الجمعة، 7 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2753 du 07.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات: بيــــــان

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: اختطاف الصحفي عبد الله الزواري..!

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: مهما كانت التهديدات …!

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: القاضي عبد الرزاق بن منا يحاكم متهمين دون دفاع ..!

حرّية و إنصاف: حرمان سيدة كبيرة السن من جواز السفر

حرّية و إنصاف: اختطاف  الصحفي عبد الله الزواري

حرّية و إنصاف: الامعان في مضايقة عبد الله الحاجي

حرّية و إنصاف:  اعتداء غير مبرر أثناء التثبت من الهوية

الحزب الديمقراطي التقدمي: جــــامعة بنــزرت:بيـــــان

الجامعة العامة التونسية للشغل: بلاغ

بوكثير بن عمر :الأخ محمد الصالح قسومة…. يرفض الإمضاء

يو بي أي :الرئيس التونسي يشارك في القمة الإفريقية-الأوروبية

رويترز:الرئيس التونسي يحضر القمة الاوروبية الافريقية

مجلة « كلمة » :القلم الحر في سجن المجرمين

مجلة « كلمة » : »الإرهاب » التونسي

مجلة « كلمة » : »الزّي العسكري »

مجلة « كلمة » :أضواء على الأنباء

مجلة « كلمة » :ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء

الإعلامي التونسي طه البعزاوي في حوار مع موقع « آفاق »

د. منصف المرزوقي :الإسلاموفوبيا » مفهوم للمراجعة والإلغاء

بحري العرفاوي: في « التطويع » السياسي و »التطبيع » الثقافي

محمد العروسي الهاني: في الصميم فريضة الحج أصبحت لها شروط إضافية وصعوبات وحساسية

عماد الدين الحمروني: هيهات منا الذلة

توفيق المديني :قمة دول قزوين أمام لعبة المواجهات الإقليمية و الدولية

محمد أبو رمان: عودة المقربين من حماس تعني أنّ أجندة الوسط للأردنة باءت بالفشل … تيار الاعتدال في «إخوان» الأردن يتوارى

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


 

العدد 430 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية بتاريخ 7 ديسمبر 2007

http://pdpinfo.org/PDF/430.pdf

العدد 39 من صحيفة « مواطنون » الأسبوعية بتاريخ 5 ديسمبر 2007  http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_39.pdf

إعـــــلام  مرحبــــا بكـــــم في موقع الفجر نيوز. نت على الشبكة قريبا  الفجر نيوز.نت www.alfajrnews.net

الموقع تحت الإنشاء وسيقع افتتاحه رسميا قريبا إن شاء الله  إدارة موقع الفجر نيوز.نت

www.alfajrnews.net


إعـــــلام موقع السبيل أونلاين نت على الشبكة قريبا    » وعلى الله قصد السبيل …” (النحل 9)  مرحبــــا بكـــــم السبيل أونلاين نت www.assabilonline.net الموقع تحت الإنشاء وسيقع افتتاحه رسميا إن شاء الله يوم الأحد 9 ديسمبر 2007 إدارة موقع السبيل أونلاين نت

 


هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات   تونس في 7 ديسمبر 2007 بيــــــان

خصصت صحيفة « الحدث » في عددها الأخير ( الأربعاء من 5 إلى 11 ديسمبر الجاري) صفحتين بأسلوبها السوقي المعهود لثلب المناضل الحقوقي  و عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات خميس الشماري. و جاء المقال بعد يومين من الندوة الصحفية التي دعا إليها يوم الاثنين 3 ديسمبر الجاري الحزب الديمقراطي التقدمي و التكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات و ترأسها خميس الشماري لعرض وثائق 18 أكتوبر الجديدة و الإعلان عن توسيع الأرضية النضالية للهيئة بما يشمل النضال من اجل استقلال القضاء و مقاومة الفساد و العمل على توفير شروط الانتخابات الحرة في الاستحقاقات المقبلة.   إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات إذ تعتبر ما ورد في الحديث من أكاذيب و ثلب في حق المناضل خميس الشماري بمثابة الرد غير المباشر من السلطة على أطروحات هيئة 18 أكتوبر فإنها:    – تدين مثل هذا الأسلوب البعيد كل البعد عن الأساليب السياسية المتعارف عليها و تطالب بالكف عن هتك أعراض المناضلين السياسيين و الحقوقيين الذي يقدم صورة سيئة عن الصحافة و العمل السياسي في بلادنا .   – تدعو إلى محاسبة كل يساهم في هتك أعراض الناس بما يفرضه القانون حتى لا تشجع السلطة على ظاهرة  الإفلات من العقاب و حتى لا تساهم في تشجيع صحافة  الانحطاط التي تعد صحيفة الحدث أحسن تجسيد لها.   و في سياق ملاحقة النشطاء الحقوقيين و القيادات السياسية علمت هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات أنه  تم اليوم الجمعة 7 ديسمبر ما يلي:    – اقتياد السجين السياسي السابق و القيادي بحركة النهضة عبد الله الزواري إلى منطقة الأمن بجرجيس – المدينة التي يخضع فيها للإقامة الجبرية- لتحذيره من قبل رئيس المنطقة من مغبة الإدلاء بأي تصريح صحفي في المستقبل و ذلك على خلفية تصريح أدلى به لقناة الحوار.   – إرجاع السجين السياسي السابق و القيادي بحركة النهضة العجمي لوريمي- الذي أفرج عنه في شهر جويلية الماضي بعد 17 سنة سجنا- إرجاعه عنوة من محطة باب عليوة بتونس العاصمة إلى سوسة من قبل عدد كبير من عناصر الأمن باللباس المدني كانوا في انتظاره بالمحطة. و عند وصوله إلى سوسة تم اقتياده إلى منطقة الأمن و حجزه لمدة ساعات حتى لا يتمكن من إلقاء محاضر بالمقر  المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي كان دعي إليها. و قد تعمد أعوان الأمن وضع الأصفاد في يديه في الطريق من محطة النقل بسوسة إلى منطقة الأمن بدعوى انه مفتش عنه .و تم إخلاء سبيله بعد انتهاء الندوة المذكورة.   – اقتياد عضو الهيئة المديرة لجمعية المساجين السياسيين الأستاذ سمير بن عمر إلى مركز الأمن بسيدي البشير لتهديده برفع قضية عدلية ضده إن هو واصل تخصيص مكتبه كمقر للحمعية.   إن هيئة 18 أكتوبر تدين أسلوب الترهيب الذي تعتمده السلطة ضد قيادات حركة النهضة الذين لم تشفع لهم السنوات الطوال التي قضوها في السجون  و كذلك أسلوبها ضد المنظمات الحقوقية و تدعو إلى الكف عن أسلوب القمع و الترهيب الذي أعاق تطور الحياة السياسية بالبلاد و زاد في تكريس هيمنة الأمن على المشهد السياسي.   هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات


أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين

الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

تونس في 07 ديسمبر2007

اختطاف الصحفي عبد الله الزواري..!

لم يكتف البوليس السياسي بالحصار الخانق الذي يفرضه على الصحفي عبد الله الزواري المنفي مئات الكيلومترات بعيدا عن مقر إقامته ، فعمد اليوم على الساعة الواحدة بعد الزوال إلى اختطافه من الطريق العام و احتجازه تعسفيا لمدة تزيد عن الساعتين بتعلة التنبيه عليه بعدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام ، و ذلك بعد مشاركته في برنامج  » بدون تأشيرة  » الذي بثته قناة الحوار اللندنية ، و قد تعرض للتهديد بالمحاكمة لأنه :  » لل يملك أي صفة للحديث عن الأوضاع في تونس..!  »

و الجمعية إذ تعبر عن استنكارها لما يتعرض له الصحفي و السجين السياسي السابق عبد الله الزواري من مضايقات و اعتداءات و مطالبتها بإنهاء عقوبة النفي المسلطة عليه و تمكينه من الإلتحاق بعائلته بتونس العاصمة ، فإنها تدعو جميع المنظمات الوطنية و الدولية إلى التجند لمواجهة عمليات الإختطاف التي أصبحت الرد الرسمي الذي تواجه به السلطة مطالب النشطاء باحترام القانون ووضع حد للإنتهاكات .

         

عن الجمعية الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي


 

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين

الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري

الجمعية الدولية

لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

تونس في 07 ديسمبر2007

مهما كانت التهديدات …!

تعرض المحامي  الأستاذ سمير بن عمر عضو الهيئة المديرة للجمعية و المكلف بملف  بالمحاكمات السياسية إلى الإختطاف على الساعة العاشرة و النصف من صباح اليوم بمجرد خروجه من مكتبه حيث قام ثلاثة من أعوان البوليس السياسي باقتياده  إلى مركز الأمن بسيدي البشير أين احتجز لمدة تفوق الساعتين تعرض فيها للتهديد بالمحاكمة ورفض في ختامها الإمضاء على محضر يتعهد فيه بالتوقف عن النشاط في الجمعية ، علما بأن الأعوان قد تحولوا إلى منزل عائلة الأستاذ بن عمر قبل التحول إلى مكتبه حيث رفض مصاحبتهم ما لم يتم استدعاؤه بصورة قانونية ،

إن الجمعية إذ تعبر عن تضامنها المطلق مع الأستاذ بن عمر وقبله  الأستاذ نور الدين البحيري الذي تعرض للإختطاف منذ أيام قليلة  ، و استنكارها لحملة ترهيب المحامين المدافعين عن ضحايا التعذيب و المحاكمات الظالمة  فإنها تعتبر التهديدات الموجهة لأعضاء الهيئة المديرة بإحالتهم للقضاء تطورا خطيرا في التعامل مع النشطاء الحقوقيين وتجدد تمسكها بحقها المضمون دستوريا و المكفول بالمواثيق الدولية في النشاط القانوني ، و تتعهد بعدم ادخار أي جهد حتى يسترجع المعتقلون السياسيون حرياتهم و المسرحون حقوقهم و يعود المهجرون لوطنهم ،…مهما كانت التهديدات …!

    عن الجمعية الهيـئــــــــــــة المديـــــــــــــرة


 

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين

الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

تونس في 06 ديسمبر2007

متابعات إخبارية

يحدث في قصر العدالة..!

القاضي عبد الرزاق بن منا يحاكم متهمين دون دفاع ..!

* شهدت المحكمة الإبتدائية بتونس اليوم  اعتداء جديدا على القانون وعلى حقوق الدفاع أكد  ما كان يخشاه الجميع من توجه لإصدار أحكام قاسية في قضايا ما يسمى مكافحة الإرهاب دون احترام لدستور البلاد و لا قوانينها ، و برغبة واضحة في إقصاء المحامين حتى لا يكونوا شهودا على ..الإنتهاكات ..

فبمناسبة النظر  في  القضية عدد 14238 التي أحيل كل من : مهدي بالرايس بتهمة عدم إشعار السلط ذات النظر بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية ، و أشرف التونسي بتهمة الإنضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه .. ،  وفق قانون 10 ديسمبر2003 المتعلق بدعم المجهود الدولي  لمكافحة الإرهاب و منع غسل الأموال ، رفض  القاضي عبد الرزاق بن منا الإستجابة لطلب الأستاذين سمير بن عمر و سمير ديلو بتأخير القضية لتقديم مؤيدات هامة و رغم سحبهما لنيابتهما في القضية أصر على استنطاق المتهمين في اعتداء صارخ على نصوص القانون التي تجعل نيابة المحامي وجوبية في المادة الجنائية و قد غفل القاضي حتى عن تلقي طلبات النيابة العمومية و صرف القضية للمفاوضة ليصدر حكما ، في ساعة متأخرة من مساء اليوم قاضيا بسجن مهجي بالرايس مدة عام واحد ،  و أشرف التونسي مدة 10 سنوات ، علما بأن هذا الأخير يبلغ من العمر 20 سنة ..و أن ملفه خال تماما من أي دليل يدينه سوى اعترافات تم انتزاعها تحت وطأة التعذيب الشديد ..

كما  نظرت  الدائرة ذاتها :

 في  القضية عدد 13648 التي أحيل فيها  كل من : عادل المحمودي و محمد السميري و محمود الهنتاتي  ،  بتهم منها الإنضمام إلى تنظيم إرهابي  و التعريف به  و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية ،و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ،  وذلك على خلفية اتهامهم بالتفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية  و تجنيد عناصر لتلك الغاية  ، و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 10 جانفي 2008  استجابة لطلب الأساتذة الطرابلسي و الزاوي و الجبنوني و العقربي .

و في  القضية عدد 13887 التي أحيل فيها : مكرم مادي و محمد أمين التليلي و الشاذلي نوار و أيمن الجبالي و سليم الرايسي ،  بتهم منها الإنضمام إلى تنظيم إرهابي  و التعريف به  و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية ،و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ،  و قد تم تأجيل القضية إلى جلسة يوم 10 جانفي 2008 بطلب من الأساتذة سعيدة العكرمي و سامي الطريقي و كمال المشاط  و عبد الكريم راجح .

و الجمعية إذ تجدد الدعوة لإلغاء هذا القانون اللادستوري و الكف عن تجريم التفكير وتوظيف القضاء في حرب استباقية ضد ما يسمى بالإرهاب ، فإنها تلفت انتباه جميع المنظمات الوطنية و الدولية المستقلة  و الرأي العام الوطني و الدولي إلى  الإنتهاكات الصارخة التي تشوب هذه المحاكمات و الرغبة الواضحة  في إجرائها بعيدا عن الملاحظين و ..دون محامين ..بما ينزع عنها كل مصداقية ..و كل شرعية

    عن لجنة متابعة المحاكمات رئيس الجمعية : الأستاذة سعيدة العكرمي


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 07 ديسمبر 2007

حرمان سيدة كبيرة السن من جواز السفر

أعلمتنا السيدة فاطمة بنت بلقاسم بن العربي الجويني حرم علي القائدي صاحبة بطاقة تعريف وطنية عدد 02191393 أنها قدمت طلبا للحصول على جواز سفر لمركز الأمن بباجة رسم تحت عدد 119 بتاريخ 04/10/2006 و رسم كذلك بإدارة الحدود و الأجانب تحت عدد 2904 بتاريخ 11/10/2006 و لم تحصل إلى حد الآن على جواز سفرها رغم ترددها على مركز الأمن بباجة و إدارة الحدود و الأجانب بتونس العاصمة عديد المرات.

علما بأن السيدة فاطمة الجويني البالغة من السن 62 عاما و التي تنوي أداء مناسك الحج كانت حوكمت سنة 1992 في قضية انتماء إلى حركة النهضة بخمسة أشهر مع تأجيل التنفيذ.

و حرية و إنصاف :

1) تندد بحرمان المواطنين من حقوقهم المشروعة كالحصول على جواز سفر و التنقل و أداء مناسك الحج بتعلة المحاكمات السياسية .

2) تعتبر أنه لم يعد بإمكان الادارة منع المواطنين من الحصول على جوازات السفر إلا بحكم قضائي

3) تدعو إلى تمكين السيدة فاطمة الجويني من جواز سفرها و كذلك كل المحرومين من هذا الحق والذين يعدون بالآلاف.

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 07 ديسمبر 2007

اختطاف  الصحفي عبد الله الزواري

اختطف اليوم الجمعة 07/12/2007 على الساعة الواحدة بعد الزوال السجين السياسي السابق و رمز محنة النفي حاليا الصحفي عبد الله الزواري على يد عشرة من أعوان البوليس السياسي و لا يزال إلى حد كتابة هذا البيان رهن الاعتقال ، و قد تم نقله إلى جهة مجهولة.

و حرية و إنصاف :

1) تستنكر لجوء أعوان البوليس السياسي إلى طريقة الاختطاف من أجل التحقيق مع المواطنين في حين كان بالامكان توجيه استدعاء رسمي للسيد عبد الله الزواري.

2) تدين تواصل محنة السجناء السياسيين المسرحين و على رأسهم الصحفي المنفي في وطنه السيد عبد الله الزواري.

3) تدعو إلى إطلاق سراحه فورا و إنهاء محنته بتمكينه من الالتحاق بعائلته القاطنة بتونس العاصمة.   

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 07 ديسمبر 2007

الامعان في مضايقة عبد الله الحاجي

إثر زيارة السيدة زهرة الحاجي شقيقة السجين السياسي السيد عبد الله الحاجي ( سجين غوانتانامو سابقا ) لشقيقها أكدت لنا أنها وجدته في حالة نفسية جد منهارة نتيجة لما يتعرض له من مضايقات  و استفزازات من قبل إدارة سجن المرناقية ، إذ و بتحريض من الادارة المذكورة يعمد بعض سجناء الحق العام الذين حشرتهم معه الادارة في نفس الغرفة إلى الاعتداءعليه لفظيا و ماديا بالعنف الشديد  و يقومون بتقطيع أدباشه و ملابسه و أغطيته دون أن تحرك الادارة ساكنا لحمايته من بطش هؤلاء المجرمين.

و من الوسائل المستعملة للنيل من معنويات السيد عبد الله الحاجي – بالاضافة إلى مضايقته عن طريق مساجين الحق العام – إيهامه بأنهم يمتلكون صورا خليعة لشقيقته و لزوجته.

و تجدر الاشارة إلى أن السجين السياسي السيد عبد الله الحاجي الذي سلمته السلطات الأمريكية إلى نظيرتها التونسية و بعد خمس سنوات قضاها في معتقل غوانتانامو لم تعد لديه القدرة على صد أي اعتداء صادر عن أضعف سجين حق عام فما بالك بالوقوف أمام الهجمة الشرسة لإدارة سجن المرناقية المدججة بعتاة المساجين. و قد أكدت أخته أن شقيقها في حالة انهيار تام و أنه هزل كثيرا إلى درجة أنه لم يعد يقدر على رفع سماعة الهاتف أثناء الزيارة و لم يعد يطيق التحدث في المضايقات المسلطة عليه إما خوفا من الانتقام منه في صورة كشفه للحقائق أو لفقدان الثقة في إيجاد حل لمشكلته.

و حرية و إنصاف :

1) تستنكر سكوت إدارة سجن المرناقية و الادارة العامة للسجون على هذه التجاوزات الصارخة للقانون و الدستور التي يتعرض لها السجين السياسي السيد عبد الله الحاجي.

2) تطالب بنقل سجيني الحق العام اللذين يضايقانه و يهددانه باستمرار .

3) كما تطالب بفتح تحقيق قضائي في ما يتعرض له من مضايقات و إحالة من تثبت إدانته على العدالة.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف


 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 07 ديسمبر 2007

اعتداء غير مبرر أثناء التثبت من الهوية

تعرض يوم أمس الخميس 06/12/2007 السيدان محمد بوجمعة و أشرف بن سليمان أصيلي مدينة بنزرت إلى الايقاف في إطار التثبت من الهوية و ذلك بساحة برشلونة بتونس العاصمة ، و تم اقتيادهما إلى مقر إدارة أمن الدولة حيث تعرضا للضرب المبرح و نزع الثياب طيلة ثلاث ساعات    و أطلق سراحهما على الساعة الرابعة مساء.

و حرية و إنصاف:

1) تدين طرق الاعتقال العشوائية المنتهجة من قبل أعوان البوليس السياسي

2) تستنكر اعتماد أعوان الأمن على أسلوب الترهيب و الضرب أثناء الاعتقال و البحث

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف


 

الحزب الديمقراطي التقدمي  جــــامعة بنــزرت 40 نهــج بلجيــــــــــــكا  بنزرت في 7- 12 – 2007   بيـــــان

 
تابعت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بانشغال كبير ما تعــرض لـه الأخ مولــدي الزوابي الكاتـــب العــام لجامــعة جندوبــة وعضو اللجنة المركزيـة للحـــزب الديمقراطي التقدمي من اعتداء فظيع من رئيس فرقة الإرشاد ببوسالم وبعض مساعديه أدّى إلى كسر الضلع الثامن من الجانب الأيمن للقفص الصدري وإلى جروح وكدمــات بليغة عديدة ممّا استوجب راحة ب20 يوما منحها إياه طبيب الصحة العمومية. وكان ذلك يوم الأربعاء 5 -12- 2007 إثر قيام السيد الزوابي بتغطية صحفية لحريق اندلع بسوق الملابس المستعملة ببطحاء محمد علي ببوسالم.   إن جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي:   – تدين بشدة هذا الاعتداء الشنيع على السيد الزوابي باعتباره إعلاميا يقوم بتغطية صحفية وتعتبر ذلك عملا إجراميا ضد حرية الصحافة والتعبير.   – تؤكد تضامنها المطلق واللامشروط معه باعتباره ناشطا حقوقيا وسياسيا وتعتبر التعدي عليه تعديا على كل مناضلي الحزب ومضايقة لهم في أنشطتهم.   – تسانده في شكايته إلى وكالة الجمهورية بجندوبة وتطالب السلطات بتتبع الجناة.   – تطالب بوضع حد لمثل هذه الخروقات الأمنية المتزايدة ضد النشطاء الحقوقيين والسياسيين بما يُعتبر خرقا لكل القوانين والمواثيق الحقوقية الإنسانية.   عن هيأة الجامعة الكاتبـة العــــامة سعــاد القوسامي


الجامعة العامة التونسية للشغل تونس في 6 ديسمبر 2007  بلاغ

تعلم اللجنة الوطنية للاتصال التابعة للجامعة العامة التونسية للشغل الرأي  العام االوطني ووسائل الاعلام أن السلط منعت الندوة الصحفية  التي كان من المقرر عقدها  يوم الجمعة7 ديسمبر 2007 على الساعة الحادية عشرة صباحا لتقديم المنظمة النقابية الجديدة.   نندد بهذا الاجراء التعسفي الذي يحرمنا مرة أخرى  من ممارسة حقنا النقابي طبقا لقوانين البلاد.   يؤكد مناضلوا ومناضلات الجامعة العامة التونسية للشغل عزمهم على مواصلة بناء منظمتهم النقابية الجديدة ، رغم كل العراقيل والصعوبات، و يدعون من جديد السلط والمؤسسات في بلادنا ، الى احترام حق الجامعة العامة التونسية للشغل ونقاباتها التي تم تأسيسها طبقا لقوانين البلاد وتشريعات منظمة العمل الدولية، في ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية.    عاشت الجامعة العامة التونسية للشغل منسق لجنة الإتصال  الحبيب قيزة  


الأخ محمد الصالح قسومة…. يرفض الإمضاء

بعد خروجه من السجن مع ثلة من إخوانه لاستنشاق نسيم الحرية تيقن الأخ محمد الصالح قسومة  أنه لم يترك السجن وآلامه وإنما خرج فقط من غرفة الإقامة فيه  إلى فضاء الفسحة (آريه).إذ انهالت عليه عليه الأوامر والنواهي والتحذيرات والإستدعاءات من معتمد المدينة إلى رئيس المنطقة شرطة وحرسا كل بحسب رتبته.   وتتعرض عائلته (أمه المسنة- وأخته) لضغوطات شديدة واستنطاقات حول خروجه من مقر إقامته ليتدبر أمره كإنسان – في دولة حقوق الإنسان-.   الأخ يقطن بمنطقة ريفية تبعد عن مدينة السواسي قرابة 15 عشر كلم وفرضوا عليه الحضور للإمضاء بمركزها ثلاث مرات في اليوم بدون مراعاة لحالته الصحية السيئة التي خرج بها، والمسافة التي لا بد عليه أن يقطعها (دبر راسك) المهم الحضور للإمضاء.   وللعلم فإن الأخ يمتنع عن القيام بهذا الإمضاء الذي لا يترك له أملا في أن يحيا ما بقي له من العمر حياة عادية، وقد طوقوا مقر إقامته بالعسس ليلا ونهارا.ومنعوا عليه زيارة القريب والبعيد.   إخواني:اسألوا الله وحده أن يفرج هذه الغمة وما أكثر من مثلها غمة.   فلا تعولوا كثيرا على صحوة الضمير لدى نظام بن علي لأن هذا النظام فقد الحواس الخمسة التي كرم الله بها الإنسان. فأعلاه كأسفله وأسفله كأعلاه -أصم -أبكم -أعمى…. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.   بوكثير بن عمر  سويسرا، في 07/12/2007

 


اعتقال عبد الله الزواري

قامت قوة من البوليس السياسي قوامها عشرة أفراد بقيادة المجرم فتحي عبد الكبير باختطاف الصحفي المناضل عبد الله الزواري وهو في طريقه لأداء صلاة الجمعة واقتياده إلى مقر الشرطة بحاسي الجربي حيث ما زال يقبع إلى حد الآن ويجري التحقيق معه حول ظهوره في برنامج بلا تأشيرة الذي بثته قناة الحوار اللندنية مؤخرا.   (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 7 ديسمبر 2007)


الرئيس التونسي يحضر القمة الاوروبية الافريقية

تونس (رويترز) -قالت تونس يوم الجمعة ان الرئيس زين العابدين بن علي سيحضر القمة الاوروبية الافريقية التي ستعقد يوم السبت بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في بيان اوردته وكالة الانباء الحكومية ان « الرئيس يتحول غدا السبت الى البرتغال للمشاركة في القمة الافريقية الاوروبية. » ويجتمع أكثر من 70 زعيما من الاتحاد الاوروبي وافريقيا مساء يوم الجمعة في مأدبة عشاء يعقبها اجتماع قمة يومي السبت والاحد. وتبحث القمة حفظ السلام والهجرة وحقوق الانسان والطاقة والتجارة والتنمية لكن لا توجد موضوعات محددة في جدول الاعمال. وقال دبلوماسي برتغالي ان أي مشارك يمكنه ان يثير أي موضوع.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 ديسمبر 2007)

الرئيس التونسي يشارك في القمة الإفريقية-الأوروبية

 
تونس / 7 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي: يشارك الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في القمة الإفريقية- الأوروبية الثانية التي ستبدأ أعمالها غدا السبت في العاصمة البرتغالية،لشبونة. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية اليوم الجمعة إن الرئيس بن علي سيغادر تونس غدا بإتجاه لشبونة للمشاركة في هذه القمة التي ستتواصل أعمالها على مدى يومين. ويتوقع أن يشارك في هذه القمة رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية 80 دولة إفريقية وأوروبية،وذلك لبحث ومناقشة جملة من المسائل الهامة ذات الإهتمام المشترك منها التجارة ونقل التكنولوجيا واندماج أفريقيا في الإقتصاد العالمي وتعزيز السلم والأمن الدوليين. ويتضمن جدول أعمال هذه القمة الثانية من نوعها بعد القمة الأولى التي عقدت بالقاهرة في الثالث من أبريل/نيسان من العام عام 2000 ،بحث مسألة التغير المناخي والديون والفقر والهجرة غير الشرعية‏ ،إلى جانب تحديد شكل العلاقة بين إفريقيا والإتحاد الأوروبي علي ضوء استراتيجية الشراكة الإفريقية الأوروبية. وينتظر أن يتم خلال هذه القمة اعتماد وثيقتي الإستراتيجية الأوروبية-الأفريقية المشتركة،وخطة عملها الأولي،اللتان بحثهما وزراء خارجية 80 دولة إفريقية وأوروبية خلال الإجتماع التحضيري للقمة الذي عقد في شرم الشيخ بمصر. وتتركز استراتيجية الشراكة الإفريقية-الأوروبية على أربع أولويات هي : « السلم والأمن »، و »حقوق الانسان »،و » التكامل الإقليمي »،و »القضايا التنموية » التي تشمل مجالات البنيه التحتية والأمن الغذائي والتنمية البشرية والمساواة بين الجنسين والطاقة والمياه النظيفة وتكنولوجيا المعلومات،و التعاون الثقافي.
 

القلم الحر في سجن المجرمين

 
بقلم: أمّ زياد   هذا النظام لا يستحي من أفاعيله ولا يستحي من تكرارها مرارا دون أن يخامره الشك في أنّ حقيقته قد فضحت ولم تعد تنطلي على أحد.   مرة أخرى يرمى معارض حقيقي بتهمة غير سياسية، ويراد الزج به في السجن باعتباره مجرما لا باعتباره مناضلا.   كنت أتوقع لسليم بوخذير وقلمه الشجاع أن يصيبهما ما يصيب المناضلين الجريئين من انتقام خبرناه من الجهاز الحقود الغادر. لذلك لم تفاجئني رسالته الهاتفية التي أيقظتني من النوم على الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم 26 نوفمبر 2007، والتي يقول لي فيها: لقد تم إيقافي. ولا فاجأني ما علمته فيما بعد من أنّ سليم سيحاكم بتهم لا علاقة لها بالمأخذ الحقيقي عليه، أي جرأته في مواجهة الاستبداد والفساد في تونس.   وُجهت إلى الصحافي سليم بوخذير ثلاث تهم: رفض الاستظهار ببطاقة هويته أمام الشرطة وهضم جانب موظف والاعتداء على الأخلاق الحميدة… مثل هذا يمكن أن يحدث لأيّ أحد ولا أحد فوق القانون… ولكن في غير هذا السياق الذي قبض فيه على بوخذير ومع سلطة تحترم نفسها وتتعفف عن استعمال نفوذها لغايات انتقامية بائسة. لم أكن أشك في أنّ سليم بوخذير رفض فعلا الاستظهار ببطاقته وجادل الشرطي الذي أوقفه وتفوّه ببعض العبارات « القويّة » أمام البوليس وأمام الذين كانوا يستقلّون معه سيارة الأجرة المتجهة من صفاقس إلى تونس.   وقد تأكّد لي عبر زوجته والمحامي الذي زاره أنّه فعل كل ذلك ولكن كما يفعل المواطن الرافض للاعتداء على مواطنته، لا كما يفعل الخارج عن القانون كما تريد السلطة البوليسية أن توهم:   -الامتناع عن الاستظهار ببطاقة التعريف:   طلب السلطة استظهار المواطن ببطاقة هويته يمكن أن يكون إجراء قانونيا ومفيدا في المحافظة على الأمن. ولكنّه تحوّل في أعراف بوليسنا إلى وسيلة مقيتة لإشعار المواطن بأنّه محاصر ومراقب وتحت رحمة « الحاكم ».   وإذا كان ذلك كذلك بالنسبة إلى عموم المواطنين فإنّه يكون أشدّ سوءا متى تعلق الأمر بمناضل حقوقي أو سياسي أو إعلامي. والصورة المألوفة لدينا هي أنّ البوليس الذي يكلّف بملاحقة المناضلين بهذا الشكل لا يكون بوليسا بالزيّ وحده بل ترى خلفه عناصر من البوليس السياسي تحرّكه مثل الدمية وتفرض عليه مضايقة أناس لا يرغب في مضايقتهم ولا حاجة له بالتثبت في هويتهم لأنّهم معروفون لديه. وقد يسهو أحيانا ويفضح نفسه إذ يدعوهم بأسمائهم وهو يطلب منهم بطاقاتهم.   في مثل هذه الحالات ليس أمام المناضل المستهدف إلاّ حلّ من اثنين، إمّا أن يستجيب وإمّا أن يرفض. والحلّ الأوّل هو الأسلم منطقيا ومبدئيا ولو كانت « الدنيا دنيا ». ولكنّ دنياك ليست كدنيا الناس والاستجابة لا تنهي الموضوع ولا تحلّ المشكلة بل تعقّدها في أغلب الحالات، فالمستجيب يكافأ على انضباطه إمّا بحجز بطاقته فيبقى مواطنا بلا هوية وإمّا بإتلافها (ما زلت أحتفظ ببطاقتي التي سلمتها لعون « أمن » إبّان محاكمة حمة الهمامي فعادت إليّ وبها حرق بالسجائر في موضع العين من صورتي).   وإذا كان المواطن المستهدف على سفر فعليه أن يستعد لتكرار عملية « التثبت من هويته » عدة مرات وفي حواجز كثيرة تزرع في طريقه للغرض فلا يصل إلى نهاية رحلته إلاّ وقد كره اليوم الذي ولدته فيه أمّه.   إذن الرفض أسلم والحال هذه « وإذا كان المهبولْ ياكُلْ وجبة العاقل ما يعطيهالوش ». فرفض سليم الاستظهار ببطاقة تعريفه ليس خروجا عن القانون بل هو رفض لسلطة تتلاعب بالقانون وتستغلّه لإزعاج مواطنيها وإذلالهم.   – هضم جانب موظف أثناء أداء وظيفته   ليس سليم بوخذير هو من يهضم جانب موظف أثناء أداء وظيفته. بل من يهضم جانب هذا الموظف ويمرغه في الوحل هو ووظيفته هو هذا النظام البوليسي الذي يقتلع عون أمن مسكين من فراشه ليسلّطه على مواطن لا ذنب له إلاّ محاولة الدفاع عن كرامته وكرامة بلده. وقد لوّث النظام كافة الوظائف بفرضه عليها هذا الدور المخزي وإكراهها على التنكيل بمواطنين أبرياء تحت ضغط التهديد والخوف على الخبزة المرة المغموسة في الذلّ والإذلال. وهذا ينطبق على قطاعات كثيرة من التعليم إلى الصحّة إلى القضاء غلى الديوانة. وقد أسرّ إليّ عون بوليس ذات يوم بأنّه كره حياته وكره هذه المهنة التي تجبره على ملاحقة بنات محجبات مثل أمّه وأخته. وترجّاني أن أدعو له بالتوفيق في العثور على عمل « نظيف » يريحه من هذه الوظيفة الكريهة (والله شاهد على صدق ما أقول).   إنّ سليم بوخذير أو غيره من المقاومين لشرّ هذا النظام لا يهضمون جانب موظّف لمّا يرفضون الانصياع لأوامره المملاة الجائرة بل يحاولون إيقاظ ضميره وتحريك غيرته على كرامته وعلى نبل وظيفته حتى يأكل منها خبزا نظيفا ويخدم بها مجتمعه.   – وصلنا إلى الاعتداء على الأخلاق الحميدة !!   يمكن القول إنّ سبّ الجلالة والتلفظ بالعبارات النابية يمثّلان الرياضة الأكثر شعبيّة في الشارع التونسي، أمّا الأبطال الذين يضربون الأرقام القياسية في هذه الرياضة فهم فيما اعلم طيف واسع من أعوان البوليس السياسي وغير السياسي وهم فيما يقال كثير من رجالات النظام وبعض نسائه. في هذه الحالة وطالما أن « الناس على دين ملوكهم » فأولى بالنظام أن يبدأ بإصلاح نفسه قبل أن ينتصب مؤدّبا للآخرين.   وعن سليم بوخذير تحديدا معروف أنّه لا يميل إلى التلفظ بما ينافي الحياء أو يعتدي على الأخلاق العامة اللهمّ إلاّ أن تكون هذه « الأخلاق العامة » هي أخلاق الجبن.   لقد تلفظ سليم بوخذير أمام البوليس الذي ألقى عليه القبض بكلام ما ولكنّه لم يكن كلاما بذيئا. بل نقدا قويّا لسلطة الاستبداد والفساد. وقد امتنع سليم بوخذير عن الإمضاء عن المحضر المزيّف وطالب الباحث بأن يسجّل عليه ما قاله بالفعل. وتعهّد له بكلّ شجاعة وتحمّل للمسؤولية بأنّه سيوقّع على أقواله الحقيقية، ولكنّ الباحث رفض، فهو لا يتجرّأ على تسجيل أقوال ضد النظام ولو كانت منسوبة لغيره. ثم إنّ السيناريو الذي دبّر لسجن سليم بوخذير ينبغي أن يظهر الصحافي في صورة المجرم لا القلم الحر.   لقد شاء قدر الصحافي الشاب سليم بوخذير أن ينقله فجأة وبدون مقدمات « من الفنّ إلى خدمة الفحم » على رأي الفكاهي الراحل صالح الخميسي أي من الصحافة الفنّية إلى الصحافة التي تتناول « صلب الموضوع التونسي » أي ملف الفساد والعائلات التي تنهب تونس وتوقف حالها في جميع المجالات، والذي يتكلم عنه سليم بكل شجاعة وبعيدا عن الخطوط الحمراء التي نصبها النظام مثل الفزاعة حتى لا يقترب أحد من نقطة ضعفه الأكبر.   حوكم سليم بوخذير وحكم عليه بعام سجنا وعلى طفليه « راشد » و »كرامة » بالخصاصة والحرمان. ولن يكون ذلك بسبب هضمه جانب موظف ولا بسبب اعتدائه على الأخلاق الحميدة، بل لأنّ قلمه الحرّ من الأقلام القليلة التي تتجرّأ على كتابة اسم « الطرابلسي » وعلى استنكار الدور السلبي الخطير الذي تلعبه عائلة بن علي في سياسة البلاد واقتصادها.   مَن حكم على سليم بوخذير ليس فقط البوليس المكلف بالقبض عليه وتزييف محاضر إحالته ولا القضاء غير المستقلّ الذي اعتمد المحاضر المزيّفة وشهادات الزور، وضرب عرض الحائط بحق المتهم في عرض الوقائع بروايته…   إنّ من حكم على سليم بوخذير هو كذلك جميع الأطراف السياسية والإعلامية المعارضة التي تخضع « لتابوهات » النظام وتعتبر الخوض في مشاكل تونس الحقيقية تهوّرا، فتعزل بذلك ذوي الجسارة وتجعل منهم فريسة سهلة للنظام.   لن تقوم لهذه البلاد قائمة مادامت نخبها تسعى عبثا إلى « الحد الأدنى » وتدير ظهرها للموقف السليم الوحيد في وضعنا المتعفّن: رفض المرفوض والإعلان عن وجوب تخليص تونس من حكم العصابات.   (المصدر: مجلة « كلمة » (شهرية اليكترونية)، العدد 58 لشهر ديسمبر 2007)

« الإرهاب » التونسي
 
أمّ زياد  
إنّه من الصعب جدا أن تلائم كلمة « إرهاب » الشعب التونسي. وهذا لا يعني أنّ التونسيين ملائكة ولكنّه يعني أنّ الشعب التونسي قلّما يغضب مهما استغضب. فهو مسالم إلى حدّ الجبن في بعض الأحيان ومقبل على قضم ثمار الحياة إلى حدّ الشراهة في كل الأحيان، بينما يتطلب الفعل الإرهابي جنوحا إلى القوّة إلى حدّ الوحشية، وعزوفا عن الحياة إلى حدّ تفضيل الموت الذي يكرهه كلّ البشر الأسوياء. ومع ذلك نجد بلدنا الهادئ هذا يعيش في هذه الأيّام « تخميرة إرهابية » لا تعرفها حتى أمريكا قائدة الحرب على الإرهاب في العالم. وكأنّنا نحن الذين تحطّم لنا برجان وذهب منّا لآلف الأرواح البريئة. لقد صرنا ملكيّين أكثر من الملك أو بالأحرى سبتمبريّين أكثر من 11 سبتمبر: فها هنا مؤتمر دولي حول « الإرهاب » حضره الأخ « بان كي مون » بجلالة قدره. وها هنا إعلام يزعق ويحذّر ويكاد يدعو إلى إحضار سيارات الإسعاف ورجال المطافئ وإعداد الخيام والبطانيات… وهناك.. بعيدا.. بعيدا جدا عن الأنظار إيقافات بالجملة وعشوائية لمئات الشبان يساقون إلى مقرّات الاعتقال و ورشات التعذيب حتى يعترفوا بما ارتكبوا وبما لم يرتكبوا. ثم يحالون على محاكم لا تعرف الحق ولا حق الدفاع لتحكم عليهم بأحكام قاسية وفق قانون الإرهاب سيّء الذكر الذي يعاقب على الفكرة والنيّة ولسنا ندري كيف يمكن أن يتأكّد منها. ومصير هؤلاء الشباب معروف ولا تكاد تخطئه العين: إنّهم يخرجون من السجون التونسية منزوعة الإنسانية والرحمة. وهم، إمّا خرق وهياكل محطمة أو قنابل بشرية سرعان ما تنفجر في معارك خاطئة « لتقوّي حجّة » منظري القمع صنائع الجزارين الذين يهتفون منتصرين « ألم نقل لكم إن » الحرية تولّد العنف وإنّ حقوق الإنسان قاتلة الإنسان وإنّ شجن الشباب حماية له من الإرهاب ». إنّ العنف في طبيعة البشر- ولو كانوا هادئين مثل الشعب التونسي- وإنّ الالتجاء إليه حق نصّ عليه ضمنيّا ميثاق حقوق الإنسان واعتبره ردّا طبيعيّا على اشتداد وطأة الظلم. ومن ثم فإنّ مهمّة الدولة في المقام الأوّل أن تحمي مواطنيها من الوقوع في مثل هذا الشطط والغلوّ الآيل بهم إلى الطبائع الحيوانية. وهذا يعني أنّ الدولة هي المسؤول الأوّل عن انفلات مواطنيها متى خرج عن الحالات الشاذة وصار حالة جماعية ومهددة للمجموعة كما أنّها هي المسؤولة الأولى عن معالجة الظواهر الخطيرة بالتفهم والحكمة، وليس فقط بالمعالجة الأمنيّة. ما نراه في الحالة التونسية هو أنّ نظام تونس- أسوة بنظام بوش صديقه- يقارب الإرهاب مقاربة تعجيل العقاب قبل فهم دوافع الجرم وتعميم ذكر العقاب دون تمييز بين مذنب وأبرياء. ولا نخال ذلك من قبيل الجهل وسوء التقدير بل نكاد نجزم بأنّ نظام بن علي- مثل نظام بوش- يحتاج شبح الإرهاب لا اختفائه ويعتمد التلويح بخطره وسيلة حكم وتحكم… إنّها سياسة « خوّف تَسُد ». لو كان نظام بن علي يريد حقا وقاية تونس من الإرهاب وتقويم اعوجاج شبابها لأوكل بالمجتمع وبشبابه خاصة الجهات القادرة على تأطيره، أي مدرسة وطنيّة تربّي ولا تعلّم فقط، وإعلام حرّ يطرق جميع المواضيع الشائكة بلا خوف من الحقيقة، وجمعيات مستقلة بحق تحتضن المجتمع وتحتوي طاقاته وتوجهها نحو الفعل السلمي البنّاء. ولكنّ نظام بن علي خنق كلّ ذلك وأوكل بالإنسان التونسي كوابيس الخوف وعصا البوليس. وإذا أضفت إلى هذا مصاعب العيش والشعور بالحيف والقهر، فلا تعجب إذا رأيت بعض شبابنا يطلّق فرحة الحياة ونورها ويفضّل عليها سراديب الظلام والهدم. كلاّ بن علي لا يريد إنقاذ البلاد من خطر الإرهاب ولا من أيّ خطر آخر… بل يريد احتواءها أطول وقت ممكن. وليكن بعده الطوفان… وهذا جواب بديهي على سؤال بريء طرحته نفس زكيّة.   (المصدر: مجلة « كلمة » (شهرية اليكترونية)، العدد 58 لشهر ديسمبر 2007)

« الزّي العسكري »
 
مـلح: صابـر التونسي   يُحيّرني أمر الإعلام والإعلاميين أحيانا عندما يركزون على قضية بسيطة لا وزن لها، من قبيل تركيزهم في الأيام الماضية على الزّي العسكري (لبرويز مشرف) الرئيس الباكستاني، فأصبحت كل الأخبار من قبيل: « أمريكا تطالب (مشرف) بالتخلي عن زيه العسكري » ، « (مشرف) يعد بالتخلي عن زيه العسكري »، « (مشرف) يتخلى غدا عن زيه العسكري »، « (مشرف) تخلى اليوم عن زيه العسكري » … !!   وقد صبّ الإعلاميون جام غضبهم على « اللباس العسكري » وكأنه هو الذي تسلط على الرقاب وقهر العباد! وكأن الذين يقهرون العباد من غير زي عسكري أشباح لا يمكن رؤيتهم بالعين المجردة لمجر خلعهم « الزي »!   مسكين أنت أيها « الزي العسكري » استضعفوك فوصفوك بالإستبداد ونعتوك بالدكتاتورية! … لا تهتم فالإعلاميون كالصياد الفاشل الذي يترك طريدته أمام عينيه ويتبع أثرها! … كان عليك أن تدافع عن نفسك وأن تسأل مهاجميك عن من صنعك؟ … وهل أنت صانع أم مصنوع؟… وأيهما أسبق وجودا « أنت » أم لابِسَكَ؟   وهل « الزي العسكري » روح شريرة قد تلبست إنسانا سويا فعكرت مزاجه وأخرجته عن طوره وحملته على قهر شعبه والإستبداد به، وأن المشكلة تحل بمجرد إحضار المشعوذين والبخور لإخراج تلك الروح الشريرة وإعادة الضحية إلى سالف « إنسانيتها »!   لا أرى في الزي العسكري مشكلة أو قبح وإنما هو جميل وألوانه زاهية تريح العيون وتعجب الأطفال لبريقها ولمعان نجومها! … كما أنه يساعد صاحبه على التخفي من أعدائه … ويحجب العيوب عن مساوئه فيخفي البطون الثخينة والأنوف المنتفخة والعيون الجاحظة والأرجل المقوسة! وأما دعوى تغير الطباع بمجرد تغيير اللباس فتلك دعوى باطلة تكذبها التجارب الكثيرة، وتجربتنا ماثلة بين أيدينا فنحن لم نر « جنرالن »ا يلبس « زيّه العسكري » بل تنكّر له وجحد فضله بمجرد أن أوصله إلي الكرسي، وهو يزعم أنه حاكم مدني لا علاقة لطريقة حكمه بالمنظومة العسكرية وأدبياتها. ولو أنه تصالح مع زيه لكان ذلك منه أدعى لاجتناب الإنفصام، ولساعده زيّه على اسقرار شخصيته وجنبها الهزات.   الجانب السلبي في « الثقافة » العسكرية قل أن ينجو منه أحد، وهو منظومة متكاملة تربي الفرد على القمع، فيكون قامعا لمن هو أقل منه رتبة وقابلا للقمع ممن هو أعلى منه درجة. ويظل القمع هو الموجه، ولذلك ليس للحاكم العسكري من هم أكبر من همه في تأمين قاعدته وحماية نفسه من « الإغارات » و « الكمائن » وكذلك توفير السبل الكفيلة بإخضاع شعبه وتدريبهم على أداء التحية العسكرية له في كل الأحوال!   حكامنا شرقا وغربا كلهم عسكريون ـ إلا ما ندر ـ لبسوا الزي أم لم يلبسوه، لم نر منهم إلا القمع والقهر لشعوبهم والتذلل لأسيادهم من الغزاة! وصدق الأستاذ عصام العطار إذ يقول في شعره واصفا الحكام العرب:   والحاكمون بأرض العرب سمعهم ** عن محنة الحق والإنسـان في صَمَـمِ عمي عن الواجب المذبـوح بينهم ** وعن صغائـرهم مـا منـهـم بِعَــمٍ يا لَلْمروءات ماتت في أضالعهـم ** فليـس يبعثـها شيء مــن العــدمٍ كأنهم من موات الحس ويحهـم ** ضرب من الصخر أو ضرب من الرِّمَمِ نصب طراطير أقزام وإن لبسوا ** للنـاس أثـواب هـارون ومعتـصَـمِ   أولى بكم أن تعملوا على خلع الحكام المستبدين من كراسيهم لا على تعريتهم من ملابسهم فتزيدونهم جرأة ووقاحة!!   (المصدر: مجلة « كلمة » (شهرية اليكترونية)، العدد 58 لشهر ديسمبر 2007)

أضواء على الأنباء

 
إضاءة أمّ زياد   سيدي بوزيدان اثنان يبدو أنّ السلطة صارت تتطيّر من سيدي بوزيد ولا تريد سماع اسمها والسبب هو كثرة المتهمين « بالإرهاب » الذين ينتمون إلى هذه الجهة والذين يحاكمون في هذه الأيام المحاكمة التي نعرفها جميعا بما يشوبها من مطاعن (إيقاف تعسفي خارج إطار القانون، اعترافات منتزعة تحت التعذيب، جلسات شبه مغلقة لا يحضرها لا الجمهور ولا الصحافيين ولا حتى أهالي المتهمين…) المعروف أنّ السلطة لم تكن تفوتها أية فرصة للتعبير عن رضاها عن جهة سيدي بوزيد التي تقول إنّها « معقل عتيد » من معاقل الحزب الحاكم وأنّها متعلقة شديد التعلق ببن علي ممتنّة لما حققه لها من « مكاسب » ومستعدة لفدائه بروحها ودمها. إذا صحّت إشاعة ولاء سيدي بوزيد للنظام فمن أين جاء « إرهابها » الذي يقال إنّه يريد قلب نظام الحكم، وأيّ السيدي بوزيدَيْن نصدّق ؟ بل أي التونسيين نصدّق ؟   روايات استؤنفت صباح يوم السبت 1 ديسمبر 2007 محاكمة 30 عنصرا ممن ينسبون إلى السلفية الجهادية المتهمون بالضلوع في أحداث الضاحية الجنوبية التي اشتبكت فيها عناصر مسلحة مع قوى الأمن والحرس الوطني ووقع فيها ضحايا من الجانبين. وقد نقلت وسائل الإعلام القريبة من الجهات الرسمية صورة إيجابية جدا عن « الأجواء السليمة » التي سادت الجلسة المذكورة. فأشادت بالحضور الكثيف في قاعة الجلسة المتكوّن من المحامين والمراقبين المحليين والأجانب والإعلاميين وعائلات المتهمين. كما أشادت « بتحضر » الجدل بين الدفاع وهيئة المحكمة الذي لم يعكّره سوى « تشنّج » بعض المحامين الذي قابلته المحكمة بمرونة وأريحية. في الجانب المقابل نجد رواية أخرى لوقائع الجلسة المذكورة مفادها أنّ: الحضور في قاعة الجلسة خضع لغربلة شديدة حرم خلالها أفراد عائلات المتهمين من دخول القاعة وحُدّد حضورهم بفرد واحد عن كل عائلة. أغلب الحضور في قاعة الجلسة كان من البوليس السياسي الذي تابع مداخلات المحامين بالتسجيل المكتوب وبالتقاط صور بواسطة الهاتف الجوّال. إنّ المقاعد المخصصة للدفاع احتلّها محامون تابعون للحزب الحاكم جاؤوا ليقبلوا التساخير « وليدافعوا » عن المتهمين الذين لم ينوّبوا محامين !! هيئة المحكمة وخاصة رئيسها قوبلت برفض معلن من المتهمين الذين رفضوا القيام عن دخول الهيئة القاعة وانسحبوا قبل نهاية الجلسة. أمّا بعض محاميهم فقد طعنوا صراحة في نزاهة هيئة المحكمة وطالبوها بالانسحاب من المحاكمة. أهالي المتهمين هاجوا وماجوا لمّا رأوا تعنّت المحكمة ورفضها التأخير المطوّل الذي طالبت به هيئة الدفاع لكي تتمكن من قراءة المحاضر المتكوّنة من آلاف الصفحات. وقد رفع الأهالي جملة من الشعارات تنادي بسقوط الظلم وتندّد بما تعرّض له المتهمون وأولياؤهم من تعذيب وإهانة وتنكيل.  
توصية عقد حزب معارض مجلسه الوطني في أحد النزل بالعاصمة ودعا إلى جلسة الافتتاح أحزابا ومنظمات وشخصيات مكّنها من أخذ الكلمة. فتعاقبت على المنبر لتدلي بما عندها. ولم يغب على المنبر سوى الأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي دعي للاجتماع ممثلا لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية. وبسؤالنا عن هذا التغيّب استفدنا ما يلي: « لمّا كان عبد الرؤوف العيادي » ينتظر دوره لأخذ الكلمة فوجي بأحد القياديين في الحزب المعارض المستضيف وهو يقترب منه ويطلب منه بكلّ لطف أن يتجنّب عند أخذه الكلمة التعرض لشخص بن علي ولليلى الطرابلسي. الأستاذ العيادي اعتبر هذه التوصية في غير محلّها، وبرغم أنّه أعدّ مداخلة لا وجود فيها للموضوع « المحظور » فقد امتنع عن أخذ الكلمة احتجاجا على ما اعتبره شرطا مسبقا وتدخلا في حريته.    واشنطن تحوّل إلى واشنطن مجموعة من النشطاء الحقوقيين التونسيين للمشاركة في ندوة حول الحريات في تونس وقضايا أخرى نظّمتها مجموعة من المنظمات الدولية (العفو الدولية فرع الولايات المتحدة، هيومن رايتس ووتش، هيومن رايتش فورست، أيفيكس، الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان) وقد كانت رحلة واشنطن رحلة مهمة وناجحة، ومع ذلك لم نجد لها أصداء تذكر في الإعلام التونسي المستقل وربّما كان هذا عن تقصير من المشاركين سأتداركه بنشر تقرير عن الرحلة باعتباري من المشاركين فيها. إعلام السلطة اهتمّ كثيرا بهذه الرحلة ليشتمنا كالعادة ويرمينا بالعمالة والخيانة وليقول إنّنا فشلنا في هذه الندوة فشلا ذريعا وهزمنا بالضربة القاضية أمام « التونسيين الوطنيين » الذين حضروا الندوة وأفحمونا ! هذا كذب وقح وما حدث هو العكس تماما وسأقيم الدليل على ذلك في تقريري.   يا بسيّس يا مدوّخهم ! لا حديث في هذه الأيام إلاّ عن برهان بسيس وبراعته في المحاورة ووضوح بيانه وقوّة برهانه بحيث يهزم في وقت قياسي أي معارض يحاوره ويخرج منتصرا من المعركة الكلامية معه. ربما يكون هذا صحيحا… وإلى حدّ ما ولكنّ السفسطة لا تجدي في بعض المواضيع ومع بعض المحاورين. وأنا أزعم أنّي من القلائل الذين يستطيعون هزم « المحاور » برهان بسيّس وإسكاته لوقت طويل. لذلك أدعوه بكلّ لطف إلى مقابلة تلفزيونية على القناة التي يختارها (وحبّذا لو تكون تونس 7) وأعطيه مطلق الحرية في استعمال اللغة التي يريد (بالعامية أو بالفقهي أو بما يجيده من لغة التفيهق والتقعر والشقشقة اللفظية) كما أعطيه مطلق الحرية في اختيار خطته الحجاجية وأسلحته الدفاعية والهجومية (ولو كان الهجوم على شخصي). شيء واحد أصرّ على أن أكون أنا من يختاره وهو موضوع الحوار حيث سأزعم أنّ تونس بن علي ليست دولة وليست فيها سياسة ولا مؤسسات. بل هي إقطاع شخصي لبن علي وعائلته وأتباعه. وعلى السيد برهان بسيّس أن يثبت العكس. إنّي في الانتظار.   حليب الغولة وغولة الحليب أفاق سكان تونس صبيحة 7 نوفمبر 2007 على نبأ نقص الحليب واختفائه من الأسواق، الشيء الذي أربكهم ونغّص عليهم فرحتهم بثالث الأعياد المقدسة في الديار التونسية « المفمبرة ». أزمة الحليب تتواصل إلى يومنا هذا وأكبر المتضررين منها هم الأطفال الرضع وذويهم من ضعاف الحال الذين وجدوا أنفسهم مضطرّين لاقتناء أصناف من الحليب باهضة الثمن. المفارقة التي أعيت الأفهام هو أن تنقص مادة أساسية بهذا الشكل في بلد يقال إنّ كل شيء فيه متوفّر… حتى « حليب الغولة ». ولكن عندما يفهم السبب يبطل العجب : ومثلما أنّ الرطل لا يرجح عليه إلاّ الكيلو فإنّ حليب الغولة » اختفى في تونس بسبب « غولة الحليب » التي اشترت أهمّ شركة وطنيّة لإنتاج الحليب في إطار الخصخصة. وقد ارتأت غولة الحليب هذه أنّ تصدير منتوجها إلى الخارج أسهل وربحه أسرع.   (المصدر: مجلة « كلمة » (شهرية اليكترونية)، العدد 58 لشهر ديسمبر 2007)

ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء

 
الأستاذ عبد الرؤوف العيادي    من يدير الجلسة ؟ الدائرة الجنائية الرابعة برئاسة القاضي محرز الهمامي والتي أحيل عليها مجموعة من الشبان الذين ألصقت للعديد منهم أحداث « سليمان » الغامضة، فوجئت يومها عند النداء على قضية أخرى بتدخل المحامي النائب الذي لاحظ أنّ منوّبته منعت من الدخول إلى قاعة الجلسة من طرف البوليس الذي كان يحتلّ الممرات داخل المحكمة والذي أعلمه بأنّ الدائرة ستنظر في القضيّة « الكبيرة » ثم ستقع المناداة على بقية القضايا. هل هو سوء التنسيق ؟ رئيس الجلسة لم يعلّق على الأمر…   بنك التضامن والبوليس السياسي أحد الزملاء المحامين الذي استقر حديثا بإحدى مناطق الجنوب روى كيف فوجئ بعد مغادرة بعض الحرفاء برئيس فرقة الإرشاد بالمكان يحضر بمكتبه ويطالبه بإخباره عمّا جرى بينه وبين حرفائه، فعارضه بأنّه ملزم بالسرّ المهنيّ، عندها برّر البوليس المذكور طلبه بالقول: إنّنا نعلم أنّك حصلت على قرض من « بنك التضامن » وما كان لك أن تحصل عليه لولا موافقتنا !   العميد وحقوق التأليف الجميع يتساءل عن الهياكل وجودا أو عدما بداخل البلاد إذ لم يسجّل أي رد فعل لها بعد صدور القرار بين وزارة العدل ووزارة التعليم العالي المشترك المتعلق بتنظيم الدخول إلى المعهد الأعلى للمحاماة، في حين يتداول المحامون أخبار التضامن مع المحامين بالعراق وفلسطين ومداخلة السيد العميد خلال انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي للمحامين المنعقد مؤخرا بباريس حول إنجازات النظام فيما يتعلق بوضع المرأة… بما احتجاج « التجوّعيّين » الذين استمعوا إلى « ملزومة » تم إلقاؤها دون احترام حقوق التأليف.   رئيس جمعية المحامين الشبان « يمشمش » في المال العام لا حديث في قطاع المحاماة في الأشهر الأخيرة إلاّ عن الأزمة المادية التي باتت تؤرق جمعا واسعا من المحامين حتى ممن رسخت قدمه في المهنة. لكن هناك من وضع نفسه أو بالأحرى وضعه البوليس السياسي في مركز لا يشقى فيه ولا يحزن، إذ يدرج اسمه في قائمة من تصحّ إنابته للمكلّف العام والمؤسسات العمومية والدواوين والبلديات مقابل ولائه وخدماته الموازية. والسيد لطفي العربي- الذي انتخب عضوا للهيئة المديرة لجمعية المحامين الشبان بفضل الحصار البوليسي الذي ضرب على مكان الجلسة العامة الانتخابية وما صاحبه من منع العديد الدخول إليه والاعتداء على المحامين المستقلين- كُلّف من طرف البنك الوطني الفلاحي لاستخلاص دين يعود تاريخه إلى موفّى شهر جويلية 1969 (أي ما يعادل أربعة عقود قبل قرار الرئيس الراحل بحل التعاضديات !) ولا يتجاوز معينه (2.397.000 د) طالبا الحكم له بخمسمائة دينار أجرة محاماة ! عدل التنفيذ الذي نصّ على أنّه « لم يجد المتوجّه إليه وتبيّن أنّه غادر المقرّ إلى وجهة غير معلومة ». لكن ما أهمّية استخلاص الدين، فالعبرة بالحصول على أجرة المحاماة. وبهذه الصورة « يؤكل المال العام ». زميلة أخرى سارت على هداه وقامت بقضيّة في حق شركة « الصوناد » لاستخلاص دين قدره 12 د و10 مليمات (نعم ما يساوي ثمن كيلو من اللحم) وهي تطلب في العريضة المضمّنة تحت عدد 008844 بتاريخ 12 سبتمبر 2007 إلزام الخصمين بالتضامن بأداء 12 د و10 مليمات والفائض القانوني و500 دينار أجرة محاماة. فهل يصبح شعار المرحلة : « على قلّة نكسّر مائة قلّة ». وللمعجزات الاقتصادية ثمن !   عاجل: السيد العميد يحبط محاولة تصعيد بعد إيقاف الزميل المناضل الحقوقي صلاح الدين الوريمي إثر ارتكابه لحادث مرور قاتل تنادى المحامون بمدنين لعقد جلسة لتداول أخبار الحادث والحملة الصحفية التي استهدف بها الزميل وما يكون قد تعرض له من سوء معاملة من طرف الشرطة، طيّر أحد الموالين الخبر إلى السيد العميد الذي يوجد بعاصمة الأنوار، فما كان منه إلاّ أن تدخّل في الحين للمطالبة بمنع عقد أي اجتماع وبذلك أحبطت محاولة التصعيد في الإبّان. أحد المقرّبين منه علّق: إحنا قلنالو امسك العصا من الوسط … »    » الحاكم  » يحكم روى لي أحد المنوّبين الذي هو محال فيما يسمّى  » بقضيّة سليمان  » أنّه تمّ جلبه من سجن الإيقاف إلى إدارة أمن الدولة يوم 27 نوفمبر 2007 طبعا دون إذن من المحكمة الراجع لها بالنظر، ( من المنتج إلى المستهلك ) أين تمّ سؤاله على علاقته بأحد الموقوفين حديثا من الشبّان أصيلي سيدي بوزيد، وقد أسرّ له الباحث أنّ إدارة أمن الدولة هي التي ستتولّى الحكم عليهم ـ وأنّ الأحكام ستكون شديدة إلاّ أنّه سيتمّ التخفيف عليهم بإسقاط جزء من العقوبة كلّما عبّروا عن حسن سلوكهم داخل السجن. ومن المعلوم أنّ الشرطة يطلق عليها في تونس اسم  » الحاكم « .   تضامن المحكمة مع أعضاء خليّة التجمّع عندما سخر الأستاذ العياشي الهمّامي من المجموعة من  » التّجمّعيّات  » المنتسبات للحليّة ( من المحاميات ) اللاّئي حضرن بجلسة يوم 1 ديسمبر 2007 ( طبقا لترتيب انكشفت خيوطه )لقبول تسخير المحكمة لهنّ للدفاع عن بعض المتّهمين ( الذين رفضوا إنابتهنّ في الحين ) قائلا:  » أنّ موقف المحكمة بتسخير هؤلاء التلميذات ( في تعليق منه على رفع أصابعهنّ إلى المحكمة لطلب التّسخير ) غير قانوني  » صاح رئيس المحكمة  » احترم زميلاتك  » متضامنا معهنّ.   حضور شركة النقل في محاكمة مجموعة سليمان من لم يعرف الخوف يوما أو ساعة لابدّ له من الشعور به يوم 01 / 12 / 2007 أمام قصر العدالة الذي تحوّل إلى ثكنة للبوليس بجميع تشكيلاته، وتمّ فيه استعراض كافة التجهيزات وأدوات الخوف كلاب، عصيّ، درّاجات ناريّة، إلى جانبها أشرطة خراطيش .. إلخ. وفي هذه الحرب البوليسية تمّ استعراض غنيمة تمثّلت في حافلة صفراء اللّون تابعة لشركة النقل بالعاصمة التي ركبتها فرقة من أعوان مقاومة الشغب.   حبس موظفي العدالة طيلة وقت الجلسة يوم محاكمة « مجموعة سليمان » حصلت مواجهة بين نقابة الموظفين العدليين والبوليس السياسي الذي أراد إعادة سيناريو تفتيش حقائب الموظفات والموظفين والذي تم يوم 21 نوفمبر الماضي. وانتهى النزاع إلى اتفاق يتم بموجبه استعانة البوليس السياسي بالنقابيين في إجراء مراقبة الداخلين إلى قصر العدالة من محامين وموظفين، إلاّ أنّ البوليس اشترط عدم مغادرة الموظفين لمكاتبهم بقصر العدالة طيلة جلسة المحاكم   (المصدر: مجلة « كلمة » (شهرية اليكترونية)، العدد 58 لشهر ديسمبر 2007)


الإعلامي التونسي طه البعزاوي في حوار مع موقع « آفاق »

 
تونس- حوار ياسمين صلاح   هاجم الإعلامي التونسي المعارض طه بعزاوي نظام الرئيس زين العابدين بن علي واعتبر أن من حق المعارضة أن تسميه « دكتاتورا » لأنه لم يوف بالوعود التي قطعها على نفسه في البيان الأول ولقمعه المعارضين وانقلابه على الدستور ليحق له أن يترشح أكثر من مرتين للانتخابات الرئاسية في تونس.   وقال بعزاوي « بن علي هو من أعطى لنفسه هذه الصفة لما انقلب على وعوده في البيان الأول … بماذا يمكن أن نصف حاكما استمر على كرسيه عشرين سنة وينوي الاستمرار لدورات أخرى وما زال يصف عهده بالعهد الجديد! ».   وأشار بعزاوي إلى أن مجلة « كلمة » الالكترونية التي أسسها صحفيون حرموا من حق النشر في الصحف الورقية في تونس مؤكدا أنها مجلة مستقلة وليست منبرا حزبيا وتعبر عن وجهات النظر المختلفة وكتابها من مشارب فكرية متعددة يجتمعون على مقاومة الإستبداد ومناصرة القضايا العادلة وحقوق الإنسان.   وعن اوضاع المعارضين في السجون التونسية قال بعزاوي « لا يمكن وصف السجون التونسية في سطور ولا ما يعانيه معتقلو الرأي من تعذيب وإذلال. السجون في تونس تسمى « السجون والإصلاح » وما أبعد الإسم عن المسمى ولو أنهم سموها « مراكز القتل البطيء » أو « مراكز التدمير والإنتقام » لكانوا صادقين ».   وانتقد بعزاوي ما أسماهم بمرتزقة الصحافة المصرية واللبنانية الذين يعملون على تلميع النظام التونسي وقال « السلطة التونسية تتبادل الخبرات في القمع والتعذيب مع النظام المصري والآن أصبحت تستعين « بمرتزقة » الصحافة المصرية واللبنانية لتلميع صورتها ولكن ذلك يزيدها انغماسا في الوحل، وكما قيل تعريف النكرة للمعرف يزيده نكرانا!! ».   وفيما يلي نص الحوار:   آفاق: حدثنا عن الوضع العام في تونس بعد عشرين سنة من الحكم الذي تعتبره المعارضة حكما ديكتاتوريا؟   لما انقلب الرئيس الحالي لتونس على سلفه العجوز (الحبيب بورقيبة) كانت البلاد تغلي شعبيا ونخبويا، وأما في القصر فقد كانت معركة الخلافة على أشدها ولكن الجنرال (بن عليّ) ـ الذي لم يعرف له ماض سياسي عدا الفترة الوجيزة التي تولى فيها وزارة الداخلية والوزارة الأولى والتي سبقت انقلابه يوم 7 نوفمبر 1987 ـ قد تمكن من قطع الطريق على منافسيه وإزاحة (بورقيبة) لصالحه.   وقد كان يحتاج إلى شرعية، فسلفه يعتبر « محرر » البلاد من الإستعمار و »صانع تونس من غبار من البشر » ـ على حد تعبيره ـ والمجاهد الأكبر وأحد كبار زعماء العالم سياسة وحنكة، ولذلك « تبنى » (بن علي) معظم مطالب المعارضة حينها وأعلن أن عهده سيكون عهد الإنتقال بتونس من دولة دكتاتورية إلى دولة ديمقراطية تحكمها المؤسسات، وضمّن ذلك كله بيانه الأول ورفع شعار « تونس لكل التونسيين » و « لا ظلم بعد اليوم » و « لامجال لرئاسة مدى الحياة »، وحدد الرئاسة بدورتين فقط ـ بعد الدورة الأولى ـ وأفرغ السجون التي كانت تعج بالآف من المعارضين ـ الإسلاميين أساسا ـ لذلك لقي تأييدا من غالبية المعارضة رغم ماضيه الدموي المعروف في قمع الطلبة والتحركات الشعبية لمّا كان كاتبَ دولةٍ للإمن الوطني ولما كان وزيرا للداخلية، وعلى ذلك لقي تأييدا.   وقد عمل الشعب ونخبه بمثل تونسي معروف « نتبعوا السارق إلى باب الدار » ولكن (بن عليّ) عمل بمثل آخر « أتمسكن حتى تمكن »! ثم لما تمكن تنكر لكل وعوده وملأ السجون من جديد وقمع كل المعارضين ثم انقلب على الدستور الذي غيره بنفسه وأصبح يحق له أن يترشح أكثر من مرتين بعد الأولى، وإذا ترشح فهو بالضرورة فائز بـ « التسعات العربية الأربع » لعدم وجود منافس أو للتزوير إن وجد المنافس وعادت « حليمة » إلى أسوأ من عادتها القديمة بشيء من الوقاحة والإستخفاف بعقول الناس، وتحولت الرئاسة من « رئاسة مدى الحياة » إلى « رئاسة حتى الممات »! ولذلك فالمعارضة محقة حين تعتبر (بن عليّ) دكتاتورا وهو من أعطى هذه الصفة لنفسه لما انقلب على وعوده في البيان الأول، ثم بماذا يمكن أن نصف حاكما استمر على كرسيه عشرين سنة وينوي الإستمرار لدورات أخرى وما زال يصف عهده بالعهد الجديد!   آفاق: أنت إعلامي تونسي معارض وصحفي في مجلة « كلمة » الالكترونية. ما هي خصوصية هذه المجلة ضمن ثقافة المعارضة الالكترونية للنظام الحاكم..؟   مجلة « كلمة » تأسست إلكترونيا سنة 2000 بعد أن حرم مؤسسوها من حق النشر المكتوب (الورقي) في تونس وقد اسسها نخبة من الصحفيين والحقوقيين التونسيين في مقدمتهم المناضلة المعروفة السيدة (سهام بن سدرين) وهي مجلة مستقلة وليست منبرا حزبيا يدعو من خلاله كتابه وصحفيوه إلى قناعاتهم الحزبية، كما أنها تعبر عن وجهات النظر المختلفة وكتابها من مشارب فكرية متعددة يجتمعون على مقاومة الإستبداد ومناصرة القضايا العادلة وحقوق الإنسان.   ومجلة « كلمة تونس » هي كلمة من بين الكلمات التونسية الأخرى التي تقارع الإستبداد من زوايا أخرى قد تتفق أو تختلف مع « كلمة تونس ». وكما هو متوقع من الإستبداد الذي يحارب الكلمة الحرة فمجلة « كلمة تونس » ممنوعة في تونس كمبقية الصفحات التونسية الأخرى المقاومة للإستبداد مثل الحوار نت وتونس نيوز وغيرها من الصفحات، ولكن الشعب التونسي يقاوم الحظر ولا يستسلم ويطّلع يوميا على ما ينشر في هذه الصفحات بطرق مختلفة وهو يميز بين غثها وسمينها ولا يقبل أن تنوبه السلطة المستبدة في الإختيار بدلا عنه!   آفاق: تعرض أغلب العاملين في مجلة « كلمة تونس » للاعتقال.. حدثني عن ظروف الاعتقال في تونس كيف تتأسس عادة و كيف تمضي لتصبح تشريعا للاعتقال؟   لا أبالغ إن قلت أن المواطن في ما يسمى بـ « تونس بن علي » متهم حتى يثبت براءته ولا تثبت براءته حتى يكون ضمن « الجوقة » التي تعزف لـ (بن علي) فلا مجال للحيادية، فهم أول من أطلق شعار « من ليس معنا فهو ضدنا » وليس بوش الأصغر ـ كما يظن البعض ـ أما الذي يعمل عملا معارضا أو ينادي بتغيير « التغيير » فهو ظالم لنفسه، ومن هذا المنطلق تعرض كل نشطاء المجتمع المدني إلى التنكيل وقد نال صحفيو « كلمة » نصيبهم غير منقوص سواء بسبب كتاباتهم في مجلة « كلمة » أو أنشطتهم الأخرى ضمن فعاليات المجتمع المدني لمقاومة الإستبداد فتعرضوا للإعتقال والضرب والمحاصرة بل حتى « فبركة » الصور المشينة والأفلام المسيئة لتدمير معنوياتهم والإضرار بحياتهم الأسرية كما حصل مع السيدة أم زياد (نزيهة رجيبة) والسيدة (سهام بن سدرين) التي سلط عليها الإعلام الأصفر من « المرتزقة » وبوليس الكلمة ـ بتعبير (أم زياد) ـ للنيل من سمعتها ومعنوياتها. كما أن الزميل (لطفي حيدوري) سكرتير تحرير المجلة يتعرض للمضايقة المستمرة بسبب عمله الصحفي ونشاطه الحقوقي.   وأما ظروف الاعتقال فهي في معظمها لا تستند إلى القانون وإنما هي عمليات إختطاف كما تفعل العصابات، ومدة الإيقاف التحفظي لا تحترم غالبا ويبقى القانون حبرا على ورق والممارسة في واد غيره. وما اختطاف المحامي والحقوقي السيد (محمد عبو) بسبب مقالين إلا خير شاهد على ذلك، وكذلك مواصلة نفي الصحفي السيد (عبد الله الزواري) بعيدا عن أسرته لأكثر من خمس سنوات بعد أن قضى 11 سنة سجنا.   آفاق: هذا يقودني إلى سؤالكم عن السجون التونسية. كيف تصفونها كصحفي معارض؟ حدثني عن السجون التونسية؟ ما هي الظروف التي يعيش فيها معتقلو الرأي العام، من تعذيب و إذلال على يد الأمن التونسي؟   لا يمكن وصف السجون التونسية في سطور ولا ما يعانيه معتقلو الرأي من تعذيب وإذلال. السجون في تونس تسمى « السجون والإصلاح » وما أبعد الإسم عن المسمى ولو أنهم سموها « مراكز القتل البطيء » أو « مراكز التدمير والإنتقام » لكانوا صادقين ولكن السلطة في تونس تعودت أن تسمي الأسماء بمضاداتها كما يقول الصحفي والمناضل الحقوقي المرحوم (سحنون الجوهري) الذي استشهد في سجون (بن عليّ) يوم 25 جانفي 95 بعد أن عذب وتسبب له التعذيب في نزيف لم يعالج منه وترك ينزف حتى لقي ربه. السجن في تونس ينطبق عليه وصف الأستاذ (عصام العطار) في هذين البيتين:   والسجن بحر من الأهوال قد هلكت *** فيه النفوس وأمواج من الألم   جـهنـم، وعـذاب غير محتشم، *** لكل حـرٍّ كريمِ النفسِ محتشمِ   نحن لا نتقوّل على نظام (بن علي) أو نبحث عن السقطات والزلات كما يدعي البعض من المطبلين أو ممن بعدت عليهم الشقة ولكننا نصف ظواهر مستفحلة ومنتشرة وعامة، ففي مراكز الإعتقال التونسية قتل عدد كبير من شباب تونس المثقف والمتعلم تحت التعذيب ذنبهم الوحيد أنهم معارضون معارضة سلمية وقد هلك في سجون تونس عدد غير قليل من المعارضين بسبب التنكيل والإمعان في الإهمال المتعمد والحرمان من العلاج وما تزال أعداد كبيرة أخرى تعاني من الأمراض المزمنة، ولمن أراد التوسع يمكن أن يعود لمقال الأستاذ المحامي والحقوقي السيد (محمد عبو) المنشور بـ »تونس نيوز » بتاريخ 26 أوت 2004 والذي عنونه بـ »أبو غريب العراق وأبو غرائب تونس » حيث ذكر فيه الفضائع والتجاوزات التي يتعرض لها السجناء، وقد اعتقل وقضّى أكثر من سنتين بالسجن بسبب المقال المذكور ومقال ثان قارن فيه بين (بن عليّ) وشارون.   من يقرأ قانون السجون التونسية يقول بأننا في أشد البلدان تقدما واحتراما لحقوق الإنسان، وهنا أذكر مثالين لندرك البون الشاسع بين النص والممارسة: الفقرة الثالثة من الفصل السادس عشر تنص على أن من حق إدارة السجن معاقبة السجين الذي يخل بالواجبات المذكورة في الفصل الخامس عشر بـ »الحرمان من تلقي أدوات الكتابة والنشريات لمدة معينة على ان لا تتجاوز 15 يوما » وسجين الرأي السيد (العجمي لوريمي) المفكّر والقيادي الإسلامي المعروف يصرح في أول حوار له بعد خروجه من السجن ـ الذي بقي فيه 16 سنة ـ بأن أول مر ة حصل فيها على قلم داخل السجن كانت بعد 13 سنة من سجنه!! وأما ابن الأستاذ (الصحبي عتيق) القيادي الإسلامي فقد نشأ في غياب والده الذي لم يعرفه إلا من خلال صورة ـ بها نصفه الأعلى فقط ـ ولما كبر وصار يذهب مع أمه للزيارة لم يكن يرى من والده إلا النصف الأعلى مما جعله يظن أن والده ليس له ساقين مثل بقية خلق الله!   آفاق: في تونس الكثير من النضال لأجل التغيير الجذري، مع ذلك لم يتأتى ذلك إلى الآن. هل ترون أن ثمة نقائص في ميكانزمات النضال الراهن مثلا إزاء دولة بوليسية كما يصفها أغلب المعارضين؟   لاشك أن هناك الكثير من النقائص والخلل في نضال المعارضة من أجل التغيير فـ « الأنا أو لا أحد » حاضرة عند كثير من قادة المعارضة كما وصف الدكتور (المنصف المرزوقي) دون أن يبرئ نفسه من ذلك، وأما فصائل المعارضة التي اجتمعت فيما يسمى ب « حركة 18 أكتوبر » التي انطلقت على إثر إضراب الجوع الشهير خلال القمة العالمية لمجتمع المعلومات فقد بشر انطلاقها ببداية التوحد لمقاومة الإستبداد ولاقت التفافا شعبيا لعدالة المطالب التي رفعتها (إطلاق سراح المساجين والعفو التشريعي العام، حق التنظم، وحرية التعبير) ولكنها بتسبيقها لنقاش المحاور الفكرية ـ المختلف حولها ـ على مواصلة النضال من أجل تحقيق المطالب الأولى المتفق عليها قد خفت بريقها وأصبحت مجرد نادٍ لنخبة لا يعول عليها شعبيا في مقاومة الاستبداد.   يضاف إلى ذلك سياسة العصا والجزرة التي تسلكها السلطة مع بعض فصائل المعارضة المعترف بها من الترفيع في المنحة ورشوتهم ببعض الكراسي في البرلمان، وقد وعدهم (بن عليّ) مؤخرا في خطابه بمناسبة الذكرى العشرين ب 20% من المقاعد وهو ما أسال لعاب البعض ولعل التناحر داخل هذه الأحزاب قد بدأ على من « سيكرّم » بكرسي في البرلمان ومن سيستثنى!! ومع كل ذلك فلا يجوز الإنقاص من جهود كثير من النخب والجمعيات من أجل « حلحلة » الوضع.   وكثير من المحللين يرون بأن الوضع الراهن في تونس شبيه جدا ببداية نهاية مرحلة بورقيبة. كما أن كثيرا من الدكتاتوريات كانت تبدو متماسكة ولما سقطت تبين أنها كانت آيلة للسقوط منذ مدة!!   آفاق: لكن الرئيس التونسي حظي قبل أيام بتكريم من المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة؟   النظام التونسي متميز في اللهث وراء الشهائد والتكريم لعقدة النقص المتغلغلة فيه، فبحثهم مستمر عن جامعة تمنح « دكتوراه » شرفية أو جمعية تتكرم بإسناد درع « المجتمع المدني » أو شهادة من هذه الجهة أو تلك وكما يقول المثل « كاد المريب أن يقول خذوني » فالجميع يعرف أنها شهائد مدفوعة الأثمان ورشاوى باهظة لو أنهم أنفقوا تلك الأموال على شعبهم لكان أولى بهم. وهنيئا للنظام التونسي ـ ما أسميته في مقال سابق ـ بجهاز « البرباشة » الذي يقتات من النبش (التبربيش) في « المزابل » ليخرج بعض الشهائد المزورة يلمع بها صورة سيده!!   آفاق: قبل فترة رفعت العديد من الأصوات الإعلامية التونسية رفضها لما أسمته بالمتاجرة بدم المواطنين التونسيين من قبل الصحافة المصرية التي تكتب عن « الانجازات الخارقة » والديمقراطية الكاملة في تونس بن علي. ما موقفكم من هذه القضية؟   السلطة التونسية تتبادل الخبرات في القمع والتعذيب مع النظام المصري والآن أصبحت تستعين « بمرتزقة » الصحافة المصرية واللبنانية لتلميع صورتها ولكن ذلك يزيدها انغماسا في الوحل، وكما قيل تعريف النكرة للمعرف يزيده نكرانا!! في تونس تراجع كبير لحرية التعبير، هل تعتبرون أن جمعية الصحافيين بمنظورها المهني و النقابي عجزت في الوقوف ضد اعتقال الصحفي بسبب جملة أو عنوان؟   لقد جند « النظام » التونسي كل الطاقات والموارد لتدجين جمعية الصحفيين وقد تم له ذلك منذ بداية التسعينات فقد أصبحت جمعية الصحفيين التونسيين جمعية غير مستقلة تساند السلطة في مواقفها ولا تناضل من أجل حرية التعبير وحماية الصحفيين الأحرار من غطرسة النظام واعتداءاته، ولذلك سعت مجموعة من الصحفيين المستقلين إلى إنشاء نقابة مستقلة للصحفيين التونسيين منذ حوالي سنتين ولكن السلطة التونسية رفضت الاعتراف بتلك النقابة وحاصرت أعضاءها ومنعتهم من عقد مؤتمرهم التأسيسي كما أن محاولاتهم بتأسيس نقابة لهم داخل غطاء الاتحاد العام التونسي للشغل لم تكلل بالنجاح وذلك أن السلطة قد اعترفت بنقابة جديدة للصحفيين « سموها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين » وهي أساسا مكونة من مجموعة من « الشرفاء » ـ على حد تعبير الصحفي المعارض (رشيد خشانة) ـ من أعضاء جمعية الصحفيين التي سيعلن عن حلها وتوريثها للنقابة المذكورة. وهو ما يبين أن المعركة بين أنصار الحرية وأنصار الإستبداد ممتدة في كل قطاعات المجتمع!   آفاق: نقرأ في بعض الصحف التونسية عبارة « نناشد الرئيس بالترشح لانتخابات 2009 » كيف تقرؤون هذه العناوين؟ وكيف سترون تونس في حال ترشيح بن علي لعهدة رئاسية جديدة؟   في تونس مثل مشهور مفاده أن الأكل اللذيذ تشم رائحته من بعيد (العشاء الطايب يعرضك افاحو).. قلنا بداية أن (بن عليّ) وعد وعودا كثيرة أول عهده ولكنه بدأ بنقضها مبكرا فقد كان من إنجازاته الأولى أن سمح بإعادة جريدة « الرأي » التي كانت تكتب فيها بعض الأقلام المعارضة وكان أن كتبت المناضلة (أم زياد) مقالا بعنوان « نشاز » على ما أذكر أعربت فيه عن رفضها لحكم (بن عليّ) دون أن تدعو الناس إلى الإطاحة به أو حمل السلاح ضده ومع ذلك أوقفت الجريدة بعد أن أصدرت عددا واحدا وأقبرت بدون رجعة.   أول انتخابات تشريعية في عهده (2 أفريل 89) سُمح للإسلاميين بالمشاركة ضمن قوائم مستقلة وفازوا بالإنتخابات لكن السلطة زورتها واعترفت بـ 17 % للقوائم المستقلة ثم انتهى « العرس » وأزيح « المكياج » وبدأت حرب الإستئصال للإسلاميين ولم تقف عندهم بل طالت كل المعارضين حتى الذين ساندوا السلطة في حملتها على الإسلاميين.   والآن وبعد عشرين سنة من الإستبداد « يناشدون » الرئيس اللإستمرار على كرسيه وإن لم يفعل ستغرق تونس في الوحل! الذين يناشدون (بن عليّ) اللإستمرار هم الذين « ناشدوا » (بورقيبة) من قبل أن يرأسهم مدى الحياة وهم الذين كانوا يصرخون « بالدم بالروح نفديك يا (بورقيبة) » ولما سقط عزت عليهم دماؤهم وأرواحهم، وهم الذين صفقوا لـ (بن عليّ) وأدانوا سيئات « العهد البائد » وهم الذين سيسارعون للعن « التغيير » و »عهده الجديد » بمجرد زوال صاحبه أو سقوطه.   ليس شعب تونس هو من يكتب هذه المناشدات وإنما المرتزقة والمتزلفون في كل موقع الذين يوقعون باسم الشعب ومؤسساته دون تفويض، وأما المغلوبون على أمرهم والمهددون في أرزاقهم فلا يمكنهم المجاهرة بالتحدي وقول « لا » ولكن دوائر الرفض بدأت تتسع! وعلى كل حال فقبول الرئيس « المناشدة » دليل على أنه معلّم فاشل لأنه فشل خلال عشرين عاما من الحكم أن « يصنع » خلفا له « يهنيه » على مستقبل تونس! أو بالأحرى على مستقبل عائلته!   آفاق: كيف تنظرون إلى مستقبل تونس في ظل هذا الوضع الراهن؟   عندما أرى المعنويات العالية التي يتحلى بها القيادي الإسلامي (عبد الكريم الهاروني) وإخوانه بعد 17 سنة سجنا، وعندما أرى كثيرا من معاناة القابضين على الجمر وصبرهم داخل البلاد وخارجها واستماتتهم في النضال من أجل تونس لكل أبنائها، عندما أرى كثيرا من نخبنا يتحدون القمع المسلط عليهم و »يشاكسون » الإستبداد ولا يستسلمون رغم شدة القمع ورغم الثقافة التى أريد لها أن تنتشر بين شعبنا بـ « أن الكف لا يعاند المخرز »، أقول مع شاعر تونس الخالد أبي القاسم الشابي: (نعم).   إن ذا عصر ظلمة غير أني *** من وراء الظلام شِمْتُ صباحه (شمت = رأيت)   ضيع الدهر مجد شعبي ولكن *** سترد الحياة يوما وشاحه (الوشاح = السيف)     نقلا عن موقع آفاق   (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 6 ديسمبر 2007)

الإسلاموفوبيا » مفهوم للمراجعة والإلغاء

  

بقلم: د. منصف المرزوقي   مصطلح انتشر كالنار في الهشيم في العشرية الأخيرة وهو مكون من كلمتين: الإسلام وكلمة إغريقية الأصل تستخدم عادة في ميداني التحليل النفسي وطب الأمراض العقلية تعني بالضبط « حالة من الخوف المبالغ فيه وغير المنطقي أمام ظاهرة مّا تعتري شخصا معينا نتيجة خلل في شخصيته، تؤدي به إلى نوبات من الفزع الشديد، وقلق متواصل وتوجس من رجوعها ومحاولة لتفادي كل ما يؤدي إليها ».   إن أشهر هذه الحالات هي الأقورافوبيا (Agoraphobie) وهي الخوف من الساحات العمومية ومن الاكتظاظ البشري وينتهي بالمرء إن لم يعالج إلى الانكفاء على نفسه وإنهاء حياته الاجتماعية.    » الالتزام بالمعنى العلمي لمصطلح « الإسلاموفوبيا » سيقودنا إلى عراق اليوم, حيث ينقسم إلى « الشيعة فوبيا »عند السنة و »السنة فوبيا » عند الشيعة ومن مظاهره القصوى القتل على الهوية والتهجير القسري  » إذا قبلنا أننا لا نتحكّم في المصطلحات وأن علينا استعمالها بالمعنى الذي يقرّه القاموس، فيجب أن نبحث في ظاهرة « وجود خوف شديد وغير منطقي ونوبات فزع من الإسلام والمسلمين ».   المشكلة أن الالتزام بهذا المعنى العلمي سيقودنا إلى عراق اليوم حيث ينقسم « الإسلاموفوبيا » إلى « الشيعة فوبيا » عند السنة و »السنة فوبيا » عند الشيعة ومن مظاهره القصوى القتل على الهوية والتهجير القسري.   ولو تابعنا حالات التعذيب التي يتعرض لها المسلمون اليوم من أجل أطروحاتهم الإسلامية لاكتشفنا أنها وقعت ولا تزال في بلدان إسلامية.   وإذا كان ما نعنيه بالإسلاموفوبيا هو التصدي للمسلمين في عقيدتهم كالحجاب لاتضح أن البلد الأكثر تشددا في معاداة هذا الحق الشرعي المضمون من قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو تونس التي يحارب نظامها بشراسة منقطعة النظير هذا التقليد الإسلامي وذلك عبر المنشور 108 الذي صدر سنة 1989 وطبق بصرامة منذ ذلك الحين إلى حد اقتلاع الحجاب من عابرات السبيل ناهيك عن غلق باب العمل والدراسة في وجه المحجبات.   حتى فرنسا التي نقلت هذا التشريع عن تونس لم تتجاسر على شيء كهذا.   لقائل أن يقول إن المقصود بالفوبيا تفاقم مشاعر عداء للإسلام والتعدي على مقدساته والريبة في المسلمين وهي ظاهرة لا جدال فيها.   ثمة اعتراف ضمني بأن المفهوم يستعمل كلمة بداهة في غير محلها. ربما كان من الأصح استعمال كلمة التحامل على الإسلام في العربية أو (Islamo prejudice) بالإنجليزية.   المهم أن « الإسلاموفوبيا » مفهوم ضعيف بالمعلومات وغني بالعواطف حيث تنضح منه مشاعر قوية تحوم بالأساس حول اتهام الآخر المبهم بمعاداة الإسلام وبالجهل به. والسؤال عندما نعتصر منه مكونه « أنتم تعادون الإسلام » هو: وما الجديد؟   يجب التذكير هنا بأن المفهوم استعمل لأول مرة سنة 1921 من الكاتبين أتيان ديني وسليمان بن إبراهيم مما يثبت أن « الإسلاموفوبيا » كانت موجودة آنذاك وعلى الأرجح قبل ذلك بكثير.   ما يجهله الكثير من المسلمين أن واجهات كاتدرائيات العصور الوسطى مرصعة بتماثيل جلها مخصص للدعاية الكنسية ولكنها تحفل بتماثيل تذم الإسلام منها تمثال شبه قار لشيطان يصور في أفظع الصور واسمه -في إشارة واضحة للرسول الكريم- « Baphomet ». فهل سنطالب بهدم الكاتدرائيات الأوروبية؟   بخصوص التهمة الثانية « أنتم تجهلون ما هو الإسلام ومن ثمة تحاملكم عليه » يستطيع التشخيص الموضوعي، لا فقط التذكير بأنه لا جديد تحت الشمس، ولكن توجيه أصبع الاتهام للشاكي نفسه.    » المطالبة بمعاقبة الصحيفة الدانماركية والاعتذار بسبب الرسوم المسيئة لم يأت من جماهير جاهلة ولكن من نخب دينية يفترض فيها أنها تعرف أن النظام السياسي في الغرب ليس كنظامنا, وهو ما يكشف عن عمق جهلنا  » قال عمر بن الخطاب « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ». ماذا لو حاسبنا أنفسنا في طريقة تعاملنا مع قضية الرسوم الكريهة البشعة المدانة بالطبع التي اندلعت في فبراير/شباط 2006.   ظاهرتان للتدليل على عمق جهلنا نحن. ثمة أولا مطالبة رئيس وزراء الدانمارك بالاعتذار ومعاقبة الصحيفة والمسكين ضحية صحافة حرة لا سلطة له عليها.   هذا الطلب لم يأت من جماهير جاهلة ولكن من نخب دينية يفترض فيها أنها تعرف أن النظام السياسي في الغرب ليس نظامنا حيث يمكن للرئيس المزمن أن يقول للأشياء « كُوني فتكون »، أو أن كل ما يصدر في الصحف هو بإيعاز منه.   ثمة أيضا القضية التي قدمت في فرنسا بحق صحيفة « Charlie Hebdo » (التي أعادت نشر الرسوم في فبراير/شباط 2006) من قبل منظمات إسلامية.   إن من يقرأ هذه الصحيفة الهزلية الناقدة يعرف أنها كانت منذ بروزها أكبر عدو للدين بصفة عامة وللديانة المسيحية بصفة خاصة وأنها نشرت في السبعينيات إنجيلا أعادت كتابته بصفة ساخرة أذكر أن قراءته تسببت لي -أنا المسلم- في صدمة كبيرة.   وكثيرا ما تقدمت مؤسسات دينية مسيحية بشكاوى ضدها دون جدوى. السبب ليس فقط استقلالية القضاء الفرنسي وتعلقه بمبدأ أساسي في الديمقراطيات الغربية هو حق الرأي، ولكن أيضا حساسية كبرى قديمة ضد الدين وتحديدا ضد الكاثوليكية نظرا لوقوف الكنيسة ضد الثورة الفرنسية.   وقد بلغ الجهل ذروته عندما وقع الخلط بين صحيفة مغمورة وأقلية عنصرية تحرض على كل الأجانب وليس فقط على المسلمين في الدانمارك، وبين دولة وشعب أفاقا مذهولين على مظاهرات صاخبة تنادي بالموت لكليهما.   لا أحد لاحظ أنه خلط شبيه بخروج الأميركيين عشية 11سبتمبر/أيلول لحرق سفارات البلدان العربية والإسلامية والمطالبة بتدمير بلدانهم أو خروج الإسبان والإنجليز في نفس المظاهرات جراء تعرضهم لاعتداءات من قبل أقليات لا تمثل إلا نفسها.   كل هذا لأن وسائل التعليم والإعلام لا تعلم أطفالنا وشعوبنا باكرا التفريق بخصوص الغرب مثلا بين الأنظمة الغربية والقيم الغربية والمجتمع المدني الغربي وداخل هذا الأخير بين أقليات عنصرية مناوئة للعرب والمسلمين وبين أكثرية من الجمعيات التي تساند كل نضالاتهم المشروعة.   كانت أزمة الرسوم أكبر دلالة على تساوينا مع الغربيين في الجهل. هم يجهلون خطوطنا الحمر ونحن نجهل خطوطهم الحمر، ووجد العقلاء من الجانبين أنفسهم وسط جهل يواجه جهلا وعداء موروثا أوقظ من سباته القديم ليواجه عداء قديما لا يطلب شيئا غير العودة للسطح.   أضف لهذا أن هذه الأزمة لم تكن التعبير عن عمق إيماننا وإنما عن عمق حساسيتنا وعمق هشاشتنا، فهل من المعقول أن تهتز قلعة لأن ذبابة قذرة حطت عليها أو أن نستعمل المدافع الثقيلة ضد الذباب.   يبقى السؤال ما جوهر المسمى الذي لم يفلح مصطلح « الإسلاموفوبيا » في تسميته؟ من يسعى لنشر أبشع الصور عن الإسلام والمسلمين في البلدان الغربية مثلا؟   بديهي أنها جماعات يمينية متطرفة سياسيا في بلدان مثل هولندا وسويسرا والدانمارك وبلجيكا وفرنسا والنمسا وألمانيا، تكره الأجانب عموما والمسلمين تحديدا، في علاقة خاصة بقضايا داخلية محض تتعلق بالضغط على سوق الشغل والخوف على الهوية الوطنية نتيجة ارتفاع نسبة الأجانب، كل هذا في إطار المخزون التاريخي القديم والقريب ككره العرب في فرنسا عقب حرب الجزائر أو ككره الأتراك في ألمانيا.   كيف تستطيع هذه الجماعات توسيع نفوذها؟ طبعا باستغلال الأحداث الدامية التي شهدتها نيويورك ولندن ومدريد وبسلان وما تبعها من خوف وريبة في البلدان المستهدفة.   معنى هذا أننا لو استعملنا مصطلح « الأصولية الإسلامية المسلحة- فوبيا » أو بالإنجليزية « Islamism -phobia » وليس « Islam-phobia » لما جانبنا الصواب كثيرا.   العملية مبنية إذن على الخلط لتتوسع دائرة الخوف والكره من أقلية نشطة وغير ممثلة للإسلام إلى أغلبية ممثلة لكن لا حول لها ولا قوة تبدو وكأنها جاثمة على صدور هذه الأقليات العنصرية.   من له أيضا مصلحة في نفس الخلط؟ إنه الجزء الأصولي المسلح الذي يهاجم المدنيين خارج ديار الإسلام والذي تثير أعماله سواء داخل البلدان الإسلامية أو خارجها كل ما توحي به كلمة فوبيا.   فهؤلاء الذين يقتلون المدنيين خارج ديار الإسلام هم بالطبع الذين لهم مصلحة في متابعة الخلط بين واقعين جد مختلفين وإيهام أنفسهم وغيرهم أن الاعتداء عليهم أو مقاومتهم هو اعتداء على الإسلام.   وهم أيضا كنظرائهم على الضفة الأخرى خبيرون في استعمال هفوات العدو وتضخيمها لتوسيع رقعة نفوذهم. من هذا المنظار لا نستطيع إلا أن نسخر من الأنظمة الاستبدادية التي سارعت في المزايدة بقضية الرسوم المسيئة للرسول الكريم تظن أنها تخدم مصلحتها وهي تنزلق في أجندة من تحاربهم حربا لا هوادة فيها.   وإن أردنا ألا نكون بيادق لأي طرف فلا خيار لنا غير القول إننا لا نقبل المفهوم كما لو كان بديهيا وأننا سنفككه إلى مكوناته وقد نلغيه أو نبدله بمصطلح أدق. وفي كل الحالات فإننا تجاه انتشار الصورة السيئة عن الإسلام خارج دياره:   1-لا نقلل من الظاهرة ولا نهوّل منها ونضعها في سياقها التاريخي ونتحمل نصيبنا من المسؤولية فيها دون جلد للذات، ونحمّل الآخر نصيبه من المسؤولية دون « بارنويا » وعقدة المؤامرات.   2-نرفض أن يُعتدى على مقدساتنا، أو أن يعامل مواطنو بلداننا بأي كيفية تخل بكرامتهم، كما نرفض أن ترهنهم مجموعات عنصرية أو تستعملهم كبعبع للوصول إلى السلطة حسب تقنيات قديمة قدم السياسة بتسليط مسؤولية المصاعب على الغرباء.   3-نرفض أن ترتهن مجموعات مسلحة عنيفة الإسلام لتشيع الخوف بين شعوب مسلمة، أو غير مسلمة نرفض الخلط بينها وبين حكوماتها.   ونحن إذ ندين العنف الموجه ضد المدنيين داخل وخارج حدودنا لا نسعى ليعجب بسماحتنا أحد أو أن نقول للغرب أو للروس أو أي شعب آخر انظروا كم نحن متسامحون وأي دين عظيم ندين به، ولكن لكي نكون جديرين بهذا الدين ولكي نتوافق مع أوامره ونواهيه وذلك تحت راية الآية الكريمة « من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ».   4-إننا واعون لأن الخلل الأصلي هو في بلداننا التي ولّد فيها الاستبداد عنف الجماعات المسلحة, لكن هذه الجماعات ردود مغلوطة على إشكاليات حقيقية لأنها تقودنا إما لتأبيد الاستبداد الحالي أو في حال نجاحها لتشبيب الاستبداد في شكل ديني.   وفي الخلاصة فإن المشكلة الكبرى التي يعاني منها المسلمون اليوم ليست » الإسلاموفوبيا » وإنما تأرجحنا بين الاستبداد بكل أقنعته الأيدلوجية والفوضى، ولنا في العراق أبشع مثال.   الحل الجذري لمآسي الإسلام ليس في اتخاذ وضعية الضحية ووضع مسؤولية إخفاقنا على الآخرين فهذا أمر لا يليق بحضارة عظيمة كحضارتنا، وإنما في استتباب نظام سياسي يوقف الرقاص المجنون المنطلق من الفوضى إلى الاستبداد ومن الاستبداد إلى الفوضى ليستقر في موضع وسط هو إجباريا تلاقي قيم الإسلام وتقنيات الديمقراطية.   آنذاك لن يكون تحسن صورة الإسلام والمسلمين خارج دياره إلا أقل الإنجازات أهمية بالقياس لما تحقق أخيرا بالمصالحة في بلداننا بين متطلبات الروح والعقل، بين ضرورة التجذر في ماضينا والانطلاق منه نحو مستقبل أفضل.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع « الجزيرة. نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 ديسمبر 2007)   


في « التطويع » السياسي و »التطبيع » الثقافي

بحري العرفاوي   حين أفلحت السياسة الخفية في « اختطاف » الرئيس المصري الراحل أنور السادات من الجامعة العربية وجرّه منفردا إلى « مخيم داود » لعقد اتفاقية السلام… تعاظم الحلم الإسرائيلي في إمكانية التطبيع مع العرب مجتمعين. ولكن ما حصل برّد تلك الأطماع حين اغتيال السادات في مشهد مروّع رسم أكثر من علامة حمراء…ثمّ كانت الحرب العراقية الإيرانية مؤججة للشعور القومي العربي بوجه ما يُنعت بالعدوّ « الفارسي » فكان لا بدّ من مزيد تأخير مراودة التطبيع خاصّة وقد أصبح العراق القومي يتصدّر المشهد العربي. ستدفع نشوة « الانتصار » القيادة العراقية إلى الاندفاع نحو الكويت. وكانت تلك الحادثة ضربة فالقة لكيان عربي يبدو متماسكا، رغم هشاشته، على مبادئ كبرى. وستكون بداية الانغماس الغربي الفاضح في البيت العربي. وسيتنادى حكّام عرب إلى موقف يجنّبهم ما أمكن من مخاطر « الشقيق » ومخاطر العدو… ستكون قمّة بيروت والمشروع السعودي الملوّح بإمكانية التطبيع بشروط لم يكن الضعف العربي يسمح باشتراطها ولا بتفادي الإهانات المتتالية… توسيع مشاريع الاستيطان، بعد غزو العراق، محاصرة رئيس عربي ثمّ تسميمه… محاولة كسر شوكة المقاومة اللبنانية. واليوم وفي علاقة بما قد يكون يُعدّ من حرب على عصب الممانعة (لبنان، سوريا، غزّة، إيران) يُدعى العرب إلى مائدة سلام ومشروع تطبيع يُقدّم إليه بقيام « دولة يهودية » تمتلك أسباب القوّة ودولة فلسطينية غير واضحة المعالم. حدود « التطويع » السياسي لا يعتقد عاقل مطلع على أدبيات « الصهيونية » أنّ الكيان الإسرائيلي يؤمن بمفردة « تطبيع » حتّى لو سلّمه العرب مجتمعين مفاتيح مقدساتهم  وبنوكهم وبيوتهم إنّما تلك مخاتلة تدفعه إليها نعقيدات عدّة وأهداف مرحلية مع الحليف الأكبر « أمريكا ». العرب المقطّعة أوصالهم والمورّطون في خيارات غير ناجعة سيقدّمون من التنازلات ما يجنّبهم الكارثة وهم يعتقدون، أو يُخيّل إليهم، أنّهم مهدّدون من فوق ومن تحت ! سيطلبون ألاّ يطلب منهم ما يكون حجّة فاضحة أمام شعوب لم تتلقّ بعد من الإهانات ما يوجعها جديا ويحرّك أعصابها الباردة ! « إسرائيل » لا تحتاج تطبيعا سياسيا ولن تقنع به، والعرب يحتاجون تقديم المزيد من التنازلات في حدود طاقة الاستيعاب الشعبي. التطبيع الثقافي: ربما كان اتفاق « السلام » بين السادات و »إسرائيل » اختبارا عينيا لمدى امتداد « التطبيع » السياسي في التطبيع الثقافي نظرا إلى ثقل مصر العربي وزخم انتاجها في كلّ مجالات الإبداع. والسؤال: هل استطاعت معاهدة « كامب ديفيد » أن تتحوّل إلى سيلان ثقافي؟ هل نفذت إلى الأعماق الشخصية المصرية؟ إنّه من التبسيط والتسطيح الحديث عن فرضية التطبيع الثقافي وكأنّها وليدة قرار سياسي أو رغبة ذاتية فالمسألة أعمق من ذلك إذ هي مرتبطة بطبيعة الثقافة ذاتها. إنّ ثقافتنا العربية الإسلامية بقدر ما هي ثقافة منفتحة وإنسانية ومسالمة ومحاورة فإنّها في ذات الوقت ثقافة تحرّر وإرادة ومقاومة احتلال وعدوان. ومثل هذه القيم من مكونات الشخصية العربية المسلمة لا يمكن استئصالها بقرار سياسي أو حكم قضائي أو بيان ثقافي من جهة ما، هل يمكن لمثل هذه الثقافة أن تنصهر مع ثقافة  عدوانية تمجّد اغتصاب الأرض والعرض وتتلذّذ بتقتيل الأطفال والشيوخ والنساء وبتجريف نبات الأرض؟ إنّ الثقافة ليست صناعة يمكن تكييفها وفق متطلبات الاستهلاك وليست موقفا سياسيا يمكن تعديله وفق موازين قوى وظروف إقليمية ودولية… الثقافة جوهر الهوية التاريخية وقوام الشخصية ولا يمكن بحال من الأحوال استفراغها من سيلان معانيها… قد تتعرّض لمحاولات طمس وردم وقد يخفت بريقها ولكنّها ستظل مختمرة ومكنوزة بدلالاتها. وليس الأمر متعلقا بثقافتنا نحن فقط وإنّما بكل الثقافات بما فيها الثقافة الصهيونية. هل يمكن أن يتنازل الإسرائيليون، بمجرّد قرار سياسي، عن عقيدتهم التوراتية وعن بروتوكولات حكماء صهيون وعن وهم « شعب الله المختار » و « أرض الميعاد »، وعن عقيدتهم العدائية تجاه العرب والمسلمين وعن حلم « إسرائيل الكبرى » بعض النّخب العربية إذ ينظرون للتطبيع الثقافي يدركون جيّدا استحالة تحقّق ما هم ذاهبون إليه ويدرك الملاحظون أنّهم لا يبشرون بالتطبيع الثقافي إلاّ في زوايا مغلقة أو خارج منابتهم الثقافية. يدرك « الإسرائيليون » وحلفاؤهم أنّ ما يقدّم إليهم من تسهيلات سياسية واقتصادية غير كاف بذاته وهم غير قادرين على ضمان استمراره واستقراره ما لم يقع استئصال جذور ثقافة ترفض الإحتلال والإذلال لذلك بدأت أنشطة « التجريف الثقافي » وجنّد لها مقاولون وخبراء ومختبرات وثمّة أموال تسرّب للباسطين أكفّهم يبيعون ما لا يملكون! أولئك المنبتون لن يفلحوا في حملات « التجريع الثقافي ». هذه الأمّة لن تجرع الذل حتى وإن بدت متنازلة لحكّامها عن الكثير من حقوق المواطنة ولكنّها لن تقبل بأن يستفرغها المغتصبون وحلفاؤهم من جوهرها الثقافي ومقوّمات الهوية. إنّ الغزاة حمقى دائما إذ يظنّون أنّهم بتجريف الجغرافيا يقدرون على تجفيف ماء الحياة ومعاني الإنسان وينابيع التحرّر والإرادة والكرامة. إنّ تاريخ الأمّة وثقافتها ليسا ملكا لأحد وهما قائمان بذاتهما بمعزل عن أشخاص قد يتنازلون ويضعفون ستظل « الأمّة » تنجب من لا يعقّ لبن تاريخها وهي لا تحتاج مجدا، تكتنزه بذاتها، وإنّما يحتاجه العاقون إن تواطئوا مع المغتصبين عليها. أخيرا حتى لو لم يبق من هذه الأمّة غير أمّي أرضعته أمّ عربية سيظل التطبيع مستحيلا ولن ينام الغاصب والمغصوب على فراش واحد… حتى في فلم تجاري!!  


 

       بسم الله الرحمان الرحيم                                                        تونس في 2007/12/07

 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                                   بقلم محمد العروسي الهاني

         الرسالة رقم 356                                                     مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي

         على موقع الأنترنات

 

في الصميم فريضة الحج أصبحت لها شروط إضافية وصعوبات وحساسية

 

على بركة الله أعود للحديث عن موسم الحج بعد أن نشرت 3 مقالات متوالية من 26 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2007 منها رسالة مفتوحة لخادم الحرمين الشريفين الملك المصلح عبد الله آل سعود حفظه الله ورعاه لأمتنا العربية والإسلامية ورسالة مفتوحة لسعادة سفير المملكة العربية السعودية بتونس الأستاذ ابراهيم السعد الإبراهيم ورسالة ثالثة حول موضوع الحج لعام 1428 هجري وقد شرحت في كل هذه الرسائل بصدق وأمانة الكاتب والوطني الغيور والمؤمن بالله ورسوله شرحت بعض الإشكاليات والصعوبات والشروط…وقلت أن بعض الراغبين في أداء فريضة الحج يجدون بعض الشروط منها الإنتظار على الأقل 5 أعوام حتى يأتي دورهم والأعمار بيد الله…وشرحت شروط أخرى عن طريق الشركة الوطنية للخدمات قمرت التي تشترط شروط صعبة منها الدفع بالعملة الصعبة أي بما يعادل 7.500,000 دينار 4250  اورو بالعملة الأجنبية وهناك أناس لا يقدرون على دفع هذا المبلغ وليس لهم أبناء بالخارج أو أقرباء و شروط أخرى وحتى المشاركة بالعملة الصعبة لها زمنها المحدّد وشروطها. وهناك مواطنين غير قادرين على دفع هذا المبلغ وكانوا في السابق وحتى عام 2005 يترددون على السفارة والقنصلية للمملكة العربية السعودية للحصول على التأشيرة وبعضهم بفضل الله يسعفهم الحظ وتفتح لهم الأبواب والقلوب الرحيمة وأتذكر في عام 2003 في يوم واحد أذن سعادة السفير بمنح 75 تأشيرة فردية وأدخل الفرحة والبهجة والبسمة على قلوب وأفواه المواطنين وهتفوا طويلا بحياة المملكة وخادم الحرمين الشريفين…والأصل أن لكل سفارة وقنصلية في العالم حرية الإجتهاد وحرية إعطاء التأشيرة وحرية قبول من يستحق التأشيرة ولكل سفارة وقنصلية سيادتها وحريتها وبدون تعليق أرجو من سفارة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها سعادة السفير الفاضل الأستاذ ابراهيم السعد الإبراهيم أعطى الإذن لمنح التأشيرة للراغبين في أداء فريضة الحج الباكين المتشوقين لزيارة بيت الله الحرام وروضة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.

حضرة سعادة السفير لا تخيب رجائنا ولا ترفض طلبنا في بقية هذه الأيام الحرم من 28 ذو القعدة إلى الخامس من ذي الحجة المحرّم 1428 هجري نرجو من سعادتكم إدخال الفرحة على الباكين وكف دموعهم بجاه الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ونرجوكم العمل على منح التأشيرة بعزم وإرادة سيادة المملكة العربية السعودية وبحسن وعقيدة وحماس وإيمان وحرص وسعي خادم الحرمين الشريفين الذي دوما يسعى لإدخال الفرحة على القلوب ولا العكس…والسفارة العربية السعودية تستمدّ تعليماتها من الحكومة السعودية ومن خادم الحرمين الشريفين ولكل دولة سيادتها وخاصة إذا تعلّق الأمر بمنح التأشيرة لفريضة الحج. والمملكة العربية السعودية هي قبلة الأمة الإسلامية وأقدس مكان وأطهر أرض فلا تحرموا عباد الله من أداء هذه الفريضة والشعيرة الدينية وكل من ينظر إليها بمنظار مادي بحت فهو مخطئ وغير مستحضر خوف الله وغير مقدّر مشاعر عباد الله ..ندائي الحار ورجائي أن يلبى سعادة السفير هذا الطلب ويعمل على تلبية بعض الحالات في خصوص تأشيرة الحج خاصة لضعاف الحال وبعض الأيمة منهم السيد الطاهر حمودة 3 أعوام ينتظر في منحة التأشيرة وأمثاله كثيرون ولا أريد مزيد الخوض في التفاصيل التي سعمتها والتي يدمع لها القلب وإلتزامي وانضباطي هما نبراسي في حياتي. وبدون تعليق

 قال الله تعالى : »من عمل صالحا فلنفسه » صدق الله العظيم

 

ملاحظة هامة : هل سفارة فرنسا مثلا تترقب تعليمات من غير حكومتها لمنح التأشيرة كلا وألف كلا.

وبدون تعليق

محمد العروسي الهاني

هـ :  22 022 354

مناضل وكاتب

 


هيهات منا الذلة

ان ماض و حاضر و مستقبل فرنسا هو عنصري استعماري و استكباري و جيل بعد جيل يتوارث الفرنسيون العنصرية و الاستعلاء و » الحقرة »!! و لكن ارادة الله اعظم و اكبر و « تلك الايام نداولها بين الناس « لقد انتهى عصر هزائمنا و جاء عصر الانتصار. لماذا يهرول نيكولا نحو الجزائر يعرض على حكامها وثيقة تعاون و شراكةعلى كل المستويات العسكرية الاقتصادية و النووية و خلال ايام قليلة سيستقبل حاكم ليبيا ليبيع له كل مستلزمات الحداثة !! ما  هذا السخاء المفاجئ و الانفتاح على انظمة كانت بالامس القريب من  المغضوب عليها? لقد ايقن ائمة الاستكبار ان منطقتنا و خصوصا الجزائر مهياةلتصبح قادرة على ان تكون قوة اقليمية كبرى و بالتعاون مع ليبيا تصبح  منطقة المغرب الكبير اقوى من جنوب اوروبا و بالتالي يصبح امن اوروبا الجنوبيةالاقتصادي و العسكري و خاصة الثقافي في خطر خصوصامع التهديد الروسي في الشمال و ظهور قوى اوروبية جديدة مثل بولونيا و اوكرانيا! ان الجزائر اما ان تتخذ طريق العزة و المقدرة الوطنية و لها في  جمهورية ايران الاسلامية مثالا ساطعا يراه كل جزائري حر او ان تسير سيرة عرب انابوليس في مركب المذلة و الترف الفاجر و ليس لهم رغم خيراتهم التي انعم الله بها عليهم الا الذلة و الصغار. ان المشروع السركوزي هو مشروع استعماري جديد للوقوف امام المد  المبارك للاسلام المحمدي الاصيل و لذلك يجب على احرار الجزائر و احرار مغربنا الكبير ان نصرخ في وجه الاستكبار قائلين له هيهات منا الذلة هيهات منا الذلة السيد عماد الدين الحمروني

قمة دول قزوين أمام لعبة المواجهات الإقليمية و الدولية

 
 
توفيق المديني                                                          استضافت إيران في 16 تشرين الأول / أكتوبر الماضي  قمة  جمعت  قادة لدول الخمس المطلة على بحر قزوين الزاخر بالنفط و الغاز، وهي الى جانب إيران روسيا وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان، وكانت محصلة القمة مكسباً لإيران. وينطوي البيان الختامي  لقمة دول قزوين على أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، التي تخوض مواجهة مع الغرب حول برنامجها النووي، فيما تعلن الولايات المتحدة وبريطانيا انهما لا تستبعدان الخيار العسكري في هذه المسألة، إذ قدم الإعلان الختامي أيضاً دعماً لإيران في ملفها النووي، حيث أكد حق اي دولة موقعة على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية في اجراء الابحاث وانتاج الطاقة النووية لأغراض سلمية من دون تمييز في اطار هذه المعاهدة وآليات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تعهد القادة الخمسة في البيان الختامي بعدم السماح باستخدام أراضي بلدانهم لشن هجوم على اي من دولهم الخمس،. وإضافة الى ذلك، عارض الارئيس  بوتين والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بقوة التدخلات الخارجية في شؤون منطقة بحر قزوين. ويجمع المحللون الاسنراتيجيون في العالم أن « اللعبة الكبيرة الجديدة » على أشدّها؛ في بحر قزوين  وآسيا الوسطى ومعها هذه المرّة في صلب الرهانات النفط والغاز. وهى : كازاخستان وأذريبجان وتركمنستان ، هى دول حبيسة مما يجعلها تعتمد على الدول المجاورة لها كوسيط للوصول إلى الأسواق الغربية . وينبغى القول أن جوهر هذه اللعبة الجويبولتيكية الجديدة فى آسيا الوسطى مزدوج. الأول ، هو السيطرة على انتاج النفط والغاز ، والثانى السيطرة على خطوط الأنابيب التى ستقوم بنقل البترول إلى الأسواق الغربية.  لكن الطلب على المحروقات لا يفسّر وحده المعركة التي تخوضها القوى العظمى لوضع اليد على الآبار النفطية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، من آسيا الوسطى إلى بحر قزوين. فالذهب الأبيض والذهب الرمادي هما أيضاً وسيلتان في صراع النفوذ للسيطرة على وسط القارة الأورو-آسيوية، التي تشهد صراعا بين « كبريات » شركات النفط، التي تمد أنابيب النفط مثل حبال طويلة تسمح للولايات المتحدة الأميركية أن تضع يدها على نفط المنطقة و بين الدول الوطنية التي تحاول أن تسيطر على مواردها لخدمة أهداف التنمية. و هناك حقيقة أن الثلاث دول التى تتقاسم أغلبية موارد الطاقة فى الإقليم ،.و يقع في قلب هذا الصراع  بحر قزوين. 1-الأهمية الاستراتيجية لبحر قزوين يعتبر بحر قزوين  أكبر حوض مائي  داخلي في العالم  حيث تبلغ مساحته 376 ألف كياومتر مربع ، ويقع سطحه  عندى مستوى 9،27 متر تحت مستوى سطح المحيط.و بحر قزوين مسطح مائي  مغلق، أثار الكثير من الاهتمام بسبب موقعه المتميز غرب آسيا محاطا بكل من روسيا و إيران و كازاخستان و تركمنستان و أذربيجان، ومجاورا بذلك الصين و الهند وباكستان و أفغانستان في منطقة شديدة الأهمية. و تتضارب الأرقام والنسب المتعلقة بحجم الاحتياطي الموجود من النفط و الغاز في بحر قزوين بالنظر إلى اختلاف المصادر. وبالنسبة لتقدير حجم الاحتياطات النفطية فقد اختلف الخبراء فى تقديرها وأن اتفقوا على أن المنطقة تأتى على الصعيد العالمى بعد منطقة الشرق الأوسط وقبل بحر الشمال من حيث الاحتياطات وأنه – أى بحر قزوين – يحتوى على ما يتجاوز 68 مليار برميل، وترى تقديرات أخرى أنه يأتى فى المرتبة الثالثة بعد الخليج العربى وسيبيريا وأن الاحتياطات تقدر بحوالى 12 و15 بليون برميل من النفط. وفى حين تؤيد العديد من مراكز الدراسات المتخصصة فى الولايات المتحدة وإيطاليا الرقم الأدنى الذى يعنى أن بحر قزوين يشكل 2.7% من الاحتياطى العالمى للنفط و7% لمن الغاز إلا انه مما يزيد التنافس فى المنطقة التوقعات حول ارتفاع هذه التقديرات فيما بعد مع المزيد من الاكتشافات حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع إنتاج النفط فى دول بحر قزوين وكذلك أوزبكستان إلى 309 ملايين برميل بحلول عام 2010 . وفي تسعينيات القرن الماضي، ضخّمت الولايات المتحدة، لتبرير دخولها حوض بحر قزوين، من تقديراتها للاحتياطي النفطي في هذه القارة، فتحدّثت عن وجود 243 مليار برميل من النفط، أي أقلّ بقليل من السعودية! وبالعودة إلى المنطق، تقدَّر هذه الاحتياطيات اليوم بـ50 مليار برميل من النفط و9,1 تريليون متر مكعب من الغاز، أي ما يساوي 4 إلى 5 في المئة من الاحتياطي العالمي. ويؤكّد ستيف ليفين، الصحافي الأميركي الذي يتابع هذه المسائل منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد تجرّأت على هذا الخداع الكبير، فذلك لأنها « أرادت بأي ثمن بناء خط الأنابيب « بي.تي.سي. » (خط أنابيب النفط باكو-تفليس(=تبليسي)-جيهان)؛ وقد بذلت كلّ ما هو ممكن في هذا السبيل… إذ كان الأمر يتعلّق باستباق توسّع النفوذ الروسي، وجعله أكثر صعوبة. ولا أدري إلى أي درجة كانت تدرك أنها تبالغ » (1). لقد بلغت صادرات منطقة بحر قزوين خلال عام 2001 حوالي 920 ألف برميل من جملة 1.2 مليون برميل منتج، كما تشهد المنطقة مجموعة من مشاريع النفط التي تهدف إلى رفع الإنتاج في السنوات القادمة ويمكن أن تزيد صادرات المنطقة الصافية في هذه الحالة لتصل إلى أكثر من 3 ملايين برميل في 2010، كما يمكن أن تزيد بحوالي 2 مليون برميل أخرى بحلول عام 2020. إلى جانب أن بحر قزوين يمثل مأوى أساسياً لأسماك الحفش الذي تنتج منه أغلى وأجود أنواع الكافيار في العالم(2).  

البلد

احتياطات النفط (بليون برميل)

احتياطات الغاز (تريليون قدم مكعب)

 

مثبتة

محتملة

إجمالي

مثبتة

محتملة

إجمالي

أذربيجان

1.2

32

33.2

4.4

35

39.4

إيران

0.1

15

15.1

0

11

11

كازاخستان

5.4

92

97.4

65

88

153

روسيا

2.7

14

16.7

لا ينطبق

لا ينطبق

لا ينطبق

تركمنستان

0.6

80

80.6

101

159

260

المجموع

10

233

243

170.4

293

463.4

ومن جانب آخر فإن وضع بحر قزوين ارتبط وتداخل بحكم الطبيعة الحبيسة لدول آسيا الوسطى مع قضية أخرى هامة وهي تلك المتعلقة بخطوط أنابيب نقل النفط والغاز من قزوين إلى الخارج. حيث مثلت هذه المسألة أهمية اقتصادية تحركها اعتبارات سياسية وهو الأمر الذي ارتبط بأهمية منطقة آسيا الوسطى عموماً وقزوين خصوصاً كمنطقة جاذبة للاهتمام الإقليمي والدولي وساحة للتنافس على النفوذ بين دول النفوذ التقليدي ممثلة في روسيا وإيران، ودول تسعى للسيطرة على النفوذ خاصة الولايات المتحدة مع سعيها إلى تقليص أو الإطاحة بنفوذ القوى الأخرى خاصة ذات النفوذ التقليدي. أ-أهمية موارد الطاقة فى منطقة قزوين: تعد التنمية الكاملة لاحتياطات بحر قزوين فى مرحلتها الابتدائية فقط، وأغلبية احتياطات النفط والغاز فى المنطقة لم يتم تنميتها بعد. ومع ذلك، فإنه فى ظل الاحتياطات الثابتة والمتوقعة فإن المنطقة ليست شرق أوسط جديداً كما تمنى البعض ولكنها يمكن أن تكون بحر شمال جديداً.وضمن سواحل بحر قزوين فإن إيران أقل الدول اهتماماً بسرعة تنمية المعروض النفطى من قزوين بسبب احتياطاتها النفطية فى الأماكن الأخرى وعدم قدرتها على استغلال الممكن من هذه الاحتياطات بسبب الحظر الأمريكى. اتجاه روسيا مشابه لإيران حيث أنها لا تشعر بالرغبة فى تنمية احتياطات بحر قزوين لأن لديها بالفعل احتياطات ضخمة ثابتة من النفط والغاز والقدرات الإنتاجية فى أماكن أخرى من البلد. الأكثر من هذا، أن الجزء الروسى من قزوين وبالنظر إلى أنه مقسم بالفعل إلى أقسام قومية لا يعتبر واعداً باحتياطات نفطية، ورغم أن هذه المناطق لم يتم تنميتها بشكل كامل بعد فإن المزيد من الاستغلال قد يظل لا يعطى رواسب غنية. الأكثر من هذا، أن روسيا مثل إيران تعد واحدة من أكثر الدول الهامة المصدرة للنفط وبالتالى لن تكون سعيدة أن ترى منافسين جدداً فى التصدير خاصة بما يتجاوز سيطرتها. تركمنستان مثل روسيا ليست مهتمة برؤية تنمية شديدة لاحتياطات نفط قزوين. فشاطئها على قزوين هو الأقل اكتشافا فى جميع الشواطئ وبه قدر ضخم من احتياطات الغاز الطبيعى أكثر من أى مكان آخر فى البلد. وبالتالى فإن تركمنستان وبالنظر إلى هدفها متوسط الأمد والمتمثل فى تنمية بنية أساسية مستقلة لتصدير الغاز لا تحتاج لأن تمر عبر روسيا. أذربيجان وكازاخستان على الجانب الآخر أكثر اهتماماً من الآخرين بسرعة التنمية والتصدير من نفط قزوين. ويرجع هذا الجانب إلى أن معظم موارد النفط المؤكدة فى المنطقة تتركز بالقرب من سواحلهم، كما أنهم فى حاجة شديدة إلى التمويل بالعملات الصعبة التى ستأتى من تصدير النفط الذى يمكن أن يوسع استقلالهم الاقتصادى والسياسى عن روسيا. مع هذا فإن أيا من دول بحر قزوين ليس لديها رأس المال الضرورى لاستغلال واكتشاف موارد الهيدروكربون الإقليمية وستحتاج إلى استثمارات أجنبية للمستقبل المنظور. الأكثر من هذا فإن التعقيدات التكنولوجية لاستخراج الرواسب النفطية من تحت البحر تعقد من استغلال بحر قزوين بشكل أوسع. كذلك فإن تنمية أسواق النفط العالمية يمكن أن يؤثر بشكل ليس فى صالح برامج تنمية نفط وغاز قزوين خاصة إذا انخفضت أسعار النفط العالمية أو زاد العرض من النفط العالمى بزيادة استخراج النفط من الحقول التى تم تطويرها حديثاً أو من الموردين التقليديين.كما أن نوعية  بترول بحر قزوين  تتميز بصعوبات بالغة نتيجة لوجود نسبة عالية من الكبريت مما يتطلب تمويلا إضافيا لاستخدام أنابيب ذات نوعية تتحمل التآكل بدرجة كبيرة لنقله(3). ب-مشكلة تحديد الوضع القانوني لبحر قزوين توجد العديد من القضايا التى ترتبط ببحر قزوين سواء من حيث تقدير حجم النفط أو التوصيف القانونى وطرق نقل الغاز والنفط من دول آسيا الوسطى إلى الخارج. ويرجع تاريخ العلاقات الإيرانية القيصرية ثم السوفيتية بشأن بحر قزوين إلى بدايات القرن التاسع عشر حيث تم التوصل إلى معاهدة جوليستان فى عام 1813 التى جاءت فى أعقاب هزيمة إيران فى الحرب الروسية الإيرانية والتى تم بموجبها منع إيران من نشر قواتها البحرية فى بحر قزوين. وأسفرت الحرب الثانية بين الدولتين والتى هزمت فيها إيران أيضا عن التوصل إلى معاهدة تركمنشاى فى عام 1828 التى لم تلغ القيد الذى وضع على إيران فى المعاهدة الأولى(4)، وبعد الثورة البلشفية توصلت الدولتان إلى معاهدة الصداقة عام 1921 اعترفت بحدود الدولتين فى بحر قزوين إلا أنها لم تعدل حقوق الملاحة لطهران. وبشكل عام وبمقتضى المعاهدات والاتفاقات الثنائية بين الدولتين تم الاعتراف بحقوق السيادة لمسافة عشرة أميال تبدأ من الساحل فى اتجاه البحر مع إخضاع كامل المساحة المتبقية كمجال للسيطرة المشتركة للدولتين وإن كانت السيطرة الفعلية على البحر ت حسب لروسيا إبان الحكم القيصرى وللاتحاد السوفيتى بعد ذلك. أما المشكلة الأساسية فترتبط بتحديد الوضع القانونى لبحر قزوين. فخلال مرحلة ما قبل تفكك الاتحاد السوفيتى تمتع الوضع بالاستقرار كنتيجة لنظام القطبية الثنائية، واضطرار طهران إلى الصمت مقابل استغلال الاتحاد السوفيتى لبترول حقل يوكا فى أذربيجان لعدة عقود حيث ان أى احتجاج إيرانى لم يكن ليحظى بأى اهتمام فاستمرت معاهدة 1921 كمحدد للوضع القانونى لبحر قزوين. وقد برز الخلاف حول طبيعة الوضع القانونى لقزوين بشكل مستمر منذ تفكك الاتحاد السوفيتى وإن شهد تصعيدا فى بعض الفترات لعل أهمها التصعيد الذى حدث فى يوليو 2001 عندما اعترضت السفن الحربية الإيرانية زورقين مؤجرين لشركة النفط البريطانية بريتش بتروليوم يعملان فى مجال استكشاف النفط لصالح أذربيجان وأجبرتهما على العودة للعاصمة باكو، بدعوى أنهما دخلا المياه الإقليمية التابعة لها. ونتيجة للخلافات المستمرة بين إيران وأذربيجان اضطرت الشركة التى كانت قد تعاقدت مع الحكومة الأذرية للتنقيب على النفط والغاز فى منطقة الخلاف إلى إيقاف أعمالها فى المنطقة، وتلى ذلك تحذير وزارة النفط الإيرانية لشركات النفط الأجنبية من العمل مع دول أخرى فى منطقة بحر قزوين، واستدعت طهران القائم بالأعمال الأذربيجانى للاحتجاج على خطط باكو للتنقيب عن النفط. بل وحذر محسن رضائى أمين سر مجمع تشخيص مصلحة النظام من احتمال مطالبة إيران بضم جمهورية أذربيجان المجاورة التى كانت فى وقت سابق أحد أقاليم الدولة الفارسية قبل أن تنضم إلى روسيا قبل أكثر من 150 عاما. وتلى ذلك إصدار تركمانستان لسلسلة من التحذيرات شديدة اللهجة إلى أذربيجان وتهديدها باللجوء إلى التحكيم الدولى إذا ما استمرت باكو بنشاطاتها فى المناطق النفطية المتنازع عليها فى البحر، وهو الأمر الذى أيدته إيران على أساس أنه يتماشى مع أفكارها التى ترفض تدخل أى طرف خارجى فى نطاق قزوين، وأى تصرف أحادى الجانب فى الحقول النفطية فى المنطقة. وقد أدت هذه الخلافات إلى عقد المؤتمر الأول لرؤساء الدول الخمس الواقعة على بحر قزوين يومى 23 و24 أبريل 2002 فى العاصمة التركمانية، ولم تصل هذه القمة إلا إلى نتائج محدودة. وقد عبرت بعض الدول عن قناعتها ببقاء الوضع الراهن كما هو دون ترسيم حدود الدول الواقعة على هذا البحر، وبشكل خاص كان من الممكن أن تحقق أذربيجان فوائد أكثر فيما لو جرى ترسيم الحدود. وقد اصدرت إيران وتركمانستان بيانا مشتركا فى مؤتمر القمة تضمن تهديدا مباشرا لأذربيجان، كما حذر الرئيس الإيرانى محمد خاتمى الشركات الأجنبية والتى تقوم بالتنقيب عن النفط فى بحر قزوين، وأكد على أن إيران يمكن أن تتخذ إجراءات ضد استمرار سرقة هذه الشركات لنفط بحر قزوين. وقدمت تركمانستان اقتراحات بخصوص إعادة رسم خرائط حدود قزوين، وهو الأمر الذى عارضته أذربيجان. أما الموقف الروسى خلال هذه القمة فقد اتضح من خلال دعم الرئيس فيلاديمير بوتين لعقد اتفاقيات ثنائية فى ظل عدم اتفاق جميع الدول وتأكيده على امكانية استخدام نفوذ بلاده الواسع للوصول إلى صفقة متوازنة ترضى أذربيجان.و بشكل عام ظل هذا الملف مفتوحاًو لم يتم التوصل إلى اتفاق.وتتبنى كل من روسيا و أذربيجان وتركمنستان وكازاخستان  حاليا صيغة تنص على تقسيم  ثروة  النفط و الغاز في البحر بنسب تحدد بناء على طول سواحل كل دولة ، ووفق هذا التقسيم  فلن تحصل إيران  سوى على 13% فقط من إجمالي هذه الثروات مقابل 20% إذا تم إقرارها طلبها بتقسيم هذه الثروات بالتساوي بين الدول الخمس(5). إلا ان فشل القمة والتشدد الإيراني- الروسى- التركمانى دفع البعض إلى الحديث عن دور إيرانى – روسى لإفشال توصل القمة الى اتفاق على أساس الرغبة المشتركة فى إضعاف الدور الأمريكى فى المنطقة ومساندة تركمانستان لهم فى هذا الموقف. وبشكل عام ظل هذا الملف مفتوحا ولم يتم التوصل إلى اتفاق رغم زيارة حيدر علييف رئيس أذربيجان لإيران فى مايو 2002، ولذلك أعلن عن قمة جديدة لرؤساء الدول المطلة على قزوين. وخلال هذه الفترة حدث العديد من التطورات التى دعمت من احتمالات حصار الدور الإيرانى فى آسيا الوسطى حيث بدأت التحركات تتخذ بشكل واضح مسار التقارب مع الولايات المتحدة. وجاء تحرك كل دولة بشكل لا يتفق مع رؤية إيران للمخاطر والفرص فى المنطقة فالولايات المتحدة لا تثير لدول آسيا الوسطى مخاوف من الهيمنة أو النفوذ بقدر ما تشكل فرص لتحقيق النمو، أما روسيا فإن توجهاتها بعد أحداث 11 سبتمبر والوجود الأمريكى شهدت تغيرا واضحا وقبولا بمواقف لم تكن تقبلها من قبل وبعيدة عن الموقف الإيرانى ومثال ذلك المناورات العسكرية التى أجرتها روسيا لأول مرة فى بحر قزوين فى أغسطس 2002 رغم تأكيدات إيران المستمرة على رفضها عسكرة بحر قزوين، وهو الأمر الذى فسر فى إيران باعتباره ممارسة ضغوط عليها لمراجعة موقفها من مسألة تقسيم ثروات بحر قزوين. إن التطورات التى شهدتها المنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر لعبت دور ا كبير ا فى توجيه علاقات واشنطن بموسكو وطهران، وتزايد القلق الإيرانى من وجود القوات الأمريكية أو الوجود الأمريكى الغربى المباشر لأول مرة بعد ان كان وجودها غير مباشر، وهو ما يعنى التأثير فى موازين الأوضاع الخاصة ببحر قزوين والمنطقة والتى تدرك إيران أنها ليست فى مصلحتها استنادا للسعى الأمريكى المستمر لتهديد مصالحها فى المنطقة ودعمها لأطراف ومواقف قد لا تتلاءم مع مصالح طهران. لذا فإن قضايا من قبيل الوضع القانونى لقزوين، والعلاقات المباشرة لدول المنطقة مع الولايات المتحدة وتدخلها المباشر فى شئون المنطقة بكثافة.. كلها أمور من شأنها أن تؤثر على الدور والسلوك الإيرانى فى المدى القريب مضافا اليها السعى الأمريكى للوجود على الحدود الإيرانية فى الخليج من خلال حربها ضد العراق بما يعنى أن الدور الإيرانى لن يصبح محاصرا بقدر ما أن إيران نفسها ستصبح محاصرة فى مناطق نفوذها التقليدية فى آسيا الوسطى والخليج. 2-الدور الإيراني في آسيا الوسطى من الناحية التاريخية تعتبر قضية بحر قزوين محورية للدور الإيرانى فى آسيا الوسطى الآن ومستقبلا على أساس اختلاف توجهات ومصالح إيران عن العديد من دول المنطقة، إلى جانب العامل الخارجى المتمثل فى دعم قوى دولية لأطراف إقليمية لحماية مصالحها أو السعى لتقليص الدور الإيرانى فى المنطقة.  ويجمع المؤرخون أن أجزاء من آسيا الوسطى كانت واقعة تحت السيطرة الإيرانية فى منتصف القرن الثامن عشر وتحديدا فى عهد السلطان نادر شاه، إلا أن الحكومة الروسية بسطت سيطرتها على الإقليم خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. هذا وتمتلك إيران مجموعة من الفرص النسبية لدورها فى آسيا الوسطى فهى من الناحية الجغرافية تشترك بحدود طويلة مع دولتين هما أذربيجان وتركمانستان، كما تشترك مع أذربيجان وقازاقستان فى الوقوع على بحر قزوين. أما من حيث الأبعاد الثقافية والتاريخية فنجد أن إيران ولما يقرب من ألفى سنة كان لها الدور الرئيسى فى آسيا الوسطى والقوقاز، وامتد نفوذها فى فترات متقطعة إلى دول المنطقة، وخلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين كانت هذه الجمهوريات تتحدث اللغة الفارسية. هذا كما تشترك إيران ديموغرافيا مع إحدى القوميات حيث يوجد إيرانيون أذربيجانيون لا يمكن تمييزهم عن القومية السائدة فى جمهورية أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية. وينتمى أغلبية سكان آسيا الوسطى إلى الإسلام وإن كان الإسلام السنى – باستثناء أذربيجان فهى شيعية- وينقسمون إلى ثلاث مجموعات عرقية أهمها مجموعة الشعوب التركستانية (58% من المسلمين) وتضم أوزبكستان وقازاقستان وتركمانستان وقرقيزيا وهم يتحدثون لغة قريبة من التركية وأقرب حضاريا وثقافيا إلى تركيا، ومجموعة الشعوب الإيرانية (8.4% من المسلمين) ويتمركزون أساسا فى طاجيكستان وهم اقرب حضاريا وثقافيا الى إيران حيث تغلب عليهم اللغة والثقافة الفارسية ولكنهم سنة. تمثل دول آسيا الوسطى مجالا حيويا للدور الإيرانى، وقد جاء استقلالها بمثابة فرصة لإيران للخروج عن، وكسر، طوق الحصار المفروض عليها، كما سعت إيران من جانبها للاستفادة من العوامل التاريخية والثقافية التى تربطها بدول آسيا الوسطى. وقد تمثلت أهم الفوائد لإيران فى: 1- كسر طوق الحصار المفروض على الدور الإيرانى فى ظل السياسة الأمريكية الساعية لعزلة إيران، والسعى الإيرانى لتعويض دورها فى الخليج العربى بدور فى آسيا الوسطى فى ظل الضغوط الأمريكية عليها فى الخليج. 2- تفعيل الروابط التاريخية والثقافية بينها وبين دول آسيا الوسطى للحصول على أولوية فى علاقتها مع دول المنطقة خاصة فى ظل التنافس الدولى على هذه المنطقة للاستفادة من إمكاناتها ومواردها. 3- تقديم إيران لدورها كمعبر أو وسيط لتجارة وموارد هذه الدول باعتبارها دول حبيسة. وهذا الأمر بدوره يمثل وسيلة ذات تأثير مزدوج حيث يؤدى من جانب، إلى جعل إيران معبرا للتجارة بما يحققه من فوائد اقتصادية، كما أنه يؤدى إلى تجاوز نطاق العزلة المفروض على إيران. ومن جانب آخر، فإن استقلال هذه الدول أثار مخاطر أخرى للدور والأمن الإيرانى فى المنطقة خاصة وأنه كان بمثابة تدشين لبداية الحديث عن المباراة الكبرى الجديدة فى آسيا الوسطى والتى شارك فيها العديد من الأطراف وشملت كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والهند وباكستان والصين وإسرائيل، كما قامت الدول الكبرى بدعم أدوار فاعلين آخرين، فقامت الولايات المتحدة بدعم تركيا لإضعاف الدور الإيرانى وهو الأمر الذى برز بشكل أساسى من خلال الدعم الأمريكى لخطوط النقل عبر تركيا، والسعى المستمر لاستبعاد إيران، مقابل تشكك إيرانى فى قدرة الدور الروسى على تقديم دعم فعلى لها فى ظل المشكلات الاقتصادية التى تواجهها روسيا والتى أدت إلى تراجع روسيا عن دعم إيران. كما وجدت إيران نفسها مع استقلال دول آسيا الوسطى مثقلة بمشكلات ومخاوف تسعى لتفاديها وإلا صارت مجالا لتهديد أمنى لها من خلال الدور الأمريكى وهو الأمر الذى تزايد فى ظل الحرب الأمريكية فى أفغانستان، والى جانب هذه المخاوف نجد مجموعة أخرى من النقاط: 1-تخوف إيران من ظهور نزعة للوحدة الأذربيجانية التى تحمل إمكانية تفجر مطالب إقليمية لجمهورية أذربيجان فى المدينة الإيرانية المتاخمة لها والتى تحمل نفس الاسم. وهذا الأمر هو الذى يفسر فى جزء منه دعم إيران لأرمينيا ضد أذربيجان فى الصراع بين البلدين حول إقليم ناجورنو قره باغ وذلك رغبة فى استخدام الورقة الأرمينية للضغط على أذربيجان وخوفا من مطالبتها بضم الجزء الإيرانى الذى يضم عددا من الأذريين يبلغ ضعف عدد سكان أذربيجان الدولة. لذا قللت إيران من انتقال الأفراد عبر حدود الدولتين وأصدرت تشريعا حر م على الأذريين فى إيران الزواج من مواطنى أذربيجان. وبالتالى فقد مثلت هذه القضية مخاوف أمنية مرتبطة بوحدة الأراضى الإيرانية. 2- المخاطر الأمنية الخاصة بتحول المنطقة الى ساحة للتنافس الدولى وخاصة فى ظل الوجود الأمريكى- الصهيوني والذى ترى فيه إيران تهديدا لأمنها خاصة وأن الولايات المتحدة بدأت فى التعامل مع المنطقة على أساس المفهوم الجديد للشرق الأوسط والذى يجعل هذه الجمهوريات امتدادا للشرق الأوسط القديم مع دور إسرائيلى واضح لحماية مصالح الغرب. وهو الأمر الذى أدى الى تنديد إيران المستمر بالتقارب بين إسرائيل ودول آسيا الوسطى باعتباره تهديدا مباشرا لأمنها، كما ترفض أى وجود عسكرى غربى لأنه ينقل التهديد الى حدودها مباشرة وهو الأمر الذى تزايد بعد أحداث 11 سبتمبر. 3- مخاطر عامة تتعلق بتأثير دول آسيا الوسطى على الدول النفطية خاصة سياسة التسعير وتحديد حصص الإنتاج بالنظر الى صغر حجم سكان هذه الدول، ومحدودية قاعدة الإنتاج الصناعى بها أى قلة احتياج هذه الدول الى كميات كبيرة من النفط المنتج فيها بما يعنيه ذلك من أن معظم إنتاجها سيوجه الى الأسواق العالمية، كما أن هذه الدول ليست أعضاء فى منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) أى أنها لا تلتزم بحصص إنتاج محددة أو مستوى أسعار معين. لذلك أثار استقلال دول آسيا الوسطى مع التنافس الذى قامت به شركات النفط المخاوف بشكل عام بالانتقال من سوق يخضع لسيطرة المنتجين الى سوق يخضع لسيطرة المستهلكين. 3-زيارة بوتين  لإيران و استعادة موسكو قوّتها على الأطراف ، بعد أن كانت روسيا  لفترة مرتبكة بالوجود العسكري الأمريكي وبسلسلة الثورات « الملوّنة »، فها هي روسيا فلاديمير بوتين  تقطع شوطا مهما على صعيد استعادة جزء معتبر من عافيتها السياسية، متجاوزة بذلك جملة كبيرة من العقبات، ساعدتها على إقامة شبكة جيدة من العلاقات مع دول آسيوية وشرق أوسطية وغربية، جمعت بين متناقضات من الصعوبة الجمع بينها. لذلك أصبح ينظر لكل التحركات الروسية المتراكمة باعتبارها لبنة في تشييد دور عالمي جديد، يستفيد من الإمكانات والفرص المتاحة لتحقيق طموحات استراتيجية آجلة. من هنا تعامل كثير من المراقبين مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران على أنها زيارة غير عادية، حيث عكس مضمونها الطابع الاستراتيجي للشراكة بين البلدين، وانطوت على رسائل دقيقة في اتجاهات إقليمية ودولية متباينة، لأنها جاءت في توقيت بالغ الحساسية بشأن بعض القضايا الحيوية المطروحة على الساحة الدولية، وفي خضم مرحلة مثيرة من دغدغة العواطف بين موسكو وعدد من العواصم الأوروبية. وتعتبر زيارة بوتين الى ايران تعتبر تاريخية بحد ذاتها، كما انها تنطوي على أهمية كبرى بالنسبة للقيادة الايرانية، لأن روسيا ومعها الصين لا تزالان تعارضان مساعي الولايات المتحدة لاستصدار قرار ثالث من مجلس الأمن يشدد العقوبات الدولية على ايران. وقد أكد بوتين لدى توجهه من ألمانيا الى ايران معارضته لتشديد العقوبات على ايران، وقال بلهجة تحذير إن «تخويف القادة الايرانيين او الشعب الايراني لا أفق له. فهم لا يخافون». و تناولت محادثات بوتين مع القادة الايرانيين العلاقات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، و كذلك الخلاف المالي بين البلدين حول استكمال بناء محطة بوشهر النووية التي يبنيها الروس في ايران. و رأى الرئيس الروسي  أن «إيران  قوة كبيرة على الصعيدين افقليمي  و العالمي..ز وتؤدي دورا هاماً للغاية في الشرق الأوسط». وشدد على متانة العلاقات التي تربط طهران و موسكو، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين  البلدين قاربا حاليا الملياري دولار أميركي. و أضاف في هذا الإطار أن هناك «مجالات جديدة للتعاون المشترم و من بينها التعاون في إنتاج الطائرات و كذلك المشاريع الكبيرة المرتبطة بالبنى التحتية و المجال النووي». و أبدى بوتين معارضته ل«النزعة الأحادية ». ورأى أن الولايات المتحدة الأميركية «لن تنجح في تطبيق فكرة العالم الأحادي القطب لأنه ليس بمقدور أي قوة في العالم معالجة مشكلات العالم يبمفردها»، معتبرا أن الوضع الذي يمر به كل من العراقلا و أفغانستان  حاليا« ناتج عن هذه النزعة الأحادية». يعنى الرئيس فلاديمير بوتين في السياسة الخارجية الروسية بملفين مهمين: أولهما الإرتداد على التنازلات العسكرية المجانية التي حفل بها النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي  ومعظم تسعينياته مدخل الرد على مشاريع التوسع الأطلسية، وآخرها الدرع الصاروخية المزمع إقامتها في بولندا و تشيكيا. و الملف الثاني: هو الشرق الأوسط و السياسة النفطية في آسيا الوسطى « »الحرب على الإرهاب» التي خيضت في أفغانستان، إثر اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر، أمّن العسكريون الأميركيون موطئ قدم لهم في أراضي الاتحاد السوفيتي السابق، وذلك بمباركة من روسيا المستضعفة آنذاك. وقد أقامت واشنطن قواعد لها في قرغيزستان وفي أوزبكستان واعدة بمغادرتها، بمجرّد استئصال الآفة الإسلامية.وقد استغل الرئيس  بوش ّ« هذا الالتزام العسكري المكثّف في آسيا الوسطى بغية إنجاز النصر في الحرب الباردة على روسيا، واحتواء نفوذ الصين والإبقاء على الطوق حول إيران»(6). وكانت واشنطن لعبت دوراً حاسماً في الثورات الملوّنة في كلّ من جورجيا (2003) وأوكرانيا (2004) وقرغيزستان (2005)، موجهة صفعات قوية إلى موسكو (7).وهذا ما جعل بعض الحكام الاستبداديين في المنطقة، وقد جنّ جنونهم لتغييرات الأنظمة المتتالية هذه، يديرون الظهر لأميركا ويتقرّبون من روسيا أو من الصين. وفي الواقع، فإن اللعبة تعقّدت في السنوات الأخيرة بقدر ما نجحت بكين في الدخول على خطّ هذه القضايا في آسيا الوسطى، وبقدر ما كانت أوروبا، إثر حرب الغاز بين روسيا وأوكرانيا في كانون الثاني/يناير عام 2006، تسرّع مشاريعها للفوز بشيءٍ من الذهب الرمادي القزويني. إذاً، بين النفط والأمن وصراع النفوذ والمعارك الإيديولوجية، يجب لعب جميع الأوراق معاً للفوز بشطارة في « اللعبة الكبرى ». في البداية كانت روسيا متفوّقة في لعبة شدّ الحبال هذه. ففي العام 1991، كانت تسيطر على مجمل أنابيب النفط التي تسمح للدول الجديدة المستقلّة بنقل محروقاتها. غير أن مسؤولي الجهاز الحاكم السابقين، بعد أن أصبحوا رؤساء، بذلوا جهدهم لكيلا يلعبوا جميع أوراقهم مع الروس. فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي، جرى تمديد نحو ستة خطوط أنابيب لا تمرّ في أراضي الشقيق الكبير، وهكذا خسرت موسكو من نفوذها السياسي والاقتصادي. ونموذج تركمانستان له دلالته في ما يخصّ علاقات روسيا بساحة نفوذها السابق، فقد باعت تركمانستان لروسيا 40 مليار من 50 مليار متر مكعب من الغاز الذي أنتجته في العام 2006. ولم يكن لها الخيار. فباستثناء خط أنابيب يربطها بإيران، دشّن في العام 1997، فهي لا تملك سوى خط « كاك-4 » CAC-4))، الذي يصبّ في روسيا. إنه لقيدٌ فعلي. ففي نيسان/أبريل عام 2003، تمكّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إرغام نظيره التركماني، سابارمراد نيازوف (توفّي في أواخر العام 2006) على توقيع عقد لمدّة 25 عاماً لبيع 80 مليار متر مكعب سنوياً بسعرٍ زهيدٍ بلغ 44 دولار للألف متر مكعب. وسرعان ما حاولت عشق أباد التراجع عن هذه الشروط، وأوقفت، لأجل ذلك، عمليات التسليم. وفي شتاء عام 2005، رضخت موسكو وقبلت بدفع 65 دولار للألف متر مكعب، بسبب حاجتها إلى الغاز التركماني، وخصوصاً لبيعه بسعر مخفّض للشعب الروسي. وفي أيلول/سبتمبر عام 2006، ذهبت شركة غازبروم الروسية إلى حدّ أبعد، فوقعت عقداً مع عشق أباد تتعهد فيه بأن تدفع، خلال العامين 2007-2009، 100 دولار عن الألف متر مكعب. ذلك أنّه في نيسان/أبريل، أي قبل خمسة أشهر، كان الديكتاتور التركماني الراحل قد وقّع مع الرئيس الصيني هو جنتاو اتفاقاً تسلَّم الصين بموجبه، وعلى مدى ثلاثين عاماً، 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، وذلك ابتداءً من العام 2009، وتنشئ خطّ أنابيب غاز بطول 2000 كيلومتر. وعلى الأرجح، فهذا ما حمل شركة غازبروم على رفع تعرفتها. أخيرا: لقد وجهت قمة دول قزوين تحذيراً الى الولايات المتحدة التي تسعى لمد خطوط انابيب تنقل البترول والغاز من منطقتي آسيا الوسطى وبحر قزوين الى الغرب من دون المرور عبر الأراضي الروسية.وحذر بوتين من ان المشروعات لبناء خطوط أنابيب طاقة تمر عبر بحر قزوين لا يمكن تنفيذها من دون موافقة جميع الدول الخمس المطلة على هذا البحر. ويأتي هذا التحذير في خضم المخاوف  الكبرى من وقوع حرب في الخليج تشنها إدارة بوش ضد إيران، ووسط الاضطرابات التي ضربت مناطق إنتاج النفط في نيجيريا، والاتجاهات الراديكالية المتنامية في سياسة فنزويلا الإقليمية. ويشهد سعر برميل النفط ارتفاعا مطردأً وصل إلى قرابة 94 دولاراً للبرميل الواحد، إذ يعتقد بعض المراقبين أن تستمر الأسعار في الارتفاع حتى تتحقق نبوءة شافيز، الرئيس الفنزويلي الذي توقع أن يصل سعر البرميل، خلال المستقبل المنظور إلى 100 دولار للبرميل الواحد. هذه التوقعات تستمد شيئاً من مصداقيتها مما حدث ويحدث على ضفاف بحر قزوين. (1) ينشر في تشرين الأول/أكتوبر المقبل كتاب بعنوان:The Oil and the Glory: The Pursuit of Empire and Fortune on the Caspian Sea, Random House, New York, 2007 (2) – عبير ياسين ،«سياسة خطوط الأنابيب » و الاستقرار في بحر قزوين» ، مجلة السياسة الدولية العدد 151، كانون الثاني/ يناير 2003، (ص180-181) (3) –د. فوزي درويش، بحر قزوين و مؤتمر قمة عشق أباد، الأهرام، 15 أيار/ مايو 2002 (4) – عبير ياسين ،«سياسة خطوط الأنابيب » و الاستقرار في بحر قزوين» ، مصدر سابق. (5) – عبير ياسين ،«سياسة خطوط الأنابيب » و الاستقرار في بحر قزوين» ، مصدر سابق. (6) -Oil and the New “Great Game” ”, The Nation, New York, 16 février 2004. (7) -اقرأ: فيكن شتريان: « الثورات المضادة في الشرق »، لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية، تشرين الأوّل/أكتوبر 2005، http://www.mondiploar.com/article284.html  

(المصدر: مجلة الوحدة الإسلامية شهرية اسلامية ـ تصدر عن تجمع العـلمــاء المسلمين في لبنان  السنة السادسة – العدد الثاني والسبعون  (ـ شوال ـ ذو القعدة – 1428هـ) ديسمبر 2007 م)  


عودة المقربين من حماس تعني أنّ أجندة الوسط للأردنة باءت بالفشل …

تيار الاعتدال في «إخوان» الأردن يتوارى

محمد أبو رمان (*)         تدخل جماعة الإخوان المسلمون في الأردن في مرحلة انتقالية شديدة الحساسية والغموض، بعد قرار مجلس شورى الجماعة (29 تشرين الثاني) حلّ نفسه والدعوة إلى انتخابات تنظيمية مبكرة «في أسرع وقت». وهي حالة تاريخية نادرة في تاريخ الجماعة تشكل انعطافة حقيقية في مسار الجماعة التي لم تتعرّض خلال عقود عملها على الساحة الأردنية إلى اختبارات حقيقية في علاقتها مع مؤسسة الحكم كما يحصل اليوم. البعض يعتبر أنّ قرار مجلس الشورى بمثابة «رسالة سياسية» ذات دلالات واضحة تجاه مؤسسة الحكم، فحواها أنّ التيار المتشدد سيقود الجماعة في سياق سياسات الإقصاء والضربات المتتالية والحصار الذي تتعرّض له الحركة، وعدم جدوى محاولات تيار «الوسط المعتدل» في تخفيف وطأة الأزمة مع الحكومة. أمّا الوجه الآخر للرسالة فهو أنّ قرار مجلس الشورى بحل نفسه يمثل انعكاساً للتحول في ميزان القوى داخل الجماعة لصالح التيار المتشدد بعد الضربة القاسية التي تلقاها المعتدلون في الانتخابات النيابية وفشل قيادات هذا التيار جميعها في الوصول إلى قبة البرلمان. بعيداً عن السجال السياسي والإعلامي الكبير حول أسباب «هزيمة الإخوان» في الانتخابات النيابية الأخيرة (حيث حصلوا على 6 مقاعد فقط من 110) فيما إذا كانت تعود إلى تدخل الدولة، حسب رواية الإخوان، أم انها تراجع في شعبيتهم وبسبب الصراعات الداخلية، فإنّ من الواضح أنّ هذه الانتخابات هي نقطة تحول حقيقية في تاريخ الجماعة التي تخوض أخطر التحديات في تاريخها على ثلاثة أصعدة رئيسة؛ تنظيمياً (صراع داخلي شديد)، اجتماعيا (العلاقة مع المجتمع) وسياسيا (أزمة العلاقة مع مؤسسة الحكم). أهم التحديات السابقة وأكثرها حسياسية يكمن على الصعيد التنظيمي؛ فالقراءة الرئيسة تشير إلى أنّ الانتخابات النيابية أضعفت تحالف «تياري الوسط والحمائم» لصالح تحالف «تياري الصقور والمقربين من حماس». وتذهب أغلب التقديرات إلى أنّ الانتخابات التنظيمية المبكرة خلال الأشهر القريبة القادمة سوف تؤدي إلى تراجع شديد في حضور تياري الوسط والحمائم، بخاصة بعد قبول المراقب العام السابق لجماعة الإخوان، عبد المجيد ذنيبات، وهو أحد أبرز قيادات الحمائم، عضوية مجلس الأعيان، على الرغم من التوتر الشديد الذي يسود في «قواعد الإخوان» بعد الانتخابات النيابية. التحول القادم في طبيعة قيادة الجماعة وسيطرة المتشددين والمقربين من حماس عليها يؤشِّر إلى أنّ تيار الوسط الذي تولى القيادة وراهن على قدرته في تخفيف حدة الأزمة مع مؤسسة الحكم قد فشل، وأصيبت قياداته بخيبة أمل كبيرة، محملة الحكومة المسؤولية الكاملة. ما يعني أنّ الرهان بأنّ الأزمة مع مؤسسة الحكم هي «غيمة صيف وتنقشع» غير صحيح، فالعلاقة بين الطرفين لم تكن «زواجاً كاثوليكياً» خلال السنوات السابقة كما يرى البعض، وإنما «زواج متعة» بني على مصالح متبادلة وظروف سياسية معينة، هي نفسها الظروف التي بدأت تدفع بالعلاقة بين الطرفين منذ سنوات نحو «الهاوية». مؤسسة الحكم ماضية في طريق إعادة هيكلة الحضور الاجتماعي والسياسي للجماعة، والمسؤولون الرسميون على قناعة أنّ الجماعة قد أخذت أكبر من حجمها الطبيعي بسبب التساهل معها، خلال العقود السابقة، وقد آن الآوان لوضع حدود صارمة على نشاطها وبنيتها التنظيمية. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف فقد اعتمدت مؤسسة الحكم استراتيجية «المواجهة غير الرأسية» مع الجماعة، والتي تقوم على قضم مستمر لمؤسساتها الاجتماعية والاقتصادية ومساحات نفوذها المختلفة، وتفكيك أدواتها بصورة متتالية، ما يكفل إضعاف الجماعة بصورة كبيرة، دون الحاجة إلى مواجهة «رأسية». إلاّ أنّ رجحان كفة التيار المتشدد قريباً قد يدفع بالأزمة بين الجماعة ومؤسسة الحكم إلى أبعد من الاستراتيجية السابقة وإلى سيناريوهات مفتوحة تصل إلى احتمال حظر الجماعة أو الحزب أو اعتقال قيادات مفصلية، وهي الاحتمالات التي دُرست على أعلى المستويات الرسمية عندما تفجّرت أزمة الانتخابات البلدية وتجاوز الخطاب المتبادل بين الحكم والإخوان الحدود المتعارف عليها في النقد. الانتخابات النيابية كانت رسالة سياسيـة شديدة القـسوة لتـيـار الوسط بأنّ مؤسسة الحكم غير معنـيـة بـكافة «رسائل الطمأنة» التي قدّمها هذا التيار، وأنّها ماضية في استراتيجية «إضعاف الحركة وتحجيمها» دون البقاء تحت رحمة الرهان على قيادة الجماعة واتجاهها السياسي والفكري. وهذه «الرسالة الرسمية» كانت هدية ثمينة لتيار حماس والمتشددين الذين وظفوها جيدا في سياق الصراع الداخلي وحرّكوا القواعد باتجاه إعادة إنتاج القيادة من خلال حل الهيئات الحالية وإجراء انتخابات مبكرة. من جهة أخرى؛ فإنّ عودة المتشددين والمقربين من حماس تعني أنّ أجندة تيار الوسط نحو «أردنة العمل الإسلامي» قد فشلت. تلك الأجندة التي تقوم على الاهتمام أكثر بالشأن الداخلي الأردني، واتخاذ خطوات واضحة بعيداً عن التماهي مع حماس والاشتباك مع الشأن الفلسطيني. في المقابل فإنّ أغلبية القواعد الإخوانية هم من «أصول فلسطينية»، وهنالك علاقة وطيدة بين المكتب السياسي لحركة حماس وبين نخب قيادية وفاعلة في الإخوان، وحماس معنية بوجود تأثير عميق لها في الأوساط الأردنية من أصول فلسطينية، في إطار الاستقطاب الإقليمي والصراع بين حماس والمنظمات الأخرى على النفوذ داخل التجمعات الفلسطينية المختلفة، بخاصة أنّ الأردن يتضمن أكبر تجمع للفلسطينيين بعد فلسطين، ما يجعل منه مركز اهتمام كبير من قبل قيادة حماس. بعض المقربين من مؤسسة الحكم يجادل أنّ سيطرة التيار المتشدد أفضل على المدى البعيد في المضي قدما في إضعاف الإخوان، فوجود التيار المعتدل في القيادة وإتقانه فن التحايل على الأزمات والهروب من «حافة الهاوية» هو الذي أوصل الإخوان إلى هذه الدرجة من القوة والنفوذ، تلك القوة التي باتت تقلق مؤسسة الحكم – على المستوى الاستراتيجي- وترى أن اقتلاعها بمثابة أولوية على الصعيد السياسي الداخلي. ويشعر مسؤولون في مؤسسة الحكم بارتياح شديد لاستراتيجية تحجيم الإخوان إلى الآن، إذ أنّهم يخسرون موقعاً تلو الآخر في المجتمع والدولة، وكافة (بلالين الاختبار) توحي أنّ رد فعل الجماعة محدود وضعيف، ولا يشكل خطراً حقيقياً. إلاّ أنّ هذا الرهان الرسمي بدأ يدفع بنخب سياسية وإعلامية، على مسافة فاصلة من الإخوان، إلى التساؤل عن كلفته في سياق الإرهاصات الحالية لعودة التيار المتشدد الذي يدفع بالجماعة إلى الوراء والانكفاء بدلاً من إدماجها في الحياة السياسية وتطوير خطابها وممارستها نحو قدر أكبر من الواقعية والعقلانية. فثمة قناعة بدأت تنمو بوضوح، وتظهر في الحوارات السياسية والمقالات الصحافية، لدى نخب سياسية أنّ «المقاربة الأمنية» وإن أتت أكلها على المدى القريب فإنّ نتائجها على المستوى البعيد كارثية، والحل الأنجع ليس ضرب تيار الاعتدال البراغماتي داخل جماعة الإخوان والمساهمة بالإطاحة به، بل المطلوب تعزيزه وتجذيره داخل الجماعة صوناً لتيارات الإسلام السياسي من الانزلاق إلى الانغلاق والعنف والتطرف، ما يشكل مصدر تهديد وقلق دائم وسدّاً حقيقياً أمام المضي قدما في عملية الإصلاح السياسي.   (*) كاتب أردني.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 ديسمبر 2007)  


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

13 février 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1364 du 13.02.2004  archives : www.tunisnews.net قوات الأمن تعزل منطقة الإذاعة والتلفزة التونسية وتمنع

+ لمعرفة المزيد

9 mars 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1389 du 09.03.2004  archives : www.tunisnews.net إسلام أون لاين: تونس.. مخاوف علمانية من انتشار

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.