الخميس، 10 يوليو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°2970 du 10.07.2008
 archives : www.tunisnews.net   

قناة الحوار التونسي : موجة القمع تطال قناة الحوار التونسي

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــــــــة جندوبـــــــــة :  بيان إعلامي

رسالة مفتوحة من المنظمات العربية والدولية لحقوق الإنسان في قضية إبراهيم سبع الليل وحسن الراشدي قضاء الحريات لا قضاء التعليمات

 موقع طلبة تونس:  أخبـــــــــــــــــــــــــــــــار الجامعة

الصباح: المفاوضات الاجتماعية: تقدم في بعض القطاعات.. رغم الصعوبات المسجلة ضمن لجان التفاوض..

الدّكتور أحمد العش: مقاربة نفسيّة للعلاقة بين السلطة والحركة الإسلامية في تونس معالم للخروج من سجن الخريطة المعرفيّة الواحدة

بوعلام بالسايح : برقية مضمونة الوصول الى السيد الجورشي

الصباح : طوابيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر أمام السفــــارات

موقع ‘مغاربية’ :مهرجان قرطاج يأمل في بناء جسور جديدة لاستمالة جمهوره

توفيق الحكيم بلهجة الجنوب التونسي بمسرحية «انكشفت الأوراق»

الراية :المسرحي المنصف السويسي: لا يوجد تونسي يوازيني بخبرتي المسرحية

الصباح : اليوم الذكرى الخمسون لرحيله : الأغنية الفكاهية تحتفي بصالح الخميسي

الراية : في تونس: سجـــــــــــــــــــــــن شخص لمدة 261 عاماً

لافتة للشاعر: أحمد مطـــــــــــــــــــــــــــــــــــر:ما يشبه الوعيد

منصات : ‘الشاهد التونسي’ عين على الأخطــــــــــــــــــــــــــاء

‘الحوار.نت’ ســـــــــــــــــــــــواك الحار: صابر التونسي (89)

بقلم : علــــي شرطـــاني :أين حركة فتح وأين رجال فتح؟ (3/1 )

احميدة النيفر: ابن عاشور والفاسي: المغاربة وبدايات التجديد

قناة المستقلة : رسالتان من الرئيسين بن علي وبوتفليقة تعليقا على كتاب الهاشمي الحامدي في السيرة النبوية

النفطي حولة: في العـــــــــــــــــــــــــــــراق يخرج الاحتلال من النوافذ المغلقة ليعود من الأبواب المفتوحة

مراد رقية:بمناسبة انتخاب نواب مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي غياب الديمقراطية يشرّع استعمال المال السياسي على نطاق واسع

عادل لطيفي:من أجل فهم تاريخــــــــــــــــــــــــــــــــــــي للحداثة

يو بي أي:موراتينوس يسعى لإقناع القذافي بأهمية مشروع الإتحاد من أجل المتوسط

‘العرب:دعوات مغربية لجعل «المتوسط» ضماناً لحماية حقوق الإنسان

توفيق المديني : الصراع بين الحركة الصهيونية و يهود أميركا


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


قناة الحوار التونسي الكلمة الحرة قوام الوطن الحر بلاغ اعلامي  nقناة الحوار التونسي موجة القمع تطال قناة الحوار التونسي

 

 
تعلم قناة الحوار التونسي الرأي العام الوطني والدولي بتصاعد محاصرتها من قبل قوات البوليس,حيث تم في الآونة الأخيرة تطويق مقرها بالعاصمة ,واختفاء مراسلها بقفصة الفاهم بوكدوس منذ يوم السبت 5 جويلية 2008 اثر إصدار برقية تفتيش في شانه على خلفية تغطيته للحركة الاحتجاجية الشعبية بمنطقة الحوض المنجمي . كما تم اعتداء وحشي على مراسلها بجندوبة مولدي الزوابي,بعد اختطافه يوم 9 جويلية 2008 من قبل أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس بجندوبة برئاسة الناصر الهذلي وتم الاعتداء عليه بالعنف الشديد ورميه في خندق على حافة الطريق بعد الاستيلاء على هاتفه الجوال وكاميرا القناة . إن قناة الحوار التونسي تعبر عن خشيتها من أن تكون هذه الهجمة مؤشرا على رغبة السلطة في إخماد صوتها والقضاء على وجودها داخل تونس, علما وأنها خلال 18 شهرا الأخيرة تم الاعتداء ثلاثة عشر مرة بالعنف الشديد على صحفييها والاستيلاء على عشرة آلات تصوير. إن قناة الحوار التونسي تستنكر هذه الممارسات ألا قانونية وتطالب ب:  – الكشف الفوري عن مصير مراسلها بقفصة الفاهم بوكدوس وتحمل السلطة تعرضه إلى أي مكروه.  – فتح تحقيق حول الاعتداء على مراسلها بجندوبة مولدي الزوابي ومعاقبة المعتدين وبالأخص الناصر الهذلي.  – رفع كافة أشكال المحاصرة المسلطة على مقر القناة. كما تناشد قناة الحوار التونسي كافة القوى الديمقراطية الوطنية والدولية بالوقوف الى جانب حرية الكلمة في تونس. عن فريق قناة الحوار التونسي في 09 جويلية 2008 الطاهر بن حسين إيّاد الدهماني لطفي الهمّامي


 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــــــــة جندوبـــــــــة .   بيان إعلامي

 
  في تحول استباقي متعمد و خطير اعتدت مجموعة من أعوان الحرس  » الوطني  »  بالزيين الرسمي والمدني ليلة الأربعاء 09 جويليــــة الجاري علي الاخ المولــدي الزوابي « مراسل قناة الحوار التونسي  » والكاتب العام المؤقت لجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبة وذلك  بضيعة الاخ محمد نعمان العشي الكائنة بمنطقة العشاشية من معتمدية بلطة بوعــوان .بعد ان أتم تحقيقا إعلاميا بمنطقة العشايشية من معتمدية بلطة بوعــوان  حيث داهمته فرقتين من الحرس الوطني  الأولى بقيـــادة المدعو منير الحمــدي رئيس مركز حرس بوعـــوان الذي وجه له جملة من الاستفزازات والاهانات ودفعه ثم جره بالقوة على مرأى من عدد من المواطنيــن وأرغمه على ركوب السيارة ومنعه من استعمال الهاتف.بعد ان اخذ منه بطاقة تعريفه واحتجز وثائق الاخ محمد نعمان العشي امين مال جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بدون موجب. والثانية بقيادة المدعو علي والناصر الهذلي رئيس مركز فرقــة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بجندوبـــة التي وصلت بعد نحـو عشرون دقيقة من وصول  الأولى .  وبسرعة وضع الأخ الزوابي في سيارة ثانية أغلقت أبوابها بواسطة القفل المركزي  تابعة لفرقة الأبحاث والتفتيش بجندوبة وبعد اخذ ورد أفتكت منه الكاميرا الرقمية نوع 3CCD ومحفظته التي كانت بحوزته.وبعد مسافة أمر بالنزول في منطقة شبه معزولة وأمام تمسكه بحقه في الحصول على وصل أو التوقيع على محضر تسليم توجهت السيارة إلى منطقة تبعد عن مدينة بوسالــم قرابة 3 كلم وعند مدخل احد المسالك الفلاحية المجاور لمعصرة الزيت المعروفة بــ »عسيلـــة  » وبجانب سور من النبات الشوكي وعلى الساعة العاشرة ليلا تقريبا ووسط ظلام  سحبت من السيارة سحبا واعتدى عليه المدعو علي ووجه له كلام بذيء  وسبّ  الجلالة والقي به أرضا وافتك منه هاتفه الجوال  بعد أن مزق قميصة فيما شرع رئيس المركز المدعو الناصر الهذلي يهدده بالدوس بالسيارة وعلي يمسكه بقوة إلى أن أوقعه مرة أخرى أرضا وفرّا هاربان مخلفين له أضرارا جسيمة عاينها طبيب الصحة العمومية بالمستشفى المحلي ببوسالم. ومنحنه راحة بسبعة أيام دون اعتبار للمضاعفات. وخلال عملية الفرار حضر على عين المكان الأستاذ سعيد المشيشي عضو هيئة فرع الرابطة بجندوبــــة وعضو المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي للعمل والحريات وبعدها وصل وفد من مدينة جندوبة تكون من السادة الهادي بن رمضان رئيس فرع الرابطة والأستاذ رابح الخرايفــي المحامي وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي. إن جامعة جندوبــــة للحزب الديمقراطي التقدمي وأمام هذه الهجمة الممنهجة على مناضلي الحزب وأنصار الحركة الديمقراطية في البلاد: 1-    تدين بشدة  هذا الاعتداء الذي تعرض له « مراسل قناة الحوار التونسي »  الأخ المولدي الزوابي  وتعتبر هذا الأسلوب شكلا من أشكال التعذيب وتعلن تضامنها المطلق مع الأخ الزوابي. 2-    تطالب السلط بجميع اختصاصاتها بالقيام بدورها الوطني والمحافظة على البلاد من هذا « الفلتان » الأمني الغير مسبوق ومعاقبة المعتدين مهما كانت رتبهم ومراكزهم وإحالتهم على القضاء فورا لينالوا جزائهم عما اقترفت أياديهم من جرائم. 3-    تستنكر بشدة المحاصرة والمراقبة الدائمة  والتضييقات المستمرة التي تطال مراسل قناة الحوار التونسي بالشمال الغربي وبقية مراسلي القناة وإدارتها.وتطالب وزير الداخلية التدخل لارجاع المحجوز. 4-    تعتبر أن توخي الأساليب الأمنية  والقضائية لمحاصرة حرية الإعلام والتعبير شكلا من أشكال التعتيم الإعلامي وضربا لحرية الإعلام والصحافة. 5-    تطالب وزير الداخلية بالتدخل انهاء مسلسل الاعتداءات التي تطال كل الديمقراطيين والاعلاميين وإرجاع وثائق السيارة التابعة للاخ محمد نعمان المحجوزة لدى المدعو منير الحمدي رئيس مركز حرس بوعوان ومحاسبته على رفضه تسليم الوثائق . جندوبة في 10 جويلية 2008     عن الهيئة الأستاذ رابح الخرايفي

رسالة مفتوحة من المنظمات العربية والدولية لحقوق الإنسان في قضية إبراهيم سبع الليل وحسن الراشدي قضاء الحريات لا قضاء التعليمات

 

 
الأستاذ المستشار رئيس المحكمة الابتدائية في الرباط،   تحية الحق والقانون وبعد،   سبق للمنظمات العربية الموقعة أدناه أن طالبت بوقف الملاحقة القانونية بحق الناشط الحقوقي إبراهيم سبع الليل ومدير مكتب الجزيرة في المغرب حسن الراشدي. ولما لم يتم الأخذ بوجهة نظرها، التي تتوافق مع رأي جمعيات حقوق الإنسان والجسم الأساسي من المحامين والصحفيين في المغرب، تداعى عدد من المنظمات العربية لإيفاد بعثة مراقبة قضائية دولية لحضور جلسات المحكمة. وقد وضع المراقبون القضائيون تحت تصرفنا معلومات هامة تلفت النظر للسيرورة الطبيعية لجنحة قضائية عادية، حيث لاحظوا في الجلسة الأولى التي عقدت في 1/7/2008 ما يلي:   1-     غياب المتهم إبراهيم سبع الليل عن هذه الجلسة لاعتقاله في سجن سالا المركزي، 2-     إصرار المحكمة على تحديد جلسة ثانية في أقصر أجل، رغم أن عددا من المحامين كان مضطرا للسفر لالتزام نقابي أو لإجازة أو لأسباب مهنية، 3-     تحديد موعد الجلسة الثانية بعد 70 ساعة رغم رفض المحامين لما لا يعد، وبالقياس لقضايا مشابهة، أجلاً مقبولاً ومعقولاً لإعداد الدفاع. 4-     رغم عدم استكمال الملفات وارتباط التهمة بتحقيقات برلمانية ولجان تقصي حقائق غير حكومية جارية، اتضح للمراقبين أن هناك إصرار على استباق الأدلة القانونية حول صحة نشر المعلومات وتداولها،   وفي الجلسة الثانية يوم الجمعة 4/7/2008 لاحظ المراقبون ما يلي: 1-     رفض القاضي استدعاء أو الاستماع لأي شاهد أو طرف يمكن أن يدلي بأقواله في الأحداث ويوضح ملابسات هامة في القضية تتعلق خصوصا بالوفيات والاعتداء بالاغتصاب، 2-     رفض جملة اقتراحات الدفاع لاستجلاء حقيقة أحداث السبت الأسود والتأكد فعلا من زيف الخبر الذي نشرته مصادر إعلامية  بخلاف قناة الجزيرة أخرى والذي استتبعته المحاكمة والاعتقال، 3-     الإصرار على التعامل مع الملف بشكل استثنائي وغير عادل واهمال عامل الوقت وعدم استكمال عناصر الملف وعدم اطلاع الدفاع على القرص المدمج بحوزة القاضي، 4-     عدم مشروعية متابعة مدير المكتب الاقليمي للجزيرة لانعدام مسئوليته في نشر الخبر والتي عجزت النيابة العامة عن تبيانها، وبالتالي عدم اختصاص المحكمة الابتدائية في الرباط بالمحاكمة الجارية، 5-     الفصل الاعتباطي في قضية ابراهيم سبع الليل والتحايل على القانون لمحاكمته في أمرين منفصلين في حين أن الفعل واحد ولا يسمح بمتابعة المدعى عليه مرتين، ومن ثم احضاره للجلسة الثانية عنوة عنه وعدم سماح الأمن له بمغادرة قاعة المحكمة رغم إذن القاضي بذلك وعودته ثانية للمعتقل،   غادر مسئول المركز المغربي لحقوق الإنسان الجلسة بعد أربع ساعات إلى السجن، وانسحب المحامون بعد عشر ساعات من المرافعات، وتأجل الحكم إلى صباح الجمعة 11/7/2008.   السيد الرئيس، إننا نكتب إليكم قبل جلسة الحكم لحرصنا على استقلال القضاء في المغرب وضرورة عدم زجه في قضايا ذات صلة بالسلطة التنفيذية والممارسات الأمنية. خاصة وأننا لاحظنا في السنتين الماضيتين صدور عدة أحكام قاسية بحق صحف وصحافيين في المغرب في قضايا شبيهة.  ونحن كمنظمات حقوقية، تابعت باهتمام التغيرات التي شهدها المغرب والمنجزات التي حققها المجتمع المدني والقضاء والصحافة، وفي وقت كنا نتمنى فيه تحديث قانون الصحافة والنشر ومسطرة الإجراءات الجنائية، نجد أنفسنا أمام قانون لمناهضة الإرهاب مقيد للحريات والحقوق الأساسية. حيث تم تأجيل الإصلاحات القانونية، وصدرت أحكام مالية قاسية كما في حالة صحيفة « المساء »، وخرجت أحكام بمنع نشر معلومات حقوقية كما جرى مع « الجريدة الأولى ». علاوة على أحكام بالحرمان من ممارسة العمل الصحفي كما حصل مع الصحفي علي المرابط، وانتهاءا بقرار سحب اعتماد مدير مكتب الجزيرة بعد قرار وقف نشرة الجزيرة المغاربية. اعتباراً منا أن الزج بالقضاء طرفا في مأساة سيدي إفني، قبل اتضاح جملة ملابسات ما حدث،يعد قضية خطيرة وذات نتائج سلبية في موضوع لجوء الضحايا إلى نفس المؤسسة القضائية لمقاضاة المسئولين عما حدث، مع ما ينتج عنه من ضرر مباشر على عمل لجان التحقيق المختلفة، نطالبكم السيد رئيس المحكمة الابتدائية الأولى، بعدم التعامل مع جنحة عادية بشكل استثنائي وخاص. ونشدد عليكم بضرورة قراءة ما يمكن أن يترتب على سرعة إصدار القرار، وإمكانيات توظيف هكذا قرار في ترهيب من يحاول استجلاء الحقائق والوقائع في أحداث سيدي إفني، وفي استمرار التضييق على الحريات الصحفية في المغرب بعد أن كان يضرب المثل بالصحافة المغربية وأوضاعها. إننا نناشدكم، السيد رئيس المحكمة، تأجيل إصدار الحكم لحين استكمال عناصر الملف والانتهاء من التقصي والتحقيق في قضية سيدي إفني. وكي لا يدخل القضاء طرفا في قضية حساسة تتعلق بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كون العالم العربي والمغرب هو اليوم بأمس الحاجة لقضاة حريات لا  لقضاة تعليمات. نتمنى عليكم الاستجابة لطلبنا هذا، حرصا على استقلال القضاء المغربي ودوره كصمام أمان في العلاقة بين الدولة والمجتمع. كما ونطلب منكم تسجيل هذه الرسالة، التي سيسلمها لكم مراقب دولي مفوض من منظماتنا يوم جلسة الجمعة، ضمن وثائق القضية.   وتفضلوا، السيد القاضي، بتقبل تحياتنا وتقديرنا وأمنياتنا لكم بالتوفيق.   باريس، جنيف، القاهرة، الرباط    10/7/2008   الأطراف التي أعطت موافقتها لبيان جماعي وعريضة 1- اللجنة العربية لحقوق الإنسان (فرنسا) 2 – الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (القاهرة) 3- منظمة العون المدني الدولية (السودان) 4- ملتقى المرأة للدراسات والتدريب (اليمن) 5- الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان (البحرين) 6- المجلس العربي لدعم المحاكمة العادلة (مصر) 7- المرصد المدني لحقوق الإنسان (مصر) 8- البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان (مصر) 9- الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والتنمية البشرية (مصر) 10- رابطة الهلالي للحريات(مصر) 11- مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف (مصر) 12- مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية (السويد) 13- المرصد الفرنسي لحقوق الإنسان (باريس) 14- الملتقى الثقافي الأوربي العربي (فرنسا) 15- مركز الحرية للحقوق السياسية ودعم الديمقراطية (مصر) 16- مركز الأرض لحقوق الإنسان (مصر) 17- المركز المصري لحقوق السكن (مصر) 18- جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان (جنيف) 19- ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان (مصر) 20- الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية (مصر) 21- المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان 22- منظمة العدالة العالمية (لاهاي) 23- منظمة حقوق الإنسان أولا (السعودية) 24- مؤسسة النقيب للتدريب ودعم الديموقراطية(مصر) 25- مؤسسة الكرمل للإعلام الرقمي (مصر) 26- مركز الجنوب لحقوق الإنسان (مصر) 27- منظمة صوت حر للدفاع عن حقوق الإنسان (فرنسا) 28- الحملة العالمية لإغلاق غوانتانامو (جنيف) 29- مجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان 30- المرصد المصري للعدالة والقانون (مصر) 31- قائمة أوروبا – فلسطين (باريس) 32- المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان (سورية) 33- الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب (مصر) 34- موقع صدى للحقوق والحريات (فرنسا) 35- الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي (مصر) 36- المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية(مصر) 37- التنسيق الأوربي العربي لحرية التعبير (أوروبا) 38- مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان (غزة) 39- جمعية المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي (باريس) 40- المبادرة المصرية للحقوق الشخصية(مصر) 41- مؤسسة المرأة الجديدة(مصر) 42- رئيس منظمة اوروك الاعلامية العراقية المستقلة (العراق) 43- مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني (مصر) 44- المعهد الديمقراطي المصري (مصر) 45- المجموعة النسائية لحقوق الانسان (مصر)  


  أخبــــــــــــــــــــــار الجامعة  
 
عاجل تأجلت الدورة الجديدة للكاباس المقررة سلفا ليوم الجمعة 11 جويليا إلى يوم الجمعة 18 و السبت 19 جويليا باكالوريا 2008 : النتائج النهائية : نجاح 917 90 مترشح ….. بعد الإعلان عن نتائج دورة المراقبة ارتفع عدد الناجحين في مناظرة الباكالوريا لسنة 2008 إلى 917 90 و في حين اجتاز 716 74 مترشح الدورة الرئيسية بنجاح التحق بهم 094 16 مترشح في دورة المراقبة و بذلك بلغت نسبة النجاح العامة 58,27 في المائة وهي نسبة تؤكد أن برنامج إصلاح التعليم – والذي كانت مناظرة الباكالوريا الأخيرة تتويجا له – لم يحقق النجاح المأمول و هذا بالرغم ممالاحظه الأساتذة المشاركون في عملية إصلاح الإختبارات من تساهل في مقاييس الإصلاح و في إسناد الأعداد ….. و طبقا للأرقام التي أعلنتها وزارة التربية في بيانها الأخير فقد بلغ عدد التلامذة المرفوضين خلال الدورة الرئيسية و دورة المراقبة 875 59  تلميذا و كان تفصيل نجاح التلاميذ على النحو التالي : – 602 84          من المعاهد العمومية – 234 6           من المعاهد الخاصة
– 81           مترشحا بصفة فردية و قد سجلت الفتيات – كالعادة – نسبة النجاح الأعلى حيث بلغت 60,75 في المائة في حين نجح 39,25 في المائة من الفتيان     
من ناحية أخرى لوحظ أن المعاهد الخاصة حققت نسبة نجاح هزيلة جدا لم تتجاوز 17 في المائة تبقى ملاحظة أخيرة تدعو للتساؤل- و لم تلق توضيحا من الوزارة – وهي أن العدد المعلن للمترشحين في بداية المناظرة كان 013 156 في حين أشار البيان الأخير لوزارة التربية إلى أنه  » شارك في امتحان الباكالوريا 792 150 مترشحا  » فهل أن بقية التلاميذ الــ 221 5  » حرقوا  » إلى إيطاليا ؟؟؟ الإتحاد العام لطلبة تونس : تنديد بمضايقات السلطة و تجاوزاتها ضد قياداته ….. في بيان ممضى من قبل أمينه العام عز الدين زعتور ندد الإتحاد العام لطلبة تونس بالــ  » الهجمة التي طالت مناضليه و قياداته حيث تعرض الرفيق الأمين العام إلى الإيقاف قرابة 12 ساعة بمنطقة الحرس بفوشانة يوم 23 جوان 2008 دون موجب قانوني و لا يزال الرفيق عضو المكتب التنفيذي عادل الحاجي رهن الإيقاف بمنطقة الحرس بالقيروان منذ الأمس الأحد 29 /06/2008 إلى حدود اللحظة بعد أن وقعت مداهمة منزله بالقيروان ليقع اقتياده عنوة بدون وجه قانوني إلى منطقة الحرس  » …. و تتهم قيادة الإتحاد السلطة بالإصرار على التدخل في الشأن الداخلي للمنظمة الطلابية و التأثير على توجهاتها و العمل على عرقلة التحضيرات الخاصة بالإعداد للمؤتمر الوطني الموحد الخامس و العشرين المقرر انعقاده بكلية العلوم ببنزرت أيام 16 و 17 و 18 أوت 2008 كلية العلوم الإقتصادية و التصرف بتونس : احتجاجات طلبة السنة الرابعة … إثر إجرائهم الإمتحان في مادة  » هندسة البرمجيات  » يوم الجمعة 20 جوان 2008 قام طلبة السنة الرابعة في اختصاص  » الإعلامية المطبقة في التصرف  » بالإحتجاج لدى عميد كلية العلوم الإقتصادية و التصرف بالمركب الجامعي بتونس بسبب صعوبة الإختبار و كذلك نظرا لأن بعض أجزاء الإختبار تعلقت بأشياء  » لم يدرسوها إطلاقا  » مشيرين في نفس الوقت إلى  » الغيابات المتكررة لأستاذتهم أحلام بوشهدة خلال السنة الجامعية  » مما كان له الأثر السيئ على تكوينهم … و قدم الطلبة للعميد تقريرا حول الموضوع أمضى عليه عدد كبير منهم … باكالوريا 2008 : نجاح سجينين في دورة المراقبة ….. تمكن سجينان أحدهما مقيم بسجن القيروان و الآخر بسجن قابس من اجتياز امتحان دورة التدارك شعبة الآداب بنجاح حيث تحصل الأول على معدل 11,60 فيما تحصل الثاني على معدل 10,78 و سبق لاثنين من السجناء من النجاح في الدورة الرئيسية حيث تحصل الأول على معدل 10,78 في شعبة الآداب في حين كان الثاني- وهو مقيم بسجن الناظور ببنزرت –  متميزا بحصوله على ملاحظة حسن جدا و بمعدل 16,95 في امتحان الباكالوريا الفرنسية التوجيه الجامعي : صعوبات في الإختيار أمام الطلبة الجدد ….. أدخلت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي تغييرات جوهرية في دليل التوجيه الجامعي الذي سيعتمده الناجحون الجدد في الباكالوريا لتحديد الشعبة التي سيدرسون بها خلال السنة الجامعية القادمة ومن الملاحظات الهامة التي أشار إليها دليل التوجيه أن طاقة الإستيعاب المذكورة بالتفصيل بالنسبة لكل اختصاص ليست نهائية و يمكن تغييرها من قبل الوزارة – زيادة أو نقصانا – إذا ما ارتأت ذلك وهو ما سيزيد في حيرة الناجحين الجدد خاصة و أن المعدلات المرتفعة المتحصل عليها خلال مناظرة باكالوريا 2008 – و تعتبر استثنائية – ستبعثر حسابات العديد من الناجحين الراغبين في الشعب التي تشهد – عادة – إقبالا كبيرا عليها وهي : الطب – الصيدلة – طب الأسنان – المعاهد التحضيرية للدراسات الهندسية – مدارس الصحة  ويتم حجز كل المقاعد المخصصة لها – عادة – منذ الدورة الأولى للتوجيه و أكبر مشكلة تواجه أغلب الناجحين هي عدم وجود معيار في عملية التوجيه و يتعلق الأمر خاصة بعدم وجود مجموع نقاط آخر موجه لسنتي 2006 و 2007 لمختلف الشعب مثلما هو حاصل في الدورات السابقة حيث كان يساعدهم كثيرا في حسن الإختيار بتجنب الشعب التي لا أمل لهم في الحصول عليها و بالتالي القيام باختيار واقعي … و لوحظ في الدليل الجامعي الجديد تغيير هام في المقاييس المعتمدة حيث لم يتم احتساب معدل المواد الأساسية الخاصة بكل شعبة في مجموع النقاط …. فعلى سبيل المثال كان يتم احتساب معدل العلوم الطبيعية بالنسبة للذين يرغبون في التوجه إلى الطب و الرياضيات بالنسبة للذين يرغبون في التوجه إلى أحد المعاهد التحضيرية للدراسات الهندسية من حاملي باكالوريا رياضيات أو علوم تجريبية … إذا و نظرا لهذه التغييرات الحاصلة في دليل التوجيه الجامعي و التي يكتنفها بعض الغموض سيواجه الناجحون في باكالوريا 2008 – أو على الأقل نسبة منهم – العديد من الصعوبات في تحديد الإختصاص الذي سيواصلون الدراسة به خلال السنة الجامعية القادمة 2008 – 2009 …. المدرسة العليا للفلاحة بالكاف : تخرج دفعة جديدة من المهندسين و التقنيين الساميين ….. بلغت النسبة العامة للنجاح في المدرسة العليا للفلاحة بالكاف – ارتقاء و تخرجا – 92 في المائة ، و في حين تراوحت هذه النسبة مابين 69 و 99 في المائة في مرحلة تقني سام فقد كانت ما بين 96 و 100 في المائة في مرحلة مهندس من ناحية أخرى تخرج خلال شهر جوان 2008 ما مجموعه 72 مهندس وطني في الفلاحة و 77 تقني سام و جميعهم في اختصاصات الزراعات الكبرى و تربية الماشية و قد شهدت السنة الجامعية المنقضية تحديد البرنامج النهائي للإجازة التطبيقية في اختصاص تقنيات الإنتاج الفلاحي في إطار منظومة إمد و التي ستنطلق بالمدرسة العليا للفلاحة خلال السنة الجامعية القادمة 2008 – 2009 المعهد التحضيري للدراسات الهندسية ببنزرت : النزول بمعدل النجاح إلى 8,60 ….. في إجراء غير معهود في المعاهد التحضيرية للدراسات الهندسية تم النزول بمعدل النجاح في المعهد التحضيري للدراسات الهندسية ببنزرت إلى 8,60 على 20 و ذلك بالنسبة للسنة الأولى اختصاص فيزياء و كيمياء و قد تم الإعلان عن قائمة الناجحين في بداية شهر جوان 2008 و يشير الإجراء المشار إليه إلى أحد أمرين : إما صعوبة في البرامج المقررة و إما انخفاض في المستوى الذي أصبح ظاهرة عامة في كل المؤسسات الجامعية تقريبا لدرجة أن عددا كبيرا من الطلبة – و يعدون بالآلاف – أصبحوا يتابعون دروسا خصوصية في مختلف المواد وهي ظاهرة في توسع مستمر بشكل لم تشهده الجامعة قبل عشر سنوات وهو ما فتح الباب على مصراعيه لكل التجاوزات مثلما هو الشأن في التعليم الثانوي : تسريب لمواضيع الإمتحانات ، الترفيع في المعدلات ، و يصل الأمر – و حتى لا نغطي عين الشمس بالغربال – إلى حد بيع مواضيع الإمتحانات و الشواهد على ذلك كثيرة ….. جامعة تونس : تنظيم مناظرة في النقلة و التسجيل و إعادة التسجيل ….. تنظم جامعة تونس مناظرة بالملفات لكل من يرغب من الطلبة في النقلة أو التسجيل أو إعادة التسجيل بإحدى المؤسسات الجامعية الثلاثة عشر التابعة لها و قد حدد آخر أجل لقبول المطالب ليوم السبت 19 جويلية 2008   أما عن طريقة التسجيل فتتم حصريا عبر المنظومة المخصصة للغرض بموقع الجامعة على الإنترنت على العنوان التالي : www.utunis.rnu.tn تونس : طالب يطعن زميله بسكين …. يتأكد يوما بعد يوم أن السلوك العنيف استوطن في الجامعة التونسية و لا أدل على ذلك من العنف الذي أصبح لغة التعامل بين عديد الأطراف السياسية و الأخطر من ذلك تعدد حصول جرائم القتل سواء داخل حرم الجامعة أو في محيطها و حتى في مقرات السكنى …  و من آخر هذه المآسي إقدام أحد الطلبة يوم الثلاثاء 24 جوان 2008 على طعن زميل له بسكين مما استوجب نقله إلى غرفة العناية المركزة …. و قد جدت هذه الحادثة الخطيرة بجهة العوينة على بعد كيلومترات قليلة من وسط العاصمة باتجاه المرسى حيث حصل خلاف بين الطالبين ما انفك أن تطور إلى تقاذف بعارات السب و الشتم تلاه تبادل للعنف ، و قد تدخل بعض المارة و الحضور لفك الإشتباك مما أجبر كل طرف على الذهاب في حال سبيله …. و لكن أحدهما استاء مما آل إليه الخصام ففكر في الإنتقام حيث تسلح بسكين جلبها من منزله و لحق سريعا بالطالب الثاني قبل أن يلج هذا الأخير الشقة التي يقطنها و سدد له طعنات غادرة في ظهره و جنبه الأيمن و تركه يتخبط في دمائه و لاذ بالفرار و قد تم إلقاء القبض على الجاني بعد فترة وجيزة …. و في الختام  » و بكلمة علينا أن نستعيد أصالتنا الفكرية ، و استقلالنا في ميدان الأفكار حتى نحقق بذلك استقلالنا الإقتصادي و السياسي «                                                                           
 مالك بن نبي – القضايا الكبرى- المصدرموقع طلبة تونس بتاريخ 8 جويلية 2008   


المفاوضات الاجتماعية: تقدم في بعض القطاعات.. رغم الصعوبات المسجلة ضمن لجان التفاوض..

 
تونس – الصباح: علمت ‘الصباح’ من مصادر على صلة بالمفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص، أن عملية التفاوض تسير بوتيرة بطيئة، بسبب خلافات كانت اللجنة العليا للمفاوضات أعلنت في وقت سابق تجاوزها، من خلال الاتفاق الموقع بين الأطراف الاجتماعية في السابع من جوان المنقضي.. وحسب المعلومات التي توفرت لـ ‘الصباح’، فإن العطل الموجود في المفاوضات حاليا، ينحصر في مستوى لجان التفاوض القطاعية، أي فيما يعرف بـ ‘العقود القطاعية’.. ولاحظ السيد حسين العباسي، الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، وعضو اللجنة المركزية للتفاوض في تصريح لـ’الصباح’، ‘وجود تعطل في التفاوض بشأن العقود القطاعية، في ضوء تمسك بعض المفاوضين من اتحاد الصناعة والتجارة، بما وقع التخلي عنه في اللجنة المركزية، وبخاصة ما يتعلق بعقود العمل والحق النقابي وحماية المسؤول النقابي وغيرها، على أساس أن هذه المسائل ليست من مشمولات اللجنة المركزية للتفاوض.. ودعا العباسي، إلى إيجاد ‘دليل’ للتفاوض يستأنس به المفاوضون في العقود القطاعية، عندما يطرأ إشكال أو خلاف بين الطرفين.. وكان الجانبان اتفقا في وقت سابق على أن تعتمد الوفود التفاوضية، سياسة الإمضاء الفوري عند حصول اتفاق، وإرجاء المسائل الخلافية إلى قراءة ثانية، بغاية تسريع نسق المفاوضات القطاعية.. وأوضح عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل، أن الأمر يحتاج إلى وثيقة توضح للمتفاوضين، البنود المتعلقة بالتفاوض، وتستثني تلك التي تخرج عن دائرة المفاوضات القطاعية، وتعود إما للجنة المركزية أو لمستويات أخرى أرفع.. لكن العباسي، لفت إلى وجود مشكل آخر يتعلق بهوية العناصر المفاوضة التابعة لاتحاد الصناعة والتجارة، حيث يحضر اجتماعات التفاوض ‘إداريون’ وليس نقابيين منتخبين في منظمة الأعراف، فيما طالب اتحاد الشغل بأن يكون رئيس الوفد المفاوض من المنظمة إلى جانب إداريين أو خبراء بحسب ما تقتضيه مصلحة الأعراف، وذلك بغاية تجنب العطل الموجود في المفاوضات القطاعية، على أساس أن هؤلاء الإداريين، ليست لهم حرية المبادرة في اتخاذ القرارات ما تسبب في بطء كبير في عملية التفاوض.. وأشار مسؤول اتحاد الشغل إلى أن المنظمة الشغيلة أعلمت وزارة الإشراف بهذه التطورات، قائلا : ‘نحن بانتظار مساعي الوزارة لإقناع الطرف المقابل بهدف تسريع نسق المفاوضات’، على حدّ تعبيره.. وجهة نظر منظمة الأعراف من جهته قال أحد المسؤولين على المفاوضات في اتحاد الصناعة والتجارة، فضل عدم ذكر هويته في تصريح لـ’الصباح’، أن منظمة الأعراف اختارت تمشيا واضحا في المفاوضات القطاعية، يعتمد المضي في المفاوضات، بعيدا عن أسلوب ‘نقطة نقطة’، أي عدم الارتهان إلى نقطة وحيدة إذا ما حصل بشأنها خلاف، وإنما القفز إلى بنود أخرى من أجل أن تتقدم المفاوضات بشكل أسرع وتيرة، غير أن وفود اتحاد الشغل يعتمدون أسلوب التفاوض نقطة نقطة، وإذا ما حصل خلاف بخصوص واحدة، يتعطل الحوار ويراوح مكانه.. وأوضح ذات المصدر، أن مفاوضي اتحاد الشغل، يحرصون على إدماج ما تضمنه اتفاق 7 جوان الماضي ضمن الاتفاقيات القطاعية، وهو ما يلغي خصوصية كل قطاع في أن تكون له قضاياه وملفاته التي تختلف عن بقية القطاعات، بما يعدّ ‘تراجعا عن الاتفاقية الإطارية’، على حدّ قوله.. لكن مسؤول اتحاد الصناعة والتجارة، لم ينف وجود ما وصفه بـ ‘التقدم الحاصل في عديد القطاعات’، من دون أن يكشف عن هويتها.. وتفيد بعض المعلومات، أن اللجنة المركزية للتفاوض التي ستجتمع بداية الأسبوع القادم ـ على الأرجح ـ ستنظر في هذه الإشكاليات من أجل تسريع عملية التفاوض القطاعية.. وأفادت مصادرنا أن بعض القطاعات سجلت تقدما ملموسا، حيث تم التوصل إلى إدراج الفصل 280 ضمن العقد الإطاري، وهو الفصل الذي  يخص الانتداب وينص صراحة على العلاقة المباشرة في الانتداب بعيدا عن أساليب المناولة المتوخاة في عديد القطاعات حاليا، حيث أوكل هذا الفصل لصاحب المؤسسة القيام بعملية الانتداب بشكل مباشر مع إعلام مكتب الشغل بذلك.. صالح عطية (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 جويلية 2008)


 

مقاربة نفسيّة للعلاقة بين السلطة والحركة الإسلامية في تونس معالم للخروج من سجن الخريطة المعرفيّة الواحدة

 

الدّكتور أحمد العش
لقد علّمتني تجربتي في العمل في المجال النّفسي منذ أكثر من ربع قرن بأنّ التّعامل مع البشر الآخر الذّي نريد أن نجري عليه تغييرا في تفكيره وفي عواطفه وسلوكه يعتمد أساسا على استعداد الطرف الآخر للتغيير والتّحوّل وعلى عامل الثّقة المتبادلة بين الطّرفين وأخيرا على قدرة المعالج وتجربته وخبرته في عمله ومعرفة كلّ عوامل التّأثير في النّفس البشرية. العلاج النفسي هو تخصص دقيق يهدف إلى تغيير الآخر ومساعدته على التخفيف من معاناته التي تسبب له قلقا لذاته ولغيره في علاقاته مع الآخر في البيت و في المجتمع. أما بالنسبة للشرط الأول وهو الاستعداد للتغيير ففيه درجات متعددة   ·تبدأ بعدم إدراك الطرف المرشح للتغيير بأنه غير معني بذلك الأمر وذلك رغم معاناته الظاهرة وما يسببه سلوكه من معاناة للآخرين الذين هم في علاقة دائمة معه.   ·الدرجة الثّانيّة هي درجة الاستعداد للتغيير وهي إحساسه بأنه يعيش مشكلا ما ولكن مرد ذلك إلى العالم الخارجي وليس إلى نفسه (الجن، الاستعمار، الزوج، الأطفال، النظام السياسي إلخ) . وبحسب قدرته على تأثيره على هذه العناصر الخارجية التي يعتقد أنها المفتاح لتغيير ما بنفسه، يمكن أن يحدث في نفسه تغييرا. ·الدرجة الثالثة هي الدرجة التي يبدأ  منها الفرد بالإحساس بأن جزءا من مشاكله ربما قد يكون مردها إلى نفسه وفكره وطرق ممارسته وفهمه للناس والواقع، ولكنه لا يبدأ في التفكير في كيفية الخروج من هذا المشكل.   ·الدرجة الرابعة وهي عندما يقتنع بأن جزءا كبيرا من مشكلته مرده إلى عوامل ذاتية وإنه قادر على التأثير على العوامل الخارجية إذا استطاع أن يصلح نفسه ويتعدى عوائقها.   وأخيرا الشعور بأن الكيل قد طف وأنه لا يمكن لحياته أن تستمر بهذا الشكل، عند ذلك يبدأ يجتهد في البحث عن طريقة أو طرق ناجعة لتغيير نفسه. وبقدر تعقّد مشكل الفرد الداخلي الذي يريد إصلاحه بقدر ما تبوء الحلول التي يلجأ إليها إلى الفشل. إن نصيحة صديق أو أخ أو أب أو قراءة كتاب ومجلة قد تعين بعض الأفراد  على تجاوز صعوباتهم ومشاكلهم النفسية وقد يملك الفرد  لوحده  من الذكاء والقدرة على الاستنباط والقدرة على الاستبطان وكذلك القدرة على اجتياز الصعوبة والإصرار والمضي قدما فيه حتى يتحقق التغير المنشود، ولكن في كثير من الحالات يبقى المصاب سجينا لعوائقه وصعوباته.  يدخل هذا المصاب في أسلوب فاشل ومرّ لحلّ مشاكله إذ أنّه يهتدي إلى حلّ سرعان ما ينتبه إلى أنّ هذا الحلّ يرجعه إلى مربّعه الأول، ويبقى هذا « المهموم » يعيش ألما طيلة سنوات أو لربّما عشرات السّنين لأنّه أصبح حبيسا لخيار واحد لحلّ مشاكله وهذا الخيار الواحد  لم يختره ولكن جاء بمحض « الصدفة « ، إذ اكتشف أنّه بتطبيق حلّ سهل في البداية  يمنحه راحة و اطمئنانا فهو يظنّ في كلّ مرّة أنّ هذا الاطمئنان هو نهائي  وأنّ  الألم لن  يعاوده مرّة أخرى، ولكن بعد ذلك يكتشف أنّ المشكل المسبّب للألم يعاوده في كلّ مرّة لأنّه من طبيعة الحياة ويتجدّد بتجدّد هذه الحياة. ولكن بما أنه أصبح حبيسا لإستراتجيّة  الحلّ الواحد وعدم القدرة على البحث على حلول أخرى، يبقى هذا المصاب يعاني هو ومن حوله طيلة سنوات عديدة .وقد تمتدّ الفترة الزمنيّة التّي ينتظر فيها مريض الوسواس القهري ثلاثين سنة قبل أن يراجع الطّبيب النّفسي. يبدأ مرض الوسواس القهري منذ الطفولة، ويشكّل إستراتجية المواجهة بالحلّ الواحد. عندئذ يبدأ المريض بسجن نفسه في أسلوب واحد ومحنّط وهو طفل ثمّ شابّ ثمّ ّكهل. بينما قد تكون مراجعة المختصّ منذ الطّفولة قد تغنيه من مرض سنوات عديدة. يمكنني ضرب أمثلة عديدة في وقوع عديد من البشر أو التّجمّعات البشريّة في نفس هذه الظروف. فحين تجابه هذه التّجمّعات صعوبات نفسيّة أو اجتماعية أو علائقية، فهي تنشئ لنفسها إستراتجية لحلّ هذه الصعوبات وتكتشف أن هذه الإستراتجية هي في الظاهر تريحها من الصعوبات والألم التي تواجهها، ولكن بعد ذلك تكتشف هذه التّجمّعات البشريّة أن الألم  يتكرّر في كلّ مرّة بتكرّر المشاكل فتعود لاستعمال نفس الآلية والأسلوب المريح الذّي لا يكلّف شيئا كثيرا. وأن إستراتجيّة العلاج ناجحة ظاهريّا على المدى القريب ولكنّها في الأصل  فاشلة على المدى البعيد. تلك هي آليّة و« ميكانيزم » المرض النفّسي المزمن عند البشر.       نستطيع أن نأخذ لذلك عدّة أمثلة: 1 ـ الخجل الاجتماعي:                                   في هذا المرض يشعر الفرد بضيق كبير وقلق قد يتطوّر إلى حالة الهلع و الكرب النّفسي حين يواجه مجموعة من النّاس لا يعرفها كما أنّه قد يفقد كلّ ملكاته في امتحاناته الشّفويّة أوحين يطلب منه أن يلقي كلمة أمام الملأ فيتلعثم وقد يظهر عليه تهتهة  bégaiement)) إن الإستراتجية الأولى والسهلة التّي يعتمدها هذا الفرد هو الفرار و البعد عن كلّ الأماكن التّي قد تولّد هذا القلق فيلجأ إلى عمل لا يحتاج إلى اتّصال مباشر مع النّاس ، فتراه يتّجه إلى العمل في الإعلاميّة بشرط أن لا يكون على اتّصال بكثير من النّاس، ويحذر الامتحانات والحديث أمام النّاّس  إلخ… إنّه يكتشف أنّه كلّما تفادى هذه المواقع شعر بالراحة ونقص قلقه وتوتّره فيؤسس في نفسه اعتقادا أن سبب قلقه هم الناّس والحالات التّي لا يرتاح إليها والتّجربة تعوّده أنّه كلّما تسلّح بهذا الأسلوب وهو الفرار، ارتاح ولم يشعر بالقلق ولكن في المقابل ينسى أنّ الإستراتجية الدّفاعيّة التّي تعوّد على استعمالها وهي إستراتجيته الوحيدة، هي العنصر الرّئيسي لاستمرار خوفه من النّاس ومن الامتحانات طيلة حياته وهو الهروب وعدم  المواجهة . لذلك نقترح عليه كمعالجين إستراتجية المواجهة، مواجهة هذا الخوف. ولكن نسلّحه بكلّ الأدوات اللازمة لمواجهة هذا الخوف وذلك بإقناعه، أوّلا  أنّ إستراتجيته في التغيير لم تفلح بل حبسته سنين طويلة في سجن الخجل الاجتماعي، ثانيا نعيد لنفسه الثّقة في قدراته الواعية الكامنة الظّاهرة والباطنة انطلاقا من تجاربه النّاجحة في ماضي حياته. 2 ـ الوسواس القهري: استمرار حالة المصاب بالوسواس القهري مردّه هو اسر المصاب نفسه في إستراتجية واحدة ظلّ عليها طيلة سنوات طويلة أبدت في الظاهر بعض النجاحات   ولكنها فاشلة على المدى المتوسط و البعيد . لذلك ننصحه بمواجهة خوفه ومواجهة كلّ الأشياء التّي تولّد عنده قلقا وأفكارا وسواسية. ولكن ينبغي عليه أن يتنحى عن الإستراتجية الفاشلة التي استعملها طيلة حياته وهو الردّ على هذه الأفكار الوسواسيّة بأعمال متكرّرة قد تريحه في لحظتها ولكنّها تتكرّر بعد ذلك بمجرّد تعرّض الفرد للسياق الذي يثير عنده قلقا. ومثال وسوسة الصّلاة والوضوء عند المؤمن أفضل مثال لذلك فبقدر عودته للوضوء المتكرّر بقدر ما تعاوده الأفكار الوسواسيّة . 3ـ الاكتئاب: وهو من الأمراض الأكثر انتشارا في العالم. هذه الحالة النفسيّة التّي يفقد الفرد فيها الرّغبة في كل شيء يحبّه في الحياة. فالذّي كانت متعته في الصلاة لم تعد تثير عنده أيّ أحاسيس. والذّي كان الجماع الجنسي يثير عنده متعة كبرى لم يعد يرغب فيه، والذّي كان يتّقد حيويّة وحياة تصبح الحياة عنده لا شأن ولا معنى لها. في حالة الاكتئاب هذه يلجأ الفرد إلى حلّ جزء من مشكلته فيفشل وينتهي إلى خلاصة فكريّة بأنّه إذا فشل في هذه المرّة فلا فائدة في إعادة الكرّة فالنّتيجة معروفة مسبّقا.كما ورثنا في عصور الانحطاط، فالمثال يقول:  » شدّ مشومك لا يجيك ما أشوم منه »، « اللّي تعرفو خير من اللّي ما تعرفوش ». وأخيرا: » تقرأ أو ما تقراش المستقبل ما فمّاش ». هذه الشّعارات التّي أصّلت ورسّخت استراتجيّات الاكتئاب. يعبّر عنه ذلك بما يسمّى بالفشل المكتسب أو المتعلّم. فالمكتئب يكتسب و يتعلّم الفشل.وذلك أنّه جرّب أسلوبا أو إستراتجية لحلّ مشاكله . وجرّب ثانية وثالثة بنفس الطّريقة ونفس الأسلوب وبنفس النّظرة لنفسه و لغيره وللعالم، ولكن دون جدوى، المشكلة هي نفسها لم يتخلّص منها. فكان مآله الفشل. يمكن أن تقيس نفس الشيء على حالة الخوف والرّهاب من أيّ شيء . قد يعيش الفرد في معرض حياته صدمة معيّنة كمثل عضّة كلب في طفولته، فيصبح هذا الشّاب ينتابه الخوف كلّما رأى كلبا. مثال آخر: قد يوقد البخور لأوّل مرّة في موت أمّ الطفل فيصبح هذا الطّفل وحتّى بعد سنوات مرتعدا لمجرّد استنشاق البخور لأنّ ذلك يذكّره بالحادثة الأليمة. البخور هذه الرّائحة الطيّبة تصبح مصدرا للخوف والرّعب عنده وهو شّاب وبعد ذلك كهل. المشكل إذا ليس في الكلب ولا في البخور ولكن فيما يكتنف هذان العنصران من أحداث مفعمة بالآلام والاكتئاب .الإستراتجية المستعملة هنا هي الهروب من الشّيء المخيف وهي إستراتجية تثبّت المرض النّفسي .  في العلاج النفّسي نهتدي بالطّفل شيئا فشيئا إلى مواجهة هذه الأشياء التّي تخيفه وذلك بأن يعيش هذه الأحداث مرّة أخرى في خياله ولكن بمشاعر مختلفة وخاصّة نشعره بأنّ له القدرة على ضبط هذه المشاعر وتوجيهها والتّأثير عليها. علّمتني تجربة ربع قرن من الزمن في العلاج النّفسي أنّ السّبب الرئيسي       لأسر الإنسان لنفسه في مشكلة مزمنة هو أسر نفسه في إستراتجيّة واحدة لحلّ مشكلة ما . إنّ العلاج المعرفي هو أفضل وأهم العلاجات النفسيّة للاكتئاب يسعى إلى محاربة الأفكار السلبيّة التّي تولّد الإحباط ، وتغييرها بإستراتجيّة وأفكار أخرى. إنّ أزمة الذّّين لا يقدرون على استنباط أفكار وحلول واستراتجيات جديدة أنّهم حبيسون لما يسمّى بخارطة طريق معرفيّة مضطربة ولكنّها هي المحرّك الذّي يولّد في كلّ مرّة الاستراتجيّات الفاشلة لكلّ المشاكل المتشابهة . الخريطة المعرفية أو المنظومة الفكريّة:  schéma cognitif  تنشأ منذ الطفولة وتساهم التّربيّة إلى جانب الرّصيد البيولوجي والجيني في صقلها. هي المنظومة الفكريّة التّي يجيب بها كلّ فرد منّا حين تنتابه صعوبات. وهي عبارة عن درج يفتحه عقل الإنسان كلّما تعرّض لضغوطات في الحياة وهي مجموعة محدودة في العدد ولكنّها هي التّي تحدّد سلوكه مع نفسه ومع العالم. لقد حدّدها يونجYoung  في بعض عشرات من الخرائط المعرفيّة التّي اختلّت وظيفتها (انظر بقيّة الخرائط). ضمن هذه الخرائط المعرفيّة قد يكتسب الفرد خريطة أو خرائط اختلّت وظيفتها فتسبّب له إعاقات كبيرة في الحياة، مثلا فكرة أنّ العالم الخارجي خطير، ويجب الحذر منه ( فكرة أني اقترفت ذنبا لا أدري ما هو ولا بدّ أن أكفّر عنه، وحياتي مرهونة بهذا الذّنب الوهمي الذّي أعيش به ولذلك ليس لديّ الحقّ في السعادة). من الخرائط المعرفيّة التّي اختلّت وظيفتها ، فكرة الخير المطلق والشرّ المطلق وأنّه ليس هناك البين بين، فكرة الشّعور الواعي بأنّ الفرد ليس محبوبا بل هو لا يستحقّ الحبّ وينجم عنه الشّعور بالهجران والضّياع والعزلة والوحدة. هذه الخرائط المعرفيّة ليست واعية ولكنّها محدّدة في تفكير وسلوك الفرد. إنّ شعور رئيس جمعيّة أو حزب حين لا يقع انتخابه مرّة أخرى، بالغبن والعزلة والنّقص لهو يعبّر عن هذه الخرائط المعرفيّة التّي اختلّت وظيفتها والتّي يحيى بها هذا الرّئيس. فهو لا يتصور عودته كرجل عادي وطبيعي إلى جمعيّته أو حزبه،(كما رأينا عودة شيراك مثلا إلى شقّته بعد اثنا عشرة سنة حكم فيها خامس أكبر دولة في العالم)، وذلك لأنّه يحمل الخريطة المعرفيّة التّي اختلّت وظيفتها ألا وهي: »لا يمكن لأحد غيري أن يكون رئيسا ». يمكن أن نجد ذلك في العلاقات الزّوجيّة: فكثير من الخلافات الزّوجيّة وحتّى العائليّة هي ناتجة عن أسر الإنسان لنفسه في خريطة معرفيّة واحدة في أغلب الأحيان تكون مختلّة. حين يدخل الزّوج بيته، وتلاحظ الزوجة ملامح الغضب أو الامتعاض، إذا كانت هذه الزّوجة أسيرة لخريطة معرفيّة واحدة فهي ستقول أنّه غاضب عنّي ومعاتبي. أمّا إذا لم تكن أسيرة هذه المنظومة المتواترة والتّي تقيّم بها ملامح النّاس وسلوكهم وحتّى أقوالهم فهي قد تقول مثلا لا بدّ أنّ هناك من أغضبه في العمل أو ربّما من جهل عليه في الطّريق أو ربّما أتعبه العمل الشّاق طيلة اليوم، أو أنّ هناك تغيّر كامل في برنامج يومه إلخ … هذه امرأة ليست حبيسة الخريطة المعرفيّة التّي اختلّت وظيفتها. إن الخطر الكبير في انحباس الفرد في خريطة معرفيّة واحدة يفسّر بها كلّ أقوال النّاس وملامحهم ومشاعرهم قد يؤدّي به إلى المواجهة والعنف والكراهيّة وربّما حتّى الحقد. كيف ذلك؟ حين تقول هذه الزّوجة بينها وبين نفسها أنّ زوجي غاضب عنّي، في حين أنّي مسخرّة كلّ جهدي له ولأولاده، ولن يتوقّف ذلك الأمر عند هذا الحدّ ولكن ستستنتج استنتاجات خاطئة فتقول في نفسها: « إنّ هذا الرّجل أناني لا يرى إلاّ مصلحته»، وقد تتذكّر أحداث تزيد دعمها لهذا الموقف فتزداد غيضا وتقول:« إذا هو يكرهني ويريد فنائي فسأسبق بالهجوم قبل هجومه سأضربه أو أصفعه أو أهجره». كيف ينشأ الاختلال الوظيفي في الخريطة المعرفيّة؟ يمكن أن نقيس هذه الإستراتجيّة على مستوى العلاقات العائليّة: فالطفل الذي يعيش وسط بيئة عائليّة فيها كثيرا من الخلافات أو شقاق بين الأبوين، يتّّّذكّر في كلّ مرّة أمّه تقول: « لولاك لطلبت الطّلاق من زمن بعيد فأستريح من هذا العذاب». هذا الكلام يشعر الطّفل بالذنب وأنّ سبب شقاء أمّه أو أبيه هو وجوده. وهذا الشّعور بالذّنب قد يرافقه طيلة حياته. هكذا تؤسّس عند الطّفل هذه الخريطة المعرفيّة وهي أنّ وجوده داخل مجموعة يسبّب لها الشّقاء،عند ذلك يمتهن نفسه ويحقرها ويرضى بكلّ ما هو دوني في الحياة. وفي بيئته سيقدّم نفسه قربانا لهذه العائلة. سيكون هو الشّمّاعة التّي يعلّق عليها كلّ فشل واضطراب داخل العائلة. هذا الطّفل سيصبح أسيرا لهذه الخارطة المعرفيّة من نعومة أظفاره ويعيد تجديدها في علاقته الزّوجيّة والمهنيّة وحتّى مع أصدقائه وداخل المجموعات التّي يعيش وينضوي إليها. هذا الطّفل لا يستطيع أن يوجد لنفسه مكانة داخل مجموعة من أنداده نظرا لأنّ الخريطة المعرفيّة التّي أسّسها بطريقة غير واعيّة دعّمت له الفكرة التّالية « إنّني لا أستحقّ أن أكون بشرا نظرا لأنّّني سبب شقاء الآخرين». داخل العائلة الواحدة: يلعب الاختلال الوظيفي في الخريطة المعرفيّة دورا كبيرا في تفكيك الأسر وإيجاد الخلافات وحتّى العنف العائلي. تصوّروا أنّ أبا يعيش بخريطة معرفيّة اختلّت وظيفتها وقد سبق أن ذكرناها وهو أنّ العالم الخارجي عالم خطير. هذا الأب سيسجن عائلته طيلة حياته داخل هذه الخريطة، وبالتّالي داخل البيت فلن يجرأ على بناء علاقات خارجيّة مع الناّس لأنّ هؤلاء خطرون ويمكن أن يؤذوه في كلّ لحظة.تنغلق هذه العائلة على نفسها وتفتح أكبر باب على مصراعيه للعنف الدّاخلي والإهمال ولزنا المحارم تلك هي العائلات التي استطاعت الخريطة المعرفيّة التّي اختلّت وظيفتها عند ربّ البيت أن ينشرها في بيته وهي أن العالم الخارجي خطير. في ظنّي يمكن أن نوسع هذه النّظريّة لتشمل التّجمعات البشريّة والتنظيمات والعلاقة بين الأفراد داخل المجتمع والعلاقة بين المؤسّسات والمجتمع والعلاقة بين الحاكم والمحكوم. في التّنظيمات البشريّة: قد يتسلّل إلى هذه التنظيمات أشخاص خطرون للقيادة. والسلطة بطبعها تجتذب نوعيّة خاصّة من النّاس. فهي تجذب النّاس الذّين لهم رغبة بالحضور والتأثير والسيطرة بالعنف والكراهيّة وحتّى القتل. هذه الشّخصيّات التي تتسلّل للقيادة تملك في الظاهر قدرات كبرى في التّنفيذ والتنظيم. كما أنّه قد يهبها الله جسما وهامة ووجها جذّابا مع قدرة بالغة تجعله قادرا على سلب عقول النّاس ولكنّه سلب بأتمّ معنى الكلمة لأنّه يستعمل طرقا عدّة للتأثير على النّاس قد تصل إلى أساليب تشابه التّنويم كنبرة الصوت واعتماد الضّبابيّة في الكلام حينا إلخ. هذه الشّخصيّات لها ثقة كبيرة في نفسها ولكنّها ثقة مبالغ فيها، ثقة تبهر النّاس وخاصّة الذين يشعرون بعدم اكتمال الثقة في نفوسهم. هذه الشّخصيّات قادرة على تحريك عواطف ومشاعر النّاس بسهولة كبرى ولكن للأسف الشّديد هذا الوجه البرّاق في هذه الشّخصيّات يحجب عن النّاس مواطن ضعف كبرى في هؤلاء. فحبّهم للقيادة وحرصهم عليها ومتطلّبات شخصيّاتهم النّرجسيّة أو«paranoïaque » «الزّوريّة» لا يمكن لها أن تقف بهم عند هذا الحد ، وإذا كان من سوء طالع النّاس أن يكتشفوا الوجه القبيح في قيادتهم فإنه سيكون متأخّرا ، لأنّ هذا الأخير قد ضغط على زرّ آلات الاختلال الوظيفي في الخريطة المعرفيّة وهي التّالية: ·أنا الأفضل وأنا الأجدر بالاحترام. ·النّقد لتصرّفاتي يعني أنّني لست في المستوى. ·ينتهي بعد ذلك بتصفية منافسيه معنويّا أو جسديّا. إنّ القائد الذّي يحيى باختلال وظيفي في الخريطة المعرفيّة أيّا كانت رؤيته لنفسه أو لغيره أو للعالم ،  يقنع بها تنظيمه داخل هذه المجموعة فيحيون أسرى في ظلال هذه الخريطة سنوات طويلة. كربّ البيت الذّي يعيش باختلال وظيفي في الخريطة المعرفيّة كفكرة أنّ العالم الخارجي خطير يكرّس خطّا كاملا لحياته الأسريّة وأبنائه طيلة سنوات، ضمن هذه الخريطة بأسر كلّ أفراد العائلة داخلها. حين يشتبك المقدّس بالمدنّس أو المطلق بالخاص:  الأخطر من ذلك داخل التّنظيمات حين يتشابك فيها الجانب السّياسي والجانب الدّيني. ففي المخيال الجماعي للمسلمين قائدهم السّياسي هو قائدهم الدّيني، وقائدهم في المسجد هو قائدهم في الدّولة. هذا الخلط يجعل وضع التنظيمات السّياسيّة الإسلامية متشعّبا لأنّ السّياسة عمل اجتهادي يمكن أن يخطأ فيه الفرد أو يصيب. وهو ليس حكرا على أحد. كلّ مهتمّ بالسّياسة يمكن أن يتدرّج إلى مناصب عليا. انظر مثلا الوزير الأوّل السّابق لفرنسوا ميتران انحدر من عائلة مهاجرة وكان يشتغل عاملا في إحدى المصانع. أمّا القائد الدّيني فهو يصبح مربّيا فلذلك يكسو نفسه عباءة القدسيّة والهيمنة والوقار فبذلك يصبح من الصعب مناقشته بكلّ صرامة وانتقاده بشدّة نظرا لأنّه من المفروض يمثّل السّموّ نحو كمال الخلق والرّفعة. الجمع بين الصّنفين هو في نظري أبّد قيادات الحركة الإسلامية.    العمل السّياسي هو عمل اجتهادي بشري يمكن أن يخطأ فيه أيّ بشر مهما كان ذكاؤه ومهما كانت مواهبه والعمل التّربوي عمل يعطي لصاحبه والقائم عليه مكانة متميّزة بين صفوف التّنظيمات الإسلاميّة، ويجعله عملا ينزع منزع المتنزه عن الخطأ. لذلك يصبح نقد الرئيس السّياسي والمربّي في آن واحد أكثر صعوبة من نقد القائد السّياسي فقط. في اعتقادي أنّ العمل في مجال التّربيّة والثّقافة هو ليس من صلاحيات رئيس الحزب السّياسي، فمهمّة التربية يقوم عليها كثير من المختصّين، فالتّربيّة مجال شاسع يجب أن تتضافر فيه جهود الكثير من الاختصاصات. وفي الحقيقة يمكن أن يكون كلّ فرد داخل تنظيم هو مربّ لنفسه ولغيره. كلّ هذه الخاصيّات تجعل امتلاك قائد التّنظيم لخريطة معرفيّة اختلّت وظيفتها خاصّة داخل التنظيمات الإسلاميّة التّي يتداخل فيها الدّين بالسّياسي والسّياسي بالدّين والمطلق مع النّسبي والنّسبي مع المطلق يشكّل خطرا على المجموعة بأكملها،خاصّة داخل تنظيمات يجمع فيها القائد بأقوى سلطانين الدّيني والسّياسي. إنّ أسر القائد لنفسه في خريطة معرفيّة واحدة قد اختلّت وظيفتها عن نفسه  وعن الغير وعن المجموعات البشريّة يجعل هذه المجموعة تدور في حلقة مفرغة طيلة سنوات نظرا لأنّها ظلّت حبيسة لهذه الخريطة المعرفيّة اللاواعيّة لقائدها .   أردت بهذه المقدّمة أن أبيّن للقارئ الأداة العلميّة التّي استعملها في قراءتي للسلوك البشري سواء كان فردا أو زوجا أو عائلة أو مجموعة صغيرة أو تنظيما أو حتّى دولا. وهي في اعتقادي أن أسر الفرد نفسه في خريطة معرفيّة واحدة يفسّر بها حالته النفسيّة والعلاقات البشريّة وسير المجموعات الإنسانية هو أسلوب محنّط وهذا الأسلوب هو الذّي يجعله يكرّر الفشل في تجاربه مع هذه الدّوائر البشريّة. كيف يعالج المعالج النّفسي هذا الاختلال الوظيفي في الخريطة المعرفيّة عند الغير؟ يعتمد المعالج في ذلك على المراحل التّاليّة: 1)إنّ أوّل مرحلة هي أن يكتشف « المصاب » أو »المعاق » أو « المريض » الاختلال الكامن في ذهنه والذّي أعاقه طيلة سنوات عديدة، وجعله يكرّر التّجارب الفاشلة في حياته طالما هو يحافظ على هذا الاختلال. وقد يكتشف خللا وظيفيّا في واحدة أو أكثر من هذه الخرائط المعرفيّة. وللوصول إلى ذلك هناك تقنيّات. 2) في مرحلة ثانية نطلب من المريض تعليل هذه الخريطة المعرفيّة التّي اختلت وظيفتها وفهمها، وذلك بالعودة إلى التّجارب الطويلة في حياته ابتداء من طفولته وتربيته وتاريخ والديه وأجداده وربّما قبيلته. كلّ ذلك ساهم في دعم وتثبيت تلك الخريطة المعرفيّة. كيفيّة تغيير الاختلال الوظيفي في الخريطة المعرفيّة؟ تنقسم الخرائط المعرفيّة التّي اختلّت وظيفتها إلى نوعين: نوع يمكن تغييره تماما، وذلك بممارسة عكس ما تقتضيه هذه الخريطة المعرفيّة. فإذا افترضنا أنّ هذه الخريطة مفادها أن نوعا من البشر هو سيّءكان عصيان هذه الخريطة يعنى التّعامل مع هذا الصنف البشري الذي تحذّر منه تلك الخريطة. . وهناك من الخرائط المعرفيّة التّي لا يمكن عصيانها ولا تعديلها ولكن يتأقلم الفرد معها وذلك بأن يعيش في ظلّ هذه الخريطة بأقل ألم.  فالذّي يعتقد في خريطته المعرفيّة أن الحياة خارج وطنه عذاب وألم يمكن له أن يعيش خارج وطنه ويغيّر مشاعره بالتّأقلم مع واقعه الجديد. هذا النّوع من التّغيير يخصّ الخريطة المعرفيّة الثّابتة التّي لا يمكن زحزحتها في أغلب الأحيان فالذي هو مضطرّ بأن يعيش تحت سقف عائلة ليس له غيرها كذلك بالنسبة للذّي ليس له وطن آخر يعيش تحت ظلّه. هذا يعني أن البشر قد أودع فيه خالقه قدرة على التّأقلم سريعا.  ولكن قبل أن نشرع في إشكال التّغيير لهذه الخرائط ، يبدأ المعالج النّفسي بهزّ القناعات عند الفرد الذي اقتنع بهذه الخريطة المعرفيّة من زمن طويل، كأن   يسائله عن إيجابيّاتها وسلبيّاتها ، وماذا قدّمت له من خير وشرّ طيلة حياته، وماذا  يمكن أن يجد كبديل آخر لهذا التّفكير. ويشرع المعالج في تسيير أمثلة متعدّدة ومتنوّعة، الغرض منها أن يبحث للمصاب عن نفسه عن حلول أخرى واستراتجيّات أخرى خرائط معرفيّة أخرى غير التّي تعوّد عليها طيلة سنوات طويلة. يمكن أن نستدلّ بالقرآن الكريم في تعبير يعقوب عليه السّلام حين نصح أبناءه بأن لا يدخلوا من باب واحد ولكن من أبواب متفرّقة، وماذا يمكن أن نجد كدليل آخر لهذه الفكرة.   أسئلة تجبر المصاب لكي يعمل عقله مرارا لكي يشكّ في البداية عن مدى وجدوى إستراتجيته وحلوله ثمّ نساعده عن البحث عن حلول وإيجاد استراتيجيّات أخرى عندما يحابه مشاكل وصعوبات. إنّ عملي كطبيب نفسي منذ سنوات طويلة مع المستعصيّة عليهم مشاكلهم بدعوتهم إلى التّخلّي عن الحلول التّي جرّبوها طيلة سنوات ولم تفلح وأبقتهم في مكانهم وانغلقوا على أنفسهم ولم يتقدّموا خطوات إلى الأمام إذا لم أقل أنّ هذه الحلول قد جرت عليهم الويلات. هذا العمل هو مركزيّ لكلّ طبيب معالج للنّفس البشريّة. هو أن تقول للنّاس تخلّوا عن الحلول التّي جرّبتموها طويلا ولم تقدّمكم، هذه الحلول التّي أوهمتهم أنفسهم أنّها حلول.هذه الحلول التّي تختزن إستراتجية واحدة لا غير وخريطة معرفيّة واحدة قد اختلّت وظيفتها   كيف يمكن أن ننزّل ذلك على إشكالية العلاقة بين السلطة والحركة؟ إنّني بهذا الجهد أردت أن أهزّّ بعض القناعات عند النّاس وأردت بهذه الأدوات التّي أكرمني اللّه بها وعلّمني إيّاها منذ عشرات السّنين وهذه التّجربة التّي توفّرت لي وأن أساعد النّاس على تخفيف أو تجاوز مشاكلهم. أردت أن أساهم في حلّ معضلة العلاقة بين الحركة والسلطة في تونس. لقد انتسبت إلى الحركة الإسلاميّة منذ نعومة أظافري وأنا في السّادسة عشرة من عمري وكنت من السّابقين لهذا المنبر لأنّه في مشروع الحركة مشروعا إصلاحيّا للبلاد والعباد. واعتقدت أنّه بإمكاننا أن نقدّم شيئا لهذه البلاد من خلفيّتنا الإسلاميّة. وأذكر أنّه في بداية السّبعينات اجتذبت الحركة خيرة أبناء تونس. كنت أذكر أنّ الأوائل في كلّ الصّفوف العلميّة والأدبية كانوا منضمّين إلى الحركة في ذلك الوقت. اجتذبت الحركة ألمع وأذكى خيرة أهل البلاد، وحتّى إذا لم يمكن الفرد في الحركة لامعا في  التّحصيل العلمي، تجده أفضل فرد داخل أسرته فهو  أفضلهم خلقا وأكثرهم حلما وأشدّهم شعورا بالمسؤوليّة. وقدّر الله أن أعيش زمنا طويلا في الحركة في البلاد عايشت فيها تقلّبات فكريّة وسياسيّة متعدّدة وكانت الصدمة الأولى في حياتي هو اعتقالي من الجامعة على إثر تجمّع  داخل الحرم الجامعي وكنت في ذلك الوقت أول طالب إسلامي يعتقل في ديسمبر1979. وتمّ تجنيدي قسرا بعد ذلك إلى جهة نائية في البلاد طيلة سنة ولكن من فضل الله قد تمكنت من العودة لمواصلة الدراسة  في كليّة الطبّ بعد عام واحد. إنّ الفتنة الفكريّة التّي مرّت بها الحركة سنة 1981 وخاصّة في الجامعة جعلتني آخذ مسافة عن الحركة نظرا لأنّه لم يعد هناك ثوابت ترتكز عليها الحركة. عدت بعدها إلى الحركة من جديد في أواخر 1985 حين أفرج على المساجين وانتعشت الحركة فترة من الزّمن. غادرت تونس في 1987 لمواصلة اختصاصي في الطبّ، في ذالك الحين بدأت البلاد تدخل في دوّامة الصّراع على الخلافة. ومنذ ذلك الزمن، وأنا مهجّر، أتابع أحداث البلاد عن كثب والتّطوّرات التّي مرّت بها الحركة. أستطيع أن أقول أنّني أمضيت من عمري في الحركة و في المهجر أكثر بكثير ممّا أمضيته في الدّاخل. عشت انعكاسات أحداث 1987 ـ 1991 على أبناء الحركة في الخارج و في الدّاخل وذلك من أصداء ما تواتر عن أخبار البلاد. لم أكن أظنّ أنّه في يوم من الأيام سأعيش هذه الفترة الطّويلة من الزّمن منقطعا تماما عن بلادي ورائحة حقولها ومزارعها وسمائها الزرقاء. مضت سنين طويلة ومات العديد من الأهل والأقارب والأصدقاء ولم نهنأ بأن نلقى النّظرة الأخيرة عليهم. مرّت السّنين وحرمنا من أن نرى أبناء أهالينا يكبرون أمامنا ويستمتعون بقصص وتجارب خالهم أو عمّهم أو أخيهم أو قريبهم. لم أكن  أظنّ في يوم من الأيّام أن الحركة وتونس ستعيشان  مثل هذه المأساة الكبرى في تاريخهما، قتل العشرات ، سجن عشرات الآلاف عاشوا القهر والظلم والتعذيب  بكلّ أصنافه (راجع كتاب الإنسان المهدور والإنسان المقهور لمصطفى حجازي). مات من مات في السّجن ومات الكثيرون بعد خروجهم من السّجن وخرج المئات بإعاقات جسميّة ونفسيّة وذهنيّة. تشتّت كثير من العائلات، ذاق الأطفال والعائلات والنّساء الويلات. كانت تصلنا التّقارير عن الدّاخل ومن منظمات حقوقيّة عالميّة وكنّا لا نصدّق ما يقع في بلادنا إلى أيّ حدّ يفعل الإنسان بأخيه الإنسان. أذكر أنّني كنت وأنا في الخامسة عشر من عمري أتصفّح مجلّة المجتمع التّي تروي قصص مروعة عن النّاس الذين خرجوا من سجون مصر، بعد عشرين سنة من السّجن. لم أكن أتخيّل أنّنا سنعيش ما كنّا نقرأه في الصّحف منذ عشرين سنة أو أكثر. كان يخيّل إليّ أن هذا العهد قد ولّى ويجب ألاّ يعود إلى الأبد. أذكر كذلك وقد كنّا نعتمر في سنة 1981 مع مجموعة من الإخوة الذين كانوا مطلوبين للقضاء بتهمة الانتماء للحركة. كان أحدهم يهمّ بالعودة إلى تونس فأعترض له الشّيخ عبد الله عزّام رحمه الله وقال له:« لا ترجع أبدا يا أخي يجب أن تنتهي مهزلة أخيك في الله سبعة عشر أو عشرون سنة سجنا». وعدل هذا الأخ عن فكرته، وإذا بنا نحن نعيش ما اعتبره الشّيخ رحمه الله مهزلة. لم أكن أقرأ تلك التّقارير فقط ولكنّي شاهدت عيّنات كثيرة من اللاّجئين السّياسيّين التّونسيّين وقد أصابتهم عديد من حالات القلق النّفسي والاكتئاب وهم يكتمون آلامهم موكّلين أمرهم لله ولم يراجعوا أطبّاء نفسانيّين. هناك من أصابته أمراض أدّت بحياته كالسّرطان لم يعد إلى وطنه إلاّ مكفنّا. وهناك من بقي سنوات يطوف في أرجاء الأرض الواسعة باحثا عن مكان آمن، فلم يفلح إلاّ بعد أكثر من عشر سنوات بعد أن أغلقت في وجهه العديد من أبواب بلدان العالم. المأساة النّفسيّة للاجئين السّياسيّين التونسيين لم يكتب عنها إلاّ القليل. انظر إلى مقال كتبته في مجلّة » رؤى » عن سيكولوجيّة التّهجير. لقد عاش الكثير من أبناء الحركة في المهجر فترة اكتئاب طويلة لم يخرجوا منها إلاّ بعد خمس سنوات على الأقلّ بقوا يراوحون أنفسهم في مكانهم يتراشقون التّهم ويبكون حظّهم وشعورهم بالذّنب تجاه أصدقائهم الذّين تركوا لهم ساحة الويلات فبقوا يعانون الأمرّين. لقد كان الحوار خلال تقويم 1995 هو الذي أخرج جلّ أبناء الحركة من هذا الاكتئاب الجماعي الذي ظلّ فيه أغلبهم فترة أربعة إلى خمسة سنوات، كانت سنوات النّظر والتّأمل في الذّات وأحسب أنّ فترة الاكتئاب كانت طويلة وفوّتت علينا فرصا عديدة. أنا لا أشكّ أن أغلب أبناء الحركة كانت لهم ظروف ماديّة وإدارية صعبة ولكن كلّ ذلك لا يبرّر طول هذا الاكتئاب.فوّتنا على أنفسنا  مشاريع إستراتجية كان يمكن لنا أن نفكّر فيها ونبنيها . هذه المشاريع إلى يومنا هذا لم يشرع  في التّفكير فيها، هذه المشاريع التّي يمكن أن نخدم بها ليس الحركة ولكن بلادنا تونس. هذه المشاريع هي الإسهام الحقيقي في مشروع تقدّم الإسلام قي الغرب.  الاندماج الفاعل في مواطن الغرب. العلاقات الأكاديمية السّياسيّة. المشاريع التّجاريّة…    قلت ولازلت أقول أن طول مدّة المحنة في تونس والتّفكير فيها والتّعامل معها بنفس الخريطة المعرفيّة التّي اختلّت وظيفتها، وقد تكلّمت عن خاصيّتها، جعلتنا لا نسرع في إيجاد حلّ لهذه المعضلة. منذ عشرين سنة والخطاب السّياسي السائد هو  » ترقبوا الانفجار الاجتماعي في تونس »، « هذا النّظام عمره قصير »، لا أبالغ إن قلت أنّ هذا الخطاب السّياسي ساد منذ أكثر من ربع قرن فلم يزد إلاّ من عزلتنا واستطاعت هذه الأنظمة أن تجدّد نفسها من الدّاخل وتعيش طيلة سنوات. ووقعت انفجارات اجتماعيّة في السّنوات التّالية:1976، 1978،1981، 1984، 1987، 1991، 2006، ولكن وقع تطويقها والحدّ من أضرارها وتغيّرت وجوه في القيادة السّياسيّة ولكن ظلّ النّظام قائما على سياسته ومنهجيّته ولم يتغيّر فيه شيء. الكثير راهن على الغرب لكي يساعدنا على نشر الدّيمقراطيّة فإذا به ينجز أسوء مثال لكي نكره مشاريع الدّيمقراطيّة للغرب في بلادنا. وبقينا ننتظر الانفجار الاجتماعي أو الثّورة الشّعبيّة ولكنّه لم يتحقّق أيّ شيء من ذلك، بل بالعكس خسرت تونس وأبناءها أجيالا كاملة من المثقّفين والعلماء والطّاقات الهائلة. خسرت تونس عددا كبيرا من أفذاذها الذّين أمضوا سنوات طويلة في السّجن، أو على قارعة الطّرقات وخسرت تونس كذلك عددا كبيرا  من مفكّريها وطاقاتها في الخارج الذّين أصبحوا يمتهنون المهن اليدويّة أو التّجاريّة لكي تدرّ عليهم أرباحا لكي يقتاتون بها. فصل عن تونس عدد كبير من أبنائها وأبناء أبنائها وتربوا في بيوت أخرى يعانون الأمرّين لكي يجدوا لأنفسهم موقعا وموطأ ومستقبلا فيها. صحيح أنّ هذا الواقع لا يختلف كثيرا عن واقع كثير من البلدان العربية مع بعض التّحفظ، فتجربة الإسلاميّين في اليمن والمغرب، والسّودان والكويت والأردن وغيرها لم تكن بهذا العنف وهذه الجراح الكثيرة. إنّ الآثار النّفسيّة والاجتماعية والاقتصادية ستبقى عالقة ما لم تتمّ مصالحة حقيقيّة في البلاد.   ما هي التّوجّهات الفكريّة الآن داخل الحركة في المهجر؟ في الحركة – وفي المهجر بالذات-  توجد الآن وجهتان وتيّاران في ظنّي متباينَين: تيّار يؤمن بأنّ المصالحة تأتي بالمغالبة والضّغط والاحتجاج الشّعبي. وتيّار يؤمن بمدّ الجسور مع السّلطة والتّنازل عن بعض حقوق الحركة وإمكانيّة العمل السّياسي والثّقافي في السّقف الذي تحدّده السّلطة الآن. التيّار الأول هو الذي ساد طيلة عشرين سنة، بقيت الأفراد تنتظر طيلة هذه المدّة الانفجار الاجتماعي في تونس وتنتظر الثورة داخل البلاد.  بقي هذا التيّار سلبيا جدّا إزاء السلطة، مستحضرا ما أصاب الحركة من ويلات ومؤمنا بأنّ هذا النّظام لا يصلح ولن يصلح. هذا التيّار يؤمن بالحلّ الشّامل لمشكلة الحركة في إطار حلّ سياسي، بينما يعتقد التّيار الثاني أن الحلول الجزئيّة قد تؤدّي إلى حلّ كامل أو شبه كامل .تيّار المغالية والممانعة تيّار في اعتقادي أقلّ من التيّار الثاني رغم أنّه يمثّل الخطاب الرّسمي للحركة كما أن هذا التيّار يعمل على كبح جماح الرؤية الثّانية إن لم نقل يحاول تكميمها. التّيّار الثّاني يؤمن بالحلول المتدرّجة وإمكانية التّنازل المؤقّت عن بعض حقوق الحركة، في ظنّي أنّ هناك كثير  من أبناء الحركة لم يقولوا كلمتهم بوضوح في هذا الموضوع . إنّي أعتقد أنّ الحركة أخطأت منذ زمن طويل حين اعتمدت منهج الوفاق » المغشوش » لمحاولة جمع أفكار متناقضة أدّت في الآخر إلى فشل ذريع ومآلات خطيرة . منهج الوفاق « المغشوش » لن يخدم الحركة ولن يقدّمها. إنّ محاولة العمل على جمع المتناقضات في بعض الأحيان ومحاولة التّحرّك في كلّ المجالات هو فكر خاطئ يجب مراجعته.ما ضرّ أن تكون هنا حركات إسلاميّة ما ضرّ أن تكون هناك حركات سياسيّة إسلاميّة متنوّعة؟ ما ضرّ أن تترك الحريّة للتّونسيّين جميعا للانخراط في أيّ حزب سياسي بما فيه الحزب الحاكم؟ إلى متى تبقى الحركة هي حركة الثّقافة و الدعوة والنّقابة والسّياسة والفكر والفنّ والعلم؟ ما ضرّ أن يكون هناك حزبا سياسيا على شاكلة حزب حركة المجتمع من أجل السّلم؟ دع النّاس يختارون بحريّة. لمَ لا يكون لنا نحناح رحمه الله وعبّاس مدني وجاء باللّه؟ إنّ الخارطة المعرفيّة التّي سادت الحركة طيلة أكثر من عشرين سنة هي الخارطة التّي اختلّت وظيفتها وهي  التّي تعتقد أن هذا النّظام لا مجال للحوار معه ومحاورته. في الحزب الحاكم أناس وطنيّون ومخلصون اختاروا الإصلاح ضمن ذلك الإطار رغم علمهم بكثير من الفساد داخل الدولة. في أجهزة الدّولة والمؤسّسات هناك كثير من الخيّرون والأفاضل قابضون على الجمر يعملون من أجل الوطن. هناك إطارات علميّة ومهنيّة وغيرها مخلصة وصادقة تعمل بجدّ وإخلاص لا يمكن لنا أن نقطع بالقول بأنّ كلّ ما فعل في تونس هو سيّئ وخراب. لم يهاجر إلى الخارج الآلاف من الأطبّاء التونسيين كما هاجروا من سوريا والجزائر والعراق. لقد انتابني ألم شديد لما علمت أنّ عدد الأطبّاء الجزائريين والسوريين قد يبلغ 10000 طبيب فضلا عن كلّ أصحاب الشّهادات الأخرى. يحضرني في هذا المقام ملاحظة دوّنتها عالمة النّفس الشّيليّة  « أنّا فاسكاس »،   تلك الأستاذة الجامعيّة التّي هاجرت من موطنها الشّيلي في ظلّ دكتاتوريّة  « بينوشي » . هذه العالمة عاشت فترة من الزّمن في أوروبا تدرس الانعكاسات النفّسيّة للتهجير على أبناء وطنها. هذه المرأة قابلت في يوم من الأيّام بعد سنوات عديدة من التهجير امرأة في مقتبل عمرها فسألتها من أيّ بلد هي وأين تعمل فأجابتها بأنّها من تلاميذها، درست عندها. وهي الآن أستاذة جامعيّة بنفس الجامعة التّي غادرتها منذ سنوات. علّقت » أنّا فاسكاس » على هذه الحادثة قائلة تلك هي السّلطة الحقيقية التّي تلاشت بين أيدينا نحن اليساريّون    في الشّيلي. لقد عملنا طيلة سنوات لنكسب رهان السّلطة فخسرناها وغبنا عن كلّ مواقع القرار والتّنفيذ وعشنا مهاجرين في أطراف العالم نبحث عن مواقع   لنا بينما نسينا أنّ أكبر سلطة وأكبر تأثير هو تواجد كلّ فرد في موقعه في بلده الأستاذ الجامعي في جامعته والمعلّم في مدرسته والعالم في مصنعه…        لم تقع في تونس مواجهات دمويّة قتلت عشرات الآلاف من النّاس وأحرقت الأشجار والغابات .لم يؤل الإسلام في تونس كما آل إليه الإسلام في روسيا أو تركيا في عهد  أتاتورك. هناك مؤشّرات على تقدّم اقتصادي رغم أنّه يشوبه خلل. سمح لجمعيّات حقوقيّة بالنّشاط داخل البلاد، أعفي على العديد من المساجين رغم أنّها كانت خطوة متأخّرة. هذه الخريطة المعرفيّة المختلّة الوظيفة صاحبتنا طيلة عشرات السّنين، وفي كلّ مرّة نجابه المشاكل بنفس آليتها وحلولها ولكنّها فشلت. لم تعد تونس تحتمل تواصل هذه المأساة. يجب أن تبقى تونس لكلّ التّونسيّين باختلاف توجّهاتهم الفكريّة. يجب رفع شعار: (لا  مجال لتكرّر هذه المأساة مرّة ثانية)   « Plus jamais ça » لن نسمح العودة إلى هذا الماضي الذي ذهب ضحيّته جيل كامل أهدر طاقته وخلف آثارا سلبيّة على الأجيال المقبلة.  لقد قلنا أنّه يجب أن نسعى جادّين وبدون تردّد وبكلّ قوّة نحو المصالحة ونحو مدّ الجسور للحوار مع السّلطة. لا بدّ لنا أن نعترف بأخطائنا في مواقع عدّة في عملنا ويشفع لنا أنّنا كنّا مخلصين لم نتورّط في قضايا خطيرة لم تطلق الحركة ولو رصاصة على جندي.   تقييم الحركة سنة 1995جيّد ولكنّه يجب أن يضاف إليه أشياء أخرى تتضمّن رؤيتنا المستقبليّة لموقع الحركة في البلاد. كيف ستكون؟ هل على شكل جمعيّة ثقافيّة أو غيرها؟ ما هي الضّوابط القانونيّة لذلك؟هل من الضّروري أن يتشكل حزب سياسيّ باسم الحركة؟ كيف يمكن لأبناء الحركة والأجيال  المستقبليّة المساهمة في الحياة السّياسيّة والاقتصادية والثّقافيّة في البلاد؟ أمّا أنا فمن وجهة نظري الشّخصيّة يجب أن يحدث في حركتنا كما حدث في تركيا. ليكن حزبا سياسيّا مستعدّا للعمل ضمن  قانون الأحزاب الحالي على الرّغم من النّواقص فيه. حزب  » براغماتي » يصبو للعدالة والتّنمية. وليكن حزب آخر يؤمن بالعولمة والشّموليّة، حزب من حقّه أن يرفع شعارات كبرى إسلاميّة،لا أدري هل يمكن تطبيقها في الظرف الرّاهن وأحزاب أخرى؟ أليست العدالة الاجتماعية هدفا رئيسيا لأجله بعث الله رسله إلى النّاس جميعا عبر القرون الماضية؟ ألا يكون تحقيقا للعدالة هو تحقيق لمطلب رئيسي لما يصبو إليه الإسلام؟ ما هو المطلوب؟   ← من الحركة:      • أن تتّخذ خطوات جادّة وسريعة نحو الحلّ بمبادرات حقيقيّة بالمطالبة بالحوار مع رئيس الدّولة أو أيّ شخص تفوّضه السّلطة يكون فيه الحوار جادّا وصريحا.     •أن تطمئن الحركة السّلطة بأنّ رغبتها حقيقيّة في طيّ هذا الملفّ نهائيا وطيّ آثاره وأن يستعيد كلّ فرد من الحركة في الدّاخل والخارج موقعه في بناء تونس اقتصاديّا وفكريّا.    • أن تبدي استعدادا للعمل داخل الأطر القانونيّة.    • أن تتحلّى بخطاب يقرّب ولا يبعد بين الطّرفين وبأنّ نقول للمحسن إذا أحسن  أحسنت وإذا أساء أسأت. ← من السّلطة:    • أن تبادر بالإفراج عن بقيّة كلّ المساجين السياسيين وعودة كلّ المغتربين.      • أن تكفّ عن الرّقابة الإداريّة لكلّ المسرّحين.    • تمكين المسرّحين من العمل و التّداوي والسّفر وهذه من أبسط حقوق المواطنة.    • إيقاف كلّ تتبّعات عدليّة في حق كلّ المعارضين السياسيين.    • التوقف عن تفويض الكلام باسمها لأطراف إعلاميّة متطرّفة لا تنتج إلا الأحقاد أو الضّغينة لدى  الطّرفين. هذه الخطوات الأوّليّة والمستعجلة التّي يجب أن تتلوها خطوات بنّاءة في نفس الاتجاه. الملف الإنساني مهم ومهم جدّا لتتحسّن الأوضاع الصحيّة والنّفسيّة والماديّة لكلّ الذين شملهم الضّيم.  أن يعود كلّ مغترب إلى أرض وطنه بعد غياب ما يقارب العقدين من الزّمن أمر مهم جدّا. كذلك  في العودة روح التّواصل بين أفراد أبناء هذه البلاد. إنّ تونس اليوم في أمسّ الحاجة إلى مصالحة صادقة وحقيقيّة بين كلّ أبناء وطنها ، بين الحاكم والمحكوم، بين القويّ والضّعيف بين الضّحيّة والجلاّد. ظهور مجموعات العنف هذه هو مؤشّر سيء لمستقبل البلاد وأسوء منه هو التّعامل الأمني فقط مع هذه الظّاهرة. مصر عاشت ظاهرة العنف هذه ولكن عالجتها بكلّ الأشكال الأمنيّة، القضائيّة، وخاصّة منها الثّقافيّة والسّياسيّة ممّا حدا بمجموعات العنف إلى المراجعة الشّاملة لأفكارهم. السعوديّة كذلك عاشت نفس الظروف والجزائر. رغم أنّ المعالجات هذه بقيت منقوصة فنحن في بلداننا في أمسّ الحاجة إلى حريّة التّعبير والتّفكير والتّنظّم. أعجب كلّ العجب حين كان يخطب «لوبان» أمام النّاس خطابا متطرّفا عنصريّا شاذّا ولكنّه لم يكن يمنع من الكلام لأنّ الدولة الفرنسيّة هي على ثقة كبيرة في وعي وذكاء المجتمع الفرنسي، « لوبان» الآن لا يتجاوز 5% من مجموع الأصوات يجب  أن لا نخاف من  أعطاء الكلمة لكل النّاس ليعبروا عن أرائهم  ولو كانت متطرّفة. إن المعالجات الأمنيّة  للظّواهر  الفكريّة الاجتماعية النّاتجة من الكبت في الحريّة لن تجعل من هؤلاء إلاّ  شهداء وأبطال ويتجذّّر العنف في بلادنا لا سمح الله. أملي أن تتخلّى السّلطة التّونسيّة كما تتخلّى المعارضة على الخرائط المعرفيّة المختلّة الوظيفة. وأن يلجأ كلّ طرف إلى فتح استراتجيّات متعدّدة وحلول متعدّدة وليس الإصرار على هذه الخرائط المعرفيّة  التّي جرّبتها من سنوات طويلة ولكنّها لم تزد المشاكل إلاّ تعقيدا. أملي أن يكون مقالي مفتاح خير لكثير من الحوار البنّاء. رجائي ألاّ تكون الخرائط المعرفيّة ثانية، هي التّي ستفسّر مقولتي في اتّجاه سلبي. لم أقصد بكلامي أيّ طرف أو شخص ما ولكن كان توجيهي للخرائط المعرفيّة أساسا للطّرفين في المعادلة. أرجو أن يهزّ كلامي قناعات ثابتة عند عدّة أطراف باتت ثابتة على خريطة معرفيّة منذ سنوات طويلة. كلّ بني آدم خطّاء وخير الخطاءين التوّابون. واللّه من وراء القصد.       الدّكتور أحمد العش طبيب نفساني ومعالج نفسي.  


برقية مضمونة الوصول الى السيد الجورشي أفْصِحْ ماذا تريد يا استاذ الجورشي من مقالاتكم الغير بريئة؟؟ تحيّة تليق بمقامكم وبعد،

 

 
قبل أيام قلائل  اطّلعتُ على مقالٍ لكُم في نشريّة تونس نيوز تحت عنوان: الناشط والوزير محمد الشرفي كما عرفته وهو في شكل تأبين للهالك السالف الذكر وهذا من حقك. بعدها بقليل كتبت مقالاً آخر بعنوان:تونس،انقسامُ الإسلاميين حول مسألتي العودة والمصالحة. واليوم انتبهت الى وضعيّة الشيخ مورو وكتبتَ: هذا الرجل أخرجوه من عزلته الإجبارية الأستاذ الجورشي اسمحلي أن أسألك هذه الأسئلة راجيا منك ~وأنت مهتم هذه الأيام بملف النهضويين~ أن تجيبني عنها. 1.ما سرّ اهتمامك بملف حركة النهضة هذه الأيام؟ 2.كيف جمع قلبك حبين في نفس الوقت:صديقك الهالك الشرفي و الأستاذ الشيخ مورو؟ 3.تقول أن كوادر من حركة النهضة رجعوا الى تونس وقوبلوا بحفاوة في المطار، من أخبركم بذلك وهل باستطاعتكم أن تقول لنا من هم وكم عدد هؤولاء الكوادر؟ 4. ما سرّ جمعكم لمقالاتٍ تناولت جملة من المواضيع تراوحت بين تأبين الأموات والتعاطف مع قضايا الأحياء  وصولا الى الإرادة الجامحة من أجل إخراج الشيخ مورو من العزلة، هل من تفسير لذلك؟ 5.دافعت عن الهالك صديقك الشرفي ، واليوم يحزنك وضع الاستاذ مورو؟ هل باستطاعتك الإجابة ان كان صاحبك الأول هو من ساهم في عزل الثاني؟ والشكر اللائق بمقامكم لكم سلفا. بوعلام بالسايح


طوابير أمام السفــــارات

 
كمال بن يونـس مشاهد الصفوف (‘الطوابير’) تعجبي كثيرا.. انها دليل على كون الشعب نضج وأصبح يحترم بعضه.. ويرفض سيناريو ‘المجاوزة’ الممنوعة.. و’الترسكية’.. وابعد ابعد من قدامي.. لكن الطوابير الطويلة امام بعض أبواب السفارات الاوروبية تزعجني كثيرا.. خاصة عندما يكون الطقس ممطرا.. أو حارا جدا مثلما هو الامر في اليومين الماضيين.. وفي بعض ايام الصيف في بلادنا تفوق درجات الحرارة وقساوة رياح الشهيلي كل التقديرات.. ورغم ذلك ترى الجمهور مطالبا بالاصطفاف خارج القنصليات طوال ساعات في اليوم الاول لتسليم مطلب التاشيرة.. وفي اليوم الموالي لاستلام جواز السفر.. وتلقى الجواب.. الذي قد يكون سلبيا.. لماذا هذه المعاملة للمترشحين للسياحة ولانفاق اموالهم في اوروبا بينما يستقبل السياح الاوروبيون في بلداننا دون تاشيرة.. وأحيانا دون جواز سفر؟ لم لايسمح لهؤلاء بالانتظار داخل بهو السفارة بعد التثبت في هويتهم عوض ‘الرمي بهم’ في الشارع؟ بعض القنصليات والسفارات بادرت بتخصيص قاعات مكيفة مجهزة بشاشات تلفزة للزوار والمترشحين للــ’ الفيزا’.. فلم لا تعمم التجربة؟ ولم لا تفتح تلك القاعات صيفا للواقفين على الجمر.. على الرصيف.. طوال ساعات.. تحت لفحات الشمس صيفا.. ونفحات البرد شتاء؟؟ إن بناء الفضاء الاوروبي المتوسطي لا يتحقق عبر ترديد من الشعارات.. بل عبر اجراءات بسيطة لكنها معبرة تحقق الاحترام المتبادل بين الشعوب والدول.. (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 جويلية 2008)

 

مهرجان قرطاج يأمل في بناء جسور جديدة لاستمالة جمهوره

 

 
كشف المشاركون في مهرجان قرطاج الدولي عن أحدث البرامج لواحد من أقدم وأثرى مهرجانات الفن في إفريقيا والعالم العربي آملين من خلاله تعويض الجمهور عن دورات الحدث الباهتة في السنوات الأخيرة. تقرير منى يحيى وجمال عرفاوي من تونس لمغاربية يشارك في الدورة الأربعة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي التي تنطلق يوم الجمعة 11 يوليو وتتواصل إلى منتصف غشت العديد من الفنانين والموسيقيين من المغرب الكبير والمنطقة العربية وأوروبا. وتنطلق الدورة 41 من مهرجان قرطاج الدولي بعرض شبابي ضخم تحت عنوان ‘لمة وزهو من تونس’، وهو عرض يضم أكثر من 1000 مشارك يستعرضون مواقف من الحياة اليومية في تونس في الأسواق والمقاهى والحافلات والشواطئ يختلط فيه الغناء بالمسرح. وبحسب سمير بن يحي، مدير المهرجان، فإن العرض الذي يستمر 90 دقيقة ‘سيكون مزيجا لمشاهد حية يختلط فيها الجد بالهزل’. ويُقدم العرض مواقف طريفة من الحياة اليوميّة في إطار حالم خلال فصل الصيف وعلى امتداد الموسم وخلال شهر رمضان يقوم بأدواره ممثـّـلون مشخّصون وعازفون ومجموعات رقص يصّورون مشاهد حيّة وقال إن العرض يجسد حبّ الانتماء إلى الوطن ومفاهيم الحوار مع الشباب. وبخصوص سؤال توجهت به مغاربية حول أسباب التركيز على الشباب في عرض الافتتاح يقول يحي ‘إن الشباب مكون أساسي من المجتمع التونسي و…لا بد من التركيز على قضاياه’. وأوضح المخرج المسرحي سليم الصنهاجي هذه الفلسفة بتفصيل. ويقول في تصريح لمغاربية ‘ما خفي في هذا العرض كان أعظم، لأن كل قضايا الشباب سوف تطرح في جو من المرح وهذا لا يعني تمييع القضايا بل التطرق إليها من جهة المسرح والفن’. ووضعت الحكومة التونسية سنة 2008 تحت شعار سنة الحوار مع الشباب. وتقوم في كل الجهات باستشارات شبابية للتعرف على مشاكل الشباب كالبطالة والتعليم وممارسة الأنشطة الرياضية. مُنظمو المهرجان يأملون في استهواء الجمهور من جديد في أعقاب انتقادات واسعة النطاق إزاء اختيار الفنانين في الدورات السابقة. علُقت دلال بن بشير وهي في الأربعينات من عمرها على برنامج هذا العام بالقول ‘ربما أعود هذه الصائفة إلى قرطاج فهناك أسماء محترمة مثل نور مهنا أو صابر الرباعي. ولكن إحقاقا للحق فأنا لست متأكدة من أني سأفعل ذلك. فمهرجان قرطاج فقد بريقه منذ سنوات منذ أن أصبح من هب ودب من فناني المطاعم يصعد فوق خشبته’ . وينقسم جمهور قرطاج بين دعاة الفرجة والطرب دون التأكيد على المضمون مقابل المطالبين بالفن الرفيع غير الشعبوي. فحسب مختار بن منى فإن مهرجان قرطاج أمامه فرصة هذا العام للتأكيد على أنه مهرجان عالمي وتساءل مختار كيف يمكن لهذا المهرجان الذي استقبل قبل عقود فنانين عالميين من الوزن الثقيل ليقبل اليوم بمطربي المطاعم الشرقية’. وفي تصريح لمغاربية قال الناقد الفني حسن بن أحمد ‘أعتقد أنه بإمكاننا أن نطلق على دورة هذا العام دورة المصالحة أي مصالحة الجمهور مع قرطاج ومصالحة قرطاج مع الفنانين الحقيقيين’. وتستهوي الجميع ومن مختلف الأعمار. لا أعتقد أن أي واحد منا سوف لن يجد ضالته في برمجة هذا العام بما في ذلك الشباب’. وخصصت وزارة الثقافة التي تدعم مهرجان قرطاج الدولي ميزانية خاصة قدرها المنظمون بنحو واحد ونصف مليون دينار، علما أن أسعار تذاكر الدخول تتراوح ما بين الثمانية دنانير و20 دينارا. وكان الرئيس التونسي أكد خلال لقائه يوم الإثنين 15 يونيو وزير الثقافة والمحافظة على التراث، على ضرورة إعطاء الأولوية للمبدعين والفنانين التونسيين في التظاهرات الكبرى التي تقام في تونس ولكن ‘مع ضرورة الانفتاح على الفنون والثقافات الأخرى’. ومن بين الفنانين الذين سيشاركون في دورة هذا العام صابر الرباعي ونور مهنا وماجدة الرومي وشون بول وعدد كبير آخر. (المصدر: موقع ‘مغاربية’ (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 9 جويلية 2008)

 

توفيق الحكيم بلهجة الجنوب التونسي بمسرحية «انكشفت الأوراق»

 
تونس – صالح عطية انتهى مركز الفنون الدرامية والركحية بمحافظة قفصة (450 كلم جنوب غرب العاصمة التونسية)، من إعداد مسرحية من النوع الكوميدي النقدي، تحمل عنوانا مثيرا وموحيا هو ‘انكشفت الأوراق’.. يقوم بدور البطولة في هذه المسرحية، التي يتجاوز توقيتها الساعتين ونيف، الممثل المتألق وخبير المسرح في تونس، عبد القادر مقداد، إلى جانب مجموعة من رفاق دربه المسرحي، على غرار لطيفة القفصي وحمزة بن داود ومحمد مالك، ممن أنجزوا معه بعض روائع المسرح التونسي خلال فترة الثمانينات. وتعالج المسرحية قضايا الاستغلال والمحسوبية والبطالة والبيروقراطية، وهي من الظواهر التي أخذت في التفشي في البلاد منذ سنوات عديدة، مخلفة انتقادات وحالة امتعاض كبيرة في أوساط المواطنين والرأي العام التونسي. ويستعدّ فريق المسرحية، التي أخرجها الفنان المسرحي مراد كرّوط، في أول عمل له مع الممثل عبد القادر مقداد، للقيام بجولة يتوقع أن تطول عددا كبيرا من محافظات البلاد خلال الصائفة الحالية. اللافت للنظر في هذا السياق، أن أكثر من مهرجان صيفي، تهافتوا على الفوز بعرض لهذه المسرحية، لاسيما أن تجربة مسرح الجنوب بقفصة، تعدّ الأكثر إثارة وجدية بين التجارب المسرحية التونسية، وقد لاقت استحسان الجمهور في جميع الأعمال المسرحية التي عرضتها، مثل ‘حمّة الجريدي’ و’فئران الداموس’ و’عمار بالزّور’ و’أبو القاسم الشابي’، وغيرها. وعرف عبد القادر مقداد في أعماله المسرحية، بمعالجة قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية تنطلق من هموم الناس ومشاغلهم، معتمدا على ‘اللهجة القفصية’ (نسبة إلى محافظة قفصة)، بروح مرحة وبسخرية مستوحاة مما يتوافر عليه سكان الجنوب التونسي من قدرة على النكات والملحة، وهي أحد الخصوصيات الرئيسة لمحافظة قفصة.. الحكيم بلهجة الجنوب التونسي وقال الفنان المسرحي، عبد القادر مقداد، في تصريح لـ الشرق، إن مسرحية ‘انكشفت الأوراق’، التي تعدّ الأولى في تاريخ إنتاجات مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة، من حيث النص وكيفية الإخراج، هي ‘من اقتباس لمسرحية ‘أريد أن أقتل’ للعبقري الراحل توفيق الحكيم’.. مشيرا إلى أن المسرحية تمت مراجعة نصها و’ترجمتها’ إلى اللهجة القفصية، ضمن رؤية ثقافية وإيديولوجية لا تخلو من النقد الساخر، لكنه الجادّ والهادف، على حدّ تعبير مقداد. ولفت خبير المسرح التونسي، إلى أن مسرحية ‘انكشفت الأوراق’، ‘ستمثل بداية توجه جديد في التعامل الفني مع نصوص مسرحية عربية عميقة فكريا، ولكنها مكتوبة باللغة العربية، على أن يتم ‘تحويلها’ إلى ما عرف بـ ‘المسرح الشعبي’. ويرى ملاحظون، أن مسرحية ‘انكشفت الأوراق’، ستكون ‘خبطة المهرجانات’ الصيفية لهذا العام، في ضوء المخزون المسرحي الذي تتوافر عليه الفرقة المسرحية بقفصة، ورغبة الممثل عبد القادر مقداد في الثأر لنفسه من المسرح، بعد أن لبس خلال السنوات الماضية جلباب المخرج والمدير المسرحي. (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 9 جويلية 2008)


 
 

المسرحي المنصف السويسي: لا يوجد تونسي يوازيني بخبرتي المسرحية

 
تونس – الراية – إشراف بن مراد تمثل مسرحية النمرود صرخة احتجاج ضدّ الظلم ودعوة للحرية التي لا يمكن أن تتقدّم الشعوب دونها. وقد اعتمد فيها الكاتب الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الميثيولوجيا واعتمد المخرج المسرحي المنصف السويسي موسيقي حيّة تمّ تأليفها بالتوازي مع التمارين علي خشبة المسرح. وقد لقيت المسرحية تنويها كبيرا من النقاد والمسرحيين التونسيين والعرب. واعتبرت ولادة جديدة لمنصف السويسي الذي كان من أوائل المسرحيين التونسيين الذين حققوا حضورا عربيا لافتا منذ السبعينات وقد كان اختياره لعضوية الهيئة العربية للمسرح تتويجا لمساره المسرحي الذي يختزل سنوات من الإبداع والتأسيس من الفرقة الكائنة في ولاية بالكاف إلي المسرح الوطني إلي المدرسة التطبيقية لمهن الفنون الدرامية المسرحية بالكاف إلي أيام قرطاج المسرحية. عن مسرحية النمرود، يقول المخرج المسرحي المنصف السويسي: مؤلف المسرحية هو سمّو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وهو رجل استثنائي يمثل الكاتب الحاكم والتعامل مع كاتب حاكم هو تعامل خاص وقد حصل لي الشرف بترشيحي من قبله شخصيا واختياري لأكون مخرجا لأحد نصوصه وهو النصّ الخامس الذي كتبه. أما البقية فتمّ إخراجها من طرف كبار المخرجين العرب من مصر والعراق… وأنا محظوظ بالتعامل معه لأنه حاكم وأديب ومفكر وفيلسوف ويؤمن بدور الثقافة والفنون في بناء الحضارة وخلق التوازن المجتمعي . وعن أهمية دور الممثل في نجاح المسرحية، يقول السويسي: الممثل هو الأساس في أعمالي ولكني اشركت في هذا العمل أيضا المشاهد فهو روح المسرح لأنّ كلمة المسرح تتكون من نص وإخراج وسينوغرافيا ومؤثرات سمعية. وهو يتكون أيضا من إرسال وتقبل المرسل هو المواطن الممثل أو المسرحي والمتقبل هو المواطن المتفرج وهو اللقاء في إطار الاحتفالية والاحتشاد للمسرح . وقد أكّد السويسي أن المسرحية ستعرض في بداية الموسم الجديد بمناسبة احتفال بلدية تونس ب 150 سنة من تأسيسها وذلك في إطار التشجيع والدعم من البلدية للمسرحيين وللمسرح الراقي. وفي إطار دعم وزارة الثقافة للتبادل الثقافي والتعاون سيكون العرض في المسرح البلدي خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر القادم. وذلك بعد تقديمها في المغرب بالرباط والجزائر وسوريا والأردن ولبنان. وعن عمله الثري الذي قدمه في البلدان العربية، يقول المخرج المنصف السويسي: لا يوجد تونسي عمل مثلي في تلك البلدان. لقد قدمت 6 أعمال مسرحية في مصر وحزت علي إعجابهم وهذه الأعمال هي يا ثروة في خيالي و اللي يتقال واللي ما يتقالش و البلاد تطلب أهلها و واقدساه و مدينة نمرود . وبالتالي لا يوجد تونسي معروف له مثل هذا الإنجاز الإبداعي في الخارج . ويوضح السويسي قائلا عن ألوان مان شو: ألوان مان شو هو نوع من أنواع المسرح ولون يجب أن يوجد ولكنه لا يجب أن يصبح هو الطاغي وطاحونة الشيء المعتاد دون مضامين فكرية مهمة . أنا مع ألوان المسرح شريطة أن تكون الأعمال راقية ومتفوقة لان التنوع دليل علي صحة المسرح في البلدان الأوروبية يوجد كل أنواع المسرح من الكلاسيكي القديم إلي المليودراما إلي الكوميديا. المسرح مسارح ولكل مسرح جمهوره . وعن وضع المسرح التونسي، يقول السويسي: … المشكل يكمن في تغلغل المسرح في المدينة وفي العلاقة العفوية بين المسرح ومجتمعه نحن لنا جمهور مسرحي مناسباتي وينقصنا الركح والتجهيزات والحضور اليومي للفنّ الرابع بين الناس.. يجب أن يكون في المتلقين جمهور يتذوق كل أصناف الفرجة المسرحية وأنماطها… وعندما يصبح لها هذا المتذوق ويصبح ارتياد دور المسرح من قبيل التقاليد ويحس المواطن بضرورة المسرح في حياته ولو بنسبة 5 بالمئة من اهتماماته الكروية. أما الآن فالعرض أكثر من الطلب والعلاقة مختلة أم لم نقل مفقودة وعندها لا يمكن أن نتحدث عن المسرح . أما عن الاتهامات التي وجهت إليه بخصوص تكراره لبعض أعماله، فيقول السويسي: في كل مرة يقولون إن المنصف السويسي يكرر أعماله ولكن هؤلاء المنتقدين لا يعرفون أني لا أعيد بل اخلق من جديد عملا قديما في رؤية جديدة علي ضوء المستجدات.. وعلي ضوء ما أعيشه من تطور في رؤيتي الإخراجية.. ولو كان هؤلاء يفهمون لقالوا تبارك الله علي المخيلة واستنباط عدة إخراجات لنفس النصّ. والغريب أني عندما أقدم مسرحية جديدة لا يتراجعون عن قولهم ولا يتكلمون عنها، ويبتلعون السكين بدمه إنها الأمراض التي تحركهم وكل ذي نعمة محسود. فالنجاح يخلق أعداء وضريبته جدّ ثقيلة . و يذكر أنّ مسرحية النمرود تبدأ بمشهد جماعي للرعية من أهل بابل يشكون ظلم الملك الضحاك ووحشيته وقتله الأبناء والرجال والمطالبة بالثورة عليه والدعوة لتولية الملك شاع علي مملكة بابل بعد أن يقاتل الملك الضحاك ولكنه يخذلهم بحجة أنه ضعيف ولا يقوي علي ذلك مما يضطرهم إلي مخاطبة الملك النمرود ليساعدهم علي التخلص من الملك الضحاك وبالفعل تحدث مواجهة بين الضحاك والنمرود وينتصر الأخير ويعلن نفسه ملكاً علي بابل بالقوة وعندما يعترض الشعب يبدأ تعذيبهم والتحكم في مصائرهم وإعلان نفسه إلهاً علي شعب بابل ومع القتل والسجن وتجويع الناس يستمر في ظلمه ويطلب أن يشيد له برج بابل ليتأكد من خلاله من عدم وجود إله غيره بل إنه يعلن الحرب ويجهز الجيوش ضد الله علي الرغم من أن وحياً جاءه أكثر من مرة وطلب منه أن يؤمن بالله ويتراجع عن فكرته ولكنه رفض حتي فوجئ بسحابة من البعوض تسلط علي جنوده وتستطيع بعوضة أن تدخل رأسه وتعذبه عذاباً شديداً لدرجة أنه طلب من الناس ضربه علي رأسه ليخف ألمه حتي فارق الحياة، وكانت دعوة الشعب في نهاية العرض واضحة من أراد أن ينتقم من النمرود فليأت وهكذا كانت نهاية الحاكم الطاغية الذي قاده غروره وكفره إلي الموت. (المصدر: صحيفة ‘الراية’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جويلية 2008)

 

 اليوم الذكرى الخمسون لرحيله: الأغنية الفكاهية تحتفي بصالح الخميسي

 

 
تمر اليوم الذكرى الخمسون لرحيل الفكاهي صالح الخميسي.. واحياء لهذه الذكرى تحتضن دار الثقافة بباب العسل بداية من الثلاثاء القادم الدورة الثامنة لايام صالح الخميسي للاغنية الفكاهية.. تتواصل هذه التظاهرة على امتداد 4 ايام وتتضمن عروضا في الغناء والموسيقى والتمثيل الفكاهي… تكون البداية ببطحاء الحلفاوين مع «صليحة وصليح» للفكاهي المنذر الجريدي حيث يجسم عديد المواقف الهزلية المستوحاة من اغاني صالح الخميسي. ويوم 16 جويلية تنتظم ببرج البصيلي ندوة فكرية بمشاركة علي عامر واحمد السنوسي والفكاهي احمد الفاهم (شهر احمد الملوح) ويوم 17 جويلية عرض موسيقى مع مجموعة الطفل بالمبدع للموسيقى بقيادة نوفل بن علي ثم الاختتام يوم 19 جويلية بدار الثقافة باب العسل بعرض شبابي راقص مستوحى من اغاني المرحوم صالح الخميسي بامضاء نادي الرقص بدار الثقافة. صالح الخميسي من يكون؟ ينحدر صالح الخميسي من عائلة ذات جذور اندلسية فوالده علي بن عبدالله الخميسي من مدينة «قشتالة» ووالدته مريم اصلها من مدينة (اراقون) وكانت الهجرة للاستقرار بمدينة تستور. اشتغل والده بتونس في تجارة الجلود وقد عرف عن صالح بأنه الوحيد القادر على ابتكار كلمات مركبة على اغاني معروفة وتسمى بـ(المعارضة) وفي سنة 1928 بدأ يتعاطى صناعة النجارة وفي نفس السنة دعاه اولاد الحي الى الانخراط في جمعية الزيتونة فرفض والده باعتباره مازال صغير السن (16 سنة) ولكن والدته استطاعت اقناعه في الاخير. واكتمل النصاب في الجمعية بصالح (فتى الحي الظريف) فقد كان في كل مسابقة لا يخلو من التندر والتفكه وتقليد أصحابه في الجري وسنة 1934 تأسست فرقة الرشيدية وبدأ صيتها يكبر بالتدرج وقدم الى تونس الفنان السوري الشيخ علي الدرويش للمعهد الرشيدي وكان صالح ما يزال متمسكا بصناعة النجارة حيث طورها الى صناعة الآلات الموسيقية وخاصة العود. فرغب في الانخراط في الرشيدية أملا في وجود قسم للفكاهة وفي نفس الوقت يتعلم الموسيقى على أصولها الصحيحة فكانوا أربعة شبان ترشحوا لتعلم الناي سنة 1935 وهم احمد بن عبد السلام واحمد الحداد وصالح المهدي وصالح الخميسي. وقد عرف صالح في تلك الفترة في الرشيدية بحيويته التي لا تهدأ. واصل صالح دراسته بالرشيدية وكون رصيدا من المعارضات الغنائية التي اشتهرت في تلك الفترة ولكنه ما يزال شابا بكل ما يؤلفه  يردده بين زملائه فقط. محسن بن احمد (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 جويلية 2008)  

 

في تونس: سجن شخص لمدة 261 عاماً

 

 
أصدرت محكمة تونسية حكما غيابيا بسجن تونسي لمدة 261 عاما بتهمة إصدار صكوك بنكية بدون رصيد. وذكرت صحيفة ‘صباح الخير’ التونسية امس،إن هذا الحكم صدر قبل أيام عن المحكمة الابتدائية بمدينة صفاقس الواقعة علي بعد 270 كيلومترا جنوب تونس العاصمة. وأوضحت الصحيفة أن المتهم في هذه القضية فر إلي خارج تونس،وأن الصكوك البنكية التي أصدرها تضمنت مبالغ خيالية. (المصدر: صحيفة ‘الراية’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جويلية 2008)


 

ما يشبه الوعيد

لافتة للشاعر: أحمد مطر كَيفَ يَصوغُ الشّاعِرُ شِعرَهْ والفاصِلُ بَينَ أصابِعِهِ والبَلْطَةِ.. أرفَعُ من شَعرَهْ؟ كَيفَ يَخوضُ الثَّلجَ.. ويَبقي مُحتَفِظاً بِسَعيرِ الجَمرَهْ؟ كَيفَ سَيشدو إن مَنَعوا صوتَ عِبارَتِهِ أن يَجتازَ حُدودَ العَبرَهْ؟ كيفَ سَيَنْحو إن أمسي مِن حَذَرٍ يَخشي رَفْعَ الشَّعبِ وَلَو بالضَمَّةِ أو جَرَّ الحاكِمِ بالكَسْرَهْ؟! عَمَّ سَيَكتُبُ.. وَالشّرَفُ الرَّسميُّ رَفيعٌ وَالكَلِماتُ الحُرَّةُ عَورَهْ؟ الشّاعِرُ يَسألُ في حَسرهْ: أيُّ شُعورٍ سَيَظَلُّ لِشِعْرٍِ مَذعورٍ ما بَينَ رَقيبٍ يَكتُبُهُ وَرَقيبٍ يَتَولّي نَشرَهْ؟! إن أصبح أمراً مَكروهاً وَصْفُ المَكروهِ بِما يَكرَهْ وَغدا ذِكْرُ السُّوءِ بِسُوءٍ يُكتَبُ للذّاكِرِ سَيِّئةً تَمحو بِكتابَتِها ذكِرَهْ وَإذا ما أمسَتْ كَلِماتٌ مِثلُ الحُريَّةِ والثّورَهْ شِفْراتٍ لَيسَ لَها حَلٌ إلاّ بالسَّيرِ علي الشَّفْرَهْ.. لَن يَبقي للشّاعِرِ إلاّ أن يَنقُدَ أفلامَ السّهرَهْ أو يَحكيَ عن سُوقِ الخُضرَهْ أو يَعرِضَ أحدَثَ أدوِيَةٍ لِعلاجِ الصّلْعَةِ والقِشرَهْ! مِن شأنِ الشّاعِرِ بالأُجرَهْ أن يَزعُمَ مِن غَيرِ حَياءٍ أنَّ الماءَ بِجَوفِ الصّخرَهْ أو يَسحَبَ بالدَّلْوِ سَماءً راكِدةً في قَعْرِ الحُفرَهْ! أو يَركَبَ صَهْوَةَ لُقمَتِهِ وَيَجُوزَ بِها ثُقْبَ الإبرَهْ لَيَصيحَ بِصَمْتٍ مَسدودٍ: إنَّ لَدَينا صُحُفاً حُرَّهْ! لكِنَّ الشّاعِرَ بالفِطرَهْ المَسكونَ بِهَمِّ الدُّنيا والسَاكِنَ في هَمِّ الهِجرَهْ سَيُقَبِّلُ هامَةَ فاقَتِهِ وَيُقَطِّعُ قامَةَ لُقمَتِهِ أُضْحِيَةً لِنقاءِ الفِكرَهْ! وَسَيَحمِلُ عَقْبَ طباشيرٍ لِيَخُطَّ علي الحائِطِ شِعرَهْ. عِندَئِذٍ يأتي الطُّوفانْ وَسَيَصعُبُ حِينَ تَحَدُّرِهِ فَرزُ السَّطْلِ مِنَ السُّلطانْ وَسَيُبصِرُ حتّي العُميانْ كَيفَ يَكونُ خَرابُ البَصرَهْ! (المصدر: صحيفة ‘الراية’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جويلية 2008)


‘الشاهد التونسي’ عين على الأخطاء

 أطلقت مجموعة من المهتمين بالشأن الإعلامي في تونس موقعا ألكترونيا جديدا هو مدونة ‘الشاهد التونسي’. واعتبرت المجموعة أنّ الموقع الجديد سيهتم بكل ما يتعلّق بأزمة الإعلام المستقل ومعيقاته، ومجمل النقائص التي يعانيها هذا النمط.  محسن المزليني- تونس لعل وجه الطرافة في هذه تجربة ‘الشاهد التونسي’ تكمن في الهدف من وراء إنشائه. فلقد تعودت كل الأوساط المهتمّة بتوصيف المشهد الإعلامي على بعد واحد، وهو أزمة الإعلام الرسمي. آخر ما جاء حول هذا الموضوع هو التقرير السنوي لنقابة الصحافيين التونسيين- الذي سبب لهذه النقابة الوليدة متاعب جمّة وصلت الى حد محاولة الانقلاب عليها-  الذي جاء فيه’ لم تتمكن الصحافة التونسية سواء المكتوبة أو المسموعة والمرئية إلى حد الآن من تجاوز الخطاب التبريري والدعائي أحادي الرؤية. ورغم تعدد العناوين الصحفية،(…). فإعلامنا مازال يرزح تحت وطأة سلسلة من التابوهات التي تتسع حينا وتتقلص أحيانا، حسب الظروف السياسية والأمنية، الأمر الذي انعكس سلبا على المشهد الإعلامي شكلا ومضمونا، فأصبحت مضامينه في جلها متخلفة رغم وجود أعمال راقية وجريئة من حين لآخر، ولكنها تظل استثناء في مشهد سيطرت عليه اللغة التقريرية والتأكيدية، وسيطرت عليه المضامين الربحية التي تجد تجليها الأقصى في الإشهار على حساب المضامين الصحفية’. غير أنّ القائمين على موقع ‘الشاهد التونسي’،  وإن كانوا يوافقون على هذا التوصيف، اعتبروا أنّه يركز على زاوية وحيدة هي أزمة الإعلام الرسمي وجملة القيود التي تُفرض على هذا القطاع، في حين أنّ أزمة الإعلام أكثر تعقيدا و تشعبا من أن تُلقى على طرف واحد. فهي تتجاوز هذا الحيز لتمس بالأساس المفاهيم السائدة حول ‘الصحافة المستقلة’ بما في ذلك العمل الإخباري المهني لدى الكثير من الأوساط الصحفية. أزمة استقلالية  على الرغم من كثرة المنابر الإعلامية  بكافة أشكالها والتي تحمل صفة ‘الاستقلالية’، إلا أنها  تعاني، حسب هذا الموقع، من تبعية في نقل الخبر إما إلى الجهات الرسمية أو جهات محسوبة على ‘المعارضة’. وهذا ما يفسر تشابه الأخبار و الصور التي تتصدر الصفحات الأولى لهذه المنابر. بنظر القائمين على الموقع الجديد، تظهر هذه التبعية أيضا من خلال عادة نشر مقالات تعبر أساسا عن الموقف الرسمي (الحكومي) بطرق مختلفة، مثل تغطية خبر معين من خلال تصريحات وجهة النظر الرسمية فحسب أو العادة المتمثلة في نشر مقالات تعبر عن الموقف الرسمي بدون إمضاء. كما يطغى نفس النهج الإخباري الانتقائي والمتحيز على الصحافة ‘المستقلة’ القريبة من المعارضة والتي  تركز في تغطيتها على التقارير الناقدة للسلطة القائمة، وهو ما يؤدي أحيانا للتسرع في بث أخبار غير دقيقة أو غير صحيحة. وأضافوا أنّ أزمة ‘الصحافة الوطنية المستقلة’ ترتبط مباشرة بالأزمة التي يعاني منها مفهوم ‘الصحافة الرسمية’ ذاته، معتبرين أنّه كثيرا ما يقع الخلط مبدئيا بين الصحافة ‘الرسمية’ و الصحافة الممثلة لوجهة نظر الحزب الحاكم. وتبعا لذلك فإنّه ليس من المفترض لصحف ‘الصحافة’ و ‘لابريس’، أو القنوات المتلفزة العمومية  أن تكون غير ‘مستقلة’ عن وجهة النظر الحزبية و السياسية الخاصة بالسلطة القائمة. كما تتغذى الأزمة أيضا من عدم التمييز بين الصحافة ‘المعارضة’ و الصحافة ‘المستقلة’، رغم ما قدّمته صحافة المعارضة من دور لا يمكن تجاهله في تغطية أحداث و أخبار كانت كثيرا ما تصمت عنها وسائل الإعلام المقربة من الأوساط الرسمية. لكن ذلك لم يمنع ‘الشاهد التونسي’  من التأكيد على أنّه لا يمكن تجاهل حقيقة أن من ينطلق في تغطيته الإعلامية من أسس سياسية، فإنّها ستؤثر بالضرورة على كيفية تناوله للمعلومة وستنعكس على طريقة تناول الأخبار من خلال منهج التجاهل والانتقاء والتكرار، وهو ما يؤثر أيضا على مفهوم الاستقلالية أيضا. وبناء على ذلك يعتبر أصحاب المدونة أنّهم ليسوا بصدد إعلان قطيعة مع الماضي أو حتى ‘خلق’ إعلام جديد، وإنما سيعتمدون رصد وسائل الإعلام و مساءلة مصادرها و طرق صياغة أهم أخبارها خاصة ما يهم الوضع الداخلي. كما وعدوا بالمساهمة في تجميع ما اعتبروه أخبارا مهمشة وخاصة تلك التي تتعلق  بالجهات  الداخلية أو المهمشة في تونس. أهداف مدونة ‘الشاهد التونسي’ يعتبر القيمون على المدونة بـأن هنالك من إمكانية فعلية  ‘لصحافة و تحديدا إعلام إخباري مستقل’، بعيدا عن الفكرة التجريدية التي تفترض إمكانية وجود صحافة غير مسيسة. فهم على قناعة أن لكل صحيفة أو موقع إعلامي عموما سواء في التجارب الصحفية العريقة أو الناشئة ما يسمى بـ’الخط التحريري’. و لكن ‘لا يجب أن يكون لذلك تأثير بالضرورة على ‘المهمة الإخبارية’ لأي موقع إعلامي. فمهام أي موقع إعلامي تنقسم إلى محورين أساسيين: تغطية الخبر و التعبير عن الرأي. ‘ ما سندعيه بدون وجل هو عدم التردد في اختبار أقصى ما أمكن من وسائل و شروط الاستقلالية’. وقد وضع لهذه المدونة هدفين أساسيين: أولا، مساءلة مصادر و طرق صياغة أهم الأخبار الرائجة بين مختلف وسائل الإعلام التونسية خاصة في علاقة بالداخل التونسي. ثانيا، المساهمة في تجميع أخبار مهمشة خاصة في الجهات التونسية التي لا تلقى تغطيات مماثلة للمراكز الحضرية الرئيسية و ذلك عبر مصادر تتحرى الثقة و النزاهة و من ثمة استطاعة التمييز بين الرأي و الخبر. وقد وجه القيمون على ‘الشاهد التونسي’ دعوة مفتوحة لقراء المدونات للإنخراط في ‘هذا العمل الإخباري سواء من حيث التعليق على صدقية الأخبار المتداولة أو في علاقة بتغطية أخبار لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي’. وقد خصوا بهذه الدعوة  طلبة الصحافة المتشوقين للممارسة الصحفية الهاوية. يبقى ان ننتظر لنرى ان ستقدم هذه المدونة الجديدة إضافة نوعية في المشهد الإعلامي الالكتروني التونسي، الذي يعاني الحجب من جهة والنخبوية من جهة أخرى. (المصدر: موقع ‘منصات’ (مقره بيروت وممول من طرف وزارة الخارجية الهولندية) بتاريخ 10 جويلية 2008) الرابط: http://www.menassat.com/?q=ar/news-articles/4123- (*) عن منصات إن موقعنا الإلكتروني MENASSAT، بالعربية ‘منصّات’، هو موقع إلكتروني متخصص في شؤون الإعلام والصحافة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (أي الدول الإثنتان والعشرون الأعضاء في جامعة الدول العربية). هدفنا ثلاثي الأبعاد: – إبراز التوجهات والاستراتيجيات الإعلامية التي تشهدهها هذه المنطقة؛ – تشجيع الإنتاج الإعلامي ذات المواصفات المهنية العالية؛ – توفير منبر حرّ للصحافيين العرب وما يحتاجونه من معطيات عملية تفعّل أداءهم المهني. لقد اتخذ فريق تحرير ‘منصات’ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرّاً له، فيما يتوزّع المندوبون والمراسلون في مختلف أنحاء المنطقة. تؤمن وزارة الخارجية الهولندية التمويل اللازم لهذا المشروع عبر المجموعة الإعلامية الهولندية ‘الصوت الحرّ’. إن ‘الصوت الحرّ’تنظم، من خلال برنامج ‘الاستثمار في المستقبل’، دورات تدريبية للصحافيين العرب، ونشاطات متنوعة غايتها تحسين ظروف الحماية القانونية للصحافيين، إضافة إلى تعزيز حرية الصحافة بشكل عام. من أهم أهداف ‘منصات’ عرض المشاكل والتحديات التي يواجهها الصحافي في العالم العربي، والمساعدة على تخطيها. كما ينوي الموقع تأمين منبر حرّ للعاملين في مجال الإعلام لتبادل الآراء والمعلومات بعيداً عن أية رقابة أو موجبات سياسية أو فئوية. إن فلسفتنا في العمل ترتكز على تشجيع حرية التعبير.  يتوجّه موقع ‘منصات’ إلى كلّ مهتمٍّ بالتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في العالم العربي وبطبيعة التغطية الإعلامية المعتمدة لمواكبة الأحداث في هذه المنطقة. إننا نشجع الأداء الصحافي الجيّد كوسيلة فاعلة لشرح وتحليل التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العالم العربي.  من وجهة نظر ‘منصات’، إن وسائل الإعلام لا تقتصر فقط على الصحافة المكتوبة بل تتعداها لتشمل الصحافة المرئية والمسموعة والصحافة الإلكترونية ومستخدمي شبكة الإنترنت والمصوّرين وصانعي الأفلام. من أهدافنا أيضاً المساعدة على إنتاج وتوزيع كل عمل صحافي مميّز وخلاق يتناول شؤون العالم العربي وقضاياه. ينشر موقع ‘منصات’ الإلكتروني موادّه الإعلامية والصحافية باللغتين العربية والإنغليزية. عنوان الموقع: http://www.menassat.com  


ســواك حـار (89) سواك: صابر التونسي

 

 
(…) وما كنا أقررناه لفائدة الجهة في مناسبات سابقة من  مبادرات خصوصية عززنا بها مكاسبها التنموية وطورنا من خلالها ظروف عيش المواطنين في عدة قطاعات فبلغ مستوى التنوير الريفي بالجهة نسبة 98 بالمائة ومستوى التزويد بالماء الصالح للشراب نسبة 95 بالمائة ومستوى الربط بشبكات التطهير نسبة 75 بالمائة. (من كلمة بن علي في جلسة المجلس الجهوى لولاية القصرين ، نقلا عن موقع الرئاسة)  ** التنوير الريفي انتقل من إنارة البيوت إلى ‘إنارة’ (صعق) الأجساد مثلما حصل مع شهيد مواجهات الرديف (هشام العلايمي) هذا ونسبة التنوير لم تبلغ بعد الـ 100%، الله يعافينا!! وقد حظى لدينا قطاع الثقافة والمحافظة علي التراث باهتمام متميز فأحطناه بما يلزم من الرعاية والتشجيع ورفعنا تدريجيا في الميزانية المخصصة له لتبلغ سنة 2009 نسبة 25 ,1 بالمائة من ميزانية الدولة وحققنا عدة انجازات علي المستويين الكمى والنوعي ساعدتنا علي تعزيز المؤسسات المرجعية للقطاع وعلي تقريب المادة الثقافية من المواطن. ( من خطاب بن علي بمناسبة اليوم الوطني للثقافة) ** في إطار ا’الحملة الإنتخابية’ ‘لاستحقاق 2009’ وعد جلالته رجال ‘الثقافة’ بتخصيص 1,25%  من ميزانية الدولة للثقافة سنة 2009، ما عسى الرقم يكون لو أنه توجه بخطابه ‘لرجال الأمن’ بمناسبة يومهم الوطني؟؟!!     قالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إنها تتابع محاكمة مدير مكتب قناة الجزيرة في الرباط الزميل حسن الراشدي بقلق بالغ، مؤكدة انتفاء شروط المحاكمة العادلة عنها.  (الحوار نت عن الجزيرة) ** المغرب! … خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء!! … حتى لا يفوتنا الركب ‘العلوي’!! وعن هدفه من الحزب المرتقب، قال عبد اللطيف للصحفيين إنه يسعى إلى ‘إحداث توازن بين مؤسسات الدولة المتنازعة، وتطبيع العلاقات بينها’، في إشارة إلى الأزمات المتوالية بين حزب العدالة ذي الجذور الإسلامية، وبين القضاة وقادة الجيش الذين يعتبرون أنفسهم حماة للعلمانية الأتاتوركية. (إفتكار البنداري: إسلام أون لاين) ** يبدو أن عَقَبَةَ ‘فرسان معبد’ العلمانية وحماة ‘هيكلها’ قد أصبحت عقبة كؤودا لن يتجاوزها من الأحزاب الإسلامية حتى  ‘المخففون’ الذين يقبلون التخفف من كل شيء حتى من جلودهم!! ‘أمثال المسيري تحمل نعوشهم قلوب الصادقين وأعناق المخلصين، أما كهنة الحكم فلهم نعوش أخرى يحملونها!’، يضيف شهاب. (مصطفى عبد الجواد:إسلام أون لاين) ** ليس من اختصاص ‘كهنة الحكم’ أن يحملوا نعوش الأحرار و’المناوئين’ بل اختصوا في دق مساميرها وتوفير عمولة ‘النجارين’!!  وفي ذات السياق، انتقد محمود بكار غياب الاهتمام اللائق بوفاة المسيري في وسائل الإعلام المصرية والعربية، لكنه استدرك قائلا: ‘لو أن إعلامنا نعاه لشككنا في الرجل’. (مصطفى عبد الجواد:إسلام أون لاين) ** الحمد لله، أن إعلامنا الرسمي قد تجاهل وفاة الدكتور المسيري ـ رحمه الله ـ ولو لم يفعل لظنّ ‘الطيبون’  والمغرمون ‘بالفنّ’ و’المشاهير’ أن عزيزا عليهم قد رحل!!  أما د. وائل عبده فكتب: ‘رحل العالم العظيم والرجل الصادق في أطروحاته وبقي علمه؛ فأصبح عمله متصلا بعد موته، ولأن الرجل صادق فإن الله دلل على صدقه بأن عافاه من أن يسير في جنازته رجل من حكومة الحزب الوطني’.  ‘لقد مات الرجل وبقيت السبة في جبين الحزب، وبقي ثوب الرجل ناصع البياض’، … (مصطفى عبد الجواد:إسلام أون لاين) ** حكومة الحزب الوطني منشغلة بتعبيد طريق الخلافة، وزعزعة ما تبقى من أركان ‘كفاية’ بعد رحيل عمودها الأكبر!!  (المصدر: موقع ‘الحوار.نت’ (ألمانيا) بتاريخ 9 جويلية 2008)


 

بسم الله الرحمان الرحيم أين حركة فتح وأين رجال فتح؟ (3/1 )

 

 
يقول الله تعالى : »منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة » وهو القائل في محكم تنزيله تبارك وتعالى : » إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا » في خضم الأحداث وفي أخطر مرحلة من مراحل القضية الفلسطينية، وبعد الإنتهاء من العمل على أن لا يبقى للقضية موطئ قدم في أي قطر من أقطار الوطن العربي، وفي أي من أوطان العالم الإسلامي التي لم يبذل العرب ولا القيادة الفلسطينية العلمانية القومية منها واليسارية، على أن تكون لشعوبها علاقة بالقضية وفي كل مكان في الدنيا. وبعد انتهاء النظام العربي من المتاجرة بها، وبعد سقوط المعسكر الشرقي، وانهيار جدار برلين وتوحد ألمانيا، وانتهاء الحرب الباردة رسميا، وبعد أن لم يعد للنظام العربي مصلحة في وجود الفلسطينيين والقضية الفلسطينية في الأوطان العربية التي لها عليها السيطرة والأمر والنهي، وبعد أن لم تعد المتاجرة بها سوقا مربحة لاعتبارات كثيرة يطول الوقوف عندها، وبعد أن أخذ النظام العربي المختلف التوجهات والمشارب، والمختلف العلاقات الدولية والإقليمية والمختلف المصالح، قرار التخلص من القضية ومما يمكن أن تظل ممثلة له من أعباء ومن تبعات عليه، وهو النظام الذي لا يقبل من القضية الفلسطينية إلا بما يخدم أغراضة ومخططاته اللاعربية واللإسلامية واللاوطنية، بدفعها باتجاه أوسلوا لحشرها في الداخل الفلسطيني، وإنهاء إي وجود حقيقي لها في الخارج الفلسطيني، ولتكون قضية الفلسطينيين وحدهم، وهي التي ليست كذلك ولا ينبغي لها، بما هي قضية الأمة العربية والإسلامية والإنسانية المقهورة المستضعفة كلها، لم نر للرجال من حركة فتح أي صولة، ولم نر لهم أي تميز وأي دور بحجم القضية و بحجم الرجال من أقطاب فتح ومن رجالها، الذين من المفروض أنهم كثر، والذين من المفروض أنهم ذوات أحجام قادرة على التعبير عن نفسها بما لا يقدر عليه به ربما غيرها، خاصة وأن الثورة الإعلامية اليوم، لا تترك عذرا لمعتذر. فكل المنابر الإعلامية المختلفة تدخل اليوم على كل الناس بيوتهم، ولا يجد أحد نفسه في حاجة إلى شد الرحال إليها، أو البحث عنها…وهي التي جعلت حتى من الأقزام عمالقة، ومن المغمورين مشهورين، ومن غير ذوي الأحجام أصحاب أحجام، ومن الصغار كبارا. فهل يمكن القول من خلال تعاطي أقطاب حركة فتح ورجالاتها وفعالياتها وشخصياتها وكبارها ورموزها مع القضية الفلسطينية ومع الإعلام أنها جعلت منهم مجموعات من ذوي الأحجام الصغيرة بعد أن كانت كبيرة، ومن المغمورين بعد أن كانوا مشهورين، ومن الأقزام بعد أن كانوا عمالقة ؟ ويبقى السؤال المطروح والذي ربما يرى البعض حرجا في طرحه، أو يرى في الأمر غرابة أو مبالغة أو تجرؤا على ما يمكن أن يكون مما مازال سابق للأوان الجرأة عليه مما مازال يعتبر من قبيل الإساءة إليها من خلال طرحه وهو :   – أين حركة فتح وأين رجالها؟ قد يكون السؤال قد طرح نفسه وبإلحاح على كل حر وغيور على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني وعلى حركة فتح نفسها، وعلى كل متابع للأحداث الإجرامية التي تشهدها فلسطين العروبة والإسلام منذ أن حلت العصابات الصهيونية بالمنطقة في ظل سيطرة الحركة الإستعمارية الغربية الصليبية الصهيونية عليها، وفي ظل اتخاذ الحركة القومية العربية لهذه القوى المعادية حليفا لها، في التحرر مما أسمته وتسميه « الإستعمار التركي »، وخاصة الجرائم التي تقوم بها العصابات الصهيونية هذه الأيام على قطاع غزة، بتنسيق وتحالف مع النظام العربي، وباعتماد عليه في الإطاحة بالقيادة الإسلامية الحقيقية الجادة فيها، مثلما كان التقاء كل هذه القوى الشريرة في المنطقة العربية للإطاحة بالقيادة العثمانية الظالمة ذات الصفة الإسلامية في ذلك الوقت. فإذا كانت حركة فتح حركة كبيرة وعريقة في النضال السياسي والكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني الفاشي العنصري الإجرامي، فأين هي في هذه الأيام الحرجة من تاريخ القضية الفلسطينية ؟ أم أن حركة فتح هي التي لم يعد العرب والمسلمون والفلسطينيون لا يعرفون منها سوى هذه العصابة التي أصبحت معلومة لدى القاصي والداني بدورها الإجرامي؟ بدءا بتسليم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد الصامد للعدو الصهيوني ، ومرورا باغتيال القائد الشهيد ياسر عرفات، وانتهاء بالإستعداد والإعداد لتنفيذ خطة الجنرال الأمريكي دايتن للإطاحة بالحكومة العاشرة التي هي حكومة الوحدة الوطنية التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية « حماس » بقطاع غزة، ومواصلة تشديد الحصار على قطاع غزة إلى جانب الكيان الصهيوني والأمبريالية الأمريكية والصليبية الغربية الأوروبية والنظام العربي المصاغ أمريكيا وصهيونيا واستعماريا أوروبيا غربيا، لا لشيئ إلا لأن اللون الغالب على حركات المقاومة هناك هو اللون الإسلامي، ولأن السيطرة فيها أصبحت لحركة المقاومة الإسلامية « حماس » بعد إسقاط المؤامرة الأمريكية الصهيونية العربية الفتحاوية، وحسم المعركة لصالحها ولصالح قوى وتنظيمات المقاومة الصادقة الجادة، ولصالح الشعب الفلسطيني، ولصالح برنامج التغيير والإصلاح. إن الذي لا يعرف حركة فتح والذي يعرفها، لا يرى منها اليوم إلا هذه العصابة التي تخلت عن دورها الوطني في المقاومة والتحرير، واهتمت بالتآمر وإشعال الفتن والتخريب والتدمير. أين رجال حركة فتح إذا كان لها رجال وإذا كانت مازالت تحتفظ في تنظيمها برجال؟ إن رجال فتح اليوم وهم الأكثر ميدانية والأكثر بروزا والأكثر تعاونا مع العدو. إن رجال حركة فتح اليوم وهم قتلة الشهيد ياسر عرفات، والذين تواطؤوا معهم على ذلك وقابلوا ذلك بالسكوت والصمت، بمقابل أو بغير مقابل خوفا أو طمعا. ولعل لعنة دم ياسر عرفات هي التي تطارد الجميع وتفعل فعلها في النسيج التنظيمي الفتحاوي.  وهم الطابور الخامس الصهيوني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة. وهم الذين يقودون طائرات الإستطلاع والقاذفات الصهيونية التي أصبح لا يجد العدو أي صعوبة في ملاحقة القيادات الميدانية السياسية والعسكرية بها واغتيالها بصواريخها وبالأسلحة المستعملة لها الممنوعة دوليا. وهي التي كانت من وراء استشهاد قائد الشهداء الشيخ المجاهد أحمد ياسين، والقائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والقائد أبو علي مصطفى، وغيرهم من القيادات والرموز والمجاهدين والمجاهدات كثير. إضافة إلى تصفية الكثير من الرموز والقيادات والفعاليات في حركة فتح نفسها، في إطار تصفية حسابات في ما بين الكثير من العناصر من أجل المناصب والإمتيازات والمواقع والمكاسب. إن الذي لا يعرف حركة فتح والذي يعرفها على حد سوى، لا يعرف ويرى أو لا يكاد يعرف ويرى هذه الأيام سوى الوجوه الشائهة المعروفة بمهادنتها للكيان الصهيوني من المحيطين بمحمود عباس في حكومة دايتن أولمرت في الضفة الغربية، والتي بدا أن ابرزها وأنشطها في المرحلة الأخيرة من تاريخ فلسطين ومن تاريخ القضية الفلسطينية المجرم الهارب المدعو :محمد دحلان والمشهراوي وغيرهما ممن أصبح ثابتا وبالحجج الدامغة وبالوثائق ضلوعهم في التعامل المباشر مع العدو الصهيوني ومع البيت الأسود الأمريكي ومع بعض النظم العربية للزج بالشعب الفلسطيني في حرب أهلية مدمرة، يكون الرابح الوحيد فيها الكيان الصهيوني وقيادة البيت الأسود الأمريكي. يحدث كل هذا على مرأى ومسمع من كل العالم ومن كل « رجال فتح « . ولم ترتفع إلا بعض عواقر القليل النادر من رجال فتح، ليعبروا عن استيائهم وعدم قبولهم بما يحصل. وكان ذلك يتم بخجل كبير في أغلب الأحيان، ولا يكاد يكون معلوما لدى الرأي العام العربي الإسلامي والفلسطيني و العالمي.  بقلم : علــــي شرطـــاني  تـــــــــــــــــــــــونس

ابن عاشور والفاسي: المغاربة وبدايات التجديد
 
احميدة النيفر (*) عندما نشر محمد الطاهر بن عاشور كتابه «مقاصد الشريعة الإسلامية» عام 1947 كان قد قارب السبعين من عمره، وتقلّب في مناصب تعليمية وتولّى خططا في القضاء والفتيا، فضلا عن تأليف آثار متميزة شرعية وأدبية. في الطرف الأقصى من المغرب العربي فرغ علاّل الفاسي من تأليف «مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها» عام 1963، والذي بحث فيه المسألة الشرعية إلى جانب عناية مؤكّدة بالقضايا السياسية والقانونية. اهتمام عَلَمين مغاربيين معاصرين بالمقاصد يطرح أكثر من سؤال، لارتباط أهم النزاعات الفكرية والأيديولوجية في عالم المسلمين اليوم بإشكالية النصوص المؤسسة في الإسلام وطرق قراءتها: هل كان الدافع لاستئناف القول بالمقاصد لدى العَلَمين المغاربيين معرفيا فكريا مجردا؟ ما الذي يميّز تمشي الرجلين في مقاربتهما للمسألة؟ ما هي طبيعة المؤثرات التاريخية التي صاغت مقاربتهما؟ للإجابة ينبغي أن نذكّر بالاتفاق العام الجامع بين ابن عاشور عالِم تونس وبين الفاسي الزعيم المغربي في توجههما المقاصدي. كان انتماؤهما للمدرسة الإصلاحية هو الذي جعلهما يعتبران المقاربة المقاصدية ترياقا مستمدا من القدرات الكامنة في التراث. فَعَلا ذلك لأن المدرسة الإصلاحية عملت من أجل إعادة النظر في القيم والمفاهيم الإسلامية من زاوية حاجات العصر، لكنها كانت من جهة أخرى تنطلق من نقاوة الأصول، وضرورة إحداث اختزالات زمنية «إحياءً لسنن السلف وعملا بآثارهم» قصد الوصول إلى الجوهر. للمقاصد عند الرجلين هدف مشترك إذن: إنّه حقن «جهاز المناعة» الذاتي وعلاج خلله، بما يعيد فاعليته لمواجهة الوقائع المستجدّة. بهذا يكون القول بالمقاصد مراجعة لبنية التفكير الفقهي بهدف بناء سلطة منهجية جديدة تتيح استنباط الأحكام من الكليات الشرعية مصالحةً للمجتمع مع نفسه. لكن هذا السند الفكري ما كان له أن يصبح عاملا منتجا لمعرفة جديدة لولا الشرط الاجتماعي والمادي الذي جعل إعادة النظر في البناء الأصولي أمرا متأكدا. لقد بلغت الفجوة بين الواقع الموضوعي للمجتمعات الإسلامية في بلاد المغرب وبين البنية الفقهية والآليات الأصولية المعتمدة حدّا من التباعد لا تتأتّى معالجته إلا بإنتاج أصولي جديد في وجهته ومنهجه وصياغته. من هذه الناحية كان هذا السعي تعبيرا عن وعي بتحديات اجتماعية سياسية نتيجة التغلغل الاستعماري في مؤسسات المجتمع والدولة. تلك كانت وضعية المغرب الإسلامي في زمن ابن عاشور والفاسي. لكن جانبَ الاتفاق بين العالمين في معالجتهما قضية المقاصد لا ينبغي أن يخفي خصوصيات هامة، بعضها متعلّق بشخصية الرجلين ومفاصل فكرهما، وبعضها الآخر، وهو الأهمّ، يتصل بالأرضية الحضارية السياسية في القطرين المغاربيين في القرن المنصرم. أول ما يمكن أن نبرزه في هذه المقارنة هو أن ابن عاشور ظل رجل علم بامتياز. واجه في حياته المديدة مصاعب كبرى، بعضها سياسي والآخر اجتماعي. رغم ذلك، فقد بقي شديد التمسّك باستقلاليته الفكرية وقدر من الحرص على حياد سياسي. ذلك ما أتاح له درجة التميّز فيما انكب عليه من المباحث، أعانه عليه نضج فكري واتضاح في الرؤية الحضارية ساعده عليها وسطه العائلي وحراك فكري مبكّر للنخب التونسية. علاّل الفاسي من جهته كان ملتزما بالمطلب الإصلاحي، لكن السياق السياسي الاجتماعي في المغرب كان أشد تأثيرا على فكره وحركته. من ثم كانت أعمال الفاسي عموما ممهورة بطابع تاريخي فكري يميل إلى بحث المسائل في مستواها التطبيقي أكثر من الحرص على الجانب التنظيري. إلى ذلك كانت قوى الجمود والتقليد الداخليين في المؤسسات التعليمية والاجتماعية أبلغ أثرا في السياق المغربي مما كانت عليه في الوضع التونسي. هذا ما يتيح القول إن اهتمامات العالمين متفقة من حيث ضرورة إعادة بناء المنظومة الثقافية للمجتمع، بما يجعلها في مستوى التفاعل مع الحضارة الصاعدة. لكنّها تقدّم الحراك الفكري والسياسي الاجتماعي عند الفاسي، في حين تولي عند ابن عاشور جهدا تأصيليا لتجاوز تعطّل البناء الفقهي والأصولي الذاتيين. مع ذلك، فإن الرجلين عملا كلاهما للإجابة على التحديات الأوروبية في الفكر والعلم والواقع، كل حسب مقتضيات واقعه وإمكاناته الشخصيّة. لقد التزم ابن عاشور في سعيه لفتح باب الاجتهاد بالتنظير لتوجّه مقاصدي بدافع معرفيّ اجتماعيّ، بينما العامل الأساس عند الفاسي حضاريّ سياسيّ. عند الأول لا مناص من فصل المقاصد عن أصول الفقه، لأن البنية الأصولية بها من الاضطراب الناشئ عن ظنيّة الدلالة ما يهدد الأدلة الشرعية بما لا يتيح «للفقيه تدبير أمور الأمّة». الغاية عند ابن عاشور إحياء الحركية الفقهية من داخل الحدود التي التزم بها من قبله عدد من الأئمة المسلمين تأكيدا للذات. هذا التوجّه عند الفاسي غائب في مقدمة كتابه وفي فصوله، الأمر الذي أكسب عمله صبغة تاريخية مقارنة، الغاية منها إظهار التوافق بين التشريع الإسلامي والأنظمة السياسية الحديثة مصالحةً للمسلمين مع عصرهم. لزيادة إضاءة هذا الاختلاف، لا بد من التأكيد على الخصوصيات القطرية التاريخية التي تجمع نخب القطرين التونسي والمغربي في أمور وتفرّق بينها في أخرى. ما يعين على شرح الاختلاف الواضح بين معالجتي ابن عاشور والفاسي هو موقف نخب البلدين من التيار السلفي الذي توسع في الأقطار المغربية طوال القرن التاسع عشر: في المغرب الأقصى، اعتمد العلماء الدعوةَ السلفية، مستفيدين من تأييد عدد من السلاطين العلويين لها. لذلك، وقع التركيز على التوجه التصحيحي للعقيدة والسلوك، وضرورة الأخذ بظاهر الكتاب والسنة والإعراض عن كل تأويل كلامي. دلالةُ هذا الاختيار سياسيةٌ تمثَّلت في إرساء سيادة وطنيّة نازعة إلى الاستقلال عن المشرق الذي طالما سعى إلى فرض رؤيته السياسية والعقدية على المغرب. واكب هذا العامل الخارجي عنصر داخلي وجد في الدعوة السلفية العاملة من أجل العودة إلى سلامة معتقدات السلف ما يتيح مقاومة الطرق الصوفية ذات النفوذ المهدد لمركزية السلطة أوّلا، ومرجعية العلماء ثانيا. في تونس كان عداء النخب واضحا لدعاة السلفية بسبب اعتبارات سياسية محلية وخارجية، ربطت بين موقف النخب الحاكمة ورجال الشرع لكن في سياق مغاير لما حصل في المغرب. هناك، من جهة، الولاءُ للسلطة العثمانية التي قاومت الدعوة السلفية في الجزيرة. لكن العنصر الأهم هو البناء الاجتماعي الثقافي للقطر التونسي بتركيبته الفسيفسائية التي تتطلب قيام مذهب فقهي واحد واستبعاد كل تنوّع عقدي أو جدل نظري في المرجعية الإسلامية للمجتمع. كانت المؤسسة الزيتونية ممثّلةً لهذه المرجعية التي عملت على صياغة شخصية موحّدة تؤطر الجهات المختلفة وتحقق توازنا اجتماعيا صعبا. تمكّنت بذلك النخب الزيتونية من المكانة التي أتاحت لها مواجهة السلفية مستفيدة من ولاء الطرق الصوفية الحاضرة في كامل أنحاء القطر. لا غرو إن غدت المؤسسة الزيتونية محوراً لتوازن اجتماعي وفكريّ مناهض للإحيائية السلفية المهددة لمرجعية المؤسسة بالتمرد على المذاهب الفقهية ودعوى مقاومة البدع. هذا التشخيص التاريخي الفارق يساعد على تفسير جانب اختلاف العالمين في منحاهما المقاصدي: ابن عاشور كان يسعى إلى اجتهاد متمثّل للمركزية العلمية والاجتماعية للزيتونة. أمّا الفاسي فقد كان في عمله لتحصين الذات وانفتاحها على العصر يسعى ضمن إصلاحية موصولة بتاريخية ولاء النخب للسلطان مركزِ التوازن الاجتماعي والثقافي للبلاد. بهذا دخل ابن عاشور على المقاصد محقِّقاً معرفيا، دأبُه إعادة الاعتبار لمرجعية الفقيه من خلال مؤسسة علمية تعمل على استعادة مصداقيتها المعرفية والاجتماعية، في حين كان الفاسي في مسعاه الاجتهادي ومنحاه المقاصدي يريد معاصرةً تُنهي عزلة النخب الفكرية والدينية عن القيادة السياسية، مركزِ المنظومة المجتمعية وضامن وحدتها. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جويلية 2008)


 

رسالتان من الرئيسين بن علي وبوتفليقة تعليقا على كتاب الهاشمي الحامدي في السيرة النبوية

 

 
تبث قناة المستقلة في السابعة وخمس وثلاثين دقيقة بتوقيت غرينيتش مساء الجمعة 11 جويلية، التاسعة وخمس ثلاثين دقيقة بتوقيت تونس، الجزء الثاني من لقاء خاص مع عمر سالم باجحيف صاحب دار المنهاج للنشر في جدة ونائب رئيس جمعية الناشرين السعوديين.   ضمن هذا اللقاء، يكشف الناشر أن الكاتب التونسي الدكتور محمد الهاشمي الحامدي تلقى رسالتي ثناء وإشادة: واحدة من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وثانية من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تعليقا على كتابه « السيرة النبوية للقرية العالمية ». ويقرأ الناشر السعودي النص الكامل للرسالتين.   يذكر أن دار المنهاج نشرت الطبعة الثالثة من كتاب « السيرة النبوية للقرية العالمة »، مع ثناء خاص من الدكتور عائض القرني والدكتور محمد الأهدل أستاذ الحديث والسنة النبوية في جامعة الطائف والدكتور محمد السعيدي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة.   ومما قاله الدكتور عائض القرني: « استحق الدكتور الهاشمي بهذا العمل تاج القبول، ووسام الشرف، وتحية الإجلال، على طهر الضمير، وصحة النهج، وصدق العاطفة ».


 

في العـــــــــــــــــــــــــــــراق يخرج الاحتلال من النوافذ المغلقة ليعود من الأبواب المفتوحة

 

 
بعد مضي أكثر من خمس سنوات على الغزو البربري الهمجي الأمريكي للعراق  واحتلاله تحت عناوين شتى وأسباب واهية طمعا في ثروته البترولية كأحد أهم مخزون استراتيجي  للنفط في العالم وكذلك من اجل إعادة تشكيل خريطة المنطقة العربية من جديد وفقا لطبيعة المرحلة الراهنة المتسمة بأحادية القطب بزعامة الامبريالية الأمريكية  وسيطرة التوجه النيوليبرالي على الاقتصاد العالمي  في ظل نظام العولمة  السياسية والاقتصادية والثقافية  التي تصدرت العالم  وولدت من رحمها العولمة العسكرية  التي بررت الاحتلال المباشر للشعوب ونهب خيراتها وبعد مضي أكثر من خمس سنوات على المقاومة الوطنية التي كبدت العدو اكبر الخسائر في الأرواح والعتاد حيث  نقرأ في إحدى التقارير العسكرية  للبنتاغون في الموقع الالكتروني  :  البنتاغون في أخطر تقرير منذ بداية الحرب:احتلال العراق كالجحيم وخسايرنا لا تصدق   -majdah.maktoob.com- الف جندي أعيقوا و12الف و422 أصيبوا بالجنون                           27 الف جندي تم نحرهم علي أيدي أبطال المقاومة                      
 الجيش الأمريكي لا يجد متطوعين والاحتياطي لم يتبق منه سوي %18 العجز في الموازنة يقفز ل 700 مليار والديون ل 6 تريليون دولار بنسبة 80% من الأنتاج الأمريكي                 الدولة العراقية بنيت تحت الأرض وتستعد للخروج لتسلم السلطة                     اصدر مركز قدامى المحاربين الأمريكيين في مدينة مورجنتا و تقريرا ذكر أن عدد الجرحى والمعاقين من الجنود  والمجندات بإصابات خطيرة خرجوا علي إثرها من الخدمة نتيجة الحرب في العراق بلغ 48733 جندياً.. إلي جانب 1212422 جندياً أصيبوا 12422  بإعاقات نفسية خطيرة وفي حالة اضطراب عقلي يمكن أن تؤثر علي حياة أسرهم. صرح جيري هاريس مدير المركز بأن ب السلبية الخطيرة                                                                                            يقول المحلل الإستراتيجي العراقي صلاح المختار فأن هذا يعني أن ما بين200-150  ألف أمريكي يعانون من هذا العوق ، من–أفرادها عن هذا الرقم المتواضع ، وهذا الواقع اشد خطورة وضرررا على أمريكا فغوائل المعوقين لا يقل عدد آثارحرب فيتنام ، لان 58 اللف أمريكي ماتوا في فيتنام وطويت صفحته. مأخوذ من الموقع الالكتروني التالي   تأتي الدعوة للاتفاقية الطويلة المدى بين إدارة الاحتلال الأمريكي و حكومة المالكي العميلة. فهل اقتنعت أمريكا بان الشعب العراقي لا يمكن أن يحكم بالحديد والنار مثل شعوب العالم قاطبة و من حقه أن يقاوم الاستعمار ويطرد المحتل  وان كان في حجم أمريكا ؟                 فهل فهمت أمريكا الدرس من بريطانيا العجوز أحد ى مؤسسي أوروبا القديمة كما سماها بوش الابن فيعوض شكل الاستعمار من الاستعمار القديم إلى الاستعمار الجديد ؟.  من الاستعمار المباشر إلى الاستعمار الغير مباشر؟                                                       نحن على يقين من أن  أمريكا وحلت في المستنقع العراقي  ولم تجد حلا غيرا لمضيي قدما  في الحملات العسكرية  والأمنية  خاصة بعد نجاح المقاومة الوطنية العراقية  في امتلاك زمام المبادرة  السياسية  والعسكرية والإعلامية . فالمقاومة الوطنية هي التي فرضت جندتها على الساحة السياسية  على قاعدة الفرز الوطني دون الدخول في الصراعات الطائفية  والمذهبية  او المشاركة في الفتن والحروب الداخلية .فجعلت في سلم أولوياتها التحرر الوطني  من نير الاستعمار ونيل الاستقلال  والسيادة  والوحدة الترابية للعراق . ولعل هذا المسار الذي رسمته  لنفسها هو سر نجاحها وقوتها وامتدادها الشعبي في كامل أنحاء العراق . وهذا ما نلمسه على العارض  إذ كلما جدد الاحتلال عملية عسكرية في مدينة أو قرية قصد شل المقاومة إلا وظهرت له مقاومة شرسة في مدينة أو قرية  أخرى . فما أن ينتهي تمكن  من استعراض لقوته في مدينة الانبار إلا وتشتد المقاومة في الموصل . وما أن يقررا لعدو صد المقاومة في الفلوجة إلا و تندلع المقاومة في البصرة . فالمقاومة منتشرة في كامل  أنحاء العراق  ولم تسقط في رد الفعل الطائفي الذي سخرت له أجهزة المخابرات الأمريكية  والصهيونية والإيرانية  والرجعية العربية الرأسمال البشري والمادي حيث دربت العديد من العصابات على القيام بالاغتيالات السياسية  والعمليات الارهابية  كان العراق من شماله إلى جنوبه مسرحا لها .واكتوى بنار الإرهاب الأعمى لأجهزة هذه المخابرات المدنيين الأبرياء من الشعب العراقي فعشنا لمدة طويلة على مشاهد إجرامية مروعة  يقتل فيها أهلنا في العراق بدم بارد  ولا تزال تلك المناظر الوحشية  المرعبة إلى اليوم  تطل علينا من حين لآخر تاركة بصمة ارتاب الدولة الأمريكية والبريطانية  في آثار الجريمة  ومخلفة الكثير من الحقد  الفارسي  بدعوى شق صفوف المقاومة الوطنية.                             .                                           
 موقع بديل/ الرصد العراقي http://alressd.blogspot.com/ منظمة مجتمع مدني تعنى برصد جرائم الاحتلال  الأميركي والإيراني في العراق وجرائم الميلشيات الصفوية الشيعية والكردية و كل القوى التي لا تؤمن بالعراق   الواحد .                                                                                         كتب المحلل السياسي لشبكة أخبار العراق:- ما أن احتل العراق في 9 نيسان 2003 حتى بدأ النفوذ الإيراني واضحا وبمباركة من الاحتلال الأمريكي ومن تعاون معهم من الدول المشاركة  في الاحتلال  وعملائهم ممن يسمون أنفسهم عراقيين واستمر التغلغل الإيراني في العراق خصوصا بعد سيطرة الائتلاف العراقي الموحد على مقاعد البرلمان العراقي و تشكيلة  حكومتي الاحتلال الثالثة و الرابعة لكون معظم أعضاء الائتلاف من أصول فارسية .انتهى   –                                                                      لكن وبالرغم من الجرائم الطائفية النكراء التي يندى لها جبين الإنسانية قاطبة ضحت المقاومة ولا تزال بأعز ما تملك في سبيل المحافظة على الوحدة الوطنية  للعراق كجزء أساسي لا يتجزأ  من الأمة العربية .فعملت على تثقيف كوادرها و كل فئات الشعب العربي وتسليحه  بالوعي الوطني والقومي بعيدا عن كل النعرات المذهبية والطائفية والعرقية وعيا منها بان التحرر من الاحتلال لا يمكن تأمينه إلا في ظل الوحدة الوطنية العراقية وفي إطار انتماء العراق لمحيطه العربي الإسلامي  الضامن الوحيد لالتفاف كل فئات الشعب من شيعة و سنة ومسيحيين وأكراد وسومريين وآشوريين وغيرهم من أبناء الشعب العراقي من اجل هدف واحد وهو خروج  قوات الاحتلال واستقلال العراق. فقد فوتت المقاومة الوطنية في كل مرة الفرصة على المحتل وعملائه من الوقوع في الحرب الأهلية  والصراعات الهامشية التي تضر بالمصلحة الإستراتيجية للمقاومة في التحرير  والوحدة  فاستعملت الإعلام كسلطة مهمة لا غنى عنها  في التعبئة  والتأطير وقامت بالمؤتمرات في الداخل والخارج لحشد الأنصار والأصدقاء في المنظمات الإقليمية والدولية   وكسرت الحصار الإعلامي  وخلقت إعلامها الخاص كشبكة الرافدين الإخبارية  وقناة الزوراء التي ذاع صيتها  وأربكت مشاريع المحتل وعملائه من الرجعية العربية  التي لعبت  ولا تزال الدور القذر في التعتيم على أخبار المقاومة  حيث تنعت المقاومين بالمسلحين أو الإرهابيين فتبدأ عمدا في نشر أخبار العمليات الإرهابية التي تدعمها قوات الاحتلال وينفذها العملاء لتشويه صورة المقاومة وفي آخر الأخبار تورد عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في حدود ما يسمح به العدو وقليلا ما تتعرض لذكر الخسائر في المعدات والآليات.                                                           وهكذا منيت ولا تزال أمريكا بالفشل الذريع على المستوى العسكري والسياسي فهذه خسائرها يؤكدها البنتاغون نفسه وهذه مؤتمراتها السياسية مع عملائها في العراق وشركائها في السلطة  باءت بالفشل. وككل مستعمر لا بد وان يستفيد من دروس الماضي  فيبحث له عن أسهل طريقة للمحافظة على  مصالحه  .                                                           من هنا جاء الحديث عن الاتفاقية الطويلة المدى مع حكومة المالكي العميلة التي لا هم لها سوى البقاء في السلطة على حساب حرية العراق واستقلاله . فتبيح هذه الاتفاقية للإدارة الأمريكية ما لم تستطع الحصول عليه بالحضور العسكري المباشر  والذي هو في حد ذاته سيظل موجودا في عدة قواعد عسكرية تمنحه له هذه المعاهدة  وبالتالي يخرج الاستعمار من النافذة ليرجع من الباب ينهب خيرات الأمة ويعبث بمقدراتها .  إلا أن المقاومة ستظل  عطاء ينضب                               .                                                                                                                                                                                               .                          النفطي حولة: 10 جويلية 2008                


بمناسبة انتخاب نواب مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي غياب الديمقراطية يشرّع استعمال المال السياسي على نطاق واسع

 

 
مراد رقية برغم أنني لست من الملتزمين سياسيا لا للموالاة ولا للمعارضة فان اتصال ببعض الاخوة والأصدقاء جعلنا أقف على بعض التطورات الحاصلة هذه الأيام خاصة منها تلك المرتبطة بانتخابات نواب مؤتمر التجمع وصولا الى انتخاب أعضاء اللجنة المركزية وطالما أن جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال تغتصب مقاليد الأمور بالمدينة وتتدخل في كل مفاصل الحياة المحلية نحو الأسوأ وليس نحو الأفضل موظفة كل الهياكل القائمة الادارية والبلدية ومكونات  النسيج الجمعياتي في صبغته المدجّنة وليس المستقلة جعلتني أراقب عن بعد بعض هذه الأحداث التي تكشف وتبرر في النهاية المستوى المحدود وحتى السيء لأداء الهياكل التجمعية بمدينة 2 مارس1934؟؟؟ وبرغم اطلاق المسؤولين على النطاق الوطني أن هياكل التجمع هي الاطار الأمثل لترسيخ ثقافة الديمقراطية والشفافية والتنافس النزيه في الحياة السياسية الا أن واقع الحال غير ذلك تماما باعتبار أن الاعلان عن انتخاب النواب أعطى علامة الانطلاق ل »حرب داحس والغبراء التجمعية »بين منتسبي التجمع مما نتج عنه افتتاح حملة تصفية حسابات بين معسكرين اثنين على الأقل،تجميعا للأنصار وشراء للذمم وكسبا للأصوات فطغى الذاتي على الموضوعي وأطلقت الألسنة والمواهب في هتك الأعراض والقدح في الذمم وتعديد المثالب،فاكتفى التجمع الدستوري بتوفير حلبة الصراع والاطار المحتضن لهذه الحرب الشعواء التي لم نشهدها في الأيام العادية مطالبة بالحقوق،هذه الحرب التي كرّست بامتياز غياب الديمقراطية في صلب التجمع ذاته وسيادة نفوذ »المال السياسي »فالشعبية لم تعد تقاس بعدد المنتخبين ولكن بعدد المساندين المستفيدين من المال السياسي ومن الوعود الانتخابية حتى خيّل اليّ بأننا في أرض لبنان الحبيب وفي صفوف كتلة المستقبل التي تألقت بامتياز في هذا المجال؟؟؟ ولعل من مميزات هذه الوضعية البائسة القاتمة والتي سوف تمتد من المحلي الى الجهوي وصولا الى الوطني أن « المرشح سعيد الحظ »سوف لن يكون مدينا بوصوله ان وصل بطبيعة الحال وبسلامة الله لا للقاعدة الانتخابية ولكن لبعض  المقاولين أو الوكلاء المعتمدين المجندين للطاقات الدعائية خاصة منها السلبية،وللأموال  المدفوعة بسخاء من قبل أصحاب المصالح الموعودين خيرا بعد الانتخابات،هؤلاء الوكلاء المعلّبين للمواقف مضطلعين بذات دور شبكتي »اتصالات تونس »أو »تونيزيانا » في شحن الضمائر دفعا أو وعدا وصولا الى الترشيح الجهوي والوطني؟؟؟ وطالما أن الانتخابات سوف تتواصل يوم20 جويلية على الصعيد الجهوي فان النواب المحليين هم في حاجة الى جهد مضاعف من المقاولين والوكلاء بغية ربط الصلة بسائر المعتمديات خاصة منها الكبرى وصولا الى تثبيت المكاسب المحققة على الساحة المحلية؟؟؟فتنجز الصفقات وتتبادل الأصوات والخدمات فيلتزم البعض بما وعد به ،ويتنكر البعض الآخر في آخر لحظة بعد خضوعه الى وعود وعطاءات أعلى من الوعود السابقة؟؟؟ ان قصرهلال عانت ومنذ مناسبات سابقة من وجود قطيعة كاملة بين نواب قصرهلال في اللجنة المركزية وبين البيئة المحلية المتنكر لها،وقد علمت الآن من خلال ما تقدّم بأن السبب في ذلك هو أن الفضل في وصول النائب الى اللجنة يرجع الى مراكز قوى  تعتمد الشحن الالكتروني ووفرة المال السياسي المجند للطاقات،المعلّب للضمائر لذلك فان النائب الأسير سوف يكون مدينا بالفضل الى « شلّته »المحلية أو الجهوية أو فريقه الداعم وليس لمدينته،فهل أن هياكل التجمع هي حقا الاطار الأمثل للشفافية والديمقراطية والتنافس النزيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  


 

من أجل فهم تاريخي للحداثة

عادل لطيفي (*) ترتبط كتابة هذا المقال بشكل عام بالسجال القديم الجديد حول مسألة الفكر الحديث وموقع الثقافة العربية الإسلامية فيه. أما السبب المباشر الذي وضع أطر هذه المساهمة فهو المقال الذي نشر مؤخرا على موقع الجزيرة نت حول ما سماه كاتبه عبد الوهاب المسيري بـ’الحداثة الداروينية’. ومما زاد في الإصرار على هذا الرد ما ورد من تعليقات للقراء تعكس في أغلبها سوء فهم لهذه المسائل إن لم نقل جهلا مفرطا وخطيرا بأسئلة مصيرية لها دورها في تحديد ملامح الغد الفكري في العالم العربي وفي الفضاء الإسلامي. إنه جهل بالآخر وبتاريخه مبني في نفس الوقت على جهل بالذات وبتاريخها (العربي الإسلامي) الثري. لقد أصبح من المعتاد اليوم أن نعرف الغرب من خلال ربطه على سبيل الحصر بالنزعة العقلانية وبالمادية، وفي هذا تجن فاضح على الذكاء العربي الإسلامي الذي تبلور في سياق تاريخ معقد. يعج الفضاء الإعلامي العربي -على محدوديته- بتعريفات للغرب ولحداثته أقل ما يقال فيها إنها لا تنبني على أي معرفة حقيقية بهذا الموضوع بالإضافة إلى ما يشوبها من خلط بين مفاهيم العلم والتاريخ والغرب. بل إن أغلبها يعد مجرد صدى لأفكار عامة شديدة السطحية يحملها الفاعلون الاجتماعيون العاديون وتعطى لها قيمة مضافة فقط عن طريق استعمال خطاب يحيل من خلال، مفرداته لا مضمونه، على الفضاء المعرفي والأكاديمي. الخطأ مزدوج هنا. أولا من خلال عدم اعتبار الحداثة حالة تاريخية عامة تهم مجمل المجتمع الإنساني وخاصة تلك الشعوب التي ساهمت أكثر في بلورتها. ثم ثانيا من خلال عدم اعتبارها حالة من التنوع ومن عدم التجانس. فعادة ما يتم ربط الحداثة بمعطيين: الغرب ثم النزعة المادية، مع إعطاء فهم بسيط حد السذاجة لكليهما. من ذلك مثلا القول بأن الحضارة الغربية تأسست على فكرة ‘أن العالم في جوهره مادة وأن ما يحكمها هو قانون الحركة المادية، وأن ما هو غير مادي ليس بجوهري’. ويذهب أصحاب هذا الرأي بعيدا عند القول بأن ‘الحداثة الغربية هي استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا خارج أي نطاق إنساني أو أخلاقي’ مما ينفي أي اعتبار للمعايير الإنسانية والأخلاقية والدينية ويعطيها بعدا داروينيا حيوانيا. وهذا قول خاطئ يفنده واقع وتاريخ الشعوب في الغرب كما تفنده النظرة المتفحصة لتاريخ العلوم. من وجهة نظر معرفية، يسقط أصحاب هذه الآراء في فخ حصر مفهوم المادة في بعدها اللغوي العربي السائد. فهي إما المادة في مفهومها الفيزيائي المباشر أو أنها، في حالة شديدة الجهل، مجرد المال. والحال أن المادة في بعدها الفلسفي هي صنف من الوجود المتعارض مع الوجود المجرد (abstrait) مثل الوجود العقائدي والميثولوجي. والغاية الأساسية من خلال هذا التحديد الفلسفي هو تحديد الأطر والحدود التي تتبلور حولها المعرفة الإنسانية. ذلك أن الحقائق المجردة مطلقة ولا متناهية كما أن حدها النهائي الفوق إنساني مسلم به. ومن هذا المنطلق تكون النزعة المادية موقفا معرفيا واقعيا يحدد مواضيعه من خلال القدرة على تأكيد وجودها التجريبي الإجرائي لا الافتراضي فقط. من هذا المنطلق توسع مجال العلم بفتح فضاءات جديدة له كانت المعرفة المطلقة الكلاسيكية قد أقفلت أبوابها. فلم تقتصر المعرفة العقلانية على المظاهر الفيزيائية المرئية بل تجاوزتها لتشمل المجال النفسي من خلال علم النفس وحتى الدين والمعتقدات والأخلاق من خلال علم اجتماع الأديان والأنثربولوجيا الاجتماعية. إن الفارق الأساسي بين المعرفة المطلقة التي تحدد نتائجها مسبقا، والمعرفة العقلانية العلمية هو من حيث المنهج أساسا. وهذا ما يعطي للمادية كنهها باعتبارها منهجا معرفيا وموقفا فلسفيا عقلانيا محايدا لا باعتبارها طريقة للعيش ولا هوية ثقافية لحضارة مقابل أخرى. لا بد حسب رأيي من التأكيد على خاصيتين أسستا لشرعية العلوم الحديثة التي تسمى بالمادية. وتتمثل في عنصر المحايدة ثم عنصر الوحدة. فالعلم في بعده الإبستيمولوجي محايد ويرتقي فوق الاختلافات الثقافية والعرقية، ومن هنا يكتسب خاصيته الثانية أي وحدته في مختلف السياقات الحضارية والتاريخية. توغل النظرة التبسيطية للغرب ولما يزعم أنه حداثته، في قراءتها المغلوطة عن طريق نفي البعد القيمي. إذ اعتبر ‘تقديس المادة’ مؤسسا لنفي كل القيم وكل الأخلاق من القاموس المعرفي والفلسفي الغربي. وهذا خطأ في حق التاريخ أكثر منه خطأ في حق الغرب بالإضافة إلى ما ينم عنه من خلط بين العلم كممارسة معرفية والعلم كممارسة اقتصادية أو سياسية وأيديولوجية. فلا بد من التمييز بين العلم والأيديولوجيا العلمية كما حال الفرق بين الدين والأيديويلوجيا الدينية. لم ينف الفكر الحديث القيم ولا المعايير والأخلاق بل أنه أعطاها بعدها البشري الواقعي والإجرائي الذي مكنها من مواكبة تطور وتعقد الإطار الاجتماعي الإنساني. ففلسفة العلوم مجال معرفي فلسفي يحاول أن يؤسس أطرا أخلاقية للممارسة العلمية قوامها الإنسان كقيمة مطلقة. ومن بين أهم رموز هذا التوجه كما هو معروف غاستون باشلار. لا ننسى كذلك ما قام به الفيلسوف نتشه من نقد للحداثة الغربية وللنزعة العلماوية الغربية. كل هذه المجالات أصبحت معروفة الآن ونقدها الحالي كما عليه الحال في الثقافة العربية عودة إلى الوراء. فنقد نظرية داروين والداروينية كان قد تم منذ عهود في صلب ‘الثقافة المادية الغربية’ بالاعتماد على علم الوراثة وكذلك على علم النفس وعلم الاجتماع. لا بد أن نذكر على الصعيد التاريخي بإنجازات هذه الحضارة على مستوى التأكيد على بعض القيم التي أصبحت متداولة ومطالبا بها حتى في فضاء الثقافة الإسلامية. فلا أحد ينكر دور الفضاء الحضاري الغربي في بلورة مفاهيم مثل حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية ومفهوم الجريمة في حق الإنسانية. كلها أدلة تنفي فكرة انعدام البعد القيمي للحداثة. وهذا ليس دفاعا عن الغرب وعن قيمه، بل هو دفاع عن التاريخ وعن التجربة الإنسانية، لأن الحداثة ليست فقط غربية بل هي حصيلة لتراكم التجربة الإنسانية كما سنرى ذلك لاحقا. لكن علينا الإقرار في نفس الوقت ومن نفس هذا المنطلق المدافع عن التاريخ أن نشير إلى التجاوزات والجرائم التي ارتكبت في حق الإنسان باسم العلم أحيانا وباسم الحضارة والحرية أحيانا أخرى. إن تاريخ الاستعمار، الكلاسيكي منه والحديث، شاهد على ذلك ونحن لا تنقصنا الأدلة في العالم العربي (فلسطين والعراق). بالإضافة إلى هذه الأبعاد المعرفية والفلسفية، نقف، من خلال ملاحظة الواقع الاجتماعي والحياتي العام في المجتمعات الغربية، على عدم دقة وصحة ما يقال من انعدام القيم والأخلاق فيها. فالمجتمع الأميركي مثلا يعد مرجعا من حيث تغلغل الفكر الديني الذي وصل حد هرم السلطة خلال فترة حكم جورج بوش. لا أحد يمكنه كذلك نفي العودة القوية للكنسية في الحياة العامة في بولندا. كما أن النقاش المحتدم حول الإجهاض ودور الفكر الديني فيه دليل واضح على استمرارية فاعلية الأنماط الفكرية الماقبل حداثية في صلب حداثة اليوم. أما الأساس الثاني للنقد السطحي والمغلوط للحداثة فيعتمد على الفصل بين فضائي الغرب والعالم الإسلامي المتعارضين من حيث التركيبة الحضارية. وهذا قول خاطئ بطبيعة الحال لأن الحضارة ليست معطى مطلقا وأبديا بل هي نتاج للتاريخ بما يتضمنه من اختلاط ومن تنوع ومن تبادل بين الشعوب. وهو قول مغلوط كذلك لأنه يحمل في طياته تجنيا فاضحا على دور الثقافات الأخرى ومنها خاصة الثقافة العربية الإسلامية. إذ لا يعي أصحاب هذا التفكير المنطوي على ذاته أنهم بربطهم العلم والمعرفة العقلانية بالغرب فهم يرددون ما كان يروجه الفكر الاستعماري خلال القرن التاسع عشر وما تروجه اليوم الأحزاب الأوروبية اليمينية والعنصرية. من هذا المنطلق فإن النظرة الموصومة بذاتية (subjectivité) مفرطة تؤدي في نهاية الأمر وبشكل عكسي إلى نفي هذه الذات. لقد غاب عن ذهن أصحاب النقد المستعجل أن ما نسميه اليوم بالحداثة الغربية هي، من وجهة نظر تاريخية، باكورة تراكم التجربة الإنسانية في مختلف بقاع الأرض ساهمت في بلورتها وبشكل متفاوت شعوب متعددة ولو أن المجهود الأكبر تم حول البحر الأبيض المتوسط وضم مختلف الشعوب التي ارتبطت به (من الفراعنة والفينيقيين والرومان والعرب وصولا إلى أوروبا اليوم). فالعرب وثقافتهم يمثلون جزءا من هذه الحضارة الشرقية الكبرى التي نسميها اليوم جزافا الحضارة الغربية. وهي حضارة تأسست فكريا على عنصري الدين، وخاصة الديانات السماوية، ثم الفلسفة. وهي بذلك تختلف عن الحضارة الصينية التي تمحورت حول مفهوم الحكمة. إن حصر العقلانية والإنسانية في الغرب الحالي يحجب ثراء الثقافة العربية الإسلامية كما تؤكده الأبحاث التاريخية. لقد كان ابن خلدون سباقا عندما أسس معرفيا للبعد الاجتماعي للإنسان، وحين بلور مفهوم العصبية لتفسير أحوال الممالك وتطورها. لقد أسس نظريته على أساس التطور والتحول وخلص إلى الدور الفاعل للعصبية في تحريك الصراع بين حالتي الاجتماع البدوي والحضري. نجد في هذه المنظومة الخلدونية مبادئ ألحقت من طرف البعض إلى الفكر الغربي حصرا، مثل مبدأ الصراع والتطور والتحول ودور البعد الاجتماعي في ذلك. ألم يكن ابن خلدون ماديا حين فسر اختلاف وضع شعوب بلاد السودان بدور المناخ ونمط العيش الذي يفرز؟ لقد تم ذلك قبل الداروينية كما نعلم. وكان قد سبق ابن خلدون رواد المنزع العقلي والفلسفي مثل الجاحظ وإخوان الصفا والتوحيدي. ألم يقل المعري كذب الكهان لا إمام سوى العقل؟ نتلمس هذا البعد البشري والعقلاني في مجال آخر يقترب مما نسميه اليوم بحقوق الإنسان. مثالنا على ذلك ما ضمنه القاضي أبو يوسف، تلميذ الإمام أبي حنيفة، في كتابه الموجه للخليفة هارون الرشيد ‘كتاب الخراج’ من حث على احترام الأسرى وضرورة رعايتهم وعدم قتلهم إن كانوا جرحى. لقد كانت توصياته أمرا مستحدثا في السياق التاريخي لذلك العصر لما شملته من اعتبار للكرامة الإنسانية لذاتها وليس لما تحمله من اعتقاد. لقد أعاد التأكيد ذلك عند نصح الخليفة بعدم التسرع في تطبيق الحدود لما فيه من معاناة جسدية للإنسان. ربما ذهبنا أبعد من ذلك لنقتفي آثار هذه العقلانية والبراغماتية السياسية من خلال الفترة النبوية ذاتها. إذ يسود الاعتقاد اليوم بأن لفظ الأمة مرتبط حصرا بمحتواها الإسلامي، أي أمة الإسلام. وهذا أمر خاطئ تفنده المصادر الإسلامية نفسها. فنحن نقرأ في سيرة ابن إسحاق بعض ما تضمنه كتاب الحلف بين الأنصار والمهاجرين ‘… وإن اليهود ينفقون مع المسلمين ما داموا محاربين، وإن يهود بني عوف أمٌّة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم…’. فاللحمة السياسية المكونة للمجتمع المديني الأول، وهي الأمة، لم تكن مؤسسة على مبدأ ديني بل على أساس سياسي محايد يذكر إلى حد كبير بمفهوم المواطنة الحالي. للأسف، وعوض الاعتماد على هذا المخزون للمساهمة في إبداع الحداثة الإنسانية الحالية، فإن القراءة الانتقائية لكل هذا التراث جعلت من ثرائه هباءً منثورا. لا بد للفكر العربي الإسلامي الحالي من تجاوز علاقته الاحتقانية بذاته وبالآخر، ذلك أن هذا الآخر الغربي بحداثته هو في الواقع امتداد تاريخي للأنا. ومن المهم اليوم أن نعرِّف هذه الذات لا في سياق اختلافها المطلق مع الآخر بل في سياق التواصل معه. لأن ما يبرز لنا اليوم على أنه حداثة غربية هو في الواقع نتاج لتراكم التجربة الإنسانية، لكن المستفيد الأول من هذا الذكاء الإنساني اليوم والمتحكم فيه هو بالفعل الغرب. لهذا أقول إن السؤال المصيري الذي يجب أن يطرح هو كيف نجد مكاننا الطبيعي ضمن فضاء الذكاء الإنساني الحديث وليس كيف نؤسس فضاءً حداثيا خاصا بنا. (*) كاتب تونسي (المصدر: ركن ‘المعرفة’ بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 8 جويلية 2008)  


موراتينوس يسعى لإقناع القذافي بأهمية مشروع الإتحاد من أجل المتوسط

 

 
تونس / 10 يوليو-تموز / يو بي أي: قال وزير الخارجية الأسباني ميغيل أنخيل موراتينوس إنه سيسعى لإقناع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بأهمية مشروع الإتحاد من أجل المتوسط الذي ينتظر الإعلان عن تأسيسه رسميا يوم الأحد المقبل في باريس وذلك خلال زيارته المرتقبة إلى ليبيا .   واعتبر موراتينوس خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس بتونس أن موقف الزعيم الليبي من هذا المشروع « واضح ومعلن « ،ومع ذلك »سأحاول خلال تواجدي في ليبيا أن أنقل إلى العقيد معمر القذافي روح وأهداف هذا المشروع المتوسطي الهام ».   وأعرب عن أمله في أن تتفهم ليبيا أهداف هذا المشروع الذي وصفه بالمبادرة الجيدة التي تستهدف النماء والتعاون في المنطقة المتوسطية.   وينتظر أن يزور موراتينوس اليوم العاصمة الليبية ، المحطة الرابعة في جولته المغاربية التي قادته إلى موريتانيا والجزائر وتونس،وبحث خلالها المشروع المتوسطي،وعددا من القضايا المرتبطة بالتصدي للهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب.   وكان القذافي جدد أمس رفض بلاده القاطع لمشروع « الإتحاد من أجل المتوسط » الذي اقترحته فرنسا وتستضيف باريس قمة إطلاقه الأسبوع المقبل.   وأكد القذافي عدم حضور بلاده للقمة المرتقبة حتى بصفة مراقب،كما توقع الفشل الذريع لهذا المشروع الذي وصفه بحقل ألغام.   من جهة أخرى،أكد وزير الخارجية الأسباني أن بلاده وتونس مرشحتان لاستضافة الأمانة العامة لمشروع الإتحاد من أجل المتوسط،وأنه بحث هذه المسألة مع المسؤولين التونسيين.   وأضاف أن محادثاته مع المسؤولين التونسيين تناولت أيضا القضايا ذات الإهتمام المشترك،منها مسألة الهجرة غير الشرعية،وظاهرة الإرهاب،إلى جانب دور تونس واسبانيا في إرساء السلام والأمن في المنطقة المتوسطية.   ودعا  إلى مقاربة شاملة لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية تقوم على تحقيق التنمية في الدول الفقيرة،من دون إغفال المعالجة الأمنية للتصدي لهذه الظاهرة التي « باتت عصابات المافيا تستغلها في جرائمها »، معربا عن ارتياحه للتنسيق القائم بين الأجهزة الأمنية التونسية والإسبانية في مجال مكافحة الأرهاب ودرء مخاطره.   وجدد موراتينوس رفض بلاده للتوسع الإستيطاني داخل الآراضي الفلسطينية،والتزامها بمواصلة العمل من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.   وقال « إن موقف إسبانيا واضح وجلي إزاء هذا الموضوع،وسبق أن عبرنا عن رفضنا القاطع للإستيطان الذي نعتبره بمثابة العائق أمام السلام في المنطقة،وقد نقلنا هذا الموقف إلى الإسرائيليين،كما نددنا بالمشاريع الإستيطانية الجديدة « .   وأكد على حق الشعب الفلسطيني في العمل من اجل بناء دولته المستقلة وأنه » إذا لم يتم تجميد الإستيطان لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة ».   وكان موراتينوس بدأ اليوم زيارة إلى تونس أجرى خلالها محادثات ومشاورات مع الرئيس زين العابدين بن علي ومع وزير خارجيته عبد الوهاب عبد الله حول جملة من المسائل المرتبطة بتعزيز علاقات التعاون الثنائي، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، منها مسألة التصدي للهجرة غير الشرعية، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.   المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 10 جويلية  2008

دعوات مغربية لجعل «المتوسط» ضماناً لحماية حقوق الإنسان

 

 
الرباط – العرب  عقد ممثلون عن عدد من المنظمات المغربية والإقليمية العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والمساواة بين الرجال والنساء والثقافة وحماية البيئة وكذا المنظمات النقابية، اجتماعا بالدار البيضاء الأسبوع الماضي، بحضور ممثلين عن الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي وعن بعثة اللجنة الأوروبية، لمناقشة مشروع «مسلسل برشلونة: الاتحاد المتوسطي» في أفق انعقاد قمة رؤساء الدول والحكومات الذي ستجتمع يوم 13 يوليو بباريس. ووجه المشاركون في اللقاء إلى رؤساء الدول والحكومات الشريكة «لمسلسل برشلونة: الاتحاد المتوسطي»، نداء من أجل العمل على ضمان حقوق الإنسان والديمقراطية ودولة الحق والقانون وتعزيزها. واعتبر المشاركون أن تفعيل «مسلسل برشلونة: الاتحاد المتوسطي» يتطلب توفير شروط أساسية تتضمن الاستجابة لمتطلبات شعوب المنطقة في مجال السلم والأمن والاستقرار وتحسين ظروف عيشها وذلك عن طريق البحث الجاد عن حل دائم وعادل للصراعات القائمة في المنطقة، على أساس احترام حقوق الإنسان وفقا للقانون الإنساني الدولي ومجموع قرارات الأمم المتحدة، واعتماد المبادرة السلمية لجامعة الدول العربية مع الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وذات السيادة. كما دعا المشاركون إلى تعزيز قيم دولة الحق والقانون والديمقراطية وتطبيقها بشكل فعال، وضمان الحريات وحقوق الإنسان لجميع الأفراد، وخاصة حرية التعبير والتجمع والفكر والوجدان والدين وحقوق المرأة والمساواة بين النساء والرجال في جميع الميادين، والقضاء على كل أشكال التمييز خاصة المبني على العرق، الجنسية، اللغة، الجنس أو الدين. إلى جانب، صياغة «مسلسل برشلونة: الاتحاد المتوسطي» كعقد اجتماعي بين الشعوب على أساس فكرة الوحدة داخل التنوع، وليس كفعل ذي طبيعة اقتصادية وتجارية صرفة مبنية على رؤية مقاولاتية للمشاريع في أفق إحداث منطقة واسعة للتبادل الحر. ووضع حد للمقاربة الأمنية والقمعية للهجرة ولانتهاكات حقوق الإنسان للمهاجرين والمهاجرات واللاجئين واللاجئات المترتبة عنها، وتعزيز حرية التجول والمساواة والعمل على القضاء على كل أشكال التمييز في احترام تام للقانون الدولي والأوروبي والمصادقة على الاتفاقية الدولية حول حماية جميع العمال المهاجرين وأعضاء أسرهم. والعمل أيضا على نهج مقاربة تعتبر المهاجرين والمهاجرات كفاعلين كاملي الحقوق في إطار التعاون الأورومتوسطي، وتثمين مساهمتهم ودورهم في الاقتصاد والمجتمع، خاصة فيما يتعلق بتسهيل الاستثمارات ونقل التجارب والمهارات. كما طالبوا بالعمل على تجاوز النسبية الثقافية ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان خاصة حقوق المرأة باسم احترام الاختلاف بين الثقافات والتقاليد والديانات. وأكد المشاركون على ضرورة العمل على الارتقاء بتنمية المنطقة على أساس أهداف محددة ومتفق عليها، وإعداد المشاريع المستقبلية وتطبيقها في إطار الاحترام التام لحقوق الإنسان بما فيها الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والحكامة الديمقراطية الرشيدة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورفع التحديات الناتجة عن التبعات البشرية للتغيرات المناخية، والأمن الغذائي، وإعطاء مكانة مركزية للمشاريع المتعلقة بالشباب والثقافة والتربية والصحة والبيئة والقضايا الاجتماعية (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جويلية 2008)


الصراع بين الحركة الصهيونية و يهود أميركا

 

توفيق المديني 1-قطبا اليهود في العالم: إسرائيل ويهود أميركا قبل قيام إسرائيل ساد نقاش طويل في أوساط الجاليات اليهودية سواء التي كانت تعيش في بلدان أوروبا الشرقية ، أو تلك التي تعيش في الولايات المتحدة الأميركية،حول ضرورة إنشاء دولة يهودية. وكان التيار الإصلاحي داخل الجالية اليهودية الأميركية ، و هو بالمناسبة يمثل التيار الأكثري المتأثر بفلاسفة «التنوير» الأوروبيين ، وبالأفكار الليبرالية والمثالية التي كانت رائجة في القرن التاسع عشر، يعتقد أن مايسيء لليهود أنفسهم هو سلخهم عن المجتمع العالمي وحصرهم في إطار «دولة يهودية». وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار الإصلاحيين من أشد المتحمسين لاندماج اليهود بالمجتمعات التي يعيشون ضمنها. ومن أبلغ ما قالوه في هذا الشأن: «إننا أمريكيون من حيث القومية، وإن أشواقنا ليست لوطن شرقي فلسطيني، وإن قلوبنا هنا، وإن بيوتنا هنا ـ هنا في أمريكا»(1). ومن الناحية التاريخية، يشهد للتيار اليهودي الإصلاحي  في الولايات المتحدة الأميركية أنه عارض أفكار الحركة الصهيونية ، وقد تبنى القرارات الصادرة عن مؤتمر فرانكفورت عام 1845، و كذلك عن مؤتمر يهودي عقد في فيلادلفيا عام 1869 ومؤتمر آخر عقد في بيتسبرغ عام 1885، إذ كانت تنص تلك القرارات على المعارضة التامة لأية محاولة هدفها تأسيس دولة يهودية.وخاض التيار الإصلاحي صراعاً فكرياً عبر الصحف التي كان يصدرها في أميركا نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ، مثل صحيفة «أميركان ازرائيلايت» وصحيفة « ريتورم » 1896، وصحيفة « أدفوكيت » ما بين أعوام 1897 و1922، ضد أفكار الحركة الصهيونية ، ودعا إلى  الفصل ما بين الدين و السياسة و مابين الدين والدولة. إن التيار الإصلاحي الذي يستند إلى « اللاهوت » في رفضه للصهيونية مبدأ وممارسة وهدفاً (على عكس التيارين الدينيين الآخرين: الأرثوذكسية والمحافظة) عبّرعن الأساس الاقتصادي والسياسي الذي يستند إليه رافعاً لواء الإصلاحيةالتي  تمثل البرجوازية اليهودية في المجتمع الأميركي. « وكانت هذه البرجوازية تخشى على مواقعها في أوائل هذا القرن. وأصيبت بقصر النظر وبالعزلة فيما بعد لأنها لم تر، في الأفق الذي كانت تنظر من خلاله، الإمكانيات المتوفرة في الصهيونية وفي الدولة التي ستنبثق عنها لجعلها مطية لتحقيق طموحات ومصالح الاحتكارات الأمريكية العملاقة.وهكذا فإن الإصلاحية التي كانت تهتدي بالسياسة الداخلية الأمريكية في أوائل هذا القرن(دأبت الحكومات الأمريكية منذ أواسط القرن الماضي على محاربة « التقاليد والعادات » وحتى « اللغة » التي كان يحملها معه المهاجر الجديد. وكان شعار « التأمرك » من أهم شعارات تلك المرحلة.)لم تستشف التغيير الذي طرأ على السياسة الأمريكية فوقعت أسيرة للأوهام. وبالتالي فإن الحصار الذي ضرب من حولها من جانب الحكومات الأمريكية خصوصاً، قد بالأكثرية فيها لأن تدعم في البدء (في العشرينات من القرن الحالي) مشاريع بناء فلسطين وأن ينجح بعدئذ الفريق الموالي للصهيونية بإيجاد أرض مشتركة ما بين الإصلاحية والصهيونية وخصوصاً منذ عام 1935. ونشأ في داخل الحركة الإصلاحية تياران: تيار انتقل من مواقع اللاصهيونية وانتقل في أواسط الثلاثينات إلى مواقع تأييدها. أما التيار الآخر فيمثل الأقلية التي انعزلت ومازالت متمسكة بعقائدها. ويجري تمييز التيارين عن بعضهما بتسمية التيار الأخير بـ « الإصلاحية المتطورة » والتيار القديم « بالإصلاحية الكلاسيكية » »(2). أما اليهود المتشددون، فقد عارضوا إنشاء الدولة اليهودية باعتبارها محاولة للتمرد على الله و رأوا أنه  يتعين انتظار ظهور المسيح حسب وجهة نظرهم. في بداية القرن العشرين ظلت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة تقاوم الضّغوط الصّهيونيّة حتّى انتخاب الرّئيس الأمريكي « ولسن » وتعيين  » لويس برانديز » مستشاراً له، إذ لعبت الحركة الصّهيونيّة دوراً في انتخابات 1916، حيث وعدولسن  اليهود بدعمه للأهداف الصّهيونيّة في فلسطين إذا ساعدوه في الإنتخابات. وبعد نجاحه أقدم على الضّغط على الحكومة البريطانيّة من أجل إصدار وعد بلفور. إن اللحظة التي منح فيها وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفورالحركة الصهيونية وعده سنة 1917 بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، قد أفسح في المجال لبداية التحول في نظرة الجاليات اليهودية للدولة المستقبلية التي تعدهم بها الحركة الصهيونية العالمية بإقامتها في فلسطين.. . ولم يكن بالإمكان تحقيق المشروع الصهيوني إلا من خلال خلق دولة يهودية خالصة في فلسطين، كملاذ آمن لليهود من الاضطهادالذي كانوا يعانون منه في أوروبا  وكمهد لقومية يهودية جديدة، وكان لابد لمثل تلك الدولة أن تكون يهودية حصراً، لا في تركيبها الاجتماعي السياسي وحسب، بل في تركيبها العرقي كذلك. وكانت سلطات الانتداب البريطاني قد سمحت للحركة الصهيونية منذ البداية، أن تقيم لنفسها كياناً مستقلاً داخل فلسطين، ليكون بمنزلة البنية التحتية لدولة تقوم في المستقبل. . وقد تضمنت الاستعدادات الصهيونية للاستيلاء على الأرض بالقوة، فيما لوفشل تسليمها لليهود من خلال الدبلوماسية، إنشاء منظمة عسكرية فعالة، بمساعدة الضباط البريطانيين المتعاطفين، والبحث عن موارد مالية سخية، يمكن بوساطتها تهجير اليهود إلى فلسطين(3). يهود أميركا يرفضون مركزية إسرائيل كدولة يهودية  كانت الحركة الصهيونية العالمية منذ مؤتمر بازل تتكلم عن « الأمة اليهودية » ، و عن « القومية اليهودية » من دون أن يكون لهاتين المقولتين الايديولوجيتين أي أساس تاريخي مادي على الأرض،وعملت على حث الجاليات اليهودية المنتشرة في أصقاع الأرض ، و لا سيما الأميركية منها على تبنيها. ونظرا للعلاقة العضوية التي تربط الحركة الصهيونية العالمية بالإمبريالية الغربية ، فقد استطاعت أن تفرض نفسها ممثلاً للجاليات اليهودية ، من دون أن تحظى بموافقتها على ذلك.وبعد الحرب العالميّة الثّانية وبروز الولايات المتّحدة كقوّة عظمى عملت الحركة الصهيونية العالمية على أن تحل الولايات المتّحدة محل بريطانيا في احتضان أهداف اليهود.  واستمر الجدال بين الحركة الصهيونية العالمية التي تنطلق من أنها »حركة قومية » والجماعات الدينية زمناً ليس بالقصير، وعندما انتصرت الحركة الصهيونية كحركة تمرد على الواقع اليهودي التقليدي ، وأقامت كيانها السياسي –إسرائيل- كدولة يهودية،و استقدمت بعد قيامها الهجرات الجماعية على أساس الانتماء الديني لاالسياسي ،وجدت بين الجماعات الدينية حاخامات يدعون إلى القبول بالمخلصين الأرضيين، وأعادوا تفسير نصوص التوراة بكونها تعتبر الهجرة إلى فلسطين فريضة من أعلى الفرائض، وهكذا نشأت تيارات الصهيونية الدينية، وتبعها قبول الاتجاهات الأرثوذكسية الحرادية بالخلاص على يد الصهيونية، ولم يبق على الممانعة إلا نفر قليل من الجماعات الدينية مثل « الناطوري كارتا ». وعن الفكرة الصهيونية لإقامة دولة يهودية يقول الباحث عزمي بشارة: »بالتأكيد ، هذه الفكرة فكرة عنيفة، فالصهيونية ، في الأساس ، لم تكن حركة تحرير قومي، و إنما حركة وضعت لنفسها هدف إقامة دولة بأغلبية يهودية في بلد فيه أغلبية عربية. لقد كانت حركة أرادت أن تحول اليهود إلى أمة من خلال إقامة دولة يهودية، ولهذا الغرض فقد اعتمدت ممارسات كولونيالية، و كانت جزءا من المشروع الكولونيالي(الاستعماري) في الشرق الأوسط »(4) .  ومع هذه التطورات وقع التلاقي في الكامل بين السياسي بنزعته الاستعمارية العدوانية (الصهيونية – بريطانيا فأمريكا) والديني ( الجماعات اليهودية- الإنجيليون المؤمنون ببعث إسرائيل ومعركة هرمجدون) . وفي ظل تلك الظّروف عقدت الحركة الصّهيونيّة مؤتمر « بلتيمور » في نيويورك 1942 حدّدت فيه الخطوات الّتي يجب أن يعمل اليهود وحلفاءهم ـ وعلى الأخصّ أمريكا ـ على تحقيقها وهي: 1-تأسيس دولة يهوديّة في فلسطين كلّها. 2 -تأسيس جيش يهودي -3فتح أبواب الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين برعاية الوكالة اليهوديّة. ونستطيع القول أنّ الولايات المتّحدة تبنّت سياسة داعمة للصّهيونيّة أكثر فاعليّة من التّبنّي البريطاني منذ مؤتمر بلتيمور، وأسفر ذلك عن مايلي:(5) -1تركيز الإعلام الصّهيوني جهوده الضّخمة للضّغط على الشّارع والسّياسة في أميركا لإغراقها بالدّعاية الصّهيونيّة. 2- انحياز السّياسة الأمريكيّة الدّاخليّة والخارجيّة إلى جانب الصّهيونيّة ضدّ العرب، وتجلّى ذلك في اعتذار ترومان الشّهير من المندوبين العرب عندما قال لهم: « آسف أيّها السّادة، لكن عليّ أن أستجيب لمئات الألوف من المتشوّقين لنجاح الصّهيونيّة، وليس إلى مئات من العرب في صفوف ناخبيّ ». 3-استمرار العطف العالمي على اليهود بعد الحرب العالميّة الثّانية، وترجمة ذلك العطف لتحقيق المقولة « دع العرب يدفعون من أجل جرائم الأوروبيين ». والواقع إنّ انحياز السّياسة الخارجيّة الأميركيّة لصالح الصّهيونيّة بعد الحرب العالميّة الثّانية ولاسيما في عهد الرّئيس « ترومان » لم يأت لاعتبارات أمنيّة فقط، بل بسبب النّشاط الصّهيوني المتزايد والمهيمن على جميع الصّعد من خلال الصّحافة والإعلام والصّداقات مع رجالات السّياسة وعلى جميع المستويات. وفي الوقت عينه  فإنّ أميركا بحاجة إلى حارس يحمي مصالحها في الشّرق الأوسط، وخاصّة في ميدان المواجهة مع المعسكر الاشتراكي السّابق، ولفرض الهيمنة الأمريكيّة على الوطن العربي من خلال وجود إسرائيل، لذلك فإنّ كل ما يهم أمريكا في المنطقة العربيّة هو اسرائيل والمصالح الأمريكيّة فقط سياسيّاً واقتصاديّاً. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، استغلت الحركة الصهيونية حكاية « الهولوكوست »،وعلاقاتها مع بريطانيا ثم مع أميركا لا حقا في تسريع عملية الهجرة إلى فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني ، إذ هاجر قسم كبير من يهود أوروبا  بعد أن أصبحوا لاجئين ،ولم تتوفرلهم أية خيارات أخرى  بعد إغلاق  باب الهجرة الأميركية، وهذا ينطبق على أكبر موجتي هجرة سبقتا عام 1948، وقد فضل معظم الناجين من « الهولوكوست » الهجرة إلى الولايات المتحدة، وهذا مادفع بن غوريون إلى نقل  كل الجاليات اليهودية من الدول العربية إلى إسرائيل ليس بدافع حرصه على مصلحة هذه الجاليات، و إنما بهدف تحقيق  أغلبية يهودية بعد أن رأى أن اليهود لا يهاجرون بمحض إرادتهم. وقد أخفقت الحركة الصهيونية العالمية في تأمين أغلبية يهودية في فلسطين ،لكن قرار التقسيم وحرب 1948قادا إلى خلق ظروف  أكثر ملائمة للدولة اليهودية – إسرائيل- التي استطاعت أن تفرض سيطرتها على مناطق خارج خطة التقسيم. قبل قيام دولة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ،ادعت الحركة الصهيونية العالمية  أنها جاءت لإنقاذ يهود  الشتات الذين يعيشون في مختلف البلدان ، و لاسيما منهم في الولايات المتحدة الأميركية.و عندما قامت  إسرائيل عام 1948،طرحت نفسها أنها « الوطن القومي لليهود « ، و أنها أصبحت الدولة اليهودية ،التي باتت تطالب بتهجير يهود العالم  لتوطينهم في فلسطين .إلا أن الجهد الذي بذلته الوكالة اليهودية، و الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، لم يقابلها حماس مواز من جانب الجاليات اليهودية  المنتشرة في العالم، و لا سيما في الدول الرأسمالية الغربية، و بالتالي له يهرع يهود الشتات إلى المهاجرة تحت لواء الصهيونية .ويقول أحد قاد\ة يهود والولايات المتحدة الأميركية، آرثر هيرتسبرغ، الذي يحرص على بقاء يهود الشتات، ويدين موقف إسرائيل منهم ، مايلي: » لقد تكلم دافيد بن غوريون بهذا الخطاب اللفظي بعد الإعلان عن قيام إسرائيل مباشرة، وقد أصر على أن مصطلح « صهيوني » يمكن أن ينطبق فقط على أولئك اليهود الذين أصبحوا في إسرائيل أو هم في طريقهم إليها. وجميع الاخرين، بصرف النظر عن مدى عمق اهتمامهم و مساعدتهم للدولة اليهودية،فإنهم « أصدقاء إسرائيل »، وهم من  مستوى أدنى في تراتبية القيم اليهودية »(6). لقد تميز موقف إسرائيل الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية ، بالازدواجية. فهي تريد من يهود أميركا أن يقدموا الدعم المادي لها ، بوصفه فريضة جبرية، لكنها تنظر إليهم في الوقت عينه بشيء من الازدراء، معتبرة إياهم مقصرين في أدائهم لدورهم التاريخي في سبيل صيانة بقاء « الشعب اليهودي ». وقد تكرّس هذا المنظور في الرواية الرسمية للتاريخ اليهودي الحديث، كما صيغت في إسرائيل. ويقول هيرتسبرغ: « إن القناعة بأن الاستيطان الصهيوني، والدولة التي نشأت عنه، كانا أسمى من المهجر قد أصبحت مبكراً جداً مركزية في الرواية الصهيونية للتاريخ اليهودي. لقد ركّب بن ـ تسيون دينور، الذي كان أستاذاً للتاريخ اليهودي في الجامعة العبرية، ووزيراً للثقافة في الحكومة الإسرائيلية الأولى، تفسيراً لمجمل التاريخ اليهودي بمفاهيم قومية. فالشعب اليهودي قد مرّ بثلاث مراحل كبيرة. كانت الأولى خلق وجوده القومي في أرضه الخاصة في زمن التوراة، والثانية، كانت بقاءه في الدياسبورا، ليس بسبب ديانته في المكان الأول، وإنما لأنه نظر إلى نفسه على الدوام كشعب في المهجر، والثالثة، وهي المرحلة الأخيرة في الحاضر، عودة الشعب المهجر إلى أرضه الخاصة. وقد جرى الاعتراض على هذه الرواية حتى في إسرائيل، ولكنها ظلت المهيمنة على تعليم التاريخ في المدارس. وقد انطوت أطروحة دينور بوضوح على فكرة أن أولئك الذين يختارون عدم القدوم إلى أرض إسرائيل، في هذا الوقت الذي يبلغ التاريخ اليهودي مرحلة الذروة، إنما يتهربون من أداء واجبهم» (7). لاشك أن هذه المواقف التي تتبجح بها إسرائيل لجهة أنها أصبحت وصية على الجاليات اليهودية في الغرب،جعل العديد من اليهود في الولايات المتحدة الأميركية يطرحون أسئلة عدة ، مثل: هل ستكون إسرائيل هي  المكان الطبيعي  لليهود في العالم؟و هل هي  حقيقة المركز الروحي لليهود؟ كان اليهود في الولايات المتحدة الأميركية يرفضون الأطروحات الصهيونية التي تروج لها دولة إسرائيل ،مخافة من أن المعادين للسامية  سيدفعون اليهود نحو إسرائيل  التي أضفت على تنفسها صفة الدولة اليهودية، و بالتالي تتم معاملتهم على أساس  ازدواجية الولاء وعدم الثقة. » وكانت الجمعية اليهودية الأميركية- التي تضم اليهود غير الصهاينة في الوكالة اليهودية- رغم تأييدها لخطة تقسيم فلسطين، من بين الذين أعربوا عن قلقهم من إنشاء لإسرائيل لما سيسببه من مشكلات لليهود الأميركيين.و كانت ترى أنه يتوجب على إسرائيل أن تدعي تمثيل من يعيش فيها فقط و ليس كل اليهود »(8). الحركة الصهيونية التي أقامت مشروعها الاستيطاني عبر  إقامة دولة إسرائيل ، باتت ترى أنها بحاجة ماسة لمساعدة الجاليات اليهودية في الغرب،و لاسيما  الأميركية . وهذا ماقاد إلى توتر في العلاقات بين إسرائيل و الجالية اليهودية في أميركا التي رفضت الهجرة تحت لواء  الصهيونية. لقد تميز موقف الصهيونية الاستيطانية الإسرائيلية بالازدواجية إزاء يهود الشتات وصهيونيتهم. وكان بن ـ غويون هو المعبر الحقيقي عن هذا الموقف، على الأقل في جانبه النظري، الذي يتلخص في «نفي الشتات »، ورفض أي حال للمسألة اليهودية خارج الدولة اليهودية. ولكن هذا الموقف لم يكن قابلاً للتجسيد في الواقع اليهودي، أو حتى الصهيوني، الأمر الذي اضطر بن ـ غوريون إلى التراجع عن دفع موقفه هذا إلى حدوده القصوى. وعن هذه المسألة، يقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العبرية، باروخ كيمرلنغ، مايلي: «إن ظروف إقامة دولة إسرائيل ووجودها أشارت بوضوح إلى أن آمال «جمع الشتات» الكامل كانت غير واقعية وأن الدولة اليهودية لا تستطيع البقاء دون وجود طويل الأمد ليهودية أميركية تسيطر على قوة في الولايات المتحدة ذاتها، وبذلك تزودّ إسرائيل بالدعم الاقتصادي والسياسي. وهكذا تطور تناقض داخلي في الصهيونية. فوجود إسرائيل بالذات تطلب دعماً من دياسبورا قوية، الأمر الذي ترتب عليه التخلي عن المطالبة بالهجرة (عليا ـ صعود، أي الهجرة إلى إسرائيل) من قبل أولئك اليهود الذين عرفوا أنفسهم بأنهم «صهيونيون» بالتحديد. وهذه المقاربة منحت اعترافاً واقعياً بإمكانية وجود حياة يهودية آمنة، ومزدهرة وخلافة، خارج حدود الدولة اليهودية ذات السيادة، الأمر الذي يتناقض مع مبدأ أساسي آخر في الصهيونية. وهذا الوضع، مترافقاً مع التفضيل الواضح الممنوح لأميركا الشمالية كهدف للهجرة اليهودية، يطرح تحدياً جدياً لغالبية المفاهيم التي تمنح شرعية للحركة الصهيونية ولدولة إسرائيل»(9). و كان ممثلو الجالية اليهودية الأميركية  قد طلبوا من بن غريون التوقف عن الحديث باسم اليهود وعن تشجيع هجرة اليهود الأميركيين لأن ذلك يعتبر تدخلاً في شؤون الجالية،و »لأن بن غوريون كان بأمس الحاجة إلى المساعدة، فقد تلافى الخلافات معهم. و في أغسطس عام 1950 قام رئيس اللجنة البليونير جاكوب بلوستين (1982-1970)بزيارة إسرائيل و خاض مفاوضات صعبة مع بن غوريون ، إلا أنهما اتفقا على بيان رسمي تحول فيما بعد إلى بيان تفاهم بين إسرائيل و يهود أميركا، ولايزال هذا البيان مطبقا حتى الآن. وتؤكد نظرة سريعة على البيان أن « بلوستين » كان سيد الموقف، فقد أثنى الرجل على إنجازات إسرائيل و النظام الديمقراطي فيها و أن وجودها رفع معنويات اليهود بعد تعريض مواطني الدول الأخرى من اليهود للأذى في مصالحهم، و أن اليهود الأميركيين يرفضون أي إيحاء بأنهم جالية وافدة يتوجب رجوعها إلى إسرائيل، وهم – الكبار و الصغار، الصهاينة و غير الصهاينة- ينتمون إلى أميركا التي استقبلت آبائهم في أوقات الشدة، و فيها يتمتعون بالأمن الذي افتقدوه لقرون طويلة و أن أميركا هي موطنهم الحقيقي، وبالتالي فإن احتمالية طردهم من أميركا لن تكون في صالح إسرائيل، وقد لحق الأذى بيهود أميركا جراء تصريحات ومناشدات غير حكيمة وغيرمسؤولة تتجاهل مشاعرهم وطموحاتهم، كما ألحق الأذى بإسرائيل نفسها من خلال إضعاف استعداد اليهود الأميركيين للمشاركة في بنائها »(10). لمن تذهب تبرعات الجالية اليهودية ؟ إن أكبر كتلة عددية من الرأسماليين اليهود في العالم، موجودةٌ في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يشكل أصحاب الملايين اليهود حوالي 20% من مجموع أصحاب الملايين الأمريكان، وهم يهيمنون على الكثير من المراكز المالية الهامة، كشركات الضمان والمصارف، وصناعات الذهب والألماس واللحوم ومشتقاتها، كما يسيطرون على إدارات الكثير من الشركات الهامة وعلى أرباحها، فنسبة عدد اليهود بين مديري شركات البترول الأربعة الهامة في أميركا، وما يحصلون عليه من أرباحها هي: شركة ستاندرد أويل كاليفورنيا 37% مديرون ونسبة الأرباح 60%.،شركة ستاندرد أويل نيوجرسي 30%  ،مديرون ونسبة الأرباح 55%.،شركة تكساس للبترول 40% ،مديرون ونسبة الأرباح 63%. شركة موبيل 55% مديرون ونسبة الأرباح 70%..وهناك إحصائية منذ عام 1950، هذه الإحصائية تعطينا صورة بالأرقام عن مدى تغلغل اليهود في الأعمال المهمة وعزوفهم عن غيرها: 1-المحامون- 70% يهود و30% للشعب الأمريكي. 2-الأطباء- 69% يهود و31% للشعب الأمريكي. 3-التجار- 77% يهود و23% للشعب الأمريكي. 4-رجال الصناعة- 43% يهود و57% للشعب الأمريكي. 5-موظفو الدولة- 38% يهود و62% للشعب الأمريكي. 6-المزارعون- 0.1% يهود و99.9% للشعب الأمريكي. 7-العمال الصناعيون- 2% يهود و98% للشعب الأمريكي. 8-العمال الكادحون والعاطلون عن العمل 100% للشعب الأمريكي(11). من المعروف تاريخيا عن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية أنها من اكثر المجموعات نشاطًا في مجال جمع ودفع التبرعات. ويتبرع اليهود اكثر بكثير من نسبتهم بين السكان لأغراض خاصة بالجالية اليهودية، ولدولة اسرائيل، وللمجتمع والأكاديمية والفن في الولايات المتحدة، وكذلك للأحزاب السياسية ومختلف المرشحين. لكن البحث الجديد الذي يوضح كيف تصرف تبرعات يهود امريكا:المصدر المشهد الاسرائيلي و الذي نشر بتاريخ 5/5/2003 ،يدل على أن سلم أولويات المتبرعين اليهود الكبار يختلف عما كان يمكن توقعه. فالمتبرعون اليهود الذين يتبرعون بعشرات ملايين الدولارات يفضلون منح هذه المبالغ الضخمة لجهات وأهداف غير يهودية. و من النتائج التي توصل إليها هذا البحث هي أن اليهود يبرزون حقا في مجال « التبرعات الهائلة جدا »: 22% من التبرعات الضخمة جدًا قدمها متبرعون يهود، لا تزيد نسبتهم من مجموع السكان في الولايات المتحدة عن 2،5%. وقد بلغ مجموع ما قدمه اليهود من تبرعات خلال السنوات الخمس 1995-2000أكثر من 5،3 مليار دولار. ويدل تحليل الأهداف التي خصص المتبرعون اليهود الكبار تبرعاتهم لها على أن 9،6% فقط من إجمالي التبرعات الضخمة تم تخصيصه لأهداف يهودية ـ مثل مؤسسات الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، معاهد أبحاث وجامعات يهودية أو أهداف في إسرائيل. هذه كلها حظيت بما مجموعه 318 مليون دولار. وأوضاع المؤسسات اليهودية ليست سيئة من حيث الحصول على التبرعات؛ وفي سنة 2006استطاعت الحملة السنوية التي ينظمها اتحاد الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، تجنيد حوالي 900 مليون دولار، يضاف إليها حوالي 300 مليون دولار تم جمعها في « حملة طوارىء » لصالح دولة إسرائيل، وكذلك 200 مليون دولار قدمتها صناديق عائلية خاصة لأهداف يهودية وإسرائيلية. لكن الحديث هنا هو عن يهود عاديين يقدمون تبرعات عادية ـ وليس مبالغ طائلة. « اليهود يقدمون تبرعات سخية للجالية اليهودية، لكن التبرعات الأكبر تذهب الى خارج الجالية »، يقول غاري طوبين، رئيس المعهد الذي اجرى البحث، في حديث الى صحيفة « هأرتس » (12). ويرى طوبين أن المشكلة ليست مشكلة المتبرعين، وإنما هي مشكلة المؤسسات التي تدق ابوابهم. فالأهداف اليهودية لا تضع امام المتبرعين الكبار تحديا، ورؤيا او مهمة تستحق عشرات ملايين الدولارات التي يكون المتبرع مستعدا لدفعها. ويضيف طوبين انه عندما تأتي كل جامعة اسرائيلية وتطلب تبرعا خاصا وبشكل منفرد، فليس ثمة لديها ما يمكن ان تعرضه على صاحب الملايين الذي يرغب ايضا في ان تترك امواله بصمات جدية. « ولكن، اذا ما توحدت خمس منظمات اسرائيل وطلبت تبرعا بمئات ملايين الدولارات لغاية مركزية ، فان احتمالات حصولها عليه ستكون اكبر بكثير »، يقول. الأغنياء من بين اليهود، كما يبين البحث، يفضلون تقديم تبرعاتهم الكبيرة جدًا لثلاثة مجالات اساسية ـ التعليم، الصحة والثقافة. 86% من التبرعات الضخمة جدًا في السنوات الخمس المذكورة خصصت لهذه الأهداف. مثلا، عائلة الملياردير اليهودي آرثور ساكلر قدمت في العام 1999 تبرعا بمبلغ 100 مليون دولار لمتحف « سميث سونيان » في واشنطن، والذي يحمل احد معارضه اسم ساكلر. ثمة سبب آخر اضافي، برأي طوبين: الأهداف اليهودية لا تشكل بالنسبة للمتبرعين الكبار أهدافاً قيّمة بما فيه الكفاية. باستثناء بعض التبرعات الضخمة جدا لبعض الجامعات في اسرائيل (وخاصة لمعهد التخنيون في حيفا وللجامعة العبرية في القدس) وفي الولايات المتحدة، فان بقية الأهذاف الأخرى ـ وبينها مؤسسات رفاه تابعة للجالية اليهودية او مؤسسات تعليم يهودية ـ لا تشكل اغراء كافيا. ثمة من يتخوف من انه مع تبدل الأجيال، ستزداد وتتعمق اكثر فأكثر ظاهرة توجيه التبرعات اليهودية الى اهداف خارج الجالية. في هذه المرحلة، يدل البحث على ان لا فرق في الأهداف بين المتبرعين الشباب والمتبرعين الكبار السن، لكن صورة الغنى الأمريكي تتغير بسرعة كبيرة. ليس من المستبعد ان يكون اصحاب المليارات اليهود الجدد اقل ارتباطا بالجالية اليهودية والأهداف اليهودية من الجيل الحالي، مما سنعكس ايضا في مناحي توجيه التبرعات : قسط اكبر للمتاحف، وقسط أقل للتعليم اليهودي. معارضة يهود أميركا الهجرة إلى إسرائيل الجالية اليهودية  الأميركية المندمجة في المجتمع الأميركي ترفض أن تكون أداة طيعة تأتمر بإمرة قادة إسرائيل ، فهي تعتبر نفسها جزءا لايتجزأمن المجتمع الأميركي ، ومندمجة فيه،ومصالحها المختلفة مرتبطة  منذنهاية القرن التاسع عشربمصالح أميركا.وقد  امتلكت البرجوازية اليهودية مواقع ثابتة في الحياة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، وهي ليست كتلة معزولة ومنطوية على نفسها، وإنما تؤلف جزءاً لا يتجزأ من البرجوازية الاحتكارية الأمريكية، وبهذا تتداخل مصالح الرأسماليين اليهود الكبار مع مصالح الرأسماليين الأمريكان تداخلاً وثيقاً جداً، وتصبح أهدافهم بالتالي أهدافاً واحدة. والخاصية الأساسية للصهيونية الأمريكية، هي ولاؤها للأيديولوجية الصهيونية وللمصالح الإمبريالية الأمريكية في وقت واحد. ونظراً لمكانة الجالية اليهودية الاقتصادية و الاجتماعية التي بنتها داخل المجتمع الأميركي و راكمتها منذ ما يزيد عن قرنين من الزمن ، فإن لا مصلحة لهذه الجالية أن تهاجرإلى إسرائيل. ففي الوقت الذي أصبحت فيه «إسرائيل» تعاني من خطر  الهجرة المعاكسة،  تراجع أيضا شعور اليهود الذين يقيمون في البلدان الغربية، ولا سيما في الولايات المتحدة الأميركية بالانتماء إليها. وكان القادة الجدد للدولة الإسرائيلية،يؤكدون أن شرط الصهيونية هو العيش في إسرائيل ، وقد عبرالجنرال موشي دايان عن هذه القناعة في تصريحه الشهير بكندا في 9 مارس 1960،حين قال :« إن حكومته تمثل اليهود في إسرائيل و مصالح اليهود في كل مكان.و كذلك ماصرحت  به غولدا مائير في 15 أبريل 1960، حين قالت:«سوف تواصل إسرائيل التحدث باسم اليهود». و في ديسمبرعام 1960، أصدرت اللجنة اليهودية الأميركية مذكرة انتقدت  فيها بشدة تصريحات بن غريون أمام المؤتمر الصهيوني  الخامس و العشرين التي قال فيها أن اليهود الذين يعيشون في الخارج يعيقون إكمال الإنجاز اليهودي«كما أن يهود الشتات في الدولة الغنية يعيشون تحت تهديد «قبلة الموت» من خلال عملية الانصهار التدريجي». كما انتقدت اللجنة قانون العودة لأنه يعطي الانطباع  بأن  اليهود خارج إسرائيل هم يهود مشردون و بأن إسرائيل هي وطنهم  الطبيعي.و كان رئيس الجمعية اليهودية الأمريكية بلوستين التقى  ببن غوريون  عام 1961، و أكدا التزامهما بالاتفاق  السابق مع اختلافهما على تعريف معنى من هو اليهودي، و أكد رؤرساء الحكومات  اللاحقة هذا الالتزام الرسمي ، لكن حرب حزيران عام 1967 غيرت العلاقة بين إسرائيل و يهود  الشتات في لمح البصر(13). وقد أثارالبحث الذي أعده معهد «هيبرو يونيون كوليج» بالتعاون مع جامعة «كاليفورنيا ديفيس»، و أشرف عليه تسفيان كوهين و أري كلمان، قلقاً شديداً في «إسرائيل»، لأنه بين أنه كلما كان عمر الشباب اليهودي في البلدان الغربية أصغر،تراجعت نسبة الشعور بالإنتماء ل«إسرائيل»ورؤيتها وأهميتها.فهناك 52% من يهود أميركا غير مبالين بإبادة «إسرائيل» فيما لا تتجاوز نسبة الشبان الذين يشعرون بارتياح لوجود «إسرائيل»54%. ويقول المشرفان على البحث، أن نسبة التراجع المتواصل بالشعور بالانتماء إلى «إسرائيل»  لدى الأجيال الناشئة تدل على أن الجمهور اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية يتجه نحو الإضمحلال. وحسب مدير عام «مركز تخطيط سياسات الشعب اليهودي» نحمان شاي فإن «نحو 50 يهوديا في الولايات المتحدة يتحولون عن اليهودية يوميا». و الأسباب التي تقود إلى زيادة مثل هذا الشعور متعددة ، ومنها: أولاً:إن المجتمع الصهيوني منذ نشأته هو مجتمع استيطاني يغلب عليه الطابع الحربي، و يفتقد إلى الأمان و الإستقرار.فهو مجتمع مستنفر و مستعد دائما لخوض الحروب. ثانياً:إن الحياة المريحة التي يعيشها غالبية اليهود في الولايات المتحدة الميركية تدفعهم لاتخاذ هذه المواقف، إذ إن 90% من يهود أميركا يعيشون في ظل مستوى معيشي أعلى من المستوى المعيشي في إسرائيل. ثالثاً:إن ابتعاد الأميركيين اليهود عن الشعور بالانتماء إلى «إسرائيل» نابع من  القمع الوحشي الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ، ومن الدور الوظيفي للكيان الصهيوني ، الذي ينفذ سياسة الولايات المتحدة الأميركية  ورئيسها جورج بوش فيما يتوجب على «إسرائيل» أن تتصرف «بمعايير  أخلاقية و إنسانية » حسب وجهة النظر الغربية. ف«إسرائيل» تتدخل في العراق و إفريقيا وتساند الأنظمة الديكتاتورية و الظلامية في العالم، وهي تحارب انتقال العالم العربي إلى مرحلة الديمقراطية. إن العامل الديموغرافي اليهــودي المهدد، ونــوع العــلاقات المستجدة بين «إسرائيل» ويهــــود الدياسبورا ،أصبح مقلقاً للدولة العبرية لأنه يتعلق باستمرار وجودها كدولة يهودية.فقد تراجع معدل الهجرة السنوي إلى «إسرائيل» من 100 ألف مهاجر في التسعينيات من القرن الماضي إلى 14 ألف مهاجر في الوقت الحاضر. و بالمقابل ،فإن معدل الهجرة المعاكسة تراوح بين 7و8 ألاف «إسرائيلي». وتفسر الأبحاث المتخصصة تراجع هجرة اليهود إلى «إسرائيل»، إلى مجموعة عوامل، منها : تراجع عدد اليهود في العالم الذي انخفض من 21 مليونًا عام 1970، إلى 11 مليونًا و800 ألف نسمة في 2007حسب إحدى الدراسات،و ازدياد الزواج المختلط من غير اليهوديات (تتجاوز النسبة 51 في المئة وفق التقارير اليهودية الأميركية) .فالزواج المختلط والاندماج يؤديان إلى تآكل أعداد اليهود الملتزمين ،والذوبان في المجتمعات المحلية، يقودان إلى عدم الاكتراث بأهمية ممارسة التقاليد اليهودية. و تبين أن نسبة الذوبان في روسيا وصلت إلى 70% ، و في أميركا الشمالية إلى 50%، و في أوروبا الغربية إلى 45%.أما العامل الأخير، فيتمثل في عزوف نسبة كبيرة من الشباب اليهود في الولايات المتحدة الأميركية و «إسرائيل» عن الزواج(14). وفي الواقع، فإن الحركة الصهيونية العالمية و دولة إسرائيل اللتين طرحتا نفسيهما ومن ذات الموقع السياسي و الايديولوجي و الثقافي و الجغرافي قطعاً مع الجاليات اليهودية التقليدية التي تعيش في المجتمعات الغربية ، بوصفهما نفيا بالضرورة لتلك الجاليات اليهودية ، أخفقتا في احتواء يهود أميركا  تحت لوائها.فقد اختارت الجالية اليهودية الأميركيةالتي تعتبر الجالية الأكثر أهمية على الصعيدين السياسي والمادي لإسرائيل ،خيار التشبث بالبقاء في مواطنها، ورفاهها، وأمنها، بدلاً من تلبية مطالب دولة إسرائيل ، التي تقدم نفسها على أنها دولة يهودية، تريد استقطاب يهود  العالم كلهم ، و الحال هذه تتطلع إلى تهجير الجاليات اليهودية كلها في العالم إلى إسرائيل ، علما أن  استمراربقاءهذه الأخيرة، بات  مرهونا بالدور الوظيفي الحربي الذي تقوم به في إطار الاستراتيجية الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط. وفضلا عن ذلك ، فقد أثبتت الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية أنها أكثر جاذبية للإسرائيليين مما هي إسرائيل بالنسبة لليهود ، بواقع عملية النزوح الواسعة النطاق من إسرائيل إلى الولايات المتحدة. فهناك مئات آلاف الإسرائيليين الذي تركوا إسرائيل ، في غالبيتهم إلى الولايات المتحدة، للعيش الدائم في الخارج. وهذه الهجرة المعاكسة تذكر كثيراً يهود أميركا كنوع من البرهان على أن الطلب الصهيوني  من أفراد الجالية اليهودية الأميركية بالانتقال إلى إسرائيل هو في غير محله. أليس الكثيرون من الإسرائيليين يختارون الحياة الأفضل في أميركا؟. كما أكد (إدغار برونغمان) رئيس الطائفة اليهودية في نيويورك خلال المؤتمر اليهودي العالمي (18/22/1980م): « أنه على حكام إسرائيل أن يفهموا بأن اليهود في الشتات ليسوا في المنفى بل في بلادهم الأصلية وهم لن يذهبوا إلى إسرائيل وليس لديهم شعور بالاضطهاد فهم يسيطرون على كل شيء في الولايات المتحدة أكبر دولة في العالم وليس من مصلحتهم الهجرة إلى دولة صغيرة مثل إسرائيل يمارس حكامها الأساليب الفاشية والعنصرية فضلاً عن عداء الدول المجاورة لها ». واعترض مع غيره من زعماء اليهود في الولايات المتحدة على مبدأ (شاميرونافون) و(شارون) بمركزية دولة إسرائيل بالنسبة ليهود العالم، وهو مبدأ غير مقبول من الجميع واعتبروا أن التجمع اليهودي في إسرائيل هو كأي تجمع يهودي في العالم، مما يعني رفض الضغوطات التي تمارسها حكومات الليكود ضد المؤتمر اليهودي العالمي في نيويورك. إن اختيار اليهود للهجرة لأمريكا، بدلاً من فلسطين يدل بذاته، على أنهم يعتبرون أميركا،هي بوصلتهم الحقيقية وملاذهم الآمن  ، لافلسطين المحتلة . وهذا أمر منطقي. ومن المنطقي أيضاً أن اليهودي الأميركي، الذي يملك من حسن الانتماء لليهودية قدراً كافياً، يكون حريصاً على أن ينصح من يهمه أمرهم من اليهود أن يأتوا إلى أميركا بدلاً من الذهاب إلى إسرائيل الثكنة العسكرية . إن وجود أكثر من 250 ألف يهودي إسرائيلي في الولايات المتحدة يدل على تنامي قوة الهجرة المعاكسة من إسرائيل  . قبل فترة قصيرة عقد رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية اجتماعاً لهم في إسرائيل وقد كتب المعلق الإسرائيلي، يهوشواع تدمور، تعليقاً في صحيفة دافار، التي تعبر عن رأي الحكومة الإسرائيلية، قال فيه: « عرفت بأنهم ليسوا صهاينة بالمفهوم الرسمي، وهم يقولون ذلك صراحة.ولا يعتقدون بأن إسرائيل هي الملاذ الأمين للشعب اليهودي… كذلك لا يعتقدون بأن الحياة اليهودية الكاملة يمكن أن تكون فقط في إسرائيل، كما يزعم المبعوثون الإسرائيليون. ويرون بأن هناك حياة يهودية غنية… في الولايات المتحدة، وهم لا يسرون بالتحدث عن الهجرة إلى إسرائيل.وحتى أن هذا الموضوع لم يدرج في جدول الأعمال… إن أولئك الذين لا يطرحون أنفسهم كصهيونيين هم من أفضل مؤيدي إسرائيل وأصدقائها… » (15). إن الكاتب الصهيوني يريد أن يقول أن رؤساء المنظمات اليهودية ف المصدرمجلة الوحدة الإسلامية، إسلامية  شهرية: تصدر عن تجمع  العلماء المسلمين في لبنان  :العددالثامن  والسبعون -78-ـ السنة السابعة – ، بتاريخ (جوان/ جويلية ) 2008م

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.