الجمعة، 28 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2774 du 28.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حرّية و إنصاف:  الحكم بالمدة المقضاة على مجموعة قبلي حرّية و إنصاف: في بطحاء محمد علي الأمن يعتدي النقابيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: عبد اللطيف بوحجيلة: ..من قيود السجن ..إلى سجن القيود .. ! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب « :حلقات مستنسخة ..لمسلسل لا نهاية له ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : ..إلى ما بعد أوقات الدوام الرسمي ..! الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان: بيـــــــــان ممثلو الأحزاب و الجمعيات بجهة قفصة : بيان النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتونس: لائحـة المناضلين النقابيين الحاضرين بمقر إضراب الأساتذة عن الطعام: نداء إلى الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل  يو بي أي: تقرير 2007: قانون مكافحة الإرهاب التونسي بين انتقادات المعارضة ومتطلبات أمن البلاد  يو بي أي: تقرير2007: البطالة وارتفاع أسعار النفط ملفان شائكان يؤرقان الحكومة التونسية  رويترز: تونس تدين بشدة اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بوتو صحيفة  » العرب »:الموسم الثقافي بتونس 2007: الرقابة والمسرح يتصدران الأحداث الثقافية منجية  العبيدي: رحم الله امنا صالحة! أكبر لاجئة سياسية في تاريخ تونس!!!  نقابي من قطاع التعليم العالي: ملف الأساتذة المطرودين عمدا من العمل و المضربين عن الطعام يسقط الأقنعة و يفضح أمر مناورات السلطة و المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل موقع الحوار.نت:حصـــاد الأسبـــوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري مراد رقية: هل تعرف الحاج علي صوّة الرائد العصامي للتنمية والتحول الاجتماعي التونسي(1870-1953)؟؟ عبدالحميد العدّاسي:ما الذي يمنعنا من « الاقتداء » بالصهاينة؟ عزالدين محمود: بي نضير بوتو   هل إنتحرت أم أغتيلت ؟ صحيفة « الوسط التونسية »:فنون جميلة لابد أن تأخذ حظها من مساحات المشروع الوسطي جريدة « الصباح »:المتهم بشنق والده يؤكّــد أن والدته وشقيقته هما الفاعلتان جريدة « الصباح »: الانقطاع والفشل المدرسي:أسبابه… نتائجه وكيف يمكن مواجهته؟ الملاحظ :بقيمة 2.6 مليار دولار أمريكي:طيران الإمارات تشتري 8 طائرات إيرباص أ 380 إضافية صحيفة « القدس العربي »: الإعلاميُّ و الحاكِم عندنا! توفيق أبو شومر: الاعلام العربي.. كلام حتي الموت!


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 28ديسمبر 2007

 

الحكم بالمدة المقضاة على مجموعة قبلي

* أصدرت أمس الخميس 27/12/2007 في ساعة متأخرة من الليل الدائرة الجنائية الثانية برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منى حكمها بالسجن مدة سنتين في القضية عدد 12990 التي أحيل فيها كل من محمد التهامي يعقوب و كريم نصيب و خليل بن مبروك و زهير حويتة و نزار حمادي و حازم دراويل و ماهر التريكي الذيناعتقلوا في سبتمبر 2005 تحت طائلة قانون الارهاب ، و قد أفرج عن المتهمين لبقائهم في السجن أكثر من المدة المحكوم بها عليهم.

***

* كما نظرت اليوم الجمعة 28/12/2007 الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري في القضية عدد 13551 التي أحيل بمقتضاها كل منرياض الوسلاتي و جمال عرايسية و زياد الطريفي و لطفي موسى و صالح المحضي و الهادي القديري    و لطفي الكردي و نبيل اللافي و حجزت القضية للتصريح بالحكم إثر الجلسة.

 

  

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف

 

 


 

 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 28ديسمبر 2007

 

في بطحاء محمد علي

الأمن يعتدي النقابيين

على إثر تدهور الحالة الصحية للمضربين عن الطعام محمد المومني و علي الجلولي وقع مساء اليوم الجمعة 28/12/2007 على الساعة الساسة و النصف استدعاء سيارتي إسعاف لنقلهما للمستشفى ، و عند إخراجهما من مقر الاضراب بساحة محمد علي بتونس العاصمة رفعت مجموعة من المناضلين قدر عددها بمائتي شخص شعارات مثل  » صامدين صامدين حتى رجوع المطرودين  » و  » حق العمل واجب ، الحق النقابي واجب  » فتدخلت قوات الأمن مدججة بالعصي و اعتدت عليهم بالضرب و كان من بين الضحاياوسام الصغير و صابرين الخميري.

و حرية و إنصاف :

1) تدين هذا الاعتداء الوحشي الذي تعرض له المناضلون النقابيون

2) تعتبر أن استعمال العنف بدل الاستجابة لمطالب المضربين هو فصل آخر من سياسة الهروب إلى الأمام

3) تناشد كل الهيئات و المنظمات الحقوقية للتدخل من أجل الضغط على السلطة التونسية لحل مشكلة المضربين عن الطعام و إنصافهم بإعطاء حقوقهم.

  

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف

 


 

 

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28 ديسمبر2007

عبد اللطيف بوحجيلة: ..من قيود السجن ..إلى سجن القيود .. !

 
لا يزال السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة  عرضة لشتى أنواع المضايقات منذ إطلاق سراحه في نوفمبر الفارط فعوضا عن تكفل السلطات بمعالجته و رفع آثار التعذيب الذي تعرض له أثناء إيقافه و مخلفات عشرات إضرابات الجوع التي خاضها احتجاجا على سوء معاملته و للمطالبة برفع المظالم المسلطة عليه ، تصر السلط الأمنية على محاصرته و منعه من استئناف حياته بصورة طبيعية فقد طالبه رئيس مركز الأمن بحي شاكر من ولاية بنعروس ( المدعو المنصف العياري ) بالإمضاء يوميا و اكتفى بإطلاعه على قرار من وزير الداخلية يقضي بإلزامه بأن يعلم الجهات الأمنية عن كل تغيير لمقر إقامته ..و لدى تمسك بوحجيلة بأن هذا القرار لا ينص على إلزامه بالإمضاء عمد المسؤول الأمني إلى تهديده و استفسره عن » المحامين الذين يتولون نصحه « ..!   .، و قد عبر عبد اللطيف بوحجيلة ، في اتصال بالجمعية عن عدم استعداده للرضوخ لأي إجراء غير قانوني يهدف إلى تقييد حريته و جعل إطلاق سراحه مجرد إجراء شكلي يغادر فيه سجنا ضيقا يحرم فيه من الحرية إلى سجن أوسع يحرم فيه من الحقوق .  والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي تابعت معاناة عبد اللطيف بوحجيلة طيلة فترة سجنه حيث كان السجين السياسي الذي خاض أكثر إضرابات الجوع طولا   ، تطالب السلطات المعنية برفع التضييقات عنه و ضمان معالجته على نفقة الدولة من مخلفات الأعتداءات التي تعرض لها طيلة سنوات سجنه ، كما تناشد  المنظمات الحقوقية المحلية والدولية تحمل مسؤولياتها في   التنديد بما يتعرض له بوحجيلة من استهداف متواصل  و مطالبة الجهات المسؤولة بتحمل مسؤولياتها في ضمان تسهيل اندماجه في الحياة العادية و المطالبة باحترام مقتضيات القانون و المواثيق الدولية ذات الصلة  .         عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين        نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر
 

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28 ديسمبر2007

متابعات إخبارية  كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب « : حلقات مستنسخة ..لمسلسل لا نهاية له ..!

 
نظرت  الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الجمعة  28/12/2007 في القضية عدد 14231 التي يحال فيها كل من : أحمد الشايب و محرز المعز بودقة و الحبيب الميلي و خالد بوعزيز  بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : نور الدين البحيري و شاكر علوان و فتحي الورتاني و هدى الخضراوي ، و استجابة لطلب المحامين  قرر القاضي بعد المفاوضة الحينية تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 07 جانفي 2008. عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28 ديسمبر2007

متابعات إخبارية  كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : ..إلى ما بعد أوقات الدوام الرسمي ..!

 
  نظرت  الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الجمعة  28/12/2007 في القضية عدد 14009 التي يحال فيها كل من : رياض الوسلاتي و جمال عرايفية و زياد الطريقي و سمير حفيظ و لطفي موسى و صالح المحضي و لطفي كردي و نبيل اللافي و الهادي القديري   بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه  و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم إرهابي ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : عبد الفتاح مورو و عبادة الكافي و طارق الرزقي و كلثوم الزاوي و محسن السحباني و بوبكر بن علي و علي عبد الكبير ، و استمرت المرافعات إلى ساعة متأخرة من مساء اليوم  ، و بعد إعذار المتهمين قرر القاضي  حجز القضية  للمفاوضة و التصريح بالحكم .
عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو

 


الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان                   تونس في  28ديسمبر2007 بيـــــــــان  
 
تجددت اللقاءات بين السيدين المنصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات العامة والمختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد انقطاع دام عدّة أشهر، فبعد السماح للرابطة بالاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتنظيم ندوة حول مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يوم السبت 15 ديسمبر 2007 دون عراقيل، تمّ لقاء أوّل يوم الثلاثاء 18 ديسمبر 2007 بطلب من السيد الرويسي الذي استفسر رئيس الرابطة عمّا إذا كانت هذه المنظمة متمسّكة بما أعلنته سابقا من عزم على إيجاد حلّ وفاقي للأزمة التي تعيق نشاطها وتعطّل عقد مؤتمرها، وقد أكّد رئيس الرابطة الاستعداد التام لذلك على قاعدة ما تمّ تداوله في لقاءات سابقة مع السيد الروسي وما تمّ بسطه على أعمدة الصحف منذ مدّة،مشددا على أنّ رفع الحصار عن مقرات الرابطة سواء بتونس العاصمة أو بالجهات يعدّ مدخلا مهمّا يؤكد حسن الاستعداد لدى جميع الأطراف للوصول إلى حلّ، ويمكن جميع هياكل الرابطة من التداول في المقترحات المعروضة للوصول إلى عقد المؤتمر الوطني السادس بأسرع وقت ممكن وفي أحسن الظروف ، وقد أكد رئيس الهيئة العليا تفهمه لذلك ناقلا استعداد السلطة للمساعدة على إيجاد الحل المناسب لمختلف الإشكاليات بما في ذلك مسألة المقرات على أن يعاود الاتصال برئيس الرابطة مباشرة بعد عطلة عيد الأضحى بشأن هذا الموضوع. وقد تمّ اللقاء الثاني يوم الاثنين 24 ديسمبر 2007 وأعلم خلاله رئيس الهيئة العليا رئيس الرابطة بأنه يمكن استغلال المقر المركزي دون قيود للقيام بالأنشطة الضرورية لإعداد المؤتمر والتشاور مع هيئات الفروع من أجل ذلك، مع التأكيد على ضرورة الخروج من الإشكال المطروح من جراء القضايا العدلية التي صدرت فيها أحكام وذلك من خلال إيجاد توافق مع القائمين بتلك الدعاوى. والهيئة المديرة التي أكدت دائما استعدادها لإيجاد حل توافقي للأزمة على أساس الحفاظ على استقلالية الرابطة وقيامها بدورها كاملا في الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر ثقافتها، تسجّل بارتياح إيجابية رفع الحصار الذي كان مفروضا على مقرّها المركزي وتأكيد السيد الرويسي على استغلاله لأنشطة الرابطة وخاصة تلك المتعلقة بالإعداد للمؤتمر الوطني، غير أنّها تجدد التأكيد على أنّ رفع الحصار عن كلّ مقرات الرابطة وخاصة مقرات الفروع يبقى مطلبا مركزيا، إذ أنه من الضروري الاجتماع بهيئات الفروع والمنخرطين و التداول معهم في الحلول الممكنة ولا يمكن  أن يتم ذلك في الجهات إلا داخل مقرات تلك الفروع خاصة مع تواصل حرمان الرابطة من استغلال الفضاءات العمومية    . وفي انتظار ذلك قررت الهيئة المديرة دعوة فروع تونس لعقد اجتماعاتها الدورية بالمقر المركزي والاجتماع بالهيئة المديرة للتداول في مختلف القضايا التي تهمّ الرابطة و بخاصة مسالة إعداد المؤتمر ، والقيام بالأنشطة التي يتطلبها العمل الرابطي، كما قرّرت تنظيم لقاءات في الجهات بمختلف فروع الرابطة حسب رزنامة سيتمّ ضبطها للغرض على أمل أن يتمّ في الأثناء رفع الحصار عن المقرات حتى تعقد بها تلك اللقاءات. كما تقرر عقد المجلس الوطني للرابطة في أجل قريب بعد الإعداد الجيد له مع هيئات الفروع كما سبق بيانه.          والهيئة المديرة تدعو السلطة مجددا إلى رفع الحصار المضروب على مقرات الفروع وعدم إعاقة نشاطاتها والاستجابة لرغبة الرابطيين في إيجاد حلّ يحفظ استقلالية الرابطة ويمكنها من عقد مؤتمرها الوطني السادس في أقرب الآجال. عـن الهيئـة المديـرة المختـار الطريفــي رئيـــس الرابطــة


قفصة في 2007/12/23  بيان

 
مازال الأساتذة محمد المومني و معز الزغلامي وعلي الجولي يواصلون إضرابهم عن الطعام المفتوح منذ33يوما في مقر الإتحاد العام التونسي للشغل احتجاجا على الطرد التعسفي من طرف وزارة التربية و التكوين على خلفية مشاركتهم في الإضراب الذي دعت له النقابة العامة في شهر أفريل 2007 رغم النتائج الإيجابية لتقرير الكفاءة البيداغوجية من طرف السادة متفقدي التعليم الثانوي. وأمام تجاهل السلطة لمطالب المطرودين عن العمل   نحن  الممضين أسفله ممثلو الأحزاب و الجمعيات بجهة قفصة و النقابات و الشخصيات نعتبر أن: 1-  هذا الطرد التعسفي يندرج ضمن سياسة منهجية لقطع أرزاق كل من يختلف في الرأي مع السلطة 2-  أن العمل النقابي حق مشروع طبق القوانين الداخلية و المواثيق الدولية ونعبر عن مساندتنا المطلقة لمطالب الأساتذة المضربين عن الطعام و كل المطرودين عن العمل وندعو السلطة للتراجع عن هذا القرار الجائر و نحملها المسؤولية الكاملة عما يلحق المضربين عن الطعام من أخطار, كما ندعو كل مكونات المجتمع المدني لتفعيل مساندة المضربين عن الطعام كدعوتنا لهياكل الإتحاد العام التونسي للشغل في الدفاع عن مطالب المطرودين   الإمضاءات 1-   زهيراليحياوي:فرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 2-   عمار عمروسية: حزب العمال الشيوعي التونسي-قفصة 3-   الهادي رداوي: التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات 4-   عبد الرزاق داعي: الحزب الديمقراطي التقدمي 5-   الفاهم بكدوس: اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة 6-   محمد علي: عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي 7-   غزالة محمدي: عضو جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي 8-   محمد خميلي : أستاذ 9-   مهدي علياني: الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقفصة 10- حسين مبروكي: عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي 11- بوعلي رابح: //         //        //      //        // 12-  صالح رداوي:  //      //        //       //        // 13- عمار زارعي:  معلم 14-  معز زيدي 15- محمد عبد القادر 16- جمال صدراوي 17- عبد الملك علياني 18-  أحمد بنعاسي 19-  محمد سالم 20- حسن الظاهري 21-  حسن بنزيد 22- عبد الرزاق الضاوي


أم الاخت منجية بن سالم في ذمة الله

الله أكبر إنا لله وإنا إليه راجعون انتقلت الى رحمة ربها السيدة صالحة ركاز والدة الأخت منجية بن سالم « زوجة القيادي رئيس حركة النهضة سابقا السيد محمد بن سالم » وذلك ليلة الجمعة الموافق   27.12.2007  رحم الله الفقيدة ورزق أهلها الصبر الجميل وأثابها الجنة وألحقها بالصالحين. لتعزية العائلة : الهاتف0033164405038

 
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 28 ديسمبر 2007)

 

ا

لإتحاد العام التونسي للشغل

الإتحاد الجهوي للشغل بتونس

النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتونس

تونس في 26 ديسمبر 2007

لائــــــــــــــحـــة

        نحن الإطارات النقابية لقطاع التعليم الثانوي بجهة تونس المجتمعين اليوم الأربعاء 26/12/ 2007 بدار الاتحاد العام التونسي للشغل بإشراف النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتونس وبحضور النقابة العامة للتعليم الثانوي وبعد اطلاعنا على آخر المستجدات المتعلقة أساسا بإضراب الجوع الذي يخوضه زملائنا منذ سبعة وثلاثين يوما دفاعا عن حقهم في العودة إلى مراكز عملهم وكذلك على إصرار وزارة التربية والتكوين على رفض التفاوض الجدي فإننا :

1 – نثمن عاليا صمود زملائنا المضربين عن الطعام وتمسكهم بمواصلته رغم ما آل إليه وضعهم الصحي.

2 – نحمّل وزارة التربية والتكوين مسؤولية تدهور الحالة الصحية للمضربين كما ندين أسلوب التشويه الذي اعتمدته الوزارة في التعامل مع ملفهم.

3 – نستنكر اعتداء الوزارة على الحقّ النقابي وذلك بتعمّد إفراغ المفاوضات من محتواها (مثلا جلسة 22/12/2007 ).

4 – ندعو المكتب التنفيذي للاتحاد إلى تفعيل محتوى بلاغه الصادر يوم 25/12/2007 في مستويين :

أولا : تبني زملائنا المضربين ماديا إلى حين عودتهم إلى العمل .

ثانيا : تفعيل سلط قرار المنظمة للتصدّي للطرد التعسّفي وهشاشة التشغيل وتمكين قطاعنا من موعد محدد لعقد المجلس الوطني القطاعي في أقرب الآجال.

كما ندعو المكتب التنفيذي إلى حسم ملف التفرّغات وفقا لحاجيات القطاعات ومصلحة العمل النقابي والتصدي للإجراءات التعسّفية التي طالت بعض المناضلين النقابيين المتفرّغين خاصة في قطاعنا.

5- ندعو الهيئة الإدارية القطاعية إلى :

أ- الربط الوثيق بين إضراب الجوع وملف المعاونين في شموليته واعتبار هذا الشكل من الانتداب تكريسا لهشاشة التشغيل داخل قطاعنا.

ب- اعتبار وضعية الزملاء المطرودين المضربين عن الطعام والمبعدين على خلفية ممارسة حقهم النقابي ملفا نقابيا يتحمّل القطاع  والمنظمة مسؤولية الدفاع عنه.

ج- إدراج ملف المعاونين ونقاط القانون الأساسي والحق النقابي في لوائح القطاع التي ستأطر تحرّكاته المقبلة .

د- التفكير في أشكال نضالية متنوعة للرد على تعسّف وزارة التربية والتكوين ورفضها التفاوض الجدّي مع إقرار الإضراب القطاعي في النصف الأول من شهر جانفي 2008.

هـ – اعتبار أن سلطة القرار القطاعية هي المخوّلة للنظر في مآل إضراب الجوع .

 

عن المجتمعين

الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي

زياد بالأخضر

المصدر نشرية : » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 109 ليوم 27 ديسمبر 2007

Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/

http://groups.google.com/group/democratie_s_p/     


تونس في 25 ديسمبر 2007

الإتحاد العام التونسي للشغل

المناضلين النقابيين الحاضرين بمقر إضراب الأساتذة عن الطعام

نــــــــــداء

إلى

الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل

تحية نقابية، و بعد،

    إن المناضلين النقابيين الحاضرين اليوم 25 ديسمبر 2007 بمقر النقابة العامة للتعليم الثانوي يتوجهون إليكم بالنداء التالي من أجل حل قضية الإخوة المطرودين تعسفا من عملهم والمضربين عن الطعام  :

1)       توجيه بيان إلى الرأي العام يوضح حيثيات هذه القضية و الحركة الإضرابية الإحتجاجية المرافقة لها.

2)   دعوة المناضلين و الهياكل النقابية و الشغالين إلى تجمع حاشد يشرف عليه الإتحاد العام التونسي للشغل في أجل لا يتجاوز يوم السبت 29 ديسمبر 2007 .

3)    اعتبار الإخوة الأساتذة المضربين أصحاب حق شرعي و تسديد رواتبهم و تحمل نفقاتهم (علاج، تنقل…).

4)      اعتبار هذا الملف (ملف المطرودين عموما و المضربين عن الطعام خصوصا) ملفا ذا أولوية لدى المكتب التنفيذي يجب أن يحظى بالدعم الكامل و السعي الجاد لحله في أقرب الآجال.

5)     تبني الإضراب القطاعي للتعليم الثانوي الذي أقره لقاء الجهات.

6)     الدعوة إلى هيئة إدارية وطنية للتعاطي مع القضية.  

 عن المناضلين النقابيين الحاضرين

قائمة الإمضاءات :                                             

 

 

الرقم

الإسم واللقب

الصفة و القطاع

1

نورالدين الورتتاني

كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

2

خليفة يحيى

كاتب عام النقابة الأساسية حمام الشط

3

حمادي  بن ميم

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمنزه

4

الحسين المبروكي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالرديف

5

نزار عمامي

الكاتب العام المساعد لجامعة البريد و الإتصالات

6

الطايع

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتونس

7

النفطي حولة

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمروج

8

وناس النجومي

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتونس

9

عبد الحميد الهمامي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحرارية

10

نعيم بوفايد

نقابي بقطاع التعليم الثانوي تونس

11

محمد الحمدي

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتونس

12

محمد بن عمار

نقابي بقطاع التعليم الثانوي تونس

13

عادل غزالة

كاتب عام نقابة الأساسية و مربي بوزارة الشؤون الإجتماعية

14

عبد الملك صهميم

طالب

15

جميل الحجري

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

16

عبد الوهاب الطوابي

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

17

فوزي البركاتي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بقعفور

18

سمير بوعزيز

نقابي /تعليم أساسي/تونس

19

أحمد المداني

نقابي /تعليم أساسي/تونس

20

ثامر الزغلامي

صحافي

21

محمود الشطي

عضو جامعة البريد و الإتصالات

22

مختار بن حفصة

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتونس

23

يوسف بوعلي

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

24

بشير الحامدي

نقابي /تعليم أساسي/تونس

25

رفيق النصيري

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

26

منذر العيادي

نقابي قاعدي

27

عبد القادر المهذبي

عضو النقابة العامة للضمان الإجتماعي

28

العيد الماجري

عضو النقابة العامة للضمان الإجتماعي

29

عبد الحميد المغربي

نقابي/تونس

30

العجمي المثلوثي

عضو النقابة الأساسية بالكرم

31

محمد الصالح قياس

عضو النقابة العامة للعدلية

32

محمد الطاهري

نقابي قاعدي

33

ماهر حنين

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

34

لمياء عقير

إطار بنكي

35

زهير نصري

نقابي بقطاع الصحة / تونس

36

منير السديري

نقابي /تعليم أساسي/تونس

37

خميس العرفاوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم العالي بجندوبة

38

الصادق القفصي

كاتب عام نقابة أساسية و عضة النقابة الجهوية للتعليم الثانوي…

39

محمد بلخير

نقابي

40

إبراهيم بن قبلي

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

41

الأزهر خطاط

نقابي /تعليم ثانوي/ زغوان

42

فرج إبراهيم

نقابي / تعليم ثانوي/ بئر مسارطة / زغوان

43

نبيهة البانتري

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببن عروس

44

محمد علي البوغديري

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببن عروس

45

عبد الوهاب خراف

نقابي /تعليم ثانوي/باجة

46

لطفي طرش

نقابة التعليم الأساسي بالقصرين

47

الشاذلي فارح

عضو النقابة الأساسية للإتحاد الدولي للبنوك و عضو الجامعة العامة للبنوك

48

مبروك المعشاوي

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

49

حفيظ حفيظ

عضو النقابة العامة للتعليم الأساسي

50

سليم غريس

عضو النقابة العامة للتعليم الأساسي

51

منيرة المولهي

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

52

خالد الجرابي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحرايرية

53

عبد الله قرام

نقابي من التبغ و الوقيد

54

عمر المسعودي

النقابة الأساسية للتعليم الأساسي

55

طارق الناصري

النقابة الأساسية ببوسالم

56

بشير المروكي

النقابة الأساسية للتعليم الثانوي

57

رشيد المقدمي

النقابة الأساسية للصحة بمستشفى الحبيب ثامر / تونس

58

محمد السهيلي

نقابي /تعليم أساسي/تونس

59

محمد ناجي الحيدري

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

60

طارق الناصري

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

61

سنان العزابي

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

62

حسن المدوري

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

63

الطيب بوعائشة

عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي

64

روضة الحمروني

عضوة النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بتونس

65

صالح الكنزاري

نقابي

66

ليلى الطبوبي

نقابي /تعليم أساسي/تونس

67

بلقاسم التليجاني

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

68

عمر المسعودي

نقابي /تعليم أساسي/تونس

69

صالح الحمزاوي

كاتب عام النقابة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي سابقا

70

مراد طلحاوي

نقابي /تعليم أساسي/تونس

71

زهير اللجمي

نقابي الأشغال العامة / صفاقس

72

الأمين الحامدي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسيدي حسين

73

الناصر بالحاج محمد

نقابي

74

سامي أبّا

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

75

عبد الله اللفات

نقابي /تعليم ثانوي/تونس

76

عبد الجليل العيدودي

عضو نقابة البريد بتونس

 

 

المصدر نشرية : » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 109 ليوم 27 ديسمبر 2007

 Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/

 http://groups.google.com/group/democratie_s_p/     

 


تقرير 2007- قانون مكافحة الإرهاب التونسي بين انتقادات المعارضة ومتطلبات أمن البلاد

 
من الجمعي قاسمي  

tnتونس / 28 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي:

لم تحجبالنجاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنيةالتي حققتها تونس خلالالعام 2007، الجدل المتصاعد حولواقع حقوق الإنسان والحريات العامة في البلاد في ضوء الاستخدام المتزايد لقانون مكافحة الإرهاب. وتتهم بعض أحزاب المعارضة ومنظمات حقوقية تونسية ودولية السلطات التونسية، باستغلال قانون مكافحة الإرهاب للحد من الحريات العامة والفردية، والضغط على منتقديها، من خلال توظيف القضاء فيمحاكمات تصفها بالسياسية. وتستدل المعارضة على اتهاماتها بإضرابات الجوع الاحتجاجية التي نفذها عدد من السياسيين والحقوقيين،وبتزايد عدد المحاكمات بموجب قانون الإرهاب،في حين تنفي السلطات التونسية بشدة مثل هذه الاتهامات،وتصفها بغير المسؤولة. ودأبت السلطات التونسية على القول أن القضاء في تونس مستقل،وأن الحريات وحماية حقوق الإنسان يضمنها دستور البلاد وقوانينها في النص وفي الممارسة،وأن كافة التحقيقات والمحاكمات التي تمت بموجب قانون مكافحة الإرهاب تقيدت دائما وبشكل تام بالمعايير والمقاييس الدولية لحقوق الإنسان. ولا تخفي هذه السلطات تأكيدها أن تطبيق قانون مكافحة الإرهاب أملته متطلبات سلامة البلاد وأمنها، التي لا يمكن التهاون فيها، منذ أن ضرب الإرهاب البلاد في مطلع العام الجاري مخلفا 14 قتيلا وعددا من الجرحى. ولكنها لا تردد في اتهام بعض المنظمات الحقوقية ، وخاصة الدولية منها بعدم النزاهة والموضوعية في تعاطيها مع الشأن التونسي،حيث كثيرا ما تنساق وراء معلومات خاطئة دون التحقق من صحتها ما جعلها تنزلق في أحيان كثيرة في مطب تلميع صورة الإرهابيين بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان. وتستشهد في هذا السياق بقضية الإرهابي عمر فاروق شلندر الذي اعتقلته السلطات الأمنية التونسية عام 2003 بموجب قانون الإرهاب،حيث شنت بعض المنظمات الحقوقية حملة لإطلاق سراحه وصفته فيها بأنه سجين رأي. بيد أن هذا الوصف سرعان ما تهاوى،حيث سارع شلندر بمجرد الإفراج عنه عام2006  إلى الانتقال إلى الصومال ليقاتلفي صفوف تنظيم القاعدة الذي كان يدعم المحاكم الإسلامية الصومالية،إلى أن لقي مصرعه في يناير/كانون الثاني من العام الجاري على الحدود الصومالية-الكينية أثناء محاولة عناصر القاعدة عبور الحدود. وكانت الحكومة التونسية أقرت في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول من العام 2003 قانون « مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال »،في سياق الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب التيتقودها الولايات المتحدة،وتم تفعيله خلال العام الجاريبشكل لافت. وتقدّر منظمات حقوقية تونسية بان عدد الذين اعتقلوا وحوكموا بموجب هذا  القانون هم اكثر من 600 شاب تتراوحأعمارهم ما بين 20 و35 عاما،حيث صدرت أحكام بالسجن ضدالبعض منهم تفاوتت بين 5 و30 عاما. وتكاد مختلف القوى ومكونات المجتمع المدني التونسي تجمععلى ضرورة تفعيل هذا القانون للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها اللذين يعدان من أبرز واهم العوامل المساعدة على استقطاب المزيد من الاستثمارات التي تبقى ضرورية للحفاظ على النمو الاقتصادي بما يؤدي إلى رفاهية المواطن. وفي هذا السياق،قال هشام الحاجي عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية،حزب معارض معترف به، ليونايتد برس انترناشونال »إن مكافحة الإرهاب والتّصدي لأشكاله تمثل ضرورة وأولوية بالنسبة لمجتمعنا ». واعتبر أن صدور قوانين تتصدى لآفة الإرهاب، وتجرم الذينيمارسونه، هو « أمر منطقي، ذلك لأن الممارسة الإرهابيةتبقى بعيدة كل البعد عن العمل السياسي، وعن سعي الشعوبلمقاومة الاستعمار مع ما يحيل إليه هذا السعي من حق فيالمقاومة ». وشاطره مراقبون هذا الرأي،معتبرين أن السلطات التونسيةمحقة في تفعيل هذا القانون، لاسيما بعد الاشتباكات المسلحة التي شهدتها تونس في مطلع العام 2007 ، وبعد إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية عن تحولها إلى فرع لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي،إلى جانب تزايد عدد التونسيين المرتبطين بتنظيم القاعدة خارج البلاد. وتشير التقارير الإستخباراتية إلى أن العديد التونسيين اعتقلوا خلال السنوات الماضية خارج تونس للاشتباه بضلوعهم في أعمال إرهابية متصلة في الغالب بتنظيم القاعدة،مثل نزار طرابلسي الذي يقبع حاليا في سجن ببلجيكا،وعفيف الماجري المسجون في مدينة زيوريخ السويسرية،والعديد من التونسيين المسجونين في إيطاليا وفرنسا للاشتباه بارتباطهم بتنظيم القاعدة. ويتزايد هذا العدد،ويتخذ منحى أكثر خطورة،حيث تشيرالتقارير نفسها إلى هناك الكثير من التونسيين ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة في العراق حاليا،كما أن أحداث مخيم نهر البارد في شمال لبنان،كشفت عن وجود عدد من التونسيين في صفوف جماعة « فتح الإسلام  » الذي تزعمه شاكر العبسي. ولم يمنع هذا الخطر الجدي الذي دفع السلطات التونسية إلى تفعيل قانون مكافحة الإرهاب،حيث قالت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي،(حزب معارض معترف به، ليونايتد برس انترناشونال إن قانون مكافحة الإرهاب التونسي « هو قانون غير ديمقراطي ويقنن انتفاء المواطنة و انتفاء أدنى مقومات الكرامة الإنسانية ». ولا تتردد في الدعوة إلى مقاومة هذا القانون، والنضال من أجل التراجع عنه في إطار خيارات مختلفة جوهريا قوامها إطلاق الحريات وتأمين المشاركة الواسعة في الحياة العامة والتعاطي الجدي مع ملف الشباب الشائك. ورأت الجريبي أن هذا القانون « فتح المجال واسعا أمام ممارسات غير عادلة ومتعارضة مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان،حيث انتصبت المحاكمات التي تفتقد لأدنى شروط احترام الكرامة الإنسانية،ولأدنى مقومات حقوق الإنسان وصدرت أحكام في غاية القسوة مخلفة بذلك مزيدا من الاحتقان ». وخالف هشام الحاجي هذا الرأي،مؤكدا ليونايتد برس انترناشونال أن الإرهاب « لا يلتقي البتة مع ممارسة الحريات أو النضال من أجل توسيع مجالاتها،ما يعني أهمية القانون لمكافحة آفة الإرهاب « . واتفق المحلل السياسي برهان بسيس مع هذا الطرح،حيث وصف ليونايتد برس انترناشونال، قانون مكافحة الإرهاب بانه « إطار تشريعي مهم للتعامل مع ظاهرة حقيقية وليست متخيّلة هي ظاهرة الإرهاب التي تهم كل دول العالم ومنها تونس ». واعترف بسيس بأن هذا القانون قد يكون في حاجة إلى تطويرات أكبر،ولكنه رأى أنه « بغض النظر عن الإحترازات التي قد توجه ضد هذا القانون أو ضد بعض التجاوزات التي قد تحصل في خضم معركة معقدة وخطيرة مثل المعركة ضد الإرهاب،فإن التصرف التونسي ظل في جوهره ملتزما بالإطار القانوني في هذه المواجهة ». ونفى في هذا السياق بشدة أن يكون قانون مكافحة الإرهاب أو تطبيقاته »هو عنوان للتضييق على الحريات،على اعتبار أن مواجهة التهديد الإرهابي ليست فسحة سياحية،وإنما تحتاج إلى موازنة دقيقة بين الصرامة الأمنية والالتزام القانوني وهذا ما تسعى تونس لإنجازه ». غير أن هذا النفي لم يقلل من حجم الانتقادات الموجهة لهذا القانون،إذ  خلصت دراسة صدرت أخيرا عن المجلس الوطني للحريات بتونس( منظمة حقوقية غير معترف بها) الى « أن السلطات التونسية فرضت بموجب هذا القانون رقابة شديدة على نشاط المنظمات الحرة والمعارضة السياسية والخطاب الإنتقادي ». وسجلت الدراسة التي جاءت تحت عنوان »العدالة الوقائية،أداة للتوظيف السياسي »،ما وصفته بجملة من » التجاوزات غير القانونية أثناء تطبيق هذا القانون »، ولكنها اعترفت بأن المشرع التونسي حدد بدقة الضمانات التي يتمتع بها المواطن في كل حالات المساءلة القانونية كما يضبط واجبات الضابطة العدلية وشروط التوقيف والاحتجاز والتفتيش والإيداع بالسجن ». وبين انتقادات المعارضة والمنظمات الحقوقية،واشتراطات ضمان الأمن والاستقرار في البلاد،لا يبدو أن الجدل حول القانون التونسي لمكافحة الإرهاب سيتوقف قريبا،طالما بقي خطر الإرهاب قائما.


تقرير2007-البطالة وارتفاع أسعار النفط ملفان شائكان يؤرقان الحكومة التونسية

 
من الجمعي قاسمي  

tnتونس / 28 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي:

لا تخفي السلطات التونسية خشيتها من الارتفاع المتزايد لأسعار النفط والمواد الأساسية في الأسواق العالمية لجهة انعكاساتها السلبية على الاقتصاد الوطني والتوازنات المالية.. وتنظر السلطات إلى هذا الملف الشائك بكثير من التّخوف،بحكم ارتباطه الوثيق بملف آخر لا يقل عنه تعقيدا،ألا وهو ملف البطالة الذي يؤرقها منذ فترة ،وذلك رغم النمو الملحوظ الذي سجله الاقتصاد التونسي طيلة السنوات الماضية،وما رافقه من تطور شمل مختلف مجالات الإنتاج. وكان صندوق النقد العربي ذكر في وقت سابق أن معدل النمو الاقتصادي في تونس ارتفع خلال العام الجاري إلى 6.2 % مقابل 5.5 % في العام الذي سبقه ،وعزا ذلك إلى تطور أداء قطاعات الصناعات التحويلية بنسبة27.1%.،والطاقة بنسبة 27.1%.. ورغم هذا النمو،تعترف تونس بأن اقتصادها مازال بحاجة إلى المزيد من الدعم لمواجهة البطالة التي تؤرقها بالنظر إلى تداعياتها الاجتماعية،وكذلك أيضا الأمنية بالنظر إلى تأثيراتها على المناخ الاستثماري. ووصف محللون اقتصاديون الخشية التي عبّرت عنها تونس بالمشروعة،نظراً إلى محدودية مواردها النفطية،وارتكاز اقتصادها على عدد من القطاعات مثل الزراعة وصناعة الغزل والنسيج وبعض الصناعات التحويلية،إلى جانب السياحةوالخدمات.. وشهدت أسعار النفط في الأسواق العالمية ارتفاعا قياسيا ترافق مع تطور أسعار المواد الأساسية،خاصة الحبوب التي، تستورد تونس كميات كبيرة منها لتغطية احتياجاتها الاستهلاكية. وكان لهذا الارتفاع غير المسبوق انعكاسات سلبية على الاقتصاد التونسي،وطرح تحديات عديدة على الموازنة العامة للدولة،ذلك أن كمية المحروقات التي تنتجها تونس لا تكفي لسد حاجيات اقتصادها. ورأى وزير المالية التونسي أن بقاء سعر البرميل في المستويات الحالية أي بزيادة 15 دولارا مقارنة مع سعر البرميل الذي تم اعتماده في موازنة عام 2006 « سيجعل من الدعم الذي تتحمله موازنة الدولة يصل إلى أكثر من 1500مليون دولار، أي ما يعادل ثلاثة أرباع ميزانية التنمية ». ولا تقف التحديات التي تواجه الاقتصاد التونسي عند هذا الحد،وإنما ساهم الارتفاع الجنوني للمواد الأساسية في تعقيد الوضع،حيث تضاعفت قيمة الواردات الغذائية التونسية خلال السنوات الأخيرة لتبلغ خلال الأشهر العشر الأولى من العام الجاري نحو 1201.21 مليون دولار.. وترافق ذلك مع تفاقم العجز التجاري في ميزان المواد الغذائية ليصل إلى 151.70مليون دولار،وارتفاع مستوى الدعم إلى 467.47مليون دولار،أي نحو 1.3% من إجمالي الناتج المحلي الخام. ويقول الخبراء الاقتصاديون إن هذه التطورات تضع الحكومة التونسية أمام العديد من التحديات لجهة الحفاظ على التوازنات المالية والقدرة الشرائية للمواطن،من خلال الإبقاء على دور الصندوق العام للدعم،حيث ينتظر أن تتجاوز نفقات هذا الصندوق خلال العام 2008 ما قيمته 879.16 مليون دولار،أي أكثر من ثلاثة أضعاف الاعتماداتالمخصصة سنويا لهذا الصندوق.. ويأخذ التحدي منحى آخر،حين يتعلق الأمر بمسألة البطالة التي تبقى دون شك من أخطر التحديات التي تعمل الحكومة التونسية على مواجهتها لإدراكها بأن القضاء عليها من شأنه ترسيخ الأمن والاستقرار اللذين من شأنهما التشجيع على استقطاب المزيد من الاستثمارات. وبدا واضحا أن السلطات التونسية تولي هذه المسألة الكثير من الاهتمام ،ولا تدخر جهدا لامتصاص تداعياتها السلبية،حيث ما فتئ الرئيس زين العابدين بن علي يؤكد أن »الشغل هو أولويتي »،ما يعني أن هذا الملف سيكون  خلال العام 2008 أولوية وطنية. وربط رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي معالجة هذا الملف بتسريع نسق النمو الاقتصادي، واستقطاب المزيد من الاستثمارات،قائلاً إن بلاده تهدف إلى »تسريع النمو الاقتصادي إلى 6.1% خلال الأعوام الخمسة القادمة من أجل خفض نسبة البطالة ». واعتبر خلال مناقشة الموازنة العامة للعام 2008 أن تحقيق نسبة النمو الاقتصادي المستهدفة « ستساعد الحكومة في مواجهة 94% من الطلب على الوظائف، واستيعاب عدد أكبر من الخريجين في سوق العمل ». ووصلت نسبة البطالة في تونس، حسب بيانات صندوق النقد الدولي، إلى 14.3%  عام 2006،فيما يؤكد رئيس الوزراء التونسي أن حكومته تخطط لخفض هذه النسبة إلى 13.4% عام 2011، من خلال توفير 88 ألف فرصة عمل سنويا.. وتقدر نسبة العاطلين عن العمل في تونس دون سن الثلاثين عاما، بنحو 50% ، في حين أن خريجي التعليم العالي والمدارس الثانوية ومؤسسات التعليم المهني الذين يمثلون 41% من السكان الناشطين ترتفع حصتهم من التشغيل إلى 71%، فيما تقل حصتهم من البطالة بنسبة 42%. ورأى مراقبون أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة بالنسبة إلى تونس في هذا المجال بالنظر إلى تزايد الطلبات على سوق العمل ارتباطا بارتفاع أعداد خريجي الجامعات ومراكز التعليم المهني ،وأمام السعي لتشغيل أصحاب الاحتياجات من 4أبناء العائلات المعوزة والمحدودة الدخل. وتعترف السلطات التونسية بهذا التحدي، لكنها تشير إلى أنها تمكنت خلال العام 2007 من رفع فرص العمل إلى 80 ألف فرصة جديدة في القطاعات غير الزراعية ما ساهم في تقليص نسبة البطالة ولو بشكل محدود. وتتوقع في هذا السياق أن يشهد العام المقبل وطيلة فترة مخطط التنمية (2007-2011) تواصل ارتفاع طلبات العمل الإضافية ليتجاوز عددها 88 ألف طلب عمل سنويا. ولكنها لا تخفي أملها في استقطاب المزيد الاستثمارات لمواجهة هذا التحدي،حيث أشار رئيس الوزراء التونسي إلى أن حكومته تسعى لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى أكثر من 6 مليارات دولار مقابل 4.2 مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية. واستطاعت الاستثمارات الأجنبية التي استقطبتها تونس،توفير نحو 260 ألف فرصة عمل خلال السنوات العشر الماضية، 80% منها في القطاعات التي تستوعب أعدادا كبيرة من الأيدي العاملة مثل صناعة النسيج والأغذية. وتعوّل السلطات التونسية على عدد من المشاريع الكبرى على مستوى البنى التحتية التي ستنفذ قريبا باستثمارات أجنبية لامتصاص البطالة،وخاصة وأن هذه المشاريع بحاجة إلى اليد العاملة أثناء التنفيذ والإنجاز أو أثناء دخولها حيز الإنتاج،ما يعني توفير الكثير من فرص العمل. ويبرز في هذا السياق المشروع العقاري الضخم الذي تعتزم شركة « سما دبي »  تنفيذه في تونس باستثمارات تقدر بنحو 14 مليار دولار،حيث يتوقع أم يوفر  نحو 90 ألف فرصة عمل على مدى 10 سنوات،إلى جانب تمكين الاقتصاد التونسي من ربح 0.34 نقطة من النمو سنويا لغاية عام 2011. وقال وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي محمد النوري الجويني إن هذا  المشروع الذي يوصف في تونس بمشروع « القرن »، سيساهم أيضا في تقليص نسبة  لجوء تونس إلى  الديون الخارجية التي تقدر خلال العام2008  في حدود42.4%  من إجمالي الناتج المحلي الخام. كما كشف سليم التلاتلي رئيس اللجنة التونسية العليا للمشاريع الكبرى أن بلاده تخطط لتنفيذ مجموعة من المشاريع الكبرى خلال الـ15سنة المقبلة بقيمة تتجاوز 50 مليار دولار،وذلك » ضمن خطة إستراتيجية تهدف إلى جعل تونس قطبا إقليميا للخدمات والتجارة ». ويتضح من ذلك،أن السلطات التونسية تعي حجم التحديات التي تواجهها،وتعمل على مواجهتها،من خلال المحافظة على ترسيخ مناخ استثماري جيد،لمعالجة هذه الملفات الشائكة التي قد تعيق استمرار نسق نمو اقتصادها الذي حقق نجاحات كثيرة باعتراف العديد من المؤسسات والهيئات الاقتصادية والمالية العالمية.


تونس تدين بشدة اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بوتو

 
Thu Dec 27, 2007 7:14pm GMT تونس (رويترز) – ادانت تونس بشدة يوم الخميس اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو واصفة اغتيالها بأنه عمل اجرامي شنيع. ولقيت بوتو حتفها في هجوم بالرصاص وقنبلة بعد تجمع انتخابي عقدته في مدينة روالبندي. وقال مسؤول بالحزب ان بوتو (54 عاما) توفيت بالمستشفى. وقالت الشرطة ان انتحاريا اطلق الرصاص على بوتو وهي تغادر مكان التجمع الانتخابي في احدى الحدائق قبل ان يفجر نفسه. وقال بيان اصدرته الخارجية التونسية « تلقت تونس ببالغ الاسف والاستياء نبأ اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بباكستان بنظير بوتو. » واضاف البيان ان « تونس تدين هذا العمل الاجرامي الشنيع… وتؤكد مجددا رفضها للارهاب بجميع اشكاله. »

الموسم الثقافي بتونس 2007: الرقابة والمسرح يتصدران الأحداث الثقافية

 

tnتونس – إيهاب الشاوش

ربما الصدفة وحدها هي التي حكمت على الموسم الثقافي في تونس لسنة 2007 أن ينطلق بجدل واسع حول الرقابة، وينتهي بقرار إلغاء الرقابة الإدارية على الكتب والمنشورات والإعمال الفنية.. وربما الصدفة وحدها هي التي جعلت من خشبة المسرح «مسرحاً» لأهم الأحداث الثقافية بتونس، بدءا من منع مسرحية «خمسون» من العرض وانتهاء بالدورة 13 لأيام قرطاج المسرحية التي أسالت الكثير من الحبر. الموسم الثقافي إذن، انطلق من خشبة الفن الرابع، وبالضبط من الخصومة الحامية بين المسرحي الفاضل الجعايبي و «لجنة التوجيه المسرحي» بوزارة الثقافة التونسية التي طالبت بحذف فقرات ومشاهد من مسرحية «خمسون» وهو ما رفضه الجعايبي. ثم تعمقت الأزمة بين الطرفين، وعاشت الصحف التونسية لعدة أشهر على نغمات الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة والاتهامات المتبادلة بين الطرفين التي نشرت غسيلها الصحف التونسية والأجنبية. فيما استغلت بعض المنظمات والأحزاب المعارضة «قضية خمسون» لتجعل منها حصان طروادة في اتهام السلطة بممارسة الرقابة وقمع حرية التعبير. وفي خطوة اعتبرها البعض تراجعا من وزارة الثقافة فقد سمح للمسرحية بالعرض في مطلع السنة المقبلة دون رقابة أو حذف، فيما ذهب آخرون إلى اعتبار ذلك انتصارا لحرية الإبداع التونسي، الذي نجح أخيرا في عرض المسرحية في وطنها بعد أن كان مسرح «الوديون» بفرنسا هو أول حاضن للعمل في يونيو 2006. مسرحيا أيضا، كانت الدورة 13 من أيام قرطاج المسرحية محظوظة بضيف استثنائي هو الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي خصص له المهرجان أمسية شعرية ألقى خلالها قصيدته «جدارية» أمام جمهور غفير من محبي الشعر وعشاق المسرح، كما تسلم درويش خلال هذه الدورة «جائزة 7 نوفمبر للإبداع» وهي أعلى جائزة ثقافية في تونس، أما عصفور المسرح الذي غرد خارج سرب المهرجان فكان -بلا منازع- المسرحي التونسي المنصف السويسي الذي استبق المهرجان بقصف اتهامي مركّز طال به مدير الدورة محمد إدريس، ليتواصل مسلسل الاتهامات خلال وبعد المهرجان، معلنا عن سقوط حر لـ «أيام قرطاج المسرحية» بعد أن انتزع منها إدريس كل خصوصياتها وجعلها وعاء خاويا على حد تعبير السويسي الذي دق أكثر من مرة ناقوس الخطر لمستقبل هذه التظاهرة في تونس، خاصة بعد أن أعلن الكثير من النقاد عن فشل التظاهرة، وكتبوا يقولون إن محمود درويش أنقذ ماء وجه المهرجان!. وإذا كانت السياسة فن الممكن، فقد كان «الممكن» في هذه السنة كثيرا جدا حيث أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمناسبة الذكرى العشرين لوصوله إلى سدة الحكم في 7 نوفمبر 2007، عن إنشاء مجلس أعلى للثقافة يسهم في بلورة الأفكار والتصورات التي تساعد على تطوير حقول الثقافة والفن والإبداع. هذا المنجز، الذي بدأت عديد الشخصيات الثقافية، حسب ما علمنا من محيط وزارة الثقافة، تسعى لاحتلال موقع فيه، كان مطلبا أساسيا لا للمثقفين فحسب بل للفيف عريض من رجال السياسة سواء في الحزب الحاكم أو في المعارضة، إذ إن السنوات الماضية قد كرست قناعة عامة بأن القطاع بحاجة إلى هيئة تشرف عليه، وتضخ دماء جديدة في شرايينه التي بدأ التكلس يصيبها. إجراء آخر أثلج صدور العديد من الكتاب والناشرين، فيما شكك آخرون في جدواه في انتظار إنزاله على أرض الواقع، على حد قولهم، والمتمثل بإلغاء الرقابة الإدارية على الكتب والمنشورات والأعمال الفنية لدى الإيداع القانوني، وإحالة الرقابة وإصدار قرارات المنع من النشر على هيئة القضاء حصرا، ما يعني أن شبح «رقيب» وزارة الداخلية لن يخيم على المبدعين أو يعطل إصدار الكتب مجددا. سنة 2007، كانت أيضا انتصارا متواصلا لأسلوب جديد من الكتابات الأدبية في تونس، ذلك الذي حمل اسم «الأدب العجائبي» ومثلته رواية «المشرط» لكمال الرياحي ثم «محاكمة كلب» لعبد الجبار العش وتلتهما خلال السنة نفسها عدة مجموعات قصصية تنزع نفس النزعة كـ «لمسات موحشة»، لبوراي عجينة. غير هذا، كانت المكتبة العربية على موعد متجدد مع منشورات تونسية تطرق أبواب النقد الأدبي والقصة والرواية والتاريخ، وقد فازت «الدار العربية للكتاب» بنصيب الأسد فيها ككتاب «ظواهر أدبية ومقاربات نقدية» للأستاذ بو زيان السعدي والذي شرح خلاله عدة قضايا وشخصيات أدبية عربية بأسلوب جديد مثلما كتب عن «طه حسين في بيته» و «مع العقاد وسيرته الذاتية»، أما الناقد محمود طرشونة فأصدر كتابا بعنوان «ألسنة السرد» يشرح فيه مسالك السرد وطرقه المتنوعة بالاعتماد على تحليل عدد من الروايات والقصص منها «السد» لمحمود المسعدي، و «نسور وضفادع» للطاهر قيقة كما طرح عدة مسائل نظرية مثل «الرواية العربية بين سلطة المرجع وسلطة التلقيtn.

 

 (المصدر: صحيفة  » العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2007) http://alarab.televisual.co.uk/article.tvt?_scope=AlArab/Website/Website/Features&id=17077

 


 

رحم الله امنا صالحة! أكبر لاجئة سياسية في تاريخ تونس!!!

 
خالتي صالحة ركاز.. والدة الصديقة الغالية والاخت الحبيبة منجية بن سالم , التقيتها اول مرة عند زيارتي لباريس في صائفة 2005. صورة يصعب ان تمحى من الذاكرة.. حالة فريدة من نوعها وعجيبة من عجائب سلطة11 \7. اكبر لاجئة سياسية في تاريخ تونس الحديث (94 عاما). لم يختلف دخولها الى باريس في تفاصيله عن دخول بقية اللاجئين اليها . احتضنتها وانا التقيها اول مرة فسرت قشعريرة باردة في جسدي كله وبكيت كما لم ابك من قبل ..امراة متقدمة جدا في السن بجسم نحيل عليل  ليس لها باع في السياسة  كما لا ناقة لها في المعارضة ولا جمل .. مفارقة يصعب  فهمها على من  قصر نظره في تونس على جنة السائحين وكفى نفسه عناء النظر في سجل حقوق الانسان الحافل بالانجازات ..هاجرت ابنتها الوحيدة منجية  كما هجر الالاف من التونسيين قسرا وقهرا فوجدت امنا صالحة نفسها وحيدة بلا معين ولا جليس فلا من يغطيها اذا شعرت بالبرد ولا من يناولها شربة ماء وهي التي تقدم بها العمر اذا عطشت .. وركبت امنا صالحة البحر  والتام الشمل مع البنت في باريس  ولكن صعب على الام استبدال الوطن بوطن جديد ..داعبها الشوق قبل ان يستبد بها  وبات حديث الوطن خبزها  اليومي . الوطن ولا شيء غيرالوطن . ولو بدا حزينا . ولو بدا ماسورا ..استبد بها الشوق الى تراب اقتلعت من جذوره وهي تشكو الظلم والجور .تركت بيتها  وودعت الوطن والذكريات..قالت لي والدمع في مقلتيها: « يا بنيتي زعمة نرجع لتونس ! لو كان نمشي للحمام في تونس توة تتسرح عظامي !! »  اجبت في همس : » انشاء الله ». التقيتها ثانية في ربيع 2006 فاذا بالشوق الى الوطن تفيض به همساتها وسكناتها ..صمتها وكلماتها..مشاعرها وحركاتها..بسماتها ودمعاتها . جددت السؤال فاحترت بم اجيبها..المسكينة مشكلتها اكبر من وثيقة سفر لم تتوفر ..لمن ستعود وقرة العين وحبة القلب التي ترعاها حبيسة المنفى . اتعود الى ملائكة الرحمة في اجنحة الداخلية للاستجواب عن حركاتها وهمساتها وسكناتها ومن التقت وعايشت- وهي اللاجئة اصلا- في المنفى ؟! اتعود الى من دأبوا  على التنكيل بذوي  القربى  ايما تنكيل ؟ ايقوى جسدها المنهك العليل على لملمة الانفاس اذا حبس الانفاس حراس البلاد؟! وجاءت لحظة الوداع الاخير..هاجرت خالتي صالحة الى ربها راضية مرضية وتركت معنا الشوق والدموع والحنين الى الوطن . غدا السبت يعود جثمان امنا صالحة ليوارى الثرى في وطن لم ترض يوما بباريس عنه بديلا. واقل ما يفعله المناضلون في موقف كهذا هو استقبالها وحملها على الاعناق تقديرا لبلائها . اوليست امنا جميعا؟! اليوم مشى انصار بينظير بوتو بجثمانها اميالا قبل ان يوارى . نكصوا الأعلام واعلنوا الحداد فهل  يوارى الثرى غدا جثمان اكبر لاجئة سياسية في تاريخ تونس الحديث على استحياء؟!   منجية  العبيدي لندن  

بسم الله الرحمان الرحيم

حصـــاد الأسبـــوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري

 
الأربعاء 26 ديسمبر 2007 1) علمــت: 1- للمرة الثانية يتعهد مدير سجن المرناقية بتسوية المطالب التي تقدم بها الأستاذ صادق شورو و أضرب عن الطعام من أجلها احتجاجا و مطالبة.. كان هذا يوم الثلاثاء الماضي… و قد علق الأستاذ إضرابه على أمل أن تسوى المسائل المتعلقة بالسجن في أسرع وقت على أن تحال الملفات الأخرى على من ترجع إليهم بالنظر… و كان الأستاذ الصادق شورو رئيس حركة النهضة قد دخل في إضراب عن الطعام منذ يوم 3 ديسمبر 2007 احتجاجا على ممارسات إدارية داخل السجن، و مطالبة بتمكين زوجته من جواز سفرها و تنفيذ الحكم الإداري الصادر في صالح شقيقه و القاضي بإرجاعه إلى سلك التدريس بالجامعة التونسية… 2- الطالب الدستوري الذي وقع تعنيفه أخيرا و تجشم السيد وزير التعليم العالي مشقة عيادته للاطمئنان على صحته، يدرس بكلية الآداب 9 أفريل، شعبة الفلسفة، سنة ثانية، لكن الاعتداء عليه تم بكلية الحقوق، فما الذي أوصله إلى هناك؟ و كيف دخل الكلية؟ و أين كان الأمن الجامعي؟؟ سؤالات عدة لم ير السيد الوزير أنها تحتاج إلى إجابة… علما بأن هذا الاعتداء تم أثناء انتخابات المجالس العلمية… 3- الأخ الفاضل أحمد بوعزيزي حفظه الله و رعاه كان قد كتب مذكراته في السجون التونسية لكن وقع حجز هذه المذكرات، وهو سلوك دأبت عليه إدارة السجون، إذ تعمد إلى حجز كل يخطه سجين الرأي (صبغة خاصة)، بل حجزت الرسائل العائلية الخاصة… ألا يقتضي الواجب الأخلاقي و الإنساني و الإداري (كذلك) إرجاع هذه المذكرات إلى صاحبها ؟؟ و لم لا تتبنى بعض المنظمات هذا المطلب فتمكن الأخ البوعزيزي من استرجاع ما كتب؟؟؟ إذ أنها صورة صادقة للمعاناة التي عاشها أخونا و رفاقه… معاناة مختلفة الأوجه و لا شك…..
 2) تـدبرت: « من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب » . ابن الجوزي 3) سمعت: تمت الزيارة التي تحدثنا عنها في العدد الماضي، خاب ظن البعض، كانوا ينتظرون زيارة لبعض المشاريع الجارية، لكنها اقتصرت رسميا على المطار.. و إن امتدت أياما أخرى بصفة خاصة… 4) رأيــت: كما تعودت من قديم الزمان… جندت الشعب الدستورية نفسها لهذا الحدث ( في غياب الأحداث الهامة تصبح الأحداث الروتينية جديرة بالاهتمام) لتحشد ما تستطيع من أبناء البلدة و كهولها ليشغلوا المساحات المخصصة لها في الاستقبال الرسمي… و سخرت « الجهوية للنقل بمدنين » أسطولها في نقل من حشرتهم الشعب رغبة و رهبة… و الويل كل الويل لمن كان له عمل أو مصلحة أو شأن من شؤونه الخاصة في جزيرة جربة من المعارضين و المناوئين، فجزيرة جربة في مثل هذه المناسبات تصبح مثل لامبادوزا… و المعارض المسكين يصبح مثل  » الحارق »… و لبلادنا في الفنون شؤون… 5) قــرأت: سلاح المقاومة الفتاك .. قلق الأمن القومي الأمريكي 1/2 كتب وترجمة شيماء نعمان* 17/12/2007 كجزء من سلسلة من الأبحاث تتناول بالتحليل السباق التقني بين المؤسسات الأمنية والمنظمات « المقاومة »، أعدت مؤسسة راند البحثية الأمريكية دراسة حديثة تحت عنوان: « سرقة السيف … تقويض الاستخدام الإرهابي للأسلحة التقليدية المتقدمة »، تحت رعاية وزارة الأمن الداخلي الأمريكية. ويركز تقرير راند على فهم كيفية اختيار الجماعات « المقاومة » للخيارات التقنية، وبناءً عليه كيف يمكن للولايات المتحدة تثبيط تلك الخيارات من الأسلحة التقليدية المتقدمة. وقد شارك في إعداد الدراسة عدد من الباحثين وهم: « جيمس بونومو »، و »جياكومو بيرجامو »، و »ديفيد آر. فريلنجر »، و »جون جوردون »، و »بريان إيه. جاكسون ». ونعرض في السطور القادمة ملخص للتقرير تناول أهم النقاط التي وردت به: يدرس هذا الكتاب بعناية أحد مظاهر المنافسة التقنية العامة بين الجماعات « المقاومة » والمؤسسات الأمنية،إنه التوازن بين الاستخدام المحتمل للأسلحة التقليدية المتقدمة من جانب « الإرهابيين » وردود الأفعال الممكنة لعرقلتهم والتصدي لهم. واستخدامنا لمصطلح (الأسلحة التقليدية المتقدمة) استخدام شامل وعام ويُقصد به: أي سلاح تقليدي جديد أو غير معتاد تم تطويره لصالح قوات الجيش الاعتيادية. ومثل تلك الأسلحة تبدو بداهة أنها قد تُمثل تهديدًا بارزًا في أيدي « الإرهابيين ». وبلا ريب فإن جميع الأسلحة قد صممت لإلحاق نوع من الضرر، غير أن السمات التصميمية الحديثة ربما تخول إمكانية حدوث هجمات « إرهابية » حديثة أو على الأقل غير مألوفة. في الوقت نفسه، فإن القيود المعتادة بالنسبة للأسلحة المقدمة إلى الجيوش تتضمن إمكانية تطبيق العديد من الضوابط المختلفة، ومع ذلك فإنها أقل صرامة من تلك المفروضة على الأسلحة النووية، والكيميائية، والبيولوجية. وبناءً على ذلك، فإن المنافسة التي تتضمن الأسلحة التقليدية المتقدمة تبدو معقدة وذات أهمية ضمنية. وقد نجح أحد أمثلة هذا التنافس في استقطاب اهتمامًا واسعًا، وهو التوازن بين الاستخدام « الإرهابي » لأنظمة الدفاع الجوي المحمولة بواسطة الأشخاص MANPADS وردود أفعال الولايات المتحدة. وكانت هجمات مومباسا في كينيا في نوفمبر عام 2002 التي استهدفت طائرة « إسرائيلية، قد بينت أن « الإرهابيين » لديهم القدرة على امتلاك واستخدام ذلك النوع من الأسلحة المتقدمة. في مقابل ذلك، أجرت الولايات المتحدة مفاوضات بشأن اتفاقية متعددة الجنسيات تدعو إلى فرض ضوابط استخدام تقنية وإجرائية على الحديث من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة بواسطة الأشخاص من خلال توسيع نطاق « ترتيب فاسينار »- حول مراقبة تصدير الأسلحة التقليدية ومنتجات وتقنيات الاستخدام الثنائي (2003)-. وبدأت الولايات المتحدة كذلك برنامجًا تجريبيًا في إطار وزارة الأمن الداخلي من أجل إيضاح الإجراءات التقنية المضادة الملائمة لحماية الطائرات التجارية من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة بواسطة الأشخاص. غير أن MANPADS ليست إلا واحدة في قائمة طويلة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي ربما تكون ذات جاذبية لـ »الإرهابيين ». وتبحث هذه الدراسة في مجموعة أخرى من الأسلحة سواءً التي لا تزال تحت التطوير أو تلك المتوفرة بصورة فعلية ولكنها لا تستخدم نسبيًا من قبل « الإرهابيين ». وتحدد الدراسة تلك الأسلحة التي تتطلب اهتمامًا أكبر من جانب صناع القرار بوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، كما تبرز عددًا من التدابير التي يمكن أن تحد من استخدام « الإرهابيين » لتلك الأسلحة. أهم الأسلحة المثيرة للقلق: حدد هذا المشروع خمسة أنواع من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يمكن لها ـ في حالة غياب تدابير مثبطة ـ أن تمد « الإرهابيين » بقدرة نوعية جديدة ومختلفة. ويهدد كل نوع من تلك الأسلحة بصورة ما بتغيير طبيعة الهجمات « المقاومة »: • بنادق القنص والمعدات المرتبطة بها. • أسلحة على مستوى الفرقة مطورة ومن أنواع متعددة. • صواريخ بعيدة المدى مضادة للدبابات. • ألغام ملتصقة كبيرة الحجم. • أنظمة إطلاق النار الدقيقة غير المباشرة. إن بنادق القنص وخصوصًا معدات الدعم الإلكتروني الخاصة بها يمكن أن تمنح للرامي غير المحترف نسبيًا فرصة معقولة لاغتيال شخص ما من مدى بعيد يصل إلى 2 كم، يمكن أن يكون خارجًا تمامًا عن نطاق المنطقة التي تعتبرها قوة الأمن التي تقوم بحراسة أحد المسئولين تمثل تهديدًا. أما الأسلحة المطورة على مستوى الفرقة يمكن أن تزود قوة الهجوم « الإرهابي » بمجموعة متنوعة من القابليات الجديدة بداية من إطلاق النار الفردي غير المباشر إلى القدرة على إزالة نقطة فعالة بواسطة سلاح قصير المدى مضاد للدبابات. ومن الممكن استخدام الذخيرة الخارقة للدروع في العديد من البنادق، كما يمكن لها بسهولة اختراق دروع الحماية التقليدية. والأسلحة بعيدة المدى المضادة للدبابات تستطيع أن تدمر آلية وتقتل طاقمها على بعد أكثر من 2 كم. ونفس تلك الأسلحة يمكنها أيضًا تدمير مبنى صغير أو منصة تحدث. كما أن الأشكال المتقدمة من تلك الأسلحة تُخفض بدرجة كبيرة المتطلبات الملقاة على عاتق مستخدمها، الأمر الذي يجعل تلك الأسلحة تتمتع بجاذبية كبيرة بالنسبة لـ »الإرهابيين ». إن الألغام الملتصقة كبيرة الحجم التي يمكن تثبيتها في جسم إحدى السفن لديها القدرة على إغراق كبرى السفن العابرة للمحيطات. وحتى في حالة الحجم الأصغر، فإن الألغام الملتصقة الأكثر شيوعًا يمكنها أن تُغرق السفن الصغيرة؛ وفي الحقيقة، فإنه إذا ما تم وضع عدة ألغام صغيرة على نحو دقيق، فإنها كذلك يمكنها إغراق سفن ضخمة الحجم. وبوجه خاص فإن السفن السياحية وسفن العبور ستكون هي الأكثر تعرضًا لمثل تلك الوحدات، مُعرضة بذلك حياة ركابها الكثيرين للخطر. ومثل تلك الألغام الخارجية لن تُكتشف بالطبع من خلال التفتيش المعتاد للسفن والركاب. وأخيرًا، أنظمة إطلاق النار الدقيقة غير المباشرة- وبشكل أساسي مدافع الهاون المتقدمة- يمكنها تخويل مدى واسع من الهجمات « المقاومة » الجديدة: على التجمعات المزدحمة في الأماكن المفتوحة؛ على الأهداف المادية الهامة، مثل المصافي والطائرات، وأيضًا على مسئولين أو غير ذلك من الأشخاص الذين يظهرون في الأماكن المعروفة وخاصة المفتوحة منها كالمؤتمرات الصحفية. وفي جميع تلك الحالات الخمس، فإن الأنظمة الحديثة يمكنها أن تُتيح للمهاجمين مفاجأة قوات الأمن. حيث يمكن أن تأتي الهجمات من منطقة أبعد ما تكون عن محيط السيطرة الأمنية، أو يمكن أن تُخول « الإرهابيين » احتمالية عالية للهرب، أو قد تتطلب فقط هجومًا فرديًا صغيرًا ليصبح فعالاً. * دراسة حديثة لمؤسسة راند البحثية الأمريكية، وهي مؤسسة غير ربحية تقدم تحليلات وحلول فعالة فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها القطاعات العامة والخاصة حول العالم. * مفكرة الإسلام. 6) نقلــت: دور وسائل الإعلام و الرقابة تيري مايسن: صحفي باحث مقتدر و ينبذ بحقارة عندما تقرأ مايسن أو عندما يسعفك الحظ بملاقاته و الحديث معه تنبهر كل مرة بطاقاته التحليلية و جديته و وضوح تفكيره كما يجذبك تواضعه و طيبته.. 10 ديسمبر 2007 الموضوع: الحرب الشاملة على « الإرهاب » حرية التعبير و دور وسائل الإعلام في تكييف الرأي العام و لا نفهم كيف أن في دولة كبرى مثل فرنسا، اتفقت و سائل الإعلام اليمينية و اليسارية على السواء على نبذه و على هامش المجتمع منذ صدور كتابه  » L’éffroyable Imposture « رغم تحقيقه نجاحا في المكتبات هو جدير به.. نعم ندرك جيدا لماذا يعتبر الرئيس بوش أن كاتب  » L’éffroyable Imposture  » شخص مطلوب التخلص منه و قد يكون طلب من السيد ساركوزي تسجيل اسم مايسن في قائمة « الإرهابيين »، و مع ذلك نجد صعوبة في تفهم لماذا تخلت اليوميتان  » لوموند » و « ليبيراسيون » عنه بل لماذا فعل كذلك اليسار و المواقع الطامحة إلى عالم بديل من أجل عزله و إسكاته.. كما نجد صعوبة في تفهم عدم وجود أي شخص قد انبرى للدفاع عنه، رغم أنه كتب الكتاب الذي يجب أن يكتب و الذي طرح فيه الأسئلة التي كان على كل عاقل أن يطرحها حول ما وقع في 11 سبتمبر 2001 و الآفاق المرعبة التي تفتحها هذه الأسئلة… إن المراقبون الذين يطردون هذا أو ذاك من المحررين في صحيفة ما أو موقع ما بدافع حسابات نعرفهم جميعا. و يكفي أن نلاحظ قائمة الكتاب الذين تنشر لهم كل صحيفة تقليدية أو بديلة لنعلم من المطرودين من الجدال لأسباب إيديولوجية… إن القراء ليسوا سذجا.. أنهم يعرفون الأصوات المنشقة و النزيهة التي لم تستعبدهم الحقائق الرسمية و أين يبحثون عنهم.. أم بالنسبة الذين لا يعرفون بعد فأن توفرت الفرصة للاستماع إلى مايسن أو قراءة مقالاته فإنهم سيفهمون هم كذلك لماذا يعتبر الأشخاص الذين يكشفون الرهانات الحقيقية و الأخطار الحقيقية التي تهدد مجتمعاتنا، لماذا يعتبر هؤلاء الأشخاص خطرا على الكبار و على الصغار في الساحة، و لماذا يسعون إلى تكميم أفواههم… 7) دعـاء: « اللهم اغننا بحلالك عن حرامك و بفضلك عمن سواك »
 عبدالله الــــــزواري Abzouari@hotmail.com (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 25 ديسمبر 2007)


ما الذي يمنعنا من « الاقتداء » بالصهاينة؟

 
الصور الواردة على شاشات التلفزيون تظهر علاقات حميمة بين المفاوضين الفلسطينيين وعلى رأسهم رئيس السلطة عبّاس وبين « نظرائهم » الصهاينة الثابتين على مبادئهم القائلة بمحاربة ما يسمّى لدى سكّان العالم « المتحضّر » بالإرهابيين. وقد أفلح الصهاينة – في ما أزعم – في استقطاب المفاوض الفلسطيني القابل مبديّا للانضمام إلى محاربة « الإرهابيين » من حماس والجهاد وغيرهم وجعله رهن البنان. وقد تجلّى ذلك في ما عرف بمؤتمر أنابوليس وما تبعه من انفراد إجرامي دموي بأهلنا في غزّة ممّا جعل بعض المصريين – كما قرأت – يشعرون بالذنب وينبّهون عبّاس إلى ضرورة الاعتدال في إبغاض غزّة وأهلها، كي لا يكون أكثر صهيونية من الصهاينة ولا أكثر يهوديّة من اليهود… أحسب أنّ الفلسطيني قد بات يخشى المفاوضات أكثر من خشيته الطائرات النفّاثة المقنبلة، فما من جلسة إلاّ وصحبت بالاستهدافات النوعيّة، ممّا يثبت أنّ سيطرة حماس في القطاع ليست كاملة « خانقة » كما يريد أن يسوّق متشيّعو الصهيونيّة من الفتحويين وبعض الليبيراليين العرب. فالقوّاد لا زال في غزّة بخير واختياره للأهداف المهداة لأمّه إسرائيل لا يزال على درجة عالية من « الصواب »، وهو ما يعني بالنسبة لي أمان هذا القوّاد الفاسد الديوث وقدرته على امتلاك وسائل المراقبة والاتّصال المتطوّرة التي قد تسلّم له حتّى من خلال جلسة مفاوضات… الجرح الغزّاوي جرح غائر في الجسم الإسلامي ونشترك جميعا في تعفينه، بعدم التحرّج من الجلوس مع الصهاينة والتطبيع معهم في شتّى المجالات، بقبول استضافات مناصري الصهاينة إلى مؤتمرات شأنها دائما الإنساء (أن ننسى أصل القضيّة، أن ننسى الاتّفاقات الدوليّة، أن ننسى أصلنا بالانضمام إلى « الإنسانيّة »، أن ننسى شهامتنا وعلويتنا ورجولتنا)، بتصديق السلطة الفلسطينية في كلّ اتّهاماتها لحماس أو لغيرها من الفصائل الكادحة المجاهدة في فلسطين، بالانصياع إلى الأوامر الإسرائيلية أو بالاستجابة إلى طلباتها كما تفعل مصر الآن مع الحجّاج الفلسطينيين الذين تريد إدخالهم من غير الباب الذي أخرجتهم منه كي يكونوا لقمة سائغة للصهاينة المعتدين، بعدم النّجاح في تطوير طرق ووسائل المقاومة التي من شأنها أن تحدّ من سطوة المعتدي الجشع… ولو نظرنا إلى عدوّنا وحاولنا سماعه وفهمه لاستنبطنا منه الوسيلة النّاجعة!… فها هو يعلن بوضوح – مُسنَد من رعاة البقر – أنّ دولتهم يهوديّة أو لا تكون، وقد حاولوا بذلك عدم تقليد العرب المتخلّفين الذين حاربوا هُويتهم من أجل إرساء هوايتهم (حاربوا الهويّة الإسلامية من أجل إرساء هواية الحكم المذهب للأنفة والعزّة، ولقد استأت كثيرا لهرولة الرّئيس المصري العجوز إلى مقابلة يهود باراك بشرم الشيخ، فقد كان يمكن الاكتفاء بوزير الدّفاع أو مَن دونه من الشخصيات ذات الاتصال بموضوع اللقاء حتّى نُبقِي على بعض الرمزيّة لدينا، وإن كانت رمزية فاسدة)… أقول بأنّ الدولة اليهوديّة المأمولة لا بدّ أن تُقابَل بالدّولة الإسلاميّة التي خُبِرت من قبل اليهود وأرشدها ربُّها إلى كيفية التعامل معهم. وقد شهد اليهود الصادقين بعدل الإسلام وقدرته على كفالة غير المسلمين وقد شهد الله سبحانه وتعالى أنّ هؤلاء القوم أهل غدر وخيانة وقتل. أمّا أن تترك اليهوديّة تُغتصَب من طرف صهاينة لا علاقة لهم باليهود ولا بربّ اليهود، وأمّا أن يترك شأن فلسطين لأحلاس نسبوا أنفسهم إلى العرب وحاربوا الإسلام والمسلمين إقتداء بأعداء الله في محاربة » الإرهابيين »، فهذا ما سوف يؤبّد المعضلة الفلسطينيّة الإسلاميّة… ولعلّي – اقتداء بالصهاينة – أقول لا بدّ لنا من دولة إسلاميّة توقّر الله ورسوله والمؤمنين وتُفهم أنذال هذا العالم الماشي على رأسه بأنّ الإرهاب قد فقد معناه لمّا عمل بتعاليمه مَن لا يخاف الله سبحانه وتعالى. ويوم تَرهَبُ السائبة المسلمينَ (تخاف غضب المسلم وليس سطوته، فالمسلم لا يعتدي أبدا على غيره) يعمّ الأمنُ والأمانُ الصحيحان التّامّان في فلسطين وفي غيرها من البلاد…   عبدالحميد العدّاسي، الدانمارك


هل تعرف الحاج علي صوّة الرائد العصامي للتنمية والتحول الاجتماعي التونسي(1870-1953)؟؟

*قيام المستطيع مايجب عليه نحو أمته ووطنه*

مراد رقية
ولد الحاج علي بن محمد بن محمد صوّة بقصرهلال سنة1870،توفي أبوه وهو صبي فربته أمه على الاستقامة والصلابة،فاكتفى من العلم بأن حفظ من القرآن مايسمح له بالصلاة،عمل أجيرا في صناعة النسيج تكبيبا وصباغة وحياكة،الى جانب فلاحة الأرض حراثة وزراعة وريّا وحصادا،ثم أضاف التجارة في القطن،ولما اتسع رزقه اشترى ضيعات فلاحية في شراحيل،ووادي قلّات قرب الجم،وولاية بنزرت،وعقارات بسوسة،وتونس العاصمة.نشأ كما ربته أمه،حازما صبورا متواضعا،فجلب بنفسه مواد البناء لمدرسته(مدرسة الهلال)من مدينة سوسة على العربات المجرورة،وبنى مع البنائين وكأنه أحدهم،واستمع الى أنات المكلومين فرادى وجماعات،وردّ على عبارات الثناء في شيء من التضايق وكأنه يستغرب تعجب الناس،فأجاب الأديب حسين الجزيري، »بأن ذلك بعض مايفرضه الواجب على الانسان ».   دعاه محمد الصالح المهيدي ب »نوبل تونس »رغم أن المقارنة غير صحيحة باعتبارأن الحاج علي صوة عصامي مكافح،فلم يتنازل قط عن لبس الكدرون،كانت مدرسة الهلال أبرز انجازاته في سنة1929 فكان لها دور مميز في النهضة التربوية والثقافية بقصرهلال،ودور ريادي في النهضة الاجتماعية عموما،والصحوة الوطنية خصوصا،وقد بلغت تكاليف التصرف لتسيير المدرسة في بداية الثلاثينات خمسين ألف فرنك سنويا،بدون أن تدفع منها الحكومة شيئا،لذلك فكر مؤسسها في ضمان مورد لتمويل المدرسة فبنى بجوارها حمّاما سنة1948 وحبّسه عليها.وقد أتاح لأبناء قصرهلال وماجاورها،من مواصلة تعلمهم بالعاصمة بفضل المبيت الذي فتح أبوابه في وجوههم سنة 1942بلا مقابل،فاحتضنهم وحل مشكلة الاقامة فانتفع المئات منهم بخدمات المبيت الذي كان يقع ب »رحبة الغنم » ويشتمل على 43 غرفة قادرة على استيعاب ما ينوف عن 130 طالبا مع أدواش لهم ومصاطب للطبخ.وأنشىء بمدينة قصرهلال مستشفى محلّي سرعان ما تحوّل الى مستشفى جهوي  على مساحة تقدر بعشرة آلاف متر مربّع،بلغت نفقاته 36 ألف دينار من دنانير بداية الخمسينات،وقد حبّس على المستشفى ضيعته الفلاحية الممتازة »هنشير البزازية ».   كان الحاج علي صوّة كفا واسعة رحيمة،امتدت الى الفراغ فعمرته،والى الخراب فأصلحته،امتدت الى التعليم فأوجدت البديل،وصنعت بذلك الانسان البديل،وحمته من دواعي اليأس وذلّ الاحباط،فاذا هو بالمنفى محميّ الظهر،واذا هو مدعوم الصحة،ثم هو قبل هذا وذاك مؤمن بما يفعل،قادر على الصمود والتحدي،كانت المدرسة،وكانت المساجد،وكان المستشفى،وكانت المساعدات في أوقات الشدة والضيق،وكانت قبل كل ذلك طاقة رشيدة لاتنضب لأنها طاقة الحاج على صوّة،وقد تحدث شاعر قصرهلال محمد بوشارب شعرا عن أعمال الحاج علي صوّة،الي يوم افتتاح مدرسة الهلال فقال،                                                         مساع أصابت  في المعالي مراما                  وألقت عن المجد القديم  لثاما                                                         وأحيت لنا بالله أملنا التي                            قضت نحبها والله يحي العظاما تحدث عن ذلك سنة 1929 فماذا كان يقول لو تحدث عما أنجز الحاج علي صوّة بعد ذلك التاريخ؟؟؟؟ وقد شهد الكاتب العام الفرنسي للحكومة في نوفمبر 1939 كتابيا بأن تلاميذ مدرسة الهلال دستوريون،وبأن مؤسسها الحاج علي صوّة دستوري الاتجاه،ومن انجازاته الأخرى توسيعه مسجد الحاج سويد سنة1952 ،واعادة بناء جامع الجبل،وادخال تحسينات على جامع الخميري،وبناء مسجد بمنزل قابس سنة1951،وآخر ببوحجر،وبناء فسقية عمومية للشراب بطريق العبابسة على طريق الجم. ولعل من أبرز الشهادات عن أعمال الحاج علي صوّة الرائد العصامي للتنمية والتحول الاجتماعي التونسي،شهادة المرحومين الطاهر صفروحسين الجزيري،أما شهادة المرحوم الطاهر صفرفقد وردت في خطاب ألقاه يوم 13 أوت 1930 بالمدرسة القرآنية بالمهدية،صدر في جريدة النهضة بتاريخ 20 أوت1930 قال فيه، « …لو درى البعض من التونسيين مقدار اعتناء الأمم بمدارسها الحرة،وتجولوا في مدن فرنسا ومصر وسويسرا وغيرها وشاهدوا…لانفجرت أعينهم دمعا،ولتصدعت أفئدتهم أسفا على ما يقاسيه أطفالنا نحن…ولو درس أولئك أولئك الأفراد التاريخ العربي وحضارة الاسلام…من دمشق الى الكوفة،الى مدينة بغداد،الى مدن الأندلس،لأبصروا أن تلك الحضارة أسست وقويت على قاعدة اعتناء القوم بالتعليم…ولكن التونسيين غالبهم لم يتجولوا في البلدان،ولم يطالعوا ما احتوت عليه بطون التاريخ،فلم تحنكهم الأسفار والأخبار،فبقوا منكمشين على جملة من العوائد ورثوها من عصور التدهور والسقوط،ومنها عادة قلة البذل والانفاق،فذبلت مشاريعنا،وتقلص ظل مؤسساتنا ،وبقينا نتخبط في حياة تأخر وانحدار الى أن أتيح لبعض العظماء من رجال تونس وهو الفاضل الغيور السيد الحاج علي صوّة ببلدة قصرهلال،أن يحيي عادة الأجداد القدماء وهي طبيعة الكرم والاستماتة في سبيل المجد والشرف بماله الخاص،فأسس بماله الخاص هيكلا طار ذكره في الآفاق،وصيّره مدرسة ابتدائية،وأنفق عليه الأموال الطائلة… »،أما المرحوم حسين الجزيري فقد وردت شهادته في مقال بجريدة النديم الأسبوعية بتاريخ 15 فيفري1930 قال فيه ما يلي، « سافرت مرّات وزرت الكثير من بلدان المملكة،ولاأذكر أني رجعت مفعم الصدرسرورا وحبورا كيوم حللت ببلدة قصرهلال،وبارحتها أرقص طربا مما رأيت،رأيت مثلا أعلى لقيام المستطيع مايجب عليه نحو أمته ووطنه،بل رأيت نموذجا جميلا لوضع المال فيما خلق له وبذله مهرا للسعادة ووقاية من النصب والشقاء.وماأدراك ما صنيع الخير الغيور السيد الحاج علي صوّة مشيّد مدرسة قصرهلال،ومقدمها بين يدي نجواه مبرّة خالدة وحسنة كبرى،ولمثل هذا فليعمل العاملون،مدرسة شاسعة الأكناف،مترامية الأطراف،يبهرك بديع نظامها،وتنسيق أقسامها،ولا يلهيك عن الاهتمام بمالها من بهاء ورواء غير حديث صاحبها ذلك الشيخ الوقوروالمحسن الغيور،حدثناه بشأن عمله الصالح فقال بالرغم من أمّيته ما معناه،العلم أفضل ما يسعى الانسان لحصوله،وتخلية الأبناء في ظلمات الجهل أفظع جريمة يقترفها الآباء.وأنا أؤمل أن أكون بعملي هذا قد مهدت لابناء بلدي اسعاد أولادهم،وذلك بعض ما يفرضه الواجب على الانسان،أنفقت مئات الألوف في تشييد مدرستي هذه ولازلت أنفق لاتمام معداتها،وأراني أشعر بأكبر لذة وأشمل غبطة،كلما زدت بذلا،وكيفما أكثرت انفاقا،هذا ما كان يقوله ذلك الرجل البسيط لزواره أيام كان منهمكا في العمل مع البنائين كأحدهم،وهو يعتقد أن له من وراء عمله أعظم شرف وأكبر فخر.على أننا لا ننسى ما رأينا عليه أولئك البنائين الأجراء من كبير النشاط،ووافر الاعتناء،وكيف كانوا متأثرين بتأثر مؤجرهم،يعملون لا على قدرأجورهم،بل بنسبة ما يدور في خلدهم من عظيم التقدير لثمرة ماهم يعملون.وحيث كنت في أثناء تلك الزيارة مصطحبا آلة التصوير،فقد بادرت برسم الصور الثلاث المثبتتة خلال هذه السطور،وهي تمثل السيد الحاج صوّة واقفا أمام باب مدرسته،ثم ناحية من صحن المدرسة،ويرى بها البعض من أخشاب البناء،ثم منظر البنائين،وترى بعضهم في الصورة يحملون آلات شغلهم لتكون لهم لدى الرائي شعارا،وبعد فلعل القارىء يفهم أن الذي يحدو بنا الى التحدث تكرارا عن هذه المدرسة،هو حض أغنيائنا على الانتباه الى الواجب لعلهم يحذون حذو هذا الوطني الأبر فيجعلون في أموالهم نصيبا لخدمة العلم واعلاء شأنه،والله ولي التوفيق.

 


 

 

ملف الأساتذة المطرودين عمدا من العمل و المضربين عن الطعام يسقط الأقنعة و يفضح أمر مناورات السلطة و المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل

 
تونس في 25 ديسمبر 2007 المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل يصدر « بيان المساندة !! » الذي وعد به الأساتذة المضربين عن الطعام و يعمل بمقولة  » تمخّض الجبل فولد فأرا !! » ملف الأساتذة المطرودين عمدا من العمل و المضربين عن الطعام يسقط الأقنعة و يفضح أمر مناورات السلطة و المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل لاستئصال العمل النقابي.   بقلم : نقابي من قطاع التعليم العالي   بعد أن دخل الأساتذة المطرودين عمدا من العمل و المضربين عن الطعام منذ 36 يوما مرحلة الخطر المحدق و المهدد لحياتهم و بعد أن اكتملت عمليّة تعبئة المناضلين النقابيين من داخل قطاعهم و من خارجه للدفاع عن قضيّتهم و عن الحقّ النقابي و الحقّ في الشغل القار و بدأت وتيرة التحركات تتصاعد و بعد أن تجنّد المجتمع المدني و الرأي العام الوطني و العالمي للدفاع عن المضربين و حقّهم في الرجوع إلى سالف عملهم، أقلعت السلطة عن سياسة سد الباب أمام طرح هذا الملفّ و لم يعد يجديها نفعا الإدعاء زورا و بهتانا بأنّه لم يقع تجديد عقود هؤلاء الأساتذة مثلهم مثل غيرهم من الحالات الكثيرة و أنّه لا أسباب نقابية وراء طردهم. و وجدت السلطة نفسها مجبرة على تقديم أسباب أكثر وجاهة لمحاولة إقناع الرأي العام الوطني و العالمي بسلامة موقفها و لكنّها كعادتها عملت بالمقولة الشّعبيّة التونسيّة :  » جاء إيطبّها إعماها !! » . و بقطع النّظر عن أنّ تغيير الأسباب المقدّمة يبرهن عن أنّ الوزارة تحاول إخفاء الأسباب الحقيقيّة فهذه الأسباب الجديدة التي قدّمتها الوزارة لتبرير فصل الأساتذة المضربين لأعضاء المكتب التنفيذي الحاضرين لجلسة 22 ديسمبر و هذا ردّ بعض أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي عليها لتفنيدها : 1)   في ما يخص الرفيق محمد المومني تقول الوزارة بأنه تم التخلي عنه بسبب زيادته على النصاب و ليس لإخلال بيداغوجي . و ترد النقابة العامة بأن ذلك لا يستقيم لأنّ الوزارة أقرت بأنّها عيّنت أساتذة معاونين آخرين (MACA)  في تونس الكبرى بعد طرد محمد المومني من نفس المنطقة. و عليه و اعتبارا إلى الكفاءة البيداغوجية لمحمد المومني كما جاء في تقرير المتفقدين فإنّه يصبد أولى من غيره بالتدريس خاصة و أنّ المعاونين الجدد الذين انتدبوا لا يملكون أيّ تجربة مهنيّة و لا إداريّة و لا تكوين بيداغوجي لهم. 2)   في ما يخص الرفيق علي الجلولي تقول الوزارة أنّه تمّ طرده بسبب قضيّتين سياسيتين عالقتين به في سنوان 1995 و 1999 في إطار الحملة ضد حزب العمال الشيوعي التونسي. و تقول النقابة العامة أنّه من المعروف في الإنتداب أنّ الوزارة تطالب ببطاقة عدد 3 و قد وفّرها الجلولي و كانت نظيفة و بالتالي تسقط الحجّة المقدمة بل هي تؤكد الخلفية السياسية التي قادت الوزارة في عملية العزل خاصة و أنّ الجلولي متحصل على 12 كعدد بيداغوجي و 70 كعدد إداري. 3)   في ما يخص الرفيق معز الزغلامي تقول الوزارة و أنّه أطرد لعدم الكفاءة البيداغوجية. و ترد النقابة بأنّ تقرير تفقد معز الزغلامي صادر يوم 30 أفريل 2007 بدون عدد و يؤكد الإستعداد البيداغوجي للمعني، إلا أنّ الوزارة قدمت تقريرا ثاني من نفس المرشد البيداغوجي الذي أصدر تقرير 30 أفريل و التقرير الثاني صادر يوم 15 ماي 2007 و يطلب عدم تجديد الإنتداب و هذا مناقض لمضمون التقرير الأول و غريب لأنّه بين 30 أفريل و 15 ماي لم تتم زيارة المعني بالأمر مرة ثانية من طرف المرشد البيداغوجي و لعل كل هذا يؤكد الأسباب الخفية للتخلي. أما من ناحية أخرى فقد أكدت الوزارة أنّ الزغلامي لم ينجز إضراب 11 أفريل و لكن قرار خصم يوم الإضراب موجود لدى النقابة و على ذمة من يريد الإطلاع عليه.   أما في ما يخص المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل ،الذي لازم الصمت مدة طويلة و رفض تبني إضراب الجوع و تهرب المتنفذون داخله من زيارة المضربين أو مهاتفتهم خلال أيام عيد الإضحى و أمر بعدم التغطية الإعلامية لإضراب الجوع و الإعتصامات و التجمعات و التحركات التي صاحبته على صفحات جريدة الشعب، فإنّه بعد فشل جهوده في فكّ الإضراب و بعد أن شعر بتنامي حركة المساندة له داخل قطاع التعليم الثانوي و خارجه و لم يعد بإمكانه العمل المفضوح ضد الإضراب عزم على المناورة و التخفّي و وعد بتبني الإضراب و إصدار بيان مساندة له فيما حرك أذنابه لكي يعملوا على فكه على خلفية تدهور الحالة الصحيّة للمضربين. و ما أن شعر بعدم جدوى ذلك لتمسك المضربين بالمضي بإضرابهم إلى آخر المطاف حتى سارع إلى الإجتماع ليصدر بيانا حاول فيه التستر على نواياه الحقيقية لتمثيل المساندة و الدعم و بإطلاق الوعود الكثيرة حول حلّ قضيّتهم و هي الوعود التي عرفها قبلهم الكثير من المطرودين و أصحاب الحقّ و تلقّوها من الامين العام رأسا و من آخرهم المناضل المطرود من قطاع البنوك منذ سنة 2004 الاخ عبد المنعم الصويعي و كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنابل الأخ الفهري الغول المنقول تعسّفا خارج مركز عمله منذ أيام رغم تعهّدات الأمين العام. ثم أنهي ذلك البيان بكشف النوايا الحقيقية للمكتب التنفيذي و طالب بفك الإضراب و كانت المركزيّة النقابيّة في   » بيان مساندة الأساتذة المضربين عن الطعام !! » الموعود  و المنتظر بمثابة  » تمخّض الجبل فولد فأرا !! ». و هكذا فإنّ ملف الأساتذة المطرودين عمدا من العمل و المضربين عن الطعام يكون قد أسقط الأقنعة و فضح أمر مناورات السلطة و المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل لاستئصال العمل النقابي.    نقابي من قطاع التعليم العالي   المصدر نشرية : » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 108 ليوم 26 ديسمبر 2007 Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/ http://groups.google.com/group/democratie_s_p/     

 

 

بي نضير بوتو   هل إنتحرت أم أغتيلت ؟

 

قبل أن نسأل من قتل  بي نضير بوتو علينا أن نعرف الأسباب التي دفعت لإغتيالها.

 

هل المستهدف بي نضير بوتو شخصيّا ؟ أبنة ذوالفقار علي بوتو  موسّس القنبلة النوويّة  مفخرة الأمّة الإسلاميّة. 

هل المستهدف حزبها  كحزب كبير إحتمال أن يعود للسلطة ؟

هل المستهدف برنامج حزبها ومضمونه في هذه المرحلة بالذّات ؟

 

بعد الصراع المحتدم بين مشرّف  والمعارضة لفرض الحرّيات و الديمقراطيّة,  ورضوخ الأخير بتحديد موعد الإنتخابات  بدأ كلّ حزب في حملته الإنتخابيّة.

 

لكن ما هي شعارات ومشاريع بي نضير بوتو وليس حزبها وإن كانت هي رئيسة الحزب,  إذا بماذا  وعدت  بي نضير الشعب الباكستاني =

1-       بمحاربة  الإسلاميين  بشدّة بدلا من التحاور معهم وإحتواءهم إن أمكن.

2-       وعدت بغلق المدارس الدينيّة بدلا من ترشيدها  والإستفادة منها للتعليم والمعرفة .

3-        وعدت   بالموافقة للسّماح  لأمريكا لدخول المجال الجوّي الباكستاني لقصف طالبان والقاعدة وربّما تدمير  قرى  بأكملها.

4-       الأخطر من ذلك وعدت بالموافقة للدخول المنشئات النوويّة رغم الباكستان  معترف بها كدولة نوويّة وليس لها مشكلة مع وكالة الطّاقة الذرّيّة  يعني  تزويد الأعداء بالمعلومات الكاملة  (أمريكا والهند والإسرائيل وإيران)  بالمواقع  النوويّة  والقوّة الصاروخيّة وعلمائها لتبدأ التصفيّة.

 

إذا الذي إغتال بي نضير  بوتو

         من لم يوافق على السّماح  للطيران الأمريكي لتدمير قرى  بالباكستان بحثا على قاعدي أو طالباني.

         من لم يقبل بالإقتراب الى المشروع النووي  والتصنيع الحربي (القوّة الصاروخيّة) 

مع العلم رغم تحالف  مشرّف  مع أمريكا  لم ولن يسمح   لها  بالإقتراب من المشروع النووي ولا القوّة الصّاروخيّة ولا العلماء.

 

الخلاصة

أنّ بي نضير بوتو ومن وراءها حزبها  أرادت إغتيال الشعب الباكستاني وما حدث  من أثار سلبية وما سيحدث نتيجة الإغتيال  لا يساوي شيئا ممّا سيحدث لو وصلت بي نضير بوتو  الى الحكم  إذا من فعل فعلته كان مضطرّا.

الجهة المتيقّنة  بخطر مشروع بي نضير بوتو  الموسّسة العسكريّة وعلى رأسها بيرويز مشرّف.

 

إذا على الشعب الباكستاني  بقيادة المعارضة  أن يقدّر الموقف  قبل فوات الأوان. اللآن أمريكا  إحترقت  ورقتها  في الباكستان  ولم بيقى لها من حلّ  إلاّ بعمليّة إنزال للسيطرة على القوّة الصاروخيّة  ومن بعدها المنشآت النوويّة  لو تأزّم الوضع وبدأ الإنفلات.  على الجيش الباكستاني  أرسال رسالة الى الجميع بالإعلان  حالة  الإستنفار  القصوى  والتعبئة العامّة  للجيش  وإعداد القوّة الصاروخيّة  كتهديد وكمواجهة  عند الضّرورة.

 

إذا كما ذكرت سابقا أن المواجهة  بين أمريكا والباكستان أقرب من المواجهة بين أمريكا  وايران.

نسال الله أن يحفظ الباكستان

 

عزالدين محمود

 


 

فنون جميلة لابد أن تأخذ حظها من مساحات المشروع الوسطي

 
مرسل الكسيبي*: تراودني منذ سنوات مشاعر الاختناق الفني نتاج تراجع مساحات ثقافية واسعة ومعتبرة في الفضاء الابداعي والجمالي العربي والاسلامي, فبين زحف جارف ومدمر لثقافة الفيديو كليب والسينما الاغرائية وبين نظرة فقهية منغلقة ومتعسفة في فهم النص الديني يتمزق أداء المنشغلين بالفضاء الثقافي في ربوع المنطقة العربية. لست في حاجة اليوم الى ادانة نهج اغرائي تافه يراد له التعميم على الشاشة العربية ولست في حاجة الى الحديث عن خطورة اعلاء منطق « اه ونصف »  و « هات الواوا  » هذا النهج الذي يراد تنصيبه على عرش الأغنية العربية وفضاء المهرجانات الدولية في قرطاج أو غيرها من المهرجانات البارزة في أبرز العواصم والحواضر العربية … لقد أردت من خلال هذه النافذة رفع كثير من الغبار حول سر تراجع الأداء الاسلامي في حقل الفنون أو قل على الوجه الأصح سر غياب المشروع الاسلامي عن العطاء المبدع في هذا الحقل الشاسع وهو مايعني بالنسبة لي وجود عائق معرفي وفقهي في النظرة الى طرائق ومجالات الاضافة في حقول المسرح والسينما والتلفزيون والموسيقى والغناء والرسم … مجالات ترك فيها اللعب واسعا على مدار أكثر من عشرية للمدارس العبثية والمدارس الغرائزية التي أعلت ثقافة « اللوك » ومنطق « الجسد » على حساب الاضافة في الكلمة والقصة والرواية والمضمون وطرائق الاخراج ووسائل الابراز كأدوات تقنية ابداعية يمكن الاستفادة منها على نطاق عالمي واسع بعيدا عن احتكارها كأدوات مخاطبة واتصال من قبل مجموعات نفعية تفتقد الى الروح الوطنية أو الى الروح الحضارية في التواصل مع الرأي العام . لقد درج كثير من مثقفي المدارس الاسلامية على ادانة النهج الاعلامي السائد أو على مقاطعة نهج سينمائي أو مسرحي فيه كثير من التحرر الاباحي وذهب اخرون في قمة التشدد الى مقاطعة كل ألوان العزف الموسيقي بدعوى الحرمة الدينية…, وسقط اخرون وان كانوا أقلية في مسلك التنفير من مباهج الحياة …, حتى تحول المشهد الفني لدى شرائح عريضة من الاسلاميين الى مجرد « سلامية » تردد المدائح النبوية أو الى مجرد فرق انشادية ذات صبغة تعبوية توحي لك بأنك مقدم على واحدة من أبرز الغزوات … شذ الاسلاميون التونسيون في رؤية ابداعية تجديدية عن هذا المسلك في سنوات الثمانينات ليبدعوا أشكالا من الأداء الفني الموسيقي والغنائي والاذاعي والسينمائي والمسرحي الرائع …, وهو ماجعلهم يتصدرون الحركة الثقافية الاسلامية مغاربيا وعربيا ومن ثمة يشعون برؤية جمالية تجديدية تشهد عليها حقبة « الشمس الموسيقي » و »اولاد الجنوب » و »المرحلة » و »عشاق الوطن » والعشرات من الفرق الفنية المسرحية ومئات من العازفين والمنشدين والمغنين الذين سطع نجمهم عبر أسبوع الجامعة التونسية والحفلات الثقافية في دور الشباب وغيرها من مناسبات العرس والفرح . جاءت حقبة التصحر في التسعينات حين عرفت تونس تراجعا حقوقيا وسياسيا ضرب ريادتها العربية في هذه الحقول , ومن ثمة فقد شهدت البلاد حالة من التراجع الثقافي الخطير , ليفسح المجال بعدها لأنماط من التفاهة والسقوط على ركح أكثر من مهرجان وأكثر من برمجة تلفزيونية واكثر من عرض سينمائي او ثقافي تواصلت به السلطة مع الجماهير امعانا في استبعادها عن دائرة الفعل الفكري والثقافي الواعي . بعد هذا الفراغ تراجعت التجربة الاسلامية الوسطية المعتدلة في تونس وتكرس منطق « أعل هبل » ثقافيا وسياسيا ليندحر اشعاع التجربة في محيطها الجغرافي العربي وهو ماألقى بظلاله الثقيلة على المشروع الثقافي الاسلامي في ظل تغييب طلائعة التنويرية وراء القضبان والمعتقلات . أعود مجددا اليوم الى اثارة ضرورة اعادة بعث المشروع الفني والجمالي الابداعي في مشروع التيار الاسلامي الوسطي المعتدل معتبرا ذلك أولوية متقدمة وتحديا مستقبليا رئيسا لايقل أهمية عن تحرير معتقلي الرأي وتحرير العقل الاسلامي من مدارس العنف الفوضوي وثقافة القتل والتشفي التي اختطفت سماحة ورحمة الاسلام من بين حقول البناء والتشييد والابداع والاضافة والمعرفة والعلم والتحديث والتنمية لتلقي به أسيرا لدى جماعات سرية تتغذى من حالة الاحتقان في بعض محاور العلاقات الدولية المتشابكة أو من حالة القمع النظامي الممارس ضد تطلعات شعوب المنطقة الى العدل والمأسسة والرفاهية والاصلاح . انه تحدي مشروع الدولة المدنية والمؤسساتية المتحضرة التي تطمح الى اشاعة روح جمالية وفنية راقية تجعل من الاسلام حلا أكبر من الشعار , ومن الدين أرحب من مشروع للتحزيب السياسي , ومن النص المقدس في روحه البلاغية الدعوية أشمل من الوقوف على الحروف والكلمات التي يريدها البعض منتهى الاسلام ونهاية مقاصده التشريعية …! انها دعوة لاخراج هذه العظمة من الشروح والتعليقات على الشروح والتفسيرات الى مشروع للاحياء الذي يتسرب متدفقا بمباهج الابداع والحياة بين مدارس مسرحية وسينمائية وموسيقية وتشكيلية وروائية وادبية ومعمارية وهندسية تظاهي قدرة الحرف العربي على التشكل في روائع الخط الذي أنار عجائب المعمار الاسلامي وجعلها خالدة عبر العالم والتاريخ , وهي دعوة الى اعادة النهوض والتشكيل الفني المبدع تواصلا مع روح أهل الأندلس الذين حملوا الاسلام في لوحات قصر الحمراء ونافورته التي تمثلت على شكل الساعة  أو في لوحات أقواس جامع قرطبة ومحرابه وقبته الذان لعبا دور اضائة متفوقة ودور مضخم عملاق للصوت … فنون نجد لها أثرا عظيما ومحيرا في طليطلة واشبيلية وغرناطة وملقة وقرطبة …لتبقى العين شاخصة أمام حقبة من النهوض الابداعي والجمالي الفني الذي عبر عن عظمة العقل المسلم في مقابل عقل معاصر وقف بعضه عند الحرام والحرام والحرام أو القتل والسفك واراقة الدم , مع مساحات غير قليلة من التنوير والتحديث الاسلامي ولكن غلب عليها الصراع مع أنظمة الحكم ومن ثمة توارت وراء غبار معارك السلطة مع المعارضة الاسلامية افاق نهضة فنية ثقافية وفكرية لاغنى للشعوب المتحضرة عنها . (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 27 ديسمبر 2007)

المتهم بشنق والده يؤكّــد أن والدته وشقيقته هما الفاعلتان

 
أكد الشاب المتهم بقتل والده شنقا بالفحص أنه بريء من دم والده وأضاف أن له قلبا وإحساسا ولا يمكن له ارتكاب مثل تلك الجريمة وأوضح أنه بتاريخ الواقعة تشاجر مع والده وقام بدفعه فحسب ثم غادر المكان وأفاد أن عملية الدفع تمت في لحظة انفعال. وبمواصلة استنطاقه من قبل قاضي الجلسة بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية نفى المتهم شنقه لوالده وبمجابهته بصور الهالك بعد تعرضه للشنق أكد المتهم أن والدته وشقيقته هما من فعلتا ذلك وأكد أن أخته هي من تولت شنق والدهما. وقد جدد المتهم مثوله موقوفا لمقاضاته من أجل تهمة قتل القريب طبق أحكام الفصل 203 من م.ج وبعد سماع أقواله سالفة الذكر ارتأت الهيئة تأخير القضية إلى تاريخ قادم. وكانت أطوار القضية قد جدّت يوم 3 سبتمبر 2006 على إثر ورود مكالمة هاتفية على النيابة العمومية بزغوان صادرة عن مركز الحرس الوطني بالفحص مفادها العثور على جثة كهل متدلية من عمود كهربائي أمام منزله. وبمباشرة الأبحاث من قبل أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بزغوان تم حصر الشبهة في ابن الهالك الذي نشب بينه وبين والده خلاف يوم الواقعة قام على إثره المتهم بدفع والده ثم شنقه بواسطة حبل في عمود كهربائي أمام منزله مما أدى إلى وفاته. فاطمة الجلاصي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2007)

الانقطاع والفشل المدرسي: أسبابه… نتائجه وكيف يمكن مواجهته؟

 
تونس-الصباح: ما من شك أن بلادنا حققت نجاحات هامة في مجال التربية والتعليم شملت إجبارية التعليم وارتفاع نسب التمدرس حيث ناهزت 100 بالمائة في سن السادسة… وغيرها من النجاحات التي تشيد بها المنظمات الدولية المتابعة لمجال التعليم والتي تصنف تونس في مراتب متقدمة مقارنة بالدول العربية والافريقية.كل ذلك لا يحجب بعض الصعوبات التي لا تزال تواجه النظام المدرسي وفي مقدمتها تواصل ارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة دون سن السادسة عشرة الذي يعتبر مشغلا حقيقيا لما له من انعكاسات سلبية على مستقبل هذه الفئة من التلاميذ التي تغادر باكرا مقاعد الدراسة. وتشير الإحصائيات المتوفرة لدينا أنه خلال السنة الدراسية قبل الفارطة تم تسجيل انقطاع حوالي 83 ألف تلميذ من المرحلة الأولى والثانية للتعليم الأساسي وحوالي  65ألف تلميذ في مرحلة التعليم الثانوي.كما تفيد مؤشرات الانقطاع المدرسي أن السنة السابعة أساسي لها نصيب الأسد في عدد المنقطعين وأن نسب الانقطاع لدى الفتيات تفوق بكثير نسب الانقطاع لدى الفتيان وذلك في كل المستويات وغالبا ما يكون الانقطاع تلقائيا. ملاحظات أخرى حول الانقطاع المدرسي تشير إلى أنها ظاهرة لا تقتصر على جهة دون أخرى وأن عدد المنقطعين في السنة الأولى والثانية ثانوي يناهز 70 بالمائة من مجموع المنقطعين في التعليم الثانوي. أسباب الفشل المدرسي وفق تشخيصات سابقة لوزارة التربية والتكوين تتلخص أسباب الفشل المدرسي في ضعف نتائج المتعلمين في مواد العربية والفرنسية والرياضيات وضعف المكتسبات السابقة للمتعلمين من السادسة أساسي إلى المرحلة الاعدادية ومن التاسعة أساسي إلى التعليم الثانوي. هذا بالاضافة إلى الصعوبات التي تطرح لدى بعض التلاميذ عند الارتقاء من مرحلة تعليمية إلى أخرى وصعوبة اندماج المتعلمين مع الحياة المدرسية في المدارس الإعدادية والمعاهد. تعود بعض أسباب الفشل المدرسي الأخرى إلى ضعف آليات متابعة قانون اجبارية التعليم الأساسي وإلى تأثير غيابات المدرسين والتلاميذ على المدة الفعلية للتعليم كميا ونوعيا ممّا يساهم في ضعف المستوى وضعف المكتسبات وعدم القدرة على المواصلة في المستويات الأعلى… انعكاسات سلبية يؤدي الانقطاع المبكر والفشل المدرسي وكما ذكرنا منذ البداية إلى انعكاسات سلبية على مستقبل الفرد ذلك أن الانقطاع دون سن السادسة عشرة قد يؤدي إلى انزلاقات خطيرة على المستوى الأخلاقي والاجتماعي باعتبار الانقطاع في سن المراهقة مما يجعل الطفل عرضة للانحراف وعرضة كذلك للاستغلال الإقتصادي من حيث تشغيل الأطفال دون السن القانوني في مجال حرف الشوارع وكمعينات منزليات بالنسبة للفتيات خاصة في الأوساط الريفية… وفي سياق الحديث عن المجهودات المبذولة للتصدي لظاهرة الانقطاع دون سن 16 نشير إلى بادرة قامت بها وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين خلال السنة الجارية وذلك في سياق الاحتفال بشهر حماية الطفولة عبر العمل على محاولة تشخيص أسباب الانقطاع وحصر قائمة المنقطعين والقيام بتظاهرات تحسيسية للحد من الانقطاع المبكر…إلا أن هذه المجهودات تنحصر في مناسبات معينة فقط ويجب التفكير في آليات وبرامج وحلول جذرية للحد من الانقطاع المدرسي بالتنسيق مع مختلف الأطراف… منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2007)


 

بقيمة 2.6 مليار دولار أمريكي

طيران الإمارات تشتري 8 طائرات إيرباص أ 380 إضافية

 
أعلنت طيران الإمارات مؤخّرا عن شرائها ثماني طائرات إيرباص أ380 سوبر جمبو إضافية، ليصل مجموع طلبياتها المؤكدة من هذا الطراز إلى 55 طائرة. ووقع الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، خطاب نوايا بشأن الطلبية الجديدة مع لويس غالو، الرئيس التنفيذي لشركة الإيرباص في باريس على هامش معرض لو بورجيه الجوي. وتبلغ قيمة الصفقة 2.6 مليار دولار أمريكي (نحو 9.5 مليارات درهم). وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: «الإيرباص أ380 طائرة متطورة تكنولوجياً تلبي تماماً متطلبات استراتيجيتنا للنمو، وقد خططنا بعناية تامة لتوظيف كل طائرة أ380 من طلبيتنا بحيث تلعب دوراً في نمونا الحاضر والمستقبلي». وأضاف: «نحن واثقون من أن الإيرباص أ380 سوف تلعب دوراً أساسياً في مساعدة طيران الإمارات على تلبية المتطلبات المتنامية لركابها وعملائها وفق أفضل الوسائل وأكثرها كفاءة في المحافظة على البيئة. كما ستوفر أخفض تكلفة لكل مقعد في الصناعة، وتتيح لنا تقديم المزيد من أسباب الراحة والرفاهية في الأجواء لركابنا». وعبر لويس غالو عن سعادته بالطلب الجديد، وتجديد الثقة بالطائرة أ380 وبالإيرباص من ناقلة عالمية رائدة بحجم طيران الإمارات. وقال: «نتقدم بالشكر إلى طيران الإمارات ونتطلع إلى مواصلة تعزيز شراكتنا القوية معها. لقد وصف البعض طائرة أ380 بالعملاق الهادئ، ونحن فخورون بطائرتنا من حيث رفقها بالبيئة ومستويات استهلاكها للوقود، مما سيجعل صناعة الطيران المدني أفضل من أي وقت مضى لجميع الأطراف». ومن المنتظر أن تتسلم طيران الإمارات أولى طائراتها من طراز أ380، التي ستعمل بمحركات GP7200، خلال الربع الثالث من عام 2008. كما ستبدأ في تسلم الطائرات الثماني الجديدة من نفس الطراز اعتباراً من جويلية 2011 وعلى مدى 16 شهراً. ويعد هذه الطلبي الإضافي الثاني من طيران الإمارات هذا العام لشراء طائرات أ380. فقد وقعت الناقلة خلال شهر ماي 2007 طلبية مؤكدة لشراء أربع طائرات من الطراز نفسه. وبذلك يصل عدد الطلبيات الحالية المؤكدة لطيران الإمارات إلى 118 طائرة جديدة تزيد قيمتها عن 111 مليار درهم (نحو 30 مليار دولار أمريكي)، وتشمل 55 طائرة إيرباص أ380، 51 طائرة بوينغ 777، و12 طائرة شحن بوينغ 747. (المصدر:الملاحظ   الصادرة يوم 28 ديسمبر 2007)

 


 

الاعلام العربي.. كلام حتي الموت!

 
اذا كان الصينيون أكثر سكان الأرض استهلاكا للأرز، واذا كان الفرنسيون أكثر سكان المعمورة استهلاكا للبطاطس، واذا كان الأمريكيون أكثر الأمم استهلاكا للحوم، واذا كان الألمان أكثر سكان الأرض استهلاكا للبيرة، واذا كان سكان جنوب شرق آسيا أكثر المستهلكين للتوابل والبهارات فان أكثر بلدان العالم استهلاكا للكلام هم العربُ بلا منازع! حاولتُ أن آخذ بعض وسائل الاعلام العربية نموذجا لاثبات النتيجة السابقة، فوجدتُ أنها خيرُ دليلٍ علي قولي السابق، اذ أن البضاعة الرئيسة لمعظم القنوات الفضائية العربية هي الحوارات والمناقشات والجدل والفتاوي فهي تقتاتُ علي (الحوار العقيم)، كما أن المخزونات الكلامية من هذه الحوارت تفوق مخزوناتنا من النفط الخام، وليتنا نتمكن في القريب من ابداع جهاز لقياس (المخزون اللغوي العربي) لنتمكن من الحصول علي دليل يوضح الفائض في محصولنا الكلامي. أعرف أولا بأن البُنية التحتية للاعلام، هي في الأساس بُنية لغوية، غير أن الاعلام المتطور تمكَّن من تحويل (الجمل والمفردات) الي آليات عمل، بعضها يصلح أن يكون (طربا) وبعضها يصلح أن يكون (علاجا) وبعضها الآخر يتحول الي (خطط) مستقبلية وأكثرها في الاعلام المتطور في ألفيتنا الثالثة يتحول الي أفلام وثائقية! غير أن اعلامنا ما يزال يتمسكُ باللغة كغايةٍ من الغايات، لا (وسيلة) لتحقيق الأهداف السامية وهي التأثير علي السامع والمشاهد ليس كلاميا، بل بصريا وعاطفيا وعقليا! ويجب أن نتساءل: هل لغتنا هي المسؤولة عن (ماضويتنا) أي أننا نحبُّ أن نحيا في ماضينا؟! ما أزال أذكر في سبعينيات القرن الماضي مسرحية الكاتب الانكليزي (جون اسبورن) تحت عنوان (النظر الي الوراء)، في هذه المسرحية تحليل لعقدة المغرمين بالسير الي الوراء، الذين ينتهي بهم الحال الي أن يكون (الأمام) ضحيةً للوراء، فيقع السائر الي الوراء في كل حفرة تعترضُ طريقه لأنه ببساطة لا يراها، ولا يرغب في رؤيتها، فتكون عقوبته تحطيمَ نفسه بنفسه، ولكنني أعتقد بأن اللغات لا تكون مسؤولة أبدا عما يحل بأبنائها! تابعتُ عددا من فضائياتنا (اللغوية) التي تبثُّ أربعا وعشرين ساعة في اليوم، فوجدتُ أن تلك الفضائيات تستهلك (أطنانا) من الجمل اللغوية التي تشير الي قدرة المتحدثين علي توظيف اللغة العربية (المُصنَّعة محليا) وهي مزيجٌ من الفصحي والعامية وبعض الألفاظ الأجنبية في خلق مصطلحات جديدة فقط لا غير، فضيوف تلك القنوات يملكون القدرة علي توليد اللغة، بعد أن برعوا في مسابقات (حركات الألسن) فقد وجدتُ بأن فضائياتنا العربية تضحي بالأوقات علي مذبح الكلمات، فأكثرها قنوات (ثرثرة) لغوية! فلم تعد الأخبار الموجزة (موجزة) بالفعل، فقد أصبح الايجازُ اطنابا حتي تتمكن القنوات من تغطية بثها المتواصل، وكأنها في سباق مع الزمن لنيل البطولة في مسابقة (الكلام حتي الموت)! كما أن هناك فضائياتٍ، بضاعتها الرئيسة هي التجارة بالثرثرة، ولا تحتاج هذه الفضائيات لرأسمال، فهي فقط محتاجةٌ لبعض الفتيات القادرات علي تحويل المفردات والجمل الي رقصات وغنجٍ مثير، لا تعني سوي اثارة الغريزة فقط، أما الثمن الذي تحصل عليه الفضائية، فهو ثمنٌ تقتسمه بالمناصفة بينها، وبين شركة الاتصالات، فهذه القنوات أحدث وسائل المتاجرة الاعلامية في بضاعة (الثرثرة)! ومن يتابع (بورصة) التجارة العربية فانه يستغربُ من أن أكبر الرابحين في تلك البورصة هم تجار الكلام وسماسرة الجمل في صورة (سندات) شركات الاتصالات، وهذا يثْبتُ ما ذهبنا اليه، بأننا جعلنا ثروتنا الرئيسة ثروة كلامية نورّثها لأجيالنا الآتية! بحثتُ كثيرا عن احصائية علمية موثقة تبين عدد الخطوط الهاتفية (الكلامية) التي تملكها الأسر الفلسطينية الفقيرة جدا علي سبيل المثال، غير أنني لم أُوفق فلم أعثر علي أية احصائية، وأرجعتُ السبب في ذلك الي أن تلك الاحصائية ربما تمسُّ ركائزنا الوطنية. وأهم ركائزنا ادعاؤنا الدائم بأننا من أفقر شعوب الأرض! والحقيقة أن الفلسطينيين من أكثر شعوب الأرض رغبة في استخدام الكلام ويعود ذلك الي فترات السجن والحصار والقهر، اذ أن المسجونيين يُعوِّضون عن سجنهم الجسدي فيحاولون تجاوز السجن باستخدام الكلام، وقد أجريتُ استقصاءً شخصيا بين عدد ممن أعرفهم فكانت النتائج كما يلي: أسرة مكونة من شخصين ميسوري الحال تملك أربعة خطوط هاتفية، خط تليفون منزلي، وجوّالين، وخط أورانج للشبكة الاسرائيلية، وأسرة أخري مكونة من ستة أشخاص من متوسطي الحال يملكون خمسة خطوط هاتفية، لأن أحد أفرادها لم يبلغ السادسة من عمره بعد، وأسرة أخري مكونة من أحد عشر فردا من فئة الفقراء يملكون أربعة خطوط هاتفية! خلاصة لم يُفلح أبناء يعرب في تحويل (خام) الكلام الي صناعة تحويلية، تخرجه من كــــــــونه أداة خطابية، ليصبح أداة حياتية فنية، تشحن الناس بالأمل والرغبة في العمل، فما أروع الكلام عندما تتمكن الشعوب من تحويله الي طربٍ ومسرحٍ وغناء! توفيق أبو شومر غزة  (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 ديسمبر 2007)

 

 

 


 

الإعلاميُّ و الحاكِم عندنا!

 
جواد البشيتي 28/12/2007 إنَّ أحداً من الراسخين في إيمانهم بـ الإعلام الحر ، أو بـ حرية الإعلام ، في عالمنا العربي، الكبير مساحةً وفي حجمه الديمغرافي، والصغير في ما عدا ذلك، لا يجادِل في أنَّ ذاك الإعلام، وهذه الحرية، إنَّما يشبهان، في حقيقتهما الموضوعية المحجوبة عن الأبصار والبصائر بضباب سياسي وفكري كثيف، ظِلاًّ ليس لجسمه من وجود، وإنْ اختلف معك، واختلفت معه، في التفسير والتعليل، فالبشر، وإنْ اتَّفقوا علي تعيين الظاهرة ووصفها، لا يملكون من وحدة وتماثُل وتَوافٌق المصالح ما يسمح لهم بأن يتَّفقوا، أيضاً، علي تفسيرها وتعليلها؛ ذلك لأنَّ الموضوعية في التفكير والنظر والبحث تُنْبَذ وتُحارَب إذا ما تأكَّد أنَّ السير في طريقها يمكن أن يفضي إلي ما لا تَسْتَنْسِبه مصالحهم من أفكار. إنَّنا، ومع حرصنا التام علي اجتناب الوقوع في فخِّ جَدَل البيضة والدجاجة ، نقول، في معرض التفسير والتعليل، إنَّ الإعلام الحر لا تقوم له قائمة حيث يَنْدُر وجود الإعلاميين الأحرار ، فـ الإعلاميُّ الحر لا يُوْلَد وِلادةً، وإنَّما يُصْنع صناعةً؛ وليس من صانع حقيقي له سوي المجتمع الحر . علي أنَّ غياب المجتمع الحر ، أو ضآلة وجوده الواقعي، لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ الإعلامي الحر يجب ألاَّ يَظْهَر أبداً ولو علي هيئة محاوَلة ؛ ولقد أسَّس فولتير لمبدأ وجوده إذ قال وكأنَّه يتحدَّث عن نفسه وعن تجربته: قد يُرْغمني الأقوياء (في عالم المال والسياسة) علي أن أُحْجم عن قول كل ما أنا مقتنعٌ ومؤمِن به؛ ولكن ليس من قوَّة يُمْكنها إرغامي علي قول ما أنا غير مقتنع وغير مؤمِن به ! إنَّ الكذب بعينه، في عالمنا العربي، حيث يُحارَب كل شيء.. حتي الإصلاح السياسي.. الذي يشبه إصلاح عطَّارٍ لِمَا أفسده الدهر، بدعوي محاربة الإرهاب ، أن يُزْعَم أنَّ لدينا فئة واسعة من الكُتَّاب الذين في مقدورهم قول كل ما هُمْ مقتنعون ومؤمنون به، فإنَّ كل ما لدينا من مِداد لكلمات حُرَّة لا يكفي لكتابة، فَنَشْرِ، بضع جُمَلٍ، فـ قائمة المُحرَّمات ، التي تتضافَر السلطتان الزمنية والروحية علي إطالتها والإمعان في إطالتها، هي الأطْوَل عالمياً (وربَّما تاريخياً أيضاً). أمَّا المُحْجمون (عن ترهيب أو ترغيب) عن قول كل ما هُمْ مقتنعون ومؤمنون به فَهُمْ الغالبية العظمي من الكُتَّاب ومن أهل الفكر والقلم، أي كلهم تقريباً، فما لا يُقال، ولا يُعَبَّر عنه قولاً أو كتابةً، إنَّما هو الجزء الأعظم مِمَّا يَعْرِفه الكاتِب، ويؤمِن به ويقتنع، وكأنَّ الباطنية الفكرية والسياسية هي الحزب الأكبر والأقدم في بلادنا.. والأكثر تمثيلاً لـ الأكثرية (الشعبية) الصامتة ، التي لو نَطَقَت لَنَطَقَت كُفْراً. ومِنْ هؤلاء المُحْجمين ، وعلي سعة حجمهم، لا نري إلاَّ مَنْ رَبَأ فولتير بنفسه عن أن يكون منهم، وحارَب دائماً من أجل أن يظلَّ بمنأي عَمَّا يُسْقِطه في عالمهم السفلي حيث يستوي الفكر والحذاء. وهذا العالم السفلي هو الذي فيه، وبه، يُصْنَع القسم الأعظم من صُنَّاع الرأي العام في عالمنا العربي، وليس من آلة تُسْتَخْدَم في صناعتهم سوي آلة الترهيب (علي أنواعه) والترغيب (الذي يبدأ بثلاثين من الفضة) . أمَّا القَلَم ، الذي به عَلَّم الله الإنسان ما لَمْ يَعْلَم، فلا شيء يشبهه لجهة ما يَخْرُج منه من فِكْرٍ ورأي سوي أحمر الشِّفاه ، يُزيِّن به الكاتِب شفاه الحاكِم ووليُّ النعمة. حَمَلَةُ تلك الأقلام إنَّما هُمْ الجيش الإعلامي الذي يغزو ويَفْتَح عقول وقلوب العامَّة من الناس، مُصَوِّراً العلاقة بين الحاكِم والمحكوم تصويراً فيه من الاستهزاء بالعقول، والاستخفاف بالحقائق، ما يُشَدِّد الحاجة لدي كل الحريصين علي قيام إعلامٍ حر إلي تعرية هذه العلاقة، وإظهارها علي حقيقتها الموضوعية، فإنَّ صورة العلاقة بين الحاكِم والمحكوم في بلادنا، علي ما تراها أبصارنا وبصائرنا في مرآة الدستور والنصوص القانونية والإعلام والصحافة والشِعْر والأغاني والكُتُب المدرسية والخطاب السياسي والديني الرسمي.. لا تشبه، ولو قليلا، أصلها الواقعي، فـ واقع العلاقة و صورتها في تنافُر مستمر ومتزايد. في الصورة الإعلامية ، يري الحاكم نفسه، ونراه غَصْباً عَنَّا، حاكِماً (أو قائداً) ليس كمثله حاكم، فهو الفضيلة التي فيه، وبه، تَحَقَّقَت واكتملت وخَلَصَت. وعملاً بـ القاعدة الذهبية في الحُكم علي البشر (والأحزاب والدول..) لا بدَّ لكَ من أن تَحْكُم علي الإنسان من خلال واقعه الموضوعي وليس من خلال رأيه هو في ذاته، فرُبَّ إنسان يَعْتَقِد أنَّه يفوق نابليون بونابرت أهمية ومكانة، فهل نَعْتِقِد بما يَعْتَقِد، ونعامله، بالتالي، بما يُوافِق رأيه في ذاته؟! إنَّنا نَزِن، ويجب أن نَزِن، الإنسان (والحاكم أو القائد علي وجه الخصوص) بـ ميزان الواقع الموضوعي ، وليس بميزانه هو، والذي هو ميزان ذاتي علي وجه العموم. إذا أردتَ أن تَفْهَم الحاكم عندنا علي حقيقته، وعلي خير وجه، فإيَّاك أن تُنَزِّهَهُ عن الحياة الدنيا بوصفها متاع الغرور ، فهو مُحِبٌّ لكل ما تَسْتَكْرِهُهُ الفضيلة ، ويسعي إليه، وهو مع كل مصلحة عامَّة تَتَّسِع لها مصلحته الشخصية والعائلية والفئوية، فإنْ هي كانت غير ذلك، أو يمكن أن تضر بمصلحته، فإنَّه لن يكترث لها، وقد يناصبها العداء. إنَّه مُحِبُّ للنكاح والنساء والليالي الحمراء (ولو كان مُسِنَّاً أو مريضاً) ويَمْلِك كل ما يُمَكِّنَهُ من تَمَلُّك القوارير ، وما يَسْتَلْزمه هذا التملُّك من حيوية جنسية. وهو مُحِبٌّ للمال، جَمْعاً وكَنْزاً واستثماراً وإنفاقاً..، وليس من وسيلة يمكن أن يجتنبها (أو يربأ بنفسه عن الأخذ به) إذا ما سَوَّغَتْها تلك الغاية، فهو، وبوصفه حاكِماً، له حقٌّ معلوم في أموال غيره، وفي المال العام ، ويحق له (مع أفراد عائلته) أن يستثمر ماله كما يستثمر أباطرة المال في بلده أموالهم، فأمواله تذهب (في داخل الوطن وفي خارجه) إلي حيث معدَّل الربح يُغري بالاستثمار. وما يتمتَّع به من سلطان علي رعيَّته لا أهميَّة له إذا لم يُتَرْجَم بمزيد من الثراء له ولعائلته ولو استعان علي قضاء حوائجه بالكتمان، وبما يشبهه من وسائل وطرائق، فسؤال من أين لكَ هذا؟ يجب أن يظلَّ مفتقرا إلي مبررات وحيثيات طرحه عليه؛ وتوصُّلا إلي ذلك لا بدَّ له من أن يَتَّخِذ التَّقِيَّة مبدءاً له (ولعائلته) في سعيه إلي الثراء، وإلي مزيد من الثراء. وهو مُحِبُّ للرغد من العيش، يأكل من طيِّبات ما رَزَقَهُ الشعب، الذي يغلي بنار الغلاء؛ أبناؤه يدرسون ويتعلَّمون في خارج الوطن الذي يُحِب، فإذا مرض فلا علاج يتلقَّاه إلا في خارج الوطن، الذي في خارجه، أيضا، وخشية أن يأتي يوم أسود ، يُخَبِّئ جُلَّ ما يَمْلِك من قِرش أبيض . ويظلُّ خادِماً للرعيَّة ما ظلَّت الرعيَّة كالغَنَم يسوقها الراعي إلي مرعاه، الذي يُسمَّي، تجميلاً، الوطن ، الذي لا يَعْدِله وطن، جمالاً وعَظَمَةً! في الإعلام ، الذي لا مكان فيه لـ الحقيقة ، خبراً، ومعلومةً، وقولاً، وقلماً، وصوتاً، يَظْهَر الحاكِم علي أنَّه الخادِم لشعبه، المتفاني في خدمته، يأكل مِمَّا نأكل، ويَشْرِب مِمَّا نشرب، يُصلِّي معنا، وكما نصلِّي، يتحدَّث كما نتحدَّث، وفي اللهجة التي نُحِب، يُشْبِهنا في عاداتنا وتقاليدنا..؛ ولولا موكبه، وحُرَّاسه وما تقتضيه حراسته من إجراءات وتدابير، لَقُلْنا إنَّه مِنَّا ومِثْلَنا. أمَّا في العالَم الحقيقي الواقعي، الذي بينه وبين العالَم الإعلامي برزخ عرضه السماوات والأرض، فلا شيء يدلُّ علي أنَّه كذلك، فهو لا يُرينا من صفاته وسلوكه ما يدلُّ علي أنَّه خادِم للشعب إلا لِيُحْرِز مزيدا من النجاح في قيادته وحُكْمِه، أي في سعيه إلي الإبقاء علي الشعب خادِماً أبديا له، يطيعه ما بقي مُلْتَزِماً إطاعة ولي الأمر منه. وهو مُحِبٌّ لـ التغيير ، لا يتوقَّف عن السعي إليه، فإذا الشعب لا يحقُّ له أن يُغيِّر حاكمه فإنَّ الحاكم من حقِّه، ومن واجبه أيضا، أن يسعي دائما في تغيير شعبه بما يَجْعَله في صُلحٍ دائم مع مصالحه. وتوصُّلاً إلي ذلك قد يَمْنَح شعبه من الديمقراطية ما يفي بهذا الغرض، أي بما يُنْجِح جهوده ومساعيه لِجَعْل الشعب، فكراً وشعوراً وإرادةً وسلوكاً، كمثل ريحٍ تجري بما تشتهي سفينته. قد يمنحه ذلك. ولكن من غير أن يتخلَّي أبداً عن آخر العلاج وهو الكي ، فهو بالسيف جاء، وبالسيف يبقي، ولن يذهب، بالتالي، بما يشبه صلوات كاهن. وهو مُحِبٌّ لـ العَظَمَة المُطْلَقة ، يُرينا، ويُري العالَم، أُفْقاً له يسع كل شيء ولا يسعه شيء، فهو ليس بحاكم فحسب. إنَّه المُفَكِّر المُبْدِع الذي يري رأياً سديداً رصينا في كل شيء، والذي ينبغي لكل مجالسيه ومستمعيه أن يشهدوا أن لا عبقرياً إلا هو ولو شهد العالَم بأسره أن لا غبياً يفوقه غباءً. ينبغي لهم ذلك ولو سعي في إظهار وتأكيد عبقريته في قول من قبيل إنَّ الفَرْق بين المرأة والرجل يكمن في كون المرأة تحيض والرجل لا يحيض ! لا تسألوه عن الحق و الحقيقة ، فـ الحق هو كل ما يراهُ حقَّاً؛ و الحقيقة هي ما يُفكِّر فيه الآن. ولا تسألوه عن شرعيته في الحُكم ، فهو ما أن اغتصب السلطة حتي منحه الشعب شرعية البقاء فيها وممارستها (إلي الأبد) فإذا أقصاه الموت عنها حقَّ لورثته (من أبنائه) أن يَرِثوا حتي الدولة عنه. ثمَّ أنَّ السؤال عن شرعيته في الحكم غدا من الأسئلة الفاسدة، فالزمن الطويل الذي قضاه في حُكم الشعب، والتحكُّم في مصيره، ينبغي له أن يُعَلِّمنا جميعا أنَّ الشرعية التي لا تعلوها شرعية هي المستمدَّة من كل ما ينطق به ويفعله، وإلا ما معني أن تكاد أسماؤه الحسني تَبْلُغ 99 اسماً؟! هذا الحاكِم، وعلي مثال أهوائه ونزواته ومصالحه، يتوفَّر، بما يملك من سلطان ومال، علي خَلْق إعلاميين وكُتَّاب ومفكِّرين وأدباء وفنَّانين وشُعراء.. ، مُغَلِّباً اتِّجاهٍ علي اتِّجاه في عوالم الفكر والأدب والفن والفلسفة.. والدين. وفي شخصه يجتمع إله الظلام و إله النور ، فهو يُغْرِق في ظلام إعلامي كل كاتِب يَكْتُب بقلم يشبه السكِّين، وبحبر يشبه قطرات من دمه، حتي يصبح مُمْكِناً أن تلمع نجومه من الكُتَّاب الذين لا يملكون من متاع فكري إلاَّ ما يؤكِّد أنَّ محاولة جَعْلِهم كُتَّاباً و مفكِّرين ليست بأقلِّ صعوبة من محاولة استنبات أجنحة للحمير حتي تطير! وعملاً بمبدأ مَلِّكُهُ تَمْلُكُه ، يجيء الحاكِم بالصغار من أهل الفكر والقلم ، ومِمَّن يعانون فقراً فكرياً مدقعاً، ولا رادع، بالتالي، يردعهم عن أن يكونوا طبولاً ومزامير وأبواق.. وناهقين بالرضا، فيُمَلِّكهم ما لا يستحقُّون من مناصب وامتيازات وسلطات.. فَيَمْلكهم، متوهِّماً أنَّه مَلَكَ إذ مَلَكَهُم عقول وقلوب الرعية، التي تَحْمِد مَنْ لا يُحْمَد سواه علي كل مكروه، متردِّدةً في شكره حتي لا يزيدها!  كاتب فلسطيني يقيم في عمان   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.