TUNISNEWS
8 ème année, N° 2879 du 11.04.2008
حــرية و إنـصاف: إيقافات جديدة في صفوف الإسلاميين حــرية و إنـصاف: اعتقال زهير مخلوف حــرية و إنـصاف: خالد ساسي عدو جديد للمحجبات و حرية اللباس حــرية و إنـصاف: نزول قادة الحزب للشارع لبيع جريدة الموقف الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بين تصريحات المسؤولين في جنيف .. و ممارسات البوليس السياسي في شوارع العاصمة ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: ختم الترافع في قضية الشيخ الضرير الخطيب البخاري ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: نورة الهشلمون : زوج سجين ..6 أطفال دون رعاية .. أشهر طويلة من الإعتقال دون تهمة ..و إضراب مفتوح عن الطعام ..! النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين : بيــــــان نقابة الصحفيين التونسيين: بيـــان الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى: ارفعوا أيديكم عن جريدة الموقف نقابيو نفطة يتضامنون مع أهالي الرديف نشطاء المجتمع المدني من نقابيين وحقوقيين وسياسيين: بيـــان النيابة النقابية بالمعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس:بيان اللجنة الطلابية الوطنية من أجل الدفاع عن حرية العمل النقابي و السياسي في الجامعة : بيـــان تأسيسي
الأساتذة المطرودون عمدا : بيــــــــــان شوقي بن سالم:بلاغ تونس تفرج عن متظاهرين على غلاء المعيشة بعد احتجازهم الإفراج عن متظاهرين بعد اعتقالهم في تونسقوات مكافحة الشغب تدخلت ضد متظاهرين بالرديف رويترز :تونس تفرج عن متظاهرين على غلاء المعيشة بعد احتجازهم وات: مسيرة عرفان وإكبار لقرار رئيس الدولة بتقديم موعد استكمال تهيئة أحواض التخزين لعدد من مغاسل الفسفاط وكالة الأنباء السعودية : الاقتراض البنكي في تونس القدس العربي:اعتقال تونسي في ايطاليا للاشتباه بصلته بأعمال ارهابية وات: اصدار جديد بعنوان: « السند التونسي في ممارسة الشعائر » رويترز :فيلم /الحادثة/ للمخرج رشيد فرشيو في عرض اول موقع « إيـلاف »:’الحادثة’.. فيلم تونسي يطرق أبوابا محظورة لاول مرة المفوضية الأوروبية تعلن 44 مشروعاً لمكافحة التلوث في 9 بلدان متوسطية الوطن: أخبار سريعة المختار اليحياوي :هل هو التخلف أم مغالطات النفطي حولة: الوضع الاجتماعي والبيئي بقفصه و محاولة الخروج من النفق عبدالحميد العدّاسي: كوكتال قفصي خالد شوكات: النزول إلى الشارع؟ ابن أبي الحسن: ملاحظات بخصوص ندوة » الحوار مع الشّباب » محمـد العروسـي الهانـي: الذاكرة الوطنية التونسية لن تموت مادام الأحرار على وجه الحياة يعيشون في الوطن خالد الطراولي :الخطأ الإستراتيجي للحركة الإسلامية.. شخصنة الصراع الدكتور بشبر عبد العالي:الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء الرابع عبدالرحمان الحامدي:جلباب الأمير افتتاحية « الموقف » تسويق بضاعة كاسدة صحيفة « الموقف »المناضل بلقاسم بوترعة لـ »الموقف رفضتُ مشاركتهم الاحتفال بعيد الشهداء …فهددوا بقطع أرزاقي صحيفة « الموقف »:بعد سبعين عاما .. »برلمان تونسي » ممكن صحيفة « الموقف » الخبير القانوني الأستاذ محمد العجميالنظام الإنتخابي أداة لتواصل سيطرة الحزب الحاكم على البرلمان فتحي بالحاج: في ذكرى رحيل فارس العروبة عصمت سيف الدولة محمد القلال: هل الإصلاح الديني من مشمولات الأحزاب السياسية أم من مشمولات الجمعيات الثقافية فقط ؟ أمامة: الكعب العالي …لا يصنع امرأة ثورية صلاح الدين الجورشي:البنك الدولي يُـحـمّـلُ المسؤولية لحكومات المنطقة الشرق »: الجزائر, قيادى بالقاعدة يسلم نفسه برفقة 30 من أتباعه بروكسيل – الحياة نظمت منتداها الأول في بروكسيل … «دول أغادير» تسعى إلى اجتذاب الاستثمارات الأجنبية والمفوضية الأوروبية تدعو إلى التكامل بين الدول العربية القدس العربي:اوليفييه روا: حلفاء إيران سيتواجهون عسكريا مع حلفاء السعودية عندما ستنسحب أمريكا من العراق باتريك سيل:نيكولا ساركوزي والاتحاد المتوسّطي العرب: توجيه تهمة التحريض على الشغب لجورج إسحاقكفاية تدعو «الإخوان» للمشاركة في إضراب جديد محمد نور الدين:تركيا: «دولة الوصـاية العسكرية»… عندما توثق لـ « الخونة والعملاء »
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- الصادق العكاري
22- هشام بنور
23- منير غيث
24- بشير رمضان
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش/.
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
مشاهد وتسجيلات فيديو حية حول أحداث الحوض المنجمي
مداولات مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجنيف يوم 08/04/2008 لتقرير اللجنة الدولية حول حقوق الانسان في تونس:
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 11/04/2008
إيقافات جديدة في صفوف الإسلاميين
في إطار حملة متواصلة منذ يوم 20 مارس 2008 وقع إيقاف العديد من المواطنين من أعمار مختلفة تتراوح بين 18 و 56 سنة و ينتمون إلى أوساط اجتماعية مختلفة نذكر من بينهم: 1/ السيد عبد الرؤوف العامري 2/ السيد مبروك بوظافري 3/ السيد محرز رجب 4/ السيد فيصل ساسي 5/ السيد محمد علي البسكري 6/ السيد كمال الغري 7/ السيد محمد اللبدي 8/ السيد فتحي العزيزي 9/ السيد محمد الرازقي 10/ السيد بشير زيتوني ، الذين بقوا بحالة احتفاظ بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية منذ ما يزيد عن عشرين يوما دون إحالتهم على المحكمة. و يبدو حسب رأي بعض الملاحظين و المطلعين أن حزب التحرير الإسلامي ليس له أي تنظيم بالجمهورية التونسية. و قد علمت حرية و إنصاف أن عائلات المواطنين المذكورين لا تعلم عن أبنائها إلى حد هذا اليوم أي شيء. و حرية و إنصاف تطالب السلطات التونسية بإطلاق سراح المواطنين المذكورين الذين تجاوزوا الفترة القانونية للاحتفاظ أو تمكين عائلاتهم من التعرف على مصيرهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 11/04/2008
اعتقال زهير مخلوف
قام عناصر البوليس السياسي التابع لمنطقة النخيلات بولاية أريانة اليوم الجمعة 11 أفريل 2008 على الساعة منتصف النهار و نصف باعتقال الناشط الحقوقي و عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف السيد زهير مخلوف و اقتادوه إلى المنطقة المذكورة أين تم استجوابه لمدة ثلاث ساعات و نصف. و يبدو أن الهدف من اعتقال السيد زهير مخلوف هو منعه من تصوير رجوع مرشح رئاسيات 2009 الأستاذ نجيب الشابي العائد من جولة أروبية . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 11/04/2008
خالد ساسي عدو جديد للمحجبات و حرية اللباس
قام يوم أمس و اليوم 10 و 11 أفريل 2008 المدعو خالد ساسي مدير معهد الوفاء بحي الغزالة ولاية أريانة بطرد التلميذات : ليلى بن نصر و نور الهدى بو بكر و مريم العسكري و صفاء الرزقي المرسمات بالسنة السابعة من التعليم الثانوي بتهمة مخالفة التراتيب الإدارية المتعلقة بالهندام ، علما بأن يوم غد السبت 12 أفريل 2008 هو يوم امتحان بالنسبة للتلميذات اللواتي وقع طردهن. و حرية و إنصاف تندد بهذا الاعتداء على حرية اللباس و تطالب مدير معهد الوفاء خالد ساسي بالتراجع عن قرار الطرد كما تدعو وزارة الإشراف بالتدخل نهائيا لوضع حد لتجاوز القانون و اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية حرية اللباس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 11/04/2008
خالد ساسي عدو جديد للمحجبات و حرية اللباس
قام يوم أمس و اليوم 10 و 11 أفريل 2008 المدعو خالد ساسي مدير معهد الوفاء بحي الغزالة ولاية أريانة بطرد التلميذات : ليلى بن نصر و نور الهدى بو بكر و مريم العسكري و صفاء الرزقي المرسمات بالسنة السابعة من التعليم الثانوي بتهمة مخالفة التراتيب الإدارية المتعلقة بالهندام ، علما بأن يوم غد السبت 12 أفريل 2008 هو يوم امتحان بالنسبة للتلميذات اللواتي وقع طردهن. و حرية و إنصاف تندد بهذا الاعتداء على حرية اللباس و تطالب مدير معهد الوفاء خالد ساسي بالتراجع عن قرار الطرد كما تدعو وزارة الإشراف بالتدخل نهائيا لوضع حد لتجاوز القانون و اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية حرية اللباس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 11/04/2008
نزول قادة الحزب للشارع لبيع جريدة الموقف
بعد استنفاد كل السبل الممكنة لبيع جريدة الموقف بشكل عادي كما تباع بقية الجرائد وبعد إصرار جهة معينة على تعطيل البيع العادي للجريدة المذكورة نزل اليوم الجمعة 11 أفريا 2008 بعض قادة الحزب الديمقراطي التقدمي و على رأسهم الأمينة العامة السيدة مي الجريبي إلى شارع الحبيب بورقيبة لبيع العدد 447 الصادر اليوم الجمعة 11 أفريل 2008 ، و رغم محاولة منعهم من قبل مجموعة من البوليس السياسي إلا أن الإقبال الشعبي على جريدة الموقف زاد من عزم الديمقراطيين خصوصا و أن بعض المواطنين اقتنى الجريدة بعشر دنانير كتشجيع منه للمبادرة و محاولة منه لكسر الطوق المضروب على حرية التعبير و الصحافة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 11 أفريل 2008
كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « :
ختم الترافع في قضية الشيخ الضرير الخطيب البخاري ..!
* نظرت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الجمعة 11 أفريل 2008 في : القضية عدد 10600 التي يحال فيها كل من : خطيب البخاري( مولود في 30/08/1955 ) ، و العيد الجوادي( مولود في 14/11/1975 ) ، و حافظ الصمودي( مولود في 17/05/1983 ) ، و حسيب الشابي ( مولود في 06/06/1984 ) ، و رمزي البريني ( مولود في 30/01/1985 ) ، و سامي القديري( مولود في 02/03/1976 ) و عبد الجليل العلياوي ( مولود في 27/06/1984 ) و عبد السلام بالي( مولود في 09/06/1984) ، و علي العافي( مولود في 03/06/1977 ) ، و غسان سليان ( مولود في 17/07/1987 ) ، و القمودي حمد ( مولود في 16/08/1981 ) ، و مختار العكوري ( مولود في 23/10/1985 ) و مراد السعدي ( مولود في 15/07/1986 ) ، و نجم الدين البرقوقي( مولود في 06/03/1979 ) ، و نور الدين الهريش ( مولود في 16/12/1985 ) ، و محمد علي الحرشاني ( مولود في 04/05/1971 ) ، و الحبيب الحفصي( مولود في 12/01/1984 ) ، و رمزي الرمضاني( مولود في 18/04/1977 ) و علي العمري ( مولود في 09/02/1983 ) بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 » لمكافحة الإرهاب » ، و تضمنت لائحة الإتهام تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و استعمال اسم و كلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بأعضائه و بنشاطه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ووضع خبرات على ذمة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و توفير معلومات لفائدتهم بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و المساعدة على إيوائهم و إخفائهم و العمل على ضمان فرارهم و التبرع و جمع أموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيم و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في ذلك ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة عبادة الكافي ( أصالة و نيابة عن الأستاذ سمير ديلو ) و عبد الفتاح مورو و عبد الرؤوف العيادي و المختار الجلالي و كمال الحامدي و بوبكر بن علي و سمير بن عمر و العياشي الهمامي ، و قد شهدت الجلسة الشروع مباشرة في الإستماع لمرافعات الدفاع اعتبارا لحصول تلاوة قرار دائرة الإتهام و الإستنطاقات بجلسات سابقة ، و قد بين المحامون بالخصوص تهافت محاضر باحث البداية وخلوها من الأدلة المادية فضلا عن انتزاع الإعترافات المضمنة بها تحت وطأة التعذيب ، كما أكدوا على عدم دستورية قانون » مكافحة الإرهاب » و على الحالة الصحية للشيخ الخطيب البخاري الفاقد للبصر و الذي لم يرتكب من جريمة سوى إبداء رأيه في بعض المسائل العقائدية و الفقهية ، و قد قرر القاضي إثر إعذار المتهمين حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . و الجمعية إذ تسجل أن هذا الملف أكد مرة أخرى أن المحاكمات اليومية هي فصول لمسلسل المكافحة الإستباقية » للإرهاب » ، فهي تجدد الدعوة لإلغاء قانون 10 ديسمبر 2003 سيئ الذكر و تصحيح آثاره الكارثية على حرية آلاف المواطنين.. و حرمتهم الجسدية و المعنوية ..! * ( تصويب لما ورد ببلاغ 10 أفريل 2008 : نظرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي التهامي الحافي يوم أمس الخميس 10 أفريل 2008 في : القضية عدد 15169 التي يحال فيها كل من : خالد الدريدي و حسين القماطي و نزار العسكري و كريم الخروبي ( بحالة إيقاف ) و حسن بوجنيح و الأمين الزياني و سالم الدريدي و العياشي الخالدي و سهيل الدريدي و بوبكر بن مغرم و عصام بن عيسى بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة سمير بن عمر و كلثوم الزاوي و حاتم بالأحمر . و قد قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 28 أفريل 2008 لجلب المتهم كريم الخروبي ). عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 10أفريل 2008
بين تصريحات المسؤولين في جنيف .. و ممارسات البوليس السياسي في شوارع العاصمة ..!
حاصرت أعداد كبيرة من البوليس السياسي اليوم 10 أفريل 2008 مقر الجمعية بنهج الجزيرة بالعاصمة كما رابط أعوان بالزي المدني لساعات طويلة أمام مكتب الأستاذة سعيدة العكرمي رئيسة الجمعية و أمام منزلها بتعلة منع اجتماع للمكتب الموسع ، و الجمعية إذ تشكر كل من عبر عن تضامنه معها فإنها تجدد تنديدها بالإعتداء على الحق في الإجتماع و تصميمها على المضي قدما في ممارسة حقها في العمل القانوني و واجبها في الدفاع عن ضحايا الظلم و الإنتهاكات . عن الجمعية نائب الرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 11 أفريل 2008
نورة الهشلمون : زوج سجين ..6 أطفال دون رعاية .. أشهر طويلة من الإعتقال دون تهمة ..و إضراب مفتوح عن الطعام ..!
لا تزال الأسيرة الفلسطينية نورة الهلشمون(37 عاماً) تواجه ظلمة السجن و ظلم الإحتلال بشجاعة و صبر قلّ مثيلهما فقد واجهت تعنت سلطات الإحتلال و قرار تمديد حبسها إداريا ، دون أي تهمة ، للمرة السابعة ..! بقرار الإضراب المفتوح عن الطعام ..حتى استعادة الحرية .. وكانت الأسيرة ( نورة الهشلمون) خاضت إضرابا عن الطعام فى 18 ديسمبر2007، ولمدة 27 يوماً متتالية للمطالبة بعدم تجديد الاعتقال الإداري لها وإطلاق سراحها حيث أمضت أكثر من سنتين تحت الاعتقال الإداري ( بسجن تلموند للنساء ) دون أن يوجه إليها أي تهمة محددة, إلا أن الاحتلال اخلف وعده بعدم تجديد الحبس الإداري لها .. علما بان زوج الأسيرة ، محمد سامي الهشلمون , يقبع بدوره في سجون الإحتلال في حين يتشرد أبناؤهما الستة دون معيل ، بل عمدت سلطات الإحتلال إلى فصل الأسيرة عن ابنتها الرضيعة » سرايا » إمعانا في التنكيل بها .. و الجمعية إذ تجدد التأكيد على تضامنها المطلق مع حق الأسيرة في استعادة حريتها فورا و دون قيد أو شرط فهي تدعو كل المنظمات و الجمعيات الحقوقية الوطنية و الإقليمية و الدولية للإنضمام للحملة الدولية للإفراج عن نورة الهلشمون و بقية الأسيرات الفلسطينيات الـ 107 في سجون الإحتلال ، و الجمعية بناء على إفادات محامية الأسيرة الأستاذة بثينة دقماق أنه لا صحة إطلاقا لما تتعلل به سلطات الاحتلال بأن تجديد الاعتقال الإداري للأسيرة يرجع لوجود ملف سري يدينها، فضلا عن أن سياسة وإجراءات الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين هي إجراءات عسكرية ظالمة و غير قانونية و تتنافى مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 .. حيث تستند على المادة (111) من أنظمة الدفاع لحالة الطوارئ التي فرضتها السلطات البريطانية في سبتمبر1945، والقرار 1228 والصادر بتاريخ 17 مارس1988، والذي بموجبه أصبح من صلاحية ضباط وجنود أقل رتبة من قائد المنطقة إصدار قرار بالاعتقال الإداري. كما تنبه الجمعية إلى المعاملة السيئة التي تتعرض لها الأسيرة حيث تحتجز في ظروف قاسية و تحرم من العلاج و الرعاية التي يتطلبها وضعها الصحي المتدهور و تطالب كل الفلسطينيين في الضفة و غزة بتوحيد الجهود لفك أسرها و أسر بقية المعتقلين .. عن الجمعية الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي
نقابة الصحفيين التونسيين بيـــان
إثر نقاشات ومشاورات بين الأعضاء المؤسسين لنقابة الصحفيين التونسيين، التي بُعثت في شهر ماي 2004 ، حول التطورات التنظيمية في القطاع والمتعلقة بالخصوص بميلاد النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وفوز تيار مستقل أعلن عن ضمان استقلالية الصحفيين والدفاع عن مصالحهم. وبعد ما صدر عن النقابة منذ المؤتمر إلى اليوم من مواقف تنم عن رغبة في الدفاع عن الصحفيين وعن أخلاقيات المهنة ضد كل من دأب على انتهاكها. وبعد أن تأكد لدينا أننا نتقاسم جملة من المبادئ والأهداف في الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للصحفيين وفي التمسك باستقلالية القطاع وحريته، باعتبار أن الصحفيين لا يمكنهم العمل الطبيعي إلا في فضاء يتسم بقدر من الحرية والاستقلالية. وعلى إثر مشاورات بيننا وبين مسؤولين بالفيدرالية الدولية للصحفيين باعتبار نقابة الصحفيين التونسيين عضوا مشاركا فيها منذ أكتوبر 2004. وبعد مفاوضات مع مسؤولين بمكتب النقابة الوطنية للصحفيين حول آفاق العمل النقابي الصحفي في تونس. نحن، الأعضاء المؤسسين لنقابة الصحفيين التونسيين، نعلن ما يلي: – الانضمام للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في إطار توحيد جهود الصحفيين واستجابة لرغبتهم في التنظم ضمن نقابة موحدة تعبر عن همومهم وتطلعاتهم، والعمل داخل هياكلها، دعما لاستقلاليتها، باعتبارها الإطار النقابي الذي يمثل عموم الصحفيين. – دعوة جميع أعضاء نقابتنا، بمقتضى هذا القرار، إلى الانخراط في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. – إعلام المؤسسات الدولية التي لدينا عضوية فيها بهذا القرار حتى تتولى التعامل بمقتضاه منذ تاريخ صدور هذا البيان. تونس في 10 أفريل 2007 عن المؤسسين محمد معالي – لطفي حجي – محمود الذوادي ———————–
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تونس في 11 أفريل 2008
بيــــــان
تلقى المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بيانا من الأعضاء المؤسسين لنقابة الصحفيين التونسيين عبّروا فيه عن قرارهم الانضمام للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين باعتبارها الإطار النقابي الذي يشمل كلّ الصحفيين التونسيين. والمكتب إذ يرحب بهذه المبادرة فهو يؤكد على : – أن النقابة الوطنية للصحفيين هي ثمرة جهود ونضالات أجيال متلاحقة من الصحفيين في مختلف المواقع ومن ضمنهم الزملاء الذين تقدموا بهذه المبادرة وهي حاليا الفضاء الذي يتسع لكل الزملاء الصحفيين بمختلف توجهاتهم وآرائهم ومواقع عملهم، شرط احترام قانونها الأساسي وميثاق شرف المهنة وأخلاقياتها. – ضرورة توحيد كل جهود الصحفيين ونضالاتهم خدمة لقضايا الصحفيين التونسيين المادية والمهنية ودعما لحرية الصحافة والتعبير في بلادنا. – أهمية وحدة الصف الصحفي والتفاف كل الصحفيين التونسيين حول نقابتهم الفتيّة « النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين » لاسيما في هذا الظرف والدفاع عن استقلاليتها والتصدي لكل المحاولات التي تسعى لضربها. عاشت نضالات الصحفيين عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن المكتب التنفيذي الرئيـــــس ناجي البغوري
الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى:
ارفعوا أيديكم عن جريدة الموقف
باريس 10 / 4 / 2008 للمرة الثالثة على التوالي يقع حجز جريدة الموقف التونسية وعدم توزيعها، علما أن هذا المنبر الإعلامي تعرّض في مناسبات عديدة سابقة للحجز والمصادرة وجمعه من الأكشاك، بغية محاصرته باعتباره بات حاضنا للعديد من الأقلام الحرة ومعبرا عن قضايا وهموم المواطن، بعيدا عن إعلام الغيبوبة والموت الورقي. والجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى، من خلال متابعتها لمعاناة جريدة الموقف، هذه الأسبوعية التونسية المحرومة من الدعم والإشهار، بسبب تشبثها بأخلاقيات العمل الصحفي، الذي يستند إلى الضمير المهني، في كشف الحقائق وعدم تبييض الأراجيف فإننا: ■ نساند زملائنا من أجل استرداد حقهم المنهوب، عبر الوقوف إلى جانبهم من أجل المطالبة المستمرة والمستديمة، للكف عن تعطيل توزيع الجريدة، وعدم حرمان المواطن من القراءة والمتابعة. ■ نطالب الجهات المعنية برفع » الكلبشات » عن هذا المنبر الإعلامي، الذي يعتبره الكثير من التونسيين مكسبا وطنيا، لا يمكن إلغائه من الساحة الإعلامية بمثل هذه الطرق العتيقة. ■ نحيي بكثير من التقدير والاحترام المواقع الالكترونية التونسية المهاجرة، التي تساهم في فك الحصار الإعلامي، وتقوم بدور مهم في تنضيج الوعي السياسي، إلى جانب كل المنابر العربية الأخرى والدولية الشريفة، التي تتبنى قضايا حرية الرأي والتعبير. ■ تغتنم هذه المناسبة للتذكير بوضعية زميلنا الصحفي سليم بوخذير، مراسل موقع العربية نت، الذي يقبع في السجن وليس له من ذنب سوى أنه مارس حرية القلم، ونستنفر كل الزملاء وكل الأخيار في الوقوف إلى جانبه ومناصرته، من أجل استرجاع حريته المفقودة. الطاهر العبيدي الكاتب العام للجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى www.jafe.org
بيـــــــــــــان
نحن نشطاء المجتمع المدني من نقابيين وحقوقيين وسياسيين المجتمعين اليوم 10افريل بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة،متابعة منا لتطورات الأحداث في الحوض المنجمي بالرديف وما آلت إليه الأوضاع من ايقافات ومداهمات ليلية وقمع واعتداء على عشرات النقابيين والعاطلين عن العمل على خلفية الإحتجاجات المطالبة بالحق المقدس في الشغل والتصدي لغلاء المعيشة وكل مظاهر الفساد والرشوة والمحسوبية نعبر عما يلي : 1) مساندتنا المطلقة لمطالب الحركة الإحتجاجية في الشغل القار وايلاء جهة المناجم ما تستحق من أهمية في التنمية ومواطن الشغل والمقومات الضرورية للعيش الكريم. 2) نندد بحملة الإيقافات والقمع والترويع والحصار الذي تتعرض له الجهة لما يزيد عن ثلاثة أشهر ونحمل السلطة المسؤولية الكاملة في تردي الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والأزمة العامة بالبلاد والتي تمثل منطقة الحوض المنجمي المظهرالصارخ لإختياراتها اللاديمقراطية واللاشعبية . 3) ندعو الإتحاد العام التونسي للشغل لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الحركة الإحتجاجية المشروعة والوقوف إلى جانب الشباب العاطل عن العمل والتراجع عن دعوة نقابيي جهة قفصة للمثول أمام لجنة النظام وتجريدهم. 4) نطالب كافة قوى المجتمع المدني من نقابات وهيئات حقوقية وشبابية وأحزاب سياسية بمواصلة تفعيل المساندة الملموسة للشباب العاطل عن العمل من أجل كسر الحصار الإعلامي ودفع السلطة لتوفير مواطن الشغل القار وتحسين الأوضاع المعيشية لأهالي قفصة وطرح ملف التشغيل والبطالة عموما كقضية وطنية عاجلة وملحة تهم كل مكونات المجتمع التونسي بأسره . عن المجتمعين بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة .في 10/04/2008
نقابيو نفطة يتضامنون مع أهالي الرديف
1. أمضى نقابيون من مختلف القطاعات على عريضة مساندة لأهالي مدينة الرديف ونقابييها هذا نصها » نحن الهياكل والقواعد النقابية بمدينة نفطة الممضون أسفله وعلى إثر ما جدّ بمدينة الرديف من أحداث أليمة انتهك فيها جهاز البوليس الحرمة الجسديّة لعديد النقابيين باعتدائه الهمجي بالعنف الشديد والاعتقال التعسفي لأعداد كبيرة من النقابيّين والشباب وذلك على خلفيّة نشاطهم المؤطر والمساند للحركة الاحتجاجيّة السلميّة للمعطّلين عن العمل بالرديّف إلى جانب موجة من الاعتقالات والمداهمات العشوائية التي طالت شباب المدينة وما صاحبها من عنف وترويع طال العائلات الآمنة في بيوتها فإننا نعبّر عن : – إدانتنا الشديدة لاستهداف النقابيين وإنكارنا لأسلوب التعامل القمعي مع احتياجات الشباب في سنة الحوار معهم ؟؟؟ – مساندتنا المطلقة لمطالب الحركة الاحتجاجية و إكبارنا للمسؤولية العالية و الانضباط التام الذي تحلّت به اللجنة النقابية المؤطرة للاحتجاجات و الذي تجلّى من خلال تعامل السلط معها كطرف جدّي مفاوض. – انشغالنا العميق عن الحالة الصحية للمعتقلين وخصوصا حالة الأخ عدنان الحاجي وتحميلنا الجهات المسؤولة تبعات كل ما قد يمس بسلامته الجسدية. – تحيتنا للإضراب المفتوح الذي دخلت فيه خمس نقابات أساسية احتجاجا على الوضع المأساوي بمدينة الرديّف. وانطلاقا من إيماننا العميق بمبدأ التضامن النقابي والعمّالي وقداسة الحق في الشغل وقيم حقوق الإنسان التي تضمنتها كل قوانين وأدبيات منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل فإننا ندعو إلى: أ- الإطلاق الفوري واللامشروط لسراح كل المعتقلين وفتح تحقيق شفاف في ملابسات الأحداث والمتسبّبين في تأجيجها والوقوف على أسبابها العميقة. ب- تدخّل المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وعلى رأسه الأخ الأمين العام لإطلاق سراح المعتقلين ووقف التعاطي الأمني مع المسائل الاجتماعيّة التي يفترض تكريم من أطّرها وحصّنها من الفوضى والفلتان. ج- تحمّل كل فعاليات المجتمع المدني النقابية والحقوقية والسياسية لمسؤولياتها للضغط من أجل وقف الطريقة الفظّة في تعامل السلطة مع الأوضاع في الرديّف والعمل على إعادتها إلى وضعها الطبيعي فورا. »
2. وجهت نقابة التعليم الأساسي بنفطة برقية في شأن الوضع بمدينة الرديف إلى السيد والي قفصة والنقابة العامة للتعليم الأساسي والنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف وهذا نصها: نحن أعضاء النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة المجتمعين اليوم 09 / 04 / 2008 بدار الإتحاد المحلي للشغل بنفطة إذ نعبر عن استيائنا الشديد لما تعرض إليه زملاؤنا من النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف من ايقافات وتعنيف فإننا نعلن مساندتنا وتضامننا المطلق معهم مطالبين باطلاق سراحهم فورا الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الأساسي بنفطة سعيد الأكحل
3. وجهت النقابة الأساسية للتعليم الأساسي عريضة إلى معلمي مدينة نفطة لإمضائها مساندة للزملائهم الموقوفين بمدينة الرديف وهذا نصها:
» نحن معلمي ومعلمات المدرسة الإبتدائية ……. بنفطة نعبر عن استيائنا الشديد لما تعرض له زملاؤنا من التعليم الأساسي بالرديف من اعتقال وتعنيف شديد على خلفية تحركاتهم النقابية والإجتماعية ، ونطالب السلط المعنية بإطلاق سراحهم فورا. عمر قويدر عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة
اللجنة الطلابية الوطنية من أجل الدفاع عن حرية العمل النقابي و السياسي في الجامعة بيـــان تأسيسي
تونس في 08/04/2008 أمام الهجمة المنظمة من طرف السلطة ضد المنظمة الطلابية و ضرب حقها في النشاط التي طالت عديد من مناضلات و مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس بالتتبعات العدلية و السجن و الطرد من الدراسة و الملاحقات المختلفة و العديد من المضايقات … و أمام رفض سلطة الإشراف فض هذه الملفات و فتح حوار مسؤول و جدي حول الإشكالات العالقة .نحن مناضلي و مناضلات الإتحاد العام لطلبة تونس و الحساسيات السياسية والنقابية في الجامعة نعلن عن تأسيس اللجنة الطلابية الوطنية من أجل الدفاع عن حرية العمل النقابي و السياسي في الجامعة و التي ستكون مهامها كالتالي : أولا : رصد كل الإنتهاكات التي يتعرض لها الإتحاد العام لطلبة تونس بهياكله و مناضليه و إصدار تقارير دورية في ذلك. ثانيا :تنظيم نشاطات إحتجاجية في الأجزاء الجامعية تطالب بإيقاف التتبعات العدلية و بإرجاع المطرودين لأسباب نقابية و سياسية إلى مقاعد الدراسة . ثالثا : التنسيق مع هياكل المنظمة الطلابية و مكونات الجامعة النقابية والسياسية من أجل التحسيس حول ملف حق الإتحاد في النشاط. رابعا : العمل في أوساط الحركة الديمقراطية ومكونات المجتمع المدني للتعريف بقضايا الحريات النقابية والسياسية في الجامعة. الأعضاء : 1_لطفي المرابط : منسق اللجنة 2_صبري الزغيدي 3_صالح العجيمي 4_الشادلي الكريمي 5_غازي بن علية 6_يوسف التليلي 7_حبيبة التليلي 8_أيوب عمارة 9_نبراس الهذيلي 10_ربيع الورغي 11_عياد بن محمد 12_محمد السوداني 13_فريد السليماني 14_حافظ السواري 15_ناظم العبدلي 16_كمال عمروسية 17_أيمن الجعبيري
الأساتذة المطرودون عمدا بيــــــــــان تونس في 11 افريل 2008-
يمر اليوم عام كامل على إضراب 11 افريل2007 الذي دعت إليه نقابتا التعليم الثانوي والأساسي دفاعا عن كرامة المربي و حقوقه المستهدفة و على رأسها الحق في الشغل القار و الحق النقابي. لقد شاركنا دون تردد في هذا النضال و التحمنا مع زملائنا في قاعات الأساتذة و في مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل بقبلي و نفطة و العاصمة، شاركنا بحماس دفاعا عن حقنا في ممارسة العمل النقابي رغم وضعنا المهني الهش، فنحن نعلم أن وزارة التربية و التكوين تضغط بكل الوسائل على الأساتذة المعاونين صنف ا من اجل عدم المشاركة في نضالات القطاع و اضراباته بل وحتى الإمضاء على العرائض و الانخراط في المنظمة النقابية، كنا نعلم كل هذا، لكن تشبعنا بقيم المواطنة الحرة و إيماننا غير المشروط بالعمل النقابي الذي تدربنا عليه و مارسناه صلب الاتحاد العام لطلبة تونس فضلا عن قناعتنا بان من يبدأ حياته المهنية بالذل لا يمكن أن يواصل بقية حياته إلا على نفس المنوال، كل هذا شكل لدينا معينا أدبيا و معنويا لن ينضب. إن التحاقنا بالمهنة لم يكن منّة و لا صفقة و لا عبر الطرق المشبوهة و غير المشروعة، لقد التحقنا بالقطاع عبر نضالنا و ثبّتنا جدارتنا العلمية و المهنية رغم الصعوبات و العوائق و المتربصين، و حال طردنا دون موجب قانوني، لم نتردد في الدفاع عن حقنا في العودة إلى العمل باستماتة، وهو حق غير قابل للتصرف من أية جهة كانت، و شكل إضراب الجوع الذي خضناه من يوم 20 نوفمبر إلى 28 ديسمبر 2007 بمقر النقابة العامة للتعليم الثانوي حلقة متقدمة في هذه الاستماتة، و إن لم نحقق إلى الآن هدفنا، فهذا لا يعنى البتة تخلينا عنه أو تسليمنا بالأمر الواقع. إن ما قمنا به يوم 28ديسمبر الفارط هو تعليق للإضراب بما يعني إمكانية مواصلته ما لم تستجب وزارة التربية لمطلبنا العادل الذي خضنا من اجله إضراب الجوع ،فضلا عن إمكانية إتباع أشكال نضالية أخرى. إننا وان فوضنا أمر ملفنا للنقابة العامة للتعليم الثانوي و الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد فذلك لا يعني البتة انسحابنا من متابعة ملفنا، إننا نؤكد بصوت عال أننا على نفس الاستعداد و بنفس العزيمة لاستئناف معركة العودة إلى العمل بعد تأكد الجميع أننا على حق و أن استهدافنا كان لأسباب نقابية، و نحن متأكدون من التفاف زملائنا حول مطلبنا العادل الذي نظموا من اجله عديد النضالات الجريئة ،كما أن إسناد مختلف القطاعات و المركزية النقابية و مختلف قوى المجتمع المدني لنا و لنضالنا،لهو مقوم أساسي من مقومات صمودنا و استماتتنا. إننا إذ نستحضر ذكرى إضراب 11 افريل فإننا نتوجه بأحر التحايا النضالية لعموم أساتذة تونس و كل الهياكل النقابية المناضلة معاهدين إياهم بمزيد الإصرار حتى استعادة حقنا،كما نستغل هذه المناسبة لتحية أهلنا و ابناء شعبنا المنتفضين من اجل الحق في الشغل بكرامة و عزة في مدن الحوض المنجمي بقفصة،و نحن ننحني أمام إصرارهم و ثباتهم في الدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف عاشت نضالات الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية الأساتذة المطرودون عمدا – محمد مومني – على الجلولي – معز الزغلامي نقلا عن مدونة الأساتذة المطرودون عمدا
http://3profexclu.blogspot.com/
بلاغ
وقد توجهنا سابقا إلى مناضلي الحزب والرأي العام السياسي بالحجج التي تؤكد الطابع الانتقامي للقرار وعدم استناده إلى أيّ مرجعية قانونية. وكشفنا أنّ الغاية هي دفعنا إلى الاستقالة من الحزب لأسباب تتعلق بالاستحقاق الانتخابي التشريعي لسنة 2009 وأيضا دفعنا إلى الاستقالة من العمل السياسي الوطني. وأؤكد للرأي العام الوطني ولمناضلي حزب الوحدة الشعبية أن الخلاف الحقيقي مع المكتب السياسي هو اختلاف حول برنامج عمل سياسي كنا تقدمنا به للمكتب السياسي وللأمين العام بما يضمن الديمقراطية والشفافية في مستوى تسيير الحزب ويكرس العدالة بين كلّ مناضلي الحزب بقطع النظر عن منطق الولاء المصلحي السائد لدى البعض. وقد رفض المكتب السياسي هذا البرنامج وقام بتجميدنا في ظروف ما زالت تتسم بالغموض. وإننا نؤكد أنّ الوضع الحالي للحزب وسياسة الإقصاء والتهميش وفرض منطق الولاء الشخصي واعتبار الحزب مجرد وسيلة لتحقيق المطامح الشخصية ولو على حساب مبادئه ومقتضيات المصلحة السياسية العامة ستكون له تبعات قاسية على مستقبل الحزب إذا لم يقع الاحتكام إلى منطق العقل.
الإمضاء شوقي بن سالم إعلامي ومناضل سياسي
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـة بــــنزرت 40 نهـــج بلجيـكا- بنزرت دعــــــــــــــوة
تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة التي تعقدها بمناسبة ذكرى الاستقلال وذكرى 9 أفريل والتي سيقدم خلالها السيد محمد صالح فليس مداخلة بعنوان: بنزرت والاستقلال وذلك يوم السبت 12 أفريل 2008 على الساعة الرابعة والنصف بمقر الجامعة. شكــــــرا
تصحيح
ذكرت تونس نيوز فيعددها 2878 الصادر بتاريخ 10-10- 2008- أن مصدر المقال الذي نشرته بعنوان » ندوة « الوطن » حول « قطاع التعليم العالي والبحث العلمي: » الواقع وآفاق الحلول »نقابات صورية وكائنات مستنسخة « بإمضاء عبدالسلام الككلي هو جريدة الوطن والحال أن كاتب المقال لم يتعامل مع هذه الجريدة ولم ينشر بها مقاله بل نشره مختصرا بالعدد 447 من جريدة الموقف الصادر يوم 11افريل 2008 وبعنوان « النقابات الكرتونية وأجندة السلطة » أرجو نشر هذا التوضيح للأمانة ورفعا لكل التباس عبدالسلام الككلي
تصحيح
عبد اللطيف بن سالم – باريس
لقد إطّلعت بشغف والتذاذ كبيرين على المقال الشيق للسّيد محمد الحمروني: « رحلة عبر الزمان في « مدينة النعمان » تونس العتيقة، متحف للفن المعماري وموطن الكنوز المهدّدة بالضّياع « ، الذي نشرته – مشكورة- تونس نيوز بتاريخ 10 أفريل 2008 عن يوميّة » العرب » القطرية الصّادرة بنفس التّاريخ. ولأن اشكر كاتب المقال على دعوته الكريمة لنا كي نتيه برفقته ولو بإعتمال الذّاكر ة في متاهات المدينة الرّائعة و نستغرق في دفئها التّاريخي، فإني إرتأيت من الواجب لفت نظره إلى « زلّة قلم » ليست بالمحدّدة بقدر ما هي مهمة في مجال التّعاطي مع المعلومة التّاريخية و توخّي الدقّة و الحذر في تقديمها. في وصفه لسوق من الأسواق العتيقة كتب السّيد الحمروني »…كما تتداخل الظلال بالأنوار الوافدة عبر فتحات صغيرة من السّقف في استحضار لمشهد أسطوري يجسّده قبر أحد الفاتحين الذي قضى خلال إحدى الغزوات فدفن حيث سقط وما زال يتوسّط سوق السّراجين في المدخل الغربي للمدينة » . فبالفعل يوجد قبر في قلب السّراجين لكنّه ليس » لأحد الفاتحين » إنّما هو مدفن المجاهد (بالقلم) عبد الله إبن عبد الله التّرجمان الميورقي (أصيل جزيرة ميورقه) المتوفي سنة 1420 ميلاديّة. وهو أصلا قسّ نصراني يدعى أنصلمو طورميده إعتنق الإسلام و نزع عنه ثياب الكنيسة و تزوّج من تونسية مسلمة تنتمي إلى البلاط السّلطاني و قد أتى ذكره كواحد من أعتى الفقهاء في المجابهات الجدلية ضد اللاهوتيين النّصارى آنذاك. من مؤلفاته: » تحفة العريب في الرّد على أهل الصّليب ». و للعلم فإن المكتب الثقافي التّابع لسفارة إسبانيا بتونس هو الذي يعتني بالاشتراك مع معهد ثربانتص (Cervantes) بالمدفن منذ سنين. و لكم الشكر
الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد30-الصادر في 11 أفريل 2008
أخبار سريعة
اعتداء على فرع رابطة حقوق الإنسان قالت مصادر حقوقية إن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت تعرض أواسط الأسبوع المنقضي إلى « اعتداء تمثل في طلاء اليافطة المعلقة على باب المقر باللون الأبيض بعد أن كتبوا عليها عبارات منها « بر روح » ». نفي نفت مصادر شبه رسمية أن يكون وقع الاختيار على السيد محمد اللجمي الرئيس الأول لمحكمة التعقيب ليكون عضوا في هيئة المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في جريمة اغتيال الوزير الأول اللبناني السابق رفيق الحريري. ويذكر إن إحدى وكالات الأنباء نشرت قبل أيام خبرا يشير إلى اختيار السيد محمد اللجمي في هذه اللجنة. تونس والأمانة العامة للاتحاد المتوسطي امتنعت آن ماري إيدراك وزيرة الدولة الفرنسية المكلفة بالتجارة الخارجية عن تأكيد أو نفي الأخبار التي تحدثت عن إمكانية احتضان تونس للأمانة العامة للاتحاد المتوسطي. تحقيق داخل الإذاعة والتلفزة علمت « الوطن » أن « تحقيقا » فتح داخل مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسية لمعرفة الطرف أو الأطراف التي تقف وراء نشر رسالة تضمنت عدة مشاكل داخلية في مؤسستي الإذاعة والتلفزة. بيانات حقوقية أصدرت عدة هيئات حقوقية بيانات نددت فيها بقرار وقف البث الفضائي لقناة الحوار (مقرها لندن) وتبث على القمر الصناعي المصري « نايل سات ». واعتبرت أن هذا القرار قد يكون ترجمة فعلية لأحد قرارات وزراء الإعلام العرب. تقرير الحريات الصحفية علمت « الوطن » أن النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بصدد وضع اللمسات الأخيرة على تقرير الحريات الصحفية الذي سيصدر يوم 3 ماي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وعلمت « الوطن » أن لجنة من داخل المكتب التنفيذي للنقابة هي من أعدت التقرير. الأساتذة المبرزون شهدت الساحة النقابية خلال الفترة الأخيرة تحركات مكثفة للأساتذة المبرزين الذين يدرسون في المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية. وحرر هؤلاء رسالة عرضوا فيها جملة من المطالب على النقابة العامة للتعليم الثانوي وعلى بعض أعضاء المركزية النقابية. وتتلخص أهم هذه المطالب في أولا: إفرادهم في المفاوضات الاجتماعية حول الزيادة العامة في الأجور باعتبار الأستاذ المبرز صنفا مستقلا من حقه أن يستفيد من الشهائد العلمية التي حصل عليها. ثانيا: فتح درجة ثانية في الارتقاء المهني داخل نفس الصنف أسوة ببقية الأصناف. قلق من ظاهرة التهريب ذكرت مصادر إعلامية أن هناك قلقا لدى السلطات التونسية من تنامي ظاهرة تهريب زيت المائدة والسميد والحليب المجفف. وأن عمليات التهريب هذه أصبحت تأخذ منحى خطيرا يهدد الاقتصاد الوطني. معلمو الرديف اتصلت صحيفة « الوطن » بلائحة اجتماع معلمي الرديف (3-4-2008) جاء فيها على وجه الخصوص مساندة أهالي الرديف وشبابها في المطالبة بالشغل ومطالبة المركزية النقابية برفع التجميد عن عدنان الحاجي عضو الاتحاد المحلي للشغل بالرديف. في صحيفة « لابراس » نشر عدد من الصحافيين في جريدة « لابراس » وثيقة باللغة الفرنسية تضمنت دعوة لتطوير الصحيفة شكلا ومضمونا. وذكر هؤلاء أن خلفية هذه الدعوة هي التراجع الواضح لمكانة الصحيفة. الجيلاني ومسار برشلونة أكد السيد الهادي الجيلاني رئيس اتحاد الصناعة والتجارة أن نتائج مسار برشلونة مازالت دون المأمول. ويذكر أن عدة جهات رسمية كانت أشارت في مناسبات سابقة « إلى النتائج الإيجابية التي حققها اتفاق الشراكة مع أوروبا ». دعوة للواقعية! صدرت خلال الفترة الأخيرة عدة نصوص سياسية هي بمثابة « المراجعات ». اللافت للانتباه في هذه النصوص أنها دعت إلى « عقلنة » الخطاب السياسي للمعارضة وضرورة أن يكون « واقعيا ». وجاء فيها أن « التصعيد » حول قضايا بسيطة لم يثمر نتائج سوى عزلة هذا الخطاب. يذكر أن عددا من الأحزاب السياسية في تونس منها الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تدعو دائما إلى أن يكون الخطاب السياسي للمعارضة يتسم بالجدية ويطرح قضايا حقيقية على قاعدة قوة الحجة. « أحداث ومواقف » صدر العدد العاشر من نشرية « أحداث ومواقف » التي يصدرها الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي وتضمن العدد عدة مقالات ودراسات هامة إلى جانب تغطية إعلامية لعدد من أنشطة الاتحاد. منسق الاتحاد الأوروبي: الإرهاب تهديد « حقيقي جدا » في شمال أفريقيا حذر منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف في نقاش في البرلمان الأوروبي أن تهديدا إرهابيا « حقيقيا جدا » يتنامى في شمال أفريقيا حيال الاتحاد الأوروبي. وصرح « القاعدة مسيطرة اليوم وفي المستقبل على الإرهاب الدولي وسيبقى زعيمها أسامة بن لادن ناشطا جدا طالما يستفيد من ملاذ في أفغانستان وباكستان ». وأردف « لكن بالموازاة مع ذلك يتطور إرهاب إسلامي بالوكالة يتمثل في انضمام جماعات مثل الجماعة السلفية للدعوة والقتال (القاعدة في المغرب الإسلامي) والجماعة الليبية المقاتلة ». وقال محذرا أن « تهديدا حقيقيا يتنامى على حدودنا » ذاكرا اغتيال أربعة فرنسيين في موريتانيا واختطاف نمساويين في تونس. وأضاف « يزداد الخطر حدة مع عودة « جهاديين » إلى دول المغرب وأوروبا بعد اكتسابهم خبرة فيعتبرون أبطالا ويشكلون مركز اهتمام ». وأكد « عمل الاتحاد الأوروبي كثيرا على القمع والحماية. وعليه الآن تعزيز الوقاية والاستعداد لعواقب اعتداء ضخم ».
74 مليون دولار لنشر الإنجليزية بالعالم العربي أعلنت منظمة أمريكية غير حكومية تنشط في 13 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنها رصدت هذا العام 74 مليون دولار لنشر اللغة الإنجليزية في المنطقة، في إطار » جهود لسد الفجوة بين العرب والأمريكيين ». وكشف تيادور كاتوف -رئيس منظمة أمديست الأمريكية- في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس، أن المنظمة التي لها 23 مكتبا في 13 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا « رصدت هذا العام 74 مليون دولار لنشر اللغة الإنجليزية ودعم برامج التعاون وتبادل الزيارات وإقامة برامج تدريب ». تونس في المرتبة 39 عالميا والثانية عربيا صنف المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في تقريره الأخير حول القدرة التنافسية للقطاع السياحي تونس في المرتبة 39 من أصل 130 دولة.وتعد تونس في المرتبة الثانية عربيا بعد دولة قطر. كما تتقدم بصفة جلية على أهم الدول المنافسة على غرار تركيا 54 ومصر 66 والمغرب67 دراسة حول المناخ الاستثماري في تونس تم إعداد دراسة خاصة حول المناخ الاستثماري في تونس « كبوابة مركزية في المنطقة الأورو متوسطية » سيتم تقديم نتائجها التي تحتوي علي وجهات نظر مختلف المؤسسات الأجنبية المستثمرة في تونس خلال الدورة العاشرة لمنتدى قرطاج للاستثمار و الذي سينعقد خلال يومي 12 و13 جوان القادم حول موضوع » الاندماج في المنطقة الأورو متوسطية عامل للرفع من جاذبية تونس كموقع استثماري و ستتمحور أشغال هذه التظاهرة السنوية التي تنضمها وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي حول الفرض التي يوفرها الإندماج الإقليمي لتونس باعتبارها أول بلد في جنوب المتوسط استكمل إرساء منطقة التبادل الحر مع الإتحاد الأوروبي في مجال المنتوجات الصناعية كما ستتناول المداخلات خلال المنتدى مسائل تتعلق بانعكاسات سياسية الإندماج علي الإقتصاد التونسي و توسيع فرص الشراكة التونسية الأجنبية إضافة إلي التركيز علي برنامج تحديث الصناعة و الرفع من إنتاجية المؤسسة التونسية و الموارد البشرية و البنية الأساسية و اللوجستية و مناخ الأعمال في البلاد كما سيتم تنظيم ورشتين الأولي حول الصناعات المعملية و النفاذ إلي مستوي أعلي من الحرفية من خلال التركيز علي صناعة تجهيزات الطيران في تونس أما الورشة الثانية فستهتم بموضوع تونس مركز إقليمي للخدمات ذات القيمة المضافة العالمية و ستتمحور حول تطوير الهندسة ذات القيمة المضافة العالمية و بروز مراكز الكفاءة و البحوث من أجل التنمية. صندوق استثماري خليجي يتولى الاستثمار في عقارات سكنية ينتظر أن يتولى صندوق استثماري خليجي ان يتولى الاستثمار في مشاريع عقارية في دول عربية عديدة ومن بينها تونس. وقد ضبط الرأسمال الأولي للصندوق بنحو 300 مليون دولار ويشارك فيه بنك قطري وشركة استثمار كويتية. وتتمثل هذه المشاريع في عقارات سكنية من خلال مجمعات سكنية تتكون من فلل ومراكز تجارية. الغرفة النقابية التونسية لمنتجي الأفلام تطالب برفع الحظر على فيلم « الحادثة » أثار الفيلم التونسي « الحادثة » للمخرج رشيد فرشيو جدلا كبيرا، بعد أن منعته السلطات لاعتبارات أخلاقية، في الوقت نفسه طالبت « الغرفة النقابية التونسية لمنتجي الأفلام برفع الحظر الذي فرضته الرقابة على الفيلم.وكانت لجنة الرقابة على الأفلام السينمائية التونسية شاهدت نسخة من الفيلم الشهر الماضي، واعترضت على بعض المشاهد فيه دون ذكر للأسباب.ويتناول الفيلم حكاية سائق تاكسي « فارس »، وهو شاب ذو مستوى تعليمي عال تعترض طريقه سيدة جميلة وغريبة أثناء عودته من مستشفى الولادة برفقة زوجته ومولوده الجديد تشغيل حاملي الشهادات العليا إرتفعت عمليات تشغيل حاملي الشهادات العليا خلال الثلاثة أشهر الأولى ( جانفي – فيفري – مارس ) من السنة الحالية 2008 إلى 307 7 أي بمعدل 436 2 عملية في الشهر و ذلك مقابل 085 5 عملية تشغيل خلال نفس الفترة من السنة الفارطة 2007 أي بارتفاع يقدر بـــ 43،7 بالمائة و يعود هذا التطور في عمليات التشغيل الخاصة بحاملي الشهادات العليا إلى برنامج تكفل الدولة بـــ 50 في المائة من الأجور. و إذا ما تواصل هذا النسق في التشغيل فإن عدد من سينتفعون بذلك لن يتجاوز الــــــــــ 000 30 خلال السنة الحالية 2008 أي ما يوازي نصف من تخرجوا في أواخر السنة الجامعية الماضية هذا دون احتساب عشرات الآلاف من خريجي السنوات التي سبقتها و الذين لا زالوا يعانون من البطالة …. الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد30-الصادر في 11 أفريل 2008
تونس تفرج عن متظاهرين على غلاء المعيشة بعد احتجازهم
تونس (رويترز) – قال مصدر نقابي ان السلطات التونسية افرجت عن أكثر من 20 متظاهرا يوم الخميس بعد ان احتجزتهم في منطقة الرديف بمحافظة قفصة التي تشهد منذ اسابيع احتجاجات على غلاء المعيشة. لكن مصدرا رسميا قال انه « بناء على حدوث اعمال تشويش بالطريق العام واضرار بملك الغير فانه تمت احالة ثمانية اشخاص للمحكمة الابتدائية بقفصة » قبل ان « يطلق سراحهم بشكل مؤقت ». وقال مصدر نقابي طلب عدم نشر اسمه ان أكثر من 20 شخصا اعتقلوا في مدينة الرديف القريبة من قفصة التي تقع على بعد 300 كيلومتر من العاصمة تونس بعد اعمال شغب اثناء احتجاجات قبل ثلاثة ايام. واضاف ان الاعتقالات جاءت بعد مواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين الذين يطالبون باصلاحات اجتماعية تتعلق بقطاع التشغيل في المنطقة المعروفة باسم »الحوض المنجمي » والغنية بالفوسفات. وقال ان المواجهات وقعت بعد أن القى « متظاهرون مندسون » الحجارة على قسم للشرطة. واشارت مصادر نقابية الى ان مظاهرات اندلعت منذ أكثر من شهر في منطقة « الحوض المنجمي » التي تضم قفصة والرديف والمظيلة احتجاجا على غلاء المعيشة وانتشار البطالة. والاحتجاجات أمر نادر الحدوث بتونس.
المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11فريل2008
الإفراج عن متظاهرين بعد اعتقالهم في تونس قوات مكافحة الشغب تدخلت ضد متظاهرين بالرديف
أفرجت السلطات التونسية أمس عن عشرات المتظاهرين بعد اعتقالات في مدينتي قفصة والرديف جنوب غرب البلاد. وأوضح مصدر رسمي أن الأمر يتعلق بـ »حدوث أعمال تشويش في الطريق العام وإضرار بملك الغير » مضيفا أنه تمت إحالة ثمانية أشخاص إلى المحكمة الابتدائية بقفصة قبل أن « يطلق سراحهم بشكل مؤقت ». ونقلت رويترز عن مصدر نقابي طلب عدم الكشف عن هويته قوله إن أكثر من عشرين شخصا اعتقلوا في مدينة الرديف القريبة من قفصة بعد أعمال شغب أثناء احتجاجات وقعت قبل ثلاثة أيام. وأضاف أن الاعتقالات جاءت بعد مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يطالبون بإصلاحات اجتماعية تتعلق بقطاع التشغيل في المنطقة المعروفة باسم « الحوض المنجمي » والغنية بالفوسفات. وقال إن المواجهات وقعت بعد أن ألقى من وصفهم بـ »متظاهرين مندسين » الحجارة على مقر للشرطة. وكانت مصادر نقابية أخرى ذكرت أن مظاهرات اندلعت منذ أكثر من شهر في المنطقة التي تضم قفصة والرديف والمظيلة احتجاجا على غلاء المعيشة وانتشار البطالة. ومن جهتها أشارت منظمات حقوقية إلى أن بعض الشبان العاطلين عن العمل هاجموا الأحد الماضي مركز الشرطة في الرديف بالحجارة والزجاجات الحارقة، ما استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب التي اعتقلت أكثر من أربعين شخصا أفرج عنهم أمس. المصدر:وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11أفريل 2008
تونس تفرج عن متظاهرين على غلاء المعيشة بعد احتجازهم
تونس (رويترز) – قال مصدر نقابي ان السلطات التونسية افرجت عن أكثر من 20 متظاهرا يوم الخميس بعد ان احتجزتهم في منطقة الرديف بمحافظة قفصة التي تشهد منذ اسابيع احتجاجات على غلاء المعيشة. لكن مصدرا رسميا قال انه « بناء على حدوث اعمال تشويش بالطريق العام واضرار بملك الغير فانه تمت احالة ثمانية اشخاص للمحكمة الابتدائية بقفصة » قبل ان « يطلق سراحهم بشكل مؤقت ». وقال مصدر نقابي طلب عدم نشر اسمه ان أكثر من 20 شخصا اعتقلوا في مدينة الرديف القريبة من قفصة التي تقع على بعد 300 كيلومتر من العاصمة تونس بعد اعمال شغب اثناء احتجاجات قبل ثلاثة ايام. واضاف ان الاعتقالات جاءت بعد مواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين الذين يطالبون باصلاحات اجتماعية تتعلق بقطاع التشغيل في المنطقة المعروفة باسم »الحوض المنجمي » والغنية بالفوسفات. وقال ان المواجهات وقعت بعد أن القى « متظاهرون مندسون » الحجارة على قسم للشرطة. واشارت مصادر نقابية الى ان مظاهرات اندلعت منذ أكثر من شهر في منطقة « الحوض المنجمي » التي تضم قفصة والرديف والمظيلة احتجاجا على غلاء المعيشة وانتشار البطالة. والاحتجاجات أمر نادر الحدوث بتونس. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 أفريل 2008)
وهذه فصول أخرى من الرواية الرسمية السّمجة للأحداث الخطيرة التي تشهدها ولاية قفصة: مسيرة عرفان وإكبار لقرار رئيس الدولة بتقديم موعد استكمال تهيئة أحواض التخزين لعدد من مغاسل الفسفاط
قفصة (وات) ـ شهدت مدينة قفصة امس الخميس مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة وشاركت فيها بكل تلقائية جموع غفيرة من المواطنين والمواطنات من مختلف الفئات العمرية ومناضلي التجمع الدستوري الديمقراطي وممثلي مكونات المجتمع المدني والاطارات الجهوية والمحلية الذين قدموا من مختلف معتمديات الولاية للتعبير عن العرفان بالجميل للرئيس زين العابدين بن علي على الاجراء الذي اتخذه بخصوص تقديم موعد استكمال تهيئة احواض التخزين بالنسبة الى مغاسل الفسفاط بكل من الرديف وام العرائس والمضيلة 1 والمضيلة 2 من سنة 2011 الى سنة 2009 وفي اجواء حماسية ثمن مواطنو ومناضلو الجهة عاليا هذا الاجراء الرائد الهادف الى مزيد الارتقاء بالوضع البيئي بالجهة عموما وبالمناطق المنجمية على وجه الخصوص رافعين اللافتات المتضمنة لعبارات التاييد للخيارات الحكيمة لرئيس الدولة والولاء للوطن. كما هتفوا طويلا بحياة تونس وحياة رئيسها وقائد مسيرتها الرئيس زين العابدين بن علي مؤكدين التفافهم حول توجهاته الصائبة ومكبرين العناية التي ما فتىء يوليها لمسيرة التنمية بجهة قفصة وحرص سيادته على متابعة مشاغل وتطلعات مواطني الجهة والذي تجسد من خلال سلسلة قراراته الرائدة والمتتالية لفائدتها في مختلف القطاعات والمجالات التنموية. وتوجهوا نحو مقر الولاية حيث انتظم تجمع حاشد رددوا فيه النشيد الوطني قبل ان يرفعوا الشعارات المعبرة عن تمسكهم بالرئيس زين العابدين بن علي خيارا للحاضر والمستقبل وبسياسته الحكيمة الرامية الى ارساء تنمية شاملة ومستديمة تستفيد منها كل الجهات وجميع الفئات. وجددوا مناشدة الرئيس زين العابدين بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2009 ضمانا لمواصلة مسيرة الاصلاح والتغيير التي تشهدها تونس منذ تحول السابع من نوفمبر. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – تونس) بتاريخ 10 أفريل 2008)
اصدار جديد بعنوان: « السند التونسي في ممارسة الشعائر »
تونس 11 افريل2008 (وات) – « السند التونسي في ممارسة الشعائر » هو عنوان المؤلف الذى صدر مؤخرا عن وزارة الشوءون الدينية ويتضمن وقائع الندوة المولدية الرابعة والثلاثين التي انتظمت يومي 25 و26 مارس 2007 بمدينة القيروان. وقد استهل هذا الكتاب الذى يقع في 194 صفحة من الحجم المتوسط بمقتطفات من خطاب الرئيس زين العابدين بن علي في مأدبة الافطار التي أقامها سيادته يوم 31 مارس 1992 تكريما للخطباء والايمة وجاء فيه بالخصوص أن الخطى التي قطعت بعد في تونس على درب تطوير الخطاب الديني في محتواه وأسلوبه /كفيلة بأن تعزز الادراك الصحيح لغايات الرسالة المحمدية ولمقتضيات الحفاظ على السند السني الواصل بين الاجيال وأطوار التاريخ/ وتضمن الكتاب كلمة السيد بوبكر الاخزورى وزير الشوءون الدينية في افتتاح الندوة المولدية والتي أبرز فيها ما جاء في خطاب سيادة الرئيس يوم 20 مارس 2007 من تاكيد على أن /محور سياسات تونس بناء الشخصية المتوازنة المعتدلة والمتفتحة الشخصية المتمسكة بالهوية الوطنية الراسخة في الولاء لتونس والقادرة على المنافسة والمغالبة في جميع المجالات/. كما تضمن الموءلف جملة المحاضرات التي تم تقديمها خلال هذه الندوة وتمحورت حول /خصائص المدرسة الفقهية المالكية/ و/دور المدرسة الكلامية بافريقية في مجابهة الغلو والتطرف/ و/أثر العبادات المالكية في توحيد الشعائر فقه الصلاة نموذجا/ و/الفتاوى التونسية في الحج/ و/المصحف الشريف في تونس قراءة وكتابة/ و/أثر العبادات في التراث الحضارى التونسي/ وتضمن الكتاب مجموعة صور لمساجد وجوامع تونسية جاءت تخطيطاتها وعمارتها متوافقة بما يعكس اجماع المجتمع التونسي وتمسكه بما أقره السلف الصالح في هذا الشان. وفي هذا الصدد أكد الاصدار أن الرئيس زين العابدين بن علي نسج على هذا المنوال الطيب عند اقامة جامع العابدين بقرطاج واستلهم تراث تونس الحضارى في بنائه فأتى مختزلا لاهم العناصر الانشائية والزخرفية التي يزخر بها الرصيد المعمارى التونسي. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 11 أفريل 2008)
تونس – واس – ارتفعت قيمة القروض الممنوحة من البنوك التجارية التونسية للأشخاص بنسبة 25 بالمائة بين 2003 و 2007 حيث مرت القيمة الإجمالية لتلك القروض من 1ر3 مليار دينار تونسى /33ر2 مليار دولار/ سنة 2003 إلى 06ر6 مليار دينار /55ر4 مليار دولار/ سنة 2007 . وتمثل القروض الموجهة للسكن 50 بالمائة من جملة للقروض حيث بلغت قيمتها 5 ر3 مليار دولار /63ر2 مليار دولار/ سنة 2007 لتتصدر بالتالي أنواع القروض الممنوحة من البنوك. أما القروض المخصصة للاستهلاك فتحتل المرتبة الثانية بنسبة 25 بالمائة من جملة القروض الممنوحة السنة الماضية. من جانبها عرفت القروض الدراسية الجامعية نموا السنة المنقضية لتبلغ 761 ألف دينار سنة 2007 بعد ان كانت في حدود 174 ألف دينار قبل خمسة سنوات. (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) تاريخ 11 أفريل 2008)
اعتقال تونسي في ايطاليا للاشتباه بصلته بأعمال ارهابية
روما ـ يو بي أي: اعتقلت الشرطة الإيطالية امس الخميس (10 أفريل 2008) التونسي نصر مراد في قرية ريجيو ايميليا الشمالية، للاشتباه باتصاله بخلية ارهابية تقوم بإرسال مقاتلين إلي العراق وأفغانستان. وأوردت وكالة آكي الايطالية أن قوات الشرطة اعتقلت مراد في عملية أطلق عليها اسم الولادة الجديدة نفذتها مجموعة العمليات الخاصة، بهدف مكافحة الأنشطة الارهابية الدولية. واعتقل مراد الذي يعيش في مدينة نوفيللارا شمال إيطاليا، للاشتباه بصلته مع خلية ارهابية يترأسها مهدي بن نصر الذي يُعتقد أنه يتبع لزعيم ارهابي آخر هو صبري دريدي، تونسي الجنسية ايضا. وقد أفادت التقارير بأن صبري، الذي يترأس الخلية الإرهابية في ايطاليا، متهم بإرسال انتحاريين الي سورية، للذهاب من هناك لتنفيذ هجمات في العراق، وكذلك في أفغانستان. وكانت الشرطة قد عثرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي علي أدوات لصنع قنابل يدوية لتنظيم القاعدة ، وتقنيات حرب العصابات، ومواد سمعية وبصرية وسموم. ويقول المحققون ان مراد سافر الي العراق حيث كان يشارك في مجموعة الاخوة الـ17 التي تتألّف من 17 شخصا ذهبوا الي العراق عبر سورية لتنفيذ هجمات. ولم تشر التقارير الي أنه كان ينوي تنفيذ هجمات ارهابية في ايطاليا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 11 أفريل 2008)
فيلم /الحادثة/ للمخرج رشيد فرشيو في عرض اول
تونس 10 افريل 2008 (وات) تعززت المدونة السينمائية التونسية بفيلم جديد يحمل عنوان / الحادثة/ للمخرج رشيد فرشيو واحتضنت قاعة السينما /الفن السابع/ بالعاصمة يوم الخميس عرضا خاصا بالصحفيين لهذا الفيلم الطويل بحضور المخرج والعديد من الممثلين واهل الثقافة والفن هذا الفيلم انتاج تونسي/ مغربي حظي بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ويقوم بدور البطولة فيه محمد على بن جمعة وسناء كسوس ويونس الفارحى بمشاركة خديجة السويسى ومنال عمارة وفتحى المسلمانى وعلى الخميرى ويروى الفيلم الذى يستغرق ساعة ونصف الساعة قصة /فارس / شاب ملىء بالحيوية والنشاط له مستوى تعليمي جامعي ويعمل سائق سيارة تاكسي في انتظار تعيينه في عمل يناسب تحصيله العلمي كان فارس في ذلك اليوم منتشيا وسعيدا لانه رزق بابنه الاول الذى حمل اسم والده /احمد/ لكن الصدفة غيرت مجرى حياته حيث اعترضت طريقه سيدة جميلة وغريبة الاطوار هذه الصدفة اوشكت على نسف حياته الهادئة السابقة وينطلق الفيلم من فكرة بسيطة ليتعمق في مواضيع اجتماعية شائكة فتدرجت الاحداث لتنطلق بطيئة قبل ان تصل الى ذروتها في النهاية وقد تمكن الممثلون من اتقان ادوارهم خصوصا الثلاثى محمد على بن جمعة وسناء كسوس ويونس الفارحى الذين يعدون من ابرز الوجوه الفنية الشابة في تونس اما المخرج رشيد فرشيو فهو سينمائي تونسي معروف درس الاخراج في المانيا وعمل مخرجا تلفزيا لعديد المنوعات في فرنسا والمانيا وتونس وفي رصيده عديد الاعمال السينمائية بالاشتراك في حين تولى اخراج فيلمين طويلين هما /اطفال القلق / و/كش ملك / والجدير بالذكر ان فيلم / الحادثة/ ينزل الى القاعات التجارية بداية من يوم 10 افريل الجارى بالعاصمة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 أفريل 2008)
‘الحادثة’.. فيلم تونسي يطرق أبوابا محظورة لاول مرة
تونس – من طارق عمارة اختار المخرج التونسي رشيد فرشيو أن يطرق أبوابا محظورة حين ترك مواضيع الجنس والفقر والبطالة جانبا لينقل لاول مرة بجرأة صورا عن ممارسات وسلوك رجال أمن في تونس في علاقاتهم بالمواطنين. وقدم الخميس فيلم « الحادثة » في عرض خاص للصحفيين لاول مرة بعد ان منعت الرقابة عرضه لاسابيع بسبب مشاهد جنسية واخرى اعتبرت مهينة لرجال الشرطة قبل ان تفرج عنه. وادى ادوار البطولة فيه يونس الفارحي ومحمد علي بن جمعة وسناء كسو ورغم طول الفيلم بدا واضحا انه تم اقتطاع عدد من مشاهده. ويركز المخرج في فيلمه على ابراز سلوك مشين لمفتش بقسم شرطة مع مواطن صدم شخصا بسيارته حين يتمادى في شتمه بالفاظ هابطة ويبتزه. واستغرقت مشاهد حوار المواطن في قسم الشرطة اكثر من 20 دقيقة ليلقي المخرج بذلك الضوء بشكل جريء وبارز على موضوع لم يسبقه اليه غيره من الفنانين في تونس. ويروي الفيلم قصة فارس سائق السيارة الاجرة الذي توطدت علاقته بامرأة في وقت قصير لم يتجاوز اليوم لتصاحبه الى بيته بينما كانت زوجته تنتظره في بيت ابيه. قرر فارس ان يترك عشيقته في البيت ليذهب ليطمئن زوجته على انه بخير ثم يعود للبيت غير ان مفاجأة كانت بانتظاره حينما دهس مارا بعربته لتكون نقطة تحول في الفيلم الذي تنتقل باقي احداثه الى قسم للشرطة. ويحاول مفتش الشرطة ان يظهر تفوقه وتسلطه امام المواطن حين يقول له » نعم انت تملك شهادة جامعية لكنك سائق تاكسي اما انا فاني حر فيما افعل ولي السلطة وبيدي ان أتركك هنا ». ولعل من اكثر المشاهد جرأة أبرزها الفيلم في شكل درامي محبوك حين طلب المفتش من المواطن مفتاح بيته بغاية ممارسة الجنس مع عشيقة المواطن غير انه اصطدم بمفاجأة ثقيلة عندما اكتشف ان عشيقة المواطن ليست الا زوجته هو التي هربت من تسلطه. وقال فرشيو عقب عرض الفيلم « اردت ان الفت نظر المسؤولين الى ان هناك اشياء تقع وانا ارى انه من المهم ان ننقد نحن انفسنا ونفضح بعض الممارسات افضل من ان يتكلم عن هذا الموضوع اجانب مناوئون ». وأضاف « اليوم يجب ان يعرف الجميع ان الخطوط الحمراء هي اتعس شيء امام المبدعين وانه امر جميل ان ندواي جروحنا بطريقة فنية ». واستنكر الحملة التي شنت على فيلمه مضيفا « اقول لكل من اتهمني بتهم شنيعة اني وطني جدا وأحب هذا البلاد ولا احد يزايد عن حبي لها ». واشاد نقاد بالفيلم ووصفوه بانه يمثل نقلة نوعية للسينما التونسية. وقال الناقد السينمائي محسن عبد الرحمن » الفيلم احتوى على جرأة كبيرة من خلال فضح سلوكيات شرطي متسلط بشكل لم يكن مسقطا في الفيلم بل جاء مترابطا مع احداث الفيلم ». (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 أفريل 2008)
هل هو التخلف أم مغالطات
المختار اليحياوي
يورد المؤرخ التونسي أحمد بن أبي الضياف عند تعرضه لظروف إصدار قانون عهد الأمان ملاحظة بليغة لتفسير عدم تقيد الباي بأحكامه منذ إصداره بالقول أن هذا الباي كان بعتقد أن الغرض من هذا القانون قد تحقق بإصداره له بمعنى أنه ضن أنه باستجابته للضغوط التي دفعته لإصداره قد قام بما هو مطلوب منه و لم يراوده مجرد الشعور بأن إصدار قانون يعني التقيّد به و الخضوع لأحكامه. و يبدو من الإطلاع على المداخلات و الأجوبة أن الإستراتيجية التي إعتمدها وزير العدل و أعضاء الوفد الذي رافقه إلى جينيف لتقديم تقرير تونس الدوري حول احترام الميثاق الدولي للحقوق المدنية و السياسية قد كشفت أن وزير العدل و أعوانه لا زالوا على عقلية هذا الباي و لم يدركوا بعد أن القوانين مهما كانت قيمتها لا يمكن أن تقاس إلا بمستوى نفاذها. لذلك فقد نجحوا إلى حد ما في إبهار أعضاء اللجنة الأممية بكم القوانين الرائدة التي وقع استعراضها حتى أن المندوب الياباني لم يتمالك نفسه عن الإشادة بالمستوى الديموقراطي الذي بلغته بلادنا و الأندونيسي بالتنويه باحترامها لحرية التعبير وحقوق الإنسان. و ليس لنا طبعا أن نلوم هؤلاء الخبراء الدوليين على تقييمهم و نحن نعرف مستوى النزاهة العالية التي يتعامل على أساسها أمثالهم طبق المعطيات المقدمة لهم فكيف لهم خاصة بالنظر إلى الأصقاع النائية التي ينتمون إليها أن يدركوا كما يقول المثل التونسي أن « كل بلاد و أرطالها » و عقلية البايات و حكم التعليمات الدارج عندنا و أن قوانيننا إنما تسن إستجابة للضغوط الخارجية و لتحسين صورة تونس في المحافل الدولية. لذلك ليس لنا إلا أن نلوم سوى أنفسنا أمام عجزنا عن تجاوز معضلات تخلفنا وتشبثنا بالمظاهر و حب الظهور على خلاف حالنا حتى كدنا ننسى حقيقتنا كما حصل لنظامنا. لقد سنحت لي فرصة عند لقاء أحد خبرائنا القانونيين ممن وجدته ضمن قائمة الوفد التونسي إلى جينيف لأوجه له لوما صريحا على منهجه في تناول القانون سواء من خلال تدريسه في الجامعة أو من خلال ما ينشره من تحاليل و دراسات و أردت أن أوضح له أنه لا يتعدى ترويج أوهام لا علاقة لها بواقع القانون كما يطبق فعليا و كما يشعر به كل التونسيون. و قد كان رده جاهزا لا يحمل أدنى لبس أو تردد بقوله أن ما يقوم بدراسته و تدريسه ينحصر في مجال القانون و أنه لا علاقة له بما سماه اللاقانون « Le non droit » و مع إدراكي أنه لا جدوى من النقاش قبل الإتفاق على تعريف مشترك للقانون بين من يرون فيه مجرد منظومة شكلية خارجية يقع التلاؤم معها دون أن يؤثر ذلك على ما يطبقه الحاكم فعليا في سياسته للمجتمع اليومية و بين من يتمسكون مثلي بأن القانون الجاري على كل مجتمع هو فقط ذلك الذي يتجسد في ما يطبق فعليا عليهم و أن كل ما عداه لا يرمز إلا للمغالطات حول حقيقة ما يرتكب من تجاوزات كان بودي أن أساله اليوم هل أنه مرتاح على مستوى النزاهة العلمية على الدور الذي جند له. المحير في المنهج المتبع من طرف السلطة منذ عشرين سنة حيال قضية إرساء دولة القانون و احترام حقوق الإنسان أنه أصبح يوحي كما لو أن أهدافه لم تعد تتجاوز تملق مساندة بعض الموالين و رضا بعض المخدوعين و غض نضر حلفائها الدوليين و لا يؤدي في أقصى منتهاه سوى إلى تكريس تواطؤ على حرمان الشعب التونسي من التمتع بحرياته و نيل كامل حقوقه و بناء المؤسسات الحقيقية التي لا قوام لدولته و لا لحريته بدونها. فهل أن أستراتيجية من هذا القبيل تتحول فيها المشاغل الرئيسية لسلطتنا و نخبها اللهث لتلميع صورة نظامها الداخلية و الخارجية من جراء ما يرتكب فيها يوميا من تجاوزات يمكن لها أن تحيل على مستقبل أو أن تفتح آفاق… هل هو التخلف أم مجرد مغالطات. (المصدر:مدونة (Tunisia Watch) بتاريخ 9 أفريل 2008)
الوضع الاجتماعي والبيئي بقفصه و محاولة الخروج من النفق
النفطي حولة
مضت ثلاثة أشهر على المظلمة التي سلطت على أهالي الحوض المنجمي ولا يزال الوضع الاجتماعي يزداد سوءا.فليس من قبيل الصدفة أن يكون سكان هذا الحوض في وضع اجتماعي بائس إلى أقصى حد يضاف إليه الوضع البيئي الذي ينذر بالخطر من جراء تفاقم ظاهرة الإمراض الخطيرة كالسرطان وأمراض الكلى لانعدام الماء الصالح للشراب بسبب التلوث الحاصل في التربة والهواء . فلا غرابة أن نجد في قي ولاية قفصه نوع من الذباب المؤذي جدا الخاص بها والذي يعرض حياة المواطنين للخطر حيث يترك آثارا مؤلمة على كل من لسعه الشيء الذي يضطر صاحبه في بعض الأحيان – فالماء الذي كان le chminiose – إلى التزام المراقبة الطبية بالمستشفى لعدة أيام وهو ما يطلق على تسميته بالفرنسية -بعين الشفاء- بسيدي احمد زروق بقفصه المدينة والذي كان في الأصل قبلة للزوار للاستحمام به قصد علاج بعض الأمراض الجلدية سلبته شركة فسفاط قفصه من أهالي الجهة تحت عنوان استعماله لغسيل الفسفاط . أضف إلى ذلك المعمل الكيمياوي بالمظلية الذي لم يبقي ولم يذر فرائحة ما يسمى- بالبخارة – والغازات الكريهة التي تنبعث من المعمل تعكر صفو الهواء النقي في كل منحى يأخذه الريح . الشيء إلي تولد عنه نقصا في كميات الأمطار رغم قلتها فأصبح الجفاف هو السمة البارزة ولسنين طويلة . فلم تعد الفلاحة من المشاغل الرئيسية للمواطن ولا تربية الماشية لقلة الموارد المائية من جهة وندرة المطر والغلاء المشط في ما يسمى – بالعلف – والذي هو بدوره أضحى عنصر مضاربة واحتكار لميسوري الحال . فالمائدة المائية ما انفكت في تناقص شديد ويكفي على سبيل الذكر لا للحصر أن نضرب مثالين اثنين فقط : أولا كل من زار مدينة قفصه سابقا لا بد وان يزور الحوض الروماني كأحد المعالم الأثرية والذي كان يقصده أهالي قفصه من الشباب للسباحة ومنهم من يقفز من أعلى نخلة توجد على مقربة من الحوض الكبير زيادة على بعض بيوت الاستحمام الشعبي المعدة للغرض . وثانيا عين السلطان التي توجد بقرية لاله معتمديه القصر قفصه والتي كانت مقصد كل من بعبرها للتزود بالماء الصالح للشراب وها هي الآن مياهها تنضب ولم يتبقى منها غير القليل حيث باتت تشبه الحنفية في سيلانها بعدما كانت مياهها العذبة تتدفق بغزارة . ها فيما يخص الوضع البيئي بولاية قفصه والحوض المنجمي خصوصا أما عن الوضع الاجتماعي فحدث ولا حرج . فالبطالة والتسكع هو الشغل الشاغل لأصحاب الشهادات العلمية لعشرات الشباب بل المئات فمن يجد شغلا غير قار حتى في مقهى شعبية يكون محظوظا بالنسبة لغيره . وها هو الشباب العاطل عن العمل يدفع ضريبة باهظة فيتوجه إما لقوارب الموت الرهيبة أو يبحث عن ملاذ يخرجه مما هو فيه من أزمة البطالة الخانقة فيجد ضالته في تناول الكحول المحلية الصنع بما فيها قوارير العطر الزهيدة الثمن وربما يجتهد في كثير من الأحيان في اكتشاف البعض منها كال-فيكس – و-القشوم – وغيرهما مما يحضرونه ويعدونه الإعداد الجيد حتى إنهم باتوا يعرفون الوصفة اللازمة لمن لا يريد أن يصحا لكم من ساعة . أما عن الشباب الذي دهب ضحية وضعه الاجتماعي المتأزم إلى ما بات يعرف بالسلفية فهدا شان آخر وربما يدق ناقوس الخطر على خيرة أبنائنا الدين هم عرضة لغسل أدمغتهم والتغرير بهم واستغلال ظروفهم الاجتماعية الصعبة التي يمرون بها . فادا كان الوضع البيئي والاجتماعي على هده الدرجة من الخطورة فما هي الحلول الناجعة لامتصاص البطالة من جهة و خلق مناخ بيئي واجتماعي مناسب للعيش في ظروف مريحة ؟فلماذا تلجا السلطة دائما إلى الحلول الأمنية كعادتها في حل قضية ملف الحوض المنجمي أو العديد من الملفات السياسية أو الاجتماعية السابقة أو الراهنة ؟ ألا بجدر بنا كشعب كفيل بان يحيى حياة سليمة آمنة أن يفكر في مستقبله ويجد الصيغ الممكنة لانجاز مشروع تنمية عادل بعيدا عن الفساد المالي والرشوة والمحسوبية ؟ أليس من حقه أن توزع عليه بصفة عادلة خيرات بلاده ولا سيما في الحوض المنجمي وجهة قفص عموما التي تعاني من البطالة المتفاقمة والآفات الاجتماعية المضرة بخيرة أبناء هدا الوطن العزيز ؟ فلماذا لا تلتزم الدولة بالقيام بمشاريع استثمارية عامة القصد منها تخفيف حدة البطالة وتضع الإطار المناسب والكفء لمحاسبة كل من يتلاعب بأرزاق الناس وخيرات الوطن؟ فالضرورة الاجتماعية الملحة تجعل من الدولة هي الممول الأساسي لمثل هده المشاريع التنموية العامة وادا كان لابد من تعايش القطاع الخاص فيجب أن يوفر اليد العاملة ويحافظ عليها بصفة قارة . أما بالنسبة للوضع البيئي فلا بد من إيجاد التكنولوجية الحديثة التي تمتص الغازات المنبعثة من المعمل الكيمياوي وترشيد المائدة المائية بتقليص ظاهرة الآبار العميقة التي ربما تسببت في نقصانها والاعتناء بالواحات بتشجيع الفلاحين الصغار ودوي الدخل المحدود من التخفيض في سعر الماء المعد للري على أن تتكفل البلدية بتعويض الفارق المنجر من تخفيض سعر الماء .هدا رأي متواضع واجتهاد يمكن أن يكون قابلا للتطبيق لنحد من تفاقم الأزمة الاجتماعية والبيئية في جهة قفصه حفاظا على سلامة المحيط البيئي والمناخ الاجتماعي المتوتر . . النفطي حولة: 8 أفريل 2008
كوكتال قفصي
أحضره عبدالحميد العدّاسي
أخيرا، وكما كان متوقعا، « فعلها » نظام الحكم. فقد قرر معالجة الموقف في الحوض المنجمي عن طريق القمع. داهمت قوات البوليس المنازل في الرديف وأم العرايس خصوصا وقامت بعمليات تنكيل بأتم معنى الكلمة لم ينج منها حتى الأطفال، مستعملة الهراوات والكلاب وخراطيم المياه. وقد اعتقلت العشرات من المواطنين ومن بينهم عدد من النقابيين وقادة الحركة الاحتجاجية من أمثال عدنان الحاجي والطيب بن عثمان وعادل جيار وبوجمعة الشرايطي وبشير العبيدي. (« البديل » بتاريخ 9 أفريل 2008) وهو ما قابله أهالي ولاية قفصة – من إطارات ومناضلين ومقاومين ونساء وشباب وطلبة وممثلي منظمات وجمعيات المجتمع المدني المشاركون يوم الخميس (9 أفريل) في مسيرة عرفان وتأييد للرئيس زين العابدين بن علي – بالتعبير عن مشاعر الإكبار لسيادته على رعايته الموصولة ودعمه المطرد لمقومات التنمية بولاية قفصة وحرصه على مزيد الارتقاء بمستوى عيش متساكنيها.(وات: وكالة تونس افريقيا للأنباء بتاريخ 10 أفريل 2008)
وما تزال الحملة القمعية على الرّديف متواصلة حتى اليوم الذي يقابل عشية الاحتفال بعيد الشهداء الذي يعيد إلى الذاكرة اليوم الذي خرج فيه التونسيون إلى الشوارع مطالبين بسيادة لم ينعموا بها بعدُ، (« البديل » بتاريخ 9 أفريل) ما جعل أهالي ولاية قفصة يثمّنون – في برقية لرئيس الدولة – القرارات الرائدة التي أذن بها لمزيد دفع مسيرة التنمية بالجهة والتي شملت مختلف القطاعات وكل مناطق الولاية (وات، بتاريخ 10 أفريل 2008، ببعض التصرّف)، ما شجّع النّظام الحاكم على جعل الحلول الأمنية تتصدّر معالجاته لأوضاع الولاية (البديل بتصرّف)، الشيء الذي قابله أبناء الولاية – أهل الشابي رحمه الله – بالتزامهم المطلق بالاقتداء بسيادته لصون مكاسب الوطن وخدمته (خدمة الرّئيس) بإخلاص وتفان، مثمنين عاليا ما سجلته البلاد في ظلّ قيادته الرائدة من مؤشرات تنموية واقتصادية واجتماعية شملت كل ربوع الوطن وجعلت من تونس مثالا يقتدى به في كل المجالات. مؤكّدين التفافهم حول رئيس الدولة ووقوفهم صفا واحدا في وجه كل من تحدثه نفسه بالإساءة للبلاد وفي وجه كل التيارات الهدامة (من جوعى وعاطلين عن العمل ومهمّشين ومحاصرين ومستهدفين في حرّياتهم الأساسية)، مجددين التزامهم المطلق بالثوابت الوطنية وتشبثهم بها وبتجسيم خيارات سيادته الرائدة لبناء مجتمع متوازن وتحقيق الاهداف السامية للبرنامج الانتخابي لتونس الغد. مناشدين الرئيس زين العابدين بن علي الاستجابة لنداء الشعب (من غير التيارات الهدّامة) والترشح للانتخابات الرئاسية 2009 باعتبار سيادته رائد الاصلاح وضمان مستقبل تونس وعزتها. (وات، مع بعض التصرّف الذي لا يخفى)… إن منطقة قفصة الثرية، لا بطاقاتها البشرية فحسب ولكن أيضا بمواردها الطبيعية التي تتصدّرها مادّة الفسفاط. ولكن،(…)، فإنّ الثروة الطبيعية قد تتحوّل إلى نقمة على الفقراء والبسطاء، وهو ما حصل للحوض المنجمي بقفصة (البديل بتصرّف) ما دفع المسؤولين المخلصين إلى التفكير في إدخال اسم المدينة في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، من خلال صنع أضخم طبق بركوكش في العالم يأكل منه أوّلهم وآخرهم، وتتمّ به النعمة على المدينة المنكوبة وعلى زائريها من السواح الأكارم، الذين قد يكونون بعد شبعهم طعما سائغا لعناصر القاعدة العاملين ضمن ما يُعرف بمشروع المغرب العربي الكبير أو المغرب الإسلامي…
بهذه الخلطة التي جعلتُ بين فقراتها برزخا أحدثه المتكلّمون أو الناقلون، تشعر بأنّنا قد فقدنا في تونس أهمّ مرتكز من مرتكزات السلم الإجتماعيّة، فلم يعد من السهل فهم ولا تصديق ما يجري. ولولا معرفة دقيقة بالدعوى والمدّعي والمدّعى عليه، ولولا كلمات صادقة – منطلقة من شهود عيان – لا تحتاج إلى استئذان ما تمكّنّا – نحن أهل البلاد – من تحديد الخلل ولا الإشارة إلى مصدره… يقول السيّد بوعلي عبيدي، صاحب المقال الرّائع « ذهبت الدولة من أجل بولة » المنشور على صفحات تونس نيوز عدد 2835 بتاريخ 27 فبراير 2007: « تقع الرديف يا سادتي الطيبين (وهي إحدى مدن الحوض المنجمي ومن أكثرهم ابتلاء في هذه المحنة) في الجنوب الغربي التونسي.. ولمن يرى خريطة تونس كامرأة، أدلّه على مكان الرديف، إنّها في المؤخرة (والرّجل هنا يعني المؤّخرة حقيقة، وهو ما يفسّره كلامه اللاّحق: هذه القرية لا تطلب إلاّ لذاتها لأنّها في مؤخرة البلاد.. طريق تونس ينتهي على أبوابها وكذلك سكة الحديد.. لا شيء بعدها سوى اليباب.. والصحراء، وأحسب أنّ الأمر لا يحسب جغرافيّا فقط)… أي في الردف الأيسر.. فإذا كانت حواء قد خرجت من الضلع الأيسر فإنّ الرديف تلبّدت غمامة سوداء (إشارة إلى مادّة الفسفاط السوداء الذي أخرجته الخنفساء كما بيّن في المقال) في الردف الأيسر…إذن جغرافيا تقع الرديف في الجنوب من كل شيء (دقّقوا في هذا التعبير)… وفقهيّا تقع الرديف في عورة الوطن (ما أجمل تصويرك هذا يا رجل).. » انتهى.، أي في سوأتها الإقتصاديّة والإجتماعيّة والمناخيّة حيث ضرب التلوّث هناك وضنّت المياه الصالحة للشّراب، فكان أهلها عرضة للأمراض بل ربّما للوباءات حفظهم الله وعافاهم أجمعين، وحيث تطاول الفساد ليفترس حتّى النقابيين أبناء المناجم ويجعلهم بالرّشوة خدما لإشاعة الظلم وإذهاب العدل وإعلان الاعتصامات واستدعاء الكلاب والكلاب ذات الأنياب وتكسير عظام أبنائنا الرّقيقة إثراء من النّظام – المهتمّ بالمستقبل – للتربة (أليس الكلسيوم من أهمّ مكوّنات الفسفاط؟!) وسجن الرّجالات التي حفلت بقائمتهم البيانات…
قفصة (بمختلف مدنها وأركانها) – وهي تشهد هذه المحنة نتيجة انتفاض أبنائها من أجل لقمة العيش الشريفة – تعايش خطّة إنساء وتعمية عن الحقيقة… خطّة تصنع بالبركوكش وبالبرامج التلفزيّة « النّاجحة »، كذلك البرنامج الذي قدّمته النجمة اللاّمعة (هالة) المكلّفة بالتلميع على قناة تونس 7 الزاهية الغانية الرّاقصة المتحرّرة من كلّ المناشير المتعلّقة باللباس وبتسويق اللحم الحرام. فقد اختارت هالة – أو هكذا يبدو للمتفرّج المتخصّص في الفرجة – هذا الوقت بالذات للتغنّي بقفصة وبأهلها النوابغ (وهم كذلك)، ولم تنس هالة أن تزيّن المشهد بوجه المسرح المعروف « عمّار بالزّور » الذي لم يقصّر في إبراز فكرة « أنّ لكلّ مقام مقال »، فلا عمّار يعمّر هذه الأيّام ولا الوزرة (الزاورة، والزاورة أو الوزرة عند التونسيين هي الغطاء يكون من قطن فإذا كان من الصوف صار بطانية) توزّر (من الوزارة)، وبـ »الغيورين » كذلك! أولئك المنحرفين الذين لا يستحيون من شطب غيرهم ممّن أخلص لربّه ثمّ لوطنه (نحسبهم)!… فيوم كتب أحد القادة الإسلاميين، التونسي الجنسيّة الجنوبي الموطن – نيابة عن حركته – عمّا يحدث في منطقة قفصة: « تظاهر المئات من المواطنين بمنطقة المناجم بولاية قفصة إحتجاجا على تفشي البطالة وتنديدا بنتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة، فقد عمّت مدن المظيلة، أم العرائس والرديف مظاهرات شارك فيها عموم المواطنين من عاطلين وطلبة وفلاحين وتلاميذ مطالبين بحق العمل ومشككين في صدقية نتائج المناظرة ومستنكرين للسياسات الاقتصادية المتبعة التي ملأت البلاد بالعاطلين والمهمشين »، وطالب السلطة بالتراجع فورا عما أعلنته من نتائج المناظرة التي أجرتها شركة فسفاط قفصة وبمراجعة سياستها الإقتصادية التي أدت الى تفاقم البطالة وتعميق الفوارق الاجتماعية وإستحواذ عدد من العوائل على أغلب الدخل الوطني وترك غالبية الشعب للفقر والبطالة والحرمان، ودعا إتحاد الشغل وكل القوى السياسية إلى الدفاع المستميت على حقوق العمال بتكثيف التحركات وتنسيق الجهود للوقوف في وجه هذه السياسات والعمل على الحدّ من آثارها المدمرة وإلى صياغة برنامج وطني جامع يكون بديلا للسياسات المتبعة التي تنشر الفقر على عموم المواطنين وتعمم البطالة على أصحاب الشهائد وعلى غيرهم من طالبي العمل وتبيع المؤسسات الوطنية للرأسمال الأجنبي (*)… يومها! استقبله أحد الغيورين، الذين استأثروا بمصلحة تونس، بالردّ والتعليق بكلام صادّ جاء فيه: « أخي الكريم إنّي أؤكد لكم بأننا نحن وحدنا النقابيون من يحدد قرارات منظمتنا، فنحن من نعمل ونكد ونقتلع خبز أبناءنا (هكذا جاءت الهمزة على السطر) ونحن من نناضل فنحن متمسكون بمنظمتنا لا لنمتطي السيارات الفخمة أو نقيم في نزل فخمة أو ……. بل لكي تدافع عن حقوقنا لا لتتاجر بقضايانا وتزايد بمطالبنا. فبالله عليكم أتركو إتحادنا (هكذا بالقطعية) وكفو (ذهبت الألف مع التصفيق) عن الركوب عن (لم أجد ركب عن) الأحداث وكفاكم تسييسا لقضايانا » (**) (***)…
فتحيّة إكبار لأهلنا في قفصة نساء ورجال كبار وصغار، والله أسأل أن يبارك جهدكم ويرزقكم من فضله الكبير وأن يتناول « الغيورين » والظالمين بما هم أهلا له!… ثمّ إنّ ما دفعتموه في هذه الأشهر الأربع لا يقبل منكم تراجعا بدون مقابل…
ــــــــــــــــــــ
(*):حركة النهضة تساند التحركات النقابية وتدعم مطالب النقابيين، تونس نيوز بتاريخ 13 جانفي 2008.
(**):نقابي من مدينة تونس، تحملت العديد من المسؤوليات صلب الإتحاد العام التونسي للشغل، تونس نيوز بتاريخ 15 جانفي 2008.
(***): هممت يومها بالردّ على هذا الذي لا أراه إلاّ من الشعب المهنية التي تمثّلت مهمتها الوحيدة في الوشاية وتكسير الإضرابات والعمل على الترفيع من انتاجية العمال والموظفين. فقد استوفى في تعليقه الكذب كلّه إذ كيف يزعم: « كنقابي أنتمي إلى هياكل الإتحاد منذ ما يقارب 20 سنة ناضلت في صفوقه وشهدت مراحله العديدة أستغرب شديد الغرابة مما كتبتموه وما ورد على لسانكم وأتسائل هل أنا في حلم أم يقظة كيف لا وأنا أعرف أن الإتحاد له زعماء ولم أتذكر أني يوما سمعت بأن للإتحاد أوصياء كما أني أعرف أنكم لكم حركة غير معترف بها وأؤكد لكم أن ماقلتموه من « أن حركة النهضة التي ساندت دائما المنظمة الشغيلة ……. » أمر غير صحيح بالمرة بل أنكم كنتم تسعون دائما إلى هدم المنظمة بل إني أقول أن نشطائكم لم يساهم ولو بإنخراط في الإتحاد فكيف تتحدثون الأن عن ساحة محمد علي ؟؟؟؟؟؟ »
النزول إلى الشارع؟
خالد شوكات بمقدوري تلخيص الأوضاع في العالم العربي كما يلي » أسعار ملتهبة ورؤساء لا يموتون »، وأقول العالم العربي، هكذا في المطلق، لأن بلدانه متشابهة ويصعب الحديث فيها عن قفزة نوعية لواحدة منها عن الأخرى، فالديمقراطية كما تبين ليست مجرد توسيع شكلي لحرية التعبير والصحافة، وهي لن تكون ذات معنى لشعب تاق إليها، إلا إذا اقترنت بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية حقيقية، تتنازل بموجبها طبقة مترفة حد التخمة لصالح طبقات عريضة فقيرة ومسحوقة، تسمى أحيانا وتجاوزا الشعب. التعميم أيضا من باب المزيد من الصدق، مرده أنني خائف كغيري من ملايين العرب، المسكونين في دواخلهم بآلاف الانتفاضات والثورات والاحتجاجات المكبوتة على الظلم والفساد والاستبداد، ومن الذين لم تخلصهم هجرة الأوطان من هواجس زوار الليل و كوابيس الملاحقة الأمنية والاعتقال التعسفي والتعذيب الجسدي والنفسي والعقوبات الجماعية للأهل، الأقارب والأباعد على السواء. والخوف فطرة بشرية، يغفر الله معها حتى ذنوب السكوت عن الحق والعجز عن تغيير المنكر والبغي والركون إلى المستبد الظالم. الأنظمة العربية في غالبيتها، وخصوصا في حالة الدول المركزية منها، ليست لديها أي استعدادات فعلية لإجراء إصلاحات ذات مصداقية، وكأن لديها قناعة راسخة بأن مصيرها ليس بيد شعوبها، وبأنها قادرة في نهاية الأمر على تجاوز كافة الأزمات، التي هي في نظرها ليست أزمات، إنما « شوية مشاكل » يثيرها بعض الأشرار والحاقدين والمولعين بإثارة الشغب والتشجيع على الفوضى. وما دامت فزاعة الإسلاميين والإرهابيين مقنعة للخارج، فإن التحايل على الداخل مشروع، لأن الفكرة الجبارة التي يعمل المطبلون والمزمرون على تعميمها، ليست غير تلك التي كشف عنها الراحل الفلسطيني الكبير « إيميل حبيبي » في روايته « المتشائل »، ومرادفها المثل العامي العربي » تمسك بالسيء حتى لا يأتيك الأسوأ »، و ترجمتها حمد الله على كل البطالة والغلاء والرشوة والفساد والمحسوبية وتزوير الانتخابات وتأبيد الرؤساء وتحويل الجمهوريات إلى جملكيات واكتظاظ السجون والمعتقلات وإطلاق يد المعذبين والساديين وقمع المعارضين والتنكيل بهم وبأسرهم وبكل من مت بصلة لهم، وذلك حتى لا يسارع إلى إزالتها لا قدر الله، فيخسر الناس كل هذا النعيم الذي فيه يرفلون. القدرة الشرائية للغالبية الساحقة من المواطنين، في دول كمصر و المغرب والجزائر وتونس وسوريا والعراق والأردن وغيرها، تردت إلى درجة غير مسبوقة، وأسعار المواد والسلع الضرورية، ناهيك عن الكمالية، لم تعد تختلف تقريبا عن تلك المعمول بها في أكثر الدول تقدما ورقيا، خلافا للأجور والرواتب التي لم تتعولم كما الأسعار بل ظلت على حالها مغرقة في المحلية، إن لم يقل أنها تراجعت بعدم زيادتها وبتراجع العملات المرتبطة في غالبيتها بالدولار المأزوم بإذن ساسته على الدوام. وقد فقد الناس في العالم العربي، حق التظاهر والتعبير السلمي عن غضبهم، حتى ذلك المتصل بالحق النقابي، فبعد التهام الأنظمة والحكومات لحقهم في الاحتجاج السياسي، بحجة تهديده للثوابت الوطنية وللسلم والأمن الاجتماعيين وامكانية استغلاله من قبل الأصوليين والمتطرفين لتمرير أجندتهم الشيطانية، انتقلت إلى التهام حق الاحتجاج النقابي، بإرهاب قادة النقابات أو إفشاء الخلافات والمؤامرات بينهم، وإلى التهام أي حق احتجاجي آخر، بما في ذلك الإعلامي، عبر إخراس الصحافة بطرق قديمة ومبتكرة، كان آخرها اتفاقية الحرص على الأخلاق الحميدة والقيم الدينية. وها أن الوجع العربي قد انتهى إلى الجوع، حيث يتدافع ملايين البشر، يتزاحمون في مشاهد مؤلمة من أجل الظفر برغيف وسد رمق، وما الغد الذي تبشر به الأنظمة العربية شعوبها يا ترى، بعد المائة مليون أمي والسبعين مليون عاطل عن العمل ومئات آلاف قوارب الموت والمهاجرين السريين وأزمات الخبز والماء والدواء المستشرية، وهل ما زال لأصحاب الحكمة والعظمة والإنجازات التي لا تنتهي والعبقرية غير المسبوقة من بشارة يسعدون بها المائة بالمائة من المصوتين لهم في ملاحمهم الانتخابية، التي تحسدهم أعتى الديمقراطيات عليها. في الدول الغربية، والديمقراطية عامة، يملك الناس القدرة على إسقاط حكامهم سلما في أول مناسبة انتخابية، إذا لم يسقطوهم تظاهرا، حيث يفهم الحاكم إرادة شعبه قبل أن تأخذ صيغة قانونية، أما في الدول العربية، فالنزول إلى الشارع دعوة إلى الفتنة وتحريض على العنف بحسب القوانين السارية، ووزارات الداخلية والأمن تمنع تراخيص المظاهرات عن أكثر المعارضين لطفا واعتدالا، ونتائج الانتخابات معروفة عندنا سلفا، إذ لا حاكم عربي – باستثناء الكويت ولبنان فيما أعلم- غادر مكانه عبر خسارة انتخابية أو بضغط برلماني، فهل من سبيل إذا أمام المواطن العربي، ليقول « كفاية ». غير أن النزول إلى الشارع يظل برأيي الحل الوحيد ليفهم الحاكم والخارج معا، أن الأزمة بلغت أشدها وأن لا مناص من التغيير، فالتغيير قادم لأنه لم يعد للناس قريبا ما يخشون على ضياعه، أما أصحاب الأموال والمصالح فقد كانوا غالبا بلا وطن، لأن الوطن لديهم يشترى أيضا، تماما كما تشترى ذمم أهل الجاه والسلطة. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 10 أبريل 2008
بسم الله وكفى والصّلاة والسّلام على رسوله المجتبى
ملاحظات بخصوص ندوة » الحوار مع الشّباب «
وبعد،
أشرفت إدارة المعهد التّحضيري للدّراسات الهندسيّة بتونس يوم السّبت 5 أفريل 2008 بمناسبة عيدي الاستقلال والشّباب وفي إطار » الحوار مع الشّباب « ، على ندوة فكريّة تضمّنت محاضرة ألقاها الأستاذ الطّاهر بن قيزة تناولت موضوع » الشّباب والقيم 3 ولم يحضر هذه النّدوة سوى ستّة طلبة وأستاذين ومجموعة من الأعوان الإداريّين.
ونحن إذ نؤكّد حسن نيّة الإدارة ونشيد برغبتها الصّادقة في تحقيق الفائدة لطلبة المعهد، فإنّنا نسوق بعض الملاحظات بخصوص مضمون المحاضرة والجوّ العامّ الذي انعقدت خلاله النّدوة.
أوّلا: يعتبر الموضوع الذي تناولته النّدوة أحد أكثر المواضيع حساسيّة وملامسة لواقع الشّاب التّونسيّ، الأمر الذي أثار استحسان الطّلبة الحاضرين ولكن ما لبث أن تراجع ذلك الشّعور فمحاضرة الأستاذ الطّاهر بن قيزة لم تكن سوى تبرير » فلسفيّ « ، والفلسفة منه براء، لأزمة القيم التي تعانيها شرائح واسعة من الشّباب التّونسيّ والتي تؤثّر بشكل مباشر على الشّرائح الأخرى.
الأستاذ المحاضر نفى وجود اضطراب في سلّم القيم وأكّد أنّ المشكلة، إن وجدت، مجرّد سوء تفاهم وفجوة بين جيلين لكلّ منهما قيمه الخاصّة فما يثار اليوم حول تراجع مدّ القيم والأخلاقيّات في أوساط الشّباب ناتج عن عدم القدرة على إيجاد » معايير تمييز » مشتركة بين الشّباب والكهول.
استنادا إلى أنّ القيم أمر متجدّد ومتغيّر بفعل المؤثّرات المتعدّدة، جعل السيّد الطّاهر بن قيزة حالة الشّباب التّونسيّ حالة متوازنة أنشأت قيمها الخاصّة بها فلا حاجة إلى محاولة نشر قيم الكهول بين الشّباب. هذا في الوقت الذي يستسلم فيه الشّباب التّونسيّ لشتّى الاهتمامات الهابطة وينأى بنفسه بعيدا عن الحياة العامّة، وفي وقت اضمحلّت فيه هيبة العلم وأهمّيّته في نظر الشّباب وانحسر اهتمامه بالعمل ورغبته في التأثير وتحقيق الخير لتونس، وفي وقت يجتاح فيه العنف والجريمة حياة الشّباب ويبدو لهم السّاحل الأوروبي وزوارق الموت الأمل والحلّ الوحيد لمشاكلهم. فلو اعتبرنا تلك قيم الشّباب التّونسيّ فأيّ مستقبل ينتظر هذا الوطن؟
ثانيا: لم يتورّع الأستاذ الطّاهر بن قيزة عن توجيه إساءات صريحة للإسلام واستفزاز المشاعر الدّينيّة للحضور باعتباره الإسلام مصدرا رجعيّا للقيم يجب استبداله بما يتماشى مع ما سمّاه » الوضع التّونسيّ الجديد » وتصريحه بأنّ » فكرة الدّين » فتنة وأنّ الإسلام تطرّف أو لا يكون.
عندما تدرج مثل هذه » المحاضرات » في إطار حوار وطنيّ مع الشّباب يتأكّد كلّ شابّ يمتلك نصيبا من الوعي أنّ هذا الحوار ليس سوى إطار ينشر من خلاله أصحاب الميول الشّاذّة والعقول المستوردة أفكارا لا تتوافق مع ثقافة التّونسيّين ومهجة الشّعب التّونسيّ المتمسّك بالحدّ الأدنى من معالم هويّته العربيّة الإسلاميّة.
ثالثا: بعد إلقائه المحاضرة فتح الأستاذ الطّاهر بن قيزة المجال للنّقاش الذي لم يدم طويلا فلم يستمع سوى لمداخلة ثلاثة طلبة فحسب ورفض بصراحة الإجابة عن بعض الأسئلة الموجّهة إليه في صلب الموضوع. ثمّ أنهى النّدوة بقراره الشّخصيّ وغادر القاعة بشكل مفاجئ، الأمر الذي أثار التّساؤل: أكان ذلك حوارا مع الشّباب أم قمعا للشّباب؟
رابعا: إنّ عدم الاكتراث والعزوف الذي قابل به عموم الطّلبة هذه النّدوة التي أشادت بها وسائل الإعلام الرّسميّة، دليل واضح على الهوّة الواسعة بين السّلطة والشّباب التّونسيّ ممّا جعل الحوار مع الشّباب أمرا لا يتجاوز كونه شعارا إعلاميّا يستغلّ الشّباب التّونسيّ مادّة له يهدف من خلاله النّظام إلى تحسين صورته أمام العالم في الحين الذي يغيّب فيه الشّباب التّونسيّ ويعزل عن الشّأن العامّ ويعاني الأمرّين بفعل سياسات التّهميش ويرزح فيه تحت قيود القمع السّياسيّ والفكريّ ويستغرق في همومه دونما اهتمام الطّرف المقابل ويصارع من أجل الحفاظ على هويّته في مواجهة داء الميوعة وإزاء الهجمة العنيفة التي يتعرّض لها في إطار مشاريع الهيمنة الثّقافيّة (العولمة).
ابن أبي الحسن
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 433على موقع الحق والحرية الحلقة : 2
بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطنيوالعربي والإسلامي
الذاكرة الوطنية التونسية لن تموت مادام الأحرار على وجه الحياة يعيشون في الوطن
أواصل الكتابة حول الذكريات الوطنية والمتعلقة بأحداث 9أفريل 1938 عيد الشهداء الأبرار الذين سقوا شجرة الحرية والاستقلال بدمائهم الطاهرة الزكية. وبأرواح المقاومين والمناضلين تحققت لتونس نسمة الحرية وبنضال وتضحيات الزعماء الأبطال ننعم اليوم بثمرة الاستقلال خيرات البلاد ونتذوق معنى الحرية. ومن لم يتذكر أحوال وأوضاع البلاد في الثلاثينات لم ولن يفهم معنى التضحيات ولم يعطي قيمة للتطورات والانجازات والمكاسب والانتصارات. وصدق من قال من لا تاريخ له ولا ماضي لجذوره لا معنى لوجوده ومن لا يعتز بأمجاده وماضيه لا خير فيه ومن يتذكر لاجداده وأبائه والأوائل الصناديد لا أصل له ولا قيمة لحاضر هؤلاء ولا مستقبل لغده ومن يريد طمس معالم التاريخ ويحاول تهميشه يعيش غريبا ومنبوذا ومنعوتا بالبنان؟؟؟ وفي هذا الإطار تتنزل المقالات هذه الأيام حول ذكريات خالدة منقوشة في الأذهان راسخة في العقول ومحفوظة في القلوب إن شاء الله… لأنها جزء من شخصية الإنسان والذاكرة الوطنية تغذي الوجدان وتدعم الإحساس بالانتماء للوطن ومن دعم الذاكرة وحافظ عليها نال الإعجاب والاحترام من حاول طمسها أو تهمشيها لن ينال إلا غضب الناس وعدم رضاهم والتاريخ لا يرحم؟؟؟ هذه حقائق دامغة أيها السادة الكرام نرجو فهم الرسالة فهما عميقا وقراءة رصينة ذكية مركزة ودقيقة وحاسمة كفى تجاهل وإقصاء وتهميش لرصيد خمسة وسبعين سنة 75 وذكرى 9 أفريل 1938 بلغت سن السبعين بالتمام والكمال. وقبل خمسة أعوام برز نجم الزعيم المغوار والقائد الشجاع صاحب الفكر التقدمي لخلاص الوطن من براثن الاستعمار. ودفع الثمن باهضا يا سادة الكرام وحقق لتونس ما قاله بعض الشبان الصغار في سن التاسعة من عمر الزهور وهم أحرار قالوا نعم القائد المغوار هو الذي حقق لتونس المشوار وانجز المشاريع التي تبقى خالدة على مر الزمان وصدق المشرف على الصفحة التي نشرت يوم 5 أفريل 2008 حةل انطباعات الصغار وحكمهم على الراحل الكبير الذي ترك إرثا لا يقدر على وزنه وتقييمه إلا شعبا متحضرا راقيا وواعيا لا يعرف النفاق أو النكران والتجاهل بفعل وسائل أعلام همشت التاريخ لغاية شخصية. وقد قال الصحفي جملة واحدة في خاتمة المطاف على الزائر الكريم الذي يزور مدينة المنستير وطبعا بنية الترحم على روح الزعيم يشاهد في أعلى الروضة المخصصة لإيواء قبره جملة منقوشة في الرخام الزعيم الحبيب بورقيبة محرر الوطن وباني الجمهورية ومحرر المرأة. هذه الجملة البليغة التي اختتم بها الصحفي تحقيقه غنية بالمعاني والعبر والدروس فشكرا جزيلا أيها الصنديد. ونعود لنقول هل أعطينا هذه الذكرى ما تستحق أم ليلة الذكرى نخصص 5 دقائق… وعند الإصغاء إلى محاضرة لأستاذ حامد الزغل هل علقنا صور الزعيم وهو في سجن برج البوف وكذلك في ذكرى عيد الشهداء وهو معتقل في السجن المدني. وهل اخترنا صورة الزعيم وهو يخطب في بنزرت يزم 15/01/1952 لتهيئة المعركة الحاسمة في الربع الساعة الأخيرة وهل قمنا بدعوة كل المناضلين والأجيال لحضور ومواكبة الذكرى والاستماع إلى المحاضرة أم أن نصف القاعة فارغة… » أهل خصصنا ساعة في التلفزة ليلة الذكرى وفتحنا الحوار حول خصال ومناقب البطل المغوار وهل فتحنا حوار مع الشباب لمزيد توضيح مسيرة الزعيم النضالية وقصة برج البوف في الصحراء التونسية واعتقالات متوالية في أيام المحن والشدائد. هذا ما يحتاجه الشباب والأطفال ولا يليق أن يعرف أطفالنا ألمع رياضي في فرنسا وأكبر هداف في بريطانيا وأطول رياضي في مصر وأصغر رياضي في المغرب ولكن هؤلاء الأطفال والشباب لا يعرفون إلا النزر القليل حول قادتهم وزعمائهم وفي مقدمتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله. وحتى بعضهم من الأطفال والشبان الذين تألقوا في الحوار في جريدة الصباح يعود الفضل إلى آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم هم الذين زرعوا فيهم هذا الوفاء والحب. ولا خير في أمة فقدت الوفاء والحب لزعمائها… وأبطالها والرجال العظام. وقال أحدهم يوم 9 أفريل 2008 في مقال بجريدة الصباح في فرنسا في كل شارع ونهج تجد لوحة كتب عليها اسم بطل أو جندي أو قائد عسكري قاوم العدو وقال الكاتب لماذا في شوارعنا لم نخصص أماكن لذكر أسماء الشهداء الأبرار. نعم كلمة تستحق الدعم والعناية. وأضيف عليها لماذا لن نضع صورة الزعيم الأكبر في كل مكان في الإدارات العمومية ومراكز السيادة والمطارات والنوادي الحزبية وفي دار التجمع وساحة الحبيب بورقيبة. مثل ما تفعل تركيا الوفية لصانع حضارة تركيا رغم البون الشاسع بين الوجلين وقد قال الطيب رجب أوردغان رئيس حكومة تركيا يوم 27/03/2005 عند زيارته لتونس بعد 40 سنة من زيارة الزعيم بورقيبة إلى تركيا وخطب في مجلس النواب التركي قال أوردغان أول رئيس دولة انتقد اصلاحات كمال أتاتورك وقال بورقيبة قال أن اصلاحات مصطفى كمال أتاتورك كانت خارجة على المنظومة الإسلامية. وبدون تعليق هل استوعبنا الدرس أم كلامك هذا… قال الله تعالى : » هل جزاء الإحسان إلا الإحسان » صدق الله العظيم محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354
الخطأ الإستراتيجي للحركة الإسلامية.. شخصنة الصراع
خالد الطراولي مفهومان أساسيان يجب تحديدهما ونحن نريد بكل تواضع طرح تصور اجتهادي للحالة التي عليها مشروع الحركة الإسلامية الإصلاحية، ومحاولة تجاوزه للأزقة والتضاريس والمطبات التي علقت به أو عاقت تقدمه أو أسهمت في هشاشة موقعه وتهميش دوره، ونعني بها مفهومي الخطأ والإستراتيجية. ونعني بالخطأ الأمر المخالف لما يجب أن يقع فهو نقيض الصواب، وهو يخالف مفهوم الخطيئة الذي يفيد الإرادة والإضمار على غير الصواب، والقرآن الكريم ميز بين اللفظين، لذلك قال إخوة يوسف لأبيهم « يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين » [يوسف97] ولم يقل مخطئين لتوفر الإضمار ومعرفة فعلهم الباطل تجاه أخيهم. والخطأ يبقى نسبيا وتجاوزه يبقى اجتهادا، وهذه النسبية في الخطأ والصواب تمثل الباب السليم لمعالجة أي قضية، وتبتعد بها عن منازل العصمة والقدسية، وتجعلها مناط المراجعة والتقييم والنقد والتجاوز والبناء. فالخطأ ليس نهاية مطاف، ولكنه يمكن أن يكون بداية الدخول في محطة وعي وإرهاصات تغيير وتحول، وكم من خطأ إذا استوفى شروط تقييم أسبابه ومسبباته ومراجعة الأدوار والأطر والمستويات، كان البداية السليمة لمشروع ناجع ودائم وناجح، وكم من نجاح أولي ولد شطحات واستعلاء ونبذ التقييم والمراجعة والدراسة، ما أدى إلى انهيارات سريعة ودخول مناطق الشك والريبة والعدم. فمن أخلاقيات الخطأ شجاعة على الاعتراف، وجرأة على المعالجة، وصبر على التجاوز وعزم على البناء، ومنهجية تؤسس على الوضوح والشفافية وملازمة المراجعة والنقد والتقييم والتقويم. واعتراف القرآن بإمكانية الخطأ وربطه ببشريته يرفع عنه عناصر اليأس والتمادي والإحباط، ويلزم الفرد والمجموعة بالمراجعة، لتفعيل إرادة الإنسان، واستبيان عزيمته، وتأكيد أصل الخيار والحرية في فعله وممارسته [الذين يجتنبون الإثم والفواحش إلا اللمم] [النجم 32]. ونعني بالإستراتيجية « فن تهيئة واستعمال الإمكانيات والأساليب اللازمة لتجاوز العقبات بمختلف أنواعها من أجل تحقيق هدف واقعي محدد »، وإذا كان مفهوم الإستراتيجية في نشأته عسكريا بحتا وغلب عليه منطق الصراع، فإن دخوله الإطار السياسي ومنازل السلطة والعلاقات العامة جذبه نحو مناطق التعارف والتعايش حيث أصبح المعنى يهدف إلى إيجاد إطار ناجح يجتمع مع الآخر ولا ينازعه هذا الإطار ويطيح به خارجا. والخطأ الإستراتيجي كمفهوم يحمل في ضمنه فشلا في إدارة الصراع والتدافع، أو إدارة التعايش، وهزيمة في الكيفية التي تم فيها التوظيف الأمثل للظرف المكاني والزماني والاستغلال الأفضل لعناصر القوة الذاتية وعناصر ضعف الخصم أو المنافس من أجل الوصول إلى النتيجة الأكثر إيجابا وجدوى وفعالية. هل الحديث عن خطأ إستراتيجي أم عن أخطاء، عن الخطأ أم عن خطأ؟ لنكن متواضعين، ليس مهمة هذه الورقة البسيطة التعرض لكل أخطاء الحركة الإسلامية التكتيكي منها والإستراتيجي، فهو من مشمولات فريق بحث أو مركز دراسات (وهذه النقيصة أيضا من الأخطاء الإستراتيجية فلا يمكن أن تبني بدون مراجعة ولا يمكن أن تبني بدون علم ولا يمكن أن تبني بدون برامج وتخطيط). هذه الورقة تريد أن تبوح بخطأ نراه أساسيا وأوليا، على نسبيته، وعليه يبنى التجاوز للأخطاء الأخرى أو مواصلتها، إذ إن ما نراه خطأ إستراتيجيا أساسيا وعميقا يمثل تجاوزه انقلابا للفكرة والممارسة السياسية للحركة الإسلامية وإعطائها مجالا جديدا للمناورة والتدافع السياسي المدني داخل المشهد العام. لو ألقينا نظرة لتأريخ الصراع الذي جمع الحركة الإسلامية مع الأنظمة القائمة لوجدنا أن أدبيات الحركة تحفل بذكر رأس السلطة وإعطائه الدور الأول والأساسي في كل مراحل المواجهة وأدواتها وفاعليها، فهو صاحب القول الفصل في كل ما تعرضت له، وهو المخطط وهو الشرطي وهو القاضي وهو السجان. وهمشت أو ضمرت أبعادا أخرى تملي قراءات أخرى ومقاربات مختلفة لكنه ماهية الصراع وفهم دواليب صيرورته ومجالات تجاوزه. ففي تونس مثلا تجد أدبيات الحركة الإسلامية تشخص مواجهتها وما تعرضت له من استئصال ومآس، وتجعل سببها وإمكانية تجاوزها رهين حاكم البلاد، حتى إنك تجد كل مرحلة من المواجهة تعنون تقريبا برئيس الدولة. فمواجهة السبعينيات والثمانينيات هي مواجهة مع بورقيبة الرئيس السابق للبلاد، والمواجهة الثانية التي لم يغلق بابها بعد هي مواجهة مع الرئيس الحالي بن علي. وفي مصر لا تكاد تخلو عملية تأريخ المسار السياسي لجماعة الإخوان من عنوان كبير يحمل كل صفات المواجهة والمآسي التي حلت بالحركة خاصة في الستينيات، فكان عبد الناصر وراء كل صغيرة وكبيرة حلت بها. وفي سوريا ظل حافظ الأسد عنوان المواجهة بين الإخوان والسلطة، وحفلت الأدبيات بهذه العلاقة الدموية والمتوترة بين حاكم فرد وجماعة. لا يمكن استبعاد فكرة الاستفراد بالحكم الطاغية على المشهد السياسي في هذه البلدان، ولا يمكن التغاضي عن حالة الاستبداد وصفة الفردية الملازمة له، ولا يمكن التغاضي عن هيمنة صورة الرئيس القائد الملهم حامي حمى الدين والوطن. فقد كان الاستفراد بالسلطة وعبادة الشخصية وهيمنة الزعيم الملهم والرئيس الفذ والمجاهد الأكبر حالة عامة تؤكد هذا الصورة الفردية المهيمنة على الحكم، فلا صوت فوق صوت الزعيم ولا ظل غير ظله. ولكن بين هذا الدور الأساسي للحاكم والضاغط على كل الصورة، والمهيمن على المشهد السياسي من جهة، وبين تلخيص كل المواجهة مع الشخص واعتباره المالك الوحيد لخيوط اللعبة، وأنه بيديه فقط الحل والربط، وأنه يصول ويجول في قصره وفي أطراف البلاد دون رقيب أو وجود أطراف تلازمه عن قرب أو عن بعد، وأن لا تأثير عليه فهو السيد وما سواه العدم..، بين هذا وهذا، بين المقولتين هناك تميز واختلاف وخنادق. هذه الشخصنة مثلت سلبية دفعت الحركة ثمنها باهظا على أكثر من باب، ففي ارتباط المواجهة مع شخص، جعلت كل إمكانية أخرى للحراك غير المواجهة والإطاحة بالشخص منعدمة أو محدودة، كيف السبيل إلى طرح طريق آخر مع نفس الشخص الذي حمل على كتفيه كل أهوال المأساة، كيف مد اليد إلى طرف كان ولا يزال يقطعها، كيف القبول بمصافحة يد كانت إلى حين تسجن وتعذب وتبطش! ولذلك عجزت الحركة الإسلامية في بداية طريقها عن أن تقوم بالخطوة الأولى رغم استدراكها لاحقا، لأنها شخصت الصراع فتكونت لدى أبنائها مشاعر كره وعداء لشخص بذاته أكثر من النظام الذي يدور فيه ويبطش به. وهذه الخطوة الأولى التي أعنيها ليست القبول على مضض أحيانا بطرح تدافع آخر مبني على المصالحة، أو طرح تكتيكي مرتبط بوضع وحالة، ولكن ما أعنيه من الخطوة الأولى هو قلب للأولويات والمقاربات وطرح برنامج جديد، وإن أمكن بوجوه جديدة وتكوين ثقافة وعقلية جديدة أساسها ومركزيتها فكر المصالحة وممارسات المصالحة وبرنامج المصالحة، هذه هي إرهاصات الخطوة الأولى. هذه العقلية الكارهة والمعادية لشخص لم تستطع الحركة الإسلامية تجاوزها وطرح بديل مصالحة، لأنها لن تجد سوى الرفض والقطع من أبنائها مادام نفس الشخص موجودا في المشهد. ولعله من المدهش أن الشخصنة لا ترتبط باسم الحاكم بقدر ما تلازم وظيفته، فلا يهم إن تغير زيد وجاء عمر، ففي عقلية الفرد الإسلامي يبقى هو الحاكم المستبد صاحب المأساة. أن القصر ليس وحدة متجانسة، ولكنه مراكز قرار ونفوذ متعددة، ولعله أيضا أفراد وأسر متنافرة، ولعل أكبر فخ وقعت فيه المعارضة السياسية هو التصديق بأكذوبة كبيرة وقع نسج أطرافها ببراعة وبكل دقة، تمثلت في أن كل الخيوط يحملها فرد وما سواه العدم، وأن المشهد العام بين إصبعين من أصابع ساكن القصر وحاكم المصر! فأعرضت المعارضة عن سبر الأجنحة والأطراف والحاشية واقتنعت بالموجود وتحاشت كل بحث وراء جدران القصر. ولقد سقطت المعارضة الإسلامية نفسها في هذا الخطأ، ولعل عنف المواجهة دفعها لتشخيص المأساة وجعلها مرتبطة بشخص أكثر من أنها مرتبطة بمجموعة نافذة ومركز قوى وعقلية استفردت بأوصال الحزب الحاكم ودفعته إلى هذه الورطة. فاستسهلت الحركة الإسلامية التحليل والتبرير وجعلت مآسيها ومآسي البلد تعود إلى فرد واحد ماسك بكل الزمام ووراءه وحدة أزمة متماسكة ومتناغمة يتطاير الشر من عيونها جميعا. الخطأ الإستراتيجي للمعارضة الإسلامية مضاعف، شخصت الصدام ولم تعطه بعد المواجهة بين عقليات وفلسفات في الحكم متباينة، حكم استبدادي فردي وأسري من جهة، في مقابل حكم مدني ومتعدد ذي مرجعية إسلامية وديمقراطية من جهة أخرى, وكذلك بين برامج وخطط إصلاحية متناقضة. تستند الأولى إلى نموّ دون تنمية، تختزل الرقيّ في زيادة الإنتاج، وتنسى عدالة جمعه وتوزيعه، وتحقر من التنمية البشرية وتختزلها في شعار « استهلك واصمت »، وهي أطروحة ومسلك النظام، وبين منهجية إصلاح مدني ذي أخلاقية إسلامية، توسع باب التنمية البشرية بداية إلى الميدان الحقوقي والسياسي ولا تختزله في بطن خاوية فقط، ثم تعتبر العدالة في التوزيع ومحاربة الفساد والمحسوبية والرشى إحدى أهم أهدافها الأولية. ولعل مما يزيد هذا المنهج الإستراتيجي الخطأ في التعامل مع السلطة عمقا وتماسكا هو مقابلة هذه الشخصنة بشخصنة أخرى، حيث يبرز على السطح مدى هيمنة القائد والرئيس والأمين العام على المركز الأول في الحركة الإسلامية. وكثيرا ما برز هذا الاستفراد على مستويات متعددة كالإنتاج الفكري والظهور الإعلامي والقرار التنظيمي، فترى في بعض الصور أن الاجتهاد الفكري والمقاربات والأطروحات تقتصر على رئيس الحركة وما خلافه العدم. هذه الهيمنة التنظيمية والفكرية والإعلامية ولدت لدى الطرف المقابل حصر كل مشروع الحركة الإسلامية في فرد واحد، واختصر الصراع بين رأسي الفريقين، وأصبح سقوط أحدهما هو المنفذ الوحيد لإمكانية، ضعيفة ولا شك، للتجاوز وبناء علاقة أخرى. ومع تواصل وجود حاكم متعلق بحكمه على مدى سنوات دون انقطاع، ومع تواصل وجود قائد ورئيس الحركة على الدوام، فإن الأبواب أصبحت مغلقة والآمال معلقة في انتظار حدوث تغيير في أعلى هرمي السلطة والحركة. لن نحمل الوضعية الحالية للحركة الإسلامية في تعقد علاقتها مع الأنظمة ودخولها في أكثر من حين في صراع مرير إلى هيمنة عامل الشخصنة فقط، فالأمر يبدو أكثر تعقيدا وأخطاء الحركة الإسلامية في هذا الباب متعددة، وتعنت الطرف المقابل لا يشك فيه أحد وتداخل عوامل الداخل والخارج لا ينضب، ولكننا نرى أن أحد العوامل المحددة في تواصل هذا التدافع المأسوي يعود إلى خلل مبدئي في هذه العلاقة في ارتكاز منهجية التغيير على شخصنة الصراع السياسي. إن استدامة شخصنة الصراع بين الحركة الإسلامية والأنظمة الحاكمة وتواصله وهيمنته على العقلية والثقافة السائدة لدى الفرد الإسلامي وجماعته، تظهره وكأنه يخدم مصالح الفئتين. فإذا كانت هذه الشخصنة قد جعلت رأس السلطة يعتقد بأهمية وجوده وعلو شأنه وارتفاع مكانته، فانبسطت له الأمور وأصبح حامي حمى الدنيا والدين وأصبح الضامن لأمن البلاد واستقرارها، فزاد ملكه واستتب له الأمر من قبل ومن بعد، فإنها خولت لقوى الاستبداد التمكن والتواصل، فأسهمت الحركة الإسلامية بوعي أو بغير وعي في السقوط في هذه المنهجية الخادمة للحاكم ومنهجه في الحكم. غير أن هذا الإصرار على الشخصنة من جانب الحركة الإسلامية يجعلها تبدو وكأنها تجد فيها مكسبا، خاصة أن هذا الصراع المشخصن قد أبعد صراع المشاريع والبرامج والخطط والمقاربات. وفي فضاء صراع المشاريع والبرامج يبدو لنا وكأن الحركة الإسلامية عقمت أن تدلي بكل إيجاب، وكأن هذه الشخصنة هي فرار من التعرية وفضيحة الفراغ. وهذا ما نلمسه من هيمنة خطاب الشعارات الفضفاضة والمصلحات الجوفاء وغياب البرامج والخطط في الكثير من هذه الحركات. ليس حديثي هذا عاما ويبقى نسبيا في أكثر من باب وهو يلامس التجربة التركية، أو المغربية بنسبة أقل، ولكنه يحاول أن يرفع النقاب عن منهجية متكاملة الأطراف تنطلق من ضعف البرامج إلى شخصنة الصراع إلى تفشي عقلية المواجهة وثقافة الصد. وفي المقابل فإني أكاد أجزم بأن وجود البرامج والخطط الجدية والمقاربات الرصينة من شأنه أن يعطي للخطاب الإسلامي جدية وواقعية أولا ولكنه أيضا يبنى على تكوين عقلية المصالحة وثقافة التعايش التي تقيم خيمة متكاملة الأطراف وشديدة التماسك والانتصاب، للإبداع والبناء. __________________ كاتب تونسي
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ11 أفريل2008
جلباب الأمير عبدالرحمان الحامدي* ففي كل خمس وفي بلدي الخضراء عرس طبل و أصوات مزامير ودعوات التجديد تترى لحاكم ملهم وخبير إنتفخ البطن منه فغدا الجلباب قصير وغدا التبديل لزاما مع تعديل و تحوير فتنقيح الدستور عادة قيست ببطن الأمير وويل لمعترض يوما أبى حكم الحمير سجن وجوع وتشريد لعمري ذاك المصير عاش السابع دوما وعشنا نسعد بالتغيير
هذه كلمات من وحي ما يسمى في تونس بالسنن الحميدة التي دأب عليها نظام السابع من نوفمبروآخرها تنقيح الدستور للمرة الثالثة على التوالي لإتمام تحويل الحاكم إلى صنم مخلد. وهي مهداة إليه بمناسبة الإنتخابات الخمسية وإلى ضحايا إرهاب الدولة الذي لا تكاد تنقطع أخباره يوميا في بلدي وإلى كل أنصار الكلمة الحرة في كل مكان. سجين سياسي سابق*
السبيل أونلاين بسم الله الرحمن الرحيم
الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء الرابع
كتبه: الدكتور بشبر عبد العالي الحرية في التراث الإسلامي : سار الأمر في عصر الخلفاء على ما كان عليه الشأن زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان أول ما يعلنه الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق إن قال: {يا أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم(1). ولما ولي عمر بن الخطاب لقيه سعد بن عبادة ذات يوم(وكان معارضا لبيعته وبيعة الصديق) فقال له عمر: إيه(2)، يا سعد فقال سعد: إيه يا عمر: فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه. قال: نعم، وقد أفضى إليك الأمر، وكان والله صاحبك أحب إلينا منك، وقد والله أصبحت كارهاً لجوارك. فما كان من عمر إلا أن قال: من كره جوار جاره تحول عنه. فقال سعد: أما إني غير مستتر بذلك، وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك. فلم يلبث أن خرج مهاجراً إلى الشام فمات بحوران(3). واستمر الأمر برهة من خلافة عثمان على ما كان عليه زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم تجاسر عليه الناس ـ بعد أن كبر سنه ـ فتكالب عليه أهل الريب من الداخل والخارج، ويصور لنا الحوار التالي مدى جرأتهم على أمير المؤمنين، فقد أرسل عثمان إلى الأشتر ـ الذي تولى كبر الخروج على عثمان ـ فقال له: – يا أشتر، ما يريد الناس مني؟ – قال: ثلاثاً ليس من إحداهن بد. – قال: ما هن؟ – قال: يخيرونك بين أن تخلع لهم، فتقول: هذا أمركم فاختاروا له من شئتم، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك. – قال: أما من إحداهن بد؟ – قال: ما من إحداهن بد. – قال: أما أن أخلع لهم أمرهم والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع قميصاُ قمّصنيه الله وأترك أمة محمد صلى الله عليه وسلم يعدو بعضها على بعض، وأما أن أقص من نفسي فوالله لقد عملت أن صاحبي بين يدي قد كان يعاقبان، وما يقوم بدني بالقصاص، وأما أن تقتلوني، فوالله لئن قتلتموني لا تتحابون بعدي أبدا، ولا تصلون جميعاً بعدي أبداً، ولا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً(4). ويتحقق ما تنبأ به عثمان رضي الله عنه، فتسود الفوضى بعد مقتله، ويشوه ذلك الوجه الناصع الذي رسمه الإسلام للعلاقة بين الحاكم والمحكوم. كما شوهت العديد من المفاهيم الإسلامية بسبب دخول بعض العقائد القديمة مثل عقيدة القدر التي أوّلت من أجلها النصوص وإن كانت لها جذور في عصر الصحابة إلا أنها كانت تواجه وتصحح أولاً بأول، كما جاء في صحيح البخاري عن طاعون عمواس وأن عمر قرر الرجوع بالناس خشية الوباء الذي حل بها فقال له أبو عبيدة بن الجراح أفراراً من قدر الله؟ فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان إبل هبطت بها وادياً له عدواتان، إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله(5). إلا أن الأمر خرج عن إمكان التوجيه بعد الخلافة الراشد، وقد واجه من بقي من الصحابة ذلك بصرامة كما في قصة ابن عمر حين أخبر أن أناساً يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف فقال للمخبر: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني، والذي حلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهب فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر(6). وهذا يدل على أن التاريخ الإسلامي عرف بدايات مبكرة لمشكلة الحرية الإنسانية كان من أهم أسبابها ما يلي: {أ} الفهم الخاطئ لنصوص القرآن والسنة بإزاء عقيدة القدر بحيث فهم البعض أن معنى مشيئة الله المطلقة جبر الإنسان على أفعاله وأن لا إرادة له، وبالتالي الاستسلام للأوضاع السائدة على انحرافها بحسبانها تمثل إرادة الله، وقد تقدم كيف أجاب عمر أبا عبيدة في هذا الأمر. {ب} الوضع السياسي غير المستقر وما شهده من تقلبات تشهد عليها ظاهرة الاغتيالات التي بدأت باغتيال الخليفة الراشد الثالث عثمان رضي الله عنه(7). {ج} مرة أخرى الفهم الخاطيء لنصوص القرآن والسنة ولكن بإزاء النهي عن إثارة الفتن والحث على وجوب اعتزالها والسعي قدر الطاقة إلى إخمادها، وكان لهذا الفهم الدور الكبير في صعود الدولة الأموية التي حوّلت الخلافة الراشدة إلى ملك عضوض. ولعل النقطة الثانية تبدو نشازا بين النقطتين الأولى و والثالثة إذ النظرة العجلى في الأسباب التي ذكرتها تقول بأن الفهم الخاطيء لعقيدة القدر على النحو الذي صورته، وكذلك الفهم الخاطئ في فهم النصوص المحذرة من الفتنة والواصفة لها بأنها أشد وأكبر من القتل يؤدي إلى استقرار الوضع السياسي لا إلى تقلبه. والحق أن هذه النظرة.وإن وصفتها بأنها عجلى إلا أنها لا تخلو من منطقية غير أن المتأمل في تقلب الوضع السياسي يجد وراءه عوامل إثارة قوية غلبت عوامل التهدئة، وهي عوامل ذاتية تتمثل في حب الزعامة والتنفذ وعوامل خارجية تتمثل في سعي اليهود والنصارى الحثيث في تأجيج نار الفتنة، ولعل مقتل عثمان، وحادثة الجمل خير دليل على ذلك. وظل العاملان (التهدئة والتأجيج)يصطرعان في تاريخ الأمة ويفرزان إما خنوعاً وخضوعاً وتسليماً بالموجود، وإما ثورات وتقلبات لا قرار لها. الحرية في التراث الفكري الإسلامي : أشرت إلى أن التاريخ الإسلامي شهد بدايات مبكرة لمشكلة الحرية، وحق له أن يشهد، كيف وقد تضمن النص المؤسس {القرآن والسنة} احتفاء منقطع النظير بهذا الموضوع، إلا أن لبشاً وسوء فهم حصل للجيل التالي لجيل الصحابة نستصحب هذا ونقول. شهد التاريخ الإسلامي التالي لجيل الصحابة سجالاً فكرياً محموماً حول مسألة الحرية تبلور تحت مصطلح الجبر والاختيار بسبب عوامل أهمها : – العامل العقلي : الراجع إلى تطلع الإنسان ـ بحكم طبيعته ـ إلى التساؤل عن دوره في هذه الحياة، ومدى حريته في أداء ذلكم الدور، ومدى قضاء الإرادة الإلهية عليه. – العامل النقلي : الراجع إلى تلقف النصوص الدالة على عموم قدرة الله وإرادته وعلمه، وأخذها على عجل وتأويلها تأويلات تتراوح من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال. – العامل السياسي الراجع إلى ما تشيعه السلطة من فكر يصب في إسباغ الشرعية على وجودها وذلك بتبنى القول بالجبر غالباً، ويقابل انتصار المناهضين لها بإشاعة القول بالاختيار . – العامل الثقافي الراجع إلى انفتاح المسلمين على المجتمعات الأخرى وما تحمله من عقائد، إلى جانب حركة الترجمة خاصة في العصر العباسي(8). ونرصد فيما يلي ـ بإيجاز ـ آراء أبرز الفرق الكلامية وهم الجبرية والمعتزلة والأشاعرة. [1] الجبرية : الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافة إلى الرب تعالى، والجبرية أصناف. الجبرية الخالصة: وهي التي لا تثبت للعبد فعلاً ولا قدرة على الفعل أصلاً. الجبرية المتوسطة: وهي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلاً. أما من أثبت للقدرة أثراً ما في الفعل، وسمى ذلك كسباً، فليس بجبري(9). وأول من مثل الجبرية الخالصة الجهم بن صفوان الترمذي (ت 128هـ) وقد استند إلى شبه نقلية لا تدل إلا على عموم إرادة الله وقدرته فحملها على ظاهرها وأخذها على سبيل الإطلاق وقطع النظر عما يفسرها من النصوص الأخرى ويتلخص مذهبه في الآتي: {أ} أن أفعال العباد كلها مخلوقة لله مباشرة، وأنها بقضائه؛ وبمقتضى ذلك فالإنسان مجبور على أفعاله ولا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة، وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، وتنسب إليه الأفعال مجازاً كما تنسب إلى الجمادات: كما يقال: أثمرت الأشجار، وجرى الماء، وتحرك الحجر، وطلعت الشمس وغربت، وتغيمت السماء وأمطرت، واهتزت الأرض وأنبتت(10). {ب} والثواب والعقاب عنده جبر، كما أن الأفعال كلها جبر، قال وإذا ثبت الجبر فالتكليف أيضاً جبر(11). ويتضح مما تقدم أن جبرية الجهم أشبه بالجبرية الطبيعية الشاملة المطلقة حيث جعل نسبة الفعل إلى الإنسان شبيهة بنسبة الأفعال إلى الجمادات(12). ويمكن تلخيص مآلات هذا المذهب في الآتي: {أ} أنه مذهب يؤول إلى تقويض مبدأ التكليف ومسئولية الإنسان عن أفعاله. {ب} يؤول إلى الازدراء بالعقل الإنساني حيث يتعامل مع الإنسان كما يتعامل مع الجمادات. {ج} وإذا انهدمت إنسانية الإنسان من قواعدها، وهدمت الشرائع من أساسها تبعاً لنسف التكليف والمسئولية، فإن ذلك سيكون له أعمق الأثر في شيوع روح الزهد السلبي، والتخلي عن الفعل الحضاري، والخضوع لقوى الظلم والخنوع لمختلف تقلبات الحياة، والقعود عن عبء مواجهة الباطل وتغيير الأوضاع السائدة. [2] المعتزلة : المعتزلة تقابل الجبرية تقابل التضاد، ويسمى المعتزلة بأصحاب العدل والتوحيد، ويلقبون بالقدرية والعدلية، والمعتزلة طوائف شتى إلا أنهم متفقون على الآتي: {أ} العبد قادر خالق لأفعاله خيرها وشرها، مستحقاً على ما يفعله ثواباً أو عقاباً. {ب} قالوا: والرب منزه أن يضاف إليه شر أو ظلم، إذ لو خلق الظلم لكان ظالماً. {ج} واتفقوا على أن الله لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجب عليه من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد، وأما الأصلح ففي وجوبه خلاف عندهم … وسموا هذا النمط عدلاً. (13) فالمعتزلة على الصعيد الفكري تبنوا بقوة مسألة حرية الإرادة الإنسانية التي سبقهم بها معبد الجهني (ت 81) يقول الشهرستاني وإنما سلكوا في ذلك مسلك معبد الجهني وغيلان الدمشقي(14). وهذا المهذب الفكري ينطوي على موقف سياسي يشاركهم فيه غيرهم من الأئمة؛ فقد ورد أنه قيل للحسن البصري يا أبا سعيد هؤلاء الملوك {بنو أمية} يسفكون دماء المسلمين، ويأخذون أموالهم، ويقولون إنما تجرى أعمالنا على قدر الله، فأجابه الحسن: كذب أعداء الله(15). وعلى منهج معبد الجهني سار تلميذه غيلان الدمشقي الذي يقول عنه صاحب الملل والنحل {كان يقول بالقدر خيره وشره من العبد، وفي الإمامة إنها تصلح في غير قريش، وكل من كان قائماً بالكتاب والسنة كان مستحقاً لها(16). فإذا لا يخفى الباطن السياسي لهذا الظاهر الفكري. والمعتزلة وإن بدوا أنهم يعتدون بالعقل ويعطونه منزلة كبيرة في إدراك الخير والشر والحسن والقبيح فهو عندهم يملك الإرادة الحرة التي تهديه إلى اختيار ما يشاء، كما يملك القدرة المؤثرة التي تمكنه من إحداث الفعل وقت ما يشاء. وإن لعبوا دوراً بارزاً في الرد على المنهج الجبري الفكري المتمثل في غلق باب الاجتهاد، والجبري السياسي المتمثل بالرضي بالقائم كيفما كان. رغم ما كانت لهم من إيجابيات على المستوى التنظيري فإنهم ناقضوا طرحهم ذلك على المستوى العملي التطبيقي حيث نكلوا بخصوهم واستعدوا عليه السلطان وسلبوهم حرياتهم وزجوا بهم في غياهب السجون مما كان له الأثر البين في إعراض الناس عنهم. [3] الأشاعرة : ينسب الأشاعرة إلى المذهب الأشعري، الذي إلى مؤسسه أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المنتسب بدوره إلى أبي موسى الأشعري الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه ـ. تخرج الأشعري على المعتزلة في علم الكلام، وتتلمذ على شيخهم أبي علي الجبائي، غير أنه وجد في نفسه ما يبعده عن المعتزلة، فعكف مدة يوازن بين الجبرية والقدرية ثم خرج على الناس بمذهب سعى فيه جهده أن يتوسط بين الفرقتين(17). ولا يسعنا في هذا المقام تتبع مواطن التوسط في فكر الأشعري، لكن بحسبنا أن نوضح ما له علاقة بموضوعنا وهي مسألة القدرة والإرادة. يرى الأشعري أن الله تعالى خالق لأعمال العباد خيرها وشرها حسنها وقبحها، والعبد مكتسب لها، فأثبت تأثيراً للقدرة الحادثة وسمي ذلك كسباً(18)، فهو بهذا حاول أن يتوسط بين المعتزلة الذين قالوا إن العبد هو الذي يخلق أفعاله بقوة أودعها الله إياه، والجبرية الذين قالوا إن الإنسان لا يستطيع إحداث شيء ولا كسب شيء بل هو كالريشة في مهب الريح، فقال الأشعري إن الإنسان لا يستطيع إحداث شيء ولكن يقدر على الكسب(19)، وهو السعي المفضي إلى اجتلاب نفع، أو دفع ضرر(20)، ولكن ليس معناه دخول شيء من الأعراض بقدرة العبد من العدم إلى الوجود، بل القدرة صفة متعلقة بالمقدور من غير تأثير، بل القدرة والمقدور حصلا بخلق الله، ومتعلق القدرة الحادثة ـ وهو الكسب ـ حصل بخلق الله أيضاً(21). فأنت ترى رغم محاولته التوسطية غير أنه آل إلى موافقة الجبرية ولم يخالفهم إلاّ في تطويل الطريق. لذلك جاء أبو بكر الباقلاني فحاول تقديم تفسير آخر للكسب فقال: إن ذات الفعل توجد بقدرة الله تعالى ثم يحصل لذلك الفعل وصف كونه طاعة أو معصية بالقدرة الحادثة، أي بالكسب(22). فآل الكسب إلى نية المكلف، فالفعل هو هو والإنسان بإرادته ونيته بجعله قربة أو معصية. أما الإسفرائيني فأعطى للقدرة الحادثة نصيباً من التأثير إلى جنب القدرة القديمة فعنده أن القدرة الحادثة والقدرة القديمة إذا تعلقتا بمقدور واحد وقع المقدور بها، لكن فعل العبد وقع بإعانة الله لا استقلالاً(23). وذهب إمام الحرمين إلى أن الله هو الخالق لكل شيء، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى هو الذي وضع الأسباب المؤدية إلى دخول هذه الأفعال في الوجود، والعبد هو المكتسب(24). وهكذا تدرج الأشاعرة في مسالة القدرة والاختيار من قريب من مذهب الجبرية إلى قريب من مذهب القدرية (أي المعتزلة) ولعل السجال القائم بينهم وبين خصومهم هو الذي ألجأهم إلى ذلك. والذي أخلص إليه أن فكرة الكسب عند الأشاعرة غامضة، بل هي مقحمة على تفسير الأشعري، ولعلها أقرب إلى القبول على تفسير إمام الحرمين الذي اعترف بمبدأ السببية، وبالتالي اعترف بتأثير القدرة الإنسانية في الفعل. وعلى ضوء ما سبق يتبين أن مسألة الحرية في التراث الإسلامي طرقت بقوة وتراوحت فيها وجهات النظر، ولعل أقربها إلى روح العصر الطرح الاعتزالي لولا ما عليه من مؤاخذات شرعية حقيقة وجديرة بالاعتبار على مستوى التنظير, ومن تجاوز على مستوى التطبيق. ———————————————— الهوامش : 1.البداية والنهاية لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي 5/248. 2.إيه وإيها للزجر، وإيه وإيه للاستزادة ، انظر ابن منظور، محمد بن مكر، لسان العرب 13/473 . 3.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام, الذهبي، 673 ـ 748 . 4.الطبري: تاريخ الأمم والملوك، ج/486 . 5.أخرجه البخاري برقم: 5729. 6.أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم: 168. 7.لم أقل عمر لأن اغتيال عمر حالة فردية معزولة لم تنبعث من السياق العام بل جاءت معاكسة له. 8.انظر: جمال الدين دراويل: مسألة الحرية في مدونة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ص: 47، 48. 9.الملل والنحل للشهرستاني 1/90. 10.المصدر الساق 1/91. 11.المصدر السابق 1/92. 12.انظر مسألة الحرية في مدونة ابن عاشور 49. 13.انظر ص الملل والنمل 1/4. هذا مما له علاقة بموضوعنا، ونكف عما سوى ذلك. 14.انظر الشهرستاني: الملل والنحل 1/3. 15.النشار: (علي سامي)، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ص: 318. 16.الملل والنحل: 1/140. 17.أبو زهرة: تاريخ المذاهب الإسلامية، ص 150 وما بعدها. 18.الملل والنحل: 1/78 مصدر سابق. 19.انظر: أبو زهرة تاريخ المذاهب الإسلامية، ص: 157 مصدر سابق. 20.الجرجاني التعريفات: 1/59. 21.انظر الرازي التفسير الكبير، تفسير الآية، 134 من سورة البقرة. 22.المصدر السابق / نفس الإحالة. 23.المصدر السابق. 24.المصدر السابق، ويرجع إلى النظامية للجويني. المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 11 أفريل 2008
افتتاحية « الموقف » تسويق بضاعة كاسدة
رشيد خشانة أخيرا نطق جماعة الحكم بالكلمة. بل خصصوا لها ندوة في مقر الحزب الحاكم زعموا أن 700 « مثقف » حضروها. « التسويق السياسي للأنموذج التنموي التونسي » هذا هو عنوان الندوة التي تحدثت لأول مرة بالصوت العالي عن ممارسة ظلت مُستترة طيلة 18 عاما، أي منذ تأسيس « الوكالة التونسية للإتصال الخارجي » أكبر شركة تصدير إعلامي في البلاد … وربما في العالم العربي. ماذا يُسوقون؟ وأين؟ وكيف؟ البضاعة المُعدة للتصدير هي نجاحات الأنموذج التونسي الذي أهدى البطالة للشباب وخاصة في المناطق الداخلية، والتفاوت الإجتماعي بين الفئات ، الذي لم تُبصر تونس (بلد الوسطية) مثيلا له من قبل، وانتخابات يحصد الفائز فيها دائما نسبة مجاورة لـ99 بالمائة ومنظمات أهلية محاصرة وصحافة مقيدة ومحاكمات صورية للمئات من الشباب الذين مازالوا في ريعان الشباب … أين يُسوقون؟ نظرا لصعوبة تسويق هذا النجاح الذي لا يدرك الكثيرون فلسفته وأبعاده الكونية، يكون الإعتماد أساسا على المناضلين من المؤمنين الصادقين والمؤمنات الصادقات بالأنموذج التونسي، الزاهدين في المال، أمثال السيدة الفاضلة حميدة نعنع والكتاب الأفاضل ماجد نعمة وسلفاتوري لومباردو وخير الله خير الله وفالنتان مبوقانق … والقائمة طويلة والحمد لله ومعروفة. هؤلاء يكتبون طبعا في كبريات الصحف التي يقرأها الملايين لأنها تحظى بمصداقية لا خدش فيها. أما بعض الصحف الكبيرة الأخرى التي استعصى عليها استيعاب ميزات الأنموذج التونسي مثل « هيرالد تريبيون » فنلجأ معها إلى التسويق المالي، وإن كنا نحاذر من انكشاف الأمر ونسعى قدر الإمكان إلى تقديمه على أنه « اعتراف بالنجاحات التونسية » غير مدفوع الأجر. لكن أحيانا لا يتوانى الصائدون في الماء العكر عن كشف الأمر باعتباره دعاية خالصة الثمن بالدولار … قبل انهيار قيمته في الأسواق المالية. كيف نُروج للأنموذج التونسي؟ بمواجهة الدعاية المُغرضة التي يبثها المناوئون. هنا نلاحظ أن كلام المتحدثين في الندوة التجمعية أتى واضحا عندما تطرقوا للصعوبات التي « تعترض العمل الترويجي للأنموذج التونسي » بسبب ما سُمي « المصادر المضادة من أحزاب وأشخاص ومنظمات تحكمها نزعات اقتصادية أو سياسية، وهي مصادر محلية ودولية ». كاد المتحدث يقول: أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان… كما نالت الأسطوانة المعروفة « التحالف الظلامي اليساري » حظها من البكائية التي أقيمت على حظ « التجربة التونسية الهادئة التي لا تثير فرجة كافية ». الأمر الوحيد الذي لم ترفع الندوة النقاب عنه هو ميزانية التسويق السياسي ونصيب الفرد التونسي منها، فهذا سر من أسرار الدولة الذي لا يُكشف لا في مداولات البرلمان ولا في ميزانية وكالة الإشهار الخارجي ولا في أي وثيقة رسمية، وليس من حق المواطن معرفته أو المطالبة بالإطلاع عليه. ومن المهم التذكير بأن هذا الأسلوب كان رائجا في السبعينات والثمانينات عندما كانت الأنظمة العربية تتحارب بواسطة الصحف المهاجرة، لكنها تخلت عنه منذ التسعينات مع تطور المحطات الفضائية ولم تبق إلا الحكومة التونسية متمسكة به، تدعو مئات الصحفيين سنويا للإقامة في أفخم النزل وتجزي لهم الهدايا وتعيد نشر « مقالاتهم » التي غالبا ما تسلم لهم مُعلبة مع الصور المصاحبة لها. كم من البلدان في العالم مازالت تعتمد على التسويق المالي لأنموذجها السياسي؟ عدد ضئيل جدا لأنه أسلوب غير ناجع فحبل التزيين قصير، وخاصة في ظل سرعة تنقل المعلومة مع انتشار الفضائيات والإنترنت ، فضلا عن كونه مجالا واسعا للفساد والإفساد. لننظر إلى التجربة الموريتانية ونقارنها بما ترصده تونس للإشهار السياسي كي ندرك الفرق بين من لاينفق شيئا تقريبا وينال مع ذلك الإهتمام الواسع بتجربته في وسائل الإعلام العالمية لأن المتنافسين الأساسيين على الرئاسة يعقدان مناظرة شبيهة بأعرق الديمقراطيات الغربية، وبين ما تخصصه وسائل الإعلام العربية والعالمية نفسها للأنموذج التونسي من أخبار ثلاثة أرباعها على الأقل تخص انتهاكات حقوق الإنسان، لكي نذرك مدى الفرق بين عصرين. (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي)، العدد 447 بتاريخ 11 أفريل 2008)
بعد سبعين عاما .. »برلمان تونسي » ممكن
عبد الجبار الرقيقي نادرا ما نقرأ أسماء شهداء 9 أفريل 1938 فقد غطتها صورة » الزعيم البطل الأوحد » و مآثر الزعماء و بطولات الحزب و لذلك سنذكر هوياتهم لنرفع عنهم غبار النسيان والغبن ونوليهم بعض ما يستحقون من الوفاء و التمجيد : حميدة بن عمر الهمامي أصيل نفطة حمادي بن محمد بن عمر الكافي أصيل الكاف محمد بن احمد العاشوري من الكاف الطاهر بن بلقاسم الماجري البشير الضاوي من تطاوين سعيد بن علي بن عبد الله من مطماطة محمد بن محمد بن خليفة بن موسى من مساكن محمد بن مخلوف حسين من اجيم جربة محمد مرس من مساكن عبد العزيز ساسي الصياح من قفصة احمد بن محمد العياشي نصر بن عمر صيص الغمراسني محمد بن عثمان الحداد احمد بن نور الدين الجليدي من تطاوين محمد بن محمد بن خليفة محمد بن سعد الأزرق محمد بن حسن كريد حسين بن مناوي مسعود بلقاسم شواط علي بن عمر النوري عبد الله بو خريص من قصور الساف علي بن الفرجاني الجريدي من وذرف قابس إن هؤلاء الشهداء الأبرار الذين سالت دماؤهم على أرضنا الطيبة استشهدوا و هم يرفعون مطلبا عزيزا على التونسيين » برلمان تونسي »، مطلب يختزل توق الحركة الوطنية آنذاك الى التقدم خطوة نحو استرداد السيادة للوطن والحرية للشعب التونسي . و بعد سبعين سنة بالتمام والكمال يحق لنا أن نتساءل : هل اصبح للشعب التونسي برلمان تونسي ؟ و إذا كان المقصود بالبرلمان التونسي جنسية القابعين فيه فالإجابة ستكون بالإيجاب و لكننا لا نعني بالتونسي جنسيته إنما نقصد بذلك توافر جملة من المواصفات نوجزها في التالي : * هل تسمح ظروف الاستبداد التي خيمت على بلادنا و التي حرمت عائلات سياسية و فكرية عديدة من الوجود العلني و القانوني و حرمت كفاءات وطنية رفيعة من حقوقها المدنية و السياسية ، هل تسمح لكل مواطن بالحق في الوصول الى البرلمان ؟ قطعا لا * هل المواطنون التونسيون متساوون في حق الترشح فعليا ؟ قطعا لا *هل تسمح المجلة الانتخابية بغير الفوز الساحق لمرشحي الحزب الحاكم ؟ قطعا لا * هل تحظى أحزاب الموالاة التي حجزت لها بعض المقاعد لتزيين الصورة باختيار من يمثلها فعلا ؟ أبدا * هل يمثل النواب في البرلمان أصوات الناخبين التونسيين و اراداتهم إن سمح لهم بالتصويت ؟ لا و ألف لا * متى نجت الانتخابات التونسية من التزوير ؟ و لا مرة * وهل يشرع البرلمان الحالي القوانين التي تكون في خدمة المواطن التونسي ؟ غير ممكن * و هل يسمح الواقع الإعلامي التونسي بالحد الأدنى من المنافسة الانتخابية ؟ و لا حتى بأقل من الحد الأدنى يؤسفني و يؤلمني بعد سبعين عاما من استشهاد تونسيين من اجل برلمان تونسي أن تكون إجابتي عن الأسئلة المطروحة آنفا بالسلب » قطعا لا « . وما يحدث في الأيام الأخيرة خير دليل على تواصل الانغلاق و الاستثناء ومصادرة حقوق التونسيين والشروع في تزييف ارادتهم بالأساليب الملتوية. لكننا لن نفرط في دماء شهدائنا مهما طالت المعاناة و سبيلنا أن نسعى مع كل الارادات الوطنية الصادقة الى استرداد حق التونسيين في برلمان تونسي فعلا تنشئه أصواتهم الحرة ويكون صدى لمشاغلهم وملبيا لحاجاتهم المادية والمعنوية وحافظا لسيادة وطنهم. قد يعيب علينا البعض الإفراط في الإيمان بالإرادة والمبالغة في التفاؤل، لكن لولا التفاؤل ولولا الإرادة ما تحقق أي حلم بشري . ثم إننا لا نملك الآن إلا إرادتنا للتغيير و تفاؤلنا بمستقبل بلادنا . (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي)، العدد 447 بتاريخ 11 أفريل 2008)
المناضل بلقاسم بوترعة لـ »الموقف «
رفضتُ مشاركتهم الاحتفال بعيد الشهداء …فهددوا بقطع أرزاقي
قال السيد بلقاسم بوترعة عضو جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي أن عمدة الوردية الرابعة المدعوّ « هشام « هدده بإغلاق محلّ النجارة الذي يشتغل به ما لشيء إلا لرفضه مشاركة الحزب الحاكم ذكرى إحيائه لعيد الشهداء يوم الأربعاء الماضي . وقال بوترعة :اتصل بمحل النجارة الذي اشتغل به كل من عمدة منطقة الوردية الرابعة وكاتب عام « لجنة التنسيق » ،وطلبا مني المشاركة في فعاليات إحياء ذكرى عيد الشهداء التي يشرف عليها الحزب الحاكم.ولما رفضت طلبهما لأنني احترم شهدائنا الأبرار كثيرا ولي أجندتي الخاصة بإحياء ذكراهم المجيدة في مكان آخر غير التي قرّروها، ثم إنني لا أنقطع عن عملي لأنني رب أسرة ومعيلها الوحيد وتوقيتهم لا يناسبني بالمرّة،ذُهلت من التهديدات التي أطلقها المدعو » هشام « ضدي ، وقد قال بالحرف الواحد:ستشارك معنا ولو « بالذراع والعنف » وسنجبرك على غلق محلّك لتأتي معنا. و أمام إصرار السيد بلقاسم بوترعة على رفض تلك المطالب والتهديدات، غادر عمدة الجهة المحلّ بتهديد أكثر قسوة: انتظرنا.. سنغلق محلّك بالقوة لأنك تحمل آراء مخالفة . ولأننا سئمنا من التنبيه في كل مرة بأن تجاوز الصلاحيات لا يمكن أن يصدر عن دولة تتبجح بأنها » دولة القانون والمؤسسات »، ولأننا على يقين من أن المدعوّ هشام ومن يقف خلفه لا يفقهون من قانون البلاد شيئا ، ولأننا متأكدون من أن هذه الأساليب اتُبعت فيما مضى وتتكرر اليوم ، فلا مندوحة من التشديد على ما يلي: – ليعلم المدعوّ »هشام « ومن يقف من ورائه أن ذكرى شهداء تونس الأبرار الذين سقوا دفاعا عن عزّة البلاد ورفعتها وعدالتها لا يمكنوا أن تتحوّل إلى فرصة للترهيب والمزايدات التي يحرص الحزب الحاكم على عدم تفويتها. – ليعلم « العمدة » أنه صاحب منصب مدني لا بوليسي، و أن « عضلاته المفتولة » لا تجيز له تهديد مواطن أثناء أدائه لعمله أو تعنيفه، و أن القانون لا يبيح له ذلك بالمرّة. وليعلم ختاما أن مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي هم طلاّب حق من معدن خاص للغاية ، لا يحفلون بالتهديدات والابتزاز والترهيب، ولا يمكن لأي كان إجبارهم على القيام بما لا يقتنعون …وليتذكرّ المتذكّرون. إ.م (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي)، العدد 447 بتاريخ 11 أفريل 2008)
الخبير القانوني الأستاذ محمد العجمي
النظام الإنتخابي أداة لتواصل سيطرة الحزب الحاكم على البرلمان
بدعوة من جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي التأمت يوم السبت 5 أفريل بمقر الجامعة ندوة حول مراجعة المجلة الإنتخابية حاضر فيها السيد محمد العجمي أستاذ بكلية الحقوق بسوسة. و قد تطرق المحاضر إلى عديد الفصول التي تحتويها المجلة الإنتخابية و بصورة خاصة التحويرات المتتالية على شروط الترشح للانتخابات الرئاسية معتبرا ذلك منافيا لروح الدستور و مؤكدا على ضرورة وجود شروط مستقرة و معلومة سلفا للترشح لهذه الانتخابات. كما تطرق المحاضر إلى النظام الإنتخابي في التشريعية و اعتبره أداة لتواصل سيطرة الحزب الحاكم على البرلمان. فهو يمكن من خلال الفصل 105 من إسناد جميع المقاعد المخصصة للدائرة إلى القائمة التي تحصلت على أغلبية الأصوات و هي قائمة التجمع الدستوري الديمقراطي في الدورات الفارطة معتبرا أن تخصيص نسبة 20 أو 25 بالمائة من المقاعد الموزعة على المستوى الوطني للمعارضة يجعلها دوما في حالة أقلية صغيرة داخل البرلمان في مواجهة أغلبية ساحقة للحزب الحاكم. و استشهد المحاضر بتجربة الانتخابات التشريعية في المغرب سنة 2007 حيث شارك ما يقارب 27 حزبا في الإقتراع و تمكن ما يقارب 17 حزبا من الحصول على مقاعد منوها بالنظام الإنتخابي في المغرب الذي يؤدي إلى تشكيل كتل برلمانية عديدة و قوية و لا يمكن أي حزب من الحصول على الأغلبية الساحقة بل يدفع إلى تشكيل تحالفات داخل البرلمان من أجل تشكيل حكومة و المصادقة على المشاريع. كما استشهد بأنظمة انتخابية أخرى تعتمد النسبية و تؤدي إلى تمثيل غالبية الأحزاب حسب حجمها و عدد أصوات الناخبين الذين صوتوا لفائدتها. كما تعرض المحاضر إلى تدخل السلطة التنفيذية ( عمدة، معتمد، الوالي، وزارة الداخلية….) في جميع مراحل العملية الإنتخابية من التسجيل بالقوائم الإنتخابية إلى تقديم الترشحات وصولا إلى الدعاية الإنتخابية و فرز الأصوات و الإعلان عن النتائج مشددا على ضرورة أن تتكفل هيئات مستقلة عن الحزب الحاكم بهذه المهام حتى يتم ضمان شفافية و سلامة العملية الإنتخابية. و خلال النقاش تم التأكيد على النقاط التالية: – التمسك بحق الأستاذ أحمد نجيب الشابي في الترشح للإنتخابات الرئاسية باعتباره مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي بقرار من اللجنة المركزية أعلى هيئات القرار في الحزب بين مؤتمرين و رفض تدخل السلطة في شؤون الأحزاب – رفض التعديل الدستوري و التمسك بإقرار شروط مستقرة و معلومة للترشح للرئاسية في إطار حوار وطني – إقرار مبدإ النسبية في الانتخابات التشريعية للتصدي لسيطرة الحزب الحاكم على البرلمان و من أجل برلمان تعددي حقا – تقليص عدد مكاتب الاقتراع في الدوائر الإنتخابية ما يسهل مراقبة سير العملية الإنتخابية – تشكيل لجنة وطنية محايدة للإشراف على الانتخابات في جميع مراحلها – فتح أبواب الإذاعات الوطنية و الجهوية و القنوات الوطنية للتلفزة التونسية لجميع أحزاب المعارضة دون استثناء من أجل التعريف ببرامجها للمواطنين و الناخبين – تنظيم ندوة وطنية للمعارضة حول الاستحقاق الانتخابي سنة 2009 و التقدم بالشروط الدنيا و الضرورية من أجل انتخابات حرة و ديمقراطية سنة 2009 – دعوة السلطة إلى حوار وطني تشترك فيها جميع الأطراف حول الإجراءات الضرورية لانتخابات حرة و ديمقراطية سنة 2009. (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي)، العدد 447 بتاريخ 11 أفريل 2008)
في ذكرى رحيل فارس العروبة عصمت سيف الدولة
فتحي بالحاج إن تواريخ الشعوب حافل بالعظماء الذين حفلت حياتهم بمراحل سجلوا خلالها مواقف إنسانية لا تنسى، البعض من هؤلاء جندوا أنفسهم للكفاح والنضال ومقارعة الظلم، والبعض الآخر اختط لنفسه مجال الكتابة والتأليف. هكذا تخلق الرموز وتصبح عناوين تفتخر بهم أوطانهم، اعترافا وتقديراً لما قدمه هؤلاء من تضحيات وأعمال خالدة. والحقيقة أن البعض قد يقتصر دورهم على مرحلة معينة ومجال معين، لكن البعض الآخر تبقى أدوارهم مشرقة ومتواصلة نحو بلوغ المجد عبر السنين وتصبح الرموز المضيئة لتاريخ أية أمة.. عندما لا يقتصر دورهم على حدث بعينه بل كانت معاناتهم و مشاركتهم شاملة لهموم الأمة…يتحوّل هؤلاء إلى رموز ملهمة لأنهم جسدوا المعاناة الحضارية لأمة ما في مرحلة تاريخية ما. تجدهم في كل الميادين يدافعون عن الأمة وينتصرون لها.. في وطننا العربي المستباح الذي يتعرض لشتى أنواع الاعتداءات، يحق لنا نحن العرب أن نفتخر برجل جمع بين الإبداع الفكري والفلسفي وبين الكفاح والنضال اليومي في مواجهة الاستعمار والاستبداد. يعتبر عصمت سيف الدولة رمزا من الرموز التي أينعت في ظل ثورة يوليو المجيدة..انتمى قبل الثورة الى الحزب الوطني الحامل لراية مقاومة الاستعمار الجاثم على أرض مصر.. ثم دافع عن ثورة يوليو .. عايشها بنجاحاتها وبانكساراتها، نما فكره ومشروعه من خلال التفاعل الايجابي مع هذه الثورة ولما غاب ملهم ومفجر ثورة يوليو خالد الذكر جمال عبد الناصر بقي يدافع عن التجربة ينتصر لها ويضيف إليها بما كشفته الأمة من مواضع الضعف بفعل سنين الردة. لم يرتعش ولم يتراجع ولم يتخاذل في مواجهة رموز الردة وأسبابها. تبنى الخيار الوطني المقاوم لأبناء الشعب من خلال خروجه إلى ميادين القتال دفاعاً عن مصر وحرية مصر فكان في كتيبة محمد فريد في قرية العباسية , يشهر سلاحه في وجه الاستعمار وحلفائه، دافع منذ الساعات الأولى عن ثورة 23 يوليو1952م وشارك في التصدي لأعدائها ببسالة ، ولما سقط المنافقون وارتدت المجموعة الانتهازية وقف ببسالة وشجاعة يقاوم الانحراف ويتصدى للردة، يتقدم أبناء الشعب في الدفاع عن مكاسب الثورة. لم ينظر إلى مصر إلا جزءا من الأمة العربية..ولا يرى استقلالا وأمنا لمصر خارج الاستقلال العربي وخارج الأمن العربي..لا يرى إلا دولة الوحدة بديلا للدويلات القطرية القاصرة الفاشلة.. الشعب العربي مكبّل يسحقه الاستبداد الداخلي وتقتله آلة الاستعمار الخارجي..أولوية الحديث ومحاور النضال هي طرد المستعمر وتفكيك الاستبداد «..إن الشعب العربي معتدى عليه من خارجه اغتصابا واحتلالا وهيمنة وتبعية. ومعتدى عليه من داخله قهرا وظلما واغتصابا وإذلالا واستغلالا..ليس الشعب العربي في حاجة، في هذه المرحلة من تاريخه، إلى غير حديث صادق ودعوة حارة إلى الثورة العربية التي تحرره شعبا ووطنا ليقيم دولته.. » أحد عشر عاما مرت على فقداننا له، وما زلنا نفتقده حتى الآن وسنظل، ولكن عزاءنا فيه ذلك التراث الثري الذي تركه لنا، عبر كتبه ومقالاته وخطبه وأحاديثه. ونحن لا نفتقد سيف الدولة مفكرا وفيلسوفا فقط، بل نفتقد جرأته في الحق، ودفاعه المستميت عن ضحايا القمع والاستبداد. نفتقد مقدرته الفذة في فهم مشكلات الأمة المتجددة. نفتقد رجلا نذر نفسه لأمته فكانت مسيرته نضالا من أجل حق أمته في دولة واحدة ديمقراطية واشتراكية.. نفتقد تشخيصاته الدقيقة لعلل الأمة ووصفه لأدويتها، ونفتقد نظرته في تجديد الحياة، ونفتقد أخلاق الطليعة التي أصَّلها، وتمثلها. ونفتقد دفاعه المستميت عن ديار العروبة. دفاعه عن الوطن..الوطن العربي.. ليس هذا كلامي أنا فقط، ولكنه أيضًا كلام علماء ومفكرين، لهم وزنهم وثقلهم في الأمة.. قال عنه الدكتور طارق البشري : ».. شرّق عصمت وغرّب في ثقافته وهو نهم طُلَعَة يأكل الأفكار أكلا ولكنه ذو معدة فكرية متينة تهضم وتتمثل وهو مهما غرب بقي شرقيا ومهما أخذ من فكر أهل الشمال ظل جنوبيا واشتراكيته لم تنقله قط الى الشمال ولا الى الغرب ولو بلمسة إصبع ولا بخاطرة فكر ولا بلعقه لسان وصعد بالثقافة إلى مجال الفلسفة وقال بالجدل كشأن هيجل وماركس ولكنه أسماه جدل الإنسان وبجدل الإنسان يتفتح الطريق إلى عالم الغيب تكلم عن نظم الحكم والديمقراطية ولكن ظل « الوطن » هو الحاضر لأي نظام… » وقال عنه محمد هيكل : »..عشق الوحدة العربية فأعطى الحلم كل حياته وآمن بالحرية فكان محتميا جسورا لم يتوقف عتد حدود اليمين واليسار فكان المدافع الجسور عن آلام الشعب العربي في مصر.. » جاء في زمن غير زمنه، إلا أنه جاء في الوقت المناسب يوم كانت الأمة في حاجة ماسة إليه ليلعب دوره مشاركاً ومساهماً في كل الأحداث والتطورات الهامة. إنه ابن ثورة يوليو المجيدة.. من قال غير هذا فهو يجانب الموضوعية.. إنه الابن الحريص على العطاء والإضافة.. يمتلك حسا ثوريا حادا ودقة معرفية فائقة جعلته يبتعد على دائرة المداحين والمهرجين … لم يزعم يوما أنه يمتلك الحقيقة المطلقة … كما يزعم بعض خصومه الذين توهموا أن الدفاع عن منهجه العلمي إقصاء لهم.. أولئك الذين تعوزهم الحجج العلمية.. الكسالى لا يجتهدون … وإذا نقدوا انتقدوا وإذا فسروا حرفوا..وإذا استشهدوا اكتفوا بويل للمصلين… عصمت سيف الدولة لم يطلب زعامة وهمية أو جاها فرديا..عندما قدم مشروع نظرية الثورة العربية ليدرس في مؤتمر يجمع كل الناصريين قبل أن يحرم من ذكر اسمه و صاغه في شكل فقرات بما يسمح للشباب الوحدوي الناصري الزيادة والحذف حتى تصبح الوثيقة لكل الناصريين لا لفرد بعينه… ظل عصمت سيف الدولة منتصبا القامة في ساحة الفكر فدائـيا مُرابطا طوال سنين حياته.. لم تغيره تلك الأمواج العاتية التي عرفتها وشهدتها الساحة العربية بقي ملتزما بقضايا أمته مدافعا عن حقها في الوجود وفي الحياة الحرة الكريمة. أحبه الشباب العربي من المحيط إلى الخليج وتجنبته تلك الزمرة من أشباه المثقفين..خافه الصهاينة.. فقالت عنه دويلة بني صهيون في تقارير مخابراتها وأبحاث جامعاتها إنه أخطر عليها من كل ما عداه من التنظيمات السياسية العربية انه يضرب الأسس الفكرية والنظرية للصهيونية ويمثل النقيض لمشروعها…. حافظ على شخصيته الراقية المبدعة.. لا يعرف التعصب كان منفتحا على الحضارات الإنسانية يلتهم منها المعرفة بدون أي إحساس بالنقص ويعتبر هذا حقا عربيا وهذا الحق يستند فيه على ما قدمته أمته للحضارة الإنسانية من معارف وعلوم فهو متجذّر في تربته العربية ويعود إلى تراثه الفكري والإنساني يستلهم القيم العليا التي حركته ويبحث عن أسباب الانحطاط والسقوط دون تعصب أو تحيز أسلوبه البحث العلمي الرصين والموضوعية داخل رؤية واضحة وهو مشروع عربي تقدمي ديمقراطي حديث.. « إننا كما حملنا بذور المعرفة عمن سبقوناـ ونميناها ثم ونقلناها إلى أوروبا، تلقاها الأوروبيون فنموهاـ فإذا بنا نلتقي بها مرة أخرى متطورة، مصقولة، مبلورة، مرتبة، مبوبة، اغنى في المضمون، وأتقن في الصنعة. نحن إذا لا ننهل من مورد للمعرفة متطفلين عليه، بل نحن، مثل كل الأمم التي أسهمت في التقدم الحضاري، شركاء في التراث الإنساني، ومن حقتا أن نستفيد منه إذا أردنا أن نعود إلى تراثنا لننميه، ثم نقدم إلى البشرية مرة أخرى إضافة إلى ما يقدّمه الآخرون..( عن العروبة والإسلام ص 169) طوال مسيرته الفكرية والمعرفية في كتاباته ومحاضراته في القاهرة في دمشق في الكويت في دبي في وبيروت وفي تونس والجزائر في قبرص وخلال كتاباته الغزيرة ظل متمسكا باستخدام منهجه العلمي جدل الإنسان ذلك المنهج الصارم في فهم الظواهر الاجتماعية وفي تحديد المشكلات وتصور حلولها وطريق تنفيذ الحلول .. قدم المنهج الذي عبره نستطيع تشخيص مكمن الداء التخلّف والتقهقر لدى أمتنا وأسلوب التجاوز والخروج من هذا المستنقع. حاول بهدوئه ورزانته أن يكون إضافة إيجابية إلى الفكر العربي التقدمي وإلى البناء الحضاري العربي والى الفكر العالمي الإنساني بعيدا عن التعصب والانغلاق. و يمكننا أن نقول بكل افتخار أن عصمت سيف الدولة نجح في تقديم إضافة فكرية جديدة للعرب والإنسانية ويحق لكل عربي أصيل أن يفتخر بها..
الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد30-الصادر في 11 أفريل 2008
هل الإصلاح الديني من مشمولات الأحزاب السياسية أم من مشمولات الجمعيات الثقافية فقط ؟
محمد القلال معلم- صفاقس
إذا اعتبرنا أن الإصلاح الديني في مجتمعاتنا العربية والإسلامية من البوابات الرئيسية لتحقيق مشروع قومي تحرري، فلا بد من الإقرار بأن عملية الإصلاح هذه في حاجة إلى تضافر جهود كلّ من المفكرين والمثقفين والسياسيين. وإذا اتفقنا على أن الإنسان كائن ثقافي واجتماعي وسياسي يبقى من غير المقبول الفصل بين أطراف سياسية أن تنص بوضوح على منع توظيف المقدس لأغراض حزبية ضيقة ويكفي استنباط بعض الآليات والقوانين لتطبيق هذا المبدأ وإذا كان من حق أي طرف سياسي أن يعتبر الإصلاح الديني من أولوياته فإنه يتحتم عليه أن يعلن صراحة أن أي تأويل للنص الديني لا يتماشى مع مضامين وثيقة العهد الديمقراطي هو تأويل ثقافي يحتمل الخطأ ومن حق أي طرف سياسي أن يرفضه. ومثلما يجب أن ترفض هذه الوثيقة تبرير الظلم والاستبداد باسم مصلحة الطبقة العاملة أو باسم المحافظة على هوية الجماهير أو باسم المحافظة على المصالح الوطنية والقومية، يجب أن ترفض كذلك حرمان أي مواطن من التعبير عن تأويله لأي نص ديني والتعبير الحر والموضوعي عن فهمه للإسلام. عندما يقول المفكر المغربي » طه عبد الرحمان » أن الحداثة واجب عيني وأن هناك قيما داخل تراثنا لم يعد ممكنا الدخول بها إلى الحداثة نفهم أن التجديد في التراث والإصلاح الديني أصبحا من الضرورات الواقعية ومن الرؤى العلمية الصائبة للواقع لأنهما يمثلان أهم سبيل يمكن فعليا أن يؤدي إلى تغيير في سلوك الجماهير وإطلاق لطاقاتنا المختزنة. كما يبدو انه السبيل الأمثل القادر على حلّ طلاسم القديم والعقد الموروثة وعلى القضاء على معوقات التطور والتنمية لأن الهدف المنشود هو أن تتحول الجماهير إلى سند قوي لمشروع النهضة الفكرية والتحرّر الاجتماعي والسياسي. هذا المشروع لا بد أنه يؤمن ويتمسك بقيم المواطنة، والحريات، والاختلاف الفكري، والتداول السلمي على السلطة والفصل بين السلطات، والمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات، والعدالة الاجتماعية…لقد سعت المشاريع الحداثوية لما بعد الاستقلال، إلى وضع طبقة من الجديد فوق طبقة من القديم في عملية فوقية تسلّطية، نتج عنها في كثير من الأحيان لفظ القديم للجديد ورجوع سريع للقديم كرفض الجسم للعضو الغريب. ولهذا أعتقد أن الإصلاح الديني من داخل المنظومة الإسلامية يعتبر من أوكد المهام المطروحة على العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين عموما، وهذا يعني أن أي حركة سياسية تقدم ضمن برنامجها أولوية الاشتغال على الإصلاح الديني، لا يجعلها عرضة المنع بسبب قانون تكوين الأحزاب طالما لا تؤكد في ديباجية برامجها على أنها تقوم على مرجعية دينية. (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )
الكعب العالي …لا يصنع امرأة ثورية
هل تنهض المرأة بدور حقيقي يسهم في بناء مجتمع تقدّمي من خلال ممارستها لأشكال نضالية متنوعة ؟! سؤال يدعونا إلى التفكير مليّا في واقع المرأة اليوم، ويدفعنا إلى تأمّل ما حاولت انجازه وافتكاكه من حقوق وحريّات ترسّخ مبدأ المساواة التامة والفعلية مع الرّجل. إنّ الواقع صنع امرأة يكاد » فعلها الحضاري » ينعدم وصرف اهتمامها عن قضاياه ومشاكله الجوهرية إلى التعلّق بأشياء تبدو شكليّة، وبأطروحات تعمّق جهلها وتوظفها لخدمة التيارات الفاشية أو الرجعية. فرغم خروجها إلى العمل وتمتعها بحريّة الملبس والمساواة – إن شكليّا – مع الرجل في مجالات متعددة. فغنها تظلّ رهينة تعاليها على الهموم الحقيقية التي تثقل كاهل المجتمع. وإن اختلف وضعها الاقتصادي والفكري عمّا كانت عليه في السنوات الأولى من الاستقلال، فإنها تبدو حبيسة تصوّرات معيّنة وقيود مفروضة عليها بأشكال مختلفة. فما تصوّرت أنّها حققته أو افتكته من حريات لم يكن إلاّ حرّيات ليبرالية شكلية لا قيمة جوهرية لها. تكرّس صورتها باعتبارها سلعة للعرض لا غير، وتلغي كيانها الإنساني. والمرأة تنتعل هذا » الكعب العالي » في النظر إلى العالم ومحاولة فهم تفاصيله ودقائقه. ويظلّ فهمها محدودا وأفق انتظارها ضيّقا لا يسع كلّ ملامحه. يفصلها عن الحقيقة هذا » الكعب » فلا هي تلامس الأرض / الواقع ولا هي تدرك معانيه وقضاياه. مطمئنة إلى ما تتخيّله أو ما تراه من » برجها العاجي » » فكأنها في كهف أفلاطون تعيش ولا تعي بين الظلال » كما يقول توفيق بكار. وإذا هي تقص من دوائر الصراع الحقيقي وتنفلت من ضرورة مواجهة الإشكاليات المطروحة في مجتمعنا، لا ترى إلاّ الأشكال وظاهر الأمور، لا ينكشف لها المخبوء ولا يبيح نفسها لها. » فلا تطمح نفسها إلى الغايات القصيّة » وإنّما تكتفي بما يسمح لها من ممارسات شكلية لا معنى حقيقي لها. فهي خاضعة رغم » تحرّرها » لسلط كثيرة دينية واجتماعية وسياسيّة وإيطيقية / أخلاقية هذه السلّط فرضت هجرتها من الواقع إلى عالم آخر تؤسسه كما تشاء. وتفترض وجوده في مخيالها، » مستسلمة للنّواميس « ، مدّعية » سعادة المطمئنّ » نظرا لتقلّص وعيها السياسي والثقافي. » فلا تكون إلاّ واهنا مقطاع الجهد » كما عبّر عن ذلك محمود المسعدي. لا تستطيع إلى التبدّل سبيلا. كائن ناقص يكاد ينعدم، قوامه الشعور والانفعال لا العقل والتفكر. ويبدو أنّ وضع المرأة هذا وضع عادّي إذا ما ربطناه بواقعه وبظروفه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. فالمرأة عنصر من عناصر المجتمع وإذا تعرّض المجتمع إلى ضغوط وقمع وتهميش، فلا بدّ أن يتوقع المرء تهميش دور المرأة. فتحريرها مرتبط بتحرير المجتمع وفكّ الحصار والقيود عن طبقاته الكادحة ومحاولة القطع مع الثقافات التي تكرّس / تفرض المرأة سلعة أو تلك التي تنادي بشرعيّة » البغاء المقنّن » باعتبار أنّ هذه الثقافات تلغي دور المرأة الفاعل، وتقرّ بأنّها مجرّد تابع لا غير للرجل فهو قوّام عليها. أدرى بمصالحها، أعرف بما يجب أن تفعل، وهي » كتلة من الحواس وقرار في المكان ورضا بالوجود الملموس الذاتي » كما يصفها توفيق بكار في حديثه عن ريحانة. إنّ للحريات دور هام في نحت ملامح شخصيّة المرأة وبناءها. يتجسّد خاصّة في مجال الفنّ بما هو تعبير عن مشاكلها اليوميّة ورسم لعذاباتها. والفنّ يساعدها على تصوير واقعها الذّاتي والموضوعي، ويرصد ما ترنو إليه من حريّات حقيقية لا شكليّة تدفع المجتمع نحو كسر قيوده، وتساهم في إنشاء الأجيال التي تستوعب قضايا الإنسان، وتدافع عن برامج تقدميّة تشكل ملامح الثقافة الإنسانية. إنّ الدور الحقيقي للمرأة يتمثل في » انتصارها للحريّة والتقدّم والعدالة الاجتماعية » ومحاولة إزالة » الفوارق بين الطبقات « . دور ثوريّ يدفعها إلى التعامل مع الواقع وحيثياته دون التعالي عليه. أمامة (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )
الحادثة، أو حين تنقلب الولادة إلى موت
إيهاب الشاوش من تونس بعد طول انتظار و توجس، من ان لا يرى فيلم الحادثة للمخرج التونسي رشيد فرشيو النور، بسبب اعتراض الرقابة على بعض المشاهد فيه، قدم الفيلم، للصحافيين.الفيلم الذي سبقه لغط كبير، و سيساهم حتما في الترويج له خاصة و ان معلقاته الإشهارية ملأت الشوارع التونسية منذ بداية مارس الماضي، لم يخرج في الحقيقة عن سياق موجة الأفلام التونسية، التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، و جعلت من مسألة تحرر المرأة، قضيتها المركزية، فسلطت الضوء على « خفايا »عدة، تدور في الفلك ذاته، كالعنف الزوجي و الخيانة، و العذرية… الجديد، لدى المخرج، هو انه انطلق من هذه « المسلمات »، و التي عالجها بأكثر عمق النوري بوزيد، في بنت فاميليا، و رجاء العماري في « الستار الأحمر »، ليتوسع في مواضيع أخرى كالبطالة، او تصرفات رجل امن مع بطل الفيلم، و في الحقيقة فإن هذه المسألة بالذات، لم تطرح بهذا العمق من قبل في السينما التونسية، عدا فيلم « ليلة السنوات العشر » للراحل ابراهيم باباي. ملصق الفيلم غير ان المخرج لم يقع في فخ الرتابة السينمائية، حين حاول ان يعالج كل هذه المواضيع في سياق عام متناسق، وهو ما يؤكده المخرج بنفسه حسن يقول » انا اردت ان اسلط الضوء على بعض القضايا دون التركيز على واحدة دون الأخرى ». اذا يمكن ان نستخلص ان الفيلم لا يضع قضية محورية تحوم حولها كل القصص الأخرى، بل انه تحرك داخل عالم صغير تترابط فيه الأحداث و القضايا و تتداخل. قصة بسيطة: الفيلم، يبدأ بمشاهد فوقية، تركز على سيارات الأجرة، حتى تقع عين الكاميرا على سيارة « فارس »، البطل. مشاهد طويلة، متناغمة مع موسيقى مرحة، في دلالة على « هدوء » عالم البطل، لكننا سنكتشف لاحقا انه الهدوء الذي يسبق العاصفة. بعد ذلك نتعرف على « فارس » عندما يتوجه الى المستشفى ليصطحب زوجته، التي أنجبت له ولدا، نحو منزل والدته. في الأثناء نتعرف على كل أفراد العائلة « السعيدة »،خاصة بعد ان رزق فارس » بأحمد »، او كما وصفه « ولي العهد »، و هنا و ان لا يشير البطل، صراحة الى ميله للذكور الا ان رمزية كلمة « ولي العهد »، قد تحيل الى مفهوم المجتمع الذكوري، وهي الرسالة التي أراد المخرج تبليغها. اللقاء تنقلب حياة البطل، و من ثمة، اتجاه الفيلم رئسا على عقب، حين يلتقي فارس، « صدفة »، سيدة جميلة، لكن جمالها يخفي نذائر شؤم للبطل. تطلب منه هذه السيدة »سناء كسوس »، ان يوصلها الى مكان ما، و من خلال الأمكنة و الحوار الذي دار بينهما نفهم انها تريد الخلاص من سلطة زوجها المستبد. فقد اختارت البحر في مناسبتين، ثم قررت الاستجابة لطلب « فارس » لاصطحابها الى شقته، في حين ان زوجته و امه و ابنه ينتظرونه. في الوقت ذاته يعري المخرج « ضمير » البطل، من خلال الكشف عن صراع باطني ينتهي في الأخير لصالح مواصلة المغامرة .وهو القرار الذي اتخذه حين وعد « صديقته » الجديدة بأنه سيعود بعد نصف ساعة، وهو زمن جلب أعراض الوليد الجديد لزوجته. هذه المرحلة من الفيلم، لم يقرأ لها لا البطل حسابا. و هو في طريق العودة يدهس مارا بسيارته، و يقع في فخ مفتش شرطة، متسلط و متغطرس، و لا يحترم حتى اوامر مسئوليه، و تتحول بذلك النصف ساعة الى ساعات انتظار طويلة و مضنية، و يصبح كل هم البطل العودة الى منزله، لكي « يتخلص »، من شبهة الجسد الأنثوي الذي تركه خلفه، و الذي في حال اكتشف امره، يعني ضربة قاضية لحياته الزوجية. من الولادة الى الموت بعد عديد التوسلات، يقبل مفتش الشرطة، ان يتوجه الى منزل فارس، ليطلع على حقيقة القصة، فيكتشف حقيقة مغايرة، لكنها صادمة، و هي ان المرأة النائمة، في منزل فارس، و الذي نعتها المفتش بأشنع النعوت، ليست الا زوجته. و ينتهي الفيلم بمشهد يجمع فارس و المفتش و « زكية »، في غرفة.في حين يشهر المفتش المسدس في وجه فارس، و يطالبه بالصمت. تتراجع الكاميرا شيئا فشيئا، و تخرج من نافذة ذات ستار حديدي، لتنطلق نحو الفضاء الفسيح…و نشير في الختام الى ان للمخرج افلاما أخرى، و هي خريف 86،يسرا، كش ملك، و أطفال القلق. (المصدر: موقع « إيـلاف » (بريطانيا) بتاريخ 11 أفريل 2008)
الجزائر: قيادى بالقاعدة يسلم نفسه برفقة 30 من أتباعه
الجزائر – (ا ش أ – وكالة الشرق الأوسط للأنباء) – كشفت صحيفة الاخبار اليومية الجزائرية أن مختار بلمختار الملقب بـ (الاعور) القيادى بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى سلم نفسه مؤخرا الى سلطات الامن وبرفقته 30 من أتباعه. ونسبت الصحيفة امس الى مصادر أمنية قولها ان عملية التسليم تمت بناء على وساطة قام بها أحد أعيان القبائل أقصى جنوب البلاد حيث كان يوجد مختار بلمختار وأتباعه, ووصفت الصحيفة هذه العملية بأنها ضربة موجعة جدا للتنظيم الذى يعانى منذ فترة من خلافات داخلية وانشقاقات بين قياداته. ويعد بلمختار من مؤسسى الجماعة السلفية للدعوة والقتال التى غيرت اسمها فيما بعد ليصبح القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى. وتركز نشاط بلمختار عقب عودته من أفغانستان عام 1992 فى جنوب البلاد عقب الضربات الموجعة التى تلقاها تنظيم الجماعة السلفية بمناطق شمال البلاد. كما كان وراء عملية اختطاف السياح الالمان فى صحراء الجزائر فى شهر فبراير عام 2005 رفقة عمارى صايفى الملقب بعبد الرازق البارا الموجود حاليا رهن الاعتقال. يشار الى أن بلمختار صدرت ضده عدة أحكام غيابية بينها حكم بالاعدام من محكمة الجنايات بمجلس قضاء ولاية غرداية فى مارس الماضى فى قضايا تتعلق بالارهاب. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر)، الصادرة يوم 11 أفريل 2008)
نظمت منتداها الأول في بروكسيل … «دول أغادير» تسعى إلى اجتذاب الاستثمارات الأجنبية والمفوضية الأوروبية تدعو إلى التكامل بين الدول العربية
بروكسيل – الحياة دعت البلدان العربية الأعضاء في اتفاق أغادير، المستثمرين الأجانب إلى الإفادة من ميزات حرية التبادل التجاري وتراكم قواعد المنشأ لزيادة الصادرات نحو السوق الأوروبية، من خلال زيادة نشاطهم في المنطقة. وقال رئيس الوحدة التقنية للاتفاق فريد التونسي، في افتتاح المنتدى الأول للاستثمار منتصف هذا الأسبوع في بروكسيل، إن واحداً من الأهداف الرئيسة الواردة في الاتفاق «يتمثل في جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتسريعها، وبخاصة الأوروبية منها». ودعا رجال الأعمال من الجانبين إلى «تشخيص مشاريع اقتصادية مشتركة وإنجازها في نطاق منهجية الربح المشترك، معتمدين إلى حتمية التضامن الأورومتوسطي أمام العولمة والتكتلات الكبيرة». ودخل اتفاق أغادير حيز التنفيذ العام الماضي، وكان أعلن في 25 شباط (فبراير) 2004، وتشترك في عضويته المغرب وتونس ومصر والأردن. ويقضي بإقامة منطقة للتبادل التجاري بين البلدان العربية المتوسطية، التي تلتقي في إبرام اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي. ويمثل الاتحاد الشريك الرئيس للبلدان الأربعة، التي بلغت صادراتها نحو السوق الأوروبية 23.3 بليون يورو في مقابل 18.2 بالنسبة للواردات منه. وأكد المفوض الأوروبي للتجارة بيتر مانديلسون دعم الاتحاد للتكامل الإقليمي بين البلدان العربية، وذكر في افتتاح منتدى الاستثمار، أن اتفاق أغادير «يُعد حافزاً جديداً للمستثمرين لتسويق منتجاتهم في نطاق 120 مليون مستهلك، يشكلون سكان البلدان الأربعة. ويَضمن الاتفاق، من خلال آليات تراكم قواعد المنشأ، زيادة الصادرات نحو السوق الأوروبية. وتعرض المفوضية خبرتها للمساعدة «على إنجاز السوق الواحدة لبلدان اتفاق أغادير». ولاحظ مانديلسون ضعف جاذبية المنطقة المتوسطية للاستثمار المباشر بسبب أخطار عدم الاستقرار وغياب السوق الإقليمية. ويجمع الخبراء على أن انعدام الاندماج الإقليمي في بلدان جنوب شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط، يجعل المستثمرين الأوروبيين يركزون نشاطاتهم داخل سوق الاتحاد وفي المناطق الاقتصادية الناشئة في أميركا الجنوبية وآسيا. واعتبر أن المستثمرين «يذهبون إلى حيث تتوافر الأسواق ولا تمتلك الجهات الرسمية أدوات لإقناعهم»، إذ على بلدان المنطقة تركيز جهودها «لتعزيز الأمن والاستقرار وعدم التمييز بين المستثمرين». وتشكو مؤسسات أوروبية من «انحياز» القضاء في البلدان العربية على حساب المستثمر الأجنبي. ورأى أن «إقامة سوق إقليمية عربية في جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط يمثل تحدياً سياسياً كبيراً»، مشيراً إلى أن المنطقة تشهد الآن أدنى درجات الدمج في العالم بدليل ضعف جاذبيتها للاستثمار المباشر. وتستقطب بلدان جنوب شرقي المتوسط نسبة تتراوح بين واحد واثنين في المئة فقط من إجمالي الاستثمارات الأوروبية المباشرة، على رغم موقعها الجغرافي في جوار السوق الأوروبية، أكبر حيز اقتصادي في العالم. في المقابل تستقطب مناطق ديناميكية مثل جنوب شرقي آسيا نحو 24 في المئة من الاستثمارات المباشرة اليابانية وتجلب أميركا اللاتينية بين 18 و20 في المئة من الاستثمارات المباشرة الأميركية. كما تعاني المنطقة المتوسطية نقصاً حاداً في وظائف العمل مقارنة بارتفاع نسبة السكان في سن العمل. وتشير تقديرات الى حاجاتها لاستثمارات هائلة من أجل توفير 40 مليون وظيفة في غضون العقدين المقبلين بل إلى 80 مليون وظيفة في غضون العقود الخمسة المقبلة. وتبدو كل من البلدان العربية الأربعة في مثابة ورشة إصلاح وتطوير غير محدودة. وتحدثت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية والتعاون المغربية لطيفة أخرباش عن الحاجة إلى «مزيد من تحسين الأطر القانونية» من أجل إغراء الاستثمارات الخارجية». وتحدثت عن اقتناعها بأهمية الموقع الذي يمكن أن تحتله الجزائر في اتفاق التبادل الحر وجددت عرض المغرب «معاودة فتح الحدود المشتركة مع الجزائر والمقفلة منذ 1994 والتي تشكل حافزاً للاندماج المغاربي». وحول انفتاح الاقتصاد التونسي، أكد وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة عفيف شلبي، أن تونس أنهت تفكيك ترسانة الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي، وفق مقتضيات اتفاق الشراكة المبرم في 1995. وذكر أن الاتفاق كان دافعاً قوياً للإصلاح الاقتصادي حيث ارتفعت المبادلات مع السوق الأوروبية بأكثر من ثلاث مرات، من 5.9 بليون يورو في 1995 إلى 20.1 بليون في 2007. وعلى غرار البلدين، تشهد مصر إصلاحات مكثفة وقد وضعت حوافز مغرية للمستثمرين. وذكرت نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وفاء ابراهيم بعضها: خفض الضرائب على الشركات من 40 إلى 20 في المئة، تبسيط الإجراءات الجمركية من 27 بنداً إلى ستة فقط، و200 دولار لفتح شركة. وأكدت في اتجاه رجال الأعمال الأوروبيين أهمية «قانون ملكية الشركات الذي يحميها من التأميم ويضمن حقوق تصدير رؤوس أمــوالها وفــوائــدهـــا، وأنشـئت لجنة وزارية مصـغرة لحل منازعات الشركات الأجنبية». وتحــدث وزير الصناعة والتجارة الأردنـــي عامر الحــديدي عن استقرار الوضع المالي في بلاده وانخــــفاض الدين الخارجي وتوفر اليـــد العاملة الــماهرة واتفاقات التبادل الحــــر مع الــولايات المتــحدة والبلدان العربية والاتحاد الأوروبي والمنظمة الأوروبية للتجارة الحرة. وأكد تنوع الصادرات الصناعية وقد بلغت قيمتها 5.5 بليون دولار في 2007، منها منتجات الصناعات الميكانيكية والنسيج والأدوية. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 11 أفريل 2008)
المفوضية الأوروبية تعلن 44 مشروعاً لمكافحة التلوث في 9 بلدان متوسطية
بروكسيل – نورالدين الفريضي أعلنت المفوضية الأوروبية والبنك الأوروبي للاستثمار قائمة بـ44 مشروعاً موزعاً بين تسعة بلدان متوسطية، لمقاومة أخطار التلوث التي تتهدد البيئة البشرية والطبيعة في المنطقة. وقد تكون المشاريع جزءاً من خطة واسعة لتنظيف حوض البحر المتوسط. وقال نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار فيليب دي فونتين فيف إن خطة «تنظيف المتوسط» ستكون من ضمن مشاريع إقليمية تبحثُ في اجتماع القمة الأوروبية – المتوسطية المقررة في باريس في 13 تموز (يوليو)، «وقد تحظى بموافقة زعماء الاتحاد الأوروبي والبلدان المتوسطية». وأوضح أن قائمة المشروعات الـ44 اختيرت من ضمن 131 مشروعاً في نطاق دراسة ظروف الاستثمار وشروطه، أعدها البنك الأوروبي للاستثمار والمفوضية الأوروبية، في إطار «مبادرة أفق 2020». وتقدر التكلفة الأولية للمشاريع التي اختيرت بـ2.1 بليون يورو. وتتوزع مشاريع «مكافحة التلوث في النقاط الساخنة» بين المغرب (5 مشاريع) وتونس (8) ومصر (7) والأراضي الفلسطينية (1) واسرائيل (9) وسورية (8) والأردن (6). ويبدي البنك استعداده لدمج كل من لبنان والجزائر ضمن خطة تنظيف المتوسط وفق معايير الجدوى وجاهزية المشاريع. وصرح دي فونتين فيف في مؤتمر صحافي، إن البنك رصد ثلاثة ملايين يورو لتمويل المعونات التقنية التي تحتاجها البلدان المتوسطية الشريكة لوضع المشاريع وتدريب فرق إدارتها. وتشير الدراسة إلى أن «نقاط التلوث الساخنة» (131 موقعاً) حددت بالتعاون مع كل من البلدان المعنية، «وهي مصادر للتلوث ومن شأنها تهديد الصحة العامة والبيئة والحياة الفطرية والتنوع الطبيعي البيولوجي وموارد التنمية المستدامة. وتتوزع نسب مصادر التلوث بين 26 في المئة بالنسبة الى المصادر الحضرية، و56 في المئة الصناعة و56 في المئة مشتركة بين مصادر التلوث الحضرية والصناعية». وتستثني الدراسة ليبيا الواقعة في وسط الضفة الجنوبية للحوض لأنها ليست بعد عضواً في مسيرة برشلونة. وتركزت الأسئلة حول موارد تمويل خطة تنظيف المتوسط، منها تكلفة تنفيذ المشاريع الـ44. وأوضحت المفوضية الأوروبية استعدادها توفير الموارد لتخفيف شروط القروض التي سيقدمها البنك الأوروبي للاستثمار. لكن الخطة تحتاج إلى مبالغ كبيرة تتجاوز التقديرات الحالية. وقال دي فونتين فيف إن أطراف خارجية مثل الدول العربية النفطية وصناديق الإنماء والبنك الدولي، قد تكون من ضمن أطراف التمويل «سواء لأسباب دعم دول المنطقة المتوسطية أو لاكتساب الخبرة في تمويل مشاريع حماية البيئة» وهي مشاريع مربحة. ويقدم البنك الأوروبي للاستثمار، من خلال آلية الاستثمار في المنطقة المتوسطية (فيميب)، مشاريع إنمائية. ويعتقد نائب رئيس البنك الأوروبي بـ «إمكان تحويل الآلية إلى مصرف للتنمية المتوسطية في حال توافرت الرغبة والقرار السياسي». وتعد بيئة البحر الأبيض المتوسط من ضمن أغنى الثروات البيولوجية في العالم، لكنها بيئة هشة، وسكانها 400 مليون، منهم 143 مليوناً يقطنون الساحل إضافةً إلى 175 مليون زائر في السنة، ما يمثل ضغطاً هائلاً على موارد المياه وتجهيزات الصرف. وتشير الدراسة المشتركة بين البنك الأوروبي للاستثمار والمفوضية الى أن «أكثر من نصف المدن المتوسطية التي يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة، تفتقر الى محطات للصرف الصحي والمياه المبتذلة، وأن 60 في المئة منها تصب في البحر. كما أن 80 في المئة من مكبات النفايات في بلدان جنوب شرقي المتوسط لا تخضع لأية رقابة». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 11 أفريل 2008)
أبرز خبراء فرنسا عن الشرق الاوسط يدعو الي معالجة فاعلة للصراع العربي ـ الاسرائيلي عبر الحوار مع حماس وحزب الله والاخوان المسلمين والقيادات الاخري
اوليفييه روا: حلفاء إيران سيتواجهون عسكريا مع حلفاء السعودية عندما ستنسحب أمريكا من العراق
لندن ـ القدس العربي ـ من سمير ناصيف: توقع اوليفييه روا، احد ابرز خبراء فرنسا في شؤون الشرق الاوسط، ومستشار وزارة الخارجية الفرنسية في هذا الشأن، وقوع مواجهة عسكرية بين ايران، من جهة، والسعودية من جهة اخري، عندما تنسحب القوات الامريكية من العراق في المستقبل، عبر جهات مؤيدة للجانبين الايراني والسعودي علي التوالي وفاعلة ميدانيا علي الساحة العراقية. واشار روا في محاضرة القاها في معهد تشاتهام هاوس في لندن بعنوان سياسة الفوضي في الشرق الاوسط (وهذا عنوان كتابه الجديد الصادر عن دار هيرست في العاصمة البريطانية) الي انه من مصلحة ايران بقاء الوضع في العراق علي ما هو عليه الآن، وعدم نشوب حرب اهلية، لأن مثل هذه الحرب قد تقلص نفوذها الذي ازداد كثيرا في الفترة الاخيرة في هذا البلد، كما تعتقد القيادة الايرانية، حسب قوله، بأن امريكا ستنسحب عاجلا او آجلا من العراق. واختلف روا في موقفه عن مواقف الجهات التي تعتقد بان منظمة القاعدة ستحكم العراق اذا انسحبت القوات الامريكية والاجنبية منه، او ان العراق سيصبح تحت سيطرة شاملة لايران. وانتقد هذا الخبير الفرنسي الذي يترأس المركز الوطني الفرنسي للابحاث العلمية ما سماه الخطأ الكبير الذي ارتكبه المحافظون الجدد في القيادة الامريكية بشنهم الحرب علي الارهاب في سبيل نشر ديمقراطيتهم في الشرق الاوسط بدلا من معالجة قضايا المنطقة الاساسية كالقضية الفلسطينية . كما هاجم فهم هذه القيادات المتعصبة الخاطيء للإسلام وخلطها ما بين الحركات الاسلامية السياسية التي لها جذور تاريخية في المنطقة كحركة الاخوان المسلمين وحماس المنبثقة منها، من جهة، ومنظمة القاعدة من جهة اخري، ذات الاهداف العالمية غير الواضحة. ودعا روا الغرب الي الحوار مع حماس وحزب الله والمجموعات الاسلامية ذات الاهداف السياسية القومية المحددة، فيما رأي بان القاعدة علي الرغم من ادعائها بانها تناهض الانظمة العربية المتخلفة، فإنها تعاملت في الماضي مع هذه الانظمة ومستعدة للتعاون معها في المستقبل، اذا رأت بان مصلحتها تقتضي ذلك . واعطي روا مثلا علي ذلك في عرض قيادة القاعدة التعاون مع الملك السعودي السابق فهد بن عبد العزيز لمواجهة نظام صدام حسين في العراق في اواخر الثمانينات، وتعاون المجموعات التي انبثقت منها القاعدة مع النظامين السعودي والامريكي في حرب افغانستان ضد السوفييت قبل ذلك. واقترح روا ايضا اعتماد رؤية اوضح من جانب الجهات الفاعلة في العالم الغربي للفوارق بين حركتي طالبان والقاعدة، اذ ان الاولي تشكل جزءا من النسيج الاجتماعي الافغاني البشتوني، وهي حركة اسلامية قومية لها اهدافها الافغانية المحددة، فيما القاعدة برأيه، تفتش عن قضايا لتعتنقها في سائر انحاء الشرق الاوسط والعالم ولتمارس عملياتها العنيفة عبر هذه القضايا . والحرب الامريكية ضد الارهاب توحد، برأيه، جهات ما كانت توحدت لولاها في افغانستان والعراق والمغرب العربي واماكن اخري. ورأي روا بأن الهدف الاساسي للقيادة الايرانية الحالية هو ان تكون ايران الدولة الاكثر نفوذا في المنطقة، في وقت تسعي السعودية الي القيام بهذا الدور بدعم امريكا وحلفائها، وبالتالي ما يجري حاليا علي ساحة الشرق الاوسط هو، كما ورد في عنوان كتابه، اي القبول باستمرار سياسة الفوضي في الشرق الاوسط، فيما من الضروري، برأيه، تلمس المعالجة الجذرية للسلام العربي ـ الاسرائيلي، عبر الحوار الفاعل مع حماس، ولقضايا اخري عن طريق الحوار مع الاخوان المسلمين، وعدم عزل هذه المجموعات ولا تصعيد النزاع مع حزب الله في لبنان. وطرح روا نظرية لافتة ازاء وضع القيادة الايرانية الحالية، حيث اشار الي ان الجهات المدنية الايرانية التي شاركت وخسرت الحرب الايرانية ـ العراقية في الثمانينات تتسلم تدريجيا زمام السلطة في ايران علي حساب الجهات الدينية (يعني الأئمة وآيات الله). فالرئيس احمدي نجاد و حراس الثورة الايرانية وامثالهم تعزز دورهم مؤخرا وهم وراء سياسات التصعيد، وصار الذين يرغبون بالتقدم سياسيا يميليون نحو الانضمام اليهم، ولم يعد من الضروري الانتساب الي الجهات الدينية لتبوؤ المواقع القيادية، كما كان الامر في الماضي. وفي هذا التطور تفسير لاختلاف السياسات والمواقف علي الساحة الايرانية الحالية في الشأنين الداخلي والخارجي، حسب قوله، وفي نسبة تسليح حزب الله اللبناني والحلفاء الاخرين لايران في المنطقة. وحمل روا القيادة الامريكية الحالية المسؤولية الاساسية في التحولات السلبية التي تجري حاليا في الشرق الاوسط لأن فلسفة المحافظين الجدد الامريكيين الرامية الي غزو العراق وتحويله الي نموذج ديمقراطي تقتدي به دول المنطقة، قبل معالجة ازمة الشرق الاوسط الكبري (القضية الفلسطينية) هي فلسفة خاطئة ادت الي انتشار الفوضي في المنطقة. وقال ان العراق سلخ عن محيطه العربي وتحول الي نظام تتصارع فيه الطوائف، وانعكست هذه السلبيات علي دول اخري في المنطقة، نتيجة لذلك، وزال الجدار الصلب السني ـ العربي ضد النفوذ الفارسي ـ الايراني، هذا الجدار الذي كان موجودا منذ ايام الدولة العثمانية، حسب قوله، ونجحت الآن خطة آية الله الخميني بتغلغل ثورته الي المنطقة العربية عموما، التي افشلتها الانظمة العراقية والعربية السابقة في العقود الماضية. واعاد روا تأكيد النظرية القائلة بان الغزو الامريكي للعراق قدم افضل هدية للنظام الايراني اذ قضي علي عدويه اللدودين، وهما نظام صدام في العراق ونظام طالبان في افغانستان المتواجدان علي حدوده المباشرة. ورأي روا بان الجهات الفلسطينية التي تحالفت مع القاعدة أكان ذلك في مواجهات نهر البارد في لبنان الصيف الماضي، او في امكنة اخري، لا تمثل الاكثرية الساحقة من الفلسطينيين ذوي الجذور والانتماءات القومية والاسلامية السياسية والمنتمين الي فتح وحماس او المستقلين. فمجموعات نهر البارد، برأيه، هي مجموعات مهمشة فقدت هويتها من الجيل الثالث الفلسطيني، شأنها شأن الاجيال الجديدة المحبطة والغاضبة في العالم الاسلامي ازاء وحشية الغرب ضد الشعوب الاسلامية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 11 أفريل 2008)
نيكولا ساركوزي والاتحاد المتوسّطي
باتريك سيل (*) يؤمن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إيماناً راسخاً بالاتحاد بين الدول المطلة على حوض المتوسط، وهو يبذل جهداً حثيثاً – ويلح بشدة – ليبصر هذا المشروع النور. وقد دُعي رؤساء دول وحكومات 43 دولة مرشحة لتكون عضوا في هذا الاتحاد إلى حضور اجتماع قمة في 13 تموز (يوليو) المقبل، حيث من المتوقع أن يصدروا إعلاناً رنّاناً يطلق هذا الاتحاد بصورة رسمية. وبهدف إضفاء طابع احتفالي إضافي، من المقرر أن تعقد القمة في قصر «الغران باليه» (Grand Palais) الفخم، وهو عبارة عن مبنى ضخم هيكله مصنوع من الحديد والزجاج، بني في قلب باريس للمعرض العالمي في سنة 1900. في هذه الأثناء، يجري التخطيط لإطلاق الاتحاد على يدي فريق فرنسي رفيع المستوى، يترأسه السفير آلان لوروا، وقد وضعه الرئيس ساركوزي تحت إشرافه المباشر في قصر في جادة مارينيي، كانت تملكه سابقاً عائلة روتشيلد ويقع في الجهة المقابلة لقصر الإيليزيه. ما هو الاتحاد المتوسطي بالتحديد، ولماذا الإلحاح على اطلاقه؟ يقع حوض المتوسط في وسط رؤية ساركوزي الجغرافية السياسية. يحلو له القول ان «البحر الأبيض المتوسّط ليس ماضينا بل مستقبلنا»، أي أنه يعتبر أن العديد من مشاكل أوروبا الحادة يمكن حلّها فقط من خلال التنسيق الوثيق مع الدول الواقعة على الضفة الأخرى من هذا البحر. وقد دفعته هذه الرؤية إلى القيام بزيارات رسمية عدة إلى دول شمال أفريقيا. والمشاكل التي يضعها قيد الحسبان هي مشاكل مألوفة تمت مناقشتها كثيراً: الإرهاب، الهجرة غير الشرعية، تلوث البحر الذي يؤثر على السياحة وصيد الأسماك، شحّ المياه العذبة، البطالة المستفحلة والكثافة السكانية في الجنوب، التّصحر الذي ينتشر ليطال بلداناً مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان، اتساع الهوة، الكبيرة أصلاً، في الدخل الفردي بين الشمال والجنوب. بعبارة أخرى، لا يمكن ضمان أمن أوروبا وازدهارها إلا إذا تمتّعت الدول المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط بالأمن والازدهار أيضا – إلا أن ذلك يتطلّب مبادرة مشتركة كبيرة من قبل الشمال والجنوب. ويكمن في خلفية هذا التفكير توجه مفاده أنه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، مالت أوروبا الغربية إلى إهمال جانبها الجنوبي، في حين أنها تولي الكثير من المساعدة والانتباه إلى دول أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية. في البداية، واجه مشروع ساركوزي للاتحاد المتوسطي اعتراضات من قبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. فقد خشيت ان يكون قد خطط ليشمل الاتحاد المتوسطي كلاً من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا فقط، ويستثني بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وحُلّت هذه المشكلة عندما تم الاتفاق على انضمام جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبالغ عددها 27 دولة، إلى الاتحاد من أجل المتوسط، (Union pour la Mediterranée). وستنضم إليها دول أخرى محاذية لحوض المتوسط، إلى جانب الأردن وموريتانيا – ليصل المجموع الى 43 دولة. وقلقت تركيا لأنه تم تسويق خطة ساركوزي أولا كوسيلة لإبقائها خارج الاتحاد الأوروبي من خلال تقديم بديل لها يتمثل بعضوية الاتحاد من أجل المتوسط. لكن مخاوف تركيا هدأت جزئيا منذ ذلك الحين بفضل مشاركتها المقترحة في بعض كبرى المشاريع الاقتصادية التي يأمل ساركوزي إطلاقها. منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، أطلقت مسيرة برشلونة سنة 1995، وبالتحديد، على أمل أن يساهم المال الأوروبي في حلّ النزاعات السياسية بين الدول المحاذية للبحر المتوسط، ما قد يؤدي إلى نمو اقتصادي – وبالتالي إلى منع تصدير الإرهاب والمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا الغربية. إلا أن مسيرة برشلونة لاقت فشلاً – أو على الأقل نجاحاً سياسياً جزئياً. فقد تم إطلاقها في مرحلة مليئة بالتوقعات الطموحة. وبدا ان كلاً من مؤتمر مدريد سنة 1991 واتفاقات أوسلو سنة 1993 يمهد الطريق لحلّ النزاع العربي – الإسرائيلي. إلا أنه سرعان ما خاب الامل في هذه التوقعات. ووضع اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، على يد متطرّف يهودي في تشرين الثاني (نوفمبر) 1995، حداً لعملية السلام. وتلت ذلك مرحلة من التوتر والعنف الشديدين بين العرب والإسرائيليين. وقد أدى ذلك إلى بروز الحركات الإسلامية المقاتلة، وإلى اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة، وإلى حربي الاستعمار الجديد في العراق وأفغانستان، وإلى انشقاق خطير لم يتم رأبه حتى الآن، بين الغرب والعالم العربي والإسلامي. وامام هذه الاحتمالات، لم تستطع مسيرة برشلونة سوى تحقيق القليل من التقدّم. ولا بدّ من الإضافة أن السبب الآخر لفشل مسيرة برشلونة كان تأثرها بالنزاع بين المغرب والجزائر على الصحراء الغربية، الذي حال دون قيام سوق موحدة في شمال أفريقيا وأعاق الاستثمارات الآتية إلى المنطقة. مع مرور الوقت، اعتبرت مسيرة برشلونة مشروعاً مفروضاً من فوق ومحكوماً بالفشل، أطلقته الحكومات الأوروبية لأهدافها الذاتية، مع مساهمة محدودة من قبل دول شرق المتوسّط وجنوبه. وتتمثّل استراتيجية ساركوزي اليوم بقلب الأهداف. فبدل الضغط لحلّ الأزمات السياسية كمدخل للتطور الاقتصادي، تقضي مقاربته بالبدء بمشاريع اقتصادية كبيرة على اساس الاعتقاد أنها، ومع مرور الوقت، ستثمر مكاسب سياسية. ومن بين المشاريع قيد المناقشة حاليا بين ضفّتي المتوسّط مشروع تنظيف، أو ازالة التلوث من المتوسط بحلول سنة 2020، وذلك مع مرحلة الاستثمار الأولى البالغة قيمتها بليوني دولار. ومشروع آخر عزيز على مصر، هو إقامة خط شحن فائق السرعة بين الإسكندرية وطنجة – كنوع من الطريق البحري السريع. وثمة خطط لاستغلال الطاقة الشمسية للمنطقة المتوسّطية، ولإدارة شحّ موارد المياه بطريقة أكثر فعالية، بهدف تأمين مياه الشفة للجميع واستخدام أفضل لمياه الصّرف في عملية الرّي. والفرنسيون متحمّسون بالتحديد لإقامة «مجال» علمي وجامعي متوسّطي موحّد، حيث يحظى المديرون والعلماء والتقنيون بتدريب مهني، للتمكن من تحسين الزراعة وصيد السّمك، والحدّ من انتشار التّصحر الذي لا سبيل لإيقافه. ويتم الإعداد لخطط لمركز حماية مدنية متوسّطي، ولوكالة لتعزيز الصناعات الصغيرة والمتوسّطة الحجم، ومصرف متوسّطي محتمل، إلى جانب مشاريع أخرى كثيرة. وبعكس مسيرة برشلونة، تقضي الفكرة هذه المرة بإشراك الشعوب في شرق المتوسّط وجنوبه، والسعي لإشراك مصالح القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب التمويل ليس فقط من قبل الحكومات والمؤسسات الأوروبية، إنما أيضا من قبل الدول النفطية في مجلس التعاون الخليجي. وتقوم الفكرة على أن المتوسّط يقع في وسط منطقة كبيرة تمتد من أفريقيا إلى الخليج. وتفيد الحسابات بأن المنطقة المتوسطية، عندما تكون خالية من المشاكل ومزدهرة، من شأنها أن تعزز موقع أوروبا في العالم وتسمح للأوروبيين بتأدية دور أكبر في دفع قضية السلام قدماً في الشرق الأوسط. قال السفير لوروا، «هدف الاتحاد من أجل المتوسط سياسي، إلا أن الحوافز اقتصادية. لا يمكننا انتظار حلّ النزاعات قبل إطلاق المشاريع. إلا أن الاتحاد سيطلق عملية يؤمل أن تساعد في حل النزاعات السياسية». وأضاف ان مشروع الاتحاد الأوروبي الكبير، الذي يضم 27 دولة تقيم فيها 495 مليون نسمة، انطلق من تجمع متواضع للحديد والفحم الحجري. نيكولا ساركوزي مصمم على جعل الاتحاد المتوسّطي أحد أكبر إنجازات عهده الرئاسي. وعلينا الانتظار لمعرفة ما إذا بإمكان هذه الجرعة القوية من الإرادة السياسية أن تحوّل هذا المشروع الطموح إلى واقع. (*) كاتب بريطاني متخصص في قضايا الشّرق الأوسط (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 11 أفريل 2008)
توجيه تهمة التحريض على الشغب لجورج إسحاق كفاية تدعو «الإخوان» للمشاركة في إضراب جديد
القاهرة – محمد عبد الرؤوف ومحمد المتولي فيما طالبت الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية الدعوة والمشاركة في إضراب 6 أبريل، وجهت نيابة أمن الدولة المصرية أمس تهمتي الدعوة للإضراب، والتحريض على أعمال الشغب في مدينة المحلة الكبرى (دلتا مصر) إلى جورج إسحاق المنسق العام المساعد للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، الذي اعتقل الليلة قبل الماضية. وقال المحامي عصام سلطان القيادي بـ»كفاية» ومحامي إسحاق: «عقدت النيابة جلسة تحقيق مع إسحاق في الحادية عشرة من مساء أول من أمس «الأربعاء» استمرت حتى الرابعة فجراً ، أعقبتها جلسة أخرى في الواحدة من ظهر أمس، بمقر نيابة أمن الدولة في التجمع الخامس (شرق القاهرة)». وأوضح سلطان لـ «العرب» أن المحقق أشار خلال التحقيقات إلى مجموعة من أسماء قياديي الحركة، منهم عبد الحليم قنديل وكريمة الحفناوي وأمين إسكندر وأحمد بهاء شعبان؛ مما يرجح أن النظام المصري يعتزم شن حملة اعتقالات موسعة تطول قياديين بالحركة المعارضة. وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت إسحاق الليلة قبل الماضية من منزله بوسط القاهرة، على خلفية أحداث إضراب يوم الأحد الماضي بمصر، والتي كانت «كفاية» من أبرز المتضامنين مع الدعوة له. وعرف عن إسحاق – الذي كان أول منسق عام لحركة «كفاية» في عام 2004، واستمر في قيادة الحركة حتى تنحى عن منصبه في ديسمبر من عام 2006 – انتقاداته الشديدة للنظام، والرئيس المصري حسني مبارك، وكثيراً ما تعرض للاعتقال خلال مظاهرات للحركة، وكان يفرج عنه بعد ساعات إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها اعتقاله من منزله؛ مما يوحى بأن الاعتقال قد يطول هذه المرة. وكان إسحاق قد توقع في تصريحات صحافية له قبل أيام مزيداً من التصعيد من قبل الأمن المصري ضد المعارضين، إلا أنه لم يكن يعرف أن هذا التصعيد سوف يطوله هو شخصياً. ويعد جورج إسحاق (68 عاما)، أحد أبرز الناشطين المعارضين على الساحة السياسية المصرية خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، كما يتمتع بعلاقات وطيدة مع مجمل فصائل المعارضة المصرية، بمختلف توجهاتها، بما فيها الإسلامية منها، على خلفية عضويته السابقة في حزب العمل «المجمد»، رغم كونه مسيحيا كاثوليكياً. في غضون ذلك، طالب حسين إبراهيم (نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) السلطات بالإفراج الفوري عن د. مجدي قرقر (سكرتير عام مساعد حزب العمل) وجورج إسحاق (القيادي في حركة كفاية) وجميع المعتقلين على خلفية الدعوة والمشاركة في إضراب 6 أبريل . يُذكر أن سلطات الأمن قد ألقت القبضَ على عشرات المعارضين على خلفية المشاركة في الإضراب. ودعت حركة كفاية ، في مؤتمر صحفي عقدته أمس للمطالبة بإطلاق جورج إسحق، كما دعت جماعة الإخوان للمشاركة في إضراب 4 مايو الموافق ذكرى ميلاد الرئيس حسنى مبارك الثمانين. وقال عبد الحليم قنديل المنسق العام المساعد للحركة، خلال المؤتمر: «إنهم (الاخوان) قبل الإضراب (6 أبريل) بيومين جلسوا مع (رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان (محمد سعد) الكتاتني، وأكد أن الإخوان وافقوا على المشاركة، ولكن مساء اليوم الذي يسبق الإضراب أرسل الإخوان رسالة برفض المشاركة، وعندما شاهدوا نجاح الإضراب أرسلوا رسالة (أخرى) بالموافقة على المشاركة في الإضرابات المقبلة. وقد اتسعت الدعوة للإضراب الجديد على المواقع الإلكترونية والمدونات. ولم تقتصر على الإضراب فقط، بل شملت الدعوة لمقاطعة الصحف الحكومية في الفترة من 11 ـ 18 أبريل الجاري؛ احتجاجاً على تغطيتها المنحازة للنظام المصري، ومقاطعة شراء اللحوم في الأسبوع الأول من مايو؛ احتجاجاً على غلاء الأسعار، ومقاطعة استخدام مترو الأنفاق في الأسبوع الأول من مايو أيضا؛ لأنه يدر؛ دخلاً للحكومة يقدر بنحو مليون جنيه يومياً (الدولار يساوي حوالي 5.5 جنيه)، إضافة إلى تعليق أعلام سوداء في شرفات المنازل يوم 4 مايو المقبل. وقالت الدعوة التي ينشرها مجهولون عبر موقع (الفيس بوك) الواسع الانتشار بين الشباب المصري: إن المظاهرات السلمية ستكون يوم 4 مايو «عيد ميلاد الرئيس حسنى مبارك»، على أن يتجمع المتظاهرون في المساجد والكنائس، لضمان عدم الاحتكاك بقوات الأمن، قبل أن تخرج المظاهرات من أماكن العبادة إلى مكان سيتم تحديده «بشكل سري» حسب الدعوة. ويبحث البرلمان المصري حالياً مشروع قانون لحظر التظاهر في دور العبادة، ويفرض عقوبات قانونية على المخالفين. وطالبت الدعوة بتوزيع الزهور على جنود الأمن المركزي المتوقع تواجدهم بكثافة في ذلك اليوم. من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الداخلية المصرية في اتصال هاتفي مع «العرب» أمس الخميس: «لن نلتفت لأي دعاوى من هذا النوع، وسنواجه أي خروج عن الشرعية بتطبيق القانون كالمعتاد» (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر)، الصادرة يوم 11 أفريل 2008)