فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 10ème année, N°3951 du 18.03.2011
archives : www.tunisnews.net
أنيس منصور:عاطلي القصرين ينوون طرد الوزير، تحيين رقم ، تحيين رقم 1
النيابة العمومية ترفض الاذن بالقوة العامة لتنفيذ حكم إيقاف أعمال لجنة تقصي الرشوة والفساد
المجلس الجهوي لحماية الثورة في نابل:بيان
يو بي أي:نقابة الصحافيين التونسيين تدين ‘غطرسة البوليس الأميركي’ في تونس
لطفي العريف:الكلاب الأمريكية في وزارة الخارجية
حزب العمل الوطني الديمقراطي:لا للغـــــطرسة الأمريكية
كلمة:ندوة بإشراف حقوقي عن التحول الديمقراطي في تونس
كلمة:جمعيات مهجرية تعبر عن استيائها من تركيبة هيأة الإصلاح السياسي
الاتحاد الديمقراطي الوحدوي:بــيــــان
الحزب الديمقراطي التقدمي:بلاغ صحفي
الصباح:رئيسها هدد بالانسحاب في أول اجتماع لها هيئة عليا للثورة.. أم للفوضى؟
الخليج:حل البرلمان التونسي والترخيص لـ 7 أحزاب جديدة
كلمة:وزير الخارجية التونسي يلتقي مديرة الوكالة الأمريكية لتنمية الاستثمار
الصباح:رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار للصباح الإفلاس يهدد القطاع
وات:في وزارة التربية.. 4 آلاف موطن شغل لسنة 2011
يو بي أي:تونس ترفض أعمال العنف في صنعاء وتدعو إلى حقن الدماء
زياد الهاني:جمهورية «نسمة» العظمــى !!؟
الناصر الهاني:غراب يرشد قابيل إلى كيفية الدفن،ماذا لو…؟؟
فوزي مسعود:محاربو الهوية يقررون مستقبل تونس: نموذج هيئة تحقيق أهداف الثورة
النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت:بيــــــــــان:حذار من انتكاس الثورة في ليبيا
سويس انفو:السفير السويسري جون دانيال روخ: « إقامة أنظمة مستقرة وديمقراطية في بلدان شمال إفريقيا في مصلحة الجميع »
الجزيرة نت:بموافقة واشنطن التي ترفض التدخل المباشر مصر تبدأ تسليح الثوار الليبيين
الجزيرة نت:من هم المرتزقة؟
القدس العربي:مقتل 41 متظاهرا على الاقل في صنعاء وصالح يأسف ويعلن حالة الطوارئ اوباما يطلب من الرئيس اليمني السماح بالتظاهر
منير شفيق:التعامل والقصف الجوي في ليبيا
نصير عاروري:استشراف لمآلات الثورات العربية
أمين محمد:روسيا.. موقف موارب من الثورات
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس نوفمبر 2010
https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.
عاطلي القصرين ينوون طرد الوزير، تحيين رقم ، تحيين رقم 1
الجمعة 18 مارس واصل معتصمو القصرين مسيرتهم اليوم على الساعة 4 صباحا و بعد قطع ثلث المسافة بدأ التعب يأخذ منهم مما اضطر اثنين من المشاركين إلى الانسحاب و تم نقل أحدهما إلى المستشفى بتونس. و كان من المفروض أن يقضي المتظاهرون ليلتهم بمبيت معهد الزملة من معتمدية حفوز حيث رحب بهم مدير المعهد إلا أن المدير الجهوي لولاية القيروان رفض المبادرة و أهان مدير المعهد على قبوله هذه الفكرة و أمام ضغط النقابات الجهوية على المدير الجهوي للتربية و التعليم، التجمعي الذي سبق أن أُطرد مرتين، اضطر هذا الأخير إلى القبول بإيوائهم بمبيت المعهد٠ و تصحيحا لما كان نشر بالأمس فإن عدد المدرسين المعطلين المحتجين ثلاثون يضاف إليهم ناشطين باللجنة الجهوية لحماية الثورة بالقصرين كما تساهم النقابة الجهوية للتعليم في المساندة و التأطير٠ و تضامنا مع هذه المطالب المشروعة يواكب العديد من المتضامنين التحرك و يعتزمون التنظم لاستقبال المحتجين ساعة وصولهم إلى وزارة الرياضة و المساهمة في مساندة الاعتصام و تأطيره٠ و تجدر الإشارة إلى قناة الوطنية 2 و قناة حنبعل كانتا قد تنقلتا لتغطية المسيرة إلا أنهما، و إلى حدود كتابة هذا التحيين لم تبثا شيئا مما تم تسجيله٠ أنيس منصور
المحامون الشاكون ينددون ويطالبون باحترام الفصل بين السلطات النيابة العمومية ترفض الاذن بالقوة العامة لتنفيذ حكم إيقاف أعمال لجنة تقصي الرشوة والفساد
كانت المحكمة الابتدائية بتونس قد قضت في جلسة استعجالية يوم 5 مارس الجاري ابتدائيا استعجاليا بايقاف أعمال اللجنة الوطنية للاستقصاء في مسائل الرشوة والفساد الى حين استكمالها لاجراء تكوينها القانوني والزام المدعى عليهم بتسليم ما تجمع لديهم من وثائق بمناسبة عملهم في اللجنة المذكورة الى النيابة العمومية لدى المحكمة الابتدائية بتونس مع الاذن بالتنفيذ على المسودة
وقد جاء هذا الحكم تبعا للشكاية التي تقدم بها 8 محامين وهم الأساتذة حذامي بوصرة والتومي بن فرحات واسكندر الفقي وعادل ميمونة ووصال بالحسن وخديجة عنان وآمنة الصريدي وسمية بن عبد الرحمان
وقد تولى أعضاء اللجنة الوطنية للاستقصاء في مسائل الرشوة والفساد استئناف الحكم الاستعجالي المذكور بنشر قضية في ايقاف تنفيذ الحكم سالف الذكر وقد قضي فيها بتاريخ 10 مارس الجاري برفض مطلب ايقاف التنفيذ وبعد صدور هذا الحكم توجه يوم السبت الفارط عدل تنفيذ الى مقر اللجنة الوطنية للاستقصاء في مسائل الرشوة والفساد لتنفيذ الحكم وتسلم الوثائق ولكن اللجنة رفضت تمكينه من الوثائق وتنفيذ مهمته مما حدا بالمحامين المحكوم لفائدتهم بتقديم شكاية ضد اللجنة في عدم الامتثال للقرارات القضائية كما أنهم طلبوا من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بتسخير القوة العامة لتنفيذ الحكم ولكن تم رفض هذا المطلب.
وفي هذا السياق أفادنا الأستاذ التومي بن فرحات استنادا لبيان أصدره للرأي العام نيابة عن المحامين الشاكين في القضية ان رئيس اللجنة لم يمتثل للحكم القضائي في تحد صارخ وصريح للقانون مصرحا لوسائل الاعلام التونسية بأن اللجنة تواصل عملها ولن ترضخ للحكم القضائي الذي جمد أعمالها وأضاف محدثنا أنه بعد تقدمهم بطلب لتسخير القوة العامة لمسوا عدم رغبة في التنفيذ تعززت بموقف سياسي صادر عن الوزير الأول الذي أعرب صراحة أن اللجنة ستواصل عملها وحسب رأي محدثنا فان الوضع يوحي بتحد واضح وصريح للقضاء واصرار على عدم الامتثال والاذعان للأحكام القضائية وهو ما من شأنه أن يمس من هيبة الدولة التونسية وسيادتها خاصة وقد اقترن تحديهم هذا بتشكيك وتلميح حول مدى قدرة السلطة القضائية على لعب دورها في تتبع الجرائم وارساء دولة الحق والقانون وأضاف الأستاذ التومي بن فرحات أنه ايمانا بهيبة الدولة وسيادتها وصون مؤسساتها تمر عبر احترام سيادة القانون والامتثال للأحكام القضائية الصادرة عن العدالة التونسية فهم يطالبون السلطة التنفيذية باحترام فصل السلطات واحترام الأحكام القضائية والامتثال لها نظرا لما يمثله من خطورة عدم امتثال اللجنة لحكم قضائي وانعكاساته على الاجراءات المتخذة من قبلها.
وكانت الأبحاث قد انطلقت في القضية بشكاية تقدم بها المحامون المذكورون الى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس على اثر بث التلفزة الوطنية لريبورتاج تلفزي بتاريخ 19 و20 فيفري 2011 وقد ورد في شكايتهم أن رئيس اللجنة الوطنية للاستقصاء في مسائل الرشوة والفساد ذكر أن « هناك القصور والممتلكات كثيرة وأنه يسأل الله القوة والمثابرة… » بطبيعة الحال لزيارتها وتفتيشها وحجز ما يمكن حجزه على غرار ما قاموا به في منزل الرئيس المخلوع الخاص والكائن بسيدي بوسعيد وقد تقدم المحامون بشكايتهم في خصوص التجاوزات والجرائم التي اقترفها أعضاء اللجنة الوطنية للاستقصاء في مسائل الرشوة والفساد باعتبارها تكون أركان الجريمة المنصوص عليها بالفصل 73 من المجلة الجزائية التي ينص على أنه « يعاقب بالسجن بقية العمر وبخطية قدرها مائتا ألف دينار من يقبل بمناسبة ثورة أن يقيم نفسه بدل الهيئات الحاكمة المكونة بمقتضى القوانين »
واعتبر العارضون أن أعضاء اللجنة سيتولون مواصلة تجاوزاتهم وذلك بتطاولهم على أعمال القضاء في خصوص الشكايات المؤذون بفتح بحث في خصوصها أو الشكايات التي ستقدم وبذلك ستواصل اللجنة بمناسبة الأعمال التي ستقوم بها اقتراف جرائم وتجاوزات خطيرة ستعطل سير القضاء ومرافقه مما يستوجب تدخل القضاء لتجميد أعمال أعضاء ما يسمى باللجنة الوطنية لاستقصاء في مسائل الرشوة والفساد وطلب العارضون تبعا لذلك وأمام خطورة أعمال وتجاوزات أعضاء اللجنة المذكورة تجميد أعمالهم واسترجاع ماتم حجزه. فاطمة الجلاصي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 مارس 2011)
المجلس الجهوي لحماية الثورة في نابل بيان نابل في 18 مارس 2011
نحن ممثلي المجلس الجهوي لحماية الثورة بنابل نعلم الرأي العام أنه بدعوى من رئيس البلدية المتخلي, التام اجتماع يضم اطارات الحزب المنحل(التجمع)وأعضاء المجلس البلدي المنحل قانونيا وبحضور المليشيات المنتفعة والتي فوت لها رئيس البلدية المخلوع ب 15 كشكا مقابل حمايته,و بتواجد أفراد البوليس السياسي المنحل من فرقة الارشاد وأمن الدولة والأبحاث والتفتيشات وذلك رغم ثوابت الثورة الداعية للقطع نهائيا مع جيوب الردة ؛وكان موضوع الاجتماع الدعاية لرئيس البلدية والدعوة لتثبيته في نفس الخطة التي كان يباشرها؛ولما أخذ الأخ فوزي قارعلي عضو المجلس الجهوي لحماية الثورة بنابل الاذن للتدخل وكشف الوضعية الحقيقية للمجلس البلدي المنحل وقع تعنيفه واخراجه بالقوة من طرف الميليشيا مما أثار الفوضى. ونحن أعضاء المجلس :
1)ندين بشدة هذه الممارسات والتواطىء بين هذا المسؤول السابق المتخلي وبين هذا الحزب المحلول وبين البوليس السياسي المنحل ونعتبر كل هذا التفافا على مكاسب الثورة وردة قد تجر البلاد الى ما لا يحمد عقباه. 2)نطالب بفتح بحث في شرعية الاجتماع وتتبع الداعين اليه عدليا.
نقابة الصحافيين التونسيين تدين ‘غطرسة البوليس الأميركي’ في تونس
تونس, تونس, 18 (UPI) — إستنكرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تعرض الصحافيين، بمقر وزارة الخارجية التونسية، للاهانة من قبل رجال الأمن الأميركيين المرافقين لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وشجبت النقابة في بيان حمل توقيع رئيسها ناجي البغوري،تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه تعرض الصحافيين « لتفتيش دقيق من قبل أعوان من البوليس الأميركي لوسائل عملهم بإستعمال الكلاب وبطريقة مهينة ».
وأضاف البيان أن ممارسات البوليس الأميركي في تونس تنم عن « عدم احترام وعن غطرسة عمياء ».
وأعربت النقابة في بيانها عن رفضها إبقاء الصحافيين ينتظرون لمدة تفوق الثلاث ساعات، وصول كلينتون لعقد لقاء صحافي في الوقت الذي كانت تعقد فيه لقاء حصريا مع إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة.
وكان الصحافيون التونسيون تعرضوا أمس إلى « إهانة » من الطاقم الأمني المرافق لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بمناسبة زيارتها لتونس،حيث عمد أفراد من الأمن الأميركي إلى تفتيش الصحافيين مستخدمين كلابا بوليسية ما أثار إستياء الجميع.
وقد هاجمت غالبية الصحف التونسية اليوم الجمعة هذه الممارسات وإعتبرتها انتهاكا للسيادة التونسية،خاصة وأنها تمت داخل مقر وزارة الخارجية التونسية،وعلى مرآى رجال الأمن التونسيين.
ومن جهة أخرى،أكدت نقابة الصحافيين التونسيين وقوفها « الصارم في وجه كل محاولات التعدي على الصحافيين من أي جهة كانت »، ودعت أهل المهنة إلى « التصدي لكل من يحاول المساس من القيمة الإعتبارية لمهنة الصحافة النبيلة ».
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 18 مارس 2011)
الكلاب الأمريكية في وزارة الخارجية
لطفي العريف لأول مرة في تاريخ تونس تقتحم كلاب المخابرات الأمريكية مكاتب وزارة الخارجية التوسية لتفتش…..حقائب الصحافيين التوانسة و أجهزتهم و تشم جيويهم يا للعار داخل دار تونس الدبلوماسية ورمزهيبة الدولة التي يذكرها السبسي فرحم الله شهداء الثورة كأنهم إستشهدوا بدون غاية و بدون نتيجة كان الوزير يضحك مع الوزيرة الأمريكية في غاية النعيم وأين أحرارالوزارة الذين يدافعون عن كرامة تونس الكلاب الأمريكية في وزارة الخارجية.
لا للغـــــطرسة الأمريكية
على اثر ما جد اليوم 17 مارس 2011 بمقر وزارة الخارجية التونسية من وقائع فانّ حزب العمل الوطني الديمقراطي يعلن مساندته التّامة للصحفيين الذين قاطعوا الندوة الصحفية التي كان متوقعا أن تعقدها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمر كية وذلك احتجاجا على الغطرسة الأمر كية المتمثّلة في حضور فريق امني أمريكي مصحوب بجهاز فحص الكتروني و كلب لتفتيش الحاضرين . ـ إن حزبنا يدين نشر فريق أمريكي لحفظ الأمن على التراب الوطني و داخل وزارة من وزارات السيادة . ـ و يدين استعمال الطائرات الحربية الأمر كية لمطار جربه في إطار مهمّات « إنسانية » مزعومة. ـ و يذكر بأن رفض شعبنا للتدخل الأمريكي في منطقتنا ما فتئ يتنامى و قد عبّرت عنه عديد المظاهرات التي حدثت في الأيّام الأخيرة بتونس العاصمة احتجاجا على زيارة هيلاري كلينتون التي تسعى للحصول على تسهيلات عسكريّة في علاقة بالأوضاع في ليبيا. ـ و يذكّر الحزب كذلك الحكومة التونسيّة المؤقتة بأنها مكلّفة بمهمّة تصريف الأعمال وليس لها أي تفويض للبت في قضايا مستقبل البلاد. حزب العمل الوطني الديمقراطي
ندوة بإشراف حقوقي عن التحول الديمقراطي في تونس
حرر من قبل التحرير في الخميس, 17. مارس 2011 نظمت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان بالاشتراك مع الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الانسان أمس الخميس ندوة بعنوان التحول الديمقراطي في تونس، وقد شهدت الجلسة الافتتاحية حضور الوزير الأول في الحكومة المؤقتة الباحي قائد السبسي الذي ذكر المجتمعين بما أسماه الخطوط الحمراء التي لايمكن تجاوزها لبناء مسار ديمقراطي وأكد على ضرورة التعاون بين الحكومة و فعاليات المجتمع المدني وقال مفسرا أن الخطوط الحمراء هي الحفاظ على هيبة الدولة كجهاز ومفهوم وأيضا التمسك بالفصل الأول من دستور 59 الذي ينص على أن تونس دولة حرة مستقلة العربية لغتها و الاسلام دينها. وأكد أن لا تراجع على مكاسب المرأة و استقلالية القضاء و حرية الإعلام والتعبير و التظاهر السلمي، وقال إن من تحديات دولة الاستقلال محو الأمية وتحديات اللحظة الراهنة تشغيل أصحاب الشهائد.
من جهتها أكدت رئيسة الفدرالية الدولية السيدة سهير بن حسن على أنّ إقامة عدالة مستقلة وإرساء مقومات الإعلام الحر وتقوية المجتمع المدني من الشروط الاساسية للانتقال الديمقراطي، فيما أكدت الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني للحريات السيدة سهام بن سدرين عن رفضها للانماط الديمقراطية الجاهزة وطالبت بضرورة اشراك الجهات الداخلية في مسار بناء الديمقراطية باعتبار أن أبناء تونس الأعماق هم الذين أشعلوا شرارة الثورة. و اعتبرت السيدة بن سدرين أن المجلس وضع خارطة طريق لانجاح عملية الانتقال الديمقراطي وتتصل بالمسار الانتخابي و الهيأة المستقلة التي ستشرف على الانتخابات والمنظومة القضائية واعادة هيكلة جهاز الأمن ومقاومة الفساد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 مارس 2011)
جمعيات مهجرية تعبر عن استيائها من تركيبة هيأة الإصلاح السياسي
حرر من قبل التحرير في الخميس, 17. مارس 2011 عبرت عدد من الجمعيات التونسية الفاعلة في الخارج عن رفضها الكامل للطريقة التي تم بها تعيين ممثلين عن الخارج في الهيأة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، واعتبرت تلك الجمعيات أن التركيبة تعدّ استهتارا بالشعب وبقوى الثورة وشبابها، ودعت إلى اشراك القوى التي دفعت الثمن غاليا و أن تكون الهيئة قائمة على أرضية الوفاق كما طالبت بإقالة كل من اعتبرت أنهم قاموا بتزييف إرادة الشعب .
و من بين الجمعيات الممضية على البيان جمعية أنصار الحرية بالسويد وجمعية التضامن بفرنسا ، الجمعية الالمانية للثقافة و الاندماج، جمعية تواصل بهولندا، الحملة الدولية لحقوق الانسان ببريطانيا ، جمعية الزيتونة بسويسرا والنرويج ، جمعية نداء الحرية والمنظمة الدولية للمهجرين بفرنسا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 مارس 2011)
بــيــــان
على إثر فشل اجتماع « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطى » المنعقد أمس 17 مارس 2011 وعدم قدرتها على تدارس النقاط المدرجة في جدول أعمالها، فان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يعتبر أن هذا الفشل كان منتظرا باعتبار أن تركيبة الهيئة كانت محكومة بتوافق مغشوش بين من يحاول الالتفاف على الثورة لتحصين مواقعه القديمة وبين من يمارس الوصاية على الثورة من أجل التموقع في الخارطة السياسية الجديدة وهو وفاق لا تترجم أهدافه عن وفاء حقيقي لمطالب الشعب، وأمام هذا الفشل فان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يتوجه بما يلي: 1.إن مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية تستوجب حدا كبيرا من التوافق حول جملة المعايير المحددة للمستقبل السياسي للبلاد بعيدا عن كل أشكال الاستقطاب التي ستمثل عائقا حقيقيا أمام انتقال يضمن الديمقراطية وبناء دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية ويراعي ضرورات الاستقرار والتنمية. 2.إن ظاهرة التسيب الخطيرة في استخدام مفاهيم الثورة والثورة المضادة دون معايير دقيقة وموضوعية يشكل حالة من حالات الإرباك والفرز الخاطئ الذي لن يكون إلا عائقا أمام إنجاح عملية الانتقال إلى الديمقراطية وقد يؤدي إلى إنتاج نظام سلطوي جديد بأدوات أخرى وتموقعات بديلة لا علاقة لها بأهداف الثورة ومصالح الوطن والمواطن. 3.إن التراوح بين الشرعية الدستورية والشرعية الثورية لم يترافق مع سلوك سياسي مسؤول قادر على إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي المنشود بل ترافق مع عقلية ازدواجية المعايير في التعامل مع الشرعيتين بهدف إقصاء بعض الأطراف وتثبيت أخرى دون موجب حق وهو ما يكشف عنه الغموض الذي أحاط بتولي الرئيس المؤقت السلطة وكذلك الوزير الأول والرأي العام على دراية كاملة بمواقعهما القديمة في صلب النظام السابق بنسختيه. 4.إن هذه الاخلالات تعبر عن مسعى واضح في استمرار هاجس التموقع في السلطة وبنائها وهو ما يكشف عن تهميش أولوية بناء دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية وتركيز أسسها. 5.يستنكر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إقصاء فعاليات كان لها دور ريادي في الثورة وأهمها الشباب وعائلات الشهداء خاصة في « تونس الأعماق ». 6.يذكر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أنه لا يتكلم باسم الشعب وإرادته الحرة ولا ينصب نفسه وصيا على الثورة بل إنه يتبنّى بكل وضوح في هذه المرحلة « برنامج الوفاء لمطالب الثورة » ويعتبر هذا البرنامج مرشده الأول في مواقفه السياسية. ويدعو في ذات الوقت كل الأطراف إلى التخلي عن منطق الالتفاف أو الوصاية على الثورة والانخراط في منطق الوفاء لمطالبها بكل ما يستوجبه من مسؤولية عالية إزاء الوطن والشعب. 7. إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إذ يذكر بهذه الحقائق فإنه لا يحدد أولوية مطالبه على قاعدة الحضور في مختلف الهياكل وخاصة الهيئة العليا بل إن ما يعنيه أولا الآليات السليمة والعقلية السياسية الرصينة والتوجه بالبلاد نحو حياة ديمقراطية حقيقية وتركيز دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية واشتغال كل المنظمات والجمعيات حسب مقتضيات أدوارها وعلوية القانون على الرهانات السياسية الضيقة. 8.يحذر من إيصال البلاد بهذه الأنماط من السلوك الاقصائي والغامض إلى خيارين لا يخدمان المصلحة العامة خيار الفوضى وخيار إعادة إنتاج الدكتاتورية في أثواب جديدة. 9.أمام كل هذه الحقائق وانطلاقا من برنامجه في الوفاء لمطالب الثورة فان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يدعو كل القوى الوطنية المعنية إلى التصدي لهذه المخاطر والسعي إلى عقد مؤتمر وطني للحوار حول السبل الكفيلة بتجاوز المعوقات وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي ورسم ملامح الديمقراطية حتى يكون التنافس على قاعدة التراضي حول المعايير الكبرى، كما يدعو كل القوى الفاعلة إلى التعقل وتغليب المصلحة العامة على المصالح الضيقة وتجاوز الانتهازية السياسية المغلقة بالجملة الثورية لأنها ستنكشف أمام الشعب ولو بعد حين. الأمين العام احمد الاينوبلي
بلاغ صحفي
عمدت مساء اليوم الجمعة 18 مارس عناصر موتورة إلى التشويش على اجتماع يُنظمه فرع الحزب الديمقراطي التقدمي بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد إلى حد إجهاضه ومنع انعقاده، فقد تجمع عدد ممن لا يعرفون للديمقراطية معنى أمام دار الشباب بالرقاب وواجهوا وفد الديمقراطي التقدمي المتكون من الأمينة العامة والإخوة عصام الشابي ومولدي الفاهم وماهر حنين وعطية العثموني منذ حلوله بالمكان، بشعارات معادية مؤكدين العزم على إفساد الاجتماع. وفعلا قوطعت الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الأخ الهادي الخليفي كاتب عام الفرع بالصراخ والتشويش. وازداد الهرج عندما همت الأمينة العامة بإلقاء كلمتها إذ ووجهت والوفد المرافق لها بالكلام البذيء من قبل أقلية طالبت الأكثرية ووفد الحزب بمغادرة القاعة.
إن الحزب الديمقراطي التقدمي الذي واجه الاستبداد في سنوات الجمر وفي زمن عز فيه الصمود، خاصة من لدن الأطراف التي تقف اليوم وراء هذه التصرفات المتخلفة والمُؤذنة بمنزلق فاشي، ليجدد عزمه على مواصلة مشواره النضالي من أجل تونس حرة وديمقراطية، مستندا في ذلك على المصداقية والإشعاع اللذين يحظى بهما لدى عموم المواطنين. وإذ يُنبه إلى مخاطر الاعتداء على حرية العمل السياسي ونشر الفوضى، يدعو الأحزاب السياسية والجمعيات وكل محبي الحرية إلى الوقوف صفا واحدا في وجه هذا الخطر الداهم الذي يُهدّد تجربتنا الديمقراطية اليافعة ويطالب الحكومة بتأمين حق التعبير والاجتماع والوقوف في وجه العنف مهما كانت عناوينه والأطراف التي تقف وراءه. تونس في 18 مارس 2011 الأمين العام المساعد عصام الشابي
رئيسها هدد بالانسحاب في أول اجتماع لها
هيئة عليا للثورة.. أم للفوضى؟
مثل ما كان متوقعا انعقدت عشية أمس الجلسة الافتتاحية للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي بمقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالعاصمة وسط جدل واسع بخصوص تركيبتها وانتقادات لاذعة لطريقة تعيين أعضائها وغضب عارم بشان تغييب ممثلين عن الشباب « الثائر » وعن الجهات، والأحزاب الأخرى..تركيبة الهيئة حملت بذور فشلها وهو ما كان واضحا خلال أشغال أول جلسة لها غلب عليها الصراع السياسي والتشنج وصل حد الفوضى وتبادل التهم بين أعضائها. إذ اتهم بعض أعضاء الهيئة وجود مناشدين للرئيس المخلوع ضمن قائمة الشخصيات، وآخرين لم يساهموا في الثورة، وكانت معظم النقاشات تدور حول دائرة مفرغة تتمثل في نقائص تمثيلية اعضاء الهيئة المكونة من ممثلين من 12 حزبا وعن منظمات وطنية، وشخصيات مستقلة، ولم يكد ينهي السيد فؤاد المبزع رئيس الدولة المؤقت كلمته لدى اشرافه على افتتاح الجلسة، حتى ظهرت بوادر خلافات عميقة بين اعضاء الهيئة، لكن معظمهم كان متفقا على تأجيل الجلسة واعادة النظر في تركيبة الهيئة.. ولم تنفض الجلسة الا عند اقتراح عياض بن عاشور برفع الجلسة وتدارك النقائص الموجهة لتركيبتها، واقترح احداث لجنة مصغرة تقوم بمهمة الاتصال ببقية مكونات المجتمع المدني والأحزاب والشباب والجهات لتمثيل أعضاء لها بالهيئة، لكن الخلافات سرعان ما اندلعت مجددا بسبب عجز الأعضاء عن الاتفاق على تركيبة اللجنة المقترحة..وهو ما دفع بالسيد عياض بن عاشور إلى التهديد بالانسحاب والاستقالة وقال » درجة تحملي تفوق قدراتي الجسدية »، قبل أن يعود بعد حين ويواصل الجلسة التي تمخضت في النهاية عن اتفاق على أن يقوم بنقل المقترحات والانتقادات الموجهة لتركيبة الهيئة إلى الحكومة حتى تقوم بمراجعتها وتوسيعها لاحقا. كما تم الاتفاق على أن تتم مواصلة اجتماعات الهيئة المبرمجة خلال الأسبوع المقبل بواقع ثلاث جلسات مبرمجة ايام الثلاثاء والخميس والسبت، مع امكانية نقل مقر الجلسات إلى مجلس المستشارين عوضا عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي قد يعجز عن استيعاب الجلسات المقبلة في صورة توسعتها.. وكان عياض بن عاشور رئيس الهيئة نفى في بداية الجلسة ان يكون مسؤولا عن تعيين اعضاء الهيئة، وقال « انا مسؤول فقط عن تعيين لجنة الخبراء، ليس لدي حق التسمية، الأحزاب تعين ممن يمثلها والتسمية تتم بقرار من الوزير الأول، أنا لا اقصي أي احد كان بودي ان يكون الشباب حاضرا للعمل لتحقيق اهداف الثورة، لكن للأسف وجدنا صعوبات جمة للاتصال بشباب القصبة.. » وكرر قوله » إن اراد أحد الالتحاق بالهيئة عليه مراسلة الوزير الأول، يجب ان يكون القرار سياسيا »، مؤكدا على أن القرار يرجع للحكومة المؤقتة طبقا للمرسوم المنظم لعمل الهيئة. وقال « الأمر سهل وبسيط الحكومة المؤقتة أكدت ان التعيين مفتوح، فلماذا هذا الغضب وشد الأعصاب، يجب اختيار اشخاص ممثلين واقتراحهم على الوزير الأول… » ونوه بن عاشور بعمل لجنة الخبراء والجهد الذي قامت به منذ تشكيلها، باعداد مشاريع نصوص قانونية منها مشروع انتخاب المجلس التأسيسي، مفيدا أن المشروع الذي وزعت نسخ منه على أعضاء الهيئة تم بناء على مشاورات تمت حتى قبل تشكيل الهيئة في شكلها الجديد من خلال منتديات ولقاءات مع عدد من مكونات المجتمع المدني والأحزاب والمنظمات. وقبل ان يواصل كلمته والمرور إلى النقطة الموالية من جدول الأعمال والمتمثلة في تعيين نائب رئيس، ومقرر، قاطعه السيد شكري بلعيد ممثل حركة الوطنيين الديمقراطيين، الذي وصف المجلس بشكله الحالي بـ »الآلية التقليدية السلطوية »، وقال « لم تتمم مشاورات مع القوى السياسية ». واتهم بلعيد الذي وزع بيانا باسم حزبه رافضا طريقة تعيين اعضاء الهيئة، الوزير الأول بعدم ايفائه بتعهداته لأنه وعد بالتشاور مع كل مكونات المجتمع المدني..وقال » تم اغراق المجلس بأشخاص متورطة في النظام السابق او لم تتخذ موقفا ضد الدكتاتورية..لا توجد ارادة سياسية لبناء وطني مسؤول..اين الجهات اين ممثلي شباب الثورة، اين ممثلي الأحزاب الأخرى. » واقترح بلعيد تأخير الجلسة إلى حين اتمام المشاورات حول تركيبة المجلس..اما نور الدين البحيري ممثل حركة النهضة فقال « قبلنا المشاركة رغم احترازنا على تركيبة الهيئة » وانتقد اقصاء احزاب وجمعيات ساهمت في النضال ضد بن علي، وقال » لا يعقل أن يتم تعيين الشخصيات الوطنية دون تشاور ولم يتم اختيارها على اساس موضوعي ». واقترح رفع الجلسة واعادة ترتيب الهيئة من جديد.. ولاحظ ممثل الحزب الديمقراطي التقدمي أن تركيبة الهيئة تشكو عدة اختلالات منها غياب شبان وممثلين عن الجهات وخاصة منها تلك التي اندلعت فيها الثورة، وقال »التركيبة في روحها منافية لروح الثورة الديمقراطية ومجافية لبناء الدولة الديمقراطية واقصاء لدور الأحزاب. » وابدى عمر المستيري عن المجلس الوطني للحريات تحفظات عن تركيبة مجلس الهيئة وقال » لابد من ان تخلو الهيئة من اعضاء ناشدوا الرئيس السابق ». واتهم الأستاذ عبد العزيز المزوغي، بعض الأحزاب بالسطو على العملية السياسية، وقال « هناك من يريد جرنا إلى حرب أهلية ».. ونبه القاضي احمد الرحموني إلى وجود اخطاء قانونية في المرسوم المنظم للهيئة، ودعا العياشي الهمامي: » علينا تحمل المسؤولية ونخرج باقتراح نقدمه للحكومة المؤقتة. » ودعا المنصف اليعقوبي ممثل اتحاد الشغل اعضاء الهيئة إلى تحمل المسؤولية التاريخية في حق شهداء الوطن، وقال » كيف نغيب عديد الأطراف ونتحدث عن حماية الثورة، لن يقبل الشارع اية اتفاق يخرج عن المجلس بهذه الصورة. » واقترح احداث هيئة لجان جهوية لحماية الثورة في كل ولاية ثم يتم عقد لجنة وطنية.. ولاحظ مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان أن طريقة تعيين اعضاء الهيئة فيها خلل وتمت دون تشاور مع مكونات المجتمع المدني. وحذر محمد جمور ممثل حزب العمل الوطني الديمقراطي من خطر الفئوية وقال « لا بد من التوافق وتمثيل الشباب والجهات دون عقلية ضيقة لها خلفية ايديولوجية. » وانتقدت احلام بلحاج، نقص تمثيلية النساء في عضوية الهيئة وقالت » النساء ايضا قمن بالثورة، اطلب المساواة كاملة مع الرجال ». وطالبت باعادة النظر في تركيبة الهيئة.. ودعا المولدي الرياحي عن التكتل من أجل العمل والحريات، إلى اعتماد تمثيلية تقوم على النسبية، وطالب بتأجيل اعمال الجلسة، واقترح محسن مرزوق، التأسيس إلى التوافق من خلال الاتفاق على وثيقة مبادئ مع تواصل عمل الهيئة وتقديم مقترحات مكتوبة وعبر السيد محمد القوماني، عن حزب الإصلاح والتنمية عن أسفه لصورة التشنج والخصام بين السياسيين، وقال » سيفاجأ الناس لو شاهدوا ما دار في الجلسة ». قبل أن يضيف « حصرنا النقاش في التركيبة ونسينا الهدف الذي جئنا من أجله والمخاطر التي تحدق ببلادنا، المرحلة الحالية تحتاج لوفاق سياسي تطمئن الناس، وهو ما يستدعي تشكيل هيئة وطنية وفاقية.. » كما دعا الأستاذ لزهر العكرمي، إلى توسيع تركيبة الهيئة لتضم جميع مكونات المجتمع المدني والأحزاب، وحذر من عودة الاعتصامات. تغطية: رفيق بن عبد الله- خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 مارس 2011)
حل البرلمان التونسي والترخيص لـ 7 أحزاب جديدة
صادق مجلس الوزراء التونسي في اجتماع، أمس، على مشروع مرسوم ينص على حل مجلس النواب ومجلس المستشارين (غرفتي البرلمان) إضافة إلى المجلس الدستوري والمجلس الاجتماعي والاقتصادي، على ما أعلن الناطق باسم الحكومة الطيب البكوش . فيما ساد جدل حام الجلسة الأولى للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي افتتحها المبزع، الخميس، في تونس العاصمة، انتهى بعرض مقترح على السلطات بمراجعة تركيبتها . وقال البكوش الذي يشغل أيضا منصب وزير التربية “تمت المصادقة خلال الاجتماع على مشروع مرسوم ينص على حل المجالس الأربعة وسيحال إلى رئيس الجمهورية المؤقت لتوقيعه قبل أن ينشر” في الجريدة الرسمية . من جهتها، قالت وكالة تونس إفريقيا للأنباء الحكومية إن الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء الذي عقد برئاسة الرئيس المؤقت فؤاد المبزع “نظر في عدد من مشاريع المراسيم ذات الصلة بالتنظيم المؤقت للسلطة العمومية والسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية في انتظار التأسيس لشرعية دستورية جديدة وإعادة تشكيل التنظيم السياسي والدستوري للدولة عن طريق مجلس وطني تأسيسي منتخب من الشعب وذلك ضمانا لاستمرارية الدولة والسير العادي لدواليبها” . كما نظر في “عدد من الأحكام المهمة تتعلق خاصة بحل مجلسي النواب والمستشارين والمجلس الدستوري والمجلس الاقتصادي والاجتماعي” . وأضافت الوكالة أن المجلس نظر “في مرسوم آخر حول إحداث لجنة وطنية لاسترجاع الأموال الموجودة بالخارج والمكتسبة بصورة غير مشروعة” في إشارة على ما يبدو إلى أرصدة لأقارب وأعوان الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي . وأعلنت وزارة الداخلية التونسية عن منح تراخيص قانونية لسبعة أحزاب جديدة، ما يرفع عدد الأحزاب المرخص لها إلى 44 حزباً . وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن الأحزاب الجديدة التي حصلت على هذه التراخيص هي: “حزب العمال الشيوعي التونسي”، و”الحزب الجمهوري للحرية والعدالة”، و”حزب اللقاء الشبابي الحر”، و”حزب العدل والتنمية”، و”حزب الطليعة العربي الديمقراطي”، و”حزب الكرامة والتنمية”، و”حزب النضال التقدمي” . في سياق متصل، ساد جدل حام الجلسة الأولى للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي افتتحها المبزع، الخميس، في تونس العاصمة، انتهى بعرض مقترح على السلطات بمراجعة تركيبتها، على ما أفاد مشارك في اجتماع الهيئة . وأعلن عدد من ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني معارضتهم للتركيبة الحالية للهيئة التي اعتبر العديد منهم أنها “لا تتماشى مع أهداف الثورة وطموحات الشعب التونسي” . وأفاد مصدر رسمي انه تم تعليق أعمال الجلسة على أن تستأنف الثلاثاء المقبل . وقال شكري بلعيد الناطق باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين الذي أعلن انسحابه من الهيئة، إنه تم قبل تعليق الجلسة الاتفاق على أن يتولى رئيس الهيئة عياض بن عاشور إبلاغ رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي مقترحات المعارضين لعمل الهيئة بتركيبتها الحالية . وأوضح أن هذه المقترحات “تتمثل في مراجعة تركيبة الهيئة خصوصا من حيث تمثيل الجهات والشباب وأيضا الأطراف السياسية والشخصيات الوطنية فيها” . وأكد “نريد أن يتم تمثيل الجهات التي انطلقت منها الثورة على نظام بن علي والشباب وضمنهم شباب اعتصام ساحة الحكومة بالقصبة وتوسيع تمثيل القوى السياسية التي تصدت للدكتاتورية في تونس والاتفاق على شخصيات وطنية حقيقية عرفت بمواقفها الوطنية المشرفة” .
(المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الإمارات) الصادرة يوم 19 مارس2011)
وزير الخارجية التونسي يلتقي مديرة الوكالة الأمريكية لتنمية الاستثمار
حرر من قبل التحرير في الخميس, 17. مارس 2011 التقى وزير الخارجية التونسي مع مديرة الوكالة الامريكية لتنمية الاستثمار ما وراء البحار وعبرت عن اعجابها بالتحول الديمقراطي الذي تشهده تونس بفضل ثورة 14 جانفي. وكشفت عن شروع الوكالة في اعداد برنامج خاص للتعريف بتونس كوجهة استثمارية في شمال إفريقيا مشيرة إلى انه من المنتظر أن تزور تونس عدد من المؤسسات الأمريكية أواخر الشهر الحالي لاستكشاف مناخ الإستثمار و الفرص المتاحة خاصة في مجال الطاقات المتجددة والبنية الأساسية والمؤسسات الصغرى و المتوسطة. وأشارت فى ذات السياق إلى شروع الوكالة في إعداد برنامج خاص للتعريف بتونس كوجهة إستثمارية في شمال إفريقيا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 مارس 2011)
رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار للصباح الإفلاس يهدد القطاع
قال الطاهر السايحي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار إن الوضع الحالي للقطاع السياحي كارثيا الأمر الذي اثر على نشاط وكالات الأسفار وهو ما تبينه الميزانيات التقديرية التي قامت بها الجامعة وأثبتت أن توقعات الخسارة جراء الوضع الحالي بالنسبة لوكالة أسفار متوسطة الحجم ستناهز المليار والنصف على أقل تقدير مع نهاية السنة. وبين لـ »الصباح » أنه إذا تواصل الوضع الراهن فستلجأ أغلب وكالات الأسفار إلى رأس مالها للإيفاء بالتزاماتها مما يعني منطقيا وقانونيا الإتجاه تدريجيا نحو إعلان الإفلاس. أما بالنسبة لوكالات الأسفار المختصة في المؤتمرات والندوات فحجم تضررها ناهز المائة بالمائة تقريبا نظرا لطبيعة عملها الذي يعتمد على الحجز المسبق بسنة أو أكثر وعادة ما يكون هذا الصنف من الوكالات من أول المتضررين في حالات عدم الاستقرار.كما لا تبدو وضعية الوكالات المختصة في العمرة بأحسن حال في ظل عدم فتح باب العمرة إلى الآن وفي ظل وجود انقسامات في صفوف هذه الوكالات حول مواصلة التعامل مع منتزه قمرت أو القطع معه. تراجع الحجوزات و تأزم وضعية قطاع وكالات الأسفار كانت نتيجة طبيعية لتراجع نتائج السياحة التونسية التي تجاوزت 60 بالمائة خلال شهري جانفي وفيفري. ووفقا لآخر التقييمات لنسب تراجع الحجوزات الصادرة عن منظمي رحلات وكالات اسفار أجنبية فالوضع ينذر بموسم سياحي صعب على غرار ما كشفه التقييم الأخير « لطوماس كوك » حول وضعية الوجهة التونسية في السوق الفرنسية والتي كشفت عن تراجع جملي بأكثر من 60 بالمائة خلال النصف الأول من الشهر الجاري الذي يعد أهم فترة لحجوزات العطلة المقبلة والموسم الصيفي. وانطلق بعد منظمي الرحلات في اتخاذ إجراءات تحسبا للتراجع المحتمل لنشاطها على الوجهة التونسية خلال موسم الذروة. حلول عملية ومرافقة وعن الحلول العملية الممكنة لخروج قطاع وكالات الأسفار من عنق الزجاجة بأخف الأضرار الممكنة أشار رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار إلى ضرورة العمل في أقرب الآجال على اقناع البلدان التى تعد أسواقا سياحية هامة لتونس للعمل على رفع توصياتها لرعاياها بالإقتصار على جربة والمناطق الساحلية وذلك لتمكين وكالات الأسفار من تأمين جولات سياحية للمناطق السياحية الداخلية والصحراوية.مع الإسراع في مضاعفة ميزانية الإشهار والترويج وضبط برنامج واضح يؤمّن حملات مكثفة ومركزة لإنقاذ ما تبقّى من حجوزات للموسم الصيفي.هذا إلى جانب تدخل الدولة لدعم الرحلات « الشارتار » على مستوى تحمل تكلفة المقاعد الشاغرة التي يمكن استغلالها للترويج للوجهة التونسية بجلب صحفيين أو مهنيين أجانب. من جهة أخرى وجهت جامعة وكالات الأسفار بالتنسيق مع وزارة السياحة جملة من المقترحات العملية لمرافقة قطاع وكالات الأسفار لتجاوز تأثيرات الوضع الراهن على غرار طلب إعادة جدولة الديون والتسريع في قروض موسمية لدفع الرواتب وذلك من البنك المركزي بالإضافة إلى التوجه لوزارة المالية لتأجيل دفع الآداءات على المؤسسة وخلاص الضرائب مع طلب أيضا تأخير مساهمات الضمان الإجتماعي والتوجه لوزارة الشؤون الدينية للإسراع في التحرير الكامل لنشاط العمرة لفائدة وكالات الأسفار. ويذكر بهذا الصدد أن موضوع العمرة أنتج انقساما في مواقف وكالات الأسفار بعد الثورة حول مواصلة التعامل مع الشركة الوطنية للخدمات « منتزه قمرت » من عدمه. ويوضح رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أن الأغلبية يرفضون التعامل مع منتزه قمرت ويطالبون بالتحرير الكامل لنشاط العمرة لفائدة وكالات الأسفار لما فيه من فوائد منها تنويع عروض السكن في البقاع المقدسة والرفع من مستوى الخدمات إلى جانب حل مشكل خطايا التخلف… هذا ويطالب المهنيون أيضا بالتحرير النسبي للحج بتخصيص 3 آلاف تأشيرة حج على ذمة وكالات الأسفار. السياحة الداخلية وعن دور السياحة الداخلية في تعويض جزء من خسارة القطاع بيّن الطاهر السايحي أن عددا من الوكالات والنزل تواصل نشاطها حاليا بالإعتماد على حجوزات التونسيين لقضاء العطلة المقبلة معتبرا ذلك بداية ثمار التوجه الأخير المعتمد والخاص بمنظومة « أماديوس » والتي إن لم تذهب بعيدا في نتائجها إلا أنها بدأت في غرس ثقافة الحجز عن طريق وكالة أسفار لدى التونسي .في المقابل أشار رئيس جامعة وكالات الأسفار أن السياحة الداخلية لا يمكن أن تلعب دورا كصمام أمان دائم ما لم توضع لها استراتيجية واضحة المعالم تصل بها إلى نسبة تفوق 15 بالمائة على الأقل. جلسة عامة انتخابية وحول مطالبة بعض المنخرطين بجامعة قوية قال الطاهر السايحي إن الجامعة اليوم مسموعة ومحترمة مبينا أن قوة الجامعة تكون بتفاهم وتضامن منخرطيها وأن الأسلم المطالبة بمهنة قوية على أساس انشاء الإتحاد التونسي للسياحة ولمّ شمل جميع المتدخلين في القطاع السياحي للتحاور مع سلطة الإشراف وأيضا مع النظراء في الخارج. وأشار رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار إلى أنه تماشيا مع المناخ العام من الحرية الذي فرضته الثورة فستدعو الجامعة إلى جلسة انتخابية خارقة للعادة ليقول الكل كلمته. منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 مارس 2011)
في وزارة التربية.. 4 آلاف موطن شغل لسنة 2011
تونس (وات) ـ أفاد مصدر مسؤول بوزارة التربية أن 4000 خطة متاحة للتشغيل بالوزارة لسنة 2011 وان العمل متواصل بالتشاور مع الوزارة الاولى ووزارة المالية لمضاعفتها لتبلغ 8000 موطن شغل. وتهم هذه الانتدابات أسلاك الاساتذة والمعلمين والقيمين والقيمين الاول والاداريين والعملة. وذكر ذات المصدر بان الانتداب في سلكي الاساتذة والمعلمين سيقطع مع الشكل القديم للكاباس ومناظرة المعلمين وذلك بالابقاء على المناظرة العلمية الى جانب الاخذ في الاعتبار تنفيلات تساعد المترشح على اجتياز هذه المناظرة بأوفر حظوظ للنجاح. وتهم هذه التنفيلات سن المترشح وأقدمية التخرج ومستوى الشهادة العلمية ومستوى المترشح عند النجاح والحالة الاجتماعية والعائلية. كما يمكن للمترشح أن يحظى بتنفيل مقابل اسدائه فى السابق خدمات للمنظومة التربوية. وبالنسبة لبقية الاسلاك فقد تم الاستغناء تماما عن المناظرات وسيتم الانتداب حسب الملفات وباعتماد التنفيلات أو المقاييس المذكورة آنفا. وتلتزم وزارة التربية باعلان نتائج كافة المناظرات للراي العام عن طريق وسائل الاعلام وعبر الانترنات ليطلع كل مترشح على كامل نتائجه وله الحق في الطعن ان شكك فى النتائج المتحصل عليها. أما بخصوص المعزولين لاسباب سياسية أو فكرية أو عقائدية في فترة النظام السابق كانت وزارة التربية قد قررت ارجاع كل من تمتعوا بعفو تشريعي عام الى سالف عملهم. وتم الى حد الان اعادة عمل كل المعزولين على خلفية احداث الحوض المنجمي (أستاذة و4 معلمين) فيما تواصل وزارة التربية حاليا دراسة المطالب التى وردت عليها والتى يفوق عددها 500 مطلب على ان يتم اعادة الحقوق الى جميع المعنيين دون استثناء او اقصاء (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 مارس 2011)
تونس ترفض أعمال العنف في صنعاء وتدعو إلى حقن الدماء
تونس, تونس, 18 (UPI) — أعربت تونس عن رفضها القاطع لأعمال العنف في اليمن،ودعت جميع الأطراف اليمنية إلى وقف ما وصفته بالنزيف الخطير الذي يهدد أمن وإستقرار البلاد. وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان وزعته مساء اليوم الجمعة إن « تونس تتابع ببالغ الإنشغال التدهور الخطير للأوضاع في اليمن والخسائر البشرية الجسيمة التي يتعرض لها الشعب اليمني ». وأعربت عن « حزنها الشديد ورفضها القاطع لأعمال العنف التي استهدفت المدنيين العزل في مدينة صنعاء وأدت إلى مقتل العشرات وجرح أعداد كبيرة منهم ». وأهابت الوزارة في هذا السياق » بالسلطات اليمنية وبكافة الفعاليات السياسية والشعبية ومكونات المجتمع المدني في اليمن أن تعمل فورا على إيقاف هذا النزيف الخطير الذي يهدد أمنه وإستقراره وفتح المجال لحل سياسي سلمي يحترم إرادة الشعب اليمني ويحقن دماءه ويحفظ وحدته ومكاسبه الوطنية وتماسكه المجتمعي ». يشار الى ان أكثر من 40 شخصا من المحتجين قتلوا اليوم في ساحة التغيير بجامعة صنعاء فيما أصيب نحو 200 بجروح، ما دفع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى إعلان حالة الطوارئ.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 18 مارس 2011)
جمهورية «نسمة» العظمــى !!؟
المدوّنة التونسية آمنة بن جمعة تلقت دعوة من السفارة الأمريكية بتونس لحضور ندوة تلفزية تواجه فيها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عددا من الصحفيين والمدونين التونسيين وذلك بمناسبة الزيارة التي تؤديها لبلادنا. الندوة التي عبرت الحدود الوطنية لقناتينا التلفزيتين الوطنيتين لتستقر بقدرة قادر في ستوديو قناة «نسمة» الخاصة، حرص الجانب الأمريكي على انتقاء ضيوفها بدقة حيث لم يستقدم لها إلاّ من كان له إشعاع وفي العالم الاتصالي باع وذراع، وأساسا من الشباب ومن أشد منتقدي السياسات الأمريكية بأسا. لكن مدوّنتنا المعروفة بنقدها الليزري اللاذع وجدت نفسها ممنوعة من صعود الحافلة التي كانت ستقل الضيوف الى مقر القناة، ذلك أن أصحابها وضعوا فيتو على مشاركتها دون تقديم أيّ تبرير. ولم يكن أمام الخارجية الأمريكية وسفارتها في تونس إلاّ الانصياع الى إرادة أصحاب «نسمة»!؟ في المقابل عجزت حكومتنا المؤقتة الموقرة عن توفير أدنى شروط الحماية والكرامة الوطنية للصحفيين التونسيين الذين تحولوا لتغطية الندوة الصحفية للسيدة كلينتون في مقر وزارة الخارجية التونسية. فقد فوجئ صحفيو تونس الثورة، تونس الحرية والكرامة، بعناصر أمن أمريكيين مصحوبين بكلاب يتجرأون على محاولة تفتيشهم وهو ما رفضوه بشدة مصرّين على أنهم يرفضون أن تنتهك سيادة بلدهم الشامخ المنتصر وحرمتهم وهي جزء منها. ولم يغير ذلك في شيء من سلوك ضيوفهم، حيث تواصلت المشاحنات في قاعة الندوة نظرا للإصرار على إجلاس الصحفيين التونسيين في المقاعد الخلفية وإفساح الأماكن الأمامية لنظرائهم من الضيوف المبجلين?!؟ وبعد أكثر من ساعتين من الانتظار والجدل، علم الحضور بتغيير مكان الندوة الى القصبة!؟ تصوروا حكومة بكل أجهزتها وهيلمانها تعجز عن فرض إرادتها في تسخير أمننا الوطني لحماية مقر سيادي وضمان كرامة صحفيين تونسيين لم يسعوا الى غير القيام بواجبهم المهني من جهة، وقناة تلفزية خاصة تمكنت في المقابل من فرض إرادتها على أقوى قوة في العالم وتحديد مَن مِن ضيوفها يمكنه التواصل معها ومن لا يمكنه ذلك!! بعد أن احتلت موقعا أثيرا ومؤثرا في بؤرة الحكم بقصر الحكومةبالقصبة بفضل الخبرات «الاتصالية» التي وضعتها على ذمة الوزير الأول المؤقت وهو المدين لها بمنصبه. رجاء لا تتحدثوا الآن عن عصر الثورة… فأنتم تعيشون عصر جمهورية «نسمة» العظمى!!؟ زياد الهاني افتتاحية جريدة « الصحافة » ليوم الجمعة 18 مارس 2011
غراب يرشد قابيل إلى كيفية الدفن، ماذا لو…؟؟
الناصر الهاني تتهافت الشخصيات الاعتبارية والدبلوماسية إلى زيارة تونس هذه الأيام . ولعل جلهم كان من الغرب الأروبي وثلة من الأمريكان . فبعد فيلتمان، وبيرنز ، وجون ماكين وجوزيف ليبرمان ، تزورنا كلينتون . ويبدو أن جزءا من الشارع قال كلمته . والغريب أننا لم نشهد الذين ندّدوا بزيارة يوسف القرضاوي في مناسبة تتبناها الأيسيسكو لما اعتمدت القيروان عاصمة إسلامية . ولو خرج هؤلاء بالأمس لأمكن لنا أن نقول إن الجمع محايد ، وهم كزيتونة لا شرقية ولا غربية . فها هم لا يريدون غيبيّا ولا يريدون وضعيّا وهم وسط ولهم آراؤهم . وساعتها نعتز بثباتهم في تربة وطنهم وتمسكهم ببصمتهم دون الانجذاب إلى أية جهة . لكن العشق فَضَّاحٌ والهوى غلاَّبٌ و »الطْبِيعَة تغلب الرْبَايَة » . ولعل الظرف الذي هندسته الحكومة المؤقتة شوّش الرؤية تشويشا مدروسا ومقصودا . إذ تمكنت من كشف تركيبة « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي » ، ليتزامن ذلك مع زيارة السيدة هيلاري , فيهتم المنشغلون بالكعكة ، وتسقط المواقف من ربيبة البيت الأبيض ، وتمر الزيارة بسلام . وهذا ما كان . وهذا التداخل يحتم علينا تفكيك المشهد أولا للتبسيط . ومن ثمة يعاد التركيب والترتيب . والحال أن المشهد مركب بطبعه.
أولا : علوية الهيئة : جاءت هذه التركيبة مرمزة من حيث العدد : فأن تتكون من 12لممثلي الأحزاب ، و15للهيئات والمنظمات ومكونات المجتمع المدني ، و42 شخصية وطنية . وتكون المحصلة 69، ويقرأ الرقم كذلك : 27 مقابل 42. وإن كان عدد ممثلي الطرفين السابقين يثير التساؤل ، فإن تمثيلية الشخصيات الوطنية هو الإشكال الأكبر . فلم أعطي الزخم كله لهذه الشريحة ؟! أم أن من عيّنهم ينتظر التصويت ، وضمان الأغلبية. ودون القدح في هؤلاء الناس يطرح السؤال التالي : من تمثل هذه الشريحة ؟ فجلها من مخبر الإسلاميات التطبيقية . فهل نحن الآن بصدد قراءة نص تراثي ؟؟ وإن كان الأمر كذلك ، لم غاب نصر حامد أبوزيد ، ومحمد أركون ، وسلوى الشرفي ، ورجاء بن سلامة ، وعبد الله العروي حتى يكون مشغلا جامعيا بامتياز!!! وهذا الموقف ليس صادرا من رؤية الإيديولوجيا ، بل من فهمي لطبيعة عملهم ، اتفقنا معهم أم اختلفنا . فما سر تنصيبهم؟؟والحال أن جلهم من مدرسة واحدة . مع التأكيد على احترام مباحث هؤلاء ، وتوجهاتهم الفكرية . فتمثيلية هذه الهيئة في شق الشخصيات الوطنية يبدو وكأننا أمام ندوة أكاديمية فكرية تسعى إلى أن تغطي كل ألوان الطيف الفكري لليسار التونسي دون غيره . مع ندرة الاستثناءات . فبم يفسر المنصبون هذا ؟؟ وهذه الشخصيات لوتوزعت جغرافيا بحسب تركيبتها ، نرى أن جلها لا تتجاوز حدود العاصمة والساحل . فأين بقية الجهات المنكوبة؟ وهنا ستنطلق الألسنة بأنني جهوي قديم من عهد العكري . صحيح ما يقال . لكنني لا أدافع عن جهة بعينها ، بل أقصد الرغبة في أن تشمل القائمة كل الجهات . ثم من جهة أخرى نرى أن القائمة الأخيرة تكرر ما سبق ، وأن ما شملته منظمات المجتمع المدني ، أو الهيئات والمنظمات ( كالمحامين والإتحاد العام التونسي للشغل أو النساء الديموقراطيات) – والحال أن عائلة بن عاشور وحدها مثلها فردان : رئيس ورئيسة جمعية – فبم يفسر هذا التكرار والإعادة ؟ وإن كان الأمر كذلك ، فلم لم نجد تمثيلية منفصلة للفلاحين ، والتعليم ؟ أم أن المجتمع التونسي كله ثقفوت ، وشوارعه منابر ، وساحاته كلها « أغورا » للفكر وتفصيلاته!! ثم هؤلاء المثقفون الذين اعتبروا شخصيات وطنية – مع احترام ذواتهم – هل كانوا أيام الثورة في الشوارع ، أم سارعوا قبل أن تحتدم إلى شبابيك الصرف الآلي بجدران البنوك لسحب ما يحمون به أنفسهم من ضوضاء الشارع ولغط الرعاع ؟؟ ثم ألم يكن بعضهم مع السيد الرئيس لرفع التحديات وقد رفعوها فعلا!! ومن ناحية رئاستها ، يبدو أن الجماعة متشبثة بالسيد عياض بن عاشور ، ومستميتة مع القول إن الرجل مفكر وشريف وصادق ورفض العمل مع بن علي لصدق مبادئه . لكنه يسقط بين الفينة والأخرى في البوح بما يريد . والحال أن الحيادية يجب أن تكون مفروضة عليه . لأنه مكلف بعمل سيخضع للتشاور والنقاش . فأن يقترح نظاما معينا ، أو يبين ميله لريجيم معين ، فتلك هي الطامة . هذا بالنسبة إلى تركيبتها الحالية ، والتي خلت من تمثيلية الشباب ، والمرأة الريفية ، وحضور النفس المديني ، دون اعتبار أن الريف مكون أساسي . والثورة قامت لرفع الغبن . وإلى الآن لم نر موقفا صريحا للأحزاب التي تقول أنها منحازة للشعب ، هذا من ناحية الهيئة فما حال الزيارة؟
ثانيا : ما تعلق بزيارة السيدة كلينتون ، وجب أن نقول إن كل دولة تحتاج إلى الانفتاح على محيطها الإقليمي والقاري والدولي . ونحن لسنا ضد التعاون من حيث المبدأ. بل بالعكس تونس في أمسّ الحاجة إلى من يساعدها ويتعاون معها. بل الاعتراض يخصّ الشخصية التي تمثل الإدارة الأمريكية . مع التمييز الواضح بين الموقف من السياسة والشعب . علما وأن إدارة أوباما كان موقفها من أحداث تونس أفضل من غيره . فكلينتون هي من تهندس مأساة الشعب الفلسطيني منذ مدة . وهي من تسهر على أمن الكيان الصهيوني دون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني . وهي من تشرف على عمليات إبادة الأبرياء بباكستان وأفغانستان . قد يقول « المعتدلون » هم يستحقون جزاء إرهابهم . فنقول لهم إن حرية الإنسان وحقوقه كلية لا تتجزأ ، وحتى من أجرم فالقانون يقتص منه دون غيره . ولكن هيلاري حولت المحاكم إلى طائرات دون طيارين . وهذه هي شرعة الغالب على المغلوب . فأين الأصوات التي توضح هذه المظالم دون النظر إلى معتقد الإنسان ؟ وإن كانت أمريكا حازمة في هذا الأمر، فلم لا تحارب العنصرية البيضاء بكل ولاياتها ؟ ولم لا تحارب روسيا القوزاق المتطرفين وفرنسا جبهة العنصريين المناوئة للمهاجرين وكل الحركات العنصرية المتطرفة في هولندا وأوروبا ؟؟ أم أن تقدميينا لا يرون إلا بعين واحدة ، مع الاتفاق أولا أن كل تفريق مرفوض ، وكل تعصب مردود . فأين هم من سيدة الخارجية الأمريكية ؟ ولم لم نسمع أصواتهم ؟! هذا من ناحية الذين ملؤوا الدنيا عويلا للائكيات مزعومة وعَلمانيات لا يفقهون منها إلا الغرائزية المتحللة والعداء لمعتقد الناس هويتهم . علما وأن هذه الأصوات هي نفسها التي كانت تتمتع بالأمن والأمان كما تقول « صوفية صادق » في زمن بن علي ، وقبله بورقيبة ، وفرنسا قبل الكل . فالبعض يسير في الركب لا يفقه مما يدّعي إلا حرية العلائق و »التبزنيس » في مفهومه العاطفي لا التجاري المالي . ولكنهم مع هيلاري بلعوا ألسنتهم . ومن طيبتها لم تحرمهم من وجهها الصبوح . إذ أنها زارت نصب الجندي المجهول « قناة نسمة » . فما السر في هذا الصندوق العجيب دون غيره من الصناديق الموجودة ببلادنا؟؟؟
وما دمنا نتحدث عن الإعلام وجب أن نتحدث عن الصحافيين الذين انتظروا كثيرا لكنها لم تشرفهم بحضورها . علما وأن البعض جهز حاله ، وتمنى حلم العمر، وبعضهم استلف حذاء لامعا ليظهر بمظهر أنيق لا ليضرب به كـ « منتصر الزيدي ». مع أنني لا أوافقه الرأي فيما فعل . ومن إعلامياتنا من أنفقت نصف مرتبها لتصفيف شعرها حتى تظهر تقدميتها أمام سيدة الخارجية الأمريكية . فلم كل هذا التهافت ؟ ولِمَ نمحو ذواتنا ونصغرها ونجعلها قرابين على مذابح من يعتبروننا أنصاف بشر!!!
أما بخصوص قناة « نسمة » فهي قد خصتها بزيارة عفوية ، لأن الثورة كذلك عفوية . خصوصا وأن هذه القناة تمثل نبض الشارع منذ أن عرضت الفيلم ذا البطولة الصهيونية، الذي تحدث عن حياة صدام حسين . وهي كذلك تلتصق بهموم الشارع بكل تفاصيلها : فرعاة الإبل في قبلي ، وتجار الشنطة في أسواقنا الأسبوعية ، ومنانة الأرملة ، وبوزيان الهجال وبوجمعة الحفيان كلهم ناشدوها أن تتحدث يوميا عن اللائكية وفصل الدين عن الدولة . لأن الدولة امتلات بالطاقة والدين « شارجار » قديم ويستهلك الطاقة كثيرا ، وصرنا لا نحتاجه. وبهذا تكون هذه القناة قد قتلت في زعمها تاريخا مقبولا ، وبهذا تصبح هي « قابيل » والهوية المستهدفة « هابيل » وعجزت على أن تواري سوأة أخيها فمر الغراب ليبيّن كيفية الدفن . وبذلك يبدأ طقس الدفن الأول بعد الثورة كبداية لتاريخ جديد تدشنه حفيدة جورج واشنطن وابنة « الكاوبوي » الفانطازي.
وقبل أن أنهي أقول: – ماذا لوكان الزائر:عربيا مسلما مفكرا معروفا بصلاحه وفكره هلا تنتصب له « ديموقراطياتنا » انتصابا ؟؟
– ماذا لو أن الذي فتشهم بكلابه كان من أبناء جلدتهم ماالذي سيحدث – ماذا لووعدهم زعيم حزب ثم لم يحضر بسبب طارئ وقاهر فماذا تكون ردودهم؟؟ – ماذا لو أن الزيارة كانت لمقهور من غزة جاء يستجدي عطفا للقدس هل سيلتفتون إليه؟ مساء 18/3/2011م
محاربو الهوية يقررون مستقبل تونس: نموذج هيئة تحقيق أهداف الثورة
فوزي مسعود www.MyPortail.com إنه لأمر غريب فعلا ما يحصل بتونس، لايكفي أن يقع السكوت على من جاهر بمحاربة الإسلام، بل إنه يقع تعيين هؤلاء كأوصياء على مستقبل تونس، من خلال لجان ستقرر القوانين والتشريعات المستقبلية. إنه لأمر يثير التساؤلات حقا، حيث لايكفي أن يغض الطرف عمن سخر وقته وجهده فأنشأ الجمعيات المسفهة للإسلام والرافضة له، وتحالف لأجل ذلك مع أطراف أجنبية مولته تارة ومنحته الجوائز تارة أخرى، لايكفي ذلك بل يقع مجازات هؤلاء بتعيينهم أعضاء ب »الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة » (1)، بل وإنه يقع منحهم صلاحيات أكثر من أي طرف تونسي آخر، حيث تساوي قوة تمثيل جمعية النساء الديموقراطيات لوحدها قوة جمعية القضاة والهيئة الوطنية للمحامين ونقابة الصحافيين و الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة مجتمعين كلهم، حيث مثلت النساء الديموقراطيات أربع مرات مرة كجمعية وثلاث مرات من خلال بند الشخصيات الوطنية، بل وتوجد جمعية نسوية أخرى مشابهة لها ممثلة أيضا. ولو عدّدنا الرموز المعروفة برفضها للإسلام ومحاربتها له، فإنها تكاد تتجاوز النصف من عديد اللجنة المعنية، فبالإضافة للنساء الديموقراطيات، فإن هذه اللجنة تحوي ثلة أخرى خطيرة من الرموز اليسارية المتطرفة التي عرفت بمحاربتها للإسلام بتونس، كل من منصبه، أساتذة جامعيون، عاملون بالفن والأدب كما يقولون، منظمات مدنية وغيرها. إن مايقع بتونس مثير لحد الشبهة، أن يقع تتبع ومحاسبة مسئولي النظام السابق، بحيث لم يسلم الوزراء وحزب التجمع نفسه، ويقع طردهم من مسؤولياتهم، ويحالون على المحاكم، في حين لايقع مجرد المساس بشراذم كانت أشد الأطراف أذية للتونسيين، وأكثرهم تحالفا مع النظام السابق، بل إن هؤلاء يعلى من شأنهم، بل إنهم ليجازون فيعينون كأوصياء على مستقبل تونس. إذا كان مسؤولو النظام السابق يحاسبون لسرقتهم الأموال، فلماذا لايحاسب من سرق عقيدة البلاد فأعد الدراسات وأنتج الأفلام لضربها، أو استغل منصبه الجامعي للتشكيك في الإسلام؟ فأيها أخطر أن يقع سرقة أموال التونسيين أم يقع سرقة عقيدتهم ولغتهم؟ فضلا على أن يصور هؤلاء كقدوات لها الحق أن تقرر مستقبل تونس. إذا كان مسئولو النظام السابق يحاسبون لأنهم أضروا بالتونسيين، فلماذا لايحاسب بالمثل من جاهر بدعم إرهاب النظام السابق ضد التونسيين، أولم يقف هؤلاء مع تنكيل بن علي بالآلاف لأن ذلك يدعم أفكارهم. فكيف يعتبر هؤلاء رغم ذلك شخصيات وطنية طبيعية لها الحق بتحديد مستقبل تونس؟ لماذا لايحاسب من كان الذراع الفكري لبن علي والمنظر لإرهابه ضد الآلاف من الأبرياء من النساء والشباب بل والأطفال، أولم يطالب « نساء ديموقراطيات » من النظام البائد أن يشدد عمليات الاقتلاع الثقافي، حيث قالت إحداهن في ما معناه: إن نجاح الحرب الأمنية ضد الإسلاميين لا يكفي، بل يجب أن تستتبعها حرب ضد أفكارهم. فكيف يستدعى هؤلاء رغم ذلك كأطراف طبيعية لوضع أسس التشريع لتونس المستقبل؟ أليس هؤلاء شركاء في جرائم قتل وتشريد الآلاف من التونسيين؟ أليس هؤلاء شركاء من حيث أنهم محرضون بل ومبررون لعمليات الإرهاب تلك؟ فكيف يستدعون رغم ذلك كأطراف طبيعية لمراقبة مستقبل تونس؟ فليستدعى السرياطي إذن لهذه اللجنة. إذا كانت الشعوب السوية ومنهم التونسيون تحرم التعامل مع الأجنبي ضد بلدانها، وتعتبر من يفعل ذلك خائنا وتصدر الأحكام العالية ضده، فلماذا يستثنى من يتعامل مع الأطراف الأجنبية لضرب عقيدة التونسيين، فيعد الدراسات المحاربة للإسلام الممولة من أطراف الأجنبية، وينتج الأفلام المحاربة لثقافة التونسيين الممولة من منظمات وسفارات أجنبية، ويحورون البرامج التعليمية بحيث يقع إلحاقها بفرنسا؟ فضلا على أن يصور هؤلاء كشخصيات وطنية لها الحق أن تكون مستأمنة على التشريع لمستقبل تونس. إذا كان لسبب ما يصعب في الوقت الحالي محاكمة هؤلاء المتعدين على هوية التونسيين، أولم يكن من الأليق على الأقل أن لايقع دعوتهم أساسا، لأن دعوتهم استفزاز للتونسيين. إذا كان لسبب ما يصعب في الوقت الحالي محاسبة من أجرم في حق الإسلام وحاربه، أولم يكن من دواعي احترام هذا الشعب الأبي، أن لا يقع الالتفات لهؤلاء، فضلا على أن يقع دعوتهم لأي لجنة، فضلا على أن يمثلوا كأقوى طرف. على التونسيين أن يحددوا الخطوط الحمر التونسيون أثبتوا للعالم أنهم قدوة إذ اقتلعوا أعتى الانظمة المتسلطة، وليس يفهم كيف يعجز هؤلاء التونسيون أمام بقايا ذلك النظام، ممثلة في أذرعه الثقافية والفكرية؟ التونسيون قرروا أن من أخطأ في حقهم زمن النظام السابق، فإن مكانه يجب أن يكون غرفات التحقيق وعنابر السجون، لم يستثنى من ذلك كبار الوزراء، ولا يفهم كيف يستثنى من هذا المصير من سجله ملوث بجرائم أين منها سرقة مال أو اعتداء على شخص؟ لا يفهم كيف يستثنى من هذا المصير من حرض على ضرب وتشريد الآلاف من التونسيين لأنهم يخالفونه الفكر؟ لا يفهم كيف يستثنى من هذا المصير من عمل لسنوات مع أطراف أجنبية لمحاربة الإسلام؟ لايفهم كيف يستثنى من هذا المصير من تلقى الأموال الأجنبية لإنتاج الأفلام المشبوهة المدمرة لهوية البلاد؟ لا يفهم كيف يستثنى من هذا المصير من استغل منصبه العلمي بالجامعات لفرض رؤيته الفكرية المحاربة للإسلام، بل وإنهم ليعينون كقيّمين على مستقبل تونس؟ على التونسيين أن يحددوا خطوطهم الحمر في وجه عصابات الإلحاق الثقافي، على التونسيين أن تكون خطوطهم الحمراء هي هويتهم ممثلة في دينهم ولغتهم. على التونسيين أن يبرهنوا فعلا أن من يتجاوز خطوطهم الحمر، فإن مصيره التدمير المعنوي السياسي والجمعياتي، ولن يكون هذا التحذير فعالا إلا بإنجاز ذلك التهديد واقعا. على التونسيين أن يحركوا قواهم ضد هؤلاء، يجب أن تفعّل خطب الجمعة نصرة لدين الله في تونس، يجب أن تنظم المسيرات المكثفة ضد هؤلاء، يجب أن تطلق مواقع الويب وأن تؤسس الجمعيات في هذا الاتجاه، يجب أن يقع الانتفاض ضد وسائل الإعلام التونسية المشبوهة المخترقة من قبل هذه الشراذم، كما يجب أن تقدم قضايا ضد هؤلاء لإجرامهم في حق التونسيين وتحالفهم مع النظام السابق. يجب أن نجعل حياة من يفكر في التجرؤ على استبعاد الإسلام من تونس، جحيما، فضلا على أن يجاهر بذلك، فضلا على أن يقع تقديم هؤلاء على العموم كشخصيات وطنية. ————– (1) – من حيث الصيغة، هذه اللجنة لاشرعية لها، إذ بأي حق يعطي احدهم لنفسه تكوين اللجان واختيار الأعضاء، ولماذا اختار هؤلاء دون غيرهم. ثم إن الغريب أن حزب العمال الشيوعي اعترض على هذه اللجنة من حيث طريقة تكوينها، بينما حركة النهضة الإسلامية لم تعترض لا من حيث طريقة التكوين ولامبدئيا بما أن جل عناصرها متطرفون يساريون.
بيــــــــــان 16 مارس 2011
حذار من انتكاس الثورة في ليبيا
تحاول مرتزقة القذافي بسط سيطرتها على العاصمة طرابلس وتواصل هجماتها على مواقع الثوار دون تجنب المدنيين العزّل الذين يسقطون يوميا بالعشرات بل بالمئات. لم تتوقف هذه القوات عند هذا الحد بل جرفت العديد من القبور لضحايا العدوان ممن دفنوا في ميدان الشهداء في مدينة الزاوية القريبة من العاصمة. أيها الزملاء…أيتها الزميلات إن المعارضة الليبية جزء من شعبنا العربي في ليبيا، لا يجب أن يتمكن المجرم القذافي من النجاح في إبادته و إخماد ثورة الأحرار ومساندة الثورة في ليبيا ينقذ المنطقة من هزات سياسية وتوترات إقليمية تمثل حتما خطرا على الديمقراطيات الناشئة في تونس ومصر. أيها الزملاء…أيتها الزميلات إن مناورات الأمريكيين والأوروبيين وعملياتهم الحسابية في علاقة بثروة ليبيا النفطية وصمتهم المريب أمام المجازر التي يرتكبها نظام القذافي الذي فقد شرعيته منذ اقترف جرائم ضد أبناء شعبنا في ليبيا لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء لم يحصلوا على تنازلات من المعارضة الليبية الشريفة الممثلة في المجلس الوطني الانتقالي. « إن الغرب لا يقبل غير الأقوياء والقوة ستستخدم إلى حد الحرب الأهلية ضد الشعب » هذه الكلمات التي جاءت على لسان أحد أبناء السفاح القذافي تجعل المشهد الليبي واضحا خاصة أنها تأتي بعد تجميد الموقف الأمريكي القاضي بفرض الحضر الجوي. أيها الزملاء…أيتها الزميلات إن الثوار في ليبيا المتحررة اعتقلوا جنودا بريطانيين في شرق ليبيا لما قاموا بعملية إنزال دو علم الحكومة الحرة « لمساعدة » الثوار حسب زعمهم فكان الدرس واضحا، إن ليبيا لن تفرط في سيادتها ونحن قادرون على دحر الديكتاتورية دون تدخل الامبريالية . أيها الزملاء…أيتها الزميلات إن العالم يبحث عن مصالحه في ليبيا فلا للتعويل على أمريكا والغرب. لماذا لا تعلن ثورة العرب في مصر وتونس عن دعمها للثوار وكل من يقاتل في سبيل حرية ليبيا وتدعوا إلى تشكيل فصائل للمساندة وفرض حضر جوي وبحري عربي على لبيا حتى تمنع الطاغية من المضي قدما في مؤامرته ضد شعبنا في ليبيا. سيساهم ذلك حتما في حقن دماء الأبرياء والإطاحة بقلعة من قلاع الاستبداد والفساد. عاشت نضالات شعبنا في ليبيا عاش الاتحاد العام التونسي للشغل النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت
« إقامة أنظمة مستقرة وديمقراطية في بلدان شمال إفريقيا في مصلحة الجميع »
بقلم : محمد شريف- swissinfo.ch تتابع سويسرا باهتمام بالغ التطورات الجارية في العالم العربي جراء الإنتفاضات الشعبية المتتالية. ولمعرفة طبيعة مساهمة برن المحتملة في المراحل الإنتقالية في هذه البلدان، والقطاعات التي تحظى بالأولوية لديها، استجوبت swissinfo.ch السفير جون دانيال روخ، المبعوث الخاص لسويسرا إلى منطقة الشرق الأوسط في حوار خاص. تولى السفير جون دانيال روخ منصب مبعوث خاص لسويسرا إلى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2008. وبحكم وظيفته، يعتبر من المتابعين عن كثب لما تشهده منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط من تقلبات منذ الثورة التونسية والمصرية والإنتفاضة الحالية في ليبيا. وفي رده الكتابي على التساؤلات التي طرحت عليه، أورد بعض تفاصيل ما تنوي سويسرا الإسهام به في المراحل الإنتقالية لهذه الثورات سواء على المستوى الإنساني أو على مستوى المساعدة القضائية من أجل استعادة الأموال المجمدة أو للإسهام في بناء أسس نظم ديمقراطية قائمة على قوة القانون واستقلال القضاء swissinfo.ch: في سياق رد فعلها على ثورات الشعوب في العالم العربي، أعلنت الحكومة السويسرية عن نيتها في تعزيز الالتزام الحالي لسويسرا تجاه بلدان المنطقة. ما هي المحاور التي ستحظى بالأولوية لديكم؟ السفير جون دانيال روخ: يجب أن نركز أولا على الأوضاع الطارئة المتمثلة في المساعدة الإنسانية. أما في الأشهر القادمة، فسنولي العناية لتحضير الإنتخابات والإصلاحات الدستورية. كما أن حرية الصحافة تعتبر ذات أهمية قصوى. وبمجرد قيام الحكومات ذات الشرعية الديمقراطية في تونس ومصر، سيتطلب منها الاهتمام بالتحديات الكبرى الإجتماعية منها والإقتصادية وبإصلاح المؤسسات. هذه الشعوب التي عانت لعدة عقود من أنظمة دكتاتورية، لها طموحات في بناء أنظمة ديمقراطية ذات مصداقية. ما الذي يمكن أن تسهم به سويسرا في هذا المجال؟ السفير جون دانيال روخ: لسويسرا خبرة في العديد من الميادين مثل تنظيم الانتخابات، أو المجال الإعلامي، أو في إصلاح السياسات الأمنية. ونحن مستعدون بالطبع لتقديم هذه الخبرة ولكن بدون فرضها على الغير لأن من محاسن هذه الثورات التونسية والمصرية أن الذين قاموا بها هم المدنيون. وهؤلاء هم الذين عليهم الإشراف على الإصلاحات المطلوبة وليس جهات خارجية. تعرف الأوضاع في ليبيا بعض التعقيد، وتتحول شيئا فشيئا الى أزمة إنسانية سواء في داخل البلد أو على الحدود مع مصر وتونس. ما طبيعة المساهمة الإنسانية التي قد تقوم بها سويسرا وفي أية قطاعات ؟ السفير جون دانيال روخ: تقوم سويسرا بالفعل بعمل هام على المستوى الإنساني على الحدود الليبية المصرية. وفي المرحلة الحالية وبحكم تدهور الأوضاع الأمنية، لا يمكننا القيام بأكثر من ذلك على الميدان. وبالفعل هناك تقارير مفزعة تتداول حول وجود حملة قمع مروعة مصحوبة بتجاوزات وانتهاكات خطيرة: كالإعدامات الجماعية، والإغتصاب، وعمليات الإختفاء. ولا يجب أن تبقى كل هذه الإنتهاكات بدون محاكمة او عقاب. ومن الواجب دعم التحقيق الذي أمر به المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بطلب من مجلس الأمن الدولي. هل مازال لديكم توجه لإقامة مكتب لوكالة التنمية والتعاون السويسرية في مدينة بنغازي. وهل يعني ذلك اعترافا دبلوماسيا أم إجراء تمليه الظروف الإنسانية؟ السفير جون دانيال روخ: هذا الإجراء هو بالطبع إجراء إنساني، ولا يمكن أن ينجز إلا إذا أخذنا بعين الإعتبار التدابير الأمنية. إذ تخطط أوساط المساعدات الإنسانية التابعة للكنفدرالية السويسرية لتوزيع المساعدات الطبية لحوالي عشرة آلاف شخص لفترة تمتد لحوالي 3 أشهر في مستشفيات ومصحات بنغازي. وللقيام بذلك تعتمد على أناس لها فيهم ثقة كبرى في بنغازي. ولا يمكن الشروع في توزيع المساعدات الطبية إلا إذا سمحت الأوضاع الأمنية بالوصول الى المنشآت الطبية. هذه الدول (مصر وتونس) في حاجة إلى مساعدة في المجال القضائي لاستعادة الأموال المجمدة في البنوك السويسرية، وفي الخارج عموما، والتي تملكها شخصيات مقربة من الأنظمة المخلوعة. وبعد أن قامت سويسرا بالخطوة الأولى بتجميدها، ما الذي يمكن أن تقدمه كمساعدة في المراحل القادمة؟ السفير جون دانيال روخ: بعد قيامها على وجه السرعة بتجميد هذه الأموال، من مصلحة سويسرا أن يتم التعرف على من يحق لهم الإستفادة من هذه الأموال المجمدة. وهذا التعرف يجب أن يتم بسرعة عن طريق إجراءات توفي بمتطلبات القوانين التي تقضي بإعادة الأموال المختلسة. وسويسرا مستعدة لتقديم المساعدة إلى الدول المعنية. وقد قدمت كل من مصر وتونس طلبات للمساعدة القضائية لسويسرا. وهناك اتصالات بين الطرفين لتحديد طبيعة المساعدة المرغوب فيها. ما هي التكلفة العادية أو الإستثنائية التي ستخصصها سويسرا لهذه العمليات؟ السفير جون دانيال روخ: نحن على استعداد لتخصيص 11 مليون فرنك هذا العام لدعم مرحلة الإنتقال الديمقراطي في كل من مصر وتونس. ولكن حجم المبالغ المخصصة ستتحدد وفقا لتطور الأوضاع وحسب ما نتوصل به من طلبات من الميدان. هناك مجالات أخرى تسترعي اهتمام سويسرا سواء في قطاع الطاقة أو في القطاع الاقتصادي.ولكن بعض الأطراف اليمينية تلوح بخطر توافد موجات عارمة من المهاجرين. هل هناك بالفعل خطر من هذا القبيل؟ السفير جون دانيال روخ: لا يجب لا المبالغة ولا التغاضي عن هذا الخطر. هناك تعاون وثيق بين سويسرا والاتحاد الأوروبي في إطار برنامج « فرونتيكس »، كما أن برن اتخذت إجراءات إضافية. ولكل أزمة مخاطرها وفرصها السانحة. لكن سياستنا تتمثل في الإحتياط للمخاطر واستغلال الفرص السانحة. لكن بناء أنظمة مستقرة وديمقراطية في بلدان شمال إفريقيا هي في مصلحة الجميع. سبق أن أعلنت ممثليتا ليبيا في كل من جنيف وبرن انضمام موظفيها إلى الثوار. فهل ستعترف وزارة الخارجية بهما كممثليات للشعب الليبي؟ وهل هناك اتصال بالدبلوماسيين المتواجدين فيهما؟ السفير جون دانيال روخ: تعترف سويسرا بالدول وليس بالحكومات. وقد تقابلت رئيسة الكنفدرالية الأسبوع الماضي مع السيد جبريل أحد أقطاب المعارضة لنظام القذافي. وقد أخذنا علما بالتحولات الجارية في البعثات الدبلوماسية الليبية في برن وجنيف. ولا شيء يحول دون مواصلة الإتصال بها. محمد شريف- swissinfo.ch (المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 19 مارس 2011)
بموافقة واشنطن التي ترفض التدخل المباشر مصر تبدأ تسليح الثوار الليبيين
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن مصر بدأت شحن الأسلحة للثوار الليبيين بعلم واشنطن، مشيرة إلى أنها استقت هذه المعلومات من أحد أعضاء المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، ومن مسؤولين أميركيين. واعتبرت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد شحن أسلحة تتكون من الأسلحة الخفيفة والذخيرة من حكومة أجنبية للثوار الليبيين الذين تعرضوا لنكسات ميدانية الأيام الأخيرة أمام قوات القذافي. وقالت أيضا إن هذه الأسلحة تُعد مؤشرا قويا على أن بعض الدول العربية تستجيب لنداءات غربية بأخذ المبادرة في جهود التدخل لمساندة معارضي القذافي. وكانت واشنطن ودول غربية أخرى قد عبرت عن خيبتها من عدم استعداد الدول العربية لحل المشاكل الإقليمية، وانتقدت محاولات الدول الغربية التدخل لحل هذه المشاكل. وأوضحت وول ستريت جورنال أن هذه الشحنة تأتي بعد تحرك دبلوماسي عربي، حيث تم التصويت بالجامعة العربية على طلب فرض حظر جوي على ليبيا. غطاء سياسي ووفر التصويت غطاءً سياسيا هاما للقوى الغربية التي كانت مترددة في التدخل في غياب تفويض أممي وقبول إقليمي واسع. وقد وافق مجلس الأمن الليلة الماضية على قرار فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا يسمح بتنفيذ ضربات جوية لدعم معارضي القذافي. وداخل المجلس لعب لبنان دورا أساسيا في صياغة مشروع القرار الذي دعا لاتخاذ « كل الإجراءات الضرورية » لفرض حظر جوي فوق ليبيا، وقررت كل من قطر والإمارات المشاركة في دعم الحظر، كما صرح دبلوماسيون أمميون. وكان البيت الأبيض يمانع في الاستجابة لأصوات بالكونغرس تدعو لتسليح الثوار مباشرة، وحجته هي ضرورة معرفة الثوار أولا وما هي السياسة التي سينتهجونها بعد إسقاط القذافي. ويقول دبلوماسيون أميركيون إن بالمعارضة الليبية بعض العناصر الإسلامية، وتخشى واشنطن من أن عناصر إسلامية معادية لأميركا قد تستولي على القيادة وتستولي على أي أسلحة ترسلها واشنطن. ووفق مسؤول أميركي فقد بدأت شحنات السلاح من مصر الأيام القليلة الماضية، وأكد المسؤول عدم وجود أي سياسة أميركية رسمية تتعلق بالموضوع، لكن واشنطن تعلم به. ولم يتم الحصول على أي رد من الخارجية والناطق باسم رئاسة الوزراء بمصر، كما لم يتم التمكن من الاتصال بالمجلس العسكري لكن مسؤولا مصريا في واشنطن نفى علمه بشحنة الأسلحة. وقال مسؤولون أميركيون إن شحنة الأسلحة المصرية « صغيرة جدا، ومتأخرة جدا » لكي تُحدث تغييرا في ميزان القوى لصالح الثوار. وقال هاني السفلقي، وهو رجل أعمال ليبي بالقاهرة « إن المجلس العسكري المصري يساعدنا، لكنه لا يستطيع الظهور أكثر » ويلعب السفلقي دور قناة الاتصال بين الثوار الليبيين والمجلس العسكري بمصر منذ بدء المواجهات. وأضاف « الأسلحة تمر، لقد أعطى الأميركيون الضوء الأخضر للقاهرة بتقديم المساعدة، فالأميركيون لا يريدون التدخل المباشر، كما أن المصريين لا يريدون تقديم المساعدة بدون موافقة أميركية ». وقال مسؤولون غربيون وثوار إن واشنطن تريد تفادي الظهور بدور اللاعب الأساسي بأي عمل عسكري ضد القذافي، بعدما أثار غزوها أفغانستان والعراق غضب المسلمين. لكن واشنطن عبرت علنا عن رغبتها في إزاحة القذافي وأبدت استعدادها لمساعدة معارضيه. وكان ناطق باسم الثوار قد أكد وصول الأسلحة لكنه رفض كشف مصدرها. وقال مصطفى الغرياني « اللجنة العسكرية تشتري الأسلحة وتسلح شعبنا، الأسلحة تصل، ولكن طبيعتها وكميتها ومصدرها يبقى سرا ». وقال مسؤول أميركي إن القاهرة ترغب في بقاء نقل الأسلحة سرا. فمصر تحاول الظهور في صورة محايدة تجاه الثوار الليبيين، وامتنعت عن التصويت بالجامعة العربية لصالح قرار فرض حظر جوي على ليبيا.
المصدر:وول ستريت جورنال (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 مارس 2011)
المرتزق هو أي شخص يجرى تجنيده خصيصا -محليا أو في الخارج- ليقاتل في نزاع مسلح أو يشارك فعلا ومباشرة في الأعمال العدائية, هكذا ورد تعريف المرتزقة في الملحق الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف الموقعة عام 1949، والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة، وهي أول اتفاقية دولية تتناول بالتحديد موضوع المرتزقة. ويشمل التعريف أيضا كل شخص يحفزه أساسا إلى الاشتراك في الأعمال العدائية أو الرغبة في تحقيق مغنم شخصي، أو كل شخص ليس من رعايا طرف في النزاع ولا متوطنا بإقليم يسيطر عليه أحد أطراف النزاع أو ليس عضوا في القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع، أو ليس موفدا في مهمة رسمية من قبل دولة ليست طرفا في النزاع بوصفه عضواً في قواتها المسلحة. واعتمدت الأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 1989 الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، وجرمت كل مرتزق وكل من يقوم بتجنيد أو استخدام أو تمويل المرتزقة, كما حظرت على الدول تجنيدهم واستخدامهم، إذ لا يتمتع المرتزق بوضع المقاتل أو أسير الحرب. ويمكن اختصار التعريفات بالقول إن المرتزقة هم جنود مستأجرون ليحاربوا من أجل دولة أخرى غير دولهم، لتلبية مصالحهم الخاصة بهم بعيدا عن المصالح السياسية أو الإنسانية أو الأخلاقية. ظاهرة قديمة وبعكس ما يظنه البعض، فإن الارتزاق ظاهرة قديمة عٌرفت على مدى العصور الماضية، إذ استخدمت الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع عشر الميلادي المرتزقة لمساعدتها على القتال ضد الأتراك. وخلال القرن الماضي، استخدمتهم المخابرات المركزية الأميركية والشركات الأمنية الخاصة في حرب فيتنام. وتستخدم حاليا دول غربية المرتزقة لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية في أفريقيا وآسيا، ومن نماذج ذلك الشركات الأمنية في أفغانستان والعراق. وبرزت قضية المرتزقة على السطح بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة خاصة في العراق، الذي تعمل فيه نحو 60 شركة أمنية جميعها تعتمد على المرتزقة ويتقاضى أفرادها –الذين يتمتعون بالحصانة- رواتب عالية. جيوش الظل ويقدر الباحث باسل يوسف النيرب في كتابه « المرتزقة جيوش الظل » عدد المرتزقة الأجانب في العراق ما بين 15 و20 ألفا، تحت مسميات مختلفة مثل الشركات الأمنية والحماية وغيرها، منهم ما بين 5 و10 آلاف مرتزق من جنوب أفريقيا. وأضاف النيرب في كتابه الصادر عام 2008 أن عدد منظمات الارتزاق في العالم يزيد على 300 ألف منظمة. أما من حيث الحقوق فإن القوانين والاتفاقيات الدولية تفرق بين الجنود المحاربين الذي يتمتعون عند أسرهم بمعاملة أسرى الحرب، وبين الجنود غير المحاربين الذين لا يعاملون معاملة أسرى الحرب ولا يحق لهم الاشتراك في العمليات العسكرية، ومع ذلك فإن لهم حق المعاملة العادلة وفق قوانين الدولة المستهدفة. وأكثر ما يثير قلق المجتمع الدولي هو استخدام المرتزقة وسيلة لانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب المجازر والجرائم، وهو ما دفع كثيرين للمطالبة بمراقبة الشركات الأمنية وإخضاعها للمساءلة. مرتزقة ليبيا وسلطت الأزمة الليبية الضوء على ظاهرة الارتزاق بعد أن ترددت أنباء من مصادر مختلفة عن استخدام العقيد الليبي معمر القذافي مرتزقة أفارقة في هجومه على عدد من المدن الليبية. وكشف الثوار الليبيون أواخر فبراير/شباط الماضي عن استعانة القذافي بمرتزقة من جنسيات أجنبية مختلفة، مشيرين إلى جرائم وحشية قام بها هؤلاء المرتزقة في مختلف المناطق التي شهدت احتجاجات ضد المدنيين. وتحدث عضو محكمة الجنائية الدولية الهادي شلوف عن وجود نحو 50 ألفا من المرتزقة في طرابلس، وأن نحو 150 ألف مرتزق موجودون في الأراضي الليبية. وأكدت صحيفة ديلي نيشن الكينية وجود مرتزقة كينيين ضمن الجنود الأجانب الذين استدعاهم الزعيم الليبي لمساعدته في محاربة الثوار. وتواجه بعض الدول الأفريقية التي شهدت حروبا أهلية مشاكل تتعلق بإعادة تجنيد مئات الآلاف من المقاتلين السابقين من قبل مرتزقة أو عصابات مسلحة. وضمن هذا الإطار، عقدت الأمم المتحدة مؤتمرا في الكونغو الديمقراطية قبل خمس سنوات لبحث برامج نزع أسلحة المليشيات في أفريقيا وتسريح عناصرها وإعادة تأهيلهم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 مارس 2011)
مقتل 41 متظاهرا على الاقل في صنعاء وصالح يأسف ويعلن حالة الطوارئ اوباما يطلب من الرئيس اليمني السماح بالتظاهر
2011-03-18 صنعاء – قتل 41 متظاهرا على الاقل في صنعاء بعد اطلاق النار عليهم من قبل موالين للسلطة عند خروجهم للتظاهر في وسط صنعاء للمطالبة باسقاط النظام بحسب مصادر طبية، فيما اعرب الرئيس اليمني عن الاسف لذلك واعلن حالة الطوارئ في البلاد. وهو اليوم الاكثر دموية منذ بداية الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في كانون الثاني (يناير) الماضي وما انفكت تتوسع في كافة انحاء البلاد، واكد مصادر طبية ان عدد القتلى بلغ 41 على الاقل اضافة الى اكثر من مئتي جريح. ودان جون برينان مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب « باشد العبارات » اطلاق النار على التظاهرين في صنعاء كما طلب اوبامامن نظيره اليمني السماح بسير التظاهرات السلمية. وشوهدت الجثث الى جانب عشرات المتظاهرين المضرجين بالدماء يتلقون العلاج داخل خيام العناية الصحية الخاصة باعتصام المعارضين للنظام في ساحة جامعة صنعاء. واكد احد الاطباء لوكالة فرانس برس ان « غالبية الجرحى اصيبوا في الراس والعنق والصدر ». وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان اطلاق النار من المباني المجاورة لساحة الاعتصام امام جامعة صنعاء، استمر حوالى ساعة ونصف، وتجدد في وقت لاحق. وخرج المتظاهرون بعد صلاة الجمعة وهم يهتفون « الشعب يريد اسقاط النظام »، وكان عدد كبير منهم يحملون شارات التزاما بتعليمات الداعين للتظاهر في هذا اليوم الذي اطلقوا عليه اسهم « يوم الانذار » للرئيس اليمني الذي يحكم منذ 32 عاما. وبدأ الرصاص ينهمر على المحتجين عندما حاول بعضهم تفكيك حاجز نصبه مناصرون للنظام من اجل قطع شارع يؤدي الى ساحة جامعة صنعاء حيث يعتصم مناوئو النظام منذ 21 شباط (فبراير)، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس. واشار مراسل فرانس برس ايضا الى ان الشرطة اطلقت بدورها الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين. من جهته، اعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حالة الطوارئ في جميع انحاء اليمن معربا عن « الاسف » المتظاهرين في صنعاء وقال انهم « شهداء الديمقراطية ». وقال صالح « لقد قررنا (اعلان) حالة الطوارئ في جميع انحاء البلاد »، على ان يشمل ذلك منع التجول بالاسلحة. وذكر ان مجلس الدفاع الوطني الذي يرئسه « سيجتمع الليلة ويحدد الساعات وسيعلن عبر القنوات الرسمية »، في اشارة على ما يبدو الى امكانية فرض حظر تجول في البلاد. وعن الهجوم على المتظاهرين في وسط صنعاء، نفى صالح ان تكون الشرطة شاركت في اطلاق النار على المحتجين، الا انه اعتبر انه يتعين على المعتصمين في العاصمة ان ينتقلوا الى مكان آخر حيث لا يكون هناك احتكاك مع السكان. وقال انه « كان هناك تواصل بين اليمن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لاجراء وساطة لرأب الصدع بين اطراف العمل السياسي في اليمن … وما حدث اليوم افشل هذه المساعي لراب الصدع وحقن الدماء في الساحة اليمنية ». واضاف « شيء مؤسف ماحدث اليوم من سقوط ضحايا من أبنائنا المواطنين ». واكد ما حصل في صنعاء هو « نتيجة مواجهات بين مواطنين ومعتصمين اثر اقتحام المعتصمين لاحياء سكنية جديدة وهدم جدران بناها سكان تلك الاحياء لحمايتها »، مشددا على ان « الشرطة لم تطلق أية رصاصة واحدة كونها من قوات مكافحة وفض الشغب ولا تحمل أية أسلحة ». وقال « ان المعتصمين اذا رغبوا في مواصلة اعتصاماتهم فعليهم أن يبحثوا عن أماكن أخرى بعيدة عن الأحياء السكنية لتجنب الإحتكاك مع المواطنين ». الى ذلك، اعلن الرئيس اليمني تشكيل لجنة تحقيق « في مقتل الضحايا الذين سقطوا في كل المدن » اليمنية معربا عن « الاسف » لمقتلهم، ومؤكدا انهم يعتبرون « شهداء للديموقراطية ». كما قال صالح انه « اصدر توجيهات برعاية اسر الضحايا ». من جهتها، نددت المعارضة البرلمانية المطالبة برحيل صالح بهذه « المجزرة ». وقال القيادي في اللقاء المشترك (تجمع المعارضة) محمد الصبري في تصريحات لقناة العربية « انها مذبحة ومجزرة » و »جريمة مخططة وواضحة » مشيرا الى ان « الاطفال هم الذين قتلوا ». واكد الصبري ان « هذه الجريمة لن تديم النظام (…) وهذا النظام سيرحل » كما ان « هذه الجريمة لن يفلت منها المجرمون وعلي عبدالله صالح واولاده ». وشدد القيادي المعارض على ان « الشعب اليمني سيواجه القتلة (…) والناس جميعا لديهم الاستعداد للشهادة حتى يرحل هذا النظام ». وكانت المعارضة البرلمانية اتهمت النظام الخميس بارتكاب جرائم ضد الانسانية في عمليات قمع المتظاهرين. وتعرض المعتصمون في ساحة جامعة صنعاء مرارا وتكرارا لهجمات من قبل مناصري النظام وقوات الامن، بالرغم من ان الرئيس علي عبدالله صالح وعد بحماية المتظاهرين من المعسكرين الموالي والمعارض وفي خطوة لافتة، دانت قطر التي سبق ان قادت عدة وساطات في اليمن، استخدام « القوة المفرطة » بحق المتظاهرين. ونقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله ان دولة قطر تعبر « عن الحزن والاسى لسقوط عدد من الضحايا المدنيين ». واضاف المصدر ان قطر « تعرب عن ادانتها واستيائها لاستخدام القوة المفرطة من قبل السلطات اليمنية والتى لا تؤدي إلى حل المشاكل بل الى تعقيدها وخروجها عن السيطرة ». وطلب الرئيس الامريكي باراك او باما الجمعة من نظيره اليمني علي عبد الله صالح السماح بسير التظاهرات السلمية، وذلك اثر اطلاق انصار النظام النار على تظاهرة في صنعاء ما اوقع 41 قتيلا على الاقل. وقال اوباما في بيان « ادين بشدة اعمال العنف التي وقعت الجمعة في اليمن وادعو الرئيس صالح الى الوفاء بوعده بالسماح للتظاهرات بالسير سلميا ». واضاف « ان منفذي اعمال العنف هذه ينبغي ان يتحملوا المسؤولية ». واعرب اوباما عن تاييده « لتغيير سياسي يلبي طموحات اليمنيين ». وقال الرئيس الامريكي « الاهم اكثر من اي وقت مضى هو مشاركة كل الاطراف في عملية مفتوحة وشفافة تلبي الطموحات الشرعية لليمنيين وتفتح طريقا سلميا وديمقراطيا ومنظما نحو دولة اكثر قوة واكثر ازدهارا ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 مارس 2011)
التعامل والقصف الجوي في ليبيا
منير شفيق إذا كانت الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر قد تشابهتا في إسقاط الرئيس ورحيله والتحوّل إلى تغيير النظام بما يتماشى والأهداف التي حملتاها، فإن الثورة الشبابية الشعبية في ليبيا ارتطمت بإصرار القذافي وأولاده على مواجهة الإرادة الشعبية بالقوة العسكرية، الأمر الذي اضطرت معه الثورة الشعبية السلمية للجوء إلى السلاح. وبهذا أخذت الثورة في ليبيا سمة اختلفت جوهرياً عن ثورتيْ مصر وتونس من حيث أسلوب تحقيق الهدف، وذلك بالرغم من أنها لم تقِلَّ عنهما شعبية، ولم يَقِلَّ القذافي عن حسني مبارك وزين العابدين عزلة عن الشعب، بل إن عددا من أقرب معاونيه استقال وانضم إلى الثورة كشأن قطاعات من القوات العسكرية. ولكن الفارق كما يبدو يعود من جهة إلى عقل القذافي الذي اتسم بالشذوذ في كل الحالات التي تقلب فيها إلى حد اختلف معه الناس حول ما إذا كان مصدر ذلك عقداً نفسية لا شفاء له منها، أم جنوناً عضوياً؟ فقد كان من علامات هذا الشذوذ طريقة بنيانه للقوات المسلحة بحيث ترك بين يديه ويديْ أولاده مجموعات مسلحة بعضها لا علاقة له بالليبيين، كما أبقى بين يديه مبالغ طائلة من النقد ساعدته على تجنيد مرتزقة محترفين بمن فيهم عدد من الطيارين. ومن هنا لم يجد أمامه جيشاً منظماً كما حدث في تونس ومصر، عندما عجزت أجهزته الأمنية في وجه طوفان الشعب، مما سمح له بالدخول في قتال ومن ثم تحويل الصراع إلى حرب مسلحة. أما الفارق الثاني من جهة أخرى فقد جاء من موقف أميركا التي قررت في هذه المرة ألاّ تسمح بسقوط الطاغية الذي كان متحالفاً معها دون أن ترتب أوراقها مع قيادة الثورة الشعبية، فهي -كما يبدو- لا تريد أن تدخل في المجهول كما حدث في مصر وتونس دون أن تضمن مساومة مع القوى القادمة بعد رحيل القذافي أو نهايته. ولهذا اعتمدت على التدخل عبر مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، وذلك بهدف وضع القذافي وأولاده وبطانته في زاوية لا مخرج لهم منها سوى المضي في القتال حتى النهاية. وإلاّ ما معنى تقديمهم إلى المحكمة الجنائية ليصبحوا مطاردين إذا ما تركوا ليبيا وغيرَ آمنين على أنفسهم حتى لو وجدوا ملاذاً آمناً.. لأن أمانهم سيكون على كف عفريت. وبالفعل تضاعف إصرار القذافي على القتال بعد الخطوات التي اتخذتها أميركا ضده بالقرارات، بينما تركت يديه مطلقتيْن في استخدام الطيران والقصف ضد مواقع الثوار. فلا العقوبات كانت مجدية، ولا التهديد بالحظر الجوي نفع. أما الهدف فكان إشعار أعضاء المجلس الوطني الانتقالي بالخطر جراء تفوق القذافي بالطيران والقصف لكي يدخلوا مع أميركا في مساومات قبل إعلان الحظر الجوي، وهو ما فعلته الإدارة الأميركية مع الجامعة العربية التي انقادت -بمهانة- لدعوة مجلس الأمن إلى التدخل، فضلاً عن تغذية الأوهام في جدوى اللجوء إلى المجلس وعقوباته وقراراته. على أن المشكل هنا ليس في القذافي وأميركا فحسب، وإنما أيضاً في الاتجاهات التي أخذت تطالب بالحظر الجوي وتفتح الباب للمساومة مع أميركا من داخل المجلس الوطني الانتقالي، وتأمل أو ترى خيراً في العقوبات الدولية. في الحقيقة كان تقدير الموقف عسكرياً وسياسياً خاطئاً من جانب الذين بالغوا في أهمية الطيران في الصراع المسلح الذي اندلع في ليبيا، وعَموا عن خطورة التدخل الخارجي ولا سيما إذا وضع مجلس الأمن ليبيا تحت البند السابع. وأخطؤوا أكثر حين نسوا أن أميركا كانت قد عقدت الصفقات مع القذافي وابتزته حتى أنزلته على ركبتيه، ثم تخلت عنه شكلياً عندما وجدت سقوطه محتوماً، فراحت تكرر عملية ابتزاز مشابهة -رغم الفارق- مع بعض أجنحة الثورة في ليبيا على أمل إخضاعها تحت تهديد الطيران الذي راح القذافي يستخدمه بحرية تامة. إن أميركا هي السم الزعاف ومجلس الأمن هو الدسم الذي يحمل ذلك السم، فكل تدخل خارجي يجب أن يكون مداناً تحت كل الظروف والحالات، علماً بأن معادلة ميزان القوى بين الثورة والقذافي ستظل في مصلحة الثورة عسكرياً وسياسياً رغم الطيران أو القصف بالمدفعية براً وبحراً. إن تجربة الحروب والمعارك المسلحة طوال المعارك التي خاضتها الثورة الفلسطينية منذ العام 1969 حتى قصف بيروت بالطيران عام 1982، تؤكد أن القصف من الجو مهما بلغت شدته وكذلك القصف البري من المدافع والدبابات، لا يكسب معركة لأن تأثيره الأساسي يكمن في ما يمثله من حرب نفسية. أما على المستوى العسكري فالدفاعات المفكّر بها جيداً يمكنها أن تخفف كثيراً من الخسائر، وأن تتحول إلى كمائن للقضاء على المهاجمين بالدبابات إذا كان القصف تمهيداً لهجوم تكتيكي، وهنا من الخطأ أن تنجح الحرب النفسية. إن ما ألقي على بيروت طوال 78 يوماً من القصف عام 1982 قدّرّهُ البعض بأنه يعادل نصف قنبلة نووية والبعض قال « قنبلة نووية » بحجم ما ألقي على ناغازاكي وهيروشيما في اليابان، ومع ذلك لم يستطع العدو أن يدخل بيروت. أما خروج الثورة من بيروت فكان سياسياً لأسباب عربية ودولية وبعضها لبنانية، ولم يكن بسبب القصف مطلقاً. وإن تجربتي حربي 2006 و2008/2009 في لبنان وقطاع غزة شاهدتان على أن القصف لا يحسم حرباً ولا يكسب معركة، وأن الحاسم هو الاشتباك الميداني حيث يزول تفوّق سلاح الطيران والمدفعية والصواريخ، ومن ثم تبرز مزايا المقاتل المؤمن بقضيته والمتحلي بالذكاء والشجاعة، وتتكشف نقاط ضعف الطرف الآخر وعدم قدرته على الانتصار. هذه المعادلة متوافرة تماماً في ليبيا، ومن ثم ليس هناك من حاجة إلى حظر جوي، وإنما ينبغي أن يرتب الأمر عسكرياً وسياسياً وعربياً شعبياً مع المحافظة على المعنويات العالية في مواجهة القصف الجوي والتعامل معه من جهة في التوزيع المرن والسرّي للقوات والتأكد من محدودية تأثيره، والقول للقذافي من جهة ثانية: لن ينفعك الطيران ولا القصف ولا الحرب النفسية، وإنك مهزوم عسكرياً لا محالة أمام الشعب العظيم وثواره الأبطال. هكذا تدار المعارك عسكرياً في مواجهة معتدٍ يتفوّق بسلاح الجو والقصف عندما يكون أميركياً أو صهيونياً، فكيف حين يكون في مستوى قدرات القذافي وعصاباته المأجورة؟ ذلكم هو الدرس المكرّر في كل معارك الحرب العالمية الثانية أو الحرب الكورية أو حرب فيتنام، فالقانون الحاسم هنا كان أولاً الصمود غير المحدود أمام القصف، وإسقاط حربه النفسية، ثم الدفاع المفكّر به جيداً (قدر المستطاع وحسب كل وضع)، ثم انتظار الحسم عند الانتقال إلى الاشتباك. لقد أظهر الشعب في ليبيا وأظهرت قيادات الثورة الشبابية الشعبية قدرة هائلة على التعبئة والإقدام والإنجاز، وكان ذلك حين انطلقت الثورة سلمية، وأيضاً حين انتقلت إلى ثورة شعبية مسلحة بسبب إصرار القذافي على إغراقها في الدماء حتى السحق إذا ما بقيت سلمية. فهذا التحوّل في الظرف الليبي، والخصوصية الجنونية القذافية، كان اضطرارياً لا مفرّ منه. ولكن ما دام كذلك وحين انتقل إلى مستوى المواجهة المسلحة، فيجب أن يُحسن التعاطي معه والانتصار فيه، علماً بأن كل الشروط السياسية والعسكرية وموازين القوى تسمح بالانتصار، وإن كانت المواجهة ستطول نسبياً وتتعرّج بين كرٍ وفرّ. فالشعب والثوار في ليبيا رغم عدم الاستعداد المسبق لمواجهة مسلحة، يمكنهما ويستطيعان الاستعداد واكتساب الخبرة والارتفاع إلى المستوى المطلوب بأسرع ما يمكن، ومن خلال التجربة الميدانية نفسها. وهذا بدوره كان الحال في أغلب الثورات التي انتقل الشعب فيها إلى المواجهة المسلحة. على أن نقطة الضعف الأساسية هنا لا تكمن في الميدان رغم تفوّق القذافي بطيرانه وقصفه، وإنما في المطالبة بتدخل مجلس الأمن أو بالحظر الجوي الدولي أو السماح لأميركا بابتزاز المجلس الوطني الانتقالي، لأن مجلس الأمن وقراراته يجب أن يُعامَلا باعتبارهما ضد مصلحة الشعوب ما دامت أميركا ومن يناصرها من دول كبرى يتحكمان في قراراته، الأمر الذي يوجب عدم اللجوء إليه أو اعتباره ممثلاً للشرعية الدولية. فلا خير مطلقاً يمكن أن يأتي من أميركا، وخصوصاً بعد زيادة صهينتها في السنوات الأخيرة، وكذلك من مجلس الأمن وقراراته وعقوباته. إن الثورة الشبابية الشعبية في ليبيا ستنتصر حتماً، كما أن سقوط القذافي وبطانته أصبح محققاً من النواحي العسكرية، فالمطلوب المزيد من الاعتماد على الذات وإسقاط كل رهان على مجلس الأمن وقراراته أو أي تدخل دولي. والمطلوب أيضا المزيد من الدعم الشعبي العربي أولاً، ووقف مناشدة أميركا وأوروبا أو مجلس الأمن للتدخل ثانياً. سيكون لانتصار الثورة الشعبية المسلحة على القذافي وطيرانه ومرتزقته مغزىً خاص يكمل المغزى الذي حمله انتصار الثورة الشعبية السلمية في تونس ومصر. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 مارس 2011)
استشراف لمآلات الثورات العربية
نصير عاروري مفاهيم وخلفيات ثورات ما بعد الحرب الباردة الصدى الدولي للثورات العربية الآمال المعقودة والمآلات المتوقعة كثيرا ما نستخدم مصطلح « ثورة » دون التأكد من الدلالة الصحيحة لهذه الكلمة، وغالبا ما يتم استخدام هذا المصطلح لوصف انقلاب عسكري أو انتفاضة أو هبة شعبية مؤقتة، تقود إلى تغيير تجميلي في نظام الحكم السائد، بينما المعنى الدقيق للثورة يصف مجمل الأفعال والأحداث التي تقود إلى تغييرات عميقة في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لأمة أو مجموعة بشرية ما، وبشكل شامل وعميق وعلى المدى الطويل، ينتج عنه تغيير في بنية التفكير الاجتماعي للشعب الثائر وفي إعادة توزيع الثروات والسلطات السياسية. ويصر العديد من علماء الاجتماع على تعريف « الثورة » بأنها عبارة عن تغيير شامل وجذري في توزيع مصادر القوة وعمليات الإنتاج في المجتمع. مفاهيم وخلفيات ومما لا شك فيه أن هناك فروقا واضحة بين ثورة وأخرى من حيث الأدوار التي تقوم بها الشرائح الاجتماعية، فالثورة الفرنسية التي نشبت عام 1789 قلبت الوضع الاجتماعي رأسا على عقب وقادت إلى القضاء على الحكم الملكي المطلق المتحالف مع طبقة الإقطاعيين، وأدت إلى بروز طبقة جديدة هي الطبقة الوسطى البرجوازية. لكن الثورة الأميركية التي قادت إلى استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا عام 1776، لم تحدث تغييرا جوهريا نظرا لانتماء الخصمين إلى نفس الطبقة « الرأسمالية المتوحشة ». أما الثورة البلشفية التي اندلعت عام 1917 في روسيا فكان عمادها الأساسي الطبقة العاملة المؤطرة ضمن تنظيمات نقابية في بلد متطور صناعيا بعض الشيء، في حين أن الثورة الماوية الصينية التي نشبت عام 1949 كان عمودها الفقري الفلاحين وأصحاب الملكيات الصغيرة. ويشار في هذا السياق إلى أن ماركس ولينين لم يكونا يكنّان احتراما ملحوظا لطبقة الفلاحين، اعتقادا منهما بأنها تميل إلى الأنانية وحب التملك اللذين لا تتصف بهما الطبقة العاملة المعدمة التي لا تملك إلا قوة عملها وليس لها ما تخسره سوى شقائها وعبوديتها. الثورات الحديثة نسبيا في كل من الجزائر وفيتنام وفلسطين انتمت إلى التصنيف الذي أطلق عليه حركات التحرر الوطني وكانت -على عكس الثورتين البلشفية والماوية- عبارة عن إطار جبهوي عريض يتشكل من العمال والفلاحين والمقاتلين في الأرياف والمدن ومن المثقفين الثوريين، وغالبا ما كان كفاحها أساسا ضد قوى إمبريالية استعمارية. في الحالة الكفاحية الفيتنامية ضد فرنسا في الهند الصينية، توجت نتائج الثورة بهزيمة ساحقة لفرنسا في معركة « ديان بيان فو » عام 1954 على يد قوات الفيتكونغ الفيتنامية، وفيما بعد استكملت هذه الثورة وحققت انكسارا مذلا لأميركا -وريثة فرنسا في نفس المنطقة- توّج بانتصار ساحق للثورة الفيتنامية باستكمال تحرير فيتنام الجنوبية عام 1975. في الحالة الجزائرية كان الكفاح موجها ضد الاستعمار الكولونيالي الفرنسي حيث نجحت جبهة التحرير الوطني -بدعم من مصر الناصرية ودول المحيط المغاربي العربية- في انتزاع استقلال الجزائر عنوة عام 1962. وفي هذا السياق تعتبر الثورات الفلسطينية ذات الإطار الجبهوي المشابه في بنيته لثورتي فيتنام والجزائر، من الثورات الأشهر والأطول عالميا، سواء تلك التي انطلقت عام 1936 فيما سمي « الثورة الفلسطينية الكبرى » ضد الانتداب البريطاني الضامن لتحقيق أطماع الصهيونية الكولونيالية من خلال ما سمي بوعد بلفور الصادر عام 1917 وانتهت إلى ما انتهت إليه عام 1939، أو الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت مطلع عام 1965 وتشكلت من إطار جبهوي عريض أطلق عليه اسم « منظمة التحرير الفلسطينية ». وعلى عكس الثورتين الفيتنامية والجزائرية وصلت الثورة الفلسطينية التي قادتها منظمة التحرير إلى أسوأ ما يمكن أن تصل إليه ثورة تحرر وطني من انحطاط، بدأ مبكرا بصفقة سياسية غير مكتوبة مع الأنظمة العربية في بداية سبعينيات القرن المنصرم، كان مضمونها التنازل عن حق الشعب الفلسطيني في كامل التراب الوطني، والابتعاد رويدا رويدا عن الكفاح الوطني المسلح لصالح ما سمي بالحلول السلمية الدبلوماسية، والذي عبر عنه في ما سمي بالبرنامج المرحلي للمنظمة الذي توازى طرحه مع اعتراف النظام العربي الرسمي في مؤتمر الرباط عام 1974 بما أطلق عليه « الممثل الشرعي والوحيد » للشعب الفلسطيني، ونتج عنه تملص هذه الأنظمة من الواجبات القومية والأخلاقية المترتبة عليها والمتمثلة في استعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة التي فقدتها إثر هزيمة يونيو/حزيران 1967 بالحد الأدنى. واكتمل انحدار الثورة الفلسطينية إلى الحضيض بعقد اتفاقيات أوسلو عام 1993 التي جاءت للمفارقة كنتيجة لانتفاضة شعبية مجيدة، حيث تحولت بقايا تلك « الثورة » منذ ذلك الحين وعبر 17 عاما من التفاوض العبثي وتحديدا وبشكل سافر بعد اغتيال ياسر عرفات، إلى سلطة هزيلة وكيلة للاحتلال مهمتها تحجيم انتفاضات وثورات الشعب الفلسطيني وإبقاؤها بالحد الأدنى الذي لا يغضب أو يستفز الاحتلال المعروف بوحشيته. وبذلك أتاحت الفرصة -عن قصد أو غير قصد- أمام دولة الاحتلال لإنهاء المشروع الكولونيالي التفريغي الذي يشارف على استكمال غاياته وأهدافه في تهويد كامل التراب الفلسطيني، باستثناء الجيب المعروف بقطاع غزة. يضاف إلى ذلك أن هذه السلطة عديمة الصلاحيات أتاحت للاحتلال الإسرائيلي تقديم نفسه للعالم كأرخص وأنظف احتلال عرفته البشرية، في حين تمكنت ثورات شعبية حديثة في كل من جنوب أفريقيا وإيرلندا -كانت أقل كلفة على شعوبها بما لا يقارن بما قدمه الشعب الفلسطيني- من تحقيق الأهداف الوطنية لشعوبها. ثورات ما بعد الحرب الباردة في مطلع عام 1989 بدأت رياح التغيير تهب على دول ما عرف بالكتلة الشرقية، واشتركت في هذه الثورة شرائح اجتماعية متنوعة شملت الحركات العمالية والمثقفين والحركات الشبابية والفلاحين والعاطلين عن العمل والمؤسسات الدينية المتمثلة في الكنائس وغيرها. قادت هذه الثورات بالإجمال إلى سقوط جدار برلين وتفكيك الكتلة الشرقية وأنظمة الحكم الشمولية فيها، وحصول تغيير جذري في بنية المجتمعات السياسية والاقتصادية والثقافية. لم تبق هذه الثورات مقتصرة على القارة الأوروبية والجزء الآسيوي مما عرف بالاتحاد السوفياتي، بل بدأت رياح التغيير تهب على شعوب دول أميركا اللاتينية التي تخلصت من الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة في دولها، وهي الدول التي شكلت حديقة خلفية للولايات المتحدة وكانت أنظمتها حليفة لها. وقد دعمت وشجعت الولايات المتحدة جميع الثورات في دول ما عرف بالكتلة الاشتراكية لأسباب لها علاقة بالرغبة في الإجهاز على خصومها من حقبة الحرب الباردة، بينما وقفت موقفا سلبيا عاجزا عن التأثير في التغييرات الجذرية التي اجتاحت أميركا اللاتينية وأسقطت حلفاءها من الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة. طوال حقبة التغييرات الثورية التي عصفت بدول ما عرف بالكتلة الشرقية ودول أميركا اللاتينية، بقيت شعوب العالم العربي ساكنة كجثة هامدة لا حراك فيها وكأنها تعيش خارج التاريخ، تمر عليها الأحداث والكوارث التي تتعرض لها على شكل احتلالات خارجية أو حروب عدوانية أو مذابح أو أوضاع اقتصادية كارثية وحتى مجاعات في بعض الأقطار العربية، دون رد فعل أو احتجاج ملموس. بقي الإنسان العربي يعيش عقودا كاملة تحت حالة طوارئ مفروضة عليه تنتهك كرامته وأبسط حقوقه الإنسانية. استمر هذا الوضع حتى خّيل للمراقب أن هذه أمة لا حياة فيها، استكانت لحالة الذل والهوان التي تفرضها حكوماتها الدكتاتورية المحلية الموالية للغرب دون أدنى مراعاة لاتجاهات الرأي العام العربي. سقط النظام العربي أخلاقيا وجماهيريا منذ اللحظة التي تحولت فيها دولة الصومال إلى دولة فاشلة تلفها مجاعة مخجلة، ومنذ بروز مؤشرات على تفتيت السودان الذي أصبح الآن تفتته أمرا واقعا. وصل الأمر أن تتجرأ دولة إريتريا على اليمن وتحتل بعض الجزر عنوة، وأن يتم حصار العراق واحتلاله وتدميره بتواطؤ من الأنظمة العربية، ولبنان تعرض لحرب إسرائيلية ضروس بتواطؤ عربي رسمي. أعقب ذلك بفترة وجيزة إعلان الحرب على غزة المحاصرة من القاهرة وبتواطؤ علني وسافر من النظام المباركي الذي تحالف مع إسرائيل علنا. ولم يطل الزمن لتعلن دول منابع النيل رغبتها في تغيير اتفاقيات توزيع مياه النيل بتحريض من حليفة النظام المباركي إسرائيل التي تنعم بالغاز المصري بأسعار شبه مجانية، يضاف إلى ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة جدا وموجات الغلاء التي اجتاحت مجمل الدول العربية وجعلت معظم الجماهير العربية تعيش تحت خط الفقر.. مقابل كل هذا الانحدار تصعد دول إقليمية مجاورة هي تركيا وإيران وتشرع في ملء الفراغ الناتج عن غياب دور جميع الدول العربية الكبرى التي تحولت إلى شبه محميات أميركية تبحث عن الرضا عبر التقرب والتحالف العلني مع إسرائيل، وتعمل معها على اختلاق أعداء إقليميين من دول المحيط العربي تماهيا مع رغبات إسرائيل والولايات المتحدة وخدمة لمصالحهما لا غير، ومقابل فتات من المساعدات. ويبدو أن تراكمات مجمل هذه الأحداث والمواقف وسلوك الأنظمة تجاهها شكلت مجتمعة تحديا للضمير الجمعي للشعوب العربية وقادت إلى تعميق إحساسها بالمهانة، مما أدى إلى إخراج المارد من القمقم على شكل احتجاجات تصدت فيه الجماهير المليونية لأدوات السلطات القمعية بشكل ليس له مثيل على المستوى العالمي إذا استثنينا الثورة الإيرانية. بهذه التحركات الضخمة فاجأت الشعوب العربية الأنظمة نفسها وقوى الهيمنة العالمية وجعلتها جميعا في حيرة من أمرها، وانتظرت القوى العالمية المتحالفة مع هذه الأنظمة القمعية، آملة أن تتمكن هذه الأخيرة من قمع حركة الاحتجاجات الشعبية. غير أن الاحتجاجات العربية كانت من الضخامة بمكان وعلى درجة من الإبداع والتحضّر أجبرتها على كيل المديح لها وإن كان ذلك على استحياء في بداية الأمر، في محاولة لإنقاذ ماء وجهها أمام الجماهير العربية الثائرة، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصالحها التي أصبحت مهددة بعدما تم كنس أهم وكلائها في المنطقة. ورغم الشعارات البرغماتية المطلبية ذات الطابع المحلي في الظاهر والتي رفعتها الجماهير الثائرة، فإن القوى المهيمنة على المنطقة والمتحالفة مع أنظمتها القمعية تدرك أن مطالب هذه الجماهير يمكن أن يصبح سقفها السماء بعدما تحقق أهدافها المحلية وتلتقط أنفاسها للالتفات إلى محيطها العربي والإقليمي. الصدى الدولي للثورات العربية بداية اعتقدت الأنظمة العربية وحلفاؤها الغربيون أن حركة الاحتجاجات المليونية ستنحصر فقط في تونس وسيقتصر نجاحها على خلع نظام الرئيس زين العابدين بن علي القمعي، واعتقد الجميع أن أنظمة باقي الدول العربية محصنة وفي مأمن من غضب الجماهير، ولن تلقى مصير النظام التونسي. إلا أن شرارة الثورة التونسية لم تلبث أن امتدت إلى مصر بثقلها الإستراتيجي في المنطقة والعالم، ووقف الجميع مشدوها أمام عظمة وحضارية الشعب المصري وضخامة تحركه وإصراره على اقتلاع النظام المباركي. وامتدت هذه التحركات الجماهيرية الواسعة لتشمل أنظمة دول عربية لا تقل أهمية إستراتيجية لقوى الهيمنة الغربية وحليفتها إسرائيل عن مصر. وأمام هذه الحالة الفريدة في المنطقة العربية التي تكاد تكون فريدة في العالم باستثناء ما حدث إبان الثورة الإيرانية كما ذكر، لم تجد القوى العالمية المتحالفة مع هذا النظام بُدا من ركوب موجة الإطراء والإشادة بهذه التحركات، تاركة السفينة تغرق بحليفيها النظامين التونسي والمباركي. يضاف إلى ذلك في هذه الأيام تخليها عن النظام الليبي الدموي الذي بدا يترنح تحت ضربات الجماهير الثائرة في ليبيا، والتي يبدو حتى هذه اللحظة أنها مستعدة لدفع أثمان باهظة لا تقارن بما دفعته شعوب مصر وتونس لاسترداد حريتها، وما قد يدفعه الشعب اليمني المنتفض ضد نظام الحكم الفاسد في صنعاء. وبعد تردد وارتباك وحيرة ودهشة بدأ يخرج علينا زعماء غربيون يكيلون عبارات الإطراء لهذه الشعوب التي طالما دعموا الأنظمة التي كانت تقمعهم من خلال قوانين الطوارئ التي أصبحت القاعدة في التطبيق وليس الاستثناء كما يستشف من اسمها. تراوحت ردود الفعل الدولية بين تصريح باراك أوباما ودعوته إلى تعليم الأطفال الأميركيين ليصبحوا كنظرائهم المصريين، وبين تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في دعوته لإدخال تاريخ الثورة الشبابية المصرية في مناهج التعليم. أما رئيس وزراء النرويج فقد أعلن قائلا « اليوم كلنا مصريون »، في حين صرح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بأن ما يقوم به المصريون ليس بجديد فهم يصنعون التاريخ كالمعتاد. وقد ذهبت رئيسة الوزراء الأسترالية إلى حد القول إن الشعب المصري يستحق جائزة نوبل على أدائه الرائع. أما أبلغ تعليق أبرزته وسيلة إعلام أجنبية هي شبكة سي.أن.أن فكان تعليقها على الثورة المصرية الشبابية بقولها: هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي ينجز فيها شعب ثورته ثم يبدأ في تنظيف الشوارع. مجمل هذه التصريحات والانطباعات التي سجلتها وسائل الإعلام تبرز أن الحدث العربي عموما والمصري على وجه التحديد، يعتبر فريدا على المستوى العالمي ولم يسجل له التاريخ مثيلا إلى لحظة كتابة هذه السطور. ويدرك المعجبون بأداء الشعوب العربية أن هذه الجماهير كسرت حاجز الخوف، وأن هذا وضع له استحقاقاته التي ستنعكس على الوضع الإستراتيجي الإقليمي والعالمي. الآمال المعقودة والمآلات المتوقعة يشكل من هم أقل من 25 عاما أكثر من 50% من مجموع سكان الدول العربية، وبهذا فإن المجتمع العربي يعتبر من أكثر المجتمعات الإنسانية شبابا. ولا غرو في أن العنصر الشابي أصبح هو المحرك الأساسي لهذه الثورات. ومما يبشر بحتمية وصول هذه الثورات إلى أهدافها النهائية والقضاء على إمكانية الالتفاف عليها من قبل القوى المضادة، حقيقة أن هذه الثورات هي « ثورات القاع » وعمادها جيل الشباب المتوثب، وليست « ثورة القمة » أو النخب كما اعتاد عليه العالم العربي في مرحلة ما بعد الاستقلال الوطني، حيث الانقلابات العسكرية التي كانت تطلق على نفسها ثورات بعدما تحصل على تأييد الجماهير، بينما لا تتغير الأوضاع السائدة إلا بشكل سطحي، مما قاد ذلك إلى خيبات أمل عميقة لدى مجمل قطاعات الشعب العربي التي كادت أن تفقد الأمل في التغيير المنشود. ومع ذلك ينبغي الإشارة إلى أن الثورات العربية السابقة -إن جازت تسميتها كذلك- وإن انسجمت في أهدافها المعلنة مع الحس الشعبي والضمير الجمعي للأمة، لم تفشل فقط لأسباب ذاتية محلية وإنما لأن هناك عوامل موضوعية دولية ضاعفت من عوامل فشلها. وبسبب الأهمية القصوى لمصر في المنطقة العربية تاريخيا وجغرافيا وديمغرافيا باعتبارها رافعة للنهضة العربية في كافة أقطار المشرق والمغرب العربي، تجدر الإشارة إلى أن انهيار دولة محمد علي وفشل ثورة عرابي عام 1919 وصولا إلى فشل ثورة 23 يوليو/تموز 1952 الناصرية في إنجاز مشروع نهوض قومي مصري مرتبط عضويا بنهوض قومي عربي، يعود في معظمه إلى عوامل خارجية عملت على إجهاضها جميعا، مانعة تطوير حالة نهضوية ديمقراطية أو اشتراكية عربية محايدة متفردة لا تسير في أفلاك الأحلاف الدولية شرقيها أو غربيها (كما في الحالة الناصرية). ومع هذا لا ينبغي التقليل من العوامل الداخلية المتعلقة ببنية هذه النهضات والثورات التي تميزت بكونها « ثورات قمة » وليست « ثورات قاع » ذات قواعد جماهيرية مليونية عريضة كما نشهد حاليا في الثورات الشبابية 2011. فالثورة الشبابية الحالية تختلف جذريا عن جميع هذه الثورات السابقة، لأن عمودها الفقري هو الجماهير العريضة وخصوصا عنصر الشباب المتوثب، وبالتالي فإن الآمال المعقودة على نجاحها كبيرة، وفرص إفشالها من قبل قوى الثورة المضادة المتحالفة مع قوى الهيمنة الإمبريالية تكاد تكون معدومة. وعليه نستطيع استشراف معالم نهضة قومية عربية شاملة عمادها الثورة الشبابية المصرية وثورات شباب الأقطار العربية الأخرى، ثورات تكون متصالحة مع ماضيها وحاضرها ومستقبلها وتحمل هوية القرن الواحد والعشرين وتقوض أسس الليبرالية الجديدة التي تحالفت مع الأنظمة القمعية المحلية والإمبريالية العالمية التي بدأت تغرس أنيابها في المجتمعات العربية وتعمل فيها تخريبا منذ عهد السادات وتوقيع اتفاقية كامب ديفد. فمن المعروف أن القوى التقدمية وحركات الإسلام السياسي فشلت في الحد من تغوّل الأنظمة الحاكمة المتحالفة مع قوى الهيمنة الغربية وقوى الليبرالية الجديدة المحلية والدولية، بل نستطيع أن ندعي أن بعض القوى اليسارية الانتهازية وبعض قوى الإسلام السياسي تحالفت مع هذه الأنظمة مما أكسبها شرعية لا تستحقها. غير أن الواقع بدا يتغير منذ بداية التسعينيات مع بروز قوى الإسلام السياسي الملتزمة بالكفاح التحرري للشعوب العربية، إذ حققت إلى جانب القوى الوطنية اليسارية والعلمانية الملتزمة بالقضايا الوطنية إنجازات مشهودة في كل من لبنان وفلسطين، مما غيّر من خريطة العلاقات بين القوى المجتمعية الوطنية والتقدمية وبشكل ملحوظ نقلها من حالة العداء المحكم والتضاد إلى حالة من التعايش وقوفا في وجه الأنظمة القمعية المدعومة غربيا. ومع أن جماهير الثورات الشبابية تبدو كأنها عفوية ولا رأس لها، فإنها تعتبر ثورة برغماتية تعمد إلى التواضع في شعاراتها المطلبية ويتآلف ويتعايش فيها القومي والعلماني والإسلامي جنبا إلى جنب، حيث يعتبر ذلك مؤشرا على إمكانية حل التناقضات بين العامل القومي والعامل الإسلامي على النمط التركي، وعليه يتوقع أن تحمل الثورات الشبابية 2011 الراهنة بذور بعث قومي عربي ديمقراطي إنساني على أسس تختلف عن التجارب الفاشلة التي حفلت بها مرحلة ما بعد الاستقلال. ومما يدعو إلى التفاؤل بهذا البعث القومي الجديد، تخلص الجيل الشاب من القيم الأبوية بجانبها السلبي الذي يدعو إلى تأليه الحاكم الفرد ووضعه فوق النقد مهما ارتكب من أخطاء أو اقترف من جرائم تستدعي المحاسبة. كما لا يمكن إغفال حقيقة أن من أهداف هذه الثورة الشبابية القضاء المبرم على الفساد والمحسوبية. هذه العوامل مجتمعة تجعلنا ننظر إلى المستقبل العربي بكثير من التفاؤل والاستبشار بأن مآل هذه الثورات الشبابية بعد انتصارها سيكون مستقبلا واعدا وانتزاع دور محوري على المستويين الإقليمي والدولي وبشكل يحقق آمال الشعوب العربية في التحرر والديمقراطية والاستقلال الناجز للمحتل من الأرض العربية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 مارس 2011)
روسيا.. موقف موارب من الثورات
أمين محمد تراوحت المواقف الروسية المعلنة إزاء الثورات التي تجتاح المنطقة العربية بين الخوف وإبداء القلق وتحذير الغرب من دفع المنطقة نحو مزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار، وذلك بالتزامن مع الدعوة إلى الحفاظ على حياة الناس وحل مشاكلهم بالطرق السلمية والحوارية. وتبدو روسيا موزعة وحائرة بين علاقات وثيقة تربطها بأغلب الحكام العرب المعرضين للثورة والمهددين بالسقوط ومصالح كبيرة تجنيها جراء التحالف مع هذه الأنظمة، وبين الرغبة في عدم الظهور بمظهر الرافض لخيارات شعوب المنطقة والواقف أمام حريتها وكرامتها. ووفق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف فإن محاولة الغرب تقديم نموذج معين للديمقراطية لبلدان أخرى من الشرق الأوسط قد ترتد آثارها على الغرب، مشيرا إلى نموذج الانتخابات الفلسطينية التي أسفرت عام 2006 عن فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وبينما كان التجاهل والحرص على عدم إبداء مواقف قوية وصريحة تجاه الثورتين التونسية والمصرية هو السمة الغالبة للموقف الروسي، فإن الموقف ذاته تغير في الحالة الليبية. فقد أبدى الروس قدرا من الاهتمام، وعارضوا التدخل العسكري ابتداء ثم تحفظوا بعدم التصويت عليه انتهاء لدى صدور قرار مجلس الأمن القاضي بالحظر الجوي. كلمة السر وتبدو المصالح الاقتصادية وصفقات التسليح الضخمة التي تدر مليارات الدولارات على الموازنة الروسية فضلا عن الأوضاع الداخلية الروسية، هي أهم ما يدفع الحكومة إلى محاولة كبح جماح الثورات العربية. ويعتبر النظام الليبي الذي توطدت علاقته بروسيا بعد 2008 من أكثر الأنظمة استيرادا للسلاح الروسي، حيث تم التوقيع مطلع 2010 على صفقة تسليح بين البلدين تربو على الملياري دولار. وقبل ذلك وقع الطرفان عام 2009 على عقد صيانة بقيمة سبعين مليون دولار لصيانة وتطوير أسلحة روسية قديمة يملكها الجيش الليبي من بينها 175 دبابة من طراز تي 72. وأدى قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا إلى تجميد عقد جديد بين البلدين لم يتم توقيعه بعد لبيع طرابلس مروحيات عسكرية روسية من طراز 52 أليغاتور, وأنظمة دفاع جوي وصواريخ من طراز إس 1. وبالجملة فقد قدرت روسيا خسائرها إذا انهارت صفقات أسلحة مبرمة مع دول عربية شهدت أو تشهد حاليا ثورات أو احتجاجات شعبية على أنظمتها بأكثر من عشرة مليارات دولار، من بينها نحو أربعة مليارات مع ليبيا وحدها. الداخل الروسي وبينما تراقب موسكو أجواء المنطقة العربية المفعمة بهواء الثورة، تضع أعينها على الداخل الروسي وتخشى من انتقال وهجها إلى أراضيها التي تشهد تصاعدا بأعمال العنف، ولأجل ذلك فهي حذرة وخائفة. وقد أبدى الرئيس ديمتري ميدفيديف قلقه من أن تتأثر بلاده وبشكل مباشر بالأحداث الجارية بالشرق الأوسط، وقال باجتماع مع لجنة تسمى مكافحة الإرهاب « إن سلسلة الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سيكون لها تأثير مباشر على الوضع في روسيا ». ورأى أن منطقة شمال القوقاز بالذات تجمع الكثير من التناقضات التي تُوفر أرضية مناسبة لظهور التطرف، مؤكدا ضرورة تنمية تلك المناطق، وتأسيس برامج اجتماعية لخلق فرص عمل، فضلا عن تطوير البرامج التعليمية التي تدعم التنمية على أوسع نطاق ممكن. إجراءات متأخرة صحيح أن روسيا أيدت أخيرا القرار الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا وطالبت –وإن بغير إلحاح- العقيد القذافي بالتنحي عن السلطة ووقف سفك الدماء، واعتبرته ميتا سياسيا، ومنعت توريد السلاح إلى ليبيا التزاما بالقرار الدولي، إلا أن تلك المواقف والإجراءات جاءت متأخرة وبعد أن ارتفع سقف التحرك الدولي فوق ذلك وعلت نبرة الخطاب والمواقف الأممية أكثر من ذلك. مع ذلك تبقى روسيا خائفة على مصالحها وصفقاتها، وحذرة من انتقال الثورة إلى أجزاء من أراضيها. بيد أنها مع كل ذلك وللمفارقة تربح أكثر كلما طالت الحرب، لأن ارتفاع أسعار المحروقات واضطراب الأوضاع بالمنطقة سيجعلها من ناحية تبيع نفطها بثمن أكبر وتقدم نفسها من ناحية أخرى لأوروبا باعتبارها موردا أساسيا ومستقرا للبترول. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 مارس 2011)