TUNISNEWS
7 ème année, N° 2199 du 30.05.2006
النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي: احتجاز لعدد من الطالبات المحجبات – بـيـان التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات: بيان نص العريضة التي يطالب فيه محامو تونس إحالة وزير العدل البشير التكاري ورئيس مجلس النواب فؤاد المبزع على مجلس التأديب بصفتهما محاميين مرسمين بالجدول العربية.نت: احتجاجات شعبية في تونس بعد منع طالبات محجبات من تقديم الامتحانات إسلام أون لاين: محامو تونس مستعدون لحوار مشروط مع الحكومة الجزيرة.نت : المحامون الموريتانيون يضربون تضامنا مع زملائهم التونسيين الجزيرة.نت : احتدام الصراع بين السلطة والمنظمات المدنية في تونس إيلاف: تونس: حظر مؤتمر رابطة حقوق الانسان شأن داخلي سويس انفو : تونس ترفض تصريحات فرنسية بشأن حقوق الانسان وات: مصدر مأذون بوزارة الشؤون الخارجية: »تونس لا تقبل في مجال حقوق الإنسان الدروس من أحـد » الشروق: بن علي يتسلم الميدالية الذهبية لأكاديمية النقائش والآداب الجميلة لمعهد فرنسا ودرع مؤسسة التراث الأندلسي ودرع «صديق الصحافة» الهادي بريك: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ردا على « بيــان من أجل إنهاء مأساة طالت » نورالدين ختروشي تونس بين قمع الأمس و قمع اليوممحرر صفحة 18 أكتوبر: إذا عرف السبب بطل العجب حبيب الرباعي: العلامة المجاهد الشيخ على الطرابلسي الصباح: في قطاع الصحة: الجامعة العامة تلوّح بإضراب والوزارة متمسكة بالحوار الشروق : توحيد نقابات التعليم العالي: المحاضرون يرفضون التوحيد القسري ويتمسكون بالهيكلة الصباح: نقابة أطباء الممارسة الحرة:نهاية الأسبوع عقد الهيئات الإدارية لتعويض الأعضاء المستقيلين الصباح: السيدة ليلى بن علي تعطي إشارة انطلاق أشغال بناء نادي جمعية بسمة لإدماج المعوقين الصباح: الأستاذ هشام سكيـك يتحدّث:**«كيف تحول مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية إلـى «فريقو» للمغضوب عليهـم من الجامعيين»؟ الصباح: الأستاذ حسن العنابي يتحدّث عن اهتمامات مركز «سيراس»:الجامعيون انشغلوا بالتدريس ولم يعد لهم الوقت الكافي لمهنة البحث صدور العدد الأول من مجلة « حقائق » باللغة العربية « مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات: سمينار الذاكرة الوطنية مع الأستاذ الطيب التريكي: حول مسارات التربية القومية أثناء تولي الأستاذ محمود المسعدي 1958-1968 قدس برس: بلخادم رئيساً للحكومة الجزائرية بدلاً من أويحيى .. ردود فعل متباينة حول التغيير الحكومي وتطلعات لمعالجة الملف الاجتماعي رشيد خشانة: مخاوف أميركا وإسرائيل من «زبترة» ايطاليا محمد الحداد: دفاعاً عن أيان هيرسي علي ما بين الصومال وزوايا المعمورة د. أبو خولة: رئيس الموساد يدعو للهدنة محمد شريف: السلام العادل رهين بتطبيق القانون الدولي
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
« كان هناك تواطؤ من قوات أمن تونسية »!!!!
في حوار أجراه الصحافي سامي كليب مع المناضل الفلسطيني غازي عبد القادر الحسيني وبثته قناة الجزيرة الفضائية يوم 27 ماي 2006، وردت الفقرة الخطيرة التالية:
سامي كليب: طب وأبو جهاد؟
غازي الحسيني: أبو جهاد تم اغتياله في تونس وكان هناك تواطؤ من قوات أمن تونسية
.
سامي كليب: أكيد المعلومات؟
غازي الحسيني: أنا بأقول لك ليش أكيد أولا السيارة اللي جاءت وتم الاغتيال فيها كانت سيارة مشابهة تماما لسيارات الأمن التونسي وجاءت في موعد اللي بتجيء فيه سيارات الأمن التونسي في ذاك الوقت غابت سيارة الأمن التونسي لم تجيء، ثاني شيء لما زوجته طلبت الجهات الرسمية الأمنية التونسية لم يحضروا إلا بعد ساعة إلا ربع، قائد كبير يُغتال لا تأتي قوات الأمن إلا بعد ساعة إلا ربع من اغتياله ليش؟
يمكن مراجعة النص الكامل للحلقة الثانية من « غازي عبد القادر الحسيني.. تاريخ عائلته » على الوصلة التالية:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D8253A8A-057E-41BA-83BA-A82965F3D695.htm
(المصدر: موقع الجزيرة.نت نقلا عن خبر نشره « عماد » على موقع نواة بتاريخ 30 ماي 2006 على الساعة 14 و54 دقيقة)
بسم الله الرحمن الرحيم رفع التباس
القراء الأعزاء لقد وقع التباس في الاسم رقم 17 من قائمة الإمضاءات على « بيــان من أجل إنهاء مأساة طالت » المنشور في عدد 2198 بتاريخ 29 ماي 2006 أحدث ضررا أدبيا كبير لأحد الأخوة.
الرجاء أن تعودوا إلى البيان و تجعلوا الاسم رقم 17 : محمد صالح و يبقى اللقب نفسه : العابد 17 محمد صالح العابد فرنسا
د.عبد السلام الأسود
الاتحاد العام التونسي للشغل
النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي
بـيـان
جدّت يوم الجمعة 26 ماي 2006 على الساعة الثامنة والنصف صباحا بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، واقعة على غاية من الخطورة قام بها عون إداري وتمثلت في احتجازه لعدد من الطالبات المحجبات بأحد مكاتب الإدارة وإغلاق الباب عليهن بالمفتاح وذلك بعد أن استدرجهنّ إلى المكتب المذكور.
واعتبارا أن هذه الأفعال تمثل سابقة خطيرة لم تعهدها كليتا الحقوق والعلوم السياسية بتونس والعلوم الاقتصادية والتصرف بتونس، فإن النقابة الأساسية:
– تعبّر عن استنكارها وشجبها الشديدين لما أتاه هذا الموظف من عمل ليس له مكان في حرمنا الجامعي.
– تطالب بفتح تحقيق في هذه الواقعة وباتخاذ كل الإجراءات التأديبية والقانونية ضدّ هذا الموظف نتيجة عمله الإجرامي.
– تحمل سلطة الإشراف مسؤولية الأجواء المشحونة التي تعيشها الكليتان نتيجة تحميلها الإدارتين مسؤوليات خارجة عن نطاق المهام الراجعة إليها والتي تحدث اضطرابا للسير العادي للامتحانات.
– تدعو الزملاء المدرسين لعدم الانخراط في مثل هذه الممارسات ورفض أي تدخل خارجي أثناء قيامهم بمراقبة الامتحانات وذلك طبقا للتراتيب المنظمة لسير الامتحانات.
– تعبر عن رفضها إقحام الجامعيين في مسائل دخيلة على العمل الجامعي ولا تمتّ له بصلة.
النقابة الأساسية لكليتي العلوم الاقتصادية والحقوق
نص العريضة التي يطالب فيه محامو تونس إحالة وزير العدل البشير التكاري ورئيس مجلس النواب فؤاد المبزع على مجلس التأديب بصفتهما محاميين مرسمين بالجدول
» نحن االمحامون الممضين أسفل هذا بعد تدارسنا لمواقف كل من البشير التكاري المحامي الغير مباشر و الشاغل لمنصب وزير العدل ووقوفه وراء إصدار عديد القوانين الماسة بمبادئ المحاماة و قيمها و استقلاليتها آخرها قانون المعهد الأعلى للمحاماة و الأستاذ فؤاد المبزع المحامي المباشر و الشاغل لخطة رئيس مجلس النواب لعدم اكتراثه بمنع السيد عميد المحامين و أعضاء مجلس الهيئة الوطنية و مجالس الفروع من حضور مداولات مجلس النواب أثناء مناقشة مشروع قانون المعهد الأعلى للمحاماة و اعتداء البوليس السياسي عليهم بالعنف اللفظي والمادي وهي مواقف تتنافى مع مبادئ التضامن بين المحامين و واجب الزمالة .
و بناء على ما تقدم فإننا:
1- نطالب السيد رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس بإحالة كل من الأستاذين البشير التكاري وفؤاد المبزع على مجلس التأديب .
2- نطالب مجلس الهيئة الوطنية للمحامين المنتصب كمجلس تأديب بالتعهد و البت في موضوع الإحالة ».
(مرسل النص: الأستاذ رابح الخرايفي المحامي بجندوبة)
» لا مواطنة بدون مساواة ولا ديمقراطية في غياب الحريات «
احتجاجات شعبية في تونس بعد منع طالبات محجبات من تقديم الامتحانات
محامو تونس مستعدون لحوار مشروط مع الحكومة
المحامون الموريتانيون يضربون تضامنا مع زملائهم التونسيين
احتدام الصراع بين السلطة والمنظمات المدنية في تونس
تونس ترفض تصريحات فرنسية بشأن حقوق الانسان
مصدر مأذون بوزارة الشؤون الخارجية:
« تونس لا تقبل في مجال حقوق الإنسان الدروس من أحـد »
تونس 30 ماي 2006 ( وات ) – أدلى مصدر مأذون بوزارة الشؤون الخارجية بالتصريح التالي:
//ان تصريح الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية يوم الاثنين بخصوص المؤتمر الذي حاولت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عقده يقتضي تقديم التوضيحات التالية.
إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعد مكسبا وطنيا ما فتئت السلطات التونسية تؤكد على أهميته وعلى دوره صلب المجتمع المدني .غير انه وللأسف الشديد فان الهيئة المديرة لهذه الجمعية التي من المفترض أنها تدافع عن دولة القانون ترفض احترام قوانين البلاد والامتثال لقرارات القضاء متحدية بوضوح وفي ذات الوقت القانون والعدالة.
وان السلطات العمومية التي لا تسمح لنفسها بالتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الجمعية تأسف للمأزق الذي آلت إليه هذه الوضعية.
ومن المهم التذكير بان الخلاف الذي تسبب في هذا المأزق هو نتيجة شكوى قضائية تقدم بها عدد من رؤساء فروع الرابطة ضد هيئتها المديرة. وقد حصل أصحاب هذه الشكوى من النيابة العمومية على مساعدة القوة العامة لتنفيذ الحكم الاستعجالي الصادر في سبتمبر 2005 والقاضي بإلغاء عقد مؤتمر الرابطة.
وذكر نفس المصدر بان تونس هي بلد قانون يضع احترام حقوق الإنسان في صدارة أولوياته وعليه فإنها لا تقبل في هذا المجال الدروس من احد//.
(المصدر: موقع وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 30 ماي 2006)
تونس: حظر مؤتمر رابطة حقوق الانسان شأن داخلي
بن علي يتسلم الميدالية الذهبية لأكاديمية النقائش والآداب الجميلة لمعهد فرنسا ودرع مؤسسة التراث الأندلسي
نهاية الأسبوع عقد الهيئات الإدارية لتعويض الأعضاء المستقيلين
الجامعة العامة تلوّح بإضراب والوزارة متمسكة بالحوار
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم
الهادي بريك ـ ألمانيا
فيما يلي كلمات تتفاعل مع الاخوة الكرام الدكتور عبد السلام لسود ولزهر عبعاب ومحمد لعماري وغيرهم سائلا المولى الكريم أن يجعلهم مفاتيح خير مغاليق شر .
التقويم العام للمبادرة : تزكية للجلاد وإتهام للضحية فأي ميزان هذا ؟
هل يصدق عاقل بأن حركة النهضة هي من إعتدت على عصابة النهب في تونس قبل عقدين من الزمان ؟ هب أن الحركة إرتكبت أخطاء وهو ما وقع بالفعل أفليس من العدل أن نقارن بين أخطائها التي لا تتعدى التصعيد السياسي السلمي وعدم كفاية التنسيق مع المعارضة في ذلك أو سوء تقدير الاوضاع محليا وإقليميا ودوليا وبين أخطاء العصابة وهي أساسا توخي الخطة الماسونية في تجفيف منابع التدين وخطة سحق الحريات الخاصة والعامة ضد كل الالوان السياسية والاطياف الفكرية دون أدنى تمييز وخطة إطلاق أيدي عائلة رئيس العصابة وأصهاره ليعيثوا في أموال الناس وممتلكات القطاع العام وشبه الحكومي فسادا ويؤمموه بالكامل أو جزئيا لمصالحهم وخطة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتمكين للنفوذ الامريكي لجعل تونس وكرا خبيثا ضد كل نفس مازالت فيه بقية باقية من إباء وصمود ضد الهيمنة ؟
أليس يكون أليق بالمبادرة لو ذكرت خطأ واحدا من أخطاء العصابة ؟ أليس من التجني إمطار الحركة بما فيها وما ليس فيها وهي الحلقة الاضعف بحكم منطق الاشياء صراعا سياسيا بين عصابة مسنودة بقوة الشرطة والدولة فضلا عن الحلفاء من الخارج وبين حركة سلاحها الوحيد كلمة منعت من بثها في المساجد وفي دور الثقافة وفي الاعلام وصودرت كل حقوقها في حد أدنى من الوجود ؟
هل تجدون جريمة أشد شناعة من جريمة تجفيف منابع التدين بعصا البوليس وهو الامرالذي لم يحدث أبدا في التاريخ الاسلامي على مدى أربعة عشر قرنا ؟ هل ينكر واحد منكم تلك الخطة التي تحدث عنها أعلام من مثل الامام القرضاوي في أكثر من كتاب له بل خصص لها كتابا بأسره لا بل خصصت لها دورة من دورات مجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة وهو السبب المباشر لعزل الشيخ الحبيب السلامي ذلك الرجل الكبير الذي آثر رضى الرحمان على نعيم العصابة وكل نعيم دون نعيم الاخرة زائل ؟
هل تجدون جريمة أشنع من جريمة منع المرأة التونسية من حقها في كشف أو ستر شعر رأسها؟
لم تغاضيتم عن كل تلك الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا حتى إبان ما سمي بالثورة البلشفية عام 1917 وغزو مناطق البلقان والقوقاز وسلخ شعوب إسلامية بأسرها من جلدها الاسلامي ؟
هل يمكن أن ينسى الملف الحقوقي الاسود القاتم لتونس منذ تولي رئيس العصابة الحكم ؟
ألم يتطرف إلى حد إدانته مرتين من أعلى لجنة حقوقية أممية وأكثر من ذلك من البرلمان الاروبي فضلا عن المنظمات الحقوقية المشهود لها بالصدقية ؟
هل تقارن جرائم العصابة في سحق الحريات الخاصة الشخصية جدا فضلا عن الحريات العامة بما يقع في أي بلاد من بلدان الدنيا ؟ ضرب الاسلام السياسي في ليبيا ولكن بقي التدين محفوظا مصانا في حين سعرت نار الحرب الملتهبة على كل مظهر من مظاهر التدين في تونس ورمز من رموزه حتى أحرق الشباب المصاحف الكريمة في بيوتهم وفسخ أصحاب سيارات الاجرة البسملات والتعويذات من الواجهات البلورية خوفا من الاخذ بالظنة والريبة . سالت أنهار من الدماء في الجزائر ولكن التدين ظل محفوظا ثم جاءت مبادرات العفو والوئام فمسحت الجراحات الثخينة . في المغرب الاقصى حياة إسلامية نامية دينيا وفي صفوف البرلمان سيما في عهد الملك محمد السادس . في مصر ينافس الاخوان السلطة ورغم كل محاولات التزييف والقهر يصلون إلى البرلمان فضلا عن حراكهم الاجتماعي والثقافي والاعلامي وفي فلسطين كذلك وفي الاردن والكويت ولبنان وتركيا وكل البلاد ا لعربية والاسلامية تقريبا تجارب إسلامية كانت كلها تكرع من التجديد الاسلامي لحركة النهضة التونسية في قضايا الحكم والسياسة والمشاركة والمواطنة والمرأة والتراث والغرب ولكن لسوء حظ تونس التي إغتصب الحكم فيها حذاء قذر تأخرت حركتنا وتقدم غيرها .
هل تجدون جريمة أشنع من إطلاق أيدي عائلات القصر في الممتلكات العامة والخاصة للدولة والناس بسيف القوة والغلبة والقهر ؟ هل كل ما كتبه سليم بقة في الجرأة على مدى عقد ونصف كامل باطل في باطل ؟ هل تدرون ماجرى معه ليكف عن ذلك ؟ ألا تعلمون أن ذلك هو حديث الناس كلهم في تونس ؟ أعرف أمثلة حية ورب الكعبة في إستيلاء ـ فلان من أهل القصر ـ على معمل بأسره ولا شك أن كل واحد منكم يعرف أكثر مني أضعافا مضاعفة .
هل تجدون جريمة أشد شناعة من التطبيع مع الصهيونية من بلد مثل تونس لا شئ يربطها بالصراع الاسلامي الصهيوني في مستوى الحكم : لا هي من بلدان طوق الحماية للسرطان الاسرائيلي وعوامل أخرى كثيرة ورغم ذلك لا يكتفى بتدنيسها بذلك الخبث بل تباع للادارة الامريكية اليمينية المتطرفة المتصهينة تستخدمها وكرا خبيثا ضد النظام الليبي مثلا ؟
أليست تلك ثوابت كل مسلم مهما تقلبت السياسة والسياسيون : الهوية الاسلامية التي لا نقبل أن تجتث عبر خطة تجفف منابع التدين تقودها دولة بوليسية بالحديد والنار والحريات الخاصة على الاقل في بدن المرأة والرجل كشفا أو سترا حتى لو تنازلنا تحت القهر عن بعض الحريات العامة إلى حين والوقوف إلى جانب العدل الاجتماعي سيما حين تتسلط الدولة وعائلاتها الحاكمة تسلط الجراد الجائع على كل ما يسيل اللعاب مما لذ وطاب من عرق الفلاحين والصناعيين والكادحين ومقاومة التطبيع سيما في بلد بعيد جدا عن فلسطين المحتلة ؟
مبادرة أخطأت الزمان لان الحرب اليوم تدور رحاها ضد الحريات متأججة متوقدة :
لوكانت هذه المبادرة في أوائل التسعينات لكان النظر إليها مفهوما معقولا مقبولا أما اليوم في ذات اللحظة التي تعصف فيها الدولة التي تزكون رئيسها وتبرؤونه من جرائمه بكل مقومات المجتمع المدني من محامين لم يضنوا بالغالي والنفيس دفاعا عنكم أنتم وعن قضيتكم وعن إخوانكم ومن حقوقيين أجانب بمثل ماجرى للسيد ستاينر السويسري ومن قبله الصحفي الالماني في مؤتمر الاعلامية ومن عدوان صارخ ضد فرسان رابطة حقوق الانسان ومن صحفيين من مثل سليم بوخذير … أما اليوم فإن مبادرتكم ـ رغم إحترامي الشديد جدا لكم سيما لرفاق دربي الاعزاء الدكتور عبد السلام وعبعاب ولعماري ـ فإنها أخطأت زمانها خطأ شديدا .
ترى بأي معنى تستقبل الساحة السياسية في تونس مبادرتكم ؟ أليس بمعنى أن حركة 18 أكتوبر التي رفعت مطلب العفو التشريعي العام مطلبا وطنيا جادا وملحا لم يعد لها من معنى بعدما تبين أن حركة النهضة هي السبب في الازمة أما عصابة النهب والسلب فهي الضحية المغرر بها ؟
ألا ترون معي بأن عصابة الفساد فقدت كل مشروعية للحكم وسند للهيمنة ؟
ألا ترون أن تلك العصابة كان يمكن لها أن تجعل من بيان 7 نوفمبر 87 شرعية جديدة لو كانت وفية لحد أدنى من حد أدنى من وعودها بالحرية الخاصة الشخصية على الاقل ؟
كيف يجمع كل الناس اليوم ـ إلا بوق الشيطان برهان بسيس ـ على كون عصابة الفساد في النزع الاخير من حياتها وهي في رقصة الديك المذبوح لانها إستعدت المجتمع بأسره وليس الاسلاميين فحسب … في حين ترون بأن سبب الازمة في تونس هي حركة النهضة لانها لم تقد ملف المصالحة لاطلاق سراح المساجين بحكمة ؟
مبادرتكم لو قيمت سياسيا في زمانها فإنها لن تحصد شيئا يذكر لانكم تحالفتم من حيث لم تشعروا مع الظالم الجائر الذي عمم سخطه على كل الناس بعدما كان قد وعد وهوالكاذب الكذوب بأن مفتاح الحرية يبدأ بالقضاء على المتطرفين الارهابيين .
ألا توافقون الناس بأن حركة الزمان في تونس إستدارت بفضله سبحانه مع حركة 18 أكتوبر وأن ساعة التغيير قد دقت وأن المعركة في تونس بين مجتمع ناهض ثائر وبين عصابة نهب وسلب وفساد وتصهين وليس بين حركة النهضة وتلك العصابة ؟
لم لا تتجاوزون قضية النهضة وقيادتها وتتوجهون إلى المشكل الحقيقي : مشكل الحريات الموؤودة على مدى عقدين كاملين على الاقل ـ مشكل البطالة الذي يتسبب بإلقاء ما قدره عشرة شبان على الاقل شهريا إلى قروش المتوسط ـ مشكل الصحوة الاسلامية المباركة التي أينعت مجددا بفضل من ربك وحده سبحانه وهي التي تؤرق العصابة وأزلامها كأنها الشبح المخيف ـ مشكل المرأة المحرومة من أبسط حقوقها المهنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في الاسرة والمؤسسة والحزب والدولة ـ مشكل الشباب والعنوسة والطلاق والزواج والمخدرات … ؟
الحركة أخطأت وقيمت مسيرتها ونشرت أخطاءها فهل فعل غيرها شيئا من ذلك ؟
كتبت في هذا سابقا أكثر من مرة وأشرت إلى المراجع التي تحتوي على تلك التقويمات المنشورة والتي قالت فيها الحركة بصريح العبارة منذ عام 1995 بأن الازمة تتحمل مسؤوليتها السلطة ثم الحركة ثم المعارضة كما قالت بأن الحركة أخطأت يوم أجبرتها ظروف معلومة على توخي قدر من التصعيد السياسي السلمي ضد السلطة دون كفاية تنسيق مع المعارضة . بدأت الحركة مسيرتها بعد أول محنة عام 1981 بتقويم أفضى إلى مشروع الاولويات الشهير والذي أنتج بدوره تقويمات عام 1984 الشهيرة ثم كان مؤتمر 1995 شبيها بالمؤتمر التصحيحي إستفاد من أشد التقويمات إنتشارا لانها جرت خارج البلاد حيث قدر من الحرية وهي منشورة أمامي الان ورب الكعبة في كتاب صادر منذ عام 1995 وسبق لجريدة الحياة اللندنية أن إقتطفت من ذات الكتاب أجزاء بعد ذلك المؤتمر . هل فعلت العصابة شيئا من ذلك ؟ أليست هي صاحبة مشروع تصدير الحرب على ما أسمته التطرف والارهاب وهو مشروع قبر مبكرا بعدما أشبعته الدول العربية سخرية ؟ هل نجحت العصابة في شئ أكثر من نجاحها في لملمة شمل وزراء الداخلية العرب لاقناعهم بالحرب على الصحوة الاسلامية من خلال تجفيف منابعها من مثل المسجد والكتاب والمجلة والجريدة والزي الاسلامي وكل مظهر من مظاهر التدين ؟
الحركة هي صاحبة كل مبادرات المصالحة
سبق أن كتبت في هذا الموضوع كذلك بتفصيل دقيق جدا ما كان ينبغي لي نشره دون إذن من قيادة الحركة وهو الامر الذي لم أفعله . بدأت رحلة المصالحة عام 1991 في الخرطوم مع السيد نجيب الشابي موفدا إلى رئيس عصابة النهب من لدن رئيس الحركة ثم توالت التحركات حيث شملت أكثر من عشر رجال كبار من تونس والمغرب العربي والخليج ولو وزعنا ذلك زمنيا لالفينا بأن الحركة أنجزت ما يمكنها من محاولات المصالحة بمعدل موفد واحد رفيع المستوى مرة كل سنة . وكان آخرها محاولة لم تمض عليها سوى أسابيع قليلة في مبادرة من رئيس الحركة عبر الرجل الاول في دولة خليجية معروفة . لم يكن خطاب الحركة على إمتداد الفترة السابقة بأسرها صداميا ولا تشخيصيا بل كان في الاغلب تصالحيا ولكنه خطاب معارض يعمد إلى التشهير بالسياسات الفاشلة وليس بالاشخاص وإلى المغالبة السجالية عبر الكلمة والضغط الاعلامي كلما توفرت الفرصة وكل ذلك يؤدي في العادة إلى التفاوض الذي لم تأل الحركة جهدا في فتح سبله . لا يعني ذلك أن الحركة لم تقصر أو أنها لم تخطئ مجددا . ولكن الغالب على الممارسة هو الايجاب والعبرة بالحصيلة وليس بالجزئيات .
أبلغت الحركة المساجين سيما القيادة منهم في النصف الاول من عشرية التسعينات أي بعد سنوات قليلة جدا من الاعتقال والمحاكمة بأن لهم مطلق الحق في التحدث بإسمها والتصرف بما تقتضيه المصلحة التي يرتؤونها دون رجوع إلى أي كان ثم أبلغتهم بأن الحركة لا تكلف واحدا منهم أكثر من طاقته في الصبر على العذاب والضيق والظروف الموضوعة لحتفهم واحدا بعد الاخر وهو ما حصل بالفعل ضد أكثر من عشرين سجينا .
هل تعتقدون أن الحركة لها من سلطان سليمان عليه السلام أو من قوة من أوتي علما من الكتاب في ذات القصة القرآنية حتى تقول لمسار المصالحة كن فيكون إذا كانت العصابة تتمترس وراء جدر حديدية صلبة سميكة تغريها قوتها الزائفة وتحالفاتها الدولية الخادعة ؟
أم هل تعتقدون أن الحركة تمسك أفرادها في السجن وخارجه في كل مكان بعصا سحرية تأمر فتطاع ؟ هل كان من واجب الحركة أن تطلب العفو من رئيس العصابة حتى يرضى عنها ويسمح بخروج المساجين أما كان يجب على المساجين أن يفعلوا ذلك وما الحيلة إذا كان كل واحد منهم آثر الثبات والصبر تقربا إلى الله سبحانه ؟ هل تحمل الحركة كل أبنائها على الاخذ بالرخصة إذا كان بعضهم يؤثر العزيمة ؟ المشكلة هي أن كل المساجين بدون أدنى إستثناء آثروا العزيمة .
جريمة الحركة أنها حافظت على ثوابتها
تلك هي جريمة الحركة في نظر بعض الناس وخاصة جريمة عدم التنازل عن الصفة السياسية وذلك هو ما يحير العصابة وأزلامها . لكل حركة ثوابت ولكل كائن حي أصول . هل قرر واحد فينا بالنيابة عنا الحفاظ على تلك الثوابت؟ ألم تعتمد الحركة الاساليب الديمقراطية في الاختيار وخاصة في المهجر بحكم فسحة الحرية ؟ لقد دعا الدكتور صالح كركر عجل الله له بالشفاء إلى شئ قريب من ذلك ونشر ذلك على مراسلة داخلية للحركة فلم يستجب له وكتب بعض الناس أمورا أخرى ولكن ظل الحوار يراوح مكانه فهل تريدون من الحركة أن تعقد مؤتمرا يخصص للنظر في أطروحة كل من كتب يوما في مكان ما رأيا ؟ ألا يحترم الناس خيارنا ؟ إذا كنا سنتنازل عن بعض ثوابتنا سيما الثلاثة المعروفة ـ الصفة الاسلامية ـ الصفة السياسية ـ الصفة السلمية ـ أفلم يكن من المناسب أن نفعل ذلك في بداية التسعينات ؟ هل تريدون منا أن نفكر بعقول غيرنا حتى يرضى عنا زيد ويقربنا عمرو؟
هل تظنون أن حركة النهضة ماتت وإنقرضت فلم يعد سوى تهيئة الجنازة ومباشرة إجراءات الدفن ؟ إذا كانت قد ماتت أو تحتضر فلم لا يبادر كل سجين بطلب العفو وإدانة الحركة وشتم قيادتها قبل أن يدركه الموت ؟
حقيقة دولية ما كان لها أن تغيب عنكم:
هي ذات الحقيقة التي غابت على الحركة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ومفادها أن التحول في طرف الارض الشرقي بتعبير وتفسير عماد الدين خليل في ذلك الوقت لم يكن تحولا عابرا لانه سيجعل من الانخرام في قيادة العالم لصالح القوة الامريكية الصهيونية شبيها بهزيمة ثقيلة لقوى المعارضة وخاصة الاسلامية منها لتلك القوة اليمينية المتطرفة وأي هزيمة أشد على المرء من تعري ظهره للرماة دون سند تقتضيه حالة الاستقطاب وليس حالة الولاء . لم يكن يومها عندنا في الحركة وفي قوى أخرى كثيرة في الحقيقة على إمتداد العالم من يدرك أثر ذلك التحول الذي عد بعد سنوات أكبر حدث في القرن العشرين وهو بحق كذلك .
ذات الحقيقة هي التي غابت عنكم أنتم اليوم وذلك حين تعزون عدم حل ملف المساجين والحريات في البلاد بصفة عامة إلى فشل الحركة في إدارة الملف والحقيقة هي أن دورة سياسية إستراتيجية جديدة خلفها ذلك التحول الضخم في الدنيا بأسرها كانت هي السبب الاكبر وليس الاوحد في رأيي في تمترس عصابة النهب في تونس وحرس قديم آخر كثير في بلاد عربية أخرى وراء منافع ذلك التحول تعطيلا لمطالب الحريات .
عشرية التسعينات إذن كانت قاسية على كل حركات التحرر في العالم بأسره و ليس على حركة النهضة التونسية فحسب وشاء ربك سبحانه بعد أن بدأت الامور تميل إلى ضرب من الهدوء أن تحل كارثة سبتمبر 01 فتزيد الطين الذي بالكاد تيبس ألف ألف بلة وبلة .
ولذلك كانت تلك الكارثة هدية بالمجان إلى عصابة الفساد في تونس وكل عصابة فساد في العالم وقبلها بشهور قليلة كانت أمريكا تجر أذيال الخيبة من مؤتمر حقوقي في جنوب إفريقيا .
لا يحسن بنا إذن سوى أن نقول بأن الحركة فاتتها الحنكة السياسية المطلوبة في البداية ليس لتوقي المحنة الشرسة بالمرة كلية ولكن ربما للحد من آثارها رغم أني شخصيا أشك في ذلك كثيرا بحكم تولي السلطة من لدن رجل مهر في ضرب قوى التحرر وتخصص في الدربة على قمعها وعوامل أخرى كثيرة يضيق عنها المجال هنا .
لا يحسن بنا إذن سوى أن نقول ذلك ونضيف إليه أمرا آخر وهو أن ربك سبحانه إختار لنا بفعلنا وليس بدونه قدرا لعله يكون الانفع لنا .
ولكن دعونا من الماضي الاليم : أليس الحاضر يشهد ذات المشهد الذي جمعت العصابة كل عوامل حربه فرمته عن قوس واحدة ؟ هل يمكن أن ننسب للعصابة نصرا واحدا والحال أن الصحوة الاسلامية التي حاربها بدون هوادة نبتت مجددا وبكميات هادرة عظيمة تملأ الوهاد والنجاد ؟ هب أنه قضى على حركة النهضة وهو لم يقض عليها في الحقيقة حتى لو عطل مشروعها أو صرم بعض حبالها فهاهي جحافل المعارضة تلتف في صعيد واحد العلماني مع الاسلامي ألا فلا يعد ذلك هزيمة ثانية للعصابة بعد هزيمته في وجه الصحوة ؟
أي مستقبل لعصابة نبتت في وجهها الصحوة فجأة على نحو لم يعد بد من الاعتراف بها والتنازل لها كرها بشئ ما وأي مستقبل لعصابة تجندت في وجهها المعارضة بكل أطيافها تطالب بحقها في العيش الكريم والحرية الكريمة ؟
أليس ذلك هو الخسران المبين ؟
الزمان إذن غير الزمان الذي تتحدثون عنه . ذلك زمان ولى ولن يعود واليوم لن تفلت العصابة من قبضة المجتمع حتى لو إفترضنا أن حركة النهضة ماتت وقبرت وإنقرضت وهو غير صحيح.
إذا كانت رسالتكم إلى شعبكم هي رسالة الحرية وليس سوى الحرية فهاهي الحرية تدق أبواب تونس وتفتك كل يوم مساحة : حرية التدين والحريات العامة معا ولو بتدرج وتعثر ودماء.
إذا كنا صادقين في حركتنا التغييرية الاصلاحية التي بدأناها قبل عقود ثلاثة فماذا يضيرنا أن تتحقق على يد غيرنا وقد بدأت تتحقق ولكن أليس من الاجحاف أن نقول بأن حركة النهضة لم يكن لها نصيب في ذلك أبدا بل هي كومة من العورات ؟
تصوروا أنه ليس هناك مساجين سياسيين صامدين ثابتين مؤثرين للعزيمة مؤمنين بعدالة قضيتهم هل يكون الحراك الذي نشهده اليوم هو ذات الحركة حيوية وعدالة وتدفقا ؟
عليكم بالنسبية دوما فهي خير علاج لما يعتلج فينا في أحيان كثيرة من أفكار ورؤى قد تشغب علينا تحت ضغوط عوامل كثيرة فتتشوش الصورة .
لجنة رئاسية لتسوية أوضاع المهجرين ؟
بداية هل عارضت الحركة إطلاق سراح المساجين لاسباب إنسانية حتى نصفها بالتعنت ؟
ألم تثمن الحركة في كل مرة يقع فيها إطلاق سراح من إستكمل عقوبته المقدرة أو لم يبق منها سوى أشهر قليلة جدا كل تلك المسرحيات التي تصرون على تسميتها مبادرات رئاسية إيجابية ليس لها من المناورة السياسية كما تقولون حبة خردل ؟
لقد قالت الحركة صراحة بأنها لا ترى مانعا أبدا من إطلاق سراح المساجين ولو على دفعات ولاسباب إنسانية وليست سياسية ورحبت بمبعوث الدولة قبل عام وجلست معه . الامر الوحيد الذي فاتنا هو التصريح بأن المساجين مجرمون متطرفون متعصبون إرهابيون زلت بهم القدم وأن الحركة ما كان لها أن تنشأ أصلا فهي جسم غريب في حقل غريب أو أن مكانها الطبيعي هو الهش والبش وتوزيع البسمات البليدة والمدائح الركيكة حول موائد السلطان ورموز الصولجان.
إذا كان الرجل الذي تتحدثون عنه جادا في تسوية أوضاع المهجرين فلم لم يبدأ بالمساجين ولم يهجم كما يهجم الذئب الغادر على المحامين والصحفيين والحقوقيين ولم لا يتوجه إلى رئيس الحركة أو إلى القيادات المسجونة ولم لا يصدر عفوا رئاسيا أو تشريعيا عاما أو يحفظ الملف ولو بالتدريج ودون ضجيج قد يجرح كبرياءه ؟
لم أعجب في مبادرتكم عجبي لقولكم بأن ما أسميتموه لجنة رئاسية لتسوية أوضاع المهجرين مبادرة رئاسية إيجابية في حين هي مناورة لئيمة خبيثة لشق صف الحركة خاصة والمعارضة عامة وطي ملف المعارضة الاسلامية والوطنية على النحو الذي يعزز موقع رئيس العصابة في زمن أضحى فيه بأمس الحاجة إلى مبادرة تخرجه من عنق الزجاجة الذي وضع نفسه فيه حماقة وسفاهة . عجبت لكم إخواني الكرام والله وحده يشهد أني أحبكم حبا جما سيما الدكتور عبد السلام ولزهر عبعاب ومحمد لعماري . لا ينقص رأيكم في نفسي من قدركم شيئا رغم أني أختلف معكم إختلافا شاسعا خاصة في هذه النقطة بالذات .
نحن أصحاب قضية سياسية محورها الحريات العامة والخاصة للشعب التونسي بأسره ولسنا أطفالا صغارا نلعب ونلهو زلت بنا القدم أو ندمنا على معارضتنا أو هويتنا أو خرجنا طلبا للرزق أو للنزهة أو تجار مخدرات حتى يقوم السيد الرئيس بتسوية أوضاعنا بتلك الطريقة المهينة.
لو كان لا يخشى شيئا يخوفه به الله سبحانه في نومه ويقظته لما حفل بنا بعد مضي عقدين كاملين بالكاد على تشريدنا . لا يحتاج ذلك إلى محلل سياسي شهير حتى يعلم حقيقة الامر.
حق مطلق في الاختلاف مع الحركة وقيادتها ومع كل أحدا أبدا
أنتم تعلمون أن الرجال في سوق الرجال لا يقومون بالافكار مهما كانت حكيمة أو خاطئة ولكن بأمر آخر لا يتسنى للاقلام والالسنة وصفه لانه من باب الخبرة العامة على مدى سنوات وعقود في حقل الحياة الطويل الممدود للناس بعضهم ببعض . وحديثي هنا موجه أساسا إلى الاخوة الثلاثة الذين ذكرتهم في هذا المقال أكثر من مرة بحكم المعرفة الشخصية الكافية . ولذلك فإن حق كل واحد منكم ومن غيركم في الاختلاف مع الحركة أو قيادتها أو أي طرف آخر مطلقا أبدا هو حق طبيعي فطري غريزي سبق الاديان ولكن أسسته الاديان على قواعده المناسبة له . لا أعتب ورب الكعبة على واحد منكم إختلافه مع أي طرف كان مطلقا طرا ولكني لا أرضى لكم ورب الكعبة مرة أخرى تزكية أشد الحكام اليوم حربا على الاسلام في أبسط مظاهره وعلى الحرية في أخص خصائصها الشخصية جدا . لا أرضى لكم التصريح بنصف كلمة تزكية للرجل الذي يتصل بشارون المقبور هاتفيا لالغاء أي برنامج لا يرضى عنه في قناة الجزيرة . لا أرضى لكم تزكية رجل دعا شارون المقبور رسميا إلى تدنيس أرض الزيتونة وبلاد عقبة وأبي زمعة . لا أرضى لكم ذلك مع علمي بأن مبادرتكم ـ وأنتم عندي من خيرة الاخوة الذين عرفت وخالطت وعاشرت ـ هي من باب التحرق على المساجين وعلى الاسلام والحريات وتونس بأسرها . أقركم على حق الاختلاف ولكن لا أقركم ـ إقرارا أخويا تقديريا ليس إلا ـ على تزكية الجلاد بما ليس فيه وإتهام الضحية بما ليس فيها . حين تمتد إليكم ألسنة تغمط حقكم في الاختلاف تعرفون من فتى ليوم كريهة وسداد نحر أما حين تختلف معكم الرجال ـ وأنتم رجال ـ إختلاف تقدير وأدب فإني أستأذنكم في الانحياز إليهم بذات التقدير وذات الادب . إخوانكم الذين تختلفون معهم رغم أخطائهم هم رحمكم وأهلكم وعشيرتكم ومعاطن الماء الذي تردون وفضلهم عليكم بعد الله سبحانه كبير إذ بعضنا لبعض على مدى عقود طويلة ناشئة خير وسند إحسان وبواعث معروف . هم أقرب الناس إليكم دينا ولغة ووطنا وقضية ومزاجا . ولا أظن أن أخطاءهم ـ وهي سياسية تقديرية لا شأن لها بالدين والشهامة والخيانة والفساد ـ تجعلكم تقطعون حبال ود ظلت لسنوات طويلة موصولة . والاهم من ذلك كله هو أن إختلافكم معكم يجب أن يدفعكم إلى الانحياز في معركة الحريات حامية الوطيس في تونس بين الجلاد وبين المجتمع إلى جانب المظلوم أبدا .
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم :
ذلك هو عنوان المعالجة أردت من خلاله التأكيد على معنى قرآني مفاده أن المظلوم يجوز له ما لا يجوز لغيره ومن ذلك أنه يجوز له الجهر بكلمة السوء تشهيرا بمن ظلمه وفضحا له بين الناس سعيا لاسترداد حقه من ناحية وطلبا لتكأكؤ الناس ضد الظالم لعله يرعوي وترذيلا لقيم الظلم بين الناس لئلا يستشري بينهم فيستمرأ . المظلوم إذن له وضع شرعي خاص لان الاسلام إنما قام على بغض الظلم وحربه وعلمنا أن أشد الظلم : الشرك ثم ظلم الناس ثم ظلم النفس ولذلك قال العلماء بأن الظلم الاول لا يغفره سبحانه والظلم الثاني لا يتركه أي يجعل القود ـ أي القصاص ـ فيه بين الناس بعضهم من بعض والظلم الثالث لا يبالي به أي يغفره وقد عد أهله ثالث ثلاثة يدخلون الجنة إلى جانب المقتصد والسابق بالخيرات . والحملة على الظلم والظالمين في القرآن الكريم أشد من الحملة على الكفر والكافرين .
كلمة أخيرة:
تلك هي مسؤوليتي التي دعيت إلى الالتزام بها بحسب ندائكم في بيانكم الاخير أدليت بها بكل صراحة ولكني أود دوما أن ينصب الحوار منا جميعا حول القضايا الحقيقية للبلاد وعلى رأسها قضية الحريات وقضية العدل الاجتماعي وقضية الصحوة الاسلامية الجديدة وقضية التطبيع .
معذرة لكم جميعا إن ند مني حرف يسيء إليكم .
والله تعالى أعلم
الهادي بريك ـ ألمانيا
تونس بين قمع الأمس و قمع اليوم
بقلم: نور الدين ختروشي
ماي 91 تونس تقاوم ونظامها يرد بالرصاص….
ماي 2006 تونس تعارض ونظامها يرد بلكمات…..
اليوم السبت 28 ماي 2006
جرس الهاتف يدق والصوت لصديق يساري يهاتفني من تونس العاصمة، ينقل على المباشر بعض ما يشاهد من « غزوة سبت الرابطة » ،ومن صفاقة ووحشية عصابات الأمن السياسي وجيوش السابع من نوفمبر التي تحاصر الشوارع المؤدية إلى مقر الرابطة.. وحالة الطوارئ.. وقد ختم نقله المباشر لما شاهد باستغرابه ودهشته من حدة قمع السلطة.
أجبت صديقي ببرود محايد: أحمدوا الله فالنظام اليوم يداعبكم ، ويضربكم بقفاز من حرير. أستغرب الصديق ردي ولم يفهم قصدي انقطعت المكالمة، وعبثا حاولت الاتصال به ….بعد المكالمة فتحت الحاسوب وزرت بعض المواقع الإعلامية وفهمت لحظتها إنني لم أحظي بسبق صحفي، فالأنباء تتوارد على المواقع بتفاصيل مملة، من موقع إلى آخر قرأت الأخبار العاجلة التي تتابع لحظة بلحظة كل ما يدور في الحي الكبير الممتد من بنزرت شمالا إلى رماده جنوبا. وتهاطلت البيانات فضحا لأصحاب الفضائح، وتشنيعا وتنديدا بنظام القمع العاري، و من القارات الخمسة …فعاليات، وجمعيات، ومنظمات، وأحزاب وطنية، وأخرى صديقة ،وثالثة صديقة الصديقة والكل يشيد بأبطال الحرية، ويشنع بعصابة الاستبداد…………. والجليلة أحلام بلحاج لم تجد ولا رفيقاتها في »جمعية النساء الديمقراطيات » ما به تعبر عن هول ما ترى …. أغلقت الحاسوب ،وعدت إلى وريقات كنت قد حبرتها منذ سنتين في شكل « مذكرات » تحكي أهم أيامي التي أمضيتها في صفوف الحركة الإسلامية…. فيها ما كتبت بشكل تحليلي بارد ،ومنها ما حبرت بصيغة روائية هاوية، وقد أوحت لي مكالمة الصديق نشر صفحة من تلك المذكرات على صلة بما أردت تبليغه للصديق الكريم:
ماي 1991
كان اليوم ربيع ، وكانت الساعة خريف، والموعد بمحطة » قرطاج درمش » مع أحد الأخوة « بقيادة الجامعة » ….الحملة على أشدها على أبناء الحركة……المداهمات الليلية والاختطاف من الشوارع، من مقرات العمل ،وحتى من مراسم دفن الأحبة ….كانت الرحى تدور وتطحن ودقيقها من جسد ذنبه أنه توضأ ، وجريمته حلم بسيط بوطن حر، كانت الأنباء تتسارع ولا تأتي بغير أخبار المعتقلين والمنازل المكشوفة …وقائمة شهداء التعذيب تكبر ..وفي كل مرة تدمى القلوب والعيون لا تدمع …. كنا نتألم ولا نبكي….. كنا نتابع، وكنا نلتقي، ونخطط وننفذ ونمضي الى قدرنا ونتهجد الليالي ونتواصى بالصبر ونتعاهد على الثبات وأموال الأخوة على ذمة العمل ومنازلهم على ذمة التنظيم وسواري الحرائر هدايا اليوم الجميل…… وكان الموعد وجاء الاخ العزيز أمطرني بما عنده من انباء كان جلها من محكيات ليل الوطن الحزين، ثم دخلنا في اللب….. أعلمني أن التعليمات قد أعطيت رسميا لاستعمال الرصاص إذا خرجنا إلى الشارع مرة أخرى….. فهل نؤجل التحرك أم نلغيه ؟؟ تشاورنا، وكان العزم منا معقود على المضي قدما مهما كلفنا الأمر، مادامت الخطة تسع الخطوة. أدليت بدلوي ووعد بنقل ما سمع » لمن يهمه الأمر » وتواعدنا على موعد في اليوم التالي، وكان في شارع محمد الخامس.
وصلت قبله وترجلت على عشب الشارع الجميل… وصلت إلى أول الشارع ،ووقفت للحظات أمام الساعة التي عوضت صنما.
يممت الوجه نحوها كسائح يتأمل مأثرة ،وبصري أخترق جدرانا باهتة رمادية أو سوداء تقع على بعد أمتار من الساحة ….جدران « الوزارة « ورأيت ما عرفته هناك، مكاتب التحقيق وعنابر الطابق الأسفل والسفلة غلمان السلطان ،شوارب غليظة، و ذكور من دون رجولة، وسياطهم، وعصيهم، وقواريرهم، وأسلاكهم، وحبالهم، والدم ينزف، ورائحة بول ، وقيح ، وصراخ، وعويل، وتكبير، وصمود الحر.. الرجل الطاهر حبيبي،، يلهج بذكر ربه، ويشبع جلاده رفضا ، ويصمد وينزف ولحمه أزرق،، والساقط يقهقه و أنيابه السوداء،، يرتشف قهوة وينفث أعقاب سيجارة ويطفئها، على جرحه النازف،يطفئها و يبللّها، بالقيح يبللّها المكلوب ويأمر أزرق الوجه أن يفتح فاه….أن يأكل ربع السيجارة المغموس في جرح تقيح…… يصرخ، يضرب بقبضته، بعصاه وبسوطه يضرب وبأسلاكه يصقع….. أفتح فاك « أبن ال….. » وأزرق الوجه يبتسم.. والوغد يصرخ، وأزرق الوجه مبتسم وفي حضن حمزة كان قد ارتمى، ويودع ويستودعنا الأمانة ويمضي….. وكريه الكره يصرخ، وجسد الشهيد نص الوطن الغريب ……………. ويد الاخ الكريم تربت على كتفي بلطف وتعيدني أليٌ والى الموعد الموعود جرجرت الخطو على رصيف الشارع الجميل، وقدمت له مخطط المسيرة، نقطة الانطلاق شوارع العبور، ونقطة الانسحاب، واتفقنا على العرض والتفصيل وتواعدنا وتعهدنا و تواصينا وإلى لقاء قريب .
في نفس الليلة التقيت بمشرف لجنة الحماية الأخ سعيد وشعره أسود وعيناه من أخضر شجر الصبار وملبسه أنيق، يعرفني ولا أعرفه، وضعنا أخر النقاط على آخر الحروف،،،، كلمة السر، طوق الحماية، واحتمالات الكر والفر وتأمين الانسحاب. عزمنا، وتوكلنا، والخيرة فيما أختاره الله، والكسب بأيدينا، شرا من أنفسنا وخيرا من ربنا….. و »من غبارها يعبق ريح الجنة يا رجل » . ضممته إلى صدري وكان الموعد في الغد الجميل، وجاء الشباب ليفتح الصدر ممرا للرصاص، ولكن بحمد الله وفقنا في اختيار المكان والمسار ،أمٌنا التحرك، وفاجأنا أجهزة النظام، وخرجت المسيرة في أمن وانتهت بأمان على تكبير الأخوة وزغاريد الأخوات،، وكأنها دربة لليوم القاني، يوم 08 ماي 1991. ..حيث كان الموعد بدون تواعد وسال الدم وزغرد الرصاص لزفاف الشهيدين وواجهنا الرشاش بقبضة يد، وحجيرات صغيرة، ومحفظة، وقلم، وكراس…… كان يوما لله كان يوما للوطن…. يا رمله،، يا مداه،،، جميل ذلك اليوم والجرم قبيح،، يا ربنا… يا وحدنا،، قل الزاد، وضعفت الوسيلة ، هذا دمنا وما نملك، ولن نهان ولن نهين ولن نهون….
وهذا المنفي وفيه ليل، و هزيعه جليد… تزورني وجوه الصبح قبل الفجر الهادئ بباريس يزورني الهادئ عبد الرءوف ووجهه نسيم…. يزورني الطيب كمال ووجهه صعب….. يزورني الصامت فيصل [1] ووجهه وسيم……سلام عليكم أحبتي وأنتم في عليين….. كم يلزمني من الحزن كي أكتب عن نصفكم الذي كتبوه جريمة كم يلزمني من الورد كي أكتب عن نصفكم الذي كتبناه بطولة كم يلزمني من الصدق كي أتدثر بكفنك …….. [2]
نورالدين ختروشي
باريس في 30 ماي 2006
[1] الشهداء عبد الرؤوف العريبي وكمال المطماطي وفيصل بركات ثلاثتهم سلموا الروح تحت التعذيب في مكاتب تحقيق النظام القائم.
[2] هذه الصفحة من تلك الصفحات أهديها لصديقي المنجي عله يفهم ما قصدت قبل انقطاع الخط وأهديها إلى الحرة أحلام بلحاج علها تستعيد الحرف وتجد ما به تصف ما عجزت عن وصفه.
(المصدر: موقع نـوتة بتاريخ 30 ماي 2006)
إذا عرف السبب بطل العجب
محرر صفحة 18 أكتوبر
كلكم يتساءل يا سادتي بتعجب و حيرة و استغراب و اشمئزاز – و أنا معكم تساءلت كثيرا ً – لماذا كل مسؤولينا السياسيين و الحزبيين في تونس يتكلمون بنفس الطريقة و الأسلوب ؟، و يتقنون نفس اللغة الخشبية القرونوسطية ، و يجيدون الكذب و التمثيل ، و ينعقون خارج السرب الإنساني ، و يستطيعون برمجة ألسنتهم على موجة واحدة ، هي نفس الموجة التي تبث منها إذاعة تونس و قناة تونس 7 و نفس اللغة التي تتحدث بها صحف نظام سبعة احداش.
و قديماً قالت العرب : إذا عُرف السبب بطل العجب .
لقد أجاد النظام في تونس على مدى عقد و نصف في شراء ذمم مرضى النفوس في المجتمع ، بأساليب رخيصة و وضيعة ، و استطاع بأسلوبه الأمني الصارم ، الذي يعتمد على الترغيب و الترهيب ، و التغاضي عن المفاسد و السرقة و النهب لدى ضعاف النفوس ( بل التشجيع عليها و رعايتها ) ، مع جمعها و حفظها في ملفات جاهزة ، يمكن فتحها عند اللزوم ، في دفع هؤلاء الفاسدين في اتجاه وحيد لا يستطيعون الحياد عنه ، أو حتى التلكؤ في السير فيه إلى النهاية ، لأنهم إذا التفتوا إلى الوراء شاهدوا ملفهم الأسود المكتنز بالسرقات الكثيرة و المفاسد العديدة ؛ و بذلك ارتبط استمرارهم في مناصبهم و قصورهم و خدمهم و حشمهم و ما جمعوه من عرق الشعب المسكين و دمه ، باستمرار ولائهم و طاعتهم و تمجيدهم و تبجيلهم لسادتهم و أصحاب الفضل و النعمة عليهم من آل الطرابلسي و عشيرتهم الأقربين .
بالله عليكم، هل سمعتم يوما أن مسؤولا تونسيا كبيرا كان أم صغيرا قدّم استقالته، احتجاجا أو استنكارا أو رفضا ل…..؟؟؟
موقع لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس
العلامة المجاهد الشيخ على الطرابلسي
شيخ مشائخ الزيتونية المعمور
بقلم حبيب الرباعي
انطلاق البث بإذاعة تونس الثقافية
السيدة ليلى بن علي تعطي إشارة انطلاق أشغال بناء نادي جمعية بسمة لإدماج المعوقين
سلسة القرارات الرئاسية
في ما يلى اهم القرارات الواردة بخطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة:
قائمة المكرّمين في اليوم الوطني للثقافة
المحاضرون يرفضون التوحيد القسري ويتمسكون بالهيكلة
حقائق عن « حقائق »
حول مسارات التربية القومية أثناء تولي الأستاذ محمود المسعدي 1958-1968
يوم السبت 10 جوان 2006 على الساعة التاسعة صباحا
** «هكذا ولد السيراس وهكذا توهّـج… وهكذا ضعف» **«كيف تحول مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية إلـى «فريقو» للمغضوب عليهـم من الجامعيين»؟
الجامعيون انشغلوا بالتدريس ولم يعد لهم الوقت الكافي لمهنة البحث
بلخادم رئيساً للحكومة الجزائرية بدلاً من أويحيى ..
ردود فعل متباينة حول التغيير الحكومي وتطلعات لمعالجة الملف الاجتماعي
الجزائر – خدمة قدس برس
تفاوتت مواقف الأطراف السياسية الجزائرية من انتقال رئاسة الوزراء في البلاد، من أحمد أويحيى إلى عبد العزيز بلخادم، إلاّ أنّ حالة من الترحيب الحذر يمكن العثور عليها، بينما لا يبدي المراقبون تفاؤلاً ملموساً إزاء ذلك.
جبهة التحرير الوطني: تغيير ملائم
فقد رحب العياشي دعدوعة، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني في البرلمان الجزائري، باستقالة أحمد أويحيى من رئاسة الحكومة، وتعيين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للأمين العام لجبهة التحرير، عبد العزيز بلخادم، خلفاً له. واعتبر دعدوعة أنّ التغيير جاء ملائماً وفي وقت مناسب.
وذكر القيادي البرلماني في تصريحات نقلتها عنه صحيفة /الخبر/ الجزائرية، أنّ عملية تغيير رئيس الحكومة جاءت استجابة لمطلب الغرفة الأولى للبرلمان، التي هدّدت بسحب الثقة من الحكومة، وقال إنّ عملية التغيير تلك هي « مطلب جماهيري وحزبي بالنسبة لمناضلي حزب جبهة التحرير، الذين طالما رأوا بأنّ رئاسة الحكومة حق منزوع من حزب الأغلبية »، في إشارة إلى الجبهة.
« حمس »: إجراء عادي
من جهتها؛ اعتبرت حركة مجتمع السلم، التي كانت واحدة من المطالبين برحيل أويحيى، أنّ التغيير الحكومي الذي حصل، هو « إجراء عادي ضمن مسار الديمقراطية الفتية »، كما قالت، وهو « يرسي مبدأ التداول السلمي في تسيير شؤون البلاد واستقرار مؤسسات الدولة »، على حد تعبيرها.
وطالبت الحركة، التي كانت مشاركة في حكومة أويحيى، ويشغل زعيمها بوجرة سلطاني، منصب وزير دولة بدون حقيبة، الحكومة الجديدة بالاهتمام بالوضع الاجتماعي ومعالجته من أجل وضع حد لما قالت إنه « توتر اجتماعي »، مطالبة بفتح المجال أمام التعددية والحريات العامة، وإجراء مشاورات وحوارات بين جميع الشركاء.
ولم تفوِّت « حمس » الفرصة للتعبير عن ارتياحها لاختيار بلخادم كعنصر من التحالف الرئاسي، الأمر الذي يدعم استمرار التحالف الثلاثي الرئاسي الذي يضم كلاً من « حمس »، وجبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، الذي يقوده أويحيى.
« الإصلاح الوطني » ترحب والمهم هو « التغيير السياسي »
أما حركة الإصلاح الوطني، التي يتزعمها عبد الله جاب الله، والتي انضمت قبل أيام للمطالبة برحيل رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى؛ فقد اعتبر عضو مكتبها الوطني، ومسؤول التنظيم، النائب لخضر بن خلاف، أنّ العبرة ليست في تغيير الحكومات ولكن في تغيير السياسات، مشيراً إلى أنّ حزبه يتطلع إلى أن تحقق الحكومة الجديدة ما عجزت عنه الحكومات المتعاقبة منذ التسعينيات، عندما اندلعت الأزمة، لا سيما في ما يتعلق بإرجاع الأمن والاستقرار، والشرعية، والتنمية ومعالجة الأوضاع الاجتماعية المتدهورة.
وبشأن إمكانية مشاركتها في تشكيلة الحكومة الجديدة؛ أكد بن خلاف أنّ حركة الإصلاح الوطني هيّأت نفسها للشراكة السياسية، للعمل ضمن الحكومة إذا كان هناك عرض جدي، حسب قوله، وفي ما إذا توفّرت الشروط الموضوعية والواقعية التي ذكرتها الحركة في أكثر من مناسبة. يُذكر أنّ حزب جاب الله يحوز على أكثر من أربعين مقعداً في البرلمان، ويحتل بذلك المرتبة الثالثة، من حيث عدد نوابه.
حزب أويحيى: معتادون على الهزات
أما موقف حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يقوده رئيس الحكومة المستقيل أحمد أويحيى؛ فقد عبّر عنه الناطق الرسمي باسم الحزب ميلود شرفي، عندما قال إنّ التجمع « متعوّد على الهزات ». يُذكر أنّ بعض التيارات السياسية في الجزائر، كانت اتهمت في وقت سابق أحمد أويحيى بعدم تحمسه لمشروع الرئيس بوتفليقة في المصالحة الوطنية، التي قد تعيد بشكل ما الإسلاميين إلى الواجهة.
لا تفاؤل كبيراً في أوساط المراقبين
وعلى ضوء هذه التفاعلات السياسية في الساحة الجزائرية، مع تغيير التشكيلة الحكومية؛ فإنّ الكثير من المراقبين لا يبدون تفاؤلاً كبيراً بالتغيير الحكومي، لا سيما وأنهم يعتقدون أنّ كل من يمسك بالحكومة يعرف جيداً حدود المربع الذي يتحرّك فيه، وأنّ يده ليست مطلوقة بما يسمح له بأن يطبع الحياة السياسية الجزائرية بطابعه.
بيد أنّ الجديد هذه المرة هو أنّ وصول عبد العزيز بلخادم إلى رئاسة الحكومة، ينطوي على بعض التحوّل، خصوصاً وأنّ الرجل محسوب على « التيار الوطني الإسلامي »، بل كثيراً ما دافع عن حق الجبهة الإسلامية للإنقاذ في العمل السياسي، كما ترأس في فترة ما من تاريخه جمعية مناهضة للتطبيع مع الدولة العبرية.
ويرى مراقبون في الجزائر أنّ حكومة بلخادم التي أمامها أكثر من عام؛ ستحاول أن تضفي طابعها الخاص على الوضع الجزائري، ولكن دون أن تُعرف حدود ذلك في الوقت الراهن، خاصة وأنّ المرحلة التي تمرّ بها الجزائر غير عادية على أكثر من مستوى، بما في ذلك ما يتعلق بالأحاديث الكثيرة عن خلافة الرئيس بوتفليقة، والأموال المتدفقة على الجزائر، بسبب ارتفاع أسعار النفط، والتي هبطت بديون الجزائر إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من 20 عاماً.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 27 ماي 2006)
مخاوف أميركا وإسرائيل من «زبترة» ايطاليا
رشيد خشانة
ما زالت الخطوات التي اتخذتها الحكومة الايطالية الجديدة تثير التساؤلات والحيرة في أميركا واسرائيل ليس فقط لجهة التعاطي مع الملفين العراقي والفلسطيني وإنما خاصة على صعيد انعكاساتها على التوازنات الأوروبية – الأطلسية والأوروبية الداخلية. وهناك ما يبرر تلك المخاوف بالنظر إلى أن مؤشرات عدة دلت على أن فوز ائتلاف «الزيتونة» بزعامة رومانو برودي في الانتخابات الايطالية الأخيرة شكل تحولا استراتيجيا في الحوض الغربي للمتوسط من عناوينه البارزة التخطيط لسحب القوات الايطالية من العراق والطلب من أميركا سحب غواصاتها النووية من قاعدة «مادالينا» في جنوب ايطاليا.
وكان لافتا أن السفير الأميركي في روما رونالد سبوغلي سارع الى الاجتماع بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الجديد ماسيمو داليما بعد ساعات من تسلمه منصبه زاعما أن الموعد كان محددا سلفا قبل معرفة نتائج الانتخابات واسم الوزير الجديد. غير أن اللقاء مع الزعيم الشيوعي داليما أعاد إلى الأذهان الفيتو الذي وضعته واشنطن في السبعينات على لسان وزير خارجيتها آنذاك هنري كيسينجر على دخول وزراء من الحزب الشيوعي الذي كان يقوده أنريكو برلينغوير إلى الحكومة الايطالية، وطبعا خضعت الطبقة السياسية الايطالية آنذاك للفيتو في اطار مقتضيات الحرب الباردة. وهذا يعني أن واشنطن باتت اليوم تقبل التعاطي مع الأمر الواقع الذي فرضه صندوق الاقتراع لأنها ببساطة لا تملك خيارا آخر.
وأحد المصادر الرئيسية لقلق واشنطن أتى من احتمال سلوك حكومة وسط اليسار الايطالية مسلك حكومة زاباتيرو الاشتراكية في اسبانيا التي راجعت الخيارات الأطلسية لسلفها اليميني خوزي ماريا أزنار، وبخاصة في الملف العراقي مما سيعمق من تصدع التحالف الذي تشكل قبل غزو العراق. ولا يُخفي الأميركيون في هذا المجال خشيتهم من «زبترة» ايطاليا (نسبة إلى زاباتيرو) انطلاقا من تلبد مؤشرات التباعد في سماء العلاقات الايطالية – الأميركية. وأول تلك المؤشرات هو إعلان برودي عن جدول زمني لسحب القوات الايطالية من العراق وتحويل مهمة من سيتبقى منها إلى مشاركة في أعمال الإعمار. وسعى رئيس الأركان الجنرال فيليبرتو تشيكي للتخفيف من وقع الصدمة لما أكد أن ثمانمئة جندي ايطالي على الأقل سيبقون في الناصرية بعد جلاء زملائهم لأن الفنيين والموظفين الذين يساهمون في اعمال إعادة الإعمار يحتاجون إلى حماية، خصوصاً أن محافظة ذي قار حيث يرابطون غير مستقرة.
وثاني المؤشرات تمثل بطلب لايطاليا سحب الغواصات النووية الأميركية من جزيرة سردينيا بعدما مكثت في قاعدة «سانتو ستيفانو» على جزيرة لامادالينا شمال سردينيا أكثر من ثلاثين عاما. وما من شك في أن نهاية الحرب الباردة قللت من قيمة القاعدة وأن الموضوع سبق أن أثير قبل سنة من الآن، غير أن تفكيكها الذي ستُبحث تفاصيله مع وزير الدفاع الجديد أرتورو باريسي يدل على نوعية العلاقات الجديدة الأميركية – الايطالية في ظل حكومة اليسار. ونلحظ القلق نفسه في اسرائيل حيث أثار تعيين داليما في منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية مزيجا من الارتياح والارتباك الذي عكسته صحيفة «يديعوت أحرونوت» لما كشفت عن وجود مخاوف لدى الأوساط الحكومية الاسرائيلية من هذه التسمية، فيما انتقدت «معاريف» محاولات الاجتماع به حتى قبل تسلمه منصبه الجديد.
وربما سيتنامى القلق الأميركي والاسرائيلي بسبب الأسلوب الجديد للقيادة الايطالية والذي ألقى بظلاله على مجالات كثيرة بينها العملية الواسعة لتسوية ملفات المهاجرين غير الشرعيين والمساعي الرامية لتشكيل حزب يساري قوي، ما سيحسم التوازن الراهن المتسم بالهشاشة بين الفريقين المتنافسين اليميني واليساري. والثابت أن تحسين مواقع الايطاليين من أصل عربي في المسرح السياسي لا يبعث على الاطمئنان، ومن علاماته انتخاب الأكاديمي والمعلق في صحيفة «لاريبوبليكا» خالد فؤاد علام نائبا وهي المرة الأولى التي يجلس نائب يتحدر من أصل عربي تحت قبة البرلمان الايطالي.
وعلى رغم أن ايطاليا ستبقى عضوا رئيسيا في الحلف الأطلسي وستحافظ على علاقات متينة مع أميركا في جميع المجالات، إلا أن فقدان الأخيرة حليفا من وزن برلوسكوني (بعد أزنار) يشكل تعديلا مهما في التوازنات الأوروبية – الأميركية، واستطرادا المتوسطية، لا ينبغي الاستهانة بانعكاساته واستتباعاته على العرب وقضاياهم.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 30 ماي 2006)
دفاعاً عن أيان هيرسي علي ما بين الصومال وزوايا المعمورة
محمد الحداد (*)
تتعرّض النائبة الهولندية الصومالية الأصل أيان هيرسي علي لحملة شديدة من الاتهامات والشتائم منذ عدّة أسابيع، ولا أتحدّث عن الحملة ضدّها في الصحف الهولندية بعد اكتشاف تضليلها لمصالح الهجرة عند لجوئها إلى هولندا وتقديمها بيانات خاطئة من أجل الحصول على اللجوء السياسي ثم الجنسية الهولندية. إنما حديثي عن المنشور بشأنها في بعض المواقع الالكترونية العربية وبعض الصحافة المكتوبة. والدوافع في هذه الحملة الثانية مختلفة، فهي نوع من التشفي بهذه المرأة التي اشتهرت في السنوات الأخيرة بمواقفها المستفزّة للمسلمين، وهي التي أوحت للمخرج تيو فان غوغ بشريط «خضوع» وموضوعه كما هو معلوم وضعية المرأة في الإسلام.
لا أعلم من أمر هذه المرأة أكثر مما نشرته وسائل الإعلام وليس لديّ دافع شخصي للتعاطف معها ولا أرى من الحكمة التسامح مع من يثيرون الأحقاد بين البشر. لكنّي اعتقد أنها لا تستحقّ هذه الحملة الشعواء ضدّها، وأرجو أن يتقبّل متّهموها هذه السطور كما تتقبّل هيئة محكمة منصفة مرافعة لسان الدفاع.
فهذه امرأة ولدت في الصومال، البلد العضو في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وأهله يعانون طوال تاريخهم كلّ أشكال الفقر والبؤس. ولم يكفها أن تكون امرأة مستضعفة بسبب اللون والجغرافيا، فقد نالها اضطهاد آخر بسبب انتمائها إلى الجنس الأنثوي، إذ خُتنت في الخامسة من عمرها بمقتضى تقاليد تُنسب بهتانا إلى الإسلام وهو منها براء. ثم قضت بق يّة شبابها خادمة في البيوت.
ما حظّ مواطن إفريقي أسود البشرة فقير الحال ينتمي إلى جنس الإناث في الحياة الكريمة؟ إنه تقريبا حظّ أحد قرّاء هذا المقال في الفوز بلعبة «اللوتري». ومع ذلك فازت ايان في ما أصبح مع الأسف لعبة «اللوتري» الإفريقية، أي العبور إلى أوروبا وطلب اللجوء هناك. وقد أصبح تلف طالبي هذا العبور إلى الفردوس الموعود أحد مواعيدنا اليومية مع متفرقات الأخبار.
لا شكّ أن شخصا في وضع ايان يهون عليه كلّ شيء من أجل الحقّ في الحياة والبقاء، فلا شيء أكثر قداسة من هذا الحقّ. وايان ليست مجرّد فتاة كذبت لتحيا، إنها إنسان صمد عشرين سنة أمام الموت البطيء الذي يلحق عادة بأمثالها، ثم سنحت لها الفرصة في سنّ العشرين فعوّضت في سنوات معدودات ما فاتها من الحياة. حصلت في هولندا على شهادة في العلوم السياسية وهوت السينما وتعلّمت اللغات الأجنبية وشاركت في الحياة العامة وأصبحت نائبة للحزب الليبرالي، الخ.
فهل كان يُنتظر من ايان شيء آخر سوى أن تخدم من مدّوا لها يد العون والمساندة ومنحوها حقّ الحياة وجعلوا منها إنسانا كامل الحقوق وافر الكرامة؟ ومن هو الأولى بالإدانة، الذي يصف أوضاعا رآها وعاشها وكان ضحيتها أم من يعتصم بالنصوص ليتهرّب من الحقائق؟ ومن هو الأجدر بالاحتقار، من يتمسّك بحبل الحياة أم من يزرع الموت البطيء في المجتمعات بتسميات مزيفة من دين وشرف وتقاليد؟
كم ألوفا مثل ايان ترزح في المجتمعات العربية والإسلاميّة تحت نير التقاليد البالية والأوضاع الاجتماعية الظالمة، فتذهب طاقاتها هدرا؟ كم أضاعت هذه المجتمعات على نفسها من فرص الاستفادة من الآلاف من المواطنين برفضها أن تفتح أمام الجميع فرص الارتقاء الاجتماعي والتعليم وحرية اختيار الزوج؟ كم امرأة تستبطن مثل تلك الطاقة الرائعة لايان، لكنها ممنوعة من أن تصرفها في الخير وفي تنمية بلدها وشعبها؟
إنّ الشاب المسلم المهاجر الذي اغتال يوم 02/11/2004 «صديق» ايان، المخرج تيو فان غوغ صاحب المواقف العنصريّة، لم يعش ما عاشته هي، وكذلك الوزيرة التي فتحت بشأنها التحقيق، وكذلك أصحاب الرأي الذين علّقوا على الحدث في المواقع الالكترونية العربيّة. والمرجّح أن ايان ستكون هدفا لحملات أخرى عديدة من الشتائم إذ يبدو أنّها تستعدّ لتقديم شريط جديد أكثر استفزازا للمسلمين ورشح أيضا أنها ستنتقل إلى الولايات المتحدة الأميركيّة لتنضمّ إلى معهد «أميريكان انتربرايز» الذي لا يحمل بدوره مشاعر ودّ للمسلمين.
لكني لا أرى أن المشكل الأكبر هو مشاعر المعاداة التي يحملها هذا الطرف أو ذاك باتجاه الإسلام والمسلمين، إنمـــا المشكل الأكبر هو حرمان المجتمعات الإسلاميّة من هذه الإرادات القويّة مثل التي أظهـــرتها ايان، إرادات تحوّل عاملة بيوت بائسة إلى شخصيّة عالمـــيّة، فهذه المجتمعات فــي أشدّ الحاجة إليها لتكون قـــوى بناء وتغيير، لولا أنّها تحكم عليها بالإعـــدام منـــذ الولادة. فمن أجل ذــلك كانـــت ايـــان جديـــرة بأن يدافَع عنها فهي الضحيّة وليست الجلاّد.
(*) كاتب وجامعي من تونس
(المصدر: ملحق تيارات بصحيفة الحياة الصادرة يوم 28 ماي 2006)
رئيس الموساد يدعو للهدنة
السلام العادل رهين بتطبيق القانون الدولي
« حقوق للجميع » منظمة سويسرية غير حكومية تأسست للمطالبة بتطبيق القانون الدولي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تمكنت مؤخرا من جمع أكثر من 10 آلاف توقيع لمطالبة الحكومة الفدرالية السويسرية ومنظمة الأمم المتحدة بالدفع لتطبيق القانون الدولي عندما يتعلق الأمر بحق الفلسطينيين.
في الحوار التالي، يعرٍف رئيس هذه المنظمة السيد أنور الغربي، وهو مواطن سويسري من أصل تونسي، بأبعاد هذه المبادرة وبأهداف المنظمة.
سويس إنفو: في البداية هل بالإمكان التعريف بمنظمتكم « حقوق للجميع »؟
أنور الغربي: جمعية « الحقوق للجميع » أنشأت خلال سنة 2000، بعد أسبوع من زيارة رئيس الوزراء السابق آرييل شارون الى المسجد الأقصى. وهي القضية التي أظهرت لعديد المناصرين للحق والعدالة وليس فقط للمناصرين للقضية الفلسطينية أن هناك ضرورة لإيجاد إعلام موجه ومركز ومباشر للشارع في سويسرا وفي جنيف بالاخص.
وأول نشاط قامت به هذه الجمعية تمثل في تنظيم مسيرة أطفال في 6 ديسمبر في جنيف حظرها ما يقارب 3000 شخص. وكان ذلك بمثابة فرصة للتعريف بالجمعية لدى الجمهور السويسري، وبالدرجة الأولى لتأكيد حق الفلسطينيين في العدالة وفي استرجاع حقوقهم المسلوبة.
ولتجسيد هذه الأهداف تقوم الجمعية بنصب جناح إعلامي في إحدى ساحات جنيف (ساحة مولار)، كان ذلك أسبوعيا في البداية وتحول اليوم الى موعد شهري في رابع أسبوع من كل شهر لشرح واقع معاناة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل السمعية البصرية.
سويس إنفو: هل هناك حاجة ماسة الى إعلام الجمهور السويسري بواقع القضية الفلسطينية؟
أنور الغربي: بالتأكيد لأنه واقع لا ينكره أحد بل لا ينكره حتى الإعلاميون السويسريون. فقد سبق أن سئلت مرات عديدة والجواب واضح إذ يكفي ان نشير الى أن هناك قتلى وجرحى فلسطينيين يوميا، وبالتأكيد أن الإعلام سوف لن يتطرق لذلك ولكن لو يصاب مستوطن واحد لوجدنا أنه سيتحدث عن ذلك بإسهاب.
فأنا لست من المقتنعين بفكرة المؤامرة أو بفكرة الإعلام الموجه، ولكن الواقع الذي نقلته لوسائل الإعلام السويسرية في جنيف هو أن هناك أكثر من 24 طفل وسيدة ورجل وشيخ قتلوا في فلسطين خلال الأسبوعين الماضيين، من من وسائل الإعلام التي تطرقت لذلك؟
لذلك نضطر للتطرق لذلك بوسائلنا البدائية عبر الإنترنت وعبر هذا الجناح الذي نقيمه شهريا وقد استطعنا ان نجلب أنصارا كثيرين لهذه القضية العادلة التي يساندها كل إنسان شريف على هذه الأرض.
سويس إنفو: ولماذا تم تسمية الجمعية بـ » الحقوق للجميع « ؟
أنور غربي: طرحت في الواقع عدة تسميات … ولكن تم اختيار تسمية « الحقوق للجميع » لأنه يعبر بالفعل عما نطالب به. فلماذا يحاكم ميلوسيفيتش (رئيس جمهورية صربيا السابق) على ما تم في البوسنة وكرواتيا، ويعاقب صدام حسين لما اجتاح الكويت، بأمر من مجلس الأمن الدولي وتنفيذ فوري من قبل الأمم المتحدة، بينما نجد أن هناك أكثر من 400 قرار صادر عن الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية ولم ينفذ منها حتى الآن إلا قرار واحد وهو قرار التقسيم وقيام دولة إسرائيل؟
فنحن كل ما نطالب به، وما أوضحناه لبرلمانيين أوروبيين خلال ملتقى نظمناه مع عدد من المنظمات الأخرى في جنيف ما بين 26 و 28 مايو الحالي، هو لماذا هذه المفارقات العجيبة في تطبيق القانون؟ ولماذا هذا الكيل بمكيالين؟ ولو أن الأمر قد تجاوز مجرد الكيل بمكيالين منذ مدة..
سويس إنفو: تحرككم اليوم تمثل في جمع أكثر من 10 آلاف توقيع لتذكير السلطات السويسرية والأمم المتحدة بأن هناك حقا لا يطبق عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين. بودي معرفة أبعاد هذا التحرك؟
أنور الغربي: هذا التحرك يدخل في نفس سياق النشاط الإعلامي والمسيرات التي نظمناها في برن وزيورخ وأخرى نظمناها مع أطراف أخرى مثل حزب الخضر. والهدف من ذلك هو تذكير العالم وتذكير الشرفاء في هذا العالم بأن القرارات أصبحت رسائل ميتة ولا يلتفت إليها أحد خصوصا وأننا لا ننتظر الكثير من أصحاب القرار على المستوى الدولي.
وسويسرا لها موقف مشرف خصوصا بعد تصريح الرئيس السويسري (موريتس لوينبرغر، التحرير) بخصوص قضية قطع الدعم عن الفلسطينيين بعد الانتخابات الديمقراطية والنزيهة التي اعترف بها الجميع والتي تعتبر لربما الوحيدة في المنطقة العربية. وإنني أتذكر ما قاله رئيس بلدية نابلس الذي كان بيننا قبل أسبوع في جنيف « إننا ننتظر من كل شريف في هذا البلد أية كلمة وأي تعبير عن التأييد يسندنا ولا يخذلنا، لأننا ندافع عن أرضنا وعن حقنا وعرضنا« .
وما نطالب به من خلال هذه التوقيعات هو دعم قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والمطالبة بعودة اللاجئين لأن هؤلاء الثلاث او أربعة ملايين تم نسيانهم. وقد زرت المخيمات في الجنوب اللبناني ووقفت بنفسي على ما يعاني منه اللاجئون الفلسطينيون. لقد اوقفتني سيدة عجوز وقالت لي « يا إبني انا لا أريد مالا او أي شيء، أريد أرضي، هذا مفتاح بيتي الذي لا يبعد بأكثر من 20 كيلومتر من هنا ولا استطيع حتى مجرد رؤيته. وهذه أمانة في عنقك وفي عنق السويسريين والعرب وفي عنق كل شريف ». وهذا لا يمكنني نسيانه.
سويس إنفو: وما هي الجهات التي وجهتم لها هذه التوقيعات وهذه المطالب؟
أنور الغربي: وجهنا هذه التوقيعات إلى رئيس الكنفدرالية السويسرية بعد أن كنا نرغب في توجيهها الى البرلمان السويسري. إذ بعد استشارة القسم القانوني بالجمعية إرتأينا أنه من الأفضل توجيهها للرئيس لنشكره على موقفه الأخير من الوضع في فلسطين ومن هذا الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني وعلى سياسة التجويع التي ينفذها المجتمع الدولي في حق الشعب الفلسطيني لإخضاعه.
كما وجهنا نسخة من هذه الإمضاءات الى المسئول بالأمم المتحدة عن منظمات المجتمع المدني السيد إسبينوزا، ولنا معه لقاء لمناقشة الموضوع.
كما وجهنا نسخة من هذه التوقيعات إلى البرلمان الأوروبي بستراسبورغ لأننا نعتبر بأن لهذه الدول الأوروبية دورا بما أنها ساهمت في دعم الشعب الفلسطيني وفي ذلك تذكير لها بذلك وبحقوق الشعب الفلسطيني وبحقوق الإنسان في فلسطين.
سويس إنفو: وهل توصلتم بردود لحد الآن من بعض من هذه الجهات؟
أنور الغربي: الى حد الآن الردود إعلامية وهذا يعتبر في حد ذاته إنجازا، ولكن سنشعركم حالما نتوصل بهذه الردود لأننا متأكدون من أن المسؤولين عودونا على الرد على مراسلاتنا من قبل.
سويس إنفو: وهل بالإمكان التذكير بالمطالب الواردة في النص المرفق مع هذه التوقيعات؟
أنور الغربي: من المطالب في الأولية إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. وتسوية مشكلة اللاجئين أو التعويض لمن لا يرغب في العودة. والانسحاب التام لكافة القوات العسكرية الإسرائيلية من هضبة الجولان والاراضي المحتلة في 1967 وخاصة القضاء على المستوطنات هذه البؤرة المتفجرة التي زرعت في قلب فلسطين. وهذه كلها قرارات قائمة على أساس الشرعية الدولية بالطبع.
سويس انفو – محمد شريف – جنيف
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 ماي 2006)