السبت، 29 ديسمبر 2007

 

---

منظمة حقوقية تونسية تقول ان السلطات رفعت الحصار على مقرها

29كانون الأول/ديسمبر2007 – آخر تحديث – 13:45

تونس (رويترز) – قالت منظمة تونسية تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان يوم السبت ان السلطات التونسية رفعت الحصار عن مقرها الرئيسي بالعاصمة في بادرة قد تنهي ازمة اثارت اهتمام منظمات حقوقية في العالم منذ اندلاعها في سبتمبر ايلول 2005. وقالت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان ان  » اللقاءات تجددت بين السيدين المنصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان ومختار الطريفي رئيس الرابطة.. واعلم الرويسي رئيس الرابطة بأنه يمكنه استغلال المقر المركزي دون قيود. » يعود النزاع القضائي بين ادارة الرابطة واعضاء منشقين عنها ينتمون للحزب الحاكم الى شهر سبتمبر ايلول 2005 حين أصدرت محكمة تونسية حكما بمنع انعقاد مؤتمر للرابطة لحين الفصل في نزاع داخلي نجم عن اتهام المنشقين للهيئة المسؤولة بخرق القانون الاساسي والتفرد بالقرارات. ويتهم المنشقون الهيئة التي تدير الرابطة بخرق القانون الداخلي للرابطة من خلال دمج عدة فروع يتزعمونها لزيادة نفوذ المعارضة. بينما اتهمت ادارة الرابطة السلطات بتهديد وجود المنظمة ومحاولة وأدها عبر افتعال معارضة داخلية من قبل بعض الاعضاء المنتمين لحزب التجمع الدستوري الحاكم. ومنذ ذلك الوقت منعت السلطات عقد اي اجتماعات او انشطة بمقار الرابطة في العاصمة وخارجها.  ويعد تدخل الهيئة العليا لحقوق الانسان للسماح باستغلال المقر الرئيسي بدر أول انفراج واضح في الازمة منذ اندلاعها عام 2005 رغم ان الوساطات لايجاد حل بدأت منذ اكثر من عام. غير ان الرابطة قالت في بيانها انها ترتضي هذا القرار ولكنها تطالب برفع الحصار عن كل مقارها داخل البلاد. وصلة إلى الموضوع:http://www.swissinfo.ch/ara/swissinfo.html?siteSect=105&sid=8577560

---

اقتصادي / ارتفاع اسعار الزيوت النباتية فى تونس

 

تونس19ذوالحجة 1428هـ الموافق 29 ديسمبر 2007 م واس طبقت فى الاسواق التونسية زيادة على اسعار الزيوت النباتية المدعمة من قبل الدولة فى خطوة تهدف الى امتصاص جزء من ارتفاع نفقات الدعم الحكومى التى وصلت هذا العام الى نحو 113 مليون دينار بعد ان كانت فى حدود الـ 60 مليون عام 2006 . وقد ارتفعت واردات تونس من الزيوت النباتية هذا العام لتبلغ قيمتها 152 مليون دينار / 114 مليون دولار / بزيادة 34 بالمائة مقارنة بالعام الماضى . وبلغ سعر الطن الواحد من الزيوت النباتية 878 دينارا / 660 دولارا / مقابل 708 دينار/ 532 دولار / في السنوات الخمسة الماضية حسب احصائيات رسمية اكدت ان لإرتفاع الأسعار إنعكاسا ماليا مباشرا على مصاريف الدعم في تونس التي سجلت ارتفاعا كبيبرا قدر بنسبة 46 بالمائة بالنسبة للموسم الحالي كما تشهد كلفة التوريد فرقا كبيرا مقارنة بسعر البيع في الأسواق.

---

 

تونس: الأمن السياسي يتوعد الطالب »وسام الصغير » بالمزيد من العقاب

 

معز الجماعي  تونس /علمت الحوار نت أن أعوان الأمن السياسي التابعين لمنطقة الأمن بتونس العاصمة هددوا الطالب »وسام الصغير » بالمزيد من العقاب و الاعتداء ،وأبلغوه بهذا التهديد عبر « طهساسي » و »رضا بن منصور » (من إتحاد الشباب الشيوعي) اللذان وقع إيقافهما أمس أثناء مشاركتهما في التجمع المساند للأساتذة المطرودين تعسفا و أخليا سبيلهما في ساعة متأخرة من الليل بعد تعنيفهما في مركز الأمن. و في رسالة واضحة من الأمن السياسي إلى الشاب »وسام الصغير » (24 سنة) ،أبلغوه أن ما تعرض إليه البارحة هو جزء من التعليمات الصادرة لهم في حقه و أنهم سيطبقون البقية إن واصل نضاله النقابي صلب الإتحاد العام لطلبة تونس ، و السياسي مع الحزب الديمقراطي التقدمي .و للعلم أن سيارة الأمن السياسي استقرت كامل ليلة البارحة أمام منزل « وسام » في محاولة لترهيبه. و نلاحظ خلال هذه الفترة أن السلطة أصبحت تستهدف بصفة خاصة الشباب المناضل (النقابي،السياسي،الحقوقي…) و تستعمل معهم مختلف أشكال الضغط و الترهيب لصدهم عن مواصلة نضالهم من أجل الحرية و إنهاء سنوات الظلام لإرساء نظام ديمقراطي يحكم البلاد .وتعيش الشبيبة المناضلة في تونس هذه الأيام هرسلة أمنية و استهداف مباشر لمنعها من المحافظة و تطوير الرصيد النضالي الذي نسجه الأحرار من الشعب التونسي و دفعوا من أجله الثمن غاليا. معز الجماعي

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 ديسمبر 2007)

---

تونس: السلطة تختتم السنة الإدارية بتعنيف النقابيين

تونس- خاص من مراسل الحوار نت معز الجماعي- وقعت عشية اليوم صدمات مباشرة بين قوات الأمن وعشرات النقابيين تجمعوا بساحة « محمد على  » لمساندة الأساتذة المطرودين تعسفا.واستعمل رجال الأمن « الهراوات » و « الحجارة » لتفريق المناضلين و لم يكتفوا بذلك و قام عدد منهم بتعنيف المناضل الشاب « وسام الصغير » (طالب_عضو الحزب الديمقراطي التقدمي) بجره على الأرض و دوسه بالأقدام مع الانهيال عليه بالضرب المبرح . وذكر الطالب »وسام الصغير » للحوار نت أن الجلادين الذين اعتدوا عليه هم أعوان بالزي المدني يتعقبون تحركاته منذ أيام ووجدوا في المشاحنات التي وقعت بين النقابيين ووحدات التدخل فرصة لتنفيذ التعليمات الصادرة لهم بتعنيفه ،و أكد أن هذا الاعتداء تسبب له في عديد الإصابات البالغة في أغلب أنحاء جسده خاصة على مستوى الرأس. اختتام السنة الإدارية بحملة إيقافات عشوائية و تعنيف النقابيين و استهداف الصحافيين الأحرار يدل على أن السلطة مصرة على مواصلة سياسية الانغلاق و الهروب إلى الأمام. معز الجماعي

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 ديسمبر 2007)

---

 

أخبار تونس الحبيبة

 

* كان من المقرر أن يتوجه رئيس الدولة إلى ضريح الشهيد فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر واستعد المعنيون بالأمر لحضور الموكب إلاّ أنّ  الرئيس قد تغيّب.

–    نرجو أن يكون المانع خيرا.

 

* طالبة في السنة الثانية تعليم عال كتبت في ورقة الإمتحان في مادة القانون في موضوع عنوانه عدم رجعية القوانين أنّ هذا يعني أنّ القوانين التي صدرت قبل 7 نوفمبر1987 لم تعد نافذة وأعطت على ذلك مثلا أنّ من تزوج أكثر من امرأة واحدة قبل التاريخ المذكور يمكنه أن يحتفظ بهن جميعا ولكن لا يحق لأي رجل الزواج بثانية بعد 7 نوفمبر 1987 .

–   من قال أن التغيير ليس مشروع مجتمع.

 

* سئل وزير العدل في قناة المستقلة عن وضعية سجين ساسي مسرّح تمتع بسراح شرطي ويعاني من البطالة فأجاب بأنه « إذا أظهر قطعه مع الماضي فيمكن  أن نعينه فهناك عديد الآليات مثل صندوق 21-21-…. »

–          على كل من يطلب خدمات الصندوق المذكور أن يستظهر بشهادة في القطع مع الماضي واللهم أزلهم من السلطة حتى نقطع مع ماضيهم.

–          

* القلم الحر سليم بوخذير حكم عليه بسنة سجن من أجل هضم جانب موظف عمومي والإعتداء على الأخلاق الحميدة.

–         هو يستحق ما أصابه فقد تجاوز كل الأخلاق الحميدة بفضحه لمهزلة سحب الجنسية من سهى عرفات وتعرضه بالسوء لعائلة الطرابلسي ولمنحة حصلوا عليها طبق القانون. وصرامة العقوبة ستكون درسا لكل من تسوّّل له نفسه التدخل في شؤون الغير.

 

* السيدة حميدة مرابط العبيدي لما كانت سفيرة بلاهاي رفضت قبول وفد من منظمة العفو الدولي في حين أن وزير العدل قد استقبله بعد ذلك.

–         لا شك أن ذلك يعود لقدرة الوزير الخارقة للعادة على الإقناع بأن الشمس تشرق من الغرب وعدم معرفته لحمرة الخجل.

 

* المحامي محمد عبو ممنوع من السفر حسب مصدر رسمي لأن السراح الشرطي الذي تمتع به يعني أنه يقضي ما بقي من العقوبة خارج السجن.

–         مع فارق بسيط أنه يحرس في السجن من طرف أعوان السجون وخارجه من طرف أعوان البوليس السياسي الذي يحاصرون مكتبه ومكتب زميليه عبد الرؤوف العيادي والعياشي الهمامي.

 

* المحامون العياشي الهمامي وعبد الرؤوف العيادي ومحمد عبّو فتحوا مكتبا مشتركا في مكان قريب من وزارة الداخلية.

–         نرجو أن لا يقع حرقه حتى لا يمتد الحريق لوزارة الداخلية فيلتهم أرشيفها بكل ما يحويه من أسرار حول جرائم لا تسقط بمرور الزمن.

 

* السيد خميس الشماري يتعرض لحملة تشويه من طرف جريدة الحدث.

–         إذا أحصينا عدد الإعلانات الرسمية في الجريدة المذكورة فهمنا السبب فعددها الآن يتراوح بين 17 و 20 إعلان في العدد الواحد ولو أقدمت السلطة على مضاعفتها وطلبت من صاحب الجريدة هجاء أمه لما ظننته يتأخر عن ذلك.

 

 الحرية لسليم بوخدير ولكافة المساجين السياسيين

 

تونس في 28/12/2007

 

علي باش حامبة

 

---

 

تهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك وحلول السنة الإدارية الجديدة يسعد الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وأسرة تحرير جريدة « الوطن » أن يتقدموا بأحرّ التهاني وأزكى الأماني إلى سيادة الرئيس: زين العابدين بن علي وإلى أعضاء الحكومة وكافة أفراد الشعب التونسي في الداخل والخارج راجين من الله عزّ وجلّ أن يعيد عليهم مثل هذه المناسبات بالخير واليمن والبركة وعلى تونس بمزيد من المناعة والازدهار.   ملف رابطة حقوق الإنسان قالت مصادر حقوقية إن لقاء جمع يوم 18 ديسمبر 2007 الأستاذ مختار الطريفي  رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  والسيد منصر الرويسي رئيس اللجنة العليا لحقوق الإنسان، تم خلاله التعرض إلى ملف أزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. يذكر أن هذا اللقاء ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن التقى الطرفان في أكثر من مناسبة سابقة. نتائج انتخابات مجالس الكليات شككت مصادر طلابية في نتائج انتخابات مجالس الكليات التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي،  وقالت « إنها تتناقض مع الواقع ». وكانت وزارة التعليم العالي أصدرت بيانا جاء فيه أن طلبة التجمع الدستوري حصلوا على 543 مقعدا (88.16 بالمائة)، فيما حصلت قائمات الإتحاد العام لطلبة تونس على 57 مقعدا(9.25بالمائة)، وحصل الطلبة المستقلون على 16 مقعدا (1.49 بالمائة). ويذكر أن انتخابات مجالس الكليات جرت يوم 13 ديسمبر و تخللتها أحداث عنف في عدد من الأجزاء الجامعية. السياحة التونسية هي الأدنى في حوض المتوسط كشف تقرير حديث لـ »فيتش رايتنغ » أن مداخيل السياحة في تونس هي الأدنى في حوض البحر الأبيض المتوسط وأن  » تونس هي الوجهة البخسة في المنطقة ». وجاء في التقرير أيضا  » إن السياحة التونسية خسرت ما قدره 5.3 بالمائة من حصّتها إقليميا مابين 2000 و 2005، مقابل ارتفاع حصة تركيا بـ 9.9 بالمائة.. ». إضراب متفقدي التعليم الثانوي أضرب متفقدو التعليم الثانوي يوم 16 ديسمبر احتجاجا على ما اعتبروه » عدم اكتراث وزارة التربية والتكوين بمطالبهم.. ». وتتمثل مطالب متفقدي التعليم الثانوي في تشريكهم في المسائل التربوية و البيداغوجية و إعداد البرامج بالإضافة إلى مطالب مالية كاسترجاع مصاريف متعلقة بممارسة المهنة. مرض السرطان في تونس ذكر تقرير طبي نشر حديثا أن 9آلاف شخص يصابون بالسرطان سنويا في تونس. وجاء في هذا التقرير أن سرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى بالنسبة للرجال، يليه سرطان المثانة ثم البروستات،  ثم سرطان المعدة. أما بالنسبة للنساء فإن سرطان الثدي يشكل الأكثر انتشارا يليه سرطان الرحم ثم الجلد ثم سرطان المبيض. المسيحيون في تونس قال مطران تونس مروان اللحام إن نحو 3 آلاف مسيحي سيقيمون في كنيسة مدينة تونس قدّاس ليلة الميلاد و صلاة يوم العيد. و أضاف في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الايطالية أن أتباع الطائفة المسيحية في تونس سيقيمون عشرة قداديس في الإحدى عشر كنيسة بتونس. وقال مطران تونس إن عدد الكاثوليك في تونس يتراوح بين 20 و22 ألف نسمة موزعين على نحو 60 جنسية. تلامذة تونس في مسابقة « بيزا » الدولية تساءل عدد من المهتمين بالشأن التربوي في بلادنا عن أسباب تكتم المسؤولين عن النتائج المتدنية للتلاميذ التونسيين الذين شاركوا في اختبار « بيزا » الدولي الذي يهتم بتقييم المعارف و المكتسبات العلمية للأطفال في سن الخامسة عشرة. يذكر أن ترتيب تونس (2003-2006) كان ضمن الثلاث الأواخر في الرياضيات و القراءة والعلوم. ارتفاع عجز الميزان التجاري كشفت أرقام حديثة صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء أن عجز الميزان التجاري التونسي ارتفع منذ بداية 2007 إلى غضون شهر ديسمبر الجاري بنسبة 10 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وجاء في إحصائيات المعهد  الوطني للإحصاء أن الواردات ارتفعت بنسبة 21 بالمائة بينما ارتفعت قيمة الصادرات بسبة 24 بالمائة. مؤتمر الأمانة العامة للأحزاب العربية من المنتظر أن تحتضن العاصمة المغربية الرباط خلال شهر فيفري القادم فعاليات مؤتمر الأمانة العامة للأحزاب العربية وذلك بدعوة من الأحزاب المغربية. وتعتبر هذه الخطوة نقطة هامة إذ أنه لأول مرة تحتضن دولة مغاربية هذا المؤتمر الذي كان يعقد دائما في بلدان المشرق العربي. وانعقاد مؤتمر الأمانة العامة للأحزاب العربية في المغرب الشقيق فضلا عن كونه يتجاوز »مركزية المشرق العربي » فإنه في الوقت ذاته يؤكد المكانة و الدور الذي أصبحت عليه الأحزاب المغاربية. خلافات في اتحاد الكتاب العرب اتهم السيد صلاح الدين بوجاه رئيس اتحاد الكتاب التونسيين أعضاء اتحادات الكتاب العربية بـ » الإنشغال بالصراعات الجانبية على فرص السفر للخارج »  و دعا في تصريح أدلى به إلى صحيفة « الوطن » السعودية،  الكتاب للوصول إلى » كلمة سواء لفضّ الإشتباكات ». مؤتمر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تكثفت خلال الفترة الخيرة الحملة الانتخابية بين الصحافيين التونسيين استعدادا للمؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين المزمع عقده أواسط شهر جانفي . ومن خلال السماء التي قدمت ترشحها و القوائم التي أعلنت عن نفسها، يظهر أن هناك قوائم قريبة من السلطة و أخرى مستقلة. تعازي انتقلت إلى جوار ربّها جدة الأخت نوال الهميسي عضو المجلس الوطني للحزب. وانتقل إلى جوار ربّه والد الأخ نور الدين المباركي عضو هيئة تحرير جريدة الوطن. قيادة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وكافة أعضائه وأسرة جريدة الوطن يتقدمون للأخوين بأحر التعازي وألهم عائلتهما الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون (المصدر: الوطن (لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 20  الصادر في 28 ديسمبر2007  )

 

---

 

كلمة لا بد منها: في الذكرى التاسعة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

 

محسن بنعلي في العاشر من ديسمبر من كل عام تحيي البشرية بمستضعفيها ومقهوريها وجلاديها ومتسلطيها ذكرى « الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ». الحدث كان نتيجة معاناة تاريخية وليس بموجب قرار أو مرسوم. إن الأذى التاريخي للضمير الإنساني كان حافزا للنضال والتطلع إلى عالم بلا خوف ولا فاقة . مقدمة وثلاثون مادة، تلك هي اللا ئحة الشهيرة  » للإعلان العالمي لحقوق الإنسان  » المساواة …الحرية  حرية الرأي والمعتقد وتأسيس الأسرة… حق التملك… العيش الكريم… اللجوء إلى بلد آخر…حق الثورة على الإستبداد والظلم… حقوق غير قابلة للتصرف أو الإنكار وهي لصيقة بالوجود الإنساني. إن ما تحقق في العاشر من ديسمبر مثير ومذهل في مجال حقوق الإنسان، فقد صار مفهوم الإنسان مجردا من أي تمييز غير شخصي مثل اللون والجنس والعنصر والدين وبالتالي صارت حماية   الإنسان غير مشروطة. إلا أن الدول والأشخاص الطبيعيين والإعتباريين لم يقتربوا بدرجة كافية من فرض الإحترام لحقوق الإنسان خاصة حرياته وحقوقه المدنية والسياسية وبالرغم من أن دساتير الدول الأعضاء في المنتظم الأممي تشير صراحة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلا أنه كان لا بد من آليات خاصة لحماية حقوق الإنسان فتعددت اللجان التي ترصد الإنتهاكات الجسيمة، لكن آلية العقوبات نادرا ما تستخدم ولأسباب سياسية وحيث ما تتوافر للدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن أسباب ومصالح كافية لاتخاذ قرار فرض العقوبات، بالتالي فإن استخدام آلية العقوبات يتسم بعدم الإستقامة، ففي السابق مثلا فرضت العقوبات الجماعية على جنوب إفريقيا لإصرارها على التمسك بنظام العزل العنصري والتمييز ضد الأفارقة من السكان الأصليين في حين لم تستخدم قط آلية العقوبات ضد « إسرائيل » بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان العربي في فلسطين.وفي أحسن الأحوال تصدر إدانة لفظية لا قيمة لها بل تؤكد مصادر عاملة في الأمم المتحدة على أن  40 %من الدول الأعضاء تمارس انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان دون أن يؤثر ذلك على مزايا عضويتها في المنظمة أو حتى  ينهي أهليتها لعضوية لجنة حقوق الإنسان واللجان الفرعية الأخرى المتممة لها . وهناك دول ما زالت ترفض التصديق على عهود جوهرية للوجود الإنساني الحر،  وحتى الدول التي صدقت أفرطت في التحفظ على بعض المواد المهمة. إن الحماية الدولية والإقليمية والوطنية لحقوق الإنسان لم تتقدم بعد إلى الدرجة التي نستطيع معها أن نتوقع بثقة إمكان ردع الإنتهاكات أو وقفها، بل هناك حالات من التجاوزات التي نشهدها أمام أعيينا دون أن نستطيع حراكا حيالها، وربما يكون ضارا أن نتعلق بالآمال والأوهام التي تدعونا لتوقع النجاح الفوري، فالنضال من أجل حقوق  الإنسان شاق وطويل وقد يتعرض لنكسات عدة . إنني مع جميع اللوائح والقوانين التي جاءت لتحمي حقوق الإنسان ولكنني لست مع الغرب الذي يلوح بحقوق الإنسان ويجعل منها حصان طروادة،  فباسم حقوق الإنسان يمارس الغرب الوصاية على دول العالم الفقير ويخضعها لتقويم بنيوي سياسي، إن حقوق الإنسان هي المسوغ لتطبيق ما أفرزه  » الإجتهاد الفقهي الغربي » من حق التدخل الإنساني الذي يذكر بمفهوم « المهمة الحضارية  » التي كانت القوى الإستعمارية تتذرع بها لفرض هيمنتها على العالم . سيبقى ما جاء به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – من مقدمة ومواد وفقرات – سبيلا لمئات الألوف من البشر للتضحية بالأرواح. (المصدر: الوطن (لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 20  الصادر في 28 ديسمبر2007  )

---

اصدار جديد لوزارة الشؤون الدينية منتدى تونس للسلام

 

تونس/الوطن أصدرت وزارة الشؤون الدينية كتابا يحمل عنوان »منتدى تونس للسلام » ، تضمن محاضرة للمفكر الإيطالي المسلم يحي بللاّفيتشني بعنوان »الحوار بين الحضارات والتبادل الأوروبي المتوسطي » كان ألقاها يوم 21 أكتوبر 2006 على منبر منتدى تونس للسلام. ومنتدى تونس للسلام هو فضاء فكري علمي يعنى برصد ما يبذل من جهود لتكريس قيم السلام والعمل على الإسهام في نشر ثقافتها وترسيخ أسسها في الفكر والسلوك وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام وما يتضمنه من مبادئ سامية تؤمن بالإعتدال والتسامح وتنبذ مل أشكال الإنغلاق والتحجر و العنف التطرف. ولا يسعنا إلا تثمين المجهودات التي تقوم بها وزارة الشؤون الدينية في نشر الصورة الصحيحة للإسلام من خلال منشوراتها و أدائها عموما. (المصدر: الوطن (لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 20  الصادر في 28 ديسمبر2007  )

---

ندوة صحفية حول الإضراب الذي يشنه الأساتذة المطرودون عن العمل

 

نقل : كمال الساكري  حضرت « الوطن » الندوة الصحفية التي عقدتها النقابة العامة للتعليم الثانوي يوم 17/12/2007 بمكتبها بالمقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل. وقد افتتح الشادلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي الندوة مرحبا بالصحفيين وشاكرا صحفهم على ما قامت به من تغطية ومتابعة لإنارة الرأي العام وتخلص إلى التذكير بمحاور إضراب الجوع الذي شارف الشهر يوم 17/12/2007 وهما محوران أساسيان : -1- الوضع الصحي للمضربين الثلاثة محمد المومني ومعز الزغلامي وعلي الجلولي -2- تمسك المضربين بمواصلة إضرابهم حتى تحقيق العودة إلى العمل وفيما يتعلق بالمحور الأول فقد شدّد السيد الشادلي قاري على تفاقم الوضع الصحي للمضربين وإنذاره بالخطر وهو ما أكّده فيما بعد السيد سامي السويحلي طبيب ومنسق لجنة المضربين الأمر الذي دفعه إلى المطالبة بإيقاف الإضراب حفاظا على صحة المعتصمين. غير أنّ المضربين الثلاثة بالرغم ممّا عرفته حالتهم الصحية من تعكّر أودت بنقل بعضهم إلى أحد مراكز الإسعاف فإنّهم متمسكون بإضراب الجوع حتى تحقيق مطلبهم ألا وهو قرار إعادتهم إلى سالف عملهم خاصة وأنّهم برهنوا على كفاءتهم المهنية من خلال التقييمات الإيجابية التي دوّنها السادة المتفقدون في شأن المضربين الثلاثة (كما تثبته التقارير البيداغوجية التي أمدّتنا بها النقابة العامة للقطاع) وإزاء ثبات المضربين على موقفهم علاوة على شرعية إضرابهم أوضح السيد شاذلي قاري أنّ النقابة العامّة تشدّ على أيديهم ولا يمكن أن ترغمهم على فك الإضراب. وقد أفاد الشاذلي قاري أنّ النقابة العامة قد دخلت في عدّة أشكال تحسيسية من خلال تنظيم لقاء جهات وإنجاز وقفات احتجاجية لمدة ربع ساعة يومي الثلاثاء والخميس 11 و13 ديسمبر وحمل الشارة الحمراء كامل يومي الأربعاء والخميس 12 و13 ديسمبر خلال حصص التدريس. وتحمل النقابة العامة وزارة الإشراف المسؤولية عن كل ما يترتب عن أوضاع المضربين هذه الوزارة التي رفضت أي حوار جدّي حسب السيد شاذلي قاري وما قامت به المركزية النقابية لم يُفض إلى أي نتيجة بعد. وخلال إجابته عن أسئلة الصحفيين أكّد السيد الشاذلي قاري على نضج المضربين وتحضرهم فهم ليسوا انتحاريين كما يحلو للبعض أن يصمهم تصريحا أو تلميحا وإنّما هم أصحاب حق أجبروا على الاعتصام حتى يلتفت إلى المظلمة التي سلطت عليهم. وجوابا عن سؤال « الوطن » عمّا إذا كان مثل هذا الإضراب أحد تداعيات إلغاء إضراب 17/10/2006 وإمضاء اتفاق لا يُحقق مطالب القطاع الدّنيا، أفاد السيد الشاذلي قاري أنّ النقابة العامة مُلزمة بقرارات الهياكل ولا سيما قرارات الهيئة الإدارية. وجوابا عن استفسار يتصل بما ورد على لسان السيد الشاذلي قاري حول توظيف هذا الإضراب ألحّ على أنّه لم ترصد إلى الآن أي محاولة للتوظيف وإنما النقابة العامة تذكر الجميع بأنّ ملف الإضراب من صلاحيات القطاع وحده وليس من حق أي كان التدخل فيه إلاّ أنّ النقابة العامة مستعدّة للتفاوض الجدّي ولن تتصرف سلبيا مع الحلول المقترحة. (المصدر: الوطن (لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 20  الصادر في 28 ديسمبر2007  )

---

جامعة قبلي للإتحاد الديمقراطي الوحدوي تحيي ذكرى استشهاد القائد المناضل صدام حسين

 

أحيى مناضلو الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بجامعة قبلي ذكرى استشهاد القائد المناضل صدام حسين المجيد وذلك في أول وثاني أيام عيد الأضحى المبارك الذي ارتبط في أذهان الجماهير بذلك الحدث الجلل. وقد واكب عدد غفير من أبناء الجهة فعاليات هذه الذكرى التي ساهم فيها عدد من شعراء الجهة وجددوا فيه تثمينهم لدور الحزب في الإلتزام بقضايا أمتهم وفسحه المجال لهم للتعبير عن مشاغلهم في غياب مجالات يفترض أنها متاحة. ونظرا للوقع الطيب لهذه التظاهرة على أنفس الحاضرين دفعتهم الحماسة إلى دعوة الحزب إلى مزيد تنويع الأنشطة وتكثيفها:استدعاء رموز قومية ووطنية، محاضرات، ندوات…، وهي أنشطة تتطلب بالضرورة دعما ماديا ومعنويا نرجو أن يتوفر    سمير بن علي   (المصدر: الوطن (لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 20  الصادر في 28 ديسمبر2007  )

 

---

صلاح الدين الجورشي: المراجعات مبادرة تنتظر التسويق

 

حوار – عبد الله الطحاوي من المغرب العربي يتكلم الكاتب والباحث الإسلامي التونسي صلاح الدين الجورشي عن مراجعات الشيخ سيد إمام، باعتبارها تفتح بابا من النقاش والتطويق لجرثومة العنف، فهي في رأيه بذرة بسيطة وربما ليست مغرية للمتابعين، خصوصا من خارج خطوط الفكر الإسلامي، لكنها مهمة للزراع، باعتبارها عودة ثانية لأصول مصادر التلقي، يستولد من المرجعية ذاتها خيارات، ربما لا تستوعب طاقات الغضب كلية، لكنها تطوي دوافع العنف. وتوقع الجورشي في هذا الحوار أن تمتد آثار المراجعات للمغرب العربي وحركاته الجهادية، التي شرعت في مد خيوطها مع تنظيم القاعدة، ومن هنا تبرز أهمية كبرى لهذه المراجعات، أي تفكيكها للمنظومة من داخلها ومحاولة إعادة ترتيب النصوص والمنطق الداخلي لهذه الجماعات. وطالب الجورشي في هذا الحوار بتفكيك بعض الأوهام التي تهيمن على الخطاب الإسلامي المعاصر، المتمثل في إزاحة الدولة القومية الكائنة لسراب لن يكون، ودعا إلى العمل داخل المنظومة الإدارية والقانونية للدولة المعاصرة؛ لأن ذلك سيجعل خطابها واقعيا وتفصيليا وممتحنا من الجماهير.

نص الحوار:

بؤر العنف الفكري

* المراجعات التي تقوم بها جماعات العنف في مصر مثل جماعة الجهاد ومن قبلها الجماعة الإسلامية.. هل هناك علاقة بين الجماعات الجهادية العنيفة في مصر والجماعات التي نشأت في المغرب العربي أم أنها حالات جهادية كل منها تستنطق تجربتها الخاصة وتستدعي إجابتها الداخلية.. بمعنى آخر بؤرة العنف خرجت من مصر هل تتفق مع ذلك؟

** جماعات العنف في المغرب لم تبرز إلا في الفترة الأخيرة، و تشكلها الحاضر في عدد من دول المغرب العربي كان مرتبطا ارتباطا أيديولوجيا وفي بعض الجوانب تنظيميا مع أفغانستان حيث الجهاد الأفغاني، الذي شارك فيه عدد من مجاهدي الجزائر، خاصة بعد الأزمة السياسية في الجزائر وتشكل الجناح العسكري لجبهة الإنقاذ، حيث تمكن عدد من مؤسسيه من كسب خبرة عالية واحترافية في مجال القتال من الساحة الأفغانية، لكن الملاحظ بعد توقف العنف في الجزائر الذي كان مطبوعا بخصوصية الجزائر في الفترة الأخيرة بدأت تتشكل جماعات عنف مرتبطة بشكل ولاء أو تأثر أيديولوجي أو حتى ارتباط عضوي مع تنظيم القاعدة الذي كان جزءا مؤسسا فيه يعود بجذوره إلى رافد من جماعة الجهاد وهو أيمن الظواهري وتفكيره و خبراته التي وظفها لإعطاء العنف بعدا دوليا في معركة عالمية. فيمكن أن نقول إن الطرف المصري لعب دورا في نقل خبرة العنف إلى بعض جماعات العنف في المغرب العربي، وإن كان يبدو لي أن الجماعة الجزائرية العنيفة شرعت في توظيف (يافطة القاعدة) لتحدث حالة إرباك عام، فتسمية القاعدة تستبطن مخزونا سياسيا وأمنيا تتصور الجماعة الجزائرية أنه يعزز موقعها ويغطي على حالة الضعف والخلافات التي تشقها.   * لكن هل ترى أن الجماعات الجهادية في المغرب العربي تلزم نفس النظرية السياسة القائمة على الحاكمية وتكفير الحاكم والطوائف المعينة له من شرطة وجيش ومثقفين؟

** هناك تقاطعات عديدة بين التجربتين في مستوى المرجعية، ولا شك في أن الجماعات القتالية في المغرب تؤمن بعدد من المنطلقات النظرية التي تبلورت في تجربة جماعات العنف بمصر، مثل قضية الحاكمية وإعادة الاعتبار للفريضة الغائبة (الجهاد)، واعتبار أن الجهاد شرعي ضد الأنظمة، وممارسة الضغط الأيدلوجي على المواطنين المدنيين لإشعارهم أنهم يجب أن ينخرطوا في الحرب وإلا سيكونون مستهدفين، كل ذلك موجود خاصة في جماعات عنف الجزائر، مثل التيار السلفي الجديد الآن الذي يترسخ انطلاقا من مفاهيم أيديولوجية محددة وواضحة وقطعية وتعتبر هي الأساس للانتماء واستقطاب وتأطير المقاتلين، ولهذا فهناك نوع من التقاطع والترابط والتأثر في المستوى الأيدلوجي. أما المستوى التنظيمي فقد تبلور في فترة متأخرة، فالجماعة السلفية الليبية أعلنت عن ارتباطها بتنظيم القاعدة أو ما يسمى الآن الجماعات المقاتلة في الجزائر التي تعتبر نفسها تحت القاعدة وكذلك الجناح السلفي لم ينجحا في التحول إلى هيكل واضح في المغرب. لكن عموما دعني أؤكد على مستوى الأفكار والارتباطات العضوية الفردية التي تتم عن طريق الأفراد وتدل على التأثير السياسي الأيدلوجي العقدي لجماعات العنف المصرية.

المراجعة.. والمصلحة

* تقييمك لحركة المراجعة بشكل عام، خصوصا المراجعات التي قدمتها جماعة الجهاد المصرية: هل هي قائمة على المصلحة المباشرة في وقف القتال وحفظ أمن هذه الجماعات، خصوصا أن النظرية لم تسقط إنما تعددت الاستجابة معها في توسيع خيارات الرفض والغضب ليشمل الهجرة أو السكوت أو تحمل الأذى والصبر، أم نحن بصدد تراجع عن منهج تلق عن التراث بشكل جدي؟

** أولا أهم عنصر دفع هذه الجماعات للمراجعات هو إدراكها بشكل واضح أن طريق العنف لن يؤدي إلى تحقيق نتائج عملية لصالح هذه الجماعات، فممارسة العنف قد بلغ أقصى درجاته ولم يحقق الأهداف التي كانت مطروحة، ولذلك مراجعتها مهمة جدا من هذا الجانب؛ لأنها إعلان إفلاس اللجوء للعنف كوسيلة للتغيير، وهذا مهم لأنه بغض النظر عن بقية الوسائل والخيارات فالتوقف عن هذا المنهج هو عامل مساعد لتوفير حد أدني من الوضوح والاستقرار. الأمر الثاني أن عادة الأنظمة والجماعات الفكرية والنخب أن تتفاعل بشكل خاطئ مع هذه الأفكار، حيث تريد إقناع هؤلاء الإفراد وتغيير ما استقر في أذهانهم من أنه لا وسائل جبرية لتحقيق التغيير، لكن التغيير يكون من منطلقات حقوق الإنسان والثقافة الحديثة، وهذا لن يؤدي لأي تأثير لأنهم يرفضون الإقرار بأن المنظومة الدولية مرجعية بالنسبة لهم، ولذلك لن يقتنعوا بهذا الخطاب. والأجدى أن يدور نقاش داخل المنظومة نفسها من قبل عناصر مؤسسة فيها وتدرك وتقر أن هناك فهما آخر للنصوص الإسلامية الأساسية المحرضة على الجهاد، وأن له ضوابطه الشرعية، وأن الفرد ينتبه أنه سيقتل آخرين وبالتالي القتل يشكل عنصرا خطيرا وفتنة، إذن بات مهما في هذه اللحظة أن يكتشفوا أن هناك آلية أخرى للتعامل مع النصوص الشرعية و الإسلامية. ومن هنا تبرز أهمية كبرى لهذه المراجعات أي تفكيك المنظومة من داخلها ومحاولة إعادة ترتيب النصوص والمنطق الداخلي لهذه الجماعات، ولذلك تعتبر تجربة مهمة لتطويق حالات العنف. ولهذا أنا متعجب ومستغرب.. أولا لأن النخب الحديثة والعلمانية لم تنتبه أو تريد أن تعطي أهمية هذه المراجعات رغم قيمتها المعرفية والمنهجية. وثانيا: والأكثر من ذلك أن الحكومات لم تتعامل بجدية مع هذه المراجعات وأنها مكسب أمني، وإن جاء اضطراريا، حيث كان يفترض أن تتعامل معها النخب والأنظمة بأساليب مختلفة تسمح باندماج هذه الجماعات التي أعلنت القطيعة مع العنف بفضاء للنشاط وفضاء للمشاركة، وتتوفر إستراتيجية لإدماجها في الدورة الثقافية والسياسية، ولكن للأسف الأنظمة تعاملت بتجاهل وعدم جدية، وكأنها إما لم تدرك أهمية هذه المراجعات، وإما تحرص على بقاء حد أدنى من الجماعات العنيفة لاعتبارات سياسية معينة.

الجهاد يحتاج لنقاش طويل

* هل يمكن أن تؤثر هذه المراجعات في الحركات الإسلامية المصرية على الجماعات الشبيهة في المغرب العربي على اعتبار أن هذه الجماعات كان لها أثرها في التأسيس، ومن ثم ما هي العوامل المساعدة على زيادة تأثير هذه المراجعات، وما هو دور الإخوان أو الجماعات المعتدلة بالنسبة للمراجعات؟

** رغم أن جماعات العنف في المغرب تحكمها خصوصيات محلية وظروف سياسية معينة، لكني أتوقع أن تأثير هذه المراجعات إذا لم يكن على مجمل الجماعات في المغرب العربي فسيكون على الأقل على شق داخلها. هذه المراجعات إذا وصلت إلى جماعات العنف فستشكل بداية نوع من النقاشات المهمة التي قد تجعل جزءا من هذه الجماعات يتخلى عن العنف أو يعيد النظر فيه، والدليل في مرحلة سابقة وبعد حصول المراجعات الأولى في الجماعة الإسلامية لاحظنا أن نقاشا حصل داخل الجماعة الليبية حتى أن بعض قادتهم أعطى تصريحات في بعض الصحف يبين مبادرات لمراجعات يقوم بها بعض العناصر السلفية الجهادية في الجماعة الليبية، وبين بالدليل القاطع أن العنف لم يؤد لنتيجة، وبعضهم بدأ محادثات من داخل السجن مع النظام الليبي عن طريق سيف الإسلام. هذه المراجعات نحن جميعا يجب أن نستثمرها وننقلها ونعتمد على بعض وسائلها ومنطقها الداخلي لنروجها ونوصلها إلى كل من يؤمن أن العنف ممكن أن يكون خيارا إستراتيجيا ووسيلة للتغيير.

* وهل ستؤثر هذه المراجعات على تنظيم القاعدة؟   ** مجموعات القاعدة في تقديري حالة خاصة؛ لأنها ليست مرتبطة بجانب فكري وعقائدي فقط، بل بشخصيات لها تأثير كارزمائي كبير على عناصرها، مثل بن لادن والظواهري. يضاف إلى ذلك أن التنظيم يتحرك على مستوى دولي ويعطي حرية الأفراد والمجموعات المحلية، ولديه مجال حيوي في العراق لتطبيق بعض الخطط رغم ما يتلقاه من ضربات. يضاف إلى ذلك الإمكانيات المالية التي تلعب دورا في استقطاب العناصر وتوجيهها وإعطائها الفرص لتقطع مع أوضاع سابقة.   تنظيم القاعدة لم يتلق الضربات القوية التي تجعله يدرك أنه وصل لطريق مسدود، ما زالت إمكانية الكسب السياسي متوفرة لديه ما دامت المعركة مع الولايات المتحدة بهذا النطاق، وما دامت الإدارة الأمريكية ترتكب أخطاء فظيعة تعطي تنظيم القاعدة أكثر من مبرر، لكن على المستوى الأيدلوجي هذه المراجعات إذا عرفنا كيف نتفاعل معها ونبرزها على السطح ونسوقها على نطاق واسع بعد 10 / 15 سنة فسيتحول العنف إلى خيار هامشي، وسيتعزز الخيار الإستراتيجي الأساسي محاولة تغيير الأوضاع بالطرق السلمية، ولكن لكل اختياره عن طريق العمل السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي، المهم أن نقضي على جرثومة العنف التي ما زالت ليست أساسية لكنها مربكة للعمل العام، إضافة إلى تأثيراتها وتداعياتها الإستراتيجية والسياسية الخطيرة التي تستغلها الولايات المتحدة والغرب لتحقيق أهداف بعيدة المدى وخطيرة على مستوى وحدة الأمة وثرواتها، وهي أعطت – هذه السياسات- مبررا لقمع الأنظمة ليس فقط الإسلاميين، ولكن النخب، وتضيق النطاق على الديمقراطيين.

مراجعات التيار الوسطي

* لم تزل فكرة المراجعة قاصرة على جماعات العنف، فمثلا لم نر في التيارات السلفية أو جماعات أخرى توسم بالاعتدال مراجعات حقيقية.. هل لا بد أن ندفع للمراجعة دفعا؟

** اعتبر أن الخط الرئيسي في الحركة الإسلامية الحالية يتحمل مسئولية كبيرة في هذا المجال، حيث لم يدفع هذا الخط نسق المراجعات في داخله إلى أعلى مستوياته لكي نكسب الزمن ونستفيد من الفرص ونطرح الإسلام بنظرة جديدة. وبالتالي كلما تباطأ التيار الرئيسي (التيار الوسطي) في عملية المراجعات العميقة كلما ظل الجدل الدائر حول رئاسة القبطي والمرأة.. ما دمنا نتخبط بعد 100 سنة من تأسيس الحركة الإسلامية في قضايا لم نحسمها بشكل واضح وقطعي فإن بقية الفصائل التي تقف على يمين الحركة الإسلامية الرئيسية ستكون مراجعاتها محدودة ومرتبطة بقضايا المفروض أننا تجاوزناها منذ فترة طويلة. كان لا بد أن يدفع التيار الرئيسي الظاهرة نحو النضج ونحو القول إن هناك أزمة عميقة في الفكر الإسلامي يجب أن نتصدى لها بقوة من خلال تغيير التعامل مع النص والرؤية الإسلامية والمراجع الإسلامية الأساسية ونفهم أن هناك قضايا ذات أولوية يجب أن تكون هي الأصل والقاعدة في الرؤية الإسلامية، مثل: قضية الحريات، وحقوق الإنسان، وبناء الدولة الحديثة، وتفعيل العلاقات الاجتماعية، وتحقيق المساواة بين الجنسين. أنا في تقديري ما لم يطرح المثقفون الإسلاميون والتيار الإسلامي الرئيسي هذه القضايا بكل قوة وبالتالي يحرر المشروع الإسلامي الحركي من البؤرة التي انتكس فيها أو ما زال يتخبط في داخلها منذ 60 سنة فسنظل ندور في مراجعات جزئية تنتظر عمرا وتستنزف جهودا كثيرة حتى نبدأ في مراجعة جزئية أخرى بينما الزمن يمر والمسافة بيننا وبين الآخر تتسع. * كمفكر إسلامي وناشط حقوقي كيف تراقب صيرورة الحركات الإسلامية المصرية من المغرب؟

** أول ما يلفت النظر بالنسبة للساحة الإسلامية في مصر هو كثافة الجدل الدائر حولها والدائر بينها وبين الآخرين، وهذا يدل على أن الحركة الإسلامية المصرية تعيش مرحلة جديدة لم تتبلور ملامحها المستقبلية لكن الأكيد أنها ستضطر إلى إعادة النظر في مرحلة قادمة في مجموعة من قضايا أساسية متعلقة بدورها وبعلاقتها مع قواعدها وعلاقاتها مع بقية الأطراف السياسية والفكرية؛ أي أن حالة الإخوان كأني بها خرجت من مرحلة السكون التي لازمتها لفترة طويلة وبدأت تجد نفسها مضطرة للتفاعل أحيانا إيجابيا وأحيانا سلبيا مع عوامل ضغط تتكثف في هذه المرحلة، ضغط لا يزال بشكل رئيسي من النخب التي تعبر عن شكوك حول الدور السياسي الذي يمكن أن تلعبه هذه الحركة في المرحلة القادمة، وأيضا ضغوط عالمية بدأت تأخذها بعين الاعتبار وتتعامل معها، وما زال ينقصها تيارا ضاغطا داخل صفوفها يدفعها إلى أن تقوم بمراجعات أكثر جدية وأكثر عمق وأكثر طمأنة للمحيط.

حزب الإخوان

* بالنسبة للإخوان وبرنامج الحزب وما يطرحه من أفكار كيف ترى الأمر.. الفكرة في حد ذاتها هل تتقبلها؟

** اعتبرتها مؤشرا إيجابيا على أن الجماعة تبلور ولو مشروعا أوليا محدودا لبرنامج سياسي إيجابي؛ لأنه يحاول أن يعكس حالة النضج السياسي الذي بلغته هذه الجماعة بعد هذا الشوط الذي قطعته منذ تأسيسها. ثم كانت هذه الوثيقة فرصة لعاصفة من الاحتجاجات ومن الجدل سيدفعها بالضرورة إلى أن تنتبه إلى أن أي موقف تعلن عنه سيحاسبها عليه الناس. لكن المشكلة التي لا تزال مطروحة في صفوف الإخوان هي أنهم لا يزالون لا يميزون بين الجماعة كمفهوم متداخل يرتبط فيه السياسي بالديني بالاجتماعي بالتربوي بالاقتصادي، وبين مفهوم الحزب السياسي كمفهوم حديث، ولذلك حالة المخاض ستستمر في اتجاه أن يقع الفصل بين المفهومين، بين مفهوم الجماعة الأقرب إلى المجال الدعوي الأيدلوجي كما بناه وتصوره مؤسس الإخوان حسن البنا، وبين الحزب السياسي كرؤية تنظيمية وعملياتية واجتماعية وسياسية مختلفة في البنية والتصور والآليات عن الجماعة. هذه الوثيقة الأولية ستعمق النقاش وسيؤدي ذلك على الأقل لاكتساب حد أدني من الوضوح والإرادة للفصل بين المستويين، لكن من المهم الآن أن تستوعب المنظومة الإخوانية أن مشروع الدولة التي تشكل في العهد الإسلامي انتهى، وثانيا: أن نحدد بشكل دقيق مفهومنا للدولة الحديثة وأين تكمن خلافتنا معها، وعلى أي شيء نعترض معها. ثالثا لم ندرك أننا نتحدث عن دولة وهمية ونحترق من أجل شيء لن يتحقق؛ لأننا لو أردنا ذلك فسيتم عن طريق صراعات مع الجميع، ولهذا فعلى الإسلاميين أن ينطلقوا من الدولة القومية لإصلاحها، وأن يظهر مشروع إصلاحي سياسي يؤكد أن الدولة ليست لنا معها خلافات أساسية، إنما نحن ندعم مجال المراقبة، وأن نحدد أدوات التشريع فيها ونحارب ظاهرة الفساد فيها، أي رؤية إصلاحية للدولة القائمة.

* هذا الجدل يبدو أنه عربي في حين تسعى التيارات الإسلامية خارج العالم العربي إلى مراجعة أوضاعها والاندماج داخل بنية الدولة.

** هذا الجدل لم يبق إلا داخل المجتمعات العربية، فالحركات الإسلامية الأخرى اندمجت في النظام وشاركت في الانتخابات كما حدث في بنجلاديش وباكستان وتركيا. كما يوجد وهم آخر اسمه الاقتصاد الإسلامي لا تستطيع الحركات الإسلامية والفكر الإسلامي أن يفهم أن الاقتصاد يمثل موتور السيارة ونحن نريد أن نعطي قطع السيارة مفهوما أيدلوجيا سرابيا وهميا لا وجود له، وضيعنا جهد 40 سنة ندور حول وهم فيمتلئ القاموس ويخسر الواقع، وبعد هذا كله ستنتهي هذه الحركات إلى قبول النظام الليبرالي الاقتصادي. فمثلا حزب العدالة والتنمية المغربي عندما قبل أن يخوض الانتخابات قام سعد العثماني بعمل جولة أوروبية وأمريكية لكي يطمئنهم أنهم في حالة تشكيل الحزب للحكومة فسوف يسرعون في عملية الإصلاحات الاقتصادية وسيكونون أكثر أمانا من غيرهم في تطبيقها فقط سيقومون بعمل تغييرات تمس الفئات الضعيفة في المجتمع. الواقع سيفرض نفسه على الإسلاميين بعد نوع من المنازعة والمعاندة استمر طويلا، الإسلاميون لن يتمكنوا من فهم معنى الدولة أو الاقتصاد إلا عندما يقصوا الأيدلوجي العقائدي وينخرطوا في الواقع ويفهموه ليغيروا آلياته، فلن نغير الأوضاع في الجزائر بشعار الإسلام هو الحل، حيث الاقتصاد تفجر، والدولة متوغلة لكن بلا أرجل، والفقر المنتشر وحالات الهجرة غير الشرعية اليومية لن تغير الوضع أو تحل المشكلة، فالشعب يريد طعاما وعملا ومسكنا.. لا غير.

(المصدر موقع إسلام أونلاين.نت باريخ 26 ديسمبر 2007)

 

---

 

– إلى الإخوة أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية المنعقدة يوم 22 نوفمبر 2007 – إلى الإخوة الكتاب العامين للاتحادات المحلية – إلى الإخوة النقابيين ومناضلي الاتحاد   بره روح   ( نعم هكذا ؟ ! ؟) الغياب عن العمل أو معيز ولو طارو سبعة شهادات كتابية : لا وجود لأيّ غياب عن العمل أصلا – المجلس القطاعي المنعقد يوم 7 جوان 2007 يساند رجوعي إلى العمل – الهيئة الإدارية الجهوية بتونس يوم 27 جويلية 2007 تساند رجوعي إلى العمل -جريدة الشعب بتاريخ 10 نوفمبر 2007 « قد وجد مساندة كاملة من هياكل الاتحاد »

---

من أعلام الحركة الوطنية والجمعياتية بقصرهلال والوطن التونسي

فرج بن خليفة الاميّم(1890-3أفريل1959)

مراد رقية

 

ولد فرج بن خليفة الاميّم بقصرهلال،وزاول التعلّم بمدرستها التي غادرها ليمارس الحياكة،ثم التجارة،انخرط في الحزب الحر الدستوري منذ نشأة الشعبة الدستورية بقصرهلال أواخر سنة1921.بدأ نشاطه الجمعياتي المتعدد الوجوه بتأسيس جمعية »هلال المراسح »التمثيلية بقصرهلال يوم25ديسمبر سنة1927،ثم تولى رئاسة الجمعية،وقام بالتمثيل في بعض ما قدمته من مسرحيات،فقام بدور في رواية »صلاح الدين الأيوبي »سنة1928،كما ساهم بالتمثيل في رواية »في سبيل التاج »سنة1934،وكانت الجمعية تعقد اجتماعاتها بدكانه قبل أن تتمكن من اكتراء محل سنة1936.   وقد شاركت شعبة قصرهلال في مؤتمر الحزب بنهج الجبل بالعاصمة يومي12و13 ماي1933 بوفد ترأسه محمد بوزويتة،وضم محمود بن أحمد سعيدان،وعلي بن محمّد منصور،وفرج بن خليفة الاميّم،وعملت على اقحام جماعة »العمل التونسي »في اللجنة التنفيذية،وكانت قد ساهمت في المؤتمر التحضيري أيام2و3و4 ديسمبر1932 بنادي الحزب،والذي تناول فيه الكلمة الطاهر صفررغم أنه لم يكن عضوا باللجنة،والطاهر صفركان حبل الصلة بين اللجنة التنفيذية وجماعة العمل التونسي وقصرهلال التي تأكدت علاقاته بها عند تأسيس مدرسة الهلال سنة1929.   أنشأ سنة1930 تعاضدية استهلاك للمواد الغذائية بقصرهلال،شغل خطة رئيس مساعد لشعبة قصرهلال من سنة1934 الى أواخرأوت1937،ثم تولى رئاسة الشعبة بعد تخلي بوزويتة عنها بداية من يوم 29 أوت1937،  بعد اصدار رفاقه من الشعبة الدستورية بقصرهلال وهم،فرج الاميّم وأحمد بورخيص ومحمد القنوني والطاهر رورو وسالم الأحول ومحمد ابراهم وعبد اللطيف الشملي يوم 5 أوت1937بيان مساندة لبورقيبة بعد نشر مقال 29 أوت1937 الذي أحيل بموجبه على المحكمة بتهمة شتم الجند والجندرمة.   وقد آلت انتخابات تجديد هيئة شعبة قصرهلال يوم 29 أوت1937 التي أشرف عليها الحبيب بورقيبة وحضرها ممثلو أحد عشر شعبة،وشارك في انتخابها 350 عضوا الى انتخاب هيئة جديدةكانت على الشكل التالي، الرئيس،فرج بن خليفة الاميّم كاهيته،محمد بن عبد الرزاق الحجري الكاتب العام،محمد بن علي ابراهم كاهيته،الطاهر بن خليفة رورو أمين المال،أحمد بن الحاج ابراهيم بورخيص كاهيته،سالم بن حسن جمور الأعضاء،محمد بن عمر بوزويتة،حميدة بن محمد القصّاب،محمد بن عمر القنّوني،عمر بن حسين بوزويتة. وقد يكون أول عمل قامت به الهيئة الجديدة برئاسة فرج بن خليفة الاميّم هو اتخاذ موقف من الأطروحات المختلفة لمحاولة التوفيق بين الديوان السياسي واللجنة التنفيذية،وقد عبّرت شعبة قصرهلال يوم 12 سبتمبر 1937 عن رفضها لدمج اللجنة التنفيذية،وقبولها عقد مؤتمر لرؤساء الشعب الموجودة »يكون له القول الفصل »وجاء التعبير بلسان فرج الاميّم ومحمد ابراهم،ثم حضرت الشعبة اجتماعا للديوان السياسي انعقد بسوسة يوم 17 سبتمبر1937، بدون أن تهمل واجباتها الوطنية اذ عبّرت يوم 27 أكتوبر1937 عن احتجاجها على احداث الثلث الاستعماري الذي كان يهدف الى تشجيع الفرنسيين على الاستيطان،انتخب عضوا بالمجلس الملّي للحزب مع زميله في الشعبة محمد ابراهم في مؤتمر نهج التريبونال بالعاصمة من30 أكتوبر الى 2 نوفمبر1937،وقد كان للرجلين دور بارز في المؤتمر اذ استصدرا منه لائحة بسحب الثقة من الحكومة الفرنسية.   وقد أشرف على التاطير السياسي للشباب اذ تأسست للشبيبة الدستورية هيئة بقصرهلال يوم 28 مارس 1937 بنادي الشعبة الدستورية بصفته رئيسا لها،وكذلك اشرافه بذات النادي ولدى زيارة القائد حسونة الزوالي رئيس جمعية النجم الكشفي والكاتب العام للشبيبة الدستورية على اجتماع تناولا خلاله الكلمة،تأسس في اثره فرع كشفي بقصرهلال ترأسه القائد علي بن الدهماني الميلادي،وضم الاقليم الجديد 25 كشافا،وكان من ضمن هيئة الجمعية الخيرية الاسلامية المتحصلة على التأشيرة في جانفي 1937 والتي تركبت على النحو التالي، الرئيس،محمد بن الحاج علي صوّة كاهيته،محمد بن العامري الكعلي الكاتب العام،علي بن حسين القصّاب كاهيته،علي بن العامري الكعلي أمين المال،الصادق بن علي الديماسي كاهيته،عثمان بن محمود الشملي الأعضاء،الحاج حسين بن محمد الديماسي،محمد بن محمود الشملي،فرج بن خليفة الاميّم،أبو بكر بن محمد الصانع، محمد بوغزالة،صالح بن محمد سعيدان وقد جرت محاولة لتكوين جمعية للقدماء مشتركة بين قدماء المدرسة الحكومية،وقدماء المدرسة القرآنية في سبتمبر1937 تحت اسم »جمعية قدماء المدرسة القرآنية والمدرسة الفرنكو عربية بهيئة متركبةمن، الرئيس،الصادق بن علي الديماسي كاهيته،محمد بن العامري الكعلي الكاتب العام،علي بن العامري الكعلي كاهيته،عبد الرحمان بن فرج الشايب أمين المال،الطاهر بن علي الديماسي الأعضاء،علي بن حسين القصّاب،فرج بن خليفة الاميّم،الهذيلي بن علي رضوان، عمربن أحمد الهاني،عبد العزيز بن منصور الممّي وقد رفض الترخيص بحجة خوض الجمعية في المسائل السياسية،ولما أعيد الى الهيئة ملفها قصد اجراء تعديلات عليها فضلت التوقف،وعلى ضوء فشل تلك التجربة استقل قدماء المدرسة القرآنية بنشاطهم.   وعندما وقعت مراسلة هي عبارة عن رسالة ومنشور موجهين من الحبيب بورقيبة الى فرج الاميّم بين أيدي السلطة يوم 5 أفريل 1938 تم حجزها كوثيقة ادانة للرجلين،واثر اعتقال الحبيب بورقيبة وصحبه شنّ بقصرهلال اضراب عام ومظاهرة شاركت فيها شعبتا لمطة وصيّادة وسلمت في اثرها عريضة لكاهية المكنين،ويوم 12 أفريل 1938 حلّ بقصرهلال ضابط عسكري تلا على الناس بلاغا من الجنرال »أبادي »قائد حامية سوسة،ثم علّق اعلانا عن حالة الحصار مع تذكيربحل الحزب.وتجمع الناس بعد انصراف الجنود وخطب فيهم محمد ابراهم وابراهيم عبد الله،وفرج الاميّم وأحمد بورخيص الذين اعتقلوا يوم 14 أفريل 1938 وأحيلوا بتهمة التحريض على العصيان على المحكمة التي قضت يوم 16 سبتمبر1938 بعد سماع الدعوى واخلاء السبيل.   وقد خضعت قصرهلال الى حصار شديد حتى أن اجتماعا بمحل مجاور لدكان الحلاق عبد الله بن عبد اللطيف الحداد يوم 27 نوفمبر1938 تسبب في تفتيش الأشخاص المجتمعين وهم،فرج الاميّم،يونس بن فرج جدة،عبد الله بن قارة هلال،محمد بن عمر القنوني،محمد بن أحمد جدة،عبد القادر بن عبد اللطيف الحداد،الطيب بن محمد السوسي،ولاحظت الشرطة أن محمد بن علي ابراهم،وفرج بن خليفة الاميّم،وأحمد بن ابراهيم بورخيص،مسيّري الشعبة المنحلّة عادوا من تونس الى قصرهلال ليلة 3 جانفي 1939،وأن أحمد عيّاد أودع برقية تحمل428 امضاء موجهة الى رئيس الحكومة الفرنسية القادم الى تونس جاء فيها،الشعبة الدستورية بقصرهلال ترحب بكم،وتطلب منكم أن تفتحوا مفاوضات مع الزعماء الموقوفين،وقد اعتقل تحفظيا يوم 3 جانفي1939 كل من محمد بن علي ابراهم،أحمد بن ابراهيم بورخيص،فرج بن خليفة الاميّم،أحمد بن سالم عيّاد،محمد بن عمر بوزويتة،محمد بن عبد الرزاق الحجري،  وما أن أطلق سراحهم بعد أيام حتى عادوا الى النشاط،فسجلت شرطة سوسة عودة أحمد عيّاد من العاصمة يوم 9 فيفري1939وتصريحه بأن المظاهرات ستعم البلاد اذا لم يطلق سراح المعتقلين قبل 19 فيفري موعد القاء موسوليني لخطاب يملي فيه شروطا على فرنسا.   وعند حلول الذكرى الأولى لأحداث أفريل 1938 واثر اشاعة باحيائها أوقف تحفظيا،أحمد بن سالم عيّاد،وأحمد بن ابراهيم بورخيص،وابراهيم عبد الله بسجن المكنين يوم8 أفريل1939 ليطلق سراحهم يوم 11 أفريل1939 يضاف اليهم الهادي بن أحمد بوسلامة وفرج الاميّم،وتأسست خلال شهر جوان1946 نقابة النسج بقصرهلال،ولا نعلم عن هيئتها الأولى الا أن كاتبها العام فرج بن خليفة الاميّم الذي شارك بصفته تلك في المؤتمر التأسيسي ل »اتحاد نقابات الصنايعية وصغار التجار » بالعاصمة،وهو المؤتمر الذي ترأس جلسته الأولى فرحات حشاد،وحضر فعالياته الرئيس الشرفي للاتحاد العام التونسي للشغل الفاضل بن عاشور.وقد ألقى فرج الاميّم يوم 16 جانفي1947 كلمة في المؤتمر تذمر فيها من كيفية توزيع المواد الأولية وانتخب عضوا بلجنة المراقبة،وفي نطاق الصراع النقابي بين »الجامعة »و »الاتحاد »شنت جريدة »الطليعة »الناطقة باسم الحزب الشيوعي التونسي طيلة النصف الثاني من سنة1947 حملة شرسة على من أسمتهم بالاقطاعيين مرّة،والشريرين مرّة أخرى،وهم في نظرها صالح بن محمد سعيدان العضو باللجنة البلدية،وسالم بن محمد القصّاب أمين الحياكة،والطاهر بطّيخ رئيس الشعبة الدستورية ورئيس لجنة الاغاثة،وفرج بن خليفة الاميّم الكاتب العام لتقابة النسج بقصرهلال وعضو اللجنة المركزية لاتحاد نقابات الصنايعية وصغار التجار،وكاهية المكنين محمد النخلي،كما نعتت أتباعها بالديمقراطيين.   وبعد طرف مشروع بناء مدرسة قرآنية للفتيات »فتاة الهلال »وجد القوم أنفسهم بين خيارين اثنين،الأول كان الحصول على قطعة الأرض المناسبة،والثاني يستوجب القضاء على زاوية سيدي بن عيسى ذات الجذور في التاريخ المحلي،وقد حررت يوم 10 جوان 1949 عريضة حملت231 امضاء للمطالبة بتخصيص الزاوية لايواء المدرسة،وكان من بين الممضين،أحمد الحبشي ومحمد الحجري والهادي بوسلامة ومحمد القنوني،وعبد العزيز عيّاد ومحمد سعيدان وبوبكر الصانع وأحمد قفصية والهادي والطاهر ابراهم،وفرج الاميّم والطاهر فضلون وزهيّة الزرّاد.واقتبل الباي محمد الأمين صبيحة يوم الخميس 13 سبتمبر1951 وفدا من قصرهلال لدعوته الى وضع الحجر الأساسي لمستشفى قصرهلال المحلي يقوده المحسن الكبير والخيّر الحاج علي صوة،ويضم الوفد اضافة لصاحب وممول المشروع،حسن بن سليمان ساسي ومحمد بن سالم بن الشيخ وأحمد بن ابراهيم بورخيص وعلي بن البشير الصانع،وسالم بن حسن جمور والطاهر بن حمدة بوغزالة،وفرج بن خليفة الاميّم والصادق بن علي الديماسي ومحمد بن سالم سعيدان،وأحمد بن قاسم قعليش واسماعيل بن ابراهيم سعيدان ومحمد بن مفتاح ساسي.   وقد وافاه الأجل المحتوم يوم السبت 3 أفريل 1959،ويقتصر تكريم المغفورله على اطلاق اسمه على مؤسسة تربوية ابتدائية واقعة على طريق سوسة،وعلى نهج بوسط المدينة.

 

---

بسم الله الرحمان الرحيم                                                     تونس في 2007/12/29 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                       بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 368                                                           مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي على موقع تونس نيوز                                    

 

حصاد سنة 2007 الإعلامي مرجعا للأبناء وللأجيال والأحفاد وأحفادهم

 

على بركة الله تعالى يسعدني أن أتحدث خلال آخر السنة الإدارية 2007 حول موضوع المقالات التي ساهمت بها خلال سنة 2007 فقد كاتبت حوالي 202 مقالات خلال هذه السنة في شتى المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والتربية والدينية والأخلاقية والتاريخية والذكريات الوطنية وإحياء أعياد دينية ووطنية ورد على مقالات وتعاليق على بعض االإساءة للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله ومقالات تهم الشأن العربي ومقترحات عملية لمزيد دفع الإصلاح ومقالات حول التقسيم الترابي والتنظيم الإداري وخواطر حول مجهودات المملكة العربية السعودية وشكر المسؤولين بالسفارة العربية السعودية بتونس ومقالات حول دور الإعلام وتعاليق هامة حول دور قناة المستقلة وقناة الجزيرة وكذلك قناة العربية التي أبدعت خلال شهري مارس وأفريل 2007 حول ملف زمن بورقيبة وكلمة شكر للمشاركين في هذا الحوار ومقال حول مساهمة الدكتور خالد الشويكات الممتازة وتعليق حول بعض المقالات التي شوهت تاريخ الحركة الوطنية وزعيمها الحبيب بورقيبة رحمه الله وردودحول حديث وزير الشؤون الدينية حول الحجاب ووسائل مفتوحة للسادة الوزراء ووسائل مفتوحة لسيادة الرئيس بمناسبة عيدي الاستقلال والجمهورية ورسائل بمناسبة الذكرى العشرين للتحول وبيان السابع من نوفمبر 1987. وتعاليق تاريخية حول مفهوم بيان السابع من نوفمبر ووسائل مفتوحة لرئيس مجلس النواب وإلى الأمين العام للتجمع ومواضيع هامة حول القضايا الإجتماعية والتربوية والتشغيل والممارسات وأمانة المسؤولية وإخفاء الرسائل الهامة على رمز البلاد ودور الإعلام المحتشم ووسائل جرئية لوزير التربية وقضايا تهم التنمية الشاملة ومشاغل المواطنين في مناطق الريف ومطالب شرعية لأهالي مناطق الظل وتشغيل الشباب وأصحاب الشهائد العليا وغيرها من الخواطر وأعتقد أن 202 مقالات خلال سنة 2007 تعتبر بكل المقاييس في مجال الإعلام الحر الديمقراطي عبر موقع تونس نيوز الذي لولا هذا الموقع الديمقراطي ما حصل لي أن اكتب وأنشر هذا العدد الهام والذي يعتر ممتاز ومعدل 202 مقالات يفوق مقال كل يومين ولا أتصور صحفي في أي صحيفة عربية تسمح له الظروف والمساحة الإعلامية والوقت وغير ذلك بأن يكتب اكثر من 90 مقال في العام أي بمعدل مقال كل 4 أيام هذا أفضل صحفي وفي صحف حزبية يبقوا 4 سنوات على رأس الصحيفة ولم يكتبوا اكثر من 7 افتتاحيات في كامل المدة وربما كل افتتاحية بمناسبة وطنية وتكاليف المدير على رأس الصحيفة تفوق اكثر من خمسين ألف دينار سنويا : بين المرتب الشهري والمنح والبنزين والاكل المجاني والهاتف المجاني (وبعد فتح هذا القوس الهام، أعود للحديث حول حصاد السنة في مجال الإعلام الحر.  وماذا حصل وماهي نتائج حصاد هذه المقالات وماهي الفائدة منها يا ترى وحسب معلوماتي وتقريراتي والنتائج التي تحققت خلال هذه الفترة أقول بصراحة ووضوح حصلت اكبر فائدة على المستوى العلاقات العامة خارج البلاد وداخلها فقد تابع مقالاتي آلاف القراء والنخب والإعلاميين والطلبة والمسؤولين والسياسيين في المهجر وحصلت من خلال متابعة المقالات المتوالية المشار إليها قناعة لدى أغلبية المتتبعين والنزهاء في المهجر سواء بفرنسا وسويسرا وهولاندا ولندن وبلجيكيا والغرب بصفة عامة وفي عديد الدول العربية وبعضهم كان يتابع باستمرار وبعضهم أبى إلا أن يتصل بي ويعبر لي عن سروره وعن إعجابه وتقديره لروح المبادرة والجرأة والشجاعة وطرق المواضيع بهذا الأسلوب وهذا زاد والله في تشجيعي ومواصلة الكتابة بروح وطنية عالية وبصدق وامانة وبأسلوب حضاري لا يجامل ولا يعادي ولا يمدح وهو من صميم الواقع المعاش والشيء الآخر الذي حصل هو متابعة بعض المناضلين الكبار والمسؤولين في المهجر المحبين والمعجبين والاوفياء للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وقد عبروا لي بكل صدق وامانة عن تقديرهم وإعجابهم وإكبارهم لهذا الدور وطرح هذه الملحمة البورقيبية على امتداد عامين ونصف وتخصيص أكثر من 66 مقال حول حياة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله والزعماء والرموز معه – 3- اهتمام قناة المستقلة ببعض المقالات سواء في شكل رسائل موجهة لرئيس الدولة مباشرة أو مقالات حول مسيرة الزعيم الراحل بورقيبة وقد اهتم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير القناة بفحوى بعض الرسائل وأبى إلا أن يقرأها بامانة وحللها وشرحها واعطاها مساحة هامة في التلفزة وكان لهذه المبادرة الصدى الطيب في تونس العربية كما اهتم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي بأسلوبي في الكتابة وخصص لي 4 حصص في قناة المستقلة للحوار والحديث حول مواضيع هامة تهم الاولى مسيرة الزعيم الحبيب بورقيبة والثانية حول مكاسب عهد التغير والثالثة حول مشاغل المواطنين والرابعة حول الفاجعة الأليمة يةوم 2007/12/27 اغتال زعيمه حزب الشعب البكستاني المناضلة المرحومة بي نظير بوتو و إن شاء الله في جنة الخلد. قال الله تعالى : » هل جزاء الإحسان إلا الإحسان » صدق الله العظيم. ويسعدني مواصلة الكتابة على موقع تونس نيوز وقد أشرت إلى دور واهتمام الجالية التونسية والمغاربية في المهجر بمقالاتي وكذلك قناة المستقلة مشكورين على هذا التشجيع الأدبي والمعنوي الذي زاد في حماسي وعزيمتي لان كلمة الخير لها أبعادها وتأثيرها وصداها والكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وأني لا أنسى هذا الجميل والمواقف والتشجيعات وفي هذا المجال أذكر في العنوان الرابع متابعة سعادة سفير المملكة العربية السعودية في تونس حيث كان يتابع المقالات بكل اهتمام ورعاية وعناية وبعد أن اطلع يوم 11 ديسمبر 2007 على مقال نشر عبر موقع تونس نيوز يوم 2007/12/11 وبعد الإطلاع على فحوى المقال أبى سعادة السفير المحترم السيد ابراهيم السعد الإبراهيمي الديبلوماسي الناشط الذكي الذي عمل كسفير مندوب المملكة العربية السعودية بالجامعة العربية بمصر وهو رجل محنك وديبلوماسي لامع محترم وصاحب انفة وعزة نفس يعرف دوره جيدا ويشرف المملكة العربية السعودية وهو السفير الوحيد الذي عمل بتونس وغادرها ثم دعت الحاجة والضرورة لعودته لمباشرة عمله كسفير لبلاده في تونس للمرة الثانية وهذا لاحصل أيضا لتونس حيث تحمل السفير الأستاذ الفاضل قاسم بوسنينة مرتين مهام سفير بالمملكة العربية السعودية ممثلا للجمهورية التونسية في عهد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لمدة 11 سنة وعاد مرة ثانية في عهد الرئيس بن علي لمدة 3 أعوام وأصبح عميدا للسلك الديبلوماسي بالمملكة العربية السعودية وهوأقدم سفير في المملكة قلت أن سعادة السفير ابراهيم السعد الأبراهيم عندما اطلع على المقال الذي يخص تأشيرة الحج أبى يوم 2007/12/12 إلا أن يكلف أهم مسؤول في السفارة للاتصال بي هاتفيا وإعلامي بمتابعة سعادة السفير لمقالاتي وأعجب بها وبفحواها وماجاء فيها من صراحة ووضوح وشفافية وجدية و اعلمني بأن سعادة السفير الفاضل أذن بتحقيق ماجاء في المقال غاية في دقة المتابعة والعناية والإهتمام وصدق القول والفعل 5 – ان مقالاتي أيضا وخاصة الرسائل المفتوحة الموجهة لسيادة الرئيس وعددها 20 رسالة منها 10 خلال سنة 2007 وقد تحققت عدد من المقترحات التي قدمتها عبر هذه الرسائل المفتوحة وعلى الأقل 11 افتراح وقع تحقيقها على معدل 71 مقترح وهذا شيء إيجابي وهام واعتقد ان لوبلغت كل رسائلي بأمانة إلى مكتب سيادة الرئيس كما أسلفت وشرحت ووضحت مرارا بكل صدق وامانة وبكل جرأ وصدق وشفافية لحصلت مفاجآت سارة النقطة 6 أفول بصراحة ان كل مقالاتي الجريئة والشجاعة والصريحة والتي أعتقد أنها كانت بأسلوب ديمقراطي وبوضوح ربما أسلوب الكتابة كان على غاية من الصراحة والجرأة والواقعية مع المحافظة على أسلوب الكتابة بلطف وأدب وتربية وطنية عاية لا تعرف التهور والانحلال وأسلوب الشتم والتنكر بل حافظت على الروح الوطنية العالية والأخلاق الفاضلة وذكر محاسن الناس ومخاطبة كل مسؤول بأسلوب حضاري راقي حتى مع بعضهم من أغلق الأبواب امامي أو أراد الإساءة لي أو عدم الرضاء بمقالاتي أو من آراد إقصائي كل هؤلاء خاطبتهم بروح نضالية عالية وبأخلاق مع الصراحة والواقعية وذكر الحقائق وهذه رسالة الكاتب الصادق ومهمة الكاتب الصريح النظيف الذي يسعى للإصلاح. قال الله تعالى : » إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكت وإليه أنيب| صدق الله العظيم وبارك الله في المسؤول الذي أراد استفزازي فحصل العكس. قلت للتاريخ طيلة الأعوام التي توجهت فيها لطرق أبواب موقع تونس نيوز يوم 2005/06/25 إلى اليوم حوالي 368 مقال طيلة عامين ونصف لم أشعر يوما بأن وقع دعوتي او مضايقتي أو استجوابي أو معاقبتي أو شيء من هذا القبيل من أي مسؤول وهذا يرجع إلى تعليمات رمز البلاد سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي له قدرة على تحليل الامور ومعرفة الحقائق ومعدن الرجال ولولا هذا الفهم الدقيق للأشياء ربما تقع أشياء وتجاوزات وبعضهم كما أسلفت مرارا يسألني هل وقع إزعاجك أو مضايقك أقول لهم لا والله ما عدى اجتهاد مسؤول في موقع هام اجتهد ولم يصب وعندما بلغ أمره لرمز البلاد وقف عند حدوده وياليت كل المسؤولين من الصغار إلى الكبار يدركون ويفهمون نوايا وأفكار رئيس البلاد  في خصوص حرية التعبير حتى انه… اكد مرارا حتى في صلب التجمع وقال ان منبر التجمع لا يضيق من أي رأي مهما كان مصدره ولكن العقليات مازالت دون هذا التصور قال الله تعالى  : »وقل اعملوا فسيرى الله علملكم ورسوله والمؤمنون » صدق الله العظيم ملاحظة هامة : بارك الله في المسؤول الوطني الذي أعطى التعلميات لتحجيم مقالاتي وإقصائي على الكتابة ومنعها من النشر في تونس وهو المتسبب في إصراري وشحد عزائمي للكتابة في هذا الموقع الممتاز ولم أكن اتوقع كتابة 368 مقالا فجزاه الله كل خير سي على مصائب قوم عند قم فوائد وأسلوبه بالتهديد جاء بالنصر والعزم والتتويج والتألق وهذا شان الذي لا يعرف سياسة الكر والفر البورقيبي                        وبدون تعليق محمد العروسي الهاني

---

 

عرض لأفلام أمير كوستوريتسا في تونس

 

 

تونس ـ القدس العربي ـ من سفيان الشّورابي يراوح المخرج السينمائي أمير كوستوريتسا الإقامة بين الولايات المتحدة الأمريكية وقرية كوستوندرف (باليوغسلافية تعني قرية الخشب) التي شيدها سنة 2004 جنوب شرق بلغراد لتصوير مشاهد شريطه (الحياة معجزة ـ 2004)، والتي تحولت اليوم إلي محج للمدافعين عن السياحة البيئية، في حين يزور عشاق أفلامه فضاء التياترو بالعاصمة تونس طيلة شهر كانون الأول/ديسمبر لمشاهدة أروع أشرطته التي قام بإنتاجها طيلة عشرين سنة. يواصل نادي سينما جبريل ديوب ممبتي بتونس نشاطه، في دورة جديدة، بعرض سلسلة من الأشرطة الطويلة التي أخرجها أمير كوستوريتسا، أحد رواد موجة الواقعية السحرية بامتياز. أفلام في أغلبها تنغرس في صلب المخفي أو المغيب من الإنسان الغجري الذي ظل إلي فترات قريبة من الزمن، محل ازدراء واستهزاء من قبل ذلك الغرب الذي يحيط به من كل الجوانب. فيصرخ كوستوريتسا من خلال أفلامه في وجه ذلك النفاق المهيمن والطاغي: شعب يعيش في قلب أوربا ولكنه لا ينال من حظ التقدم إلا الفتات. قصص تحكي مغامرات غجرية صرفة، تغوص في الفلكلور المتوارث عبر الأجيال والمحافظ علي كنه غرائبي، عرضه علينا كوستوريتسا بأسلوب فنطازي (مشهد الأم الغجرية التي تشفي الطفل من خلال إسالة دمها عليه وترتيل بعض الكلمات المبهمة، الطفل برهان يسبح في الوادي المغطي بالزهور إلي جانب حبيبته والملائكة تحيط بهما…) في فيلم (زمن الغجر ـ 1989)، بأسلوب تفكيكي علي شاكلة ما يدعو إليه السينمائي الروسي دزيغا فرتوف، أحد أشد المدافعين سنوات العشرين علي أن لا تمثل السينما فقط تلك العين التي تنقل مشاهد من الحياة فحسب، وإنما يجب أن تكون عيناً فعلية لتحلل لنا العالم الحقيقي. (زمن الغجر)، شريط روائي يختزل أهم معالم اليومي من حياة الغجر التي تتميز بجانب جد محافظ لتقاليد وقيم توارثتها أجيال عدة. فهي قد تبدو للوهلة الأولي ذات طابع منفر وغير عقلاني، ولكنها في حقيقة الأمر لا تتجاوز تلك المسحة العجائبية التي لا يعي سرها سوي أتباع تلك الملة. تلك اللمسات السحرية التي بوأت الشبان الغجر مكانة محورية بين الشعوب الأوربية في مقدرتهم علي الإتيان بتصرفات غير مرئية (مشهد الطفل الذي يستطيع تحريك العلبة الفارغة عن طريق النظر إليها بعينيه). جوانب كثيرة، استطاع كوستورتسا نقلها لنا بحرفية لثنايا نمط عيش الغجر، تكشف لنا الطبيعة البوهيمية التي عُرفت عنهم، والتي وقع قولبتها وتوظيفها بشكل مبتذل ومهين في أفلام أخري. سلوكيات تُبرز نكهة عشق الحياة، وسمو قيمة الحب ونبلها، ومركزية مكانة العائلة لدي قوم تتجذر فيه بعدُ معاني الحنان والشجاعة والإخلاص. ليسلخ كوستورتسا عن أذهاننا ذلك الاعتقاد ما ـ قبلي بأن الغجر ليسوا سوي مهرجي سيرك أو مشتغلي أعمال قذرة. تحت الارض يدور في بلغراد سنة 1941. يستطيع ماركو الكادر الصغير بالحزب الشيوعي اليوغسلافي استقطاب صديقه بلاكتي، ليناضلا معا ضد الاحتلال النازي. ومع انتهاء الحرب، يسجن ماركو ومجموعة أخري من المقاومين في قبو مظلم، ويفرض عليهم صنع أسلحة يدوية ليقوم ببيعها. ولكن، في أحد الأيام، يقرر هؤلاء العبيد الخروج من ذلك الكهف ليكتشفوا أن موطنهم يعيش رحي حرب أهلية. أسلوب استفزازي يشير إلي الكهف الأفلاطوني في كتابه (الجمهورية)، بين أناس يخرجون لتسطعهم نور الحقيقة البراق، وآخرين لتسعرهم نيران الدمار والخراب، أو أن الحقيقة في صورتها الأصلية الجلية: الإنسان ذئب لأخيه. تلك هي قصة فيلمه (تحت الأرض ـ 1995) الذي استطاع اقتلاع السعفة الذهبية لمهرجان كان الدولي في تلك السنة. ولكنها عادت عليه بوابل من النقد الحاد الذي عرّي الجانب المخفي من وجه الكثير من المتباكين علي مصائر شعوب بعينها. فكتب الناقد الفرنسي ألان فينكلكراوت علي صفحات صحيفة لوموند مقالة بعنوان المنافق كوستوريتسا (عدد 2 حزيران/يونيو 1995) ليرد عليه كوستوريتسا مدافعا بقوة عن بلده في مقالة نفاقي (لوموند ـ 26 تشرين الأول أكتوبر 1995)، ليكفر عن ذنب ولائه لوطنه. أفلام أمير كوستوريكا لا تخرج إجمالا عن سياق واحد: قصص وحبكات وشخصيات قريبة من الواقع، تنطق خيالا وتمارس أشكالا من الحياة فوق طبيعية، تغمرها ألوان من الموسيقي الفلكلورية الغجرية والصربية، لتعبر بلا لبس عن مشاهد سريالية لمجتمع في صميم أوربا، لكنه منفصل عنها، تتجاذبه المشاعر والحنين إلي جذوره وأصوله من جهة، واحراجات المناخ المحيط من الطرف الآخر؛ انه التمزق العميق. تذكرة إلي… أمير كوستوريتسا ذلك هو عنوان التظاهرة التي يشرف عليها النادي التونسي، ليحلق بنا إلي فضاء جغرا-ثقافي، بقدر ما يحمل غرابة في الكثير من أجزائه، بقدر ما يؤصل، بحق، فكرة أن للإنسان بعد واحد. الأشرطة السينمائية التي ستعرض بمسرح التياترو بتونس العاصمة: زمن الغجر (1990) حلم أريزونا (1993) تحت الأرض (1995) الحياة معجزة (2004)  (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2007)

 

---

 

طموحات الجزائر النفطية

 

توفيق المديني بلغ الاحتياطي من العملات الصعبة في الجزائر بسبب فورة أسعار النفط نحو100 مليار دولار أمريكي، جمدتها الحكومة من أجل استثمارات أساسية. ويتصارع المستثمرون الأمريكيون والأوروبيون والروس وحتى من بلدان الخليج العربي على الفوز ببعض الاستثمارات الضخمة. فبعد العزلة التي شهدتها الجزائر من جراء الحرب الأهلية (1992-2000)، وجد هذا البلد الشمال الإفريقي  مكانه في مصاف البلدان الطموحة إلى لعب دور إقليمي بارز. في الماضي كانت الشركات النفطية العالمية الكبرى هي وحدها التي تستثمر في النفط، أما الآن فإن الأمر تغير كثيرا.ما بين أعوام 2000 و 2006، تضاعفت الاستثمارات الأجنبية المباشرة ست مرات،و حتى عشر مرات إذا أخذنا بعين الاعتبار قطاع الهيدروكاربور، القطاع الحيوي في الاقتصاد الجزائري.و مابين 2005 و 2006 كان الارتفاع أعلى بنحو 50% ليبلغ 1،7 مليار دولار.ولم يتم تكذيب هذا الاتجاه التصاعدي خلال الأشهر الأولى من بداية هذه السنة.فعدد الأجانب الحاملين للمشاريع و الخالقين للشركات يتكاثر باستمرارٍ حسب قول وزيرالمالية الجزائري مراد مديلسي. ويعزو المحللون هذا التحول، إلى اعتناق الجزائر النهج الليبرالي في الاقتصاد، الذي كان يسطر عليه في الماضي  النهج الاشتراكي.ومع قناعة المتحولين الجدد إلى الليبرالية،تكثف السلطات الجزائرية من إطلاقها إشارات قوية للانفتاح،من خارج قطاع الهيدروكاربور.و على غرار جيرانها المغاربيين وقعت الجزائر اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي ، التي هي قيد التنفيذ.و هي تتفاوض لكي تدخل إلى منظمة التجارة العالمية. إن الجاذبية التي تمارسها الجزائر تعود في قسم منها أيضا إلى البحبوحة المالية التي تنعم بها بفضل ارتفاع أسعار النفط . فمع وجود ديون خارجية لا معنى لها ، و احتياطي مالي يقدر بنحو 100 مليار دولار، فإن الجزائر تجد نفسها في وضعية أفضل من فرنسا.و ليس هنا ك من يعتقد أن ينقلب الاتجاه هذا.و خلال خمس سنوات ستحصل الجزائر على عائدات تقدر بنحو 150 مليار دولار. من بين  البلدان التي تتودّد إلى الجزائر فرنساالأكثر مثابرة في مجال الاستثمارات خارج قطاع الهيدروكاربور، فهي تحتل المرتبة الثانية في كل القطاعات. و تتمثل نقاط قوة فرنسا في مجال الاستثمارات التالية: الصناعة الغذائية مع شركة دانون، الحاضرة على صعيد مشتقات الحليب من الأجبان و الألبان، و المياه المعدنية و التي افتتحت مؤخرا مصنعا للبسكويت في ضاحية الجزائر العاصمة.الصيدلة من خلال شركة سانوفي أفنتيس، التي انتقلت إلى تصنيع الأدوية محليا، و أخيرا القطاع المالي، حيث افتتحت أربعة بنوك فرنسية(ناتكسيس، و سوسيتي جنرال ، و النك الوطني الباريسي، و كايلون) فروعا لها بالجزائر. التوازن في العلاقات التي أقامته الجزائر مع كل من موسكو وواشنطن، كان سبباً إضافياً لكي تتدارك باريس الأمور، وتحاول الحفاظ على مواقعها في ثاني بلد « فرانكوفوني » في العالم من وجهة نظرها. فأسرعت إلى اعتبار الجزائر سوقاً « استراتيجياً » لشركاتها، ويتابع المسؤولون الفرنسيون العلاقات معها على أعلى المستويات بوتيرة لم يسبق لها مثيل. ففي عام 2005 وصلت المبادلات التجارية بين البلدين إلى 8.3 مليارات يورو، مقابل 7.1 مليارات عام 2004. وصدّرت فرنسا إلى « مستعمرتها السابقة » ما قيمته 4.6 مليارات يورو، واستوردت بـ3.68 مليارات. والجزائر شريكها التجاري الأول في إفريقيا والعالم الثالث. وهنالك اليوم 11300 شركة فرنسية تعتاش من السوق الجزائرية. وتسعى فرنسا بكل قوتها إلى المحافظة على حصة تعادل ربع السوق الجزائرية. كما تحاول أن تكون أول مستثمر فيها، إذ بلغت استثماراتها نحو 70 مليون يورو عام 2004 أي ما يعادل نحو عشر مجموع الاستثمارات في البلاد. في زيارته للجزائر أبرم الرئيس نيكولا ساركوزي عدة صفقات تجارية بقيمة 5 مليارات دولار. وجرى الحديث مؤخراً في البلدين عن اتفاقات في ميدان الغاز، سوف يتم التوقيع عليها، وهدفها تأمين مد السوق الفرنسي بالغاز الجزائري الذي يأتي في المرتبة الثالثة بعد النرويجي والهولندي وقبل الروسي. وعلى الرغم من أن الجزائر أول شريك تجاري لفرنسا في إفريقيا قبل المغرب وتونس وحتى جنوب إفريقيا، فإن للتفاؤل الفرنسي حدود، فالجزائر ليست الصين، والسوق الجزائرية أصبحت أضيق أمام فرنسا مع دخول منافسين جدد، مثل الولايات المتحدة والصين واليابان. القادم الجديد على الساحة هو الصين واليابان ونمور آسيا. فخلال ثلاث سنوات فقط تحوّلت الصين إلى خامس شريك تجاري للجزائر، واقتنصت شركاتها العديد من العقود المهمة ولا سيمافي ميدان البناء. وتلحق بها حالياً كوريا الجنوبية التي قام رئيسها رو مو هيون بزيارة رسمية للعاصمة الجزائرية في 12 مارس 2006وبلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين 595 مليون دولار عام 2004، و465 مليون دولار عام 2005، منها 165 مليون دولار صادرات جزائرية و300 مليون دولار واردات. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الواقع الجديد، منها أن طريق قسنطينة- تونس فازت بعقد تنفيذه شركة يابانية كوجال  بقيمة 5،9 مليار دولار، لأنها قدمت عرضاً أقل تكلفة من الشركة الفرنسية،ويبلغ الطريق   السريع هذا 1216 كلم وسيكون ناجزا في عام 2009،و هو عام نهاية ولاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. كما تساهم الجزائر في المشروع الضخم المتمثل بإقامة « أوتوستراد »  عريض  بطول 7000 كلم  يمتد من المحيط الأطلسي و يصل إلى البحر الأحمر، وتتابع وزارة الأشغال العمومية  التي تشرف على « مشروع القرن  » الغالي على قلب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن قرب، إذ اشترطت الجزائر على الصينيين أن تكون اليد العاملة الجزائرية التي تنفذ هذا المشروع جزائرية بنحو 70%، حتى يكتسب الجزائريون  تقاليد وثقافة  العمل باحتكاكهم مع ثقافة أخرى.و يكلف  ربط حدود الجزائر مع حدود  كل من المغرب و تونس بوساطة هذا الطريق السريع خزينة الدولة الجزائرية 11،1 مليار دولار( ما يقارب 8،5 مليار يورو)، إنه أكبر مشروع يقام في البلد، بتشغيله 74881 عاملا،منهم 21973 عامل آسيوي-11 نفق تم حفره مرتين و 3 طرق و390أعمال فنية أنجزت، منها 25جسر طويل مرتفع فوق الأدوية . كما أن رجال الأعمال الجزائريين الشبان يتوجهون اليوم إلى شنغهاي، ليس فقط من أجل تلافي تعقيدات التأشيرة الفرنسية، بل كذلك لأن المنتجات الصينية أقل تكلفة. ومن يتأمل اليوم في السوق الجزائرية يجد أن المنتوجات الصينية تفوق الفرنسية بكثير. هذا عدا عن حضور الاستثمارات الفرنسية المتدني، بالقياس إلى حالات أخرى مشابهة. وعلى سبيل المثال، فإن اليابان توظف 27% من استثماراتها الخارجية في محيطها الآسيوي، والولايات المتحدة 25% في أمريكا اللاتينية، في حين لا تتجاوز نسبة استثمارات فرنسا في إفريقيا 3%. وهذه مسألة تتجاوز التجارة. كما أن روسيا أصبحت حاضرة من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الجزائر في العاشر من شهر مارس 2006، على قصرها، إذ أنها لم تتجاوز اليوم الواحد، لكنها أسست لعودة قوية لموسكو إلى ساحة شمال افريقيا والشرق الأوسط، من باب صفقات السلاح بالدرجة الأولى. فهذه الزيارة الأولى لزعيم روسي إلى الجزائر منذ نصف قرن، تمخضت عن نتائج مهمة تمثلت في إلغاء موسكو الديون المترتبة على الجزائر وقيمتها 4.7 مليارات دولار، فيما وافقت الجزائر على شراء طائرات مقاتلة متطورة وأنظمة للدفاع الجوي وأسلحة أخرى من روسيا، في صفقة بقيمة 7.5 مليار دولار. واشتملت الصفقة على 40 مقاتلة من نوع « ميغ ـ 29″، و20 مقاتلة « سوخوي ـ 30″، و16 طائرة للتدريب من نوع « ياك ـ 130″، وثمانية أنظمة صواريخ « فافوريت أس ـ 8″، ونحو 40 دبابة من أحدث طراز. وأبدى الجانبان استعدادهما لتوسيع التعاون في مجالات تصنيع المكائن والآلات، والطاقة، والنقل، ومشاريع البنى التحتية. وجرى إبرام 3 بروتوكولات تتمحور حول العلاقات الاقتصادية والمالية، وإلغاء الإزدواج الضريبي بين الجزائر وروسيا، وتعزيز الاستثمارات والتعاون بين غرفتي التجارة والصناعة في البلدين. وأشار رئيس شركة « غاز بروم » الروسية ألكسي ميلر الى أن شركته و »سوناطراك » الجزائرية ستسعيان لتعزيز التعاون في مجال الغاز، بما في ذلك تسييل الغاز للشحن بالناقلات.  ومن المتوقع أن يصل حجم المبادلات التجارية بين البلدين عتبة ملياري دولار. هذا التعاون الذي يمكن وصفه « بالاستراتيجي » طالما هو يطال مجالين أساسيين كالسلاح والطاقة، لم يكن بأي حال من الأحوال على حساب علاقات الجزائر الأميركية والفرنسية والأطلسية، ومع أطراف أخرى فاعلة، بل جاء مكملاً لها في ما يبدو إرساءً لتوازنات جديدة في السياسة الخارجية للجزائر، تأخذ بالاعتبار التحوّلات الدولية العميقة منذ انتهاء الحرب الباردة، وانهيار جدار برلين ومعه « المعسكر الاشتراكي » الذي ارتبطت به الجزائر لفترة طويلة. كيف لا يسيل لعاب هؤلاء جميعاً أمام برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي أعلنته الحكومة الجزائرية أواخر آذار مارس 2006(أيضاً وأيضاً)، والذي خصص له 80 مليار دولار حتى العام 2009 (نهاية الولاية الثانية للرئيس بوتفليقة)، فيما بلغ معدل النمو الاقتصادي 5.8 في المئة هذا العام (و8 في المئة متوقعة لعام 2008). غالبا ما يقدم الخبراء الجزائربلدا غنيا بسبب موارده النفطية لكن الشعب الجزائري يعيش في وحل الفقر،الشباب الجزائري تواق إلى الهجرة بسبب البطالة،و أزمة السكن، و ثقل البيروقراطية ، وغياب التي تكبل مستقبل الجزائر، وغياب استراتيجية حكومية للتنمية ، تلك هي  المفارقة الوطنية الصاعقة  . فهل حان الوقت لكي تتحول الجزائر إلى قوة إقليمية صاعدة، وتتخلى عن كونها « بئر نفط ومعدة « فقط. باحث اقتصادي  

 (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الإمارات) الصادرة يوم 29 ديسمبر 2007)