الجمعة، 9 مايو 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

9 ème année, N° 2908  du 09.05.2008

 archives : www.tunisnews.net  


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :إحالة 43 شابا على القضاء .. بتهمة الإرهاب.. !

الحزب الديمقراطي التقدمي : بيــــان

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي بيـــــان

أسرة تحرير جريدة الفجر المحظورة بيان مساندة

الحزب الدّيمقراطي التقدّمي الشّباب الديمقراطي التقدمي :بلاغ إعلامي

الحزب الديمقراطي التقدمي –   جامعـــة بنـــزرت: دعــــوة

رابطة الشباب القومي العربي:بيان

يوميّـات الصّمود12

تجديد خامس لعريضة المساندة لصحيفة الموقف

محمد العيادي  نقابي حقوقي:إقامة جبرية الكترونية

يو بي أي:صحافيان تونسيان معارضان يمثلان غدا السبت أمام القضاء

البديـل عاجل:إحياء اليوم الوطني لمناهضة التعذيب

البديـل عاجل:في اليوم الوطني لمناهضة التعذيب:تجمّع في مكان السجن المدني بتونس سابقا

البديـل عاجل:حقوق وحريات على لوح من الجليد محفوظة

محيط:تونس: الحجاب لبس طائفي ولايمت بصلة لديننا الإسلامي

يو بي أي:تونس تدعو الفرقاء في لبنان إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار

يو بي أي:الأردن ينظم أسبوعا ثقافيا بتونس

العرب:مؤتمر فى لندن يسلط الضوء على النجاحات والفرص بتونس

الصباح:تونس ـ الاتحاد الأوروبي: مرحلة جديدة من الشراكة

«الوفاق مع تونس حول لجنتي حقوق الإنسان والقضاء سيفتح آفاقا جديدة»
يو بي أي:أمين عام الإتحاد المغاربي يدعو إلى إصلاح المنظومة الصحية المغاربية
قنا:اجتماع مجلس وزراء الصحة لدول اتحاد المغرب العربي أ ف ب:سجن 14 شابا تونسيا لادانتهم بالانتماء لمنظمة ارهابية ومحاولة صنع متفجرات د ب أ – إفي:القضاء التونسي يدين 14 متشددا كانوا يخططون لتنفيذ عمليات « إرهابية »  =
رويترز:ارتفاع التضخم السنوي في تونس الى ستة بالمئة في ابريل
القدس العربي :مجلة الحياة الثقافية :التراث تأصيل للذات ونافذة علي المستقبل
قنا:التوظيف الجماعي للاموال في تونس
الصباح:تورّط مدير عام لتعاضدية فلاحية بمنزل بوزلفة ورئيس المصلحة في خيانة مؤتمن وانتحار الطرف الثالث
الصباح:جريمة قتل من أجل «سندويتش»
الصباح:حرّقهم» بمركب مسروق إلى جزيرة زمبرة وأوهمهم بأنها إيطاليا
الشروق:بين سوق المنصف باي ونهج أثينا وشارع باريس: «عباقرة» يوفّرون التكنولوجيا لـ «الزوّالي»… بدينــارين فقـط!
السبيل أونلاين : الحــوار الإســلامي المسيــحي – رؤيــة تأصيلية – الجزء الأول
محمد العروســي الهانــــــي إحياء ذكرى موكب أربعينية المناضل عمر بن حامد أمين مال جمعية الوفاء لتراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الوحدة: في منتدى التقدم : لقاء حول الذاكرة الوطنية مع الدكتور عبد الجليل التميمي

إيزابيل فيرينفيل ترجمة عارف حجاج: تجارب دول المغرب العربي مع الأحزاب الإسلاموية: ترويض الإسلامويين من خلال إشراكهم بالحياة السياسية

د/ بشبر عبد العالي :مختصر التحرير والتنوير في التفسير – الحلقة الثانية

د/ بشبر عبد العالي :الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء السادس

خليل الرقيق: اليسار الفرنكو ـ إشتراكي أو حكاية تيّار فقد عقله محمد بن علي: حزب التحرير يتبرأ رسميا من القاعدة

 القنطرة: تعديل المادة 301 من قانون العقوبات التركي: تعديل جذري أم ذر للرماد في العيون؟


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5-


 

صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي (أسبوعية – تونس)،
العدد 450 بتاريخ 2 ماي 2008
 
 
برنامج « الرابعة » على قناة حنبعل التونسية الخاصة الذي بُث يوم 24 أفريل 2008 وخصص لمناقشة موضوع: « الشباب التونسي والتطرف » بمشاركة برهان بسيس ورضا الكافي (رئيس تحرير مجلة لاكسبرسيون) ونور الدين مباركي (صحيفة الوطن) وسعيد بحيرة، المسؤول بفريق التنسيق الوطني للحوار مع الشباب.
 
للمشاهدة اضغط على الرابط التالي:
 
 
برنامج « الرابعة » الذي بُث يوم 1 ماي 2008 وخصص لمناقشة موضوع: « أداء الإعلام والصحافيين في تونس » بمشاركة ناجي البغوري، رئيس نقابة الصحافيين التونسيين وخالد الحداد (صحيفة الشروق) وعبد الكريم الحيزاوي أستاذ بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار وهشام الحاجي (عضو المجلس الأعلى للإتصال – صحيفة الوحدة، لسان حزب الوحدة الشعبية)
 
للمشاهدة اضغط على الرابط التالي:

 

 


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 09  ماي 2008   كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب  » ..! : إحالة 43 شابا على القضاء .. بتهمة الإرهاب.. !  

*  نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف  بتونس برئاسة القاضي  المنوبي حميدان اليوم الجمعة 09 ماي 2008  في :        – القضية عدد 11156 التي يحال فيها كل من : جمال بوقيمة و سالم الجراي و الطاهر ضيف الله و وليد الجراي و علي غريمل و عادل الأشيهب و صلاح الدين المسعودي و محمد المحمودي و يزيد شنينة و التوهامي بالضياف بموجب قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  » ، و تضمنت لائحة الإتهام تهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ووضع خبرات على ذمة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  العميد البشير الصيد و  مختار الجماعي و عبد الفتاح مورو  و وليد الشملي و سمير بن عمر و وسام بن عاشور  .  و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم  27 ماي 2008.        – و القضية عدد 10737 التي يحال فيها كل من : رضا بن قايد و سفيان الرزقي و أكرم الهمامي و حسني اليفرني بموجب قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  » ، و قد ترافع دفاعا عنهم الأساتذة  العميد البشير الصيد و  نور الدين البحيري و أنور القوصري .  و قد قرر القاضي إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة ، علما بأن الأحكام الإبتدائية تراوحت بين 7 و 9 سنوات . * كما   نظرت  الدائرة الجنائية 11  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  فاروق الغربي  اليوم الجمعة 09 ماي 2008  في : –  القضية عدد 10602 التي يحال فيها كل من : كريم المهداوي و عبد الباري العايب و هشام المناعي و محجوب الزياني و نادر الفرشيشي و علي السعيدي و حسني الناصري و  أنيس الكريفي و عبد الحليم عروة و توفيق قادري و طارق بوكحيلي و عقبة الناصري و محمد العباشي و طارق الهمامي و ماهر شمام و أيمن غريب و ميمون علوشة و الأمجد الحمري و صبري الماجري و محمد القروي و زياد بن جدو  و فرجاني المشرقي و و إبراهيم بن حميدة و حلمي البوغانمي و لمجد الكرغلي و شكيب العمري و صابر المكاوي و محمد عمري   ، بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة للإنضمام لتنظيم إرهابي  و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و مواد و معدات و تجهيزات مماثلة لفائدة تنظيم إرهابي  ، و توفير معلومات لفائدة تنظيم إرهابي ، و حضر للدفاع عنهم الأساتذة نور الدين البحيري و  أنور أولاد علي و سمير بن عمر و عبد الرؤوف العيادي و راضية النصراوي و يوسف بلحاج و ضياء الدين مورو و  سمير ديلو و محمد الحبيب مقداد  و سمير الحزامي و محمد المثلوثي و سعيدة العكرمي و مراد بولعراس    و  قد قرر القاضي  الشروع في استنطاق المتهمين على أن تتم المرافعات في جلسة لاحقة ، و قد شهد الإستنطاق بالخصوص تأكيد المتهمين على تعرضهم للتعذيب للإدلاء باعترافات و الإمضاء على محاضر تدينهم و قد شهدت الجلسة مواقف طريفة كتأكيد أحد المتهمين ( نادر الفرشيشي ) أنه قد بدأ يؤدي الصلاة قبل شهر و نصف من اعتقاله لكن ذلك لم يمنع القاضي من سؤاله إن كان قد عمل على تكوين أحد المتهمين في .. » الفكر السلفي الجهادي ..!  » ، كما سأل القاضي أحد المتهمين عن تفسيره لتعدد لقاءاته مع المتهم هشام المناعي ..فأجاب :  » أنا هشام المناعي .. ! » كما كان القاضي في إملائه على كاتب الجلسة يتحاشى ذكر كلمة  » تعذيب  » مكتفيا بلفظة :  » إكراه .. ! » * كما نظرت الدائرة الجنائية الثانية  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  عبد الرزاق بن منا أمس  الخميس  08 مارس 2008    في : * القضية عدد 15389  التي أحيل فيها كل من : سامي بن قديدة و محمد سفيان الحاج عمر و صالح الغودي و حسن بوذينة و أيمن المومني و علي بنور و محمد الغودي و محمد خروف و زيد الحاج  ، بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه  إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأستاذان عدنان بن رمضان و عبد الفتاح مورو و الأستاذ المويهبي ، و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 28 ماي 2008  . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو  


الحزب الديمقراطي التقدمي 10 ، نهج إيف نوهال – تونس بيــــان

 

عقد  المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي اجتماعه الدوري يوم الأحد 4 ماي 2008 بمقره المركزي بتونس العاصمة. و في مستهل الاجتماع حيى الحاضرون صمود الأخوين المنجي اللوز و رشيد خشانة اللذين يشنان إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ السادس والعشرين من أفريل الماضي من أجل حرية الكلمة ومن أجل الدفاع عن جريدة الموقف التي تتعرض إلى هجوم شامل تجاري ومالي وقضائي يستهدف وظيفتها ووجودها بعد أن فشلت كل المحاولات السابقة في إخماد صوتها . ووقف الحاضرون على التغطية الإعلامية الواسعة التي تصاحب هذا الإضراب عربيا       و دوليا و ثمن المد التضامني الذي حظي به من قبل الهيئات والمنظمات والشخصيات والمناضلين على الصعيدين الجهوي والوطني، وحيى بالخصوص إعلان المساندة الصادر عن مئة شخصية تونسية وتشكيل اللجنة العربية لمساندة « الموقف ». كما توجه بالشكر إلى اللجنة الوطنية لدعم المضربين ولكل الصحافيين والإعلاميين للمبادرات التي اتخذوها تضامنا مع الجريدة ودفاعا عن حرية الإعلام في تونس.   وأكد أعضاء المكتب السياسي تجندهم لإنجاح معركة الإعلام في تونس والدفاع عن صحيفة الموقف و عن حق التونسيين في إعلام حر وتعددي.    و خصص المكتب السياسي الجزء الثاني من الاجتماع للتداول في الحملة الرئاسية التي أطلقها الحزب ومجموعة « النداء من أجل بديل ديمقراطي » بترشيح الأخ نجيب الشابي لرئاسية 2009 واستعرض مختلف الخطوات المقطوعة في هذا المجال مسجلا نجاح الاجتماعات التي عقدها المرشح في مختلف جهات البلاد وفي المهجر.  وأوصى المكتب السياسي الهيئة التنفيذية بمواصلة المشاورات مع مكونات الحركة الديمقراطية من أجل التقدم بمشروع بديل لتعديل الفصل 40 من الدستور يضمن جدية الانتخابات وحق الترشح لكل الأحزاب و الكفاءات الوطنية،  كما أوصى بالعمل على توحيد الجهود من أجل تنقية المناخ السياسي وتحقيق الشروط الدنيا لانتخابات حرة و نزيهة.   و تعرض الاجتماع للتصريحات والردود الصادرة عن الأخ محمد القوماني تعقيبا على الموقف الذي اتخذه المكتب السياسي من مشاركته في منتدى الدوحة للتنمية والديمقراطية بحضور وزيرة خارجية الكيان الصهيوني. وأدان الإساءة التي صدرت عن الأخ القوماني في حق الحزب ومؤسساته وشكل لجنة لمعالجة هذا الأمر و تقديم مقترحاتها في تقرير للاجتماع المقبل للمكتب السياسي ودعا الأخ  القوماني إلى مراجعة هذا التمشي والانخراط مجددا في تجسيد خيارات الحزب و حماية وحدته.   تونس في 5 ماي 2008 عن المكتب السياسي الأمينة العامة مية الجريبي


 

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي 09 ماي 2008 بيــــــــــــان

 

تعبر اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي عن انشغالها العميق جراء تواصل الحصار الأمني لمدينة أم العرائس لليوم الثالث على التوالي ،متسببا في مزيد الاحتجاجات والمواجهات العنيفة مع الأهالي. فقد أعلمنا شهود عيان أن المدينة تغطيها سحب سوداء نتيجة سيل متواصل من القنابل المسيلة للدموع من ناحية، واحتراق العجلات المطاطية من ناحية أخرى. إلى ذلك اخبرنا بعض المواطنين أن هذه القنابل التي طالت الإحياء السكنية  والمنازل والمدارس قد تسببت في حالات اختناق  وإغماءات عديدة . كما طال العنف العديد من المواطنين من مختلف الأعمار والأجيال. ونتيجة هذه الدوامة من المواجهات شلت  الحركة بالمدينة : فقد غادر التلاميذ المدارس والمعاهد و أغلقت الدكاكين  والمرافق العمومية. وقد أعلمنا مواطن اتصل بالهاتف انه لا يجد  حتى من أين يشتري الحليب لرضيعه. وأمام هذا التصعيد الخطير فان اللجنة الوطنية تعبر  عن تضامنها مع أهالي أم العرائس وتطالب السلطة بوقف كل أشكال العنف  والمداهمات والاعتقالات ورفع الحصار الأمني عن المدينة وتهدئة الوضع بفتح حوار مع مكونات المجتمع المدني لا يجاد السبل الكفيلة بالتخفيف من حدة الاحتقان وحل المشاكل العالقة ومنها معضلة  البطالة.   عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني

 


بسم الله الرحمان الرحيم بيان  

 
إن أسرة تحرير جريدة الفجر المحظورة تعبر عن تضامنها المطلق مع السيدين رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف و السيد المنجي اللوز مدير التحرير بها في إضرابهما عن الطعام  الاحتجاجي على المضايقات المختلفة التي ما فتئت تتعرض لها جريدة الموقف لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض… كما تعبر أسرة التحرير عن انشغالها للوضع الصحي للزميلين و المخاطر المحدقة بهما     و تدعو كافة الغيورين على حرية التعبير و الحق في الإعلام للتباحث في الأشكال المناسبة الأخرى لمساندة الزميلين رشيد و المنجي.. أسرة التحرير: حمادي الجبالي عبد الكريم الهاروني العجمي الوريمي عبدالله الزواري و السلام تونس في: 8 ماي2008


الحزب الدّيمقراطي التقدّمي                  الشّباب الديمقراطي التقدمي                 حرية هوية ,,, عدالة اجتماعية بلاغ إعلامي  
 
تضامنا مع الأخوين رشيد خشانة و المنجي اللوز اللّذين يخوضان إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ يوم 26 أفريل المنقضي دفاعا عن حرية التعبير في تونس، و وقوفا في وجه التضييقات القديمة المتجدّدة التي تتعرض لها جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي من حجز مقنع و امتناع عن توزيعها من قبل الشركة المسؤولة إلى  جانب الحرمان من الدعم و الإشهار العمومي و كذلك القضايا العدلية المرفوعة ضد مديرها و رئيس تحريرها على خلفية مقال رأي تناول قضية الزيت الفاسد التّونسي الّذي ضبط في الأسواق الجزائريّة و الّتي تناولته معظم الصّحف الجزائرية… دخلت مكاتب الشباب الديمقراطي التقدمي من مختلف الجهات في تونس في إضراب عن الطّعام بيوم واحد (08 ماي) تضامنا مع الأستاذين المضربين. و في ما يلي قائمة المضربين: –         تونس:وسام الصغير،محمد ياسين الجلاصي(مهدي)،محمود البارودي,خولة عروس,حليمة عامري –         بنزرت:نزار بن حسن، محمد الصالح الشّـابي,, –         جندوبة:مولدي الزوابي، ناظم التيزاوي,, –         صفاقس:معز الباي، رشاد شوشان، علي صالح القادري، محمد السعيدي،خليل عباس، غسان البقلوطي، سفيان الذوادي,, –         القيروان: عصام الخليفي, سامي النصري,, –         سيدي بوزيد:لسعد بوعزيزي، محيي الدين بالخير,, –         قفصة: رابح تباسي، الياس القاسمين, أحمد العلوي، رشاد محمدي، رشيد عبداوي، غزالة محمدي، مروان علوي، وائل بوزيان، خلدون علوي، أيوب حنزير,, –         مدنين:اسماعيل دبارة,, –         تطاوين: محمد صفيفير,, –         قابس :هيثم الجماعي, معز الجماعي, أنور الضوادي, رفيقة الجلالي, صالح مخليبي, حسام السلاّمي, عبد السلام العريّض,, تونس في 08 ماي 2008  


الحزب الديمقراطي التقدمي –   جامعـــــة بنـــــزرت دعــــــــــــــــــوة

 

 
تتشرّف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور النــدوة التي تنظمها حول أحداث الحـــوض المنجمـــي بقفصـــة يقدم خلالــها كل من السيدين: مسعـــــود الرمضـــاني و عدنــان الحــــاجي مداخلتين تحت عنوان:  
أحداث الحوض المنجمي: الأسباب والتداعيات وذلك يوم الأحد 11 ماي على الساعة العاشرة صباحا بمقرها.  
حضوركم مساندة للقضية 40 نهـــج بلجيـــكا بنـزرت — إذا الشعب يوما أراد الحياة…فلا بد أن يستجيب القدر… رشيد خشانة ومنجي اللوز في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 26 أفريل 2008 من اجل حرية التعبير في تونس  


رابطة الشباب القومي العربي هوية عربية- ثقافة تقدمية – وحدة قومية- بيان

 

 
بسم الله الرحمان الرحيم تتابع رابطة الشباب القومي العربي ببالغ القلق والانشغال تطورات الأحداث المأساوية التي تشهدها منذ أشهر منطقة الحوض المنجمي بولاية قفصة وخاصة معتمديات الرديف والمظيلة وأم العرائس نتيجة تردي الأوضاع المعيشية بتلك المناطق التي وان صنفتها الحكومة كمعتمديات ذات أولوية الا أنها لم تأخذ نصيبها من الثروة الوطنية، اضافة الى تطور الأوضاع الى حد المواجهات بين المواطنين المطالبين بحقهم في الشغل وفي العيش الكريم وما بين عناصر الأمن والبوليس. ان رابطة الشباب القومي العربي وبعد أن وصلت الأمور الى درجة من الانفلات بما أصبح يتهدد المنطقة والبلاد ككل من أخطار العنف والفوضى تؤكد على: – ضرورة فتح تحقيق قضائي من أجل محاكمة المتسببين الحقيقيين في ما تشهده المنطقة. -انارة الرأي العام الوطني بحقيقة ما يجري من تطورات والقطع مع عقلية تجاهل الأحداث وحجب المعلومة عن المواطنين. – فتح تحقيق قضائي ومحاكمة المسؤولين عن وفاة الشاب التونس الذي مات نتيجة صعقة كهربائية عند اعتصامه مع بعض الشباب. – ايجاد حل جذري لمشاكل التنمية والبطالة في ولاية قفصة والمناطق الداخلية بالبلاد. – تدين استغلال بعض الأطراف للأحداث التي تشهدها المنطقة في صراعها السياسي مع السلطة الحاكمة واثارة النعرات الجهوية في محاولة لخلق حالة من الفرقة بين أبناء البلد الواحد. – أن وحدة البلاد خط أحمر لايمكن تجاوزه كما أن الحق في العيش لابد أن يضمن لكل التونسيين. عاشت نضالات الحركة النقابية عاشت تونس عاشت الأمة الفرع القطري التونسي لرابطة الشباب القومي العربي  عضو التنسيقية القطرية مكلف بالاعلام هشام بوسعادة الجمعة 3 جمادى الاولى 1429 – 9 مايو 2008


يوميّـات الصّمود12 08/ماي/2008

 

 
 

تقرير طبّي حول الحالة الصحيّة للأستاذ رشيد خشانة

بعد 13 يوما من الإضراب عن الطّعام, يشكو السيّد رشيد خشانة من حالة من الإرهاق و الوهن العـام, و آلام في الرّأسّ و هبوط في ضغط الدّم عند الوقوف, و آلام في السّــاق, و اضطرابات خلال النّوم, و هبوط في الوزن تقدّر بـــ 5كلغ خلال فترة الإضراب.. و قد أظهرت التّحاليل البيولوجيّة هبوط في نسبة البوتاسيوم في الدّم. الخلاصة : تبعث الحالة الصحيّة للسيّد رشيد خشانة على القلق بعد 13 يوما من الإضراب عن الطّـعام, و تستوجب المراقبة الصحيّة المستمرّة و التّحاليل المستمرّة, و حالته مرشّحة لتعقيدات صحيّة قد تكون خطيرة إن استمرّ الإضراب عن الطّعام. تونس فــي 08 ماي 2008 الدّكتور عبد المجيد المسلمي  

تقرير طبّي حول الحالة الصحيّة للأستاذ منجي اللّوز

بعد 13 يوما من الإضراب عن الطّعام, يشكو السيّد منجي اللّوز من حالة من الارهاق و الوهن العـام, و ضعف في التّركيز, و الصّداع, و اضطرابات في النّوم, و هبوطفي الوزن يقدّر بــ 5كلغ خلال فترة الاضراب. و قد أظهرت التّحاليل البيولوجيّة ارتفاع نسبة السكّر في الدّم ممّـا يستوجب المراقبة المستمرّة. الخلاصة : تبعث الحالة الصحيّة للسيّد منجي اللّوز على القلق بعد 13 يوما من الاضـراب عن الطّعـام, و يستوجب المراقبة الصحيّة المستمرّة و التّحاليل البيولوجيّة, و قد تتعرّض الحالة الصحيّة للسيّد منجي اللّوز إلى مخاطر صحيّة إذا تواصل الإضراب عن الطّعام. تونس فــي 08 ماي 2008 الدّكتور عبد المجيد المسلمي سهير بلحسن تزور المضربين حال عودتها إلى تونس أدّت السيّدة سهير بلحسن رئيسة الفدراليّة الدوليّة لحقوق الإنسان زيارة إلى مقر الموقف أين التقت بالمضربين عن الطّعام الأخوين رشيد خشانة و منجي اللّوزو نقلت لهما وقوفها و الفدراليّة الدوليّة لحقوق الإنسان مع مطالبهما المشروعة مشدّدة على ضرورة إلغاء كل أشكال التّضييق على « الموقف » و وقف التّتبعات ضدّ مسؤوليها. وفد من سوسة أدّى وفد من جهة سوسة زيارة إلى مقر جريدة الموقف تضامنا مع الأخوين خشانة و اللّوز, و جدّد الوفد وقوفه العملي إلى جانب هيئة تحرير الموقف و تجنّده لكسر الحواجز الّتي تريد السّلطة وضعها في طريقها. و تكوّن الوفد من السيّدات و السّـادة : نهلة جعيدان و عبد المجيد المسلمي و الحبيب الشّايبي و الطّاهر هميلة و المنصف صفعة و نافع راشد و فخري … الكاتب العام الجهوي للشّغل و رئيس فرع الرّابطة بالقيروان في مقر الموقف و كان للسيّد محمّد النّـاصر العجيلي -الكاتب العام للإتّحاد الجهوي للشّغل بالقيروان- و السيّد مسعود الرّمضاني –رئيس فرع رابطة حقوق الانسان بالقيروان- و عبد العزيز السبري –الكاتب العام للنّقابة الجهويّة للتّعليم الثّـانوي بالقيروان- لقاء مطوّلا بالمضربين عن الطّعام في مقر الجريدة. و استفسر الزّائرون عن الحالة الصحيّة للمضربين و عبّروا عن انشغالهم لتدهور حالتهما الصحيّة و شدّدوا على وقوفهم المبدئي إلى جانب أسرة تحرير الموقف في نضالها المشروع من أجل حريّة الإعلام و التّعبير. إضراب في تطاوين تضامنا مع أسرة تحرير الموقف دخل السّـادة الطّـاهر بومخلاء و كمال نصرو و محمّد بن فرج و حبيب الخرشاني و أحمد فرحات حمودي في إضراب رمزي عن الطّعام لمدّة يوم واحد بمقر جامعة الحزب الدّيمقراطي التقدّمي بتطاوين. و سالم الحدّاد يعود المضربين عاد الوجه الحقوقي و رئيس فرع المنستير للرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان الأخوين اللّوز و خشانة و نقل لهما تضامن الرّابطيّين بجهة المنستير معهما و انخراطهم اللاّمشروط في معركة حريّة التّعبير. بيع الموقف في شوارع العاصمة تولّـى الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي يوم الخميس 08 ماي بيع الموقف مباشرة للمواطنين و ذلك بالخروج إلى الشّوارع الرّئيسيّة بالعاصمة و رغم المراقبة الأمنيّة اللّصيقة فقد استطاع الشّباب بيع النّسخ الّتي بحوزته و العودة إلـى مقر الجريدة و الدّخول في إضراب جوع تضامني مع الأخوين اللّوز و خشانة. فرع الرابطة بباجة يتضامن أصدر فرع رابطة حقوق الإنسان بباجة بيانا تضامنا مع الأخوين رشيد خشانة والمنجي اللوز أبدى فيه انشغاله العميق لوضعهما الصحي وعبر عن استنكاره لاضطرار المدافعين عن الحريات مرة أخرى للتضحية بأجسادهم وتعريض صحتهم للمخاطر دفاعا عن حرية التعبير. وأكد البلاغ الذي وقعه رئيس الفرع الدكتور زهير بن يوسف مساندته لمطالب المضربين وتضامنه معهما، وطالب برفع التضييقات المسلطة على « الموقف » وشدد على أن الحكمة تقتضي إيقاف الدعاوى القضائية ضد الصحيفة كي تستمر في القيام بواجبها. رئيس فرع المحامين بتونس يساند جدّد الأستاذ عبد الرزّاق الكيلاني -رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس- الّذي كان مرفوقا في زيارته للمضربين عن الطّعام بالأستاذ الحبيب بن عبد اللّه, تضامنه مع هيئة تحرير الموقف و الأستاذين رشيد خشانة و منجي اللّوز من أجل وقف كل أنواع الضّغوط و رفع كل القيود أمام الإعلام المستقل كخطوة ملحّة لتطوير المشهد الإعلامي في بلادنا. رسالة مركز القاهرة وجّه مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان رسالة للأخوين رشيد خشانة و منجي اللّوز أكّد فيها متابعة المركز لأخبار الإضراب عن الطّعام الّذي اضطرّ لخوضه بعدما ضاقت بهما السّبل و اشتداد الحصار الّذي استهدف جريدة الموقف. و عبّر المركز عن أسفه لاستمرار الجمهوريّة التّونسيّة في نهجها القمعي لحريّــات التّعبير و الصّحافة و اعتبر المركز نضال الأخوين حلقة جديدة في مسلسل الكفاح في تونس من أجل الحريّة و حقوق الإنسان. الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي يضرب تضامنا تضامنا مع الأخوين رشيد خشانة و المنجي اللوز اللّذين يخوضان إضرابا مفتوحا عن الطعام … دخلت مكاتب الشباب الديمقراطي التقدمي من مختلف الجهات في تونس في إضراب عن الطّعام بيوم واحد (08 ماي) تضامنا مع الأستاذين المضربين. و في ما يلي قائمة المضربين: –         تونس:وسام الصغير،محمد ياسين الجلاصي(مهدي)،محمود البارودي,خولة عروس,حليمة عامري –         بنزرت:نزار بن حسن، محمد الصالح الشّـابي,, –         جندوبة:مولدي الزوابي، ناظم التيزاوي,, –         صفاقس:معز الباي، رشاد شوشان، علي صالح القادري، محمد السعيدي،خليل عباس، غسان البقلوطي، سفيان الذوادي,, –         القيروان: عصام الخليفي, سامي النصري,, –         سيدي بوزيد:لسعد بوعزيزي، محيي الدين بالخير,, –         قفصة: رابح تباسي، الياس القاسمين, أحمد العلوي، رشاد محمدي، رشيد عبداوي، غزالة محمدي، مروان علوي، وائل بوزيان، خلدون علوي، أيوب حنزير,, –         مدنين:اسماعيل دبارة,, –         تطاوين: محمد صفيفير,, –         قابس :هيثم الجماعي, معز الجماعي, أنور الضوادي, رفيقة الجلالي, صالح مخليبي, حسام السلاّمي, عبد السلام العريّض,, لجنة جهويّة بتوزر تشكّلت بجهة توزر –نفطة- لجنة جهويّة لدعم المضربين عن الطّعام تكوّنت من السّـادة : لطفي حمدة و هشـام بوعتور و شكري ذويبي و محمّد علي الهادفي و محمّد الهادي حمدة و ناجي العلوي. إجتماع سياسي للتّضامن مع المضربين انعقد بمقر جريدة الموقف مساء يوم الخميس 08/05/2008 اجتماعا عاما سياسيّا دعى له الحزب الدّيمقراطي التقدّمي تضامنا مع المضربين عن الطّعام الأخوين رشيد خشانة و منجي اللّوز. و شهد الإجتماع الّذي حضرته جموع كبيرة من المناضلين و من أنصار الحريّة رغم الطّوق الأمني الكبير المضروب حول مداخل المقر حضور ممثّلين عن حركة التّجديد و حزب العمّـال الشّيوعي التّونسي و الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان و حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة و النّساء الدّيمقراطيّات و رابطة الكتّـاب الأحرار. منع منعت قوّات الأمن الّتي أحاطة بكل مداخل مقر جريدة الموقف كلّ من القيـاديّين بحركة النّهظة السيّدين علـي العريّض و زياد الدّولاتلي و رئيس جمعيّة حريّة و انصاف الأستاذ محمّد النّوري من الوصول إلى داخل المقر و حضور الإجتماع. كلمات تضامن تدخّل في الإجتماع العام إلى جانب المضربين ممثّلين عن الأحزاب و الجمعيّـات الّتي حضرت تضامنا مع الموقف و ممّـا جاء في كلماتهم : *ميّة الجريبي: « لا يمكن أن يصدّق عاقل بأنّ خمس شركات متنافسة كلّفت محام واحد للقيام على جريدة الموقف و تحرير دعوى متتطابقة و معيّنة لنفس الجلسة و أمام نفس الدّائرة دون أن تكون يد خفيّة وراءها. » « لنا أجندتنا السّياييّة و سنعمل كحزب معارض على المضيّ قدما في انجازها غير مكترثين لما تردّده السّلطة عبر وكلائها في وسائل الإعلام. » « بعد التحسّن الطّفيف الّذي طرأ على توزيع العدد الأخير سنواصل مراقبة عمليّة التّوزيع و تقييم الوضع. » *منجي اللّوز : « الموقف تهاجم بهدف اسكات صوت معارض ليلة الإعداد للإنتخابات العامة « . « سنواصل رفضنا للمشهد الإعلامي البائس و سنناضل لمنح تونس مشهدا إعلاميّـا تعدّديّـا و حرّا هي جديرة به. » *رشيد خشانة : « حقّقنا في الشّوط الأوّل من الإضراب مكاسب عديدة ليس أقلّها تسليط الأضواء على مأساة الإعلام في تونس. » « أثبتنا أنّ في تونس إعلاميّين شرفاء و مناضلين و حقوقيّين عازمين على الدّفاع عن حريّة التّعبير و رفض كلّ محاولة للرّجوع بالمشهد الإعلامي عقودا إلى الوراء. » *مختار الطّريفي: « ما كان ينبغي أن نحيي الذّكرى 24 لصدور الموقف (12/05/1984) بإضراب رئيس تحريرها و مدير تحريرها عن الطّعام… و هذا دليل على تراجع حريّة التّعبير في بلادنا. » « تحيّة لكلّ القائمين على صحيفة الموقف الّذين تمكّنوا من الحفاظ على جذوتها و تمكّنت بفضل مجهوداتهم من شقّ طريقها إلى آلاف القرّاء. » *لطفي حجّي: « إضراب خشانة و اللّوز امتداد لنضال عمره 100 عام من أجل حريّة التّعبير في بلادنا. » « السّلطة ساهمت بمحاصرتها لحريّة الإعلام في تشويه سمعة تونس. » « نحن سعداء لأنّ رياح التّغيير معنا…و السّلطة تسبح ضدّ التيّــار. » *حاتم الشّعبوني: « تضامن مع المضربين و معركتهما معركتنا جميعا. » « تونس أصبحت تنعت بالبنان على وضعيّة الصّحافة فيها » « إسكات الإعلام الحرّ ليس أمثل طريقة لإعداد الانتخابات اللّهمّ إلاّ إذا كنّـا نعدّ لبيعة في سنة 2009. » *حمّة الهمّـامـي: « معركة الموقف و إضراب الجوع هي معركة الجميع لذا وجب على الكل الوقوف إلى جانب المضربين عن الطّعام من أجل توسيع رقعة الحريّة في البلاد. » « دعما للصّحافة الحرّة قرّرنا إعادة إصدار جريدة البديل. » *محمّد عبّـو: « أستغرب اختيار السّلطة توقيت الهجوم على الموقف عشيّة زيارة ساركوزي و إحياء اليوم العالمي لحريّة الصّحافة و من ثمّ و بعد تورّطها تلقي باللاّئمة على المدافعين عن حقوقهم و تتّهمهم بالتّحرّك وفق أجندا لتشويه سمعة البلاد. » *جلّول عزونة: « أبتلينا بسلطة لا تريد أن تسمع إلاّ الثّناء و المديح و تخاف من كلّ إنسان حر و رأي حر فتجنّد كلّ طاقاتها لإسكاته. » « معركة السّلطة مخسورة لأنّنا لن نسكت. »   إذا الشعب يوما أراد الحياة…فلا بد أن يستجيب القدر…  


تجديد خامس لعريضة المساندة لصحيفة الموقف 10/ 5 / 2008

 

 
على إثر التضييقات المستمرة التي تتعرض لها صحيفة الموقف التونسية، الناطقة باسم الحزب التقدمي الديمقراطي، نحن الممضون أسفله نعبر عن تضامننا مع أسرة الصحيفة ونطالب السلطات التونسية بوقف كل أشكال التضييق، التي تخالف كل القوانين والأعراف المعمول بها داخل تونس وخارجها. للانضمام لحملة التضامن مع جريدة الموقف، يرجى إرسال الإمضاءات على العنوان البريدي التالي: taharlabidi@free.fr ملاحظة * سيقع تجديد وتحديث هذه العريضة كل يومين ولا تغلق حتى يرفع الضيم عن زملائنا. الإمضــــــــــاءات بسام بونني / صحفي / قطر كمال العبيدي / صحفي / واشنطن الطاهر العبيدي / صحفي / باريس عبد الوهاب الهاني / حقوقي / جينيف محمد فوراتي / صحفي / قطر حسان الجويني / صحفي / بغداد غسّان بن خليفة / صحفي / مونريال جمال دلالي / إعلامي   /  بريطانيا صالح عطية / كاتب وصحفي / تونس Paris  / rédacteur en chef du magazine planète- jeune / Eyoum nangué حسن محمد الأمين / إعلامي ليبي / مشرف موقع ليبيا المستقبل قاردي زروقي / مؤسس موقع الحوار نت ومنتدياته / ألمانيا جوزيف غطاس كرم / كاتب لبناني / فرنسا عبد الله الزواري / صحفي / تونس د. فيوليت داغر / رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان / باريس د . هيثم مناع / الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان / باريس عبدالباقي خليفة / صحفي / البلقان صفوة عيسى / منظمة الحقيقة والعمل / سويسرا فريق تونس نيوز  فريق الموقع الإعلامي  للنهضة أنفو فريق موقع الحوار نت نجيب الحسني / محامي / تونس فتحي بالحاج  / موقع المسيرة / فرنسا فريق تونس أونلاين فريق موقع الفجر نيوز عقـيله بدر / مهندس / الولايات المتحدة الأمريكية الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى لجنة التضامن مع سجناء الرأي في ليبيا محمد طنيش / ناشط حقوقي / ألمانيا إياد الدهاني / مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي / باريس الحبيب العماري / حقوقي / ألمانيا منصف بوسحاقي/ مهندس / فرنسا بسام طريفي / محامي ﺴﺎﻟﻡﺧﻟﯿﻓﺔ / ﻧﺎﺸﻁ  ﺴﯿﺎسي/ الحزب الديمقراطي التقدمي  هيثم جماعي/ تونس الهادي بريك /لاجئ سياسي/ ألمانيا د.خــالد الطـــراولي [اللقـاء الإصلاحي الديمقراطي] محمد كوحلال /كاتب و باحت علماني حقوقي مستقل / المغرب عبدالحميد العدّاسي / الدانمارك  د.عمر الفاتحي / كاتب صحفي وناقد سينمائي / عضو الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني / عبدالسلا م بوشداخ / مدير صحيفة المتوسط  المحظورة  بفرنسا كمال الغالي / كاتب وشاعر تونسي / باريس محسن الجندوبي / ألمانيا محمد الهادي الزمزمي / ألمانيا رشيدة النفزي / ألمانيا فيصل منتصر  / نقابي / باريس الطيب الجوادي  / أستاذ / أريانة رضا الرجيبي / طالب / فرنسا محمد بن احميدة / ناشط حقوقي ليبي / ألمانيا جلال الماطري / عضو بحزب الخضر / جينيف Katya LONG-GHANMI / جامعية / بروكسل إلياس غانمي / جامعي / بروكسل رياض الحجلاوي / دكتور في الفيزيا / فرنسا نايت ليمان / جمعية ضحايا التعذيب بتونس / جينيف  كمال الشعبوني / محامي عبدالله النوري/ من أسرة الحوار نت / ألمانيا أمية الصديق / المكتب الديمقراطي التقدمي / باريس اسماعيل الكوت / سويسرا عدنان بن يوسف / / مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي / باريس عماد الدايمي / مهندس / باريس علي حميدي/أستاذ/هولندا محسن ذهيبي / مختص في الإعلامية / باريس ساسي كحلول / مستشار  قانوني / تونس  عزالدين شمام / كاتب تونسي / بباريس احمد الورغمي / ناشط ضد الدكتاتورية / فرنسا لوممبة المحسني / ناشط حقوقي / باريس خالد عواينية / محامي / سيدي بوزيد منجي بن صالح / نقابي / عبد المنصف حافظ البوري / نشط سياسي وإعلامي/ الولايات المتحدة الأمريكية مصطفى عبدالله ونيسي مفتاح السيّد الشريف / كاتب ومؤرّخ ليبي جلال بدر / مهندس http://www.youtube.com/watch?v=MPJU_nLOJWo


إقامة جبرية الكترونية

 

 
منذ بداية شهر افريل الفارط تسربت إلى بريدي الالكتروني بعض المظاهر الغريبة , من ذلك أن بعض الرسائل الواردة علي لم يعد بإمكاني فتحها وإذا فتحت أجد بها جملة انكليزية ( تحتوي عبارات بذيئة أحيانا ) مكان الرسالة الأصلية وهذه الحالة تتغير وتتكرر من  رسالة إلى أخرى . أما البريد المرسل فأصبح من باب المستحيل , أي أني أصبحت عاجزا عن بعث أي رسالة الكترونية سواء إلى مواقع رسمية أو حتى إلى اصدقاء عاديين . وكنت اعتقد في البداية أن هذه الإشكالات مرتبطة بعطب فني في  حاسوبي الشخصي او على أقصى تقدير مرتبطة بتسرب فيروس خطير إلى بريدي الشخصي فقمت باقتناء مضاد جديد للفيروسات وجربت كل الوسائل الممكنة لتجاوز هذا الإشكال لكن دون جدوى, وبقي الأمر محل غموض شديد لكن يوم 21 افريل 2008 قرأت خبرا على موقع الحوار.نت أورده الحقوقي عبد الوهاب معطر يكشف فيها الإشكالات التي يواجها بريده الالكتروني فتطابق وصفه مع حالة بريدي الالكتروني  فعرفت علة المشكلة وعندها فقط تيقنت ان بريدي مستهدف مثل غيري من النقابيين ومناضلي الحريات وحقوق الإنسان وفد أصابني هذا الأمر بإحباط شديد لأني كنت اعتبر الانترنت بوابتي الوحيدة على العالم الخارجي في ظل هذا الانغلاق الإعلامي.   لقد حركت الانترنت في داخلي الرغبة في الكتابة والإبداع , كنت أعيش في داخلي ربيع كتابة , كتبت عن الرئيس الفرنسي ساركوزي  وعن الشفافية المالية في موريتانيا وعن اتحاد الشغل والتلوث في قابس والفلاحة في جندوبة , كانت كتابات عادية جدا بل مبتدئة ومع هذا لم يتسع صدر الرقيب لهذه الكتابات .هل أصبحت كتاباتي خطيرة جدا إلى حد ضرب بريدي الالكتروني؟ هل الهدف من هذه العملية تعطيلي وإسكاتي ؟ إن ضرب بريدي الالكتروني أدخلني في  حالة عجز وشلل الكتروني ومنعني من التواصل مع عشرات الأصدقاء داخل تونس وخارجها كما منعني من التعبير عن أرائي بكل , كنت انتظر بعض التشجيع حتى أواصل هذه التجربة ببعض من الأمل والصبر فإذا برد قاس ومؤلم . على كل اعتذر من كل الأصدقاء عن تعطل مراسلاتي , اعتذر أيضا  من باراك اوباما لان مراسلاتي على الفيس بوك انقطعت وبالتالي لم اعد قادرا على التواصل مع المجموعة المؤيدة له على هذا الموقع .انني بكل بساطة في إقامة جبرية الكترونية ومع ذلك سأواصل الكتابة , وألف شكر لكل الأصدقاء الذين تحملوا مشقة مساعدتي للخروج من هذه المشكلة الالكترونية محمد العيادي  نقابي حقوقي – قابس


صحافيان تونسيان معارضان يمثلان غدا السبت أمام القضاء

 

 
تونس / 9 مايو-أيار / يو بي أي: قال الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض إن مدير صحيفته »الموقف » أحمد نجيب الشابي ورئيس تحريرها رشيد خشانة سيمثلان غدا السبت أمام المحكمة الإبتدائية بتونس تبعا للدعوى التي رفعتها عليهما خمس شركات مختصة في تعليب الزيوت النباتية. وأوضح الحزب في بيان وزعه اليوم الجمعة أن نحو مائة محام تونسي بينهم عميد المحامين بشير الصيد أعلنوا إستعدادهم للدفاع عن أحمد نجيب الشابي ورشيد خشانة في هذه القضية. وبحسب الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي،فإن المحاكمة المقررة غدا « هي محاكمة رأي بشكل واضح »،وهي تندرج في إطار سلسلة من التضييقات التي تتعرض لها صحيفة « الموقف » منذ فترة،وفق ما جاء في البيان. وكانت خمس شركات تونسية ناشطة في تعليب الزيوت النباتية قد رفعت دعوى قضائية ضد صحيفة »الموقف » المعارضة إتهمتها فيها بإلحاق أضرار بمصالحها عقب نشرها لمقال تحدثت فيه عن أن كميات من الزيوت التي صدرتها إلى الجزائر غير صالحة للإستهلاك. وقدرت هذه الشركات الخسائر المادية التي تكبدتها جراء هذا المقال بنحو 500 ألف دينار تونسي(427.35 ألف دولار)،إلى جانب 5 آلاف دينار(4.27 آلاف دولار) مقابل أتعاب التقاضي. وبمجرد الإعلان عن هذه القضية،دخل رشيد خشانة ومنجي اللوز في إضراب مفتوح عن الطعام منذ السادس والعشرين من الشهر الماضي للمطالبة بوقف الملاحقات القضائية التي تتعرض لها صحيفتهما « الموقف »،والحصار المالي والتوزيعي المفروض عليها. غير أن السلطات التونسية رفضت في حينه هذا الإضراب، ووصفته بأنه « مناورة جديدة، ديماغوجية وانتهازية لمغالطة الرأي العام، وهي مناورات أضحت من عادات الحزب الديمقراطي التقدمي خاصة إبان الإحداث الهامة التي من شأنها استقطاب اهتمام وسائل الإعلام الدولية ». المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 9 ماي 2008  


 

إحياء اليوم الوطني لمناهضة التعذيب  

تجمّع اليوم، الخميس 8 ماي على الساعة منتصف النهار والنصف عدد من ممثلي الأحزاب والمنظمات السّياسيّة والجمعيّات المدنيّة بمكان السجن المدني بتونس (9 أفريل)، الذي هُدّم السنة الماضية، لإحياء اليوم الوطني لمناهضة التعذيب الموافق للذكرى الواحدة والعشرين لاستشهاد المناضل نبيل بركاتي، النقابي وعضو حزب العمّال الشيوعي التونسي تحت التعذيب يوم 8 ماي 1987 بمركز الشرطة بمدينة قعفور (130 كلم عن تونس العاصمة). وكان من بين الحاضرين الأستاذة راضية النصراوي، رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب، والسيدة سهام بن سدرين، الناطقة الرسمية باِسم المجلس الوطني للحريّات، والسادة أنور القوصري والحبيب الزيادي، عضوا الهيئة المديرة للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان، وعمر المستيري، عضو الهيئة المديرة للمجلس الوطني للحريّات، ورضا بركاتي، رئيس فرع حمّام الأنف-الزهراء للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان، وعلي بن سالم، عن وداديّة قدماء المقاومين، ومحمّد بن سعيد وعبد الجبار المدّاحي، عن فرع الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت، وسمير ديلو، عن الجمعيّة الدوليّة للدفاع عن المساجين السياسييين، ومحمّد مزام، عن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، ونذير بن يدر، الناشط الحقوقي، وغيرهم من المناضلات والمناضلين. أما عن الأحزاب السياسية فقد حضر السادة: محمد عبّو عن « المؤتمر من اجل الجمهورية » وخالد الكريشي عن « الوحدويون الناصريون » وحمّه الهمّامي عن « حزب العمّال الشيوعي التونسي ». ولم يتمكن عدد من ممثلي الأحزاب والجمعيات من الحضور بسبب التزاماتهم المهنية. وقد تناول الكلمة في هذا التجمع حمّه الهمّامي الذي أكد أن اختيار مكان السجن المدني بتونس لإحياء هذه الذكرى يعود إلى ما فيه من رمزية بالنسبة إلى التونسيات والتونسيين، فقد نُكـّل فيه بأعداد غفيرة من الوطنيين في عهد الاستعمار الفرنسي، كما نُكـّل فيه بالآلاف من سجناء الرأي والسجناء السياسيين من مختلف النزعات الفكرية والسياسية الذين اعتقلوا خلال النصف قرن الأخير، في فترة حكم بورقيبة ثم بن علي. وقد فقد العديد منهم حياته بسبب التعذيب أو سوء المعاملة أو الإهمال دون أن يعاد إليهم الاعتبار أويحاسب جلادوهم. وذكـّر حمّه الهمّامي بأن نظام الحكم هدّم هذا السجن العام الماضي، دون مبالاة بالأصوات التي ارتفعت مطالبة بالاحتفاظ به، وكأنه يريد بذلك طمس الجرائم التي ارتكبت فيه وفسخها من الذاكرة الوطنية. وأضاف أن الوقوف في هذا المكان اليوم يؤكد أن الديمقراطيات والديمقراطيين في هذه البلاد لن ينسوا المعاناة التي عاشها كلّ الذين مرّوا من هذا المكان وأنها ستبقى راسخة في أذهانهم وأذهان كل التونسيات والتونسيين. وأشار حمّه الهمّامي إلى أن التعذيب لا يزال متواصلا إلى اليوم، وهو يُمارَسُ بشكل مكثف ومنهجي، وأن كل الحاضرين اليوم في هذا المكان جاؤوا ليؤكدوا تصميمهم على مواصلة النضال من أجل اجتثاث هذه الآفة ومحاسبة المسؤولين عنها أمرا وتنفيذا ملاحظا تلازم النضال ضد ممارسة التعذيب مع النضال من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان. وقد حاصر البوليس السياسي المكان وحاول بشتى الطرق تشتيت المعتصمين الذين بقوا بالمكان حوالي نصف ساعة، ورفعوا عددا من الشعارات منها بالخصوص: –   لا لا للتعذيب –   لا لا للإفلات من العقاب وبعد ذلك تفرقوا متواعدين على اللقاء من جديد بهذا المكان. علما وأن لقاءا آخر سيتم في الأسابيع القادمة بمقبرة « البراكتة » بقعفور تخليدا لذكرى استشهاد نبيل. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 ماي 2008)  


 

في اليوم الوطني لمناهضة التعذيب: تجمّع في مكان السجن المدني بتونس سابقا  

 
تعلم الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب أنه بمناسبة اليوم الوطني لمناهضة التعذيب الموافق للذكرى الواحدة والعشرين لمقتل المناضل نبيل البركاتي تحت التعذيب لمركز الشرطة بقعفور في 8 ماي 1987، تجمّع اليوم الخميس 8 ماي 2008 على الساعة الثانية عشر و النصف ظهرا بمكان السجن المدني بتونس سابقا (الذي تمّ هدمه السنة الماضية) بشارع 9 أفريل بالعاصمة عدد من مناضلات ومناضلي الأحزاب والمنظمات السياسيّة والحقوقيّة تضامنا مع الآلاف من ضحايا التعذيب في تونس والذين عرف العديد منهم في هذا المكان بالذات (سجن 9 أفريل) أبشع أنواع امتهان الذات البشريّة وذاقوا شتـّى أصناف العذاب وسوء المعاملة وانعدام الرعاية الصحية ممّا أدّى إلى وفاة العشرات منهم واحتفاظ الباقين بآثار جسديّة ومعنويّة لا تنمحي فيما يزال جلادوهم مفلتين من العقاب. ومثـّل هذا التجمّع لمناضلي الحركة الديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان فرصة لتأكيد إصرارهم على مواصلة النضال لفضح ومقاومة ما تشهده السجون ومحلات الإيقاف ومقرات البوليس في تونس من ممارسة منهجيّة وواسعة النطاق للتعذيب و سوء المعاملة والتي يقع ضحيتها الموقوفون والسجناء في القضايا السياسيّة وقضايا الحقّ العامّ على حدّ السّواء. ورغم تدخل البوليس السياسي لتفريق المتجمّعين إلا أنهم أصرّوا على مواصلة الوقفة الرمزيّة التي قرّروها طيلة نصف ساعة ورفعوا الشعارات المناوئة للتعذيب وخاصّة: « لا، لا، للتعذيب » و »لا، لا، للإفلات من العقاب ». الجمعيّة التونسيّة لمقاومة التعذيب (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 ماي 2008)


حقوق وحريات على لوح من الجليد محفوظة  
 
حق التعبير، حق التنقل، حق الإضراب، احترام حقوق الإنسان، حق الانتخاب، حق الترشح، الخ. لا تخلو الدساتير العربية من كل هذه الحقوق وكل بلد يتفنن في صياغتها على الوجه الأكمل، فمن يتصفح هذه الدساتير يظن أنّ الحريات والحقوق العامة والفردية من أصول عربية ضاق بها الخناق فهاجرت تاركة شعوبها تعاني الاضطهاد والظلم. لقد صارت كل سلطة تؤسس لقمع شعبها وتنظر لاضطهاده سالكة مسار التسابق نحو شهائد الامتياز وصكوك الرضا من القوى الإمبريالية. فترى كل دولة عربية تهرول إلى الانخراط في الهيئات الحقوقية العالمية لتلميع الصورة من ناحية ولإضفاء الشرعية على تسلطها، وتبرّر به قمعها لشعوبها من ناحية أخرى، جاعلة من أمنها عمادا « لديمقراطيتها ». فانعدمت الثقة بين مواطني الشعب الواحد وكثرت الوشاية وتلفيق التهم فتحول عون الأمن من حامي الحمى إلى شبح يلوحون به متى أرادوا إخافة أحدهم. فظلّت الدساتير على الرفوف وظلت الرفوف في غرف مظلمة محكمة الغلق، أتدرون لماذا حجبت هذه الدساتير واختفت؟ لا لشيء إلا لأنها مكتوبة على صفحات من الجليد متى رأت النور والشمس ذابت وتبخرت معها كرامة المواطن وحقوق الشعب. فأصبح كل مواطن عربي يلعن في قرارة نفسه الحكام والأمراء ويكره الشعر والشعراء، ويحفظ قوانين مكافحة الإرهاب عن ظهر قلب، و يحصي عدد خطواته إلى السوق والعمل وعدد الساعات التي يقضيها في المقهى، حتى لا يقع في المحظور فيحرم من العمل والمقهى معا. ألجمت الأفواه وجففت ينابيع الأقلام الحرة وليس لك الحق في أن تحب وطنك على الوجه الذي تراه. فالوطني لدى هؤلاء الحكام من يمجد ظلم الحاكم ويبايع قمع المتسلط، ويبارك في خطبة الجمعة صفات الأمير الخلقية واللاأخلاقية، فترى الناس سجّدا على أنغامها ركعا على نشيدها ومن تخلف عن هذه المواكب وجد نفسه في غياهب السجون. تلك هي الوطنية لديهم. أما العميل فهو من يذكرهم بمحتوى تلك الدساتير ويحثهم على العمل بسننها، والعدو فاقد الإنسانية هو من يتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان في بلده والإرهابي هو من يضرب عن الطعام أو العمل من أجل حق مكفول ضمن بنود الدستور، والمرتشي هو من يرابط من أجل رابطة لحقوق الإنسان. فبـأيّ وطـنية سألقاك يا وطـني؟ (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 ماي 2008)


تونس: الحجاب لباس طائفي ولايمت بصلة لديننا الإسلامي  
 
تونس: وصفت وزارة شؤون المرأة و الأسرة في تونس الحجاب بأنه لباس طائفي ، وأصدرت مرسوما إداريا جديدا يمنع ارتدائه في المؤسسات التابعة لها.واعتبر المرسوم الصادر مؤخرا الحجاب وأي شكل من أشكال تغطية الرأس « شكلا من أشكال التطرف » و »لا يمتّ بصلة لديننا الإسلامي الحنيف »، على حد وصفه. وجاء نص القرار تحت عنوان « حول ارتداء اللباس الطائفي واستخدام العديد من الوسائل ووضعها على رؤوسهن بالمناديل « المحارم والقبعات المتميزة ». وأوصت الوزارة المسؤولين الإقليميين التابعين لها « بالتصدي لكل من يرتدي أو من يستخدم الأشياء المشار إليها سواء من الإطارات التربوية أو العاملة أو الأطفال ». وتمنع عدد المؤسسات العمومية في تونس ، بحسب موقع قناة  » الكوثر الفضائية ، النساء من ارتداء الحجاب داخل أماكن العمل. وتعود الحملة ضد الحجاب في تونس مع بدايات صعود الحركة الإسلامية أوائل الثمانينيات فقد أصدرت وزارة التربية سنة 1982 مرسوما يعرف « بالمنشور 108 » والذي يمنع ارتداء الحجاب في المؤسسات التربوية. ثم وقع تعميم هذا المنع في مختلف المؤسسات وصدرت مراسيم أخرى مشابهة. ويعتبر الخطاب الرسمي في تونس الحجاب أو خمار المرأة « زيا طائفيا دخيلا على التقاليد التونسية »، كما نقلت تصريحات صحفية سابقة عن وزير الشؤون الدينية التونسي أبو بكر الأخزوري يصف الحجاب بـ »النشاز والدخيل ». وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد استنكر في وقت سابق التصريحات التونسية واعتبر ما تتعرض له النساء التونسيات من منعهن من الدراسة أو العمل، أو مضايقات في الشارع، جراء ارتداء الزي الإسلامي، « أمرًا مستهجنًا ومخالفًا لتعاليم الإسلام أولاً، ثم للاتفاقية الدولية لحقوق المرأة وانتهاكًا للحرية الشخصية التي كفلتها المواثيق الدولية ». ودافعت منظمات حقوقية تونسية عن حق المحجبات في التعليم والعمل وعبّرت عن رفضها للوائح المانعة لارتداء الحجاب باعتبارها اعتداء على الحرية الشخصية، كما تأسست منذ عام داخل الجامعة التونسية هيئة طلابية للدفاع عن المحجبات تقوم برصد الانتهاكات وتوثيقها في بلاغات صحفية تنشر على الانترنت.ويقول مراقبون إنه عادة ما تتكثف الحملات على المحجبات في بداية السنة الدراسية ضد المحجبات في الكليات والمدارس الابتدائية والثانوية. وتشتكي نساء تونسيات من كون أعوان أمن اقتادوهنّ إلى مخافر الأمن وأجبروهنّ على التوقيع على تعهدات بعد ارتداء الحجاب أو يتم تمزيق خمورهنّ. وكان قد صدر في ديسمبر 2006 حكم قضائي في تونس يعتبر طرد مدرّسة بسبب ارتداء الحجاب باطلا، وأنّ المراسيم الصادرة في ما يخص زي المرأة مخالفة للدستور التونسي وتفتح الباب للتعسف في السلطة حسب نص الحكم الإداري المصدر شبكة الإخبار العربية « محيط  » ( الإمارات ) بتاريخ9 ماي2008)  


تونس تدعو الفرقاء في لبنان إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار

 

 
تونس / 9 مايو-أيار / يو بي أي: دعت تونس كافة الفرقاء في لبنان إلى ضرورة ضبط النفس وإلى تغليب لغة الحوار ومصلحة لبنان العليا والحفاظ على وحدته الوطنية وأمنه وإستقراره. وجاء في بيان صدر ليل الخميس/الجمعة عن وزارة الخارجية التونسية،أن تونس تتابع بقلق كبير تطورات الأوضاع في لبنان بعد الأحداث الخطيرة التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية والتي قد تخرج الوضع عن نطاق السيطرة. وجددت وزارة الخارجية في بيانها دعوة تونس إلى جميع الأطراف اللبنانية لتفادي التصعيد والعنف وإلى تغليب لغة الحوار،وتوخي الطرق السلمية لحل كل الخلافات . كما أعربت أيضا عن الأمل في أن يتمكن الشعب اللبناني من تجاوز هذه الظروف بما يجنب لبنان كل المخاطر والتداعيات. وكانت مواجهات عنيفة دارت أمس في شوارع بيروت أدت إلى سقوط 10 قتلى وعدد من الجرحى بعدما اتهم حزب الله الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة بإعلان الحرب ضده من خلال استهداف شبكة إتصالاته.  
المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 9  ماي 2008  


الأردن ينظم أسبوعا ثقافيا بتونس

 

 
تونس / 9 مايو-أيار / يو بي أي: تنظم وزارة الثقافة الأردنية بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية أسبوعا ثقافيا بتونس ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل،على أن تتوزع أنشطته وفعالياته على 4 محافظات. وبحسب وزارة الثقافة التونسية،فإن هذه التظاهرة التي ستتواصل لغاية الثامن عشر من الشهر الجاري ،وتتضمن عرض العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية و الموسيقية والشعرية التي تختزل تطور الحركة الثقافية بالأردن. وسيتم افتتاح هذا الأسبوع الثقافي بدار الثقافة المغاربية « ابن خلدون » بتونس العاصمة بثلاثة معارض أولها للفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية والثاني للحرف التقليدية،والثالث للكتاب،بالإضافة إلى عرض للأزياء التراثية الأردنية. كما سيتم خلال السهرة الإفتتاحية لهذه التظاهرة عرض شريط وثائقي حول الأردن،وحفل موسيقي لفرقة التخت العربي التابع للمعهد الوطني للموسيقى بالأردن. وينتظر أن يعرض خلال الأسبوع الثقافي العديد من الأفلام الطويلة والقصيرة التي تعكس تطور السينما الأردنية منها فيلم »قمر 14″ للمخرجة ساندرا ماضي، و »عربيزي  » للمخرجة داليا الكوري، »أم قيس تشيع أهلها » للمخرج عبد السلام حجاج. أما بالنسبة إلى الأمسيات الشعرية،فسيحييها الشاعران الأردنيان عصام السعدي وعمر أمين أبو الهيجاء،علما وأن المحافظات المعنية بفعاليات هذا الأسبوع،هي تونس وبنزرت والقيروان وسوسة. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 9 ماي 2008  


مؤتمر فى لندن يسلط الضوء على النجاحات والفرص بتونس

 

 
غسان ابراهيم* تجذب بعض الدول النامية استثمارات مالية دولية لتوظيفها فى مشاريع مختلفة نظراً لوجود الكثير من الفرص المتاحة لديها، وبعد أن يتم تحقيق هذه المشاريع غالبا ما تخرج الاستثمارات وتبحث عن فرص فى دول أخرى، بينما تتميز تونس عن باقى هذه الدول بكونها مقصداً استثمارياً يتسم بالديمومة والاستمرار، اذ تعتبر وطناً للاستثمارات يجذب رجال الأعمال الراغبين بتوظيف استثماراتهم على مدى طويل الأمد وهؤلاء ليسوا مجرد عابرى سبيل يقتنصون فرصاً وأرباحاً ثم يغادرون البلاد. فالاستثمارات التى تدخل تونس تجد المناخ الاقتصادى المطلوب فتستقر وتستمر وتساهم فى كل مشاريع التنمية المتنوعة حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد التونسى الوطني. فى هذا الاطار، استضافت العاصمة البريطانية الأسبوع الماضى مؤتمراً عن التمويل والاستثمار فى تونس نظمته جمعية الشرق الأوسط بالتعاون مع السفارة التونسية ووكالة النهوض بالاستثمار فى تونس، حيث حضر المؤتمر عدد كبير من رجال الأعمال البريطانيين والمهتمين بالشؤون التونسية وعدد من المستثمرين العرب والاجانب فى تونس بالاضافة إلى الأكاديميين والباحثين. المؤتمر افتتحته البارونة سايمون نائبة رئيس جمعية الشرق الأوسط بالإشادة بالنجاحات الكثيرة التى تحققت فى السنوات الأخيرة فى تونس، وأكدت أن المستقبل سيحمل المزيد من الانجازات فى بلد ينظر دائما إلى الأمام ويعمل دون توقف لتحقيق الطموحات بشكل مدروس ومنظم. من جهته، أكد اللورد الديرمان ديفيد لويس عمدة مدينة المال فى لندن أن الفرص الاستثمارية المتاحة فى تونس أمام رجال الأعمال البريطانيين متعددة وأكثر بكثير مما تحقق سيما بعد الاصلاحات الكثيرة التى انجزت فى تونس لتواكب متطلبات قطاع الأعمال وفق المواصفات العالمية، حيث ساهم انضمامها للشراكة الأوروبية كأول دولة توقع على هذه الاتفاقيات فى انفتاحها أكثر على العالم وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي. وقال العمدة « إن المركز المالى فى مدينة لندن ينظر للتعاون مع تونس ودول البحر الابيض المتوسط، وبما ان تونس حققت مراكز متقدمة فى تصنيفات مؤسسات دولية فهذا يعنى لنا الكثير، أضف إلى ذلك ان تونس بوابة لنا نحو افريقيا ». وتحدث السيد عبد الحميد التريكى كاتب الدولة لدى وزير التنمية والتعاون الدولى التونسى عن العلاقات التونسية البريطانية التى تعود الى القرن السابع عشر حيث تم توقيع اول اتفاق بين البلدين فى عام 1662، ومنذ ذلك التاريخ ينعم البلدين بعلاقات مستمرة قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل. وقال التريكى لصحيفة « العرب الاسبوعي »: « بكل تأكيد، تونس تصر على المزيد من الانفتاح والتعاون مع دول الاتحاد الأوروبى وبالتحديد مع بريطانيا، وفى أكثر من مناسبة أكدت لنا بريطانيا تزايد اهتمامها بدول المغرب وبالتحديد تونس ». واضاف التريكي: « لقد ازداد التبادل التجارى بين البلدين، فبلغ فى العام الماضى أكثر من 550 مليون جنيه استرلينى أى ضعف حجم التبادل فى العام الذى سبقه وبلغ 333 مليون جنية استرليني. ويوجد حالياً 82 شركة بريطانية تعمل فى تونس وتستثمر ما قيمته 1.5 مليار جنيه استرلينى وبعثت أكثر من 10200 فرصة عمل فى البلاد ». وتجدر الإشارة إلى أن حوالى ربع هذه الاستثمارات تحققت فى السنوات الخمس الاخيرة، ومن المؤشرات الهامة أن هذه الاستثمارات لم تتمركز فى قطاع محدد بل توزعت على مختلف المجالات وخصوصا فى القطاعات التى تقدم قيمة مضافة وتحقق مزايا للاقتصاد التونسي. وتطرقت ورقات الأعمال التى قدمت إلى مجموعة من النقاط تمحورت حول الاسئلة التالية: لماذا تعتبر تونس وطناً للاستثمار؟ وما الذى يجعلها تتميز وتتفوق على العديد من الدول؟ ولماذا صنفت البلد الأكثر سلاما واستقرارًا فى العالم العربى وأفريقيا حسب منظمة Global Peace Index, بالإضافة إلى كونها فى المرتبة الأولى فى إفريقيا والمرتبة 32 على المستوى العالمى فى مجال القدرة التنافسية, وفى المرتبة الأولى فى المغرب العربى وفى إفريقيا والمرتبة 29 على المستوى العالمى فى مجال تكنولوجيا المعلومات حسب تصنيف المنتدى الاقتصادى العالمي؟ ولماذ صنفت فى المراكز الأولى عالميا فى مجال توفير المناخ الاستثمارى الملائم حسب تصنيف كبرى المؤسسات الدولية المتخصصة مثل موديز، ستندارد أند بورز، فيتش ريتينغس؟ تعرف تونس، هذا البلد المتوسطي، بأنها مثال للسلام والازدهار، حيث بدأت إستراتيجية التنمية المتبعة منذ سنين بصفة تدريجية تجنى ثمار النجاحات، حيث خصصت موارد البلاد لتطوير البنية الأساسية وتنمية الاقتصاد والنهوض بالكفاءات البشرية ونشر المعرفة. كل ذلك من أجل إيجاد مجتمع متوازن ومتسامح ومنفتح وذلك من خلال التوزيع العادل للثروات وعدم التمييز بين الرجل والمرأة والانفتاح على الخارج. هذه السياسة، التى يبرهن عليها الاستقرار الاقتصادى والاجتماعى المثاليين، تمنح المستثمر الأجنبى عدة دوافع رئيسية لاختيار تونس وجهة لاستثماراته. فقد عرفت تونس منذ تحول السابع من نوفمبر تطورا هاما على المستوى الإقتصادى بمعدل نمو سنوى متزايد وذلك يعود لإعتماد سياسة إقتصادية تقوم على تحرير التجارة الداخلية والتبادل التجارى الخارجي. فقد وقعت تونس اتفافية الشراكة مع الاتحاد الأوروبى منذ عام 1995 مما سهل دخول المنتجات الصناعية التونسية إلى السوق الأوروبية بكل حرية وجعلها معفاة كليا من الرسوم الجمركية. كما أبرمت تونس مع الأقطار المغاربية والعربية العديد من الاتفاقيات التفاضلية وتم خلال السنوات الأخيرة التوقيع على اتفاقيات ثنائية مع ليبيا ومصر والأردن والمغرب وتركيا والعراق تتعلق بإقامة منطقة للتجارة الحرة بصفة تدريجية. ويجرى حاليا التفاوض مع بعض بلدان أخرى فى المنطقة بشأن التوقيع على اتفاقيات ثنائية مماثلة. وقد وقـّعت تونس عام 2004 اتفاقا ينشئ منطقة تبادل حرّ مع بلدان الرابطة الأوروبية للتبادل الحر EFTA وهى تحظى كذلك بالدخول التفاضلى لأسواق العديد من البلدان الإفريقية فى نطاق اتفاقات ثنائية، كما بادرت تونس منذ سنة 1998 بتنفيذ الاتفاق الإقليمى المؤسّس لمنطقة التجارة الحرّة العربية الكبرى. ولتسهيل دخول متطلبات اقامة المشاريع، منحت تونس تخفيضات جمركية فى إطار « النظام العام للأفضليات » « G.S.P » على المواد الصناعية والفلاحية ومواد الصناعات التقليدية من قبل الولايات المتحدة وكندا واليابان و سويسرا وأستراليا. وتتمتع تونس بموقع فريد جغرافيا، حيث تقع فى نقطة الالتقاء بين الحوضين الشرقى والغربى للبحر الأبيض المتوسط ولا يفصلها عن أوروبا سوى ساعة من الزمن جوا، ويبلغ طول الشريط الساحلى 1300 كلم مما جعلها منفتحة دوماً على الخارج. ويعتبر موقعها المتميز احد اسباب كونها ملتقى للحضارات عبر التاريخ، أما اليوم فهذا الموقع يخولها ان تصبح بوابة للإستثمار والإنتاج. ويحظى الاقتصاد التونسى بكامل الحرية، حيث يخضع الإنتاج إلى المنافسة العالمية كما تخضع الأسعار إلى آليات السوق باستثناء بعض المواد الحساسة وذات الاستهلاك اليومي. وينجز الإستثمار بكل حرية من قبل التونسيين والأجانب فى معظم أنشطة القطاعات. وقد أصبح الدينار التونسى قابلا للتحويل منذ سنة 1994 وذلك بالنسبة للعمليات الجارية. و تتمتع الشركات الأجنبية التى يوجد مقرها الرسمى بتونس بضمان حرّية التحويل فيما يتعلق بمداخيل رأس المال والصفقات التجارية والصفقات المرتبطة بالإنتاج. كما يتمتع المستثمرون الأجانب بحرية تحويل الأرباح والناتج الحقيقى الصافى المتأتى من بيع أو تصفية رؤوس الأموال المستثمرة بالعملة الأجنبية.واعتبرت دراسة البنك الدولى حول التقنيات الجديدة للمعلومات والاتصال ان تونس تملك أفضل أصحاب الشهادات فى الميادين التقنية فى المنطقة العربية. حيث تبين البيانات ما يلي: – تونسى من أربعة يتابع شعبة تعليم أو تكوين مهني. – نسبة تمدرس فى حدود 99% لدى الشبان المتراوح أعمارهم بين 6 و 11 سنة. – ترصد تونس اعتمادات تمثل قرابة 7 % من الناتج المحلى الإجمالى لقطاع التعليم. – تضاعف عدد الطلبة ثلاث مرّات خلال عقد من الزمن ليبلغ 367627 عام 2007، وتمثل نسبة الإناث 58% من مجموع عدد الطلبة. – تعليم اللغتين الفرنسية والانجليزية ابتداء من التعليم الأساسي. – تم ربط المؤسسات التعليمية والجامعات بشبكة الانترنت. – تمت برمجة بعث أقطاب تكنولوجية بكامل جهات البلاد لضمان التناغم بين قطاعى الصناعة والبحث العلمي. كما تمتلك تونس شبكة متطورة جداً فى مجال الاتصالات، حيث تبين الاحصاءات مايلي: – شبكة الاتصالات الوطنية تعمل كليّا بالنظام الرقمي. – كثافة الهاتف القار والجوال: 84 خط / 100 ساكن سنة 2006. – يمكن الاتّصال المباشر بـ170 بلدا. – جميع أصناف الشّبكات متوفّرة. – يستأثر الهاتف الجوّال الرقمى باستثمارات عمومية وخاصّة هامّة. – خدمة الرومينغ \’roaming \’ للهاتف الجوال الرقمى متوفرة. – الربط بالأقمار الإصطناعية مضمون. – الربط بالكوابل البحرية والألياف البصرية متوفر. – خدمات سريعة لفائدة المستثمرين. وقد أقامت تونس عدة مدن صناعية لتوفر المتطلبات الاساسية لتطوير هذا القطاع، حيث تتوفر بتونس 106 منطقة صناعية موزعة على كامل انحاء البلاد، تبلغ مساحتها 3350 هكتار، وهى مجهزة بالعديد من المرافق، وتم أثناء الفترة المتراوحة بين 2002 و2006 تهيئة 642 هكتار موزعة على 18 منطقة منها 11 منطقة ساحلية و7 مناطق داخلية، وهى الآن من حيث الإعداد، فى مرحلتها الأخيرة. يعتبر المركب التكنولوجى للمواصلات بتونس من أهم المركبات فى القارة الإفريقية. وتستجيب بنيته الأساسية العصرية للشركات ذات التكنولوجيا العالية العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصال. وقد شهد هذا المركب عمليات توسعة متتالية بهدف تلبية حاجيات الشركات المتزايدة. هناك ستةّ أقطاب تكنولوجية أخرى بصدد الإنجاز فى مناطق مختلفة من البلاد وتشمل قطاعات الصّناعات الغذائية والنّسيج والإعلاميّة و الصّناعات الميكانيكيّة والإلكترونية وقطاع الصّناعات الدوائيّة والبيئة. تمنح تونس العديد من الامتيازات مثل الإعفاءات ومنح الاستثمار حيث تتكفل الدولة بجملة من المصاريف لدعم التصدير والتنمية الجهوية والفلاحية وحماية المحيط وتطوير التكنولوجيا. هذا بالاضافة إلى سهولة الاجراءات، حيث تتم إجراءات تكوين الشركات ضمن شباك موحد تتجمع فيه كافة المصالح الإدارية المعنية ويوجد بفضاءات وكالة النهوض بالصناعة فى كل من تونس العاصمة، سوسة وصفاقس. بفضل هذه المزايا ازداد تدفق الإستثمارات الخارجية المباشرة فى السنوات الأخيرة إذ بلغ 1.6 مليار دولار العام الماضى مقارنة بـ 200 مليون دولار سنة 1997. وتعتبر كل من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وهولاندا وبلجيكيا والبلدان العربية والولايات المتحدة الأمريكية أهم البلدان المستثمرة فى تونس، مما ادى الى افتتاح اكثر من 3000 شركة أجنبية فى تونس. والمستثمر الاجنبى يفضل تونس على غيرها لأنها توفر متطلبات الحياة الراقية بالاضافة لمتطلبات الاستثمار، حيث توفر المدن التونسية العديد من التسهيلات للمقيمين الأجانب مثل المساكن الراقية بأسعار معقولة والمدارس المخصصة للأجانب والخدمات الصحية الرفيعة فضلا عن الأنشطة الترفيهية داخل فضاءات سياحية رفيعة المستوى. وقد تبنت تونس برنامجاً تنموياً مبرمجاً لدفع عملية التنمية فى البلاد لخدمة مواطنيها، إذ يرتكز الأنموذج التنموى التونسى على تلازم وتناسق البعدين الاقتصادى والاجتماعى وتضمنها البرنامج الرئاسى لتونس الغد « 2004/2009 ». وقد تمكنت تونس بفضل هذا الانموذج من مجابهة الصدمات الخارجية والداخلية « تقلبات مناخية وازمات عالمية وتقلب عملات المديونية والاستثمار وارتفاع أسعار البترول… » وتحقيق نسبة نمو ديناميكية ومتواصلة مما اضفى على البلاد صورة مشعة على الصعيد العالمي. مكّنت الإصلاحات الاقتصادية التى أنجزتها تونس من تحقيق وتيرة نمو اقتصادى فى حدود 6% الى 7% منذ السابع من نوفمبر 1987، ونسبة تضخم لم تتعد 3%. وباشرت تونس تنفيذ برنامج وطنى لتحديث النسيج الصناعى وتأهيله فى إطار اتفاق شراكة وتبادل حرّ وقعته مع الاتحاد الأوروبى عام 1995. وما انفكت البنية الأساسية الحديثة والتشريع الملائم، إضافة إلى مناخ الإستقرار الاجتماعى والسياسى والنماء الاقتصادي، تساهم فى استقطاب المستثمرين. وحظى النجاح الاقتصادى للنموذج التونسى بتقدير من كل أنحاء العالم، بل إن بعض المحللين وصفه بـ »المعجزة التونسية »، وبهذه المعجزة تتحول تونس الى « وطن الاستثمار ». * مدير تحرير صحيفة « العرب الأسبوعي » ghassan.ibrahim@yahoo.co.uk  (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 9 ماي 2008)
 


تونس ـ الاتحاد الأوروبي: مرحلة جديدة من الشراكة «الوفاق مع تونس حول لجنتي حقوق الإنسان والقضاء سيفتح آفاقا جديدة»

 

 
تونس ـ الصباح : احتفلت مفوضية الاتحاد الأوروبي أمس بذكرى وضع الحجر الاساسي لتاسيس المشروع الأوروبي التوحيدي قبل نصف قرن ونيف في مؤتمر اقتصادي اوروبي مصغر في العاصمة الايطالية روما. سفير المفوضية الأوروبية بتونس السيد ادريانوس كوتسنروجتر Adrianus Koetsenruijter  ونائبه السيد فيليب برنار عقدا بالمناسبة لقاء بثلة من الاعلاميين للحوار حول مسيرة العلاقات الأوروبية المتوسطية عموما والعلاقات بين بروكسيل وتونس خاصة. من أهم اضافات اللقاء توقفه عند الجانب السياسي في العلاقات الثنائية بين تونس والمفوضية الأوروبية على ضوء التقدم الذي سجل منذ حسم بعض النقاط الخلافية المتبقية.. ومن بينها اللجنة الفرعية لحقوق الانسان واللجنة الفرعية للقضاء.. اذ أسفر حوار دام حوالي 3 سنوات عن تجاوز كثير من الاشكاليات وعن وفاق رضي به الطرفان..   استثمار الوفاق السياسي السفيرالأوروبي الجديد ونائبه قدما تقييما ايجابيا للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في تونس.. ونوها بما وصفاه مميزات المجتمع التونسي من حيث تقدم موارده البشرية ونخبه.. وأوضاع المراة والطفولة.. وبالاستقرار الامني والسياسي ومؤشرات النجاح النسبي اقتصاديا وتنمويا.. كما نوه الديبلوماسيان الأوروبيان بنتائج الاتصالات والحوارات التونسية الأوروبية وبالبيانات الصادرة عن رئاسة مجلس الشراكة بعد اجتماع 19 أكتوبر.. ودعيا الى استثمار الوفاق السياسي الجديد بين تونس والمفوضية الأوروبية.. لا سيما بعد حسم بعض الخلافات القديمة ومنها ما كان يتعلق بعدد من الملفات السياسية مثل اللجنة الفرعية لحقوق الانسان واصلاح أوضاع القضاء والاعلام.   مشروع الاتحاد المتوسطي تساؤلات عديدة أثيرت بالمناسبة حول مشروع الاتحاد المتوسطي او الاتحاد من أجل المتوسط.. الذي تبناه مجلس الرئاسة الأوروبي في مارس الماضي.. فهل تقدمت المفوضية الأوروبية في التحضيرات لقمة باريس المرتقبة يوم 13 جويلية القادم؟ وهل حسمت دول جنوب أوروبا وشماله وشرقه خلافاتها حول أولوية دعم دول جنوب المتوسط اقتصاديا مقابل أولوية التوجه شرقا وشمالا بالنسبة لبعض الدول الأوروبية مثل المانيا والاعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي؟ السفير الأوروبي قدم بدوره تساؤلات وافكارا أكثر مما قدم من حلول وأجوبة حاسمة.. لكنه بدا واثقا من امكانية انجاح الاتحاد المتوسطي ومن فرصة تسخير مزيد من الطاقات والموارد الاقليمية والدولية لتنمية بلدان جنوب المتوسط.. ضمن استراتيجية تراهن على القضاء على الاسباب العميقة للهجرة القانونية وغير القانونية وعلى راسها البطالة..   البطالة.. البطالة الا أن رئيس بعثة المفوضية الأوروبية بتونس لم يقدم أجوبة حول الموارد المالية التي سيعتمدها الاتحاد المتوسطي وسكرتيريتاه.. وهل ستخصم مفوضية الاتحاد الأوروبي موارد مالية من برامج الاتحاد المتوسطي أم سيكلف البنك الأوروبي للاستثمار بمسوؤلية تمويل المشاريع الخاصة بمكافحة البطالة والفقر جنوب المتوسط أم سيؤسس بنك اوروبي متوسطي جديد؟ ومن بين الافكار المقترحة حسب الديبلوماسي الأوروبي تشريك الدول النفطية بالمساهمة في معالجة مشاكل التنمية والبطالة والفقر والهجرة القانونية وغير القانونية.. لا سيما بعد أن تضاعفت اسعار المحروقات بسرعة ووفرت مداخيل اضافية هائلة للدول النفطية المتوسطية والخليجية..   مخطط مارشال لفائدة دول جنوب المتوسط ولضمان انجاح مشروع الاتحاد من اجل المتوسط اكدت مداخلات الاعلاميين والدييلوماسييين الأوروبيين على عدة عناصر من بينها ضرورة أخذ الملف بجدية.. لان ثغرات التنمية ومعظلة البطالة وما يقترن بها من معضلات تحتاج تدخلا سريعا وعاجلا.. ضمن رؤية تنموية شاملة.. واعتمادا على موارد مالية هائلة.. تتجاوز الشعارات السياسية والخطب الرنانة.. وأمام تخصيص الاتحاد الأوروبي سنويا ماقيمته الموارد التي خصصها برنامج مارشال قبل 60 عاما لتنمية المانيا والدول التي خسرت الحرب العالمية الثانية لفائدة احدى دول اوروبا الوسطى والشرقية.. يطرح مقترح تخصيص مبلغ مماثل لفائدة دول جنوب المتوسط مجتمعة على الاقل مرة واحدة.. للمساهمة في احداث مواطن شغل ودعم برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان الاقل نموا.. وحيث تستفحل مشاكل بطالة اللشباب.. وما يرتبط بها من معضلات.. ومن بينها التسكع والانحراف والجريمة والتطرف والارهاب..   مقر سكريتارية الاتحاد المتوسطي وبالنسبة للآليات والمؤسسات التي ستجسم الاتحاد المتوسطي.. اعترف السفير الأوروبي ان القضايا الخلافية لم تحسم بعد.. ومن بينها ان كان الامر سيتعلق برئيس ونائب رئيس أو بمدير ونائب مدير.. وهل سيكون سياسيا أم خبيرا فنيا.. ومقر السكريتيرية الرئيسية والثانية.. واوضح أنه يعتقد أن تونس الجميلة التي تتميز بحيادها وعلاقاتها الطيبة مع جل دول العالم وباعتدال شعبها وصغر حجمها نسبيا مؤهلة أكثرمن غيرها لاحتضان المقر الدائم للسيكريترية وللبنك الاورومتوسطي الذي قد يقع احداثه.. كما قد يكون المقر في تونس والمسؤولان الاولان عنه من جنسية مختلفة.   كمال بن يونس
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم  9 ماي 2008)

توزيع الحواسيب
 
تم في نطاق تنفيذ اتفاقية التعاون المبرمة مع الاتحاد الاوروبي والمتعلقة بمشروع دعم تعصير الجهاز القضائي لفائدة وزارة العدل وحقوق الانسان، الشروع في توزيع عدد من الحواسيب المكتبية لفائدة الهيئات والجمعيات المهنية المعنية بهذا المشروع.
وقد استفادت بهذه الحواسيب جمعية القضاة التونسيين وتعاونية القضاة والهيئة الوطنية للمحامين بفروعها الثلاثة وكذلك جمعية المحامين الشبان وغرفة عدول الاشهاد والهيئة الوطنية لعدول التنفيذ وودادية اعوان وزارة العدل وحقوق الانسان، وذلك بهدف دعم تعصير التصرف في مكتبات هذه الهيئات والجمعيات.
مطـالب
 
علمت «الصباح» أن مطالب الحصول على رخص بعث قنوات تلفزية خاصة ما انفكت تتزايد في تونس وخاصة من قبل رجال الاعلام ورجال الأعمال.. ومن المنتظر أن تشهد السنة المقبلة نشأة أكثر من قناة تونسية خاصة و«مختصة».
 
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 ماي 2008)


أمين عام الإتحاد المغاربي يدعو إلى إصلاح المنظومة الصحية المغاربية  

 

تونس / يو بي أي: دعا الحبيب بن يحيي الأمين العام لإتحاد المغرب العربي الدول المغاربية إلى إصلاح المنظومة الصحية في الدول المغاربية الخمس( تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا). وقال في كلمة ألقاها خلال الجلسة الإفتتاحية للدورة العاشرة لمجلس وزراء الصحة لدول اتحاد المغرب العربي التي تواصلت أعمالها اليوم الجمعة بتونس،إن الدول المغاربية مطالبة بتنسيق سياساتها الصحية،ومزيد تبادل التجارب في المجال الصحي. وشدد في هذا السياق على دعم التعاون والتكامل بين الدول المغاربية لمواجهة الأخطار ورفع التحديات المتعلقة بالصحة العامة،إلى جانب الإستفادة القصوى مما توفره منظمة الصحة العالمية من أنظمة للإنذار المبكر والتدخل السريع . ومن جهته أكد رئيس هذه الدورة راشد ابو عجيلة وزير الصحة والبيئة الليبي على ضرورة توحيد الجهود وتنسيق المواقف بين وزراء صحة الإتحاد المغاربي لمواجهة بعض الأمراض والأوبئة المنقولة ومكافحة المخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية. وحذرت نوارة جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بقضايا المرأة والأسرة لدى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالجزائر،من التحديات التي يواجهها المجتمع المغاربي على ضوء بروز الأمراض المستجدة،وظهور آفات جديدة تهدد المنطقة. وطالبت بالمقابل بوضع الآليات الكفيلة لدفع العمل المغاربي المشترك في المجال الصحي،وإرساء برامج مشتركة لمعالجة المشاكل الصحية وتحسين المؤشرات في هذا المجال . يشار إلى أن أعمال الدورة العاشرة لمجلس وزراء الصحة لدول إتحاد المغرب العربي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام بمشاركة بمشاركة وزراء الصحة أو ممثليهم في الدول الأعضاء الخمسة( تونس والمغرب والجزائر ومورتانيا وليبيا ). ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة بحث ومناقشة عدة مسائل مرتبطة بدعم التعاون المغاربي في مجال الصحة،خاصة في مجالات الأدوية والتصنيع والمراقبة وتوحيد شراءات هذه الدول من الأدوية و التلاقيح،إلى جانب تطوير المقاربات الوقائية للحد من إنتشار الأمراض المزمنة والمستجدة.    المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 9  ماي 2008  


اجتماع مجلس وزراء الصحة لدول اتحاد المغرب العربي

 
تونس : بدأ هنا اليوم اجتماع مجلس وزراء الصحة لدول اتحاد المغرب العربي في اطار دورته العاشرة بمشاركة وزراء الصحة او ممثليهم في البلدان الاعضاء الخمسة / تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا / وكذلك السيد الحبيب بن يحي الامين العام للاتحاد0      ويناقش المجلس على مدى ثلاثة ايام مجموعة من الموضوعات المتعلقة بتدعيم التعاون المغاربي في مجال الصحة لا سيما فيما يتصل بالادوية والتصنيع والتسجيل والمراقبة وتوحيد استيراد هذه البلدان من الادوية والتطعيم الى جانب تطوير الانظمة الوقائية للحد من انتشار الامراض المزمنة والمستجدة ومواصلة النهوض بصحة الام والطفل ودعم الاحاطة الصحية بالشباب 0      وقد تحدث في الجلسة الافتتاحية للدورة السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة التونسي فاشار الى ان هذا اللقاء يعكس مجددا العزم المشترك الثابت على اقامة فضاء مغاربي موحد تتفاعل فيه جميع الجهود خدمة لتطلعات الشعوب نحو مزيد من الرقي والتقدم 00 مشددا على الاهمية المتنامية التي يكتسيها القطاع الصحي خاصة في ضوء ما يتوفر لبلدان المغرب العربي من موارد بشرية وفي ظل الحاجة الى تعزيز الجهود قصد احكام تثمينها والمحافظة عليها باعتبارها عماد التنمية وأداة تعزيز القدرات التنافسية0  (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 8ماي 2008)


سجن 14 شابا تونسيا لادانتهم بالانتماء لمنظمة ارهابية ومحاولة صنع متفجرات

 
تونس:حكم على 14 شابا تونسيا الخميس بالسجن لفترات تراوحت بين 5 و14 عاما وذلك بعد ادانتهم بتهمتي الانتماء الى منظمة ارهابية ومحاولة  صنع متفجرات، وفق ما علم الجمعة من مصدر قضائي. وحوكم الشبان الذين اودعوا السجن منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2006 وهم من مناطق  الجنوب والوسط التونسيين، امام الغرفة الجنائية الرابعة للمحكمة الابتدائية في  تونس العاصمة. وطلب الدفاع الذي دفع ببراءة المتهمين، على الفور استئناف الاحكام « الجائرة »  التي بنيت على تهم « غير واقعية » وعلى مضمون « غير منطقي »، على ما ذكر احد المحامين. واوضح المحامي شكري بلعيد ان افراد المجموعة حوكموا بتهمة محاولة صنع قنبلة  متطورة في حين ان المعدات التي تم حجزها لا تزيد عن « بطارية بقوة عشرة فولت  وسلكين كهربائيين وقطعة خشب ». واضاف الدفاع ان المتهمين ادينوا بالسجن للتجنيد والانتماء الى منظمة وصفت ب  « الارهابية » ولكن « غير محددة ». كما اتهموا بجمع مبالغ اموال « لا قيمة لها » بحسب  المحامي الذي تولى الدفاع في السنوات الاخيرة في جميع القضايا التي تشمل سلفيين  متعاطفين مع القاعدة او بالتجنيد للالتحاق بصفوف المقاتلين في العراق. وبحسب بلعيد فان اكثر من ثلاثة آلاف تونسي تم توقيفهم وملاحقتهم بموجب قانون  مكافحة الارهاب الساري في تونس منذ 2003 وهو موضع انتقاد المدافعين عن حقوق  الانسان.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 9ماي 2008)  


القضاء التونسي يدين 14 متشددا كانوا يخططون لتنفيذ عمليات « إرهابية »  =

 

 
تونس 9 أيار/مايو (د ب أ-إفي) أدانت محكمة الدرجة الأولى بتونس 14 شخصاينتمون للحركة الجهادية في البلاد، وأصدرت بحقهم أمس أحكاما بالسجن تراوحت بين خمسة أعوام و14 عاما، وفقا لما صرحت به مصادر قضائية اليوم الجمعة. وقال سمير بن أموير أحد المحامين المعنيين بالدفاع عن المتهمين إن النيابة العامة وجهت للمتهمين اتهامات تتعلق بالانتماء لجماعة « إرهابية » ،واستخدام أسلحة حربية لتدريب عناصر « إرهابية » في المنطقة الجبلية الواقعة وسط البلاد. واوضح المحامي أن النيابة العامة وجهت للمتهمين أيضا اتهاما بمحاولة تصنيع قنبلة قوية بهدف استخدامها في تنفيذ عملية « إرهابية » ضخمة. وقد تم اعتقال المتهمين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عاما أواخر العام 2006 ،وتم تقديمهم للمحاكمة استنادا إلى قانون مكافحة الإرهاب الذي صدق عليه البرلمان في كانون أول/ديسمبر عام 2003 .
(المصدر: وكالة  (د ب أ – إفي) الألمانية للأنباء بتاريخ 9 ماي 2008)  


ارتفاع التضخم السنوي في تونس الى ستة بالمئة في ابريل

 

 
تونس /رويترز/ أظهرت بيانات رسمية اليوم الجمعة أن معدل التضخم السنوي في تونس ارتفع الى ستة في المئة في ابريل نيسان الماضي من 9ر5 في المئة في مارس اذار ليسجل أعلى مستوى في ثلاثة أعوام بسبب ارتفاع تكاليف النقل والمواصلات. وتراجعت الزيادة في أسعار المواد الغذائية وهي العنصر الرئيسي في مؤشر التضخم في تونس الى 1ر8 في المئة في ابريل من 5ر8 في المئة في الشهر السابق وارتفع التضخم في تكاليف النقل الى 8ر6 في المئة من 4ر6 في المئة بسبب ارتفاع أسعار النفط . بحث التعاون بين تونس ومالي في مجال التكوين المهني
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 ماي  2008)  


التراث تأصيل للذات ونافذة علي المستقبل

 

 
تونس ـ القدس العربي ـ من سفيان الشورابي:
التراث تأصيل للذات ونافذة علي المستقبل هو محور العدد الجديد من مجلة الحياة الثقافية التي تصدرها وزارة الثقافة والمحافظة علي التراث. وجاء هذا العدد الذي يتزامن صدوره مع احتفال بلادنا بشهر التراث من 18 نيسان (ابريل) إلي 18 ايار (مايو) محملا بالعديد من المقالات الجادة والمفيدة تتعلق بمختلف مظاهر التراث في تونس علي غرار الجانب المعماري وذلك من خلال مقالات حول المعمرة: من تقاليد السكن في حامة قابس والحمامات من حواضر الوطن القبلي والمدن العتيقة بين التراث والتطور والجامع الاعظم بالقيروان: معطيات معمارية وتاريخية. كما تطرق مقالان الي الخط العربي فتناول الاول آراء العلامة ابن خلدون في الخط من خلال تعرضه في كتاب المقدمة لحوالي اثنتي عشرة مسألة تتعلق بالخط كمرآة تعكس الحضارة التونسية والمغربية والأندلسية والمشرقية فيما اهتم المقال الثاني بتطور الخطوط العربية المنقوشة علي النقود الافريقية في العهد العباسي والاغلبي والفاطمي. وسلطت المجلة الأضواء علي حرفة التطريز باعتبارها حرفة فنية ومهارة يدوية تتمثل في زخرفة قطعة من النسيج أو الجلد باستعمال الإبرة والخيط أو السلك. واستعرض المقال الذي جاء مرفوقا بالصور أهم المراحل التاريخية لفن التطريز ومميزات هذا الفن في البلاد التونسية إلي جانب عرض عينات من المطرزات التونسية مثل الشبكة و التطريز بالأسلاك المعدنية و التطريز بخيوط الحرير . ونشرت المجلة أيضا مقالا طريفا حول صنعة الفطاير تلك الأكلة الصباحية الشعبية، استعرض فيه الكاتب جذور هذه الأكلة وتطــــورها من القرن 19 إلي الاستقلال إلي جانب تفسير الهياكل والقواعد التنظـــــيمية لصنعة الفطايري التي اشتــــــهرت بها مدينة غمراسن الواقعة في الجنوب التونسي. وحول التـــــراث اللامادي نــــشرت المجلة مقالين حول الأبواب في الأمثال والأقوال الشعبية و المأثورات الشعبية في تونس كما وردت في بعض كتب الرحالة الأوروبيين. واهتمت المجلة من جهة أخري بالمواقع الأثرية والتراث الشعبي ودورهما في تحقيق التنمية في المدن المعنية وذلك من خلال مقالين حول القصر الثري ودوره في التنمية المحلية لمدينة الجم و أهمية التراث الشعبي بولاية سليانة وكيفية استغلاله في التنمية السياحية . ومن أهم المواقع الأخري التي سلطت المجلة الأضواء عليها موقع ميننكس هنشير القنـــطرة بجربة والمواقع الأثرية بصحراء الجنوب التونسي وحنايا زغــــوان كما تم نشر نص باللغة الفرنسية حول الثروات الاحاثية والاثرية والطبيعية بجبل وسلات . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم9 ماي 2008)


التوظيف الجماعي للاموال في تونس

 

تونس:بلغ الحجم الاجمالي للاموال التي استقطبتها موءسسات التوظيف الجماعي للاموال المسماة / السيكاف/ حتي نهاية شهر ابريل الماضي ما قيمته 283ر3 مليار دينار تونسي / نحو 8ر2 مليار دولار امريكي / مسجلا نموا بنسبة 5ر8 0/0 مقارنة مع نهاية عام 2007 0 واشار تقرير لمراسل وكالة الانباء القطرية في تونس ان مؤسسات التوظيف الرقابية واصلت استثمارها بالقسط الاكبر من الاموال المستقطبة وهو 953ر2 مليار دينار اي ما يمثل نسبة 90 0/0 من الحجم الاجمالي لهذه الاموال 0  وحققت نسبة   77 0/0 من هذا القسط  ـ وفق ما جاء في التقرير الشهري عن نشاط السوق المالية لتونس تسع موءسسات رقاعية وهي  سيكاف الذخيرة / 483 مليون دينار / و وسيكاف تثمير / 430 مليون دينار / وسيكاف المدخر / 346 مليون دينار / وسيكاف تونس / 297 مليون دينار / وسيكاف التوظيف الرقاعي /291 مليون دينار / وسيكاف امان الاولى / 253 مليون دينار / وسيكاف فيداليتي الرقاعية / 156 مليون دينار / وسيكاف عليسة / 137 دينار / وسندات سيكاف / 136 مليون دينار / 0   وبالنسبة للمبلغ المتبقي من الحجم الاجمالي للاصول المالية المستقطبة وهو 329 مليون دينار الذي عاد للموءسسات المشتركة لتوظيف الاموال فقد استاثرت سيكاف امان منه بمبلغ 157 مليون دينار هو ما يمثل نسبة 48 0/0 0     تجدر الاشارة الى ان موءسسات التوظيف الجماعي للاموال في تونس ارتفع عددها في نهاية شهر ابريل الماضي الى 65 موءسسة مقابل 57 مؤسسة في نهاية عام 2007 وهي تتوزع  على 39 موءسسة ذات راسمال متغير منها 22 من صنف الرقاعية و 17 مشتركة  وعلى 26 صندوقا للتوظيف منها 4 رقاعية و 22 مشتركة 0
(المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 9ماي 2008)  


تورّط مدير عام لتعاضدية فلاحية بمنزل بوزلفة ورئيس المصلحة في خيانة مؤتمن وانتحار الطرف الثالث

 

 
باشرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية النظر في ملف قضية استيلاء من الحجم الكبير تورط فيها متهمان وهما مدير عام تعاضدية فلاحية ورئيس مصلحة بتعاضدية فلاحية حضرا بحالة سراح بعد أن وجهت إليهما دائرة الاتهام تهمة خيانة مؤتمن طبق أحكام الفصل 297 من المجلة الجزائية.   انتحار الطرف الثالث انطلقت الأبحاث في القضية على إثر تلقي النيابة العمومية لرسالة حررها مدير بتعاضدية قبل اقدامه على الانتحار يوم 10 جانفي 2001 تضمنت تعمد المتهمين اقتراف عدة استيلاءات في فترة ادارته لتعاضدية للخدمات الفلاحية بمنزل بوزلفة وتلاعبات أخرى من أشخاص آخرين بعمله فأحالت النيابة العمومية تلك الرسالة على فرقة الشرطة العدلية بقرمبالية التي باشرت الأبحاث في القضية. وقد ثبت من خلال الأبحاث أن المدير العام للتعاضدية الفلاحية المتضررة ورئيس القسم الاداري تعمدا الاضرار بالتعاضدية وذلك بأن تعمد الأول التغافل عن استخلاص ديون هامة راجعة لها ومتخلدة في ذمة حريف أجنبي وقبض أموالا لفائدته الخاصة من قباضة التعاضدية دون إذن من المسؤول المالي لها أو من مجلس ادارتها في حين استولى الثاني على مبلغ مالي راجع للتعاضدية المذكورة وأنه متخلد بذمة شركة لبيع الأثاث المنزلي ودون تبرير ذلك وكذلك التعمد عدم ادراج الدين المتخلد بذمة المزود الهولندي لفائدة التعاضدية حسبما أثبته الاختبار المضاف للملف إضافة الى أن الطرف الثالث في القضية انتحر إثر التفطن الى استيلائه على مبلغ جملي قدره 26 ألف دينار.   الإنكار وبإحالة المتهمين على قاضي التحقيق بقرمبالية أنكر المتهم الأول التهمة المنسوبة إليه وأكد أن التعاضدية شهدت خلال فترة ادارته لها تطورا وأضاف أن الاستيلاءات المنسوبة إليه والمتعلقة بتوريد وتصدير البطاطا لا أساس لها من الصحة إذ أن طبيعة تلك العمليات تقتضي توثيقها في رسائل اعتماد بنكية وأوامر ووثائق حسابية ثابتة ومتوفرة بملفات التصدير والتوريد بادارة التعاضدية.   كما تمسك المتهم الثاني بالبراءة مؤكدا أن تراجع مردودية التعاضدية خلال عمله بها يعود إلى أن هياكل التعاضدية ومعداتها وتجهيزاتها تتحمل أعباء التصرف والصيانة دون أن يكون لذلك أي مزود اقتصادي ونفى عن نفسه المسؤولية في ذلك وأبرز أن ذلك كان ظرفا خاصا عاشته أغلب التعاضديات في تونس بحكم الخوصصة وأضاف أن مسألة التصرف المالي أصبحت منحصرة الآن في الأموال التي استولى عليها الطرف الثالث الذي انتحر بعد أن تولى المتهم الأول تسوية وضعيته.   وقد أثبت الاختيار الذي تم اجراؤه لتدقيق حسابات التعاضدية حصول المتهم الأول على مبلغ تفوق قيمته 16 ألف دينار لكن مقابل وصولات ممضى عليها من طرفه وحصول الطرف الثالث على مبلغ تفوق قيمته 26 ألف دينار وهو سبب انتحاره لعلمه أن الأمر سيكشف في الجرد السنوي إضافة إلى احتراز يتعلق بمبلغ مالي قدره 21 ألف دينار لم يقدم في شأنه المتهم الأول أي مؤيد لإثبات دفعه لتعويض خسارة ناتجة عن عملية تصدير قامت بها التعاضدية وقد تم تأجيل محاكمة المتهمين إلى تاريخ قادم.   فاطمة الجلاصي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم  9 ماي 2008)  


جريمة قتل من أجل «سندويتش»

 

 
الصباح:مفيدة   مثل مؤخرا أمام أنظار الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس متهمان أحضرا بحالة ايقاف لمقاضاة الأول من اجل الضرب الناجم عنه الموت والثاني من أجل المشاركة في ذلك طبق أحكام الفصلين 32 و208 من المجلة الجزائية وكانت المحكمة الابتدائية ادانت الاول وقضت بسجنه 8 سنوات وسجن الثاني مدة عامين والحكم المذكور محل طعن من طرفهما. وتتمثل وقائع القضية في ان الهالك وهو شاب في العشرين من عمره غادر محل اقامته بجهة حي هلال وظل يتسكع الى حدود ساعة متأخرة من الليل وعندما مر باحد انهج العاصمة اقترب منه شابان وطالباه بالاموال التي بحوزته فاكد لهما انه لا يملك اي فلس ولكنهما لم يصدقاه واخبره الاول انه جائع ويرغب في شراء «سندويتش» ويجب عليه ان يسلمه دينارين على الأقل، ولكن الهالك تمسك بانه لايملك المال، وعندها استل الجاني موسى وطعنه في صدره ثم لكمه وركله بمساعدة مرافقه وتركاه ولاذا بالفرار. ولما مرت دورية أمنية بمكان الحادثة عاين الاعوان الهالك ملقى ارضا فسارعوا بنقله الى مستشفى شارل نيكول الا انه توفي. وبانطلاق الأبحاث نجح المحققون في ايقاف الجاني وشريكه فاعترفا بفعلتهما ولذلك ادانتهما المحكمة الابتدائية واما محكمة الدرجة الثانية فقررت تأجيل محاكمتهما الى شهر جوان القادم.    (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم  9 ماي 2008)  


حرّقهم» بمركب مسروق إلى جزيرة زمبرة وأوهمهم بأنها إيطاليا

 

 
نظرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية تكوين وفاق قصد مساعدة شخص على اجتياز الحدود وايواء شخص والسرقة طبق أحكام الفصول 38 و39 و41 من القانون المورخ في 7 فيفري 2007 والفصلين 258 و264 من المجلة الجزائية وتورط فيها متهمان احضرا بحالة ايقاف. وحسبما ورد بملف القضية فإن اعوان الحرس البحري بحلق الوادي اوقفوا 4 شبان على متن زورق بجزيرة زمبرة، وتبين انهم نظموا عملية ابحار خلسة وحاولوا دخول البلاد الايطالية وبعرضهم على باحث البداية كشفت التحريات ان المتهم الرئيسي فكر في الهجرة الى ايطاليا سنة 1998 وفعلا نجح في «الحرقان» الى البلد المذكور الا ان الشرطة هناك تفطنت الى اقامته غير الشرعية فرحلوه الى تونس، وتوجه الى جهة برج السدرية وهناك تعرف على شخص باحد المقاهي وعرف منه انه بحار فطلب منه ان يتوسط له في شراء محرك زورق فاتصل بشخص يعرفه ومكنه من اقتناء المحرك واعلمه البحار انه يرغب في الابحار خلسة معه ومن ثمة وقع الاتفاق بينهما وشخصان آخران وساهم كل واحد منهم بـــ1500 دينار اقتنى بها المتهم الرئيسي معدات للابحار واما المركب فقد قام بسرقته بعدما لاحظ انه راسي على شاطئ برج السدرية وبعدما جهزه بالمحرك صعدوا عليه وقام هو بقيادته وتوجه الى جزيرة زمبرة واعلمهم انهم وصلوا الى ايطاليا ولكن الحرس البحري اوقفهم. وفي خاتمة الأبحاث احيل المتهم الرئيسي والبحار على انظار هيئة الدائرة الجنائية بابتدائية تونس وافرد الإثنان الاخران بالتتبع. وفي جلسة امس تم استنطاقه فذكر المتهم الرئيسي انه هو الذي سرق المركب، لانه كان في حالة يأس واحباط شديدين جراء البطالة وقد تعرف على المتهم الثاني واتفق معه على الهجرة مع المتهمين الاخرين وساهم كل واحد منهم 1500 دينار اقتنى بها المعدات ولم يبق من جملة المبلغ سوى دينارين اقتنى بهما سجائر واكد على ان رغبة رفاقه كانت كبيرة جدا في الهجرة  السرية وكانوا يستعجلونه ولذلك سرق المركب بعدما قطع حباله. ونفى ان تكون له اية نية في تنظيم وفاق وبين في اقواله ان المركب كان في حالة رديئة جدا ونفذ الوقود ولذلك اخذهم الى جزيرة زمبرة واوهمهم انهم وصلوا الى ايطاليا وكان يعلم بوجود قاعدة للحرس البحري هناك. واما المتهم الثاني فاعترف بمحاولته الحرقان ولكنه نفى ضلوعه في عملية السرقة او التنظيم او ايواء اشخاص ومساعدتهم على الهجرة. وبعدما سجلت المحكمة اقوالهما ومرافعة الدفاع حجزت القضية للمفاوضة.   مفيدة القيزاني  (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم  9 ماي 2008)


بين سوق المنصف باي ونهج أثينا وشارع باريس: «عباقرة» يوفّرون التكنولوجيا لـ «الزوّالي»… بدينــارين فقـط!

 

 
تونس ـ «الشروق»: في سوق المنصف باي ونهج أثينا وشارع باريس بالعاصمة محلات لا تتجاوز مساحة أكبرها 30 مترا مربعا.. ووجوه شابة تتقد حيوية ونشاطا تقف وراء «الكونتوار» بعيون تارة تراقب حركة كل حريف تطأ قدماه المحل وطورا تلقي النظرة تلو النظرة على شاشة الكمبيوتر المثبّت امامها… الحركة هنا ـ في محلات «القرافير» (Gravure) وبيع الأقراص الليزرية بمختلف تسجيلاتها (برمجيات ـ أفلام ـ أغان ـ كليبات) وفك شفرات «البورطابل» والباقات التلفزية العالمية ـ لا تهدأ أبدا.. العادة جرت على تسمية هؤلاء ـ أصحاب هذه المحلات ـ «بالقراصنة» قراصنة التكنولوجيا، لكنهم يرون أنفسهم أسمى بكثير من هذه التسمية.. هم يرفضون تسميتهم «بقراصنة التكنولوجيا» لكنهم يقبلون بتسمية نشاطهم «تكنولوجيا القرصنة» وتلمس ذلك من خلال الافتخار والتباهي بعملهم هذا، مورد رزقهم ورزق عائلاتهم التي تعدّ بالآلاف… لكن ما رأيهم عندما يواجهون بإتهامهم بالاضرار بالحقوق الفكرية والأدبية لغيرهم (أي المالكين الاصليين للبرمجيات والأفلام والأغاني التي يقرصنوها وللقنوات التلفزية التي يفكّوا شفراتها)؟ إتهام يزداد وزنه ثقلا بتهمة أخرى أكبر تشتكي منها أطراف عديدة وهي الإضرار بالاقتصاد والاستثمار التكنولوجي الوطني.. وتردعها قوانين كانت تونس سبّاقة في سنّها وهياكل رقابة تعمل في إطار اتفاقات دولية للتصدي للقرصنة بأنواعها.. رغم ما يتصفون به من مرح ومن لباقة وحسن استقبال لكل من تطأ قدماه محلاتهم إلا ان لغة الكلام تتعطل عندهم كلما تعلّق الأمر بالخوض في نشاطهم… قد يكون الخوف من الرقابة وقد يكون الاحتياط من سرقة «ماعون الصنعة»… وقد يكون الخوف من العين والحسد.. المهم انهم لا يعترفون إلا بتلبية المطلوب منهم في أسرع وقت وبسعر مدهش ولا تهم بقية التفاصيل. … كيف ولماذا ومن أين لك هذا وما رأيك في ما تقوم به… ؟؟كلها اسئلة ثانوية في نظر أصحاب هذه المحلات «إسألني كم عائلة «تعيش» من وراء محلاتنا أجيبك.. اسألني كم «زوّالي» وضعنا بين أديه التكنولوجيا الحديثة بأسعار رمزية أجيبك».. هذا هو المهم في نظر محمد (صاحب محل بيع برمجيات إعلامية)… إجابة كانت كافية لينضمّ للحديث عدد من أصحاب محلات أخرى محاذية.. خصوصا أن الأمر يتعلق بالتباهي والافتخار بما تحقق على أيديهم لأشخاص «بالكاد يوفرون لقمة العيش ولا يمكنهم «شراء» التكنولوجيا لو بيعت إليهم بأسعارها الأصلية الحقيقية» على رأي بلحسن (فني بأحد المحلات)..   * نافعون للدورة الاقتصادية في شتى أنحاء العالم، يُنظر للقرصنة الفكرية والتكنولوجية على انها تلحق أضرارا فادحة بالشركات والمؤسسات والأشخاص المبتكرين والمصنّعين للبرمجيات وللمؤلفات الفنية (أفلام ـ تسجيلات غنائية ـ شفرات القنوات التلفزية وهذا منطقي لأن القراصنة سيجنون أموالا «على ظهور» غيرهم.. غير ان العاملين في مجال القرصنة لهم رأي آخر… «لولانا لتوقّفت كل الدواليب التكنولوجية في بلادنا… لولانا مثلا لبقي عدد مستعملي الحواسيب ضئيلا.. من يقدر اليوم على شراء حاسوب بألف دينار ويتحمّل بعد ذلك سعر برمجيّة windows-xp الأصلية الذي يبلغ 500د تقربيا وأسعار البرمجيات الأخرى التابعة لها مثل world وExcel وPhotoshop ومضادات الفيروس، والتي تباع النسخ الأصلية منها بما يفوق الخمسين دينارا.. بينما نوفّر نحن هذه البرمجيات بدينارين للواحدة.. لولانا لما تشجع الناس على شراء الحواسيب بهذه الدرجة التي نراها اليوم» هكذا هو تنشيط الدورة الاقتصادية التكنولوجية في نظر أمير (صاحب محل)… أمير بدا متحمّسا أكثر من ذلك ليواصل الحديث في هذا المجال بالتوازي مع حسين (فني بمحل) بالاتفاق على أنهم (أصحاب هذه المحلات) «مساهمون بنسبة هامة في نجاح المؤسسات التي توزع الأنترنات، إضافة إلى الشركات الأخرى التي تبيع الحواسيب وما تبعها..» فكل شيء ـ حسب حسين ـ «مربوط ببعضه والتوانسة انخرطوا في عالم التكنولوجيا الرقمية لأن تكاليفها منخفضة بفضل ما نقدمه من خدمات وكلما كثر عدد المنخرطين ازداد نشاط المؤسسات والشركات التي تحدث عنها زميلي أمير».   * … ولا نضرّ بلادنا بقدر تباهيهم بالمساهمة في تنشيط الدورة التكنولوجية، فإن أصحاب محلات «القرصنة الرقمية» يتباهون أيضا باقتصار قرصنتهم على المنتوج الأجنبي فحسب (برمجيات ـ أفلام ـ أغاني ـ قنوات أجنبية) أما المنتوج التونسي فإنهم «ما يدوروش بيه» على حد قول أمير الذي أكّد «نحن نحترم المبدعين والمفكرين والفنانين وأصحاب البرمجيات «التوانسة» ولا نقرصن منتوجهم أبدا.. نحن نقرصن منتوجات أجنبية هي بطبعها وقعت قرصنتها في بلدانها قبل أن تصلنا.. وبالتالي لا نعتبر نحن المصدر الأول لإلحاق المضرة بها (أي المنتوجات الأجنبية) بل «عباقرة» القرصنة عندهم». هذا التبرير «لا نضرّ بلادنا» لا يستقيم من الناحية القانونية.. فقانون 1994 المتعلق بحماية الملكية الفكرية والمعاهدات والاتفاقات الدولية التي أبرمتها تونس مع عدة دول ومنظمات عالمية وقانون السلامة المعلوماتية الصادر سنة 2004 لا تفرّق بين منتوج وطني ومنتوج أجنبي في ردع القرصنة ومنعها ومراقبتها لكن الفرق يكمن في سهولة المراقبة ـ من الناحية العملية ـ لقرصنة المنتوج الوطني بينما هناك شبه اعتراف عالمي بأن مراقبة القرصنة الفكرية والتكنولوجية التي تستهدف منتوجات أجنبية عملية صعبة للغاية، وهذا حتى في الدول المتقدمة التي تصدر فيها المنتوجات الأصلية، وذلك لأن عباقرة القرصنة يعتمدون وسيلة مفتوحة للجميع وتصعب مراقبتها وهي الأنترنات التي تعتبر المصدر التام (نسبة 100) لكل عمليات القرصنة.   * في متناول «الزوالي» في محلاّت «القرصنة» التكنولوجية، تباع كل البرمجيات الإعلامية بـ»دينارين»، بما في ذلك آخر ما صدر.. حسين أطلعنا على برمجية موجّهة الى المهندسين.. قال انها آخر ما صدر وإنها تشهد إقبالا كثيفا في كل دول العالم.. وأضاف «سعرها الأصلي مرتفع جدا (حوالي 10 آلاف أورو على حد قوله) بينما تباع هنا بدينارين فقط. كما توجد موسوعة علمية تباع في أوروبا بـ 50 أورو وفي تونس باعها البعض بألف دينار أما نحن فنبيعها بدينار ونصف!»، «أليست هذه إتاحة الفرصة للطلبة والتلاميذ الفقراء وحتى الموظفين «الزواولة» للالتحاق بركب التكنولوجيا بتكاليف في المتناول؟» يتساءل محمد.. وأكثر من ذلك، يضيف «قلوبنا أوسع من ذلك بكثير نحن نقدم للحرفاء بعض مضادات الفيروس التي يبلغ سعرها الأصلي حوالي 50 أورو مجانا، حتى نشجع الناس ونساهم في حماية حواسيبهم». المواطن كذلك لا ينكر أن هذه المحلات ذات مزايا على التونسي الذي تأثرت مقدرته الشرائية بفعل ارتفاع سعر الغذاء والوقود ولم يعد يجد ما يوفّره للترفيه والتكنولوجيا.. أنيس الحداد اعترف أنه «بفضل هذه المحلات يتمكن التونسي من مواكبة آخر الأفلام السينمائية والأشرطة الوثائقية والبرمجيات الإعلامية ويتابع القنوات المشفرة التي تقدم مواد جيدة». أما عمر العواني فيرى أن «التقاليد والقرصنة أصبحتا ظاهرة عالمية لا مفر منها.. «هذيكة هي الدنيا، ناس تبتكر وتتعب وناس تاخذها حاضرة.. في المجالات الكلّ.. وهذا أمر جيّد بالنسبة الى الطبقات الضعيفة..   * مورد رزق فضلا عن كل هذا، فإن نشاط القرصنة التكنولوجية يوفر موارد رزق هامة للآلاف.. يقول حمودة «لولا هذا الميدان لبقيت عاطلا عن العمل» أما محمد فيفتخر بكون محلّه المتواضع «يشغل 4 من أصحاب الشهائد العليا في حين أن بعض الشركات الكبرى لا تشغل حاملا واحدا لشهادة عليا». * فاضل الطياشي * صور: هميمة   * بلغــــــــــــة الأرقـــــــــــام * تونس هي الدولة الافريقية رقم 1 التي سنّت قانونا لحماية الملكية الفكرية وذلك في فيفري 1994 * 84 هو معدّل قرصنة سوق البرمجيات في تونس سنة 2005 حسب دراسة لرابطة الشركات المنتجة للبرامج المعلوماتية (BSA)، وهو رقم مبالغ فيه حسب بعض المصادر. * 81 هو المعدّل نفسه بالنسبة لإفريقيا حسب المؤسسة نفسها * بين 45 و72 ساعة هي المدّة التي يقضيها القراصنة في أمريكا لإخراج فيلم سينمائي للسوق بعد عرضه الأول رغم المراقبة الشديدة. * ديناران فقط هو أقصى سعر لبيع البرمجيات أو لنسخ الأفلام أو الأغاني و3 دينارات هو سعر فك شفرة القنوات التلفزية. هناك شبه اعتراف بأن بعض الشركات الخاصة والمؤسسات العمومية ونسبة هامة من الأفراد يستعملون في حواسيبهم برمجيات مقرصنة يحصلون عليها بأسعار لا تتجاوز الدينارين في حين يبلغ سعرها الأصلي أحيانا 500د! نشاط القرصنة التكنولوجية يشمل البرمجيات الاعلامية (Logiciels) والموسوعات العلمية والأشرطة الوثائقية والأفلام السينمائية وحتى المسلسلات التلفزيونية والأغاني والكليبات.. كما يشمل فك شفرات الهواتف الجوالة والقنوات التلفزية ويتم كل ذلك بواسطة الأنترنات. القرصنة نشاط مزدهر حتى في الدول المتقدمة بأوروبا وأمريكا.. وفي نيويورك مثلا توجد سوق كبرى لهذا النشاط وهي «بروكلين» (مثل سوق منصف باي عندنا) وتتوفر فيها خدمات هامة لنسخ كل ما هو مقرصن على أقراص CD وتباع بأسعار جدّ منخفضة. قراصنة التكنولوجيا متضامنون فيما بينهم ويمدّون بعضهم البعض بآخر ما صدر من برمجيات أو أفلام أو شفرات!   * قانون السلامة المعلوماتية * صدر في 2004 قانون يتعلق بالمنظومة الجديدة للسلامة المعلوماتية ويرتكز على 3 محاور وهي: * بعث وكالة وطنية مكلفة بالسهر على حماية المنظومات والتطبيقات ا لمعلوماتية الوطنية ومنظومة الاتصالات. * المراقبة الاجبارية لمنظومات المعلومات والتطبيقات المعلوماتية وذلك بإخضاع الشركات التي تملك منظومة معلومات لمراقبة اجبارية من قبل مؤسسات تابعة للقطاع الخاص. * إسناد شهادة الاعتماد لشركات المراقبة من قبل الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية ويلزم هذا القانون الشركات التي تملك شبكة معلومات مفتوحة للعموم أو التي تستعمل تطبيقات معلوماتية ضخمة تابعة للدولة بإشعار الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية بها. (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 ماي 2008)
 


السبيل أونلاين – الحوار الإسلامي المسيحي بسم الله الرحمن الرحيم  الحــوار الإســلامي المسيــحي – رؤيــة تأصيلية – الجزء الأول

 

 
كتبه : الدكتور علي بن العجمي العشي   مقــدمة : هذه الحلقات محاولة تأصيلية لموضوع تتعاظم الحاجة إلى فهمه، واستيعابه يوماً إثر يوم, إذ تحتاج الأمة ابتداءً إلى إشاعة ثقافة الحوار فيما بينها سعياً للنجاح في الحوار مع الآخر. فينطلق الحوار مع الذات ليتسع فيشمل الحوار مع الأسرة، والمجتمع، والأمة, لينتهي بالحوار مع المخالفين أو ما اصطلح عليه بالآخر. ويكون من فضول القول أن يتأسس هذا الحوار على قواعد راسخة يتم تصويبها, وإيضاح شروطها, وأدواتها, وأخلاقياتها, مع بيان لموضوعات الحوار حتى لا يكون جدلاً لا طائل من ورائه. إنني أعرض في هذا البحث للحوار الإسلامي المسيحي، ردًّا على أطروحة صدام الحضارات، أو صراعها تلك التي لمعت أسماء الدعاة والمنظرين لها من أمثال المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما الذي بشر ((بنهاية التاريخ))، والانتصار النهائي للنسق الغربي، أو صامويل ب. هينتنجتون الذي حذّر من خطر الإسلام، ووضع نظرية عن صدام الحضارات بدلاً عن نظرية فوكوياما عن نهاية التاريخ، ومن ثم نهاية الصراعات، وبديلاً عن النظرية الماركسية المادية عن صراع الطبقات. ولا شك أن الحوار تقليد حضاري، وفعل ثقافي رفيع مورس بين بني البشر في كل العصور، في أزمنة الحرب والسلم، بين المنتصرين والمنهزمين، ولاشك أيضاً أن ما من حضارة بنيت على الإقصاء، وإنما لا بد أن تكون لديها القابلية للحوار مع الآخر المخالف. ولعلّ رسالة الإسلام الخالدة هي من أكثر الرسالات دعوة للحوار، والتعارف، والتفاهم يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13]. إن الحوار هو السبيل الصحيح، والبديل الأفضل لكل أنماط النزاع القائم على ضروب الكراهية والتعصب والعنف. إن ثقافة الحوار تعلي من قيم التسامح، وتحترم مبادئ كرامة الإنسان، وحريته في الاختيار، وتقبّل مبدأ التنوع بديلاً عن الهيمنة، والعنصرية، ونفي الآخر. ولا شك أن الحوار بين المسلمين والمسيحيين يمكن أن يتخذ اتجاهين رئيسين هما: 1)جانب العقيدة وما تشمله من مسائل كالنظرة إلى المسيح عليه السلام، ومسألة النبوة، ومصادر العقيدة عندنا وعندهم، وما يتصل بهذه المسائل من قضايا كالصلب، والفداء، والدينونة والعشاء الرباني، وغيرها من المفاهيم اللاهوتية المسيحية. 2)جانب واقعي يتمثل في الحوار في مسألة التبشير عند النصارى أو الدعوة عند المسلمين، فضلاً عن القضايا السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والأمنية المختلفة.   مفهوم الحوار: يحسن بنا في صدر هذا الجزء أن نحدّد مفهوم الحوار, ذلك ((أن أكثر ما يضرّ بثقافتنا, ويشيع البلبلة بيننا هو اختلاط المفاهيم, واضطراب الدلالات , بترك بعض الألفاظ المهمة التي لها قوة المصطلحات, مائعة رجراجة, دون ضبط ولا تحديد لمدلولاتها, ليغير من شاء كما يشاء))(1). مفهوم الحوار لغة: الحوار من الفعل ((حَوَرَ)) والحوار كما يعرفه الخليل بن أحمد الفراهيدي: ((الرجوع إلى الشيء وعنه… والمحاورة: مراجعة الكلام, وحاورت فلاناً في المنطق, وأحرت إليه جواباً, وما أحار بكلمة))(2). وتابعه ابن منظور فقد جاء في لسان العرب: ((الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء, قال: كلّمته فما رجع إليّ حوراً, وحواراً, ومحاورةً , وحويراً أي جواباً,… والمحاورة: المجاوبة، والتحاور: التجاوب, وهم يتحاورن: أي يتراجعون, والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة))(3) وهو ما قرره أيضاً الفيروزآبادي(4). وقد جعل من قبل ابن فارس مادة الحوار ثلاثة أصول, وجعل أحدها بمعنى الرجوع(5). وفي مجمع البحرين ((يحاوره: أي يخاطبه, والتحاور: التجاوب, يقال تحاور الرجلان: إذا ردّ كل منهما على صاحبه, ومنه ناظرته وحاورته))(6). والخلاصة أن الحوار يدل على تبادل الكلام بين الطرفين بحيث أن أحدهما يكلم صاحبه وينتظر منه الرد, وهو ما ورد في أغلب معاجم اللغة وكتبها(7).   التعريف الاصطلاحي للحوار: بمقدورنا الآن بعد أن أوردنا المعاني اللغوية لمصطلح ((الحوار)) أن نحدد دلالته الاصطلاحية عند المُحْدَثِين إذ يعرّف بأنه: 1-((تبادل الحديث))(8). 2-((الكلام المتبادل بين طرفين))(9). 3-((الكلام وتبادل الرأي من أجل الوصول إلى الحقيقة))(10). وبعد إيراد هذه التعريفات نخلص إلى تعريف مقترح للحوار فنقول: ((الحوار: هو تردد الكلام – أو ما يقوم مقامه – بين المتخاطبين على وجه المراجعة في القول وانتظار الجواب للوصول إلى الحقيقة)).   الحوار والجدل في القرآن الكريم : لم تأت كلمة « الحوار » في القرآن الكريم إلا في ثلاثة مواضع هي: 1-قوله تعالى: فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً [الكهف: 34]. 2-قوله تعالى: قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً [الكهف:37]. 3-وقوله تعالى أيضاً: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة: 1]. أما كلمة الجدال فقد وردت (29 مرة) في القرآن منها: 1.قال تعالى: قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا [هود: 32]. 2.قال تعالى: وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ [غافر: 5]. 3.وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ [النساء: 107]. 4.وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت: 46]. 5.وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ [الحج: 8]. حتى أن الله جعل صفة الجدل صفة ملازمة لللإنسان فقال: وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً [الكهف: 54]. ومن الواضح أن هناك فارقاً بين معنى كل من الكلمتين: فكلمة الحوار تتسع لكل أساليب التخاطب، سواء كانت منطلقة من وضع لا يوحي بالخلاف أو يوحي به. بينما كلمة (الجدال) تختزن في داخلها معنى الخلاف والشجار، وتحمل في عمقها أيضاً معنى التحدي والصراع(11)، لذلك كان التصنيف القرآني المتوازن: 1) جدال بالتي هي أحسن. 2) جدال بغير التي هي أحسن. وعلى هذا الأساس أقول: ربما كانت كلمة الحوار تضفي جواً يلطف من الخلاف، بينما الجدال يعبّر عن حركة الصراع والجدلية، جدلية الإنسان في حركة فكره وعاطفته، وهذا مما يعطيه معنى الحيوية والفعالية في وجوده، وانطلاقاً من هذا كان الإسلام واقعياً في أسلوب مواجهة هذه الجدلية في الإنسان بأن وضع للجدل شرط أن يكون بالتي هي أحسن، وكانت نتيجة لذلك التصنيف المتوازن(12). غير أن الملاحظ أن الله تعالى سمّى المجادلة حواراً كما في قوله تعالى قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة: 1] وبالتأمل في مصطلحي الحوار والجدال نجد أنهما يلتقيان في دلالتهما على مراجعة الكلام، والتخاصم والتنازع في مجاوبة الحديث(13). والصحيح أن مصطلح الحوار ورد في القرآن بمعانٍ عدة منها: 1-المجادلة: فقد أورد ابن كثير في تفسيره للآية 34 من سورة الكهف  وَهُوَ يُحَاوِرُهُ  أي يجادله.(14) 2-المخاصمة: فقد أورد ابن كثير في تفسيره للآية 34 من سورة الكهف  وَهُوَ يُحَاوِرُهُ  أي يخاصمه(15) وأيده في ذلك أبو حيان ذاكراً أنها قراءة عن (أبيّ) قال: (وقرأ أبيّ: يخاصمه – ثم علق بقوله – وهي قراءة تفسير)(16). 3-المكالمة: وهذا المعنى ذكره الطبري في تفسيره للآية 34 من سورة الكهف بقوله: ((يحاوره: يخاطبه ويكلمه)).(17) 4-المخاطبة: وهذا المعنى ذكره الطبري أيضاً كما في النص السابق.(18) 5-المساءلة: وهذا المعنى تفرد بذكره الزمخشري في تفسيره للآية الأولى من سورة المجادلة حيث قال: ((وتحاورك أي تسائلك)).(19). 6-المجاوبة: وهذا المعنى أورده القرطبي في قوله: ((يحاوره: يراجعه الكلام ويجاوبه، والمحاورة: المجاوبة، والتحاور: التجاوب))(20) وشاركه في هذا المعنى الإمام الشوكاني.(21) 7-مراجعة الكلام: وهو المعنى الأكثر اتفاقاً عليه بين المفسرين فقد ذكره الزمخشري(22) والفخر الرازي(23) وأبي حيان(24) والقرطبي(25) والشوكاني(26) وغيرهم.   أسس التعامل مع المسالمين والمعاهدين من أهل الكتاب : إن التعامل مع المسالمين والمعاهدين من أهل الكتاب ينطلق من ثوابت إسلامية ترتكز على الآتي: 1-الاعتراف بأن الاختلاف بين بني البشر في الدين واقع بمشيئة الله تعالى فقد منح الإنسان الحرية والاختيار في أن يفعل ويدع، وأن يؤمن ويكفر فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف: 29]. ووظيفة المسلم تنحصر في مهمة البلاغ المبين قولاً وعملاً دون إجبار أو اكراه وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً [يونس: 99]. 2-وحدة الأصل الإنساني والكرامة الآدمية انطلاقاً من قوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا وقوله وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً. فالناس أكرمهم عند الله أتقاهم، أبوهم واحد، والرابطة الإنسانية بينهم قائمة شاؤوا أم أبوا، وهذه الرابطة تترتب عليها واجبات شرعية كالقيام للجنازة أيا كانت عقيدة صاحبها.. روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال: أليست نفساً))(27). 3-التعارف يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: 13] فالتعارف أساس دعا إليه القرآن الكريم، وضرورة أملتها ظروف المشاركة في الدار أو الوطن. 4-التعايش: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة: 8] ولا شك أن التعايش ينطلق من المعية في المواطنة. 5-التعاون: فهناك كثير من القضايا العامة التي تشكل قاسماً مشتركاً بين المسلمين وأهل الكتاب ويمكن التعاون فيها ومن ذلك: 1-الإعلاء من شأن القيم الإنسانية والأخلاق: كالعدل، والحرية، والمساواة، والصدق، والعفة. 2-إيجاد القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية والتركيز عليها فالنصارى أقرب إلى المسلمين من غيرهم من اليهود، والمشركين، والملحدين، والوثنيين، يقول تعالى وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ [المائدة: 82]. 6-موقف الإسلام من أهل الكتاب هو موقف الداعي من المدعو لذلك يجب أن يتأسس على الرفق ولين القول، وجواز الصدقة عليهم، وزيارتهم، وعيادة مريضهم. 7-المسلم ليس مكلفاً أن يحاسب الكافرين على كفرهم، أو يعاقب الضالين على ضلالهم فهذا ليس إليه، وليس موعده هذه الدنيا وإنما حسابهم إلى الله في يوم الحساب. وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ [ الحج: 68-69]. وقال تعالى: فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ [الشورى: 15]. 8-القرآن نهى عن موالاة غير المسلمين، لكن هناك ضوابط لهذا النص: 1-النهي هنا عن موالاة جماعة معادية للمسلمين تحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. 2-غير المسلم الذي لا يحارب الإسلام قد تكون مودته واجبة (كالزوجة الكتابية) والمعاملة باب للدعوة كما الزواج نفسه. ——————————————————————– الهوامش : 1.القرضاوي، د. يوسف: « الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد، مجلة المسلم المعاصر، العدد (3)، رجب 1395هـ، يونيو 1975م، ص:49. 2.الفراهيدي، الخليل بن أحمد: معجم العين، تحقيق: مهدي المخزومي، دار الهلال، القاهرة، د.ت. 3.ابن منظور، جمال الدين (ت 711هـ): لسان العرب، دار صادر، بيروت، 4/217-219. 4.الفيروزآبادي، أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب (ت817هـ): القاموس المحيط، دار الجيل، بيروت، د.ت، باب حور، 2/16. 5.ابن فارس، أبو الحسن (ت395هـ): معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت، ط/1، 1991م، 2/115. 6.الطريحي، فخر الدين: مجمع البحرين، دار الهلال، القاهرة، د.ت، 3/289. 7.لمزيد الفائدة يمكن الرجوع إلى: * الجوهري، إسماعيل بن حماد (ت383هـ): تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق أحمد العطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط/3، 1984م، 2/639. * الزمخشري، أبو القاسم جار الله (ت538هـ): أساس البلاغة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط/3، 1985م، 1/315. * الرازي، محمد بن أبي بكر (ت660هـ): مختار الصحاح، ترتيب محمود خاطر، دار الحديث، القاهرة، د.ت، ص161. * الشيباني، أبو عمر: كتاب الجيم، تحقيق إبراهيم الأبياري، المطابع الأميرية، القاهرة، 11974م، 1/161. 8.يعقوب، إيميل: قاموس المصطلحات اللغوية والأدبية، دار العلم للملايين، بيروت، ط/1، 1978م، ص189. 9.حفني، عبد الحليم، أسلوب المحاورة في القرآن الكريم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط/3، 1995م، ص12. 10.الخياط، عبد العزيز: أدب الحوار، دار المجد، جدّة، ط/2، د.ت، ص:11. 11.في أصول الحوار، إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ط/4،1415هـ،1994م، ص:12. 12.انظر: فضل الله، آية الله السيد محمد حسين: في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي، دار الملاك، بيروت، ط/1، 1414هـ، 1994م، ص7-8. 13.السودي، د. نجيب: محاورات الأنبياء لأقواهم في القرآن الكريم، منشورات وزارة الثقافة والسياحة، بالجمهورية اليمنية، صنعاء، 1425هـ، 2004م، ص34-35. 14.ابن كثير، عماد الدين أبو الفداء (ت 774هـ): تفسير القرآن العظيم، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط/1، 1422هـ، 2001م، 3/113. 15.المصدر نفسه، 3/13. 16.أبو حيان: محمد بن يوسف: البحر المحيط، دار الفكر، بيروت، ط/2، 1983م، 6/127. 17.الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير (ت 310هـ): جامع البيان في تفسير آي القرآن، دار الجيل، بيروت، د.ت، 8/162. 18.المصدر نفسه والصفحة نفسها. 19.الزمخشري، أبو القاسم جار الله (ت 538هـ): الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، دار عالم المعرفة، د.ت، 4/71. 20.القرطبي، أبو عبد الله (ت 671هـ): الجامع لأحكام القرآن، دار القلم، القاهرة، ط/3، 1386هـ، 5/262. 21.الشوكاني، محمد بن علي (ت 1250هـ): فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراسة في علم التفسير، تحقيق سعيد اللّحلم، المكتبة التجارية، مكة المكرمة، د.ت، 3/408. 22.الزمخشري، الكشاف، 2/390. 23.الرازي، فخر الدين (ت 606هـ)، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب، دار الفكر، بيروت، د.ت، 11/126. 24.البحر المحيط، 6/127. 25.الجامع لأحكام القرآن، 5/262. 26.فتح القدير، 3/408. 27.البخاري، أبو عبد الله (ت256هـ): الجامع الصحيح، كتاب الجنائز، باب من قام لجنازة يهودي، حديث رقم 1250، 1/441.   المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 09 ماي 2008  

 


                                                            بسم الله

الرحمان الرحيم                                                                  والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                           

تونس في 08/05/2008

بقلم محمد العروسي الهاني      على موقع الحرية          

مناضل – كاتب في الشأن 

 الوطني والعربي والإسلامي      الرسالة 443  إحياء ذكرى موكب أربعينية المناضل عمر بن حامد أمين مال جمعية الوفاء لتراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة

 
تحيي أسرة المناضل المرحوم عمر بن حامد وأعضاء جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية ذكرى أربعينية المرحوم الذي وفاه الأجل المحتوم يوم الاثنين 31 مارس 2008 وقد شيع جثمانه إلى مثواه الأخير يوم غرة أفريل 2008 بمقبرة الجلاز. وحضر أهله وأصدقائه وزملائه وكل من يعرف الفقيد الراحل المرحوم عمر بن حامد موكب دفنه. وقد وقع نشر تعزية ونعي المرحوم يوم 3 أفريل 2008 بمناسبة وفاته عبر موقع تونس نيوز الذي كان المرحوم يتابع أخباره والمقالات التي تنشر عبر هذا الموقع. واليوم بمناسبة أربعينية المرحوم العزيز الذي عشرناه سنين طوال في صلب الحزب الحر الدستوري التونسي وفي كل الأنشطة الحزبية والذكريات الوطنية وشخصيا عرفت الفقيد منذ عام 1976 على صعيد العمل الحزبي بلجنة التنسيق الحزبي بتونس المدينة عندما كان الأخ المناضل عمر بن حامد على رأس شعبة ستاب بالعاصمة وكان الأخ المقاوم والمناضل عمر بن حامد مناضلا دستوريا قويا وشجاعا وصاحب مواقف جريئة وقوة جاش ويتمتع بسمعة طيبة لدى الجميع وعزة نفس وأنفة. وفي الحق لا يخاف لومة لائم وهو كريم وعزيز وصاحب مبادئ وقيم وله بصمات لا تمحى في حياته الحزبية والسياسية وأيادي بيضاء وقد قدم خدمات تذكر فتشكر للحزب الحر الدستوري طيلة تحمله المسؤولية الحزبية من 1955 تاريخ تحمله مسؤولية رئاسة الشعبة إلى 1984 أي طيلة أربعون عاما وقد كان قبل عام 1955 مجاهدا ومكافحا ومقاوما في الجنوب تنفيذا لتعليمات الحزب وزعيمه المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة ومن عائلة مناضلة ومن قرية قرماسه المناضلة وعاش الأخ عمر بن حامد لغيره كما كان الشعار الخالد لشعار الزعيم بورقيبة. وواصل المناضل حياته النضالية صامدا شامخا عزيزا كريما بعد التقاعد وفي عام 2005 كما ذكرت في النعي يوم 3 أفريل 2008 كان للأخ العزيز السيق والمبادرة لتجسيم معاني الوفاء للزعماء والرموز والشهداء واقترح تكوين جمعية الوفاء للمحافظة على التراث الوطني حفاظا على الذاكرة الوطنية وتقديرا لكل من ضح من أجل تونس وحريتها وعزتها وكرامتها من الرموز والزعماء والشهداء وفي طليعتهم الزعيم الحبيب بورقيبة. ووجد الأخ الفقيد العزيز كل التجاوب والحماس والتأييد والتشجيع وجاء يوم 29/05/2005 ووقع الإعلان على تكوين جمعية الوفاء في يوم خالد كان يوم عيد ونخوة بالنسبة للأوفياء المخلصين وفي مقدمتهم الأخ عمر بن حامد رحمه الله. وواصل نشاطه ومساندته للجمعية ودعمها أدبيا ومعنويا وكان يتمنى قبل وفاته أن تحصل الجمعية على التأشيرة القانونية وتري النور والعمل المكثف والنشاط الغزير والندوات الوطنية والعالمية والزيارات وتبادل الوفود وتطوير عمل الجمعية حفاظا على الذاكرة الوطنية في العهد الجديد بدعم وحرص من الرئيس زين العابدين بن علي. هذه أمنيات الأخ المناضل الذي رحل على الدنيا وهو يحلم بمزيد الوفاء والعرفان بالجميل لكل المناضلين والأحرار والزعماء والشهداء وكان آخر لقاء معه يوم 26 مارس 2008 وهو يتحدث على الجمعية والتاريخ الوطني. وعندما نتذكر اليوم بعد وفاته هذه التصورات والبعد الأخلاقي والسياسي لمعاني الوفاء ندرك أن الفقيد العزيز له رصيد نضالي كبير وبعد نظر وقيم و زاد غزير من الوطنية والخبرة والتجربة نحتاج إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى. وعند وفاته كنت غائبا في مسقط الرأس لحضور موكب دفن لقريب فعدت بعد الدفن وحضرت موكب الفرق وساهمت بمقال نعي عبر هذا الموقع الممتاز وقلت هل حضر موكب الدفن وفد من التجمع حزب الوفاء سواء وطنيا أو جهويا، وهل وقع تأبين المناضل عمر بن حامد المقاوم والمسؤول حسب تقاليد حزبنا العتيد منذ نشأته تكريما لأرواح المناضلين وتقديرا لجهودهم واعترافا لهم بالجميل وتعزيزا لروابط التجمع مع مناضليه وتأكيدا على دعم أواصر الأخوة بين عائلات المناضلين وحزبهم؟؟؟ كان هذا تصويري وقلت من واجب المسؤولين في التجمع المحافظة على هذه التقاليد الوطنية ودعمها ومزيد الحرص على دعم روح التضامن والمواساة خاصة عند الوفاة ولا أعظم من مصيبة الموت ويوم 9 ماي 2008 يوم ذكرى أربعينية الفقيد نم هانيا أيها المناضل المقاوم الشهم فأخوانك ورفاقك وزملائك دوما على العهد أوفياء يتذكرون نضالك ويقدرون مواقفك ويحترمون شجاعتك ووفائك. جزاك الله خير الجزاء وأسكنك الله فراديس جنانه ورزق أهلك وأصدقائك وأخوانك جميل الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.   محمد العروســي الهانــــــي  


  

خبراء يدعون إلى الحد من الآثار السلبية لظاهرة الإسلاموفوبيا

 

 
تونس / يو بي أي: دعا عدد من الخبراء في الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في ختام إجتماع عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة « إيسيسكو » في تونس، إلى الحد من الآثار السلبية لظاهرة « الإسلاموفوبيا » وكشف زيف الصور النمطية حول الإسلام والمسلمين. وطالبوا في بيان وزع اليوم الجمعة بالعمل من أجل إيجاد قنوات للحوار مع القيادات الفكرية والإعلامية والسياسية في الدول الغربية،عبر مؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي النشيطة في مجال الإعلام وحقوق الإنسان. ودعوا منظمة الإيسيسكو وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية إلى تشكيل لجنة من الخبراء في مجال القانون الدولي والإعلام وحقوق الإنسان، للإشراف على المتابعات القضائية للأشخاص والمؤسسات المسيئة للإسلام ورموزه الدينية داخل العالم الإسلامي وخارجه. كما دعوا وزارات الإعلام والتعليم العالي في الدول الإسلامية إلى إدراج مادة دراسية حول موضوع الصور النمطية حول الإسلام والمسلمين وسبل مواجهتها ضمن مقررات معاهد التدريب الإعلامي وأقسام الإعلام في جامعات دول العالم الإسلامي. وأوصوا بضرورة إحكام التنسيق بين المنظمات الإسلامية والعربية، مثل منظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية،ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية، والاتحادات والجمعيات الصحافية في دول العالم الإسلامي،من أجل إنشاء مرصد متخصص في جمع وتحليل المعلومات والأفكار والدراسات التي تتناول الإسلام وحضارته بالتشويه. ومن جهة أخرى ، حث الخبراء في بيانهم المثقفين والإعلاميين المقيمين في البلدان الغربية على المشاركة في النقاشات العامة للدفاع عن صورة الإسلام ومحاربة الصور النمطية. وكان الإجتماع قد خصص لدراسة سبل توظيف وسائل الإعلام والتكنولوجيا لتصحيح المعلومات حول صورة الإسلام وذلك بمشاركة مندوبين عن 12 دولة عربية،إلى جانب ممثلين عن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية والمنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة « الايسيسكو ». وعكف الخبراء خلال هذا الإجتماع على تقييم الأداء الإعلامي وتوجيهه بما يخدم الصورة الموضوعية لواقع الإسلام والحضارة الإسلامية،على ضوء نجاح بعض وسائل الإعلام الغربية في الترويج لصورة مشوهة عن الإسلام والحضارة الإسلامية،ما أدى إلى « تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام وتأليبه ضد المسلمين. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 9  ماي 2008                                                                                          


في منتدى التقدم : لقاء حول الذاكرة الوطنية مع الدكتور عبد الجليل التميمي

 

 
استضاف منتدى التقدم يوم الجمعة 2 ماي الجاري الدكتور عبد الجليل التميمي (مدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات) في لقاء فكري حول الذاكرة الوطنية،  أشرف على افتتاحه السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الذي نوّه بالجهود الدؤوبة لضيف المنتدى وتفانيه في خدمة البحث العلمي كمؤرخ متميز،  مشيرا إلى بعض المحطات من مسيرته الثرية والمتنوعة، كتأسيس مجلة مغاربية للدراسات التاريخية و إعادة النظر في العلاقات العربية العثمانية و الاهتمام بالدراسات الموريسكية علاوة على إلقاء الضوء على قضايا الفكر المعاصر، والموقع الهام الذي أصبحت تحتله سيمنارات الذاكرة الوطنية في إثراء الحياة الفكرية والسياسية، باعتبار أنه في استرداد الماضي وإنقاذ الذاكرة من محاولات الطمس والتشويه والتلاعب دعم للهوية وتطوير لتصورنا للمستقبل،  كما أكد أن حرية التعاطي مع الذاكرة تمثل شرطا من شروط دعم الديمقراطية معتبرا أن إلغاء الإيداع القانوني ودعم صحف المعارضة وغيرها من المبادرات الأخيرة للرئيس زين العابدين بن علي تصب في هذا الاتجاه، داعيا إلى تدعيم الحريات الأكاديمية وحمايتها وتطوير مجال ممارستها تفعيلا لمسار البحث العلمي والتنمية.  ثم قدّم الأستاذ الدكتور عبد الجليل التميمي محاضرة بعنوان : دور سمينارات الذاكرة في تأريخية بناء الدولة الوطنية، أثارت نقاشا ثريا و ساخنا،  شارك فيه السادة محمد الصياح والطاهر بوسمة وعادل الحاج سالم ومحمد العروسي الهاني و رشيد التراس وصالح الزغيدي والعياشي بالسايحية وعبد الرحمان كريم وسامي العكرمي وعبد الحميد العلاني وبحري العرفاوي ورضا بن حسين والسيدة وسيلة العياري، ، وفيما يلي النص الكامل لمحاضرة الدكتور عبد الجليل التميمي : إن الحديث عن الذاكرة الوطنية التي بدأناها في أواخر القرن الماضي وتواصلت بانتظام مطلق, يحتاج إلى ساعات لشرح خلفية تنظيم هذه السمينارات وما أنجزناه في هذا المجال. لنذكر أولا بعدم تنظيم ولو مؤتمرا واحدا عن الرئيس السابق, كما غابت كل الخطب وحتى الكتب والتآليف التي أشرف عليها سي محمد الصياح, هي الأخرى أصبحت نادرة العثور عليها. وأذهب إلى الاعتقاد أن من مميزات بلادنا الحضارية, هو قدرتها على التفاعل السليم مع أبطال تاريخنا على مر العصور وعدم إهمال مآثرهم وإنجازاتهم الحضارية… والرئيس الحبيب بورقيبة هو أحد أبطال وطننا خلال القرن الماضي وقد لعب دورا مباشرا ورئيسيا في إنشاء وبناء الدولة الوطنية. من هذا المنطلق, تبنينا عقد المؤتمر الأول عن الرئيس الحبيب بورقيبة وكان موضوعه أسس بناء الدولة الوطنية. وتوالى عقد المؤتمرات: الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس وأخيرا السابع ونشرنا جميع البحوث المقدمة بل وكما قمنا بنشر جميع الحوارات التي تمت. سوف أتوقف حول الاستنتاجات الأساسية التي خلصنا إليها بتنظيم هذه المؤتمرات: أولا: أنه لا توجد في تونس أو في غيرها من البلدان إنجازات بحثية تناولت أسس بناء الدولة الوطنية منذ الاستقلال، ما عدا بعض العناوين الصادرة بفرنسا وتناولت عددا محدودا من القضايا وغيب تماما دور الشعب والنخب في هذا البناء للدولة. ثانيا : سجل غياب الحوار بين السياسيين والفاعلين والمؤرخين على اختلاف توجهاتهم الفكرية وهم المعنيون بهذه الفترة وهذا لأسباب عديدة ليس مجال ذكرها هنا. ثالثا: أن المؤرخ لفترة الرئيس السابق تعدمه أساسيات البحث العلمي, ونعني به المادة الأولى وأي أرشيفات دولة الاستقلال، التي هي مغلقة تماما، وهي أرشيفات وزارة الداخلية والعدالة والخارجية والحزب والتعليم العالي والبحث العلمي وبقية الوزارات, وكان الأفضل بدء فرز هذا التراث الأرشيفي وإيداعه في الأرشيف الوطني التونسي، باعتباره المؤتمن الوحيد على الذاكرة الوطنية الجماعية. وللعلم فهناك تحولات مهمة جدا في الدول عبر العالم لفتح أرشيفاتها حتى السرية منها وتم ذلك بالنمسا وقبل ذلك بروسيا والدول التابعة للاتحاد السوفياتي في فتح الأرشيفات السرية بما في ذلك للمؤرخين والباحثين أرشيفات التعذيب والقتل والتصفية الجسدية, فقد فتحت. رابعا : أننا أمام هذه الوضعية الدقيقة المتسمة بانحسار المادة الوثائقية الأرشيفية لكتابة تاريخ الزمن الحاضر, نذكر هنا بتجارب علمية هامة جدا على الصعيد الدولي مثل تجربة بريطانيا وفرنسا والدول الاشتراكية وحتى في الدول البلقانية من الحرص الشديد على جميع شهادات ليس فقط الفاعلين السياسيين, ولكن أيضا عموم الشخصيات والنخب وعموم الأفراد الذين لديهم ما يقولونه ويسجلونه للحفاظ على الذاكرة الوطنية الجماعية. فالذاكرة الوطنية هي معرفة الماضي بكل تفاصيله وهو الفعل الاستنطاقي لمخزون الذاكرة، ولا شك أن تاريخ الشعوب والأبطال والحضارات هو تمثل الأحداث الحاصلة وسردها بأمانة وبدقة ما يمثل التجسيم الحقيقي للذاكرة. وقد أكد الفيلسوف المؤرخ Garnier أننا نعيش الحاضر الذي هو قوة الاستشراف بما تنجزه، بما نعانيه وأنه من المستحيل علينا أن لا نأخذه بالاعتبار, ذلك أن الذاكرة الوطنية هي مجمل الإنجازات التي جمعت بين السرد والعمل الفعلي, وعليه فإن الذاكرة هي القدرة التي تمكننا من تمثل التجارب من خلال تفعيل هاته الذاكرة Stimulation de la mémoire ولسائل أن يتساءل اليوم عن تداعيات هاته التجربة التوثيقية للذاكرة على صعيد ليس فقط تونس والمغرب العربي, بل والوطني العربي ؟ نذكر هنا بالقواعد المنهجية التي انتهجناها في صيرورة تنظيم سمينارات الذاكرة الوطنية : أولا: أننا لأول مرة في تأريخية بلادنا، منحنا منبر المؤسسة إلى جميع التونسيين والتونسيات على اختلاف تياراتهم وقناعاتهم وايديولوجياتهم الفكرية والمذهبية، وقد تمكن معظم الوطنيين والسياسيين على اختلاف ومجموعة آفاق Perspectives  واليساريين والبعثيين والعروبيين وكانوا جميعهم محرومين أصلا من الكلام لإبداء رأيهم في عديد الإشكاليات والقضايا في زمن الرئيس السابق. كما دعونا بناة ورواد الجامعة التونسية على اختلاف تخصصاتها وكل من ساهم في إنشائها وتطورها, أن يقولوا كلمتهم في ذلك. ثم منحنا هذا المنبر إلى المثقفين ورجال المسرح والتربية والرسامين والموسيقيين, لتعزيز الذاكرة الوطنية الجماعية، من خلال نقلهم لنا بالصوت والصورة، كل المعلومات التي مازالوا محتفظين بها في ذاكرتهم أي من أرشيفات صدورهم، وقد شرفنا أكثر من 130 شخصية تونسية استجابة لندائنا الحضاري والعلمي, لتعزيز وإذكاء الذاكرة الوطنية، وأحب هنا أن أنوه بكل الشخصيات الوطنية التي قبلت دعوتنا وقد تمكنا حتى اليوم من نشر 77 نصا، كان آخرها هذا الكتاب الجديد الذي ظهر قبل يومين :سيمنارات الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الحاضر (الجزء الأول). ونعد الآن أكثر من 55 نصا جديدا للنشر قريبا. وإلى القارئ الآليات التي تم تبنيها في تنظيم عدة السمينارات : أولا: أننا دافعنا عن مبدأ منهجي أساسي قضى بجمع المادة المعلوماتية التي يمدنا بها أي ضيف على منبرنا, واحترمنا كل الآراء المعبرة عنها على اعتبار أن ذلك يمثل وجهة نظر واحدة وأن توجهات الذاكرة الوطنية هي متعددة أصلا أو لا تكون، وعليه يمكن تغييب الطرف المقابل، بل أننا الفضاء الوحيد في بلادنا الذي عمق الحوار بين التونسيين من خلال تنظيم الرؤى المتقاطعة مثل ما حصل بين محمد الصياح ونور الدين بن خذر أو بين الطاهر بخلوجة ومحمد بلحاج عمر وغيرهما، كما أننا فسحنا المجال لمحاججة شهادات البعض وشارك كل الحاضرين في المناقشة وإبداء الرأي المؤيد أو المعارض, ذلك أن ما حصل في الماضي هو التمثل الحقيقي للذاكرة الوطنية. ثانيا: لقد آخذنا البعض على هذا التوجه السليم الذي تبنيناه وطالبنا البعض الآخر على عقلنة الاختيار من خلال تشكيل لجنة علمية مضيقة بالمؤسسة لتسهر على الإعداد الفني للملفات المثارة في محاولة منها حسن المردودية وعقلنة النتائج المرجوة في تنظيم هذه السلسلة من سمينارات الذاكرة الوطنية كل أسبوع. إلا أن رؤيتنا تتناقض تماما مع هذا التوجه المراد منه التأثير على صيرورتها وعدم إثارة الملفات الشائكة التي تزعج بعض الجهات التنفيذية في السابق وكشف الحقائق المغيبة اليوم في منظومة التأطير العلمي للأحداث, وأعلنا عن قناعة أن منبرنا مفتوح للجميع دون استثناء وأن كل واحد من 130 مدعو قد ساهم بطريقته في تعزيز قاعدة البيانات التي تم إنشاؤها. ثالثا: أننا ساهمنا في دمقرطة مصادر البحث التاريخي، عندما أخذنا بالاعتبار شهادات ومواقف رجالات الحركة الوطنية الذين ساهموا في مسارات الحركة الوطنية, عندما أفردنا لهم عديد السمينارات لأدوار مناطقهم الجغرافية في الحركة الوطنية مثل فضاءات بنزرت وصفاقس والقيروان والمقاومة المسلحة والجنوب، وهي الفضاءات المغيبة في السابق تماما لأسباب مزاجية أو كيدية واعتباطية بحتة، وقد أبرزنا أدوارها الطلائعية ونضال أبنائها واخلاصهم وتفانيهم الصادق في خدمة القضية الوطنية، وأن دورنا كمؤرخين هو إبراز ذلك والتوقف عنده مليا حتى يدرك الجيل الحالي وكذا الأجيال المقبلة, أدوار هؤلاء المواطنين البررة الذين آمنوا بالوطن كمبدأ لا نقاش فيه، وقد دفعوا ثمن ذلك عاليا وغاليا عن طريق سجنهم وتعذيبهم وحرمانهم من التمتع بدولة الاستقلال التي ضحوا من أجلها بالكثير، وقد برز ذلك جليا في تحجيم هذه المناطق ودحرجتها وعدم تمتعها بنتائج الاستقلال السياسي. رابعا: أن متن هاته الشهادة الشفوية, ليست نصوصا مقدسة تؤخذ على علاتها دون نقاش, بل على العكس، نؤكد أن هاته النصوص غير محايدة ولا هي نزيهة ولا أمينة، بل أنها تعكس مواقف أصحابها ورؤيتهم وتحليلهم للأحداث من خلال وجهات نظرهم للدفاع عن مصالحهم ومواقفهم السياسية المتعددة وعلى المؤرخين وحدهم إجراء المقاربات والمقارنات الضرورية  مع غيرها من النصوص الشفوية أو المكتوبة إن وجدت لكتابة تأريخية الزمن الحاضر. ومع هذا أود أن أتقدم ببعض الاستنتاجات الجوهرية التي اختمرت لدي شخصيا من خلال معالجاتنا لهذه النصوص، لأؤكد أن 77 نصا لشهادات الذاكرة الوطنية التي نشرناها حتى اليوم، تعد معينا ثريا وأساسيا لكتابة تاريخ بناء الدولة الوطنية، وهي لعمري نصوص لا يمكن لأي باحث أو مؤرخ عدم الرجوع إليها للوقوف أمام حقائق جديدة حول الأحداث والشخصيات وخلفية القرارات السياسية والاقتصادية والتربوية التي كانت اتخذت وتداعيات ذلك. وفضلا عن ذلك فإن قراءة هاته النصوص والتوقف عندها مليا سيكشف لنا آليات تسيير دواليب الدولة والأخطاء الخطيرة التي ارتكبها بعض المسؤولين في عهد الرئيس السابق والتي يتحملها وحده، باعتباره المسؤول الأول. كما أن هاته النصوص أوضحت لنا بشكل بارز كيف أن تونس حظيت ببروز شخصيات سياسية استثنائية قامت على كواهلهم بنظافة ونزاهة، أعباء بناء الدولة، من جهة أخرى هناك المئات من أبناء تونس، وهم الذين يعدون أنفسهم الأبناء الحقيقيون لبورقيبة, قد سيموا الهوان والظلم وعذبوا وقضوا زهرة شبابهم في السجن، وذنبهم أن اجتهاداتهم الفكرية كانت متقاطعة تماما مع اجتهادات النظام. وفي نفس الوقت هناك مسؤولون آخرون وهم عديدون، تطاولوا على الحقيقة ولم يكونوا أمناء ولا نزهاء، بل طوعوا كل شيء من أجل تبني منهج سلطوي, أضاع على بلادنا فرص الانفتاح السلم الاجتماعي والديمقراطية الهادفة والمتوازنة وكانت تونس باستطاعتها أن تكون النموذج الأفضل للتنمية الاجتماعية والسياسية والفكرية في فضائنا العربي برمته. وقد ذكر بعض المتقولين أن هاته السمينارات تمت وكان هدفها هو التقليل من شأن الرئيس الحبيب بورقيبة وأنها محل تهريج ومغالطات وتزييف للحقائق التاريخية, كما جاء على لسان سي الباجي القائد السبسي هذا الأسبوع على منبر مؤسستنا يوم السبت الماضي, وقد رددنا عليه في مقال نشر في جريدة الشروق يوم الثلاثاء الماضي 29/04/2008 29/01/2008 وإزاء ذلك أود أن أذكر بالحقائق التالية : – أن مؤسستنا هي الأولى والوحيدة التي نظمت سبع مؤتمرات عن الرئيس الحبيب بورقيبة, في حين تخلى عنه تماما وبطريقة غير مقبولة من يدعون أنهم من البورقيبيين المخلصين لمبادئه بعدم قيامهم بأي عمل يذكر منذ إقالته من الحكم. إن سمينارات الذاكرة الوطنية هاته, لم تؤلهه كما هو الشأن في السابق وهذا إلى درجة أن أحد وزرائه السابقين, سألناه هل لبورقيبة بعض المساوئ والأخطاء التي ارتكبها ؟ فرد علينا بأنه لم يعثر له على سيئة أو خطأ. ومثل هذه المواقف فإن مقربيه وضعوه فوق كل الانتقادات والتحاليل الموضوعية. إلا أننا من جهتنا الرئيس قد منحنا السابق اهتماما خاصا لدراسة فترة عهده, ذاكرا هنا على سبيل المثال بالدراسة التي خصصناها عن موقفه التاريخي من استقلال موريتانيا, وحيث جعلني اقر بأن الرئيس بورقيبة هو شخصية تاريخية استثنائية على صعيد أجندة رجالات السياسة العربية جميعهم. وهناك مجالات أخرى, أبانت فيه هذه السمينارات المواقف التسلطية والمواقف الارتجالية التي تبناها أعمدة النظام. إن شهادات أحمد بن صالح ومصطفى الفيلالي ومحمود المستيري والشاذلي باي ومحمد النافع والشاذلي العياري ومحمد مزالي وحسين التريكي وتوحيدة بالشيخ وعمر شاشية ومحمد حرمل ومحمد كريم ومحمد الصياح (الذي لم ننشر بعد نصه), والطاهر بلخوجة ومحمد المصمودي والطاهر بوسمة ونجيب البوزيري وعبد العزيز بوراوي والطيب البكوش والعديد من رواد الجامعة والمثقفين وكذا العشرات من رجالات الدولة الذين تم تسجيل شهاداتهم بالصوت والصورة, تشكل جميعها إنجازا توثيقيا نعتز به المؤرخون والباحثون أيما اعتزاز, وقد تحملنا من أجله الأمرين وسوف نواصل رسالتنا حتى نؤدي واجبنا كمؤرخين, للحفاظ على الذاكرة الوطنية لبلادنا من خلال قاعدة البيانات الأساسية التي أنشأها لتاريخ بلادنا وعلى الأخص منه أثناء فترة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة. ملاحظة: ننشر في العدد القادم من جريدة الوحدة ملخصا للنقاش الذي أعقب هذه المحاضرة. (المصدرجريدة الوحدة ـ العدد 592 ـ بتاريخ  10 ماي 2008 )


تجارب دول المغرب العربي مع الأحزاب الإسلاموية: ترويض الإسلامويين من خلال إشراكهم بالحياة السياسية

 

 
سعى أصحاب القرار في الجزائر إلى تجزئة المعسكر الإسلاموي وتهميش جبهة الإنقاذ الإسلامية وسمحوا منذ منتصف التسعينات لثلاثة أحزاب إسلاموية بالمشاركة في الانتخابات. يمثل الإسلامويون جزءا هاما من مجتمعات بلادهم. إبعادهم عن المشاركة في الحياة السياسية سيكون على المدى البعيد وخيم العواقب، حيث سينجم عن ذلك جمود إصلاحي وما يترتب عليه من ظهور طاقات نزاعية، كما تبين إزابيل فيرينفيلس في تحليلها التالي. تملك الأحزاب الإسلاموية في كل من الجزائر والمغرب منذ عدة سنوات إمكانية المشاركة في العملية السياسية، وهذا الأمر أكسبها مزيدا من البرغماتية والقدرة على اعتماد حلول الوسط. الحال في تونس على عكس ذلك إذ أدت استراتيجية عدم التسامح المطلق المتبعة حيال الإسلاميين إلى تعزيز أواصل الطابع الاستبدادي للدولة على نحو فائق. عمدت أجهزة الإعلام الغربية بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فلسطين مرارا إلى مقارنة ذلك بالنجاح الساحق التي كانت جبهة الإنقاذ الإسلامية قد أحرزته في الانتخابات التي جرت الجزائر عام 1991. لكن مثل هذه المقارنات تتسم بطابع إشكالي، لا سيما وأن الضرورة تقتضي فهم النجاح الذي حققته حماس في سياق وضع الاحتلال الإسرائيلي. هذا وإن كان هناك ما يبرر الإشارة إلى المثال الجزائري ولكن لسبب آخر تماما. حيث يمكن اتخاذ الجزائر عبرة لوقائع وخيمة العواقب نجمت عن استراتيجية فاشلة قوامها قمع حركة شعبية إسلاموية. فبعد أن حاز الإسلاميون في الجزائر في ذلك الحين على نجاح ساحق في الانتخابات عمد الجيش إلى إبطال مفعول الانتخابات ومنع جبهة الإنقاذ الإسلامية. وقد اندلعت نتيجة لذلك حرب أهلية أودت بأرواح قرابة 150000 شخص. في هذه الأثناء تعلمت القيادة الجزائرية من أخطاء الماضي وأخذت ابتداء من عام 1997 تعمل موازاة لمحاربتها للإسلاميين المتطرفين على انتقاء أحزاب إسلاموية معينة بغرض المشاركة في العملية السياسية طالما التزمت تلك الأحزاب بالقواعد التي سنها النظام الحاكم. استراتيجيات في منتهى الاختلاف لو ألقينا نظرة على الدولتين المجاورتين للجزائر، تونس والمغرب، للاحظنا مدى الاختلاف القائم إزاء تعامل النخب الحاكمة في دول المغرب العربي مع التحديات النابعة من الحركات الإسلاموية التي بدأت في تعزيز مراكزها منذ الثمانينيات. جاء خيار الملك الحسن الثاني في عام 1997 بالموافقة على مشاركة الإسلاميين في العملية السياسية وإن على أسس انتقائية لأسباب عدة أهمها تفاقم حالة العنف في الجزائر. وكان الملك قد وضع في حسابه تكريس التجزئة في صفوف الحركة الإسلاموية و »ترويض » التيار الإسلاموي الذي أسبغ عليه لتوه الصفة الشرعية. منحت الصفة الشرعية للأحزاب الإسلاموية التي اعترفت بالدور المزدوج الذي سن عليه الدستور بشأن الملك أي بكونه زعيما دينيا من جهة وصانعا للقرار السياسي من جهة أخرى. وقد شمل ذلك حتى الآن حزبين اثنين هما حزب العدالة والتنمية الذي بات منذ عام 2002 ثالث أقوى الأحزاب الممثلة في البرلمان، وحزب البديل الحضاري الذي اكسب السمة الشرعية في عام 2005. لكن قرار الحظر ما زال يسري على حركة إسلامية قوية هي حركة العدل والإحسان لسبب رئيسي هو رفضها للملكية في كيانها الآني، هذا وإن تعاطت الدولة مع نشاطات تلك الحركة في الأغلب بروح التسامح. تجزئة المعسكر الإسلاموي اختار صانعو القرار السياسي في الجزائر ( علما بأنهم كانوا كلهم تابعين للجيش إلى أن انتخب بوتفليقة رئيسا للدولة في عام 1999) على مر سنين الحرب الأهلية نمطا من التعامل مع الأحزاب الإسلاموية شبيها بالخيار المغربي. فانطلاقا من مساعيهم الرامية إلى تجزئة المعسكر الإسلاموي وتهميش جبهة الإنقاذ الإسلامية والنهوض بمشروعيتهم الواهية عمدوا منذ عام 1997 إلى السماح لثلاثة أحزاب إسلاموية بالمشاركة في الانتخابات وهي حزب النهضة وحركة الإصلاح الوطني الذي يتبوأ حاليا المرتبة الثالثة بين الأحزاب الممثلة في البرلمان وحركة المجتمع من أجل السلام. هذا وقد أدخلت حركة المجتمع من أجل السلام عام 1997 في الائتلاف الحكومي لتحتل فيه خمسة مقاعد وزارية من مجموع 41 مقعدا. وكانت هذه الحركة وحزب النهضة قد فشلا في منافسة جبهة الإنقاذ الإسلامية في انتخابات عام 1991. عادة يمنع بعض الأفراد والجماعات القادرة على تعبئة الجماهير على نحو كبير من المشاركة في العملية السياسية. هذا يشمل على نحو خاص الفعاليات السابقة لجبهة الإنقاذ بمن فيهم حتى من أصبح يدين اليوم صراحة بالنهج الديموقراطي. انزلاق تونس نحو النزعة الاستبدادية سلكت تونس في عهد الرئيس بن على في واقع الأمر طريقا معاكسا لذلك. فبعد انقضاء فترة وجيزة من إشراك الإسلامويين ولو جزئيا بالعملية السياسية في نهاية عقد الثمانينيات بدأ بن على يلجأ منذ عام 1990 إلى استخدام استراتيجية عدم التسامح المطلق تجاههم. سبب ذلك النجاح الكبير الذي حققه في انتخابات 1989 البرلمانية مرشحون مستقلون ينتمون إلى حزب النهضة الإسلاموي غير المعترف به من قبل الدولة. أفرز ذلك موجات من القمع ما زالت قائمة حتى هذا اليوم. هذا ولا يوجد في تونس أي حزب إسلاموي معترف به من الدولة كما أنه لا يسمح لذوي النزعات الإسلاموية بالقيام بنشاط سياسي ولا حتى بتنظيم صفوفهم بهدف القيام بالأعمال الخيرية. لو اقتصر مقياس نجاح الاستراتيجيات المختلفة الصادرة عن تلك الدول تجاه الإسلامويين فقط على تحقيق الأهداف المرسومة من الدولة لا سيما الهدف المتعلق بإضعاف الإسلامويين لاتضح لنا بأن سياسة القمع التي تنتهجها الحكومة التونسية في هذا السياق هي الاستراتيجية الأكثر نجاحا. ففي تونس لا يوجد للإسلامويين على الصعيد العلني العام أي وجود على الإطلاق، كما أنه يصعب عليهم إعادة تنظيم صفوفهم في ظل مناخ الحظر المفروض عليهم. أما في المغرب فقد أفلح الناشطون الإسلامويون في تكريس المزيد من المكاسب. وربما كان بوسع حزب العدالة والتنمية أن يحقق نجاحا باهرا في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في عام 2007. بالنسبة للإسلامويين الجزائريين فهم يرزحون الآن تحت وطأة التجزئة مما أضعف بالتالي مركزهم السياسي مقارنة بأعوام قليلة مضت. لهذا فإنه حتى في حالة إجراء انتخابات نزيهة وحرة لن يكون بمقدور أحد هذه الأحزاب الإسلاموية القائمة في الجزائر إحراز النجاح. هذا وإن كان بوسعها أن تحقق نجاحا فائقا فيما لو دخلت الانتخابات لا كأحزاب متفرقة بل كجبهة موحدة.

النموذج التونسي يعيق الديموقراطية

في حالة اعتمادنا لمقياس تفريقي لتقييم نجاح سواء الاستراتيجيات القائمة على إشراك الإسلامويين بالعملية السياسية أو تلك المبنية على القمع ولو طرحنا بعد ذلك السؤال على كيفية انعكاس كافة هذه الاستراتيجيات على الطاقات الإصلاحية لكل من هذه الأنظمة السياسية على حدة وعلى النوايا التي يحملها الناشطون الإسلامويون في نفوسهم لتبين لنا بأن الصورة النابعة من ذلك ذات طابع معقد. في هذا السياق يتضح لنا أيضا الجانب الآخر السلبي لتجربة تونس « الناجحة »، ففي إطار مكافحة التيار الإسلاموي تحوّلت تونس في غضون السنوات الخمس عشرة الماضية من دولة قائمة مبدئيا على الديموقراطية إلى دولة أصبحت أكثر الأنظمة العربية استبدادا. إذ تزامن اضطهاد الدولة للإسلامويين مع مساس عام للحريات السياسية والحقوق المدنية شمل كل المواطنين التونسيين. فقد كاد المعارضون العلمانيون أيضا لا يملكون إمكانيات تذكر لتنظيم أنفسهم وأصبحوا دوريا عرضة للاعتقال ولحملات غوغائية موجهة ضدهم من قبل أجهزة الإعلام المسيّرة من الدولة. إذن فإن المثال التونسي يبرر الاستنتاج بكون حظر نشاط الإسلامويين يعيق التطور الديموقراطي نفسه، نظرا لكون مثل هذه السياسة تؤدي بالضرورة إلى نشوء هياكل استبدادية وتجميد ميكانيكية المنافسة السياسية. بالإضافة إلى ذلك فإن التجربة الجزائرية في بداية تسعينيات القرن الماضي تدل على أن أنماط الحظر الشبيهة بالوضع في تونس والتي يرافقها انفجار في الأوضاع الاجتماعية والسياسية تفرز مواجهات مبنية على العنف. نحو سياسة برغماتية على عكس الحال في تونس نجمت بصورة مزدوجة نتائج إيجابية عن إشراك الإسلامويين في الجزائر والمغرب في العملية السياسية. فمن خلال ذلك تغيرت أولا النوايا والأهداف التي تتبناها الأحزاب الإسلاموية في هذين البلدين. صحيح أن هذه الأحزاب ما زالت تنطلق في أعمالها بلاغيا من علوم الدين، لكن الأحزاب الإسلاموية المعترف بها من الدولة تتعامل على أرض الواقع على نحو لا يكاد يختلف عن الأحزاب الأخرى أي غير الإسلاموية. فهي تتصرف في الحياة السياسية اليومية في المقام الأول على قاعدة المعايير التي يحددها الصراع من أجل النفوذ السياسي. كما أنها أصبحت على استعداد للتنازل بصورة متزايدة عن بعض تصوراتها الاجتماعية والسياسية النابعة من القيم الدينية طالما كان ذلك في خدمة المصالح الوطنية أو في خدمة مصالحها الذاتية. من خلال مشاركة الإسلامويين بالعملية السياسية أصبح برلمانا المغرب والجزائر أشمل تمثيلا لتوجهات الشعب من السابق. يأتي بالإضافة إلى ذلك أن للأحزاب الإسلاموية مصلحة ذاتية حيال المنهج الديموقراطي تفوق الحال لدى غيرها من الأحزاب الأخرى لكونها تدرك بأنها قادرة على إحراز نتائج طيبة في الانتخابات طالما كانت نزيهة حرة. لهذا فقد بادرت حركة الإصلاح الوطني في طرح مشروع لإصلاح قوانين الانتخابات يهدف إلى تكريس مقدار أكبر من الشفافية. لعل جانبا من الإسلامويين ما زالوا يحبذون في السر خيار التعبئة الكاملة بهدف تحقيق الفوز المطلق للنهج الإسلاموي، هذا وإن أصبح النواب الإسلامويون يتحسسون على نحو متزايد ضرورة التعاطي مع الجماعات الأخرى القوية والمنطلقة من أرضية فكرية مغايرة لهم وباتوا على قناعة بأنه ليس بوسعهم إخضاع تلك الجماعات ببساطة لسيطرتهم. هذا التحول يتضح من خلال المحادثات التي يجريها المرء مع نواب إسلامويين. موقف محافظ من المسائل الاجتماعية الغريب في الأمر أن هناك تقاربا كبيرا في الرؤى إزاء أجندة الإصلاح السياسي بين الإسلامويين وبين أطراف خارجية مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومؤسسات بريتون وود فيما يتعلق بالمطالبة في ممارسة نهج حكومي نزيه وفي تكريس دولة القانون ومكافحة الرشوة وضمان الشفافية ومحاسبة المسؤولين. أما في القطاع السوسيولوجي فما زال الإسلامويون يتعاملون بروح بعيدة عن التقدم. ففي المغرب عمد حزب العدالة والتنمية على سبيل المثال إلى اعتماد قانون العائلة التقدمي الجديد في عام 2003 لسبب وحيد فقط هو أن اتخاذه لأي موقف آخر تجاه هذا القانون كان سيعني انتحاره السياسي وذلك على ضوء وقوع الاعتداءات في الدار البيضاء حينذاك. ينبغي علينا أن نلاحظ أيضا بأن حزب العدالة والتنمية يقترب في سياق التصورات الأخلاقية التي يدين بها من صلب القيم المحافظة للمجتمع أكثر من الحال لدى النخب المغربية ذات النزعة الغربية. بغض النظر عن كون الإسلامويين يشكلون مفتاحا للإصلاح أم لا فإن هذا في حد ذاته غير ذي أهمية بالنسبة للسؤال عما إذا كانت الضرورة تقتضي مشاركتهم في العملية السياسية. لكن هناك حقيقة ثابتة هي أن الإسلامويين يمثلون جزءا كبيرا هاما من مجتمعات بلادهم. لهذا فإن إبعادهم عن المشاركة في الحياة السياسية سيكون على المدى البعيد وخيم العواقب من الناحية السياسية، حيث سينجم عن ذلك جمود إصلاحي وما يترتب عليه من ظهور طاقات نزاعية لا سيما في حالة اندلاع الأزمات ذات الطابع الاقتصادي. بقلم إيزابيل فيرينفيلز ترجمة عارف حجاج صدر المقال في جريدة نويي تسورخر تسايتونغ إزابيل فيرينفيلز باحثة لدى مؤسسة العلم والسياسة في برلين. http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-639/_nr-11/i.html موقع القنطرة -ألمانيا بتاريخ 29.03.2006  


السبيل أونلاين مختصر التحرير والتنوير في التفسير – الحلقة الثانية

 

 
اختصره : د/ بشبر عبد العالي َوجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) انتقل من الاستدلال بخلق الناس إلى الاستدلال بأحوالهم وخص منها الحالة التي هي أقوَى أحوالهم المعروفة شبهاً بالموت الذي يعقبه البعث وهي حالة متكررة لا من العبرة؛ لأن تدبير نظام النوم وما يطرأ عليه من اليقظة أشبه بحال الموت وما يعقبه من البعث . وأوثر فعل { جعلنا } لأن النوم كيفية يناسبها فعل الجعل لا فعلُ الخلق المناسبُ للذوات كما تقدم في قوله : { ألم نجعل الأرض مهاداً } وكذلك قوله : { وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً } وإضافة نوم إلى ضمير المخاطبين ليست لإخراج نوم غير الإنسان فإن نوم الحيوان كلِّه سبات ، ولكن الإضافة لزيادة التنبيه للاستدلال ، أي أن دليل البعث قائم بَيِّن في النوم الذي هو من أحوالكم ، وأيضاً لأن في وصفه بسُبات امتناناً ، والامتنان خاص بهم كما قال تعالى : { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه } [ يونس : 67 ] . والسُّبَات : بضم السين وتخفيف الباء اسم مصدر بمعنى السَبْتِ ، أي القطع ، أي جعلناه لكم قطعاً لعمل الجسد إذ لا بد للبدن منه ، والمعنى : وجعلنا نومكم راحة. وإنما أوثر لفظ ( سُبات ) لما فيه من الإشعار بالقطع عن العمل ليقابله قوله بعده { وجعلنا النهار معاشاً }. وفي هذا امتنان على الناس بخلق نظام النوم فيهم لتحصل لهم راحة من أتعاب العمل الذي يَكدحُون له في نهارهم فالله تعالى جعل النوم حاصلاً للإنسان بدون اختياره ، فالنوم يلجئ الإِنسان إلى قطع العمل لتحصل راحة لمجموعه العصبي الذي رُكنه في الدماغ ، فبتلك الراحة يستجدّ العصب قواه التي أوهنها عمل الحواس وحركات الأعضاء وأعمالها ، بحيث لو تعلقت رغبة أحد بالسهر لا بد له من أن يغلبه النوم وذلك لطف بالإِنسان بحيث يحصل له ما به منفعة مداركه قسْراً عليه لئلا يتهاون به. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) تذكر حالة الليل سريع الخطور بالأذهان عند ذكر حالة النوم فكان ذكر النوم مناسبة للانتقال إلى الاستدلال بحالة الليل وما فيه من المنة لأن كون الليل لباساً حالة مهيئة لتكيف النوم ومُعينة على هنائه والانتفاع به لأن الليل ظلمة عارضة في الجو وبتلك الظلمة تحتجب المرئيات عن الأبصار فيعسر المشي والعمل والشغل وينحط النشاط فتتهيأ الأعصاب للخمول ثم يغشاها النوم فيحصل السبات بهذه المقدمات العجيبة ، فلا جرم كان نظام الليل آية على انفراد الله تعالى بالخلق وبديع تقديره وكان دليلاً على أن إعادة الأجسام بعد الفناء غير متعذرة عليه تعالى فلو تأمل المنكرون فيها لعلموا أن الله قادر على البعث.وَلَمَا كذبوا خَبَر الرسول صلى الله عليه وسلم به ، وفي ذلك امتنان عليهم بهذا النظام الذي فيه اللطف بهم وراحة حياتهم لو قدَروه حق قدره لشكروا وما أشركوا. وجعل الليل لباسا يجوز أن يكون المراد ما يلبسه الإِنسان من الثياب فيكون وصف الليل به على تقدير كاف التشبيه، أي جعلنا الليل للإِنسان كاللباس له، فيكون وجه الشبه هو التغشية . وتحته ثلاثة معانٍ : أحدها : أن الليل ساتر للإِنسان كما يستره اللباس . الثاني : أنه المشابهة في الرفق باللاَّبس والملاءمة لراحته ، فلما كان الليل راحة للإِنسان وكان محيطاً بجميع حواسه وأعصابه شُبه باللباس في ذلك. الثالث : أن وجه شبه باللباس هو الوقاية ، فاللَّيل يقي الإِنسان من الأخطار والاعتداء عليه. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) لما ذكر خلق نظام الليل قوبل بذكر خلق نظام النهار ، فالنهار : الزمان الذي يكون فيه ضوء الشمس منتشراً على جزء كبير من الكُرة الأرضية . وفيه عبرة بدقة الصنع وإحكامه إذ جُعل نظامان مختلفان منشؤهما سطوع نور الشمس واحتجابُه فوق الأرض ، وهما نعمتان للبشر مختلفتان في الأسباب والآثار؛ فنعمة الليل راجعة إلى الراحة والهدوء ، ونعمة النهار راجعة إلى العمل والسعي ، لأن النهار يعقب الليل فيكون الإِنسان قد استجدَّ راحته واستعاد نشاطه ويتمكن من مختلف الأعمال بسبب إِبصار الشخوص والطرق . ولما كان معظم العمل في النهار لأجل المعاش أخبر عن النهار بأنه معاش. والمعاش: مصدر عاش إذا حيي ، فالمعاش : الحياة ويطلق اسماً لما به عَيش الإِنسان من طعام وشراب على غير قياس . والمعنيان صالحان للآية إذ يكون المعنى : وجعلنا النهار حياة لكم ، شبهت اليقظة فيه بالحياة ، أو يكون المعنى وجعلنا النهار معيشة لكم ، والإِخبار عنه بأنه معيشة مجاز أيضاً بعلاقة السببية لأن النهار سبب للعمل الذي هو سبب لحصول المعيشة وذلك يقابل جعل الليل سباتاً بمعنى الانقطاع عن العمل ، قال تعالى : { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله } [ القصص : 73 ] . وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) ناسب بعد ذكر الليل والنهار وهما من مظاهر الأفق المسمى سماء أن يُتبع ذلك وما سبقه من خلق العالم السفلي بذكر خلق العوالم العلوية . والبناء : جعل الجاعل أو صُنع الصانع بيتاً أو قصراً من حجارة وطين أو من أثواب ، أو من أدَممٍ على وجه الأرض ، وهو مصدر بنى . والبناء يستلزم الإعلاء على الأرض فليس الحفر بناء ولا نقر الصخور في الجبال بناء . واستعير فعل { بنيْنا } في هذه الآية لمعنى : خلقنا ما هو عَالٍ فوق الناس ، لأن تكوينه عالياً يشبه البناء ولذلك كان قوله : { فوقكم } إيماء إلى وجه الشبه في إطلاق فعل { بنينا } والمراد بالسبع الشداد : السماوات ، فهو من ذكر الصفة وحذف الموصوف للعلم به كقوله تعالى : { حملناكم في الجارية } [ الحاقة : 11 ] ، ولذلك جاء الوصف باسم العدد المؤنث إذ التقدير : سبعَ سماوات . فيجوز أن يراد بالسبع الكواكب السبعة المشهورة بين الناس يومئذ وهي : زُحل ، والمشتري ، والمريخ ، والشمس ، والزُّهْرةُ ، وعطارد ، والقَمرُ . وهذا المحمل هو الأظهر لأن العبرة بها أظهر لأن المخاطبين لا يرون السماوات السبع ويرون هذه السيارات ويعهدونها دون غيرها من السيارات التي اكتشفها علماء الفلك من بعد . لأن الله يقرِّب للناس المعاني بقدر أفهامهم رحمة بهم . ويجوز أن يراد بالسماوات السبع طبقات علوية يعلمها الله تعالى وقد اقتنع الناس منذ القدم بأنها سبع سماوات . وشِداد : جمع شديدة ، وهي الموصوفة بالشدة ، والشدة : القوة . والمعنى : أنها متينة الخَلق قوية الأجرام لا يختل أمرها ولا تنقص على مرّ الأزمان . وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) ذِكرُ السماوات يناسبه ذكر أعظم ما يشاهده الناس في فضائها وهي الشمس ، ففي ذلك عبرة بخلقها، وعبرة في كونها على تلك الصفة، ومنّة على الناس باستفادتهم من نورها فوائد جمة . والسراج : حقيقته المصباح الذي يستضاء به. والكلامُ على التشبيهِ البليغ والغرض من التشبيه تقريب صفة المشبّه إلى الأذهان. وزيد ذلك التقريب بوصف السراج بالوهّاج ، أي الشديد الاضطرام . والوهاج : أصله الشديد الوَهج ( بفتح الواو وفتح الهاء ، ويقال : بفتح الواو وسكون الهاء ) وهو الاتقاد يقَال : وَهَجَت النار إذا اضطرمت اضطراماً شديداً . ويطلق الوهاج على المتلألىء المضيء . قال الراغب : الوَهجُ حصول الضوء والحرِّ من النار . وفي «الأساس» عَدَّ قولَهم : سراج وهاج في قسم الحقيقة . وعليه جرى قوله في «الكشاف» : «متلألئاً وقَّاداً . وتوهجت النار ، إذ تلمظت فتوهجت بضوئها وحرّها» فإذن يكون التعبير عن الشمس بالسراج في هذه الآية هو مَوقع التشبيه . ولذلك أوثر فعل : { جعلنا } دون : خلقنا ، لأن كونها سراجاً وهّاجاً حالة من أحوالها وإنما يعلق فعل الخلق بالذوات . فالمعنى : وجعلنا لكم سراجاً وهّاجاً أو وجعلنا في السبع الشداد سراجاً وهّاجاً على نحو قوله تعالى : { ألم تروا كيف خلق اللَّه سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً } [ نوح : 15 ، 16 ] وقوله : { تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً } [ الفرقان : 61 ] وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا(14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) استدلال بحالة أخرى من الأحوال التي أودعها الله تعالى في نظام الموجودات وجعلها منشأً شبَيهاً بحياة بعد موت. وتلك حالة إنزال ماء المطر من الأسحبة على الأرض فتنبت الأرض به سنابل حبّ وشجراً، وكلأً ، وتلك كلها فيها حياة قريبة من حياة الإِنسان والحيوان وهي حياة النمَاء فيكون ذلك دليلاً للناس على تصور حالة البعث بعد الموت بدليل من التقريب الدال على إمكانه حتى تضمحل من نفوس المكابرين شُبَهُ إحالة البعث . وهذا الذي أشير إليه هنا قد صرح به في مواضع من القرآن كقوله تعالى : { ونزَّلنا من السماء ماء مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج } [ ق : 9 11 ] ففي الآية استدلالان : استدلال بإنزال الماء من السحاب ، واستدلال بالإِنبات ، وفي هذا أيضاً منّة على المُعْرضِين عن النظر في دلائل صنع الله التي هي دواع لشكر المنعم بها لما فيها من منافع للناس من رزقهم ورزق أنعامهم ، ومن تنعمهم وجمال مَراعيهم. ومناسبة الانتقال من ذكر السماوات إلى ذكر السحاب والمطر قوية كما لا يخفى. والمعصرات : بضم الميم وكسر الصاد السحابات التي تحمل ماء المطر واحدتها مُعصرةِ اسم فاعل من : أعْصَرَتْ السحابةُ ، إذا آن لها أن تَعْصِر ، أي تُنزل إنزالاً شبيهاً بالعَصْر . فهمزة ( أعصر ) تفيد معنى الحينونة وتسمَّى همزة التهيئة كما في قولهم : أجَزَّ الزرعُ ، إذا حان له أن يُجزّ وأُحصد إذا حان وقت حصاده . والثّجاج : المُنْصَبُّ بقوة وهو فَعَّال من ثَجّ إذا انصب ، يقال : ثجّ الماءُ ، إذا انصبّ بقوة ، فهو فِعل قاصر . وقد يسند الثجُّ إلى السحاب ، يقال : ثج السحاب يَثُجّ بضم الثاء ، إذا صَبَّ الماءَ ، فهو حينئذ فعل متعدّ . ووصف الماء هنا بالثّجاج للامتنان . وحكمة إنزال المطر من السحاب بأن الله جعله لإنبات النبات من الأرض جمعاً بين الامتنان والإِيماء إلى دليل تقريب البعث ليحصل إقرارهم بالبعث وشكر الصّانع . وجيء بفعل { لنخرج } دون نحو : لننبت ، لأن المقصود الإيماء إلى تصوير كيفية بعث الناس من الأرض إذ ذلك المقصد الأول من هذا الكلام والحَب: اسم جمع حبّة وهي البزرة . والمراد بالحب هنا : الحب المقتات للناس مثل: الحنطة ، والشعير ، والسُّلت ، والذُّرة ، والأرزُّ ، والقُطنية ، وهي الحبوب التي هي ثمرة السنابل ونحوها . والنّبات أصله اسم مصدر نبت الزرع ، وأطلق النبات على النابت من إطلاق المصدر على الفاعل وأصله المبالغة ثم شاع استعماله فنسيت المبالغة. والمراد به هنا : النبات الذي لا يؤكل حبه بل الذي ينتفع بذاته وهو ما تأكله الأنعام والدواب مثل التبن والقُرط والفصة والحشيش وغير ذلك . والجنات جمع جَنة وهي القطعة من الأرض المغروسة نخلاً ، أو نخلاً وكرْماً ، أو بجميع الشجر المثمر مثل التين والرمان كما جاء في مواضعَ من القرآن ، وهي استعمالات مختلفة باختلاف المنابت . ووجه إيثار لفظ { جنات } أن فيه إيماء إلى إتمام المنة لأنهم كانوا يحبون الجنات والحدائق لما فيها من التنعم بالظِّلال والثمار والمياه وجمال المنظر ، ولذلك أتبعت بوصف { ألفافاً } لأنه يزيدها حسناً ، وإن كان علماء الفلاحة يفضلون التباعد بين الأشجار لأن ذلك أوفر لكمية الثمار لأن تباعدها يوفر لها تخلل الهواء وشعاع الشمس ، لكن مساق الآية هنا الامتنان بما فيه نعيم الناس . وبهذا الاستدلال والامتنان ختمت الأدلة التي أقيمت لهم على انفراد الله تعالى بالإلهية وتضمنت الإِيماء إلى إمكان البعث وما أدمج فيها من المنن عليهم عساهم أن يذكروا النعمة فيشعروا بواجب شكر المنعم ويصرفوا عقولهم للنظر في دلائل التصديق بذلك . وقد ابتدئت هذه الدلائل بدلائل خلق الأرض وحالتها وجالت بهم الذكرى على أهم ما على الأرض من الجماد والحيوان ، ثم ما في الأفق من أعراض الليل والنهار . ثم تصاعد بهم التجوال بالنظر في خلق السماوات وبخاصة الشمس ثم نُزل بهم إلى دلائل السحاب والمطر فنزلوا معه إلى ما يخرج من الأرض من بدائع الصنائع ومنتهى المنافع فإذا هم ينظرون من حيث صَدروا وذلك من رد العجز على الصدر . إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) هذا بيان لما أجمله قوله : { عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون } وهو المقصود من سياق الفاتحة التي افتتحت بها السورة، وهو استئناف بياني أعقب به قوله : { لنخرج به حباً ونباتاً } الآية فيما قصد به من الإِيماء إلى دليل البعث . وأكد الكلام بحرف التأكيد{ إِنَّ } لأن فيه إبطالاً لإِنكار المشركين وتكذيبهم بيوم الفصل . ويومُ الفصل : يوم البعث للجزاء . والفصل : التمييز بين الأشياء المختلطة ، وشاع إطلاقه على التمييز بين المعاني المتشابهة والملتبسة فلذلك أطلق على الحكم ، وقد يضاف إليه فيقال : فصل القضاء ، لأن القضاء يميز الحق من الظلم . فالجزاء على الأعمال فصل بين الناس بعضهم من بعض. وأوثر التعبير عنه بيوم الفصل لإِثبات شيئين : أحدهما : ظهور ما جحدوه من البعث والجزاء وذلك فصل بين الصدق والكذب. وثانيهما : القضاء بين الناس فيما اختلفوا فيه ، وما اعتدى به بعضهم على بعض. وإقحام فعل {كان} لإِفادة أن توقيته متأصل في علم الله لِما اقتضته حكمته تعالى التي هو أعلم بها وأن استعجالهم به لا يقدّمه على ميقاته . والميقات : مفعال مشتق من الوقت ، والوقت : الزمان المحدَّد في عمل ما ، ولذلك لا يستعمل لفظ وقت إلا مقيداً بإضافة أو نحوها نحو وقت الصلاة . فالميقات جاء على زنة اسم الآله وأريد به نفس الوقت المحدد به شيء مثل مِيعاد ومِيلاد ، في الخروج عن كونه اسم آلة إلى جعله اسماً لنفس ما اشتق منه . والسياق دل على متعلق ميقات ، أي كان ميقاتاً للبعث والجزاء .فكونه{ ميقاتاً } كناية تلويحية عن تحقيق وقوعه إذ التوقيت لا يكون إلا بزمن محقق الوقوع ولو تأخر وأبطأ . وهذا رد لسؤالهم تعجيله وعن سبب تأخيره ، سؤالاً يريدون منه الاستهزاء بخبره .والمعنى : أن ليس تأخر وقوعه دَالاَّ على انتفاء حصوله . والمعنى أيضا : ليس تكذيبكم به مما يحملنا على تغيير موعده وفي هذا إنذار لهم بأنه لا يُدرَى لعله يحصل قريباً قال تعالى: { قل عسى أن يَكون قريباً } [ الإسراء : 51 ] . و { يوم ينفخ في الصور } بدل من { يوم الفصل }. وفائدة هذا البدل حصول التفصيل لبعض أحوال الفصل وبعض أهوال يوم الفصل . والصُّور : البوق ، وهو قرنُ ثَور فارغ الوسط مضيق بعض فراغه ويتخذ من الخشب أو من النحاس ، يَنفخ فيه النافخ فيخرج منه الصوت قوياً لنداء الناس إلى الاجتماع ، وأكثر ما ينادى به الجيش والجموع المنتشرة لتجتمع إلى عمل يريده الآمر بالنفخ . وبُني { ينفخ } إلى النائب لعدم تعلق الغرض بمعرفة النافخ وإنما الغرض معرفة هذا الحادث العظيم وصورة حصوله . والنفخ في الصور نفخٌ يحصل به الإِحياء لا تُعلم صفته فإن أحوال الآخرة ليست على أحوال الدنيا ، فيكون النفخ هذا معبَّراً به عن أمر التكوين الخاص وهو تكوين الأجساد بعد بلاها وبَثّ أرواحها في بقاياها . وقد ورد في الآثار أن المَلك الموكّل بهذا النفخ هو إسرافيل، وعطف { تأتون } بالفاء لإفادة تعقيب النفخ بمجيئهم إلى الحساب . والإِتيان : الحضور بالمكان الذي يمْشي إليه الماشي فالإِتيان هو الحضور . وحذف ما يحصل بين النفخ في الصور وبين حضورهم لزيادة الإِيذان بسرعة حصول الإِتيان حتّى كأنه يحصل عند النفخ في الصور وإن كان المعنى : ينفخ في الصور فتحيَوْن فتسيرون فتأتون . و { أفواجاً } حال من ضمير { تأتون }، والأفواج: جمع فوج بفتح الفاء وسكون الواو، والفوج : الجماعة المتصاحبة من أناس مقسَّمين باختلاف الأغراض ، فتكون الأمم أفواجاً ، ويكون الصالحون وغيرهم أفواجاً، والمعنى : فتأتون مقسَّمين طوائف وجماعات ، وهذا التقسيم بحسب الأحوال كالمؤمنين والكافرين وكل أولئك أقسام ومراتب … (يتبع) المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 9 ماي 2008  


السبيل أونلاين الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء السادس

 

 

كتبه : د. بشير عبد العالي الموازنة بين الحريات الشخصية والمصلحة العامة في المجال الاقتصادي : أهم موضوع دار حوله الجدل في المجال الاقتصادي مما له علاقة مباشرة بالحرية الشخصية و المصلحة العامة ، وانقسم العالم بسبب تفاوت وجهات النظر فيه إلى معسكرين كبيرين ذلكم هو موضوع الملكية . والإسلام ينطلق في شأن الملكية من أن الملك كله لله ، وأن الإنسان مستخلف في ذلك قال تعالى : (وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) (1 ) وينبني على هذا أن تصرف الإنسان في ملكه ليس مطلقا بل هو مقيد بألاّ يتجاوز فيه ما أباح الله ، وألا يستعمله في ما يضر الآخرين يقول الرازي في تفسير آية الحديد ( الأموال التي في أيديكم إنما هي أموال الله بخلقه وإنشائه لها ، ثم إنه تعالى جعلها تحت يد المكلف ، وتحت تصرفه لينتفع بها على وفق إذن الشرع، فالمكلف في تصرفه في هذه الأموال بمنزلة الوكيل والنائب والخليفة) (2 ) وتحقيقا للموازنة بين الحرية الشخصية في الملكية والمصلحة العامة تقررت في الشريعة الإسلامية المبادئ التالية : المبدأ الأول : إتاحة الفرصة لأن يختص المالك الواحد أو المتعدد بما يملك وأن ينتفع به كما شاء، في حدود المشروع . المبدأ الثاني : لا ينازع مالك في ملكه، إلا لحق تقره الشريعة ، أو لمصلحة عامة . المبدأ الثالث : صاحب الملك حر التصرف فيما يملك ، لكن شرط ألا يضر بغيره ، ولا يتعدى ما أحلته الشريعة ، ولا يمنع حق الله فيه (3 ) فملكية الإنسان ثمرة لاستخلافه ، فليس التصرف في العين إلا وفق إرادة مالكها ، فإذا أساء التصرف انتزعت منه (4 ) من هنا اختلف النموذج الإسلامي عن النماذج السائدة في الغرب ، سواء كانت اشتراكية تستهدف تجريد الأفراد من الثروة واحتجازها في يد الدولة ، أو رأسمالية تتجه إلى احتجاز الثروة في يد القلة . على حين يتجه النموذج الإسلامي إلى توزيع الثروة على أكبر عدد ممكن ، على نحو يغدو الجميع مالكين ،وبالتالي مشاركين في السلطة ، مما يجعل لحريتهم وقيامهم بواجب الرقابة على السلطة وعلى المجتمع أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر سندا قويا (5 ) ولما كانت ملكية المال هي محور النشاط الاقتصادي في كل أمة كان طبيعيا أن تمتد تعاليم الإسلام إلى تنظيم المال بتنظيم وسائل كسبه وتنميته وإنفاقه . وفي سبيل ذلك تقررت جملة من المبادئ منها: -المبدأ الأول : أن المال مال الله ومنّة منه، سخّره للإنسان لمنفعته، والإنسان مستخلف فيه، فيتقيد تصرفه بتعاليم المستخلف . -المبدأ الثاني: تجريد الأموال من الامتيازات المعنوية التي اقترنت بوجودها في مختلف الأنظمة الاقتصادية(وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) (6 ) المبدأ الثالث: محاربة الغائية المالية، أي أن المال ليس غاية في ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق مصالح الدنيا والآخرة (7 ). وفي سبيل الموازنة بين المصلحة الشخصية والمصلحة العامة سعت الشريعة الإسلامية إلى حفظ المال بوصفه مال للأمة وبوصفه مال للأفراد. أما بالوصف الأول (وهو كونه مال للأمة) فإنه لما كان مجموعيا فإن حصول حفظه يكون بضبط أساليب إدارة المال العام، دون غض النظر عن مال الأفراد إذ حفظ المال الخاص يؤول إلى حفظ مال الأمة، لأن منفعة المال الخاص عائدة إلى المنفعة العامة، ول المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 9 ماي 2008

 
على خطى برهان وسمير وآخرين
 
درج السيد خليل الرقيق من أشهر على كتابة « عامود » في جريدة الصحافة اليومية الحكومية للتهليل والتمجيد للرؤى الحكيمة والخطى السديدة والمكاسب المجيدة… وللتذكير فهو أحد قيادات الاتحاد العام لطلبة تونس سابقا تم انتدابه فيما بعد في حزبي موالاة ثم خرج ليحترف ما سلكه من قبله سمير العبيدي، الأمين العام السابق للمنظمة الطلابية المذكورة ثم برهان بسيس و »الصحفي » الهاشمي نويرة والقاضي محرز الهمامي (شهر بوقا) والمحامي محمد الهادفي وفلان لاحقا… وغيرهم من المتساقطين والقائمة لا حصر لها.
 
انتظروا قريبا السيد خليل على الفضائيات.
 
وهذا نص العامود الجديد المنشوريوم 7 ماي الجاري في صحيفة « الصحافة » الحكومية:
 
خليل الرقيق: اليسار الفرنكو ـ إشتراكي أو حكاية تيّار فقد عقله
بقلم : خليل الرقيق
 
لم يكن من باب الصدفة أن يعيش اليسار الفرنسي خيبات انتخابية من الوزن الثقيل،وأن ينخرط في مسار عدائي لكلّ ما يمثّل الدولة الوطنية في بلدان لا يزال الحزب الاشتراكي الفرنسي يتعامل معها وفق وصائيّة المستعمر القديم.
 
قد يعود الأمر الى انحسار بريق اليسار على نطاق عالمي نتيجة تحوّلات متسارعة تجاوزتزمنيّا كلّ مقولات المركزية والشمولية، لكنالأمر ليس فقط كذلك لأنّ أكثر من تيّار قد راجع أساليبه وعقلن تمشيّاته التنظيميّة.
 
قد يعود الأمر الى فراغ الخطاب لدى أكثر من جهة يسارية عربيّة أو أوروبية من ناحية الوضوح المستقبلي والاستراتيجياالواقعيّة الدقيقة.
 
وقد يكون… المهمّ أنّ ما يحصل اليوم من اتفاق معلن بيناليسار الفرنسي الفاقد للسطوة التقليدية وبينفئة من اليسار التونسي المعدّل ظلاميّا قد تجاوز كلّ حدود المعقول والمنطقيّ.
 
ما المشكل في أن يحترم الرئيس الفرنسي ساركوزي إرادة الشعب التونسي وقيادته السياسية؟.
 
ما المشكل في أن يقول ساركوزي ما قاله العالم حول نجاحات المنوال التنموي التونسي وصواب الخياراتالسياسية المضادة للتطرّف والداعمةللديمقراطية؟.
 
المشكل حقيقة، هو هذا الشعور بالاحباط وخيبة الأمل من زعماء منظمات «انسانية» تناسوا عمدا أنّهم في الاصل تونسيّون…
 
المشكل هو هذا التماهي المريب حقّا بين بيانات حزب فرنسيمفعم بالحنين الاستعماري وبلاغات كتليسراويّة أفقدها التحالف مع اليمين الديني صوابها، وأدخلتها الذاتويّة الانتهازية في مواجهة مع المكاسب السياسية والاجتماعية والتقدّمية لبلادها…
 
أن يعلن ساركوزي أنّه «لا يعطي دروسا» يعني أنّ الرجل يحترم سيادة الدول وحرمتها بمثل ما يحترم سيادة دولته وحرمتها.
 
وإذا كان كلامه قد أصاب السيد «فلان» والسيدة «فلانة» بالإحباط فتلك ليست مشكلة تونس ولا فرنسا.
اذا كان كلامه وهو الذي كسب الانتخابات الفرنسية علىأنقاض يسار لم يجدد نفسه لم يعجبالبعض فتلك ليست مشكلة تونس ولا فرنسا.
 
إنّها مشكلة تدنّ لمستوى الفهم السياسي وإصرار على توظيف آليات قديمة أصابت العقل «اليساري»بالعطالة وهو الذي صارت وجوهمنه في تونس وفي المنطقة العربية عرّابا للقوى السلفية
ومشاريعها المضادّة للمعرفة والتقدّم والديمقراطية.
 
آليات قديمة، قد تكون ذاتها التي حكمت على اليسار الاشتراكي الفرنسي بالضمور والضعف.
آليات لم تعد تنطلي على شعب تونسي يرفض التفريط في ذاتيته الوطنية المستقلّة، ولا على نخبة تونسية تمثّلتبعمق قيم الديمقراطية التي تنامت بتدرّج وثباتداخل فضائها الخصوصي.
 
لم يشكر ساركوزي تونس من باب المجاملة البروتوكوليّة، بل تكلّم من واقع معاينة دقيقة للمكاسب التونسية في عدّة مجالات،ويبدو أنّ ساركوزي وتيّاره الليبرالي قد وقفا على حقيقة غابت عن «الغريم الاشتراكي التقليدي»، حقيقة أنّ تونس نجحت بقيادة الرئيس بن علي فيكسب معركة التقدّم والرقي خارج كلّ درس منأيّ كان، لأنّها وحدها وهي الدولة الكاملة السيادة ـ رغم الحنين النوستالجي الإستعماري لبعض يسراويّيها ـ قد خاضتتجربة إصلاحية توصّلت على امتداد عقدين منالتغيير الى تحقيق مؤشرات واعدة.
 
في عالم قفزت فيه أسعار الطاقة والغذاء الى أعنف ارتفاعاتها، وتسارعت فيه حركةالسوق الى أقصى حدود التنافس، نجح الرئيس بن عليفي تأمين التوازن المعيشي للمواطن التونسي وعوّل على الموارد البشرية الوطنية لبناء منظومة استثمار ناجحة.
 
في ذات هذا العالم، استطاعت تونس أن تؤمّن مواطنيها وزائريها من أخطار العنف والتطرّفوبنت مقاربات اجتماعيّة وقائيّة تحاربالفقر بالتنمية المتضامنة والجهل بالتعليم العصري والتخلّف بالتكنولوجيا والثقافة الرقمية.
 
في ذات هذا العالم، نادى الرئيس بن علي باقتطاع دولار عن كلّ برميل نفط لفائدة صندوق التضامن العالمي لإنجاح مسارالتوازن الاجتماعي على نطاق دولي… في ذاتهذا العالم، قدّمت تونس نموذجا خصوصيا من التنمية السياسية حيث يتوازن المسار التعدّدي مع الحالة الوفاقيّة وحيثيتطوّر مستوى التنوّع السياسي والفكري فيإطار سلميّ يستوعب مختلف الآراء والمساهمات…
 
في ذات هذا العالم، تتطوّر تونس وتحصد الاعجاب فيمستويات القرار الدولي،ويتداعى آخرون الى ما قبل الحداثة… كلّ من اندسّ في منظمة حقوقيّة خدمة لأغراض سياسويّة… كلّ من استغلّ منابر حقوقيّة أوروبية أو غيرها لإعلانالحرب على اقتصاد بلاده… كلّ من انحدر تفكيرهمن الأمميّة الكونيّة الى مستوى «إمارة» ظلامية… كلّ من تجاهلت أنّ النضال النسوي في بلد حقوق المرأة لا يكون عبراستعداء الجهات الأجنبيّة على بلادها… كلّهؤلاء تداعوا الى سقف منخفض من الإثارة السياسية…
 
فهل يستطيع الديمقراطيون المترفّعون عن هذه المهزلة الحقوقيةأن يعيدوا الصّواب الى أفراد تحرّكوا خارج المرجعيّة الطوعيّة للنضال الحقوقي؟ خاصة وأنّ حقوق الإنسان لا توجد بالضرورة في مقرّات أحزاب «الإستعمار القديم».
 
(المصدر: موقع الحوار.نت نقلا عن صحيفة « الصحافة » (يومية حكومية – تونس) الصادرة يوم 7 ماي 2008)
 
(التعليق من الحوار.نت: من مراسلة من تونس)

حزب التحرير يتبرأ رسميا من القاعدة

 
نشر حزب التحرير من بنغلاديش بيانا صحفيا بتاريخ 24.04.2008 ذكر فيه أنه أصدر مذكرة قانونية ضد رئيس تحرير صحيفة « دايلي شاموكال » بعد أن رفضت الصحيفة نشر رد للحزب على مقال نشرته تحت عنوان « ارتباط حزب التحرير بالقاعدة ». وجاء في البيان الصحفي ما يلي : وقد ذكر المحامي (عبد الله الفاروق) وبكل وضوح في المذكرة : أن الذي ورد في المقال محض افتراء وعارٍ عن الصحة، وهو تحريض سياسي ضد الحزب. حيث انه لا يوجد أي علاقة تربط الحزب بتنظيم القاعدة، ولم يكن له يوما علاقة بالتنظيم، ولا يوجد سبب عند حزب التحرير للارتباط بالتنظيم. وان السبب الحقيقي الذي دفع الصحيفة لنشر هذا المقال هو تشويه صورة الإسلام والمسلمين والعاملين المخلصين للإسلام ممن يعملون بالطريقة السياسية والسلمية. الجملة الأخيرة في البيان توضح على حد تعبيره أن المقال شوه الإسلام والمسلمين لما ربط بين حزب التحرير وتنظيم القاعدة، وأنه شوه حزب التحرير « العاملين المخلصين للإسلام ممن يعملون بالطريقة السياسية والسلمية » لما تحدث كاتب المقال عن علاقة بين الحزب والقاعدة. فلسائل أن يتساءل كيف يبين نفس هذا الحزب الحكم الشرعي على لسان ناطقه في أندونيسيا بتاريخ 20.02.2008 فيمن يشتم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل إذا طبق واحد من المسلمين هاته الفتوى التي أصدرها سيتبرء منه أيضا؟ وأيضا كيف يستنكر في بقاع أخرى من الأرض تراجع حركة حماس،بغض النظر عن مصداقيتها، عن العمليات المسلحة التي تقوم بها ضد دولة اليهود بين الفترة والأخرى وكيف أصبح الحزب يدغدغ مشاعر أبناء حركة حماس بجمل رنانة تدعوهم لمواصلة العمل المسلح في نفس الفترة التي كانت الحركة تدعو إلى غير ذلك في حين أن حزب يحرم هذا النوع من الأعمال على من ينتسبون إليه بل ويطلق عليها تعاريف مختلفة كالعنف والعمل المادي المخالف للطريقة خاصة عندما يكون خطابه موجها إلى غير المسلمين مثل البيانات التي يصدرها من أوروبا أحيانا.أما إذا كان الخطاب موجها للمسلمين فتتغير المصطلحات ولكنها لا تتعدى في أغلب الأحيان دعوتهم لنصرته عامة وإلى الجيش في بلاد المسلمين خاصة للخروج على الأنظمة القائمة ونصرته اقتداء منهم بطلب الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم النصرة في مكة وحصوله عليها من أهل المدينة المنورة. فهل يملك حزب التحرير لسانا واحدا أم أكثر يحرك أيا شاء منهم على حسب الظروف، أم أنه فعلا كما يقول يسير على خط مستقيم نحو الهدف لا يحيد عنه أبدا مهما كانت الظروف ومهما كانت الأسباب. الكاتب محمد بن علي 07.05.2008   (المصدر: مراسلة اليكترونية بتاريخ 8 ماي 2008)


 
 

تعديل المادة 301 من قانون العقوبات التركي: تعديل جذري أم ذر للرماد في العيون؟

 
في وقت تصبو فيه أنقرة للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي ينظر إلى التعديلات على القانون العقابي المتعلق بــ »إهانة القومية التركية » على أنها مؤشر على ديناميكية عملية الإصلاح الديموقراطي. ولكن هل هذه التعديلات حقيقية وبالتالي من شأنها أن تكفل حرية الرأي والتعبير والتعددية؟. غونتر زويفرت من اسطنبول في قراءة لهذه الإصلاحات وجديتها إردوغان في خطاب له أمام البرلمان التركي، الصورة: أ.ب ما أشدّ هذا التواضع الذي صار الاتحاد الأوروبي يتعامل من خلاله مع تركيا! هذا الانطباع يتبادر لدى من يتأثَّر بردود الأفعال الأوروبية الأولى على تعديل المادة رقم 301 الخاصة بحرية التعبير عن الرأي والمعروفة بسمعتها السيئة – والتي وجب تعديلها منذ زمن طويل. كما أعلنت مفوّضية الاتحاد الأوروبي عن « ارتياحها » للإصلاحات في تركيا، وعلاوة على ذلك أنَّ رئاسة المجلس الأوروبي تعتقد أنَّها تلاحظ أن تركيا تخطو « خطوة بنَّاءة » وفي برلين يرى الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، أندرياس بيشكه أنَّ هذا الإصلاح يشكِّل « تعزيزًا للحقوق الأساسية ». من « القومية التركية » إلى « الأمة التركية » منذ هذا التعديل لم يعد القانون التركي يعاقب على « التقليل من شأن القومية التركية »، بل فقط على « التقليل من شأن الأمة التركية »، لكن يبدو أنَّه لا يوجد ما يشير إلى أنَّ القضاء التركي، الذي كان يتابع حتى الآن الإجراءات الجزائية بحماس، سيتراجع الآن عن حماسته. ومن حسن الحظ أنَّ مرتكبي « جرائم الرأي » يمكن أن يحاكموا الآن بالسجن لمدة تصل لعامين بدلاً من ثلاثة أعوام مثلما كانت عليه الحال حتى ذلك، وأنَّ هذا الحكم يمكن أن يوقف تنفيذه. والآن يتم الترويج لتعديل المادة رقم 301 على أنَّه يعتبر خطوة كبيرة – إذ صار لا بدّ من الحصول على إذن من وزير العدل من أجل رفع دعاوى جديدة ضمن سياق هذه المادة. فهل يكفي هذا من أجل الشعور بالنشوة والغبطة في أوروبا؟ لا يزال هناك 527 قضية مرفوعة بناءً على المادة رقم 301، أي بسبب « التقليل من شأن القومية التركية »، كما تمت محاكمة 745 شخصًا بالاستناد إلى هذه المادة التي تكبت الحريات. وبالاستناد إلى هذه المادة تم جر الكاتب التركي الحاصل على جائزة نوبل للآداب، أورهان باموك إلى المحكمة ليفضِّل بعد ذلك مغادرة البلاد. وبواسطة المادة رقم 301 تم تصوير الصحفي الأرمني هرانت دينك بصورة عدو تركيا وفيما بعد تم اغتياله غدرًا. المزيد من حرية الرأي في تركيا؟ من الممكن الآن ببساطة إيقاف مثل هذه القضايا البارزة بالاستناد إلى القانون الجديد، وذلك من خلال منع وزير العدل رفع الدعاوى، بيد أنَّ هذا الإجراء لا يساعد مئات الضحايا من الأشخاص غير البارزين في المجتمع المدني في إسطنبول ومنطقة الأناضول النائية وفي المناطق التي تقطنها أكثرية كردية. غير أنَّ المنطق يقضي بأنَّ الحصول على « إذن من وزير العدل » يعني أنَّ رفع الدعاوى حسب المادة 301 لا يتم في حالة ولكنه يتم في حالة أخرى. ويتعلَّق هذا الإجراء بالعفو والرحمة، بيد أنَّه لا يمت إلى الضمانات القانونية وإلى زيادة حرية الرأي بأي صلة. أورهان باموك، الصورة: د.ب.ا لقد قال أورهان باموك إنَّ مليون شخص أرمني وثلاثمائة ألف كردي قتلوا في تركيا ولهذا السبب رُفعت ضدَّه دعوى. فإذا كان أورهان باموك قد قلَّل في الحقيقة من شأن أحد أو شيء ما، فهل أهان في الحقيقة بقوله هذا « القومية التركية » أم أهان أيضًا في الوقت نفسه « الأمة التركية »؟ على الأرجح أنَّ الإهانة تفسَّر بصيغ مختلفة: إما أنَّه لم يوجِّه إهانة لأي من الاثنتين أو أنَّه أهان الأولى مثلما أهان الأخرى. وماذ سيكون مصير رجب زاركولو Ragip Zarakolu صاحب دار نشر بيلغة Belge في إسطنبول، الذي يمثل أمام القضاء حسب المادة 301 بسبب نشره كتاب « الحقيقة تحررنا » للمؤرِّخ الإنكليزي ذي الأصل الأرمني جورج جرجان الذي يتحدَّث حول المسألة الأرمنية؟ فهل قلَّل رجب زاركولو من شأن « القومية التركية » أم من شأن « الأمة التركية »؟ إنَّ الصيغتين تعبِّران في اللغة المتداولة عن الشيء نفسه، لذلك لا يجوز حسب الدستور التركي لأبناء هذه الأمة تعلَّم لغة أخرى عدا اللغة التركية كلغتهم الأم. وعلى العكس من ذلك لا توجد من بين كلِّ الدعاوى المرفوعة حسب المادة رقم 301 حتى دعوى واحدة يتعلَّق فيها الأمر بالتقليل من شأن جماعات أو طوائف خاصة، مثل المسيحيين أو الأكراد. ديموقراطية من دون ديموقراطية دينيز بايكال، الصورة: أ.ب عقد البرلمان التركي اجتماعات كانت تستمر تقريبًا حتى الفجر، من أجل التوصّل إلى زيادة قليلة في حرية التعبير. لقد فعلت المعارضة كلَّ ما في وسعها بغية الحيلولة دون إقرار هذا الإصلاح الصغير. يعتبر تخفيف فترة العقوبة بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري (CHP) بمثابة المخرز في العين، كما أنَّ حزب الحركة القومية (MHP) اليميني المتطرِّف صار قلقًا على « قيم الهوية التركية » التي غدت الآن مجردة من دون أي حماية. شهَّر زعيما الحزبين بصيغة القانون الجديد ووصفاها بصفة « خيانة الوطن »، كما أنَّهما ضغطا كثيرًا على حكومة رجب طيب إردوغان. كذلك يؤيِّد المجتمع المدني التركي فقط القيام بإصلاحات صغيرة. أما اتحادات رجال الأعمال فهي قلقة على صورة تركيا وتطالب منذ فترة طويلة بتعديل هذه المادة المشهورة بسمعتها السيئة، إلاَّ أنَّهم لا يؤيِّدون إلغاءها. لا تختلف الحال لدى الكثير من النقابات المهنية وحتى إنَّ اتحاد نقابات المحامين ينفخ في بوق واحد. يقول رئيس اتحاد نقابات المحامين الأتراك، أوزديمير أوزوك Özdemir Özok: « يجب الحفاظ دائمًا على التوازن بين حرية الرأي والقيم المقدَّسة لأمتنا ». معارضة داخل حزب العدالة والتنمية وأكثر من هذا أنَّ هناك حتى داخل صفوف حزب العدالة والتنمية أشخاصا مهمين يتمسَّكون كثيرًا بالمادة رقم 301 وبمواد وقوانين مشابهة وقد نجحوا في معارضتهم لإلغاء هذه المادة التي تلجم الأفواه إلغاءً تامًا. من بين هؤلاء المعارضين جميل جيجيك Cemil Çiçek الذي يشغل حاليًا منصب الناطق الرسمي للحكومة التركية. عندما كان وزيرًا للعدل في عام 2006 وبعد الاحتجاجات الدولية على القضية التي تم رفعها ضدّ أورهان باموك – عاهد النواب العموميين على تحمّسه لرفع دعاوى قضائية ضدّ جرائم الرأي. وما يزال مرسومه الذي يعود لتلك الفترة ساري المفعول. يطالب منذ عدة أعوام وبصورة متزايدة فقط بضعة مثقَّفين وحزب المجتمع الديموقراطي (DTP) الموالي للأكراد بأن لا يعود للمادة رقم 301 وجود في القانون التركي. إذ إنَّ تعديل القانون الحالي لا يغيِّر شيئًا في الموضوعات التي تمتاز تركيا في تحريمها، مثل المحرَّمات الخاصة بالمسألة الكردية والأرمنية. فهذا التعديل لا يحمل أي ضمانات قانونية، كما أنَّه يجعل اختصاص القضاة والحكومة غير واضح ولا يساعد الذين وجِّهت إليهم اتِّهامات حتى الآن إلاَّ قليلاً. لكن على الرغم من ذلك لا توجد حتى يومنا هذا في البرلمان التركي أغلبية تؤيِّد إلغاء الموضوعات المحرَّمة وإيجاد المزيد من الضمانات القانونية. غونتر زويفرت ترجمة: رائد الباش موقع القنطرة -ألمانيا بتاريخ 6 ماي 2008

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.