الثلاثاء، 2 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2689 du 02.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


اللقــاء الإصــلاحي الديمقراطــي: قرصنـة جديدة  لموقع « اللقــاء » النقابة العامة للتعليم الثانوي إضرابات احتجاجية دفاعا عن الأستذة المعاونين   الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع باجـة: تضــامن و مسانـــدة « حزب العمال الشيوعي التونسي: بـيـان – إثر الحكم القاضي بإخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره معركة حريّة الإجتماع في المقرات وفي الفضاءات العمومية – الدفعة الثانية من الامضاءات صــابر :البوليس يعتدي بالضرب على الأستاذ علي شرطاني صحيفة « القدس العربي » :القضاء التونسي يلزم الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض باخلاء مقره وتسليمه لمالكه الاصلي وات:حزب الخضر للتقدم ينظم منبر حوار حول /العنف انواعه اسبابه وكيفية معالجته واس: تونس: مهاجمة ركاب قطار يو بي أي:ارتفاع حجم وعائدات الصادرات التونسية من التمور  وات:افتتاح الدورة السادسة لمسابقة تونس الدولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره واس: افتتاح مسابقة دولية في حفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره محمد عبو:لماذا يستنفر فيلق لمنع انتخابات جمعيّة ؟ محمد فوراتي: الحكم بإخراج التقدمي من مقره فشل للحكومة الهادي بريك:  ماذا يحدث في المدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي  بمجاز الباب بتونس؟ عبدالحميد العدّاسي:أقولها وأمشي نورالدين الخميري :وجهة نظر:كي نكون إيجابيين جوبا الأول:«ولي العهد» الأمين العام المساعد المكلف بقسم النظام الداخلي المشهور «بالسيستاني» يواصل عمليات الملاحقة و التصفية. مصطفى عبدالله الونيسي: نظام الحكم في الإسلام : نشأة و صيرورة صحيفة « الوحدة » :الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان:في انتظار الشجاعة والجرأة وتجاوز الذات صحيفة « الوحدة » :ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل  طارق الكحلاوي: كتاب عودة الي الرقة:  تأكيد اكاديمي علي دور المدينة السورية في صناعة الخزف الحوار.نت: نعي و تعزية : من رواد الحركة الإصلاحية و الوطنية في الجزائر:الشيخ العلامة محمود بوزوزو، في ذمة الله صحيفة « القدس العربي » :مسؤول جزائري يؤكد وضع الامير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال في الحبس وكالة رويترز للأنباء:معتقلون اسلاميون مغاربة يضربون عن الطعام احتجاجا على المعاملة صحيفة « القدس العربي » :سؤال شيخ الأزهر عن رأي الشرع في تعذيب السجناء واعتقالهم دون أسباب.. صحيفة « الشرق »:إلى أين نحن ذاهبون؟ صحيفة « القدس العربي » :دروس أحمدي نجاد في كولومبيا ودروس طهران من بغداد وموسكو  « الجزيرة.نت »:في فهم الإستراتيجية الأميركية لإدارة بوش
 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 
بسم الله الرحمان الرحيم  اللقــاء الإصــلاحي الديمقراطــي 

قرصنـة جديدة  لموقع « اللقــاء »

 
يبدو أن موقعنا يزعج، يبدو أن الخط الذي ارتأيناه في التعبير لا يعجب، يبدو أن مواقفنا والتي تنبع من أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا لا تريح… تتجدد قرصنة موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي بعد محاولتين سابقتين منذ أسابيع لم تكللا بالنجاح، ولم يشفع وجودنا في أيام مباركة وشهر فضيل في عدم السقوط في الفعل السيء والعمل الشرير، لم ينفع تكرار هذه الأعمال مع فشلها في ثنينا عن مبادئنا وثوابتنا..، لم تفد نصائحنا المتجددة إلى هؤلاء القراصنة بأن يكفوا عن هذا الفعل المشين لأننا إن عادوا عدنا وإن استمروا في التخريب استمرينا في البناء! نريد أن نقول لهذه الأيادي الضالة أننا تيقنا أننا أصحاب حق وما ضاع حق وراءه صاحب لا يلين ولا يرتخي… نريد أن نعلنها مجددا أن إرادتنا من إرادة شعوبنا وإرادة شعوبنا من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر! خطأ الاستبداد أنه نسي أن الذي يربطنا بوطننا، وبأهلنا وبمشروعنا يتجاوز ذاتنا وإنما يتنزل في إطار من المسؤولية الواجبة تجاه هذا الوطن الحبيب وكل أهله الطيبين، مسؤولية يمليها واجب مقدس تجاه التاريخ والشعب، ونراها مدخلنا إلى طرق باب الجنة عبر العمل الصالح المصلح الذي نرتجيه، ويجعلنا لا نركن إلى صومعتنا أو محرابنا، أو نهادن أو نساوم من أجل عيش غير كريم، ولكن نعيش هموم الناس ونستشعر آمالهم، ونصطحب مشوارهم ونساهم في رفاهيتهم الروحية والمادية، بما حبانا الله به من قلم حر وصوت لن يرتجف. نريد أن نهمس إلى هؤلاء القراصنة أنهم أخطأوا تقدير الزمان هذه المرة، لقد أردتم تكميم أفواهنا والاعتداء على مواقعنا، وجعلتم فعلكم المشين في أول ليلة من ليال العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم، وسنعمل ونجتهد ونعمل على إعادة ما خربتموه وننوي اعتكافنا في محراب شاشاتنا وتعبد ربنا ونحن نجهد قوانا في محراب العمل الصالح من أجل توعية شعب وتعرية الاستبداد… ورغم هذا العناء والنصب فلن ننساكم من دعائنا فلعل الله أن يدركنا لطفا منه ورحمة وكرامة ليلة القدر فنسأل الله لكم العفو والمغفرة فعسى الله أن يدركنا بعفوه لنا لعفونا عنكم!!! د. خـــالد الطراولي اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي باريس في 02 أكتوبر 2007 / 20 رمضــان 1427

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع باجـــــــــة باجــــــة ( تونس) في 23 سبتمبر 2007 

تضـــــــــامن و مسانــــــدة

 
مع دخول الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي و مدير تحرير صحيفة الموقف في إضراب مفتوح عن الطعام انطلاقا من يوم 20 سبتمبر الجاري احتجاجا على التضييقات التي تتعرض لها مقرات الحزب في الجهات و مقره المركزي بالعاصمة لتجريده منها جميعا  يهمّ فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بباجـــة  =                                                                                          – أن يعبر عن تضامنه الكامل مع الحزب الديمقراطي التقدمي في حقه القانوني في ممارسة نشاطه السياسي بمقراته و حقه في الانتفاع بالفضاءات العمومية لندواته و تظاهراته احتراما للحـق الدستوري في التنظم و الاجتماع و حرية التعبير و النشر.          – وأن يعرب عن مساندته التامة للسيدة مية الجريبي و الأستاذ أحمد نجيب الشابي في مطالبهما العادلة و حقوق حزبهما المشروعة في المشاركة السياسية الحرة و التعبير عن الرأي المختلف .                                                                  – و يسجل قلقه الحقوقي و السياسي إزاء اضطرار نخب أحزاب المعارضة الوطنية و جمعيات المجتمع المدني غير الحكومية مرّة أخرى إلى تعريض صحتها بل و حياتها للمخاطر في سبيل الدفاع عن أبسط الحقوق المكفولة دستوريا بموجب القوانين المحلية فضلا عن الشرعة الدولية لحقوق الإنسان .                               – ينبه إلى ما يمكن أن ينجر عن مثل هذا التمادي في محاولة إخماد كل صوت حر و إماتة كل رأي مختلف و إحناء كل قامة منتصبة و كل رأس مرفوعة من تداعيات .                                                                                            – يطالب الجهات المعنية باحترام استقلالية القضاء و الإقلاع عن هذه الأساليب غير المقبولة في محاصرة ثقافة المغايرة و حق الاختلاف و الممانعة وفاء للوعود المقطوعة بإصلاح النظام السياسي و وضع البلاد على طريق التعددية و الديمقراطية بصورة مبدئية ونهائية .                                                                          – يدعو السلط  إلى تجسير العلاقة مع أحزاب المعارضة الوطنـــية و جمعيات المجتمع المدني المستقلة وإدارة حوار حقيقي معها حول مجمل ما تطرحه من مطالب و تحرير  المشهد السياسي و الحقوقي بالبلاد و تحقيق انفراج فعلي يفتح الطريق أمام آمال كل التونسيين و حلمهم في بناء مدينتهم الفاضلة الإنسانية ، مدينة كل الحقوق لكل الناس و جميع الحريات للجميع ، مدينة القــــــانون و المؤسسات و العدل .                                                                                                                                                        عن هيئة الفرع د. زهيـــر بن يــوســــف


حزب العمال الشيوعي التونسي  

إثر الحكم القاضي بإخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره:  بـيـان  

على إثر إصدار محكمة الناحية بتونس يوم الاثنين 1 أكتوبر 2007 حكما يقضي بفسخ عقد الكراء وإخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره المركزي بالعاصمة، فإن حزب العمال الشيوعي التونسي: –   يستنكر هذا الحكم الذي يؤكد توظيف السلطة التنفيذية للقضاء لعرقلة النشاط الحزبي والجمعياتي وتحويل المعارضة إلى مجرد واجهة. –   يجدد تضامنه مع الحزب الديمقراطي التقدمي ومع أمينته العامة السيدة ميّة الجريبي ومدير جريدة « الموقف » الأستاذ أحمد نجيب الشابي المضربين عن الطعام منذ 20 سبتمبر 2007 احتجاجا على ما يتعرض له حزبهما من تضييق ومحاصرة. –   يدعو كافة الأحزاب والجمعيات المتضرر جميعها من ممارسات الدكتاتورية إلى تكتيل صفوفها لوقف تنفيذ الحكم الصادر على الحزب الديمقراطي التقدمي والدفاع بقوة عن حرية العمل السياسي والجمعياتي.   تونس، 1 أكتوبر 2007   حزب العمال الشيوعي التونسي   (المصدر: « البديـل عاجل » من موقع حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 1 أكتوبر 2007)


الدفعة الثانية من الامضاءات

معركة حريّة الإجتماع في المقرات وفي الفضاءات العمومية –

 

نحن نشطاء المجتمع المدني الممضين أسفله ، وعلى إثر دخول السيدة ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي والأستاذ أحمد نجيب الشابي الأمين العام السابق والمدير المسؤول لجريدة « الموقف » في إضراب جوع مفتوح، بداية من يوم 20 سبتمبر الجاري ،احتجاجا على سياسة السلطة التي ضيّقت الخناق على الحزب وحرمته تعسفا من مقرّاته والاستعداد لتنظيم محاكمة مفتعلة لافتكاك مقره المركزي.

أولا: نعلن مساندتنا المطلقة للمضربين عن الطعام وتضامننا الكامل مع الحزب الديمقراطي التقدمي في معركته السياسيّة والحضارية المشروعة من أجل الوجود والتمتع بكامل حقوقه.

ثانيا: نعتبر  إن معركة حرية الاجتماع في تونس، لفرض الحق  في المقرات والحق  في الفضاءات العموميّة ورفع احتكار حزب الدولة لهذه الفضاءات، هي معركة الجميع: هي معركة الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان وفروعها حيث أن مجموع مقراتها مغلقة تعسفا وممنوعة على هيئاتها وترزح تحت حصار البوليس السياسي ليلا نهارا وبصورة متواصلة منذ ما يزيد عن سنتين.

والمصير نفسه عرفه مقر المجلس الوطني للحريات، ومقر الجمعية التونسيّة للنساء الديمقراطيّات، ومقرات حركة التجديد و التكتل الديمقراطي من أجل الحريات والعمل … كلـّها عرفت وتعرف الحصار والمنع البوليسي لروّادها، وكذلك مكتب جمعيّة القضاة الشرعية ومكاتب النشطاء من المحامين …

ثالثا:  سنسعى في الأيام القريبة لتكوين  لجنة دائمة لتصعيد نضالنا المدني من أجل حريّة الاجتماع في تونس وحقنا في مقرّاتنا وحقنا في الفضاءات العموميّة.

 

الجهة

الإسم واللقب

الصفة

فرنسا

خميس قسيلة

LTDH

فرنسا

كما الجندوبي

REMDH

فرنسا

محي الدين شربيب

CRLDHT

فرنسا

فاطمة بوعمايد

CRLDHT

كندا

جمال جاني

ADPM

فرنسا

وليد البناني

ناشط حقوقي

فرنسا

طارق بن هيبة

مستشار

فرنسا

علي التليلي

ناشط سياسي

فرنسا

الطاهر بلحسين

قناة الحوار التونسي

تونس

ايمن الرزقي

صحافي

تونس

توفيق العياشي

صحافي

تونس

محمد معالي

كاتب وصحفي

تونس

الحسين بن عمر

ناشط حقوقي

توزر

محمد هشام بوعتور

ناشط حقوقي

تونس

محمد ريغي

رجل اعمال

سوسة

مالك مليك

ناشط حقوقي

قابس

محمد العايدي

نقابي

فرنسا

ياسين الجندوبي

ناشط سياسي

القيروان

المنصف الوهايبي

شاعر. أ جامعي

القيروان

الحبيب البحروني

اطار سامي

القيروان

سوسن الجعدي

استاذة

القيروان

عبد الكريم عبداللاوي

استاذ

القيروان

محمد الفارسي

استاذ

القيروان

عبد الفتاح الفرجاوي

استاذ جامعي

القيروان

فوزي المقدم

محام

القيروان

انيس العياري

استاذ

القيروان

عبد الحميد السهيلي

استاذ

القيروان

محمد ا لبلطي

استاذ

القيروان

عز الدين السعيدي

استاذ

القيروان

مختار السهيلي

استاذ

القيروان

خميس الفالح

استاذ

القيروان

كمال السبوعي

معلم

القيروان

فتحي الشريف

استاذ

القيروان

كمال العبداوي

استاذ

القيروان

بشير السبوعي

استاذ

القيروان

محمد النوري

مرشد تربوي

القيروان

رضوان الفطناسي

استاذ

القيروان

عبد الجليل الرمضاني

قيم

القيروان

عبد العزيز السبري

استاذ

القيروان

جمال الشريف

استاذ

القيروان

الحبيب الجهيناوي

استاذ

القيروان

مصطفى الجهيناوي

استاذ

القيروان

احلام الياغولي

مواطنة

القيروان

المنصف الحراثي

استاذ

القيروان

زكية الضيفاوي

استاذة

القيروان

عادل الصالح

استاذ

القيروان

حاتم السالمي

استاذ

 

موقع الامضاء:elhorriaelaan@yahoo.f


البوليس يعتدي بالضرب على الأستاذ علي شرطاني

 
تونس الجريحة – خاص – بلغنا تعرض الأستاذ علي شرطاني إلى إعتداء بالضرب من طرف البوليس بجهة قفصة حين كان في طريقه إلى المقر الجهوي للحزب الديمقراطي التقدمي للتعبير عن مساندته لإضراب الجوع المفتوح الذى تخوضه الأمينة العامة للحزب الأستاذة  مية الجريبي والأمين العام السابق ومدير جريدة الموقف الأستاذ أحمد نجيب الشابي , ولم يتمكن الأستاذ شرطاني من مواصلة طريقه بفعل الإعتداء الذى تعرض له في حين تمكن آخرون من الوصول إلى المقر الجهوي للديمقراطي والتعبير عن مساندتهم له في التحرك الذى يقوده ضد سعي السلطة لغلق مقره المركزي وكذلك بعض مقراته الجهوية وعرقلة جريدة الموقف لسان حال الحزب وكذلك حجب موقعه الألكتروني وتعرض مناضليه إلى مضايقات البوليس السياسي.   صــابر : سويســرا


السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

 

علمت  من عائلة الدّكتور الصّادق شورو الّتي قامت بزيارته يوم الاثنين1 أكتوبر أنه أخيرا  قد و قع تسليم أخي عبد الكريم مجّلتي التّايم و الملاحظ و بأنّ مدير السّجن قد قال له بأن نعيد في زيارتنا المقبلة أي الاثنين 08أكتوبر مجلّة حقائق و جريدة الموقف و الوطن الّتي رفضت الكاتبة تسلّمها منّي في زيارتنا ليوم 24 سبتمبر

 

 كما أنّنا بشوق لرسائل أخي عبد الكريم الثّلاثة؛ الّتي لم تصلنا الى هذا اليوم

 

و الله نسأل أن يعود أخي الحبيب عبد الكريم الي البيت قبل موعد 08 أكتوبر و يقرأ المجلات عندنا و معنا و بيننا .

و يجد أنّ رسائله قد سبقت قدومه  ليقرأها  لنا بنفسه مباشرة

 

 

 وفي كلّ يوم نسأل الله أن يتقبّل صيامنا و أن يردّ غائبنا الينا و هو راض عنّا .اللّهمّ آمين

 

شكرا لكم و السّلام

 

هند الهاروني شقيقة عبد الكريم الهاروني، السّجين السّياسي و المناضل الّطّلابي

التّونسي

 


القضاء التونسي يلزم الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض باخلاء مقره وتسليمه لمالكه الاصلي

 
 تونس ـ القدس العربي : حكم القضاء التونسي امس الاثنين لصالح مالك مقر صحيفة الموقف الناطقة بلسان الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض. وتخوض الامينة العامة للحزب مية الجريبي ومدير الموقف احمد نجيب الشابي اضرابا عن الطعام بسبب هذه القضية التي ما تزال تثير حولها الكثير من الجدل. وينص الحكم علي فسخ عقد الايجار بين الطرفين والزام الحزب والصحيفة باخلاء المقر. وندد الشابي في تصريحات لـ القدس العربي بهذا الحكم واصفا اياه بانه حكم سياسي للضغط علي الحزب التقدمي الديمقراطي. وكان عبد الرحمن بوزيان، مالك العقار، وجه في 17 نيسان (ابريل) الماضي اشعارا الي الحزب المذكور بضرورة اخلاء مقره المركزي الواقع وسط تونس العاصمة بحجة ان عقد الأيجار ينص علي احتضان العقار المذكور لأنشطة صحيفة الموقف ، وليس انشطة الحزب . ونفي بشدة وجود اي خلفية سياسية لما اقدم عليه، وقال ان خلافه مع مدير صحيفة الموقف يعود الي ما لاحظه من تعمد استغلال عقاره كمقر مركزي للحزب الديمقراطي التقدمي من دون موافقته، في خرق واضح لبنود عقد الإيجار. واضاف انه لجأ الي القضاء المدني لحسم هذا الخلاف بعد فشل كل المحاولات للتوصل الي تسوية بالتراضي والحسني، بسبب تعنت المستأجر، وإمعانه في مخالفة بنود العقد . وفي المقابل، يتهم مسؤولو الحزب الديمقراطي التقدمي السلطات التونسية بمحاصرة نشاط حزبهم، وبالسعي الي طرده من مقره المركزي وسط تونس العاصمة من خلال الضغط علي مالك المقر، في حين تنفي السلطات بشدة هذه الاتهامات، وتؤكد ان النزاع المتعلق بمقر صحيفة الحزب هو نزاع مدني عقاري بين مالك ومستأجر . ورغم هذا النفي، اعلنت الجريبي في العشرين من الشهر الماضي، الدخول في اضراب مفتوح عن الطعام مع الشابي احتجاجاً علي الضغوط التي يتعرض لها حزبهما. واكدت الجريبي والشابي أنهما لن يوقفا اضرابهما المفتوح عن الطعام منذ 12 يوما، باعتبار ان هذا الاضراب ليس حركة انتحارية، بل هو حركة امل اخيرة تهدف للدفاع عن آخر مربع للحرية تبقي لنا.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 أكتوبر 2007)


تونس: مهاجمة ركاب قطار

 
تونس – واس- هاجمت عصابة من تسعة عناصر قطار ركاب فى ساعة متأخرة من الليل بضواحى العاصمة التونسية وسلبوا الركاب ممتلكاتهم تحت تهديد اسلحة بيضاء التى كانت بحوزتهم.   وفى التفاصيل اقتحم افراد العصابة احدى عربات القطار وسيطروا على الركاب وسلبوا مبالغ مالية وحلى وهواتف كانت بحوزة المسافرين وطعنوا واحدا منهم حاول التصدى لهم فيما تمكن مسافر اخر من الإتصال بسلطات الأمن التى تدخلت وتمكنت من القاء القبض على سبعة من افراد العصابة فيما لاذ اثنان بالفرار.   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 1 أكتوبر 2007)


حزب الخضر للتقدم ينظم منبر حوار حول /العنف انواعه اسبابه وكيفية معالجته/

 
تونس 1 اكتوبر 2007 ( وات ) نظم حزب الخضر للتقدم يوم السبت بمقره بالعاصمة منبر حوار حول /العنف انواعه اسبابه وكيفية معالجته/ حضره عدد من المتخصصين في علم النفس والاجتماع .   واوضح السيد منجي الخماسي الامين العام للحزب في كلمة بالمناسبة ان اختيار هذا الموضوع نابع من الوعي بضرورة التحسيس ببعض الظواهر التي قد تهدد توازن المجتمع مشيرا الي ان مجمل الدراسات التي قام بها المتخصصون في تونس توءكد ان العنف ظاهرة اجتماعية تهم كل المجتمعات دون استثناء   واستمع الحاضرون اثر ذلك الي محاضرتين ركزت الاولي على مفهوم العنف وانواعه ومختلف مظاهره والفضاءات التي يبرز فيها في حين تناولت الثانية بالتحليل ظاهرة العنف من منطلق الطب النفسي باعتباره العنف سلوكا او لغة عدوانية منافية للاخلاق الحميدة والسلوك الحضارى ناتجة عن الشعور بالحرمان وعدم الرضا .   ولاحظ المتدخلون بالنقاش ان العنف هو ظاهرة عالمية ناجمة عن الحروب ومختلف اشكال التهميش وعمق الفوارق التنموية بين الشعوب والافراد مشيرين الى تجربة تونس التضامنية الناجحة علي الصعيد الوطني وما تقدمت به من مبادرات متعددة علي الصعيد الدولي لتكريس التضامن العالمي .   كما شددوا علي ضرورة ترسيخ قيم الحوار داخل الاسرة وباقي الفضاءات والي اعادة صياغة الخطاب الموجه الي الشباب مثلما اكد علي ذلك دوما الرئيس زين العابدين بن علي بما يكفل التصدى الي العنف وعديد القيم السلبية الغريبة عن المجتمع التونسي .    (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 1 أكتوبر 2007)



افتتاح الدورة السادسة لمسابقة تونس الدولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره

 
تونس 2 أكتوبر 2007 (وات) افتتح السيد بوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية يوم الثلاثاء بجامع الزيتونة المعمور الدورة السادسة لمسابقة تونس الدولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره والتي تنتظم تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي من 2 إلى 8 أكتوبر 2007.   وابرز الوزير في كلمته العناية الفائقة التي يلقاها القران الكريم من لدن الرئيس زين العابدين بن علي الذى عمل منذ التغيير على تجذير تونس في هويتها العربية الاسلامية بقيمها السامية ومبادئها النبيلة السمحة.   وذكر باهم الاجراءات والمبادرات التي اقرها رئيس الجمهورية خدمة للدين الاسلامي الحنيف وحفظا لكتاب الله واخرها اذن سيادة الرئيس بانطلاق بث اذاعة الزيتونة للقران الكريم لتكون من منارات الثقافة النيرة فضلا عن حرص رئيس الدولة على طبع مصحف الجمهورية التونسية واعادة الاعتبار للكتاتيب والدعوة الى تنظيم المسابقة القرانية على الصعيدين الوطني والدولي.   ومن جهته اعرب الشيخ الحسن القاضي الادريسي من المغرب في كلمة باسم الضيوف المشاركين عن اسمى عبارات الامتنان والتقدير للرئيس زين العابدين بن علي لما يوليه من موصول رعاية للدين الاسلامي الحنيف وللقائمين على شؤونه مثمنا ما تشهده الحياة الدينية في تونس من حركية وثراء يتكامل فيها التمسك بقيم الاسلام الخالدة بالعمل الذى يعود على البلاد بالنفع والنماء.   واكد ان الادلة على حرص سيادة رئيس على اعادة الاعتبار للدين الاسلامي الحنيف كثيرة ومتعددة وان التاريخ سيشهد للرئيس زين العابدين بن علي بهذه الانجازات العظيمة.   ويذكر ان هذه الدورة السادسة تشهد مشاركة متسابقين من 20 بلدا عربيا واسلاميا.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 2 أكتوبر 2007)


افتتاح مسابقة دولية في حفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره

 
تونس – 20 رمضان 1428 هـ الموافق 2 اكتوبر 2007 م – واس – بدات في تونس اليوم نشاطات مسابقة تونس الدولية السنوية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها السادسة بمشاركة عدد من المتسابقين من 20 دولة عربية واسلامية . وافتتح وزير الشؤون الدينية التونسي بوبكر الاخزوري هذه المسابقة التي تشهد حضورا سعوديا من خلال مشاركة الشيخ عادل بن عبد الرحمن بن سنيد فى لجنة التحكيم والمتسابق ماجد بن منور القرشي فى مختلف مراحل المسابقة . ومن المقرر ان توزع في ختام المسابقة التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية التونسية الشهادات والجوائز على الفائزين في احتفال كبير يقام بجامع الزيتونة العريق بالعاصمة التونسية ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل .   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس – رسمية) بتاريخ 2 أكتوبر 2007)
 

 

لماذا يستنفر فيلق لمنع انتخابات جمعيّة ؟

 
بقلم محمد عبو   دبّت بعض الخلافات في الجمعيّة الدوليّة لمساندة المساجين السياسيين بين رفاق نضال تجمعهم قضيّة من أعدل القضايا. قضيّة بشر يقبع بعضهم في سجون القهر والذلّ منذ أكثر من 15 سنة بعيدا عن أبنائهم و زوجاتهم و أمهاتهم وآبائهم و إخوانهم ، كان خلافا بين مناضلين تجمع بينهم قلوب تحزن وعيون تدمع لمصائب غيرهم .   لم يكن هناك مؤشر على أن السلطة هي المسؤولة عن هذا الانشقاق لكن من الثابت أنها استفادت منه مثلما كانت تستفيد دائما من تشتيت الجهود و من انشغال المناضلين بقضاياهم الداخليّة كما استفادت منه الأقلام الباحثة عن النفع الخاص ورضاء ولي النعم .   شرعتُ في مساع صلحيّة مع بعض أصحاب النوايا الصادقة و كان ذلك بعلم الأجهزة الأمنيّة التي تتنصت على الهواتف و تتابع كلّ التحرّكات و كلّ اللقاءات دون أن تتدّخل.   و لكن صبيحة يوم الأحد 30 سبتمبر ( و لم أقل 31 سبتمبر ) حاصر عدد ضخم من أعوان الأمن مسكني و كذلك فعلوا مع الأساتذة سعيدة العكرمي والمختار اليحــياوي و سمير بن عمر ، و السبب هو منع إجراء الانتخابات الموحدة للهيئة المديرة التي دعا لها أعضاء الجمعيّة في كنف الوفاق .   لم تتدخل السلطة زمن الخلافات ولا في مرحلة المساعي الصلحيّة و إنما يوم النهاية الفعليّة لكلّ الخلافات بالإعداد لصعود هيئة مديرة جديدة. جندّوا فيلقا لو وقع توزيع أفراده داخل العاصمة لسجلّت الإحصائيات أن يوما قد مرّ بها دون أيّ جريمة نشل أو عنف أو بيع مخدرّات. لو وزعوهم على السواحل الشماليّة للبلاد لما انطلق منها مركب موت واحد نحو لمبيدوزا.   أهانوا من حاول الاقتراب للقيام بواجبه الانتخابي وإنقاذ جمعيته لتواصل الدفاع عمن ينتظر منا كلمة حق ترجع له الأمل و تخفف عليه وطأة السجن و ما أدراك ما وطأة السجن. أرهبوا الجيران و فتحوا باب التأويلات و الإشاعات.   إنها حقا رسالة من السلطة لكلّ من نسوا القضايا التي يدافعون عنها و انغمسوا فـي خلافاتهم يريدوننا مهمشين و ممزقين حتى يفعلوا بأبناء تونس ما يريدون فهل نقع في الفخ لم تغلب الضمير والمنطق ونبني وطننا الذي يحتاج منّا لكثير من الجهــد و التضحية ؟   تمت الانتخابات بالمراسلة و أنقذت جمعيّة و لكن مازال على الجميع العمل لرأب الصدوع. فلنعمل   تونس، في 1 أكتوبر 2007


الحكم بإخراج التقدمي من مقره فشل للحكومة

 
محمد فوراتي
كما كان متوقعا قضت محكمة تونسية ( الحكومة التونسية) يوم الاثنين الأول من أكتوبر بإخراج الديمقراطي التقدمي من مقره المركزي بالعاصمة بدعوى تحوله من مقر لصحيفة الحزب ( الموقف) الى مركز للاجتماعات السياسية. وهكذا بعد 13 سنة من نشاط الحزب المتواصل في هذا المقر وسط العاصمة يتفطن مالك المقر (المدفوع من قبل الحكومة) إلى هذا الخرق في سعي واضح إلى خنق أهم أحزاب المعارضة التونسية الفاعلة والذي يقود لواء الإصلاح الديمقراطي في البلاد. ووجب التذكير بأن إخراج الديمقراطي من مقره لم يتم فقط في العاصمة بل في حوالي عشر مقرات جهوية، وهو ما يؤكد الدور الحقيقي للحكومة في هذه الأزمة، وهي التي ضاقت ذرعا بحزب مستقل يرفض السكوت عن الخروقات القانونية والسياسية وانفراد الحزب الحاكم بشكل أرعن بمصير الشعب التونسي. كما وجب التذكير بأن هذه الحملة لم تأت من فراغ بل هي نتيجة لتوجه الحزب الذي أصبح خلال السنوات الأخيرة ومنذ تحوله من الاشتراكي التقدمي إلى الديمقراطي التقدمي إلى قوة سياسية فاعلة تدفع من أجل الإصلاح. كما جاء سعي الحكومة لإخراج الحزب من مقراته بعد إضراب الجوع الشهير في قمة المعلومات والذي شارك فيه ثمانية قياديين من المعارضة والمجتمع المدني ومنهم الأستاذ أحمد نجيب الشابي، ثم تشكيل هيئة 18 أكتوبر التي مثلت سابقة في تاريخ العمل السياسي التونسي. وكذلك تحول المقر المركزي للحزب إلى فضاء لاغلب انشظة المعارضة والمجتمع المدني.
ومن المؤكد أن الحكومة التونسية أصبحت تنظر إلى الحزب الديمقراطي التقدمي كمنافس حقيقي للتجمع ( إن بقي حزب اسمه التجمع) على الأقل من جهة خطابه التجميعي والإصلاحي والذي يجد قبولا واسعا في داخل تونس وخارجها. كما أصبحت صحيفة الموقف صوتا حرا لكل التونسيين وخاصة المظلومين منهم على مختلف الأصعدة السياسية والإجتماعية والثقافية فأصبحت بحق صوتا للحرية ومنبرا للرأي ومصدرا للخبر. كما أصبح المقر المركزي والمقرات الجهوية فضاء لكل قوى المعارضة والمجتمع المدني وهذا هو السبب الحقيقي في السعي لغلقها الواحدة تلوى الأخرى، حتى يقع التضييق على القوى الحاملة للواء الحرية وطردها من جميع الفضاءات ليخلو الجو للتجمع والاحزاب الكرتونية في المرحلة القادمة وخاصة في موعد انتخابات 2009. وكذلك لمزيد تنفيذ خطط النهب المنظم لثروات البلاد.
التبرير السطحي الذي تسوقه أبواق السلطة بأن الخلاف عقاري لا يمكن تصديقه من أي أحد. فلماذا لم تقع هذه الإشكالات للأحزاب الموالية للسلطة وهي كثيرة؟ ولماذا لم تقع للجمعيات الموالية (8000 جميعة) وإنما تقع فقط لمقرات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تسعى السلطة أيضا لإخراجها من كل مقراتها في العاصمة والجهات؟ ثم ما ضر مالك العقار أن يتم في المقر المركزي نشاط صحفي أو سياسي مادام يتقاضى حقوقه المادية منذ 13 سنة ؟ ونحن نعرف أن أصحاب العقارات لايهمهم شيء في علاقة بالمستأجر أكثر من المال.
لقد فشلت الحكومة في إقناع الرأي العام بوجهة نظرها المضحكة؟ كما فشلت في إدارة المعركة لأن الإلتفاف الشعبي وطنيا ودوليا ضرب سعيها إلى تشويه المعارضة بالإستقواء بالاجنبي. فالشعب التونسي يعرف من يستقوي بالاجنبي، ويتحالف مع أمريكا في حربها على ما يسمى بالإرهاب، ويسعى للتطبيع وإدخال الصهاينة إلى بلادنا بمناسبة وبدون مناسبة.  وبصفاقة لا تنتهي مع بعض الأبواق التي مجها الرأي العام نجد أن تهمة العمالة لأمريكا جاهزة دائما. ولكن الجميع يعرف أن القوى الوطنية والقومية والإسلامية واليسارية التي يتكون منها الديمقراطي التقدمي وهيئة 18 أكتوبر هي من يرفع لواء المقاومة في العراق وفلسطين، وهي من يرفع شعار الوحدة العربية. بل هي من يُضيق الاحتلال الويلات في كل مكان والضربات الموجعة الواحدة تلوى الاخرى، أم أن برهان بسيس والصغير وغيرهما يريدون إقناعنا بأن فلول التجمع الدستوري الديمقراطي هي التي تقاتل ضمن المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان؟
ويشهد المقر المركزي للديمقراطي التقدمي في كل المناسبات على الأصوات المبحوحة التي ارتفعت تنديدا بالإحتلال ودعما للمقاومة ومقاومة للتطبيع ولجانه والتي رأسها بعضها العميد بشير الصيد. في حين سعت الحكومة ( الحاملة للواء الاستقلال) إلى ضرب كل نفس للمقاومة بل ومنعت عن الوطنيين حتى التظاهر في الشارع دعما لفلسطين أو العراق أو لبنان. ثم من يقبض على الشباب التونسي الذي يريد التطوع للقتال في العراق وفلسطين بتهمة الارهاب ؟ طبعا ليس مية الجريبي أو الشابي ؟ 
حقا إنها صفاقة لا تنتهي واستبلاه لهذا الشعب وفئاته ونخبه المثقفة، وسعي لتجهيله والتحكم في مصيره. ولكن كل الشعب التونسي بمن فيهم هذه الأصوات مقتنعون بأن من يستقوي بالأجنبي هو الحكومة وليست المعارضة. فكل قوى المجتمع المدني التونسي سياسية وحقوقية تعبر دائما عن موقفها من سياسيات أمريكا في المنطقة وتندد بها وترفض التمويل المشروط ( وقد رفضت الموقف كل تمويل رغم الحصار المالي المضروب عليها). وفي نفس الوقت تتهاطل القروض والمنح بمناسبة ودون مناسبة على الحكومة وجمعياتها ( لم ننسى بعد المبلغ الخيالي الذي منحته وزارة الدفاع الأمريكية لجمعية أمهات تونس التي يعرف الجميع من هي).
هكذا تبدو الحكومة تتخبط ولا تعرف كيف تخرج من الأزمات التي تصنعها بنفسها، فلا يهم حسب رأيي إخراج الديمقراطي التقدمي من مقره فقد تتحول كل الفضاءات الخاصة والعامة إلى صوت للمعارضة وقوى الحرية من جمعيات وشخصيات إذا تواصل توحيد الجهود والصبر على المكاره والإيمان بالقضية. وفي نفس الوقت فإن ما فعلته الحكومة ( طرد حزب صغير معترف به من مقره) يدل على جبن وعجز عن مواجهة الخصوم في ملعب الديمقراطية، وبالحوار. بل هو يدل على ضعف، إذ كيف لحكومة تملك كل أموال الشعب التونسي وتملك السلطة والبوليس والإعلام أن تخشى من صوت ينطلق من هنا أو هناك يطالب بالقليل من الحرية والعدل؟
لقد فشلت الحكومة من حيث لا تدري ؟ وفشلت أبواق السوء التي سيأتي عليها يوم تندم فيه على تبييض وجه الظلم والطغيان ؟
وعلى القوى المناضلة من أجل الحرية والعدل أن تفهم الدرس وأن تواصل نضالها موحدة وتبتكر أساليب جديدة لفضح أساليب الدكتاتورية، والدفاع عن حقوق الشعب التونسي التي تضيع الواحدة تولى الأخرى.

 

ماذا يحدث في المدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي  بمجاز الباب بتونس؟

 
الطالبة آمال بن رحومة بالمدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي بمجاز الباب ( السنة الرابعة أي النهائية ) تتعرض من جديد من لدن مدير المدرسة : البشير بن ثائر لحملة جديدة قاسية بسبب تغطيتها لشعر رأسها. حملة طالتها منذ سنوات على يد هذا المدير الذي وصل به الإستهزاء بالله سبحانه إلى أن قال لها ذات يوم : إتصلي بربك لينقذك مني بما أنك تدعين طاعته في تغطية شعر رأسك.   حملة بدأت بالطرد مرات عديدة من المدرسة العليا ومرات أخرى أكثر من المبيت المدرسي وفي هذا العام الدراسي لم يسمح لها بالمبيت بالرغم من أن مجاز الباب قرية صغيرة نسبية لا يمكن للغريب فيها أن يتحصل على سكنى بيسر فضلا عما يكلفه ذلك من جهد ووقت وتعطل عن مزاولة الدراسة.   لقد توخت الطالبة آمال بن رحومة كل وسائل اللين والرفق والتأقلم مع شروط المدير البشير بن ثائر في الإلتفاف لإبطال أمر الله سبحانه وذلك بنزعها للإبرة التي عادة ما تضعها البنت لشد خمارها فوق رأسها مرة ولتغييرها للون خمارها مرة أخرى ثم لحمل قبعة فوق رأسها لئلا يثير مشهد الخمار المدير البشير بن ثائر الذي أبدى حماسة غير مطلوبة في محاربة كل مظاهر الإلتحاء والإختمار مدعيا أن الأوامر من الوزارة صريحة واضحة جلية وصارمة في الآن نفسه.   لم يشفع لهذ الطالبة ( آمال بن رحومه ) أنها متفوقة جدا في دراستها فهي الأولى على مستوى ولايتها ومتميزة في كل المواد التي تدرسها بالمدرسة العليا على مدى السنوات الثلاث الماضية.   لو توقف الأمر عند هذا الحد من لدن المدير البشير بن ثائر لهان الأمر رغم عدم هوانه ولكنه ظل يقتفي أثر الطالبة أمال بن رحومه خارج المدرسة لينفر منها السلط الإدارية والأمنية في مجاز الباب ويغريهم بها ثم ليحذر كل من يستطيع من أهالي المدينة ويمنعهم من مساعدتها في توفير مسكن لأنها على حد زعمه مطرودة من المدرسة التي يديرها في كل الأحوال عما قريب.   في نهاية العام المنصرم نجحت الطالبة آمال بن رحومة في الأطروحة التي أعدتها تمهد بها لنيل شهادتها الجامعية في موفى هذا العام فرفض السيد المدير البشير بن ثائر تسليمها إياها وإشترط عليها نزع خمارها لنيل شهادة نجاحها في تلك الأطروحة.   تلك هي عينة حية من تونس التي لم يدخر كثير من الناس جهدا في الأسابيع المنصرمة للثناء على حكومتها أو حاشية حكومتها بمناسبة إنشاء إذاعة للقرآن الكريم.   يمينا إذاعة للقرآن الكريم في تونس وشمالا حرب مسلطة ضد أبرز محكمات القرآن الكريم أي واجب تغطية المرأة لشعر رأسها.   هل يستقيم ذلك في أذهان المداحين أو المتغاضين عن إنتهاك حرمات الإسلام في تونس. إلى متى نظل حولا عورا عرجا نطمس الحقائق الكبيرة المريعة ومنها دون أدنى ريب الحرب ضد الإسلام التي يحاول بعض المطبعين والمهرولين التهوين منها بعد إنخراطهم في سياسة مدح الحكومة وحاشيتها توبة من إثم المعارضة وتكفيرا عن فاحشة القول بغير علم على حكومة بنت مشروعها على خطة تجفيف منابع التدين. إلى متى نظل سذجا أو نظهر السذاجة لنشيد بإذاعة للقرآن الكريم وكأن القرآن الكريم ليس من محكماته القطعية الثابتة حق المرأة وواجبها في الآن ذاته تغطية شعر رأسها بحرية لا إكراه فيها؟ إذا كان ذلك من الحكمة فبئست الحكمة وإذا كان تغاضيا عما يحاك ضد مقدسات الإسلام والأمة من حرب مسعورة لا تعرف حدودا فإن محارم الله أحق أن يخشى ومحارمه أحق أن تتقى.   قد يروق لبعضنا أن يثني على إنتشار مظاهر الصحوة الإسلامية الجديدة في تونس حتى ليكاد يؤدي به غروره إلى أن الحكومة وراء ذلك تشجيعا وغض طرف وإذا لم تستح فإصنع ما شئت كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام وقد يروق لبعضنا الآخر أن يغضي الطرف عن حرمان الطالبات من حقهن في إرتداء خمرهن ومواصلة دراساتهن كلما كانت المرأة في الشارع تحمل خمارها.   ألا يعلم أولئك بأن المرأة في الشارع التونسي فرضت خمارها بعد مغالبات ومجاهدات ومكافحات زادت على نصف قرن كامل وزادت وتيرتها في العقدين الآخيرن من الحكم الجائر للحكومة الجديدة.   ولكن ماذا يحدث في الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والمصانع والإدارات العامة؟ هناك حيث تشد الحكومة قبضتها على التلاميذ والطلبة والعملة والأساتذة والموظفين تقايض رواتبهم بالإلتزام بتوجيهاتها المخالفة لكل المواثيق الدولية والمحلية وللدستور وبعد ذلك وقبله لأحكام الله سبحانه.   أليس الأجدى بنا أن ننتصر بكل ما أوتينا لهذه الطالبة آمال بن رحومة وغيرها من الطالبات المؤمنات إنتصارا للحرية وللإسلام معا بدل أن نتمحل ونتلوى ونلتوي ونتعذر ونسلك مسالك لا عهد لنا بها ولا عهد لها بنا ولا عهد لأهل الشهامة والكرامة بها؟   ذلك تمحل لا يقرب نهضة ولا يدني نصرا ولكنه يغرس الدخل في النفوس والدغل في القلوب فتذهب بركة حركتنا بددا ( حركة الإنسان بصفة عامة لا حركة بعينها ).   عجب لا ينقضي : إذاعة للقرآن الكريم وحرب ضد محكمات القرآن الكريم. وعجب آخر لا ينقضي: إمتداح لخطوة نفاق لا تنطلي على كيس ذي عقل أريب في ماخور من الفساد والإفساد الممنهج المقصود وراءه حكومة وميزانية ودولة ومؤسسات وشرط وعسس وأطراف من الداخل وأخرى من الخارج.   لكن العجب الذي لا ينقضي حقيقة هو : فرار فئران الفساد والإفساد إلى جحورها مذعورة يوم تشرق شمس جديدة في يوم جديد في تونس جديدة يتبعها في فرارها أزلام النفاق تركض لا هي إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. ذلك قدر سأظل أرقبه لحظة بلحظة حتى أقضي ولن أيأس منه لحظة واحدة قبل أن أقضي وحين أقضي وبعد أن أقضي. ذلك هو عزائي أما إحلولاك الليل المدلهم الأسود البهيم فلا يزيدني إلا أملا في شمس جديد في يوم جديد في تونس جديدة.   الهادي بريك ـ ألمانيا.


تونس… صرخة من فتاة محجبة

 
بعد الرفع الخفيف للقيود والمضايقات على الحجاب في تونس بمناسبة الموسم السياحي ولأسباب اقتصادية وبدافع حملة الاستنكار العالمية التي جوبه بها النظام التونسي اثر عملية التنكيل والترويع الممنهجة التي استهدفت المحجبات هاهي السلطات التونسية تدشن مرحلة جديدة متجددة وفصلا آخر من فصول محاربة الحجاب .   علمت الحوار نت اليوم ان الفتاة: نهضة بنت عمار لطرش الطالبة بالمعهد الثانوي 7 نوفمبر –عقارب –صفاقس- منعت من دخول المعهد بحجابها ولم يكتفي المدير عبد الفتاح الحاجي والقيم العام مختار لشهب بالطرد إنما تعدياه الى كيل وابل من السب والشتم والعبارات النابية والإعتداء اللفظي المشين في حق هذه الطالبة.   ورغبة منها في مواصلة دراستها والإبتعاد عن الإستفزاز والتصعيد التجأت هذه الأخيرة الى استبدال الحجاب بالتقريطة المتعارف عليه في تونس لكنها ومرة اخرى جوبهت بمنعها من الدخول وتضاعف سيل الشتائم والسب باستعمال الكلام البذئ .   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 2 أكتوبر 2007)  


أقولها وأمشي
 
عبدالحميد العدّاسي  
طال بنا العمر حتّى رأينا أحزابا تونسية صميمة تندّد بالدور الأمريكي المشبوه في بلادنا (الحمد لله) سواء تمثّل ذلك الدور في زيارة سفير إلى زميل أو زميلة (زمالة حزبية) مضرب عن الطّعام دفاعا عن قاعة بأرض أو تمثّل في السيطرة على أرض العراق بهدف تقسيمها وإضعافها وجعلها من أدنى الأرض.   ما يلفت الانتباه في الأمر، هي هذه الجرأة التي تكلّم بها حزب الوحدة الشعبية المندّد بالزيارة (وأنا معه)، وحزب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المندّد بالتواجد الأمريكي في العراق (وأنا ضدّ ذلك التواجد). فلقد كنّا بحاجة منهم إلى نصف هذه الجرأة أو ثلثها أو ربعها أو حتّى عشرها كي نمنع الزائرين من الزيارة والفاتحين من الغزو… جرأة تكون بباب دارنا وفي حيّنا ومع بني جلدتنا، تقول لهذا الذي يقبع فوق جماجمنا: نحن لا نؤيّد تعدّيك على حقوقنا المدنية الفرديّة منها والجماعيّة ولا نوافقك على ما تقوم به من سياسات هي في مجملها ضدّ مصلحة البلد: لا نريد منك تقاربا مع الصهاينة المغتصبين ولا مقابلات سريّة أوعلنيّة معهم ولا نقبل منك خنوعا كاملا للأمريكان جرّأ سفيرهم على زيارة المضربين منّا عن الطّعام دون إذن منك (أمّا إذا كان بإذنه فلماذا هذا « التجنّي » على الزّائر)، ولا نريد منك استجابة لبرامجهم وانصياعا كاملا جعلك تذهب النفس في التخطيط لاستضافة مؤتمر « الإرهاب » على أرض تونس في نوفمبر المقبل، ولا نريد منك تسخيرا للقضاء لخدمة مآربك الشخصية والعائليّة. بل ولا نريدك أنت برمّتك، لأنّك كذبت لمّا حدّثت وأخلفت لمّا وعدتّ وخنت لمّا اؤتمنت وفحشت لمّا اتخذت من شعبك خصوما وخاصمت وعربدتّ لمّا تمكّنت… إلى غير ذلك من المعارضات المحليّة التي لو قام بشطرها السادة المتحزّبون لما وصلت بلادنا إلى هذا القاع ولما تجرّأ علينا ذميم فاقد ذمّة…   بقي، أن يكون هناك احتمال اتّهامكم من بعضهم، بأنّكم إنّما نددتم بهذه الأمور خدمة منكم لنظام فاسد نجح في شراء ذممكم… فإن حصل ذلك من أحدهم فلا تلوموه بل لوموا أنفسكم لعدم حسن اختيار المقام للمقال أو عدم تناسق المقال مع المقام!…

 


وجهة نظر

كي نكون إيجابيين

 
نورالدين الخميري    بداية نريد أن نشير إلى أنّ  الاختلاف في وجهات النظر حق طبيعي و مشروع للجميع  و مبدأ  أساسي في  الحياة  وسمة من  سماتها المميزة  ،  كما أنّ الحركة النشيطة المتعدّدة الجوانب والأشكال والإتّجاهات والصراعات بأساليب حضاريّة هي دليل صحّة وقوّة   وبناء على ذلك فمن حقّ كلّ شخص مهما كانت ميولاته واتجاهاته السيّاسيّة  أن يعبّر عمّا بداخله من مواقف وآراء بحريّة واستقلاليّة  تجاه أيّ قضيّة أو موضوع معيّن ولكنّ اختلافه مع غيره  في النّظرة والتّحليل لا يعني امتلاكه للحقيقة المطلقة ، كما أنّ ذلك لا يعطيه الحقّ برمي الإتّهامات والإهانات بل يقتضي الأمر أن يناقش بموضوعيّة وتروّي بعيدا عن أساليب التّجريح الشّخصي    لكنّ للأسف الشديد نشاهد اليوم ولا سيما في عالم  السيّاسة على اعتبار أنّها أكثر المجالات تأثّرا بالظروف بعض المواقف الغريبة الصادرة عن بعض الوجوه السيّاسيّة التّونسيّة ،  وقد تكرّر هذا المشهد في المدّة الأخيرة عبر رصد مجموعة من الإتّهامات للمعارضة الوطنيّة الحقيقيّة ممّا يجعلها وفق الإتّهامات المطروحة غير صالحة ولم يبق لها سوى الوقوف على منصّة الإعدام على الرّغم أنّ ما شهدته السّاحة السيّاسيّة التّونسيّة خلال السّنوات الأخيرة من تطوّر جذري توّج لأوّل مرّة في تاريخها بلقاء مشترك ترسّخ كحقيقة سياسيّة ليضمّ بعض الشّخصيات والأحزاب الوطنيّة الأبرز تأثيرا في الشّارع التّونسي ضمن ما أطلق عليه بهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات التي تأسّست على أرضية النّضال العملي من أجل حريّة التنظّم وحريّة الإعلام والصّحافة وإطلاق سراح المساجين السيّاسيّين قد اعتبرفي نظر العديد من المحلّلين حدثا مهمّا ومكسبا وطنياّ وتطوّرا إيجابياّ قد يمهّد لحركيّة سياسيّة أكثر تماسكا وقدرة على الفعل والتّأثير   وقد كان من الأجدى أن ينصبّ جهد الجميع لمباركة هذا التّطوّر وإنجاحه والعمل في هذا الإتّجاه رغم تشكيك السّلطة وترويج التّلفيقات الإعلاميّة بنشر الشّائعات والأكاذيب التي تبشّر بانهيار التّحالف واندلاع الخلافات بين أقطابه لإسقاطه على اعتبارأنّه ليس من مصلحة أيّ أحد أن ينخرط بقصد أو بغير قصد في كيل الإتّهامات والتّسفيهات ، لأنّ  تلك المواقف مرفوضة أصلا  بكلّ المقاييس ولا تليق بأيّ وطني حرّ نظرا لأنّ  الأزمة التي تمرّ بها البلاد وحالة الإنسداد والتشدّد في ظلّ ما تشهده بلدان الجوار من تحوّل ديمقراطي يجعلنا في الحقيقة أكثر تماسكا ويقينا بمسيرتنا لتخطّي حاجز القهر والظّلم والإقصاء لرسم ملامح مستقبلنا ومستقبل أبنائنا على غرار ما تنعم به شعوب أوروبا من حريّة وديمقراطيّة   ولئن مثّل إضراب الجوع لكلّ من  السيّد الشّابي وميّة الجريبي ـ الذي ثارت له غريزة السّلطة ـ  محطّة نضاليّة أخرى تضاف لرصيد المجتمع المدني التّونسي ممّا يجعلنا  بحسب ما أعلن عنه  الحزب الديمقراطي من أسباب خلال ندوته الصّحفيّة الأولى أكثر تضامنا وتماسكا دفاعا عن حريّة العمل السيّاسي ، ذهب البعض إلى اعتماد أسلوب التّجريح  والتشكيك في تقييم  الإضراب واعتبار ذلك مناورة سياسيّة فاشلة تندرج في وضع عام سكنته الأحقاد والعداوات   وبقطع النّظر عن صحّة التقييم من خطئه فإنّنا نعتبر أنّ هذا الأسلوب في التعامل  لا يمكن بأيّ حال من الأحوال  أن يحقّق أهداف وطموحات شعبنا ويحفظ كرامته و حقوقه ، لذا فإنّنا اليوم في حاجة ماسة إلى الفعل والتفكير الإيجابي ومن ثمّ التصرّف طبقا  لمصلحة الوطن العليا وما أحوجنا أن يعلن  هؤلاء عن مبادرة شريفة وشجاعة خالية من الأنانيّة وحبّ الظهور على الشّاشات والصّحافة  تظمّ في صفوفها عددا من الشّخصيات الوطنيّة لتخليصنا من كابوس الإستبداد ويقود بنا قطار الخلاص إلى برّ الأمان 

تونس، في 01 أكتوبر  2007 

«ولي العهد» الأمين العام المساعد المكلف بقسم النظام الداخلي المشهور «بالسيستاني» يواصل عمليات الملاحقة و التصفية.

تململ داخل المكتب التنفيذي الوطني واتساع دائرة التمرد داخل الهياكل القطاعية والجهوية.

 
بقلم : جــوبـــا  الأول   يواصل الأمين العام المساعد المكلف بقسم النظام الداخلي و « ولي عهد جراد» المشهور بين النقابيين بكنية «السيستاني» بدون هوادة ملاحقة و تصفية المناضلين النقابيين الديمقراطيين، و يستعد لإرسال دفعة جديدة من برقيات تجميد المسؤولين النقابيين المنتخبين (بعد أن جمد في الدفعة الأولى 10 مسؤولين على 47 محال على لجان النظام بدون اعتبار النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت). كما يجهز علي رمضان الملفات لإحالة مسؤولين نقابيين جدد من قطاع التعليم الثانوي و التعليم العالي على لجان النظام. هذا فضلا عن ما أقدم عليه اليوم من إرسال برقية إلى منسق قسم المرأة و الشباب العامل، الرفيق فتحي بن علي، المنتمي إلى قطاع التعليم الأساسي (و المتمتع بالتفرغ النقابي على ذمة القسم المذكور) لإعلامه بإنهاء تفرغه و أمره بالالتحاق بمقر عمله.   و إذ يرى بعض المراقبين لتطورات الأزمة النقابية أن ذلك انعكاس لظاهرة التململ داخل المكتب التنفيذي الوطني و استفحال الخلاف بين الأمين العام و علي رمضان و من لف لفهم و المجموعة الرافضة للخط التصفوي الذي انتهجوه بدون استشارتهم و أن المستهدف من وراء هذا الإجراء الأخير هو الأمين العام المساعد المكلف بقسم المرأة و الشباب العامل، منصف اليعقوبي، يرى بعضهم الآخر بأن المستهدف الحقيقي هو أحد التيارات السياسية داخل  ما تسمى بالعائلة الوطنية الديمقراطية على خلفية تحميل الأمين العام لبعض مناضليه مسؤولية الحملة الإعلامية ضده و ضد مجموعته و حملة المساندة التي نظمت دفاعا عن المناضلين النقابيين الديمقراطيين الذين تقع تصفيتهم في قطاعات الصحة و التعليم الأساسي و التعليم الثانوي…إلخ.   و في كل الحالات فإن هذه الخطوة الأخيرة المرتجلة تفضح فقدان «مجموعة التوريث» لأعصابها و التوتر الذي أصابها بعد أن فشلت في توظيف مفعول المباغتة لصالحها و فقدت المبادرة، و بعد أن بدأ اليسار النقابي و النقابيون الديمقراطيون ينظمون صفوفهم للتصدي بنجاعة للهجمة التي يتعرضون لها، و بعد أن باتت ملامح جبهة عريضة للتصدي تظهر للعيان. إن الدليل على ذلك هو سقوط عبد السلام جراد و علي رمضان في فخ رد الفعل الانفعالي مما أفقدهم الصواب و جعلهم يزيحوا أقنعتهم و يتخلوا عن تكتيك المخاتلة و الخديعة الذي استعملوه في بادئ الأمر و الذي حاولوا، على أساسه، الإيحاء بأنهم لن يستهدفوا إلا قطاع التعليم الأساسي و مناضلي حزب العمال الشيوعي التونسي حتى يتم لهم تصفية مناضلي كل تيار سياسي و كل قطاع على حدة.   أما من ناحية أخرى فقد ارتفع و بشكل محسوس و ملحوظ عدد أعضاء النقابات و الجامعات القطاعية العامة، و أعضاء الاتحادات و النقابات الجهوية الممضين على العريضة الوطنية المناهضة للتجريد و الإحالات على لجان النظام و السياسة التصفوية عموما. كما تؤكد مصادرنا المطلعة بأن حالة غليان حقيقية تشهدها هذه الهياكل فيما تستعد العديد منها لأخذ إجراءات تصعيدية حقيقية بعد أن استنزفت كل محاولات الإقناع و الإجراءات الداخلية و بعد أن وقفت على حقيقة أن الأمين العام لا ينوي جديا التراجع و لا يفعل غير المناورة حين يوهم أعضاء المكاتب الوطنية للتعليم الثانوي و التعليم الأساسي بأنه جاد في محاولة إعادة التفرغات التي سحبها منهم.   أما آخر ما استجد فهو اجتماع المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بأريانة الذي قرر، نزولا عند رغبة النقابة الجهوية و النقابات الأساسية للتعليم الأساسي و بقية الهياكل النقابية الجهوية، رفض تطبيق قرار علي رمضان بالإيقاف الوقتي عن النشاط النقابي الصادر ضد محمد عامر بكار عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بحي التضامن و عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بأريانة. هذا و قد انجر عن ذلك القرار نتائج مباشرة و عملية، إذ أن الإتحاد الجهوي عوض منع عضو النقابة الجهوية المذكورة من دخول مقره، كما ينص على ذلك النظام الداخلي، فسح له المجال ليعتلي المنصة ويشارك بصفته النقابية في ندوة الإطارات الجهوية التي عقدها قطاع التعليم الأساسي بجهة أريانة.   و على غرار هذا الهيكل الجهوي علمنا، من مصادر موثوق بها، بأن العديد من الهياكل الجهوية والقطاعية تستعد لأخذ مبادرات مماثلة أو أكثر حدة. فهل نحن بصدد معايشة عملية تمرد حقيقي على القبضة الحديدية «لجماعة التوريث» أم أن ذلك لا يعدو إلا أن يكون رد فعل ظرفي و انفعالي لا يرقى إلى مستوى التصدي المنظم و الواسع الواعي بذاته و لا يلبث أن يخمد ؟ هذا ما ستجيبنا عنه الأسابيع و المحطات القادمة.     جــوبـــا  الأول http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid/links
 
 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان:

في انتظار الشجاعة والجرأة وتجاوز الذات

 
بقلم: بلقاسم حسن   انتظر الرأي العام الرابطي تحديدا والديمقراطي والوطني عامة انفراج أزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بعد الانباء التي ترددت عن حوارات واستعدادات غير رسمية واستعدادات معلنة هنا وهناك للتفاوض والبحث عن حلول مقبولة. لقد كان صدى تلك الانباء ايجابيا في الساحة الرابطية بالخصوص لان الازمة طالت والامور تعقدت في فترة من الفترات واختلط الذاتي بالموضوعي وتداخل الحقوقي بالسياسي وصارت آفاق الحل شبه منعدمة بعدما بدا وكأن كل طرف من الطرفين الرئيسيين الفاعلين في قضية الرابطة (الهيئة المديرة من ناحية والسلطة من ناحية أخرى) متمترس في مواقفه متمسك بوجهة نظره متشبث برؤيته للحل. لذلك كانت الاصداء ايجابية لما تردد بأن هناك اتصالات وتبادل آراء ووجهات نظر واحتمالات لقاءات وحوارات بل وتم رصد ما يشبه التفاؤل بحل قريب في الافق. كانت هذه الانطباعات قوية ومنتشرة أثناء الفترة الصيفية وتناقلتها عديد الصحف الحزبية والوطنية.. ولكنها أخذت تتقلص شيئا فشيئا ويخف بريقها وتتلاشى ارهاصاتها. لقد كانت الكلمة السحرية في كل ما تردد عن استعدادات للحل وعن آفاق للحوار هي الاعلان عن استعداد الهيئة المديرة ورئيسها شخصيا للحل مع السلطة ومع الرابطيين رافعي القضايا ضد الهيئة المديرة حول الفروع المدمجة والمؤتمرات محل الخلاف وما يعنيه ذلك ضمنيا من التخلي عن التمسك بالقرارات والاجراءات التي اتخذتها الهيئة المديرة والتي هي محل خلاف حقوقي أو خصام قضائي والاستعداد لتحمل المسؤولية والقيام بالنقد الذاتي اذا استلزم الامر نقدا ذاتيا. كانت هذه هي العبارة السحرية لان الذي كان معلنا قبل ذلك وبكل اصرار هو التمسك بتلك القرارات والاجراءات وعدم الاستعداد للتراجع عنها وتحميل السلطة وحدها مسؤولية تعطيل دور الرابطة. كان هذا هو الواقع السائد مما استوجب مبادرات ووساطات وتدخلات واقتراحات لعل أبرزها مبادرة الـ108 رابطيا الذين دعوا الى الحوار وطالبوا الهيئة المديرة بتحمل مسؤولياتها والتراجع عما ارتكبته من تجاوزات لقانون الرابطة كما طالبوا السلطة برفع الحصار عن مقرات الرابطة وأكدوا التمسك بالرابطة باعتبارها مكسبا وطنيا وديمقراطيا لا يحق لأحد التلاعب به أو توظيفه أو تقزيمه أو احتوائه، كما برزت من جهة ثانية حملة التضامن والتعاطف التي عبر عنها عدد من الناشطين السياسيين والجمعياتيين المعروفين بقربهم من الخطوط السياسية المهيمنة داخل الهيئة المديرة للرابطة وشكلوا ما يشبه الحزام للدفاع عن الرابطة وما زاده كل ذلك في ابقاء الاوضاع على حالها تراوح مكانها. ولئن برز على ملعب الساحة الرابطية في تلك الاثناء الهيئة المديرة والسلطة والمتعاطفون ومبادرة الـ108 وحزام الدفاع، فان أوراق الحل ظلت بدورها على حالها تراوح مكانها أي أنها بقيت بين أيدي الهيئة المديرة والسلطة… والان.. ما العمل؟؟ وما هي الافاق لمسار الحوارات والاتصالات غير الرسمية التي كثر الحديث عنها في الصائفة وخبا بريقها في الآونة الاخيرة؟ الاغلب على الظن أن الهيئة المديرة لم تجد أرضية مشتركة ووفاقية لحل مقبول ومعقول ومشرف لجميع الاطراف ويكون الرابح الاكبر في هو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان..فلا شك ان هناك من ما يزال يصر على أن الازمة مفتعلة ولا ناقة للهيئة المديرة فيها ولا جمل وأن السلطة هي الرافضة للحوار وان رفع الحصار عن المقرات والسماح باجتماعات الهيئة المديرة والمجلس الوطني هو المطلوب قبل البحث عن أي حل تفاوضي.. وبالطبع فان مثل هذا الرأي الذي قد يكون موجودا داخل الهيئة المديرة لن يقدم في مسيرة البحث عن حل ولن يضيف شيئا لما كان يقال ولما كان معطلا. المطلوب هو بكل بساطة تجاوز الذات وغلبة النفس وتحمل المسؤولية التي تقتضيها تطورات الازمة وتفاعلاتها الداخلية والوطنية والتراجع عن الخطأ بكل شجاعة والاعتراف بالحق بكل جراة وصدق مع النفس ومع الضمير. مشكلة الرابطة طالت والازمة لم تعد قابلة للمزيد والمطلوب الان وبسرعة هو اتخاذ موقف شجاع داخل الهيئة المديرة بتوافق ووفاق للجلوس مع الطرف الاخر داخل الرابطة أي أصحاب القضايا المتعلقة بالفروع والمؤتمرات محل الطعون والاتفاق على حل مقبول ومعقول علما بأن الخطأ ليس في التراجع عن الخطأ بل في التشبث به. واذا اتفق الطرفان الداخليان الرئيسيان على الحل فان السلطة تصبح محجوجة وسيكون المطلوب منها آنذاك من طرف الجميع فسح المجال لعقد المؤتمر المنتظر. وستكون الرابطة هي الرابح والرابطيون هم المنتصرون والمستفيدون وتبقى الرابطة مكسبا وطنيا كبيرا لكل التونسيين وسيبتهج الجميع بحل مشكلتها والخروج من الازمة التي تخبطت فيها.   (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 564 بتاريخ 29 سبتمبر 2007)


ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل

 

 
انتظم في إطار منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية، بمقر جريدة الوحدة بتونس، يوم الجمعة 21 سبتمبر 2007 على الساعة التاسعة مساء، لقاء فكري تحت عنوان: ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل؟   وشارك في هذا اللقاء عدد من الإعلاميين والجامعيين من بينهم السادة خميس الخياطي وزياد الهاني وأحمد الكحلاوي ونصر الدين بن حديد ومحمد بوعود وسفيان شورابي وعبد الناصر العويني وغيرهم من ممثلي المجتمع المدني التونسي .   لمشاهدة الصور: http://forumpaixresistance.blogspot.com/     نسق حثيث :   علمت الوحدة أن مقر وزارة العدل وحقوق الإنسان يشهد هذه الأيام اجتماعات مكثفة من اجل وضع تصور حول آليات تمتيع المحامين بالتغطية الاجتماعية. وتعقد اجتماعات من اجل إغلاق ملف التغطية الاجتماعية بشكل أسبوعي ويشارك فيها عن المحامين عدد من أعضاء الهيئة الوطنية يتقدمهم الأستاذ العميد البشير الصيد. ولا يخفي المحامون ارتياحهم في ما يتعلق بتجاوز معضلة التغطية الاجتماعية وذلك بالنظر إلى أهميتها في توفير شروط وظروف الاستقرار النفسي والمهني.   *صندوق التآزر:   صدرت مؤخرا النصوص التي تضبط آليات عمل صندوق التآزر بين الصحفيين وأيضا تركيبة الهيئة التي ستتولى الإشراف على هذا الصندوق. وإذا كان بعث الصندوق يعتبر أمرا ايجابيا في حد ذاته فان ملاحظات عديدة أبداها الصحفيون حول تواجد بعض الأسماء في تركيبة الهيئة وذلك بالنظر إلى افتقارها للخبرة في هذا المجال والى ضعف علاقتها بالقطاع الإعلامي.   *حركية :   علمت الوحدة أن اتحاد العمال المهاجرين التونسيين بفرنسا سيشرع في الفترة القادمة في تنفيذ برنامج نشاط متكامل بالنسبة لتأطير الجالية وأساسا الجيل الثاني والثالث من المهاجرين. الأنشطة التي وضعتها هيئة اتحاد العمال المهاجرين التونسيين تتضمن إلى جانب التوعية الحقوقية والإحاطة بالمشاغل الآنية جوانب تثقيفية ذات صلة بحقوق المهاجرين وبعلاقتهم بالوطن الأم تونس.   *صعوبات :   تزامنت العودة الجامعية مع بروز الإشكاليات العادية المتصلة بها والمرتبطة بالسكن الجامعي إلى جانب بعض الملفات المتعلقة بالترسيم. ومما يفاقم الإحساس بهذه الصعوبات انعدام الحوار بين سلطة الإشراف والاتحاد العام لطلبة تونس رغم أن الحاجة متأكدة لحوار متواصل وواضح الأفق بين الجانبين لما فيه خير الجامعة التونسية.   *حلول :   علمت الوحدة أن تمسك الاتحاد العام التونسي للشغل بحقوق عمال وإطارات شركة التنمية والدراسات بالحمامات الجنوبية قد انعكس ايجابيا على موقف وزارة السياحة التي استجابت للمنطق السليم وأقرت احترام ما تم التوصل اليه في الجلسات الصلحية.   *توصية :   اجتمع المجلس المركزي لحركة التجديد واصدر بيانا أوصى فيه بالخصوص الهيئة السياسية وأمانة الحركة بتكثيف الحوار مع مكونات الحركة الديمقراطية والتقدمية من أحزاب وشخصيات دفعا للعمل المشترك من أجل تحقيق انفراج سياسي يهيئ الظروف لحوار وطني حول الإصلاحات الكبرى المتأكدة في جميع المجالات وخاصة في مجال الحريات الديمقراطية لإرساء سياسة متطورة.   *اجتماع :   في اجتماع لمناضلي جهة حلق الوادي في مسامرة رمضانية بإشراف الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية السيد محمد بوشيحة تطرق فيه الحاضرون إلى جملة من المسائل التي تهم المواطنين والجهة، كما تم التطرق أيضا إلى مسائل وطنية متعددة. علما وأن هيأة خلية حلق الوادي لحزب الوحدة الشعبية تعتبر خلية حديثة تضم عددا من مناضلي الجهة الذين التحقوا مؤخرا بالحزب والذين تحدوهم رغبة صادقة في خدمة الحزب والبلاد. ويرأس هيئة الخلية الرفيق الشاذلي الشبلي.   *مداولات :   عقدت جامعة بن عروس اجتماعا عاديا برئاسة الأمين العام في مدينة حمام الأنف، حضره عدد هام من مناضلي وإطارات الحزب بالجهة، وتطرق فيه المتدخلون إلى قضايا تهم سكان المنطقة البلدية بحمام الأنف خاصة في ظل غياب مجلس بلدي منتخب قادر على مواكبة متطلبات المواطنين وقضاء مستلزماتهم. وقد أكد الأمين العام في مداخلته على حرص حزب الوحدة الشعبية على توفير المناخ السياسي السليم في كافة أنحاء البلاد بما من شانه أن يساهم في النهوض بالحياة السياسية عامة وبقضايا المواطنين خاصة.   *في توزر:   عقدت جامعة توزر لحزب الوحدة الشعبية اجتماعا يوم السبت الماضي برئاسة الرفيق عبد الله الرويسي، تطرق فيه الحاضرون الى أهم المسائل التي تهم سكان منطقة الجريد والبلاد عامة، وقد أصدر المجتمعون بيانا دعوا فيه الى مزيد العمل لارتقاء بالمشهد السياسي جهويا وتقرر في هذا الصدد انجاز مؤتمرات الفروع الجامعية في كل من توزر المدينة ودقاش/ بوهلال خلال شهري أكتوبر ونوفمبر القادمين.   *صابة التمور: آفاق التصدير وإمكانيات التخزين   تستعد جامعة قبلي لحزب الوحدة الشعبية لعقد ندوة جهوية في النصف الثاني من شهر رمضان تضم نخبة من الخبراء المختصين في مجال التمور، وما يعانيه هذا القطاع من تشعب في التخزين والتوزيع وخاصة من اشكاليات التصدير، ذلك أن هذا القطاع الهام والذي يعتر من أهم الانتاجات الفلاحية التي اقتحمت الأسواق العالمية ووصلت الى حدود استراليا وكندا واليابان، لكن هذه المسالك تبقى في حاجة الى الدراسات العلمية التي تكفل للقطاع استمرارية ودخل من العملة الصعبة يعود بالفائدة الكبرى على البلاد.   (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 564 بتاريخ 29 سبتمبر 2007)


سم الله  الرحمن الرحيم البحث الأول :

نظام الحكم في الإسلام : نشأة و صيرورة .

 
مصطفى عبدالله الونيسي/باريس   الفصل الاول: محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم المؤسس الأول للدولة الإسلامية:   الحلقة الحادية عشر: ميلاد الدولة الإسلامية : 1ـ     بناء المسجد 2ـ المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصاري   3ــ صحيفة المدينة  :    أمّا الخطوة التالية التي قام بها النبي صلى الله عليه و سلم بعد بناء المسجد و تكريس مبدأ الأخوة بين المهاجرين و الأنصار ،واقعا ميدانيا حقيقيا ، فهي  تنظيم العلاقات بين سكان المدينة ، و قد كتب في ذلك كتابا أوردته كثير من المصادر التاريخية . و كان هذا الكتاب عبارة عن عقد دستوري أخلاقي استهدف توضيح التزامات جميع الأطراف داخل المدينة ، و تحديد الحقوق و الواجبات ، و  سُمي هذا العقد في المصادر القديمة بالكتاب أو الصحيفة ، و أطلقت الأبحاث الحديثة عليه لفظة الدستور و الوثيقة .    و اعتمد الباحثون المعاصرون  على هذه الوثيقة في دراسة تنظيمات الرسول صلى الله عليه و سلم و لكنّ الشيخ محمد متولي الشعراوي يرى أنّه من الضروري التأكد أولا من مدى صحة الوثيقة قبل أن تبنى عليها الدراسات و الأبحاث ،خاصة و أنّ الأستاذ يوسف العش ذهب إلى أنّ الوثيقة موضوعة فهو يقول : ( إنها لم ترد في كتب الفقه و الحديث الصحيح رغم أهميتها التشريعية، بل رواها ابن اسحاق بدون إسناد  و نقلها عنه ابن سيد النّاس ، و أضاف أن كثير بن عبدالله بن عمرو المزني روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ُ ذكرها في الكتب و لا الرواية عنها إلاّ على جهة التعجب  )(1) ، فالعش يرى أنّ ابن اسحاق اعتمد على رواية ( كثير) لكنه تعمد حذف الإسناد . و يرى الشعراوي أنّ العش ذهب إلى ذلك لأنه تصور أن الوثيقة لم يروها غير ابن اسحاق  و لم يعثر على إسناد لها سوى ما ذكره ابن سيد الناس من رواية ابن أبي خيثمة لها من طريق كثير المزني . لكن أبا عبيد بن سلام أورد الوثيقة من طريق الزهري و هي طريق مستقلة لا صلة لها بكثير المزني (2) و يستنتج الشعراوي و يخلص إلى أنّ : ( الحكم بوضع الوثيقة مجازفة ، و لكنها لا ترقى بمجموعها إلى مرتبة الأحاديث الصحيحة، فابن اسحاق في سيرته رواها دون إسناد مما يجعل روايته ضعيفة ، و لكن البيهقي أوردها من طريق آخر تصلح أساسا للدراسة التاريخية التي لا تتطلب درجة الصحة التي تقتضيها الأحكام التشريعية ، خاصة و أنّ الوثيقة وردت من طرق عدّة تتظافر في اكسابها القوة ، كما أنّ الزهري علم كبير من الرّواد الأوائل في كتابة السيرة النبوية . ثمّ إنّ أهم كتب السيرة و مصادر التاريخ ذكرت مُوادعة النبي (ص) لليهود و كتابته بينه و بينهم كتابا ) (3) و يذهب إلى أنّ أسلوب الوثيقة أصلا ينم على أصالتها ، فما ورد فيها من كلمات و تعابير كانت مألوفة في عصر النبي  (ص) ، ثمّ إنّ التشابه الكبير بين أسلوب الوثيقة و أساليب كتب النبي (ص) الأخرى يُعطيها توثيقا آخر. (4) و هذا موجز لما جاء في هذه الوثيقة التاريخية الهامة : ( بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب  محمد النبي بين المؤمنين و المسلمين من قريش و يثرب و من تبعهم فلحق بهم و جاهد معهم أنهم أمة و احدة  من دون النّاس ….و أنّ المؤمنين لا يتركون مغرما (المثقل بالدين ) بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل ، و ألاّ يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه  و أنّ المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة (الكبيرة ) ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين  و أنّ أيديهم عليه جميعا و لو كان ولد أحدهم ، و لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر و لا ينصر كافرا على مؤمن ، و أنّ ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم ، و أنّ المؤمنين بعضهم موالي بعض من دون الناس، و أنّ من تبعنا من يهود فإنّ له النصر و الأسوة غير مظلومين و لا متناصر عليهم ….. و أنّه لا يجير مشرك مالا لقرشي و لا نفسا و لا يحول دونه على مؤمن… و أنّه لا يحل لمؤمن أقر ما في هذه الصحيفة و آمن بالله و اليوم الآخر ، أن ينصر محدثا (مجرما)و لا يؤويه…و أنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإنّ مرده إلى الله عز و جل و إلى محمد ، و أنّ اليهود ينفقون مع المؤمنين  ما داموا محاربين …لليهود دينهم وللمسلمين دينهم  ـ مواليهم و أنفسهم ــ إلاّ من ظلم و أثم فإنّه لا يوتغ (يهلك) إلاّ نفسه و أهل بيته… و أنّه لا يخرج منهم أحد إلاّ بإذن محمد ، وإنّه لا ينحجز على ثأر جرح ….وأنّ على اليهود نفقتهم و على المسلمين نفقتهم، و أنّ بينهم النصر على من حارب أهل الصحيفة ، و أنّ بينهم النصح و النصيحة و البر دون الإثم ، و أنّه لم يأثم امرؤ بحليفه و أنّ  النصر للمظلوم … و أنّ يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة….و أنه ما كان من أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز و جل و إلى محمد رسول الله … و أنّه لا تجار قريش و لا من نصرها ، و أنّ بينهم النصر على من دهم يثرب ، و إذا دعوا إلى صلح يصالحونه و يلبسونه فإنهم يصالحونه و يلبسونه ، إلاّ من حارب في الدين …و أنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم ،, أنّه من خرج أمن و من قعد أمن بالمدينة إلاّ من ظلم و أثم )(5) وافقت  الصحيفة تماما القرآن في المبادىء العامة من حيث اعتبار المسلمين أمة واحدة من دون النّاس ، ومعها توسع مفهوم الأمة ، فلم تُقصره على المسلمين وحدهم ، و اعتبرت أهل الكتاب الذين يعيشون في إقليم الدولة الجديدة (مواطنين) ، و اعتبرت اليهود معنيون بهذه المُواطنة و أنّهم أمة مع المؤمنين (6) . فالصحيفة شكلت الرباط أو العقد النّاظم للجماعة الإسلامية و أعطتها  الصفة  الإسلامية و قررت أنهم أمة واحدة ، و بهذا التقرير ألغى النبي (ص) الحدود القبلية ولم يجعل لها وجودا رسميا بالنسبة للدولة ، و بهذا أصبح الإسلام ملكا لمن دخل فيه ،و على هذه القاعدة دخلت شعوب كثيرة  و متعددة في الإسلام فاندمجت في الحياة العامة للمسلمين و أصبحت بسهولة جزءا لا يتجزأ من هذا المجتمع دون أن يضع الرسول أمامها العراقيل التي تحول بينها و بين  المشاركة   الفعّالة  في نحت ملامح المجتمع الإسلامي الوليد  المتعدد الأصول و الأعراق . فالحقوق التي تعهد بها النبي (ص) للمسيحيين و اليهود ساعدت على إرساء وحدة حقيقية في البداية بين أهل المدينة ، و أبعدت هؤلاء عن خصوم الإسلام من بيزنطيين و ساسانيين و قريشيين. و عاش اليهود مدة تحت جناح المسلمين بكل اطمئنان وراحة و أمان . و أصبحت هذه المعاهدة مدة طويلة سببا في إرساء صلح حتى نقضها اليهود .(7) أمّا الإقليم الذي قامت عليه هذه الدولة الفتية فهو أرض يثرب و هواؤها . و يثرب ولئن كانت هي بداية الإقليم او نقطة البداية ، إلاّ أنّ هذا الإقليم بدأ يتسع باتساع الفتوحات ، و دخول شعوب البلاد المفتوحة في الإسلام حتّى عمّ مساحة واسعة من الأرض والبحر و ما يعلوها من فضاء . أمّا السيادة في الدولة الإسلامية فلا شك أنّ مصدرها هو الله ، و هو سبحانه صاحب السيادة ، و لكن الأمة تبقى هي صاحبة السلطان. ففي نظام الحكم في الإسلام ، فإنّ السيادة للشرع الحكيم ،و السلطان للأمة ، و الكتاب و السنة هما مصدرا هذه السيادة ، و الأمة هي المُستخلفة و المنفذة لمقررات وتوجيهات الدستور المُستنبطة من القرآن و السنة ، و للأمة الحق الكامل في الإجتهاد و الإستنباط على ضوء تلك المصادر حسب ضوابط و قواعد الإجتهاد المعروفة عند سائر العلماء . فالقداسة في الإسلام و نظامه السياسي هي للدستور الإسلامي و ليست  للحكام . كما أنّ الدستور نص على أنّ من واجب الأمة المراقبة الكاملة لتنفيذ شريعة الله و عدم الإخلال بأحكامها ، و بذلك كانت دولة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم بحق هي أول دولة قانونية عرفتها البشرية (8) . و نص الدستور (الصحيفة) على تحقيق العدالة و المساواة بين مختلف أفراد الأمة . و من المعاني الإيجابية و الجديدة على البشرية في ذلك الزمان هو ظهور معنى التكافل  و التضامن بين المسلمين بأجلى صوره، فهم جميعا مسؤولون عن بعضهم في شؤون دنياهم و أخراهم . (9)  كما نصّ  الدستور على ضمان كل أنواع  الحقوق و الحرّيات التي لم تسمع بها البشرية في تلك الأيام ، و منها صيانة الكرامة الإنسانية ، و التي يتفرع عنها الحرّية الشخصية ، ثم حرية التفكير و حرية الإعتقاد . وأقرت الصحيفة  مفهوم الحرية الدينية و مبدئيته على أوسع نطاق و دون أي تردد أو مساومة . و النظام السياسي للإسلام هو أول من أعطى بعد حرية التفكير حرية التعبير عن الرّأي و الفكر و استعمال ذلك  ،في إطار القانون و بالطرق السلمية ، لمقاومة الإستبداد  و الخارجين على الدستور و القانون.     و الخلاصة ، أنّ إصدار الوثيقة مثل  ثورة ، وتطورا نوعيا في مفاهيم الإجتماع السياسي ، إذ لأول مرة في تاريخ شبه جزيرة العرب تقوم جماعة على غير نظام القبيلة و على غير أساس رابطة الدّم ، حيث انصهرت طائفتا الأوس و الخزرج في جماعة الأنصار ثم انصهر الأنصار و المهاجرون في جماعة المسلمين ، ثم ترابطت هذه الجماعة المسلمة مع اليهود الذين أصبحوا يشاركونهم المُواطنة في دولة أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم رئيسها و مؤسسها . ومع ميلاد دولة الرسول (ص) يشهد العالم لأول مرة تجربة جديدة من الحكم و الإجتماع السياسي يحكمه القانون الذي يحمي الجميع و يُطبق على الجميع و لا أحد يعلو عليه و لو كان أمير المؤمنين أو فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم .فالصحيفة التي كتبها النبي (ص) كانت تتويجا لتغيير شامل و تحول  عميق في العقليات و الممارسات و الأولويات . والصحيفة ، أيضا ، كانت تدشينا لمرحلة جديدة أكثر إيجابية وأقرب إلى الإنفتاح و الترابط و التكافل الإجتماعي و الوحدة الفكرية من ناحية، و طيّا حقيقيا لمرحلة تاريخية من الإجتماع البشري كان طابعه المميز و الغالب الولاء اللامشروط  للقبيلة من ناحية ثانية.( ومن تطبيق هذه الوثيقة ، و الإهتداء بما فيها ، و التمسك بأحكامها ، قامت تلك الدولة على أمتن ركن و أقوى أسس، ثم انتشرت قوية راسخة في شرق العالم و غربه تقدم للنّاس أروع ما عرفته الإنسانية من مظاهر الحضارة و المدنية الصحيحة.)(10).   مصطفى الونيسي /باريس الثلاثاء 2 أكتوبر 2007   المراجع: 1) نقلا عن فضيلة الشيخ الشعراوي: الهجرة النبوية ص136 2ـ3ـ4) نفس المصدر ص136/137 5)محمد حميد الله : مجموعة الوثائق ص59/62،سيرة ابن هشام ص134/ 6)عماد الدين خليل: دراسة في السيرة ص124 7)محمد فتح الله كولن : النور الخالد محمد معجزة الإنسانية ص466/467 8)كامل سلامة الدسق:دولة الرسول من التكوين إلى التمكين ص412/413 9)محمد سعيد رمضان البوطي:فقه السيرة النبوية ص:153 10) نفس المصدر ص 154  


طارق الكحلاوي: كتاب عودة الي الرقة:

تأكيد اكاديمي علي دور المدينة السورية في صناعة الخزف

 
طارق الكحلاوي (*)   تعاني دراسة الخزف الإسلامي الكثير من الضبابية من حيث تنميطها الكرونولوجي وأصلها الجغرافي مقارنة مثلا بدراسة الخزف الروماني. ولأن الأثريين في حاجة لسلم تنميطي خزفي إسلامي فإنه يتم الالتجاء لتنميطات شديدة الضبابية يمكن أن تساهم في تضليل البحث الأثري. وينطبق هذا التوصيف علي واحد من أشهر أنماط الخزف الإسلامي والمعروف بـ خزف الرقة . وفي هذه الحالة فقد اجتمعت عوامل شديدة التعقيد لإضفاء ضبابية غير مسبوقة علي هذا النمط. ففي أواسط القرن التاسع عشر انتشرت في الغرب ترجمات لقصص ألف ليلة وليلة كان من أهم شخوصها الخليفة هارون الرشيد وقصوره الأسطورية. ومع حلول العشرية الأخيرة من القرن بدأت تظهر في المزادات العلنية الغربية الرئيسية في باريس ولندن ونيويورك قطع خزفية غير محددة المصدر يتم وصفها في الكاتالوجات الدعائية بأنها ترجع لقصر هارون الرشيد في الرقة حيث انتقل فعلا الخليفة العباسي للعيش في قصر جديد في مدينة الرقة، الواقعة في إقليم الجزيرة الموافق لشمال العراق وشرق سورية حاليا، وجعل من المدينة الجديدة الرقة-الرافقة حاضرة منافسة لبغداد معظم فترة خلافته (786 ـ 809). وقد نمي بسرعة الاهتمام الغربي بهذه اللقي الخزفية السليمة في العشريات الأولي للقرن الماضي الي الحد الذي بيعت فيه بعض النماذج في نيويورك بما يفوق 15 ألف دولار (حوالي 250 ألف دولار بالقيمة الحالية للدولار). ومقابل ذلك نمت شكوك كبيرة بين أوساط الأثريين ليس في تاريخ هذه القطع ونسبها للرشيد فحسب بل في نسبها لمدينة الرقة. وتواصلت هذه الشكوك بقوة حتي العشريتين الأخيرتين حيث بدأ المختصون مثل روب مايسون في نسب خزف الرقة الي ما سموه بـ الخزف السوري بشكل عام والذي يشمل مواقع مختلفة في المجال الشامي.   وهنا تحديدا تأتي الإضافة الأساسية لـ مارلين جنكينز-مادينا ، حافظة الآثار الإسلامية في متحف المتروبوليتان بنيويورك، في كتابها عودة الي الرقة: خزف سوريا الأيوبية المتكون من ستة فصول وملحقين والصادر في حجم كبير سنة 2006. فمع حسمها لموضوع التاريخ المتأخر البعيد تماما عن مرحلة الرشيد واقتراح فترة أكثر دقة، تدحض مادينا التشكيك المتصاعد في تقييم دور الرقة كمركز لصناعة نمط الخزف المنتشر في مواقع سورية وتركية عديدة. وبعد فصل أول تشرح فيه الصراع التقليدي بين آراء تجار الآثار والمختصين بداية القرن العشرين تنتقل الكاتبة الي الفصل الثاني، وهو الفصل الأهم في الكتاب، حيث تستخدم مجموعة من الوثائق المستعملة لأول مرة تتمثل أساسا في الأرشيف العثماني الراجع لولاية حلب حيث تقع الرقة ولأرشيف المتحف الأثري في اسطنبول، والذي يتم التوسع فيه في الملحق الأول للكتاب، بالإضافة لرسائل وصور فوتوغرافية لتجار آثار وأثريين غربيين زاروا الرقة خلال بداية القرن الماضي.   وتبدو أهم الكشوف التي أفضي اليها هذا الفصل تأكيد مقولات تجار الآثار والذين زعموا رجوع اللقي الخزفية التي باعوها بأسعار خيالية لموقع الرقة وتحديدا خلال حفريات أثرية رسمية عثمانية ولكن خاصة فوضوية من قبل السكان المحليين وصلت ذروتها بين سنتي 1905 و1908. ومن بين أهم المجموعات التي نجحت مادينا في تأكيد نسبتها للرقة بناء علي الوثائق أعلاه هي تلك المحفوظة في متحف قونيا في تركيا والتي تحتوي علي قطع خزفية غير مكتملة الصنع وهي القطع التي تؤكد أخيرا أن الرقة كانت مركزا لصنع الخزف وليس لاستهلاكه فحسب.   وبعد عرض مادينا في الفصلين الثالث والرابع صور وجذاذات قطع خزفية من متاحف مختلفة خاصة في تركيا ومتحف المتروبوليتان تمر الي الفصل الخامس حيث تعرض خصائصها المشتركة. وتشمل خمس عشر خاصية زخرفية مثل كتابة لفظ العز علي خلفية أشكال لولبية صغيرة. ثم ثلاث عشرة خاصية علي مستوي الصورة الجانبية للقطعة من أبرزها في صنف السلطانيات الشكل المخروطي المزدوج، كما تشمل في صنف الجرار الشكل المعروف باسم الألباريلو والذي يقع استعماله أحيانا في خزن الأدوية ومنه جرة مشهورة محفوظة في متحف الميتروبوليتان. ثم تعرض مادينا ثلاث ممـــــزات خاصة بمواد وطريقة دهن القطعة، وتتــــــمثل في زخرفة بطلاء أسود تحت دهان مزجج أزرق فيروزي، وزخـــــرفة بطلاء أسود تحت دهان مزجــــج بلا لون، وأخيرا زخرفة بطلاء البريق المعدني تحت دهان مزجج. ودعمت هذه الخصائص بدراسة بتروغرافية في الملحق الثاني للكتاب تؤكد علاقة القطع الخزفية المعروضة بنفس التربة الطينية.   أخيرا تقوم مادينا في الفصل السادس بتحديد فترة الإنتاج الزخرفي. وفي ظل غياب كتابات تؤرخ الخزف المنسوب للرقة توجد أربع مؤشرات منفصلة ساعدتها علي اقتراح تاريخ أكثر دقة من الدارسين السابقين والذين تأرجحت تقديراتهم عامة بين القرنين التاسع والثالث عشر. حيث تقترح الكاتبة في المقابل فترة النصف الأول من القرن الثالث عشر بناء علي ما يلي: أولا، وجود مأثورات كتابية علي سبع أباريق معدنية تنسبها لصناع من إقليم الجزيرة وتؤرخها بين سنتي 1223 و1259 وهي تماثل من حيث الشكل والصورة الجانبية أباريق خزفية مطلية بالبريق المعدني ترجع لموقع الرقة يبدو أنه تمت صناعتها للتشبه بهذه الأباريق المعدنية. ثانيا، وجود سلطانيات إيرانية قاشانية يرجعها الدارسون عادة الي بداية القرن الثالث عشر مشابهة لسلطانيات الرقة وهي المميزة في صورها الجانبية بالشكل المخروطي المزدوج ومزخرفة تحت دهان مزجج. ثالثا، توجد مجموعة من السلطانيات التي تنتمي لأنماط خزف الرقة والتي وقع استخدام قواعدها المخروطية في النصف الأول من القرن الثالث عشر في زخرفة جدران كنائس إيطالية بمدينتي بيزا ورفيلو. أخيرا، توجد مجموعة مماثلة تم استخدامها لزخرفة جدران قصر أحد أمراء سلاجقة الروم في خوبد آباد وسط الأناضول ويرجع تاريخ بناء القصر الي سنة 1227. ويبدو أن التاريخ الأخير هو الأكثر موافقة للظروف التاريخية لمدينة الرقة والتي عرفت فترة مزدهرة في العشريات الثلاث الأولي للقرن الثالث عشر حسب المؤرخ الموصلي ابن شداد (توفي سنة 1285) قبل تعرضها لغوزات متتالية من قبل سلاجقة الروم.   (*) باحث من تونس   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 أكتوبر 2007)


 
نعي و تعزية : 

من رواد الحركة الإصلاحية و الوطنية في الجزائر: الشيخ العلامة محمود بوزوزو، في ذمة الله

 

 
تلقت الجالية الإسلامية في سويسرا، نبأ انتقال الإمام العلامة الشيخ الدكتور محمود بوزوزو إلى جوار ربه عن عمر يناهز التسعين سنة بالمستشفى الجامعي بجنيف (سويسرا) بعد مرض ألم به منذ أسابيع، رحمه الله.   والمرحوم من رواد الحركة الإصلاحية الجزائرية وقد عاصر رموزها كالإمام بن باديس والبشيرالإبراهيمي وفضيل الورثلاني والعربي التبسي ومبارك الميلي وأحمد سحنون وغيرهم – رحمهم الله جميعا.   و الشيخ رحمة الله عليه من رواد الحركة الوطنية في الجزائر، الداعين إلى وحدة صفوفها ومن مجاهدي الثورة حيث أعتقل في أول أسابيعها، من مؤسسي حركة الكشافة الإسلامية في الجزائر، تتلمذ على يده آلاف الطلبة في الجزائر وفي سويسرا، كان خطيبا بالمسجد الكبير بجنيف وأستاذا بمدرسة الترجمة التحريرية والفورية، التابعة لجامعة جنيف و لدى الأمم المتحدة إلى حين تقاعده، وتخرّج على يديه أجيال من المترجمين العرب الكبار من جميع البلدان العربية، والذين يحتلون اليوم مواقع هامة داخل المنظمات الدولية في جنيف ونيويورك وغيرها.   وإلى جانب ذلك، كان فارس قلَـم وإعلامي من الطِّـراز الأول، حيث كان يكتب افتتاحية البصائر مع الشيخ أحمد سحنون عند غياب الإبراهيمي، وأصدر خلال ثلاث سنوات (1951-1954)، مجلة « المنار »، وهو عنوان لا تخفى دلالاته الإصلاحية، إذ يرجع بِـنا مباشرة إلى مجلة « المنار » الشهيرة، التي كان يصدرها في الشرق رشيد رضا، تلميذ محمد عبده في أواخر القرن التاسع عشر، وتواصلت تجربته الإعلامية، وهو في سويسرا، إذ كان عضوا في هيئة تحرير مجلة « المسلمون » المصرية التي أعاد الدكتور سعيد رمضان إصدارها من جنيف في بداية الستينات من القرن الماضي، وكان الشيخ إضافة لحفظه للقرآن والأحاديث يحفظ الأشعار القديمة والحديثة وكان يقرض الشعر أيضا.   وبمناسبة هذا المصاب الجلل تعلن عائلة « بوزوزو » و عائلة « عمورة » أن مراسيم تشييع الجنازة سيكون في مسقط رأسه بولاية بجاية يوم الجمعة 5/10/2007 بعد صلاة الظهر، و يصل جثمان الفقيد إلى مطار هواري بومدين الدولي يوم الخميس22 رمضان الموافق لـ 4 أكتوبر 2007 في حدود الساعة الرابعة مساء.   أخيرا وإذ نبتهل إلى الله العلي القدير في هذا الشهر الفضيل أن يدخل شيخنا وإمامنا جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فإننا ندعوه سبحانه أن يرزق أهله و ذويه صبرا جميلا.   « إنا لله و إنا إليه راجعون »   الجالية الإسلامية في سويسرا   جنيف في 30/09/2007   (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 2 أكتوبر 2007)


مسؤول جزائري يؤكد وضع الامير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال في الحبس

 
 الجزائر ـ القدس العربي – من مولود مرشدي   رفض وزير العدل الجزائري التعليق علي خبر تسليم حسن حطاب امير الجماعة السلفية للدعوة والقتال نفسه للسلطات الأمنية وما اذا كان سيحاكم ام انه سيستفيد من إجراءات العفو التي تضمنها قانون المصالحة الوطنية. واكتفي الوزير الطيب بلعيز بالقول أثناء قيامه بزيارة تفقدية لمنشآت قطاعه بولاية وهران (400 كلم غرب) في إشارة الي حطاب انه لا بأس به (هو بخير) ممتنعا عن الخوض في الموضوع. ويعد هذا أول تأكيد رسمي من مسؤول جزائري حول استسلام حطاب لقوات الأمن، فقد بقي أمره مجرد تأويلات تتداولها الصحف المحلية التي أكدت انه اعتقل بينما ذهبت اخري الي ترجيح فرضية تسليم نفسه. ويشكل حطاب لغزا للجزائريين ووسائل الاعلام الجزائرية لان كل ما يُنشر عنه معلومات غير مؤكدة تتناقلها الصحف فيما بينها. ويُعتقد ان حطاب سلم نفسه للسلطات الأمنية بحي حسين داي بالضاحية الجنوبية للعاصمة بعد أكثر من ثلاث سنوات من توقفه عن الجهاد رفقة عدد من مقربيه ومساعديه في جبال منطقة تيزي وزو (100 كلم شرق) في شبه هدنة مع قوات الأمن الجزائرية. ودار حديث غير مؤكد عن مفاوضات حثيثة بينه وبين وسطاء من اجل اقناعه بالاستسلام ضمن قانون المصالحة الوطنية. ثم تحدثت تقارير اعلامية عن توقف تلك المفاوضات بسبب خلافات حول الوضع النهائي لحطاب وما اذا كان سيستفيد من عفو تام ام سيحاكم وفي اي سياق. وتقول تقارير الصحف الجزائرية ان حطاب أسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال سنة 1998 بعد خلافات مع الجماعة الإسلامية المسلحة. وتشد التقارير علي ان جوهر الخلاف كان حول عمل الجماعة واهدافها وسبل جهادها . وأصدرت محاكم الجزائر العاصمة وتيزي وزو وبومرداس والبويرة بحق حطاب أحكاما غيابية تراوحت ما بين 20 عاما والمؤبد والإعدام بتهم الاغتيال وحمل السلاح وتهديد الأمن العام وقتل الأبرياء. وتضاربت المعلومات في المدة الأخيرة حول مصير مؤسس الجماعة السلفية، فبينما اكدت مصادر اعلامية انه اعيد تعيينه علي رأس قيادة التنظيم المسلح خلفا لعبد المالك دروكدال المعروف باسم ابو مصعب عبد الودود، ذهبت اخري الي القول انه مازال في معقله بشمال ولاية تيزي وزو قبل ان تنشر صحيفة اليوم الناطقة بالعربية قبل عشرة ايام نبأ اعتقاله في بلدة حسين داي عندما تناول افطاره عند احد معارفه. وتباينت التصريحات حول كيفية التعامل مع حالته وما اذا كان سيستفيد من عفو رئاسي ام انه سيحاكم بسبب التهم الموجهة اليه والتي لن تنزل أحكامها عن الإعدام. يذكر ان عبد الحق لعيايدة مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة استفاد من عفو سنة 2006 رغم التهم المماثلة التي وجهت له. وتحدثت تقارير عن ان الجناح المتشدد في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بزعامة اميرها الحالي دروكدال أطاح بحسن حطاب سنة 2002 بسبب خلافات في تصور الجهاد يشبه الخلاف مع الجماعة الاسلامية المسلحة.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 أكتوبر 2007)


معتقلون اسلاميون مغاربة يضربون عن الطعام احتجاجا على المعاملة

 
الرباط (رويترز) – قال حقوقيون ومعتقلون يوم الاثنين إن المعتقلين الاسلاميين في عدد من السجون المغربية بدأوا اضرابا تحذيريا عن الطعام لمدة 24 ساعة للاحتجاج على أوضاعهم داخل السجون. وقالت مصادر قريبة من المعتقلين لرويترز انهم قرروا خوض « اضراب انذاري عن الطعام لمدة 24 ساعة تضامنا مع معتقلي » السجن المدني بمدينة سلا المجاورة للرباط الذين بدأوا اضرابا مفتوحا عن الطعام في 25 سبتمبر أيلول الماضي للاحتجاج على وفاة معتقل وكذلك على أوضاعهم التي يصفونها بأنها « متردية ». وكان معتقل اسلامي قد توفي داخل سجن سلا الشهر الماضي. وقالت جهات رسمية أنه توفي بسكتة قلبية. وهناك عدد من المعتقلين الاسلاميين في السجون المغربية على خلفية التفجيرات الانتحارية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في مايو ايار من العام 2003 والتي خلفت 45 قتيلا بمن فيهم منفذو الهجمات التي بلغ عددها 13 هجوما. وأعقب ذلك تفكيك السلطات المغربية لعدد من الخلايا الارهابية قالت انها تجاوزت 50 خلية منذ 2003. وأفاد بلاغ لهيئة « النصير لمساندة المعتقلين الاسلاميين » المستقلة  » أعلن المعتقلون الاسلاميون المتواجدون في عدد من السجون المغربية خوضهم لاضراب انذاري لمدة 24 ساعة اليوم الاثنين مساندة لاخوانهم بالسجن المدني بسلا ودعما لمطالبهم المشروعة والعادلة. » واضاف البلاغ أن الهيئة سجلت الى حدود يوم الاحد « تدهور حالة عدد من المعتقلين الذين دخلوا في الاضراب منذ يوم الثلاثاء. » واشارت الى أسماء ثلاثة معتقلين. وكان معتقل اسلامي قد توفي في اضراب جماعي عن الطعام في العام 2005. وقال المعتقلون انهم يتعرضون « للتعذيب والمضايقات والاستفزازات » كما اشتكى عدد منهم من « تنقيلات تعسفية » الى سجون أخرى في المملكة. وقال مصدر رسمي من ادارة السجون المغربية لرويترز « هذه افتراءات وليست هناك اية تجاوزات ولا أدري لماذا ستتعمد ادارة السجون ايذاء السجناء بدون وجه حق. » واضاف »هم يتمتعون بجميع حقوقهم التي يسمح لهم بها القانون واذا كانت هناك تجاوزات من حقهم أن يشتكوا الى النيابة العامة أو المجلس الاستشاري لحقوق الانسان » وهي هيئة حقوقية رسمية.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 2 أكتوبر 2007)


سؤال شيخ الأزهر عن رأي الشرع في تعذيب السجناء واعتقالهم دون أسباب..

 
القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم   … ونبدأ بالمعارك والردود، وأولها لزميلنا بـ الأهرام والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي، ومحاولته يوم السبت (29 سبتمبر 2007) في مقاله اليومي بـ الدستور إحراج شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بسبب تصريحاته التي اعتبر فيها الشائعات الأخيرة مفسدة، كما اعتبر من قبل أن مقاطعة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي أطلقتها المعارضة كتمان للشهادة، وكاتم الشهادة آثم قلبه، فوجه هويدي لشيخ الأزهر عددا من الأسئلة المحرجة منها:   ألا يري فضيلته أن الانتقادات التي يوجهها الصحافيون لأداء السلطة وللحزب الحاكم هي بمثابة واجب شرعي يستجيب للدعوة التي دافع هو عنها بضرورة إعلان الشهادة وعدم كتمانها ورفض شهادة الزور المنهي عنها شرعا؟   وألا تعد تلك الانتقادات فضلا عن ذلك، من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من أوجب الواجبات علي المؤمن؟   لماذا لا يعلن فضيلته رأي الشرع في تعذيب الأبرياء في أقسام الشرطة الذي تعددت وقائعه في الآونة الأخيرة؟   وفي حالة ثبوت الوفاة بسبب التعذيب ما حكم الشرع في القصاص من الجناة؟   ما رأي فضيلته في إحالة المدنيين إلي المحاكم العسكرية للتنكيل بهم مما يحرمهم من حق المحاكمة العادلة؟   ما حكم الشرع في احتجاز آلاف المواطنين في السجون والمعتقلات بعد تبرئتهم من جانب المحاكم واستمرار ذلك الاحتجاز رغم إصدار عديد من الأحكام القاضية بإطلاق سراحهم؟   ما حكم الشرع في بيع أصول البلد للأجانب وتمكينهم من اختراق السوق المصري والتأثير علي سياساته علي النحو الذي يضرب بمصالح أغلبية الخلق فيه؟   ما هو الرأي الشرعي في انحياز الحكومة للأثرياء، وتخليها عن الفقراء حتي في المجالات الرئيسية الثلاثة: التعليم والصحة والإسكان؟!   إذا افترضنا أن الآراء التي ابداها شيخ الأزهر سواء في قضية الشائعات أو مسألة مقاطعة الاستفتاء كانت لوجه الله وليس فيها شيء لإرضاء السلطان فهل يتسع وقت وصدر فضيلته للإجابة علي ما تقدم من أسئلة بما يرضي الله أيضاً؟ .   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 أكتوبر 2007)


إلى أين نحن ذاهبون؟

 
بقلم: فهمي هويدي (*)      ثمة كلام عن إعصار سياسي كبير- تسونامي – سوف يضرب المنطقة في الأجل المنظور، يتحدث الإسرائيليون في العلن عن نتائجه واحتمالاته، لكني لا أعرف ما إذا كنا قد فكرنا فيه أم لا، وكيف؟   (1) خلال الأسابيع الأخيرة ظلت أضواء مكاتب وزارة الدفاع الإسرائيلية مضاءة حتى الفجر، الأمر الذي جاء دالا على أمرا جلل يجرى بحثه وراء الجدران. هذا التقديم ليس من عندي، ولكن صحيفة « يديعوت أحرونوت » أوردته في 31/8. في معرض حديثها عن وثيقة وصفتها بأنها  » بالغة الخطورة « ، تعلقت بسيناريوهات ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق. وأشارت إلى أن الوثيقة قدمت إلى وزير الدفاع إيهود باراك، الذي استنفر طاقم وزارته لدراستها. وذكرت أن إعدادها استغرق ثلاثة أشهر، وأن فرق عمل من خمس جهات شاركت في الإعداد. وهذه الجهات هي: وزارة الدفاع – شعبة الاستخبارات العسكرية – قسم التخطيط في الجيش – مجلس الأمن القومي – وزارة الخارجية . وكان السؤال الأساسي الذي طلب من الجميع الإجابة عليه هو: كيف سيؤثر الانسحاب الأمريكي من العراق على المصالح الإستراتيجية لإسرائيل؟ وكانت الإجابة كالتالي: إن الانسحاب سوف ينتج عنه تشكل شرق أوسط جديد بكل معنى الكلمة، يمثل أسوأ احتمال توقعته إسرائيل في يوم من الأيام. إذ سيكون الانسحاب بمثابة « تسونامي  » يضرب المنطقة. لانه سيسفر عن تغيرات جذرية سيكون لها تأثيرها السلبي على كل حلفاء أمريكا في المنطقة، ولكن إسرائيل ستكون الأكثر تضررا.   قدرت الوثيقة أن واشنطن حسمت أمرها فيما يتعلق بالانسحاب المبكر من العراق. ودللت على ذلك بقرار الإدارة الأمريكية رفع المساعدات الأمريكية لإسرائيل بشكل كبير، بحيث تصل في غضون عقد من الزمان إلى ثلاثين مليار دولار بواقع ثلاثة مليارات كل عام. كما استشهدت بصفقة السلاح العملاقة التي وقعتها واشنطن مع السعودية، ووصلت قيمتها إلى 20 مليار دولار. واعتبرت الوثيقة أن هاتين الخطوتين استهدفتا إرضاء الدولتين في أعقاب القرار المتوقع بالانسحاب، لمنحهما الإحساس بأنهما ستكونان قادرتين على مواجهة تبعات تنفيذ هذه الخطوة، حيث اعتبرت أن إسرائيل والسعودية ستكونان من أكثر الأطراف تضررا من القرار الأمريكي.   (2) في تقديرها لموقف ما بعد الانسحاب، تحدثت الوثيقة عن ثلاثة مكامن للخطر ستنجم عن ذلك هي كالتالي: ü أولا: أن الانسحاب سينظر إليه في العالمين العربي والإسلامي كهزيمة مروعة لأمريكا. وسيؤدي بشكل فوري إلى زيادة هائلة في طاقة الحركات الإسلامية الجهادية، حيث ستعمل هذه الحركات على زعزعة أنظمة الحكم العربية المعتدلة في المنطقة، إلى جانب تعزيز الأنظمة التي تناصب أمريكا العداء. واعتبرت الوثيقة أن أكبر ضرر استراتيجي سيهدد إسرائيل سيكون المس باستقرار نظام الحكم في الأردن الذي تصفه الوثيقة بأنه  » أهم ذخر استراتيجي لإسرائيل في المنطقة لأنه يمثل الحزام الفاصل بين إسرائيل والهلال الشيعي الذي سيتبلور بعد الانسحاب » إلى جانب موقف النظام الأردني الصارم ضد الحركات الإسلامية، فضلا عن دوره بالغ الأهمية المتمثل في منع عمليات التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود.   توقعت الوثيقة أن يؤدي الانسحاب الأمريكي من العراق إلى تحويله إلى نقطة انطلاق للعمل ضد الأردن، وسيترتب عليها تشجيع الحركات المناوئة للعمل من داخل البلد، إلى جانب أن النظام السوري سيسمح بالعمل ضد عمّان من أراضيها ومن شأن إحداث أي تغيير في الأردن أن يحوله إلى ساحة فعل ضد إسرائيل، بما يعيدها إلى السنوات الأولى لوجودها. وأوصت الوثيقة بالبدء في دعم النظام الأردني وتعزيز قدرته على الثبات عن طريق تكثيف الدعم الدولي والأمريكي لحل مشكلاته الداخلية، وعلى رأسها مشكلة المياه، مع تعزيز أجهزته الأمنية ورفع كفاءتها.   ü ثانيا: حذرت الوثيقة من أن الانسحاب سيكون عنصرا مشجعا لقوى المقاومة الفلسطينية وحزب الله على توجيه ضربات لإسرائيل، واعتبرت أن العراق سيعود ليصبح نقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، ونوهت إلى أن الأطراف قد تكون معنية بحصول عناصر الحركات الجهادية على صواريخ بعيدة المدى، لكي يكون بوسعهم إطلاقها على إسرائيل من غرب إيران.   ü ثالثا: رأت الوثيقة أن الانسحاب من العراق سيحرر إيران من الضغوط الممارسة عليها حاليا، وسيسمح لها بتطوير برنامجها النووي وصولا إلى إنتاج القنبلة النووية في حين أن سوريا ستنجو من الحملة الأمريكية الهادفة إلى تضييق الخناق على نظام الحكم فيها. وتحدد الوثيقة العام 2009 لاستكمال سوريا عملية تحديث جيشها، وهو نفس العام الذي يغادر فيها بوش البيت الأبيض.   غير أن بعض الخبراء الذين يمثلون أقلية في طواقم العمل التي أعدت الوثيقة أشاروا إلى أن الانسحاب الأمريكي قد يشتمل على تطور إيجابي واحد بالنسبة لإسرائيل، فتحدثوا عن أن قادة الجيش الأمريكي في العراق هم الذين يرفضون بشدة قيام الإدارة الأمريكية بمهاجمة إيران وتدمير برنامجها النووي على اعتبار أن إيران سترد بشن عمليات انتقامية ضد القوات الأمريكية في العراق ورأى هؤلاء الخبراء أن الانسحاب من العراق قد يزيل عقبة كأداء أمام تحرك أمريكي عسكري محتمل ضد إيران.   (3) لسنا في وارد مناقشة مدى صواب هذه الاحتمالات، لأن ما يهمنا منها في السياق الذي نحن بصدده أمران. الأول أن هناك فريق عمل من الخبراء حاول أن يدرس مقدما الاحتمالات المترتبة على الانسحاب الأمريكي وتأثيرها على المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية. الأمر الثاني أن الرأي العام الإسرائيلي أحيط علما بتلك الاحتمالات. وكان من الطبيعي أن أجري مقارنة بين هذا النمط من التفكير، وبين ما يجري عندنا، مصريا وعربيا. أول ما لاحظته أننا مشغولون بمشاكلنا الداخلية الآنية، وأن قضايا المصير الإستراتيجية مغيبة عن الاهتمام العام، حتى بين شرائح النخبة. وهي الملاحظة التي يرصدها بسهولة أي قارئ للصحف والمجلات أو متابع لبرامج التليفزيون والإذاعة في بلد كمصر مثلا، الأمر الذي يعكس حالة من الانكفاء على الذات، ترى الداخل ولا ترى الخارج، وتنشغل بهموم الحاضر عن تحديات المستقبل.   لا أريد أن أقلل من معالجة مشكلات الداخل، ذلك أن من شأن تلك المعالجة – إذا تكللت بالنجاح – أن توفر للوطن قدرا من المناعة والعافية يمكنه من أن يتصدى بقوة لتحديات الخارج. لكن الأمر ليس بهذا التبسيط لسببين، الأول لأن العراك هو العنوان الذي يختزل الحالة في الداخل. وهو ما يعني أننا لا نقوي الداخل وإنما نضعفه، ونشتت الصف الوطني ولا نحشده. السبب الثاني أن المصالح الإستراتيجية لكل بلد – أمنها القومي إن شئت الدقة – تتوزع على الداخل والخارج. بالتالي فإن رعاية تلك المصالح ينبغي أن تتم على الجبهتين معا. والاهتمام بجبهة دون أخرى لا يختلف في شيء عن دفن الرؤوس في الرمال، لا يدفع خطرا ولا يصده ولكنه يغمض الأعين عنه.   أن ثمة حديثا يتداوله المسئولون عن مصر في عام 2020 وعن القاهرة في عام 2050، ولكن الأول يتحدث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والثاني يتناول التخطيط العمراني. لكني لا أعرف أن هناك رؤية متبلورة في الخرائط السياسية سواء في داخل مصر، أو في مجالها الحيوي، ومحيطها الاستراتيجي. وسيكون أمرا غريبا إذا وجدت تلك الإستراتيجية دون أن يعرف الرأي العام شيئا عن ملامحها أو اتجاهاتها. وسيكون الأمر أغرب – صادما ومفجعا في الحقيقة – إذا لم تكن تلك الإستراتيجية موجودة من الأساس.   (4) إن ثمة تحولات مثيرة تتابع من حولنا ولا يستطيع أي محلل تجاهلها، لأنها تؤثر على مصالحنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة. لا أتحدث فقط عن مشكلات نقص المياه أو التغيرات المناخية وثيقة الصلة بالاحتباس الحراري أو تناقص السكان في العالم المتقدم والانفجار السكاني في العالم النامي. ولا أتحدث فقط عن التحولات الحاصلة في الخرائط السياسية، متمثلة في أزمة الداخل الأمريكي واحتمالات التغيير مع انتخاب رئيس جديد واختفاء الرئيس بوش وفريقه بعد 18 شهرا. وظهور مقدمات لحرب باردة جديدة بين الشرق والغرب بعد استعادة روسيا لعافيتها وتصالحها مع الصين وتكوين منظمة شنغهاي تعبيرا عن صعود الدور الآسيوي في مواجهة حلف الناتو، وبروز طبعة أخرى من المحافظين الجدد في فرنسا بقيادة الثنائي ساركوزي ووزير خارجيته كوشنير، وقد كشفا عن وجهيهما السعي للالتحاق بالمركبة الأمريكية، وفي المزايدة على الموقف الأمريكي إزاء إسرائيل وإيران.   ما أعنيه ليس فقط هذه التحولات المؤثرة على مصالحنا وخياراتنا، ويفترض ألا تغيب عن المخطط الاستراتيجي وإنما أعني أيضا تصورنا للتداعيات والتطورات الحاصلة والمرتقبة في المنطقة، التي تتصل مباشرة بمصالحنا الحيوية. الأمر الذي يثير عددا من الأسئلة المهمة في مقدمتها ما يلي:   ü كيف نرى احتمالات المستقبل الفلسطيني، إذا ما استمر تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وغزة، واعتبار الأولى كيانا صديقا لإسرائيل والثانية كيانا معاديا لها. وهو الفخ الذي وقع فيه الجميع أو استدرجوا إليه، في حين تتجه إسرائيل لإعادة تحديث جيشها بالكامل خلال خمس سنوات، حتى تتجنب تكرار الهزيمة التي لقيتها في لبنان؟.   ü إلى أي مدى سوف نتأثر بالانسحاب الأمريكي في العراق، مع ما سوف يستصحبه ذلك من تداعيات، بعضها يتعلق بزيادة النفوذ الإيراني، والبعض الآخر يتعلق باحتمالات تقسيم البلد إلى ثلاث دويلات، كما يريد الأمريكيون، اضافة الي سيناريو الحرب الأهلية بين متعصبي الشيعة والسنة؟   ü كيف نتصور النتائج المترتبة على توجيه ضربة لإيران لإجهاض مشروعها النووي، الأمر الذي ينصب إسرائيل قوة عظمى وحيدة في الشرق الأوسط. وما تأثير ذلك على منطقة الخليج عمرانيا وبيئيا، وعلى موقف الشيعة في العالم العربي، وعلى وضع القضية الفلسطينية، وكيف سينعكس إثر الضربة على سوريا ولبنان؟.   ü إلى أي مدى يؤثر انفراط الصف العربي على موقف العالم العربي إزاء مختلف القضايا. بوجه أخص كيف يمكن إجهاض محاولات تفتيت المنطقة عبر تقسيم دولها إلى معتدلين ترضى عنهم واشنطن وإسرائيل ومتطرفين رفع ذلك الرضى عنهم. وكيف يمكن احتواء وعلاج التباعد السوري عن مصر والسعودية بحيث لا يضر ذلك بالمصلحة الإستراتيجية العربية؟.   ü ما هو موقفنا من التدخل الدولي في دارفور واحتمالات انفصال جنوب السودان، والسعي الأمريكي لإقامة قاعدة عسكرية كبيرة في شمال أفريقيا بحجة إقامة مركز للتصدي للإرهاب؟.   لا أستبعد أن تكون هناك أسئلة أخرى ملحة يغيبها الانكفاء على الداخل والانشغال بما هو عابر. وهذه الأسئلة تشكل مع ما ذكرت حزمة من علامات الاستفهام الحائرة، التي تبحث عن إجابات تشبع الرغبة في التعرف على المسار، وتحسس مواضع الخطى، وتحديد الأهداف والمقاصد. إذ هي مشكلة لا ريب أن تمضي دون أن تعرف إلى أين أنت ذاهب، لأنك في هذه الحالة ستواجه مشكلة أكبر، حيث ستظل معرضا طول الوقت لأن تضل وتشقى.   (*) كاتب ومفكر من مصر   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 أكتوبر 2007)


دروس أحمدي نجاد في كولومبيا ودروس طهران من بغداد وموسكو

 
 د. عبدالوهاب الأفندي (*)    المشهد السيريالي الذي شهدته مدرجات جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي في محاولة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لإجراء حوار مع طلاب وأساتذة تلك الجامعة يعتبر التجسيد الحي لما أطلق عليه البعض صراع الحضارات . فقد كان ذلك المشهد أبعد ما يكون عن الحوار، وأقوي دليل علي عجز كل من الطرفين عن الخروج من شرنقته الثقافية لمحاولة فهم الطرف الآخر. ولكن السؤال الأهم هو لماذا وضع كل من الطرفين نفسه في هذا الوضع المحرج وغير المجدي؟   منتقدو الجامعة التي قدمت الدعوة لأحمدي نجاد (وغالبيتهم من أنصار إسرائيل) اتهموها بأنها كانت تسعي عبر توجيه الدعوة للرئيس الإيراني إلي خلق ضجة إعلامية تستفيد منها لأغراض الدعاية، بينما احتجت الجامعة بأنها تنطلق فيما قامت به من مبادئها القائمة علي إعلاء حرية التعبير والاستماع إلي الرأي الآخر. وكانت الدعوة قد وجهت لأحمدي نجاد عبر برنامج منتدي القيادات الذي تنظمه مدرسة العلاقات الخارجية بالجامعة، ولكن رئيس الجامعة أصدر قراراً قبل أيام من الزيارة بإلغائها تحت هذا البند بعد احتجاج منظمات موالية لإسرائيل، دون أن يمنع المدرسة من استضافة أحمدي نجاد. مهما يكن فإن ما حدث لم يكن حواراً أو تبادل آراء، لأن مسؤولي الجامعة كانوا مشغولين أكثر بالضجة التي أثارتها دعوة أحمدي نجاد داخل أمريكا، ولهذا سعي رئيس الجامعة إلي تبرير موقفه عبر توجيه انتقادات مهينة ومبالغ فيها لا تخدم أغراض الحوار، ولكنها تخدم موقف إدارة الجامعة وترفع عنها الحرج أمام منتقديها. وبنفس القدر فإن أحمدي نجاد كان مهتماً أكثر بتقوية موقفه داخل إيران. ولهذا كانت التجربة في مجملها عبارة عن حوار طرشان، كل طرف فيها يخاطب جمهوراً مختلفاً في منطلقاته. وقد كانت أبلغ دلالة علي هذا التباين أن خصوم أحمدي نجاد كانوا أسعد ما كانوا (واعتبرت هذه عندهم قاصمة الظهر له) حين أنكر في رد علي سؤال حول حقوق الشاذين جنسياً أن هذه الظاهرة لا وجود لها في إيران.     وقد كان هذا التباين في المثل والرؤي يشير إلي إشكالية في اعتقاد الرئيس أحمدي نجاد بأنه بمجرد مخاطبة حشد من طلاب وأساتذة جامعة أمريكية سيغير نظرة المجتمع الأمريكي (أو حتي جزء منه) تجاه إيران. فهذا من قبيل التعلق بالأوهام، ولا يختلف شيئاً عن سذاجة بعض القادة الأمريكيين الذين يعتقدون أنه بمجرد إنشاء قناة تلفزيونية ناطقة بالعربية يمكن لهم أن يقنعوا العرب بأنهم أصدقاء. ويمكن بالمقابل تخيل مسؤول أمريكي يذهب لمخاطبة جمهور صلاة الجمعة في جامعة طهران ليقنعهم بعدالة الموقف الأمريكي!   الأمر كان يختلف بالنسبة للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، الذي كان أقدر علي مخاطبة الرأي العام الغربي تحديداً لأنه كان يسعي إلي تقارب مع الغرب. ولكن حتي موقف خاتمي كان يواجه مشاكل معقدة، تماماً كحال ميخائيل غورباتشوف في ساعات غروب الاتحاد السوفيتي. فمن جهة فإن محاولة إصلاح نظام معادٍ أو منافس للغرب تصطدم بمقاومة من داخل ذلك النظام، مما يستدعي إجراء حوار في داخله أولاً. ومن جهة أخري فإن حملة الإصلاحات إذا بلغت منتهاها فإنها ستدمر النظام بكامله، ولهذا فإن أنظمة مثل الصين وإيران اصطدمت بحاجز الإصلاحات واصطدمت معه بحاجز الحوار مع الغرب. وحتي روسيا التي سارت في الطريق حتي منتهاه عادت في عهد فلاديمير بوتين إلي المربع الأول وعاد معه التوتر في علاقاتها مع الغرب.   ومن هذا المنطلق فإن دعوات خاتمي المتكررة إلي ما سماه بـ حوار الحضارات كبديل لصراعها كان يصطدم ليس فقط بحاجز كونه يفتقد التفويض الكافي للتحدث باسم إيران في هذا الحوار (ناهيك عن الحديث عن تمثيل المسلمين)، بل أيضاً بأنه كان يحاور وظهره إلي الحائط، لأن خصومه في داخل إيران كانوا يرفضون هذا الحوار من ناحية المبدأ، ويرفضون بصورة أشد من يقوم به. وبالمقابل فإن خاتمي وأنصاره كانوا يرون في الحوار مع الغرب بديلاً للحوار مع شركائهم في الوطن. وفي نهاية الأمر كان لا بد لهذا الحوار أن يفشل، لأن المحاور يفتقد السلطة والمشروعية معاً. ولنفس السبب أيضاً فإن مشروع أحمدي نجاد للحوار مصيره الفشل، إضافة إلي أن الرسالة التي يحملها تفتقد جاذبية رسالة خاتمي بالنسبة للغرب.   إن مشكلة أحمدي نجاد الآن ليست مشكلة علاقات عامة، لأن بلاده علي وشك التعرض لاستهداف خارجي سيكون في أضعف الإيمان عبر حرب باردة جديدة. ولانبالغ إذا قلنا إن أحمدي نجاد قد يكاد أن يكون وحده المسؤول عن هذه المحنة التي تواجهها بلاده، تحديداً لأن تصريحاته المتهورة وغير المحسوبة قد أعطت خصوم إيران ذخيرة ما كانوا يحلمون بها. فلو أن خاتمي (أو حتي رفسنجاني) كان في سدة الرئاسة لوجدت الولايات المتحدة وحلفاؤها صعوبة جمة في حشد الرأي العالمي ضد إيران. وعليه فإن أحمدي نجاد هو آخر من يمكنه إصلاح الأمر عبر خطاب في الأمم المتحدة أو محاضرة في كولومبيا.   ولعله من قبيل التضليل والحرب النفسية أن زعماء فرنسا والولايات المتحدة (وكان قد سبقهم في ذلك توني بلير) أخذوا يكثرون من الحديث عن حرب وشيكة تستهدف إيران. ذلك أن مثل هذه الحرب هي (كما قال وزير خارجية بريطانيا الأسبق جاك سترو في تصريح كلفه وظيفته) ضرب من الجنون لن يقدم عليه حتي أكثر زعماء الغرب تهوراً. ولكن قيمة خلق هيستيريا الحرب تكمن في أنها تعطي المشروعية لأي خطوات عقابية يفرضها الغرب علي إيران باعتبارها أخف من الحرب. فالمدافعون عن إيران أصبحوا هم من يطالبون بإجراءات عقابية دون الحرب. وإذا كانت هناك دروس من تجربة العراق (وقبل ذلك الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي) فهي أن الخطوات العقابية تؤدي في النهاية غرض الحرب بصورة أكثر فعالية. ذلك أن قدرة أي بلد للدفاع عن نفسه لا تعتمد فقط علي مخزونه من الأسلحة، بل أيضاً علي القدرات الاقتصادية والتقنية للبلد والدعم السياسي الداخلي لحكومته. ولا شك أن تطاول وتشديد العقوبات الاقتصادية علي أي بلد وعزله سياسياً ستؤدي إلي تآكل عوامل القوة فيه. ولهذا كانت كوريا الشمالية تصرح بأنها ستعتبر أي عقوبات اقتصادية تفرض عليها بمثابة إعلان حرب وتتعامل معها من هذا المنطلق. ولاشك أن هذا الموقف المعلن كان له تأثيره لجهة عدم صدور أي قرارات دولية تفرض عقوبات علي كوريا الشمالية.   إيران تحتاج إذن إلي تعلم دروس العراق والاتحاد السوفيتي وهي تواجه التحديات الماثلة أمامها. وسواء أكانت إيران لا تعتزم تطوير قدرات نووية عسكرية كما تؤكد، أو كان الأمر غير ذلك كما يؤكد خصومها، فإن الدخول في مواجهة حول هذا الموضوع في المرحلة الحالية ليس في مصلحتها. ذلك أن إيران لو كانت تعتزم تصنيع قنبلة أو أي أسلحة دمار شامل أخري فإنه من غير المصلحة أن تقوم بذلك علناً وفي وجه مقاومة دولية، بل كان الأرجح أن تتبع سياسات مثل تلك التي اتبعتها الهند وباكستان في تطوير الأسلحة عبر برنامج سري. أما إذا لم يكن هذا هو الهدف فإن من الحماقة تعريض قدرات إيران الاقتصادية والصناعية لاستهداف دولي من أجل حماية مشروع لا وجود له.   المسؤولون الإيرانيون أدخلوا أنفسهم في مأزق من صنعهم حين رهنوا كرامة إيران بالاستمرار في المشروع النووي وخاصة تخصيب اليورانيوم، وتمسكوا بالشكليات القانونية التي تبيح للدول الموقعة علي معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية التخصيب تحت رقابة دولية. وهذا جعل من الصعب علي المسؤولين الحاليين، خاصة وأنهم من الصقور، أن يقبلوا بالتنازلات المطلوبة لتجنب المواجهة. بل إن المعتدلين ـ حسب ما سمعت من أصدقاء إيرانيين ـ أصبحوا لا يجرؤون علي التصريح بضرورة التراجع عن الموقف الإيراني المتصلب بسبب الهيستيريا التي خلقتها مواقف النظام وخطابه التصادمي. ولكن هذا لن يغير من واقع أن القوي الفاعلة دولياً لا تثق في تطمينات إيران، وأن إيران ستعامل (حتي لو كانت بريئة) كمعاملة من يعتزم تصنيع أسلحة نووية.   ويجب هنا أن نذكر بأن تصنيع الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل لا يعتبر جريمة دولية إلا في حق الدول الموقعة علي اتفاقيات في هذا الشأن. فقيام كل دولة بالتسلح بما تراه مناسباً للدفاع عن نفسها هو حق سيادي تكفله القوانين الدولية. وبوسع إيران لو شاءت أن تحذو حذوالهند وإسرائيل وباكستان وتنسحب من اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية ثم تفعل ما تشاء دون محذور قانوني. ولكن هذا لن يمنع خصومها من استهدافها، لأن الأمر لا يتعلق بالقانون الدولي وما يبيحه أو يحرمه، بل بموازين القوي الدولية. فمن الواضح أن إيران ـ خاصة إيران أحمدي نجاد ـ تثير قلق ومخاوف دول كثيرة في المنطقة والعالم بخصوص برنامجها النووي. وهذه الدول مصممة علي رفع كلفة هذا البرنامج علي إيران إلي أقصي حد ممكن.   وعليه فليس من مصلحة إيران التمادي في سفسطتها القانونية حول حقها في التخصيب، بل عليها أن تحزم أمرها لاتباع الخيارات الحاسمة: هل تريد القيادة الإيرانية مواجهة حول برنامجها النووي قد تكلف البلاد ما لا تطيق؟ وهل تريد هذه المواجهة الآن؟ أم أن الأفضل أن تنحني إيران للعاصفة وتستفيد من الظروف المواتية التي خلقها التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان لكي تعزز موقعها الاقليمي استعداداً لأي مواجهة في المستقبل؟   وهنا يمكن استحضار تجربة العراق الذي استعجل المواجهة قبل أن يكمل الاستعدادات لها. فلو كان العراق عندما غزا الكويت يملك قدرات عسكرية معتبرة لاتخذ الموقف الغربي من غزوه للكويت شأناً آخر، كما تم التعامل مع غزو الاتحاد السوفييتي للمجر وتشيكوسلوفاكيا وبعد ذلك أفغانستان. وهذه التجارب كلها تدعو إلي تأمل عميق في التعامل مع الأزمات الدولية، وتحديداً الابتعاد عن مواجهات مفتعلة لا داعي لها أو لم يحن وقتها بعد.   (*) كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 أكتوبر 2007)


في فهم الإستراتيجية الأميركية لإدارة بوش

   

 
منير شفيق (*)   ادعى الرئيس الأميركي جورج بوش أن هدف الحرب الأميركية (العدوانية) على العراق واحتلاله هو تجريده من أسلحته فوق التقليدية من كيماوية وبيولوجية وحتى نووية، ولكن سرعان ما تبين أن إثبات وجود مثل تلك الأسلحة فبركته إدارة بوش وحكومة بلير، الأمر الذي يؤكد أن الهدف الحقيقي وراء العدوان على العراق واحتلاله لا علاقة له بالهدف المعلن.   ولما تبدد الهدف المذكور استبدل به هدف تخليص العراق من نظام استبدادي وتحويله إلى نموذج لدولة ديمقراطية تكون بداية لدمقرطة دول الشرق الأوسط العربية والإسلامية، ولكن سرعان ما تبدد هذا الادعاء مع فضائح سجن « أبو غريب » وغيره من السجون الأميركية، ثم مع طريقة تركيب مجلس الحكم التي قسمت العراق إلى طوائف وإثنيات، وزرعت بذور التجزئة والحروب الأهلية التي حملت ألوانا من البطش الجماعي بالإنسان العادي.   وبهذا تحول العراق تحت الحراب الأميركية إلى جحيم جعل أشد معارضي النظام السابق يترحمون عليه قياسا بما آل إليه حال البلاد تحت الاحتلال: تهجير خمسة ملايين مواطن بعضهم إلى خارج العراق وبعضهم داخله، وتطهير طائفي وعرقي، فضلا عن ما يقرب من مليون قتيل، وأكثر من ذلك ممن عوّقوا جسديا، ولا تسأل عن انتشار الأمراض والبطالة والفقر وانهيار الأمن.   وهكذا تبددت الأكذوبة القائلة إن هدف الحرب كان تخليص العراق من نظام استبدادي لإقامة ديمقراطية يسودها حكم القانون ومراعاة حقوق الإنسان وتحقيق الرفاه والحرية والأمان.   بيد أن هنالك من اعتبر -وهؤلاء أكثرية- أن هدف الحرب على العراق هو النفط والسيطرة على النفط في المنطقة، وقد عزز ذلك الاستنتاج بعلاقة إدارة بوش بالشركات النفطية، ثم الحديث النظري عن أهمية السيطرة على النفط لتحقيق الهيمنة الأميركية على العالم، بما في ذلك الضغط على المنافسين المحتملين لاسيما الصين وأوروبا.   وقد غذى هذا الرأي ما يسود من نظريات « اقتصادية » في تفسير السياسات الدولية من جهة، وما قدمه المحافظون الجدد معالجة لتسويغ جعلهم أولوية الإستراتيجية الأميركية هي إقامة النظام الشرق أوسطي، بدلا من الأولوية التقليدية المستمرة بعد انهيار معسكر الاتحاد السوفياتي، وهي أولوية احتواء روسيا والصين.   وقد ادعوا إنقاذا لهذا الانقلاب أن السيطرة على الشرق الأوسط تهدف إلى تطويق الصين وروسيا لاحقاً.   هذا التسويغ لدى الإستراتيجيين أو منظري الإستراتيجية مضحك لأنه يؤدي كما أدى فعلا خلال السنوات الست الماضية، إلى مهادنة كل من روسيا والصين ومساومتهما من أجل النجاح في الأولوية المتعلقة بالحروب التي شنت على بلدان عربية وإسلامية، وفقا لأولوية إقامة شرق أوسط « كبير » أو « جديد ».   فكانت مناسبة ليتمكن فلاديمير بوتين من أن يطهر روسيا من أغلب إن لم يكن كل مراكز القوى في الدولة والمجتمع المحسوبة على الصهيونية والولايات المتحدة، وهي التي ترعرعت في السنوات العشر الأولى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وراحت تذهب بروسيا إلى الانحلال والتفكك والتحول إلى دولة من الدرجة التالية، وهي التي ورثت ما امتلكه الاتحاد السوفياتي من قوة عسكرية وتطور علمي وتقني في المجال العسكري.   وهذه القوة عادت الآن دولة كبرى بعد أن تمكن بوتين في ظل تلك الغفلة من بناء الدولة القوية المتماسكة، وقد ساعده الانتعاش الاقتصادي بسبب ارتفاع سعر النفط على جعلها دولة كبرى من جديد.   فروسيا اليوم وبسبب ذلك التغيير في أولويات الإستراتيجية الأميركية الذي منحها ست سنوات ذهبية تقف على قدميها، أما الإدارة الأميركية فغرقت في تنفيذ مشروعها الشرق أوسطي.   وبوتين الآن يضرب الطاولة بقبضته لانتزاع الاعتراف بدور روسيا في السياسة الدولية واحترام مصالحها وأمنها القومي.   وتلك الأولوية التي وضعها المحافظون الجدد للإستراتيجية الأميركية سمحت للصين بأن تغزو كل أسواق العالم بتجارتها وباستثماراتها النفطية الطويلة الأمد، ناهيك داخليا على مستوى القوة العسكرية والتكنولوجيا العالية.   هذا إلى جانب علاقات اقتصادية دولية واسعة انتهت إلى منافسة الزعامة الأميركية في قمة « أبك » الآسيوية الأخيرة التي رأى بعض المراقبين أنها أصبحت « الرابطة الصينية ».   ويمكن أن يضاف إلى ما تقدم إفادة أوروبا والهند والبرازيل وعدد من دول أميركا اللاتينية من هذه السنوات الست التي شغلت فيها إدارة بوش بتحقيق أولوية لا علاقة لها بالمنافسين الحقيقيين للولايات المتحدة ونفوذها العالمي.   أما تفسير هذا الخلل الخطير في تحديد أولويات الإستراتيجية الأميركية فكان في تسخير المحافظين الجدد الإستراتيجية الأميركية لخدمة المشروع الإسرائيلي، والتمكين له، في منطقة يجب أن يعاد صوغها لتصبح خاضعة له، وعاجزة أمامه.   وهذا ما يمكن القطع به من خلال التتبع الدقيق للسياسات الأميركية خلال السنوات الست الماضية، وعلى التحديد بعد أن قدمت أحداث 11/9/2001 الذريعة لإسرائيليي أميركا وصهيونييها في إدارة بوش وخارجها لتغطية ما أحدثوا من انقلاب في الإستراتيجية الأميركية من حيث تحديد الأولويات.   موضوع الدور الذي لعبته المجموعة الصهيونية الإسرائيلية الأميركية من أمثال بول ولفويتز وريتشارد هيث وديفد دورمزر وإيلوت أبرامز ووليام كريستول (وعددهم بالعشرات حول بوش وديك تشيني ورمسفيلد) في صوغ أولويات الإستراتيجية الأميركية وتوجيه سياساتها التنفيذية، لم يعد موضوعا قابلا للنقاش، كما أن ولاءهم للمشروع الإسرائيلي وخدمته يفوق أي ولاء آخر.   فهؤلاء هم الذين قادوا السياسة الإسرائيلية خلال السنوات الست الماضية في عهدي شارون وأولمرت وليس العكس، وذلك بسبب قوتهم النابعة من نفوذهم في الإدارة الأميركية.   ولهذا شهدت السياسات الأميركية والإسرائيلية تماهيا لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية منذ قيام الدولة العبرية، وليس أدل على ذلك من وثيقتهم الشهيرة الصادرة عام 1996 التي طالبوا فيها نتنياهو بسياسات يمكن اعتبارها « فوق ليكويدية »، وقد زايدت إسرائيليا على نتنياهو نفسه.   إذا صح ما تقدم لا يكون المحرك الأول أو المؤثر الأول في حرب العدوان على العراق التي سبقتها حرب على الشعب الفلسطيني أطلقها شارون في ربيع 2002، وصولا إلى حرب يوليو/تموز 2006 في لبنان، والآن التحضير للحرب على إيران، هو النفط بعد أن ذهب الوهم حول هدف انتزاع السلاح فوق التقليدي أو هدف الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان، وذلك لأن الهدف الحقيقي للسياسات الأميركية خلال السنوات الست الماضية هو الهدف الإسرائيلي أي المشروع الإسرائيلي للمنطقة.   وهو على التحديد إعادة تجزئتها بما ينسجم مع النظرية التي تعتبرها منطقة فسيفسائية مشكلة من مكونات طائفية وعرقية وجهوية ودينية، وقد أسقطت عنها هويتها العربية والإسلامية.   ولهذا سمي المشروع بـ »الشرق الأوسط الكبير » لأن الهدف منه هو إقامة شرق أوسط مؤلف من دويلات فسيفسائية تصبح متعادية ومشلولة وعاجزة، مما يسمح لدولة إسرائيل بإخضاعها لهيمنتها وتحقيق تفوق دائم عسكري وسياسي واقتصادي وتقني عليها.   فإذا كانت الرؤية الإستراتيجية للمشروع الإسرائيلي المتبنى من قبل العصابة التي تحكمت في القرار الأميركي في عهد إدارة بوش وديك تشيني هو الشرق الأوسط المذكور، فإن الهدف من حرب العراق يكون إسرائيليا بالدرجة الأولى وليس النفط ولا حتى تحقيق سيطرة أميركية عليه من نمط السيطرة التقليدية.   بعض المحللين حين يتحدث عن أهداف الحرب يورد مجموعة من الدوافع والأهداف مثل تحقيق السيطرة الأميركية على المنطقة والعالم ووضع اليد على آبار النفط الرئيسية، وخدمة إسرائيل وتأمين تفوقها والتخلص من القيادات التقليدية للمجيء بقيادات إصلاحية شابة معولمة.   لكن وضع مجموعة الأهداف لتفسير الحرب أو أي سياسات يجيء مسطحا إذا لم يحدد الهدف الرئيس الذي يؤدي تحقيقه إلى تحقيق الأهداف الأخرى، بل إن صف الأهداف ووضعها على قدم المساواة وعدم تحديد الهدف ذي الأولوية يقود إلى تمييع الموضوع والفهم، ولا يساعد على تفسير السياسات.   فمن الناحية المنهجية هنالك أكثر من هدف لكل إستراتيجية ولكل سياسة ولكل حرب، ولكنّ ثمة دائما لا محالة هدفا أول وأهدافا لاحقة يمكن إيرادها أو ذكرها باعتبارها أهدافا يحققها الهدف الأول أو الرئيس في طياته، ولكنها لا توضع موازية له في إدارة الإستراتيجية.   لو ركزنا على المثال العراقي والإستراتيجية والسياسات الأميركية سرعان ما نجد أن هدف السيطرة على النفط يتخلف حين نقف أمام قرار حل الجيش العراقي والدولة العراقية المركزية، وهما عنوان وحدة العراق من الناحية السياسية والعملية، وقد تبعه قرار التقسيم الطائفي والإثني للعراق من ناحية توزيع الحصص والنفوذ ثم ألحقت بذلك نظرية الفيدراليات وما وضع من دستور وجرى من انتخابات وقام من حكومات، فكل ذلك يغيب عنه هدف النفط وحتى هدف السيطرة الأميركية.   فأميركا عندما أطاحت بحكم محمد مصدق في إيران أو سوكارنو في إندونيسيا أو أليندي في تشيلي لم تحل الجيش ولم تلغ الدولة، بل وضعت على رأسها عملاءها وأحدثت التغيير من خلال المحافظة عليها.   صحيح أن حل الجيش والدولة والمحاصّة الطائفية والإثنية كان في مشاريع الحزبين الكرديين والمجلس الأعلى (الحكيم) والدعوة (الجعفري والمالكي)، إلا أن بول بريمير هو الذي هندس العملية كلها، وكان قرارها من الألف إلى الياء بيده، بل هذا ما جعل تلك الأحزاب محظية لديه.   وبهذا يكون الهدف الأول والرئيس من احتلال العراق هو تجزئته وتحويله إلى دويلات فسيفسائية متعادية وعاجزة ومشلولة، لتعبر السيطرة الإسرائيلية والأميركية من خلالها، وبعد ذلك تحقق الأهداف الأخرى بما فيها النفط والنفوذ في المنطقة وتجزئة دول عربية وإسلامية أخرى.   من هنا جاء قرار الكونغرس الأخير في 26/9/2007 بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق (دويلات) ليصب في الأولوية التي وضعها المحافظون الجدد للحرب على العراق، وذلك بالرغم من معارضة واضعي مشروع القرار لإدارة بوش ومطالبتهم بالانسحاب من العراق، بل إنهم اعتبروا أن تطبيق قرار هذا التقسيم الثلاثي للعراق (شيعة وسنة وكرد) هو الذي يسمح بالانسحاب الأميركي.   ولكن لا يخفى أن هؤلاء جزء من اللوبي الصهيوني الإسرائيلي في الكونغرس الأميركي، ومن ثم جاء قرارهم تتويجا للهدف الذي وضع للحرب وإن اختلفوا في عبثية مواصلة الاحتلال أمام النتائج التي أسفر عنها من مقاومة وخسائر أميركية في الجنود والمال والسمعة والسياسة.   وأخيرا ثمة دليل إضافي يؤكد أن ما حدد من أولوية للإستراتيجية الأميركية وما طبق في العراق تنفيذا لها من قبل الإدارة الأميركية هو حمل المشروع الصهيوني بغض النظر عن نتائجه على المصالح الأميركية، ذلك الدليل هو معارضة جيمس بيكر وزير الخارجية الأسبق الذي اعتبر تقسيم العراق « خطا أحمر » سيؤدي إلى فوضى إقليمية ويهدد الدول المجاورة.   وهذا الرأي يمثل قطاعا واسعا من إستراتيجيي الولايات المتحدة الأميركية.   أما الجوهر في هذا الاختلاف فيرجع إلى تحديد أولويات الإستراتيجية الأميركية، ولهذا فإنه من المتوقع مع الانتخابات الرئاسية القادمة أن تتم العودة إلى إعطاء الأولوية لاحتواء روسيا والصين أو إحداهما، لأن الأضرار التي ألحقها المحافظون الجدد بالمصالح الأميركية وهيمنتها العالمية لا تعد ولا تحصى.   (*) كاتب فلسطيني     (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع « الجزيرة.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 سبتمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.