TUNISNEWS
9ème année, N°3594 du 26.03.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحافي توفيق بن بريك
ولضحايا قانون الإرهاب
موقع لجنة حماية الصحفيين:تونس تحظر عقد مؤتمرات صحفية وتزيد الضغط على الصحفيين
تونس: توتر بين السلطات ومنظمة «هيومان رايتس ووتش» جراء تقرير حول تعاملها مع المعتقلين السياسيين السابقين
كلمة:حملة صحفية على هيومن رايتس ووتش وحجب تقريرها الأخير
بسام بونني:حديث الجمعة
السبيل أونلاين :عاجل..إحتجاز الصحفي أيمن الرزقي في أم العرايس أثناء تحقيق صحفي
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:السجين السياسي السابق مصطفى بن خليل..مجددا أمام القضاء..!
السبيل أونلاين :فيديو:معهد ثانوي بنابل يتحول إلى ورشة لمؤتمر الحزب الحاكم
حرية وإنصاف: مطالب عاجلة إلى القمة العربية
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :بيان للرأي العام
الموقف:صحافة المجاري تتهم الأمين العام للمنظمة الشغيلة بخيانة الوطن والشهيد
اشرف النغموشي:تساؤلات حول انشطة الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة
الصّادق الشوّالي :قراءة نقدية في نضالات نقابة التعليم الثانوي
المرصد التونسي:حالة تسمم جماعي في معهد مهن التربية و التكوين بقربة
الهيئة الوطنية للمحامين الفرع الجهوي للمحامين بتونس:بيان
الله أكبر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:نعي
القدس العربي:طائرة مدنية تونسية تعود لمطار المنستير بسبب تشقق في قمرة القيادة
الحرس البحري التونسي يفشل محاولة جديدة للهجرة غير الشرعية باتجاه إيطاليا
الصباح:وزير الشباب والرياضة يـعـدُ بتحويل قراصنة « النات » إلى مبدعين المرصد الديمقراطي نشرة دورية يصدرها « مركز دراسة الإسلام والديمقراطية » السنة الخامسة، العدد الأوّل، مارس 2010
الشاعر جمال الدين أحمد الفرحاوي: متى أمسي بلا سفر
الصحبي عتيق:القراءات الحداثيّة للنصّ القرآني1/2
عبد الباري عطوان:مفاجآت قمة سرت
عزمي بشارة :الانسداد والارتداد وصناعة الخبر
د. عبد الستار قاسم:فلسفة الهزيمة
إميل أمين:مكسيم رودنسون الذي نادى بالعدالة طريقاً للعيش مع العرب
الحوار.نت:إسـلام أونـلايـن ضـحـيـة إنـتـصـاره للـمـقـاومـة…
رويترز:تقرير: القاعدة ربما خطفت إسرائيليا يحمل جواز سفر أسباني في الجزائر
مبارك يستعد للعودة الى مصر وتوقعات باحتياجه لنقاهة طويلة
(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
فيفري 2010
تونس تحظر عقد مؤتمرات صحفية وتزيد الضغط على الصحفيين
نيويورك، 25 آذار/ مارس 2010 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إن السلطات التونسية قامت خلال هذا الأسبوع بمنع صحفيين من حضور مؤتمرين صحفيين لإطلاق تقارير محلية ودولية حول حقوق الإنسان، وإنها تصعد مضايقاتها للصحفيين بصفة عامة. وجهت الشرطة يوم الأربعاء أمراً لصحفيين بعدم حضور مؤتمر صحفي عقد في مكتب محاماة في تونس، حيث كانت منظمة هيومان رايتس ووتش تخطط لعرض تقريرها « سجن أكبر: قمع السجناء السياسيين السابقين في تونس ». وكانت عدة فنادق تونسية قد رفضت استضافة المؤتمر الصحفي بناء على طلب السطات التونسية، وذلك وفقاً لما أفاد به صحفيون للجنة حماية الصحفيين. وأفاد كل من الصحفي لطفي حيدوري، من وكالة « القدس برس » للأنباء التي تتخذ من لندن مقراً لها، ويعمل في المجلة الإلكترونية « كلمة » التي حجبتها السلطات التونسية محلياً، والصحفي المستقل والسجين السياسي السابق سليم بوخذير، للجنة حماية الصحفيين أنهما تلقيا أمراً من الشرطة في صباح يوم الأربعاء بعدم مغادرة منزليهما الواقعين في ضواحي تونس. وأضافا بأن عناصر من الشرطة يرتدون ملابس مدنية عاملوا بخشونة الصحفي محمد حمروني من الصحيفة الأسبوعية المعارضة « الموقف »، ووجهوا إهانات للصحفي إسماعيل دبارة من الموقع الشبكي الإخباري « إيلاف ». وقال رشيد خشانة محرر صحيفة « الموقف » إن السلطات قامت أكثر من مرة بمنعه ومنع الصحفي لطفي حجي الذي يعمل مع قناة « الجزيرة » من الالتقاء مع ممثلين عن منظمة هيومان رايتس ووتش، ومنعتهما أيضاً من دخول أماكن عامة خلال الأيام القليلة الماضية. وفي يوم الأثنين، تم منع صحفيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان من حضور مؤتمر صحفي آخر لإطلاق تقرير بعنوان « مواطنون تحت الحصار: السيطرة الإدارية في تونس »، والذي أعدته مجموعة محلية تدعى الجمعية الدولية لدعم السجناء السياسيين. وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، « نحن نشجب هذه الأساليب المتشددة التي تنتهجها السلطات التونسية والتي تهدف إلى إيقاف الصحفيين عن القيام بعملهم. إن تونس تثبت من خلال كل حظر تأمر به وكل إعاقة لوسائل الإعلام المستقلة، بأنها غير قادرة على الالتزام بالمعايير الدولية لحرية التعبير ». ووجه رشيد خشانة رسالة إلى جماعات محلية ودولية معنية بالحقوق وحرية الصحافة، وطالب فيها بإظهار التضامن مع الصحفيين التونسيين المستقلين. وقال في رسالته، « أنا أناشد كل المدافعين عن الصحفيين وعن حقوق الإنسان أن يرفعوا أصواتهم لشجب هذا التخريب الأمني وأن يحاولوا إنهاء المضايقات التي تقوم بها الشرطة وجميع أشكال الضغط التي تمارسها ضد الأقلام الحرة ». وقال الصحفي المستقل سفيان الشواربي للجنة حماية الصحفيين إن عناصر من شرطة مطار تونس قاموا يوم الأربعاء بتفتيشه وصادروا كتباً أحضرها من مصر، بما في ذلك التقرير السنوي لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. وفي شباط/فبراير، قامت شرطة المطار بمصارة كتب، من ضمنها إصدارات للجنة حماية الصحفيين، من المحامي المتخصص بحقوق الإنسان والمدون محمد عبو والصحفي لطفي حيدوري. وقد أطلقت لجنة حماية الصحفيين عدة دعوات للسلطات التونسية لتخفيف قبضتها عن الصحافة، والإفراج عن الصحفي توفيق بن بريك، وإسقاط حكم السجن لمدة أربع سنوات ضد فهيم بوقدوس، ولكن السلطات التونسية التزمت الصمت حيال هذه الدعوات.
(المصدر:موقع لجنة حماية الصحفيين بتاريخ 25 مارس 2010)
تنظم مؤتمرا صحافيا في باريس الجمعة بعد منعها من عقده (الأربعاء) في العاصمة التونسية تونس: توتر بين السلطات ومنظمة «هيومان رايتس ووتش» جراء تقرير حول تعاملها مع المعتقلين السياسيين السابقين
تونس، المنجي السعيداني – لندن، «الشرق الأوسط» عبر أعضاء في منظمة «هيومان رايتس ووتش»، يزورون تونس حاليا، عن غضبهم الشديد تجاه السلطات التونسية، التي منعتهم من عقد مؤتمر صحافي، لتقديم نتائج التقرير، الذي أعدته المنظمة الحقوقية الدولية حول تعامل السلطات مع المعتقلين السياسيين السابقين. وقالت سارة لي ويتسون، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن وزير الاتصال (الإعلام) التونسي أبلغها رسميا يوم 22 مارس (آذار) الحالي، بعدم إمكانية عقد مؤتمر صحافي للمنظمة، كانت تعتزم تنظيمه، أمس، في العاصمة التونسية. وقالت ويتسون، في بيان صحافي، إن «عدم عقد مؤتمر صحافي لتقديم نتائج بحوثها الميدانية، واتصالاتها مع المعتقلين السياسيين السابقين، لا يخدم السلطات التونسية في شيء، بل إن ذلك يؤكد الضغوط الهائلة التي يتعرض لها هؤلاء المعتقلون السابقون ضمنها عدم تمكينهم من جوازات السفر، والتهديد بإعادتهم إلى السجون، وتقييد تنقلاتهم». وردت مصادر من وزارتي الداخلية والعدل التونسيتين بأن التقرير يقدم «صورة قاتمة عن تونس، ومنحاز، ولا يتضمن وجهة النظر التونسية». وكانت المنظمة قد راسلت السلطات التونسية خلال يوليو (تموز) الماضي، وطلبت منها وجهة نظرها إزاء ما جاء في التقرير، بيد أن المنظمة لم تتلق إجابة لذلك. ويحمل التقرير الذي أنجزته المنظمة عنوان «سجن أكبر: قمع المعتقلين السياسيين السابقين في تونس»، وهو ما أثار السلطات التونسية وجعلها تقرر منع المؤتمر الصحافي، الذي قررت «هيومان رايتس ووتش» عقده في باريس غدا. وقالت المنظمة في تقريرها إن المعتقلين السياسيين في تونس يتعرضون لضغوط ومضايقات بعد الإفراج عنهم. ويستعرض التقرير الذي يقع في 42 صفحة، سلسلة من الإجراءات التعسفية التي فرضت على معتقلين سابقين مثل مراقبة تحركاتهم بدقة، وحرمانهم من جوازات سفرهم، وفرض قيود على تنقلاتهم. وقالت ويتسون: «عندما تفرج تونس عن معتقلين سياسيين تجعلهم يعيشون في سجن في الهواء الطلق بمزيج من إجراءات المراقبة والتهديدات والقيود». وأضافت أن «الحكومة تمنع المعتقلين السياسيين السابقين من عيش حياة طبيعية»، بينما يفترض أن تقوم بالمساعدة على إعادة دمجهم. وتابعت أن عددا من هذه الإجراءات تفرضها على ما يبدو نزوات موظفين يبالغون في حماسهم من دون أن يستندوا إلى أي قاعدة قانونية. وتابع تقرير «هيومان رايتس ووتش» أن هذه المضايقات تصل إلى حد جعل عثور السجناء السابقين على عمل صعبا وتحويلهم إلى منبوذين في المجتمع. (المصدر: « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) بتاريخ 25 مارس 2010)
حملة صحفية على هيومن رايتس ووتش وحجب تقريرها الأخير
حرر من قبل التحرير في الخميس, 25. مارس 2010 شنّت صحف تونسية موالية للحكومة هجوما عنيفا على منظمة هيومن رايتس ووتش على خلفية التقرير الذي أطلقته قبل يومين عن وضع السجناء السياسيين السابقين تحت عنوان « سجن أكبر » ومنع السلطات ندوة صحفية كان يعتزم وفد المنظمة في تونس عقدها. ودافعت « الشروق » و »الصريح » و »لوكوتيديان » عن سياسة الحكومة التونسية مطلقة عديد الاتهامات على هيومن رايتش ووتش كالتدخل في الشؤون الداخلية وعدم الحيادية وغيرها. وفي تحريض على طرد ممثلي المنظمة وعدم السماح لهم بدخول تونس مستقبلا، تساءل رئيس تحرير يومية « الشروق »، إلى متى نعاملهم بطريقة حضارية، لماذا لا يُعادون من حيث أتوا، وفق عبارته. وبطريقة مماثلة تساءلت « الصريح »، ألم يكن من المفروض أن يُرشدوا إلى الطريق المؤدية إلى المطار منذ وطئت أقدامهم التراب التونسي؟ جدير بالذكر أنّ وفد هيومن رايتس ووتش كان قد استقبل بداية الأسبوع الجاري من قبل وزير الاتصال، وفي مناسبات سابقة كان قد عقد لقاءات مع مسؤولين بوزارتي العدل والداخلية. كما أعلنت تونس سنة 2008 عن موافقتها على السماح لهذه المنظمة بزيارة السجون التونسية لكنّ ذلك لم يتحقق بسبب تعطيلات من الجانب التونسي، وفق مصادر المنظّمة. في نفس السياق قامت السلطات التونسية يوم الأربعاء 24 مارس بحجب تقرير المنظمة الذي كان من المفترض تقديمه في تونس، بعد وقت وجيز من إطلاقه على موقع المنظمة، وشمل الحجب البيانات والمواد المتعلقة بتونس باللغات العربية والفرنسية والأنقليزية، دون اللغة الإسبانية غير المتداولة في تونس. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 مارس 2010)
حديث الجمعة
بقلم بسام بونني ——- أعادت منظمة العفو الدولية إلى الواجهة وضع السجناء السياسيين السابقين في بلادنا بإصدارها تقريرا يسلّط الضوء على محنتهم المتمثلة في التضييق عليهم من خلال عدّة أشكال ذكرت منها المنظمة « المراقبة القمعية لهم من قبل الشرطة، ومطالبتهم بمراجعة مراكز الشرطة بانتظام، واستدعاؤهم المتكرر لاستجوابهم، وإعادة اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم من السجن، وحرمان بعضهم من الحصول على الرعاية الطبية » إلى جانب قرارات المنع بالسفر إلى الخارج وصعوبة التنقّل داخل البلاد . الحكومة تنفي، طبعا، وجود سجناء سياسيين رغم الإجماع الدولي على العكس. وحتى سلّم الأمن الذي نُشر مؤخرا صنّف بلادنا في المرتبة الرابعة والأربعين عالميا، مقابل مرتبات متأخرة في مؤشرات احترام حقوق الإنسان والحريات الفردية والعامة . ويعني النفي الرسمي لوجود المشكل بكلّ بساطة انعدام فرص حلحلته . ويبدو ذلك جليّا مع السجناء الإسلاميين – لا سيّما أعضاء حركة النهضة – وسجناء الحوض المنجمي السابقين – التي ما زالت قائمتهم قابلة للإطالة -. كلّ ذلك رغم أنّ بلادنا لم تكن في يوم من الأيّام لا اليمن ولا أفغانستان ولا الجزائر خلال العشرية الدموية. ولو افترضنا أنّ أحداث باب سويقة الأليمة والمرفوضة جملة وتفصيلا قد دبّرت في كواليس الحركة المحظورة – وهو ما شكّك فيه العشرات بمن في ذلك رموز في السلطة – فإنّ القادة الذين استقالوا على إثر هذا الحادث الخطير لم يسلموا إلى اليوم من المراقبة اللصيقة والاستفزاز، إضافة إلى حملات الشيطنة والتخوين غير المقبولة. مطلب العفو التشريعي العام ما زال من أولويات الساحة لتنقية الأجواء وفتح صفحة جديدة وإن للحكومة ومعها عائلات الضحايا الحقّ الشرعي في استثناء من ثبُت حقّا ودون تلفيق تورّطه في أعمال عنف. لكن يبقى المطلب ملحّا. فالتحديات جسام على أكثر من مستوى. لكن، من يعي دروس الماضي وتجارب الآخرين ؟
عاجل..إحتجاز الصحفي أيمن الرزقي في أم العرايس أثناء تحقيق صحفي
السبيل أونلاين – تونس – عاجل قالت مصادر مطلعة أن أيمن الرزقي الصحفي بقناة الحوار التونسي وقع إيقافه اليوم الجمعة 26 مارس 2010 ، في مدينة أم العرائيس حين كان بصدد القيام بتحقيق صحفي لفائدة صحيفة الطريق الجديد المعارضة . وبحسب المصادر فإن الرزقي كان بصدد تصوير حالة الطرقات في مدينة أم العرايس فتم منعه من مواصلة مهمته الصحفية من قبل البوليس الذي إحتجزه في المركز إلى حدّ الساعة . ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 مارس 2010 )
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispp.free@ gmail.com تونس في 26 مارس 2010
السجين السياسي السابق مصطفى بن خليل.. مجددا أمام القضاء..!
نظرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت برئاسة القاضية ماجدة بن غربية صباح اليوم الجمعة 26 مارس 2010 في القضية التي يحال فيها السجين السياسي السابق مصطفى بن خليل بتهمة هضم جانب موظف عمومي بالقول حال مباشرته لوظيفه طبق الفصل 125 من القانون الجنائي ( وهي جريمة عقوبتها السجن مدة عام واحد و خطية بـ 120 دينارا) على خلفية اتهامه بإحداث الفوضى و الإعتصام داخل مركز الأمن الوطني بمدينة غار الملح من ولاية بنزرت ، و قد قررت القاضية تأخير النظر في القضية استجابة لطلب الأستاذ بوزيان . علما بأن محكمة ناحية رأس الجبل كانت أصدرت بتاريخ 20 نوفمبر 2006 حكما بتبرئته و عدم سماع الدعوى في القضية عدد 36553 غير أن النيابة العمومية قامت باستئناف الحكم. و إذ سبق للجمعية أن عبرت في بيان بتاريخ 20/11/2009 عن ارتياحها للقضاء بتبرئة السجين السياسي السابق مصطفى بن خليل فإنها تعتبر عدم غلق ملفه دليلا على الإمعان في مضايقة المساجين السياسيين السابقين لأسباب تافهة ويتهم ..واهية .. !
عن لجنة متابعة المحاكمات نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر
فيديو:معهد ثانوي بنابل يتحول إلى ورشة لمؤتمر الحزب الحاكم
السبيل أونلاين – تونس – خاص
في ظل المضايقات التى تستهدف منع الأحزاب والجمعيات من ممارسة نشاطاتها بشكل طبيعي ، وفي ظل منع حق التنظم وتأسيس الجمعيات ، وفي ظل الحصار المضروب ضد كل نشطاء المجتمع المدني سواء في تحركاتهم الفردية أو الجماعية إلى حدّ منع بعضهم من الجلوس صحبة رفاقه بالمقاهي ، في كل هذا وأكثر يستأثر الحزب الحاكم بكل الفضاءات العمومية دون قيد أو شرط . ولم يكتفي « التجمع الدستوري الديمقراطي » بذلك بل طوّع إمكانات الدولة لخدمته وإستحوذ على مقدرات شعبنا ضاربا عرض الحائط بالقوانين المنظمة لإستغلال وملكية عقارات المجموعة الوطنية . وخضعت الدولة لهذا الحيف وتمادت في حرمان المعارضين من إستغلال هذه الفضاءات وتملّك هذه العقارات ، وبلغ القمع إلى حد منع أحزاب معترف بها من الحصول على فضاءات عمومية لعقد مؤتمراتها وتهديد أصحاب الفضاءات الخاصة من تسويغها إليهم كشكل من أشكال عرقلة إمتداد وتوسع أحزاب المعارضة لصالح الحزب الحاكم . وبلغ الأمر في بعض الأحيان إلى حدّ إستيلاء الحزب الحاكم في تونس على أجزاء من مساجد وزوايا وعلى كنائس ومواقع تراثية ومكاتب داخل مؤسسات عمومية كالمستشفيات والمصانع الكبرى والبريد والسكك الحديدية ووسائل النقل العمومية وغيرها . ويعمد الحزب لإستغلال المؤسسات التعليمية كالمدارس والمعاهد والكليات والدور والملاعب الرياضية للقيام بنشاطاته الحزبية كمخيماته الصيفية ونشاطاته الشبابية الموسمية وتظاهراته الإحتفالية . وقد رصدت عدسة السبيل أونلاين إستغلال الحزب الحاكم للمعهد الثانوي « محمود المسعدي » بنابل للقيام بأشغال مؤتمره العام الذي إنعقد بتاريخ 20 جويلية 2008 . فمتى تتخلص تونس من واقع « دولة الحزب » و » حزب الدولة » وتكون بحق جمهورية لكل أبناءها مهما كانت إنتماءاتهم السياسية أوالحزبية ؟ من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف
( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 مارس 2010 )
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 ربيع الأول 1431 الموافق ل 26 مارس 2010
حرية وإنصاف مطالب عاجلة إلى القمة العربية
ينعقد الاجتماع الرابع لقمة الدول العربية منذ فرض الحصار على الشعب الفلسطيني وخاصة على قطاع غزة وما شهده من عدوان وحشي على يد القوات الصهيونية، وفي مقابل صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة أمام الحصار والاحتلال فإن النظام الرسمي العربي قد اثبت عجزه عن الوقوف الفعلي إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل رفع الحصار ودعم المقاومة وتحقيق وحدة الصف الفلسطيني، بل بلغ الأمر حد تورط بعض الأطراف العربية الرسمية في تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني والضغط على المقاومة استجابة لإملاءات أمريكية وصهيونية لدفع بعض الأطراف الفلسطينية إلى تقديم المزيد من التنازلات عن الحقوق الثابتة والمشروعة وجرها إلى التفاوض من موقع الضعف. ينعقد هذا الاجتماع في وقت يبلغ فيه الوضع الفلسطيني والعربي أسوأ حالاته مما ساعد الكيان الصهيوني على مزيد التوغل في الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني وأبرزها استمرار الحصار القاتل على غزة والتوسع في امتلاك الأراضي وبناء المستوطنات وخاصة في مدينة القدس الشريف عاصمة فلسطين وضم المقدسات الإسلامية إلى التراث اليهودي (الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال) وتصعيد حملة تهويد القدس باستهداف مباشر للمسجد الأقصى وبناء »كنيس الخراب » ومنع الفلسطينيين دون 50 عاما من الصلاة بالمسجد الأقصى، كل ذلك في ظل صمت دولي وانحياز غربي للكيان الصهيوني بدعوى ضمان أمن »إسرائيل ». كما ينعقد هذا الاجتماع في ظل تزايد القمع المسلط على الشعوب العربية للحيلولة دونها والنضال من أجل رفع الحصار على الشعب الفلسطيني ودعم حقه المشروع في مقاومة الاحتلال. وحرية وإنصاف 1) تؤكد موقفها الثابت في اعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة العربية والإسلامية وأن الحل العادل لهذه القضية هو استرجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة الشاملة للحرية والأرض والمقدسات. 2)تحمل النظام الرسمي العربي مسؤوليته فيما آل إليه الوضع الفلسطيني والعربي وتدعوه إلى التوقف عن كل ما من شأنه أن يساهم في حصار الشعب الفلسطيني وإضعاف مقاومته المشروعة للاحتلال واختيار من يمثله بحرية. 3)تطالب الملوك والرؤساء العرب المجتمعين في مدينة سرت بليبيا باتخاذ قرارات ترتقي إلى مستوى موقف الشعوب العربية وأولها سحب ما يسمى ب »المبادرة العربية » ووضع حد لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني واتخاذ إجراءات عملية لفك الحصار عن غزة والتصدي لحملة تهويد القدس. 4)تدعو إلى اتخاذ موقف عربي رسمي يدعم نضال الحركة الحقوقية العربية والدولية من اجل محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وإدانة إرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني في تحد صارخ للمجتمع الدولي والمواثيق الدولية.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
قضية حشاد و تهديد الأمين العام للاتحاد :بيان للرأي العام من المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@ gmail.com: تونس في 26 /03 / 2010
بيان للرأي العام
على اثر المقال الصادر في جريدة « كل الناس » ( 20-26 مارس2010) المتخصصة في ثلب الشخصيات الوطنية السياسية والحقوقية والذي تضمن مسّا من هيبة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وذلك بالإشارة إليه بتسميات اتسمت بالابتذال والوقاحة والتي لا تبررها البتة العلاقة العائلية التي يدعيها صاحب المقال مع السيد عبدالسلام جراد والذي تضمن أيضا إشارات ظاهرة وخفية إلى إمكانية مشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل للإتحاد وأمينه العام في قتل حشاد مرة أخرى من خلال تكليف محاميين فرنسيين تدعي الجريدة أنهما معاديان لتونس وعلى اثر التوضيح الصادر في جريدة الشعب يوم 26 مارس 2010 فان المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : 1) يشير إلى أن التعرض بالاسم إلى الأمين العام يعد سابقة خطيرة لاسيما وان المعلومات التي احتواها المقال خاطئة ولا تمت للحقيقة بصلة كما جاء في التوضيح الصادر في جريدة الشعب. 2) يحذر من خطورة زرع الفتنة داخل الجسم النقابي ومن تبعات المساس بالقادة النقابيين. 3) يؤكد أن قضية حشاد هي قضية وطنية وانه من المطلوب والمتأكد التعاون في تحقيق العدالة مع الجمعيات الإنسانية الحقوقية الفرنسية ومن تضافر الكفاءات الحقوقية التونسية والدولية توفيرا لكل فرص كسبها لا سيما وأنها معروضة على القضاء الفرنسي بخصوصياته ومع كل الجهات والمنظمات التي تجنّدت تطوعا للدفاع عن شهيد الحركة النقابية. 4) ينبه إلى خطورة ما تفعله الجريدة سابقة الذكر من التهجم على الشخصيات الوطنية وهتك أعراضها وهو ما يشيع في البلاد ثقافة اللامسؤولية والفوضى. عن المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية منسق جهة تونس عبد السلام الككلي
صحافة المجاري تتهم الأمين العام للمنظمة الشغيلة بخيانة الوطن والشهيد
نفثت صحيفة « كل الناس » (20/26 مارس 2010 ) مرة أخرى سمومها ، فكان هذه المرة الضحية كل من السادة « باتريك بودوان » المحامي الرئيس الشرفي للفدرالية الدولية لمنظمات حقوق الإنسان و « ميشال توبيانا » المحامي الرئيس الشرفي للرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان اللذين ينوبان في باريس في القضية المرفوعة ضد قاتل حشاد… و السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل. فقد قالت مصادر نقابية مطلعة أن السيد محمد السحيمي الأمين العام المساعد المسؤول عن العلاقات الخارجية تحول الأسبوع الماضي إلى فرنسا من أجل تقديم الوثائق المطلوبة ومنها القانون الأساسي والنظام الداخلي للمنظمة الشغيلة مترجما بالفرنسية إلى إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة باريس وذلك لمتابعة قضية اغتيال الزعيم فرحات حشاد. علما أن المنظمة الشغيلة تقدمت فعلا أمام القضاء الفرنسي بتاريخ 17 مارس 2010 ، بشكاية رسمية ضد أنتوان ميليرو » الذي اعترف صراحة وبدون أي ندم على ذلك بالمشاركة الفعلية في اغتيال الزعيم النقابي وذلك، بعد يوم واحد من تقديم شكاية من طرف عائلة الشهيد حشـــاد و الفدرالية الدولية و الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان ضد « أنتوان ميليرو »، أمام عميد قضاة تحقيق بالمحكمة الجنائية بباريس، وهذا وقد ذكرت وكالة رويترز- عن ابنة الزعيم النقابي الراحل إن عائلتها رفعت يوم 16 مارس في باريس دعوى ضد الضابط الفرنسي المذكور. وقالت جميلة حشاد لـ « رويترز » أيضا إن العائلة كلفت محاميين اثنين من فرنسا ومحامياً من تونس برفع الدعوى . وجاءت سموم صحافة المجاري في شكل مقالين الأول موجه ضد المحاميين المذكورين والثاني مخصص للامين العام عبد السلام جراد. لا نريد أن نتحدث عن المقال الأول لثلاثة أسباب: الأول أن المقال المنشور هو إعادة نشر لنفس المقال الذي نشرته الصحيفة نفسها يوم 12 دسيمبر2009 فهو إذن ليس جديدا والثاني أننا تعودنا من الأخصائية في الثلب وهتك الأعراض على التهجم على كل ما له صلة بحقوق الإنسان في تونس وكل من يتجرا على انتقاد واقع الحريات في بلادنا،… والثالث أن إعادة نشر نص قديم يعني بلا شك أن ما قيل في هذين الرجلين اللذين تكفلا بإعداد أوراق القضية وتقديمها إلى القضاء الفرنسي لا صلة له في الواقع بفرحات حشاد كما تريد أن توهمنا بذلك الجريدة بل هو ترويج لمجموعة من الأكاذيب السابقة على القضية ( لا شك أنها من صنع دوائر معروفة) ضد الرجلين مع التوسع في القاموس الذي عودتنا عليه والذي جاء ثريا كالعادة بألفاظ الجاسوسية لفائدة إسرائيل والعمالة والامبريالية والعداء لتونس مع العلم أن هذين الرجلين وضعا في هذه الخانة المقيتة جنبا إلى جنب مع الساسة الفرنسيين الذين تجاسروا على الإشارة إلى واقع حقوق الإنسان في تونس مثل جاك لونق وبرنار كوشنار و المعارضين التونسيين المقيمين في تونس أو بالخارج. لا نريد أن نتعرض إذن لكل ذلك فليس فيه أي جديد بل نريد أن نتوقف عند الهجوم الذي شنته الجريدة على الأمين العام للمنظمة الشغيلة. نريد أن نتوقف عند المقال الثاني لثلاثة أسباب أيضا أولا لان التعرض للسيد عبد السلام جراد هو سابقة. ثانيا لان الرجل ليس من المعارضين بل هو الشريك المفاوض للسلطة. وثالثا لخطورة التهمة الموجهة إليه والتي حاول صاحبها أن يخفيها وراء كلمات الانتماء الجهوي المشترك و الذكرى العائلية والقرب العاطفي وعلاقات المصاهرة ووقائع وشجون أخذت من المقال حيزه الأوسع حتى حسبنا أنه ضرب من الذكريات المشتركة التي تجمع ابنا بابنه. كانت المقدمة بطولها تريد أن تمهد لفصل المقال الذي هو عبارة عن سم دس في الدسم. والسم الزعاف هنا وهو من صنع صاحب الجريدة له اسم واحد في عرف كل قارئ حصيف هو الخيانة للوطن ولفرحات العظيم. كل ذلك لان المنظمة قبلت بان يكون المحاميان المذكوران حاضرين في قضية شهيد الحركة النقابية. لسنا هنا في مقام الدفاع عن الأمين العام للاتحاد فللبيت رب يحميه وللمنظمة الشغيلة مناضلون يذودون عن حياضها. بل نحن في وارد تنبيه القارئ إلى خطورة ما تجرأت عليه الجريدة والى فداحة ما تشير إليه تلميحا إن لم يكن تصريحا. فماذا فعلت وماذا قالت؟ تحتوي المهزلة كما قلنا على مقالين. الأول خصص للمحاميين والثاني للسيد جراد .غير أن صورة الأمين العام لا توضع في مكانها من المقال المخصص له بل توضع جنبا إلى جنب مع صورة المحاميين أي في المقال الأول المخصص لهما. مع الإشارة تحت صورة » بودوان » انه » اطرد من تونس » وتحت صورة « توبيان » انه « عدو تونس رقم واحد » فهل يعني كاتب المقال أن المطلوب طرد عبد السلام جراد من الأمانة العامة إذا كان من المستحيل طرده من تونس بجميع ما يعنيه ذلك من إشارات ظاهرة وخفية والمنظمة الشغيلة على أبواب مؤتمرها العام ، قضاء عدلا جراء ما اقترفه من جريرة تلحقه بزمرة أعداء تونس. ليس ما نقول من صنع التأويل الذي لا ضوابط له لأننا سنرى لاحقا أن هناك ما يبرره فعلا. ولا يخفف من حجم الإهانة الموجهة إلى الأمين العام الإشارة الخبيثة إلى انه قد لا يكون له علم بما يجري مما يجعل العذر أقبح من الذنب لمن هو في منصبه. ولان عبد السلام جراد لا مكان له بين الوطنيين فان صورته لا توضع في المكان المخصص لها بل توضع عوضها صورة والد صاحب المقال أو قريب من أقربائه حامل لنفس لقبه قيل أنه « منفذ عملية الزندالة سنة 1952 فداء لحشاد. » فللوطنيين إذن مقاماتهم وللخونة أو أشباه الخونة أو الغفل كما يشاء المتخصص في الثلب وهتك الأعراض الجوار الذي اختير لهم والذي يلحقهم بأعداء تونس في زمن سلم يشبه زمن الحرب. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جاءت خاتمة المقال مشحونة بألفاظ تشير ظاهرا وباطنا إما إلى غفلة الرجل أوالى تواطئه مع الخونة على اغتيال حشاد مرة أخرى ( « حتى لا يموت حشاد مرتين « هذا هو العنوان الموضوع في الصفحة الأولى) إذ يخاطب المقال « سي سلومة كبير الحومة » كما يسميه » فيقول له مشبعا بدموع هي أشبه بدموع التماسيح » فهل فلت من يدك زمام الأمور ؟ وكيف يفعل بدم حشاد وقضيته ما حصل…وما يدور…؟ فبأي جواب سأجيب إن سئلت عما يحدث ومن المصاب ومن المصيب؟ » . ثم يضيف » وفي مخيلتي صورة والدتك المرحومة فطومة وجدتي وهما تسألانني » يا وليدي ماذا فعل سلومة زميم الحومة » لا نريد أن نعلق على حماقة التسمية والنبش في أسرار العائلات بل نريد إن نسأل عن كلام أثار انتباهنا وعليه كل أمارات التهديد مما يرجعنا إلى تأويلنا السابق وهو قول صاحب المقال ونحن نقرأ آخر سمومه » فللجميع نملك الدواء ولغز الشفاء ». فأي شفاء تعده » كل الناس » أو قل من يلبد وراءها، للسيد الأمين العام ؟ وأي لغز من الألغاز ستكشفه لنا أو لغيرنا لتداوي به من يستحق الدواء…؟ هل يكون الدواء ما قلناه سابقا؟ أخيرا نريد أن نسأل صاحب المقال المتألم جدا من جرم جراد بتكليف محاميين مشبوهين معاديين للوطن والمتباكي على ما يمكن أن يطال القضية من دنس ذينك المشبوهين اللذين غفل جراد عن حقيقتهما .. نسأله كيف لا ينشغل ولا يتألم لعدم تحريك السلطة ساكنا إزاء المستجدات الأخيرة والخطرة الطارئة على ملف الاغتيال منذ أن بثت الجزيرة ملفها الشهير.؟ كيف لا يلوم الدولة التونسية صاحبة السيادة أيضا على عدم توليها الدفاع عن مواطنيها – وهو واجب محمول عليها- وحفظ حقوقهم أو استرجاعها وصون كرامتهم واعتبارهم أحياء كانوا أو أمواتا خاصة إذا كانوا من الرموز الذين يحيى بهم عقل الأمة ووجدانها ؟. كيف لا تتولى الدولة ذلك بما يتوفر لها من إمكانات لا تملكها قطعا المنظمة الشغيلة وبما لها من يقظة لتكليف محامين يرضى عنهم صاحبنا لمتابعة القضية حتى تتحقق العدالة لحشاد والمنظمة وحتى يرجع الاعتبار للدولة ذاتها وذلك بتسليط العقوبات المستوجبة على المجرمين المتبجحين علنا باقتراف الجرم المشهود. ؟
عبدالسلام الككلي (المصدر : جريدة الموقف بتاريخ 26 مارس 2010)
تساؤلات حول انشطة الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة
لعل كثيرين يتصورون ان العمل النقابي هين او سهل بل العكس تماما فهو عمل تطوعي مضني وصاحبه من كان مثلي نقابيا على نياته يبتلى به ويدفع في سبيل ذلك الكثير من الوقت والجهد وحتى المال وهدف النقابيين اصحاب النوايا الطيبة بالطبع تحقيق مكاسب للانسان الكادح والعامل بالفكر والساعد لكن الله في خلقه شؤون حيث هناك نقابيون لهم اهداف اخرى لا يعلمها الا الراسخون في العلم وتصديقا لهذا القول اعرض عليكم بعضا من انشطة الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة لعلكم تفلحون. 1 – النشاط الاول لكثرة انشطته النقابية والحقوقية ومسكه باكثر من مهمة في مجالات متعددة من رابطة حقوق الانسان الى منظمة العفو الدولية الى النقابة الاساسية الى النقابة الجهوية الى المكتب التنفيذي الى مجلس التربية في مدرسته الاعدادية..اعتقد انه اسطورة العصر في النضال وان الا قبله ولا بعده واخيرا تحصل على تفرغ , نهنئ ونبارك صاحبنا على التفرغ ولكن لسائل ان يسال ماهو ثمن التفرغ ؟ وما الطريق للتفرغ؟ علما ان اسطورة عصره في العمل النقابي منح السنة الفارطة حجة مجانية الى البقاع المقدسة من المركزية النقابية . 2 – النشاط الثاني بليت جهة جندوبة بنقابي يتحمل الان مسؤولية وطنية ارتبط اسمه بجندوبة ورغم انتقاله الى العاصمة فان ظلاله وتوجيهاته ظلت تلازم العمل النقابي في هذه الجهة حيث يحضر الانشطة ويوجه ويتدخل وللاسف قلما يصيب , نقول لصاحبنا ارفع يدك عن الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة ودع الناس تعمل فمنهم من قرا وزنك كتبا ويملك من النظريات والافكار ما تعجز عن استيعابه لقلة خبرتك بالكتب والقراءة واترك اهل الدار يمارسون انشطتهم النقابية بكل حرية. 3 – النشاط الثالث استاء المعلمون والاساتذة من تصرفات وسلوك احد مسؤولي الادارة الجهوية للتعليم بجندوبة وهو مسؤول بارز اراد ان يتحدى الهياكل النقابية فما نجح ويعود الفضل الى المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة الذي نظم ندة اطارات جهوية لتدارس الامر وقررانجاز اعتصام وتوقيع عرائض وبعد ذلك عمل جاهدا حتى لا تمضى العرائض ولا يتم تنفيذ الاعتصام . دعنه السلط الجهوية فتشدد في موقفه ولعب اعضائه دور البطل المغوار في جلسة مع السلط الجهوية دامت اكثر من 3 ساعات وبعدها تمخضت بطولة المكتب في كلمات قليلة » المسالة هي مسالة وقت » وكفى الله النقابيين شر الاعتصامات والعرائض. نداء : ارفعوا ايديكم عن نقابيي التعليم الاساسي والثانوي شكر : شكر للمكتب التنفيذي الجهوي بجندوبة على ما يقوم به من مجهودات فهو الى يومنا هذا في نشاط دؤوب من اجل تطهير جميع النقابات الاساسية والجهوية عفوا تجديد الهياكل لبعث دم نقابي جديد فيها وانا اشد على يد كل اعضاء المكتب وادعوهم الى مواصلة الطريق , انكم على طريق مسدود اشرف النغموشي نقابي قاعدي
قراءة نقدية في نضالات نقابة التعليم الثانوي
لم تفلح نقابة التعليم الثانوي يوما واحدا في جلب أي شئ يذكرإلى الأساتذة منذ إنشائها إلى الآن الهم سوى بعض الفتات. فمنذ السّبعينات وبداية الثمانينات كنّا نسمع أنّ أساتذتنا مضربين ليوم عن تشي قيفارا وآخر من أجل أمريكا اللاتينية وغيرها وقتها كانت جراية الأستاذ حوالي 200د. ثمّ عندما أصبحت الأسعار مشطّة في عهد مزالي وما بعده أصبحنا نناقش زيادة الأجور وهي ليست معزولة عن المفاوضات الإجتماعيّة التي تقودها المركزيّة النّقابيّة وبالتالي فإن نقابة التعليم الثانوي غير مباشرة للموضوع. ومنذ ثلاث سنوات تقريبا أصبحنا نسمع عن سن التقاعد المبكر وهو قانون لا يخدم المصلحة الاستاذية أصلا و سوف أبين ذلك بطريقة رياضية: حسب قانون الوضيفة العمومية فإن التقاعد يحتسب بالشكل التالي [عدد سنوات العمل +5]*2%على أن لا يتجاوز 90% مثلا إذا دخلت إلى التدريس وعمرك 25سنة فإنّ تقاعدك يحسب (35+5)*2% أي 80% غيرخاضع للضريبة من الدّخل الخام وهو الآن في حدود 15000د سنويا بالنسبة لأستاذ أوّل و15000*80%=12000د أي بمعدل 1000د شهريا أما إذا دخلت إلى التدريس وعمرك 40سنة فإن التقاعد يصبح 625د شهريا وهذا أقلّ مما كان يتقاضى. لذلك أرجو من نقابتنا أن تعود قليلا إلى نقد الذات عوضا عن مدحها كما عوّدتنا التلفزة الوطنية وفيما يلي بعض الإقتراحات: 1)إعطاء أولوية مطلقة للقانون الأساسي. 2)عوضا عن التفكيرفي التقاعد المبكر التفكيرفي تقليص ساعات العمل لكلّ أستاذ تجاوز سنّ معيّنة يقع تحددها من طرف إختصاصين. 3)العمل على دمج أساتذة التربية البدنية في وزارة التربية. 4) الرّجاء من زملائنا النقابيين السّياسيين فصل كلّ ما هو سياسي عن النقابة وتركها مطلبيّة بحتة وعدم تكرار ما وقع قبلا مثلا إضراب بساعة من أجل زيارة شالوم ويومين من أجل إرجاع 3زملاء في حين أنّ التبرّع بيومي عمل لبعث مشروع أو توظيفهم بدار الإتحاد قادر على حلّ المشكل في كنف الكرامة.
الصّادق الشوّالي أستاذ تعليم ثانوي نقابي قاعدي
— المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
حالة تسمم جماعي في معهد مهن التربية و التكوين بقربة
تعرضت مجموعة من الأخوة المتكونين(أكثر من 100) في معهد مهن التربية و التكوين بقربة الى حالة تسمم جماعي على إثر تناول و جبة الغداء يوم أمس الخميس 25/03/2010 و تشير مصادر من عين المكان أنه تم نقل بعض الحالات الى المستشفى و تم عرض البقية على طبيب في المركز الذي طلب منهم شراء بعض الأدوية من الصيدلية على نفقتهم الخاصة …و أمام هذا الوضع الصحي المتردي و امام هذا الإهمال و الإستهتار بأرواح المربيين فقد نفذ المتكونون (قيمين و معلمين) حركة احتجاجية فورية وذلك بمقاطعة المطعم كامل يوم الجمعة 26/03/2010 نقابي_قربة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
الحمد لله
الهيئة الوطنية للمحامين الفرع الجهوي للمحامين بتونس
تونس في 26/03/2010
بيان
ان مجلس الفرع الجهوي للمحامين بتونس المنعقد بجلسة 25-03-2010 و بعد استعراضه للمستجدات الخطيرة و المتلاحقة بالقدس و كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة و خاصة الأعمال و الإجراءات و التي أقدم عليها الكيان الصهيوني و المتمثلة في الهدم و التحريف و الحفريات التي تهدد فعليا المسجد الأقصى و الحرم الإبراهيمي و قبة الصخرة و بعد معاينته لضعف ردود الأفعال الرسمية العربية و الدولية فانه يؤكد على ما يلي : – يعتبر الإجراءات و الأعمال التي أقدم عليها الكيان الصهيوني من قبيل جرائم الحرب المستوجبة للتتبع و العقاب و يرفع المجلس صوته بالتنديد ضدها و يطالب المجتمع الدولي و المنظمات الحقوقية و الإنسانية لممارسة كل الضغوط على الكيان الصهيوني ليتوقف فورا على مزيد ارتكاب الجرائم في حق المقدسات و التوقف عن طمس الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريف. – يستنكر صمت الأنظمة العربية و يدعوها لتحمل مسؤولياتها التاريخية . – يهيب بكافة الفعاليات الشعبية و المهنية و الحقوقية في تونس و الوطن العربي التحرك العاجل لصد الاعتداءات و إيقاف عملية تهويد القدس الشريف. عاشت القدس عربية عاشت فلسطين حرة عربية عاشت المقاومة رئيس الفرع عبد الرزاق كيلاني قصر العدالة شارع باب بنات تونس الهاتف 71.560.979 الفاكس 71.564.705
الله أكبر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات نعي
ينعى التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الفقيد محمد صالح ريحان عضو فرع المرسى وعضو المجلس الوطني للتكتل والناشط الرياضي والمسيِّر في فرع المصارعة للمستقبل الرياضي بالمرسى الذي وافه الأجل المحتوم يوم أمس الخميس 25 مارس 2010 . وقد شيّع ظهر اليوم الجمعة 26 مارس جنازةَ الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة قمرت حشدٌ كبير من مناضلي التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وقيادته ورياضيي مستقبل المرسى وأهالي المرسى . لقد كان الفقيد مثالا للمناضل الصادق والرياضي المعطاء رحمه الله رحمة واسعة ورزق أهله وذويه ومناضلي التكتل جميل الصبر والسلوان وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
طائرة مدنية تونسية تعود لمطار المنستير بسبب تشقق في قمرة القيادة
تونس ـ يو بي أي: اضطرت طائرة مدنية تونسية من نوع ‘ايرباص 320’ تابعة لخطوط الطيران الجديد،إلى العودة إلى تونس بعد أكثر من ساعة طيران،بسبب تشقق بلور قمرة القيادة. وذكرت صحيفة ‘الشروق’ التونسية المستقلة الخميس (25 مارس)، أن الطائرة كانت تقوم برحلة بين مدينة المنستير التونسية والعاصمة الإيرانية طهران ‘عندما تفطن قائدها إلى وجود شق ببلور قمرة القيادة بعد نحو ساعة وربع الساعة من الطيران’. وأضافت نقلا عن مسؤول بشركة ‘خطوط الطيران الجديد’ أن قائد الطائرة قرر العودة إلى مطار المنستير(150 كيلومترا شرق تونس العاصمة)، وذلك حفاظا على سلامة الركاب. ولم يحدد المسؤول سبب هذا التشقق في بلور قمرة القيادة، ولكنه لم يستبعد أن يكون ذلك قد نتج عن صاعقة أو اصطدام الطائرة بكتلة جليدية. يشار إلى أن الطائرة المذكورة تقوم بتأمين رحلات مباشرة بين مطاري المنستير التونسي، وطهران الإيراني،وكان على متنها أثناء تعرضها إلى هذا العطب 154 راكبا. (المصدر: « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 26 مارس 2010)
الحرس البحري التونسي يفشل محاولة جديدة للهجرة غير الشرعية باتجاه إيطاليا
تونس ـ وكالات: تمكن الحرس البحري التونسي من إفشال محاولة جديدة للهجرة غير الشرعية نحو إيطاليا انطلاقا من السواحل التونسية، شارك فيها 28 شاباً. وذكرت صحيفة ‘الشروق’ التونسية المستقلة أمس الخميس، أن عملية إفشال هذه المحاولة الجديدة تمت قبالة شواطئ جزيرة قرقنة من محافظة صفاقس، الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوب شرق تونس العاصمة. وأوضحت أن هؤلاء الحالمين بالهجرة، استغلوا فترة مهرجان ‘القرنيط’ (الأخطبوط) الجارية فعالياته حاليا في جزيرة قرقنة، ليندسوا بين المواطنين، بانتظار ساعة الإبحار خلسة باتجاه السواحل الإيطالية. وأشارت إلى أن أفراد الحرس البحري التونسي ترصدوا هؤلاء الحالمين بالهجرة، وتمكنوا من اعتقالهم لحظة ركوبهم أحد الزوارق بعد أن دفعوا مبالغ مالية متفاوتة لصاحبه. وتعتبر هذه المحاولة الجديدة للهجرة غير الشرعية الرابعة من نوعها التي تحبطها السلطات الأمنية التونسية في غضون أقل من أسبوع، إذ سبق لوحدات من خفر السواحل التونسية أن أحبطت قبل أربعة أيام ثلاث محاولات للهجرة غير الشرعية، قبالة شواطئ بلدة ‘الهوارية’ من محافظة نابل الواقعة على بعد 67 كيلومترا شمال شرق تونس العاصمة. يذكر أن محاولات الهجرة السرية باتجاه الشواطئ الإيطالية، انطلاقا من السواحل التونسية التي يتجاوز طولها 1300 كيلومتر، سجلت خلال الأشهر الماضية تراجعا ملحوظا بعد أحكام السلطات التونسية من إجراءاتها الأمنية، واقرار قانون صارم لردع من ينظم أو يشارك في محاولات للهجرة غير الشرعية. (المصدر: « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 26 مارس 2010)
وزير الشباب والرياضة يـعـدُ بتحويل قراصنة « النات » إلى مبدعين
وعد السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية بتأطير قراصنة الانترنات وتحويلهم إلى مبدعين من خلال تمكينهم من التمتع بتكوين في البنوك في مجال السلامة المعلوماتية، وذلك خلال إشرافه أول أمس على اختتام فعاليات مؤتمر » أيام التحدي للسلامة المعلوماتية » في دورته الثانية التي انطلقت يوم 22 مارس في المهدية بتنظيم الجمعية التونسية للأنترنات والوسائط المتعددة والوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية. وشارك في التظاهرة أكثر من 55 شابا تراوحت أعمارهم بين الـ15 والـ24سنة.ولئن اختلفت مشاربهم، فقد جمعهم الذكاء الخارق والقدرات النافذة والإمكانيات الفولاذية على اختراق كل جدران والأبواب والعوائق الرقمية في التعامل مع الانترنيت، مما قد يوقعهم في « وحل » القرصنة الالكترونية واستغلال ذكائهم الرقمي سلبيا في اقتحام المحظور والعبث بخصوصيات الغير. وهي « جرائم الكترونية قد تشعل نيران حرب افتراضية بخسائر تفوق ما تخلفه الحروب العالمية »، وهو ما قاله وزير الشباب خلال جولته قي قاعة المسابقات، واقترح على إثرها أن تأخذ الدورة المقبلة للتظاهرة الحجم الذي يكفل لجل الشبان المشاركة والتمتع بمحاورها، احتفالا بالسنة الدولية للشباب. ووعد الوزير بالتكفل بـ50 بالمائة من مصاريف الدورة المقبلة، كما دعا إلى تاطير الشبان المشاركين للاستفادة من مهاراتهم الخارقة في مجال امن الكمبيوتر. من القرصنة إلى الحماية وعن الفرق بين القرصنة والحماية الالكترونية، قال السيد مروان بوبكري احد المشاركين » يكفي أن نضغط على مفتاح بالكمبيوتر لننتقل من القرصنة إلى الحماية، ويتجلى هدف هذه التظاهرة في توجيه الشبان المشاركين لتطويع ذكائهم الرقمي ايجابيا من خلال حماية الشبكات وليس تدميرها، أو قرصنتها ». وأفاد السيد بلحسن الزواري مدير الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية أن تونس أصبحت تعد أكثر من 180 مدققا في السلامة المعلوماتية و6 مكاتب متخصصة في هذا المجال.وعن القرصنة، قال أن « بلادنا ليست بمعزل عما يحدث في عالم شبكات الانترنيت من هجمات القراصنة ومحاولات اقتحام الموزعات وغيرها مما يسمى « الإجرام الالكتروني »،مما يجعل البحث في السلامة المعلوماتية وتعزيز أسطولنا من خبراء في مجال الحماية الرقمية هدفنا الأساسي ». دورة تكوينية وتم بالتوازي مع التظاهرة تنظيم دورة تكوينية حول محور « البحث عن الثغرات فى النظم المعلوماتية وكيفية معالجتها » لفائدة المختصين فى مجال السلامة المعلوماتية أمنها خبراء مختصون من تونس وخبير دولي في السلامة المعلوماتية. وأكد السيد معز الصوابي رئيس الجمعية التونسية للأنترنات والوسائط المتعددة أن » الدورة الثانية لأيام السلامة المعلوماتية تهدف إلى تبادل الخبرات والأفكار وبحث مختلف الحلول الممكنة لمشاكل السلامة المعلوماتية وتبسيطها للمستعملين والمبحرين عبر الشبكة العنكبوتية قصد تفادي المخاطر المحدقة التي تترتب عن بعض الظواهر السلبية للعصر الرقمي، فضلا عن تهيئة المجال المناسب لمزيد اكتشاف مهارات الشباب في مجال أمن الكمبيوتر من خلال تنظيم دورات تدريبية وعدة مسابقات ». ولمزيد تحفيز الشبان على استثمار قدراتهم ايجابيا، منحت عدة جوائز للفائزين في المسابقات تمثلت في أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف محمولة وآلات تصوير رقمية واشتراكات سنوية للانترنات بالإضافة إلى زي كامل يرمي من خلاله المنظمون إلى التحسيس بضرورة تحمل المسؤولية تجاه مخاطر القرصنة ونتائجها السلبية والحث على ترسيخ المعاني السامية والغايات النبيلة لمهن السلامة المعلوماتية. ذكرى بكاري (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 26 مارس 2010)
المرصد الديمقراطي نشرة دورية يصدرها « مركز دراسة الإسلام والديمقراطية » السنة الخامسة، العدد الأوّل، مارس 2010
كلمة العدد: القضاء في العالم العربي- صراع من أجل الإستقلاليّة – القضاء التونسي: دعوات الإصلاح وغياب الإرادة السياسيّة – القضاء المصري.. نزعات استقلال لا تتوقّف – القضاء الموريتاني: إرث ثقيل و سعي إلى الإصلاح حثيث – في السودان: القضاء يتوحّل في دارفور – إستقلال القضاء السوري في الميزان – القضاء الفلسطيني: صلاحيات منقوصة في ظلّ سيطرة السلطة التنفيذيّة – المغرب: إصلاح القضاء بين الإنتقال الديمقراطي والتنمية الشموليّة
القضاء في العالم العربي- صراع من أجل الإستقلاليّة في كلمة العدد، يتحدث صلاح الدين الجورشي عن القضاء في العالم العربي: صراع من أجل الاستقلالية، ويتساءل ما الذي يحدث، عندما يكون القضاء في أي بلد غير مستقل؟ وهو سؤال من بين الأسئلة الأساسية التي تفرض نفسها في كل مسعى نحو بناء نظام ديمقراطي حقيقي. فالديمقراطية ليست فقط انتخابات وصحافة تنتقد وأحزاب تتنافس. إنها أكثر من ذلك بكثير. إنها أيضا فرصة لتحقيق العدل بين الناس. وهل يمكن أن يتحقق العدل إذا كان القضاة غير قادرين على تحكيم ضمائرهم، وغير متمتعين باستقلالية قرارهم. ويضيف أن القضاء المستقل مناف بالضرورة للإستبداد، ولهذا السبب، كانت علاقة الحكام بالسلطة القضائية تتسم دائما بالشك، ومحاولات الاحتواء، والعمل على إضعافها من خلال إلغاء مقومات استقلالها الفعلي. ويختم بالإشارة إلى أن هذا العدد من المرصد الديمقراطي، يتضمن وقفة مع تقارير أنجزت عن سبع بلدان عربية، تلخص العلاقة بين السلطتين التنفيذية والقضائية، ويجمع بينها الاشتراك في الصعوبات الهيكلية والتشريعية التي لا تزال تحد من استقلال القضاة العرب. لقراءة العدد كاملا، اضغط على الرابط التالي: https://www.csidonline.org/arabic/images/stories/pdfiles/63320_DW_5-1_Arabic.pdf
أرى هجري يوزعني على الأمصار والمدن وألقاني بكل الأرض ولا ارض هي وطني أشرق في مسافاتي أغرب عبره زمني فيفرحني ويبكيني و يؤلمني ويشجيني وفي البلدان ينشرني غريبا في العناوين ويجعلني بلا وطن على كل الأحايين وأرضي بالقضى نفسا تعاتبني وتعييني فتسألني متى أرسي متى نأيي يرسيني متى من هجري أنعتق متى عودي يلاق متى أمسي بلا سفر يعاودني فينفيني غريب الدار يجعلني ويبعدني فيقصيني كاني والنوى جسد وروح فيه تسبيني فلا انا أهجر نأيي ولا هو يرضى يسلوني أحـــاول منه أزور فيمسكني ويبقيني ويحييني على أمل بعود عــلّ يشــفيني وأنشد راحة نفسي بقـــرآن يـروينــي وألمح هجري قدرا به الرحمان يحميني وأن قضاءه لطف وأجعـل عـدله يقينــي وأرضى طالبا عفوا وأدعو ربي ّيهديني ويجعلـني لـه عـبدا في كلّ الأحــاييــن جمال الدين أحمد الفرحاوي إستنبول في 26/2/2010 farhaoui jamel eddine ahmed
القراءات الحداثيّة للنصّ القرآني 1/2
الصحبي عتيق*
مقدمة: تمثل نصوص الوحي(القرآن والسنة) المصدر المركزي والتأسيسي للمعاني والمفاهيم والقيم التي تعطي للثقافة والحضارة مشروعية الاستمرار وهي المصادر التشريعية الأصلية والمرجعية العليا التي تمنح الشرعية في الإسلام،وهي بالطبع ليست على درجة واحدة من حيث الثبوت والدلالة والقابلية للتأويل ،فهناك كليات ثابتة ومبادئ عامّة وهناك مجملات واسعة ونصوص ظنية تحتمل وجوها شتّى من الفهم والتنزيل على الواقع وتأخذ أشكالا تبعا لتجارب الإنسان و ظروف الحياة المتطورة، وهناك أحكام قطعية لا تتأثر بظروف الزمان والمكان، وهناك أشكال من التنزيل ارتبطت بعهد نزول الوحي فلا بدّ من فهمها على ذلك المعنى بحيث لا تتجاوز المقدار المأثور عن الشّارع في ذلك كمسألة التشريعي وغير التشريعي والتّعبّدي والمعلّل في الأحكام عند علماء الأصول، يقول الإمام محمّد الطاهر ابن عاشور: « ولذلك كان واجب الفقيه عند تحقّق أنّ الحكم تعبّدي أن يحافظ على صورته وأن لا يزيد في تعبّديّتها كما لا يضيّع أصل التّعبّديّة …فإنّ كثيرا من أحكام المعاملات التي تلقّاها بعض الأئمّة تلقّي الأحكام التّعبّديّة قد عانى المسلمون من جرّائها متاعب جمّة في معاملاتهم »و في هذا المجال لابدّ من تحديد معنى شرح السنة لنصوص القرآن حتى لا يختلط ما هو تشريع ثابت بما صاغه الواقع الخاص المتلبّس بعهد التنزيل،وهناك ما تركه الشارع عفوا لا نسيانا وتركه للاجتهاد وخاصة في مجال السياسة الشرعية والمعاملات المالية وتوزيع الثروة والأدوار التي تسند للمرأة في المجتمع. وهنا لابدّ من التفريق بين: – مفهوم الدين بما هو وضع إلهي مُوحى به لا تؤثّر فيه ظروف الزمان والمكان ويعبّر عن الحق في نصوص مقدّسة. – مفهوم المعرفة الدينية وأحوال التدين الظرفية و التاريخية التي تعبّر عن اجتهاد بشري مرشحة للتغيّر و الانفتاح. والخطأ الكبير هو في إضفاء المطلق على النسبي الزمني فيؤول الأمر إلى تقديس الفهوم البشرية التاريخية أو إضفاء النسبي على المطلق الإلهي المقدّس فيؤول الأمر إلى إخضاع الثوابت و القواطع المحكمة إلى النسبية و التاريخية. ومن ثمّ يقع الاختلال و الاختلاط في الوعي بين صورة الثابت و المتحوّل..وهذا محور القراءات الحداثية المعاصرة للنص الديني وخاصّة القرآني. وأبرز أصحاب هذه القراءات الكاتب بالفرنسية د.محمد أركون- وهو فرنسي من أصل قبائلي- وقد تولى ترجمة كتبه هاشم صالح ود.عبد المجيد الشرفي وهو مؤسّس كرسي الفكر الإسلامي والحضارة العربية بجامعة تونس ود. نصر حامد أبو زيد وعلي حرب وتلامذتهم . المفاهيم الأساسية : النص(الوحي)، اللغة ،الحقيقة إنّ ما تسعى إليه القراءات الحداثية هو « أنسنة » الخطاب القرآني بمعنى نقله من مستواه الإلهي المقدس إلى مستواه الأرضي وجعله مفتوحا على المقاربات النصية ذات البعد الحداثي فيطبّقون على النص القرآني المدارس المعاصرة للسانيات كالبنيويّة وهي فهم النص من خلال تركيبته الأدبية والقرائن التي تحفه، (حامد أبو زيد) والتّفكيكية وهي الانفلات من قيود النص وإلزاما ته عبر تحطيم أسس النص وبنيته(علي حرب) والسيميائيّة وهي دراسة الإشارات وهي تشمل الكلمات و الأصوات ولغة الجسد واللوحات والنصوص(أسس السيميائية ،دانيال تشاندلر ،المنظمة العربية للترجمة) يقول نصر حامد أبو زيد : « إنّ الكلام الإلهي لا يعنينا إلاّ منذ اللحظة التي تموضع فيها بشريّا »(النّصّ، السّلطة، الحقيقة). ذلك أنّ النّصّ عند هؤلاء ليس إلاّ إفرازا صراعيّا تبلور وتشكّل عبر الزمن ليصبغ على نفسه صفة القداسة والمعنى اللاهوتي ليصبح فيما بعد مصدر الاستمداد والهيمنة… لذلك فهو ظاهرة ثقافية تتصارع فيها كل مظاهر الوعي الذي ساد المحيط الثقافي في تلك المرحلة. فالحقيقة الموحى بها لا وجود لها إنّما هي ما يصنعه الإنسان وهو يمارس عملية التعقّل والفهم عبر التاريخ، يقول عبد المجيد الشرفي: « إنّ النّاس لا يعثرون على الحقيقة بل ينجزونها » (الإسلام بين الرسالة والتاريخ) فلا وجود عندهم لحقائق ثابتة جوهرية متعالية بل هي نسبية متحوّلة حسب تطوّر الوعي وضمن سياقاته الاجتماعية والثقافيّة وليس لأيّ مصدر مهما كان أن يزعم لنفسه امتلاك الحقيقة. إنّ أصحاب هذه القراءة الحداثية يعتبرون التفاسير الموروثة حول الخطاب القرآني فرضت عليه قيودا بصفته الوحي المطلق الإلهي في مصدره ولغته (أركون: من التفسير الموروث) فهذه القراءات تنظر إلى الوحي القرآني نظرتها إلى أيّ خطاب آخر وتحاول إخضاعه إلى قوانين التطوّر الاجتماعي تبعا لظروف الزّمان والمكان المتأثرة بالأبنية الثقافية للواقع. وهذه المفاهيم الجديدة للنّصّ واللغة والحقيقة تنتهي إلى: 1- نزع القداسة عن النصوص. 2- إخضاع كل شيء للنقد والمراجعة وسنن التطوّر الاجتماعي. 3- القطيعة المعرفية مع التفاسير السائدة ونقد التراث التفسيري و تبخيسه . 4- الأنسنة بمعنى استقلال الإنسان بالمعرفة ورفضه لكل بعد غيبي. 5- تطبيق المدارس المعاصرة للسانيات على النص القرآني. يتبع… ——————————– *كاتب وباحث من تونس
(المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 27 مارس 2010)
عبد الباري عطوان
تدني مستوى الاهتمام العربي والعالمي بالقمة العربية التي تبدأ اعمالها اليوم في مدينة سرت الليبية يعد مؤشرا واضحا على مكانة العرب وزعمائهم، على الخريطتين الاقليمية والدولية معاً. ولا نبالغ اذا قلنا ان العالم يهتم بشريط يصدره زعيم تنظيم ‘القاعدة’ اكثر بكثير من اهتمامه بمشاركة 22 زعيماً عربياً ووزراء خارجيتهم في قمة عربية، يصدرون فيها القرارات نفسها، في بيانات مكررة فاقدة القيمة، ومعروف مقدماً انها ستحفظ في ملفات النسيان بعد الانتهاء من تلاوتها في المؤتمر الصحافي الختامي. الاهتمام بأشرطة زعيم تنظيم ‘القاعدة’ يأتي من كون التنظيم ما زال يلعب دوراً مؤثراً في السياسة الدولية، حتى لو كان هذا الدور سلبياً في نظر الكثيرين، بينما تبدو الحكومات العربية جثة هامدة دون اي حراك وغائبة عن دائرة الفعل والتأثير، اللهم إلا اذا جاء تحركها مرتبطاً بمشاريع امريكية، وبتعليمات من البيت الابيض. واذا كان البعض ينفر من الاشارة الى تنظيم ‘القاعدة’ كمثل في هذا المضمار، وهذا من حقه، فإننا نعيد التذكير بالاهتمام العالمي بانعقاد المجالس الوطنية الفلسطينية بحضور فصائل منظمة التحرير قبل اتفاقات ‘اوسلو’، حيث كان يتهافت على تغطيتها اكثر من الف صحافي على الاقل، يشدون الرحال من مختلف انحاء العالم. والسبب هو التمسك بخيار المقاومة. يمكن تقسيم القمم العربية التي انعقدت على مدى الاربعين عاماً الماضية الى نوعين: قمم ناجحة، واخرى ‘باهتة’، فاقدة الاهمية. ومن المفارقة ان جميع القمم الناجحة التي شكلت علامة فارقة في التاريخ العربي، هي تلك التي اتخذت موقفاً صلباً على صعيد الحروب، من حيث اللجوء اليها او تأييدها او الاستعداد لها، اما القمم الفاشلة عديمة الاهمية والتأثير فتلك التي تبنت مبادرات سلام أو طالبت بتجديد الالتزام بها. القمم الناجحة، والنجاح هنا مرتبط بالفاعلية والتأثير، تنقسم بدورها الى قسمين: ‘ الاول: قمم عربية وطنية، مثل قمتي الاسكندرية والقاهرة عام 1964 اللتين انبثقت عنهما قرارات تاريخية مثل تأسيس منظمة التحرير والقيادة الموحدة والتصدي لمشاريع تحويل مياه نهر الاردن، او قمة الخرطوم التي انعقدت بعد هزيمة عام 1967 وصلّبت الموقف العربي، وقررت دعم دول المواجهة، ومهدت لحرب اكتوبر عام 1973. وقبلها حرب الاستنزاف التي استمرت لاكثر من الف يوم، وتكبدت خلالها اسرائيل خسائر مادية وبشرية كبيرة. ‘ الثاني: قمم انعقدت بهدف تبني المشاريع الامريكية في المنطقة، مثل تلك التي تداعى اليها القادة العرب بعد اجتياح القوات العراقية الكويت، واستضافتها القاهرة، وقررت مباركة استدعاء نصف مليون جندي امريكي الى الجزيرة العربية، في سابقة هي الاولى من نوعها، لاخراج القوات العراقية، وتدمير العراق، ومن ثم حصاره لاكثر من 13 عاماً، وقتل مليون من ابنائه، معظمهم من الاطفال. ‘ ‘ ‘ هناك عدة ملاحظات حول سلوك ومواقف الزعماء العرب فيما يتعلق بالقمم بشكل عام، والعربية منها بشكل خاص، يمكن ايجازها في النقاط التالية: ‘ اولا: معظم الزعماء العرب يلتزمون بالكامل بأي قرارات تصدرها القمم العربية اذا جاءت من خلال املاءات امريكية، وخاصة تجاه العراق وفلسطين، الاولى بشأن الحرب، والثانية بشأن السلام، وكانت هذه الاملاءات تأتي من خلال رسائل رسمية ترسلها الادارات الامريكية المتعاقبة الى الزعماء العرب قبيل انعقاد القمم، وقد ابرز الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إحداها لأجهزة الاعلام قبل ان يلتحق بمحور ‘الاعتدال العربي’ ويصبح لاعباً أساسياً فيه. ‘ ثانيا: يلتزم الزعماء العرب بأي قرارات تصدر عن قمم عالمية، اقتصادية او سياسية، يشاركون فيها، خاصة اذا جاءت بدعوة امريكية، مثل قمة الدول العشرين الاقتصادية، او قمم مكافحة الارهاب في افغانستان واليمن، مثلما حدث اخيراً في اليمن، ولكن من النادر ان يلتزم هؤلاء بأي قرارات تصدر عن قمم او اجتماعات عربية. قمة الكويت الاقتصادية، وقمة الدوحة السياسية تعهدتا بتحقيق المصالحة العربية، وخصصتا حوالى الملياري دولار لاعادة اعمار قطاع غزة، وعدم ابقاء مبادرة السلام العربية على الطاولة الى الابد، وبحث البدائل عنها في حال لم يتم التجاوب معها اسرائيلياً. ‘ ‘ ‘ قطاع غزة ما زال محاصرا، ولم يدخل دولار واحد الى اهله من المبالغ المخصصة للإعمار، وهناك اكثر من ستين الف منزل مدمر يعيش سكانها فوق او تحت انقاضها، اما مبادرة السلام العربية فما زالت على الطاولة نفسها، وستبقى كذلك على الحال نفسه في القمم العربية القادمة، مع فارق اساسي، وهو ان كمية الغبار المتراكمة عليها ستزداد كثافة، وحجم الاحتقار الاسرائيلي لها ولاصحابها سيتضخم. المصالحة العربية متعذرة، وستظل كذلك، وربما تتفاقم الخلافات بعد القمة الحالية، فالأجندات مختلفة، بل متصادمة، فهناك من يضع ايران على رأس قائمة اعدائه، ويريد التحالف مع الغرب لهزيمتها، تماماً مثلما فعل مع الرئيس الراحل صدام حسين، وهناك من يرى ان اسرائيل التي تحتل الارض وتنتهك العرض وتهوّد المقدسات، هي العدو الاكبر للأمتين العربية والاسلامية، والهوة واسعة بين المعسكرين، وستزداد اتساعاً في الايام او الاشهر المقبلة. السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية خبير في نحت التسميات والمصطلحات ‘المخدرة’ للأمة العربية، فقد نجح في تحقيق ‘انجازين’ في هذا الاطار لتغطية عورات القمة والمشاركين فيها، الاول باطلاق اسم ‘القدس’ عليها، والثاني في انشاء مفوضية باسم المدينة المقدسة في الجامعة العربية. اطلاق اسم القدس على القمة لن يمنع عمليات التهويد المستمرة لها، وخلق مفوضية لها في الجامعة يعني المزيد من البيروقراطية والمصاريف وعدم الفاعلية، تماما مثل مفوضيات الاعلام والبرلمان العربي ومراقبة البث الفضائي، كلها حجج وذرائع لتوظيف بعض ابناء المسؤولين الحاليين والسابقين. ‘ ‘ ‘ المواطن العربي فقد الاهتمام كلياً بالقمم العربية، لانه بات يشعر بحالة من الغثيان تجاهها، والمشاركين فيها، ومن بات يتابعها فمن قبيل البحث عن مفاجآت او مفارقات مثيرة بين اروقتها، مثل وصلات من الشتم العلني بين بعض الزعماء، مثلما حصل في قمة شرم الشيخ (عام 2003) بين الزعيمين السعودي والليبي، او بين رئيسي وفدي العراق والكويت في القمة الاسلامية عام 2003 (عزة ابراهيم نائب الرئيس العراقي والشيخ محمد الصباح وزير الخارجية) او تبادل القصف بمنافض السجائر بين اعضاء الوفدين العراقي والكويتي اثناء قمة القاهرة صيف عام 1990. لا نعرف ما اذا كانت القــــمة الحاليــــة في سرت ستــــشهد مفاجــآت من العيارين الثقيل او الخفيف، وان كنا نعتقد ان خيبة الامل اكثر ترجيحاً في هذا الاطار، لان الزعيم الليبي معمر القذافي، صاحب اكبر قدر من المفاجآت في القمم السابقة، هو رئيس القمة الحالية ومضيفها، ولكن كل شيء وارد، ولا بد ان في جعبته ‘مفاجأة ما’ تعوّض الاعلاميين مشقة السفر الى سرت، وصعوبات الاقامة، خاصة بعد غياب العديد من الزعماء العرب، والعاهل السعودي على وجه الخصوص.
(المصدر: « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 27 مارس 2010)
الانسداد والارتداد وصناعة الخبر
عزمي بشارة في بعض البلدان أصبح الخبر الرئيسي هو الخبر الاقتصادي، أو المحلي، وحتى الرياضي في المواسم غير الانتخابية على الأقل. ولذلك يعرف المهتمون أسماء الوزراء من مجالات اختصاصهم المحلية. أما أخبار نساء السياسيين فتدخل في باب الإثارة المنحرفة باستراق النظر لخصوصيات النجوم، ممن تحولهم وسائل الإعلام إلى نجوم ريثما يأفلون… كل ذلك في صناعة التسلية والترفيه من المهد للحد، كأنهم سائرون خلف شعار أحب أن أسميه « الاستهلاك حتى الهلاك ». وضعت بعض البلدان قدما في نشرات الأخبار كصناعة التسلية الإخبارية، التي تعدها تقدما إعلاميا مثل كل تقليد لفقدان المعنى في الغرب من دون الأخذ بعناصر تمدنه. في حين مازالت قدمها الأخرى في الواقع العربي تشدها لاعتبار المؤتمرات والزيارات ولقاءات السياسيين، « استقبل، وودع، وافتتح، ورد، ورفض الرد »، أخبارا. كيف تتدبر تعددية وسائل الإعلام في البلدان الأخيرة وتنافسيتها (وبالأساس كثرتها) حالة عدم توافر الخبر بالمعنى الإعلامي للكلمة، ماذا تفعل حين لا يحصل شيء يستحق الذكر؟ كيف تملأ الساعات والصفحات؟ والأهم من هذا وذاك، كيف « تكون على مستوى » توقعات المواطن وتستجيب لتطلعه للإثارة؟ وهو تطلع ساهمت وتساهم يوميا في توليده. الإجابة ليست بسيطة طبعا، ولكن يمكننا تبسيطها. إنها تخترع أخبارا سياسية غير موجودة بتحويلها العادي إلى حدث، فهي تتبرع له، تكرم عليه بمعان لا يملكها، أو تضخم حدثا أو محاضرة أو خطابا. تخلع عليه ثوبا إعلاميا إخباريا لا يلائم قياسه. تختلق قبل الخطاب توقعا لما قد يقال، وما لن يقال… وتناقش بمنتهى الجدية لماذا لم يقل ما توقع « الجميع » أن يقال… وما إلى ذلك من القيل والقال. ويصبح عدم وقوع الاختلاق خبرا. وتحول كلام السياسيين وزيارتهم المتبادلة واجتماعاتهم إلى خبر… حتى حين لا تتجاوز المجاملة. يجري تصويرهم جالسين على مقاعد متقابلة يتبادلون الأحاديث. يضفي صمت الكاميرا وتراكض المستشارين والمساعدين وجدية ملامحهم مهابة ورصانة مشوبة بالغموض. رغم أنهم يتحدثون عن الطقس في تلك اللحظة، أو يتبادلون الاهتمام بالصحة وراحة الرحلة والإقامة. وحتى حين يتناولون آخر المستجدات، فإنهم يفعلون ذلك كما يفعل عموم الناس. وفي عالمنا، ولنفس الأسباب المتعلقة بالاستهلاك، بما فيه استهلاك المعلومة، والكثرة والوفرة، بما فيها وفرة المعلومات، أصبح السياسيون أقل معرفة حتى من الناس الذين يتابعون ما يجري بجدية. فمن يتابع وينبش بمبادرته، من لا يعيش على هامش المشهد الذي يتعرض له، يكتشف أن كل شيء معرض للتسريب، وأن الفن لم يعد مقتصرا على الوصول إلى المعلومة، بل يفوقه أهمية الانتقاء المطلوب أمام سيل المعلومات، والتمييز الضروري بين الجدي وغير الجدي، وبين ما يرشح وحده من الحاضرين والمعاونين والسكرتارية، من جهة، وما يسرب عن قصد لهدف وغاية، لكي يصبح خبرا من جهة أخرى (مثال على ذلك ما تسربه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للصحافة الإسرائيلية عن قصد، لأنها تريده أن ينتشر عربيا معتمدة على اجتهاد العرب أصحاب الهمة في ترجمة ونشر كل ما يصدر من إسرائيل دون تمحيص أو إلمام… وذلك موضوع مختلف وهم آخر). طبعا لا تخلو الاجتماعات من خبر يبدو ناتجا عن اللقاء، مع أنه يترتب في الواقع على تغيير قلما يكون إراديا: مثل أزمة اقتصادية تؤدي إلى تغيير السياسات، أي تصنع خبرا. وقد يكون إراديا في حالات يصنع فيها السياسيون الخبر: كمثل قرار سياسي بخطوة تترجم طموحات وسياسات، أو تنجم عن تقدير توافر فرصة تفترص … وما يتبع ذلك من نجاح أو فشل. وقد أنتج العرب مؤخرا أحداثا وأخبارا حقيقية، ولكن ليس على المستوى الرسمي، ولا حتى المنظم أحيانا. فلنتخيل مثلا ماذا لو لم يقاوم الشعب العراقي الاحتلال. يصعب حصر السيناريو الممكن، من إنتاج نظام حكم طائفي فدرالي بقواعد أميركية يؤثر تأثيرا محددا جدا على جيرانه، وإلى استمرار المحافظين الجدد في إدارة شؤون السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة العربية وفي غيرها. لكن الشعب العراقي قاوم الاحتلال. وصنع أحداثا من نوع آخر، نضيفها على ما لم يحصل لأنه قاوم. فمثلا سقطت سياسات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، وغيّر الشعب الأميركي حكامه الشكليين على الأقل، أو للدقة، اختار خطابا سياسيا آخر للبيت الأبيض. ويمكن القول إن المقاومة العراقية نجحت على المستوى العالمي في إسقاط سياسات. وحمت دولا بأكملها من استمرار التدخل الأميركي، في الوقت الذي أخفقت فيه في طرح بديل وطني موحد على المستوى المحلي، وأخفقت حتى في طرح نموذج منظم. وقع هنا حدثان رئيسيان، أنتجا عنوانين كبيرين تشعبت عنهما أخبار لا تحصى. العنوان الأول هو مقاومة العراقيين، والثاني هو استنتاج الأميركيين… أما الثالث فليس حدثا، ولكنه على قدر بالغ من الأهمية. إنه صيرورة وحالة نفسية مؤثرة ومهمة في سلوك الناس السياسي وردود فعلهم، ويمكن تلخيصه بخوف الناس من الفوضى (وهو خوف قديم قدم الدول). أما الأنظمة السياسية والقوى والكيانات التي انضمت إلى الولايات المتحدة في تصعيدها من العام 2001 (خاصة منذ العام 2003) وحتى العام 2009، فقد فعلت ذلك إما لأنها أصلا في المحور الأميركي، بمعنى التبعية وفقدان القرار، أو لأنها خشيت أن تنتصر الولايات المتحدة من دون أن تحسب لها مساهمة في هذا الانتصار عند توزيع المكرمات الأميركية. انضم الأخيرون بغض النظر عن رأيهم فيها. فلا الرأي مهم، ولا المبدأ معتبر. المهم هو غريزة البقاء في الزعامة. والغريزة ليست خبرا. وحتى الخيار لم يكن خبرا، فقد كان مجرد إسقاط من إسقاطات الهجوم الأميركي على المنطقة. وطبعا، قد يسمع الاعتراض هنا، أن الانضمام يشكل دليلا على الانتهازية. وهذا وإن لم يكن حدثا كبيرا، فهو على الأقل « كشف صحفي » يوضح من هو الانتهازي. حسنا. ولكن بعد أن قرر الأميركيون، جيشا وحكومة وشعبا (كما يقال في بلداننا) تغيير أساليبهم، بدأ الانتهازيون الذين انضموا زرافات بالانسلال من المواجهة وحدانا. وهذا بالتأكيد ليس خبرا، ولا كشف فيه. فالانتهازي عرف بانتهازيته، واتهم بأكثر منها مرات عدة. وما يبدو خبرا للمرة الألف لا يتعدى مجرد الارتداد الحادث نتيجة لزلزال في مكان آخر. ومع ذلك يمكن الاعتراض بالادعاء أن هنالك خبرا. فقد كان بإمكان السياسي الانتهازي أن يستمر في الخط نفسه الذي ثبت خطؤه، ولكنه اختار أن يسير مع التيار. بيد أن انجراف الانتهازي مع التيار ليس خبرا، بالتأكيد. ولو اختار الانتهازي أن يسلك طريقا غير انتهازي لصنع فعلا خبرا، ولكن أن يتخذ الانتهازي قرارا انتهازيا متوقعا، فهذا ليس خبرا. حسنا أهو ذكاء وحسن تشخيص يستحق الذكر إذن؟ من الواضح أن الذكاء يتطلب تشخيصا مبكرا وتحليلا مبكرا للخطأ، ولكن إدراكه بعد وقوعه وبعد أن تحولت الدنيا ليس ذكاء ولا تشخيصا. ما يفترض أن يثير اهتمام الجمهور والإعلام عن بعض الانتهازيين ليس القفز، فهذه طبيعة الانتهازي. ولكن ليس كل انتهازي يخرق الخطوط الحمر حين يمارس القفز، ولا يتألف كل انتهازي من خليط فريد بين الدموية والجبن، وأقصد الدموية وانعدام الروادع في استخدام العنف ضد الآخرين والخوف الشخصي من أي عنف. هذه الخصوصية هي الخبر. وهي خصوصية مثيرة ينفر منها الإنسان العادي. أين أنت أيها الإنسان العادي؟ اشتقنا لك. أسمعنا صوتك أيها المواطن ذا العقل السليم. أما كيف يتحول التغير الناجم عن الخوف على المصلحة، أو حتى عن الخوف عموما إلى مناقب، وكيف يتحول تشخيص الأمور بشكل خاطئ وإدراكها بعد حصولها إلى ذكاء، وحتى إلى خفة دم، فالإجابة عند صناع الصور في عصر الانهيار القيمي، حين تصنف الأشياء ليس بموجب خواصها، بل بموجب مصالح المتكلم. وكلام المتكلم من دون ضمير المتكلم هو لغو ينتصر فيه التعبير ليس عن الحقيقة بل على الحقيقة. لا ينتج الحكام العرب أخبارا منذ فترة طويلة. فقد كانت المحاور التي نشأت وملأت الدنيا صراخا، والقمم التي قوطعت، والمثقفون والإعلاميون الشتامون والرداحون بحسب الطلب، وما شهدنا من « زيارات هامة » و »لقاءات صريحة » و »اتفاق الطرفين » و »تأكيدهما »، ومؤتمرات، ولقاءات كانت كلها مجرد ارتدادات ناجمة عن هزة حصلت في الولايات المتحدة وعن تغير طرأ على سياستها الخارجية. لم تنتج الأنظمة العربية الرسمية خبرا منذ مدة. نحمد الله على كل حال، وعن مثل ذلك قال أحد الظرفاء نحمده، ولا نشكره. لماذا لا نشكره؟ لأنه قال تعالى « لئن شكرتم لأزيدنكم ». وفي منطقتنا تنتج الأخبار في إسرائيل التي تقرر ما تقرره بشأن حروبها وجيشها واقتصادها واستيطانها، وفي تركيا التي تحدد فيها التفاعل بين الشعب ونخبه السياسية بالانتخابات وبغيرها، وأنتج مؤخرا خيارات اقتصادية وسياسية وثقافية جديدة تتجاوز التأثر إلى التأثير، بغض النظر عن الرأي فيها. وفي إيران تنتج الدولة أخبارا، وكذلك المعارضة. أما عربيا فنشهد ارتدادات عن هذا كله على المستوى الرسمي، حيث لا تصنع الأخبار كمسميات بل كأسماء فقط. لم تكن المصالحات العربية الأخيرة خيارا إستراتيجيا بناء على تغير سياسي، بل أدى تغيير سياسة المواجهة الأميركية في المنطقة وانعكاسه في الانتخابات إلى تعديل في سياسات المواجهة لدى المحاور العربية من دون تغير هذه السياسات. التغير شكلي. وهذا يعني أن يكثر اللغو. أما على المستوى الشعبي فقد أنتج الشعب العراقي مرة أخرى الخبر، إذ صنع حدثا انتخابيا حقيقيا بغض النظر عن رأينا فيه. لقد رفض ما هو قائم واختار البديل مع عدم توفر معرفة كافية بطبيعة ما جرى اختياره. لا تصنع أنظمة هذه الأمة أخبارا بالمعنى أعلاه منذ فترة طويلة. فهي منشغلة بالحفاظ على أمنها الداخلي. وهذا ليس خبرا، بل هذه طبيعة الأنظمة. وتشتق علاقاتها الإقليمية من هذا المسعى ومن ركيزته الأساسية، وهي العلاقة الموجودة أو المنشودة مع الولايات المتحدة. هذا السلوك أدى إلى انسداد وبات افتضاح هذا السلوك يزيده سوءا. فمن حين لآخر يفتضح أمر علاقة هذه الأنظمة بالولايات المتحدة وإسرائيل في قضايا عينية وأمنية تعد محرمات في عرف المواطن العادي، وقد يحاكم عليها بتهمة الخيانة في بعض الدول. فيشكل حجم الارتباط بالولايات المتحدة، لا حقيقة وجود الارتباط فضيحة إخبارية حقيقية، أي يشكل حجم الفضيحة خبرا. ولكن يتبين بعد حين أن الفضح والفضيحة، والكشف والانكشاف يحرج في البداية فقط. ويوجد دائما مثقفون وإعلاميون محرجون يدافعون. ولا يلبث التعرق أن يجف على وجوه الناطقين الذين أبلغهم أحد ما أن أفضل وسيلة هي الهجوم. يتحول الحرج إلى سماكة جلد. وبعدها يصبح النظام أقل خجلا مما كان، فيزداد إمعانا في سياسته. ومنذ فترة تجاهر غالبية الدول العربية بأنها تطمح إلى تسوية القضية الفلسطينية بأسرع وقت، وترى أي رفض لأي تسوية غير عادلة تطرفا. ولكن بما أن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ترفض الحل غير العادل، وبما أن جذوة المقاومة ما زالت قائمة (في طريقها المسدود أيضا في الحالة العربية الراهنة)، فإن الأنظمة ومن ورائها الولايات المتحدة تكتفي بـ »عملية سلام ». فالمفاوضات تؤمن الحد الأدنى من الاستقرار لإدارة السياسات والاقتصاد. وهي تؤمل البعض أيضا فتملأ الفراغ المعنوي بالأوهام. وتخفف القهر والغضب بموفد هنا وبمؤتمر هناك، وبلجنة عربية تجتمع وهكذا. السياسة في هذه الحالة هي « أفيون الشعوب ». ويعد المشهد الإعلامي حلبته الرئيسة. فيعد كل تصريح أميركي تقدما، وكل اجتماع فرصة، ويدعى الجميع لانتظار الاجتماع « يوم الخميس القادم » وانعقاد الرباعية بعده ثم الزيارة. وبعدها؟ وبعدها طبعا مفاوضات غير مباشرة قد تنجز مفاوضات مباشرة بإذن الله. وكما توجد شركات طيران وفنادق وقاعات مستفيدة، وصحفيون وصحفيات، فلا بد أن يوجد أيضا خبراء، مهنيون، نعم خبراء بالكلام الفارغ، ومهنتهم هي هذه « المسخرة »…. ويسمى هؤلاء « كتابا ومحللين » و »باحثين في معهد كذا »… بإمكانهم الثرثرة بسرعة فائقة بشأن أي مؤتمر وتصريح وشرح الجديد فيه. وغالبا لا يكفيهم الوقت المخصص. فلديهم دائما جملة أخرى مصيرية لم يتمكنوا من تمريرها قبل أن ينهي مذيع النشرة المقابلة. لقد تجلى بما لا يقبل الشك عدم قدرة الدول العربية وعدم رغبتها في فعل شيء في ظل علاقاتها الحالية. ومن دفعته علاقاته الأميركية الإسرائيلية إلى ارتكاب ما لم يمكن تخيله في الماضي، وتم الإمساك به متلبسا بالجريمة أمعن في مواقفه وأصبح محصنا شعوريا ضد الفضائح. هذه الحالة التي نشأت مؤخرا، (يضاف إليها تلويح إسرائيل برفع ثمن المقاومة بواسطة الحرب، وهو ما لم يجد ردا مقاوما بعد) تسمى حالة انسداد. وقد تعرف سكان غزة معنى الانسداد الحرفي والجسدي. من قال إنه لا توجد أخبار؟ بل توجد. توجد أخبار يصنعها الأميركيون حتى في الرباعية إبان القيلولة. تصنع الولايات المتحدة أخبارا سيئة. ليس فقط لا يطرأ تقدم، بل يحصل تدهور، فيما يتلهى العرب بأخبار متخيلة عن خلافات وهمية بين إسرائيل والولايات المتحدة. فالولايات المتحدة لا تكتفي بتمرير الوقت، بل تنتج في هذه السياق أخبارا لا يسمعها أحد من المخدرة حواسهم تثاؤبا لرؤية كبير المفاوضين وسماع كبير المحللين… لقد قرأ مون بيان الرباعية وقد تضمن أمرين جديدين: أنه في القدس الشرقية (وليس في القدس) توجد مطالب مشروعة للطرفين… وهذا يعني أن لإسرائيل مطالب مشروعة في القدس الشرقية، وأنه ليس للفلسطينيين مطالب في القدس الغربية، وأن حل القضية يجب أن يكون حتى العام 2014. وطبعا التشديد ليس على « يجب »، بل على اتفاق المشاركين في اجتماع موسكو على تأجيل توقعات، ما يسمى بـ »الحل »، إلى ما بعد انتهاء مدة وظائفهم… وهو تجديد لا ينفك يتجدد من تلقاء نفسه كل خمس سنوات. وافرحوا أيها الكتاب، وتهللوا أيها المحللون لا تخشوا البطالة، سيكون كلاما. هذه أخبار إذن رغم كل شيء. وقد مرت من دون انتباه. لو شكل الغضب العربي الرسمي سببا للولايات المتحدة كي تختلف مع إسرائيل لحصل خبر. ولو شكل الغضب الشعبي المنظم إحراجا للواقع الرسمي لصنع خبرا. لا بد من قطيعة معرفية مع الوهم المقدم كأنه حدث. ولا بد من وقف التوقعات من النظام العربي الحالي. ولا بد من توضيح المبادئ والأساسيات للبناء عليها، لمقاومة ما يجري ولتحديد ماذا نريد. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 مارس 2010)
فلسفة الهزيمة
د. عبد الستار قاسم
ليس النصر وحده له نظريات وفلسفات، وإنما للهزيمة فلسفة أيضا، لكن هناك من كتبوا ويكتبون في نظرية النصر، ولا يوجد من يكتب في نظرية الهزيمة أو فلسفتها علما أن من واجب المفكرين الذين تعاني أمتهم من الهزائم أن يبرزوا أسباب وأصول الهزيمة لكي يتم تلافيها. هناك أسباب للنصر، وهناك أسباب للهزيمة، مثلما هناك أسباب لتلافي الهزيمة، وهناك فلسفة للنصر وأخرى للهزيمة. الهزيمة لا تحل بالناس هكذا بدون توطئة وبدون أسباب، بل لا بد من وجود معطيات كثيرة وعديدة تؤدي في النهاية إلى الفشل والهزيمة. الهزيمة ليست نصيبا ولا قدرا، ولا تقع مصادفة أو على حين غرة، وإنما هي من صنع أيدي المهزومين ومن صلب تعبهم (أو غياب تعبهم) ومن نتاج ما فعلوا (أو ما لم يفعلوا). نحن العرب من أحق الناس في الكتابة عن فلسفة الهزيمة لأن الهزائم تلاحقنا على مختلف المستويات وفي مختلف المجالات. بالرغم من ذلك لا نكتب بصراحة ووضوح، ويبدو أننا نفضل تحويل كل هزيمة إلى نصر بحيث تضيع الهزائم في زخم الخطابات الرنانة المليئة بالأكاذيب والتضليل. لقد انتصرنا في هزيمة عام 1967، وكذلك في هزيمتي 1973 و1982. انتصرنا عام 1967 لأننا، حسب قول مذيع صوت العرب، « لولا الهزيمة لما عرفنا حقيقة أنفسنا » وانتصرنا عام 1973 لأننا حاربنا بجد، في حين أنه كان من المفترض ألا نحارب. أما عام 1982، طُرد الفلسطينيون من بيروت وهم يرفعون أصابعهم بعلامات النصر والرصاص يلعلع ابتهاجا بالمناسبة السعيدة. أما على المستويات الثقافية والفكرية والاجتماعية والتعليمية والعلمية، فأغلب الإحصائيات العالمية تشير إلى تخلفنا وعدم قدرتنا على اللحاق بالأمم، لكن وسائل الإعلام الرسمية لا تنفك تتحدث عن الإنجازات العظيمة التي تحققها الأنظمة والحكام. تنقسم أسباب وعوامل الهزيمة إلى قسمين: داخلية وخارجية، وتنقسم الأسباب والعوامل الداخلية إلى عدة أقسام منها الاجتماعية والاقتصادية، لكن أهمها نوعية الحكم وأخلاقه. التركيز في هذا المقال على سياسة الحاكم التي تعكس أخلاقه ونواياه وأهدافه. المسألة معقدة وشائكة وبالتأكيد لا يمكن حصرها في مقال، لكن إلقاء ضوء عليها بخطوط عريضة قد يشكل قاعدة للانطلاق نحو دراسة وافية. المبادئ الأساسية للهزيمة إذا كنت قائدا أو حاكما عربيا، وتعمل بجد واجتهاد نحو إلحاق الهزائم بشعبك على مختلف المستويات، فإن عليك التمسك بالمبادئ التالية والتي تشكل كلا متكاملا يرتقي إلى فلسفة: أولا: يجب الإصرار على الانحدار بالمستوى الأخلاقي للشعب وذلك من خلال تعليمهم الكذب والتضليل والدجل والنفاق والتكاسل والتقاعس والاعتماد على الغير. يجب أن تمتهن أنت الكذب على الناس وتستعمل كل الأساليب الميكافيللية المخادعة التي تعطيك وجها غير ذلك الوجه الحقيقي، وعليك أن تشبعهم بالآمال والتطلعات، وتصور لهم مدى التطور الذي استطعت إنجازه. ووسائل إعلامك يجب أن تكون على قدر المسؤولية فتساعدك في كل أعمالك الخبيثة، وتكون دائما عونا لك على الناس. لا تقرب إليك العلماء والفالحين والمبدعين، بل عليك باستقطاب النصابين المنافقين الذين يتقنون الحذلقة والتزلف، ولديهم الاستعداد دائما لعمل الموبقات وارتداء ثوب الشرف والعفاف. هكذا يبدأ أفراد الشعب بالاقتناع بأن الأخلاق الرفيعة لا تنفع وأن عليهم التحلي بخلق الحاكم إذا أرادوا لشؤون حيواتهم ألا تتعثر كثيرا. ثانيا: يجب هدم التماسك الاجتماعي وذلك من خلال نشر الضغائن والأحقاد والكراهية بين الناس. يجب أن تطمئن إلى نزع الثقة من بين الناس، والاطمئنان إلى أن اجتماعهم معا سيؤدي حتما إلى الجدل الحاد والمشاجرات، وربما الصراع بالأيدي، وأحيانا بالسلاح. التماسك الاجتماعي يؤدي إلى التكاتف والتكافل والعمل معا، وسيؤدي إلى تحقيق إنجازات تقود إلى قوة دفع اجتماعية تسمو بالناس. التماسك هو طريق النصر، والتفسخ هو طريق الهزيمة، ولذا عليك أن تحرص على زرع الشقاق بين القبائل والعشائر، وعليك أن تصنع منافسات انتهازية داخل كل عشيرة. وعليك أن تبث الفرقة بين الموظفين في المؤسسات ليتحولوا إلى شلل متنازعة، وهكذا. ولا تنس بالطبع أن التفسخ الاجتماعي هو المكمل للانحطاط الأخلاقي. فإذا أنجزت الانحطاط والتفسخ فإنك ستنام واثقا من أن النصر لا يعرف طريقه إلى شعبك. ثالثا: الحرص كل الحرص على تطوير أجهزة العسس، أو أجهزة الأمن التي تتخذ من ملاحقة الناس ومراقبتهم همها الأول. أجهزة المخابرات ضرورية من أجل نزع الثقة بين الناس، ومن أجل دب الرعب في القلوب حتى لا يفكر أحد بينه وبين نفسه في تغيير الأوضاع القائمة. لا مهادنة في هذا الأمر: ابطش بالمنتقدين والمعارضين والمستائين والمتأففين وبكل من لديهم ضمير حي. وأنت بالتأكيد ستحرص على أن يكون عناصر المخابرات رجالا ونساء من أسافل الناس وجهالهم الذين لا يترددون في كتابة التقارير بأمهاتهم، ولا يعرفون الرحمة بالتعذيب والتنكيل. يجب أن تحول أجهزة أمنك الناس إلى مجموعات من الخائفين المرعوبين ذوي القلوب الميتة الخالية من الشهامة ومشاعر العزة. يجب أن تتتبع سياسات تُشعر الناس بالمهانة والحقارة، وتقتل فيهم الشعور بالذات والاعتزاز. رابعا: الوعي عبارة عن عدو خطير قد يؤدي إلى ثورة تنتهي إلى التغيير، ولذلك لا بد من إتباع سياسة دؤوبة وممنهجة للحيلولة دون تطور مشاعر الناس، ومن ثم تطور الوعي لديهم بسياساتك التي تصفها أنت دائما بالعاقلة والحكيمة. ولهذا يجب أن يبقى المنهاج التعليمي متخلفا يعتمد على التلقين ولا يثير التفكير لدى الناس، ولا يشجع البحث العلمي والتفاعل العلمي. المدارس والجامعات يجب أن تكون مراكز لتخريج الببغاوات الذين لا يرون إلى أبعد من أنوفهم، ولا تتعدى اهتماماتهم مصالحهم الشخصية. مدير المدرسة يجب أن يكون ببغاء محترفا، والأفضل أن يكون عضوا في جهاز أمني، ورئيس الجامعة يجب أن يبقى تحت وطأة المخابرات، إن لم يكن هو نفسه ضابط مخابرات. هذا يجب أن يتعزز بتعليم ديني متخلف يفصل الإنسان عن الحياة الدنيا، وعن قدراته في تحديد نشاطاته. يجب أن يكون التعليم الديني غيبيا، ومركزا على الحياة الآخرة دون المرور بالحياة الدنيا. الشخص المتدين هو الذي يتقن الوضوء، ويؤدي شعائر العمرة ببراعة، أما الذي يريد بعث التفكير في الناس فعبارة عن زنديق مندس يمتهن الإلحاد والغوغائية، وقد يكون مرتبطا بالعدو الذي من المفروض أن يهزمنا. خامسا: لا بد أن تبث في الناس فكرة الأب الحنون والعطوف الذي يكد ويتعب من أجل أن يوفر لهم لقمة الخبز وراتب آخر الشهر. عليك أن تقنع الناس أن استمرار صحن الطبيخ مرتبط بك وبجهودك العظيمة على التسول أو توزيع الثروة التي تقتطعها من عنائك وتعبك في استغلال آبار النفط والغاز، ويجب أن يصلوا إلى حد الدفاع عنك حتى لو كرهوك حرصا منهم على لقمة الخبز وراتب آخر الشهر. هذا يدعوك إلى تضخيم جهازك الحكومي، وإلى تسلل أجهزة الأمن إلى الشركات الخاصة لتكون أداة اقتصادية بيدك أو تأتمر بأمرك. ولهذا عليك أن تعمل دائما على تخريب الإنتاج بخاصة الزراعي حتى لا يفكر الناس بالاعتماد على أنفسهم، وعليك أن تصنع عقلية استهلاكية لكي يستهلك الناس أكثر مما ينتجون فيقعون بالديون المرهقة التي تشغلهم عن حال الأمة. أنت دائما تتذكر أن الشعب النذل هو الشعب الذي يأكل من تعب غيره، ويتسول ممن هم أفضل حالا منه، وهذا هو الشعب الذي يهتف باسمك كلما قمت بنقيصة أو حققت إخفاقا أو أنجزت هزيمة. مثل هذا الشعب، عليك أن تكون واثقا، أنه يكره النصر ولا يسعى إليه. سادسا: تعمل العناصر أعلاه معا لكي تنتج شخصا مهزوما من الداخل يمجد أسياده وجلاديه، ويهرب من أجواء الحرية والنور ليستظل بأجواء التيه والضياع. الشخص المهزوم داخليا لا يبحث عن الحرية، ولا يبغي التقدم، ولا يجد لنفسه مخرجا إلا من خلال الآخرين الذين يستعبدونه. وعندما يطمئن الحاكم العربي إلى أن العربي محطم تماما، وقواه خائرة وعروشه خاوية فإنه يمسي قرير الشهوة وقد نال ثقة من نصبوه. الترجمة العملية لمبادئ الهزيمة الوضع العربي بصورة عامة لا يخذل هذه المبادئ، وواضح أن الحكام على وعي كبير بالترجمة العملية لها. فيما يلي بعض مظاهر هذه الترجمة: الخلق والأخلاق هناك خلق قيمي خاص بكل مجتمع أو كل ثقافة، وهناك أخلاق كونية تعترف بها كل الأمم وتقدرها. فمثلا الأزياء تعبر عن خلق أهل الثقافة المعينة، أما الصدق فمطلوب كونيا أو عالميا من أجل أن تستقيم العلاقات بين الناس. مغيبة الناس عبارة عن قيمة خلقية لدى بعض الثقافات، أما مساءلة المسؤول صراحة فعبارة عن معيار أخلاقي لا بد من توفره من أجل التقدم. (لو) ركز الحكام العرب على الأخلاق، لحصل تغيير كبير في الساحة العربية على رأسها مسألة تداول الحكم واستنهاض التفكير العلمي، لكنهم ما زالوا يصرون على التمسك بقيم خلقية تتناقض في كثير من الأحيان مع الأخلاق مثل وراثة الحكم والتدخل في شؤون الناس الخاصة والاعتماد على المنافقين. يجيز الخلق القيمي العربي الكثير من السلوكيات التي لا تتناسب مع التقدم وتحقيق النصر في مختلف المجالات، وواضح أن الحكام العرب يتمسكون بها. فمثلا ما زالت العقلية القبلية متحكمة، والتي تتم ترجمتها الآن من خلال التركيب القبلي للحكم، ومن خلال الاستزلام من خارج القبيلة. الاستزلام بالمال والمناصب والعطايا والمنح يُمارس بصورة واسعة على الساحة العربية. وهناك أيضا مسألة الشخصنة بحيث أن نقد السياسة العامة أو المؤسسية يتحول إلى هجوم شخصي على المسؤول، وتتحول القضية إلى قضية فلان ضد فلان، وتجرد من مضمونها العام الذي من المفروض أن يمس جمهور الناس أو المصلحة العامة. العمل ضمن الخلق القيمي العربي يريح الحاكم، ويعطيه فرصة الإسهاب في شرح الأصالة على أنها مشيخة تحفظ سيرة الأجداد النقية. تبعية الشخص الخلق القبلي يذيب شخصية الفرد، والفرد لا يُعرف إلا من خلال قبيلته، ومن الصعب جدا أن تكون له قيمة بدون القبيلة. هذا بالضبط ما تعمل الأنظمة العربية على صناعته حتى لا تتكون هناك شخصيات مستقلة قادرة على الإبداع وبث الوعي. الفرد لا يشعر بذاته إلا من خلال منصبه أو راتبه أو تسجيله في حزب يعمل قبليا، ولا قيمة للفرد إلا من خلال الأدوات. لا يوجد تقدير للفرد لذاته وبذاته، وإنما من خلال أدوات خارجة عن ذاته، ولا مجال أمامه للبقاء الاجتماعي إلا من خلال الأداة. ولهذا تكثر الوساطات والمحسوبيات في البلدان العربية. من الصعب أن يحصل شخص على منصب مهم بدون وساطة، أو بدون الاطمئنان إلى موالاته للحكم أو النظام. الوساطة هي الأداة التي يُعرف الشخص من خلالها، ولا يستطيع أن يصل أو أن يتدبر أموره المعيشية بدونها. في كثير من المناصب والمواقع، الكفاءة ليست ذات قيمة إلا إذا امتزجت بالوساطة، وفي الغالب يبقى صاحب العلم والمعرفة على الهامش، ويبقى الجاهل أو شبه الجاهل متقدما. هكذا يتم التأكد من أن المؤسسة تبقى موالية للحكم، ولا تتبع سياسات قد تتناقض مع وتيرة البلادة والاستهتار الرسمية العربية. فاقد الشخصية ليس مبدعا، ولا يريد أن يبدع لأنه يعرف أن الإبداع قاتل من ناحية المنصب ومن ناحية الوضع الاجتماعي المصاحب للمنصب، وهو يكره الإبداع ويحول بين العاملين معه وإبداعهم. المبدع صاحب شخصية وقادر على إثبات نفسه، ولهذا يتعرض للكراهية والملاحقة بخاصة داخل المؤسسة التي يعمل فيها. تسييس المؤسسات من المفروض أن المؤسسات مهنية يقوم عليها مهنيون أصحاب علم ومعرفة بالموضع الذي تعنى به المؤسسة. في البلدان العربية، الولاء هو العنصر الأساسي في تحديد الأشخاص الذين يقومون على إدارة المؤسسة. لا يقوم على إدارة المستشفى من هو قادر مهنيا وإداريا، وإنما شخص موال للنظام يتعامل مع الوساطات والمحسوبيات، ويسكت عن التحايل والسرقات والتي عادة يكون شريكا فيها. وكذلك الجامعات إذ لا أرى في البلدان العربية رئيس جامعة قد تم تعيينه بمعزل عن الموالاة للحاكم أو لمالك الجامعة. هذا ينطبق على دوائر الشؤون الاجتماعية والسير والمواصلات والاتصالات والمناجم والفنادق… إلخ. تسييس المؤسسة كفيل بتخريبها لأن الهدف في النهاية هو خدمة النظام وليس خدمة الناس. خدمة الناس تأتي عادة كثمرة لخدمة النظام، وبالتالي فإن المؤسسة تتحول إلى تكية للنظام ورجالاته وأنصاره وأتباعه. لو أخذنا الجامعة كمثل فإننا نجد عمداء الكليات من رجالات النظام، والطلبة المنتمين للأجهزة الأمنية متنفذين ويحصلون على علامات عالية دون أن يواظبوا على الحضور أو يقوموا بالجهد الدراسي المطلوب، والتقارير الأمنية تُرفع ضد كل مدرس يحاول أن يثير التفكير والوعي… إلخ. إلى ماذا تنتهي الجامعة؟ إلى رواتب للموظفين وشهادات للطلاب وما بينهما قليل من العلم. فلا غرابة أن تكون مساهمة العرب في الحضارة العالمية العلمية قريبة من الصفر. ضرب التفكير العلمي التفكير العلمي هو المقدمة نحو البحث العلمي، والبحث العلمي هو أساس الاكتشاف، والاكتشاف هو أساس الاختراع، والاختراع هو الأساس الصلب للتقدم المادي في الحياة الدنيا. لكن التفكير العلمي يؤدي إلى الإحساس بثقل الواقع، ومن ثم إلى الوعي بهذا الواقع، وإلى ترجمة الوعي النظري إلى وعي عملي يتمثل بعمل على الأرض. ولهذا تعمل الأنظمة العربية على ضرب التفكير العلمي تماما لينسجم مع الثقافة الببغاوية المشار إليها أعلاه. ولهذا تجد في الساحة العربية الكثير من الكتب التي تتحدث عن عظمة النظام الحاكم وإنجازاته وعن الحاكم نفسه، لكنه من النادر جدا أن نجد كتابا في الداخل العربي يتحدث عن مخازي النظام، أو عن أهمية التغيير السياسي والاجتماعي. المرء في بلادنا يتعلم كيف يهز رأسه موافقا، لكنه لا يتعلم أن يسأل باستمرار: لماذا؟ لماذا هذه هي مدخل السببية، والسببية هي أحد المنطلقات الأساسية نحو التفكير العلمي والاكتشاف العلمي. طبعا هذا ليس بالمطلق، لكن النسق العام السائد يقوم على تغييب العقل. الهزيمة لها أصولها صحيح أن الحكام العرب لم يكتبوا فلسفة الهزيمة، لكن أفعالهم تشكل نبراسا وهداية لكل من يريد أن ينهزم. وقد حققت الأنظمة العربية إنجازات كبيرة في مجال الهزيمة إلى درجة أن إرتيريا استولت ذات مرة على جزر يمنية ولم يملك العرب سوى الشكوى، وإلى درجة أن أجزاء من الوطن العربي ما زالت تحت الاستعمار المباشر مثل سبتة ومليلية، وتحت الاستعمار غير المباشر مثل آبار النفط في الخليج. لقد حقق القادة العرب إنجازات كبيرة في هذا المجال بحيث يُقدم من يريد تحقيق نصر على محاربة العرب. وقد حصل ذات مرة أن أصبح العرب مثلا للهزيمة عندما قال رئيس الأرجنتين لبريطانيا إن الأرجنتين ليست العرب وستحارب. لقد هزمت الأرجنتين لكنها حاربت، ولو تعلمت فلسفة الهزيمة من أنظمة العرب لهزمت دون أن تحارب. الهزيمة بحاجة إلى تعب وسهر لكي يتأكد المسؤول أن لا شيء يسير بالشكل الصحيح، ولا شيء يتم وفق أسس علمية أو منطقية، وليتأكد أن شعبه مسلوب الإرادة لا يملك حولا ولا قوة، وأنه عبارة عن عاهة تستهلك وتنام دون أن يكون لها تأثير على محيطها. تتطلب الهزيمة الانصياع والتسليم للإهانات والإذلال، ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا من خلال تجارب عميقة ومتكررة في استمراء الإهانة والذل. لا يتمتع كل إنسان بقدرة عجيبة على تبجيل الانسحاق الذاتي والسعي إليه لأن الطاقات الإنسانية ترفض ذلك أحيانا بالطبيعة، أما قادة العرب فقد تفوقوا على الطبيعة وأبدعوا في نفي أنفسهم وجر شعوبهم إلى بلع كل ما يراد لهم ابتلاعه.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 مارس 2010)
مكسيم رودنسون الذي نادى بالعدالة طريقاً للعيش مع العرب
إميل أمين * ولد مكسيم رودنسون في كنف عائلة يهودية متواضعة في السادس عشر من كانون الثاني (يناير) 1915 من والد روسي وأم بولندية، قضيا على أيدي النازيين، وفي السابعة عشرة من عمره بدأ دراسة اللغات الشرقية في فرنسا، إضافة إلى لغات أخرى حتى وصل عدد اللغات واللهجات التي يتقنها إلى نحو ثلاثين، لذا فقد استحق وعن جدارة لقب «لغوي نادر». لم تكن البدايات ممهدة لأن يُصبح رودنسون ذا شأن، فولادته في باريس لأبوين مهاجرين فقيرين كانت أمراً كافياً لأن ينضم إلى زمرة الضائعين، وفي أحسن الأحوال تحتويه فئة العمال، ولا سيما أن تربية والديه غلب عليها الفكر الشيوعي والاشتراكي، وإن كانت لهذا الأمر ميزة، فإنها محت بذلك الفكر آثار الانتماء اليهودي. لكن رودنسون الذي لم يتلق علومه في الصغر كان عصامياً وأنهى دراسته وحده من دون مساعدة وبدأ العمل في عمر مبكر، فعمل حاجباً يلبي طلبات ويودع رسائل وأوراقاً بين الشركات إلى أن قرر التقدم لامتحان الدخول إلى معهد اللغات الشرقية حيث لم يكن مشروطاً دخوله بحيازة شهادة البكالوريا، وهناك برع رودنسون في دراسة اللغات التركية والعربية الفصحى والحبشية، كما تعلم اللهجات المغربية والشرقية. وفي عام 1937 وما ان تخرج في ذلك المعهد حتى اعتبر نفسه جاهزاً للخيارات الصعبة، فقرر أخيراً الانتماء إلى الحزب الشيوعي، وذلك بعد رفض كلي لاعتناق عقيدة أهله اليهود. وإذا كان لرودنسون من جسر بين الشرق والغرب، فقد اختار الرجل القضية الفلسطينية ليجعل من ذاته معبراً ينقل من خلاله إلى الغرب أبعادها وعدالتها ويفضح فضحاً شافياً وافياً الفعل الاستعماري الإسرائيلي. كان رودنسون يُعرف نفسه على أنه ملتزم الدفاع عن القضية الفلسطينية، الأمر الذي أثار حفيظة المتدينين اليهود وغالباً ما تعرض لهم بالانتقادات التي طاولت الديانة اليهودية، كما العقيدة الدينية التي تحكم سياستهم في العالم. كما عُرف منذ بداياته بأنه من كبار المستشرقين الغربيين الذين تميزوا بجرأة في مواجهة الأفكار الموروثة حول مواضيع كثيرة أبرزها الأفكار المكتسبة حول الاستشراق بحد ذاته، وهو اعترف غير مرة بأن انجذابه لهذه المهمة لم يكن بسبب نزعة عنصرية معنية، لكنه بسبب اكتشافه أن الدول الأوروبية وحكوماتها، لم تكتف بالدافع العلمي للمعلومات التي جمعها علماؤها عن بلاد الشرق، بل إنها استفادت منها للسيطرة على هذه البلاد واستعمارها، وصرح في كتبه ومقالاته كافة بأن الدول الأوروبية وجدت في المعلومات والدراسات اللغوية والأنثروبولوجية والفقهية، وحتى الفلسفية والأدبية وغيرها، وفي التاريخ الوقائعي لبلاد الشرق، مساعداً قوياً لها في بسط هيمنتها على هذه البلاد لنهب خيراتها طوال أكثر من قرن. وكثيراً ما تساءل رودنسون حول الاستعمار وطرح أسئلة جريئة مثل: «بم يمكن أن نصف علماءهم الذين كانوا يأتون كرحالة؟ هل كانوا جواسيس يجمعون المعلومات لحكوماتهم من أجل التحضير للاستعمار؟ أم نعتبرهم علماء، فنجلّ أعمالهم مثل بوركهارت الذي اكتشف مدينة البتراء وآثار أبي سمبل؟». لم يكتف رودنسون بالتنظير في قضايا الالتزام والتفاهم بين الشعوب، بل تجاوز ذلك نحو واقع عملي، من خلال ترجمة التزامه هذا بدفاعه عن قضايا العرب والمسلمين ومواقفه المؤيدة لعدالة القضية الفلسطينية، وقد أنشأ مع المستشرق الفرنسي جاك بيرك مجموعة من الأبحاث والأعمال من أجل فلسطين ودافع عن خيار التزامه هذا أمام موجة كبيرة من الانتقادات والتهديدات، وضعته وجهاً لوجه أمامها أصوله اليهودية وما صدر عنه من مواقف معادية للصهيونية وقناعاته بزوال دولة إسرائيل أمام صمود الشعب الفلسطيني وإرادته. ويقول في هذا السياق: «رأيي الخاص أن ليس على اليهود البقاء هناك. إن أمن بلدهم ليس هناك وعليهم الرحيل، وإلا فستكون العواقب وخيمة على نحو أو آخر، وبحسب رأيي لن يتمكن ثلاثة أو أربعة ملايين يهودي من الوقوف أمام ملايين الملايين من العرب». وفي أيام نكسة حزيران (يونيو) 1967 نشر رودنسون مقالاً في صحيفة «لوموند» الفرنسية تحت عنوان «العيش مع العرب» نراه فيه يُذكِّر إسرائيل بأن القوة ليست الطريق، ذلك على رغم الانتصار الإسرائيلي الساحق الماحق على العرب في ذلك الوقت. يقول رودنسون: «اختارت الدولة الصهيونية العيش في فلسطين، أي وسط العالم العربي. الخيار خطير، والإنذارات توالت على لسان يهود من غير الصهاينة أو المؤيدين للصهيونية، والذين طالما مثـلوا غالبـيـة الشعب اليهـودي، وفي نـهايـة المطاف أصرت المجموعة المخططة والمؤسسة للدولة على خيارها وتتجلى اليوم نتائج هذا الخيار كلها. لا مجال للعودة إلى الوراء، لكن الشجرة تُعرف من ثمارها». ويضيف: «إن الأزمة الحاضرة تظهر واقعاً جديداً مرتهناً بتطور الأحداث، فخطاب إسرائيل إلى العالم العربي كان بسيطاً وواضحاً: حتى الآن نحن هنا لأننا الأقوى وسنبقى طالما نحن الأقوى، شئتم أم أبيتم، وسنبقى دائماً الأقوى بفضل صداقتنا في العالم المتقدم وعليكم استخلاص العبر والاعتراف بهزيمتكم وضعفكم وقبولنا كما نحن فوق الأرض التي أخذناها منكم. كيف الجواب إن لم يكن بالرضوخ أو بالتحدي؟». وفي ذلك الزمان وفي أوج احتدام المواجهات العسكرية وإراقة الدماء، كان رودنسون يتحدث عن التسويات السلمية المشروطة من خلال شعاره «يجب العيش مع العرب في مطلق الأحوال وحتى مع العرب غير الراضخين»، لكن كيف؟ يجيب: «هناك فرصة واحدة ولو ضئيلة خارج المأزق الذي حشر الصهاينة أنفسهم فيه على غرار مرتزقة قرطاجة في استعراض «لاهاش»، وهو تقديم إمكانية التفاوض للعرب ليس كما يعتمد قبل 20 عاماً على قاعدة قبولهم بالأمر الواقع، ولو على حسابهم بل من خلال إعلان مبدأ العدالة وتعويضهم الضرر اللاحق بهم، ذلك أنها اللغة الوحيدة في رأيي التي يمكن أن تلقى قبولاً من الطرف الآخر والوحيدة التي يمكن أن تثير عند الآخر رغبة في الاعتراف المنتظر بالواقع القومي الإسرائيلي الذي بني من طريق الإنجازات والعذابات طوال العشرين عاماً الماضية وليس من طريق ذاكرة وهم عمره عشرون قرناً». كان ويمكن إسرائيل بحسب رؤية رودنسون وقتها أن ترفض هذا التنازل العلني، كما كان يمكن الشوفينية المتقدمة في صفوف سكانها في ذلك العهد أن ترى في الأمر «جبناً» وتعارض الموقف الحكيم المطلوب ويمكن إسرائيل كذلك أن تربح هذه المعركة خصوصاً بدعم حماتها الأقوياء. وهو ما حدث في 1967 وكان رودنسون يقرأ التاريخ وهو بلا شك يفعل من خلال عمله كمؤرخ، لذا أكمل هذا الطرح بقوله: «من لا يشك في أن هذا النصر يمكن أن يتكرر؟ أليس الاضطراب الحالي مؤشراً إلى ذلك؟». وهو ما حدث في 1973. ويذكّر رودنسون إسرائيل ومؤيديها المتشددين وأصدقاءها الأوفياء بأن الصهاينة سعوا بكل قوتهم إلى استمالة القوى العظمى الأوروبية منذ أيام هرتزل فيقول: «إنهم طلبوا دعم القيصر والسلطان والبابا وانكلترا وما كان لهم أن ينجحوا لولا وعد بلفور وهو خطوة سياسية بريطانية، ولولا قرار التقسيم في الأمم المتحدة العام 1947 وهو فعل سياسي سوفياتي – أميركي». ويخلص رودنسون إلى القول: «ها نحن في العام 1967 وقد آن الأوان للسعي إلى اتفاق مع العرب الذين انتزعت منهم هذه الأرض. ليس العرب المرغوبين كما نريدهم مؤيدين بأعجوبة للأطروحات الإسرائيلية من خلال ما يطالبهم به أنصار الصهيونية في العالم وأساتذة الأخلاق وقارئو العهد القديم وأدبيات الماركسية اللينينية، بل مع العرب كما هم عليه، الرافضين من دون مقابل غزواً تم على حسابهم. إنه وضع مؤسف، لكن أي حل آخر هو مضيعة للوقت». وقبل هذا التاريخ تعرض رودنسون لهجوم صهيوني مكثف، فقد شارك في أحد أيام أيار (مايو) 1966 في ندوة سياسية نظمها الاتحاد العام لطلبة فلسطين في إحدى قاعات العاصمة الفرنسية باريس في ذكرى النكبة، وفيها أكد مواقفه المناصرة للحل العادل للمسألة الفلسطينية، والمناهضة للصهيونية، ما أدى إلى تعرضه وآخرين شاركوا في هذه الندوة التي غطت وقائعها بعض الصحف الفرنسية، لحملة صحافية وإعلامية شرسة من جانب الأوساط الصهيونية التي وصفته بأنه «اليهودي الكاره نفسه». كان المناخ السائد في فرنسا آنذاك مناخاً مناصراً لإسرائيل في معظم الاوساط والتيارات السياسية، ووسائل الإعلام باستثناء الشيوعيين والماركسيين وقلة من المهتمين بالشأن العربي من المثقفين أو الديبلوماسيين السابقين الذين نشأوا أو عملوا في المنطقة العربية، لكن رودنسون الذي أزعجته هذه الحملة على الصعيد الشخصي لم تتأثر مواقفه بها، بل عاد وكررها في مناسبات عدة وبخاصة بعد حرب 1967، ولا سيما في العدد الخاص الذي أصدره الأديب والفيلسوف الشهير جان بول سارتر من مجلته الدورية الفكرية الثقافية «الأزمنة الحديثة» والذي تناول في شكل خاص الصراع العربي – الإسرائيلي. كتب رودنسون مقالاً مطولاً تحت عنوان «إسرائيل… واقع استعماري»، وهو مقال صدر لاحقاً ككتاب مستقل، وترجم إلى لغات عدة، بما فيها العربية، وكانت إجابة رودنسون في مقاله على علامة الاستفهام في العنوان لا تحتمل اللبس، إذ أكد كون إسرائيل واقعاً استعمارياً وأن أي حل للصراع لا يمكن أن يقوم على أساس علاج مشكلة سياسية وإنسانية وبشرية بخلق مشكلة جديدة في وضع تعيش مثله بلدان أخرى في العالم الثالث كانت تضم كتلاً بشرية ناجمة عن الغزو الاستعماري مثل جنوب إفريقيا. ولم يكن رودنسون كذلك بعيداً من الإسلام، ففي العام 1961 صدرت سيرته حول النبي محمد (صلّى الله عليه وسلم) التي تعتبر إلى اليوم مرجعاً للطلاب والباحثين في الغرب، كما أنه باعترافه الكتاب المفضل من بين الكتب الكثيرة التي وضعها. كان رودنسون واحداً من الخارجين على المألوف الذين أعطوا تجارب مغايرة، فهو مثلاً حاول تفسير النبوة القرآنية تفسيراً ينسجم مع ظاهر النص القرآني ويتوافق مع الواقع التاريخي، وبهذا الطرح وضع أمام القارئ رؤية جديدة، لا سيما في ما يتعلق بنبوءة قرآنية في شأن ظهور الإسلام «على الدين كله». يقول رودنسون في كتابه «أوروبا وسحر الإسلام» عن العلاقة العاطفية التي جمعته بالإسلام والمسلمين: «كرست سنوات طويلة من عمري لدراسة الإسلام والتاريخ الإسلامي والشعوب الإسلامية، وفي الوقت نفسه كنت شغوفاً بالطريقة التي تعامل بها الشعوب الأوروبية، بخاصة الباحثين منهم، الشعوب الإسلامية». ويتساءل عن سبب هذا الشغف، ويجيب: «ربما لأنني لم أكن متيقناً من فهمي للإسلام». وكما ذهبت بعض الآراء العربية، فإن كتاب رودنسون المشار إليه ليس كتاباً عن الصور التي وجدت في المخيلة الغربية عن الإسلام، ولكنه قراءة في تاريخية الصورة، فقارئ الكتاب يعثر على منعطفات أسهمت في تشكيل الصورة أو مرت بها، ورودنسون يؤمن بأن الصورة او قولبتها تغيرت بتغير العقلية الأوروبية القديمة والحديثة. فموقف الغربيين من الإسلام والمسلمين تأثر بفهمهم للعالم وموقع الإسلام فيه. وإذا كان جمهور عريض من المؤرخين في الغرب يرون أن بداية المعرفة الحقيقية للغرب بالإسلام كانت إبان الحروب الصليبية، فإن رودنسون يغاير ذلك الرأي ويذهب إلى أن المعرفة بين الطرفين هي نتاج لمنظومة الوعي الغربي بالعرب، التي استوت على إدراجهم في خانة التهديد قبل أن يتحولوا إلى مشكلة فعلية، بحسب رؤاهم، أقلقت الامبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) ودفعتها للتهاوي، وبعد ذلك تأتي مرحلة الأندلس وموقف الكنيسة التي كانت في العصر الوسيط تمثل السلطة المرجعية للفكر وأثر الإسلام الحضاري في المفاهيم الغربية، إذ إن كتابات الفلاسفة المسلمين بعد ترجمتها ظلت مداراً للبحث، واختلف الغربيون عليها حيث ولدت أكثر من مدرسة لفهم الرشدية أو لفهم ابن سينا. فالتلاقي والاختلاف بين عالمي الغرب والإسلام نبعا في النهاية من أسس المرجعية الفكرية للثقافة الأوروبية. وقد بقي رودنسون على إصراره حتى آخر رمق حيال أفكاره ومعتقداته كافة، وعرف بموضوعية الباحث على رغم تعارض ذلك مع موقفه من أصوله اليهودية. فظل ينتقد العرب والعالم العربي، حين يلزم الانتقاد، ولم يطمح إلى إعطاء الإسلام مرتبة مرتفعة على بقية الأديان، بل حاول وبكل بساطة أن يقارب الإسلام عقلانياً وبالأسلوب نفسه الذي قارب فيه جميع الأديان والأيديولوجيات. ويشير بعض كبار المؤرخين العرب مثل محمد حربي الجزائري إلى أن رودنسون مثّل وعن جدارة القنطرة التي نحن في صدد الحديث عنها، ففي كتابه «جاذبية الإسلام» أراد إدراك جوهر هذا الدين عبر القرون الوسطى الأوروبية وحتى القرون المعاصرة، والحديثة منها ثم في كتابه «الإسلام والرأسمالية» نرى أن العنوان لا يستدعي رغماً ولا اضطراراً كتاب «ماكس فيبر» عن الأخلاق البروتستانتية والرأسمالية. وفي مؤلفه «الإسلام: سياسة وإيمان» تتبدى بعض عناوين فصوله ذات دلالة عميقة مثل «الانقسامات السياسية في الإسلام كخدع أيديولوجية» مرتبطة بالأوضاع الراهنة مثل «بزوغ التشدد الإسلامي»، وفي صدد الإرهاب يتحدث عن الإرهاب كذريعة. وفي حال من الأحوال نجد عند رودنسون اهتماماً بأطروحات صموئيل هنتنغتون عن صدام الحضارات، إذ يقول: «بما أن الحضارات يمثلها الدين، فهي تتشابه في هذه النقطة بالذات، ولكنني جزئياً أحاول أن أجد صيغة لإنقاذ الدين، نوعاً ما يعني أنه يجب ألا يطغى الدين على الإنسان، هذا هو رأيي، يجب ألا يطغى الدين على الإنسان». وينطلق رودنسون في رؤيته هذه من معرفته بخفايا الثقافتين اليهودية والإسلامية، وفي هذا السياق قام بمشاركة صديقة المؤرخ جيرار خوري في نشر كتاب حواري تحت عنوان «بين الإسلام والغرب». يقول جيرار خوري المؤرخ الذي عرف رودنسون منذ أكثر من ثلاثين عاماً إنه كان شخصاً شديد التدقيق، والتمحيص، وموسوعياً كبيراً، ويصف أعماله المعترف بها من الأوساط العلمية بأنها تصل في الوقت نفسه إلى العموم وأن تلك الكتابات ساهمت في تعديل القراءة الطائفية للإسلام الذي لا يعجز بحسب رأيه عن الدخول إلى الحداثة، وهو إسهام كبير على نقيض ما نشهده اليوم، أي الجهل بالإسلام. ويضيف أن رودنسون الذي عمل من أجل التقارب بين ضفتي المتوسط من طريق التعددية وحوار الثقافات، لقي أشد العنت والانتقادات التي وصلت إلى حد التهديدات المباشرة جراء دعوته للثقافة ولإحقاق الحق في ما يخص القضية الفلسطينية، وذلك بسبب صفته كيهودي وواقع حاله كمعاد للصهيونية، كما أنه لم يكن يتخذ أبداً موقفاً من دون الأخذ في الاعتبار كل الاحتياطات اللازمة. فقد كان يخشى خدش الحقيقة العلمية وجرح الآخرين. كان يقف عند مفترق القيم اليهودية وتلك الخاصة بالعالمين العربي والإسلامي في جو من التفاهم وليس الاستبعاد. وأحسب كذلك أن رودنسون قدم للعرب والمسلمين خدمة جليلة، ففي حواراته مع خوري ينبه إلى أزمة العقل العربي، وما تعرض له في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين جراء تصاعد النهج الأصولي الذي يستخدم وسائل المعلوماتية والانترنت من جانب، ويجابه الكثير من معطيات الحداثة على الناصية الأخرى. يقول رودنسون «إن العرب أو المسلمين لم يكتشفوا الفكر النقدي ولم يطبّقوه على تراثهم، كما فعل فلاسفة أوروبا وهو يعتقد أنه بناء على هذه المعطيات، فإن جمهور المسلمين لا يزال يعيش في مرحلة العصور الوسطى التي خرجت منها على نوع ما، وربما كان حديث رودنسون هنا دعوة حقيقية لإعادة إعمال العقل وطرح قضية عدم مساءلة الأيقونات جانباً، ذلك أنه إذا كان يقصد وهو يفعل بلا شك القول إننا بحاجة إلى فترة طويلة لحل مشكلة التزمت والعقلية الطائفية الموروثة، فهو هنا على حق من دون شك. وفي دعوة رودنسون هذه هزة عنيفة للعالم العربي، فقد استطاع أن ينقل التجربة الأوروبية الى العالم العربي، من خلال افكاره التي حملت أول ما حملت المطالبة بالتغيير وأن أول شيء ينبغي تغييره هو الفكر وهو عقلية الناس وبعدئذ يجيء التغيير الآخر من تلقاء ذاته، ويؤكد أنه لولا فلسفة التنوير الأوروبية لما كانت الثورات السياسية الحديثة، أي الثورة الانكليزية فالثورة الأميركية فالثورة الفرنسية… ولا غرو في ذلك، فالفكر هو أعلى وأنبل شيء في الوجود. وعلى رغم أن رودنسون قام ولا مراء في ذلك بتجسير الهوة بين العقلية الأوروبية والعربية، بأبلغ صورة وعبر أكثر من أربعة عقود، إلا أن حظوظه كما حظوظ جاك بيرك لم تكن طيبة في حال من الأحوال في العالمين العربي والإسلامي إذا استثنينا لبنان الذي خدم فيه جندياً في الجيش الفرنسي وبقي معلّماً لسنوات في صيدا، فقد مُنع كتابه الأشهر «محمد» من التدريس في الجامعة الأميركية وصبّت عليه بعض الأقلام جام غضبها بسبب هذا الكتاب الذي قال عنه: «إنني كتبته بملء الحب والإنصاف للنبي محمد (صلّى الله عليه وسلم)، ولكن كثراً من العرب والمسلمين عاملوني وكأني عدو لهم وكأني أميركا أو إسرائيل التي صددتها لسنوات طويلة». زار رودنسون القاهرة أكثر من مرة منها مرة بعيدة في منتصف القرن الماضي ومرة في العام 1968. ويصف الكاتب المصري كامل زهيري هذه الزيارة بقوله: «منذ نحو نصف قرن زار رودنسون القاهرة واكتشفت فيها شغفه بالبحث في الواقع الاجتماعي بعيداً من النظريات، وفاجأني بطلب غريب وهو أنه يريد أن يحضر حفلة «زار»، وقلت له إن الظاهرة اختفت تقريباً من القاهرة وليس أمامك سوى ذكريات قوت القلوب الدمرداشية لأنها كتبت بالفرنسية عن الزار عام 1937، فقال إنه يريد أن يكتب بحثاً ويحتاج إلى مشاهدة الزار بعينيه، وإزاء حماسته عثرت له على مكان في شارع الإمام محمد عبده في جوار الأزهر الشريف، وبات رودنسون يومين وهو يلبس الجلباب الأبيض ويضع يديه في دماء الذبيحة كما روى، وهذا يدلل على أنه المستشرق الملتزم بالبحث في دقائق الأمور وتفاصيلها من دون مداراة أو مواراة». وإذا كان مكسيم رودنسون قد رحل، فإن اعماله الباقية تشير ومن جديد إلى وحدة النوع الإنساني وإلى إمكانية التلاقي عبر الجسور، ومهما اتفقنا أو اختلفنا مع بعض آرائه وهو من طبائع الأمور، فإننا لا يمكننا إنكار أن الرجل الذي نشأ في بيئة يسارية ويهودية الأصل الديني ولكن معارضة في آن واحد قد شكل علامة حقيقية على إمكانية العودة إلى الأصل المدافع عن الحق المجرد والعدالة المنزهة عن المصالح جهة العالمين العربي والإسلامي من دون أن تلوثه نزعات الاستعلاء أو خدمة المشاريع الاستعمارية التي اتسمت بها كتب عدة، وكثير من الكتاب الاستشراقيين في الغرب لم يقدّر لهم أن يجسروا بحياتهم وأفكارهم الجسر بين الغرب والشرق. * كاتب مصري (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2010)
الكلمة الحرّة من « الحوار.نت » إسـلام أونـلايـن ضـحـيـة إنـتـصـاره للـمـقـاومـة…
تساءل الصحفي الكبير الأستاذ فهمي هويدي ـ قبل أيام ـ بقوله أنه غير مصدق حتى الآن لقضية الإنقلاب ضد أشهر وأكبر موقع عربي إسلامي ( إسلام أونلاين الذي تديره جمعية البلاغ القطرية ).. تساءل ثم ترك الجواب للأيام الحبلى .. اليوم جاءنا الخبر اليقين… جاءنا الخبر اليقين في شأن الإنقلاب ضد الخط التحريري لإسلام أون لاين بعد يوم واحد من طمأنة رئيس مجلس إدارة جمعية البلاغ الإمام القرضاوي بأن المشكلة في طريقها إلى الحل وذلك من خلال برنامجه الأخير ( الشريعة والحياة ليوم الأحد 21 مارس 2010 ).. جاءنا الخبر اليقين من خلال خطوة إستباقية إتخذها وزير الشؤون الإجتماعية القطرية جمد فيها القيادة الحالية المنتخبة لجمعية البلاغ المالكة للموقع في مقابل تعيين إدارة جديدة يتزعمها السيد الأنصاري في الوقت الذي كان فيه الرئيس المنقلب عليه الإمام القرضاوي يبحث من يوم لآخر تحقق النصاب المطلوب لإنعقاد مجلس جمعية البلاغ سيما أن عشرات كثيرة من الموظفين التابعين للموقع في القاهرة يشنون إضرابا مفتوحا منذ أيام مطالبين بحقوقهم المادية والمعنوية. وبهذه المناسبة فإن جملة من النظرات لا بد من إستخلاصها. 1 ــ لم يعد سرا ـ بحسب ما طفحت به كثير من التحاليل التي يطمئن إليها المرء ـ أن يدا أمريكية ( صهيونية بالضرورة ) وراء هذا الإنقلاب الأبيض ضد أشهر وأكبر موقع عربي إسلامي سرعان ما إحتل مكان الصدارة حتى غدا دوليا مصدرا من مصادر الإعلام العربي الإسلامي الموضوعي الذي يعتمد عليه. أمران لا يخفيان على أحد في عالمنا اليوم : أولهما أن المعركة بين العرب والمسلمين والأحرار من جهة والصهيونية المعتدية بوجوهها الأمريكية والصليبية والأروبية من جهة أخرى هي حرب متعددة الأبعاد ومنها دون أدنى ريب البعد الإعلامي ولعل أبرز ذلك ـ قبل ميلاد إسلام أون لاين ذاته ـ ما يجده المستمع العربي المسلم والحر بصفة عامة من الإعلام الأمريكي ( سي أن أن ) في تغطية الحرب العراقية الأولى وما يجده المستمع ذاته بعد ظهور فضائيات إعلامية عربية ذات مصداقية عالية من مثل الجزيرة وغيرها.. الحرب إذن إعلامية ثقافية علمية فكرية بالأساس وليس أزيز المحركات العسكرية برا وبحرا وجوا ـ بما فيها الأسلحة النووية المحرمة دوليا إلا على أمريكا وأذنابها من مثل إسرائيل وغيرها ـ إلا إنعكاسات لذلك الأساس.. أما الأمر الآخر الذي لا يخفى على أحد اليوم في عالمنا فهو أن تلك الحرب بأسلحتها ـ أي الحرب الإعلامية وما في حكمها فكريا وثقافيا ـ لهي أشد أذى في صفوف المعتدين من الأسلحة المادية لأسباب كثيرة ليس أدناها أن أسلحتنا الإعلامية الفكرية الثقافية تنال منها جانبا موفورا غزيرا في زمن الصحوة العربية والنهضة الإسلامية بمثل ما تنال منا أسلحتهم المادية الفوسفورية والتقليدية الذي تنال وآخر ما نالت منا ما وقع في غزة قبل عام بالتمام والكمال.. ذلك هو ما لخصه الإمام القرضاوي بمناسبة كلمته الإفتتاحية لتدشين موقع إسلام أون لاين وذلك عند قوله بأن الجهاد الإلكتروني هو جهاد العصر وظلت كلمته تلك مثبتة وثيقة أساسية من وثائق الموقع.. لم يكن الذي جعل أمريكا ( والصهيونية منها طبعا ) تتوسل بطرقها الخبيثة الخسيسة ترغيبا وترهيبا لدى الحكم القطري لإحداث الإنقلاب ضد الخط التحريري لإسلام أون لاين سوى ما يلحظه كل قارئ متابع للموقع أي : الإنحياز للمقاومة الفلسطينية. وما ينبغي لأمريكا أن تبقى مكتوفة الأيدي تمارس الفرجة البليدة في وجه موقع عربي إسلامي ينتصر للمقاومة ويشهد مع مطلع كل شمس جديدة في صبح يوم جديد إنتشارا بين العرب والمسلمين سيما أنه ينطق بلغة الإنسان اليوم فوق الأرض أي اللغة الإنكليزية.. تلك هي النظرة الأولى التي ما ينبغي إهمالها عند كل تحليل جاد. 2 ــ المعطى الثاني معطى ذاتي. مفاده أن أشهر وأكبر موقع عربي إسلامي يشهد مصداقية وإنتشارا متزايدين إنما تعرض للإغتيال على أيدي الدولة العربية الحديثة ـ دولة ما بعد الإستقلال أو دولة التبعية على حد تعبير المفكر العربي الكبير منير شفيق ـ. ما كان لأمريكا أن تفرض أمر الإنقلاب ضد الخط التحريري المنحاز إلى المقاومة الفلسطينية في الموقع لو صمدت دفاعات الدولة القطرية. ولكن مشكلتنا العظمى اليوم ليست أمريكا ولا حتى الصهيونية ولكنها تلك الدولة العربية ـ دولة التجزئة والإنقسام والتشرذم على حد تعبير المفكر العربي ذاته الأستاذ منير شفيق ـ. ولك أن تستدعي التعبير الآخر المعبر عن الحقيقة أي تعبير المفكر الجزائري مالك بن نبي أي القابلية للإستعمار. لو كانت الدولة القطرية ـ والحقيقة أن ذلك الداء العضال الذي يعرض كل دفاعاتنا الذاتية للإنهيار أمام الهجوم الأمريكي الصهيوني ماديا ومعنويا ليس خاصا بقطر بل لعل قطر أدنى الدول العربية كلها تعرضا لذلك الداء ـ منيعة حصينة ما كان لأمريكا أن تفعل شيئا. المناعة كلها والتحصين كله إنما هما في أمر واحد نخشاه جميعا ونأباه جميعا بالرغم من أننا جميعا نتغنى به. المناعة كلها والحصانة كلها هو الديمقراطية. ولكن حالنا مع الديمقراطية هي حال مجنون ليلى مع ليلى التي قال فيها ( جننا بليلى وهي جنت بغيرنا ـ وأخرى بنا مجنونة لا نريدها ).. الديمقراطية تشبه الحب الذي لا يكون من طرف واحد .. من يتغنى زورا وبهتانا ونفاقا بالديمقراطية وهو يأباها لأنها تهدد مصالحه فإن الديمقراطية ذاتها تأباه ولا تجتمع به تحت سقف واحد.. لك أن تقول بإطمئنان كبير إذن إلى مشكلة إسلام أون لاين هي مشكلة ديمقراطية غائبة موؤودة في العالم العربي الذي تسهل فيه الإنقلابات ضد الحكم فضلا عن الجمعيات التي لا تتمتع بأي إستقلالية مدنية أو أهلية حتى لو دبجت بالديمقراطية من قبل ومن بعد فإن نهاية المطاف في مناخ آسن لا بد أن يكون كارثيا وأي كارثة أنكى عليك من إغتيال أكبر وأشهر موقع عربي وإسلامي رفع رؤوس ا لعرب والمسلمين والأحرار ردحا من الزمن في الفضاء الإعلامي الإلكتروني.. إغتيال سمج كريه بجرة قلم من وزير عربي.. بقرار من مكتب الوزير يجمد كل شيء وتنقلب السياسات رأسا على عقب.. تلك هي الديمقراطية العربية البئيسة التعيسة.. وضوع الجلل.. 3 ــ المعطى الثالث هو عبارة عن مشهد مرتقب وربما يأتي ـ لا قدر الله ـ يوما. ولم لا يأتي وقد أتى أخوه. من ولد هذا يلد ذاك. وأي عجب؟ أي عجب في أن تنقلب الدولة القطرية ضد أشهر فضائية عربية ذات مصداقية عالية جدا ـ بل هي الأعلى في العالم العربي والإسلامي كله ـ أي فضائية الجزيرة؟ ما هي الضمانات؟ ليس هناك أي ضمانات طالما أن الحكم غير منبجس من إرادة شعبية ديمقراطية حرة بمثل ما هو الحال عند الغربيين وخاصة الأروبيين. لك أن تقول أن الديمقراطية الأروبية يمولها الإعلام وتحيطها الثوابت المسيحية ولك أن تقول أكثر من ذلك سوء فيها.. ولكن ليس لك أن تغمط أفضالها وأنعامها في العلاقة الحضارية الراقية بين مؤسسات الإدارة والحكم وبين المواطن.. عندما تصل أنت إلى عشر معشار ما عند هؤلاء من حريات وكرامة ولقمة عيش كريم .. عندها لا حرج عليك في رفع عقيرتك بالسوء ضد ديمقراطيتهم. أما أن تكون والغا في الإستبداد العربي الأعمى إما فاعلا حقيرا أو مفعولا به ذليلا .. عندها لا يليق بك أن تنبس ببنت شفة واحدة ضد بضاعة القوم.. من يضمن عدم نشوء إنقلاب أبيض خبيث ضد الجزيرة؟ لا أحد يضمن ذلك. قل ما شئت في دولة قطر وكثير من حكمتها ورشدها مقارنة ببقية الدول العربية. قل ما شئت فيها ولكن لا تضمن أبدا إنقلابا آخر ضد الجزيرة. الجزيرة من إنشاء قطري رسمي خالص ومن تمويل قطري رسمي خالص. بل إن ما تنتقد به الجزيرة في كونها تقدم الملفات المصرية والسعودية خدمة للسياسة الخارجية القطرية التي تريد منافسة أكبر دولتين عربيتين .. ما تنتقد به الجزيرة في هذا المضمار حق محض.. وقديما قالت العرب في شعرها ( عين الرضى عن كل عيب كليلة ــ وعين السخط تبدي المساويا ).. لا شك في أن أمريكا حاولت مرات ومرات إخضاع الجزيرة إلى توخي خط تحريري غير منحاز للمقاومة الفلسطينية بشكل كبير.. تلك هي مهمة أمريكا إعلاميا بدرجة أولى.. ولكن فشلت كل المحاولات إلى حد الآن.. ولكن من يضمن نجاح ذلك غدا.. كلما كان القرار أحاديا فرديا لا حديث فيه عن مؤسسة أو ديمقراطية إلا بحساب الموازنات التي أحكمت قطر مسك خيوطها بحنكة كبيرة.. لا تختلف قطر عن دولنا العربية الإسلامية ـ عدا تركيا تقريبا أو قريبا من ذلك السودان فضلا عن لبنان ـ سوى بقدرة قيادتها على حسن مسك التوازنات الدولية فترضي هذا بقاعدة عسكرية وترضي ذاك بفضائية .. على كل حال بالمحصلة فإن ذلك أقل سوء بكثير من دولنا العربية التي لا ترضي سوى عدونا دون أدنى حساب لنا نحن أهل الأرض. لا بل من يضمن غدا عدم الإنقلاب ضد القرضاوي نفسه بعدما أفسحت أمامه وبين يديه كل الأبواب المغلقة ولعل أخطرها على الإطلاق برنامجه الإسبوعي الشهير في الجزيرة أي الشريعة والحياة وكذلك خطبة الجمعة التي تذيعها الفضائية القطرية الرسمية مباشرة والتي أفتى منها بأعظم فتوى ولعل أخطرها في التاريخ الإسلامي كله أي : جواز العمليات الإستشهادية في أرض فلسطين المحتلة دفاعا عن النفس.. لا نظن أن تاريخنا الإسلامي يحوي فتوى دينية إسلامية أخرى أكثر خطرا وأشد جرأة وأعظم أثرا دوليا.. ربما لم يمر على الأمة يوم أقسى عليها من هذه الأيام التي تمر بها اليوم تحت الإحتلال الصهيوني الإستيطاني المدعوم غربيا والمسكوت عنه عربيا.. لذلك لم نجد فتوى أشد خطرا منها ولكن على كل حال هي أخطر فتوى في ظننا نطق بها فقيه في الدين حتى يومنا هذا.. ذاك فضل ـ بل أفضال ـ تحسب لدولة قطر دون شك. كنا من قبل نقول أنه يكفي قطرا : فضائية الجزيرة وحرية الإمام القرضاوي وإسلام أون لاين .. ولكن اليوم ضربت إحدى تلك المعاقل الثلاث لحرية التعبير وحرية التعبير العربية في عصرنا لا تفضي بالضرورة إلا إلى الإنحياز إلى المقاومة الفلسطينية.. السؤال هو : من يضمن عدم الإنقلاب ضد بقية الثلاثي : الجزيرة والقرضاوي؟ لا أحد يضمن ذلك. إذا قلت يضمن ذلك الله سبحانه. قلنا لكن : الله يضمن ذلك بالرجال وليس بمعجزة تنزل من السماء. ولكن المهم هو أن الضامن الأكبر في ذلك هو الديمقراطية والمؤسسية والحرية وهي القيم التي تعاديها دولنا العربية كلها والإسلامية ولكن بأقدار متفاوتة ولعل قطر والسودان ولبنان وتركيا وغيرها قليلا جدا هي الأقل سوء.. تلك هي النظرة الثالثة في هذا الصدد.. 4 ــ المعطى الآخر صحيح ولكنه داخلي ضعيف التأثير في المعادلة الدولية الحضارية كلها. هو معطى يتعلق بإستيلاء التيار السلفي في قطر على أشهر وأكبر موقع عربي وإسلامي إعلامي تنويري وسطي معتدل متوازن مشهود له بالمصداقية دوليا. الإنقلاب ضد إسلام أون لاين هو إنقلاب للسلفية القطرية من موقع الوزارة والحكم والسلطة على الخط الوسطي المعتدل المتوازن الذي أسس له الإمام القرضاوي في قطر ثم سار به في إتجاه العالم كله وأثمر بفضل الله سبحانه شيئا كبيرا وكثيرا. القضية هنا ليست في المعركة الحامية بين التيارات الإسلامية من مثل السلفية والصوفية أو السلفية والوسطية أو غيرهما ولكن المشكلة هي في إستخدام عصا السلطة لتنفيذ الإنقلاب ضد قيادة شرعية منتخبة لمجلس إدارة جمعية البلاغ القطرية. المشكلة هي كما أنف ذكره مشكلة ديمقراطية وحريات وكرامة إنسان. إذا وصل التيار السلفي إلى موقع إسلام أون لاين عن طريق آخر غير طريق الإنقلابات فأهلا وسهلا وألف مرحبا.. التيار السلفي مكون من مكونات الثقافة العربية قديما وحديثا.. له حق الوجود بمثل ما لغيره.. ولكن إذا ركب التيار السلفي السلطة في قطر أو في غيرها إنحيازا إلى خط تحريري في هذا الموقع لا يولي المقاومة الفلسطينية قدرها المقدم تحت أي ذريعة .. فإن المشكلة تكون مضاعفة : مشكلة إنقلاب غير جدير بالإحترام من جانب ومشكلة إنحياز إلى الخيار الأمريكي وحلول التسوية البئيسة التعيسة في القضية الفلسطينية بأي وجه من وجوه الإنحياز ولو كان الإنحياز بمثابة الصمت عن الجريمة الصهيونية في الأرض المحتلة من جانب آخر.. الغريب في الأمر أن كل متابع لإسلام أون لاين يجد للتيار السلفي حظه الوافر من تقارير وإستجوابات وتعريف بالرموز والأفكار .. يجد ذلك بحرية كاملة .. ذلك هو ما يقوي الرأي بأن الإنقلاب ضد إسلام أون لاين ظاهره خلاف سلفي وسطي في الخط التحريري للموقع ولكن باطنه الحقيقي هو خلاف جوهري كبير حول التعاطي مع قضية المقاومة التي يجب ـ في نظر من قاموا بالإنقلاب بعصا السلطة القطرية ـ أن يلغى رصيدها إما نهائيا أو بسياسة ذر الرماد في العيون.. عندها تكون الكارثة أكبر والداهية أشد.. عندها تكون الخلافات جوهرية كبيرة لا سبيل للسكوت عليها.. عندها نكون قد فقدنا مع إسلام أون لاين حليفا إعلاميا للمقاومة وظهيرا لها.. عندها تكون الديمقراطية العربية المتعثرة قد أصيبت في مقتل من مقاتلها.. عندها يحق لنا أن نرقب اليوم الذي ينقلب فيه ضد الجزيرة أو القرضاوي.. عندنا يحق للصهيونية وحلفائها أن يحتفلوا ويبتهجوا.. عندها يحق لنا أن نحزن لأن الإنقلاب ضد المقاومة إعلاميا جاء بأيدي بني جلدتنا.. عندها لم يبق لنا إلا حل واحد لا بد لنا منه .. الحل الواحد هو : تعويل الفعاليات المدنية والأهلية من إسلاميين وأحرار على أنفسهم وأموالهم لإنشاء موقع آخر يعوض مصابنا في إسلام أون لاين.. عندها يجب أن نعاود حقن عقولنا بهذا المصل الشافي : كل منجز مهما بلغت محاسنه إذا لم ينشأ في أرض الحرية ومناخ الديمقراطية فهو مهدد ولو بعد حين.. في هذ الحدث درس بليغ لمن يؤخر الحريات والديمقراطية على غيرها.. الحريات هي الضمانة الوحيدة ـ بعد الله سبحانه ـ التي تحمي منجزاتنا من الإغتصاب ومكتسباتنا من الإنقلاب.. إذ ما ينبغي أن ننسى يوما واحدا أن الجهاد الإعلامي ( فضائيا وإلكترونيا ) هو جهاد العصر.. إذا إنقلب على صاحب نظرية جهاد العصر القرضاوي فإن الأمة كفيلة بإنتاج ألف ألف موقع لجهاد العصر إذا أرادت .. فهل من مريد..!؟!؟!؟ (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 25 مارس 2010)
تقرير: القاعدة ربما خطفت إسرائيليا يحمل جواز سفر أسباني في الجزائر
دبي (رويترز) – قالت صحيفة الشرق الأوسط العربية الصادرة في لندن في عددها الصادر يوم الجمعة 26 مارس 2010 إن من المحتمل أن يكون تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي خطف إسرائيليا يحمل جواز سفر أسبانيا اختفى في الجزائر قبل حوالي أسبوع. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عمن وصفتهم بأنهم « مصادر عليمة بشؤون الصحراء » القول إن الإسرائيلي الذي دخل الجزائر بجواز سفر أسباني اختفى في منطقة حاسي مسعود التي تقع على بعد 800 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة الجزائرية. ونقلت الشرق الأوسط عن المصادر قولها « يرجح المحققون أنه (الإسرائيلي) تعرض للاختطاف من طرف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي. » وأضافت الصحيفة أن التحقيق في اختفاء الإسرائيلي « لم يوضح حتى الآن إن كان يحمل جنسيتين أم أن جوازه الاسباني مزور.. كما لم يوضح أسباب وجوده بصحراء الجزائر ولا كيف دخل البلاد ». وتقول بلدان غربية انه ما لم توحد حكومات المنطقة التي توجد بينها خلافات جهودها لمحاربة المسلحين فان القاعدة قد تحول منطقة الصحراء إلى ملاذ آمن إلى جانب اليمن والصومال واستغلالها في شن هجمات واسعة النطاق. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 مارس 2010)
حفيدته ولدت في لندن وقد تحصل على الجنسية البريطانية
مبارك يستعد للعودة الى مصر وتوقعات باحتياجه لنقاهة طويلة
3/26/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’: قالت مصادر متطابقة ان الرئيس المصري حسني مبارك يستعد للعودة الى مصر خلال الساعات المقبلة، بعد ثلاثة اسابيع قضاها في مستشفى هايدلبرغ الالماني اثر خضوعه لعملية جراحية وصفها بـ’علقة سخة’، وقال اطباؤه انها شملت ازالة الحوصلة المرارية واورام حميدة من الاثني عشر. وكانت المتحدثة باسم المستشفى قالت ان مبارك قد يتمكن من مغادرة المستشفى خلال ايام، وهو ما فسر على انه رغبة في الابقاء على موعد المغادرة سرا وابعاد وسائل الاعلام عن تغطية عودته. واستبعدت المصادر ان يجري استقبال شعبي او رسمي للرئيس، مشيرة الى انه قد يتوجه مباشرة الى مدينة شرم الشيخ لقضاء فترة نقاهة قد لا تقل عن شهرين، نظرا لاحتياج الرئيس الى الراحة الكاملة في هذه المرحلة، وكذلك مواصلة الفحوص الطبية. واضافت انه ليس من الواضح ان كان الرئيس سيعيد تفويض رئيس وزرائه الدكتور احمد نظيف بممارسة المهام الرئاسية، حتى يستعيد عافيته، ام ان التفويض الذي كان اصدره بقرار جمهوري ما زال ساريا. واشارت المصادر الى ان بقاء الرئيس لنحو عشرة ايام في مستشفى هايدلبرغ بعد اعلان طبيبه عن انتهاء الفحوص المعملية اليومية التي كان يخضع لها تثير علامات الاستفهام خاصة ان مقربين منه كانوا اعلنوا رغبته في قضاء فترة النقاهة في مصر. والى ذلك اكدت المصادر امس ان حفيدة الرئيس المصري ولدت في احد مستشفيات لندن، وان مولدها اشاع جوا من البهجة في اوساط العائلة بعد الايام الصعبة التي عاشتها مؤخرا. واضافت ان فريدة جمال مبارك ستبقى مع والدتها وعدد من افراد الاسرة في لندن لنحو شهر، بينما سيتردد نجل الرئيس المصري للاطمئنان عليهم. واشارت الى ان العائلة ربما اختارت لندن لميلاد فريدة ربما لانه يحق لها ان تحصل على الجنسية البريطانية حسب قانون الهجرة، حيث يملك والدها تأشيرة اقامة دائمة في بريطانيا التي اقام وعمل فيها في عقد التسعينيات قبل ان يعود ليستقر في مصر ويترقى بسرعة في الهرم القيادي بالحزب الحاكم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 مارس 2010)