الجمعة، 24 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2377 du 24.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيان

المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع: تجديد الملاحقة القضائيّة للصحفي محمد الفوراتي

طلبة تونس: أخبار الجامعة

الحياة : تونس: العلاقة مع ألمانيا «ممتازة»

أكي: تونس: ميزانية جديدة وسط مخاوف من ارتفاع أسعار النفط

الحياة: سيتم عرضها على وزراء الداخلية العرب في اجتماعهم المقبل… خطة مرحلية جديدة لتنفيذ الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب

سـانـا: صحيفتان تونسيتان..الموساد الاسرائيلى وراء الاغتيالات فى لبنان وفريق 14 اذار يتحمل مسؤولية اثارة الفتنة فى لبنان

الموقف: بعد 22 سنة يكتشف أن موت ابنته كان كذبة

أقلام أون لاين:حوار مع مبروك شنيتر السجين السياسي السابق

صــابر التونسي: قساوسـة التّقـدمية وبرنامج الحوار التونسي
عامر عياد: برج السيدا العربى
عبدالحميد العدّاسي: مختارات قارئ

سليم الزواوي: مسألة التداول على الحكم في تونس: محاولة للفهم

عبد الرحمان الدريدي: الحركة الديمقراطية: تجاذبات المنطق/ مفارقات المعقول

بلقاسم بلحسن: في أخلاقيات السياسة ومقوّمات النضال

علي بوراوي: نشيد الوفاء

الحياة: السبيل والسفير التونسي عقدا مؤتمراً صحافياً أمس… «أيام الثقافة التونسية» تنطلق السبت
الحياة: اسمي يوحي بأنني فتاة … وأصعب المواقف في مواقع الدردشة!

الجزيرة.نت: أعلنت تخليه عن السلاح  – أسرة مؤسس الجماعة السلفية بالجزائر تؤكد المصالحة

   رشيد خشانة  : عبدالواحد براهم يكتب سيرة عربية معاصرة

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984  
بيان
 
أخبرتنا السيدة سهيلة زوجة السجين السياسي السيد بوراوي مخلوف المعتقل حاليا بسجن المنستير و الذي قضى الآن بالسجن ما يزيد عن خمسة عشر عاما من أجل انتمائه لحركة النهضة أن الحالة الصحية لزوجها قد تدهورت نتيجة للإضراب المفتوح عن الطعام الذي يشنه منذ 5 نوفمبر 2006 للمطالبة بإطلاق سراحه و الاحتجاج على الظروف السيئة التي يعيشها منذ مدة طويلة علما بأن السجين السياسي المذكور وقعت نقلته من سجن المهدية إلى سجن المنستير إثر دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام و قد أخبرت زوجته أنه صار لا يقدر على الوقوف و أنه يشكو من الحساسية من جراء كثرة المدخنين بالغرفة التي يقيم بها داخل السجن و التي تضم عشرين سجينا في حين أن مساحتها الجملية لا تزيد عن عشرين مترا مربعا. و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسية التي طالما نبهت إلى الحظر الناجم عن حشر المساجين غير المدخنين مع المساجين المدخنين و التي نتج عنها إصابة أغلبهم بمرض الربو و إصابة بعضهم بسرطان الرئة و الحلق تطالب بإطلاق سراح من تبقى من مساجين الرأي  و طي صفحة الماضي و في انتظار ذلك تطالب بتحسين وضعيتهم و عزل المساجين المدخنين عن غير المدخنين. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري
 

المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع
تونس في 24 نوفمبر 2006

تجديد الملاحقة القضائيّة للصحفي محمد الفوراتي

 
دعي الصحفي التونسي محمد الفوراتي للمثول مجددا أمام محكمة الاستئناف بقفصة يوم 1 ديسمبر القادم بتهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها. وهي المرة الخامسة التي تنتصب فيها المحكمة في قضية حكم فيها بعدم سماع الدعوى سنة 2003. وهي المرة الثالثة التي تعيد فيها محكمة التعقيب القضية إلى الاستئناف. وقد حشر اسم الصحفي محمد الفوراتي في هذه القضية لتسليمه أحد المتهمين فيها نسخا من المجلة الإلكترونية الدورية « أقلام أون لاين » التي يساهم في تحريرها. ولا يوجد في مستندات الاتهام الموجه إلى الفوراتي سوى نسختين مطبوعتين من المجلة المذكورة.  وكان قد حصل على أحكام بالبراءة في كامل أطوار القضيّة.  وقد فتحت هذه الملاحقة الجديدة بعد أن التحق حديثا بعمله في جريدة الشرق القطرية حيث يقيم حاليا بالدوحة في قطر. وكان قد عمل في تونس مراسلا لوكالة قدس برس الدولية للأنباء وسكرتير تحرير جريدة الموقف.  والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع : –       يعتبر تجديد الدعوى القضائية وتوقيتها ضد محمد الفوراتي محاولة لإرباكه وخلق عراقيل أمام نشاطه المهنيّ وتخويفه بزجّه في قضايا لاعلاقة له بها. –       يطالب السلطات التونسية بغلق ملف التتبع القضائي الجاري ضدّه وإيقاف المحاصرة المضروبة على الحريات الصحفية والأقلام والحرة في تونس. عن المرصد الرئيس محمد الطالبي  

طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET أخبار الجامعة  2006 الجمعة 24 نوفمبر 8 العدد رقم  السنة الأولى:  

 

تحليل إخباري  مصر: انتخاب الاتحاد الحر في مواجهة قمع السلطة

احتجاجا على شطب مرشحيهم للانتخابات التي تجري تحت إشراف إدارات الجامعات نظرا لانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين وتيارات معارضة أخرى، قام عدد كبير من  الطلبة بإجراء انتخابات موازية انبثق عنها تشكيل « الاتحاد الطلابي الحرّ » وقد شهدت هذه الانتخابات إقبالا كثيفا- ترشحا واقتراعا- مما دفع بالمراقبين للساحة الجامعية المصرية إلى اعتبارها نوعا من العصيان المدني ضد هيمنة الدولة وتدخلها. وأشارت مصادر متعددة إلى أنّ الانتخابات أجريت في جامعات القاهرة وعين شمس والمنصورة والأزهر وطنطا وحلوان. ولقيت إقبالا طلابيا غير مسبوق ومشاركة سياسية ومدنية في الترشح والتصويت، وكذلك مشاركة كبيرة لأساتذة الجامعات ومنظمات المجتمع المدني في الإشراف على سير العملية الانتخابية. ففي جامعة الإسكندرية شارك 12 ألف طالب في انتخاب 25 طالب من بين 125 مرشح. وفي جامعة عين شمس أجريت الانتخابات في 6 كليات مساء يوم الأحد 12 نوفمبر 2006 وقد أسفرت النتائج عن فوز طلاب الإخوان بـ30 % من مقاعد الاتحاد. أمّا في جامعة طنطا شمال مصر فقد أدلى أكثر من 8 آلاف طالب وطالبة بمختلف كليات الجامعة بأصواتهم في الانتخابات التي جرت يوم الأحد12 نوفمبر. ومن مفاجآت انتخابات جامعة طنطا إقدام طالبين من كلية التجارة على تقديم استقالتهما من الاتحاد الطلابي الرسمي وقاما بترشيح نفسيهما في الاتحاد الحرّ. وبدورها شهدت جامعة المنصورة إقبالا كبيرا على المنافسة في الاتحاد الحر وبلغ عدد المرشحين 590 طالبا من غير الإخوان رغم قرار مجلس الجامعة بمعاقبة الطلاب المشاركين بالفصل لمدة شهر والتوصية بتحويل أعضاء هيئة التدريس للتحقيق إذا شاركوا في انتخابات اتحاد الطلاب الحرّ. وفي جامعة حلوان جرت انتخابات الاتحاد الحر على مدى 3 أيّام في 8 كليات تنافس فيها ما يقارب 1000 طالب وطالبة وأشرف على الانتخابات والفرز  والتصويت منظمات المجتمع المدني من بينها الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي والمعهد الديمقراطي المصري وبمشاركة أعضاء هيئة التدريس من « حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات المصرية ». وقد شهدت الانتخابات إقبالا كثيفا ووصل عدد المصوّتين إلى 12.500 طالب وطالبة. وفي جامعة الأزهر أجريت الانتخابات يومي الأحد والإثنين 12 و13 نوفمبر في 7 كليات ترشح فيها 584 طالبا منهم 92 طالبا من الإخوان والباقي مستقلّون أو من توجهات سياسية أخرى. وتراوحت نسبة المشاركة في التصويت بين 30 و40 بالمائة. من ناحية أخرى ذكرت صحيفة الوفد الليبرالية اليومية المعارضة الصادرة يوم الإثنين 6 نوفمبر أنّ جامعة القاهرة شهدت لأوّل مرة في تاريخها اقتحام قوات الأمن المركزي للجامعة ودخول سياراتها المصفحة والمحملة بالجنود لفض اعتصامات ومظاهرات الطلاب المندّدين بشطب المرشحين المعارضين للانتخابات غير النزيهة بسبب تدخل السلطات الإدارية. وقد شارك عدد من أعضاء هيئة التدريس في المظاهرات والاعتصام. مع الملاحظ أنّ جامعة القاهرة شهدت يوم الثلاثاء 14 نوفمبر انتخابات الاتحاد الحر الذي يستمد شرعيته من الطلاب ويعترفون به ممثلا لهم حتى وإن لم تعترف به إدارة الجامعة. إذًا، تأتي انتخابات الاتحاد الحر في تحدّ واضح لتصلّب السلطة وقمعها لإرادة الطلاب الحرة وتؤكد حيوية المجتمع المصري في مواجهة الدكتاتورية خاصة بعد حالة العصيان التي أبداها القضاة في مواجهة تزييف الانتخابات البرلمانية ورفضهم أن يكونوا شهود زور على ما تقترفه السلطات من مظالم وتزيف لإرادة الناخبين.     

خريجو الجامعات يتحركون في مؤتمر اتحاد الشغل

يعتزم عدد من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل طرح وضعيتهم على المؤتمر القادم للاتحاد العام التونسي للشغل الذي سينعقد بالمنستير أيّام 14 و15 و16 ديسمبر القادم خاصة وأنّ كل المحاولات السابقة لإيجاد حلول لمأساة البطالة التي يعانون منها لم تؤدّ إلى نتيجة ولم تلق آذانا صاغية من قبل وزارة التربية ووزارة التشغيل. وقد تكوّنت عدة لجان تنسيقية في عديد الولايات لتأطير مطالب أصحاب الشهادات العاطلين عن العمل وتحركاتهم. وقد ارتفع عدد هؤلاء إلى رقم مفزع في شهر أكتوبر 2006 ليصل 200 ألف. وحتى مناظرة الكاباس التي أجريت في بداية شهر نوفمبر والتي شارك فيها ما لا يقلّ عن 58.000 مترشح فلن تمكّن سوى قرابة 3500 منهم من الانتداب للتدريس بالمعاهد الثانوية. وتعتبر اللجان التنسيقية أنّ مؤتمر اتحاد الشغل سيكون مناسبة مهمّة يتبنّى فيها المؤتمرون قضيّة هذه النخبة المقصاة والضغط باتجاه اتخاذ توصيات لإيجاد حلول عمليّة للمأساة التي أصبحوا يكابدونها منذ سنوات طويلة.

وفي الجامعة تبدأ التحركات

قادت مجموعة من حاملي الشهادات المعطلين عن العمل بتحرك داخل كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية 9 أفريل يوم السبت 18 أفريل للتحسيس بأزمة خريجي الجامعات. وتم عقد اجتماع عام في هذا الإطار.

تشفّي من الطلبة أبناء المساجين السياسيين

بعد حصوله على موافقة جامعة « تولوز 1 » لمواصلة الدراسة بها في السنة الثالثة يواجه الطالب مصعب العكروت نجل القيادي الإسلامي محمد العكروت تعسّف السلطات التي تحرمه من جواز السفر دون مبرر. فمنذ 31 جويلية 2006 تاريخ إيداع ملفّه بمركز الشرطة سيدي بولبابة في قابس لم يتلق جوابا شافيا. ويدرس الطالب مصعب العكروت في اختصاص إدارة تكنولوجيا الاتصالات وقد نجح في جوان الفارط في اختبار الرياضيات والاقتصاد بالمعهد الفرنسي بالمرسى الذي يؤهّله للدراسة بجامعة تولوز. وهو ينتظر الآن رد السلطات بعد رفعه قضية أمام المحكمة الإدارية ومراسلة رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان. وكان والد الطالب المذكور قد أطلق سراحه يوم 6 نوفمبر الماضي بعد قضائه 16 سنة خلف القضبان. ويتكرر منذ سنوات عديدة حرمان أبناء المساجين السياسيين الطلبة من عدة حقوق كالمنحة والسكن الجامعيين وجواز السفر والشغل…  الطالب والجريمة ليست الجريمة الوحيدة أو الحادثة المعزولة التي يسقط فيها الطالب التونسي ضحية أو مجرما، إذ لا تخلو صفحات الحوادث في الجرائد التونسية من أنباء الطلبة التونسيين الذين يضبطون متلبسين بجريمة سرقة أو اعتداء أو قتل وغيرها… وهي ظاهرة جديدة أصبحت تتطلّب وقفة جدّية من المعتنين بالشأن الطلابي في ظل العزلة والإقصاء والتهميش الذي يعيشه الطالب عن محيطه الاجتماعي والثقافي والسياسي.   شربان- المهدية: شهدت منطقة شربان بولاية المهدية مؤخرا جريمة قتل فظيعة ذهب ضحيتها الطالب بالسنة الثانية علوم فيزيائية بصفاقس محمد بكّار. فقد تحوّل خلاف بسيط إلى نهاية دموية بعد أن تلقى الطالب المذكور 9 طعنات فارق على إثرها الحياة على. وقد ألقي القبض على القاتل وهو شاب أيضا. وقد تنقّل حوالي 50 طالبا على متن حافلة كلية العلوم بصفاقس لتقديم التعازي لعائلة الفقيد.

صفاقس، طالب يرتكب جريمة قتل :

أقدم أحد الطلبة على قتل كهل في عقد الأربعينات يشتغل عاملا بمسلخ وله ثلاثة أبناء. وكانت مشادة كلامية قد حدثت بين الطرفين قام خلالها الطالب بالانقضاض على خصمه بالضرب المبرح حتى أفقده وعيه ليفارق الحياة بعد ذلك في المستشفى متأثّرا بمضاعفات الإصابات التي لحقته.

قصر هلال، طالبة ضحية النشالين:

وقعت طالبة في مدينة قصر هلال بداية شهر نوفمبر الجاري ضحية عملية نشل نفّذها منحرفون حولي الساعة السابعة مساء. وقد باغتها الجناة على بعد أمتار من محطة القطار فشلاّ حركتها وخطفا حقيبتها اليدوية وهاتفها الجوّال. وقد خلّف لها الاعتداء إصابة في يدها ووجهها بواسطة سلاح أبيض استخدمه المعتدون عندما دافعت عن نفسها.


تونس: العلاقة مع ألمانيا «ممتازة»

لندن – الحياة     أكدت السفارة التونسية في لندن، في رد أرسل الى «الحياة» أمس، ان «العلاقات بين تونس والمانيا ممتازة على الصعد كافة». ورأت ان ما نشرته «الحياة» عن زيارة وزير الخارجية الألماني لتونس «تضمن مع الأسف تخمينات غير مبررة ومعطيات لا أساس لها من الصحة»، إذ تحدث عن «بوادر أزمة تونسية – ألمانية». ونفت السفارة ما نُسب الى الوزير الألماني من تصريحات حول «ضرورة القيام باجراءات في مجال حقوق الانسان» في تونس. وأكدت ان الغاء الوزير الألماني لندوته الصحافية «كان ناتجاً في الواقع عن كثافة نشاطه في تونس والتزاماته في المرحلة اللاحقة من جولته عبر بلدان المغرب العربي».   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 24 نوفمبر 2006)  


تونس: ميزانية جديدة وسط مخاوف من ارتفاع أسعار النفط

 

 تونس (24 تشرين الثاني/ نوفمبر) – وكالة (أكي) الإيطالية للأنباء – ذكرت مصادر حكومية تونسية أن مشروع ميزانية الدولة لسنة 2007 قبضا وصرفا ستبلغ 14460 مليون دينار (8871 مليون يورو) مقابل 14210 مليون دينار محتملة السنة الجارية أي بزيادة تقدر بحوالي 250 مليون دينار. وأضافت هذه المصادر أن هذه التقديرات تعتمد بالخصوص على النتائج المنتظرة لسنة 2006 وعلى تطور مختلف المؤشرات الاقتصادية ومنوال التنمية لسنة 2007 خصوصا فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي الذي من المنتظر أن يكون في مستوى 6% رغم تراجع الموارد الديوانية بسبب مواصلة برنامج تفكيك المعاليم الديوانية في إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وتطبيق مختلف اتفاقيات المناطق الحرة مع البلدان العربية. من جهة أخرى ستخصص الحكومة التونسية في الميزانية الجديدة منحة مباشرة بعنوان دعم المحروقات تبلغ قيمتها 450 مليون دينار (276 مليون يورو) يقع اعتمادها على فرضية أن يبلغ معدّل سعر برميل النفط 70 دولارا وستمكن هذه المنحة من تغطية الحاجيات المتبقية والمقدرة بـ357 مليون دينار في صورة عودة الأسعار إلى الارتفاع من جديد. وستتوزع قيمة هذه التغطية إلى 6% كتعديل أسعار المحروقات والكهرباء والغاز خلال بقية سنة 2006 وهو ما من شأنه أن يوفّر حوالي 200 مليون دينار لكامل سنة 2007 وتعديل أسعار المحروقات والكهرباء بـ6% كذلك في نيسان/ أبريل 2007 لتعبئة حوالي 160 مليون دينار. واعتمدت السلطات التونسية هذه التقديرات في الدعم بالخصوص على النتائج المنتظرة لباقي سنة 2006 وارتفاع الأسعار إلى أرقام غير مسبوقة بداية العام الحالي على أن تنخفض إلى أقل من 60 دولارا حاليا لكنها تبقى رهينة الأوضاع العالمية وهي مرشحة للارتفاع من جديد نتيجة الظروف الراهنة. هذا وسيشرع مجلس النواب التونسي ابتداء من يوم غد السبت في عقد جلسات عامة للنظر في مشروع ميزانية الدولة للسنة المقبلة و الاستماع إلى بيان الوزير الأول الذي سيتولى عرض تقريرين حول الميزان الاقتصادي ومشروع ميزانية الدولة لسنة 2007 و تقديمهما لمقرر لجنة المالية والتخطيط والتنمية الجهوية. (Azi/Aki) (المصدر: وكالة أكـي للأنباء الإيطالية بتاريخ 24 نوفمبر 2006) الرابط: http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=Business&loid=8.0.362898591&par=0#

 

سيتم عرضها على وزراء الداخلية العرب في اجتماعهم المقبل… خطة مرحلية جديدة لتنفيذ الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب

تونس – الحياة     أنجز خبراء عرب خطة مرحلية جديدة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، سيتم عرضها على وزراء الداخلية العرب في اجتماعهم المقبل في تونس أواخر كانون الثاني (يناير) المقبل، للنظر في اعتمادها. وأفاد بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب من مقره في تونس، بثته وكالة الأنباء السعودية، بان لجنة منبثقة من وزارات الداخلية في عدد من الدول العربية أعدت خطة مرحلية رابعة لتنفيذ الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب. ويأتي إعداد هذه الخطة بعد انتهاء فترة العمل بالخطة الثالثة التي تولى تنفيذها كل من الأمانة العامة وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، إذ أشادت اللجنة خلال اجتماعاتها بالجهود التي بذلت في تنفيذها على الشكل المطلوب، ما أدى إلى تحقيق الغاية المرجوة منها. ويعتمد تنفيذ الخطة الجديدة على عدد من الوسائل منها: تبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية في مجال مكافحة الإرهاب، وإعداد البحوث والدراسات الخاصة بظاهرة الإرهاب، فضلاً عن عقد دورات تدريبية وندوات وحلقات علمية مسايرة للتقدم الذي أحرزه القطاع التكنولوجي في المجالات الأمنية وتراعي الخطة تطوير برامج ومواد التوعية الإعلامية، والمشاركة العربية الفعالة في الجهود واللقاءات العربية والدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتوطيد العلاقة مع مؤسسات المجتمع المدني بما يسهم في مكافحة الإرهاب، وكذا اتخاذ التدابير الكفيلة بمكافحة الجرائم المرتكبة بواسطة أجهزة الاتصال الحديثة كالانترنت والعمل على منع تمويل الإرهاب. وتتولى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية تنفيذ بنود هذه الخطة التي حددت مدتها بثلاث سنوات.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 نوفمبر 2006)


صحيفتان تونسيتان.. الموساد الاسرائيلى وراء الاغتيالات فى لبنان وفريق 14 اذار يتحمل مسؤولية اثارة الفتنة فى لبنان

 

تونس/سانا – اكدت صحيفة الصريح التونسية ان الموساد الاسرائيلى يقف وراء جميع الاغتيالات التى وقعت فى لبنان بدءا باغتيال رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الاسبق وصولا الى اغتيال وزير الصناعة اللبنانى بيير الجميل لبث الفتنة بين اللبنانيين انفسهم وبينهم وبين اشقائهم العرب. وقالت الصحيفة فى تعليق لها اليوم.. ان قرار مجلس الامن بخصوص انشاء محكمة دولية هو قرار امريكى اسرائيلى لتوجيه التهم الى اعداء اسرائيل. من جهتها قالت صحيفة الصباح التونسية ان فريق 14اذار دفع بلبنان الى القطيعة بين اللبنانيين مشيرة الى ان تصريحات بعض اقطاب فريق 14 اذار خلال تشييع الوزير الجميل تعتبر هروبا الى الامام وتطرفا قد يؤدى الى دخول البلاد فى دوامة الفوضى. وحملت الصحيفة فريق 14اذار مسؤولية اثارة الفتنة فى لبنان محذرة من ان التدويل لا يخدم مصلحة لبنان.   (المصدر: وكالة الأنباء السورية الرسمية سـانـا بتاريخ 24 نوفمبر 2006) الرابط: http://www.sana.org/ara/3/2006/11/24/88459.htm  

 

بعد 22 سنة يكتشف أن موت ابنته كان كذبة

محمد الحمروني قلما تجتمع المصائب على شخص مثلما اجتمعت على محدثنا في هذه المصافحة، فبعد 22 سنة وبعد أن ظن أن  نار تلك المصائب بردت ومحيت من الذاكرة آثارها، أبت الأقدار إلا أن تلهب في قلب محدثنا نارا أقوى من تلك التي كادت أن تأكل قلبه منذ ما يقرب من الربع قرن. فبعد 22 سنة اكتشف محدثنا أن ابنته التي ظن أنها قضت بعد ولادتها بقليل اكتشف أنها حية وأنها تعيش في مكان ما في هذا العالم وانه كان عرضة لعملية تحيل لم يخسر فيها مالا ولا متاعا بل خسر فيها فلذة كبده …ابنته. تعود قصة صاحبنا احمد السويدي إلى سنة 1984 وتحديدا إلى جانفي من تلك السنة. ولان المصائب عندما تلم بشخص فإنها تأتيه جملة واحدة. كذا كان حال محدّثنا، فقد كان يعيش مثل بقية أبناء الشعب التونسي آلام محنة ثورة الخبز وما رافقها من توتر بلغ درجة إعلان السلطات حالة الطوارئ ليزيده مخاض زوجته ليلا همّا على همّه وهو المعدم الذي لا يملك لا جاها ولا سلطانا. لم يجد من حل حيث الخروج والموت صنوان، سوى الاتصال بمستشفى شارلنيكول الذي أرسل سيارة إسعاف حملت الزوجة لتضع في المستشفى. وعندما زارها من الغد وجد أنها وضعت بنتا. وبحكم أن زوجته كانت تعاني من مرض القلب أمرت إدارة المستشفى بنقلها من جناح الولادات إلى جناح مرضى القلب والشرايين.  بقى السويدي يتردد ثلاثة أيام على المستشفى يزور زوجته ويقضي بقية وقت الزيارة مع ابنته، حتى اعلمه الطبيب انه أمر بإخراج زوجته من المستشفى. ذهب احمد فرحا وعاد ومعه سيارة أجرة واخرج زوجته من القسم الذي كانت تنزل فيه وهم بالذهاب لجلب ابنته غير أن سائق التاكسي ناداه ليعلمه أن زوجته قد فارقت الحياة. اضطرب الرجل ولم يدر ما يفعل ولأنّه كان وحيدا فقد قرر أن يبادر بدفن زوجته ويترك أمر البنت إلى غده. وهو ما حصل فعلا غير انه لما عاد من الغد أعلمته إحدى الممرضات أن ابنته هي الأخرى ماتت وان الجهات المكلفة قامت بدفنها. عقدت المفاجأة لسانه وشلّت حركته،غير أنّه أصرّ على دليل إثبات وفاتها فتم طرده من المستشفى. كرّر السّؤال عن ابنته مرّات ومرّات غير انه كان يلقى الطّرد في كلّ مرّة مما أفقده الأمل واقتنع بان ابنته توفيت. هذه الوقائع تعود إلى الفترة الفاصلة بين 12 و 17 جانفي 1984. وفي مارس من هذه السنة التقى صدفة بصديقة قديمة لزوجته وسألته عن أحواله وعن أحوال ابنته فاعلمها أنها توفيت بالمستشفى في يومها الثالث ..استغربت المرأة مما سمعت طالما أنّها عادت صديقتها بنفس المستشفى بعد أسبوعين من حادثة وفاة الزّوجة، والتي أخبرتها بوجود البنت ناصحة إيّاه باقتفاء أثرها. احتار الرجل وهاجت في نفسه ذكرى زوجته التي قضت ولم تر ابنتها سوى مرة واحدة كما أحس بحنان كبير إلى فلذة كبده التي لم يعد يتذكر ملامح وجهها وقرر أن يبدأ البحث عنها. وبعد رحلة صعبة وتنقل بين مختلف الأقسام والإدارات تمكن من استخراج مضمون ولادة وجد فيه أن هناك فتاة تحمل اسمه واسم زوجته وتاريخ ميلادها يتوافق تماما مع تاريخ ولادة ابنته. وبناء على هذه المعطيات قام بمراسلة السيد نائب وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية باريانة وطالبه بفتح تحقيق في الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة غير انه ومنذ شهر جويلية 2006 تاريخ نشر الدعوى لم يأته أيّ ردّ. ويوجه السويد نداء حارا لكل من يعرف طريق ابنته أو لديه أية معلومة يمكن أن تقوده إليها أن يقدمها له حتى يتمكن على الأقل من رؤيتها والتعرف عليها. للاتصال احمد سويدي رقم الهاتف 95315990
 
(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية العدد 382 الجمعة 24 نوفمبر 2006 2006)


 
محـــطات
محمد سفينة • ميترو: بعد حوالي الشهر من التخلي عن الخط رقم 12 الرابط بين منطقتي الوردية السادسة وأريانة تبيّن بالكاشف والملموس أن قطع هذا الخط خطأ كبير من طرف شركة النقل بتونس خاصة وأن هذا الخط يعتبر ذا مردودية مالية طيبة كما أنه يقوم بخدمة هامة خاصة وأن منطقة أريانة تستقطب عددا هاما من العملة والموظفين الذين يستعملون هذا الخط وهو ما جعل الخط رقم 2 لا يستطيع استيعاب العدد الهائل من المسافرين كل صباح… لتتواصل معاناة المواطنين الذين يستعملون هذا الخط خاصة منهم القادمين من منطقة بن عروس والمناطق القريبة منها. • برشـلونة: المساحة الخضراء في ساحة برشلونة إلى جانب ما تشهده من إهمال وعدم عناية كافية خاصة في مسألة النظافة فإن التنوير العمومي منقطع في هذه المساحة التي تدخل في ظلام دامس منذ أول المساء وهو ما يجعلها مكانا خصبا لبعض الممارسات المشينة واللاأخلاقية ومرتعا لبعض المنحرفين … فهلا فكرت بلدية العاصمة في إنارة هذه المنطقة خاصة وأنها متواجدة في وسط العاصمة وفي منطقة تتوسط عديد محطات النقل الخاصة بالحافلات والميترو والقطار.

• بنايات مهملة:

البنايات والمحلات المهملة والمتداعية للسقوط أصبحت ظاهرة جالبة للانتباه في المدينة العتيقة وهو ما يجعلها مصدر خطر سواء للمحلات والمنازل المجاورة لها أو للمارين في أنهج وممرات المدينة العتيقة. كما أن هذه المنازل المهجورة أصبحت أوكارا للمنحرفين والمجرمين ومحلات للسكر والعربدة خاصة أثناء الليل وهو ما يقلق راحة المتساكنين… • الفلاقة: ما يصطلح عليهم بالفلاقة وهم هؤلاء الذين ينتحبون في محطات النقل في ساعات الليل الأخيرة بالعاصمة لنقل المواطنين بعد توقف عمل حافلات النقل العمومي والذين يلتجؤ إليهم بعض المواطنين مكرهين لنقلهم بطريقة غير قانونية وفي ظروف غير لائقة هم في كل الأحوال مخالفون للقانون ويستوجبون الردع خاصة وأنهم يعرّضون أرواح الآخرين للخطر كما أن السلط المسؤولة عن النقل في العاصمة مدعوة إلى التمديد في حركة النقل العمومي أثناء ساعات الليل أو ايجاد بعض الحلول الأخرى مثل التكثيف في جولان سيارات التاكسي الجماعي الذي يعتبر الحل الأمثل لبعض الأحواز البعيدة عن العاصمة.

• عرّاف روحاني

كذب المنجمون ولو صدقوا…. هذه المقولة للرسول الكريم يفنّدها اليوم التكاثر الكبير للعرافين الذين لا يكاد يخلو شارع أو حي من يافطاتهم الكبيرة والملوّنة …. ممّن تخرّج من جامعات باريس إلى الدارس في المغرب… ولا ندري أي علم درسوا ومن أي جامعات تخرجوا وهل أصبح للدجل والشعوذة جامعات ومدارس ! ولكن المحيّر أكثر من كل هذا… كيف ينتصب هؤلاء وكيف يصرّح لهم وتحت أي إطار يعملون… أم أن الأمور في هذه الأحوال تخضع هي الأخرى لدجل من نوع آخر..؟

• رفع أثقال:

منظر يوحي بالشفقة …. تلاميذ لا تزيد أعمارهم عن التسع سنوات يحملون أو يجرون ضعف أوزانهم من الحقائب واللوازم المدرسية التي تثقل كاهلهم ولا تتحمّلها عضلاتهم الطرية… فهل يستطيع هذا التلميذ التركيز في القسم بعد هذه الرحلة الشاقة أم أن حصة الدرس ستكون فترة راحة ليواصل الصغير رحلة الشقاء والتعب اثناء العودة؟ • إدارة: بعض الأعوان والموظفون… هداهم الله يتصورون أن مواقعهم ورواتبهم الادارية والوظيفية تبيح لهم بعض التصرفات غير اللائقة في التعامل مع المواطنين الذين يقصدون بعض الإدارات لقضاء شؤونهم… وكأنهم لا يعلمون أن وظائفهم هذه قد جعلت لقضاء مصالح المواطنين وهم يتلقون عن ذلك أجرا…   (المصدر: صحيفة « الـوحـدة » الأسبوعية، العدد 525 بتاريخ 25 نوفمبر 2006)  


*خمسون : مسرحية ـ خمسون ـ للمسرحي الفاضل الجعايبي ظلت في وضعية غير واضحة في مستوى تبرير أسباب عدم تمكينها من العرض في تونس. ذلك أن المصالح المعنية في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث تعتبر نفسها غير مسؤولة عن هذا الوضع. ولا شك أن كل التبريرات تفقد قدرتها على الاقناع لأن عرض مسرحية ـ خمسون ـ في تونس يبدو أمرا طبيعيا وذلك بالنظر إلى ما تطرحه وبالنظر أيضا إلى ما يراكمه فاضل الجعايبي من تجربة فنية متميزة. ولا شك أن ما ميّز أيام قرطاج السينمائية الأخيرة من عروض لأشرطة لا تخلو من جرأة يعتبر حافزا اضافيا يدفع إلى إزالة كل العراقيل.   *نشــاط : يتواصل في صلب المجلس الأعلى للاتصال الإعداد للندوة التي سيقع تنظيمها في الشهر القادم حول دور الاعلام في دعم القيم الوطنية والانسانية لدى الناشئة. وإلى جانب ذلك فإن المجلس يواصل الاهتمام بمسألة سبر الآراء وقياس توجهات الرأي العام وذلك من خلال الالتقاء بمسيري المكاتب المختصة في المسألة.   *تطــوير : علمت ـ الوحدة ـ أن برمجة قناة ـ حنبعل ـ ستشهد تطويرا يمكنها من مزيد الانفتاح على الساحتين الاعلامية والثقافية. ومن مظاهر هذا الانفتاح التوجه نحو دعم المنتجين الشبان في عدة فنون.  

*هيئة إدارية :

تنعقد يومي السبت والأحد 24 و 25 نوفمبر الجاري الهيئة الادارية للاتحاد العام التونسي للشغل. ولا يخلو هذا الاجتماع من أهمية وذلك بالنظر إلى أن موعد المؤتمر الوطني للاتحاد قد اقترب. وعلى هذا الأساس فإن الهيئة الادارية لن تكتفي بمناقشة مشاريع اللوائح التي ستعرض على أنظار المؤتمر الوطني بل ستكون فرصة للنظر في التحالفات الانتخابية. والحديث عن التحالفات الانتخابية يحيل إلى بعض الامكانيات التي تتحدث عنها الساحة النقابية والتي تتمحور حول عدد القائمات التي ستقدم للمؤتمرين. وتشكيل القائمات يتحد أساسا بالنقاشات الجانبية التي نشطت في الفترة الأخيرة ويتجه أغلبها حول تحديد الأسماء التي سيضمها السيد عبد السلام جراد إلى قائمته.  

*حفل توقيع :

عقد صباح الأمس الجمعة الصديق الاعلامي والناقد خميس الخياطي بمكتبة غاي سفوار بالعاصمة حفل توقيع كتابه الجديد تسريب الرمل: الخطاب السلفي في الفضائيات العربية الذي سبق وقدمناه على أعمدة جريدة الوحدة وقد حضر هذا الحفل جمع من الأصدقاء والاعلاميين والمثقفين احتفاءا بهذا المولود المعرفي الجديد الذي نتمنى أن يقدم الاضافة في الحقل المعرفي والاعلامي خاصة وأنه يتناول مسألة هامة وهي الظاهرة الاعلامية المرئية العربية من خلال التزايد الكبير لعدد الفضائيات…   (المصدر: صحيفة « الـوحـدة » الأسبوعية، العدد 525 بتاريخ 25 نوفمبر 2006)  

 


خميّس الخيّاطي يُوقّع كتابه الجديد «تسريب الرمل»

* تونس ـ «الشروق» : تستضيف مكتبة «المعرفة» في ساحة برشلونة بالعاصمة عشية اليوم، الجمعة 24 نوفمبر 2006، الزميل والناقد السينمائي خميس الخيّاطي لتوقيع كتابه الجديد «تسريب الرمل» الخطاب السلفي في الفضائيات العربية. ويتناول الكتاب الصادر عن دار سحر للنشر، ظاهرة القنوات التلفزية الدينية التي ما فتئت تتزايد وتنتشر بين المشاهدين العرب. ويكشف النفس الديني المتطرف في مضامين خطابات بعض الفضائيات العربية، سواء الخاصة أو الرسمية، ومدى تأثيرها على المشاهد. والكتاب هو إعادة كتابة للمقالات الصحافية التي نشرها المؤلف في أعداد من جريدة «القدس العربي». وتدور في مجملها حول محور التلفزة. وقدّم الكتاب، المخرج المسرحي فاضل الجعايبي، وقام بقراءته الأستاذ عادل الحاج سالم.   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 24 نوفمبر 2006)

صدور العدد التاسع عشر من مجلة أقلام أون لاين

  المحتوى:

 

 

بين يدي العدد التاسع عشر


 

في العلاقة بين القوميين والإسلاميين عربيا ومغاربيا الطاهر الأسود

خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي إن أشرف أبناء الأمة هم الذين يقاومون الاحتلال بغض النظر عن انتمائهم أو عقيدتهم أو عرقهم

الاستاذ أحمد الكحلاوي في حوار مع أقلام العروبة والإسلام عقيدة وعمل ولا يمكن لأحدهما تحقيق النصر بدون الآخر

في تلازم التحرر والإصلاح بنعيسى الدمني

الحداثة لم تستنفد الحقل الإمكاني الناشئ من تمازج الروحين العلمية والتحررية حسن بن حسن

تجريد لبنان من أسلحته أحمد قعلول

ما الذي يمكن أن يضيفه التيار الإسلامي للحياة السياسية؟ علي كردي

ملف الحجاب في تونس: مناقشة هادئة لموضوع ساخن محمد حمروني

خصخصة القطاع العام في ليبيا بسيكري السنوسي

 

 

 

 

حوارات وراء القضبان مع مبروك شنيتر السجين السياسي السابق


 

حوارات وراء القضبان

 مع مبروك شنيتر السجين السياسي السابق العدد التاسع عشر  

  صاحبنا تقلد أبرز المهام التنظيمية في حركة النهضة في أدق الأوقات وأحرجها، وهي الإشراف على منطقة تضم كلا من ولايتي مدنين وتطاوين، ولايتين حدوديتين شاسعتين، وكان ذلك بعد إيقاف السيد أحمد العماري الوجه الإسلامي والنقابي والحقوقي المعروف جهويا ووطنيا… وقد التحق صاحبنا بمكتب المنطقة إثر نقلته إلى مدنين قادما من جندوبة حيث شملته حملة 1987 على الإسلاميين.. وكان له من العمر اثنان وثلاثون سنة وهو متزوج وله من الأبناء وسام وياسين وكان لوسام من العمر سبع سنوات أما ياسين فكان له ست سنوات. 1- هل دار بخلدك يوما أنك قد تكون وراء القضبان؟ نعم، لقد خطر ببالي عدة مرات أني قد أسجن يوما وكنت متهيئا لذلك بل كنت محدثا نفسي بالشهادة والحمدلله لأن المرء في ظل مثل هذه الأنظمة لا يأمن على نفسه ولا على ماله ولا على أي شيء مما عظمته شرائع السماء أو على ما اتفق أحرار العالم على تقديسه واحترامه وعدم انتهاكه، بل إن المرء ليتوقع منها ما يخطر على البال وما لا يخطر عليه لأنها تفتقر إلى أي شرعية غير شرعية التعذيب والعنف والإرهاب، إن كان لمثل هذه المفاهيم شرعية ما… 2- الصورة التي كانت منطبعة في ذهنك عن السجن: هل وجدت في الواقع السجني ما يرسخها أو ما يناقضها؟ الصورة التي كانت في ذهني قبل دخولي السجن كانت مغايرة تماما للواقع، كنت أظن أن السجين يوضع في غرفة وينسى تماما، يقضي عقوبته ويخرج، غير أني عندما دخلت السجن وجدته عالما آخر، مجتمعا كاملا يعكس واقع البلاد اجتماعيا واقتصاديا وأخلاقيا بما في المجتمع من أمراض وتفاوت وصراع واستغلال وابتزاز… 3- السجون بين ما تسمعه في الإعلام الرسمي والواقع ؟ الإعلام الرسمي لا يعطيك شيئا عن واقع السجون سوى كونه مؤسسة عقابية، أما الواقع الذي يعيشه المساجين لا يحدثك عنه إلا من دخله وعاش وراء القضبان حينا من الدهر، لذلك تختلف الأحاديث عنه باختلاف الأشخاص  وجاهة وثروة وعلاقات…إن كل من يدخل السجن لأول مرة يصطدم ولا شك بواقع مزر ووضع مستراب…علما بأن الإعلام الرسمي  في ذلك لا يخالف ما تعود عليه في حديثه عن مختلف ما يهم المجتمع        والمواطن من تقديس وإجلال وتعظيم لكل ما تتخذ السلطة السياسية من إجراءات أو ما تقدمه من مشاريع… 4- هل تشعر انك أهنت في مرة من المرات؟ الإهانة هي السمة الأساسية التي يشعر بها كل سجين خاصة في الفترة الأولى وأول ما تطأ قدماه السجن يكون الاستقبال ب » هز يدك يا كازي ( وهي من ألطف العبارات في قاموس السجانين) إلى غير ذلك من الألفاظ البذيئة إضافة إلى السب والشتم… وفي أغلب الأحيان يقف السجين جوار الحائط رافعا يديه إلى أعلى وجاثيا على ركبتيه… وإني لأذكر اليوم الأول الذي دخلت فيه السجن…كان في استقبالي مجموعة من الحراس- حراس السجون         والإصلاح- في جناح العزلة بسحن 9 أفريل بالعاصمة يقودهم التعيس بلقاسم شهر ملوخية…وكان معي أحد الإخوة ( وهو البشير بن عمر)… وعندما صاح ملوخية مزمجرا :  » هز يديك »…رفع البشير يديه وقد تسللت من بين شفتيه ابتسامة خفيفة فانهال عليه ملوخية ضربا بالمفاتيح الكبيرة على رأسه وكال له من أقذع السب       والشتائم ما أترفع عن ذكره، وكما قيل كل إناء بما فيه يرشح… الإهانات عديدة وعديدة جدا، فهي لا تحصى ولا تعد، وأكبر إهانة هي أن تطلب حقا صريحا لك- لا يختلف عليه اثنان ولا يتناطح فيه عنزان- ومع ذلك تحرم من ذلك الحق ومع ذلك تراهم يتبجحون به في أدبياتهم        ( مجلة السجون والإصلاح المعروفة بمجلة الأمل التي كانت  الإدارة تبيعها غصبا للمساجين ولعائلاتهم عدة سنوات…) أي إهانة أعظم من هذه التي تهد كيان الإنسان عندما يرى عونا يفترض أن يتوفر على قدر من الأخلاق والأدب والعلم ليقوم بواجبه الوظيفي فإذا هو في الحضيض أخلاقا وأدبا وسلوكا وسيرة ومنطقا ومع ذلك عندما تطالب بحق وتدخل معه في نقاش وأخذ ورد يكون مآلك السجن المضيق والضرب والإهانة والأغلال وما يصحب ذلك من برد وجوع وعري وقمل…لكن المرء ليكبر في كثير من المساجين تصديهم لمثل هذه الممارسات المشينة فكلفهم ذلك ما كلفهم وإن المرء ليكبر أكثر أولائك الإخوة الذين ردوا الصاع بمثله غير آبهين بما يؤول إليه الأمر من بعد… وقعت إهانتي العديد من المرات لكن المرء يحتسب  ذلك عند رب الأرباب سبحانه وتعالى، أهنت على أداء الصلاة جماعة، ثم أهنت عندما فرض علينا أداء صلاة العشاء قبل الساعة الثامنة مساء بقطع النظر عن وقتها الشرعي، كما أهنت عندما فرض علينا أداء صلاة الصبح بعد الثامنة صباحا ( نعم فرض علينا أداء صلاة الصبح بعد طلوع الشمس بنحو ساعتين أو ثلاث)…كما أهنت عندما تصديت لمن سب الجلالة وسب الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن تحرك الإدارة ساكنا إن لم يكن ذلك بإيعاز منها… 5- ألا يوجد في السجن ما نال إعجابك أو أثار حفيظتك؟ كان سب الجلالة أكثر ما يثير غضبي ويستفزني، وتسامح الإدارة مع من يتعاطى الفاحشة…..وكم ينشرح صدري وتقر عيني عندما نتمكن من تحقيق مكسب من المكاسب… 6- ما هي أبرز الظواهر السلبية في الحياة السجنية؟ الظواهر السلبية داخل السجن عديدة وعديدة جدا: الأوساخ ( القمل، بوفراش، البق..)، الاكتظاظ، التدخين، انتشار الفاحشة، وإني لا أبالغ إن قلت إن السجن في بلادنا على ما هو عليه ليس بمؤسسة أصلاحية بل هو مؤسسة تدميرية بامتياز…… 7 – ما هي أقسى اللحظات عليك في السجن؟ أقسى اللحظات علي عندما أذكرها هي تلك التي افتك فيها مصحفي مني وتلك التي  أكرهت فيها على أداء الصلاة في غير وقتها ( الصبح والعشاء)، لأني اعتبرتها خطا أحمر لا يجوز لي تخطيه ولا أن أسكت عنه ولو سكت الآخرون… والحمد لله وفقت في ذلك… 8- هل تمكنت من تنمية قدراتك المهنية أو العلمية طيلة إقامتك في السجن؟ لم أتمكن من تنمية قدراتي المهنية نظرا لعدم وجود مراجع…فالكتب ممنوعة سواء كانت علمية أكاديمية أو لغوية أو دينية أو حتى أدبية… واكتفينا طيلة أكثر من عقد من الزمن ببعض الكتب الضحلة المدعومة من وزارة الثقافة و التي توجد في مكتبات السجون…  9- ألآن وقد عرفت السجن وقضيت به ربيع عمرك وزهرة شبابك هل يمكنك أن تعود إليه؟ وإن عادوا عدنا والحمدلله…بل إني لأتساءل هل فعلا خرجنا من السجن؟؟؟ كلا ما زلنا في السجن لكن دون « حبات الإسبرين » التي كنا نتسلمها بعد جهد جهيد لمعالجة صداع أو زكام أو….. 10- هل حظيت بأي إحاطة من الإدارة أو من إحدى مصالحها طيلة هذه المدة؟ لم أشعر ولو للحظة واحدة أني – والمساجين عموما- كنت محل رعاية ما… ولم نظفر بشيء إلا بعد تحركات مختلفة وإضرابات عن الطعام قد تطول وقد تقصر، وقد تنحصر في غرفة واحدة أو جناح واحد كما قد تمتد إلى سجن بكامله أو سجون كثيرة كما وقع سنة 1996 و2002… 11- هل وقع إطلاعك على قانون السجون؟ وهل تمتعت بما ورد فيه من حقوق؟ اطلعت على قانون السجون بوسائلي الخاصة، لكن هل تتجاوز فائدة الاطلاع عليه أكثر من مجرد ثقافة قانونية لا تمت للواقع بصلة، وإن المرء ليزداد نقمة وسخطا على سلطة تحرمه حتى مما تتباهى بأنه من إنجازاتها ومفاخرها في مجال حقوق الإنسان…لكن تسمع جعجعة ولا ترى طحينا… 12- متى مكنت من فراش فردي؟ ومتى عرضت على الفحص الطبي؟ ومتى زارتك عائلتك أول مرة؟ تحصلت على فراش فردي في شهر فيفري من سنة 1993 وكان ذلك في سجن المهدية، أي بعد سنتين وستة أشهر من إيقافي، أما الفحص الطبي فكان ذلك في سجن العاصمة بعد أسابيع من إيداعي به..وكانت الزيارة الأولى في شهر ديسمبر 1991 أي بعد ثلاثة أشهر من إيقافي….

13- الزيارة الأولى؟ مشاعر الزوار؟ أول من زارني إخوتي، وكانت زيارة عادية تماما، فقد قدموا للاطمئنان علي، أما الزيارة الثانية فكانت يوم 22 ديسمبر 1991، وزارني فيها الوالد ( رحمه الله تعالى حيث أنه توفي يوم 31 ماي 2006) كما زارتني معه الوالدة وزوجتي وابنائي… وابني الأكبر ( واسمه وسام) الذي تأثر تأثرا كبيرا بسبب غيابي،  وذهب إلى ظنه أن أباه قد توفي ومن المستحيل أن يراه مرة أخرى وقد أصيب بنوع من « البهتة » و » الغفلة »  و » السهو »،.. لذلك كانت العائلة تحاول التخفيف مما به فتزعم أن أباه  في سفر وسوف يعود بعد قليل…وقد حرصت حرصا خاصا عندما ابلغني إخوتي ما أصبح عليه على أن يقع جلبه في الزيارة القادمة… وكان ذلك… عندما دخلت العائلة قاعة الزيارات كان وسام آخرها…كان يتفرس في الوجوه لعله يراني.. فناديته من بعيد        وعندما سمع  صوتي ذهل ثم هلّ وجهه فرحا ممزوجا بدموع انهمرت لحينها ثم صاح بأعلى صوته      » بابا، بابا، بابا،… » وكان لصراخه أن التفت جميع الزوار إليه مندهشين، فبادرته متلطفا مطمئنا وقلت له:  » ألا تريد أن أحفظ القرآن؟؟ إني سأحفظ القرآن وأخرج…لآ استطيع أن أحفطه في البيت، » فانفرجت أساريره بعض الشيء، وخف ما به من كآبة وحزن… 14- لماذا تجلب العائلة القفة؟ هل تفتش بحضورك؟ هل حدث أن فقدت بعض محتوياتها؟ ماذا فعلت؟ العائلة أدركت مبكرا رداءة الأكلة التي تقدم لنا في السجون، فكانت العائلة تسعى بطريقتها إلى التخفيف عني قسوة السجن، معبرة بذلك عن مؤازرتها لي في تلك الظروف التي قل فيها النصير وافتقد الحبيب وتداعت علينا الذئاب والضباع… وكانت القفة لا تفتش بمحضر أصحابها ( رغم تنصيص القانون على ذلك) إلى حدود 1998 في بعض السجون… وكلما افتقدت شيئا من محتوياتها إلا ة سعيت إلى استرجاعه وإثارة الموضوع والمطالبة به وقد كلفني ذلك الدخول إلى السيلون عدة مرات وخاصة في السنوات الأولى 1993-1996 إذ كنا نحرم من أغلب ما تجلبه لنا عائلاتنا والبقية يذهب إلى وجهاء المساجين من  » كبارن وعملة » كما يلقى بعضها في سلة الفضلات… وعبثا تحاول المطالبة بها… 15- هل من إضافة حصلت لك في السجن؟ لكن السجن مع قسوته وظروفه اللإنسانية والسعي المنهجي لتدمير المساجين وتحطيمهم نفسيا ومعنويا…يعلمنا الصبر والحلم والرصانة ورحابة الصدر…وقد تعلمت منها الكثير ولا فخر… 16- لنفترض أنك كلفت بإدارة هذا السجن، ماهي الإصلاحات التي تبادر بها؟ دع ذلك حتى يقع كما يقال…لكن أريد أن أنبه إلى أمر هام هنا وهو أن الإصلاح في السجون التونسية لا بد أن يبدأ بإصلاح المسؤولين قبل غيرهم… لا بد أن يكون تغييرا جذريا وبدايتها نغيير العقلية التي تشرف على هذه المؤسسة… 17- بم تنصح سجينا جديدا؟ الحاجة أكيدة إلى ذلك.. وإني لأنصح سجينا ذا توجه إسلامي بأن يتحلى بالصبر والأناة وأن لا يسكت عن الظلم وعلى انتهاك حقوقه كلفه ذلك ما كلفه من تضحيات لأن لا شيء يأتي على طبق من ورد، أما مساجين الحق العام فتلخص في المحافظة على « الرجولية  » التي قد تذهب وتتبخر في لحظة ضعف أو غفلة ولا يتم ذلك إلا بمعرفة من يصاحب ويجالس.. 18- حكمة ( آية قرانية، حديث نبوي، مثل شعبي، بيت شعر..) كثيرا ما ترددها! « إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم » إلى اآية 35 من سورة فصلت.. والحديث الذي حفظناه في بداية الطريق: عن ابن عباس رضي الله عنه قال : » كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم إن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعونك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.. » رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.. أما من الشعر فقول الشاعر:                     أقبل على النفس واستكمل فضائلها  فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان 19- ممنوعات يجب مراجعتها دون تأخير؟ ومباحات يجب التصدي لها بحزم؟ إن كان المقصود هنا بالمساجين السياسيين منهم أو مساجين الرأي فلا أرى  مبررا لحرمانهم من امتلاك شفرات الحلاقة وبعض الأدوية  التي تكون في متناولهم في كل الأوقات إضافة بطبيعة الحال للكتب والجرائد والمرآة    وخصوصا أواني الأكل فلا أقل من أن لا تكون من مادة البلاستيك ( بمعنى أن تكون من بلور أو من أليمينيوم أو على الأقل من الفخار)…أما مساجين الحق العام فضروري إعادة النظر في التعامل معهم، تعامل ينبني على الثقة بهم وبإمكانية ترقيتهم لكن أن تمنع عنهم ( أو عن بعضهم على الأقل) بعض الأشياء مثل شفرات الحلاقة، الأواني البلورية… لكن مع كل ذلك يجب أن تراجع كيفية العقاب الممثلة في مقولة كثيرا ما يرددها المشرفون على إدارة السجون والإصلاح وهي « الرحمة خاصة  والسخطة عامة »  وتعني في الواقع أن الإدارة إذا فطنت بوجود ممنوع في قفة أحد السجناء مثل « حربوشة أرتان » في « مرقة جلبانة » في قفة سجين فإنها لا تكتفي بمعاقبة ذلك السجين بل تعمد إلى حرمان كل المساجين من تلك الأكلة ( مرقة جلبانة) حيث تصبح من الممنوعات على المساجين… 20- حادثة عالقة بذهنك؟ حوادث كثيرة عايشتها مثل سجناء مرضى تفاقمت وضعيتهم الصحية ولم يجدوا إغاثة ولم استطع فعل أي شيء…آخرون عذبوا على مسمع مني ولم أرهم والحادثة التي لا تمحى من الذاكرة حادثة تفتيشنا وكنا قرابة 7 أشخاص في جناح « و » وهو الجناح المضيق وذلك سنة 1995 وحضر حوالي 40 عوناوتم تفتيش كل واحد منا أكثر من 4 مرات، قطعت ثيابنا وحجز البعض منها مثل الجلباب  والشاشية و »السروال العربي » وحتى اواني غسل الثياب( البانو والسطل) كما حجز في ذلك اليوم المشؤوم مصحفي….. ومن أشنعها كذلك إرغامي على فك إضراب خضته سنة 1995 بسجن العاصمة حيث استعملوا معي الحقنة… 21- هل تذكر اليوم الأول بالسجن؟ كيف تصف مشاعرك آنذاك؟ يوم اعتقالي كان يوم 5 اكتوبر 1991 عند رجوعي من العمل مع الساعة الثانية بعد الزوال، قرب المعهد الثانوي طريق بني خداش، أشار علي أعوان مدججون بالسلاح بالوقوف فامتثلت، طلبوا أوراق السيارة وبطاقة التعريف، فتشوا السيارة ثم طلبوا مني مصاحبتهم إلى منطقة الأمن لبضع دقائق فكانت بضع سنوات بل تجاوزت العشر سنوات الآن… ولا تزال الرحلة متواصلة… 22- يومك الأول بالسجن؟ تواصل إيقافي من يوم 5 أكتوبر 1991 إلى يوم 7 ديسمبر 1991 وهو أول يوم لي بالسجن، إذ أحالني يومها حاكم التحقيق إلى السجن المدني بتونس بموجب بطاقة إيداع،  وكان معي يومها الأخ البشير بن عمر، تجازونا باب السجن مع الثانية زوالا، وقع اقتيادنا بعد إتمام بعض الإجراءات الإدارية إلى الجناح المضيق، كان استقبالنا بالسب والشتم وكان ما كان مما سبق ذكره … ثم زج بنا في غرفة /  زنزانة يوجد بها 7 أشخاص وهي لا تتسع لسجينين إلا بعسر ومشقة… 23-  كم مرة نقلت بين السجون التونسية؟ تمت نقلتي من سجن إلى آخر 17 مرة، وعرفت من السجون التونسية سجن 9 أفريل أو سجن العاصمة، حربوب،المهدية، مرناق، المنستير، قرمبالية، الكاف، صفاقس، قابس، وكلها سيئة لكن الرداءة تختلف من سجن إلى آخر…بل من مدير إلى آخر…لكن حسب تجربتي الشخصية فإن أسوأها هو سجن الكاف  وأقلها سوءا هو سجن المنستير سنة 1998.. 24-  العقوبات التي سلطت عليك؟ العقوبات التي تعرضت لها كثيرة منها الحرمان من المراسلة( سواء الصادر منها والوارد) لفترات تزيد عن ستة أشهر ، فقد تعرضت لهذه العقوبة العديد من المرات في كل من سجن 9 أفريل وسجن قرمبالية تحت إدارة الهادي الزيتوني… كما وقع تعنيفي سنة 1991 في سجن العاصمة من طرف بلقاسم ملوخية وعبد المجيد التيساوي والسبب صلاة الجماعة حيث متعنا من أداء الصلاة جماعة رغم وجودنا في جناح العزلة ( السجن المضيق) ودخلت السيلون معاقبا  في كل من 9 أفريل والكاف والمنستير وصفاقس وحربوب…من أجل اعتراضي على سب الجلالة وسب الرسول صلى الله عليه وسلم… أو مطالبة ببعض الحقوق… كما وقعت تعريتي  تماما بل لا أذكر من لم تقع تعريته، خاصة  في سجن 9 أفريل بالعاصمة، وأذكر أننا كنا 12 شخصا تقريبا وأذر أنه كان من بيننا (م. ل.) و( م . ب.) و( م .م.) و(م. ن.) و(ح.ج.)    و(م.ن.) و(ع.خ.)   و(ع.ج.) و(ب.ب.ع.) و(ع.م.) وكان مدير السجن آنذاك التومي الصغير المرغني…
ملاحظة كنا في نفس السجن(حربوب بمدنين) عند قضائي العقوبة المسلطة علي من أجل مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية وقضية القذف العلني الملفقة.. وذلك سنة 2004 وقد نقل مبروك شنيتر إلى حربوب قبل مغادرتي السجن ببضعة أشهر، فكان هذا الحديث الذي لم يكن باليسر بمكان أن يتم دون صعوبات ومخاطرات… أجرى الحوار عبدالله الزواري abzouari@yahoo.fr 
 
(المصدر:العدد التاسع عشر من مجلة أقلام أون لاين السنة الخامسة / نوفمبر – ديسمبر 2006 )


قساوسـة التّقـدمية(2من4)

وبرنامج الحوار التونسي

 

 (نواصل الحلقة الثانية من سرد المغالطات « التقدمية » لسي الطاهر بلحسين وبيان وجه الماغلطة فيها)

 

الخامسة: دعوى أنه لو لا القنوات الفضائية الخليجية ما انتشر الحجاب!!

يناقضها قوله بأن الحجاب بدأ ينتشر منذ السبعينات، وقوله بأن هذه الحملة ليست الحملة الأولى!

والجميع يعلم أن الحجاب كان منتشرا بصفة كبيرة بداية التسعينات في الجامعة والمعاهد وكل قطاعات المجتمع! ولا وجود يومها لقنوات فضائية أو إذاعات خليجية!

وهذا لا يعني أن ليس للقنوات الفضائية دور في إعادة إنتشاره، ما أقصده أن المواطنة التونسية حرة في اختيارها وليس للقنوات سلطة عليها، ثم إن القنوات التي تبث العري وتشجع عليه أكثر بكثير من غيرها حتى لو لم نعتبر القنوات الأوربية واعتبرنا القنوات الخليجية فقط!

ويجب أن لا ينس سي الطاهر بأن خيار العرى تدعمه السلطة وخيار  الستر مقموع، أهله محاربون! فمن الذي أكره التونسيات على قبول بضاعة القنوات « الرجعية » ـ على قلتها ـ وترك بضاعة القنوات « التحررية أو التقدمية » ـ على كثرتها ـ لو لا أن « الرجعية » (بمفهوم سي الطاهر) طبيعة مغروسة في فطرة التونسيات! 

لماذا تنصبون أنفسكم أوصياء على خيارات الناس وعقولهم وقناعاتهم؟؟ أليس ذلك هو ما عبرت عنه السيدة سهام بن سدرين بأن: « الحكم بهذه الطّريقة نابع من المنطق الكلياني لأنّه إن نصّب أشخاص أنفسهم حكّاما وأوصياء على المجتمع وجعلوا من أنفسهم مصدرا للحقيقة وهم الّذين يحددون للمجتمع ما هو صالح ومقبول وما هو منكر مرفوض، ثم يصنّفون بعد ذلك من يستحقّ الحرّية ومن لا يستحقّها، من له الأهليّة أو الجدارة للانتماء إلى السّاحة ومن هو دخيل… ذلك هو لبّ المنطق الدكتاتوري مهما كان الذي ينطق به، إسلاميا كان أو لائكيا، وهو نفس منطق بن علي ». (في حوار أجرته معها الحوار نت ونشر أيضا على تونس نيوز بتاريخ 6نوفمبر06)

 أنت أيضا سي الطاهر، صاحب رأس مال (خليجي بطريقة غير مباشرة) ولديك قناة فضائية! من يمنعك من أن تمارس عملك وقناعاتك، أَجْلِبْ على المواطنات التونسيات « بخيلك ورجلك ومالك وقناتك » وأقنعهن بترك الحجاب!! لن يمنعك أحد وستجد كل الدعم والترحيب!!

وأما أن تترك الحجة والفكر وتكيل الإتهامات للمحجبات أو من يدعو للحجاب وتنعتهم بالرجعية والتخلف، فلا تَلُمْ إن جاءك الرد بأنك محارب للدين معاد له ولأهله « قَرْنَوِسْطِيُّ » الفكر! وكما يقال واحدة بواحدة والبادي أظلم!

 

السادسة: دعواك بأن: الأمريكان « الله يسامحهم » هم الذين خلقوا التيار الإخواني » !!

لا تعليق لي عليها، فقط احترم عقولنا وسق لنا دليل دعواك!! وأرجو أن لا تعتمد على « دليل » الدجاجة والبيضة!

 

السابعة: ادعيت بأن « التيار الإخواني هو الذي خلق المنشور 108 »!!

وهي سفسطة ليس فيها احترام لعقول المشاهدين ولا للموضوعية أو الحقيقة التاريخية « أو العلمية والتقدمية ». وأظنك تقصد بأن التيار الإخواني هو الذي دعا للحجاب والمنشور جاء ردا عليه!!

كما جاءت الدجاجة الأولى من بيضة!!!

الثامنة: ثم تساءل سي الطاهر عن مصدر الحجاب فنحن حسب زعمه مسلمون منذ 1400 سنة وهو لم ير الحجاب إلا في بداية السبعينات!!

فاتك يا سي الطاهر ما لم يفت رفيق دربك سي الشرفي بأننا كنا قبل ذلك وندالا وفنيقيين ورومانا وبربرا وأنه يحق لهذه الثقافات أن توجد ويكون لها أنصار وأتباع وأنت في هذا قد تطرفت!

ومع ذلك يا سي الطاهر فقد عبرت من خلال تساؤلك هذا عن منطق « ذكوري » يقر بالتطور « للذكور »  ويستغربه من الإناث! وذلك أن سي الطاهر لا يجد حرجا أو غضاضة في أن يلبس « الكوستيم والكرافات » في حين أن والده أو جده لم يكن  (ونا) يعرف (ان) مثل هذا اللباس وإنما كان اللباس « جبة وكدرون وبلوزة وحولي وزرة وبرنوس » وكذلك كانت أمهاتنا وجداتنا يلبسن ألبسة محتشمة في معظمها ساترة لسائر أبدانهن واليوم تطورت الفتيات ولبسن لباسا عصريا يحقق الحشمة ويغطي سائر أبدانهن!! فأين المشكلة؟؟

ألا ترى يا سي الطاهر أنها مهزلة أن تجبر الطالبة التي تبغي ستر نفسها على ارتداء « السفساري » من جديد ثم تضطر أن تزاحِمَ في المواصلات المكتظة وتمسكه بيد وتشارك بالأخر في البحوث المخبرية بالجامعة! ثم تذهب « بسفاريها » إلى المطعم الجامعي وتقف في الصف الطويل المزدحم!..ثم تأخذ الطبق بنفس اليد التي بها محفظتها…ثم تجلس « بالسفساري » لتأكل وبعدها يتعين عليها أن تعيد الطبق … لتجد « سفساريها » متعدد الألوان كتعدد ثقافة نخبنا المصرة على « الأصالة »! بعدها يضحك الأشقياء من الذين يدبرون الأمور بليل ويتسترون بالسلطة ليمنعوا التونسيات من الستر والمحجبات من العلم والعمل!! وليس الأطفال الأبرياء!!

أعلم يا سي الطاهر أنك لست من دعاة « السفساري » ولكنه الوسيلة التي أستعملتها التونسيات المسلمات منذ 1400سنة ومنه أمك وجدتك وقد كان يفي بحاجتهن!   

ما أعلمه يا سي الطاهر أن الأطفال لم يضحكوا من أوائل المحجبات وقد تقبلهم المجتمع بالتقدير والترحاب عموما مع وجود بعض الإستثناءات وكثير من القمع الفوقي!

ولعلمك يا سي الطاهر أن « الكوستيم والكرافات » ما يزالان غريبين في بعض المناطق وما يزال الأطفال يضحكون ممن يلبسهما ويصفونه ب » الهياب أو الفشلام » (إنها حقا رداءة أن يجبر الإنسان على هذا النوع  من النقاش)!

وأما مسألة ستر المرأة في الإسلام ووجوبه من عدمه أو تعارضه مع الكرامة الإنسانية أو اتفاقه  فالمسلمون « من » أهل تونس الذين هم مسلمون منذ 1400 سنة كما تقول يعرفون عمن يأخذون علمهم ومن يستفتون العلماء أم الجهال!! ولا نعلم عالما واحدا شهد له أهل زمانه بالعلم قد خالف في هذه المسألة. ولقد حَبّرَ في هذا المجال كثيرون، ومن يبحث عن الحق يجده. وعلماء تونس حيهم وميتهم متفقون على وجوب ستر المرأة لكامل بدنها (عدا الوجه والكفين) ولمن أراد التدقيق يعد لمقال « الحجاب والغرباء » تونس نيوز 13 أكتوبر 2006 ففيه تفصيل نقلا عن كتاب الطاهر الحداد (رحمه الله) وموقف علماء تونس من الحجاب وكذلك مقال الدكتور محمد بوزغيبة في الصباح التونسية 12 نوفمبر ونقلته تونس نيوز بنفس التاريخ!!

أقول لمن يصر أن يناقش مسألة الحجاب من منظور الإسلام والفقه أن أنصار الحجاب (الخمار) لهم أصول عريقة وأركان عتيدة يستندون إليها وأن أعداءه لا أصل لهم ـ فكريا من  داخل المنظومة الإسلامية ـ أما مناقشة المسألة فكريا دون الإستناد للإسلام والعلم والعلماء فذلك موقف آخر وكل حر فيما يعتقد وحر أن يدعو الناس دون إكراه لاعتقاده!

 

التاسعة: الزعم بأن « طائفة  » الإخوان المسلمين (في مصر) هم من بدأ بفرض الحجاب !!

دعوى باطلة ليس فيها احترام لعقول المشاهدين وذلك أن الإخوان لم يكونوا يوما في السلطة ولا يملكون « لجانا للأمر  بالمعروف والنهي عن المنكر بالقوة »! وإذا كانت الأنظمة المدججة عاجزة عن منع الحجاب بالقوة فكيف لجماعة أن تفرضه من غير قوة!!

 

العاشرة: مسألة أن الأستاذ « المتدين » يعطي 20 للمحجبة وصفر « للسافرة »!!

هذه لم أشهدها ولكنني شهدت أساتذة من عديمي الدين والتربية والأخلاق يغازلون غير المحجبات ويسندون لهن أعدادا فوق ما يستحققن مقابل بسمة أو لمسة أو موعد أو…

وشاهدت كذلك أساتذة « تقدميين » يعملون جاهدين على اسقاط « الرجعيين » من أمثالي!!

وليس كلامي هذا من قبيل المحاججة الفارغة وإنما هو شهادة أسأل عنها أمام الله ـ وأنا أومن بذلك ـ ولذلك أقول بأن المسألة ليست عامة ويوجد من هذا وذاك!

(يتبع إن شاء الله)

 

                                          صــابر التونسي

 


 

برج السيدا العربى

 

أمام ياسى وقنوطى من كل اصلاح فى النظام العربى قررت الاعتكاف والانعزال على طريقة بعض أدباء القرن الرابع هجرى..تزودت بكل تراث الفلكيين و المنجمين و »العلماء الروحانيين »ابتداء من كتب استحضار الجن وانتهاء ببلاغات وزارات الاعلام العربية،ووضعت امامى جميع صفحات قراءة الابراج والطالع فى الجرائد والمجلات،فهذه الطريقة العلمية الوحيدة المتبقية لاى عربى لقراءة الواقع واستشراف المستقبل المتربص بالجميع عند اول منعطف تاريخى. …المنعطفات التاريخية اكثر من هموم المواطن،فبعد منعطف التحرر من الاستعمار جاءنا منعطف الاستقلال وتحقيق التنمية ومنعطف الاشتراكية ثم منعطف التعاضد ومنعطف تحرير المراة ومنعطف التكييف الهيكلى وبيع الكعكة ثم تلاه منعطف الحرب « الارهاب » ثم منعطف التمديد وتغيير الدستور و اخيرا وليس آخرا الحرب على جميع مكونات المجتمع المدنى وخلال ما تبقى من هذه السنة سوف يكون لدينا منعطفات بعدد ما فى لحى ماركس و انجلز و آيات الله منشعر لم ينتف بعد. ولمعرفة هذه المنعطفات و الاستعداد لها حتى لا تاتينا كموت الفجأة لا بد من العودة الى تراث ضاربى الرمل و قارئى الكف و المستعينون بحركة النجوم فى مشارق الوطن و مغاربه ،ولا بد لكل وطنى مخلص لقضايا قطره وأمته ..و قضايا النظام الدولى الجديد من قراءة برجه صباح كل يوم،لذلك فتحت اول مجلة وقعت عليها يدى وبحثت بكل اخلاص وموضوعية على برجى فلم اجده..عاودت البحث من جديد..اعدت الكرة مرة اخرى..لا جدوى..جميع الابراج العربية تحولت الى برجين لا ثالث لهما ..فانت اما من برج السيدا اذا      كنت مواطنا صالحا او من برج السرطان اذا كنت تتربع على سدة الحكم و السلطان . برج السيدا العربى هو الاكثر انتشارا فى هذه الايام التاريخية ..كل عربى مصاب بهذا البرج..كل مخلص فقد المناعة ضد كل شيء،ضد كرامته وكرامة امته،ضد حريته،ضد تجويعه واستبلاهه من طرف حكامه ،ضد استعمال راسه للتفكيربشكل خاص. من اهم مميزات برج السيدا العربى فقدان المناعة ضد « اسرائيل »و الصهيونية.ومواليد هذا البرج من العرب لهم الاستعداد الفطرى للتنازل عن كل شيء مقابل لا شيء.مواليد برج السيدا من العرب يتميزون بالكرم الحاتمى يؤثرون اليهود والامريكان على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ..يتنازلون بسهولة عن اعراضهم مقابل رضا « الآخر »عنهم شعارهم فى الحياة « اللى خذاتو مامانا يتسمى بابانا »و هو ينشد كل صباح »يقولو الف خواف ولا يقولو الله يرحمه ».مستقبل برج السيدا واضح وضوح المكاسب الوطنية التاريخية اللتى حصلنا عليها تحت قيادتنا الحكيمة من اتفاقية « الحماية »عفوا الشراكة مع الاتحاد الوروبى الى التمديد فى حياة شعب بالتمديد لقائده الى تهجير المعارضين من منظماتهم الوطنية .. من اتفاقيات اوسلو وشرم الشيخ « الى حرب التجويع ضد فلسطين ،الى احتلال العراق والاعتداء على لبنان ومحاولة تفتيت السودان والوصاية على الصومال. القسم الآخر من العرب هم العرب المستغربة،انهم مستغربون بمعنى اللهاث وراء كل ما يصدر عن الغرب لكنهم لا يستغربون شيئا مما حدث ويحدث شعارهم « الحكمة وضبط النفس وكظم الغيظ » ..لسان حالهم يقول « زعموا بان الصقر صادف مرة ** عصفور برّ ساقه التقدير فتكلم العصفور تحت جناحه       **  والصقر منقضّ عليه يطير انى لمثلك لا اتمم لقمة             ** وان شويت فاننى لحقير فتهاون الصقر المذّل بصيده     ** كرما وافلت ذلك العصفور » ..انهم جميعا من برج السرطان المستشرى فى الجسد العربى الحاكم ،واهم مميزات مواليد هذا البرج السرطانى هو القدرة على التلاؤم مع جميع المستجدات و المتغيرات..الانتقال من مواقع الصمود والنضال فجأة ودون سابق انذار الى طاولة الحكام والاعداء..الدوران مئة وثمانون درجة دون الشعور بالدوار ..القدرة العجائبية على تحويل الهزائم والهزات و الانتكاسات الى مكاسب وانجازات..وهم فى الاشهر القادمة آمنون لا خوف عليهم ولا يحزنون يأتيهم رزقهم من حيث لم يحتسبوا..ستتواصل دعوتهم لتزيين واجهات السلطان ..وستشهد احزابهم وجمعياتهم مزيدا من « الديمقراطية »والانقسامات ليكونوا رؤساء بلا مرؤوسين وزعماء تاريخيين بلا وطن او شعب.. مهمتهم ستنتهى قريبا مع انتهاء مفعول المخدر ويقظة الضمير واى ضمير!!!؟ من مشاهير هذا البرج فقهاء البلاط،مثقفى السلطان »….وادوات التجميل!!؟    هناك بعض الشذوذ فى هذه القواعد ويقول علم الفلك وفقهاء استحضار الجان والعفاريت والعلماء الروحانيين المختصين فى قراءة النجوم ان من الممكن ظهور عارض يعكر صفو الهدوء عندما تقترن الزهرة مع زحل واذا حدث ذلك فان « حسابات الحقل لن تتطابق مع حسابات البيدر »كما يقول اخوتنا المشارقة ويومها لاينفع مال ولا بنون. و يؤكد علماء ضرب الرمل وقراءة الكف والمنجان بما لا يدع مجالا للشك ان الحسابات الفلكية تدل على حدوث تطورات غير مستحبة فى الجغرافيا والتريخ لن تكون 18 اكتوبر الا احداها..هذه التطورات ستنعكس على كل المسيرة والله اعلم.                  « لو جعلوا سوق الجوارى وطنا              وحولوا الرق الى مواطنة              لحققوا انتصارهم              فى لحظة واحدة             على دعاة الصهينة             اقول(لو)             لكن(لو) تقول(لا)             لو حققوا انتصارهم لانهزموا             لانهم انفسهم صهاينة »                                       عامر عياد*** خنيس

 


مختارات قارئ

والقارئ عبدالحميد العدّاسي:

لعلّك وأنت تتصفّح كتابا أو صحيفة توقّفت عند قصّة لطيفة أو حكمة نافعة أو عبرة مربّية أو جملة جميلة أو موقف نادر. فإن حصل لك شيء من ذلك فلا تبخل على غيرك بالنّقل، إذ لعلّ فيهم من يمتلك ملكة التذوّق التي تمتلكها، فيحصل له بذلك ما حصل لك. ولقد اخترت من الجزء الذي قرأته إلى حدّ الآن من كتاب ألف قصّة وقصّة لصاحبه هاني الحاج ( المشرقي ) ما أتمنّى أن ينال إعجابكم ويوجّه انتباهكم.

1.     صراحة بشر الحافي: قال محمّد بن حفص جار بش: دخلنا على بشر بن الحارث وهو مريض، فقال له رجل: أوصني. فقال: إذا دخلت إلى مريض فلا تطل القعود عنده.. ونحن نرى في أيّامنا هذه من يأتي للزيارة وفي ذهنه ضمان الغداء والشاي وبعض الحلوى، دون أن يقصّر في تثبيت المريض بالحديث عن خطورة بعض الأمراض وخاصّة المرض الذي عند من يزور ودون أن ينسى الترحّم على فلان الذي مات البارحة وعلاّن الذي فقد بعض أعضائه لضمان حياته. وهكذا…

2.    مالي أراك متغيّرا: استعدى رجل على عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه عمرَ بن الخطّاب – رضي الله عنهما – وعليّ جالس، فالتفت إليه ( أي عمرُ ) فقال: قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك، فقام فجلس معه وتناظرا، ثمّ انصرف الرّجل ورجع عليٌّ إلى محلّه، فتبيّن عمرُ التغيّرَ في وجهه فقال: يا أبا الحسن، مالي أراك متغيّرا، أكرهت ما كان؟ قال: نعم. قال: وما ذاك؟ قال: كنيتني بحضرة خصمي، هلاّ قلت: قم يا علي، فاجلس مع خصمك. فاعتنق عمرُ عليّا وجعل يقبّل وجهه، وقال بأبي أنتم، بكم هدانا الله، وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور… ( بدون تعليق )…

3.    أيحسن بمثلي طلب الأدب؟: قال المنصور بن المهدي للمأمون: أيحسن بمثلي طلب الأدب؟ قال: لأن تموت طالبا للأدب خير من أن تعيش قانعا بالجهل، قال: فإلى متى يحسن بي ذلك؟ قال: ما حسنت بك الحياة… قلت: فكيف بمن يقنع بالجهل ويحرّض عليه؟ وكيف بمن يحارب الأدب ويحارب دواعيه ويضرب على أيدي طالبيه؟…

4.    الغيرة من الكتب: قال الزبير بن بكّار: قالت بنت أختي لأهلي: خالي خير رجل لأهله، لا يتّخذ ضرّة، ولا يشتهي جارية، قالت: تقول المرأةُ: والله لهذه الكتب أشدّ عليّ من ثلاث ضرائر… أوردتّ هذه لأنّي أعلم أنّ الكثير من أخواتنا يسمّون الحاسوب الضرّة. ومنهنّ من اجتمع عليهنّ الكتاب والحاسوب… والله المستعان، وإلى لقاء…   

         


مسألة التداول على الحكم في تونس: محاولة للفهم

سليم الزواوي   مسألة التداول على الحكم ليست ممنوعة من التداول في تونس، ومن هذا المنطلق يمكن الحديث فيها من دون محرمات أو ممنوعات، ولكن المسؤولية التاريخية المناطة بعهدة المعارضة التونسية تملي عليها التحلّي بالرصانة الكافية في التعاطي مع هذا الاستحقاق الديمقراطي من الوزن الثقيل، وبالتالي عدم الانزلاق مرة أخرى في مهاترات وسجالات لم تفض في السابق إلا إلى إعادة إنتاج مواقف معلّبة وشعارات مستهلكة كانت نتيجتها استمرار منطق الرغبة بديلا عن منطق الواقع، وبالتالي إهدار الفرص المتاحة لتركيز القواعد التحتية لتداول حقيقي ومعافى من احتمالات الانتكاس والتراجع. في هذا السياق يمكن مناقشة دعوة بعض أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين الرئيس بن علي لتجديد ترشحه لولاية قادمة وما أثارته لدى البعض في الأوساط السياسية من ردود أفعال أولية. في الحقيقة وعلى خلاف ما اعتقده البعض فإن توقيت هذه المناشدة ليس مفاجئا ولا مبكرا، إذ هو ليس بسرّ حتى تطويه الصدور خوفا من انكشافه ولا هو بأمر مخيّب لانتظارات الناس حتى يتريّث في إعلانه. ولعل للمسألة وجهها الآخر وهو إيجابي بكل تأكيد ولا سيما للمعارضة وذلك من نواحي متعددة: أبرزها إثارة قضية التداول في مهلة زمنية مريحة تساعد على إنضاج المواقف بعيدا عن ضغوطات اللحظة الانتخابية العاجلة وحساباتها الظرفية والضيقة. ومن ناحية ثانية إبراز حدود الممكن والممتنع في عملية التداول المشروطة بإطارها الدستوري والقانوني الحالي وأرضيتها السياسية والمؤسسية السائدة وسقفها الموضوعي والتاريخي المتاح. من هنا يمكن القول بأن في هذا التوقيت ما يسعف المعارضة ويساعدها على اتخاذ المواقف المتأنية والرصينة وانتهاج السياسات الأكثر جدوى وفاعلية في مجال التعاطي المرن مع الاستحقاق التداولي. لم يكن التوقيت وحده الذي أثار الانشغال في بعض الأوساط السياسية بقدر ما أزعجهم إمكانية استجابة رئيس الجمهورية لدعوى الترشح من جديد، رغم أن هذا الأمر هو حق دستوري للرئيس زين العابدين بن علي ولا يمكن لأحد أن ينازعه فيه على الإطلاق. في الحقيقية إن هذه المواقف المنزعجة تفتقر لأي سند قانوني أو مبرّر دستوري يسوّغ انزعاجها، وأصحابها يقرّون بذلك على كل حال، فلماذا الإصرار على الطرح الخاطئ لقضية التداول إذن؟ ليس هناك من إجابة على هذا السؤال سوى أن بعض أطراف المعارضة عندنا ما زالت محكومة بذهنية سياسية متصلبة يوجهها تصوّر هرمي نخبوي واحتكاري للسلطة والذي يتوهّم أصحابه بأن تداول الحكم من شخص إلى آخر هو قابلة التحول الديمقراطي ومدخله الوحيد، فيما تنطق التجارب بعكس هذا المسار الطفروي الباحث عن انبثاق ديمقراطي في سديم مجتمعي لا تؤطره أحزاب متجذرة ومسؤولة ولا توجهه نخب عضوية ومستنيرة. هذه التجارب التي أشاعت التداول بين االناس كثقافة سياسية وسلوك مجتمعي وتقاليد حضارية وعلاقات مدنية قبل أن تصل بها إلى أن تكون مجرّد آلية في انتقال السلطة وإعادة توزيع النفوذ السياسي. نعم إن التداول جزء من المنظومة الديمقراطية المطلوب ترسيخها في واقعنا السياسي، غير أن محلّ الخلاف وبؤرته المركزية في الساحة السياسية إنما تكمن في التصور الحاكم لمسألة التداول على الحكم وموقعها في برنامج التحوّل الديمقراطي ومن خلالها يقع الفرز الحقيقي في صفوف المعارضة، بين أطراف وزعامات ترى في التداول فرصتها في الوصول إلى الحكم بقطع النظر عن درجة تمثيلها الشعبي ومدى تجذرها المجتمعي. ويكفيها في ذلك تحصيل الرضا والدعم من بعض المراكز والقوى الدولية المهتمة بالشأن التونسي. في مقابل هذا التصور الضيق لمسألة التداول تصرّ المعارضة الوطنية المسؤولة على التحرّك باتجاه آخر، يمكن اختصاره في نقاط دالة وسريعة: ـ أولها النظر إلى الاستحقاق التداولي من زاوية أكثر رحابة وشمولية ليطال كل مؤسسات المجتمع والدولة، فاختزاله في الحيّز السياسي واختصار هذا الأخير في الصراع على منصب رئاسة الدولة إفقار لمفهوم التداول وتبخير لمحتواه الديمقراطي الواسع بما يتضمنه من مهمات نضالية لا تتوقف على محطات انتخابية ولا تنحصر في رهانات حزبية بقدر ما تنفتح على مهمات التحديث الإداري والتسيير الديمقراطي لكل مناحي النشاط والتدبير في الحياة العامة والمؤسسات الخاصة، في هياكل الدولة ومنظمات المجتمع المدني. ـ ثانيها أن المعارضة المسؤولة لا تشطب من اهتمامها مسألة التداول على السلطة ولكنها تضعها في مكانها الصحيح وزمانها المناسب من سيرورة التحول الديمقراطي آخذة في الاعتبار موازين القوى الحاكمة للعملية السياسية وما تسمح به المرحلة من مهمات وممكنات. وعليه لا تبدو المعارضة المذكورة مسكونة في الوقت الراهن بهاجس استلام السلطة وترى من أولوياتها حاضرا تقوية بنياتها الحزبية وتجذير كيانها في الأوساط الشعبية بالتوازي مع دفع الحكم للتسريع في نسق الإصلاحات السياسية. باعتبار أن محصّلة كل ذلك على مدى غير بعيد هو إحداث نوع من التعديل والتوازن بين مكوّنات الخارطة السياسية في بلادنا ومن دون هذا التحوّل المأمول لا يمكن الحديث عن تنافس سياسي حقيقي بين الأحزاب ناهيك عن تداول ممكن في مستوى الحكم. ـ ثالث الاعتبارات الحاكمة لتصوّر المعارضة الوطنية المسؤولة لقضية التداول على الحكم إنما يكمن أيضا في تقديرها الموضوعي وغير المنحاز لما يمثله الرئيس بن علي من مكانة ودور يصعب منازعته فيه. فمن باب اللامفكر فيه العمل على إزاحته والحلول مكانه، خصوصا وأنه يجسّد في شخصه وتوجهه الإصلاحي الداعم الرئيسي للمعارضة نفسها بما أقرّه من مبادرات أفرجت عن التعددية وضمنت لها فرص التواجد والحضور في مؤسسات وفضاءات كانت في السابق حكرا على الحزب الحاكم. انطلاقا من هذه القناعة الصلبة لا ترى المعارضة المسؤولة في مسألة التداول مناسبة لإزاحة أشخاص ونخب وتعويضهم بآخرين بقدر ما هي مناسبة لإشاعة ثقافة التداول والتناوب بين الأفكار والبرامج والبدائل الفكرية والسياسية. وهذه الثقافة لا يمكن أن تسود إلا في مناخ من الحوار والثقة المتبادلة بين السلطة والمعارضة. وعلى هذا الأساس لا يكون التداول مدخلا للإلغاء المتبادل وإنما إطارا لإدارة الاختلاف على أرضية من التوافق الوطني والديمقراطي.   (المصدر: صحيفة « الـوحـدة » الأسبوعية، العدد 525 بتاريخ 25 نوفمبر 2006)  


الحركة الديمقراطية: تجاذبات المنطق/ مفارقات المعقول
عبد الرحمان الدريدي   لعل ما ميّز الحياة السياسية في تونس منذ عقود هو ذلك الاختلال في موازين القوى بين الحزب الحاكم وبقية أحزاب المعارضة الوطنية التي لم تنجح في خلق واقع جديد يعطي للمشهد السياسي التونسي الحركية اللازمة والتوازن الحقيقي والفعلي الضامن لسلامة المعادلة في جميع تمظهراتها. هذا الاختلال الذي تطمح كل مكونات الطيف السياسي إلى تجاوزه واستدراكه تضافرت العديد من العوامل الذاتية والموضوعية في تشكيله فلا يمكن بالتالي تحميل طرف بعينه لمسؤولية انحسار ردود المعارضة بل إن الضرورة اليوم تستدعي التعجيل بقراءة نقدية لما هو موجود بغية تحديد مكامن الخلل إن شئنا القول في فعل المعارضة وآفاق تجاوز حالة الركود بعيدا عن كل السابقات الحزبية أو الفئوية الضيّقة، على أننا نلمس اليوم حركية ما فتئت تتنامى للعديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية في سياقات متعددة ومتناقضة في بعض الأحيان تقطع مع السائد وما رافقه من عجز يصل إلى درجة الاحباط لدى البعض ولعله الشيء ذاته الذي دفع بالبعض إلى الانخراط في ركوب موجة الرفض والتشنج واستدعاء كل أساليب الاحتجاج القصوى في حركة لا تخلو من دلالات قصور النظر واستيعاب اكراهات اللحظة وفهم عمق تحولات الواقع الذاتي والموضوعي الداخلي والخارجي. هذا الواقع المتغير والمتحول تتداخل في إطاره عدّة معطيات حاملة لكل مظاهر التغريب والاستيلاب ومسابقة مع نهج وتيار يعكس الرغبة في اختراق حدود وأسوار الدولة الوطنية لتمرير مشاريع الهيمنة والاستغلال الأجنبية. إن أكبر تحديات العمل السياسي في تونس تنعكس على مستويين اثنين يشمل المستوى الأول المعارضة نفسها في حين يهم المستوى الثاني السلطة السياسية وهذين التمفصلين أو التمظهرين اللذين يؤشران الحركة الديمقراطية لا ينفصلان ضرورة عن التوازنات الخارجية سواء كانت تلك المتصلة بالمحيط الاقليمي أو الدولي فبوادر العمل السياسي المعارض /الرافض في تونس لم يكن وليد صدفة أو اعتباطية بقدر ما كان نتاج تواصل مع واقع اصطبغ بالتغيير والتذبذب في جميع مراحل بناء الدولة الوطنية إلا أن المميز للعمل السياسي لأحزاب المعارضة بمختلف مرجعياتها وارتباطاتها هو ما يمكن أن نسميه التعالي أو التحليق خارج الأطر الحقيقية والفعلية للمشاغل الحقيقية للمواطن الذي يبقى بكل تأكيد محور كل عملية سياسية إضافة إلى قصور البرامج لدى البعض وغيابها الكلي لدى البعض الآخر. أما المستوى الثاني المحدد لتحديات مراحل العمل السياسي تمثله السلطة خاصة في مستوياتها المتوسطة والقاعدية حيث لم تغب عن قسم داخلها مشاعر الحنين لزمن سطوة الحزب الواحدة وما يرافقها من تكبيل لهياكل الدولة صلب الحزب الحاكم، رغم الإرادة الاصلاحية التي ما انفك يحاول ترجمتها رئيس الدولة في قرارات واجراءات ترتقي بالمشهد السياسي الوطني إلى المكانة التي تتوازى مع النضج والوعي الذي أضحى يميز الشعب التونسي. يصعب بالتالي النفاذ إلى دائرة المعقول في الفعل والتأثير في الواقع والشأن العام بالنسبة إلى أحزاب المعارضة الوطنية دون التأسيس لمرحلة جديدة في العمل المدفوعة ببرامج واضحة تحتوي مقاربات لكل المسائل والقضايا والتحديات التنموية المطروحة دون الانفصال عن تجاذبات المرحلة اقليميا ودوليا هذا لضبط ما يجب أن تلتزم به أحزاب المعارضة الوطنية،برامج واضحة اعتدال في الرؤى وعي بالتحديات وهذا كله في إطار الانتصار للسيادة الوطنية ولقيم الحداثة والتحديث لأن مستقبل البلاد يبنى بالتواصل في إطار من الاحترام لنضالات الأجيال السابقة ولتطلعات الأجيال اللاحقة.   (المصدر: صحيفة « الـوحـدة » الأسبوعية، العدد 525 بتاريخ 25 نوفمبر 2006)  


في أخلاقيات السياسة ومقوّمات النضال
بلقاسم بلحسن  كثيرا ما يردد البعض أنه لا أخلاق في السياسة؟ ويقصدون بهذه المقولة أن السياسة تبيح اتخاذ قرارات وإبداء آراء واعتماد مواقف لا تأخذ بعين الاعتبار القيم الاخلاقية المعروفة والمتفق عليها محليا أو عالميا مثل الصدق والوفاء والاخلاص والنزاهة والعدل والحق وغيرها من الفضائل… ويصل بأصحاب هذه المقولة على الاستشهاد بمقولة الغاية تبرّر الوسيلة للمفكر السياسي الايطالي الشهير ميكيافيللي صاحب كتاب الأمير. وفات أصحاب هذا الرأي أن التاريخ يسجل أن الذين يتبعون مثل هذه السياسة لا أخلاق لهم وأن الحكم التاريخي النهائي كان ضدهم سواء كانوا مسؤولين أم معارضين وأن الأساليب التي توخوها لتحقيق مآربهم مثل الغدر والنفاق وقلب الحقائق والوشاية والقسوة وغياب محاسبة الضمير لا تضمن لهم محبة الغير وإخلاصهم وتبقى عنصر زعزعة لهم وعامل انعدام للأمان والاستقرار وفي النهاية تعصف بهم ويبقون في الذاكرة السوداء للتاريخ، لقد كان هذا دوما حال كل من داس على القيم الانسانية الفاضلة في التاريخ السياسي القديم والحديث في كافة أصقاع الدنيا. ورغم أن الذين يدافعون عن انعدام الأخلاق في السياسة لا يعبؤون بالتاريخ ولا يأبهون بأحكامه ولا يهمهم سوى الكسب الآني ومرابيح اللحظة الراهنة، فإن خسائرهم كانت دوما كبيرة ووخيمة ونهائياتهم مفجعة. إن السياسة هي في الأصل الاهتمام بالشأن العام أي شؤون الناس ـ وقد أجمع الناس دائما على نواميس وقواعد وأخلاقيات في علاقة بتنظيم شؤونهم وضبط العلاقات والروابط التي تجمع بينهم والأهداف والمقاصد التي يطمحون إلى تحقيقها ـ ومهما اختلفت النظم والتنظيمات المهتمة بالشأن العام، فإن البحث عن الخير العام والصالح العام كان دائما غاية الوجود الانساني وجوهر الرسالة الانسانية. إن السياسة بلا أخلاق نقيض الخير العام والصالح العام، ولذلك فإن الذي ينخرط في المجال السياسي باحثا عن مصالحه الخاصة ومبجّلا لأهدافه وحساباته ومنطلقا من اعتباراته الذاتية الأنانية ليس رجل سياسة ناجح مهما برّر سياسته ومهما فسّر مواقفه وليس مناضلا حقيقيا مهما ثمّن توجهاته ومهما دافع عن سلوكاته ـ النضال تضحية وعطاء وتغليب للصالح العام على الحسابات الخاصة والعكس انتهازية ووصولية. الانتهازيون والوصوليون يستطيعون تحقيق مكاسب ظرفية ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه وحبل الكذب قصير.. ولذلك سرعان ما تكشف نواياهم وتظهر بواطنهم وتفضح دخائلهم وسرائرهم فينبذهم الناس ويلفظهم المجتمع. المشكلة أن الكثير من أدعياء السياسة والنضال لا يقرؤون التاريخ ولا يعتبرون بالأحداث التاريخية ولا يستفيدون من أخطاء غيرهم ولا يتعظون بالتجارب والسير التي عاشها أمثالهم بل ولا يستفيدون حتى من تجاربهم الخاصة بهم في ماضيهم. إن قولة الغاية تبرر الوسيلة لا تدافع عن فكرة انعدام الأخلاق في السياسة بقدر ما تفسر اللاأخلاقية لدى بعض الساسة، فهي تقال دائما لمن يلاحظ عنده عدم إعطاء قيمة للبعد الاخلاقي في التعامل مع الناس ومع قضاياهم وشؤونهم وكيف أن الطرق التي يتبعونها ملتوية وغير شريفة وكيف لا يهتمون بقذارة ذيل الكلب إن كان وسيلة للإنقاذ ولا يعطون قيمة للصدق وكيف يقلبون الحقائق ويتنكرون لما هو ثابت ومعلوم لدى الجميع وينكرون ما كانوا يقولون… ولذلك كما قيل الغاية تبرّر الوسيلة، قيل أيضا إذا لم تستح فافعل ما شئت… إن الانتماء إلى الأحزاب السياسية والانخراط في العمل النضالي السياسي يتطلب إلى جانب الأخلاقيات العامة المعترف بها إنسانيا والمحبّذة اجتماعيا لدى المشغولين بالشأن العام من قديم الزمان، مجموعة من القيم الأخلاقية الحزبية والسياسية مثل احترام الأطر والهياكل والتحكم إلى الممارسة الديمقراطية واحترام رأي الأغلبية وقبول الاختلاف والتنوع والرضا بحكم الصندوق والعمل وفق مقررات المؤتمرات والقوانين المنظمة للتنظيمات والالتزام بالأهداف والمبادئ الخ.. إن احترام هذه القيم ليس من باب المثالية بل هو في صميم الواقعية السياسية لأن الواقعية لا تعني أبدا التخلي عن الأخلاقيات ولا عدم الاكتراث بالمبادئ العامة والثوابت وإذا كان إرضاء الناس غاية لا تدرك، فإن إرضائهم أبعد ما يكون بواسطة الأساليب غير الأخلاقية…   (المصدر: صحيفة « الـوحـدة » الأسبوعية، العدد 525 بتاريخ 25 نوفمبر 2006)


 نشيد الوفاء
شعر : علي بوراوي
ســيظلّ حـبّكِ ما حيــيتُ شعـاري      يرسي جِـنـان الـعمر فــوق قـفاري
 أشكـوه جـرحـي وفتـــور  إرادتي       وضيــاع حلــمي وخراب ديــاري
وشـمـاتــة الـمتربّصـين بـعزّتـي      وفـــراق أهــلي وذويّ وجــاري
ونكــوص قـومي يـوم قُـيّد معصمي      وضـياع شــمعـي يوم ديـس مـناري
فيـجيــبني ذاك الأبـيّ بـوصـلـة        تـنسي ضعيف الـعصـر كـلّ صـغار
ويذيب ثـلجَ القـطب دفءُ  وصالـها        وسـلامُــها يـطـفي لـهيـب الـنّار
بلـغ الـبغـاةَ ثـغاءُ تـربك فاستحوا        وتـبـرّؤوا مـــن مــاكـر غـدّار
وروى الأقـاصي قصة الـغدر ومــا         تحكيـه عنـك قــوافـــل الـزّوّار
فــرضً عـلـيـنا يـا حبيبةُ طهرُك        مــن أسـرِ منـبـتّ حقـير ضـار
حــقّ عــلينا أن نقـوم لتنـهضي        وتُــزيّــني خدّيـك دون صَــغـار
وتُـكـحّـلي عيـنيـك إنّـا ها هنـا       كًـحـلٌ لعيـــنيك بـدون سـتـار
أنـت الـعروس، ونـحن زيـنة عرسك       والـبـرّ بالمــحـبـوب لـلأبــرار
لـلـــه مـا أعـتـا هـدوءك إنـه         الطّوفان يـمـحـ و ربـقـة الفـجـّار
عيـناك سيـفٌ يقـطع عنـفَ الدّجـى        فـي داخــلي ويـبـدّد إعــصـاري
ويـبثّ فيّ مــن الحـياة نـشيـدَهـا        فـأهـيم في عيـنـيكِ طــول نهــاري
وأطـوف حولـكِ، لا أحسّ بـوقع دقّـ        ـات الزمـان، فـأنـت أنـت مــداري
أتـشمـّم عـبق الـوجـود وروحــه        وأصيـغ منه سـعـادتـي ومــسـاري
يا تـونس الأحـرار حبّـك في دمـي       يسـري عليـــلا بـيّـــن الآثــار
يا كعببتـي، ما ذقـت تغـريـد الحـياة         وكـأســها وحــلاوة الإبـــحـار
إلاّ بـوحي مـن كتـاب خــــطّه        قـلم الــمودّة بيــننـا مـــدرار
فـغـدا وصـالـُك منبعا أحـيى بــه        وبـــه أهـــشّ عــلى ذويّ وداري
وبـه أجـــدّد هــمّــتي وإرادتي         أسـقي خــلايا العـمر عطـر خيـاري
وأذود عن حـوضي وما حوضي سـوى         ذاك الهـواء الطّـلــق، مـطــفئ ناري
وإذا بســرّ الـكون يعـبق نبــتـتي        بشـذاك  مـن نـفـح  العـزيز الـباري

 

السبيل والسفير التونسي عقدا مؤتمراً صحافياً أمس… «أيام الثقافة التونسية» تنطلق السبت
الرياض – سعد الغشام     تبدأ فعاليات الأيام الثقافية التونسية التي تستضيفها المملكة، ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام يوم السبت المقبل ولمدة أربعة أيام وذلك في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وتتضمن الفعاليات الثقافية التونسية العديد من البرامج والمعارض المتنوعة والتي تشمل معارض للفنون التشكيلية والخط العربي والتراث الإسلامي والكتاب التونسي إلى جانب الندوات الأدبية والمحاضرات الثقافية التي تعنى بالآداب الثقافية التونسية. وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل في مؤتمر صحافي عقد ظهر أمس في مقر وكالة الوزارة للشؤون الثقافية في الرياض بمشاركة السفير التونسي لدى المملكة صلاح الدين معاوي، إن  الأيام التونسية تأتي تتويجاً للعلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، وللتعرف عن كثب على المشهد الثقافي التونسي المتنوع بتراثيه وأصالته. وأضاف أن هذه الأيام تقام بناء على مشروع اتفاق تعاون ثقافي مشترك بين  السعودية وتونس. من جهته، أوضح  السفير التونسي أن هذه الأيام الثقافية تعتبر فرصة حقيقية للتعريف بالمشهد الثقافي التونسي، وفرصة للتواصل بين المثقفين في البلدين، وللتعبير عمّا يجمع بين بلدينا الشقيقين من أواصر المحبة والأخوة. واستعرض السفير التونسي ابرز الفعاليات الثقافية التي ستقام خلال هذه الأيام الثقافية، ومنها معرض الفنون التشكيلية الذي سيشارك فيه 26 فناناً تونسياً، إضافة إلى المعارض التراثية التونسية والخط العربي، ومعرض الكتاب الذي يبرز ويعرّف بتونس أرضاً وحضارةً، كما تشتمل المشاركات على محاضرات أدبية وعروض للفنون الشعبية التونسية وأمسيات شعرية لكبار شعراء تونس. يذكر أن وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد بن أمين مدني، ووزير الثقافة والمحافظة على التراث في تونس محمد العزيز عاشور سيفتتحان «الأسبوع الثقافي التونسي» يوم السبت المقبل في مركز الملك فهد الثقافي.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 نوفمبر 2006)

 

أعلنت تخليه عن السلاح  أسرة مؤسس الجماعة السلفية بالجزائر تؤكد المصالحة

  

 
أكدت أسرة مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر حسن حطاب أن ابنها تخلى عن  النشاط المسلح ويسعى لمصالحة بين تنظيمه والحكومة. وأضافت والدة حطاب أن هذه اللقاءات تعثرت مرارا قبل موافقة السلطات على ضمانات أمنية كان قد طلبها لإعلان وقف النشاط المسلح. وقالت إن حطاب ما زال في الجبل رفقة أتباعه في تنقل دائم بسبب عمليات الجيش رغم عدم استهدافه بعد إعلانه هدنة رسمية في 2003. وأوضحت أنها زارته في منطقة بضواحي ولايتي بومرداس تيزي وزو معقلي الجماعة التي أسسها هناك قبل أن تقصيه وتعين أبو مصعب عبد الودود الذي يعارض تماما مفاوضة السلطة. وترفض الجماعة السلفية ميثاق السلم والمصالحة الذي يمنح عفوا لمن يسلمون أنفسهم ممن لم يرتكبوا جرائم قتل وتفجير أماكن عامة.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 24 نوفمبر 2006 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)   


اسمي يوحي بأنني فتاة … وأصعب المواقف في مواقع الدردشة!
تونس – سلام كيالي       كثيرة هي الأسماء الغريبة في تونس، كمحرزية وعلجية ومنوبية وشاذلية وشويخة وحسنية، وهي أسماء لها مرادفاتها لدى الذكور، وكتبت صحيفة «الشروق» مرة عن علاقة شاب بفتاة انتهت بعد ثلاث سنوات لأنه اكتشف أن اسمها شويخة وليس كما ادعت وصال. المشكلة تكمن في أن الكثير من الأهالي، وخصوصاً في المناطق الشعبية يعتقدون بضرورة إطلاق هذه الأسماء على المواليد الجدد، فمنها ما يمنع الحسد «محرزية» ومنها ما هو على اسم الأولياء الصالحين « شاذلي»، «منوبية». وتتعدد الأسباب، لكن النتيجة واحدة، وهي إحراج الأبناء، فهذه الأسماء أكل الدهر عليها وشرب، وهي غير مرغوب فيها عند الكثيرين من الجنسين. محرزية كانت ضحية اسم جدها، اسمه محرز، كان أبوها يتوقع ويتمنى أن يرزق بولد ليسميه على اسم والده، لكن القدر جاءه ببنت. محرزية اسم لا يتماشى مع أنوثتها ولا مع تصرفاتها، فهي تخجل في كثير من المرات من إعطاء اسمها لأحد السائلين، «هو اسم قديم» كما تقول «ليس خفيفاً على السمع، ولطالما تمنيت اسماً آخر، كجيهان مثلاً». وتعتقد محرزية أن الاسم قد يكون مدخلاً الى العلاقات مع الآخرين، وفي بعض الأحيان عندما يكون قديماً ولا يتماشى مع العصر قد يشعر الشاب أو البنت بقلق داخلي وإحراج. محرزية تحمد الله لاعتقادها بأنها تتميز بشخصية قوية وإلا لوقعت في كثير من الإحراج، فهي ترى أن تبديل الاسم في بعض الأحيان يشبه عملية التجميل لأنه يزيل عائق اتصال. اسم محرزية جاء من «الحرز» وهو ما تضعه المرأة على لباس «السفساري»، وهو الزي التقليدي عند النساء في تونس، لمنع الحسد. وليس أصحاب تلك الأسماء وحدهم المنزعجين، حتى أنا أواجه مشكلة مع اسمي، فهو يحمل في داخله معنى أنثوياً أكثر منه ذكورياً. وسماني والدي سلام ظناً منه أن السلام سيعم. وقد واجهت مواقف محرجة مرات عدة وخصوصاً في عمر المراهقة كنت أخجل أحياناً من أن أقول اسمي، لا سيما مع نوعية الشباب الذين خالطتهم في تلك الفترة، فهو اسم لا يتناسب مع الطيش والمشاكل و «العنترات» في وقت كنا تعتقد فيه بدور الاسم في الترهيب. أكثر المواقف إزعاجاً لي هو دخولي مواقع الدردشة. فعندما أسأل عن اسمي، يبدأ الشباب بمحاولات الحديث والإطراء ظناً منهم أنني بنت، حتى ان بعضهم لا يصدق نفيي ويستمر في تحرشاته!   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 20 نوفمبر 2006)  


« تغريبة أحمد الحجري » رواية تنطلق من مخطوط نادر… عبدالواحد براهم يكتب سيرة عربية معاصرة

رشيد خشانة        ثمة خطان متوازيان بين قصة حسن الوزان، بطل رواية أمين معلوف «ليون الأفريقي»، وسيرة مواطنه الأندلسي أحمد الحجري بطل رواية التونسي عبد الواحد براهم (هذا ليس خطأ مطبعياً: براهم لا ابراهيم) الصادرة أخيراً في «منشورات الجمل» في ألمانيا (315 صفحة). لكن الخطين اللذين تقاطعا في غرناطة، المنشأ الأول للرجلين، ما لبثا أن افترقا في المسار الذي سلكه كل منهما والمسافة الزمنية الفاصلة بين الأول والثاني والتي تزيد عن تسعين عاماً. ومثلما تخيل أمين معلوف رحلة السفير المغربي حسن الوزان (ليون الأفريقي) الذي اختطفه القراصنة الطليان في البحر المتوسط لدى عودته من الحج سنة 1518 وسلموه إلى البابا ليون العاشر، اقتفى براهم آثار المترجم الموريسكي المتحدر من قرية «الحجر الأحمر»، الذي فرّ من ميناء سانتا ماريا في زي تاجر اسباني ليصل إلى المغرب سنة 1599 ويشتغل في بلاط أربعة من ملوكه. غير أن رواية براهم ليست إعادة تركيب لرحلة «ليون الأفريقي» بأسماء ومواقع وإيماءات جديدة وإنما هي سيرة حقيقية اعتمدت على مخطوط نادر عثر عليه المؤلف هو ملخص نسخهُ أحد القدامى من سيرة ضاع أصلها لكنها ظلت وثيقة تعكس ما جرى في حقبة دقيقة من تاريخ العرب والاسبان. ولم يكتف براهم الذي يُعتبر من الروائيين التونسيين البارزين بصوغ المخطوط في قالب روائي هزلي حيناً ودرامي أحياناً أخرى وإنما راح يُنقب في تجاويف تلك الحقبة مُستخدماً مراجع كثيرة يدرك القارئ سعتها عندما يطالع في آخر الكتاب شروح الأسماء والأماكن التي تعرف إليها البطل. وعكف براهم على قراءة كثير مما رواه أحمد الحجري عن المحطات التي مرّ منها وما كتبه مؤرخون معاصرون عن مقامه في تونس وأعماله في فرنسا وهولندا، ما أتاح للروائي استكمال حلقات السيرة مُعيداً القارئ إلى أجواء تلك الفترة ومُركّباً أشلاء شخصية الحجري ذاك الموريسكي التائه في سواحل المتوسط. تنطلق الرواية من صولة غضب تملكت روزاليا من عبث ولديها فلم تتوانَ عن إطلاق تحذير لهما بالعربية التي سمعاها للمرة الأولى في حياتهما. من هذا المشهد يسقط النقاب عن حقيقة الأم المواظبة على كنيسة الأحد والحاملة صليباً يلمع على صدرها لكنها تخلعه كلما عادت إلى البيت. كان الأبوان «مسيحيين في النهار ومن تُقاة المسلمين ليلاً»، وكانا منزعجين في صمت من إرسال ولديهما إلى الراهب لتلقينهما تعاليم المسيحية التي يعودان لترتيل أناشيدها في البيت. ووضعنا المؤلف هُنا في السياق الزمني وهو فشل ثورة غرناطة على الإسبان واليأس من وصول النجدة من الأسطول العثماني. وعلى رغم دخول اسبانيا ليلاً طويلاً من الملاحقات والمحاكمات التقط براهم من الوثائق التي اطلع عليها لمحات إنسانية أسوة بما فعله المزارع المسيحي سانشو دي كاردونا مع عماله الزراعيين في قرية آثانيتا، إذ لمح بناية مدمرة يتخذها السكان مسجداً فلامهم على إهمالهم إياها، لكنهم أفهموه أنها مسجد قديم وهم لا يجرؤون على ترميمه لئلا يخالفوا القوانين الملكية، فأشعرهم أنه يجيز لهم ذلك لا بل ساهم في النفقات وعاد المسجد مع كل المرافق اللازمة. ورفع براهم الستار عن التعصب والشدة اللذين عاملت بهما محاكم التفتيش الموريسكيين بمن فيهم السيدات اللائي أصررن على هويتهن، فيما وصف العالم السري للأسر الغرناطية العريقة التي حافظت على لقاءاتها وبقايا مخطوطاتها ورسائلها بعدما أحرق تاريخها متوناً وهوامش. وكان الشباب يستمعون في مجالس خاصة بعيداً من عيون الجواسيس إلى أشعار ابن زيدون وابن هانئ فيطربون لها متعجبين من كونها نُظمت في بلد لم يعد أحد فيه يتكلم العربية. وبعدما أنهى أحمد دراسته الثانوية في غرناطة انتقل إلى طليطلة لتعميق معرفته بالترجمة فحذق القشتالية والبرتغالية والعبرية وحصل على إلمام بالفرنسية والإيطالية، ما أتاح للملك المغربي إرساله في مهمات تجارية وقانونية إلى أوروبا. وفي هذا السياق عرّفنا إلى شخصية جوليان الذي اشتغل مترجماً لدى ملك نافار في فرنسا، وكان عربياً يصلي ويصوم ويعتنق في الوقت نفسه تعاليم لوثر «لأنها تدعو الى التسامح والإصلاح والنظافة الأخلاقية». وألقى المتزمتون القبض على جوليان (الذي علم أحمد الحجري مبادئ اللغة الفرنسية وأطلعه على بعض نصوصها المُميزة) واتهموه بسبّ الكنيسة وأحرقوه. وتشكل عودة أحمد إلى قريته بعد غيبة مديدة ولقاؤه قس القرية والترحيب الذي لقيه من الأهالي إحدى اللحظات المؤثرة في الرواية، إذ وجد أملاك الأسرة قد بيعت ولم تبق سوى ذكرى. وتنقل بين أرجاء البيت مستذكراً تفاصيل حياة الأسرة الصغيرة التي شردتها موجة التشدد وحملات الانتقام. وفي المقابل وصف قوة الدولة السعدية في المغرب التي وصل إليها في أعقاب مغامرة مثيرة، فضمه السلطان إلى ديوانه لترجمة رسائله وتعليم أحفاده الإسبانية.   أزمة وجودية تنقل أحمد الحجري من المغرب إلى فرنسا وهولندا (موفداً من الملك)، لكنه اختار مغادرة المغرب بعد تزايد الفتن على أيام الملوك السعديين ليستقر في تونس فأعجب بما أنجزه هناك المهاجرون الأندلسيون الذين سبقوه إليها، وأقام فيها ردحاً من الزمن قبل أن تهزه أزمة وجودية ربما لقلقه من ضياع الوطن، فاعتنق فكراً إنسانياً يسمو على الانتماءات الضيقة، وهو الذي نهل من ثقافات مختلفة، لكي يعثر في نهاية الكتاب على عبارة سحرته وعكست ما انطبع في أعماق وجدانه. وبينما كان يتصفح مخطوطات بالإسبانية والألخميادو واللاتينية، لفت نظره إهداء كتبه الناسخ على ظهر مخطوط يحمل توقيع علي بن محمد صولار فحواه «من فرانشيسكو العالمي… ساكن الأرض». أغوته هذه القدرة على التعالي عن الحدود الجغرافية فاختتم السيرة/ الرواية بهذه الكلمات «فرانشيسكو العالمي ساكن الأرض ها أنت ترفع رأسي. تُنسيني مرارة المنفى. أنا أحمد بن قاسم بيجارانو، الحجري الغرناطي الأندلسي المراكشي المغربي التونسي. لا أدري أي نسبة من هذه هي نسبتي؟ ولا أي بلد سكنته هو بلدي؟ ولا أي أرض وطأتها هي أرضي؟ فلأكن العالمي ساكن الأرض…». في رواية أمين معلوف هرب حسن الوزان مع أسرته من اضطهاد محاكم التفتيش في مدينته غرناطة ووصل إلى مصر فعاصر استيلاء الأتراك عليها ثم توجه إلى إمبراطورية الأفريقي محمد توري في أوج عزها قبل أن تقوده مقالب القرصنة إلى قصور روما في بواكير النهضة الثقافية والفنية والصناعية ويبصر حصارها على أيدي جنود شارلكان. كان بحق شاهداً على المشرق والمغرب، واستوعب دفتر الجغرافيا المتوسطية الذي جعل منه الجغرافي الشهير جان ليون دي ميدسيس المعروف باسم «ليون الأفريقي». وبعد عشرين سنة من صدور تلك الرواية التي كانت علامة في كتب السير أتت رواية «تغريبة أحمد الحجري» لتنقلنا إلى عدوة أخرى من تاريخ العالم المتوسطي مع انتقال بطلها من ميناء سانتا ماريا إلى ميناء البريج المغربي (الذي كان تحت سلطة البرتغاليين) ومنه إلى مراكش التي لم تكن تبعد منه سوى مسير ثلاثة أيام. وفيما أبحر معلوف في ثنايا شخصية اختزلت قرناً خصيباً هو القرن السادس عشر، وكانت تضع قدماً في أفريقيا وأخرى في أوروبا، اختار براهم مثقفاً التقط في دوره جوهر ما في الحضارة الأندلسية من انفتاح ديني وسمو ثقافي وتقدم زراعي ووصف لنا في كثير من اللوعة والاحتراق ضياع ما كانت ترمز اليه غرناطة من تنوع وتعايش وتسامح يبدو أن من الصعب الحلم بعودته إلى ضفاف المنطقة المتوسطية.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 19 نوفمبر 2006)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

9 mars 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1389 du 09.03.2004  archives : www.tunisnews.net إسلام أون لاين: تونس.. مخاوف علمانية من انتشار

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.