا وتلذذوا بمشاهدة وسماع آلام وآهات مليون ونصف من شعبه المحاصر بالجوع والمرض والظلام، ثم الآن الإبادة الجماعية في قطاع فقير وصغير، تأديباً وعقاباً له على اختياره في الإنتخابات حماس. لقد أثبتت مجازر غزة الأخيرة بما لا يدع مجالاً للشك أن أهم أهداف الحملة العسكرية الإسرائيلية هو إعادة كرزاي فلسطين وعصابته إلى غزة، تم التخطيط للوصول إليهما حسب  ماذكرهالألماني أودو شتاين باخ عن طريق مسألتين، الأولى: أن يستغرق الهجوم على غزة بضع ساعات أو على الأكثر بضعة أيام، تستسلم بعدها المقاومة وتنهزم تحت وطأة القصف و حمم القنابل، مع ما يرافقها من حصار، فتخرج الجماهير في غزة بمظاهرات لتطالب حماس بالرحيل عن قطاع غزة، و بعدها تنهار الحكومة الشرعية برئاسة إسماعيل هنية، فيتسنى لميليشيات دحلان التي تتأهب للانقضاض على غزة، بعد أن نقلتهم طائرات العال الإسرائيلية من رام الله إلى القاهرة، ثُم تحولهم بعد ذلك للعريش انتضارا لتمريرهم إلى القطاع… أما المسألة الثانية فهي: رضوخ حماس و قبولها بوقف النار تحت الشروط الإسرائيلية بعد تصفية قياداتها، بالقصف أو اعتقالهم بمعونة من دفعوا لهم أموالا طائلة، كما فعل الأمريكان في العراق حينما دلتهم بعض الجيوب على موقع صدام حسين، لكن نسوا أن غزة ليست تكريت وهنية ليس صدام. وهذه هي الفرصة الأخيرة التي منحت للدحلانيين كي يثبتوا جدارتهم بالمناصب الأمنية التي يتوقعون تعيينهم فيها، على أن يدخل كرزاي  فلسطين وشرذمته من خلال المعابر الإسرائيلية. إن توقيت هذه الإبادة الجماعية في غزة جاء متزامناً مع اقتراب موعد انتهاء الفترة الرئاسية لكرزاي فلسطين في 9/1/2009، خوفا من تولي رئيس المجلس التشريعي  مهام الرئيس، في حال انتهاء ولايته بما أن حماس رفضت تجديد الإعتراف به وفي أي حال من الأحوال الأخرى، ريثما يتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة حسب الدستور الفلسطيني، وفي هذه الحالة فإن رئيس المجلس و نائبه هما من حركة حماس، وبذلك تؤول الرئاسة ورئاسة الوزراء والمجلس التشريعي كلها إلى حركة حماس، وهذا ما تعتبره إسرائيل وحليفتها من الأمور التي لا يمكن السماح بحصولها على أرض الواقع، حتى لو أدّى ذلك إلى هذه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني. أنا أقول أولا الحمد لله أن جعل من أبناء غزة من يحبط المشروع الصهيوني، ويكفينا فخرا هذا الصمود الذي قل نذيره، لتضفي لنا قوة واكتمالا وإيذان ببروز محور جديد في المنطقة، محور المقاومة السنية في مواجهة المشروع الصهيوني بشقيه الأمريكي واليهودي وأطماعه في المنطقة. وأقول ثانية بأن كرزاي فلسطين أصبح رحيله عن الرئاسة مصلحة وطنية فلسطينية، بل ضرورة وطنية فلسطينية، فإنه ومن وراء ماوقع ومازال يقع لأهل غزة، فلن يستطيع بل لن يقدر الكلام في ضل مايمارسه الدحلانيون بالضغط بقوة باتجاه استمرار محاولاتهم للسيطرة، وبأي ثمن على مواقع السلطة، وإلا فإنهم في حال مغادرتهم السلطة لن يجدوا مصدراً للنهب ولا مقاولات يبنون بها جدار التمييز العنصري يتمعشّون منها. وأخيرا أقول على لسان المرابطين هناك في غزة ماقاله سيدنا يوسف، حين ساومته إمرأة العزيز ونسوة فى المدينة وراودنه عن نفسه « رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه »، فيارب القتل فى الحروب والحصار والجهاد أحب إلينا مما يدعونا إليه هؤولاء من إستسلام، وخضوع وخنوع، وذلة ومهانة، وانبطاح، والرضى بالذل والعار، والعيش تحت الحصار!!!!   فتحي العابد Fathi.abed@gmail.com                               


 

 

 

                                                              جماهير   أمّتنا

الأخضر الوسلاتي

 

 

جماهير أمّتنا انتفضي

غزّةٌ تحت نار

وجائعة بالحصار

فموت يخيّم بين الدّمار

وقصف يدمّر مستشفيات ودار

قنابلُ تسقط فوق المدارس فوق الدّيار

تبيد النّساء تبيد الشّيوخ الكبار

تبيد الصّغار

وجوبي شوارعنا الصّامتهْ

وصحّي مدائننا النّائمهْ

لكي توقضيها

فقد طال فيها المنام

وكي تفضحي حاكما صامتا

صار يخشى الكلام

إليك أوّجّه ألف تحيّهْ

أيا من حملت لواء القضيّهْ

ويا من صمدت صمود الأبيّهْ

فحكّامنا صامتونْ

وفوق الأسرّة هم نائمونْ

وأكبر من ذلكم خائنون

يريدون سلما مع المجرمين

وأبناء غزّة تحت القنا يُقتلونْ

وأطفالها يُذبحونْ

وسكّانها جائعونْ

فغزّة تحتاجكم عندما تهتفونْ

هتافاتكم تدعم الصّامدينْ

فبعض الكلام أشدّ من السّيف عند النّفير

فحكّامنا ليلة في ظلام عسيرْ

وأنتم نجوم بها يُهتدى في المسير

وأنتم بهذي اللّيالي قمورْ

بها أمّتي تستنير

بدرب الظّلام البهيم تنير

فإنّ اللّيالي تُضاء بما في الفضا من قمورْ

ألا فاهتفوا صارخينْ

ألا واصلوا صامدينْ

بكم يستعين الرّجال على الظّالمينْ

فنصر من اللّه آت مبينْ

وفتح قريت لمسرى الأمينْ

ولو بعد حينْ

 

 

                   باريس – جانفي 2009

                      الحرب على غزّة

 


 

لا تجبروا أبناءنا على الغناء مع « أنريكو » الصهيوني

 

في فرنسا خرج « أنريكو ماسياس » في صدارة مسيرة تدافع عن حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه إزاء صواريخ حماس. و ذلك يوم الأحد 4 جانفي 2009 أمام سفارة الكيان الصهيوني في باريس و إذا كان المغني « أنريكو ماسياس » منسجما مع قناعته الصهيونية الراسخة و يسعى جاهدا بكل الوسائل للدفاع عنها إلا أنه من غير المعقول و من غير المقبول أن يكون هذا الصهيوني الراسخ في كتبنا المدرسية الرسمية و قد سبق لنا أن كتبنا حال صدور الكتاب في جريدة الموقف و نادينا وزارة التربية إلى اتخاذ إجراءات الحذف و لكن نداءنا لم يلق الإستجابة و ها نحننناشد وزارة التربية مرة أخرى علها تستجيب في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها أهلنا في غزة .

و في كتاب الفرنسية لتلاميذ السابعة أساسي و في الصفحات 8-9-10 نشاط تعليمي يرتكز على الإستماع إلى أغنية « أنريكو ماسياس » و من بين الأنشطة التي يحتويها الكتاب نشاط عنوانه غريب : »غنوا مع الصديق أنريكو » . إننا لا نزال نعتبر برمجة أغنية « أنريكو ماسياس » سهوا وقع فيه المؤلفون و لم يتفطن إليه المقيمون كما لا نزال نعتبر تواصل وجود هذا النشاط في الكتاب المدرسي من قبيل الأمر المؤقت رغم مرور أكثر من سنتين على النداء الذي أصدرناه في الغرض.

إننا كأولياء و كمربين و كنقابيين و مهتمين بالشأن الوطني ندعو وزارة التربية إلى إتخاذ القرار الصائب بحذف هذا النشاط من الكتاب المدرسي و إيقاف العمل بالشريط السمعي المصاحب له و إعلام الأساتذة المعنيين بهذا الإجراء في أقرب الآجال .

مع العلم أن هذا المغني الصهيوني الصريح قد سبق له إحياء حفلات غنائية في بلادنا بثتها قناة تونس 7 و في مناسبات عديدة ة لكنه رغم كل المساعي المحمومة التي بذلها من أجل زيارة الجزائر التي ولد فيها إلا أنه جوبه برفض طلبه نظرا لنشاطاته الحثيثة التي ما فتئ يبذلهافي تقديم الدعم المادي و المعنوي لجيش العدو الصهيوني في مختلف المناسبات التي شن فيها هذا الجيش عدوانه على أراضينا سواء في فلسطين أو لبنان.

خلاصة القول أننا نجدد دعوتنا الحارة إلى سلطات الإشراف التربوية و الثقافية إلى :

تنقية البرامج الموجهة إلى أبنائنا من أعمال « أنريكو ماسياس » و أمثاله من الصهاينة و اتخاذ إجراءات عاجلة في هذا الشأن .

عدم توجيه الدعوة إليه مجددا في المهرجانات الوطنية  .

 

مع ضرورة الملاحظة بأننا لا نخلط بين المثقفين ذوي العقيدة اليهودية و بين ذوي الإنتماء الصهيوني فموقفنا من « أنريكو مسياس » سيكون هو نفسه لو كان ذا عقيدة أخرى .

 

رجاء لا تفتحوا صفحات كتبنا لأمثال « ماسياس« 

و لا تجبروا أبناءنا على الغناء معه في الوقت الذي يشجع فيه ذبح أطفالنا في غزة و جنوب لبنان.

رجاء سارعوا إلى إتخاذ إجراء وطني عاجل.

 

عن الموقف

 


 

الحرب و الغاز الطبيعي: الغزو الإسرائيلي وحقول غاز غزة البحرية

 

مايكل تشوسودفسكي

إن الغزو العسكري الإسرائيلي لغزة له علاقة مباشرة بالرغبة في السيطرة على الإحتياطات البحرية من الغاز الطبيعي و تملكها.

إنها حرب غزو إستعمارية.في سنة 2000 تم إكتشاف إحتياطات هامة من الغاز الطبيعي على شواطي غزة.

إن المجموعة الغاز البريطانية وشركائها, »كنسوليدايت كونتراكتور أنتارنشيونال كومباني » التي يوجد مقرها بأثينا والمملوكة من طرف عائلتي خوري و الصباغ اللبنانيتين,قد حصلت على حق إستكشاف الغاز من خلال إتفاق لمدة 25 سنة تم إمضائه مع السلطة الفلسطينية في نوفمبر 1999.

إن حقوق ملكية حقول الغاز البحرية مقسمة على النحوو التالي: 60 بالمائة لمجموعة الغاز البريطانية.30 بالمائة للشركة المملوكة للعائلتين اللبنانيتين و10 بالمائة لصندوق الإستثمار المملوك للسلطة الفلسطينية.(هريتز 21 أكتوبر 2007.(

إن الإتفاق بين الأطراف الثلاثة السابق ذكرها يشمل تنمية الحقل و بناء خط أنابين غاز.( ميدل إيست إكونوميك ديجيست, 5 جانفي 2001.(

إن ترخيص مجموعة الغز البريطانية يشمل كل شواطيء غزة الملاصقة للعديد من منشآت الغاز البحرية الإسرائيلية(الخريطة في التحت).و ما يجب ملاحظته هو أن 60 بالمائة من أحتياطات الغاز على طول شواطئ غزة-إسرائيل تعود ملكيتها الى فلسطين.

و في سنة 2000 قامت مجموعة الغز البريطاني بحفر حقلين : غزة مارين 1 وغزة مارين 2.وتقدر نفس المجموعة الإحتياطات من الغز بـ1.4 ترليون متر مكعب تقدر قيمتها بـ4 بليون دولار.تلك هي المعطيات الي قدمتها المجموعة الغاز البريطانية للعموم.و يمكن لإحتياطات الغاز الفلسطينية أن تكون أكبر من

 

من يملك حقول الغاز

إن قضية السيادة على حقول غاز غزة هي مسالة حيوية.ومن وجهة نظر قانونية هي ملك لفلسطين.

إن موت ياسر عرفات وإنتخاب حكومة حماس وإنهيار السلطة الفلسطينية كل ذلك سمح لإسرائيل أن تفرض هيمنة أمر واقع على إحتياطات غزة من الغاز الطبعي البحرية.

و أصبحت مجموعة الغز البريطانية تتعامل مع حكومة تل أبيب.و في المقابل تم تجاوز حكومة حماس في ما يتعلق بحقوق الإستكشاف و تنمية حقول الغاز.

لقد كان إنتخاب رئيس الوزراء أرييل شارون في 2001 نقطة مفصلية. وقد تم تحدي السيادة الفلسطينية على حقول الغاز في المحكمة العليا الإسرائيلية.وقد صرح شارون « إسرائيل لن تشري أبدا الغاز من فلسطين » عانيا بذلك أن حقول غاز غزة تعود ملكيتها الى إسرائيل.

و في سنة 2003 عارض شارون إتفاقا كان يمكن أن يسمح لـبريتش غاز بتوفير الغاز الطبيعي لإسرائيل من حقول غاز غزة البحرية.(الأنتبندنت 19 أوت 2003.(

و كان من نتائج الإنتصار الإنتخابي لحماس في 2006 إضعاف السطلة الفلسطينية التي أصبحت مقتصرت على الضفة الغربية برئاسة النظام الكرزائي لمحمود عباس.

و في 2006 كانت بريتش غاز « قريبة جدا من إمضاء إتفاق ضخ الغاز الى مصر ».(تايمز, 23 ماي 2007)وحسب تقارير تدخل رئيس الوزراء البريطاني توني بلار بالنيابة عن إسرائيل بهدف منع الإتفاق مع مصر.

و في العام الموالي,في ماي 2007,وافقت الحكومة الإسرائيلية على إقتراح من رئيس الوزراء إهود ألمرت بـ »شراء الغاز من السلطة الفلسطينية ».و كان العقد المقترح بقيمة 4 بليون دولار بارباح قيمتها 2 بليوم دولار منها بليون دولار كانت ستعود الى الفلسطينيين.

لكن تل أبيب لم يكن في نيتها تقاسم الأرباح مع فلسطين.وقد شكلت الحكومة الإسرائلية فريق تفاوض لإنجاز إتفاق مع بريتش غاز متجاوزة كلا من حكومة حماس والسلطة الفلسطينية:

 « سلطة الدفاع الإسرائيلية تريد التدفع للفلسطينين في شكل سلع وخدمات وأكدت على أنه لا يجب أن تصل أي أموال الى الحكومة المسيطر عليها من قبل حماس ».(نفس المرجع السابق(

وكان الهدف هو إلغاء الإتفاق الممضى سنة 1999 بين بريتش غاز و السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.

وحسب إتفاق 2007 المقترح مع بريتش غاز فان الغاز الفلسطيني من حقول غزة البحرية كان سيتم نقله بواسطة خط أنبيب بحري الى الميناء الإسرائيلي في عسقلان ومن هو ما يحول مراقبة بيع الغاز الطبيعي الى إسرائيل.

 

فشل الإتفاق و تم تعليق المفاوضات :

    « مائير دغان عارض الإتفاق لدواعي أمينة ذلك أن العملية يمكن أن تمول الإرهاب ».(عضو الكنسيت جلعات إردان خاطب الكنسيت حول’تفكير رئيس الوزراء إهود ألمرت في شراء الغاز من الفلسطينيين في حين أن الأموال مدفوعة لهم ستستفيد منها حماس’ 1 مارس 2006 ذكره الليتنون جنرال موشي يعلون,هل إمكانية شراء بريتش غاز من شواطئ غزة يهدد الأمن الإسرائيلي, مركز القدس الشؤون العامة,أكتوبر 2007.(

كانت نية إسرائيل إبعاد إمكانية أن تدفع الأموال للفلسطينيين.وفي ديسمبر 2007 إنسحبت بريتش غاز من المفاوضات مع إسرائيل وفي جانفي 2008 أغلقت مكتبها في إسرائيل.(موقع بيجي على النات.(

 

مخطط الغزو على الطاولة

إن مخطط غزو غزة تحت إسم « الرصاص المسكوب » كان موضع بحث منذ جوان2008 حسب مصادر عسكرية إسرائيلية :

« مصادر في المؤسسة العسكرية قالت أن وزير الدفاع إهود براك أمر قوات الدفاع بتحضير العملية منذ 6 أشهر(جوان أو قبل جوان),رغم أن إسرائيل كانت بصدد بداية مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار مع حماس »(براك دفيد,عملية الرصاص المسكوب:الهجومات الجوية الإسرائيلية جاءتبعد أشهر من التخطيط, هاريتز, 27 ديسمبر 2008(

في نفس الشهر إتصلت السلطات الإسرائيلية ببريتش غاز بهدف معاودة مفاوضات هامة بهدف شراء غاز غزة الطبيعي :

« كلا من وزير المالية الجنرال ياروم أرياف ووزير البنى التحتية الجنرال هازي كوغلر وافقا على إعلام بريتش غاز برغبة إسرائيل بتجديد المحادثات.

وأضافت المصادر أن بريتش غاز لم ترد الى حد الأن على الطلب الإسرائلي,لكن من الممكن لموظفي الشركة أن ياتوا الى إسرائيل خلال أسابيع من التباحث مع ممثلين رسميين للحكومة ».(غلوبز أونلاين- 20 جوان 2008(

قرار تسريع المفاوضات مع بريتش غاز تصادف من حيث التوقيت مع التخطيط لغزو غزة الذي بدأ في جوان.ويمكن أن يظهر أن إسرائيل كانت قلقلة بصدد الوضول الى إتفاق مع البريتش غاز قبل بداية الغزو الذي كان قد بلغ مرحلة متقدمة من التخطيط له.

أكثر من كانت المفاوضات مع بريتش غاز جارية بقيادة إهود ألمرت مع معرفة أن غزوا عسكريا كان على طاولة التخطيط.و من شبه المؤكد أن إعادة تخطيط مجالي سياسي ما بعد حربي لغزة كان يتم التفكير فيه من طرف الحكومحة الإسرائيلية.

و بالفعل كانت المفاوضات بين بريتش غاز الرسميين الإسرائليين جارية في أكتوبر 2008 ,2-3 أشهر قبل بداية قصف الطيران الحربي في 27 ديسمبر.

وفي نوفمبر 2008 قام وزير المالية ووزير البنى التحية باعطاء أوامرهما لشركة الكهرباء الإسرائيلية بالدخول في مفاوضات مع بريتش غاز من أجل شراء الغاز الطبيعي من بي جي المستخرج من شواطئ غزة.(غلوبز, 13 نوفمبر 2008(

« وزير المالية الجنرال أرون أرياف ووزير البنى التحتية الجنرال هازي كوغلر كتبا حديثا الى مدير شركة كهرباء إسرائيل عاموس لاسكر لأعلامه بقرار الحكومة بالسماح بالتقدم في المفاوضات بالتوافق مع برنامج العمل الذي وافقت عليه في بداية السنة.

وافق فريق عمل شركة الكهرباء الإسرائيلية الذي كان على رأسه الرئيس موتي فريدمان على مبايءالتفاوض منذ أسابيع قليلة.وسوف تبدأ المفاوضات عندما تتوفر أسس صلبة لها ».(غلوبز, 13 نوفبر 2008(

 

غزة والجغرافيا السياسية للطاقة

إن الإحتلال العسكري لغزة يهدف الى تحويل السيادة على حقول غاز غزة الى إسرائيل وهو ما يشكل إنتهاكا للقانون الدولي.

ماذا سوف يحدث بعد الغزو؟

ما هي نوايا إسرائيل في علاقة بإحتياطات فلسطين من الغاز؟

إعادة هيكلة مجالية مع وجود قوات إسرائلية و/أو « قوات حفظ سلام »؟

عسكرة كامل شواطئ غزة,وهي الشواطئ الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل؟

المصادرة غير القانونية لحقول الغاز الفلسطينية و الإعلان من جانب واحد لسيادة إسرائيل على المياه الإقليمية لغزة؟

إذا كان ذلك هو ما سيحصل فان حقول غزة سوف تلحق بالمنشآت الإسرائيلية و هي الملاصقة لمنشأت قطاع غزة(الخريطة رقم 1 في الأعلى.(

إن هذه المنشآت البحرية المتنوعة ترتبط كذلك بالشبكة الإسرائيلية لنقل الطاقة التي تمتد من ميناء إيلات,وهونهاية خط أنبيب لتقل النفط على البحر الأحمر,الى ميناء عسقلان وهو ذلك نهاية خطط أنابيب لنقل النفط,ثم الى الشمال باتجاه حيفا و من الممكن الى ميناء سيهان التركي من خلال خطط أنابيب تركي-إسرائيلي مقترح.

سيهان هو نهاية لخطط أنابيب باكو-تبليسي- سيهان العابر لبحر قوزين. »ما هو مخطط له هو ربط خط أنبيب بحر قزوين مع الخط العابر لإسرائيل خط أنابيب إيلات-عسقلان المعروف كذلك باسم إسرائيل تايبلاين »( أنظر مايكل تشوسودفسكي, الحرب على لبنان والمعركة من أجل النفط,غلوبالريسرتش, 23 جويلية 2006.(

 http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=11680

 

ترجمة : محمد البلطي

 


 

 

شباب الرديف يركب « قوارب الموت » من أجل ملاذ آمن..

 

نجح في الفترة الأخيرة المئات من شباب مدينة الرديف من الوصول إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط عبر « قوارب الموت » المنطلقة من ليبيا، وقد تحدوا بذلك كافة العراقيل والمخاطر التي تحف بمثل هذه الرحلات.

ويبدو حسب العديد من المصادر المطلعة من قلب مدينة الرديف النابض بالنضال والتضحية بأن عدد الواصلين في الفترة الأخيرة قد تجاوز الأربعمائة على أقل تقدير دون طوابير الشباب الذين لا زالوا بإنتظار موعد « رحلاتهم« .

وقد أكد الكثير من الواصلين إلى إيطاليا وتحديدا مدينة لمبادوزا على « التعامل » الإنساني من قبل سلطات الحدود الإيطالي في ظل حضور مكثف للهيئات الإنسانية و على رأسها منظمة الصليب الأحمر بالإضافة للعديد من منظمات الحقوقية والتي أبدت تعاطفا وإهتماما لا بأس به في الإحاطة المعنوية للشباب الرديف.

ويبدو أن الإهتمام الكبير بشباب المدينة الثكلى يرتكز على قساوة الواقع الذي تعيشه مدينة الرديف منذ ا أشهر من قمع مفتوح و إعتقالات وترهيب و تعذيب وقتل مما دفع بخيرة أبنائها للهجرة السرية،لاسيما وأن من الواصلين بعض الشبان الذين لازالت أجسادهم المنهكة والمتعبةتحمل آثار التعذيب وخاصة أثار الرصاص الذي إخترق عضامهم ذات يوم من جوان 2008.

لقد إختار هؤلاء الشباب الهرب من جحيم بلدتهم التي أصبحت ثكنة عوض أن تكون جنة وهم الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الظفر بفرصة حقيقية لحياة كريمة عبر تشغيلهم و إنتشالهم من البطالة المزمنة التي عمت كل عائلة رغم الثروات الباطنية الهائلة الرابضة في جبال الفسفاط.

« الإستعمار أرحم » رددها شيخ بعد أن ودع إبنه الشهيد، شهيد الحرية، شهيد الكلمة، شهيد الحق، البطل  » حفناوي المغزاوي ». ما كان شيخنا الجليل أن يطرد ويقاوم المحتل الفرنسي لينعم فلذة كبده برصاص الغدر و الجبن و هو لم يتجاوز العشرين من عمره.

« الإستعمار أرحم » صيحة مزقت صمت العشيرة، أطلقها « الحاج العيد » الذي آمن بأن تونس هي لكل التونسيين لكنه علم بأن جنازته ستنتظر ليلة العيد لكنها لن تنتظر العزيز على قلبه الحفناوي ليواريه التراب مع أهله ورفاقه..

« الإستعمار أرحم » حكمة الأب الذي إنتصر على الموت بين ثنايا دواميس الفسفاط وهو يجمع أشلاء أحد فتيانه الذي إحترق بالكهرباء، فإحتقرت قلوب أحبابه وخلف لوعة وحسرة..حسرة على بلد ينفق أسياده المليارات على الإحتفال بـ »الإستقلال » في الوقت الذي يتخبط أبناء المقاومينو »الفلاقة » في الفقر والخصاصة ولا ينالهم سوى الإقصاء والتهميش..

« الإستعمار أرحم » إنطلقت من بين ثنايا قلب مكلوم، من شفاه شيخ طاعن في السن وهو يودع أحد أبنائه المغامرين في قلب البحر من أجل فرصة للحياة بعد أن لفظته مدينته الذي إحتلها البوليس بالآلاف و أضحت « منطقة عسكرية« .

هكذا طرد الآباء والأجداد فلول الإستعمار ورضي معضمهم بمنحة لا تتجاوز المائة دينار، ليأتي اليوم الذي يُدفع فيه أبنائهم لملاحقة « الإستعمار » إستجداءا لفرصة في الحياة، وفي طياتهم ولاء أعمى لتونس..

هاجروا بالعشرات وغادرو حضن البلد الدافيء ولعلهم بذلك يساهمون في حل الأزمة التي أفضت لإنتفاضة، وإنتفاضة كشفت عورة النظام ووحشيته واستبداده..

« تونس أوّلا » شعار رفه العشرات من الشباب الرديفي وهم على قارب الموت أو النجاة، من يعلم، فالفرصة مرتهنة بحالة البحر والطقس..

« تونس أوّلا » شعار تمسك به شباب الرديف و هم يودعون أمهاتهم و إخوانهم وأباهم وتراب مدينتهم التي إحتلها  » تتار » النوفمبرية..

« تونس أوّلا » شعار صدحت به آلاف الحناجر في الرديف بعد أن رددوا « شغل.. حرية.. كرامة وطنية.. » و « الثبات.. الثبات ضد حكم المافيات.. »

« تونس أوّلا ».. تونس العطاء،

تونس الصمود،

تونس التضحية،

تونس التضامن الرفاقي،

تونس المقاومة،

تونس الشعب الكادح،

تونس الدغباجي،

تونس حشاد،

تونس الطاهر الحداد،

تونس الفلاقة،

تونس البركاتي،

تونس العمال والفلاحين،

تونس المساواة،

تونس الحرية

لقد حملوا على أكتافهم المنهكة تُونسهم/الحلم، مخلفين ورائهم تونس الإستبداد للطغمة الدستورية، مُقريين العزم على العودة لطرد المعتدين.

 

صـامد

)المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 جانفي 2009(

 


 

تونس : اعتقال صحافي لعدة ساعات ومصادرة معداته

 

تعرّض مراسل قناة الحوار التونسي أيمن الرزقي للتوقيف في السادس من كانون الثاني/يناير 2009 فيما كان متواجداً في منستير (على بعد 130 كلم جنوب تونس العاصمة) يجري مقابلة هاتفية مع الكاتب محمد ذكري، مراسل أسبوعية الطريق الجديد التابعة لحركة التجديد المعارضة. وقدأفاد مراسلون بلا حدود بما يلي: « حوالى الساعة العاشرة، أقدم عناصر من الشرطة السياسية بلباس مدني على توقيفي واقتادوني إلى مركز شرطة منستير حيث صادروا التسجيل وأجبروني على العودة إلى تونس على الفور كما أنهم هددوني لمنعي عن العودة ». الجدير بالذكر أن المقابلةمع الكاتب كانت تدور حول الترهيب الذي تمارسه الشرطة عليه. وأضاف أيمن الرزقي قائلاً: « يبدو جلياً أن السلطات كانت تتنصّت على هاتفي وعلى علم بهذا اللقاء في منستير« .

 

) المصدر: موقع « مراسلون بلا حدود » بتاريخ 9 جانفي 2008 (

الرابط :

http://www.rsf.org/article.php3?id_article=29924

 


 

هل من وقفة من أجل إطلاق سراح المنصف القاسمي؟

)الذي اعتقل في ديسمبر الماضي بعد 18 سنة من الإختفاء في وطنه تونس(

 

 المنصف القاسمي هو احد أبناء حركة النهضة أصيل مدينة غار الدماء من ولاية جندوبة حُوكم مثل ما حوكم  الآلاف من إخوانه إلا انه نجح طيلة 18 سنة أن يبقى فارا مختفيا في منزله مع زوجته وأبنائه لم يتمكن من الالتحاق بأوروبا للحصول على اللجوء السياسي.

 

كان يتابع الأحداث عن كثب ولما عرف أن آخر دفعة من أبناء النهضة غادرت السجن ظن أن هذا الملف قد أغلق وأراد أن يجعل حدا لاختفائه ويعيش حياته بصفة طبيعية واختار مناسبة عيد الأضحى ليضع حدا لماساته .

 

إلا أن السلط الأمنية قامت باعتقاله بطريقة استعراضية تذكرنا بسنين الجمر وبقي في المنطقة لمدة أربعة أيام ليحول بعدها إلى سجن الكاف ويمثل أمام المحكمة ويحاكم بستة سنوات نافذة وهو الآن في السجن المدني بالكاف .

 

لذا ندعو كل المنظمات والضمائر الحية إلى تبني قضية القاسمي والتحرك من اجل إطلاق سراحه.

 

رقم هاتف زوجته: منجية القاسمي

78664419

23900056

 

محمود البلطي

 

)المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 9 جانفي 2009(

 


 

الحرية للدكتور الصادق شورو « 

 » الحرية لجميع المساجين السياسيين « 

الجمعية الدولية

لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس

e-mail:aispptunisie@yahoo.fr

تونس في 08 جانفي 2009

 

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

إنتقل اليوم الخميس الى رحمة الله تعالى السجين السياسي السابق السيدمحسن ميهوب بعد غيبوبة دامت قرابة 23 يوما بالمستشفى الجهوي ببنزرت في سنيناهز  53  عام بعد تعرضه إلى جلطة دماغية يوم 16 ديسمبر 2008 .

وقد قضى داخل السجون التونسية ما يقارب 11 سنة ذاق فيها شتى أنواعالتعذيب عند الايقاف التعسفي و مرورا بالظروف السجنية القاسية داخلالسجون التونسية حيث أصيب مرتين بالغيبوبة ألاولى في أقبية الداخليةوالأخرى بسجن المهديةنسأل الله أن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان وأن يتقبله الله فيجنان الفردوس وأن يحفظ الله بقية المساجين السياسيين المسرحين مما خفي منتبعات التنكيل في مخافر الأمن ومن أهوال السجون التي مروا بها.

 

 فرع بنزرت

الهيئة المديرة

 


 

حوار مع زوجة المناضل المعتقل عدنان الحاجي

 

زرنا الأخت « جمعة الحاجي » زوجة المناضل المعتقل عدنان الحاجي فوجدناها امرأة تختزل بذاتها خصائص مدينة « الرديف » و أهلها : مزيج من الصلابة و العطاء السخي ، معجونة من الألم الدفين و الأمل المشع ، خليط من الشموخ و التواضع . آلام أهلها أعلى من آلام جسدها.

استقبلتنا بحفاوة و أجابت عن أسئلتنا فكان هم أهالي الحوض المنجمي أسبق عندها من همها الشخصي .

 

الموقف : كيف كان تفاعلكم مع الأحكام الصادرة على عدنان و رفاقه ؟

 

جمعة الحاجي : لا أعتبر ما حدث محاكمة لأني يومها تصورت نفسي في ثكنة فأعداد أعوان البوليس بمختلف أشكالهم فاقت أهالي المساجين و زادت عن عدد المحامين و النشطاء الحاضرين . فنحن كنا إزاء مسرحية سمجة لم يسمح خلالها للمحامين بالترافع و منع المعتقلون من التعبير و رفعت جلسة المحاكمة بشكل اعتباطي . و قد طلب منا إخلاء قاعة المحكمة في حدود الثالثة ظهرا و تم تعنيفنا لإجبارنا على المغادرة و لكننا صمدنا و تمسكنا بحقنا و ظللنا مرابطين و مع تدخل رئيس الرابطة أبقى علينا داخل المحكمة إلى حدود العاشرة ليلا حيث رفعت الجلسة و خرجنا ثم اتصل بنا المحامون و أبلغونا بالأحكام الصادرة التي أصابتنا بالذهول و الدهشة خاصة و أن المحاكمة لم تقع في نظرنا فضلا عن الإخلالات التي رافقتها . لقد خيل إلينا أن الأحكام كانت جاهزة تنتظر الإعلان عنها فقط.

 

الموقف : ما هي آخر الأخبار عن الأوضاع الصحية للسيد عدنان الحاجي و عن المعاملة التي يلقاها في معتقله ؟

 

جمعة الحاجي : الجميع يعلم حقيقة ظروف المساجين في تونس و بالخصوص مساجين الرأي ، و زوجي تعرض إلى سوء المعاملة و محاولة التعنيف حيث أجبروه على نزع ملابسه في البرد القارس لسجن القصرين و هم يعلمون جيدا حالته الصحية الحرجة و أنه يعيش بكلية وحيدة و لكن معنوياته مرتفعة جدا لإيمانه العميق بالقضية التي سجن من أجلها. أما الأهم في حالة البشير العبيدي الذي تعرض إلى التهاب رئوي حاد يهدد صحته بشكل جدي و مما يزيد الأمر تعقيدا حرمانه من الأدوية اللازمة التي توفرها أسرته . و الأخ البشير العبيدي مهدد اليوم فعليا و يحتاج على الأقل إلى تغيير سجنه و تمكينه من العلاج و الأدوية اللازمة و قد سبق له أن أصدر نداءات في الغرض و لكن السلطة لا تزال تصم أذانها إزاء هذه المأساة . و ها أنا أكرر النداء لجميع الضمائر الحية لإنقاذ البشير العبيدي .

 

الموقف : و كيف كانت رد فعل الأهالي في الحوض المنجمي على الأحكام الصادرة ؟

 

جمعة الحاجي  : » يوم الجمعة أي بعد يوم واحد من صدور الأحكام خرج أهالي الرديف كلهم يهتفون بأسماء المعتقلين و يعبرون عن رفضهم للأحكام كل بطريقته الخاصة و من بين الشعارات المرفوعة ذات الدلالة العميقة : « كان عدنان مشى ثمة ألف عدنان آخر ». أما السلطة فكان ردها بإقتحام المنازل و إعتقال الشبان الذين شاركوا في الإحتجاج على صدور الأحكام الجائرة .

 

الموقف : أحزاب المعارضة المستقلة و الفعاليات المدنية نشطت في مساندة أهالي الحوض المنجمي ، كيف تنظرين إلى هذه المساندة و ماذا تنتظرين من هذه القوى ؟

 

جمعة الحاجي : نحن نرحب بكل صوت مساند مهما كان شكل المساندة و مهما كان مصدرها و مهما كانت درجتها و نحن بصدق نعتبر هذه المساندة التي لمسناها فعليا مشرفة و بهذه المساندة نحن نكون أقوى و أقدر على الصمود و الإستقرار . كما نرجو أن تكون جهود هذه القوى مثمرة و تنجح في إطلاق سراح كافة المعتقلين و إعادة الإعتبار إليهم و رفع المظالم المسلطة على أهلنا .

 

الموقف : لاقت زيارة قوى سياسية و مدنية فرنسية لأهالي المنطقة هجوما شرسا من السلطة ووسائل الإعلام الناطقة بصوتها ، كيف تقيمون هذا النوع من المساندة ؟

 

جمعة الحاجي : نحن يشرفنا كل من يمد لنا يد المساعدة في هذه الأيام العصيبة و كل صوت إنساني حر نستقبله بالترحاب من أجل إطلاق المعتقلين ووضع حد لمعاناتهم و رفع المظلمة عن أهلنا و لا نعير إهتماما لما تقوله دعاية ملموسة لم تعترف بوجودنا طوال أيام المنحة و إكتشفتنا اليوم .

 

الموقف : لاحظنا كثافة المساهمة النسائية في الحركة الإحتجاجية ، كيف تفسرين هذه الظاهرة و ما الدور الذي تضطلع به المرأة في هذه الفترة الحرجة ؟

 

جمعة الحاجي : إن قضيتنا بثت وعيا حادا و عميقا في الجميع سواء المرأة المتعلمة أو غيرها فما حدث بسببه انتفاضة الشغل الكريم تعرفه المرأة و تكتوي بناره على مر الأيام . أما الآن فإن المرأة تشعر بالعجز عن الحركة و التعبير نتيجة العدد المهول لقوات البوليس الذي يكاد يفوق عدد الأهالي و هذه القوات مكلفة بقمع كل تحرك . إضافة إلى ذلك فإن المرأة الأخت و الأم و الزوجة لا تخشى من الضرب و الإعتقال فحسب بل تخشى مما وراء الإعتقال من هتك للأعراض و الأهالي في المنطقة يخشون هذا الأمر خشية بالغة . و لكن في كل مجلس و في كل بيت فإن مدار الحديث و الحوار هو الوضع الراهن و قضية المعتقلين . و المرأة في الحقيقة لم تقم سوى بدورها الطبيعي لا أكثر و لا أقل .

 

الموقف : خلال الإنتفاضة و بعدها راجت دعاية رسمية تفيد بحل جميع المشاكل التي كانت أصلا للإحتجاج ، ما مدى صحة هذا الأمر ؟

 

جمعة الحاجي : ( إبتسمت طويلا قبل الإجابة) أنا كمواطنة لا أرى شيئا مما ادعته الجهات الرسمية . و أضرب لك مثلا عن تواصل نفس الأوضاع أنه هناك عددا من الشبان الذين هاجروا سرا إلى أوروبا مسجلون إلى حد الآن على أساس أنهم يعملون في قطاع الحظائر أو المناولة في حينأن البعض يتقاض أجورهم على تفاهتها و يحولها لحسابه الخاص هؤلاء الذين يمارسون مثل هذه الممارسات هم جزء هام من مأساة الرديف و شقاء أهلها و تعفن أوضاعها فالفساد و الرشوة مستمران . و يكفيك أن تتجول في مدينة الرديف الصغيرة لترى عشرات العاطلين في الشوارع و المقاهي . و حتى التشغيل الوقتي ذي الأجر المضحك يحتاج إلى رشوة للحصول عليه . خلاصة القول في الرد على الإنجازات المفترضة أنه لا شيء تحقق يحل مشاكل المنطقة .  

 

الموقف : كيف تفاعلتم مع خبر رفع التجميد عن السيد عدنان الحاجي ؟

 

جمعة الحاجي : أعتقد بصدق أن عدنان لم يرتكب جرما ليتم تجميده و لم يفعل شيئا ليرفع عنه التجميد و لكن هذا القرار مناسب و صائب و يسند قضية عدنان الحاجي و قضية معتقلي الحوض المنجمي جميعا .

 

الموقف : هل من نداء توجهينه للقيادة النقابية ؟

 

جمعة الحاجي : أشكر القيادة النقابية على وقفتها و أناشدها مواصلة هذه المساندة و دعمها حتى نهاية هذه المظلمة و أعتبر مواقفها و تحركاتها ضمن المسار الصائب و تمثل سندا قويا للمعتقلين و قضيتهم قد تدفع السلطة في نهاية المطاف إلى مراجعة مواقفها . ثم إني أثمن تحركات جميع النقابيين من مختلف القطاعات و المستويات .

 

الموقف : و هل من كلمة توجهينها إلى سلطة الحكم ؟

 

جمعة الحاجي : أطلب منهم العودة إلى رشدهم و أقول لهم أن هؤلاء المعتقلين لم يرتكبوا أي جرم حتى ينالوا هذا العقاب القاسي . و أقول لهم أن المعتقلين في حاجة إلى حريتهم و أن عائلاهم و زوجاتهم و أبنائهم في أشد الحاجة إليهم . أناشدهم أن يوقفوا هذا التشرد الذي أصابنا بعد إعتقال أزواجنا . أقول لهم :  » راجعوا موقفكم من المنطقة و أهلها الآن و ليس غدا« .

 

الموقف : هل من نداء إلى قوى المعارضة و المجتمع المدني ؟

 

جمعة الحاجي : لا تتوقفوا عن جهودكم المشرفة حتى ترفع عنا المظلمة و لا تستهينوا بأي عمل فكل كلمة و كل حركة تسندنا و تقوي عزائمنا و تساعدنا على الصمود .

 

الموقف : كيف تفاعل أفراد أسرة عدنان الحاجي مع الحكم الصادر ضده ؟

 

جمعة الحاجي : عنان له بنت وحيدة تألمت و تأزمت في البداية و لكنها الآن في وضع أفضل و قد أشعرها تضامن الأحزاب و المنظمات بأن أباها ليس معزولا و أن قضيته عادلة و مشرفة . أما أنا فأبذل ما في وسعي كأم للتخفيف عليها و أنسي نفسي و معاناتي في غالب الأحيان.

 

الموقف : أخت جمعة نشكرك على صبرك علينا و رحابة صدرك و حفاوتك و نرجو أن نزورك و عدنان في رحاب بيته و بين أفراد أسرته و جميع رفاقه المعتقلين الأحرار .

 

جمعة الحاجي : مرحبا بكم و أملي أن يكون لقاؤنا المقبل بحضور عدنان و رفاقه .

 

أجرى الحوار :عبد الجبار الرقيقي

 

المصدر : جريدة الموقف

 


 

الطريق الجديد أو عندما تصبح صحيفة يسارية تقدمية حكرا بيد فرد واحد

 

منذ تحول صحيفة الطريق الجديد التي يصدرها حزب حركة التجديد إلى أسبوعية في جانفي 2008 بعد أن كانت تصدر بصورة شهرية، علق عدد غفير من المراقبين الكثير من الآمال على قدرة هذه الوسيلة التي كانت إحدى منارات الإعلام خلال الحكم البورقيبي في مزيد كسر الشرخ الإعلاميالتي تسيطر الحكومة عليه بقبضة من حديد، وبتطعيم هيئة التحرير بأقلام كفئة سواء تلك الناشطة في حركة التجديد أو من المستقلين حزبيا من اليساريين المستقلين، استبشر العديد منا خيرا في هذا المولود الجديد- القديم.

غير أنه بمرور الأسابيع والأشهر تبين لنا أن تلك الآمال لم تكن سوى أضغاث أحلام لما بدر من عدد محدود من أعضاء هيئة التحرير وعلى رأسهم رئيس التحرير هشام سكيك من سلوكيات أثبتت على الملأ تجذر العقلية الاقصائية والوصائية لدى من يدعي الدفاع عن حرية الرأي والتعبير.

عديدة هي الممارسات التي تثبت أن الادعاء بكون حركة التجديد قد اتخذت خطا سياسيا جديدا منذ اتمام مؤتمرها الماضي المنعقد صيف 2008 تعيد بنا إلى نقطة الصفر.

أولاها: كثيرة هي المقالات التي تم اقتراحها من طرف مناضلين ونشطاء قريبين فكريا من حركة التجديد إلى هيئة تحرير الصحيفة ولكن يقوم رئيس التحرير بعدم نشرها سوى لا لكونه يشم منها رائحة قريبة من مجموعة الأمين الأول السابق محمد حرمل.

ثانيها: إلغاء عدد من الأركان القارة لكتاب تعودوا الكتابة سابقا في الطريق الجديد، نظرا لوكن هشام سكيك في خلاف شخصي معها، وهو أثار حفيظة عدد من النشطاء من القريبين حتى من رئيس التحرير.

ثالثها: افتقار هشام سكيك للحس الإعلامي والحنكة الصحفية، ولم يتجاوز دوره سوى المراقبة الدقيقة للمقالات المنشورة بما تتلاءم ورؤيته الخاصة الوحيدة للأشياء وهو ما دفع للاحتجاج على مثل هذا السلوك في طور أول ثم الامتناع عن الكتابة أصلا في طور ثان بالرغم من التدخلات التي قام بها عضو الحركة عادل الشاوش.

رابعها: كل من يعرف هشام سكيك في السابق، يشهد لهذا الرجل القدرات الكبيرة التي يتمتع بها في حبك الدسائس بين المناضلين في الحزب، ونسجه للمؤامرات التصفوية ضدهم، وهو ما يفسر في جزء منه انسحاب المئات من أعضاء الحزب الشيوعي سابقا واختيارهم العمل المستقل.

خامسها: لا أحد يفهم لماذا اختارت حركة التجديد وبالتحديد أمينها الأول أحمد إبراهيم شخصية غير كفئة لهذه المهمة، ونرجو أن لا تكون عوامل الصداقة القديمة هي التي كانت خلف اتخاذه مثل هذا القرار.

من موقعي كناشط سياسي أنتمي للفكر العلماني التقدمي أدعو هياكل الحزب إلى اتخاذ قرار بتنحيته عن هذه المهمة، وأعتبر نفسي معني بالدفاع عن الطريق الجديد لكي تكون منارة للاعلامي التقدمي العقلاني الذي تحتاجه بلادنا، ولن أتوان عن تقد سلوكيات الانفرادية التي تمارس من قبل أشخاص يجب عليهم أن يتقاعدوا سياسيا مثلما تقاعدوا مهنيا.

 

مناضل علماني ناشط في حركة التجديد

 


 

آه، لو كنت حاكما عربيّا

 

    سليم سالم

salimsalem@hotmail.fr 

                                                

أيها العرب في الشرق و الغرب و أينما كنتم، اسمعوا و عُوا ما سأقوله لكم،فلعلي لا ألقاكم في عامكم القادم و بعد حربكم هذه،لتبلغوا ما أريد قوله لحكامنا فتكونوا شهداء عليهم  بالقسط، ويكون العالم عليكم شهيدا.

أيها النّاس لو كنت حاكما عربيّا،لتخليت عن ألقابي الزائفة وهتفت بحياة أبطال المقاومة الباسلة في غزة ، ودعوت الله أن ينصرهم نصرا مبينا لا هزيمة بعده وأطلقت سراح كل المساجين و خاصة منهم مساجين الرّأي  وأصدرت أوامري لكل الأئمة والصالحين من شعبي أن يصلوا على شهداء المقاومة والضحايا من المدنيين صلاة الغائب إثر كل صلاة مكتوبة.

لو كنت حاكما عربيّا لأمرت بفتح كل المعابر، وأمرت شعبي باحتضان المقاومة وتوفير الغذاء والملبس والمسكن لكل اللاجئين. لو كنت واحدا من هؤلاء لعملت على طرد سفراء اسرائيل والقائمين بأعمالها من كل البلدان العربية والإسلامية تضامنا مع الشعب الفلسطيني البطل تماما كما فعل صديق الشعوب   وحركات المقاومة و التحرر في العالم( هيقو شافيز)  الرئيس المنتخب  لفنزويلا رغم أنف الإدارة الامريكية   رمز الهيمنة والوحشية .  وحتى لا أطيل عليكم، لو كنت واحدا من أصحاب الجلالة أو الفخامة لزوجت بناتي الغاليات والجميلات و الحبيبات إلى قلبي والمتعلمات والعارفات بدواليب الحكم والسياسة من أبطال المقاومة،إن قبلوا مني عرضي وشرفوني  بذلك، ولن يزيد ذلك بناتي إلاّ تكريما وتشريفا وأوصيت أولادي بالتوقف  الفوري عن التفكير في خلافتي في الحكم ناصحا إياهم و كل أبناء شعبي أن يبايعوا هؤلاء الأبطال على السمع و الطاعة في المنشط و المكره  وناديت في النّاس أن هلّموا  لاجتماع جامع أعلن فيه انسحابي الفوري من الحكم وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة ليختار الشعب من هو أولى منّي بقيادة النّاس وخدمتهم. فشتان   بين من قاد شعبه للنصر و العزة و الكرامة ، وبين من قاده للهزيمةو التبعية و الهوان . لو كنت واحدا من هؤلاء لتنحيت عن الحكم، ورشحت أبطال المقاومة لحكم البلاد وخدمة النّاس، فهم أولى منّي بذلك، لأنهم أكثر مني شجاعة وصمودا وإخلاصا للوطن والدّين والأمة، وهم الأقدر على مقارعة الأعداء و كل أنواع المخاطر ما ظهر منها و ما بطنوالأكفأ على رفع التحديّات، كيف لا، وهم الذين مرغوا ما يسمى بأسطورة الجيش الإسرائيلي       le Sahel في التراب، وهم الذين قهروا بأرواحهم الطاهرة وإيمانهم الصادق الذي لا يتزعزع في نصر الله ترسانة الحرب المجهزة بأحدث الأسلحة وطائرات ف 16والقنابل العنقودية والفوسفورية المحرمة دوليا.  

لو كنت مكانهم لبعت القصور الملكية والرئاسية في البلاد وخارجها والتي لا تُحصى ولا تُعد في المزاد العلني وسلمت ثمنها و ريعها باسم الشعب لِمستحقيها من الفلسطنيين الذين يقاومون أعتى ترسانة حربية في شرقنا الإسلامي نيابة عن الأمة كلها. وكذلك أفعل بالمنتجعات الشتوية و الصيفية . ولن أنسى أيضا أن أبيع التحف النادرة، و المجوهرات والصور التذكارية وأسلم ريعها للأيتام والأرامل، فهم أولى بها من (كونزاليزا رايس). كما أني لن أنسى أن أصدر أوامري المرعية للخدم والحشم و القائمين والقائمات على خدمة أصحاب الجلالة والفخامة أن يتبرعوا بيوم عمل لأطفال فلسطين. ولن أنسى أيضا وصيفات الملكة والأميرات التبرع بيوم عمل لصالح قضية العرب الأولى ، فهن أيضا يشغلهن حال الفلسطنيين لأنهن  وطنيات كسيداتهن والحمد لله على ذلك كثيرا.

أصحاب الجلالة فينا والفخامة،ألا يقرءون التاريخ.؟ ألا يعرفون أن صلاح الدين وهو الكردي المملوكي ما دخل التاريخ إلاّ لأنه كان البطل المناسب لتحرير القدس الشريف من سيطرة الصليبيين الحاقدين وظلمهم و ظلماتهم، فأحبه الشعب وزوجوه أرملة الخليفة الصالح نورالدين ونصبوه عليهم حاكما لأنهم يعرفون أنّه القوي الأمين، وأنه بخلافة المسلمين جدير! فالشرعية السياسية تُكتسب اكتسابا وعلى مرأى و مسمع من النّاس أجمعين، ولا تُسرق سرقة على حين غفلة أو بهتة من أصحابها الشرعيين. ألا يعرف هؤلاء أن الإمارة أو لنقل خدمة المواطنين مسئوليةوأمانة ، وهي خزي و ندامة إلا من أوتيها عن حق وأداها على أحسن وجه؟ لو يعلم هؤلاء ما ينتظرهم بسبب خياناتهم وعجزهم لبكوا كثيرا واكتفوا ببيت صغير يؤويهم بدل القصور الفاخرة،وبمركب بسيط هنيء يستعينون به على وعثاء السفر بدل الأساطيل من السيارات والطائرات الضخمة ،ولاكتفوا ببدلتين، واحدة للصيف والربيع وأخرى للشتاء و الخريف بدل مئات البدلات من الحرير الناعم . لو عرفوا ما ينتظرهم يوم لا ينفع مال و لا بنون لاكتفوا بِلُقيمات من الرزق الحلال الطيب يقمنا بها أصلابهم ،ولكنه الطغيان يُعمي البصر  البصيرة. لَمّا عرفت ما ينتظر أصحاب الجلالة والفخامة ، قررت أن  أنجو بجلدي قبل فوات الأوان فأفعل كل ما في وسعي لتعود الأمور إلى أهلها الشرعيين، وإذا ما استقرت لهؤلاء الأمور، وهو ما أتمناه لهم، أنصحهم أن يتحالفوا مع رئيس وزراء تركيا( طيب أردوغان) وكذلك أوصيهم أن يفعلوا  مع ( هيقو شافيز) نصير حركات التحرر و المستضعفين وما يسمى بالعالم الثالث أو الرابع، من يدري؟َ! أوصيهم أن يتصلوا أيضا ب( باراك حسين أوباما ) الرئيس الأمريكي المنتخب ويحذروه من اللوبيات الصهيونية و التورط في السياسة الفاشية لأسوء رئيس عرفته الولايات المتحدة الأمريكية سلفهالدموي (جورج بوش).افعل كل ما في وُسعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ثم انقطع للعبادة الخالصة لله ، من صيام وصلاة وذكر و تسبيح واستغفار جاعلا الدّنيا وراء ظهري  عسى الله ان يغفر لي ما فرطت  في حق هذه الأمة وفي كرامتها. آه، لو اقتدى حكامنا ب(سوار الذهب) لخرجوا منمزبلة التاريخ ليدخلوا التاريخ من بابه الواسع فيُكتب لهم الخلود، ولكن:

 

       لقد أسمعت لو ناديت حيّا     ولكن لا حياة لمن تنادي.


 

نظام الاقتراع في تونس:

 من إقصاء المعارضة إلى تعزيز حضورها في مجلس النواب (1 من 2(

 

بقلم الأستاذ: زهير المظفر

 

ما فتئ نواب بعض أحزاب المعارضة يدعون إلى مراجعة أحكام المجلة الانتخابية رغم عديد التعديلات التي أدخلت على هذه المجلة منذ تحول السابع من نوفمبر 1987.

 

وقد استجاب رئيس الجمهورية فعلا إلى عدة مقترحات لهذه الأحزاب من أجل مزيد تعزيز شفافية العملية الانتخابية حتى تبقى صناديق الاقتراع هي مصدر الشرعية. وما يشدّ الانتباه هو دعوة بعض نواب المعارضة إلى اعتماد نظام التمثيل النسبي أو الاقتراع الفردي بحجة تعزيز المسار الديمقراطي التعددي والتخلي بذلك عن نظام الاقتراع الحالي الذي يجمع بين الأغلبية والتمثيل النسبي والحال أن هذا النظام الذي أقرته المجلة الانتخابية ما انفكّ يعزّز حضور المعارضة في مجلس النواب من انتخابات إلى أخرى. وهو ما يطرح التّساؤل عمّا إذا كانت هذه الدعوة كفيلة بتحقيق هذا الغرض أم أنّها مجرّد شعار يرفعه البعض بدون إدراك عميق لواقع التعددية الناشئة في البلاد والتي يسعى رئيس الجمهورية إلى ترسيخها بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة.

 

ومما لا شكّ فيه أنّ اختيار نظام اقتراع معين يقوم على اعتبارات سياسيّة. فقد بيّنت مختلف الدراسات المتعلقة بالانتخابات وخاصة التي قام بها موريس دي فرجي في كتابه «الأحزاب السياسية» أن لطريقة الاقتراع تأثيرا مباشرا على تمثيل الأحزاب في البرلمان، فالاقتراع بالأغلبية يساعد الأحزاب الكبيرة على الفوز بالمقاعد نظرا لانتشارها في كافة الدّوائر وقدرتها على استقطاب أكثر ما يمكن من أصوات الناخبين، في حين أنّ طريقة التمثيل النسبي تساعد الأحزاب الصغيرة على الحصول على عدد من المقاعد في البرلمان بحسب ما أحرزته من أصوات. علماوأنّ جميع نظم الاقتراع تتيح للأحزاب الكبيرة الفوز بأكثر عدد من المقاعد على حساب الأحزاب الصغيرة.

 

وقد أخذت تونس منذ انتخاب المجلس القومي التأسيسي في 25 مارس 1956 بنظام الاقتراع بالقائمة بالأغلبية في دورة واحدة. فقد نص الفصل 16 من الأمر العلي المؤرخ في 6 جانفي 1956 المتعلق بانتخاب المجلس التأسيسي: «تجري الانتخابات على قاعدة الاقتراع على القائمة التي تحرز على الأغلبية في دورة واحدة. يجب أن تشمل قائمة المترشحين على عدد من المترشحين يساوي عدد المقاعد الواجب تسديدها. لا يمكن للناخب أن يقترع إلا على المترشحين المرسمين بالقائمة وبحجر الخلط بين القوائم والتشطيب على أسماء المرسمين بالقائمة. وتلغى الأوراق التي لاتتوفر فيها الشروط السابقة. تعتبر منتخبة قائمة المترشحين التي تحرز على الأغلبية النسبية. وإذا ما أحرزت عدة قوائم عددا متساويا من الأصوات يجب إعادة الاقتراع. وترتب دورة انتخابية ثانية، ثمانية أيام بعد الدورة الأولى».

 

ولم يعرف هذا النظام استثناء إلا بمناسبة تنظيم الانتخابات التشريعية في 4 نوفمبر 1979 والمتمثل في اعتماد قاعدة: «القائمات المضاعفة»، وهذه الطريقة تلزم كل حزب أو منظمة تشارك في الانتخابات بتقديم قائمات يساوي عدد المترشحين فيها ضعف عدد المقاعد.

 

وتم التخلّي عن هذه الطريقة في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت في 1 نوفمبر 1981 والعودة إلى طريقة الانتخاب بالقائمة المحرزة على الأغلبية.

 

وقد استندت فلسفة نظام الاقتراع بالأغلبية في دورة واحدة إلى قاعدتين أساسيتين: نظام القائمة، أي تعدد الترشحات في الدائرة الواحدة تفاديا لشخصنة الترشحات والرجوع بالبلاد إلى العروشية والقبلية، ونظام الأغلبية في دورة واحدة لأنّه كفيل بدرء تشتت الأصوات وغياب أغلبية برلمانية تمكّن الحكومة من تنفيذ برامجها».

 

ولكن مع أن نظام الأغلبية في دورة واحدة الذي اعتمدته تونس مكّن من تحقيق استقرار العمل الحكومي إلا أنّه أثبت محدوديته، حيث أنّه لم يمكّن أي حزب معارض أو قائمة مستقلة من الفوز بأي مقعد في المجلس القومي التأسيسي وفي مجلس النواب لأنّ عدد الأصوات المتحصل عليها من قبل قائمات أحزاب المعارضة أو القائمات المستقلة لم يكن كافيا للحصول على أيّ مقعد في أي دائرة انتخابية. وقد تواصل تطبيق نظام الاقتراع بالأغلبية إلى غاية تعديل المجلة الانتخابية في 27 أكتوبر 1993 الذي أقرّ نظام اقتراع يجمع بين الأغلبية والنسبية مكّن من تمثيل المعارضة.

 

إن هذا النظام الذي توفقت إليه تونس مكّن من فكّ عقدة تمثيل المعارضة في مجلس النواب والقطع مع الحزب الواحد واللون الواحد. ومن المفارقات أنّه في الوقت الذي سمح فيه تطبيق هذا النّظام بتعزيز حضور المعارضة في مجلس النواب يطالب بعض نواب المعارضة باعتماد نظام التمثيل النسبي أو نظام الاقتراع الفردي. وكل التحاليل الموضوعية تبيّن أنّ نظام الاقتراع المزدوج يضمن تمثيل المعارضة في مجلس النواب (I) في حين أنّ نظام التمثيل النسبي يؤدّي إلى إقصاء المعارضة في المجلس (II) كما أنّ إقرار الاقتراع الفردي يضعف الأحزاب (III).

 

I –نظام الاقتراع المزدوج يضمن تمثيل المعارضة في مجلس النواب

 

لم تمكّن طريقة الاقتراع بالأغلبية في دورة واحدة المعارضة من الفوز بأي مقعد في مجلس النواب في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت في 2 أفريل 1989 رغم حصولها على حوالي 19.5% من الأصوات.

 

وقد استخلص الرئيس زين العابدين بن علي العبرة من هذه النتائج وأعلن في الخطاب الذي ألقاه أمام مجلس النواب يوم 27 ديسمبر 1992 بمناسبة اختتام مناقشة الميزانية، عزمه على المبادرة بتعديل المجلة الانتخابية وتكريس نظام اقتراع جديد، ومما جاء في هذا الخطاب قوله: «… وسعيا إلى توفير حظوظ أكيدة لتجسيم التعددية السياسية في مجلس النواب بتمثيل الأطراف السياسية التي لها وزن وإشعاع في المجتمع، قررنا تعديل نظام الاقتراع في هذا الاتجاه لنضمن به مرحلة انتقالية ونقلة نوعية نحو التعددية في هذه المؤسسة الدستورية. ويعتمد النظام الذي اهتدينا إليه على ضبط عدد جملي في مرحلة أولى من المقاعد بمجلس النواب باعتبار مقعد لكل قاعدة سكانية معينة. ثم ينقسم هذا العدد الجملي إلى قسمين: قسم يخصص للدوائر وقسم يوزع على المستوى الوطني. ويحدد عدد المقاعد بالدوائر على أساس قاعدة سكانية أكبر من القاعدة الأولى التي اعتمدناها.

 

أما الفارق الحاصل بين العدد الجملي وعدد المقاعد بالدوائر فيوزّع على المستوى الوطني. وبالنسبة للمقاعد المخصصة للدوائر، يكون الاقتراع على القائمات، مع اعتماد الأغلبية للفوز بكل المقاعد. أما فيما يخص المقاعد على المستوى الوطني، فيتم جمع الأصوات المصرح بها التي لم تمكن القائمات المترشحة من الفوز بمقاعد على مستوى دائرة أو دوائر ويضبط على أساس هذا المجمع القاسم الانتخابي، وتوزع المقاعد حسب طريقة النسبية.

 

وإنّنا نعتقد أنّ هذه الطريقة ستجسم التعددية السياسية في مجلس النواب على غرار ما هو موجود في المجتمع التونسي». وقد جاء القانون الأساسي عدد 118 المؤرخ في 27 ديسمبر 1993 ليجسم هذه الإرادة ويكرس نظام اقتراع مزدوج يمزج بين نظام الأغلبية ونظام التمثيل النسبي وذلك بتوزيع المقاعد على مستوى الدوائر وعلى المستوى الوطني. وتضمن طريقة الاقتراع المزدوج في تونس، تمثيل المعارضة مهما كان عدد الأصوات التي تحصل عليها وذلك باعتماد طريقة جديدة في تحديد عدد المقاعد وتوزيعها دون أن تستبعد إمكانية التنافس بينها لإحراز أكثر عدد ممكن من المقاعد المخصصة للتوزيع على المستوى الوطني.

 

ويتم تحديد عدد المقاعد بمجلس النواب باتباع المراحل الثلاث التالية:

 

1 –تحديد العدد الجملي للمقاعد

 

يضبط العدد الجملي للمقاعد بمجلس النواب بأمر يصدره رئيس الجمهورية على قاعدة مقعد واحد بالنسبة إلى كل إثنين وخمسين ألفا وخمسمائة ساكن (52.500) ويسند مقعد إضافي إذا أفضت العملية إلى بقية تفوق نصف القاعدة السكانية (الفصل 72 من المجلة الانتخابية.(

 

2 –تحديد عدد المقاعد بالنسبة إلى كل دائرة انتخابية

 

يضبط عدد المقاعد بالنسبة إلى كل دائرة بأمر على قاعدة مقعد واحد بالنسبة إلى كل خمسة وستين ألف ساكن (65.000) ولا يكون عدد المقاعد المخصصة لدائرة واحدة في كل الحالات أقلّ من إثنين، ويسند مقعد إضافي إلى الدائرة إذا أفضت العملية إلى نسبة تفوق نصف القاعدة السكانية المعتمدة لتحديد المقاعد المخصصة للدوائر (الفصل 72 من المجلة الانتخابية.(

 

3 –تحديد عدد المقاعد على المستوى الوطني

 

يتم تحديد عدد المقاعد على المستوى الوطني بطرح مجموع المقاعد المخصصة للدوائر من العدد الجملي للمقاعد. وقد تم استنادا إلى هذه الطريقة المعتمدة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 20 مارس 1994 تحديد عدد المقاعد على النحو التالي:

 

العدد الجملي للمقاعد: 163

 

عدد المقاعد المخصصة للدوائر: 144

 

عدد المقاعد على المستوى الوطني: 19

 

كما تم هذا التحديد في الانتخابات التشريعية التي جرت في 24 أكتوبر 1999 على النحو التالي:

 

العدد الجملي للمقاعد: 182

 

عدد المقاعد المخصصة للدوائر: 148

 

عدد المقاعد على المستوى الوطني: 34

 

وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في 24 أكتوبر 2004 حدد الأمر عدد 1565 لسنة 2004 المؤرخ في 14 جويلية 2004 والمتعلق بضبط عدد المقاعد بمجلس النواب والدوائر الانتخابية وتوزيع المقاعد على الدوائر على النحو التالي:

 

العدد الجملي للمقاعد: 189

 

عدد المقاعد المخصصة للدوائر: 152

 

عدد المقاعد على المستوى الوطني: 37

 

وبعد تحديد العدد الجملي للمقاعد وعدد المقاعد المخصصة للدوائر يتم التوزيع على النحو التالي:

 

المرحلة الأولى: توزيع المقاعد على مستوى الدوائر باعتماد نظام الأغلبية.

 

المرحلة الثانية: توزيع المقاعد على المستوى الوطني باعتماد نظام التمثيل النسبي.

 

1 –اعتماد نظام الأغلبية في توزيع المقاعد على مستوى الدوائر

 

يتم توزيع المقاعد على مستوى الدوائر باعتماد طريقة الاقتراع على القائمة المحرزة أغلبية الأصوات، ويكفي أن تحرز إحدى القائمات أكثر عدد من الأصوات حتى تفوز بجميع المقاعد بصرف النظر عن نسبة الأصوات المتحصل عليها (الفصل 105 من المجلة الانتخابية.(

 

2 –اعتماد نظام التمثيل النسبي في توزيع المقاعد على المستوى الوطني.

 

يتم توزيع المقاعد على المستوى الوطني وفق نظام التمثيل النسبي وطريقة أكبر المتوسطات على النحو التالي:

 

في مرحلة أولى، تجمع الأصوات التي تحصلت عليها القائمات التي لم تفز بأي مقعد في الدوائر الانتخابية.

 

في مرحلة ثانية، يحدّد الحاصل الانتخابي الذي يتم الحصول عليه بقسمة مجموع الأصوات المصرح بها بالنسبة إلى مختلف القائمات التي لم تفز بأي مقعد على عدد المقاعد المخصصة للتوزيع على المستوى الوطني.

 

في مرحلة ثالثة، يتم توزيع المقاعد على القائمات بقسمة الأصوات التي تحصل عليها على الحاصل الانتخابي. وعند وجود بقايا، تسند بقية المقاعد باعتبار أكبر المتوسطات. ويختلف التوزيع بين قائمات الأحزاب السياسية والقائمات المستقلة، فأما بالنسبة إلى قائمات الأحزاب السياسية، فتجمع الأصوات التي تحصلت عليها في مختلف الدوائر وتقسم على الحاصل الانتخابي. وأما بالنسبة إلى القائمات المستقلة، فإنه لا يمكن لها أن تجمع الأصوات التي تحصلت عليها، ذلك أن لكل قائمة لونها وبرنامجها وبالتالي فلا علاقة لها بالقائمات المترشحة الأخرى. وعلى هذا الأساس، تكون حظوظ القائمات المرشحة من قبل الأحزاب أوفر للفوز بالمقاعد على المستوى الوطني نظرا إلى إمكانية تجميع الأصوات المتاحة لها.

 

وتسند المقاعد التي يحصل عليها كل حزب في التوزيع الوطني لقائمته، باعتماد الترتيب الوارد بكل منها عند تقديم الترشحات، على أن يسند المقعد الأول إلى القائمة التي تحصل على أكبر نسبة من الأصوات من جملة الأصوات المصرح بها بالدائرة التي تقدمت بها، والمقاعد الثانيللقائمة التي تليها من حيث النسبة إلى أن تستنفد جميع المقاعد التي تحصل عليها الحزب. وفي صورة تجاوز عدد المقاعد المسندة عدد القائمات تعاد العملية بنفس الطريقة (الفصل 105 مكرر من المجلة الانتخابية).

 

وفي صورة تساوي النسبة في دائرتين أو أكثر، يسند المقعد إلى القائمة التي تحصلت على أكثر الأصوات.

 

وتسند المقاعد التي تحصلت عليها كل قائمة عن غير الأحزاب السياسية باعتماد الترتيب الوارد بها عند تقديم الترشحات. وهكذا مكّن هذا النظام أحزاب المعارضة من الحصول على 19 مقعدا في انتخابات 1994 وتعزز حضور المعارضة بحصولها على 34 مقعدا في الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر 1999 و37 مقعدا في الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2004.

 

وهذه المقاعد ما كانت لتحصل عليها الأحزاب المشاركة في الانتخابات إذا تم تطبيق نظام التمثيل النسبي.

 

)المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 جانفي 2009(

 

 

 

 

 

 

  

 

 


 

على قناة حنبعل

«نقاط على الحروف» برنامج حواري واعـد

 

تونس ـ الصباح: بعد مغادرة الزميل عز الدين العامري لقناة حنبعل وتخليه عن ادارة وتنشيط برنامجه الحواري الناجح «المسكوت عنه».. وعلى الرغم من كل محاولات «سد الفراغ» التي عمدت اليها ادارة القناة فانها لم تفلح في الواقع في التعويض او في التغطية على المكانة التيتركها هذا البرنامج الحواري الجريء الذي كان يمثل ـ في وقت من الأوقات ـ واحدا من الانتاجات البرامجية  التلفزيونية النوعية و«المثيرة» والشجاعة التي صنعت لقناة حنبعل نجاحها وتميزها..

 

صحيح أن الشبكة البرامجية لقناة حنبعل لا تزال تضم عناوين اخرى لبرامج وحصص مختلفة تحاول أن تكون حوارية ولكنها ولاسباب متعلقة ومثيرة بقلة خبرة القائمين عليها في ادارة الحوار وعدم امتلاكهم لـ«الكاريزما» اللازمة على مستوى الحضور التلفزيوني فانها بقيت في اغلبهاعبارة عن جعجعة» و«لـمّة» ـ ليس الا ـ !!!

 

نقاط  على الحروف

 

في سهرة أمس الأول، ومن خلال برنامج جديد يحمل عنوان «نقاط على الحروف» تقدمه سلوى بن نعمان بدت بارقة امل حقيقية تنبئ بان قناة حنبعل قد تكون وفّقت اخيرا في انتاج برنامج حواري جديد بامكانه ان يكون معوّضا بامتياز لبرنامج «المسكوت عنه» الشهير الذي كان يقدمه عز الدين العامري..

 

ففي اطار ديكور بسيط ولكنه موح توسّطت الوجه الجديد سلوى بن نعمان ضيفيها السيد احمد الاينوبلي الأمين العام للاتحاد الديموقراطي الوحدوي ـ من جهة ـ والروائي والصحفي حسونة المصباحي ـ من جهة اخرى ـ لتدير بينهما حوار بدا أقرب الى المناظرة الفكرية والسياسية بين شخصيتين لكل منهما قناعاته الفكرية والسياسية التي تتناقض تماما مع قناعات الآخر.. ففي حين بدا السيد أحمد الاينوبلي وفيا لقناعاته العروبية والقومية المنتصرة بالكامل لحق الشعب الفلسطيني في ان يناضل بمختلف الوسائل بما فيها العسكرية من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وتحرير ارضه وتطهيرها من الاحتلال الاسرائيلي.. بدا السيد حسونة المصباحي في مواقفه مروّجا لمقولات فكرية وسياسية تصبّ في خانة الدعوة الى السلام و«التعقّل السياسي» والى «الواقعية» والى ضرورة قراءة الاوضاع الاقليمية والدولية «قراءة ذكية» و«عقلانية» بعيداعن الشعارات والمواقف الغوغائية واللامسؤولة سياسيا التي لا يمكن ان تزيد اوضاع الفلسطينيين المعيشية والأمنية في ظل الاحتلال الاسرائيلي الا سوءا ومأساوية..»

 

نحن لا نريد ان نسترسل في بسط الافكار والمواقف التي عبر عنها كلا  السيدين أحمد الاينوبلي وحسونة المصباحي في سياق الحوار بل قل المناظرة الفكرية والسياسية  التي جمعتهما في اطار برنامج «نقاط على الحروف» على قناة حنبعل.. ـ فهذا ليس موضوع ورقتنا هذه ـ انما نريدخاصة أن نسجّل بعض المصطلحات التي تخص هذا البرنامج الحواري الجديد وأداء القائمة على ادارة الحوار فيه الوجه الجديد سلوى بن نعمان.

 

* أولى الملاحظات تخص مقدمة البرنامج سلوى بن نعمان  التي يمكن ان نقول عنها بأنها تمثل اكتشافا بل وموهبة جديدة تنضاف الى جملة الاكتشافات التي قدمتها قناة حنبعل للساحة الاعلامية السمعية البصرية في تونس.. فهذه الشابة بدت من خلال ادارتها للحوار التلفزيوني والدفع به (الحوار) الى تخوم الاثارة والعمق بالمعنى الاعلامي الراقي وانما ايضا ذات حضور تلفزيوني مقبول ـ حتى لا نقول ذات كاريزما ـ فضلا عن  المامها باغلب تفاصيل محور الحصة الذي كان يدور حول الحرب الاسرائيلية الوحشية والمجرمة على الفلسطينيين في قطاع غزّة..

 

* ثاني الملاحظات تخص طبيعة الحصة ذاتها التي تبدو ـ لا فقط ـ حوارية بل وايضا «تناظرية» وهو ما يحتم على القائمين عليها ان يجتهدوا ـ ما أمكن ـ في اختيار ضيوفها ـ من جهة ـ وفي ان تكون محاور مواضيعها الاسبوعية محيّنة وذات صلة بجديد الاحداث على الساحة الوطنية والدولية وذلك حفاظا على مستوى الحصة الفكري ـ من جهة ـ وجعلها تبدو محيّنة و«سخنة» ـ من جهة اخرى ـ..

 

محسن الزغلامي

 

)المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 جانفي 2009(


 

 

وجهة نظر:

رأسمالية الدولة بين الدعاية والحقيقة..

 

منذ إنطلاق الأزمة المالية في موفى أوت 2008، وما رافقها من حالة رعب لدى الأوساط المالية والحكومات الغربية لما جلبته من مخاطر جمة على مصالحها وإقتصادياتها الغارقة في الليبرالية ّ،تطالعنا الأخبار والتقارير الإعلامية عن خطط « إنقاذ مالي » للحيلولة دون وقوع « الكارثة » الكبرى والتي ستنعكس بالضرورة على « أمن » و »إستقرار » النظام العالمي أمام الشعوب التي ستكون المتضرر الوحيد والأوحد من عجرفة السياسة النيوليبرالية ومضاعفاتها من إستغلال وبطالة مزمنة.

و ما يدفعنا للحديث عن هذه « الأزمة  » وإستتباعاتها ما يروج في الإعلام بمختلف تركيباته من كون التدخل المباشر للحكومات في محاولة لإنقاذ الشركات الكبرى عبر شراء أصولها أو خفض من قيمة الفائدة من قبل البنوك المركزية، يمكن أن يصنف في خانة « التأميم » Nationalisation)) للقطاع الخاص وعلى رأسه القطاع المصرفي مما يعني « تلطيفا » لوحشية السياسات الرأسمالية المتبعة منذ عقود، ومن ثم اللجوء للدور « الإجتماعي » أي « التعديلي » (régulateur) للدولة عبر مراقبة السوق والسيطرة ولو نسبيا على المفاصل الأساسية في الإقتصاد على غرار السياسةالإقتصادية المطبقة في السبعينات.

والمثير في التصريحات الإعلامية هو ما يتردد من توصيف لما ينتج عن الخطوات العملية للحكومات الغربية والمؤتمرات الدولية والإقليمية، من توصيات للجوء إلى سياسة إقتصادية مبنية على « رأسمالية الدولة » كمخرج أكيد من الّأزمة، وكي لا يقع الإقتصاد العالمي الرأسمالي في حالة « ركود« .

و تتم الدعاية لهذا المنهج الإقتصادي من العديد من الساسة والإقتصاديين، ليبراليين كانوا أومن المحسوبين على اليسار الماركسي بثورييه وإصلاحييه. وفي ما يبدو بأن الدعاية البورجوازية لمفهوم »رأسمالية الدولة » يتخذ بعدا « وقائيا » للمحافظة على مكتسبات المنظومة الرأسمالية دون التخلي عن جوهر الإستغلال الطبقي، فإن منطلقات الماركسيين تنبع من حتمية الفشل للمنظومة الليبرالية المتوحشة وإنتصار الحل الإشتراكي.

وإعتبارا لما شهده الفكر الماركسي من تحليلات وتفسيرات أدى للتعدد في الرؤى والبدائل، فإن مفهوم « رأسمالية الدولة » يمكن ان يتنزل في الكثير من التأويلات والتنظيرات، وما يهمنا نحن اليوم هو ما يمكن ان يجلبه هذا المفهوم من مكاسب لصالح العمال والفلاحين والمهمشين ويمهد للقضاء على الإستغلال الطبقي.

إن بداية « الأزمة المالية » قد إنطلقت بأزمة ما يدعى « الرهن العقاري » في الولايات المتحدة الامريكية لتمتد وبسرعة فائقة للجهاز المصرفي مما إظطر العديد من البنوك الضخمة ذات التاريخ الطويل لإعلان إفلاسها، وتعمقت الأزمة التي أضحت ككرة الثلج عندما لامست قلب الإقتصاد المالي في البورصات العالمية لتنتهي – وهو شيء حتمي – على حدود الإقتصاد « الحقيقي » ممّا أجبر العديد من الإحتكارات والشركات الكبرى للتعبير عن حاجتها الماسة لتدخل الدولة عبر ضخ السيولة الكافية من المدخرات المالية، وعن خطط إصلاح هيكلية مبنية على تسريح آلاف الموظفين والاستغناء عن وحدات إنتاج بأكملها مما يعني البطالة والتشرد.

وبهذا تكون الأزمة المالية قد عبرت بدقة عن جوهرها الطبقي عبر تحميل الشعوب الكادحة نتائج الإنهيار السريع لمنظومة نيوليبرالية إنبنت عن إستغلال فاحش لثروات الشعوب وقوة عملهم، ومن ثم طردهم من وظائفهم، والإستفادة من مدخرات الدولة التى هي في النهاية مدخراتهم.و منجهة أخرى فحالة الفزع التى شملت العالم قد كشفت عن تبعيٌة إقتصاديات الدول النامية للمراكز الليبرالية إلى درجة وأن المضاربات المالية في « وويل ستريت » تنعكس بصورة مباشرة على فقدان الآلاف من الوظائف في »تايلندا« .

وليس بالغريب أن تولد الأزمة في قلب أمريكا بما هي تعبير مكثف عن وحشية السياسات النيوليبرالية وبربريتها, والحامي « الشرس » عن مصالح فئة من المستثريين أصحاب الإحتكارات الكبرى والفالتة من كل رقابة وتوجيه عملا بمقولة « السوق يراقب نفسه بعيد عن أي وصاية », بل أكثر من ذلك فقد أضحت الحكومات مجرد خدم لها, موظفة كل إمكانيات الدول التشريعية والعسكرية لحمايتهم على حساب المستضعفين والمفقرين والشعوب المغلوبة عن أمرها.

و ربما ساهمت هذه الإنطلاقة في نزع ورقة التوت عن عديد البورجوازيات الغربية الحاكمة التي كثيرا ما حاولت إظهار حكمتها في إدارة شأنها الإقتصادي والإجتماعي مدعية الإستقلالية في »قرارها الوطني », وتمظهرت بذلك أنماط التبعية لأمريكا رغم أنها سارعت لعقد المؤتمرات والمجالس وإطلاق صرخات الإستغاثة لتبرير عمليات « الإنقاذ » على حساب مدخرات الشعوب (فرنسا – ألمانيا…) تحت شعار »رأسمالية الدولة« .

إن النيوليبرالية ومن ورائها المنظرين البرجوازيين يحثون الحكومات على الإستفادة من الثروات التي راكمها العمٌال والفلاحون بقوة عملهم وإنقاذ مصالح الإحتكارات الكبرى وتعويض ذلك بالرفع في الضريبة والجباية. وهو ما يمكن الجميع من تفادي »الكارثة الكبرى », لكن دعايتهمالممزوجة بالخبث تجانب الحقيقة في أن « الإنقاذ » للمصارف والمراكز المالية سيكون مرٌة أخرى على حساب المجالات الحياتية للمواطنين من صحة وتعليم وسكن ونقل بعد أن تمٌ التفريط فيها وأصبحت مجالا لجشع البرجوازية وفسادها ومضاربات السماسرة.

هكذا يقدمون « رأسمالية الدولة » على عكس ما يطمح له الماركسيين, فقبل كل شيء يكن جوهر الحل في التدقيق في جوهر المشكل. حيث أن الدولة بما هي جهاز مؤسساتي قد فضح لينين طابعها الطبقي قائلا  » الدولة جهاز ذا محتوى طبقي » أي جهاز في خدمة طبقة على حساب طبقة، وهو ما نعانيه في الواقع في ظل الحكومات التي توظف ماكينة الدولة التشريعيٌة والقضائية والتنفيذية في خدمة البورجوازية، تدافع عن مصالحها، وبقائها مرتهن ببقائها، مهما كان نمطها سواء بورجوازيات ديمقراطية أو أنظمة شمولية وديكتاتورية ملكية كانت أو عسكرية.

و هذا ما يدفعنا لتنبيه المتشيعين للفكر الماركسي اللينيني حول عدم الوقوع في فخ الدعاية لما يروج حول تطبيق نظام « رأسمالية الدولة  » ، وما يجلبه من رخاء بإعتبار أن هذه الإدعات مخالفة لما تطمح له الإنسانية في طريق تحررها من الإستبداد والإستغلال.

فالوهم بأن خطط « الإنقاذ المالي » تشكل إنتصارا للفكر الإشتراكي، لا يمكن إلا ان يسقطنا في العبثية والدعاية للحلول البورجوازية والتي لا تلامس جذور الرأسمالية في جوهرها الطبقي ما دامت جهاز الدولة بعيد عن أيدي العمال والفلاحين، على عكس ما سجله التاريخ للحزب البلشفي في روسيا بقيادة لينين وستالين والتي أضحت فيه الدولة بيد البروليتاريا الثوريٌة عبر تجسد شعار « رأسمالية الدولة » كخطوة ضرورية في إتجاه بناء المجتمع الإشتراكي، فحين تكون الدولة بقيادة ديكتاتورية البروليتاريا لا تعود رأسمالية، بل تضحي إشتراكية، وقد عبّر لينين عن ذلك بالقول : « الإشتراكية ليست إلا إحتكارا رأسماليا يعود للدولة ويخدم مصلحة الشعب، وهو بذلك يكف على أن يكون إحتكارا ». ذلك أن « رأسمالية الدولة » تعبر عن إحتكار الدولة لوسائل الإنتاج بما يعني القضاء على الملكيٌة الخاصة و الإستغلال، فعوض أن يعود فائض القيمة الذي ينتجه العمٌال لصالح أفراد، فإنه يراكم لدى دولة البروليتاريا، ليتم بعد ذلك توجيهه في طريق البناء الإشتراكي وما ينجرّ عنه من توزيع عادل للثروات يتمظهر في التعليم الشعبي والسكن اللائق والصحة والنقل، لذا تصبح « رأسمالية الدولة » منظومة إقتصاديٌة إجتماعيٌة ولكن « دون رأسماليين » حسب تعبير لينين.

ويكمن التباعد أيضا بين أنصار الماركسيٌة من جهة وبين من يدافع عن رأسمالية الدولة في ظل ساركوزي وبوش وغيرهما من البرجوازيات الغربية في كون أن هذه المرحلة تعدٌ وسطى بين الرأسمالية والإشتراكية لدى أنصار الماركسية، في حين يعمد منظروا البرجوازية لهذا التشكل الإقتصادي عبر تشويهه لإنقاذ الرأسمالية من أزمتها الدورية والإبتعاد بها عن الإنهيار الحتمي وتحميل أغلب الشعوب نتائج تهورهم وجشعهم. وهم بذلك يغلفون أحاديثهم بمكاسب الرأسمالية للإنسانية والتي لا يمكن أن تدك بشكل مطلق وهم بذلك يتجاهلون أهمية « الصراع الطبقي » المحركالحقيقي للتاريخ.

إن التناقض الرئيسي لدى أغلب البورجوازيات الديمقراطية يكمن بين البروليتاريا والفلاحين والمهمشين من جهة وبين البورجوازية المستثرية. و يحتد هذا التناقض يوما بعد يوم للتسارع في نسق الإستغلال الطبقي ولا يمكن بأي حال الحديث على أن الحكومات في الغرب « الديمقراطي  » ستضح مصالحها بأيدي العمال والفلاحين والمفقرين، ويزداد التناقض حدة في الدول التابعة التي تعبر عمالة حكامها وعنجهيتهم تجاه شعوبهم على واقع الإستبداد الذي تكتوي به البروليتاريا، يضاف لكل هذا أولية التناقض ضد المحتل والمغتصب بين الشعوب وجلاديهم، فكيف لنا في ظل ما يشهده العالم من طغيان وإظطهاد وظلم وتعسف وإستغلال الإستبشار بشعارات « براقة  » خاوية من أي مضمون طبقي تسعى البورجوازية بآلياتها الدعائية الهائلة على إدراجها في قاموس الشعوب زورا وبهتانا؟

لذا على الماركسيين والمنحازين للحرية وكرامة العمال والشعوب المضطهدة العمل على فضح هذه المغالطات وتفكيك رموز التزييف. لكن الأهم من ذلك هو إستغلال هذه اللحظة التاريخية والتي لن تنجح الإمبريالية في معالجتها على المدى المتوسط لإبراز حتمية إنهيار الرأسمالية، وأن البديل الذي يمكن أن يحقق العدالة الإجتماعية والمساواة والتوزيع العادل للثروة الإنسانية سيكون بالضرورة البديل الإشتراكي الذي ستنتفي فيه كافة مظاهر الإستغلال الطبقي، وما يفرزه من حروب دامية ونظام عالمي يحمي المجرمين والمستثيرين على حساب قوة عمل الملايين منالكادحين، ويجرم كل مظاهر المقاومة والصمود تحت يافطة مقاومة » الإرهاب« .

 

صـامد

)المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 جانفي 2009(

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.