الثلاثاء، 4 أبريل 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2143 du 04.04.2006

 archives : www.tunisnews.net


د. المنصف بن سالم: رسالة إلى الجامعيين حركة النهضة بتونس: المساجين السياسيين وخطة القتل البطيء الشروق: الجلسة العامة الاستثنائية للمحامين: اللائحة المهنية التي تمت تلاوتها وكانت سببا في انهاء الجلسة رويترز: السجن أربع سنوات لتونسي حاول حرق مسجد الاستاذ عارف المعالج : السجناء السياسيون في تونس: آن لهذا الملفّ أن يُطوى د.خالد الطراولي: محنـــة  عــالـم: للبروفيسور المنصف بن سالم أخط هذه الكلمات… الحبيب أبو وليد المكني: الدكتور المنصف بن سالم و خطر الموت البطيء

آمال الرباعي: تحية لك أستاذي الكبير د. منصف مجموعة من العاملين في دار الأنوار:  للتاريخ ( حلقة أولى ) : رسالة من مجموعة من صحافيي دار الأنوار زهير لطيف: لا خوف بعد اليوم

نبيل الرباعي: الفراغ الديني دفع الشباب التونسي الى العنف الكروي – هذه بركات محمد الشرفي 

بوعبدالله بوعبدالله: المجوس أصدق منك قولا يا مواعده قيس العابدي: « عيون السّرقات »في أكبر جريمة علميّة بالجامعة التّونسيّة:عيّنات من الأطروحة المهزلة د خالد شوكات: الاستقواء بالخارج أم استضعاف الداخل؟ ابراهيم  عبد الصمد: الزعامات لا تتاسس  بحسن النوايا والبلاد ليست عاقرا يا سادة.. وليد الفراج: هل في السعودية وتونس «كورة»؟ د. الضاوي خوالدية: خرائط بلا طرقات منجي الخضراوي: قراءة في تاريخيّة تطوّر العلاقة بين الامبرياليّة والشعوب   احمد حمودة: ما أشبه ليلة العرب ببارحتهم تركي علي الربيعو: الإسلام السياسي واستحقاقات المرحلة القادمة  قدس برس: أزمة حزب الوفد تلقي ظلال كثيفة علي التجربة الحزبية المصرية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

المنصف بن  

سالم

ه:74274053

  97856447

4 نهج غينيا _تقسيم داود

طريق سكرة كلم 4  صفاقس                                                

                                                                             صفاقس في 4- 4 2006

 

رسالة إلى الجامعيين

 

هل لك زميلي  أن تكسر حاجز الخوف وتحطم جدار إرهاب الدولة كما حطمت جدار الجهل فارتقيت إلى المرتبة العلمية العالية , أما تعلم أن للديكتاتورية غذاء وحيد ألا وهو جبن الشعوب وإذا كنت في من وهب لقب النخبة النيرة فاعلم أنك من قيادة أمتك في نصرة المظلوم وإعلاء كلمة الحق والعدل . لقد سكت كثيرا وتحملت مظالم وقهر سلطة جاهلة داست كل القيم الإنسانية , تصور 19 سنة لم أنعم فيها مع عائلتي ولو ليلة واحدة في طمأنينة وراحة بال , تصور زميلك يعاني طيلة هذه المدة من الحرمان من أبسط حقوقه (أجور,تأمين على المرض ,مراسلات ,حرية تنقل,  جواز سفر, أحيانا هاتف, خدمات بلدية …) تصور 19 سنة تحت أنظار البوليس يلاحقني أينما كنت ,تصور يا زميل أن هذه السلطة حرمتني من كل أدوات القراءة والكتابة طيلة 4سنوات في السجن ,تصور أنني منعت بالقوة من زيارة أمي وهي على فراش الموت وتوفيت ودفنت ولم أحضر ,تصور تعرض عائلتي إلى حادث مرور داخل السوق الشعبية (سوق ليبيا) خلف سقوط بدني لزوجتي وإعاقة دائمة لابني الأصغر قدرت ب 70 بالمائة ,تصور أكثر من 8 سنوات و منزلي محاصر بالبوليس على الدوام فلا أحد يزورني ولا أزور أحدا ولا أقدر تبادل التحية مع أحبابي وأصدقائي وجيراني .

 

     أخي الجامعي إذا كنت أنت القلب النابض لهذه الأمة فأنا أدعوك أن توقض  ضميرك وتلقي عنك رداء الخوف ,فهل ترضى بعملك وأجرتك وعيشك تحت ظل سلطة تمنعك من زيارة زميلك المضرب عن الطعام هو وأفراد عائلته في منزله و ذلك أضعف الإيمان أم هل وصل بنا الأمر إلى إقامة علاقة طبيعية مع القهر و التنكيل وتحطيم العلم والثقافة ؟ أما تعلم أن الساكت عن الظلم شيطان أخرس ؟

 

   أخي الجامعي أدعوك أن تحكم عقلك وتترك جانبا ما يمكن أن يفرق بيننا من أفكار و سياسة فطبيعة الإنسانية الإختلاف و لذلك خلقنا وأصارحك أن تخلي زملائي التونسيين عني بعدما كنت في نصرتهم لسنوات عديدة ضاعف من آلامي في هذه المحنة .

 

       مع تقديري لكل جهد و عمل يساهم في رفع المظلمة .


 

 
عريضة
مساندة لعالم الرياضيات والفيزياء البروفيسور المنصف بن سالم
أوربا في 3-04-2006

 
 

نحن الممضين أسفله وبعد متابعتنا للتطورات الأخيرة التي يعيشها العالم البارز في الرياضيات والفيزياء والشخصية التونسية المرموقة الد. منصف بن سالم وبعد اطلاعنا على ماتعرض له أفراد أسرته على مدار أكثر من عقد من مضايقات واعتداءات بلغت حد محاولة القتل في حادث كيدي مشبوه أدى الى تشويه واعاقة جسدية استهدفت ابنه عباس,ثم ماتلى ذلك من قرار جائر بالطرد صدر مؤخرا في حق ابنه أسامة المرسم في جامعة صفاقس,وصولا الى ماتعرضت له ابنته مريم من تحرشات شرفية متواصلة منذ اكثر من ثلاث سنوات
 
فاننا بناء على كل ماسبق ذكره من حيثيات ووقائع يضاف اليها منع البروفيسور بن سالم من مزاولة نشاطه العلمي والبحثي بالجامعات التونسية أو غيرها من الجامعات العالمية ,علاوة على حرمانه من مستحقاته المالية منذ سنة 1987نلفت انتباه رجال السياسة في العالم و المدافعين عن حقوق الإنسان والمكافحين ضد التمييز العنصري و المناضلين من أجل الحرية الى أن هذه التطورات التي ال اليها وضع هذه الشخصية العلمية والأكاديمية العالمية  بلغت حدا لايمكن معه السكوت وملازمة الصمت
 
فالدكتور المنصف بن سالم وعائلته كانا ضحية بارزة لسياسة المحاصرة و الاستنزاف والترويع التي طالت عشرات الآلاف من أبناء تونس وبناتها بناء على اعتبارات سياسية لاتمت الى العصر والدمقرطة بصلة, و لكنها تأخذ منعرجا خطيرا مع الدكتور المنصف باستهداف حياته وحياة أبنائه,واستهداف العلم والعلماء ومايحملانه من تكريم الهي وبشري
 
لقد عانى الدكتور المنصف بن سالم و أفراد عائلته لوحدهم هذه المظلمة والمأساة منذ مايقارب العقدين , و آن الأوان أن يقوم أحرار العالم بواجبهم تجاه هذه الطاقة العلمية النادرة
 
و عليه ــ فإننا نعلن كممضين أسفل هذه العريضة مساندتنا اللا محدودة للدكتور المنصف بن سالم و أفراد عائلته الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس30 مارس2006
 
ــــ نطالب السلطات بالاعتراف بأخطائها في حقه و تمتيعه بكامل حقوقه المسلوبة خلال كل هذه المدة
ـــ نحمل المسؤولية الاهمالية والتقصيرية كاملة للسلطات التونسية فيما يمكن أن يحدث له أو لأي واحد من أسرته..
ـــ نندد بسياسة التشفي و الانتقام غير المبررة التي تتبعها هذه السلطة القمعية في حق الكثير من نخب تونس وطاقاتها العلمية البارزة ورموز معارضتها الوطنية
ـــ ندعو جميع أحرار العالم للقيام بواجبهم لإنهاء هذه المظلمة ، و تقديم الدعم اللازم من أجل تحقيق المطالب المشروعة التي أعلنتها اللجنة العالمية للدفاع عنه بما يعيد له ولعائلته الكريمة كثيرا من الاعتبار
 
 
الإمضاءات الأولى
 

الدكتورة فيوليت داغر رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان جامعية وعالمة نفس
الدكتور هيثم مناع مدير بحوث ومحرر رئيسي في تقرير التنمية العربية
الدكتور منصف المرزوقي أستاذ جامعي ومفكر تونسي ورئيس المؤتمر من أجل الجمهورية
الدكتور متروك الفالح أستاذ جامعي وباحث- الرياض  من قيادة اللجنة العربية لحقوق الإنسان
 الأستاذ حسين العودات المحاضر في المعهد العالي للصحافة والمستشار في اللجنة العربية لحقوق الإنسان من دمشق

الد.خالد الطراولي رئيس اللقاء الاصلاحي الديمقراطي
الد.نجيب العاشوري عضو بمنظمة صوت حر -فرنسا
الد.محمد البشير الأنصاري أستاذ جامعي محاضر,تونسي ومقيم بالمنفى
الد.منذر صفر ناشط سياسي وحقوقي ورئيس جمعية  تعنى بشؤون التونسيين في أوربا
جون فرانسوا بوارياه -Jean-François Poirier 
 فرنسي وأستاذ جامعي -فيلسوف
جينات هاس اسكندراني – جمعية النجدة تونس – فرنسا
Ginette Hess Skandrani

الد.أحمد العش عالم نفس –باريس
الحبيب أبو وليد : كاتب و باحث ، ألمانيا
مرسل الكسيبي:كاتب وباحث في قضايا الاعلام
نور الدين الخميري:أستاذ رياضيات ومناضل حقوقي,ألمانيا
محمد  بوريقة: مترجم – منتريال – كندا
نور الدين العويديدي :مسؤول اعلامي وصحفي بوكالة قدس برس للأنباء -المملكة المتحدة
العربي القاسمي مهندس ورئيس جمعية ثقافية بسويسرا
  عبد القادر رئيس تحريرموقع الحوار نت ومؤسس منتدياته- ألمانيا
زهير لطيف: صحفي ومنتج تلفزي -المملكة المتحدة
فتحي نصري: محامي وحقوقي تونسي
عماد الدايمي:مهندس ومديرموقع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية -فرنسا
نور الدين الختروشي:كاتب ومناضل سياسي -فرنسا
سالم خليفة:موظف بمؤسسة خاصة – تونس
سيف بن سالم:باحث بالجامعة الفرنسية
فتحي عبد الباقي:ناشط حقوقي ورئيس جمعية تعنى بقضايا المساجين وعائلاتهم في تونس -باريس
عبد الوهاب العمري :قابس -تونس
فريق صحيفة تونس نيوز اليومية
هيئة تحريرمراسلات18 أكتوبر-ألمانيا
رشدي بن حسين باحث بالجامعة الألمانية
عبد الوهاب الرياحي تاجر- باريس
الأستاذ جابر العلوي أستاذ فيزياء بسويسرا وأحد الدارسين سابقا بكلية العلوم بصفاقس* –* أسسها البروفيسور المنصف بن سالم
الهادي بريك كاتب ومتخصص في العلوم الاسلامية -ألمانيا
عمر صحابو رئيس تحرير مجلة المغرب العربي -فرنسا
عبد الناصر نايت ليمام رئيس منظمة الدفاع عن ضحايا التعذيب في تونس – سويسرا
محمد الجريبي متخصص في الاعلامية وعلوم الاقتصاد- لوزان -سويسرا
محسن الشريف أوربا
رمزي بن فرج حقوقي وباحث تونسي مقيم بسويسرا
مراد راشد سويسرا
حسن محمد الأمين ناشط حقوقي ليبي ومدير موقع ليبيا المستقبل
عمر غيلوفي – سويسرا
فتحي الناعس الكاتب العام لجمعية التضامن التونسي – باريس
محمد طنيش ناشط حقوقي ألمانيا
بوكثير بن عمر -سويسرا
شامخ بن شامخ– سويسرا
 طارق السوسي أستا ذ تعليم ثانوي إختصاص فيزياء وسجين سياسي سابق
منجي الفطناسي مناضل سياسي وخريج علوم تجارية -ألمانيا
كوثر الجزار أستاذة انجليزية – ألمانيا
 
………………….. 
…………………………

 

ملاحظة
يرجى بالحاح من كل من اطلع على نص هذه العريضة واقتنع بما اوردته من مطالب عادلة, ضم اسمه وصفته لقائمة الممضين

**ترسل الامضاءات على عنوان منسق اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسير المنصف بن سالم على العنوان الاتي

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة بتونس

المساجين السياسيين وخطة القتل البطيء

 

 

بينما تتكثف الجهود الوطنية والإنسانية من أجل إطلاق سراح المساجين، تمعن السلطة في تجاهل المأساة التي يعيشها المئات من مساجين الرأي القابعين في زنازين الموت وتواصل تجاهل العشرات من الحالات الإنسانية التي يشارف أصحابها على الهلاك بسبب المنع المتعمد من العلاج، في سلوك يعكس الرغبة في التشفي والإذلال لرجال ليس لهم من ذنب إلا التعبير عن آرائهم والمطالبة بحريتهم.

 

وفي هذا الإطار فإن حركة النهضة تلفت انتباه الرأي العام إلى حالة السجين السياسي الشيخ محمد العكروت الرئيس الأسبق لحركة النهضة الذي تدهورت صحته بشكل خطير بعد مضي أكثر من  خمسين يوما منذ بدئه إضرابا عن الطعام يخوضه للمطالبة بتحسين أوضاعه كما تلفت الانتباه إلى الاضراب الذي بدأه السادة بوراوي مخلوف والعجمي الوريمي وقسومة قسومة مطالبين بإطلاق سراحهم بعد أكثر من 15 سنة سجنا.

 

كما يبرز التدهور البالغ للحالة الصحية للشيخ الحبيب اللوز الرئيس السابق للحركة والسيد فتحي العيساوي، مدى  تجاهل إدارة السجون لحالات صحية مستعجلة قد يؤدي التأخير فيها إلى فوات الأوان لا سمح الله. وللعلم فإن هذه الحالات تمثل عينة من أوضاع مزرية في سجون تفتقد إلى الحد الأدنى من المرافق الضرورية طالما نبهت إليها المنظمات الإنسانية والحقوقية في تونس والخارج.

 

إن حركة النهضة وأمام هذا التردي الخطير:

 

– تحمل السلطة مسؤولية سلامة المساجين وتدعوها إلى الكف عن سياسة التشفي والتنكيل التي تمارسها ضدهم وتطالبها بإطلاق سراحهم بشكل عاجل بدل سياسة القطرة قطرة التي تعتمدها في معالجة ملفهم.

 

– تدعو المنظمات الإنسانية والقوى التحررية داخل البلاد وخارجها إلى التحرك والضغط من أجل إنقاذ حياة من يتعرضون للقتل البطئ.

 

 

06‏ ربيع الاول‏، 1427  الموافق‏ 4 أفريل‏، 2006

حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنّوشي

 

الجلسة العامة الاستثنائية للمحامين

 

اللائحة المهنية التي تمت تلاوتها وكانت سببا في انهاء الجلسة

* تونس ـ الشروق :

لم يكتب للجلسة العامة الخارقة للعادة للمحامين مواصلة أشغالها بقرار من العميد عبد الستّار بن موسى الذي أعلم الحاضرين بإيقاف الأشغال بسبب الفوضى التي عمت القاعة والتي وحسبما جاء على لسان العميد «لم يعد ممكنا في ظلّها أن تتواصل هذه الجلسة بصفة طبيعية» متوعدا باتخاذ اجراءات تأديبية ضد كل من تسبب في تعطيل الأشغال.

وفي حقيقة الأمر فإن المراقب لأشغال الجلسة لم يكن في حاجة الى الاجتهاد كثيرا للتأكد من انشطار قاعة الجلسة الى نصفين. شق داعم لتوجهات العمادة وما كانت ستتخذه من قرارات بخصوص الموقف من مسألتين شغلتا بال المحامين منذ سنوات عديدة، وهما التغطية الاجتماعية للمحامين وعائلاتهم والمعهد الأعلى للمحاماة بما يعنيه من توحيد المدخل الى المهنة. أما الشق الثاني فكان باديا على أصحابه رفض قرارات اعتبر أنها اتخذت يوم الجمعة الفارط خلال اجتماع مجلس الهيئة، ولم يكن من دور للحاضرين في الجلسة العامة الخارقة للعادة الا المصادقة عليها بإكسائها «الشرعية» اللازمة في مواجهة ما توصلت اليه أعمال اللجنتين اللتين بعثتهما وزارة العدل وحقوق الانسان لوضع التطورات بخصوص مسألتي التغطية الاجتماعية والمعهد الأعلى للمحاماة وكان مجلس الهيئة ممثلا في تركيبتيهما.

* دعوة الى التجاوز

وانطلقت أشغال الجلسة العامة بكلمة للعميد عبد الستار موسى والتي شابها الكثير من التشنج الذي ذكّر الحاضرين بأن مهنة المحاماة تستمد قوتها من وحدة أبنائها وتضامنهم ولا تستمد من اي طرف كان داخل السلطة أو خارجها. واعتبر ان منطلق المسؤولية في قطاع المحاماة يفرض على متحمله ان يكون حريصا على وضع مصالح المهنة فوق كل اعتبار.

ودعا بن موسى الى تجاوز الخلافات، معتبرا أن مطالب المهنة توحّدهم ولا تفرّقهم، ملتمسا من المحامين الدفاع عن زي المحاماة. وأكد ان المطالب المقدمة لتحسين وضع الحامي المادي والمعنوي مستمدة من الاتفاقيات الدولية ومن القانون. وأضاف ان الوضع المتردي للمحامين هو حجر الزاوية في المطالب المقدمة.

وبخصوص التغطية الاجتماعية للمحامين، فقد نوّه العميد بن موسى بالدراسات التي أعدت من عدد من المحامين المختصين في مجال التغطية الاجتماعية، مع تكليف مكتب دراسات مختص لإعداد دراسة مطوّلة ثم توزيعها لإبداء الرأي فيها. وخلص الى أن اجتماع مجلس الهيئة قرر في اجتماع سابق رفض الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمحافظة على الصندوق الحالي للتقاعد والحيطة الاجتماعية للمحامين بوصفه صندوقا مستقلا مع مزيد تنظيمه وتطوير مصادر تمويله.

أما فيما يتعلق بمعهد المحاماة فقد أعلن العميد عن رفض مجلس الهيئة التوجه نحو جعل المعهد مؤسسة عمومية ذات صبغة ادارية، مشددا على أهمية اشراف مجلس الهيئة على تسيير المعهد داعيا الى اعادة مشروع القانون المتلعق به الى اللجنة المشتركة لمراجعته.

* انقسامات

وبالدخول الى مرحلة النقاش فقد بدا واضحا أن الأفكار متراوحة بين داع الى رفض المقترحات المقدمة من اللجنتين المكلفتين بإعداد التصورات بخصوص التغطية الاجتماعية والمعهد الاعلى للمحاماة لأنها بحسب آرائهم تمسّ من استقلالية المهنة، وداع الى ضرورة الاستنجاد بالاسلوب النقابي لتحقيق ما اعتبره إرادة المحامين واعتبر ان المشروعين المقدّمين من اللجنتين هما أحاديان.

أما الطرف الثاني من المتدخلين فقد ثمّن نتائج اعمال اللجنتين وخاصة في مسألة التغطية الاجتماعية مذكّرين بعديد الحالات المفزعة التي عاشها عدد من المحامين وتنتظر البقية. وأكد احد هؤلاء ان الوضع الحالي مفزع ومريب، فالمحامي غير المضمون اجتماعيا يضطر في عديد حالات المرض الى الاستجداء من مجلس الهيئة للحصول على ما سمّاه «منّة» لا تكفي اصلا لمساعدته على مجابهة مصاريف العلاج.

* أجواء مشحونة

ولاحظ المتابعون لأشغال جلسة السبت الماضي، ان الاجواء كانت ساخنة ومشحونة منذ البداية والجالسون على الكراسي داخل القاعة، منقسمون الى قسمين، ولم يخل اي تدخل من الرفض سواء من هذا الشقّ او ذاك حتى ان احد المتدخلين حذّر من امكانية الاستنجاد يوما ما بسيارات الاسعاف لحمل المصابين من الصدامات التي تقع بين الحاضرين في الجلسات العامة. واضطرّ العميد بن موسى الى التدخل في عديد المناسبات صحبة اعضاء مجلس الهيئة لتهدئة الاجواء والدعوة الى الاحترام المتبادل والابتعاد عن العبارات «الموجّهة» و»الاستفزازية» نظرا لما تنتجه من فوضى داخل القاعة، ومحاولات افتكاك المصدح من المتدخل عدة مرات، وتواصلت الاشغال قرابة الاربع ساعات على نفس الوتيرة، الى حين تدخلت احدى المحاميات التي تولت قراءة لائحة تضمنت عدة نقاط منها لفت نظر الهياكل المهنية الى ضرورة الاقلاع عن التسييس المشط لمهنة المحاماة والانكباب على مشاغل المحامين عندها تولت مجموعة من المحامين احداث الفوضى والتشويش داخل القاعة، اعلن اثرها العميد عن قرار إيقاف الاشغال متوعّدا باتخاذ اجراءات تأديبية ضد كل من تسبب في الفوضى التي عمّت القاعة. هذا بعد ما قام شخصيا بافتكاك الورقة المتضمنة لمشروع اللائحة بحركة عنيفة وغريبة.

* استنتاجات

وخلاصة الحديث عن جلسة السبت الماضي فإن المتابعين خرجوا بانطباعات عدة من بينها ضعف عدد الحاضرين، اذ صرّح العميد انه يتجاوز الثمانمائة بقليل، وهو ما يمثّل خمس الحاملين للجبّة السوداء وهو ما يطرح اكثر من سؤال حول حقيقة علاقة المحامين بهياكلهم خاصة وان جلسة السبت الماضي احتوت مسائل مصيرية بالنسبة للمحامي.

كما انها كانت الموعد الثاني، وجغرافيا لم تبتعد كثيرا عن وسط العاصمة وهو ما يفرض على الهياكل مراجعة هذه المسألة بجدية تامة حتى لا تصبح في واد ومنظوريها في واد آخر.

أما الاستنتاج الآخر فهناك من اعتبر ان قرار إيقاف الاشغال قد يكون معدّا سلفا او كان من جملة السيناريوهات المطروحة، في ظل قناعة تامة بأن المحامين المهنيين والمستقلين كانوا اغلبية داخل القاعة وهذا ما لاحظه اي حاضر في القاعة وبالتالي فإن هاجس الخوف من رفض قرارات الهيئة ـ عند عرضها على المصادقة ـ اضطرّ الشقّ الداعم لها الى استعمال اساليب من شأنها انقاذ الهيئة من صفعة رفض قراراتها بما في ذلك استعمال العنف اللفظي.

كما يرى المتابعون ان ما حدث في جمعية المحامين الشبان كان حاضرا بقوّة في اذهان العديدين وذلك رغم إلحاح العميد على عدم التعرّض اليه لأنه غير منصوص عليه في جدول الاعمال لكن هناك من «فرض» الحديث عنه، وحتى التجمعيين فقد كان واضحا انهم لم ينسوا ما اعتبروه تدخل العمادة في شأن الجمعية، متهمين إياها بعدم الحياد وانحيازها الى طرف دون آخر. وكان موعد السبت الماضي فضاء لهم للتعبير عن استهجانهم لبيان العمادة.

وعليه فإنه وأمام هذا الانقسام المفزع، الذي تجسّد بصفة جلية خلال الجلسة العامة الخارقة للعادة للمحامين، فإن الغموض بات يكتنف مستقبل العلاقة بين العمادة وشقّ كبير من منظوريها، خاصة اذا اقدم مجلس الهيئة على اتخاذ الاجراءات التأديبية التي توعّد بها العميد عددا من المحامين قبل مغادرة قاعة اشغال جلسة السبت الماضي.

* سليم العجرودي

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 4 أفريل 2006)


السجن أربع سنوات لتونسي حاول حرق مسجد

 

تونس (رويترز) – ذكرت صحيفة تونسية يوم الثلاثاء ان محكمة قضت بسجن تونسي لمدة اربع سنوات بتهمة محاولة حرق مسجد في مدينة نابل.

وقالت صحيفة لوتان الناطقة بالفرنسية إن رجلا تونسيا ضاقت به السبل ولم يجد مالا لشراء دواء لزوجته الحامل أقدم على محاولة حرق مسجد في حيه بمدينة نابل حنقا لعجزه عن توفير الدواء لزوجته المريضة.

واضافت ان الرجل حاول بيع بعض الأمتعة من منزله لتوفير ثمن الدواء لكنه لم يجد من يشتريها فاشتد حنقه.

واقر محامي المتهم بخطورة القضية من الناحية الدينية لكنه طالب المحكمة بتخفيف الحكم مراعاة للظروف الاجتماعية القاسية لموكله الذي يعاني من البطالة.

وتصل نسبة البطالة في تونس حسب اخر الارقام الحكومية الى 14 بالمئة.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 4 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


صحافي تونسي يدخل موسوعة غينيس

 

تونس ـ رويترز: دخل صحافي تونسي موسوعة غينيس للارقام القياسية بعد ان انجز اكبر شبكة كلمات متقاطعة في العالم يبلغ طولها 20 مترا وعرضها ثلاثة امتار وتحتوي علي 1845 مربعا.

وقال ناجي بن جنات لرويترز انه قضي نحو شهر في اعداد شبكة الكلمات التي استهلكت 15 لترا من الحبر الصيني وعشرة كيلوغرامات من الورق و40 قلما.

وتحتوي الشبكة العملاقة علي 1845 مربعا وتضم المئات من اسماء مشاهير تونس والعالم العربي والعالم في الثقافة والاداب والفنون ومنهم توفيق الحكيم وبابلو بيكاسو.

وسيتم عرض الشبكة التي انجزها جنات بمناسبة احتفال بمرور خمسين عام علي استقلال بلاده في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس. واطول عنوان في الشبكة هو عنوان كتاب اتحاف اهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الامان للتونسي ابن ابي الضياف.

وبلغت طول اكبر شبكة كلمة متقاطعة سابقة انجزها مغربي نحو مترين. وقال جنات الذي يعمل في صحيفة الحرية التونسية لرويترز ان الحلم الذي بدأ منذ ثماني سنوات تحقق بانجاز اكبر شبكة كلمات متقاطعة في العالم .

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 4 أفريل 2006)


قضايا العنف بين جماهير الترجي والنجم الساحلي:

أحكام بالسجن لأكثر من 3 سنوات ونصف وخطايا مالية بـ260 دينارا

* تونس ـ الشروق :

أدانت مساء أمس الدائرة الجناحية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس مجموعة من الشبان المتهمين في ما عرف بقضية العنف بين جماهير الترجي والنجم وقضت بسجن كل واحد منهم مدة ثلاث سنوات و6 أشهر و15 يوما مع خطايا مالية.

وقد مثل أمس 19 شابا في ستة قضايا، تم تأخير قضية واحدة والحكم في البقية، وخصصت جلسة الامس التي تواصلت على مدى ست ساعات للاستنطاق والمرافعات اذ أنكر كل المتهمين ما نسب اليهم ونفى جميعهم المشاركة في الاحداث، وساندهم في ذلك لسان الدفاع الذي اعتبر ان كل المحاضر كانت متشابهة وان بعض الاخلالات الشكلية كانت تشوب الابحاث واعتبر الدفاع ايضا ان قرائن الادانة غير متوفرة في حق منوّبيهم وتراوحت طلباتهم بين القضاء بعدم سماع الدعوى والتخفيف قدر الامكان القانوني خاصة وان بعض المتهمين يواصلون دراستهم، فيما تمسّك ممثل النيابة العمومية بالمحاكمة. فقررت هيئة المحكمة بعد الاستماع الى كافة أطراف القضية حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم لتقضي في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء امس بإدانة كل المتهمين وسجن كل واحد منهم مدة ثلاثة أعوام وخطية بمبلغ 200 دينار في خصوص تهمة الاعتداء على أملاك الغير وستة أشهر سجنا في خصوص تهمة المشاركة في معركة و15 يوما بالنسبة الى تهمة القاء مواد صلبة ومبلغ 60 دينارا لقاء تهمة تعطيل حركة الجولان، وبذلك تكون مجموعة الاحكام ثلاثة أعوام و6 أشهر و15 يوما و260 دينارا خطايا.

وتجدر الاشارة الى ان أحداثا دامية جدت مساء الاحد 26 مارس الماضي على مستوى محطة الاستخلاص بهرلة بين مجموعة من أحباء الترجي الرياضي التونسي والنجم الساحلي، خلفت أضرارا فادحة بالممتلكات سواء الخاصة او العامة فضلا على الاصابات الخطيرة التي لحقت ببعض الأبرياء مثل الطفلة أميرة، وقد أثارت تلك الاحداث استياء واسعا لدى الرأي العام.

منجي الخضراوي

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 4 أفريل 2006)


 

السجناء السياسيون في تونس:

آن لهذا الملفّ أن يُطوى

 

بقلم: الاستاذ عارف المعالج – نقابي جامعي

 

إن المتتبع لقضية السجناء الإسلاميين في تونس ليعجب من انعدام الرغبة من الجهات الرسمية في طي صفحة الماضي وإيقاف نزيف مأساة طال أمدها ولا تزال تستنزف طاقات وتحول دون انخراط المجتمع بأسره في صياغة المشروع المجتمعي الحديث ليخرج به من ظلمات التقوقع والخوف والاستقالة كما انعكس ذلك في مختلف المحطات الانتخابية السابقة. ويتزامن هذا الموقف المريب مع الحرص على تكريس التوجهات الاستئصالية بموازاة مع استمرار اللغط والمغالطات التي تستهدف تضليل الرأي العام المحلي والدولي حول طبيعة وخلفية قضية المساجين الإسلاميين في تونس منذ عقد ونصف من الزمن. كما تعكسه تصريحات تشويهية لا تكل ولا تمل تصدر بصورة منهجية ودورية وتصر على تصنيف هؤلاء في خانة مساجين الحق العام.

 

والمتتبع لهذه القضية بأبعادها الإنسانية والاجتماعية والسياسية وللخطوات التمويهية التي يتم فيها إطلاق بعض المساجين السياسيين ممن لم يبق لهم إلا فترات قصيرة من أحكام سجنهم بعد قضاء عشرات السنين في العزلة والمعاناة لا يمكن أن تلوح له بوادر إيجابية للخروج من هذا النفق الذي حشر فيه المجتمع لكي تستمر حالة الاستنفار والتخويف من حجم المعارضة الإسلامية لكسب الدعم من الأطراف الدولية المحترزة من الحركات الإسلامية وبعض الجهات الداخلية من ذوي التوجهات الاستئصالية.

 

وقد اتسمت العشرية ونصف الأخيرة بمواصلة التضييق واستهداف المسرحين منهم بالمطاردة في الأرزاق وحرمان البعض من الحقوق المدنية الدنيا مثل اكتساب بطاقات الهوية فضلا عن جواز السفر أو بقية الحقوق المدنية والسياسية ويُحرم اليوم العديد من المساجين المسرحين من حق الانتخاب و تسحب بطاقات الانتخاب من العديد منهم لمنعهم من المشاركة في التصويت في الانتخابات الأخيرة بالرغم من أن بعضهم مرّ على تسريحه أكثر من عشر سنوات وكأنها رغبة في تثخين الجراح حتى لا تندمل،،، فلمصلحة من؟

 

يستمر هذا الواقع في زمن بدأت تتساقط فيه تقاليد الممارسات غير الإنسانية ضد الخصوم السياسيين وفي وقت شرع فيه البعض في محاكمة الماضي المظلم حتى يتم تحصين المجتمع من تكرار ممارسات بائدة كما حصل في شهادات الحقيقة والإنصاف العلنية التي بثت مباشرة في المغرب الأقصى وكذلك مشروع العفو الشامل الجزائري الرامي إلى أن تتصالح السلطة مع المجتمع بعد عشرية دموية، وذلك بالرغم من أن الأزمة التونسية لم تشهد إهدار قطرة دم واحدة باستثناء عشرات الضحايا الذي قضوا نحبهم في السجون أو إثر خروجهم منها مصابين بعاهات قاتلة.

 

إن المتتبع لمختلف مراحل الأزمة بين السلطة و حركة « النهضة » لا يمكن إلا أن يعتبر أن تصنيف قضايا مساجينها ضمن قضايا الحق العام يُجانب الحقيقة و يقفز على واقع مترد غير إنساني أجمعت المنظمات الحقوقية في الداخل و الخارج على ضرورة إنهائه و اتخاذ إجراء فوري بشأنه عبر إصدار العفو التشريعي العام للحد من هذه المظلمة المستمرة على مئات المواطنين المحتجزين و لرفع المعاناة عن عائلاتهم التي حرمت من فلذات أكبادها أو من عائليها لعشرات السنين. قضية المساجين الإسلاميين كما تقر بذلك كل الجهات الحقوقية المحلية والدولية، هي سياسية بالأساس ولا تمت لقضايا الحق العام بصلة، و يكفي العودة إلى بعض الحقائق وإلى الظروف والملابسات التي اكتنفت مختلف المراحل التي مر بها السجناء لاستيضاح هذه الحقيقة اعتمادا على ما ورد في بيانات وتقارير وشهادات منشورة للعموم من قبل منظمات دولية ومحلية معنية بقضايا حقوق الإنسان عامة والمساجين السياسيين خاصة:

 

1- أن حملة استئصال الحركة الإسلامية وبداية ظهور بوادر الأزمة بينها والسلطة انطلقت منذ انخراطها الفعلي في التجربة التعددية الوليدة التي لم تدم طويلا وظهورها كمنافس جدي لهيمنة الحزب الحاكم الذي فوجئ بحجمها.

 

2- إن الطريقة التي تم بها إيقاف العديد من الإسلاميين تنم على إصرار في التشفي والتنكيل إذ اتسمت عامة باللاإنسانية المرعبة التي لم تحترم فيها الحرمات والممتلكات وشملت المطلوبين والعائلات كما أن المعاملة التي لقيها السجناء الإسلاميون في مراحل التحقيق وفي الفترة السجنية اتسمت بالعنف الشديد مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في السجون أو إثر الخروج منه والقائمة طويلة وموثقة لدى منظمات حقوق الإنسان ، كما أدت الممارسات الفظيعة التي ارتكبت في حق المساجين الإسلاميين إلى إصابة العديد منهم بعاهات دائمة بين الشلل وفقدان السمع أو البصر أو الاختلال العقلي، وأدت إلى تحطيم كامل لحياة العديد منهم وتحويلها لجحيم دنيوي، ولم يقع التمييز في ذلك بين المرأة والرجل.

 

3- كما تحولت حياة العديد من المسرحين بعد انقضاء الفترة السجنية إلى جحيم لا يطاق وكأن المعاناة التي لقيها هؤلاء بعد الأحكام الخيالية والتنكيل الذي سلط عليهم لم يكونا كافيين لإشفاء الغليل فمنهم الكثير ممن تم إيقافه مباشرة بعد تسريحه لتعاد محاكمته بنفس التهم وأما من حاول أن يبني حياته من جديد فقد ووجه بالعديد من العوائق من قبيل فرض مراقبة إدارية مجحفة أو للتهجير القسري أو المنع والحرمان من العمل الذي يوفَر لقمة العيش للعيال والأبناء حتى أصبح المسرحون سجناء في بيوتهم وكأنّ الهدف هو فرض جو من المتاعب النفسية والمعاناة الأبدية التي تحول دون انخراط هؤلاء في حركة المجتمع ودفعهم إلى اليأس والموت البطيء.

 

4- إن المعاناة لم تقتصر على المساجين فحسب بل امتدت للأهالي الذين عانوا من النقل المستمر للسجناء بين السجون المتباعدة ومنهم من ابتلي بسجن ابنين أو ثلاث من نفس العائلة حتى أصبح تنظيم زيارة السجناء يشكل كابوسا ماديا و معنويا للأهالي كما تعرضت العائلات نساء وأطفالا في غياب عائلها إلى التجويع والمحاصرة الاقتصادية والملاحقة القضائية الظالمة لكل من تحدثه نفسه بإطعام مسكين منهم بعد أن انسدت أمامهم كل منافذ الارتزاق كما وصل الضغط النفسي و المادي الذي تعرضت له العائلات إلى حد فرض تطليق الزوجة لزوجها السجين تشريدا للأبناء و تحطيما للأُسر.

 

5- لقد صحبت هذه الممارسات حملة تشويهية رهيبة لصورة المساجين الإسلاميين لدى الرأي العام الداخلي و الخارجي وتقديمهم في خانة الإرهاب وهم الذين سلطت عليهم كل أشكال التعسف والعنف، حتى أن بعض أعضاء البرلمان الأوروبي عندما تعرفوا على الأبعاد السياسية الحقيقية لقضية الإسلاميين في تونس فوجئوا بحجم المغالطة التي لحقت بالإسلاميين الذين نعتوا بالتطرف والإرهاب ورفض الحرية للغير و بالاعتداء على كل امرأة في الشارع لا تلتزم بالزي الاسلامي ، هكذا ، في حين أن الواقع الذي نقلته لهم المنظمات الحقوقية كشف على أن المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها هي التي تعرضت للاعتداء اللفظي و البدني و لنزع حجابها عنوة في الشارع و مصادرة حريتها حتى في اختيار لباسها.

 

كلمة أخيرة: بعد كل هذه الحقائق الرهيبة التي تعكس حقبة مظلمة من التاريخ الحديث لتونس يتضح للعيان وبدون عناء ما تخفي في عمقها من تراجيدية في دنيا حقوق الإنسان وفي معاملة الانسان لأخيه الانسان.

 

إن غفل أبناء هذا الجيل عن هذه المآسي أو غيبوا عنها أو تحاشوا الخوض فيها أو دس البعض رأسه في التراب حتى لا يرى الحقائق فإن الأجيال القادمة سوف تطلع قطعا على حقيقة المأساة وعلى هذه اللحظات التاريخية المأساوية التي عاشها جزء من المجتمع اجتهد في تقديم كل هذه التضحيات من أجل فرض ممارسة المجتمع بأسره لحريته وحقوقه.

 

إنه الجيل الذي سيكون من بين أفراده العديد من أبناء الجيل الراحل ومنهم من ضحايا المرحلة من أمثال الطفلة مريم ابنة السجين عبد الحميد الجلاصي التي كانت تنام وتستيقظ في حضن أمها، وهي لم تعرف من طفولتها المنهوبة سوى الطوابير المتراصة أمام السجون، أو التنقل من مدينة إلى أخرى، ومن سجن إلى آخر للفوز برؤية والدها لبضع دقائق من وراء القضبان. كما سيكون من بين أفراده كذلك ما تبقى من عائلة الدكتور أحمد الأبيض السجين الذي تموت زوجته وهو بعيد عنها أربعة مائة كيلومتر ويمنع من أن يلقي نظرة وداع عليها.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 


محنـــة  عــالـم

للبروفيسور المنصف بن سالم أخط هذه الكلمات…

 

د.خالد الطراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

قيل كل شيء حول الرجل، فماذا عسانا أن نزيد؟ تابعنا كلنا رحلة عذاب… لرجل، لعالم، لمواطن… أنشأ كلية فأغلقوا أبوابها في وجهه..، هيأ ذرية صالحة ومتعلمة لمجتمعه، فمنعوها من التعليم وأطردوها من مؤسساته..، أراد أن يساهم في بناء وطنه بالكلمة الحرة والكلمة الصادقة، فحشروه في السجن لسنين عدة…،وتتواصل محنة الرجل، ومحنة وطن في رجل.

 

البروفيسور المنصف بن سالم ليس إلا صورة مكبرة من صور ضحايا الاستبداد والجور في بلداننا، حيث يعلو صوت التسلط والاستخفاف وتوضيع كل نفس معارض مهما علت درجته الاجتماعية أو العلمية، ففي بلداننا يتجلى العدل والإنصاف في أبهى مظاهره بين المواطنين في أخذ كل فرد نصيبه كاملا من التعسف والإذلال والتهميش، ولن يتخلف عن هذا صاحب خُلق أو علم، فالكل سواء أمام العصا والكل مختلف أمام « القانون »، ولا اعتبار لمنزلة إلا منزلة التمسح والقربى!

 

البروفيسور المنصف ليس إلا محطة جديدة ومتكررة في مشوار الغباء السياسي، والحسابات الخاطئة، فليس التعسف والإذلال، ومحاربة الفكرة ومواجهتها بالقمع والتسلط وتشريد الأسر ونفي الأفراد إلا منهجا هابطا وعقيما ولن يؤدي إلى نهاية الصراع وذوبان الاستماتة وقبول الغلبة والموت، ولكن يؤجل نقطة الصفر التي تجعل من الوعي حالة جماعية ملتهبة، ومن الاستنفار ورفض « الاستحمار » والتهميش والجور مسارا صاعدا ودائما.

 

لا شك أن حالة أستاذنا الكبير تبقى سابقة في تونس، لكن حياة العلماء لم تكن أبدا نهرا جاريا ساكنا، ولا جنة تملأها الظلال والنمارق، ولا راحة مستديمة،  إلا من ابتغى قرب السلطان وسعى إلى تمجيده لنيل رضاه والحصول على عطاياه، ونسي أو تناسى دوره في الارشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلمة الحق في مواطن الحق والباطل… وليس العالم فقط من تحدث عن الشرع، وأبحر في فقه الدين والتدين، واجتهد في الشريعة،  ولكن العالم من جعل علمه يلامس واقعه ولم يجعله محبوسا في مخبره، وخرج به لمنفعة البلاد والعباد. ولقد كان أستاذنا عالما في مخبره عالما في مدرسته عالما في مدينته عالما في وطنه… عالما بين الناس! ولعل هذه الأخيرة هي التي جلبت له المشاق والمحن..، ولعل خروجه عن بوتقة العالم المنكسر في محرابه والمنعزل عن الناس، وتميّزه بربط علمه بعمله كانت كافية لجلب « المتاعب » ودخول مشوار الابتلاء.

 

فصبرا أستاذي الفاضل، وصبرا أيتها الأسرة الكريمة، وأنا أعلم أنكم لستم محتاجين لمن يُذكّركم بذلك وأنتم منذ سنين صابرون على الجور الذي طالكم..، ولكنها كلمات العاجز من وراء البحار، الذي ليس له إلا أن يكتب هذه الكلمات رأفة بنفسه قبل غيره، وتفاؤلا بأن هناك في تونس الحبيبة رجالا صامدين على رجل واحدة أو بدون أرجل، يُذَكّرون القاصي والداني بأن الأيام دول، وأن زمن الجور يبقى ساعة، ولو تمددت عقاربها، وتأخر المُنبِّه عن الرنين!

 

إن نداء البروفيسور وصيحة أسرته هما تذكير لمن أراد الاستراحة ومغادرة القافلة على عجل، بأن الوقوف ضد الطغيان والعمل من أجل تونس ورفاهة أبنائها ليس نزوة ولا نفحة ولا ساعة من نهار، و لكن همّا قائما ومسؤولية عظمى أمام الله والوطن، وفعلا دائما يتطلب النفس الطويل والعمل الدءوب ولعله المضني على حساب الأهل أحيانا والاسترزاق أحيانا أخرى… ولا يشوبه استرخاء أو إحباط أو ملل.´

 

المصدر

:  موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 


 

الدكتور المنصف بن سالم

و خطر الموت البطيء

الحبيب أبو وليد المكني

يتابع الدكتور المنصف بن سالم وأفراد عائلته إضراب الجوع الذي أعلنه على إثر القطر ة التي قد تكون قد أفاضت الكأس و المتمثلة في قرار طرد نجله أسامة من الكلية قبل شهرين من تخرجه منها ، وكان العالم التونسي قبل ذلك يعاني من سياسة المحاصرة و القهر و التشفي التي لا زال هو و أفراد  عائلته هدفا لها  منذ تسعة عشر عاما دون انقطاع ،

لقد  تعرفت على الأخ المنصف بمناسبة حضوره  لحفل زفاف أحد إخوانه ستة 1976 كان آنذلك طالب في كلية العلوم  بتونس يعد شهادة الدكتوراء … لم تزد علاقتنا عن تبادل التحية و لكني سمعت إخوانه يتحدثون عنه فيقولون إنه مثال للنباهة و النبوغ ، نموذج لما يمكن أن يصل إليه التونسي عندما يمكن من فرصة التربية و التعليم ، كنت في ذلك الوقت تليذا في الفصل السادس الثانوي ينظر إلى المحيطين به من شباب يافع غالبهم من طلاب الجامعة نظرة الإكبار و الاعتبار و يتشوف مستقبل بلاده تونس من خلال هذا النموذج الصالح … ثم انقطعت اخبار الرجل عني حتى سمعت أنه كان أحد قادة مجموعة الإنقاذ الإسلامية التي كانت تخطط لمنع الرئيبس السابق من تنفيذ حكم الإعدام في خيرة رجالات الحركة الإسلامية سنة 1987 م و لكنها لم تفعل بل ساهمت بعناصرها المتواجدين في  المواقع المتقدمة في الجيش و الشرطة والحرس الوطني في تنفيذ الانقلاب الذي نفذه الحبيب بن عمار فجر السابع من نوفمر .

 علمت بالمناسبة أن المنصف يحمل ثلاث شهادات دكتوراء و أنه مؤسس كلية العلوم بصفاقس و عضو في كثير من الهيئات العلمية العالمية في أوروبا و الولايات المتحدة  ، ثم  رويت لي عنه أخبار كثيرة من خلال المحاضرات  التي  ألقاها  من على منابر الجامعة يشرح فيه خطة الإنقاذ التي كان يزمع مع رفاقه القيام بها و يصل في ذلك إلى التعبير عن أنه و رفاقه أصحاب فضل على العهد الجديد و لابد أنه كان يمني نفسه بمستقبل أفضل يتمكن خلاله من تفعيل إمكانياته العلمية الهائلة و المساهمة في بناء بلاده من موقع جد متقدم   … و هكذا يبدو أن الذنب الكبير الذي لا يريد نظام 7 /11 أن يغفره له هو أنه أثبت  أولا  عبقريا و عالما و أنه ثانيا يملك إرادة الانجاز و التحدي …

معظم أولئك الطلبة الذين التقيتهم في ذلك الحفل و آلاف من أمثالهم من أبناء الحركة الإسلامية  قد تخرجوا بامتياز و توزعوا على  مختاف الوزارات و شغلوا وظائف من مختلف المستويات . و فريق منهم ما يزال إلى اليوم يقوم بواجبه ليساهم مع الآخرين في تحقيق المكاسب التي يفتخر بها التونسيون …

أما الفريق الآخر الذي كان أكثر تمسكا بالمبادئ التي نشأ عليها ،  فقد وقع ضحية العنف و القهر والتسلط ، ضحية الاستبداد والتعسف و ضحية سياسة الموت البطيء و منهم  مؤسس كلية العلوم في صفاقس البروفسور المنصف بن سالم  محل اهتمامنا اليوم وقد تناقلت الأنباء أنه أصبح يعاني من أمراض خطيرة مثل السكري  في سن مبكرة أما عدد من إخوانه ممن كانوا أسوأ حظا فقد  توفتهم المنية متأثرين بمرض خبيب لا نشك لحظة واحدة أنه كان نتيجة الإذلال و القهرو المحاصرة  التي كانوا ضحية لها أذكر منهم من تحضرني أسماؤهم  بعين باكية و قلب دامي  و أعتذر للبقية رحم الله موتاهم و كتب الشفاء العاجل لمرضاهم ..

ــــ الشهيد  سحنون الجوهري  ـ  سبب الوفاة  مرض خبيب

ــــ الشهيد  علي نوير  :                  ……    مرض خبيث

ـــ الشهيد   لزهر نعمان                  …….      مرض خبيث

نحسبهم  كذلك و لا نزكي على الله أحدا …

ــــ  ومن حهة أخرى تفيد الأخبار المتداولة أن الإخوة الهاشمي المكي و زياد الدولاتي و فتحي العيساوي يعانون من نفس المرض نسأل  الله لهم الشفاء و العافية في القريب العاجل ، كما أصيب  صالح كركرـ شفاه الله ـ  بمرض عضال أفقده القدرة على العطاء …و فقد الحبيب اللوز إحدى عينيه  بينما يواجه محمد الطرابلسي نفس المصير ويصل الشيخ العكروت إلى العجز عن الوقوف  و يتهدد مصير مشابه  الكثير من المساجين بسبب تواصل الاعتقال  طيلة عشرية ونصف مع ما يصحبه من أساليب التدمير و الخنق و الإذلال و القهر …

 وعليه فإن سياسة  الموت البطيء الذي تصر جهات متنفذة في الدولة التونسسية على متابعتها بقدر فضيع من القسوة  قد وصلت إلى مستوى  بعيد كل البعد عن تقاليدنا التونسية المتسمة بالاعتدال و التسامح والرحمة ،  أصبحت تمثل الاثبات العيني على أن  جزء من حكام تونس على الأقل لا ينتمون إلى شعبها ، و إننا نحملهم المسؤولية  الكاملة عن سلسلة جرائم القتل العمد التي تعرض لها إخواننا و سوف  يتحملون ايضا المسؤولية التاريخة عن كل ما يمكن أن يحصل للدكتور المنصف بن سالم و جميع إخوانه من رموز المعارضة الوطنية الذين تتحدث الأنباء هذه الأيام عن أنهم يهددون بالقتل  و تنتهك حرماتنهم و أعراضهم و يعتدى على حقوقهم وتسلط عليهم أساليب القهر القذرة التي تمثل سببا مباشرا في الإصابة بالأمراض الخبيثة  عفانا و عافاكم الله …


تحية لك أستاذي الكبير د. منصف

بقلم: آما الرباعي

 

كنا ككثير من الطلاب الذين ما تشدهم مادة الرياضيات وهم ليسوا بأهل اختصاص نحضر المادة بروح الطالب المجبور أن يحبس نفسه على كرسي الجامعة ضائق النفس،  متململا،  ناظرا لساعته كل بضع دقائق تتخلل نظراته فيها نظرات شك إن كانت الساعة تدور أم أن عقاربها توقفت بتوقف مقدم المادة عن أي إبداع في أداء ما حمله ذهنه من العلوم . بعضنا كان يحضر طامعا أن يكون الدرس كما كان درس من سلفك ممن لم يتقن إلا النكت التي تذهب بالذهن بعيدا عن كل علم فتولد فيه بلادة وعدم اكتراث بالمادة فلا تحيي في نفسه معرفة ولا حبا لها كيف والقلب قد مات لكثرة ما ضحك وهو يرى زميله ينزل فيقبِّل بطن أستاذه تفاعلا مع طرائفه وخرائفه.

أتيت جامعتنا فحضر الطلاب وهم بهذه النفسية وبهذه الخبرة فيما سبق لهم من مادة الرياضيات. كان وقوفك المعتدل وعقلك المثير لما علق بعقولنا من صدإ المرحلة السابقة وجملك التي تربط بين العلم والواقع فتجعل مادة الرياضيات مادة حية بعد ما أماتها سلفك وتعز العلم بعدما أهانه من حضي برضاء البطانة، أثار ثورة في عقول الكثير من الطلاب وأيقظ البعض من الغفلة التي كانوا يعيشون في سباتها. فبعد أن كانت اللوحة ملأى برسوم كان الطلاب يلقون عليها أسماء سخيفة ليميزوها عن بعضها أصبحت اللوحة وكأن الجالسين أمامها قد نزعوا عن أعينهم نظارات سحرة فرعون التي زينت كل باطل وعطلت نظام العقل فرأوا حساب التكامل (INTEGRAL) ثعابين وأطلقوها اسما عليها، فإذا هي نظام يرسم وقواعد ترسى فتنطبع في الذهن عند كل من لا زال في عقله بعض فهم من جراء ما حصل من فساد وتمييع للعقول.

فعوضت النكت السخيفة بعبارات توقد في النفس لهب الضياع فتولد حرارة وطاقة كانت مهدورة بسبب الكُلسة التي غشيتها فحولت صفاءها إلى ظلمة ونقاءها إلى درن. فكنت وأنت تشرح قواعد الرياضيات تربط الانتماء الرياضي بالانتماء الوطني وأذكر جملة عبرت بها عن مشاعرك ، وأنت العالم العابد والذي نحسبه على خير وطاعة ونشهد بأن الدنيا ما كان له منها في قلبه موضع:

أفتخر أن أكون تونسيا ولا أفتخر أن أكون من العالم الثالث.

Je suis fier d´etre tunisien mais je ne suis pas fier d´etre tiers mondiste

نعم كيف ترضى نفسك الأبية وأنت على ما أنت عليه من العلم أن تكون بلدك بهذا التخلف وتنتمي إلى العالم الثالث ويتشدق أصحاب القرار والتغيير فيها مفتخرين بأنهم جعلوها  في طليعة البلدان المتخلفة. نعم فلقد صدقوا وهم الكاذبون، إنها لفي طليعة البلدان المتخلفة في الحريات واحترام حقوق الإنسان حتى أن منظمة العفو الدولي خصتها بكتاب حول معاناة شعبها في هذا المجال.

في الختام أحييك أستاذي الكريم تحية طالبة لأستاذها الذي تعلمت منه كيف يصمد الإنسان حتى وهو يئن ولكن لا يعطي لجلاده فرصة أن يشمت فيه وهذا هو الانتصار ولك ولزوجك ، التي عرفتها وصاحبتها أقول لن أوصيك أختي الحبيبة بالصبر والثبات في المحن و أنت التي وقفت صامدة ومعلمة لمن جاء بعدك ومثالا يحتذى به في كل محنة مررت بها، تحية إكبار، ولأسامة ومريم ولسيف وعباس أقول لقد اصطفاكم ربكم فجعلكم نسل أب، الكل يتمنى أن يكون ابنه،

 

 فصبرا آل منصف فإن موعدكم الجنة.


 

 للتاريخ ( حلقة أولى )

 

رسالة من مجموعة من صحافيي دار الأنوار

 

طالعنا و قرأنا  ما كتبه زميلنا سليم بو خذير , و نحن و انطلاقا من تجربتنا الطويلة و المريرة في العمل بصحف دار الأنوار ( الشروق و الأنوار و المصوّر و Le quotidien  ) و دون الخوض في المتاهات  و الصراعات السياسية التي يودّ الزميل المذكور الدخول فيها و التي لا نعلم نحن حقيقة غاياتها الصحيحة و الدقيقة فإنّنا نتوجّه بهذا البلاغ راجين من كلّ الصادقين ( داخل السلطة و خارجها ) العمل على مساعدتنا للخروج من براثن صراع خفيّ و معلن بين حفنة من المرتزقة و الوصوليين الّذين لم يعد يعنيهم من أمر غير تحقيق طموحاتهم ورغباتهم الغير متناهية و الّتي يقف على أوّل خيوطها المسميان عبد الحميد رياحي و فاطمة الكراي المرتزقان من جهات داخلية و خارجيّة تحت عناوين كاذبة و غادرة و تلفيقات يومية غريبة لكلّ من يقف في وجه  نهمهم المتنامي و المتزايد من يوم إلى آخر ورغبتهم المعلنة و الصريحة في الإنفراد بمقاليد الأمور في المؤسّسة بعد وفاة مؤسّسها و الأب الروحي لنا جميعا العميد والأستاذ الفاضل صلاح الدين العامري ، لقد تنكّر الرياحي و الكراي لكلّ القيم و المبادئ و  » باعا الملمّة و الّي ثمّ » وهما يتباهيان يوميّا بمحبّة السلطة (وتحديدا الوزير الأستاذ عبد الوهاب عبد اللّه) و عطفها الخاص عليهما و بقوّة نفوذهما داخل القصر و لا نعتقد ذلك صحيحا  وأمرا واقعا : لقد فاق السيل الزبى ونرى أنّه حان الوقت لأن تتدخّل السلطة بكلّ حزم لإنهاء مسلسل الكذب و النفاق  و التملّق الّذي دخله الشخصان و يعملان على الزج بعناصر أخرى داخله  في محاولة لتقوية صفوفهما و مزيد ضرب المؤسّسة في الصميم و السير بها نحو النهاية المحتومة و الأبديّة مستغلين في ذلك الصداقات و العلاقات القوية الّتي تربطهما  بشخصيات قوية و نافذة في القصر الرئاسي بقرطاج كما يقولان هما ذلك لنا في كل الأحاديث معهما الرسمية و الجانبيّة.

 

إنّه من الغبن و السفالة أن نتناسى ما كان يردّده المسميان الرياحي و الكراي على مرأى و مسمع الجميع ( و مكاتب نهج الشام شاهدة على ذلك و لو تستطيع الكلام و الحديث لتحدثت و نطقت  بقولة الرياحي الشهيرة : أنا نكتب على بن علي ، زعمة وفات المواضيع !!!! » و الكراي نفسها كانت  تقول نفس الكلام ، و الرياحي اليوم يقول أنّه مستعد حتى لتقبيل رجل الرئيس لو طلب منه ذلك ، و الكراي تقول اليوم أنّ صلتها مباشرة بالرئيس و خطّها الهاتفي مفتوح مباشرة مع زوجة الرئيس  و عدد كبير من الوزراء !!!! )  إلى سنوات قريبة ( 1999 -2001 ) من رفض علني لكتابة الافتتاحيات في « الشروق » بدعوى رفضهما مساندة بن على في اختياراته و برامجه ، أمّا اليوم فقد تغيّر كلّ شيء عندما بان لهما طريقة الرذيلة و الفساد و الطمع و سيأتي اليوم الّذي نكشف فيه ألاعيب الشخصين لا فقط داخل مؤسّستنا بل كذلك أمام السلطة و سيرى الجميع هول الفظاعات والحماقات الّتي اندسّا فيها و تخبآ داخل عباءتها لسنوات طويلة ، سينكشف حجم العمولات و الرشاوي التي يتقاضاها كل من الرياحي والكراي من جهات عديدة منها داخل الوطن ومنها خارجه  في مقابل بيع مساحات بل صفحات بأكملها من جريدة « الشروق » لعدّة أطراف ( سفارات و مخابرات ومؤسّسات اقتصادية و مالية ) مستغلين في ذلك الشعبية و المصداقية الّتي نالتها الصحيفة  لدى الرأي العام الوطني بحكم مواقفها المساندة للشعبين العراقي و الفلسطيني  وتغييب الموت لصاحب الدار.

 

و كلّنا يذكر المشاكل و الصراع الّذي كان يقف خلفه الشخصان مع زملاء سابقين ( أين حسن حمادة ؟  أين الهادي السنوسي ؟ أين صلاح الدين الدريدي ؟ أين … و أين … و أين .. فالقائمة طويلة ) . و نحن على قناعة تامة بأنّ المشاكل داخل الدار كلّها بسبب الشخصين المذكورين من عدم تسوية لوضعيات الصحافيين و استهتار بحقوقهم و هضم لمقدسات العمل الصحفي و التحريري  و طرد للصحفيين ( قصة الرياحي مع الزميلة شهرزاد عكاشة : كان بالإمكان تجاوز المشكلة ببساطة و دون تعقيد ) و لهثهم المتواصل خلف المواقع الزائفة و نحن نقول القولة الشهيرة : لو دامت لغيركما لما وصلت إليكما يا ……. ، و إن كان الأمر منكما غير مستغرب بالمرّة بحكم تكوينكما الفكري و العقائدي الّذي يعلم الجميع كم فيه من خبث و مكر ودهاء واستعداد لبيع و المتاجرة بأقرب الناس إليكما و إن كان من صلبكما … لكن …سلّمنا أمرنا إلى اللّه .. و حتما سيرينا فيكما يوما أغبر كيوم داحس والغبراء !!!!!!  و نحن نسألكما عن جوهر تحالفكما  وسعيكما لاقتسام الكعكة  برغم سنوات الجمر الـتي عشتما تحتها طويلا في صمت خوفا من عقاب الرجل الصلب المرحوم العامري !!!!!

 

و ثقتنا عالية في كل الصادقين من مساندتنا في تعرية الحقائق المظلمة التي نعيش تحتها و نحن ما عاد يعنينا غير كشف هذه الحقائق أمّا الأرزاق فهي بيد  » بارئها »  » و سيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.

 

و إنّنا على قناعة كذلك بأنّ السلطة نفسها بعيدة كلّ البعد عن العديد من المشاكل الّتي نحياها داخل الدار منذ سنوات  عديدة و تأتي الأيام لتثبت لنا أنّ الرياحي و الكراي ومن لفّ لفهما هم المتسببون فيها لا دفاعا عن السلطة بل تجذيرا لسمومهم و مخالبهم في جسدنا جميعا و نهشه يوما بيوم وتخويفنا بالعقاب الشديد من السلطة برغم أنّه ليس بيننا لا الغنوشي ولا بن لادن و لا حمّة الهمامي ولا المرزوقي خاصة و أنّ المشاكل لم تكن فقط في « الشروق » بل كذلك في سائر الصحف بما فيها Le Quotidien   ونذكر هنا ما حدث للأستاذ الدريدي من إفك و بهتان لمّا كان على قاب قوسين من الإقلاع الفعلي بالصحيفة لولا التآمر الّذي وقف خلفه الرياحي الّذي عادت إليه رئاسة تحرير هذه  الصحيفة بعد أن تمّ طرد الدريدي .

 

…. و لحديثنا بقية إن لم يستقم العود الأعوج و القول الأعرج.

 

تونس في 4 أفريل 2006

مجموعة من العاملين في دار الأنوار


 

لا خوف بعد اليوم

زهير لطيف (*)

 

يخالجنى سؤال مهم أو ربما غير مهم من هو الناطق الرسمي باسم السلطة التونسية ؟ أهو بوبكر الصغير أم برهان بسيس أم سمير عبد الله ؟ لن أقول الهاشمي الحامدي لأنه ربما تقاعد عن هذه المسؤولية أو أنه ينتظر تكليفا جديدا أو اعلانا جديد على محطته ليبرز من جديد أم انه احترم نفسه وأنا آمل ذلك ولربما أدرك النظام بأنه ورقة حرقت من قبل الشارع التونسي والذي أضحى لا يصدق أحدا منهم. أجمل ما يجمع كل الناطقين باسم النظام أنهم كتاب وصحفيون مستقلون وما أكثرهم ! كل الأنظمة في العالم لها من ينطق باسمها ما عدى تونس وليبيا ! فحتى ابن العقيد يقدم نفسه باسم إحدى منظمات المجتمع المدني والحمد لله أن ليس للرئيس ابن في سن يسمح له بالتحدث باسم منظمة خاصة به وقد يحين الوقت ويحدث ذلك فكل شيء في بلدي ممكن .

 

آخرون يعتبرهم النظام أصدقاء لتونس وهم من الصحفيين المرتزقة يطبلون ويمدحون للدافع يأتمرون بأمره  ويكتبون وهم لا يعرفون عن تونس غير فنادق أبو نواس أو الحمامات في فصل الصيف.

 

وقد تسنى لي ومن خلال عملي فى بعض المحطات العربية كالمستقلة و شبكة الأخبار العربية من لندن وغيرها أن أتعرف عن قرب كيف يكون لتونس أصدقاء أو بالأحر أبواق مدافعة وهو ما سأنشره في كتاب سيصدر قريبا وهو مدعم بالوثائق ومستندات التحويلات المالية واسمحوا لي بالدعاية لكتابي الذي لن يسمح له بالتوزيع في تونس ولكنني أعد بنشره أيضا عبر تونس نيوز. لن أجعل من نفسي ضحية ولكنني أعترف بأنني تجاهلت بل وصمت في أكثر من مناسبة بتعلة المحافظة على رغيف الخبز ويا له من خبز حاف كما يصفه الكاتب المغربي محمد شكري.

 

حملتني تجربتي المهنية على امتداد أكثر من 15 عاما الى العديد من البلدان وعايشت فيها العديد من الأحداث من البلقان الى الشيشان الى شرق تيمور فأفغانستان فالعراق وغيرها. في هذه الحقبة تغيرت العديد من الأشياء ومن الوجوه ومن الأنظمة وفي بلدي بقى الأمر على ما كان. فتونس بلد العدل والأمان.

 

كل التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية الدولية كمنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش وغيرها مشكوك فيها فهى للناطقين الغير رسمين تقارير تنم عن حقد وحسد لبلد المؤسسات والقانون..  وآهات المساجين والمقهورين والممنوعين عن الكلام والكتابة آهات مصطنعة ! وصحافة تأتمر بأمر الحاكم بأمره تكتب ما لا تشاء بل تنتظر الأوامر على غرار ما شهد به الزميل  سليم بوخذير على تونس نيوز في ما يتعلق بزملائنا في جريدة الشروق زادها الله شروقا وإشعاعا.

 

كنت أعلنت قبل فترة عن بعث محطة تونسية فى المهجر. أطمئن كل الأحرار في بلدي بأنها ستنطلق قريبا وسيفاجئ التونسيون بمواد من داخل بلدي وأصوات تتكلم بكل حرية وبدون خوف. وإن تأخر الأمر بعض الوقت، فلأن الأمر ليس بالهين ماديا وأدبيا ولكن ستنطلق المحطة بفضل الله وكل من عمل ويعمل على إطلاقها ونجاحها وعلى غرار ما قاله الدكتور المرزوقى « لا خوف بعد اليوم ».. لا خوف بعد اليوم!

 

(*) صحفى ومنتج تلفزيونى

latifzo@gmail.com

 


الفراغ الديني دفع الشباب التونسي الى العنف الكروي

هذه بركات محمد الشرفي الوزير المخلوع للتربية والمعارض اليساري حاليا
 
بقلم  نبيل الرباعي
 

تعرضت بنت لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها الى اعتداء اثيم بمناسبة مقابلة في كرة القدم  وذلك اثر تصادم بين انصار جمعيتي الترجي الرياضي التونسي و النجم الرياضي الساحلي على مستوى محطة الاستخلاص بالطريق السريعة بهرقلة وخلفت اضرار مادية جسيمة وقد احيل هولاء الشباب على فرقة ادارة القضايا الاجرامية بتونس وعلى اثرها على القضاء بتهم المشاركة في معركة والاضرار عمدا بملك الغير وعرقلة حركة الجولان طبقا لاحكام الفصول 220 و 304 و315 من القانون الجزائي والفصل 84 من مجلة الطرقات وهذا الفصول تصل احكامها الى خمسة سنوات سجنا .

 

ولم يتعرض لدراسة هذه الظاهرة طيلة هذه المدة الفارطة من خلال الجرائد اليومية والاسبوعية  او التلفزة التونسية الى المسالة الدينية
ان المهم في علاج هذه الظاهرة الخطيرة ليس اصدار عقوبات ضد هذا او ذالك الاهم هو مراجعة الاسباب التي ادت الى هذه الظاهرة الغربية عن مجتمعنا التونسي وبهذا نرى نتيجة السلطة في محاربة ظاهرة التدين في المجتمع من خلال محمد الشرفي واتباعه اليسار في مناهجه التعليمية .ولم يعد بامكان السلطة تجاهل الظاهرة  وعدم فتح المجال السياسي لوجود الحركة الاسلامية المعتدلة والا ستواجه مسرحيات من العنف من طرف الشباب لم يجدوا من مرجع يستانسون به  ولامن زاد ينهلون منه  ولا من متنفس يفتقون فيه مواهبهم وقدوة حسنة يحتذى بها .
الاعندما ضربت القيم الدينية لدى السباب باسم مقاومة خصم سياسي الا و هو حركة النهضة التونسية طيلة التسعينات حوربت القيم التي كانت تشكل اهم سياج يحصن الشباب .
وسيبقى العنف في الملاعب وخارجه ملاذ الشباب الاخير ما لم تراجع السلطة خياراتها تجاه الظاهرة الدينية .

 

سجين اسلامي سابق
العاتف : 487 361 98  

 


 المجوس أصدق منك قولا يا مواعده

بوعبدالله بوعبدالله – سويسرا

ان اعداء الإسلام اليوم يستخدمون كل ما بجعبتهم من اسليب لدس وترويج الأكاذيب لضرب هذه الأمة العظيمة من خلال العلماء عفوا العملاء واشباه المثقفين. فالمثقف فاقد الصدق  يكون مستواه العلمي منحط  مهما كانت الدرجة او الشهادة العلمية التي يحملها  فهو كالحمار يحمل اسفار ا بل هو  من تحمل عليه الأسفار. . وهذا حال بلدنا تونس  فمصيبتنا في اشباه المثقفين المنهزمين الذين فقدوا كل مصدقية علمية و سياسية  يتلونون  ومواقفهم تتغير مع تغير عقارب الساعة فلا يثبتون على حال  وحالهم يقول  » ميلي مع رياح ميلي » . ومحمد مواعد الرئيس السابق والفاشل والمطرود من حزبه حركة الديمقراطيين الإشتراكيين تذكر الآن انه استاذ جامعي واكاديمي يستدعى  ليحاضر على منبر مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بتونس حول الديمقرطية  فيقول » وحتى عمر بن الخطاب كان دكتاتورا وهو الذي بنى الدولة «  اتقول هذا الوصف في خليفة المسلمين عمر بن الخطاب, ألم تعلم وتتعلم ان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة بلا شك , ألم تعلم وتتعلم ان  أفضل الصحابة الخلفاء الأربعة، وأفضلهم أبوبكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي. ألم تعلم وتتعلم ان عمر هو الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل , ألم تعلم وتتعلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو باني الدولة وان عمر الفاروق اتم بناء هذه  الدولة .  ولا يصف عمر بانه » دكتاتور » الا من هو مطموس البصر والبصيرة  ,اعمى الحقد قلبه, يدلي بما يرضي اعداء الأمة.  فحتى دولة الفرس التي اردت ان تغازلها بكلامك هذا  كانت اصدق منك في وصف الفاروق الذي اجمعت الأمة والبشرية على عدله, حتى جعله الله رمزا للعدل في هذه الدنيا بعد رسول الله والصديق . عمر هذا الذي قلت فيه مقولتك هو العدل يمشي على رجلين بين الناس فتعلم من شهادة المجوس فيه  عمر يا م …

{ أرسل كسرى سبعة من حاشيته المقربين الى زيارة عاصمة الإسلام وملكهم عمر بن الخطاب حيث كان يظن انها مملكة .. وأمرهم أن ينظروا كيف يعيش وكيف يتعامل مع شعبه فدخلوا المدينة بالفعل وأرشدوهم إلى المسجد فسألوا أين قصر أمير المؤمنين فضحك الصحابة من سؤالهم هذا وأخذهم أحد الصحابة وقال لهم أترون هذا البيت الطيني وعليه شعر ماعز وضعه عمر لكي لا يسقط المطر فينهدم البيت على رأس عمر وأولاده … نظر الرسل بعضهم الى بعض ظانين منهم أن هذا البيت ربما كان المنتجع الصيفي أو مكانا ليقضي فيه بعض الوقت هو وأهله فقالوا بل نريد قصر الإمارة فقال لهم أن هذا هو .. فطرقوا الباب ففتح لهم عبد الله بن عمر بن الخطاب فسألوه عن أبيه..فقال ربما كان في نخل المدينة .. فخرج معهم عبد الله حتى وصلوا إلى هناك فقال لهم أترون هذا الرجل النائم هناك إنه عمر بن الخطاب وقد كان المشهد الذى رآه وفد كسرى عبارة عن رجل نائم على ظهره يغط في نوم عميق على الأرض يده اليسرى تحت رأسه وسادة ويده اليمنى على عينه تحميه من حرارة الشمس .. فقالوا قولة صدق أصبحت مثلا واصبح الجيل بعد الجيل يرويها أمنت لما أقمت العدل بينهم فنمت نوم قرير العين هانيها (عدلت فأمنت فنمت يا عمر)  فالمجوس اصدق منك قولا ونقلا للأخبار يا مواعده  . واليك البعض من صفات عمر الفاروق التي من المؤكد ان مصلحة ما جعلتك تتجاهلها لأن وصفك الفاروق ب « دكتاتور » يدل على جهلك يا استاذ مواعده

  • ذات مرة كان عمر عائد الى بيته إذا بامرأة حامل رأت عمر أمامها من رهبته وخشيته أجهضت ما في بطنها فبلغ عمر فصعد على المنبر وقال أيها الناس بينما أنا سائر في الطريق أجهضت امرأة عندما رأتني هل على غرة؟ قال بعض الناس يا أمير المؤمنين امرأة تخاف فيسقط ما في بطنها لا ذنب لك ..لكن عليا يقول يا أمير المؤمنين إن كانوا قد نصحوك فقد غشوك ويوم القيامة لن ينفعوك عليك غرة فدفعها عمر رضي الله عنه. اهذا صفات عادل ام  » دكتاتور » يا دكتاتور عفوا يا دكتور مواعدهههه

  • عندما كان بالمدينة كان لديه تقارير عن حركة الولاة فبلغه ذات مرة أن عمرو بن العاص في الفسطاط يجلس بين الناس متكئا وقد كان كبيرا في السن فأرسل اليه رسولا خاصا (محمد بن ابي مسلمة) يقول له من عبد الله بن عمر أمير المؤمنين الى العاصي بن العاص اذا بلغتك رسالتي فاجلس كما كان يجلس رسول الله. هل صفات  » دكتاتور » يا …مواعدههههه

  • وبلغه أيضا أن سعدا صنع بابا على باب الإمارة فمن يأتي يطرقه فقال يا بن مسلمة أذهب فاكسر الباب وقل له يا سعد يا خال رسول الله من حجب بينه وبين الرعية حجب الله بينه وبين الجنة يوم القيامة. اهذه صفات « دكتاتور » يا دكت…

  • وكان رضي الله عنه أول إنسان في التاريخ يعمل السجلات العسكرية ، وكان يطرق على زوجات الجنود المتواجدين في الحرب فيسألهم هل تريدون شيئا من السوق فيجيبوه نعم يا أمير المؤمنين كذا وكذا فيكتب ويحضره حاملا على كتفه وظهره وكان يقول أنا أبو العيال حتى يعودوا.,  من كان هذا صنيعه تقول عنه  » دكتاتور »

اتق الله وعد الى رشدك يا دكتور واعتذر لعمر الفاروق عمر العادل . فانت تعجز عن وصف الحكام الجبابرة بهذا الوصف وتتملق للبعض منهم بحثا عن فتاة يلقونه اليك كي تلوكه فهذا طبعك في السياسة اما ان يصل بك الأمر الى وصف الفاروق بهذا الوصف فاعلم انه من واجبنا الدفاع عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم جميعا فكيف وانت تجرات  على فاروق الأمة والبشرية جمعا عمر ابن الخطاب.

ثم تدعي قائلا: » وقد عدت لكل كتب التاريخ العربي الاسلامي ورجعت لكل التفاسير ولم اجد مرحلة في التاريخ الاسلامي فيها عدل أو عدالة دون أن نتحدث عن مراحل دموية قاسية .. هناك العدل ونقد الدول لكن كتوجهات وليس كنظام حكم »  من يصف الفاروق عمر ب »دكتاتور: لا استغرب ان يفتري مثل هذه الأكاذيب « كل » انت عدت لكل المراجع قل عدت لبعضها على الأقل, علنا نجد لك عذرا اما ان تقول « كل  » فكذبت ورب الكعبة . ثم هذا الكلام  لمن توجهه هذه المرة لتكسب رضاه ,اكيد الذي دفعك لهذا الأمر ليس جهلك لأن حتى الجاهل يدرك ان عمر الفاروق عادل بل رمز العدل والأمان

واعلم ان تاريخ الأمة الإسلامية والعربية ليس كله دم بل فيه انقى وارقى الفترات التي عرفتها البشرية  تجلت فيها عدل الحاكم ورغد عيش الرعية وامنها  .

انني أقف متعجبا منك يا مواعده ومن  بعض الروايات التي تحاول أن تلصق بعمر رضي الله عنه وارضاه صفات هو أبعد مايكون عنها

وأنا متيقن الآن انك قد خبت واصبحت من رموز بل ذيل من اذيال ثقافة الانحطاط الفكري التي سادت في البلاد خلال هذه العشرية وضاقت ذرعا بكل رموز التقدم وفرسان الحرية والعدالة.

بوعبدالله بوعبدالله – سويسرا

 


 

« عيون السّرقات »في أكبر جريمة علميّة

بالجامعة التّونسيّة:عيّنات من الأطروحة المهزلة

 

قيس العابدي

 

إلى الرّأي العام الجامعي في تونس و الوطن العربي:

 

بعد تقديمنا في ثلاث حلقات متتالية لنماذج عديدة من سرقات « الدكتورة » منية الحمامي،و بعد عرضنا لححج كافية و براهين قاطعة على أنّ مقالها المنشور بمجلّة المعجمية التونسية(العددان 18 و 19 سنة 2003) تحت عنوان: »البنية الدّلالية من التعريف المنطقي إلى الدلالة التصورية »،و مقالها المنشور في كتاب « المعنى و تشكّله » و  (من منشورات كلية الآداب بمنوبة سنة 2003) و تحت عنوان »المعنى:بنية كليّة »،  مسروقان بالكامل .و بعد الصدى الواسع الذي وجدته هذه الحجج و البراهين ننتقل إلى لبّ الموضوع،أي إلى الأطروحة الشّهيرة التي طالما أشار إليها كلّ الّذين كتبوا حول ما سمّي بالفضيحة العلميّة بالجامعة التونسية.

 

عنوان الأطروحة: » قضيّة المعنى في التراث العربي عند الأصوليين و الفلاسفة ».

الأستاذ المشرف :الدكتور عبد السّلام المسدّي.

تاريخ المناقشة:14 جوان 2004 .

 

و نذكّر أنّ ظروف مناقشة هذه الأطروحة ما زال يكتنفها الكثير من الغموض.فالبعض يقول إنّ المناقشة لم تتمّ إلاّ بعد إصلاح المترشّحة عملها، بناء على اتفاق بين المشرف و المقرّرين اللّذين نبّها المشرف إلى و جود بعض السّرقات في الأطروحة ، لكن ما اكتُشف فيما بعد كان أكثر بكثير ممّا تفطّنا إليه، و البعض الآخر يقول إنّ إشارات رئيس اللجنة أثناء المناقشة إلى وجود أوجه شبه عديدة بين بعض الاستنتاجات و الأفكار الواردة بالأطروحة و بعض الأفكار و النتائج التي توصّل إليها جامعيون تونسيون في أطروحاتهم، ( دون أن تحيل عليهم السيدة منية الحمامي من بعيد أو من قريب)،هو ما حفّز عديد المختصّين لمراجعة هذه الأطروحة و اكتشاف كلّ ما لم يكتشفه أعضاء اللّجنة التي ناقشت هذا العمل و منحت صاحبته شهادة دكتورا الدولة .

و المهمّ أنّ عضوين في لجنة انتداب الأساتذة المحاضرين في اختصاص اللغة و الآداب العربية لدورة  2004 تفطّنا إلى كمّ هائل من السّرقات في أطروحة السيدة منية الحمامي ، و أقنعا كلّ الأعضاء الباقين بالتّصويت ضدّها، و اتّفق أعضاء اللّجنة على رفع تقرير مفصّل إلى السيد الوزير ليبتّ في الأمر ، فما كان منه إلاّ أن تجاهل التّقرير و ما فيه ، بل عزل أحد المقرّرين و يقال إنّه كان سيعزل الاثنين،و عوّضه بالسيد فرحات الدّريسي و هو أبعد خلق الله عن اختصاص المترشّحة ، فكتب تقريرا أشاد فيه بجديّة السيدة منية الحمامي معتبرا إيّاها إضافة معرفيّة في ميدان المنطق و اللّسانيّات ..أمّا  التقرير فكان في حدود الصفحة و النّصف بخطّ اليد،و لو رقن لكان في حدود بضع فقرات عجاف.

و بناء على هذا التقرير غيّر السّيدان عبد المجيد البدوي المهندس الفعلي لهذه الفضيحة ،و توفيق الزّيدي موقفيهما، و صوّتا لصالح المترشّحة بعد أن صوّتا ضدّها في الدّورة السّابقة. هذا على الرغم من وجود تقرير آخر سلبي تجاوز حجمه 250 صفحة،فيه من الأدّلة على وجود السّرقات ما يشيب له الرّضّع. ثمّ كان ما كان…….:تنصّلُُ من المسؤولية ،و إنكار لوجود السّرقات في ملفّ السيدة منية الحمامي،و تهديد و وعيد، و إصرار على الموقف و استماتة غريبة في الدّفاع عن أكبر سارقة في تاريخ البحث العلمي في بلادنا و في كلّ بلاد الدّنيا . لكلّ هذه الأسباب رأينا من الفائدة تقديم عيّنات من سرقات السيدة منية الحمامي،حماية لباحثينا و طلبتنا من الاعتماد على بحوث » فاسدة » و ما تسبّبه « السّلعة » الفاسدة من تسمّم فكري و مضاعفات  معرفيّة . و نعتقد أنّ الكشف، أي كشف الحقيقة و « الإفراج » عن بعض » المحجوزات »، وعرضها على الرّأي العام الجامعي هو الدّواء االوحيد الكفيل بمحاصرة « طاعون » السرقة العلميّة ،و القضاء على هذا الوباء و مشتقّاته في المهد.

 

الحلقة الرّابعة في الكشف عن سرقات الدكتورة منية الحمامي:

 

 الحقيقة احترنا من أين نبدأ.فالسّرقات كثيرة كمّا، « غنيّة » نوعا،و لا يمكننا تقديمها كاملة في هذا الإطار الضيّق.لكن سنبدأ بكتاب سبق أن أشرنا إليه في حلقاتنا السّابقة و هو كتاب الدكتور :ماهر عبد القادر محمد علي، « المنطق و مناهج البحث » (نشر ببيروت عن دار النهضة العربية 1985)، و قد قدّمنا شواهد مطوّلة تثبت أنّ السيدة منية الحمامي سرقت منه صفحات كاملة في مقالها المنشور بمجلّة المعجميّة كما أسلفنا.و يعود تاريخ إعداد هذا المقال إلى سنة2002 (بمناسبة عقد مجلّة المعجمية ندوة علمية دولية)،ووجدنا الشّيء نفسه بالنّظر في الأطروحة ،صفحات تلو الصفحات تغير عليها السيدة منية الحمامي و لا رقيب و لا حسيب و لا إحالة و لا إشارة بل أعدمت ذكره حتّى في قائمة المراجع و المصادر.

 

العيّنة الأولىL(من الأطروحة المهزلة):

 

جاء في كتاب ماهر عبد القادر الفصل الثالث(بعنوان القضايا الحملية و القضايا الشرطية)صص39_42 :

 

« …….أولا _ القضية الحملية

 

هي الصورة الرئيسية للقضية في المنطق الصوري، و هي ما نطلق عليها المصطلح Categorical proposition 

 

أو قد يطلق عليها بعض المناطقة القضية ذات صورة »الموضوع_المحمول »Subject Predicate Proposition،…….و القضية الحملية كما نألفها في كتابات أرسطو المنطقية، و المناطقة من بعده، تقع في أربعة صور هي:

1_القضية الكلية الموجبة.

2_القضية الكلية السالبة.

3_القضية الجزئية الموجبة.

و القضية التي لها إحدى هذه الّصور الأربعة ذات مكونات أربع أساسية هي:

1_الموضوع Subject

2__المحمولpredicate

3_ السورquantifier

4_ الرابطةCopula

 ويمكن توضيح هذه المكونات داخل القضية كما يلي: خذ على سبيل المثال القضية:

 

      كل           إنسان                                 فان
         
           
سور                  موضوع          رابطة                محمول

أما الموضوع فقد عرفه أرسطو بأنه ما نحكم عليه باإيجاب أو السلب. و أما المحمول فهو ما نحكم به إيجابا أو سلبا.فإذا  وقع الحكم على كل أفراد الموضوع قلنا إن القضية كليةUniversal ،أما إذا وقع الحكم على بعض أفراد الموضوع فإن القضية التي لدينا يقال لها جزئيةParticular، و يمكن لنا أن نعرف القضية الكلية من القضية الجزئية عن طريق ما سبق لأن أطلقنا عليه مصطلح

السور الذي يحد القضية و سور القضية الحملية يقع في أربعة انواع:
 1_السور الدال على أن القضية موجبة، أي ما يدل على ثبوت المحمول لكل أفراد الموضوع…….
2_السور الدال على أن القضية كلية سالبة، أي ما يدل على نفي المحمول عن كل أفراد الموضوع……

3_السور الدال على أن القضية جزئية موجبة، و هو ذلك السور الذي يشير إلى ثبوت المحمول لبعض أفراد الموضوع….

4_ السور الدال على أن القضية جزئية سالبة، و هو ذلك الذي يشير إلى نفي المحمول عن بعض أفراد الموضوع…….   

و قد اعتاد المناطقة تقسيم القضية الحملية إلى قسمين:
1_تقسيم من حيث الكم.
2_تقسيم من حيث الكيف.

 

تقسيم القضية من حيث الكم:

إذا نظرنا في الصور الأربع للقضية الحملية وجدنا أن هناك قضايا كلية و أخرى جزئية.

ا_الكلية: و تنقسم إلى موجبة و سالبة

ب_الجزئية: و تنقسم إلى موجبة و سالبة.

 

تقسيم القضية من حيث الكيف:

و نجد أنها أيضا  تقع في قسمين:

أ_موجبة: و تنقسم إلى كلية و جزئية.

ب_ سالبة: و تنقسم إلى كلية و جزئية.

 

و جاء في « أطروحة » السيدة منية الحمامي صص561_563 :

القضية الحملية

 

هي الصورة الرئيسية للقضية في المنطق الصوري و قد أطلق عليها بعض المناطقة مصطلح القضية ذات صورة »الموضوع_المحمول »، ( و في الهامش تنقل السيدة منية الحمامي المصطلح الأجنبي التالي:   Subject Predicate proposition

 

 ،و القضية الحملية كما استقر في التقليد الأرسطي المنطقي و عند المناطقة من بعده، ذات مكوّنات أربعة أساسية هي:

 

_الموضوع        

2__المحمول      

3_ السور  (ها:   Quantifier (   

4_ الرابطة (ها: Copula (       

 ويمكن توضيح هذه المكونات داخل القضية كما يلي:

 

      كل           إنسان                                  فان
         
           
سور                  موضوع          رابطة                محمول

  و قد عرف أرسطو الموضوع بأنه ما نحكم عليه بالإيجاب أو السلب. و أما المحمول فهو ما نحكم به إيجابا أو سلبا.فإذا  وقع الحكم على كل أفراد الموضوع قلنا إن القضية كلية ،أما إذا وقع الحكم على بعض أفراد الموضوع فإن القضية تعتبر جزئية. و ما يميّز  القضية الكلية من الجزئية هو « السور » الذي يحد القضية و سور القضية الحملية يقع في أربعة أنواع:

 1_السور الدال على أن القضية موجبة، و هو  يدل على ثبوت المحمول لكل أفراد الموضوع.
2_السور الدال على أن القضية كلية سالبة، و هو يدل على نفي المحمول عن كل أفراد الموضوع.
3_السور الدال على أن القضية جزئية موجبة، و هو يدلّ على ثبوت المحمول لبعض أفراد الموضوع.

 

4_ السور الدال على أن القضية جزئية سالبة، و هو يدلّ على نفي المحمول عن بعض أفراد الموضوع.

…………………………………………………………………………………………………………………..

و القضية الحملية كما استقر في كتب أرسطو المنطقية و المناطقة من بعد، تقع في صور أربع هي:
1_القضية الكليّة الموجبة.
2_القضية الكليّة السّلبة.
3_ القضيّة الجزئيّة الموجبة.
4_ القضية الجزئيّة السالبة.   

 

التعليق:

نلاحظ أن السيدة منية الحمامي تصرفت في ترتيب الفقرات الواردة في النص الأصلي، فما ذكره الباحث ماهر عبد القادر محمد علي في الفقرة الثانية يصبح الفقرة الأخيرة و ما ذكره في الفقرة الثالثة يصبح في النّص المسروق في المرتبة الثانية و هكذا دواليك.

 

العيّنة الثّانية:

جاء في كتاب « المنطق و مناهج البحث » للباحث ماهر عبد القادر محمد علي  الذي سبق أن قدّمناه، في الفصل الخامس بعنوان :القياس    صص75_76  

 

لكن جوبلو(و يحيل  في الهامش على كتابه..Goblot  Traite de logique  204  208)أمكنه بنظرة دقيقة للعلاقة بين المفهوم و الماصدق داخل القياس، ان يزيل هذا الخلط. لقد وجد جوبلو أن أرسطو أسس علاقة ارتباط وثيق بين المفهوم و الماصدق داخل القياس، و من ثم فإنه ليس بوسعنا أن نهمل الماصدق، و نعتمد على المفهوم، أو نأخذ بوجهة نظر المفهوم و نهمل وجهة نظر الماصدق، و أنه في تفسير القياس يمكن لنا أن نرد العلاقات التي لدينا الواحدة منها إلى الأخرى، فنستبدل علاقة مفهومية بأخرى ماصدقية، أو العكس.

 

و أساس هذه النظرة عند جوبلو أنه ينظر للمفهوم على أنه المفهوم الاتفاقي لا الموضوعي_ كما يرى بعض المناطقة_ و هذا ما جعله يرفض النظر للنوع على أنه أكثر مفهوما من الجنس، فالصفات الخاصة بالنوع في رأي جوبلو ليست جديدة تماما، و ليست هب مما ينضاف للجنس، و لكنها بصورة ما توجد في الجنس من قبل بالقوة. فالجنس إذن في رأي جوبلو أشمل و أعم من النوع من ناحية المفهوم و الماصدق معا. و لذا فإنه وفقا لوجهة نظر جوبلو  يصبح المفهوم معبرا عن الصفات الضرورية بالإضافة إلى الصفات العرضية و المشتقة منها، و كل الصفات التي تنسب للتصورات السفلى، فالمفهوم إذن يتضمن الماصدق.

 

 و جاء في « أطروحة السيدة منية الحمامي ص 662 ما يلي:

 

لكن جوبلو(و تحيل هي الأخرى في الهامش على كتابه و على نفس الصّفحات..Goblot Traite de logique 204  208 )أمكنه بنظرة طريفة للعلاقة بين المفهوم و الماصدق و لتفسير القياس على أساسهما،، ان يفكّ التعارض الذي قام بين المفهوميين و الماصدقيين في تأويلهم للقياس الأرسطي .فقد وجد « جوبلو » أن أرسطو أسس علاقة ارتباط وثيق بين المفهوم و الماصدق داخل عناصر القياس، و من ثم فإنه ليس بإمكاننا أن نقصي التفسير الماصدقي، لهذه الحدود و نأخذ بالمفهوم،أو أن نأخذ بالمفهوم ، أو نأخذ بوجهة النظر الماصدقية و نقصي وجهةالنظر المفهومية.، و إنما علينا  أن نرد العلاقات التي لدينا الواحدة منها إلى الأخر، فنستبدل علاقة مفهومية بأخرى ماصدقية، و هذا الاستبدال يطّرد و ينعكس.

 

و أساس هذه النظرة عند جوبلو أنه قد فهم  المفهوم على أنه المفهوم المتّفق عليه أو المتواضع عليه، و ليس المفهوم الموضوعي  كما يرى بعض المناطقة_. و قد رفض على أساس هذا الفهم  اعتبار النوع  أكثر مفهوما من الجنس،إذ الصفات الخاصة بالنوع في رأي » جوبلو » ليست جديدة أو غير معرّفة تماما، و ليست مما ينضاف للجنس، وإنما هي موجودة بشكل ما في الجنس وجودا بالقوّة. فالجنس في رأيه  أشمل و أعم من النوع في مستوى  المفهوم و الماصدق معا. و بهذا الاعتبار  يصبح المفهوم في تصوّر « جوبلو » معبّرا عن الصفات الجوهريّة  بالإضافة إلى الصفات العرضية و المشتقة منها، و كل الصفات التي تنسب للتصورات السفلى، و بهذا التقديرأيضا فالمفهوم يتضمن الماصدق و يحتويه.

 

التعليق:

حقّا نحن بإزاء تمرين عملي في فنّ السّرقة.فالسيدة منية الحمامي و بعد طول مراس لمهنة السّطو على أعمال الآخرين، و بعد أن بدأ الكثيرون يكتشفون أمرها ، طوّرت من طرق الإغارة و اللّصوصيّة. فحافظت على جميع التّراكيب الواردة بالنّص الأصلي و جميع الأفكار فكرة فكرة، لكنّها عوّضت بعض الكلمات و الأفعال و العبارات ظنّا منها أنّ ذلك سيحول دون اكتشاف سرقاتها.و هذه أمثلة من المترادفات بين نصها و النّص المنهوب:

 

1″لكن جوبلو أمكنه بنظرة دقيقة…….. »                                 » لكن المنطقي جوبلو أمكنه بنظرة طريفة

 

2_ »أن يزيل الخلط »                                                              » أن يفكّ التّعارض »

                                    

3_ »ليس بوسعنا أن نهمل …. »                                               « ليس بإمكاننا أن نقصي… »

 

4_ »المفهوم الاتّفاقي… »                                                     « المفهوم المتّفق عليه »

 

5 _ »الصفات الضرورية »                                                   » الصفات الجوهرية »

 

6 _ »إذن »                                                                      » وبهذا الاعتبار.. »

 

إلى غيرها من الأمثلة و الشواهد.و نشير إلى أننا اقتصرنا على هاتين  العيّنتين و الحال أنّ ما سرقته السيدة منية الحمامي من كتاب ماهر عبد القادر محمد علي أكثر بكثير ،هذا الكتاب الّذي يقع في أكثر من 400 صفحة استغلّته استغلالا فاحشا دون أن تحيل عليه و دون أن تذكره في قائمة المراجع كما أسلفنا. وهذه عيّنات أخرى نكتفي فيها بالإحالة على أرقام الصفحات:

 

الأصل(كتاب ماهر عبد القادر)                                         الاستنساخ:   الأطروحة(للسّارقة منية )

39_42                                                                             561_562

45_46                                                                                563_564

48_49                                                                                564

 63                                                                                     643_644  

  75_76                                                                              662_663

89_91                                                                                671_672                                                                       

النّتيجة1: » لو تجسّدت السّرقة العلميّة في شخص لكان اسمه: منية الحمامي

النّتيجة 2: »لو تجسّد التّزوير في شخص لكان اسمه: فرحات الدّريسي

 

جلالة الوزير الأزهر بوعوني:

*إذا كان لديكم أدنى شكّ فيما أوردناه فالأطروحة بين يديكم (أو يمكن أن تكون بين يديكم في وقت قصير) و تحقّق بنفسك في صحّة هذه العيّنات.و إذا كان للسيّدة أدنى اعتراض فلتنشر تكذيبا تتهمنا فيه بالافتراء و التّزوير.فإن لم تفعل_ و لا نراها فاعلة_فاستنتج جلالة الوزير ما يجب استنتاجه.

 

*أنتم سيدي  أدرى النّاس بالخفايا،و تعرفون أنّ ما سنعرضه في حلقاتنا القادمة أفدح و أطول و أوضح ، فهل ستواصلون إنكاركم لما اقترفته السيدة منية الحمامي؟

 

* »لم يمت كبار الحومة بعد » كما يقول المثل التّونسي، و لا سبيل إلى تحويل الجامعة إلى مرتع للمزوّرين و العابثين و المرتشين و السّماسرة و المضاربين .

 

*لم يتورّط وزير قبلك و لا نظنّ وزيرا سيتورّط بعدك فيما تورّطت فيه، و ما صدر عن بعض أتباعك مؤخّرا (بأوامر منك)  عيب في حقّ الجامعة. فالقول إنّ ممارسة فنّ السّرقة في الجامعة التّونسية ممارسة قديمة و لها سوابق يدخل عندنا فيما يسمّى بسياسة « التعويم ». و قد تكون حدثت بعض التّجاوزات لكن تمّ كشفها و إصلاحها و عندنا من الأمثلة ما يدحض مثل هذا الافتراء و هذه الأكاذيب. أمّا القول إنّ القضيّة برمّتها تصفية حسابات داخل قسم من أقسام بعض الكليّات و نتيجة صراع بين « لوبيّات » فهذا وهم سعى و يسعى أنصارك من المتورّطين و المخبرين و الّذين وعدتهم بالمناصب أن ينشروه بين الجامعيين.و أمّا القول إنّ الّذين كشفوا أمر السّرقة هم الوجه الآخر للّذين تورّطوا فيها فهذا عين الانتهازيّية و لا يمكن أن يصدر إلاّ عن الّذين أصيبوا بمرض التّسلط وتغيير المواقع و الّذين قضّوا العمر كلّه في حبك المؤامرات و عقد الصّفقات و المتاجرة بالمبادئ و ممارسة سياسة جلب المنافع و نصب الشّباك ………و كم هي نكتة سمجة أن نربط التصدّي للتّزوير في الجامعة بمسائل الدّيمقراطية و وضع الحريّات و الوضع السّياسي في البلاد. و حتّى لا يزايد علينا أنصار الوزير الّذين تحوّلوا في يوم و ليلة إلى « معارضين » سياسيين نقول لهم أنتم آخر من يمكنه الحديث عن الديمقراطية ووضع الحريّات ، لأنّ الحريّة عندكم فوضى و حقوق الإنسان لا تعني  عندكم شيئا سوى السمّاح للباحثين بالسّرقة و الاختلاس و الإغارة و السّطو على أعمال الآخرين ، و ما تنشرونه هنا و هناك لن يقنع أحد. صحيح أنّ المتّهم حين يواجه بالحجج الدّامغة يلجأ إلى كل الأساليب الممكنة للدفاع عن نفسه ،و من ذلك تغيير طبيعة المسائل  و الخروج بها  إطارها الدقيق، لكن سيخيب مسعاكم كم خاب مسعى كلّ « الصّغار » صغار النّفوس و الأخلاق . و قمم الجبال الشّاهقة لا يصلها سوى النّسور أمّا  الزّواحف فتقضي العمر كلّه في المحاولة إلى أن تدفن في أحد السّفوح.

 

*إذا سمحنا لأنفسنا بنصحك ، فلن نقول لك سوى الجملة التّالية: احذر كلام المزوّرين و المتواطئين، فاليوم يزوّرون لصالحك و غدا يزوّرون لغيرك، و اليوم يتواطأون معك و غدا يتواطأون  عليك، و قديما قال المتنبي:

 

     فما لك تقبل زور الكلام               و قدر الشّهادة قدر الشّهود

فلا تسمعنّ من الكاشحين              و لا تعبأنّ بمحك اليهود

 

و إلى اللّقاء في الحلقة القادمة.


 

الاستقواء بالخارج أم استضعاف الداخل؟

   

 د خالد شوكات تهمة الاستقواء بالخارج، التي عاد إلى ترديدها نظام الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا، بمعية بعض الأنظمة العربية المشابهة، لإدانة القوى السياسية الساعية إلى التغيير الديمقراطي، تهمة مخجلة وبائسة تفضح واقع مردديها أكثر مما تمس من قيمة ومصداقية المتهمين بها، فقد كانت هذه الفرية تاريخيا قرينة الأنظمة الاستبدادية الآيلة للسقوط، ونذير الشؤم الذي ينعق به كل من أدركته النهاية المحتومة نتيجة ما ارتكب من كوارث وآثام وجرائم في حق بلده وشعبه وعصره. ولكل متأمل في سير الملوك والرؤساء، أن يصل إلى هذه النتيجة الفاضحة، إذ ليس ثمة نظام ديمقراطي عادل تسلح في مواجهة معارضيه بتهمة الاستقواء بالخارج هذه، بينما كان الطغاة القدامى والجدد وحدهم من سخر زورا مثل هذه الترهات، التي يدرك أصحابها قبل غيرهم أنها مفبركة وفاسدة وحتى مضحكة، ومن عمل باستمرار للهروب من مواجهة المشكلات والقضايا والاستحقاقات الحقيقية المطروحة، إلى اختلاق أسباب وتعلات ومسرحيات سيئة الإخراج بهدف قلب الحقائق وتمييع وتسويف المطالب ومواصلة القبض على السلطة بلا حق أو شرعية.  وحدها إذن الأنظمة الطغيانية التي لا تكل ولا تمل من الزعم بوجود مؤامرات تتوخى قلب نظام الحكم بالقوة، والتخابر لصالح جهات أجنبية من أجل زعزعة أمن الدولة، والعمالة لقوى دولية تحركها غيرتها من إنجازات السيد الرئيس العظيمة وعبقريته التي غطت على العالم بأسره وتوجيهاته ونصائحه التي حرمت باقي شعوب الأرض من الاستفادة منها، فتحركت باتجاه استمالة ناكري الجميل والمعروف ومرضى القلوب وضعاف النفوس لضرب نهضة وتقدم وعمار أوطانهم السعيدة بحكم الخالدين والقادة والرموز التاريخيين. الرئيس بشار الأسد أبدى في إحدى حواراته الأخيرة مع صحيفة غربية، أنه مستعد لتحريك سريع لكافة الملفات الخارجية، والمقصود أولا ملف السلام والتطبيع مع الدولة العبرية، فضلا عن ملفي العراق ولبنان بطبيعة الحال، أما الملف الوحيد الذي يتطلب علاجا متأنيا حسب الزعيم السوري، بالنظر إلى الظروف الداخلية غير السانحة، فهو ملف الإصلاح السياسي والديمقراطي، الذي ربما استحق أربعة عقود أخرى هي عمر الرئاسة المفترضة للابن، قياسا برئاسة الزعيم الأب. قول الرئيس بشار ليس شاذا في السيرة الرئاسية العربية، فعدد كبير من الرؤساء العرب يرددون الحجة ذاتها، ويستشهدون بما يجري في العراق للتأكيد على مصداقية حججهم التأجيلية التي لا تنتهي، فالعرب برأي رؤسائهم – وخلافا لما تعتقده الدكتورة كونداليزا رايس- ليسوا مؤهلين لحكم أنفسهم بأنفسهم، وهم لا يحتاجون إلا إلى الغذاء والدواء كما قال صديقهم جاك شيراك، والسوريون وأشقاؤهم العرب لديهم – ولله الحمد- قدر لا بأس به من الكلأ والأسبيرين. المعارضة الديمقراطية السورية – وعموم المعارضات العربية- ملامة كل اللوم لأنها تحاول جاهدة شرح أوضاع بلدانها للعالم، وهي ملامة أكثر لأنها تسعى إلى فتح نوافذ للنور والهواء والماء في جدران بلدانها التي تحولت إلى ما يشبه السجون الكبيرة، وهي تستحق الجلد الجماعي لأنها لم تتورع في خدش صور أنظمتها الزاهية والمساس بمصالح أوطانها العليا في الخارج، لكون صبرها قد نفد ولم تنتظر خمسين سنة أخرى لتكون ظروف المجتمع مهيأة لإجراء إصلاحات سياسية تعزز منظومة حقوق الإنسان والديمقراطية. مثقفو السلطة العربية يتهمون قادة المعارضة والمجتمع المدني بالاستقواء على بلدانهم باليورو والدولار، وهم محقون كل الحق في اتهامهم هذا، فقد كان على هؤلاء المعارضين البحث عن فرص لهم داخل بلدانهم والسعي إلى القبض بالجنيه والدرهم والدينار، أما العملات الصعبة فالحري بهم تركها إلى بنوك الأنظمة المركزية والتجارية، وعائدات الصفقات الوديعة الآمنة المودعة بأرقام سرية في المؤسسات المالية السويسرية. الصحف السلطوية ووسائل الإعلام الرسمية العربية تشيد بصداقات الأنظمة مع الدول الغربية، وتقدير هذه الدول للإنجازات الرئاسية وللأدوار الطليعية للإخوة القادة والزعماء، لكنها في الوقت ذاته تشن حرب إدانة ضروس لكل من لم يعرف قدره وحاول تزويد الغرب بقراءات ورؤى ووجهات نظر مخالفة للفرمانات السلطانية، ولا يجد محدود الفهم قدرة على فهم نقص الثقة في النفس هذا، وكثرة الجزع من ثرثرات معارضين لا قيمة شعبية لهم، في مجالس ديبلوماسية ضيقة. بطولات بعض الأنظمة العربية في مواجهة القوى الامبريالية الدولية، تبدو مفارقة في غالب الأحيان، فهي صديقة هذه القوى وأثيرة لها و عزيزة جدا على قلبها في نشرات الأخبار التلفزية، بينما تظهر معجزة في التصدي لمخططاتها الشريرة والتضامن مع الشعوب الشقيقة المحتلة من قبل قواتها وإبطال مؤامراتها على دول العروبة المستقلة، في مقالات الصحافة المكتوبة وافتتاحيات رؤساء تحريرها الجهابذة، الذين ما انفكوا يبكون بمرارة الزعيم الخالد الأسير، ولا يمانعون أبدا في تلبية دعوة لطيفة من ممثلي الامبريالية العالمية وشرب كأس من النبيذ مع قليل من السلمون المدخن أو الكافيار في احتفالات الرابع من تموز من كل سنة. في بعض الدول العربية التي كتب لها معايشة عمليات انتقال نحو الديمقراطية، مثلما هو حال المغرب أو لبنان، اكتشف أن عملية الاستقواء بالخارج قد توقفت – للأسف الشديد- بمجرد قيام حكومة ديمقراطية منتخبة، وأن المستقوين بالخارج يمكن أن يكونوا وزراء أولين ووزراء ونواب في البرلمان ومواطنين صالحين يعملون بجد من أجل نهضة بلدانهم، ولا يعلم إلى حد الآن ما إذا كان التقدير السابق القائل بأنهم عملاء وخونة للوطن هو الصائب، أم التقدير الحالي بأنهم بناة ديمقراطية وبلد جديد يسع كافة أبنائه لا يخشى الخارج، لأنه مطمئن للداخل وواثق فيه تماما. وفي بعض الدول غير العربية أيضا، كالبرتغال واسبانيا واليونان وتشيلي وأوكرانيا وألبانيا، تحولت حكايات الأنظمة الديكتاتورية السابقة، وخصوصا ما دون في سجلات الأجهزة الاستخباراتية العتيدة منها، إلى أعمال كوميدية ساخرة، تذكر الأجيال الجديدة بغباء الحكام البائدين، الذين جعلوا من مجرد توجيه لاقط البث التلفزي نحو الغرب جريمة يعاقب عليها صاحبها بعشرات السنين من السجن والأعمال الشاقة. نظام الرئيس بشار، وأنظمة أشقائه من الذين يصرون على السير في الاتجاه المعاكس لنسق التاريخ، لم يكلف نفسه عناء السؤال عن دوافع استقواء مواطنيه بالخارج عليه، على افتراض أن هذا الاستقواء موجود من الأصل، تماما كما قد يتساءل أهل النظام في هولندا أو بلجيكا أو فنلندا عن دوافع مواطنيهم في حال ارتكبوا الجريمة ذاتها، أم أن المواطنين العرب وحدهم – دون سواهم من أبناء شعوب الأرض جميعا- من لديهم الاستعداد لممارسة هذه الخطيئة الشنيعة؟ في العالم العربي، تسمح الأنظمة لنفسها بالتسلط، ومصادرة الحريات، وانتهاك الحقوق، واحتكار وسائل الإعلام، والزج بالمعارضين في المنافي والسجون والمعتقلات الرهيبة، و تجيير الثروة الوطنية لمصلحة العائلات الحاكمة، وتزييف الانتخابات، وتهميش القضاء والمؤسسات، والعبث بالدستور والقوانين، وإرهاب المواطنين وبث الخوف والذعر فيهم، والتفريط في الممتلكات العامة وتوقيع عقود دولية ومحلية مشبوهة، وإغراق البلاد والأجيال القادمة في الديون، وتأليه الحاكم وتأبيده على الكرسي، وفي مقابل كل ذلك تطلب من معارضيها أن يصبروا على القسوة والطغيان والجبروت، وأن لا يحدثوا أنفسهم حتى بمجرد نقل صورة صحيحة إلى ما وراء الأسوار عن بلادهم السعيدة، أم أن الخارج لا يصبح سيئا ومتآمرا إلا إذا حدثه المعارضون؟ ثمة طريق واحد لقطع الطريق أمام الذين يستقوون بالخارج على بلدانهم، هو طريق عدم استضعاف الداخل بإتاحة المجال أمامه للتعبير عن نفسه واختياراته بكل حرية ونزاهة ومساواة، لكن هذا الطريق كريه على الأنظمة العربية القائمة يستدعي دوام ذمها، وتكله أعين القادة العظام حماة جبهة الصمود والتصدي الأشاوس، فلا نامت أعين المتآمرين المستقوين بالخارج الجبناء…

كاتب تونسي، مدير مركز دعم الديمقراطية في العالم العربي – لاهاي
 
(المصدر:  موقع إيلاف بتاريخ 4 أفريل 2006)


الزعامات لا تتاسس  بحسن النوايا والبلاد ليست عاقرا يا سادة..

 

 

في الواقع احتاج السيد المرزوقي ومن يقف وراءه او امامه منذ مدة طويلة الى من يرجعه قليلا لحجمه ويقرا معه تاريخ البلاد لكي يفهم منه الشيء البسيط على الاقل..الا ان جميع كوادر الحركة الديمقراطية

لم ترد ان تدخل في صراع  اكباش مع الدكتور احتراما  للتسمية على الاقل.. اما وقد فرض علينا ان نمضي عريضة عالمية للالتفاف  حول زعيم جديد قرر بنفسه ان يتطاول علينا وينصب نفسه رائدا للحركة الديمقراطية والوطنية في البلاد فهذه نقطة لا عودة تتطلب الحوار الهادئ مع الدكتور ومع الذين نظموا العملية التجارية العالمية لانجاز مشروع زعيم بديل للبلاد.  

1.اذا كان لا بد لهذه البلاد من زعيم فان صنعه لا يتم عن طريق عريضة بل في معامع الصراع الطبقي الحاد والدموي.واذا كان لا بد من عريضة فلا يمكن ان تكون باللغة الفرنسية والوصول اليها يستوجب الابحار في الانترنات.كم من التونسيين يملكون الانترنات ويتملكون اللغة الفرنسية ويريدون ان يجعلوا من المرزوقي زعيما للبلاد. لا اخالهم بالالاف…وعلى كل حال فالقائمة الاولى المنشورة تثبت ان غالبية الاسماء من الاجانب وان الاسماء العربية لا تملك اثباتا واحدا على انها حقيقية..لماذا اصبحت المعارضة او ما سميت جزافا بالمعارضة تتحرك بهذا الشكل المشبوه وتتهم كل من يعاديها انه من توابع السلطة الحاكمة.ان قذف التهم جزافا مهنة سهلة يمتهنها اشباه السياسيين ليضمنوا الولاءات العمياء وليصنعوا لانفسهم قواعد وجماهير وهمية باعداد خيالية ناتجة عن عقولهم المريضة..

 

2.اذا  كان الدكتور يريد ان يصبح زعيما وبديلا فالطريق طويلة جدا.لان ذلك يتطلب اولا التدرب على الفعل السياسي وفهم ابجديات النضال السياسي وبناء فكر سياسي والتدرب على مواجهة الجمهور بخطاب سياسيوالصبر على هذا الجمهور ليحصل الاقتناع..كل هذا وغيره يتطلب كثيرا من المواصفات المفقودة. والشعب التونسي يريد بناء مجتمع متقدم وديمقراطي وصيانة حقوقه المدنية وبناء اقتصاد مستقل وارساء نظامتقدمي ومجتمع حريات..وليست قضيته تغيير زعيم بزعيم..فالشعوب هي التي تبني والزعماء هم الذين يهدمون وبلادنا جربت المنستير وسوسة وصفاقس وقرقنة وتونس العاصمة ولسنا في وارد تجريب قرية او مدينة اخرى لعل المستقبل يكون افضل..

 

3. اذا كان الفرنسيون او الالمان او الايطاليون وغيرهم من الذين امضوا عريضة الولاء للدكتور يعرفون مصلحة الوطن ومصلحة التونسيين فهذه مهزلة ودليل اضافي على تهافت وصبيانية المشروع وضبابيته

وصغر سن الواقفين عليه.. وهذا ما سيعطي الفرصة للسلطة لنشر دعايتها المضادة للمعارضة الحقيقية اسال الدكتور  هل انه مرشح للزعامة في تونس ام في الاتحاد الاوروبي وكندا وايزلاندا وسيريلنكا حتى

ينشر لنا امضاءات فيها  من الاجانب اكثر من التونسيين..

 

4. قد يرد الدكتور او احد اتباعه ان السلطة وراء هذا البيان…هذا سهل جدا..ولكنه هراء لا اكثر ولا يمثل  حلا     لا  للبلاد  ولا  للدكتور.. وعلى كل يبدو ان الدكتور فهم ان اللعبة خالية من كل جدية فانكر معرفته بالمشروع وباصحابه الذين بايعوه جنرالا جديدا على تونس…  

 

ابراهيم  عبد الصمد


هل في السعودية وتونس «كورة»؟

وليد الفراج

frrajart@yahoo.com

أعلن الاتحاد البلجيكي لكرة القدم اقامة اول مباراة بين السعودية وبلجيكا يوم 11 أيار (مايو) المقبل في استاد «دو فورتونا سيتارد»، قرب مدينة «ماستريخت» الهولندية، منذ ان التقى المنتخبان آخر مرة في 29 حزيران (يونيو) 1994، في نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة الاميركية، يومها استطاع سعيد العويران ان يسجل هدفه التاريخي الشهير الذي قاد السعودية الى التأهل للمرة الأولى الى الدور الثاني من المونديال. كنا يومها ذهبنا الى المونديال الاول بصورة غير واضحة عن امكاناتنا، وبعدد من اللاعبين الذين لا يعتبرون نجوم الشباك الوحيدين في الملاعب السعودية، فقد كان يوسف الثنيان «مثلاً» خارج التشكيلة، وفهد الهريفي التحق بالبعثة في اللحظات الاخيرة، وأسهمت درجة الحرارة القاسية في دعم لاعبي الفريق السعودي امام لاعبين اوروبيين تعودوا على حرارة معقولة، نعتبرها نحن أهل الصحراء «مربعانية».

يقول لي الصديق والزميل خلف ملفي، إن المدرب الهولندي الشهير «ليو بينهاكر»، الذي اشرف على تدريب السعودية لفترة قصيرة قبل المونديال، واقيل بسبب قراره باجراء تغييرات واسعة في الفريق الاخضر، تشمل إبعاد ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد وغيرهما من لاعبي الخبرة، عن قائمة المونديال، قد استغرب من مستوى الفريق السعودي خلال المونديال، خصوصاً لدى حضوره مباراة بلجيكا، إذ قال: «هل هذا هو الفريق الذي كنت ادربه قبل شهرين؟.. اشك في ذلك»!!، ويضيف الزميل خلف ملفي، والذي كان يتحدث معي في حضور عدد من الزملاء الاعلاميين، ومن بينهم الصديق عيد الثقيل في مدينة جدة الاسبوع الماضي، ان من يشاهد ويتابع برنامج اعداد المنتخب السعودي، خصوصاً في معسكر الولايات المتحدة، قبل انطلاق المونديال بأيام قليلة، يصل الى اقتناع كامل بأن هذا الفريق لن يحقق شيئاً في اكبر بطولة عالمية.

إن هذه المعلومات تثبت أمراً مهماً، وهو ان انجاز (94) لم يتحقق بسبب برنامج اعداد مميز فقط، ولا بسبب براعة وذكاء المدرب الارجنتيني «خورخي سولاري»، والذي قام بتدريب المنتخب السعودي بتوصية من «كارلوس منعم» رئيس الارجنتين، لكن اللاعبين ذاتهم كان لديهم الحماسة والاصرار على تحقيق شيء حقيقي في البطولة العالمية، وهو ما نحتاجه الآن في لاعبي الفريق الاخضر قبل (9) اسابيع من انطلاق المونديال الالماني، نعم لن تكون الحرارة في المانيا كما كانت في ظهيرة مونديال اميركا، لكننا نأتي الى اوروبا هذه المرة ونحن لا نحمل الابهار الذي واكبنا في مونديال فرنسا (1998)، فنتيجة مباراة المانيا في المونديال الأخير لا تزال عالقة في اذهان الجماهير العالمية، ولعل هذا مادفع مجلة «دون بالون» الاسبانية الاسبوعية في عددها الاخير الى اطلاق اسم «الحلقة الاضعف» على الفريق السعودي، وهي صفة ارجو الا تغضبنا بل  تساعدنا على المشاركة من دون ضغوط، وعلى لاعبينا ان يفعلوا في الملعب ما يغير هذه الصورة.

الزميل عصام الشوالي، المعلق التونسي الشهير، كان غاضباً بشدة في حوار اجرته معه مجلة «النادي السعودي» أخيراً على تصريحات مدرب اسبانيا «لويس اراغونيس» والتي استغرب فيها من الحديث عن وجود كرة قدم في السعودية وتونس!!، لاعبو السعودية مارأيكم ان تردوا عليه في الملعب يوم (23) حزيران المقبل، عندما تلتقون معه في استاد «كايزر سلاوترن» ضمن كأس العالم؟… الرد عندكم!!.

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 4 أفريل 2006)

 

 

خرائط بلا طرقات

د. الضاوي خوالدية

قفصة ـ تونس

 

قد يتوهم بعضنا ان الخارطات قد تسللت الي حياتنا نحن العرب منذ التسعينات حاملة رسوما مطعمة لاعوص قضايانا وهي تحقيق دولة فلسطينية وتحرير شعوبنا من الاستبداد تحريرا يمكنها من تقرير مصيرها في اقامة دولة (دول) حديثة يتمتع فيها الجميع بالحقوق وتكافؤ الفرص والعدالة والمساواة لكن الواقع غير ما توهم المتوهمون فالخارطات قد تزامن ظهورها في بلادنا مع تربع الانظمة التي حكمتنا علي العروش بعد خروج المستعمر الغربي بل كانت هذه الانظمة مبتدعة لهذه الخارطات مقسمة اياها الي:

 

ـ خارطات وطنية عشرية وحماسية وثلاثية وثنائية.. ينضح كل قسم منها بخير لا مثيل له ينتظر المواطنون فيه الحرية والحقوق والرفاه والعدالة وباختصار الجنة الارضية . لقد ازداد الفقر والعسف حتي اصبحت شعوبنا في بداية هذه الالفية محصورة في محتشدات كبيرة تطوقها جيوش الاسر الحاكمة وبوليسها.

 

ـ خارطات عربية قومية تسيل قمما واجتماعات وزراء خارجية توهم الشعوب كل مرة بحل قضاياها المصيرية فاذا بالقضية المصيرية الام قضية فلسطين تصبح رقما في سلسلة القضايا.في هذه الظرفية الخطيرة التي انكشف فيها المستور وفهمت الشعوب انظمة استقلالها وجامعتهم فهما عميقا واخذت تحاول الدفاع عن نفسها من داخل محتشداتها تدفقت هذه المرة من الخارج خارطات جديدة، كما اشير اعلاه، حبلي بما حبلت به خارطات الداخل مضافا اليها تأكيد صريح لا لبس فيه ان اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والنمو والتطور كاد يصبح حقيقة فأوشك العرب ان يأملوا ان الحمل حقيقي لكن سرعان ما تبين انه كاذب بل حيلة لتمرير خارطات جهنمية حقيقية اخري منها تمديد عمر الانظمة التي تفانت في خدمة الادارة الامريكية والغرب عامة علي جميع الصعد وتشريع الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق وتمكين اسرائيل من ابتلاع ما بقي من ارض فلسطين علي مهل ودون ازعاج والتلويح للشعوب بان الغرب مقرر العزم علي اقناع الانظمة العربية باعطائها (الشعوب) بعض الحريات بشروط هي ان لا تحل هذه الحريات الابواب امام من يكن الندية له والتصرف المستقل في الثروات والايمان بالخصوصية الحضارية والعمل علي تنغيص حياة الصهاينة الذين عوضهم علي فعلته فيهم في الحرب العالمية الثانية بأرض فلسطين يكونون عليها دولة ـ فيروس خبيث ينخر المنطقة ويعدها مرتعا له ولمن هم عليه بالارض.

 

فمتي نفهم نحن العرب ان الخارطات المنهمرة علينا متاهات قاتلة وان الخارطات الحق ذات الطرقات المعبدة الواضحة هي ما نحفره بأظافرنا؟

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 4 أفريل 2006)

 


قوانين تمجيد الاستعمار والهجرة ومحاكمة المفكّرين، نموذجا:

قراءة في تاريخيّة تطوّر العلاقة بين الامبرياليّة والشعوب

منجي الخضراوي (*)  

 

أصبح بالإمكان أن نخرج قليلا عن الصمت وأن نلامس بعض الأسئلة التي ظلّت لزمن في حالة كمون. بعض الأشياء فقط، قد تكشف للأذهان الحقيقة أو جزءا منها، فالحقيقة هي في نهاية التحليل ممكنة ونحن نبنيها فنجعلها موجودة منفصلة عنّا لا قدرة للآخرين علي قتلها حتّي وإن سعوا إلي تشويهها.

 

لا نستطيع أن ننسي إدانة محكمة الاستئناف في فرساي المفكّر والفيلسوف الفرنسي ادغار موران وباحثين آخرين هما سامي نايير ودانيال ساليناف بسبب نشرهما مقالا بجريدة لوموند Le Monde تحت عنوان إسرائيل ـ فلسطين: السرطان ، وتمّ اتّهامهم باللاساميّة.. ولم تنس المحكمة ذاتها إدانة جان مار كولومباني مدير الصحيفة، وتمّت المحاكمة في شهر ايلول (سبتمبر) من السنة الماضية…

 

نفس المحكمة أدانت في ايار (مايو) الفائت المفكّرة والباحثة حنّة أرندت، التي اتّهمت سابقا بعلاقتها بالنازي مارتن هايدغر. وكان حكم محكمة الاستئناف بفرساي ضدّ أرندت علي خلفيّة إصدارها لكتاب ايخمان في القدس (الصادر عن دار غاليمار سنة 1991) وأدينت من أجل التشهير العنصري واللاساميّة…

 

إنّ فرنسا هي الدولة الوحيدة التي انتصبت فيها محكمة لمحاكمة نورمان فيلكنشطاين وكتابه صناعة الهولوكوست إضافة إلي ناشره وصحيفة ليبيراسيون التي نشرت مقتطفات منه!!

 

نفس المحاكم الفرنسيّة أدانت بعض الباحثين من باريس الثامنة، لتحليلهم بعض مقالات المفكّر روجي غارودي حول الأساطير المؤسّسة لإسرائيل… ولا داعي هنا للتذكير بمحاكمة غارودي.. علي اعتبار أنّ موران وأرندت وفيلكنشطاين. .. كلّهم يهود… وقد وصفهم احد أبرز ممثّلي محامون بلا حدود الأستاذ جيل وليام غولندايل بأنّهم ناقصون في حبّهم للشعب اليهودي ، والغريب أنّ مثل هذه المنظّمة مختصّة في رفع دعاوي ضدّ كلّ من ينتقد ما يسمّي بإسرائيل أو يشكّك في بعض أفكار زعمائها، وهي منظّمة مرتبطة ماليّا ودعائيّا بجمعيّة فرنسا ـ إسرائيل الأكثر تطرّفا في مطاردة من يشتبه بلاساميته

 

هل أصبحت فرنسا، بلاد جان جاك روسو وفولتير وديدرو وموباسان… عنوانا من عناوين الدفاع عن العنصريّة؟ وهل ضاقت صدور قادتها بالاختلاف؟ وما الذي يجعلهم يقطعون بث قناة المنار (بما لها وما عليها) ويدعّمون قناة تي ـ أف ـ جي TFJ اليهوديّة المتصهينة؟ والتي لا تتردّد في الاعتداء علي الشعور الوطني والقومي للعرب والألمان؟

لم يبق لفرنسا اليوم غير تمجيد الاستعمار ومطاردة المهاجرين وانتقائهم.. وليس ذلك بغريب، فحكامها رفضوا الاستماع إلي نداءات الشعوب والمثقفين وغيرهم للتراجع عمّا يسمّي بقانون 23 شباط (فبراير) 2005 الذي مرّت عليه أكثر من سنة خلال هذه الأيام، وقانون ساركوزي، رغم كلام شيراك بمراجعة الفصل الرابع من القانون الأوّل.

 

القانون عدد 2005 ـ 158 الصادر بتاريخ 23 شباط (فبراير) 2005 المتعلّق باعتراف الأمّة الفرنسيّة بفرنسيي العودة والمساهمة الوطنيّة في مساعدتهم والذي تضمّن 13 فصلا، أثارت جلّها النقاش الذي بلغ حدّ الاستياء والتظاهر ـ الجزائر خاصة ـ والدعوات إلي المقاطعة… وخاصّة الفصل الرابع من هذا القانون الذي ينص علي أن تولي برامج البحوث الجامعيّة لتاريخ الحضور الفرنسي ما وراء البحار وخاصة شمال إفريقيا (تونس ـ الجزائر ـ المغرب) المكانة التي يستحقّها ويضيف نفس الفصل تعترف البرامج المدرسيّة بصفة خاصّة بالدور الايجابي للحضور الفرنسي ما وراء البحار وخاصة في شمال إفريقيا، وتولي لهذا التاريخ وللتضحيات التي قدّمها المحاربون بالجيش الفرنسي أصيلو هذه المناطق المكانة المتميّزة التي يستحقونها… .

 

الفصل الرابع من هذا القانون إذن يدعو بصريح العبارة إلي الاعتراف بالدور الايجابي للحضور الفرنسي ما وراء البحار، وطبعا هنا كلمة حضور (Presence) جاءت من زاوية المشرّع وهو النظام الفرنسي، لتعوّض الكلمة الأكثر دقّة وهي الاستعمار (Colonialisme)، لأنّ الحضور أكثر حضاريّة من الاستعمار. فلماذا إذن لا تريد فرنسا الاعتراف بماضيها الاستعماري؟ هل خوفا من استتباعات هذا الاعتراف بما يعني من بشاعة فاعتذار؟

 

أمران مطروحان لمحاولة الإجابة في رأينا، فإما أنّ النظام الفرنسي لا يري فيما صدر عنه في الماضي ـ وما زال حاضرا بشكل غير مباشر أو مباشر خاصّة في أمريكا الوسطي ـ استعمارا وأنّ الرجل الأوروبي الابيض اتجه جنوبا لتطعيم تلك الشعوب بالثقافة والحضارة والتقدّم… وهي قضيّة المركزيّة الأوروبيّة (Eurocentrisme) ، وإما الأمر الثاني وهو إدراك النظام الفرنسي ثقل وصعوبة تحمّل مسؤوليّة الاعتراف بماضيه الاستعماري وبالتالي حاضره، وما يترتّب عن ذلك من تعويضات ماديّة وخاصّة المعنويّة التاريخيّة. لا يمكننا أن نلامس المقاربتين بأكثر دقّة دون ملامسة طبيعة هذا النظام الفرنسي.

 

لقد عبّرت بعض النخب العربيّة عن دهشتها وصدمتها بسبب ما سمّي بقانون 23 شباط (فبراير) أو كذلك بسبب قانون الهجرة المعروف بقانون ساركوزي، لأنّها تعتبر أنّ منشأ المبادئ السامية كالديمقراطيّة والحريّة وحقوق الإنسان… تتحوّل إلي بؤرة لتمجيد نقيض هذه المبادئ وكلّ المبادئ الإنسانية، ألا وهو الاستعمار. وهي في الحقيقة نظرة ستاتيكيّة ثابتة للتاريخ، فالبرجوازيّة لم تعد اليوم هي الحامل للواء الديمقراطيّة وحقوق الإنسان. نعم لقد كانت البرجوازيّة في القرنين 17 و18 طبقة تقدّميّة خلّصت الإنسانية من سلطة الإقطاع وجاءت بمبادئ كونيّة جديدة ما زالت الشعوب تسعي إليها، إلا أنّها تحوّلت عبر التاريخ، بعد احتكارها، للدولة، إلي طبقة أحاديّة الرؤية، وقمعت كلّ الطبقات والفئات الأخري، واستطاعت ترسيخ وتطوير النظام الرأسمالي، فضاءها التاريخي، فالبرجوازيّة هي طبقة مالكي وسائل الإنتاج في ظلّ نمط الإنتاج الرأسمالي وقد بلغت الرأسماليّة مرحلة من مراحل تطوّرها فأصبحنا تاريخيّا بإزاء الامبرياليّة.

 

لقد خرجت الدول التي نادت إليها البرجوازيّة وحكمتها خاصّة في القرنين 19 و20 للتوسّع في كلّ الاتّجاهات واحتلّت دولا أخري واستعمرت واستعبدت شعوبا تحت عناوين الحماية والتحضّر والحريّة…وشرّعت لنهب خيرات هذه الشعوب وقتل أبنائها والسعي إلي طمس تاريخها، وتمّ إنتاج ثنائيّة العقل والحضارة في مواجهة اللاّعقل والبربريّة…

وقد امتصّت أوروبا الحديثة ثروات البلدان الواقعة تحت الاستعمار وركّزت التخلّف في مقابل تواصل تقدّم الدول المستعمِرة (بكسر الميم) وهو ما جعل مثلا الكاتب الأمريكي بول باران يعتبر أنّ التقدّم والتخلّف وجهان لعملة واحدة (راجع كتاب مفهوم الامبرياليّة، من عصر الاستعمار العسكري إلي العولمة للدكتور الهادي التيمومي ـ دار محمّد علي الحامي تونس 2005) وطبعا هذا لا يعني أحاديّة الاتّجاه إذ للتخلّف عوامل عديدة بما فيها الثقافيّة والحضاريّة والعوامل الذاتيّة.

 

إنّ النظام السياسي الأوروبي هو نظام رأسمالي يستند أساسا علي مقولة تطوّر رأس المال، مع مراعاة خصوصيات بعض الدول خاصّة الاسكندينافية التي لا تخرج في نهاية التحليل عن هذا النظام، ومن طبيعة رأس المال التوسّع وتحقيق الربح الأقصي، وطبعا تمّ هذا في التاريخ علي حساب نهضة العديد من الشعوب خاصّة في إفريقيا التي عانت من جرائم الاستعمار الفرنسي وما زالت استتباعاته متواصلة حتّي أنّ الدخل الوطني الخام لفرنسا يساوي أكثر من ثلاث مرّات الدخل الوطني الخام لكلّ قارّة إفريقيا، باستثناء جنوب إفريقيا، أي أنّ 800 مليون نسمة لهم دخل وطني خام أقلّ بثلاث مرّات لـ 60 مليون نسمة لا غير. (راجع نفس المصدر السابق).

 

لا زالت إفريقيا تعاني الأميّة والجوع والأمراض والأوبئة وبطش العسكريين المدعومين من فرنسا وبعض الدول الأوروبيّة… في الوقت الذي تشحن فيه مياهها وكنوزها وبترولها ومعادنها وثرواتها وخاماتها إلي أوروبا وأمريكا… والدول الاستعماريّة. لقد اختار الاستعمار منتصف القرن العشرين أسلوبا آخر في إدارة عمليّة النهب باعتماد وكلاء وعملاء من عسكر ومثقّفين لفصل تلك الشعوب عن تاريخها ومواصلة سرقة ثرواتها وتقطيع صلات الشعوب بتراثها وتشويه الجوانب النيّرة من هذا التراث وتشجيع الأفكار والسلوكيات المعادية للعلم والتقدّم مثلما يقول الدكتور الهادي التيمومي (نفس المرجع) واعتمدت الدول الغربيّة استعمارا غير مباشر توسّطت في إدارته البرجوازيّة الكمبرادوريّة في ما سمّي بدولة الاستقلال التي رهنت ثروات شعوبها لدي الرأسمال الاستعماري.

 

إنّ الدولة البرجوازيّة، فالنظام الرأسمالي لا يمكنهما احترام الإنسان وتاريخ الشعوب ولا حقوقهما ومعاداتهما للشعوب نابع من طبيعة هذا النظام الاقتصادي المبني أساسا علي إلغاء الآخر، فالغنيّ يزداد غني والفقير يزداد فقرا، وإنّ الدول الاستعماريّة تتحمّل منذ القرن السادس عشر (ثمّ الدول الامبرياليّة في فترة لاحقة) المسؤوليّة الرئيسيّة للمآسي التي يعيشها أغلب الأفارقة اليوم الذين يمكن اعتبارهم بحقّ يتامي الرأسماليّة العالميّة وأبرز ضحاياها. لا ننسي أنّ الغربيين مارسوا تجارة العبيد قرونا، ثمّ استعمروا القارّة السمراء مدّة طويلة واستنزفوا طاقاتها، فلا غرابة أن تكون إفريقيا السوداء اليوم فريسة الفساد السياسي والحروب الأهليّة ومرض السيدا والمجاعات… والكلام أيضا للدكتور الهادي التيمومي في نفس المرجع.

 

حالة التفقير التي خلّفتها أوروبا في إفريقيا خاصّة، واعتماد الديكتاتوريات لإدارة عمليّة النهب، أديا إلي إلغاء عمليّة التنمية في بلدان إفريقيا وتحوّل أموالها إلي وقود لماكينة الفساد، فانتشرت الأميّة والأمراض والبطالة، وتفاقمت الأزمة حتّي طالت الكوادر وأصحاب الشهادات العليا، وهو ما جعل أبناء هذه الدول يختارون قوارب الموت والانقراض بين أسنان أسماك المتوسّط… علي البقاء في حالة لا حياة ولا موت وفي وضعيّة من الذلّ والهوان والقهر… إنّ أوروبا الاستعماريّة نهبت ثروات شعوب الجنوب، وها هي اليوم، فئات من هذه الشعوب تسعي للحياة لدي من استغلّ ثرواتهم، لعلّهم يقتاتون منها، فلا يقدرون حتّي علي ذلك، وأصبحت إفريقيا تعني الحرقة أو السفر خلسة، ويقبع من نجا منهم من الموت في معتقلات لمبادوزا الايطاليّة أو ما يعرف بغوانتانامو أوروبا حيث الاهانة والتعذيب والتعرّض لأبشع وأشنع الممارسات اللاانسانيّة أمام صمت مثير وغريب… وحتّي من تمكّن من هؤلاء المهاجرين من وصول أرض الميعاد فانّه إما سيجد نفسه مجبرا علي الانخراط في عصابات المخدّرات والمافيات أو منقادا وراء مجموعة اسلامويّة تنهي رحلته في أفغانستان أو في سجون أوروبا العنصريّة المكافحة للإرهاب باطلا، وطبعا لا ننفي وجود حالات استثنائيّة لمن تمكّن من إيجاد عمل في أوروبا من هؤلاء الحارقين، والاستثناء يحفظ ولا يقاس عليه. إنّ انسداد الأفق أمام أبناء دول إفريقيا خلّف ظواهر جديدة مثل الجريمة وخاصّة السرقة والسلب والاحتيال والعنف أو العزوف عن التعليم بمقولة عدم الفائدة من ذلك، فمن حصل علي شهائد مات غرقا في مياه المتوسّط أثناء محاولته الفاشلة بلوغ أرض أوروبا أو ازدهار الشعوذة والعرافة وانتشار ظاهرة الهجرة السريّة أو ما يعرف في تونس الحرقة .

 

لقد أغلقت أوروبا الاستعماريّة أمام هذه الشعوب بلدانها وأوطانها وها هي اليوم، مشاريع سجنهم في بلدانهم، جارية ولعلّ آخرها مشروع ساركوزي وزير الداخليّة الفرنسي، من خلال قانونه المعروف باسم قانون الهجرة المنتخبة المبني علي القوّة والقدرة، أي قوّة عمل ما لا يقدر عليه الفرنسيون وقدرة الكفاءات علي الإضافة، وقد تعدّي هذا القانون نهب الثروات الماديّة للشعوب (التي فرّطت فيها الأنظمة في ما يسمّي بالدولة الحديثة) إلي نهب كوادرها وعلمائها وتفريغ بلدان الجنوب من خيرة أبنائها الذين فرّ جزء منهم هربا من القمع والبطش وغياب فضاءات الحريّة والإبداع والخلق والابتكار…

 

إنّ ممارسات الدول الاستعماريّة ليست ممارسات معزولة ولا مرتبطة بحكومة دون غيرها… بل هي نتاج لطبيعة النظام الاقتصادي والسياسي الذي يحكمها، فالدولة الرأسماليّة لا يمكن أن تكون غير استعمارية نهّابَة معادية للإنسان والحريّة ومعادية للاستقرار والسلام، فالحديث عن السلام في ظلّ الانصياع لموازين القوي الراهنة والتي تتميّز مؤقّتا بالغلبة النسبيّة لقوي الاضطهاد والظلام، فالدولة الرأسماليّة لا يمكن أن تناضل من أجل الحريّة والإصلاح والسلام، وانّ المنادين بدور الأمم المتّحدة وإعطائها دور راعي السلام والدعوة لإمكانية التفاهم مع الدول الامبرياليّة، يحاولون حسب ما يقوله الدكتور التيمومي إحياء نظريّة ما بعد الامبرياليّة التي طرحها كارل كاوتسكي في بداية القرن العشرين. فما بالك بالولايات المتّحدة الأمريكيّة التي تتصدّر لائحة الشرف الحربيّة الحديثة فقد قصفت خلال 60 سنة 22 بلدا اليابان سنة 1945 والصين: 1945 ـ 1946 1950 ـ 1953، كوريا: 1950 ـ 1953، غواتيمالا: 1954، 1960، 1967، 1969، اندونيسيا 1958، كوريا: 1959 ـ 1961، الكونغو: 1964، البيرو: 1965، لاووس: 1964 ـ 1973، فيتنام: 1961ـ 1970، كمبوديا: 1969 ـ 1970 لبنان: 1983ـ 1984 ، جزيرة غرينادا: 1983ـ ، ليبيا: 1986، سلفادور: 1980 ـ 1989، نيكاراغوا: 1983 ـ 1989، بانما: 1989، البوسنة: 1985، السودان: 1998، يوغسلافيا: 1999، أفغانستان: 1998 ـ 2001 العراق: 1991 ـ 2003. ..

 

ويبقي…. بلد علي لائحة الانتظار، أو هكذا أنشد روجيه عسّاف في مسرحيته مآآآرش (مع تصرّفنا) بعد كلّ هذا وكلّ ذلك… ما العمل؟

 

إنّ طرح السؤال الحقيقي مباشرة، ودون وساطات وعدم الهروب من تحمّل مسؤوليّته يجعلنا أمام حقبة لمحاولة الفهم بأنّنا فعلا أبناء دول الجنوب والشرق وخاصّة أبناء الجغرافيا العربيّة واقعون في مرمي الاستهداف الاستعماري في أبشع أشكاله وهو الشكل الذي يميّز الاحتلال الأمريكي والصهيوني للعراق وفلسطين وتسابق الدول الامبرياليّة علي اقتسام مقدّراتنا ومواصلة نهب ثروات بلداننا بتآمر ووكالة رسميين، وانّ السؤال الحقيقي لهذه المرحلة، هو كيف يمكننا العمل علي جعل الإجابة تظهر عبر نوافذ مختلفة أبرزها المقاومة في العراق وفلسطين وفي أمريكا اللاتينيّة وآسيا، فعصر غلبة الامبرياليين اليوم هو في وجهه الأبرز عصر للمقاومة التي تنجز ضمن المشروع الوطني الديمقراطي المتجاوز للأنظمة العميلة والرجعيّة والكابح للعمالة المنظّمة.

 

(*) صحافي وباحث من تونس

Khadraoui_mongi@yahoo.fr

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 4 أفريل 2006)


ما أشبه ليلة العرب ببارحتهم

احمد حمودة – تونس

كتب الاستاذ احمد توفيق المدني في كتابه حياة كفاح متحدثا عن فلسطين سنة 1938 قائلا يزداد الانكليز شدة وقسوة في قمع العصيان ومعاقبة رجال الثورة والاعتداء علي الحريات وانتهاك الحرمات وترويع الآمنين وتحطيم القري واحراق الداشر ويتساءل ان ما يقع في فلسطين لم يرنا التاريخ ان مثله وقع في العصور الحديثة، ويقول ان الصهيونيين يقبضون علي ناصية القوة والمال والمسلمون يقبضون علي ناصية الاحتياج والاقوال فيا ويل فلسطين من الذين يتكلمون ولا يفعلون.

 

ويضيف قائلا والله ان قدر الله وضاعت فلسطين فانما والله لن يذهب ضحية الصهيونية بل هي تذهب ضحية العرب والمسلمين الجامدين وضحية الملوك والرؤساء المتخاذلين . ويسأل ويناشد وصرخ قائلا يا عامة المسلمين ويا خاصتهم ويا ملوكهم وامراءهم وقادتهم هذه فلسطين ضاعت فماذا انتم فاعلون؟ .

 

وتمر الايام والسنون وايامنا نحن العرب كلها كربلاء من هزيمة حزيران 67 ومجازر صبرا وشاتيلا جنين ودير ياسين وفلسطين مهد المسيح بها المسجد الاقصي وقبة الصخرة والقدس ترزح تحت الاحتلال الصهيوني ونحن اشباه العرب من المحيط الي الخليج نندد بكلمات في بيت العرب لا تسمع او في صحف قد تنشر او لا تنشر.

 

واليوم مهد الحضارة وارض جدنا ابراهيم وحمورابي وحضارة اشور وبابل تدمرها اقوي ترسانة حربية، قتلوا الشيخ والطفل والرضيع والمرضعة ونهبوا وسرقوا تاريخ امة بل العالم وشعارهم ترسيخ الديمقراطية في بلاد الرافدين.

 

والعرب الحاضرون الغائبون ساكتون صامتون كان الارض ليست ارضهم والعرض ليس عرضهم يجتمعون في قمتهم وبعد الفطور والعشاء والقهوة يصدرون بيانهم، العراق عربي نحن مع الشرعية الدولية والخوف من القادم وتصح مقولة لا اثنين بدون ثالث.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 4 أفريل 2006)

 


الإسلام السياسي واستحقاقات المرحلة القادمة

 
تركي علي الربيعو إذا كانت الحرب على الإرهاب قد قادت إلى هزيمة الإسلام السياسي، فإن هزيمة الإسلام السياسي فجرت المكبوت من الأسئلة وفي مقدمتها التساؤل العريض: ما مستقبل الإسلام السياسي بعد هذه الحرب؟ وبعد هذه الحملة الشاملة والأجندة الأميركية التي شهدت تعاونا لوجستيا بين بعض حكومات المنطقة العربية والإسلامية عموما والإدارة الأميركية، إذ قدمت هذه الدول نفسها كنموذج يحتذى به في الكيفية التي تعاملت بها مع الحركات الإسلامية الراديكالية المعتدلة والجهادية وقدرتها على ترويضها أو اجتثاثها؟ وهل كتبت أولى حروب القرن هزيمة الإسلام السياسي كما يبشرنا بعض المثقفين العرب الراديكاليين؟ وبالأخص هزيمة التيار الجهادي الأكثر غلوا وتطرفا والممتد من الجزائر إلى أفغانستان الذي سيجد نفسه في حالة حصار يسد عليه كل المنافذ على مدى عدة عقود قادمة؟ إن حالة الحصار لن تطاله وحده، بل ستطال التيار الإسلامي المعتدل الذي يظهر كوريث شرعي للتيار الإصلاحي الممتد من الأفغاني إلى محمد عبده إلى حسن البنا، والذي قدمته أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على طبق من ذهب للإدارة الأميركية لتفتك به على مرأى من العالم كما يقول منتصر الزيات؟ وفي هذا السياق الجديد الذي يطرح على بساط البحث مستقبل الإسلام السياسي فإن التحدي الذي واجهه الإسلام السياسي منذ عدة عقود والذي يواجهه الآن هو هل سيتعصرن الإسلام السياسي أم أنه سيتكيف؟ بصورة أدق: هل ستصبح الديمقراطية منهجا يقطع مع مفاهيم « جاهلية القرن العشرين » التي دفعها سيد قطب إلى الواجهة ليجعل منها مرجعية ينهل منها الإسلام السياسي الراديكالي وإطارا عند أغلب التيارات الراديكالية الإسلامية التي لا تزال تستقي مرجعيتها من النهج القطبي في رؤية الذات والآخر؟ في رأيي أن الباحث في مستقبل الإسلام السياسي وما أقل البحوث والتساؤلات هنا، وفي إمكانية قيام تيار إسلامي سياسي معتدل، وهو موجود، يجد نفسه يكافح ضد تلك التأويلات التضييقية التي تطال ظاهرة الإسلام السياسي وتتكاثر على طرقات خطابنا العربي المعاصر كفطر ذري سام، وعلى طرقات الخطاب الإعلامي السائد في الغرب الذي لا يميز بين فاطمة المرنيسي وأسامة بن لادن، بين محمد أركون وأي ناشط إسلامي في مجال الإسلام السياسي. وأخص من تلك التأويلات التأويل الاستشراقي التقليدي الذي يصر على أن المصحف وجه آخر للسيف، وأنه القناع والوجه معا، وأن الدين الإسلامي هو دين الغلو والتطرف والإرهاب كما تشهد على ذلك الرسوم الكاريكاتيرية التي طالت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فهو غير قابل للتطور. وهذا ينسجم مع أطروحات بعض القساوسة الأميركيين التي تجعل من الإسلام دينا للإرهاب، وهو ما يجعل المجتمعات العربية عاجزة عن علمنة نفسها وعن دمقرطة الحياة السياسية، وبالتالي يحكم على الإسلام السياسي بعدم القدرة على العصرنة والتكيف. هذا التأويل أو الرؤية ما يزال يغزو بتحليلاته السطحية الخطاب العربي المعاصر، كما تعبر عنه التقارير الإستراتيجية الصادرة عن مراكز فكرية هامة، وهو الذي نعثر عنه في كتب نبيل عبد الفتاح المتخصص في الإسلام السياسي « الوجه والقناع، 1995″ و »المصحف والسيف، 1984″ و »النص والرصاص، 1997 ». وقد خلص إلى نتيجة تعلن عن فشل الإسلام السياسي وانتفاء هذه الظاهرة، وهو يلتقي مع أطروحة الباحث الفرنسي أوليفيه روا عن « فشل الإسلام السياسي » التي سيتراجع عنها لاحقا. التأويل الثاني الذي يمتزج فيه التأويل بالتحليل يركز على البعد السوسيولوجي للحركات الإسلامية الراديكالية، وبالأخص الجهادية التي لا تزيد عن كونها حركات ريفية هدفها ترييف المدينة. هذا التأويل/التحليل يظل مضمرا أيضا بالنزعة الاستشراقية الكريهة التي تربط الإسلام بالبداوة، لنقل بالخيمة والقبيلة، ولاحقا بالبداوة النفطية. وهذا التحليل نعثر عليه جيدا في خطابات التقدميين العرب مثل محمود أمين العالم وبالأخص محمد حافظ ذياب في كتابه الشهير « سيد قطب: الخطاب والإيديولوجيا 1988 » الذي أذكى فيه مزيدا من التحليلات الإيديولوجية/السوسيولوجية لظاهرة الإسلام السياسي في مصر، التحليلات التي قدر لها أن تغزو مفردات الخطاب التقدمي العربي في محاولاته لفهم الظاهرة. وأخص هنا محاولات الدكتور محمد جابر الأنصاري في فهم الظاهرة سوسيولوجيا ثم التحول عنها (انظر كتابه: في مساءلة الهزيمة، 2001). أما التأويل السائد الآخر فهو التأويل/التحليل التنموي الذي يعجز عن فهم ظاهرة الإحياء الديني في العالم الإسلامي، ولذلك فهو يجعل من الظاهرة رد فعل عاجز يتسم بالجمود والانحطاط على فشل اليسار التقدمي العربي عموما في إقامة جنة الاشتراكية وواحة الديمقراطية. ولكنه لا يخلو من وجاهة ومن ترحيب لدى بعض أوساط الخطاب العربي المعاصر وفي خطابات بعض المفكرين الغربيين الذي يبدون حماسا تحكمه إرادة معرفة في محاولة فهمهم لظاهرة الإسلام السياسي. وهذا التحليل يلقى الترحاب أيضا من قبل رجال الإدارة الأميركية الذين يرون أن فشل الأنظمة الحاكمة في دول الشرق الأوسط في تطوير مجتمعاتها لتصبح مجتمعات مدنية تحكمها المؤسسات، سوف ينتج عنه بالضرورة وصول الإسلاميين إلى الحكم. من هنا جاء تفاؤل بعض المثقفين العرب اليساراويين على حد تعبير محمد عابد الجابري، بأن الحقبة القادمة سوف تشهد تغييرات راديكالية جذرية تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، تنتج عنها تغيرات ديمقراطية كبيرة. وهذا التفاؤل في غير محله، لأن تاريخ الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط هو تاريخ مجموع مؤامراتها وتاريخ انحيازها للكيان الصهيوني (يأسف إدوارد سعيد لغياب هذا المصطلح عن الأدبيات السياسية العربية المعاصرة). أضف إلى ذلك أن على المرء أن يكافح ضد التفسير المؤامراتي السياسي الذي يجعل من الإسلام السياسي صنيعة أميركية، كما هو السائد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الدامي وقبله بكثير، الذي وجد تعبيره في أسامة بن لادن وفي تنظيم القاعدة باعتبارهما صنيعة أميركية لا لبس حولها. وهذا التفسير أقل ما يقال عنه أنه لا يستحق حتى عناء التفكير فيه، فابن لادن وجماعة القاعدة على مشاربها هم أبناء شرعيون للحركة الإسلامية السلفية، التي نشطت في بلدان الخليج والمشرق العربي وكذلك المغرب العربي ونتج عنها قادة عظام من الأفغاني إلى الشيخ راشد الغنوشي وآخرين لا مجال لذكرهم الآن، وتميز داخلها رجال متنورون مثل علي عبد الرزاق ورضوان السيد وفهمي هويدي…..إلخ من قائمة طويلة. ونتج عنها أيضا الكثير من دعاة التطرف والغلو، من سيد قطب إلى بن لادن الذي يشهد خطابهما على أزمة حادة ينقسم فيها العالم إلى دارين، دار الإسلام ودار الجاهلية، حيث يقودنا هذا الخطاب إلى ما سمّاها الجابري بالمعادلة المستحيلة الحل، إما نحن وإما هم، فلا نهضة لنا إلا بغياب الآخر. وهذا ما عبرت عنه تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الدامي، التي أسهمت بشكل كبير في مصادرة الإسلام والإسلام التنويري لصالح الفهم الفوضوي الذي مارسه ابن لادن في رؤيته للعالم، باعتباره مظهرا من مظاهر الفوضى التي تعم العالم على حد تعبير صلاح الدين الجورشي. وباعتباره موقفا لا أخلاقيا هو بمثابة رد فعل على لا أخلاقية العالم الذي تحكمه العولمة على حد تعبير الفيلسوف الفرنسي جان بودريارد في تناوله لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الدامي. في كتابه « النص والرصاص، 1997 » الذي يعد من وجهة نظرنا انحيازا للسلطة على حساب الإسلام السياسي، وميلا للإيديولوجية على حساب إرادة المعرفة، يرى نبيل عبد الفتاح « أن الحالة الدينية المصرية لا تزال مجهولا على مستوى المعرفة ». وهو يعزو هذا الجهل إلى أمور عدة، أولها التركيز على عوامل نشوء الظاهرة الإسلامية السياسية فقط وتقسيماتها التنظيمية، واتجاهاتها الإيديولوجية، ومواقفها وسياستها تجاه الدولة، ومن ناحية أخرى، التركيز على أمور عدة منها سياسات الدولة الأمنية وسياسات الحركة الإسلامية تجاه الدولة، أو دراستها كحركة اجتماعية، أو تحليل لرؤى الصحافة المصرية حول الجماعات الإسلامية السياسية. وهذا المنحى التحليلي يوظف نظام تفسير شمولي يعتمد على مقالات عامة تفسر الظواهر، مما يؤدي إلى إعادة إنتاج المقولات العمومية الطابع ومن ثم لا تفسر شيئا. وثانيها: تركيز بعض الدراسات الأكاديمية على ظواهر العنف السياسي وفي قلبها العنف ذو الوجوه الدينية والطائفية. ويمكن القول -مع قدر من الاحتياط- إن الدراسات في هذا الحقل لا تزال في طور أولي، ولا تزال تقع في دائرة العلوم السياسية ومناهجها المتعددة النظمية والسلوكية، أو من خلال استخدام منهج محدد، كتحليل المضمون. وتفتقر هذه الدراسات إلى توظيف مناهج علم الاجتماع والإنثربولوجيا، أو التحليل الثقافي، أو التحليل الهرمنطيقي. ومن ثم لا يزال الحقل العلمي للجماعات الإسلامية، وغيرها من ظواهر الحالة الإسلامية يفتقر إلى أمور عدة، ولا تزال الصور النمطية والطابع التأملي حول الظواهر الدينية السياسية هي السائدة، مع غلبة نزعات الهجاء..الخ. أعود للقول، إنه إذا كانت الحالة الدينية بظواهرها المتعددة لا تزال مجهولا على صعيد المعرفة، فإن التساؤل عن مستقبل الإسلام السياسي بعد الغزو الأميركي لأفغانستان، وبعد احتلال العراق يحمل نوعا من المخاطرة والمجازفة والرهان على المجهول. ومع ذلك أرى أن الإسلام السياسي الراديكالي يملك القدرة على التكيف والعصرنة كما تشهد على ذلك الانتخابات الأخيرة في فلسطين المحتلة التي قادت إلى فوز حماس، وكذلك الانتخابات المصرية الأخيرة. وهناك دلائل عديدة ووثائق فكرية تشير إلى هذا التحول الذي سبق أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول بكثير. فقد التزمت أحزاب إسلامية كثيرة بالنهج الديمقراطي وأخذت به كما هو الحال في تركيا وإيران ومصر والأردن وكذلك جماعة الإخوان المسلمين في سوريا كما عبرت عن ذلك بوثيقة الإخوان المسلمين التي توجهت بها إلى السلطة. وفي موازاة هذا التحول حدث تحول فكري داخل هذه الجماعات يطالب بالقطيعة مع النهج القطبي نسبة إلى سيد قطب رحمه الله والتأسيس لنهج ديمقراطي جديد، كما دعا إلى ذلك راشد الغنوشي في كتابه « الحريات العامة في الدولة الإسلامية، 1993 » وإلى تجاوز نهج الفوضى الذي يقوم على نفي الآخر. فالمطلوب كما يرى خالص الجلبي هو « إيجاد الآخر لا إلغاؤه » والمطلوب أيضا زحزحة الكثير من المفاهيم الملتبسة وأولها مفهوم إفلاس الحضارة الغربية. ما أود أن أصل إليه أنه إذا كانت هزيمة الإسلام السياسي الراديكالي تظهر بمثابة نتيجة لمظاهر الفوضى والتأزم الحاد الذي حكم الكثير من الخطابات الراديكالية الإسلامية، ومنها خطاب بن لادن، فإنني أرى أن ثمة إمكانية كبيرة يشهد عليها الواقع، وتشهد عليها خطابات الكثير من المتنورين والأحزاب الإسلامية المختلفة نهجا وتفكيرا مع ما مضى، وهي ترجح كفة التحول باتجاه القبول بالتعددية الديمقراطية وبحضارة العصر وبالتالي التكيف مع العصر وقيمه بدلا من شتمه والانزواء عنه. وهنا يصدق ما تراه الصحفية الأميركية جويس ديفيز المختصة بالإسلام السياسي من أن التهديد القادم لا يتمثل في العنف بل في صناديق الانتخاب؟. __________________ كاتب سوري
 
(المصدر موقه الجزيرة نت ركن المعرفة بتاري خ 3أفريل 2006)


مثقفون يعتبرون حرق مقر الحزب نهاية لليبرالية القديمة..

أزمة حزب الوفد تلقي ظلال كثيفة علي التجربة الحزبية المصرية

القاهرة – خدمة قدس برس

 

ألقت أزمة اقتحام رئيس حزب الوفد المعزول الدكتور نعمان جمعه لمقر الحزب في منطقة الدقي وسط القاهرة، واشتباك أنصاره وأنصار خصمه محمود أباظة في معركة بالرصاص الحي والهراوات وزجاجات المولوتوف التي أحرقت جانبا كبيراً من مقر الحزب، الذي يعتبر أحد القصور التاريخية الهامة، حالة من الحزن العام في الساحة السياسية المصرية نظراً لما آلت إليه مسألة حل المنازعات بين السياسيين في أحزاب المعارضة المتنازع على رئاستها.

 

وفي حين اعتبر مثقفون أن ما حدث سوف يلقي بظلال كثيفة على التجربة الحزبية المصرية (24 حزبا حتى الآن ربعها مجمد النشاط) التي تعاني من ظاهرة الانشقاقات الحزبية والصراعات بين أكثر من متخاصم على رئاسة قرابة 8 أحزاب، قال آخرون إن تجربة الوفد بالذات، كأكبر حزب ليبرالي مصري، تشير إلى نهاية الليبرالية القديمة التي قادها حزب الوفد العريق، الذي نشأ في أربعينيات القرن الماضي، ثم أعاد نشاطه على أسس جديدة في الثمانينيات.

 

وكان نعمان جمعة (71 سنة) رئيس حزب الوفد والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية (حصل على المركز الثالث من بين 10 مرشحين) سعى للاستفادة من صدور قرار له بتمكينه من دخول حزب الوفد، بيد أن معارضيه مما يسمى « جبهة الإصلاحيين » رفضوا دخوله وهتفوا ضده، مما دعاه لاقتحام الحزب مع بعض أنصاره صباح السبت (1/4) وطرد معارضيه منه وتهديدهم بالسلاح، كما يقول المصابون، عندما حاولوا العودة لمقر الحزب مرة أخرى، وترتب على هذا معركة أصيب فيها قرابة 22 شخصا 7 منهم من صحفيي جريدة « الوفد » التي يقع مقرها داخل مقر الحزب، قبل أن تتدخل قوات الشرطة بعد تسع ساعات من الأزمة لتخرج جمعه وتقبض عليه.

 

ورغم نفي نعمان جمعه وأحمد ناصر وعدد من أنصارهما يقارب الـ 12 من المقبوض عليهم دخولهم الحزب عنوة، وقوله في تحقيقات النيابة إنه الرئيس الشرعي للحزب استناداً إلى قرار النائب العام بتمكينه من مقر الحزب، وأنه توجه بمفرده إلى مقر الحزب بناء على رغبة أصدقائه من أعضاء الحزب للقائهم، فقد أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق في سجن طره في ضواحي القاهرة.

 

وقد تعهد المستشار مصطفى الطويل رئيس الحزب المؤقت بملاحقة نعمان جمعة قضائياً بسبب الأضرار التي خلفها للحزب، مؤكداً أن ممارسات جمعة كانت شاهداً للرأي العام على ما يفعله داخل الحزب، فيما ينتظر أن تؤدي هذه الأحداث لتشويه صورة نعمان جمعه وانتهاء ملفه في حزب الوفد وتصويت اللجنة العليا للحزب في الشهر الجاري على تعيين رئيس جديد ثابت للحزب بعد تأكيد فصل جمعه منه.

 

كما أكد محمود أباظة في لقاء صحفي عقده في الحزب أن تنتهي أحداث الاضطراب داخل الوفد تماماً بانتخاب رئيس جديد في الثاني من حزيران (يونيو) المقبل، فيما قدم 14 صحفياً بلاغات إلى النائب العام ضد جمعة، بينهم ثمانية مصابين في أحداث إطلاق النار في الحزب، وقدم نقيب الصحفيين جلال عارف بلاغاً آخر باسم النقابة إلى النائب العام ضد جمعة ومجموعته طالب فيه باتخاذ ما يلزم قانوناً في هذا الشأن ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأحداث.

آثار ضارة علي الحياة السياسية

ويؤكد سياسيون وحزبيون أن أزمة الوفد سوف تنعكس بآثار ضارة وواسعة على الحياة السياسية المصرية التي تعاني بالفعل من حالة شلل وجمود وعزوف جماهيري عن الأحزاب ظهرت بوادره بوضوح خلال انتخابات الرئاسة والبرلمان الأخيرة، خصوصا أن الأحزاب السياسية الكبرى (الوفد والتجمع والناصري) تعاني من المشكلات ذاتها المتعلقة بالنزعات بين قيادات الحزب في ظل حالة التضييق الحكومي على نشأة أحزاب جديدة وصعوبة انشقاق أجنحة وتشكيل أحزاب أخرى.

 

ويعاني حزب التجمع اليساري من أزمة مشابهة أدت إلى صراعات بين قيادات الحزب ومطالب بعزل رئيس الحزب الحالي الدكتور رفعت السعيد بسبب ضعف أداء الحزب وخسارته المدوية في انتخابات برلمان 2005، وانعكس هذا على استقالة رئيس تحرير جريدة الحزب (الأهالي) ومطالبته بفصل إدارة الجريدة عن الحزب، كذلك يعاني الحزب الناصري من حالة مشابهة.

 

ويقول محللون سياسيون إن الأزمة الأكبر سوف تلحق التيار الليبرالي المصري، الذي تعلق عليه الدول الغربية وخطة الرئيس بوش لنشر الديمقراطية في العالم العربي الآمال، خصوصا أنه خسر في انتخابات البرلمان الأخيرة بجداره، كما تعرض أحد شقيه، وهو حزب (الغد) الليبرالي بزعامة أيمن نور الذي حلّ ثانيا في انتخابات الرئاسة من حيث عدد الأصوات، لضربة قوية بسجن رئيسه بتهمة تزوير محررات حزبية، ولم يتمكن من الفوز سوى بمقعد واحد في برلمان 2005 الأخير.

 

إلا أن منير فخري عبد النور سكرتير الوفد ينفي ما يظنه البعض من أن ما تعرض له الوفد سيكون (شهادة وفاة)، مؤكدا « سنستغل ما حدث لتغيير الخطاب السياسي للحزب، ووضع برنامج جديد له لتأكيد تواجدنا في الشارع كبديل للإخوان والحزب الوطني ».

 

وقد أصدرت العديد من القوى السياسية المصرية ومثقفون بيانات وتصريحات في الصحف تنتقد أحداث حزب الوفد، وتعتبر أن المعارك والحريق الذي نشب بمقر الحزب بالدقي هو بمثابة حريق مصغر لحريق القاهرة، وينذر بعواقب وخيمة خلال الأيام القادمة، في حين وجه آخرون انتقادات عنيفة ولاذعة للدكتور نعمان جمعة وشبهه البعض بنيرون الذي أحرق روما ويريد هدم المعبد على رأس من فيه.

 

وفي هذا الصدد أعرب الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء الأسبق والمنسق العام للجبهة الوطنية من أجل التغيير، عن بالغ حزنه وأسفه لما وصل إليه الحال في حزب الوفد، متهما نعمان جمعة بالأنانية والاستبداد والبلطجة، وحمل صدقي جمعة مسؤولية كل ما حدث بالحزب، لأنه كان يجب عليه أن يخضع من البداية لإرادة الأغلبية التي خلعته من رئاسة الحزب فلماذا يصر على البقاء؟، كما قال.

 

ووصف الكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي، نعمان جمعة بأنه كالأب الذي أطلق الرصاص على أبنائه ثم حاول الانتحار، قائلا إن نعمان قتل الوفد ويريد أن ينتحر، فيما علق الدكتور ميلاد حنا على الأحداث بقوله: الوفد لم يعد له كبير، معتبراً أن وفاة الباشا فؤاد سراج الدين كانت تعني نهاية عصر الشخصيات الثقيلة في الوفد، ولو أن « الباشا » كان عايش ما كان قد حدث ما حدث، وفق قوله.

 

وكان أعوان جمعه، مثل المحامي أحمد ناصر عضو الهيئة العليا للوفد، نفى في محاضر النيابة الاتهامات المنسوبة إليه، وقرر أن هناك قرارا قضائيا بتمكين جمعة من مقر الحزب وأنهم دخلوا بالفعل، إلا أن أتباع أباظة ألقوا عليهم الكرات النارية المشتعلة، ونتج عن هذا معارك بالزجاج والطوب بين أنصار الطرفين، وقالوا إن من بدأ المعارك هم معارضو جمعه الذين حاولوا إخراجه وفشلوا فلجئوا إلى الكرات النارية.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 3 أفريل 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

29 août 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1562 du 29.08.2004  archives : www.tunisnews.net جمعية نساء ضد العذيب تطالب بإطلاق سراح الصحفيين

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.