الجمعة، 7 مارس 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2844 du 07.03.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حــرية و إنـصاف: واقع الحريات في تونس

عـــــارف المعالج: تظاهرات نقابية تضامنية مع غزة في جامعات صفاقس والد التونسي المحكوم عليه بالإعدام في «قضية سليمان» لـ «العرب»: – أتمنى تمكيني من دفن ابني إذا وقع رويترز: تونس تنفي الاعتداء على ناشطين حقوقيين كونا: المجلس الإسلامي الأعلى بتونس يدين إعادة نشر الرسوم المسيئة لمقام الرسول الأكرم وات: بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمراة : الرئيس زين العابدين بن علي يوجه رسالة الى رئيسة الاتحاد الوطني للمراة التونسية وات: صدور كتاب فاخر حول « جامع العابدين بقرطاج «  جريدة « الصباح »:منشور وزاري يدعو إلى الإقلاع نهائيا عن اعتماد الأغاني المبتذلة داخل مؤسسات الطفولة المبكرة جريدة « الصباح »:مشروع قانون يتعلق بـ«إلغاء عقوبة الإعدام» يحظى بإمضاء 25 نائبا من مختلف الأحزاب الممثلة بمجلس النواب موقع « إيلاف »:الحملة على عقوبة الإعدام في تونس:من المنظمات والجمعيات الحقوقية  إلى قبة البرلمان موقع البديل:الرديف مدينة تستنهض همم عباد البلاد صحيفة « الـراية »:التونسي محسن مرزوق أمينا عاما للمؤسسة العربية للديمقراطية جريدة « الصباح »:تفاصيل جديدة حول غرق مركب الصيد قرب لمبادوزة جريدة « الصباح »:في المعهد الأعلى للمحاماة جريدة « الصباح »:انتخابات جمعية المحامين الشبان:هذه أبرز توجهات البرامج الانتخابية لمترشحين لعضوية المكتب التنفيذي جريدة « الصباح »:الهجرة المنظمة… وصفقات اقتصادية في زيارة ساركوزي صحيفة « الشرق الأوسط » :يمتلك 4 فروع برأسمال 25.30 مليون دولار:بنك قطر الوطني يشتري حصة 50% في بنك تونسي موقع « إيلاف »:افتتاح بنك إيطالي بتونس كونا:الشمال الغربي لتونس وجهة سياحية عالمية يثير سحرها الطبيعي الالهام نور الدين العويديدي :بالسواك الحار- 5:جحا يحشش ومنانة لا تتوب من السياسة مرسل الكسيبي:ومن يكن الغراب له دليلا يمر به على جيـف الكــلاب ! نقابي من قطاع التعليم الأساسي :البيان و التبيين في إثبات حياة الميّتين:حول بيان النقابة العامة للتعليم الأساسي الصادر يوم 16/02/2008 شادية السلطاني :اليوم العالمي للمرأة: التاريخ، الشعار، والواقع… سليم الزواوي رجاء بن سلامة تفجر بنيان الفحولة و تعلن الحداد على الماضي

محمد العروسي الهاني: بمناسبة عيد المرأة العالمي – لمسة وفاء الى المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة محرر المرأة التونسية عدنان المنصر :كول وأخواتها عدنان الحسناوى :أكيد جدا:الحـــاجة للنضج في التعـــامل مع الوضع الحـــالي في غزّة محمد البشير بوعلي:أثر اختلاف مناهج الفقهاء المعاصرين في النزاع بين الإسلاميين 6 / 6 توفيق المديني:روسيا نسر برأسين .. بوتين يعود إلى الكرملين عبر ميدفيديف احميدة النيفر: التاريخ في تُـؤدة.. الحداثة الوافدة في السلاسل والأغلال رويترز:أمريكا: ليبيا تمنع مجلس الأمن من إدانة هجوم القدس صحيفة « الغد » :كوسوفو وفلسطين: الربط يشكل عبئا على اسرائيل وكالة رويترز للأنباء:جوجل تسحب بعض الخرائط من أحد مواقعها بناء على طلب الجيش الأمريكي رويترز: حماس تعلن المسؤولية عن الهجوم على مدرسة في القدس يو بي أي: مرجع شيعي لبناني يحرم سبّ صحابة الرسول وأمهات المؤمنين


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 
 
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 07/03/2008

حــرية و إنـصاف واقع الحريات في تونس

 

 
قام المدعو سفيان الخمري رئيس مركز شرطة سيدي عمر بنابل ليلة الاثنين 03 مارس 2008 باعتقال كل من عادل بن سليمان و فتحي بن سليمان و رفيق حشوش و صالح زغندة و أنيس الفالح و محمد علاق و اقتيادهم إلى فرقة الإرشاد بمنطقة الأمن بنابل بتهمة الانتماء إلى جماعة الدعوة و التبليغ و بعد إخضاعهم للبحث أجبرهم على الإمضاء على الالتزام بعدم عقد اجتماعات في المستقبل قبل أن يطلق سراحهم في ساعة متأخرة من الليل ، و قد لاحظ أحد الموقوفين عبارة : » في نطاق الحملة للتضييق على جماعات التبليغ و السلفية  » مكتوبة على أحد الملفات.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

 

تقرير خاص تظاهرات نقابية تضامنية مع غزة في جامعات صفاقس

 

عـــــارف المعالج   استجابة للدعوة التي وجهها  الفرع الجامعي لأساتذة وباحثي  التعليم العالي بجهة صفاقس   لمختلف منظوريه في المؤسسات الجامعية بصفاقس، انتظمت يوم الأربعاء 5 مارس 2008 تجمعات عامة بإشراف مكاتب النقابات الأساسية في المؤسسات شارك فيها عدد كبير من الأساتذة والتحقت بها جموع غفيرة من الطلبة والموظفين والعملة،  وقد كانت هذه التجمعات فرصة لتداول الكلمة لعدد من المسئولين النقابيين الذين أكدوا على تضاعف المسؤولية القومية لدى نخب الأمة في أداء دورها الريادي – أمام هذه المجازر المتواصلة للعدو في حق الشعب الفلسطيني الأعزل في هذا الوضع  المأسوي للأمة العربية –  لرفع غشاوة  اللامبالاة ونفض غبار التجهيل و الاستقالة عن قضايانا المصيرية لدى فئات واسعة من المجتمع التي أضحت يدورها ضحية من راهنوا على أن تسكن مشاعر  الشعوب و تتبلّّد أحاسيسها بفعل الاستبداد السياسي و فرض البرامج الإعلامية و الثقافية المسقطة و القائمة على السياسة تجفيف منابع الحرية و الكرامة والعزة. وكان الفرع الجامعي لأساتذة وباحثي  التعليم العالي بجهة صفاقس   قد  أصدر بيانا بعنوان  » متى نوقف المحرقة الصهيونية قبل أن تشمل كل العرب » دعا فيه إلى وقفة احتجاجية جماعية لكافة مدرسي و باحثي المؤسسات الجامعية بعد الحصة الافتتاحية ليوم الأربعاء 5 مارس 2008  للتنديد بالإجرام الصهيوني و الصمت العربي و التواطؤ الدولي، كما دعا كل أساتذة وباحثي التعليم العالي عامة والمسؤولين النقابيين خاصة  إلى تخصيص يوم الأربعاء  5 مارس 2008 من أجل: – تحسيس الوسط الجامعي بأبعاد الهجمة الصهيو-أمريكية على الأمة العربية و الإسلامية عبر استهداف روح المقاومة في غزة – إحياء الذاكرة الجامعية بالطبيعة الهمجية والعنصرية للصهاينة والتذكير مجازرهم البشعة عبر تاريخهم الأسود بغطاء وتوطئ أممي – التذكير باستهداف العدو المستمر للمقدسات الإسلامية في القدس الشريف من أجل طمس الهوية العربية الإسلامية لفلسطين – التنبيه لتحالف العدو الاستراتيجي مع الامبريالية الأمريكية لمحاصرة الأمة العربية والإسلامية ولمنعها من التحرر والتقدم والسيادة

تـعـزيـة في الوالدة فاطمة القصيبي، حرم الشيخ عبد القادر سلامة رحمهما الله

وأسكنهما فراديس الجنان

 

بقلوب ملؤها الإيمان بقضاء الله وقدره نتقدم بأحر التعازي إلى أولاد وعائلة المرحومة فاطمة القصيبي في وفاة والدتهم حرم الشيخ عبد القادر سلامة، مؤسس ومدير جريدة المعرفة وأحد مؤسّسي حركة الإتجاه الإسلامي.

 

و قد دفنت اليوم بمقبرة الزلاج بتونس العاصمة وحضر الجنازة عدد من أفراد العائلة وأصدقاء الشيخ عبد القادر سلامة نذكر منهم الشيخ عبد الفتاح مورو.

 

ولا يسعنا إلا أن نقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن و لا نقول إلا ما يرضي ربنا، ونسأل الله أن يجمعكم بها في الجنان مع النبيين والصديقين والصالحين، آمين.

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 7 مارس 2008)

 

 

والد التونسي المحكوم عليه بالإعدام في «قضية سليمان» لـ «العرب»:

أتمنى تمكيني من دفن ابني إذا وقع إعدامه

تونس – محمد الحمروني 

 

انطلقت أمس في تونس حملة وطنية من أجل إنقاذ الشاب صابر الراقوبي المحكوم عليه بالإعدام في قضية المجموعة السلفية المعروفة بمجموعة سليمان من حبل المشنقة.

 

وتتزامن الدعوة إلى هذه الحملة مع التحرك الذي قام به عدد من النواب بالتنسيق مع منظمات حقوقية وطنية من أجل تمرير قانون في مجلس النواب يمنع إصدار وتنفيذ الأحكام بالإعدام.

 

ولقي قرار محكمة الاستئناف الصادر يوم 21 فبراير الماضي والقاضي بتثبيت حكم الإعدام على الراقوبي ردود فعل غاضبة ومستنكرة من قبل عدد من المنظمات الحقوقية والشخصيات الوطنية التي دعت إلى إعادة المحاكمة وإلغاء حكم الإعدام.

 

وجاء الحكم على الراقوبي في إطار محاكمة 30 شابا متهمين بالتورط في الأعمال المسلحة التي شهدتها الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة نهاية سنة 2006 وبداية سنة 2007.

 

وفي تصريح «للعرب» قال الأمين الراقوبي -والد صابر الراقوبي- إن ابنه الذي لا يتجاوز الـ 24 سنة، شاب عادي ككل شباب تونس، وأنه تعرض للمضايقة الأمنية «بسبب وقوفه أمام المسجد بعد صلاة الصبح مع بعض أصدقائه».

 

وشدد على أنه لم يكن يتوقّع الحكم على ابنه بالإعدام، وأنه كان ينتظر من المحكمة تبرّئته من التّهم الموجهة إليه، موضحا أن الاعترافات المثبتة ضده في دفاتر القضية انتزعت منه تحت التعذيب.

وعن أكبر أمانيه الآن قال الأمين «أمنيتي أن أتمكّن من دفن جثة ابني في حال وقع إعدامه عسى أن يطفئ ذلك النيران التي تعتمل بداخلي».

 

وفي تصريحات صحافية أكّد شوقي الطبيب محامي الراقوبي على أن كل أوراق القضية لم تثبت التهم المنسوبة لموكّله، وأنه ليس فيها ولو شبه تبرير لهذا الحكم القاسي، مبرزا أن موكله أوقف خلال محاولته الفرار بعد مداهمة الأمن والجيش للجبل الذي اختبأ فيه فرارا من المضايقة الأمنية التي كان يتعرض لها، وأنه لم يقم بإطلاق النار ولم يتورط في أي عملية قتل أو جرح لأيٍّ من أعوان الأمن أو الجيش.

 

وشدد الطبيب على أن حكم الإعدام في حق موكّله هو حكم نهائي ولكنّه ليس باتا، وأن إمكانية مراجعته لازالت قائمة خلال الطور التعقيبي للقضية. وطالب بأن تكون محاكمة «مجموعة سليمان» منطلقا لمحاكمة عقوبة الإعدام في البلاد، التي يجب إلغاؤها لأنها عقوبة قاسية ولا إنسانيّة.

 

وفي محاولة منها لإيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام في حق الراقوبي في انتظار مراجعتها شنت مجموعة من القوى السياسية والحقوقية حملة ضد عقوبة الإعدام. وفي هذا الإطار علمت «العرب» أن 25 نائبا بمجلس النواب ينتمون إلى مختلف الأحزاب التي لها تمثيل في المجلس وقعوا على مبادرة تقترح مشروع قانون يلغي عقوبة الإعدام، وكان عدد الموقعين على العريضة يوم الاثنين الماضي أربعة نواب فقط.

 

كما علمت «العرب» أن مشروع القانون قدّم إلى مكتب الضبط بمجلس النواب الذي قبل استلامه، في بادرة هي الأولى في تونس، ذلك أن العرف الجاري به العمل داخل مجلس النواب التونسي هو أن يتقدم رئيس الجمهورية أو الحكومة بمشاريع القوانين للمصادقة عليها من قبل المجلس، ولم يحصل من قبل أن تقدمت أطراف معارضة أو مستقلة بأي مشاريع قوانين.

 

(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 7 مارس 2008)

 


 

تونس تنفي الاعتداء على ناشطين حقوقيين

تونس (رويترز) – نفت تونس بشدة يوم الجمعة « ادعاءات » ناشطين حقوقيين بانهما تعرضا للضرب على ايدي الشرطة بعد عودتهما من رحلة في أوروبا.   وكانت الشبكة الاورو-متوسطية لحقوق الانسان قالت يوم الخميس ان الناشطين الحقوقيين سهام بن سدرين وعمر المستيري « تعرضا لاعتداءات قاسية من قبل رجال الشرطة الذين صادروا جهازي الكمبيوتر والتليفونات المحمولة الخاصة بهما بعد أن ألقوا بها على الارض. »   ولكن مصدرا رسميا قال لرويترز « لم يتعرض الشخصان المذكوران لأي نوع من سوء المعاملة أو التعنيف في حين كان تصرفهما خارجا تماما عن اللياقة. »   وسهام بن سدرين هي الأمين العام للمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع في تونس وعمر مستيري هو رئيس تحرير صحيفة الكلمة.   وأوضح نفس المصدر ان الشخصين خضعا لتفتيش روتيني بعد ان أطلق جهاز الكشف عن المحظورات إشارات ايجابية في عدة مناسبات متتالية مما اضطر الموظف المعني الى استدعاء سائق السيارة لإنزال امتعته « لإخضاعها للتفتيش مثلما تقتضيه التراتيب العادية للجمارك بالنسبة لسائر المواطنين. »   وأضاف « أتم أعوان الجمارك اجراءات التفتيش وارجعوا اثر ذلك الادباش ( الأمتعة) الى السيارة دون ان يقوموا بحجز اي من الأغراض الخاصة بالشخصين المذكورين ».   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 مارس 2008)

 


 

المجلس الإسلامي الأعلى بتونس يدين إعادة نشر الرسوم المسيئة لمقام الرسول الأكرم

 تونس – 7 – 3 (كونا) — دان المجلس الاسلامي الأعلى بتونس اليوم اعادة الصحف الدنماركية نشر الرسوم المسيئة لمقام الرسول محمد (ص) معربا عن امتعاضه البالغ من « هذا التصرف المشين الذي يستهدف استفزاز المشاعر الدينية لمئات الملايين من المسلمين ».   وأكد المجلس في بيان له نشر هنا اليوم « أن هذه الاساءة المغرضة تمثل خطرا على الحوار المطلوب بين الديانات والثقافات والحضارات وباعثا على اذكاء نوازع الكراهية والبغضاء واثارة أسباب التطرف والارهاب ».   ودعا البيان « العقلاء والخيرين في العالم الى بذل قصارى الجهد لصون البشرية من نزعات التعصب المقيت التي يغذيها تعمد مثل هذه الاساءة الى مقدسات الأديان ورموزها وهو ما تحرمه الشرائع السماوية ويأباه الخلق الكريم وتنبذه الروح الحضارية ولا يمكن تبريره ».   وأوضح المجلس أن « خير ما يجيب به المسلمون عن محبتهم ونصرتهم لرسولهم الأكرم هو تمثلهم للقيم الخيرة والحقائق الثابتة التي جاء بها دينهم الخالد وبذل مزيد من الجهد لتعريف الآخرين بهذه المضامين السمحة بعيدا عن الانفعال والتشنج اللذين يقصد المغرضون اثارتهما لتلهية الشعوب الاسلامية عن تجاوز اشكالات الحاضر ورفع تحديات المستقبل ».   (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية « كُـونا » بتاريخ 7 مارس 2008)

 

 


 

تونس تنبه إلى أهمية دور الأئمة في الوقاية من الايدز

 

تونس (رويترز) – حذر مسؤولون تونسيون يوم الجمعة من خطورة انتشار الأمراض الجنسية ومن بينها الايدز وشددوا على ضرورة ان يلعب الائمة والخطباء دورا مهما في توعية الناس بغية الوقاية من هذه الامراض.   وقال ابو بكر الاخزوري وزير الشؤون الدينية في تونس ان « دور الائمة والوعاظ مهم لارساء سياسة سلوكية وقائية في اطار الحماية من الامراض المنقولة جنسيا وعلى رأسها الايدز. »   وأضاف متحدثا في ملتقى حول (الخطاب الديني والوقاية من الامراض الجنسية المنقولة) ان ذلك يمكن ان يتم من خلال « غرس القيم السمحة خاصة لدى الناشئة. »   وأشارت بيانات لوزارة الصحة التونسية ان نحو 1428 شخصا أصيبوا بالايدز خلال عام 2007 وأن معدل الاصابة بالايدز لم يتجاوز 70 حالة سنويا خلال السنوات العشرة الاخيرة.   من جهته اعتبر منذر الزنايدي وزير الصحة أنه من الضروري توفير مزيد من الدعم للوعاظ الدينيين لنشر مزيد من « السلوكيات الوقائية من الامراض المنقولة جنسيا ومزيد التحسيس بأهمية رعاية المصابين بهذا المرض. »   وتقود الحكومة حملة لتجديد الخطاب الديني في المساجد لدرء التطرف عن الشباب.   وقال محمد العربي بوعزيزي مدير المعهد الاعلى للشريعة ان « على الائمة وخطباء الجمعة التحسيس بمخاطر الايدز والتعريف به والوقاية منه استنادا الى قيم الاسلام السمحة ومقاومة النظرة السوداوية تجاه حاملي الفيروس ».   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 مارس 2008)


 

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمراة : الرئيس زين العابدين بن علي يوجه رسالة الى رئيسة الاتحاد الوطني للمراة التونسية

 

قرطاج 7 مارس 2008 (وات) وجه الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمراة رسالة الى السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمراة التونسية في ما يلي نصها :    » يطيب لي وتونس تحتفل مع سائر اعضاء الاسرة الدولية باليوم العالمي للمراة ان اعرب لك ولعضوات الاتحاد الوطني للمراة التونسية ومناضلاته ولكل التونسيات حيثما كن داخل الوطن وخارجه عن ارتياحنا العميق للمكانة المرموقة التي تحظى بها المراة ببلادنا واعتزازنا الكبير بمنزلتها البارزة في الاسرة والمجتمع وحضورها المتنامي في مختلف مجالات العمل والنشاط بعد ان تخلصت نهائيا من جميع مظاهر الاستنقاص والتمييز واكدت جدارتها بما اتخذناه لفائدتها من قرارات ومبادرات وما فتحناه امامها من افاق فانخرطت في المشروع الحضارى للتحول بصفة فاعلة وارتقت الى اعلى المراتب ونجحت في تحمل المسؤوليات ووفقت في اقتحام مجالات من العمل كانت الى وقت غير بعيد حكرا علي الرجال لتكون بذلك شريكا كامل الحقوق والواجبات وعنصرا حاسما في دفع حركة التنمية والتقدم.   ويحق للمراة التونسية اليوم وهي تحتفل بهذه المناسبة العالمية ان تستحضر بنخوة واعتزاز ما تحقق لها من مكاسب وانجازات وما قطعته من اشواط علي درب الحداثة والتطور عززت منزلتها علي المستويين الاقليمي والدولي ورسخت صورتها المشرقة واهلتها لان تكون مثالا يحتذى في محيطها الحضارى.   ويقيني ان المراة التونسية مدركة لاهمية هذه الانجازات واعية بطبيعة المرحلة حريصة على اداء دورها الحيوى فى ارساء مجتمع الاعتدال والتوازن والحفاظ على مقوماته وإثرائها وصيانتها من كل عوامل الردة والتراجع مؤمنة بالبذل السخي والنضال المتواصل خدمة لهذه الاهداف الوطنية النبيلة.   ولئن كان المجتمع المدني بجميع مكوناته يتحمل مسؤولية كبرى في الدفاع عن هذه القيم فان للاتحاد الوطني للمراة التونسية دورا رئيسيا في صيانتها والذود عنها حتى تتظافر جهود الجميع في اعلاء شان تونس وترسيخ مناعتها وتامين مسيرتها التنموية الشاملة. وكل عام والمراة التونسية بخير »   (المصدر: وكالة تونس افريقيا (وات – رسمية) بتاريخ 7 مارس 2008)  

صدور كتاب فاخر حول « جامع العابدين بقرطاج « 

 
تونس 4 مارس 2008 (وات) أصدرت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية مؤخرا في طبعة أنيقة كتابا فاخرا سلطت فيه الضوء على الجامع المعلم /جامع العابدين / بقرطاج.   وتضمن الكتاب تقديما مفصلا حول حياة مؤسس الجامع الرئيس زين العابدين بن علي الذى شب على احترام التقاليد ومعاني الكرامة وحب الوطن واحترام الاخرين والتحلي بالحكمة والتشبث بقيم التسامح.   كما تطرق التقديم الى مسيرة الرئيس زين العابدين بن علي النضالية والمكاسب التي تحققت لتونس منذ التغيير في ظل قيادته الحكيمة حرصا من سيادته.   كما جاء في بيان السابع من نوفمبر على ارساء دولة القانون والمؤسسات واحترام سيادة الشعب وتحقيق المصالحة الوطنية واحترام الحريات الاساسية والديمقراطية والتعددية والعدالة الاجتماعية والتضامن الى جانب التفتح والتحديث وهو برنامج انخرطت فيه الاغلبية الساحقة من التونسيين لانه يستجيب لتطلعاتها.   وافاد التقديم انه سعيا الى رد الاعتبار للدين الاسلامي الحنيف امر الرئيس زين العابدين بن علي باقامة هذا المعلم على ارض قرطاج وانتصبت منارته قبالة كنيسة القديس اغسطونيوس تاكيدا لروح التسامح والايمان بحوار الديانات والثقافات والحضارات .   وتضمن الكتاب وصفا دقيقا لمكونات الجامع الهندسية مشفوعا بصور من الحجم الكبير بالالوان الطبيعية بما يساعد القارئ على التعرف على هذه التحفة المعمارية الرائعة.   وقد استطاع جامع العابدين بجلال مظهره وتلالؤ انواره ان يصبح القطب المحورى لقرطاج الجديدة وامكنه بانفتاح واجهاته واعتدال مقايسها وجمال زخارفها ان ينسجم مع محيطه انسجاما رائعا ويواصل عمارة مدينة قرطاج الرومانية.   وكما ورد في الكتاب فان مبنى الجامع مستطيل الشكل يتكون من مدخل رئيسي بالجانب الشمالي تتوسطه المنارة وتنتصب عند زواياه الاربع ابراج مربعة الشكل وهو تخطيط مستمد من بعض القلاع البيزنطية التي تاثرت بها الجوامع في العهد الاسلامي عندما كانت لها وظيفة عسكرية .   ويتميز تخطيط الجامع بتواجد المئذنة وقبة البهو وقبة المحراب في نفس الخط المحورى المشير الى اتجاه القبلة واسواره ليست بالشاهقة مما يوحي بانفتاحه على محيطه الخارجي.   ويفضي المدخل الرئيسي الى سقيفة شاسعة تشتمل على ثلاث قاعات مفروشة بالرخام الابيض وقد زخرفت الارضية بضفائر من الرخام الاخضر تتناوب فيه المستطيلات والنجوم المثمنة وتحيط بالجدران لوحات خزفية مؤطرة جميعها بمربعات وزخارفها على الشكل المعروف في المصطلح التقليدى التونسي ب /عفسة الصيد/ وتحتوى على زخارف نباتية وهندسية .   وللسقيفة ابواب من الزجاج المؤطر باللوح تطل على الصحن وتوفر اضاءة كافية للمرفق وقد كسيت جميع ابواب الواجهة الرئيسية لجامع العابدين بالنحاس وهو النمط الذى استعمل ايضا في مداخل بعض مدارس مدينة تونس.   ومن روائع بيت الصلاة منبرها الخشبي ويعد احدى عشرة درجة ويتكون من 40 لوحة مستطيلة الشكل تشتمل على زخارف نباتية وهندسية مستوحاة من الرصيد الزخرفي الافريقي مازجت بين التاثيرات الاغلبية والصنهاجية من ناحية والاندلسية من ناحية اخرى.   ويتميز المحراب بتناسق احجامه وتنوع مشاربه ومؤثراته المعمارية وقد استمد اغلب عناصره من الطراز العثماني وتحلي طاقية المحراب نقوش جصية بينما يكون القسم الاسفل من المرمر.   وتتصدر وسط المحراب كتابة نسخية من الجص تحمل عبارة /لا الاه الا الله محمد رسول الله/ وتحيط بها زخارف هندسية مبسطة ويظهر هذا الاسلوب الزخرفي لاول مرة في الجوامع التونسية.   ويشتمل الجامع على ثلاث مواض اثنتان للرجال وثالثة للنساء وتتميز المواضي باعتمادها تقنيات متطورة بحيث لا ينساب الماء من الحنفيات الا عند وضع اليدين تحتحها ويتوقف عند سحبهما.   وقد اقيمت اسس الجامع على ركائز حديدية توفر للمعلم الاستقرار وشيد هيكله بالاسمنت المسلح وتمت تغطيته بالرخام او بالحجارة المصقولة المثبتة بوصلات من الفولاذ .   وتم تكييف الجامع بالهواء الساخن والهواء البارد حسب ما تدعو اليه الحاجة كتاب /جامع العابدين بقرطاج/ بصفحاته 189 من الحجم الكبير وباخراجه الفني الرائق ومحتواه العلمي الثرى جاء ليعزز المكتبة التاريخية والدينية بتونس.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا (وات – رسمية) بتاريخ 4 مارس 2008)  


 

خاص بالصباح:  للتصدي لخطر تداعياتها على تنشئة الأطفال

منشور وزاري يدعو إلى الإقلاع نهائيا عن اعتماد الأغاني المبتذلة داخل مؤسسات الطفولة المبكرة

 
شدد منشور صدر مؤخرا عن وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين على ضرورة تأطير مضامين الأغاني المتداولة في مستوى التنشيط الموسيقي برياض الأطفال بعدما لوحظ من اعتماد على الأغاني المبتذلة والمتدنية المستوى التي لا تليق بتربية صغار لم يتجاوزوا سن الخامسة على الذوق السليم والكلمات المهذبة ولا يميزون بين الغث والسمين.    وان كان هدف تنشئة الأطفال في مرحلة التربية المبكرة على القيم السامية أمرا بديهيا بالاعتماد على وسائل تنشيط وتنمية للملكات الحسية والحركية للطفل تجانب الابتذال والاسفاف مع مراعاة مقتضيات  التوظيف الأفضل لمختلف وسائل التنشئة البيداغوجية الفاعلة والناجعة فاننا نعتقد ان صدور المنشور والحزم في متابعة كامل اجراءاته من شأنه احتواء ظاهرة الأغاني الهابطة التي تكاد تتحول الى قاعدة او سندا تنشيطيا بأغلب الرياض في السنوات الأخيرة مما استوجب تحرك وزارة الاشراف في اطار تنظيم الأنشطة الموسيقية بفضاءات رياض الأطفال   رسالة مضمونة الوصول   يفترض ان يكون المنشور الذي توفرت لنا نسخة منه رسالة مضمونة الوصول الى كافة الجهات المعنية بتجسيد تعليماته وأبعاده والتصدي لخطر الأغاني المبتذلة..   وفي هذا السياق عرج نص المنشور الى الظاهرة لافتا النظر الى «لجوء عدد من رياض الأطفال الى اعتماد بعض الأغاني المبتذلة واستغلالها في برامج تنشيط الأطفال رغم عدم ملاءمتها لسن الطفل وخلوها من اية علاقة باهتماماته وحاجياته التربوية…»   واضاف المنشور «ان المستوى المتدني لكلمات هذه الأغاني ومعانيها تتنافى تماما مع الأهداف التربوية الرامية الى تنشئة الطفل تنشئة سليمة متلائمة مع سنه وقائمة على الأخلاق الحميدة وناقلة للقيم السامية..»   دورات تكوينية   ونظرا الى أهمية الاغاني والاناشيد في تربية الناشئة في هذه المرحلة العمرية وتأثيرها على تنمية رصيدهم اللغوي وصقل ملكاتهم ومواهبهم الفنية وبالنظر الى دورها في تلقينهم الكلمات السليمة والعبارات المهذبة دعا المنشور كافة اطارات التفقد والارشاد البيداغوجي الى حث كل المشرفين على مؤسسات الطفولة الراجعةاليهم بالنظر والمربين والمنشطين العاملين بها على حسن انتقاء الأغاني والتأكد بالخصوص من سلامة كلماتها وما تتضمنه من معان ومفاهيم وتفضيل الأغاني التونسية الملائمة للغرض والاقلاع نهائيا عن استعمال الأغاني المبتذلة.. وتوجيه اطارات الطفولة الى الاغاني التي يمكن تداولها واستعمالها مع الحرص التام على متابعة مدى التطبيق الكامل لمقتضيات هذا المنشور في كل زيارة تفقد او ارشاد…   وتفعيلا للتوجهات والتعليمات الصادرة عن وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين تقرر تنظيم ايام دراسية وحلقات تكوينية على المستوى الجهوي باشراف اطارات التفقد والارشاد لفائدة المربين والمنشطين بمؤسسات الطفولة حول النشاط الموسيقي والطرق البيداغوجية المعتمدة وفقا للوثيقة الرسمية للبرنامج البيداغوجي للتنشيط الاجتماعي التربوي لفائدة الطفولة المبكرة وخاصة فيما يتعلق بالتدرج البيداغوجي لتعاطي النشاط الموسيقي حسب سن الأطفال وقدراتهم الذهنية والحسية والحركية.   منية اليوسفي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 مارس 2008)

اقترحته مجموعة من نواب المعارضة: مشروع قانون يتعلق بـ«إلغاء عقوبة الإعدام» يحظى بإمضاء 25 نائبا من مختلف الأحزاب الممثلة بمجلس النواب

 
تونس-الصباح: علمت « الصباح » أن  البادرة التي تقدم بها النائبان المحاميان مصطفى يحياوي وعبد الملك العبيدي (غادرا الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) وتتعلق باقتراح مشروع قانون حول «إلغاء عقوبة الاعدام» إلى مكتب الضبط بمجلس النواب، حصل على إمضاء قرابة 25 نائبا ينتمون إلى مختلف الأحزاب الممثلة بمجلس النواب إلى حد يوم أمس.   لكن مشروع القانون يتطلب أن ينظر فيه رئيس مجلس النواب قبل إمكانية عرضه على جلسة عامة للمصادقة عليه من عدمه. علما وأن هذه المبادرة تعتبر تقريبا الوحيدة من نوعها وهي خطوة لم تشهدها الممارسة التشريعية التونسية منذ بعث البرلمان التونسي لأن العادة جرت ألا تعرض وتناقش ويصادق إلا على مشاريع القوانين التي يقترحها رئيس الجمهورية أو الحكومة، أي المقترحات الصادرة عن السلطة التنفيذية.   ويعتبر مشروع القانون المقترح مناسبة لاثبات دور النائب في تحريك الحياة السياسية وتعزيز حضوره فيها، علما وأن عملية اعداد مشروع القانون تمت على مراحل عديدة واستغرقت أكثر من سنتين تم فيها الرجوع إلى عديد المراجع والدراسات والإحصائيات حول عقوبة الاعدام وتنفيذها أو إلغائها. كما تم الاستئناس بالحملات الدولية والمبادرات التي قاومت هذه العقوبة وتدعو إلى إيقافها.   رفيق بن عبد الله   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 مارس 2008)

الحملة على عقوبة الإعدام في تونس

من المنظمات والجمعيات الحقوقية  إلى قبة البرلمان

 
إسماعيل دبارة من تونس: تقدم أعضاء بالبرلمان التونسي  بمشروع قانون لإلغاء عقوبة الإعدام . وقام كل من النائبان مصطفى اليحياوي وعبد الملك العبيدي باقتراح مشروع قانون حول  » إلغاء عقوبة الإعدام و القتل و تعويضهما بعقوبة السجن بقية العمر « . و تأتي خطوة النائبين انسجاما مع حملة أطلقتها عدد من المنظمات الحقوقية بتونس للمطالبة بوضع حد للعمل بعقوبة الإعدام. ووقّع على وثيقة مشروع القانون الجديد نحو 25 نائبا و تم تقديمها لمكتب المجلس حتى ينظر فيها رئيسه قبل عرضها على جلسة عامة للمصادقة عليه أو رفضه. وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في تونس و خطوة لم تشهدها الممارسة التشريعية من قبل. إذ تقتضي العادة بان يتفرد رئيس الجمهورية أو الحكومة بطلب عرض مشاريع قوانين. وحسب الدستور التونسي تحظى مشاريع القوانين التي يتقدم بها رئيس الجمهورية بالأولوية في المناقشة قبل بقية المشاريع التي يتقدم بها النواب أو أعضاء مجلس النواب أو الحكومة. وعلمت « إيلاف » من مصادر خاصة أن المشروع يحضى بدعم عدد كبير من النواب من غير الـ25 الموقعين عليه في البداية .   و حسب نص مشروع القانون سيتم استبدال عقوبة الإعدام التي تصدرها المحاكم المدنية و العسكرية بعقوبة السجن بقية العمر نظرا « لأن الحق في الحياة مقدس و غير قابل لا للتنازل و لا للإنكار » ولأنه « لا يحق أخلاقيا لأي سلطة بشرية مهما علا شأنها اتخاذ قرار بحرمان إنسان من حقه في الحياة » . يذكر أن ائتلافا يضم 7 جمعيات حقوقية في تونس أطلق في الرابع عشر من جوان 2007 حملة مماثلة لمناهضة حكم الإعدام في تونس . و من أبرز الجمعيات والمنظمات المكونة لهذا الائتلاف الحقوقي:فرع تونس لمنظمة العفو الدولية والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين.   الحكم على « الراقوبي » يصعّد الحملة ضد الإعدام   وكان الحكم الإعدام الذي صدر بحق الشاب « صابر الراقوبي » 24 سنة بتهمة الانتماء إلى تنظيم مسلح واستعمال السلاح في ما بات يعرف بـ »قضية  مجموعة سليمان الإرهابية » قد أثار جدلا واسعا في أوساط أحزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية التي سارعت إلى إدانة الحكم. و اعتبر عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية الحكم الصادر وسير المحاكمة بـ »المهزلة التي غابت فيها أبسط مقومات المحاكمة العادلة ».   وكان فرع تونس لمنظمة العفو الدولية قد صعّد الحملة التي انطلقت في 14 من جوان 2007 ضد الإعدام اثر صدور الحكم في حق » الراقوبي ».   وقال الحبيب مرسيط رئيس فرع « أمنستي » في تونس في تصريحات لأحد الصحف المحلية نشرت الخميس : »أن منظمة العفو الدولية ترفض بشكل واضح وصريح عقوبة الإعدام وتستهدف إلغائها من قاموس العقوبات. »   و أكد مارسيط أن العدل لا ينبني على القصاص والانتقام مؤكدا أن الائتلاف الذي نشأ ضد الإعدام « لا يزال حديث العهد ومحدود الإمكانيات ». إلى ذلك نشرت صحيفة « الموقف » الأسبوعية في عددها الصادر يوم الخميس تصريحات لوالد الشاب المحكوم بالإعدام  » لمين الراقوبي ». وقال والد المحكوم أن ابنه « لم يقم بأي جرم يستحق الإعدام وان الاعترافات التي أدلى بها انتزعت تحت التعذيب « .   هذا و عبّرت  بعض المصادر المقربة من هيئة الدفاع لإيلاف عن أملها في أن يؤدي التصعيد في الحملة ضد عقوبة الإعدام إلى تخفيف الحكم على » الراقوبي » من الإعدام إلى المؤبد . كما لم تخف بعض الجهات تفاؤلها بإمكانية إلغاء العمل بهذه العقوبة في تونس في وقت قريب جدا.   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 6 مارس 2008) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/3/310100.htm

الرديف مدينة تستنهض همم عباد البلاد

 
هل سينتهي حصارك أيتها البلدة النشاز من قبل ترسانة القمع والإرهاب التي تطوقك في انتظار المجزرة؟ هل ستحكم سلط الإشراف العقل وتنظر بجدية إلى مطالب أهاليها المشروعة في الشغل والعيش الكريم؟ هل ستعي مكونات المجتمع المدني الجنينية دورها وتهب لنصرة هده المدينة التي أفردت هكذا في العراء؟   *- هل باستطاعة هده البلدة التي ضحّت بالغالي والنفيس في معركة التحرير وما بعدها، وقبر من قبر من رجالاتها في أنفاق الفسفاط تحت أطنان الأتربة والأحجار، وتيتمت أجيال بكاملها، وترملت نساؤها، أن تقدر على مواجهة هذه الحشود التي لا قبلها ولا بعدها البعد والمدججة بأحدث وسائل القتل والتعذيب والتدمير (أسلحة – ماتراك – كلاب – مياه ساخنة – بوليس وبجنسيه وبكل أصنافه ورتبه- تجاوز عددهم الأربعة آلاف – سيارات مشبكة يفوق عددها المائة – حافلات نقل عمومي سخرت لنقل هده الجيوش تفوق الخمسين) لا لشيء إلا لأن أهالي هذه الأرض طالبوا بحقهم في الشغل والكرامة ونصيبهم في الثروة الوطنية.   *- هل باستطاعة دعوات أمي والتي دخلت غرفتها وهي على سجادة الصلاة تناجي ربها أن تقي هذه البلدة وأهاليها من هذا الحاكم الذي استبدّ بالعباد والبلاد واستولى على لقمة الكادحين والعاطلين دون أن يخشى لومة لائم أو ثورة الجياع المحرومين، وتمنع الشرّ عن عدنان وأبطال هذه الأرض المغاوير – لا أطلع الله ذئبهم عقبة.   *- هل باستطاعة هذه النقابات الأساسية في بلدة عدد سكانها لا يتجاوز الـ 27 ألف نسمة أن تقف وحدها في عراء هذا البلد المصادر من أجل الشغل والحرية والكرامة الوطنية أمام تصلب سلط الإشراف في تعاطيها مع هذا الملف، وخيانة من خان في النقابات الجهوية والمركزية، والذين أسقطت احتجاجات الرديف عنهم ورقة التوت وانكشف زيفهم وأحابيلهم وتبيّن للجميع أن عصا الجلاد أرفق من سماسرة اتحاد الشغل المتاجرين بآلام جماهير شعبنا.   *- هل باستطاعة رجال هذه البلدة الأحرار مواصلة هذا الاحتجاج، وهم عاهدوا أنفسهم وأهالي البلدة على الثبات والمسير، أمام صمت أحزاب الديكور الغارقة في مستنقع الخزي والعار التي لم تنبس بكلمة في حجم الموقف ما عدى اليسير من الكلام الذي تجاوزته حتى أحاديث البوليس في مناقشاتهم اليومية مع المحتجين، وتخطته حتى بعض الأقلام المحسوبة على النظام. هذه الأحزاب المتمعّشة من فتات أسيادها ومن عرق هذا الشعب الجسور كالفطريات.   *- هل بعد هذا وكله سيقبل شباب وأهالي الرديف على اقتناء هذه الأعداد المهولة من صحف وجرائد الرذيلة اليومية والأسبوعية التي تعجّ بها الأكشاك بعد هذا السكوت المخجل لهذه الأبواق والتي لم تحرّك ساكنا تجاه أهاليها في الحوض المنجمي واستجابت طائعة أقلامها المفعمة بالذل والهوان لما أملته عليهم أروقة الداخلية، وليّة نعمتها. أهكذا تجازي أهلك وذويك وبنيك يا صديق رشاد أبو شاور ويا صديقة القضايا العربية العادلة.   كلا اطمئنوا جميعا ستظل جرائدكم وصحفكم في أكشاك الرديف كما أرسلت في انتظار عودتها من حيث أتت. فما عاد شباب وأهالي الرديف سذج.. سيقاطعونكم.. لقد جنت على نفسها براقش. لأنكم يا سماسرة العهد الجديد من سيخسر. سوف يظل صدى إعلامكم يتردد إلا في خنائكم وبرازكم… سيقاطعونكم ولسان حالهم يقول: كيف أعاودك أيتها الصحف المأجورة، وهذي آثار فأسك.   *- هل بهده الوقفة المحتشمة التي لم ترتق حدّ أديم أرضنا العطشى من لدنكم أيها المجتمع المدني، ستستطيع هذه البلدة تجاوز هدا الضيم المتواصل. صحيح أنك محاصر، ومكبل بأصفاد هذا النظام الغشوم. لكن ثمة في الإمكان ما تستطيع فعله لو توفرت الإرادة والجرأة والتخطي لجينات الحسابات الضيقة ومكابدة الضغط اليومي في مستوييه المادي والمعنوي لمؤازرة إخوانكم في هذا البلد المصادر حتى بقوافل زائرة.   *- هل…؟ هل…؟   *- أخيرا وليس آخرا، لم يبق لي إلا أن أقول أن الرديف وأهاليها همّهم الأوحد من هذا وذاك هو استنهاض همم أبناء وأهالي هذا البلد من أجل المضي قدما في النضال المتواصل من أجل الحق في الشغل والعيش الكريم… من أجل التوزيع العادل للثروة الوطنية… من أجل الضرب على أيدي العابثين… من أجل الحرية وتشييد دولة القانون والمؤسسات الفعلية… من أجل فصل هذا الحزب الحاكم المتنفذ عن مفاصل ومؤسسات.. آمالهم كبيرة وثقتهم في مقدرة هذا الشعب أكبر..   وأرفع بالتحايا كل التحايا إلى الأقلام الشريفة والجريئة التي لم تدخر أي جهد في المؤازرة والمعاضدة وكشف الحقيقة كل الحقيقة لجماهير شعبنا أينما وجد…   والتحية إلى من تكبد ضيق جيبه وهاتف المحتجين سائلا عن أحوالهم.   شكرا لقناة الحوار التونسي مرة أخرى مرآة الكادحين والمظلومين إن ظلت في أروقة الأثير التي عرفت بقضايا ومشاكل الحوض المنجمي وعرت تفاصيل المجزرة التي كانت ستحدث في بلدة الرديف…   شكرا للبديل السريع جريدة الشعب الإلكترونية التي لقطت الأحداث وغطت مفاصلها لحظة بلحظة ولا زالت ترصد بعين ثاقبة غيورة مند بداية الملحمة إلى حيث لم تبدأ المجزرة..   شكرا لجريدة الموقف التي لم تكن في حجم الموقف نظرا لرقابة رئيس جامعتها في قفصة.. وعذرا لمي الجريبي.. نحبها ونجلها…   شكرا للطريق الجديد التي أطلت وبإقدام نتمنى أن يتواصل……..   شكرا لــ مواطنون فضاء آخر قدم الكثير…….   لنعمل سويا من أجل : –  رفع العسكرة ورحيل حشود البوليس من بلدة الرديف. –  الوقوف من أجل مطالب أهالي الرديف المشروعة في الشغل والعيش الكريم.   رسالة من ابن المنجم   (المصدر: موقع البديل لسان حال حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 5 مارس 2008)

استهجان   نقابة الصحافيين مستاءة جدا من مستوى إحدى الجرائد… وهي تؤاخذها على التعدي على أعراض الناس بالثلب و«الكلام الزائد». ولقد اندهشت من هذا الموقف لأنه لا يدخل في صلب الموضوع… فالصحيفة المذكورة ليست وحدها من نوعها في هذه الربوع. لذلك أرى أن بيان النقابة ضعيف من حيث المضمون… إذ كان عليه أن لا يؤاخذ الجريدة وإنما المسؤولين عن تطبيق القانون.   محمد قلبي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 مارس 2008)

شعار وحوار…!
ستنظّم قريبا استشارة شبابية تحت هذا الشعار.. «شباب الحوار يشارك في القرار».. سيعبّر المشاركون اذن عمّا يخالجهم من هواجس وأفكار.. لكن هل ستؤخذ حقا آراؤهم بعين الاعتبار؟! ان كان الجواب: نعم! ألقي على المجيبين السؤال التالي.. لماذا لم يشارك الطلبة حينئذ في وضع قانون التعليم العالي؟؟   محمد قلبي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 مارس 2008)

التونسي محسن مرزوق أمينا عاما للمؤسسة العربية للديمقراطية

 
الدوحة – أنور الخطيب   من المتوقع أن يعلن الدكتور علي بن صميخ المري الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية بالإنابة في مؤتمر صحفي يعقده اليوم عن اختيار الناشط في مجال حقوق الإنسان محسن مرزوق أميناً عاماً للمؤسسة التي يرأس مجلس أمنائها سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وكانت اللجنة التنفيذية للمؤسسة العربية للديمقراطية قد اختارت مرزوق من بين عدة مرشحين من عدد من الدول العربية في اجتماع لها عقد قبل أكثر من أسبوعين في الدوحة.   وتضم اللجنة التنفيذية التي تولت اختيار الأمين العام للمؤسسة كلاً من الدكتور علي فخرو والدكتور سعد الدين ابراهيم والدكتور خالد العطية والدكتور حسن ابراهيم أعضاء مجلس الأمناء.   ومن المقرر أن يباشر الأمين العام الجديد أعماله في الدوحة رسمياً خلال الفترة المقبلة خلفا للدكتور علي بن صميخ المري الذي شغل منصب الأمانة العامة للمؤسسة بالإنابة منذ الإعلان عن تأسيسها كمنظمة مدنية عربية دولية مستقلة العام الماضي.   والسيد محسن مرزوق التونسي الجنسية له خبرة كبيرة في مجال العمل المدني الديمقراطي وسبق أن عمل في عدة منظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان منها منظمة نلسون مانديلا وبيت الحرية الأمريكي كما أنشأ مركز الكواكبي للحوار الديمقراطي.   (المصدر: صحيفة « الـراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 مارس 2008)

تفاصيل جديدة حول غرق مركب الصيد قرب لمبادوزة

يوم كامل للبحث عن المفقودين لكن دون جدوى

 
صفاقس – الصباح: مازالت الفاجعة البحرية التي جدت أطوارها مساء الجمعة الماضي في حدود التاسعة والنصف ليلا تسيطر على النفوس ومازال الجميع في صفاقس والعديد من الولايات المجاورة يشعرون بالحزن العميق بسبب وفاة ثلاثة بحارة وفقدان ثلاثة آخرين.   «الصباح» محاولة منها التعرف إلى الجديد في هذه الحادثة الاليمة اتصلت بصاحب المركب «الرفراف» السيد رضا سلام فوجدناه في حالة نفسية صعبة جدا فخصنا بهذا التصريح فقال: «أنا حزين جدا من أجل الضحايا الثلاث وهم: «عاشور بن راجح بن مبروك، أصيل أولاد بوسمير بجبنيانة من مواليد 1968، مساعد ربان والحسناوي الحاج علي اصيل قفصة من مواليد 1980 وسالم النجار من جبنيانة من مواليد 1971 بحري وبالمناسبة أتقدم لعائلاتهم بأحر التعازي».   وأضاف قائلا: «لم أتأثر قط من أجل المركب الذي غرق فالمعوّض هو الله ولكنني تأثرت وحزنت كثيرا من أجل الضحايا».   وضعه النفسي جعله يحيلنا إلى مساعديه لتقديم مزيد من التوضيحات والمستجدات.   أسباب الحادث   السيد حمادي خبور مدير الشركة المالكة حدثنا بتأثر كبير عن بعض المستجدات فقال: «السيد رشيد بن علي سالم ربان المركب الغريق من مواليد 1955 أحد الناجين في هذه الحادثة وهو أصيل منطقة حزق بقي منذ حصول الحادثة إلى بعد ظهر أمس بالعناية المركزة ولم يسمح له بالحديث إلا يوم أمس عندما أدلى بشهادته إلى الحرس البحري فقال عندما كنا بصدد استخراج السمك أدار الميكانيكي الرافعة بصفة فجئية إلى الجانب الايسر مما أدى إلى ميلان السفينة فجأة إلى الجهة اليسرى جهة استخراج السمك ثم غرقت السفينة» وأضاف قائلا: «ربان السفينة مازال يقيم بالمستشفى الجامعي وحالته الصحية تتدرج نحو التحسن أما الناجون الباقون وهم حسين بن عامر الحاجي بحري أصيل الرقاب ومحمد بن عمر الجليلي رئيس عملة أصيل قابس وعلي بن حمد امبية بحري أصيل قابس هو أيضا أقاموا ليلة واحدة بالمستشفى ثم غادروه إلى بيوتهم وهم في صحة جيدة».   البحث عن المفقودين   ويقول السيد عبد الستار هدريش ربان: «أبحرت يوم الثلاثاء ثلاث سفن ومن بين من كان على متنها أربعة من الغواصين مجهزين بجميع التجهيزات الضرورية للغوص للبحث عن المفقودين بإشراف إدارة الصيد البحري والحرس البحري والبحرية التجارية وكنت من بينهم بقينا يوما كاملا نبحث عن المفقودين وهم عامر بن محمد جابلي من مواليد 1976، أصيل الرقاب بحري ومحمد بن سالم بن مادي ميكانيكي أصيل قبلي ونبيل بن عمار مبروك من أولاد بوسمير بجبنيانة، بحري وفي مكان حادث الغرق وجدنا الشباك عالقة بالمركب الغريق وكان جزء منها يطفو على سطح البحر، بحثنا في الأعماق عن المفقودين هناك بدعم من المراكب الموجودة في المنطقة لكن دون جدوى».   وأفادنا السيد ناجي الحاجي ربان السفينة «الرفراف» منذ صنعها سنة 1980 إلى سنة 2001 فقال: «لم يتعرض هذا المركب إلى أي حادث قبل هذا الحادث وجل البحارة العاملين في هذا الاختصاص يعرفون ذلك وهو مركب صيد بالشباك الدائرة يستعمل لصيد الاسماك الزرقاء الصغيرة من واحد كيلوغرام إلى عشرة كيلوغرامات».   جهود مكثفة   وأفادنا السيد حمادي خبور فقال: «البحرية الوطنية تكفلت بجلب الناجين والجثث من مكان الحادث إلى ميناء صفاقس على متن سفينة كبيرة تابعة للجيش الوطني كما وفرت لهم الملابس ونسقت مع المستشفى وبلدية صفاقس لنقل الاموات وبالمناسبة نتوجه لها بالشكر وكذلك لإدارة الصيد البحري والبحرية التجارية والحرس البحري ومجهزي مراكب الصيد والبحارة باعتبارهم قد ساهموا في البحث عن المفقودين وانتشال الجثث».   سعينا إلى تقديم هذه التفاصيل لعائلات الضحايا والمفقودين وحتى الناجين وكل الذين لديهم رغبة في المزيد من التعرف إلى ذلك.   محمد القبي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 مارس 2008)

في المعهد الأعلى للمحاماة

 
سمّي الأستاذ الهادي التريكي مديرا للمعهد الأعلى للمحاماة، كما سمّي السيد أحمد بن طالب مديرا للدراسات والتكوين بهذا المعهد. ويشغل الأستاذ الهادي التريكي حاليا خطّة كاتب عام الهيئة الوطنية للمحامين وكان قبل ذلك عضوا بالهيئة لفترات نيابية متعددة وهو محام منذ  سنة 1979 ومرسم بجدول المحامين لدى التعقيب منذ سنة 1989. أمّا السيد أحمد بن طالب فهو متحصّل على شهادة الدكتوراه في القانون الخاص وهو أستاذ محاضر في القانون الخاص والعلوم الإجرامية بكل من كلية الحقوق بتونس وصفاقس.   عرض اللحوم على ابواب الجزارين   مازال العديد من الجزارين سواء في الاسواق اليومية، أو الذين ينتصبون على الطرقات يتولون عرض اللحوم على ابواب دكاكينهم وشرفاتها عرضة للغبار والاوساخ. ولا ندري لماذا يصرون على اساليب عرض اللحوم بهذه الطريقة رغم انهم يعلمون انها مخالفة للقانون، وغير صحية بالمرة. فهل تتولى مصالح المراقبة الصحية والاقتصادية مراقبة هذه المظاهر؟   اكشاك وباعة غلال يزحفون على ممرات المترجّلين والمعبد   في عدة انهج وطرقات ينتصب العديد من باعة الغلال والاكشاك ذات الخدمات المختلفة. واول ما يلفت الانتباه في انتصابهم هذا هو غير القانوني باعتبار انهم يحتلون ممرات الراجلين بالكامل ويحولونها الى مكان ينتصبون فيه على الدوام. أما الجانب الثاني السلبي في انتصابهم فهو يتعلق بزحفهم على المعبد واحتلال جزء هام منه يصل في بعض الاحيان الى قرابة المتر والنصف. مشاهد غريبة نلاحظها على طريق اريانة وفي اماكن اخرى عدة ولا نجد لها تفسيرا مقنعا.   الحافلة رقم 460
يعاني طلبة المركب الجامعي بمنوبة من مشكلة النقل العمومي خاصة القاطنين منهم بولاية أريانة إذ أن مواعيد السفرات التي تؤمنها شركة نقل تونس على الخط رقم 460 متباعدة.. كما يتذمر الحرفاء من شدة الاكتظاظ الذي تشهده هذه الحافلات وهم يرغبون في توفير المزيد من هذه الحافلات وتقريب مواعيد سفراتها لأنها تساهم في نقل عدد غفير من الركاب الذين يخيرون ربح الوقت بامتطاء حافلة واحدة عوضا عن الحافلة التي تنقلهم إلى الدندان والمترو الخفيف رقم 4 الذي ينقلهم إلى محطة الجمهورية والمترو رقم 2 الذي ينقلهم إلى أريانة. فتوفير الحافلات التي تربط بين الولايات الثلاث منوبة وتونس وأريانة يمكن من ربح الوقت.   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 مارس 2008)

انتخابات جمعية المحامين الشبان:

هذه أبرز توجهات البرامج الانتخابية لمترشحين لعضوية المكتب التنفيذي

 
إعداد: رفيق بن عبد الله   تونس-الصباح: تعقد كما هو معلوم الجمعية التونسية للمحامين الشبان اليوم الجمعة جلستها العامة ويوم غد جلستها الانتخابية. 34 محاميا قدموا ترشحاتهم للتنافس على المقاعد التسعة المكونة للمكتب التنفيذي للجمعية. تنافس على الأقل أربع قائمات على عضوية الهيئة المديرة لكن عدة أسماء من المترشحين فضلت الترشح بصفة مستقلة.    « الصباح » أعطت الكلمة لمترشحين يمثلون مختلف التيارات والاتجاهات والحساسيات داخل مهنة المحاماة.    رفيق بكار: الجمعية يجب أن تدعـم التضامن صلب المهنة   * ماهي أبرز ملامح برنامجك الانتخابي.؟   – يتضمن برنامجي ثلاثة مستويات أساسية وهي تفتح الجمعية على محيطها الداخلي والخارجي، مسألة تعصير وسائل عمل الجمعية، وأخيرا إقرار مبدإ التضامن.   * لنبدأ بعنصر التفتح على المحيط   – هذا العنصر يقوم على مستويين، أولا تفتح الجمعية على كافة مكونات المجتمع المدني دون تهميش أو إقصاء. فالجمعية تنتمي لكل المحامين دون تمييز او إقصاء. ثم إن الحاجة أكيدة اليوم لضمان تمثيل الجمعية في كل دائرة قضائية لتحقيق اللامركزية وتشريك كافة المحامين وإعطاء فرصة لكل المحامين الشبان للاستماع لمشاغلهم وبالتالي التمكن من تحسين التواصل بين المحامين.    في ما يتعلق بالمحيط الخارجي، عرفت الجمعية في السنوات الأخيرة نقلة نوعية ونشاطا مكثفا على الصعيد الداخلي، لكن موقعها تراجع على الصعيد الدولي. يجب إذن أن تشارك في التظاهرات الاقليمية والدولية، ودعوة محامين شبان أجانب للقيام بتربصات بتونس وفي نفس الوقت تنظيم تربصات للمحامين الشبان التونسيين في الخارج بهدف الرفع من الرصيد التكويني والمعرفي للمحامي وخصوصا القدرة على استخدام الوسائل الحديثة للاتصال.   * حدثنا عن العنصر الثاني لبرنامجك الانتخابي.؟   – أنا مع إحداث موقع واب للجمعية حيث يمكن من خلاله التعرف على تاريخها وأنشطتها ويكون واسطة حديثة لتمرير مشاغل المحامي واقتراحاته. ولتحقيق هذا المشروع يجب تكوين لجنة للغرض. ولمجابهة تحديات الانفتاح امام المنافسة الخارجية يجب على الجمعية تنظيم الندوات ولقاءات التكوين في مختلف المسائل القانونية. على غرار كتابة العقود الدولية ووسائل الاتصال الحديثة، وإقامة التربصات في مجال اللغة الانقليزية.   * وماذا تعني بمبدإ التضامن؟   – أرى أن الجمعية من واجبها تكثيف التواصل بين المحامين عبر تنظيم لقاءات خصوصا في الجهات. وتدعيم مبدإ التضامن بين المحامين. إن مهنة المحاماة كانت دائما مهنة حرة ومستقلة تدافع عن نفسها بنفسها وعن حقوق الإنسان. أدعو كل المحامين إلى التكاتف لتحقيق أهداف مؤسسي الجمعية وتحقيق آمال المحامين الشبان بدعمهم ماديا ومعنويا. صحيح أن المهنة حققت عدة مكاسب خصوصا بفضل الاجراءات الرئاسية الأخيرة، لكنها قادرة على تحقيق المزيد لكن بشرط التضامن بين جميع المحامين والتكاتف مع هياكل المهنة.   ــــــــــــــ   عبد الحميد عبد الله: الانتصار لاستقلاليـة القرار داخل الجمعية   * لو تطلعنا على أهم عناصر برنامجك الانتخابي؟   – يتمثل برنامجي الانتخابي في ثلاثة مستويات أساسية انفتاح الجمعية على محيطها، وتفعيل دورها وتعزيز استقلالية نشاطها.   *  لنبدأ بعنصر الانفتاح على المحيط..   –  لقد لاحظنا أن عدة مجالات تخلت عنها الجمعية التونسية للمحامين الشبان على غرار التعاون مع جمعيات أخرى تلتقي معها في الأهداف على غرار الجمعية العربية لحقوق الإنسان. خصوصا في ما يتعلق بتنظيم دورات تدريبية وتكوينية في مجالات تهم الجانب الحقوقي.   أردت أيضا أن أشير إلى مسألة متصلة بالانتخابات السابقة لأعضاء المكتب التنفيذي لجمعية المحامين الشبان الذي أفرز خلافا بشأن شرعية أو لا شرعية تلك الانتخابات، أرى أنه توجد قطيعة حاليا بين الجمعية وهياكلها وهو ما يستدعي تحقيق انفتاح جديد على أوسع ما يمكن لاستعادة الغاضبين والتواصل معهم.    كما وجب الاهتمام أكثر بمزيد ربط علاقات مع جمعيات المحامين الشبان من خارج الحدود خصوصا منها العربية وذلك عبر ربط الصلة معها والتعرف على تجاربها والاستئناس بها.   * ماهو الدور الأكيد الذي يجب أن تقوم به الجمعية في الفترة المقبلة؟   – إن الجمعية لم تهتم بتنظيم دورات تدريبية في بعض الاختصاصات القانونية باعتبار أن المحامي المتمرن لا يمكن له الإلمام بجميع الجوانب القانونية المستجدة والاكتفاء بتحصيله الجامعي دون مشاركته في دورات تدريبية مستمرة للغرض. لذا لا بد للمحامي المتمرن أن يكون قادرا على الرهان على منافسة مكاتب المحاماة الأجنبية في صورة انتصابها في تونس.   * وماذا تقترحون لمزيد الاحاطة المادية للمحامي المتمرن؟   – هناك مسألة هامة يمكن العمل على تحقيقها لمزيد الاحاطة المادية بنشاط المحامي المتمرن وهي مسألة الجباية وذلك عبر إعفاء المحامي المتمرن من دفع معلوم الجباية أثناء فترة التمرين، باعتبار محدودية مدخوله المادي.   * كيف ترى ملامح التحالفات الانتخابية بين المترشحين لعضوية المكتب الجديد؟   – هناك من يطرح مسألة الانتماءات الفكرية والسياسية للمترشحين لانتخابات الجمعية كعنصر معادلة أساسي للفوز بأصوات المؤتمرين، لكن من المهم تجاوز هذا العنصر والانتصار أولا وأخيرا إلى استقلالية القرار داخل الهيئة المديرة للجمعية بقطع النظر عن الانتماءات السياسية أو الفكرية للمنتخبين.   ــــــــــــــ   شوقي حلفاوي: تعزيز استقلالية الجمعية   * ماهي الدوافع وراء تقدمك للترشح لعضوية الهيئة المديرة للجمعية؟   – أريد قبل كل شيء المشاركة في تقديم حلول ممكنة للمشاكل التي تعترض المحامين الشبان حتى تتمكن المحاماة من القيام بدورها في تحقيق العدالة وتسترجع الجمعية اشعاعها. بالنسبة لي لم تقم الجمعية بأي نشاط حقيقي إلا خلال الفترات التي عرفت فيها كيف تحافظ على استقلاليتها.   * ماهو حسب رأيك الدور الرئيسي للجمعية؟   – الجمعية يجب عليها قبل كل شيء تأطير المحامين الشبان والعمل على تكوين المحامين في عديد الجوانب القانونية والمهنية والأدبية والثقافية عبر تنظيم دورات تكوين وملتقيات وندوات للغرض.   * ماهي أبرز اقتراحاتك العملية في هذا الجانب؟   – أقترح مزيد العناية بالتكوين والتأطير للمحامين الشبان وخاصة منهم المتمرنين. العمل على إعادة النشرية الناطقة باسم الجمعية « أقلام » وضع برنامج ترفيهي ورياضي للمحامين الشبان، النهوض بثقافة حقوق الانسان والحريات ومبادئ المحاكمات العادلة، لامركزية أنشطة الجمعية، إحداث نظام داخلي للجمعية ونشاط هياكلها بهدف لدعم استقلالها.   * كيف ترون الاجراءات الأخيرة المتخذة لفائدة المحامين؟   – هي مكاسب للمهنة خصوصا ما يتعلق بصندوق التغطية الاجتماعية للمحامين، لكني أتساءل لماذا لا تتدخل الدولة للمساهمة في تمويل هذا الصندوق.   ــــــــــــ   حسني الباجي: من أجل ميثاق مهني للمحاماة   * ماذا تقترح لتفعيل دور الجمعية؟   – أرى أنه من الواجب القطع مع الخلافات السياسية والانتخابية التي تؤثر سلبا على صورة الجمعية التونسية للمحامين الشبان، لأن المحامي الشاب يرغب في أن تهتم الجمعية بمشاغله المهنية. يجب قبل كل شيء تأطير المحامي الشاب على الصعيدين المعنوي والمادي بالتعاون مع الأطراف ذات العلاقة بالمهنة على غرار الهيئة الوطنية للمحامين وعدم اعتبارها مجرد ورقة انتخابية.   * ماذا عن المستوى المهني في برنامجك الانتخابي.؟   – يجب على جمعية المحامين الشبان أن تدعم أنشطتها للرفع من المستوى الفكري والمهني للمحامي الشاب حتى يكون مطلعا على المستجدات الحاصلة في القطاع على المستوى الدولي خصوصا في ظل التحديات التي تفرضها العولمة ومنها بالخصوص اتفاقيات العالمية لتحرير الخدمات، مع ما يعنيه ذلك من الاستعداد للانتصاب المرتقب لمكاتب المحاماة الدولية والخدمات القانونية المتعددة في بلادنا.   * ماذا تقترح لمزيد الاحاطة بالمهنة.؟   – العمل على دعم الجانب الأدبي للمهنة باعتباره عنصرا أساسيا لتحقيق الجمعية مصالحة مع محيطها وخلق حملة تحسيسية تهدف لإيجاد ميثاق شرف للمهنة مماثل لما هو موجود في قطاع الطب.    * هل انضممت إلى إحدى القائمات المطروحة.؟   – ولا واحدة منها، انا مع مبدإ الانتخاب على الأشخاص وليس على القائمات. الانتخاب على أساس شخصية المترشح وكفاءته وليس على اعتبارات حزبية ضيقة تضر بمصداقية الجمعية. أنا مستقل من كل الحساسيات السياسية والايديولوجية.   ـــــــــــ   حسين حجلاوي: توطيد علاقة الجمعية بمؤسسات المجتمع المدني   * ماهو تقييمك لنشاط الجمعية خلال الفترة المنقضية؟   – الطريقة التي تمت فيها انتخابات الهيئة المديرة خلال الفترة المنقضية كانت غير شرعية. أما عن الأنشطة التي قامت بها الجمعية فقد كانت محدودة ولم يكن لها وجود إلا في الآونة الأخيرة بغاية استقطاب المحامين، وكانت غائبة تماما عن كل المحطات التي تهم المحامين الشبان.   * كيف ترون الاجراءات الأخيرة المتخذة لفائدة المحامين الشبان.؟   – الاجراءات التي تم الاعلان عنها خلال الفترة الأخيرة جديرة بالتنويه وهي مكاسب جوهرية لفائدة المحامين الشبان وعموم المحامين خاصة في ما يتعلق بتوسيع مجال تدخل المحامي وإقرار نظام التغطية الاجتماعية للمحامين وهي مكاسب كانت نتيجة لنضالات المحامين.   * ما هي أبرز ملامح برنامجك الانتخابي؟   – أريد التأكيد على أهمية العمل على مزيد الاحاطة بالمحامين الشبان وايصال المعلومة للمحامي في وقتها وتفعيل دور الجمعية وانشطتها وخاصة في ما يتعلق بعلاقتها مع الهيئة الوطنية للمحامين، إضافة إلى تنظيم لقاءات تكوينية للمحامين في عدة اختصاصات قانونية على غرار أدبيات المرافعة. فضلا عن العمل على توطيد علاقة الجمعية بمؤسسات المجتمع المدني الأخرى ودعم حضورها في القضايا العادلة..   * كيف ترون ملامح التحالفات المرتقبة لانتخاب أعضاء الهيئة المديرة الجديدة.؟   – أرى أن الخط المستقل داخل قطاع المحاماة سيفوز في هذه الانتخابات بشرط أن يجد له أرضية للتفاهم والتحالف.   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 مارس 2008)

تونس- فرنسا: الهجرة المنظمة… وصفقات اقتصادية في زيارة ساركوزي

هل تتبنّى فرنسا «نظام الحصص» في الهجرة على غرار إيطاليا وإسبانيا؟

 
تونس  -الصباح : من المقرر أن يؤدي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارة دولة إلى تونس موفى الشهر القادم.. رفقة عدد من كبار المسؤولين ورجال الاعمال والاعلام الفرنسيين.. تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي..   هذه الزيارة التي سوف يعلن عن موعدها الدقيق والرسمي في بلاغ مشترك وفق التقاليد والاعراف الديبلوماسية ينتظر أن تتابع المشاورات بين العاصمتين حول بعض تفاصيلها.. وهي زيارة يؤمل أن تعطي نفسا جديدا للعلاقات الثنائية..يدعم التوجه الذي أعلن عنه بمناسبة زيارة الرئيس ساركوزي الى تونس مطلع جويلية الماضي.. ومحادثاته مع الرئيس بن علي..   ومن المنتظر أن تبحث زيارة الدولة هذه عدة ملفات ثنائية واقليمية من بينها ابرام صفقات اقتصادية وتجارية مهمة.. واستخدام الطاقة البديلة.. وملف الهجرة.. وحسب بعض المصادر المطلعة فإن من بين الملفات التي يجري بحثها ابرام صفقة تونسية فرنسية جديدة بمناسبة تجديد أسطول طائرات مؤسستي تونس الجوية والسابع للطيران.. وتوسيع شبكة المترو والنقل الحديدي.. الى جانب صفقات اقتصادية متفرقة تهم مشاركة فرنسية في استثمارات خدمات وانتاج بعضها على علاقة بالمشاريع الضخمة التي ينتظر أن ترى النور في منطقة البحيرة بمبادرة من مؤسسات استثمار اماراتية.. فضلا عن توظيف الطاقة النووية لاغراض سلمية عبر صفقات مع الجانب الفرنسي الذي نجح في تحقيق خطوات هائلة في هذا المجال لعدة أسباب منها افتقار فرنسا لمخزون أرضي من المحروقات..   من بين مشاريع ساركوزي   وأمام الارتفاع الهائل لاسعار المحروقات ضاعفت فرنسا ـ والرئيس ساركوزي شخصيا ـ المساعي للفوز بمزيد من الصفقات في مجال الطاقات البديلة.. بما فيها الطاقة النووية.. وكان ساركوزي أورد في مصر مؤخرا ـ في مقابلة مع جريدة الاهرام الحكومية ـ أن » فرنسا ، التي تمتلك خبرة ممتازة في مجال الطاقة النووية، مستعدة للتعاون مع مصر لمواجهة احتياجاتها المتزايدة من الطاقة اذا رغبت مصر في ذلك ».   وقد قطعت فرنسا اشواطا متقدمة خلال الاشهر الماضية في مجال الشراكة مع عدة دول عربية من بينها المغرب والجزائر وليبيا في مجال الطاقة البديلة عن النفط والغاز.   الهجرة المنظمة.. والهجرة غير القانونية   إلا أن من بين التساؤلات التي تسبق زيارة ساركوزي الى تونس بالنسبة للنخب الرسمية والمستقلة والمعارضة في نفس الوقت تلك التي لها علاقة بملف الهجرة القانونية وغير القانونية.. فقد سبق للقيادات الفرنسية أن اتخذت مرارا مبادرات خاصة تجاه تونس والمهاجرين التونسيين دعما لجهود التشغيل والتنمية في بلد محدود الامكانيات لكنه يتميز باستقراره وتقدمه مثل تونس..   نظام الحصص السنوية Quota   وعلى رأس التساؤلات التي تلقيها النخب التونسية قبل زيارة ساركوزي وغيره من كبار المسؤولين الفرنسيين : هل تقترن الزيارة باعلان باريس عن قبولها نظام الحصص السنويةQuota ..؟؟   وهل ستشجع تعامل فرنسا مع تونس في مجال الهجرة المنظمة على غرار ايطاليا واسبانيا اللتين وافقتا على نظام الحصص السنوية للمهاجرين مع تونس والمغرب؟   وإذا كانت كل المؤشرات الديمغرافية والاقتصادية في فرنسا تؤكد حاجتها عاجلا وآجلا الى يد عاملة جديدة فلم لا تعطي فرنسا أولوية للمهاجرين والعمال التونسيين الذين يتميزون غالبا بحسن فهم اللغة (والثقافة) الفرنسية وباعتدالهم وتفانيهم في العمل؟   وهل تكون هدية ساركوزي (« الاعلامية  » والسياسية) إلى تونس بمناسبة زيارة الدولة هذه فتح الباب أمام تسامح أكبر في مجالات تنقل المسافرين والعمال في الاتجاهين؟   وهل سيدعم ساركوزي أنصار مشروعه عن الاتحاد المتوسطي (أو الاتحاد من اجل المتوسط) في تونس والبلدان المغاربية عبر خطوات انفتاح على تنقلات المسافرين والمهاجرين والمستثمرين في الاتجاهين.. بدءا من تونس ومنطقة المغرب العربي؟؟   الهجرة والامن   وكان الرئيس الفرنسي سبق أن نوه في حديث لصحيفتي «الصباح» و »لابريس » عشية زيارته السابقة بما وصفه « بالعلاقات التاريخية المميزة بين باريس والعواصم المغاربية وخاصة تونس « التي كشف ان عدد ابناء جاليتها بفرنسا ارتفع الى نحو 600 الف ».. أكثر من ثلثيهم من حاملي الجنسية المزدوجة..أي أنهم في نفس الوقت من بين الناخبين الفرنسيين.. وأصبح بعضهم يلعب دورا مؤثرا في الاقتصاد والمجتمع والحياة الثقافية والسياسية والاوضاع الامنية الداخلية في فرنسا..   الشريك الاقتصادي الاول   علما أن فرنسا لا تزال الشريك الاقتصادي الخارجي الاول لمستعمراتها الشمال افريقية الثلاث السابقة، تونس والجزائر والمغرب.. قبل ايطاليا والمانيا واسبانيا.. وتقدر حصة فرنسا في المبادلات التجارية الخارجية التونسية ـ تصديرا وتوريدا ـ بحوالي الثلث.. وفي قطاع السياحة ارتفع عدد السياح الفرنسيين بتونس العام الماضي لأول مرة الى اكثر من مليون ومائة الف سائح.. مما ركز فوزهم بالمرتبة الاولى قبل السياح الايطاليين والالمان والانقليز.. رغم تميز بعض سياح الجنسيات الأوروبية بنفقاتهم المرتفعة وارتفاع عدد لياليهم المقضاة مقارنة بغالبية السياح الفرنسيين..   الاسباب الاقتصادية والاجتماعية للتطرف   وبحكم تداخل الملفات في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والامنية والسياسية بين تونس وفرنسا وبقية دول المنطقة.. فان من بين الملفات التي يجري بحثها التنسيق الامني في مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات والتطرف والعنف والارهاب.. مع العمل على القضاء على اسبابها العميقة ومن بينها البطالة والتهميش الاجتماعي.. واختلال التوازن بين الجهات.. وفي هذا السياق يطرح سيناريو الهجرة المنظمة وتسهيل تنقل التجار والمستثمرين بين ظفتي البحر الابيض المتوسط كواحد من الحلول المشتركة التي يمكن أن تبحث.. اذ تؤكد الاحصائيات الرسمية والاممية أن عائدات المهاجرين التونسيين في فرنسا أحد أبرز موارد تونس من العملات الاجنبية.. فيما تمثل عائدات المهاجرين الجزائريين والمغاربة في فرنسا بدورها احد اهم موارد الدولتين من العملات الاجنبية.   150 ألف فرصة عمل جديدة في فرنسا   وحسب التقارير الفرنسية الرسمية فان في دول الاتحاد الأوروبي اليوم ملايين فرص العمل الجديدة.. وفي فرنسا وحدها حاليا حوالي 150 ألف فرصة عمل جديدة.. على حد تعبير السفير الفرنسي بتونس سارج دي غالي Serge Degallaix خلال ندوة صحفية عقدها قبل أسابيع في مقر اقامته في المرسى بحضور نائب القنصل العام السيد هرفي كريتشHerve Creach  وايف برونير Yves Brunner  مديرالوكالة الوطنية لاستقبال الاجانب والمغاربيين ANAEM  في السفارة الفرنسية بتونس.   وقد أعلن السفير سارج دي غالي أن  » 150 الف فرصة عمل متوفرة حاليا في قطاعات عديدة في فرنسا.. وتعذر تلبيتها من داخل سوق الشغل الفرنسية.. وهي مفتوحة أمام طالبي الشغل الاجانب وبينهم الذين سيتقدمون من تونس وفق ملفات واضحة.. ونحن نأمل في ابرام اتفاق جديد ثنائي تونسي فرنسي لتنظيم هجرة اليد العاملة بين البلدين »..   فرص عمل للشباب   ومن بين فرص التشغيل الواردة حاليا بصفقة قانونية في فرنسا تلك التي تهم الاف الشباب والطلبة.. لأن القانون الفرنسي يسمح للطلبة بتخصيص 60 بالمائة من وقتهم للعمل.. وممارسة وظائف علنية في حدود 964 ساعة عمل سنويا..   وعندما تكون للمهاجر تاشيرة طالب فمن حقه الحصول على شغل دون ترخيص مسبق.. وفي حالة اتمام دراسته وترسيم نفسه في جامعة اخرى تحضيرا للماجستير يمكن تمديد الاقامة والحصول على موطن عمل رسمي..   بطاقات إقامة للأجراء في مؤسسات مشتركة   ولعل من أبرز فرص التشغيل الواردة بالنسبة للتونسيين السماح للاجراء الذين يعملون في مؤسسة فرنسية لها فرع في تونس ـ أو العكس ـ بالحصول على تاشيرة عمل وبطاقة اقامة قانونية في فرنسا تمتد 3 أعوام.. يمكن للعامل خلالها اصطحاب افراد عائلته الذين يمكنهم بدروهم الحصول على شغل علني وقانوني..   وحسب السفير الفرنسي واعضاده فانه لا يشترط في المؤسسة الفرنسية التي تفتح فرعا لها في تونس ـ او العكس ـ مدة زمنية معينة قبل تمكين عملتها من حق الحصول على عقود شغل او دورات تدريب في فرنسا..   برنامج خاص بالشبان دون 35 عاما برنامج أخر يفتح فرصا للشغل والاقامة القانونية في فرنسا هو برنامج تشغيل الشباب الذين تترواح أعمارهم بين 18 و35 عاما.. والذين يحصلون على عقد شغل من مؤسسة فرنسية تلتزم بتمكين المترشح للشغل من راتب شهري لا يقل عن الاجر الأدنى الفرنسي المضمون (السميغ) وهو 900 أورو (أي حوالي 1600دينار تونسي)..   اتفاق ثنائي جديد عن الهجرة   ولا يخفي بعض الخبراء التونسيين تشاؤمهم من مستقبل تنقلات المسافرين والعمل بين ظفتي البحر الابيض المتوسط.. بسبب بعض التصريحات المتشددة والمعادية للمهاجرين الصادرة في عدة عواصم أوروبية.. تستغل بعض الاعمال الاجرامية والسلوكيات المتطرفة الصادرة عن أقلية من المهاجرين المغاربيين والافارقة القدامى..   لكن السفير الفرنسي سارج دي غالي أورد أنه يمكن « تحسين فرص تنقل المسافرين بين تونس وفرنسا.. لا سيما من خلال اتفاق خاص جديد بالهجرة بين الحكومتين الفرنسية والتونسية يمكن أن يبرم قريبا.. لأن تونس والجزائر من بين الدول التي تنظم الهجرة بينها وبين فرنسا حسب اتفاق ثنائي خاص حاليا.. وهذا الاتفاق قابل للتطوير والتحسين.. ونامل التوصل الى تعديله في اقرب وقت »..   الفرص الجديدة   الا ان من بين الصيغ الجديدة لتنظيم هجرة اليد العاملة من تونس وبلدان جنوب المتوسط نحو فرنسا اسناد « بطاقة كفاءة » Carte compétence et talent .. وفق نظام جديد وقع اقراره في شهر ديسبمر الماضي..   وحسب السفير الفرنسي فان النظام الجديد سيفتح باب الهجرة المنظمة لاصحاب الشهادات ولعامة المترشحين للهجرة اذا توفرت فيهم بعض الشروط من بينها الحصول على شهادة خبرة مهنية وشهادة عمل تونسية تثبت ان لديهم 5 أعوام من الخبرة في مهنتهم.   ويمكن ان يستفيد من هذا النظام اي شخص يقدمه احد اقسام السفارة وهو يشمل الحرفيين والخبراء واصحاب الشهادات كما يشمل المثقفين والرياضيين والمثقفين البارزين..   وقد نفت مصادر من السفارة الفرنسية بتونس ما يتردد عن تراجع هجرة اليد العاملة التونسية نحو فرنسا وأوردت ان ادارتها وافقت عام 2006 على اكثر من 1500 عقد شغل بين مؤسسات فرنسية ومترشحين تونسيين للهجرة القانونية.   كمال بن يونس   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 مارس 2008)

يمتلك 4 فروع برأسمال 25.30 مليون دولار

بنك قطر الوطني يشتري حصة 50% في بنك تونسي

 
دبي ـ رويترز: أعلن بنك قطر الوطني الحكومي عن اتمام شراء حصة الحكومة القطرية البالغة 50 في المائة في البنك التونسي القطري في اطار سياسته التوسعية في الخارج وخفض اعتماده على السوق المحلية. وأشار البنك القطري الذي يعد أكبر بنك في البلاد أمس إلى حصوله على موافقة هيئة رقابية على شراء حصة النصف في البنك التونسي الذي يملك 4 فروع ويبلغ رأسماله المصدر 30 مليون دينار تونسي (25.30 مليون دولار)، ولم يذكر المبلغ الذي دفعه مقابل الحصة، ومازالت تمتلك الحكومة التونسية الحصة المتبقية. وصعد البنك توسعاته الخارجية في يوليو (تموز) مع تزايد المنافسة في السوق المحلية من جانب منافسين مثل البنك التجاري القطري وبنوك جديدة.  واشترى بنك قطر الوطني حصة الحكومة القطرية في ثاني أكبر بنك اردني في يوليو الماضي، مقابل 442 مليون دولار لحصة 20.6 في المائة من البنك، لتزداد حصته فيما بعد. وكانت هذه هي أول عملية استحواذ ينفذها البنك منذ عام 2004 عندما اشترى انسباتشر جروب البريطانية لادارة الثروات مقابل 135 مليون جنيه استرليني (269 مليون دولار) من فرست راند في جنوب افريقيا.  وفي سبتمبر (ايلول) قال البنك انه اتفق مع شركاء على اقامة بنك في سورية ليصبح احدث بنك خليجي يبدي اهتماما بدخولها منذ أن فتحت قطاعها المصرفي أمام الاجانب قبل ثلاث سنوات. وأقر المساهمون في بنك قطر الوطني في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي خطة البنك لجمع 5.06 مليار ريال (1.39 مليار دولار) عن طريق بيع أسهم لمستثمرين حاليين لتمويل التوسع.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 مارس 2008)

افتتاح بنك إيطالي بتونس

 
إيهاب الشاوش من تونس:   افتتح بتونس مكتب البنك الايطالي « اغرى للإيجار المالي ».وقال توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي ان فتح هذا المكتب سيمنح دفعا جديدا لعلاقات التعاون التونسية الايطالية وسيعمل على مزيد تقريب أوساط الأعمال في البلدين ولا سيما في ظل ما يشهده القطاع المصرفي من إصلاحات واسعة تشمل بالخصوص الإطار التشريعي وتنويع المنتوجات البنكية ودعم الأسس المالية للبنوك، على حد تعبيره. البنك الايطالي، الذي يعد من بين أهم مؤسسات الإيجار المالي في ايطاليا يسعى من إلى جمع معلومات حول أسواق حوض البحر الأبيض المتوسط وتشخيص أفضل السبل لدعم مسار تدويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة الايطالية.   وكشف مارييلا ليفراني، مديرة المكتب بتونس ان فتح هذا المكتب يمثل خطوة أولى نحو حضور اكبر « لكريدي كووبيراتيف » ، الايطالي في منطقة الحوض المتوسط. وبينت ان تونس القريبة جغرافيا وثقافيا لايطاليا ستلعب دور نقطة العبور لاقتحام أسواق بلدان إفريقيا الشمالية على غرار ليبيا والجزائر ومصر. و يعتبر مكتب « اغرى للإيجار المالي »، رابع مكتب لبنك ايطالي بتونس و العاشر بالنسبة للبنوك الأجنبية. وسيكون المكتب بحسب المسئولين، بمثابة الشريك لهذه للمؤسسات التونسية، وسيمكنها من الاستشارة في مجال الإيجار المالي والتمويل فضلا عن تقديم عدد هام من الخدمات الإضافية لإرساء شراكة منتجة مع مصنعين آخرين في حو ض المتوسط.   و تحتل ايطاليا المرتبة الثانية ضمن البلدان التي تستثمر في تونس بحجم استثمارات جملي بلغ 954 مليون و800 الف دينار سنة 2005 ،دون احتساب الاستثمار في قطاع الطاقة. وتنشط في تونس ،600 مؤسسة ايطالية او بمساهمة ايطالية مما ساهم في إحداث أكثر من 46 الف موطن.و تعد ايطاليا ثالث سوق سياحية نحو تونس، بمداخيل فاقت 206 ملايين دينار.   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 7 مارس 2008)

إطلاق حيوانات منقرضة في تونس

 
تونس – واس – أطلقت السلطات التونسية نحو عشرين من الظباء الصحراوية كانت قد أنقرضت من تونس وذلك فى احدى المحميات الطبيعية بولاية توزر جنوبى البلاد فى إطار برنامج للتعاون المتبادل مع مجموعتى حدائق الحيوانات باوروبا وشمال اميركا . وقد شهدت الحديقة الوطنية فى دغومس التابعة لولاية توزر عملية إطلاق 11 رأسا من المها الصحراوى وتسعة رؤوس من حيوان ابو حراب وهى من فصيلة الظباء الصحراوية التى انقرضت من تونس فى القرن التاسع عشر بسبب الصيد الجائر . وحضر عملية إطلاق الظباء الصحراوية التى يعود موطنها الاصلى الى الشمال الافريقى مختصون من بريطانيا والمانيا وايطاليا والولايات المتحدة الامريكية.   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 7 مارس 2008)

الشمال الغربي لتونس وجهة سياحية عالمية يثير سحرها الطبيعي الالهام

 
من جمال النويف – تونس (كونا) — عندما تنتظم مكونات الطبيعة في موعد لقائها لتجتمع الشواطيء بالغابات والجبال على رمال الشمال الغربي للبلاد التونسية تتيقن انك في واحدة من بقاع العالم النادرة التي يبعث فيك محيطها الثري شيئا من الالهام.   ويتناثر ضمن منطقة جندوبة عدد من المدن والقرى الجميلة مثل طبرقة وعين دراهم وكأنها لآليء ثمينة انفرطت من عقد كان يجمعها.   وتشكل مدينة طبرقة (190 كيلومترا من العاصمة تونس) باطلالتها الساحرة على البحر الابيض المتوسط وبخضرتها وغاباتها وجبالها مصدر الهام لكل من زارها.   وتعتبر طبرقة الكناة ب »لؤلؤة السواحل » من المدن العريقة هنا حيث تأسست على أيدي الفينيقيين في القرن الثامن قبل الميلاد بعد مدينة قرطاج وأطلقوا عليها اسم (ثابركا) أي موطن الظلال.   وعرفت طبرقة عصورا من الازدهار طيلة القرنين الثالث والرابع الميلادي عندما أصبحت ميناء للامبراطورية الرومانية ومنبعا لتصدير الرخام والفلين والخشب والجلد والحبوب.   وبين 1540 و1741 خضعت المدينة لهيمنة (جمهورية جنوة) تحت حكم عائلة (لوميليني) الايطالية الثرية والحصن الموجود على جزيرة صغيرة قرب المدينة هو أشهر ما أنجزته تلك العائلة. وتعتبر طبرقة اليوم من أهم المدن السياحية التونسية صيفا وشتاء لما تتميز به من شواطيء جميلة وغابات رائعة ومنشآت سياحية ومراكز ترفيهية.   فكل ما يشاهد في هذه المدينة الساحلية يدعو الى الارتياح سواء بالنظر الى الشاطئ الأزرق والاسماك النادرة او الهضاب والسهول والأودية او الأشجار والغابات والجبال الشاهقة بارتفاعاتها وجمالها او تلك القلاع والمباني الاثرية والمنار التاريخي الذي يعانق السماء.   وتنتصب المنارة على جزيرة مقابلة ويبلغ ارتفاعها حوالي 65 مترا وهي متصلة بممر طوله 400 متر اقيم عام 1952 لتسهيل عملية الصعود الى المنارة لمساعدة سفن الصيد على الابحار ليلا ولمراقبة السواحل   وتتميز مدينة طبرقة الحالية عن المدن التونسية الاخرى بمنازلها ذات السقوف المكسوة بالقرميد الأحمر المائل على الطراز العمراني الاوروبي وبشطآنها الجميلة الممتدة بين الغابة والجبل عبر سلسلة من الكثبان الرملية والخلجان الصخرية في مشهد مثالي لهواة الغوص في أعماق البحر.   وفي فصل الصيف تتحول المدينة الى مهرجان متواصل من المرح في احتفاليات طبرقة الموسيقية الصيفية مطرزة لوحة طبيعية خلابة مكوناتها هضاب وسهول وشاطئ وغابات وأودية تناثرت على كل القرى القريبة.   ويعتبر مهرجان الجاز من الأحداث الثقافية التي تميز المدينة كل عام ضمن ما تنظمه من مهرجانات سياحية وثقافية على امتداد الصيف على غرار مهرجان موسيقات العالم ومهرجان الموسيقى اللاتينية ومهرجان موسيقى الراي.   وتشهد هذه المهرجانات في الغالب مشاركة العديد من النجوم العالميين في هذه الميادين.   كما تتميز طبرقة كمنطقة سياحية بالتجديد والاتساع حيث تضم سلسلة فنادق تتجاوز طاقتها الاستيعابية الاجمالية خمسة الاف سرير فضلا عن مطار دولي يستقبل أكثر من 250 ألف شخص كل عام وميناء ترفيهي يحتضن 100 يخت.   كما يوجد بالمدينة (مارينا) وملاعب غولف ومسرح روماني في الهواء الطلق شيد داخل كنيسة قديمة وميدان للفروسية وعدد من مراكز الغوص والاستشفاء بمياه البحر وبالمياه المعدنية(الجبلية).   ومن المقاصد السياحية الأخرى متحف (شمتو) الأثري ومشاهد الابر الصخرية (صخور مدببة تعود الى العصر الحجري بارتفاعات تناهز ال20 مترا) الى جانب قلعة جنوة التي يعود تاريخها الى القرن ال16.   على صعيد اخر يعد معمل الفلين (الخفاف) من أهم المنشآت الصناعية بالمدينة ويتم تصدير الجانب الأكبر من الانتاج أساسا في شكل مواد مصنعة وتوفر صادراته عائدا ماليا يقدر بأربعة ملايين دولار سنويا.   كما أصبحت طبرقة بطول سواحلها البالغة 25 كيلو مترا من اشهر مدن العالم في تصدير المرجان الى جانب كونها محطة سياحية ذات سمعة عالمية تستقطب الكثير من الزوار.   وعلى بعد 30 كيلو مترا جنوب طبرقة (210 كيلو مترات شمال غربي تونس العاصمة) تقع قرية عين دراهم على مرتفعات تصل الى 950 مترا عن سطح البحر جاعلة تلك الارتفاعات منها أول مستقبلي ثلوج الشتاء.   وتمتد « ذات الرداء الابيض » على حوالي 5ر3 مليون متر مربع ومحاطة بغابات كثيفة ما يجعل منها منطقة وعرة وقاسية الا انها تتمتع بمناخ متميز صيفا وشتاء الامر الذي يجلب اليها عددا هاما من الزوار.   وقد سجلت عين دراهم رقما قياسيا في تونس من حيث سماكة الثلوج التي وصلت الى نحو مترين عام 2005 اذ طمرت اجزاء كبيرة من المدينة تحت الثلوج.   وتعيش عين دراهم بقراها الجميلة ومنازلها المعلقة في قمم الجبال ذات الغابات الكثيفة باشجار الصنوبر والبلوط والزان على ايقاع عدد من التظاهرات والفعاليات الثقافية.   كما تشتهر هذ القرية المضيافة باحتضان المعسكرات الرياضية للاندية حيث يجلب المجمع الرياضي الدولي الذي يبعد ثلاثة كيلومترات فقط عن مركز المدينة اليه عددا من الأندية العربية.   ويضم المجمع الذي افتتح عام 1994 على مساحة 130 الف متر مربع كامل المرافق الضرورية للقيام بالتحضيرات الرياضية ومنها ستة ملاعب وقاعة متعددة الاغراض ومضمار أولمبي (400 متر) فضلا عن صالة التمرينات الرياضية والمراكز الصحية.   وبشكل عام تتميز ولاية جندوبة حاضنة هذا الجمال الساحر بما يحويه من غابات وشواطيء وجبال بسمات طبيعية غنية تتمثل في السهول الشاسعة والتربة الخصبة وتنوع الانتاج الزراعي ووفرة المياه.   وتعد جندوبة بمحيطها الثري وريثة المدينة الرومانية (بلاريجيا) التي اصبحت منذ القرن الأول للميلاد قاعدة الشمال الغربي على الطريق الرئيسية بين قرطاج وبونة (عنابة الجزائرية) الى ان تكونت نواة مدينة جندوبة حول محطة السكة الحديدية التي بدأ العمل بها عام 1879.   وتنقسم تسمية جندوبة بأصلها البربري الى كلمتين الأولى جن وتعني سوق والثانية دوبة اي قمح.   (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كُــونا) بتاريخ 7 مارس 2008)

بالسواك الحار- 5

جحا يحشش ومنانة لا تتوب من السياسة
منانة وجحا في عهد الرخاء والبحبوحة قبل عصر التغيير المبارك
 
نور الدين العويديدي   الطقس جميل، والظل ظليل، والهواء عليل، والنملة سكرت فرأت نفسها أضخم من فيل.. وجحا مستلق على ظهره بين الغفوة والمنام، يأخذ من الصحو خيره ولا يضيّع خير المنام.. وبراد الشاي قربه يقرقر قرقرة خفيفة تأخذ بألباب الحشايشية، وإذ بمنانة تقطع عليه سكون نفسه الجميل قائلة:   – ما تقوليش يا غلبة شبيهيم البوليسية كلبوا.. مرا عزوز يضرب فيها هذاك المجنون منصف الماطري رئيس مركز الحرس متاع نابل.. يا خي ما يسلم منهم للكبير ولا الصغير.. أشبيهيم ضبعوا.   – جحا: آش تقولي يا مرا.. احترمي نفسك.. راك تحكي ع الأمن الوطني.. راهم رجال البلاد، وآش نية المشكلة إذا طيحلها سنونها، وإلا نفخ عينين ولدها.. ولدها جمعة وتوا يولي لاباس، أما العزوز متاعك راهي تنجم تاكل العصيدة، وتوا في عصرنا هذا الشربة راهي ضرورية.. خليها مرة تاكل شربة ومرة تاكل عصيدة.. تي راهي يمكن هذه فرصة عمرها باش تعمل ريجيم، وتحافظ على صحتها.   – منانة: يا والله وحلة معاك.. إنت ديما مع الحاكم ظالم وإلا مظلوم.   – جحا: ما تعرفيش جدودنا آش يقولوا.. حاكم غشوم خير من فتنة تدوم   – منانة: يا خي واش لزنا حنا.. لا نحبوا حاكم ظالم، ولا نحبوا الفوضى والفتنة.. ما نقدروش نعيشوا مرتاحين في بلادنا.. البوليسية راهم كلاونا لحم ورماونا عظم.. النهار الكل وهم يمصوا لنا في دمنا.. البلاد خلوها وجلوها وقعدوا فوق منها.       ********                 ********                  ********   انتهت جولة النقاش الأولى، وبعد غضب شديد عاد جحا لسكينته قرب براد الشاي.. أشعل قارو دخان حلوزي، وحشاه ببعض الزطلة، وبدا متكيفا مبسوطا منشرح الأسارير، وهو يدندن يا ليل يا عين، وإذ بمنانة تهاجمه مرة أخرى:   – قول.. قول يا جحا يا خي ما في بالكش بالمحكمة اللي تعدى قداما 20 واحد من الذراري.. كلهم أولاد في العشرين وانت طالع.. يا قهرتي عليهم.. تاهمينهم بالإرهاب.. يا خي مش قالوا اللي هم قضاوا على الإرهاب من عام تسعين؟..   – جحا: آش بيك يا مرا.. علاش تكرهيني.. وين تشوفيني متكيف ومبسوط تهجمي عليّ بالسوهلات متاعك.. يا خي انت آش دخلك في السياسة والمحاكمات؟.   – منانة: أنا ما نحكيش في السياسة.. راني نكرهها.. أنا نحب نعرف بركة.. نحب نعرف يا خي كذبوا علينا كي قالوا اللي هم قضاوا على الإرهاب.. يا خي كلامهم صحيح وإلا كذب؟ هذا آش نحب نعرف..   – جحا: حرام عليك.. والله حرت معاك.. موش عارف كيف ندير لك.. أنا نقولك ما تحكيش في السياسة، وقد ما نبعدك عليها تتحدفي تجي فيها أوبّا.. أخطينا م السياسة.. إيجي أشربي لك كويس تاهي، وإذا حبيتي تحششي إيجي حششي معاي، وخلينا بعاد م السياسة.   – منانة: ووه يا كيْتي يا راجل.. آش تقول.. منانة الشراب والمخذرات ما تطوبش فمها لين تموت.. أنا مرا نخاف ربي..     ********                 ********                  ********    قالت منانة ذلك وهي في صراع داخلي محتدم بينها وبين نفسها.. كانت تريد أن تجرب الحشيش وتعرفه بالذوق والممارسة وأن لا تكتفي بالمعاينة.. وفي الأخير تمكن ظاهرها الصارم من التغلب على داخلها المتناقض المشوش الراغب في التجربة والمعايشة، وصدت محاولات جحا المتكررة لإغوائها بالحشيش حتى يشغلها به عن السياسة.. كانت العجوز ترفض بشدة ما يكرره زوجها جحا من أنها تتحدث في شؤون السياسة..   كانت تعتبر آراءها تعليقا عابرا عما تراه هي حقا، ولا يهمها كثيرا أن يقول جحا إن ذلك سياسة.. المهم أن تعبّر هي عن حقيقة مشاعرها ومواقفها تجاه الأحداث التي تمر بها، أو التي تسمع عنها من جاراتها، وكثيرا ما تسمع من جاراتها النمامات مثلها كل يوم أخبارا جديدة طازجة.. كانت تثق في أخبار جاراتها.. تعتبر أخبارهن أدق من أخبار التلفزة الحكومية وحتى من وكالة تونس إفريقيا للأنباء ومن باقي وكالات الأخبار الدولية..   أطالت منانة الجلوس قرب جحا، وكان براد الشاي قربهما يطلق نغماته الساحرة، وكان الحشيش في فم جحا يضفي عليه منظر رجل حالم، كان متكئا بوقار على مخدة بالية.. وكان دخان الحشيش المنطلق من فم جحا ينساب في أنف منانة بسلاسة عجيبة.. بدأت المرأة تشعر بشيء من الخدر الساحر.. سألت جحا بدلال وتمنع:   – جحا لو كان يجيوا البوليسية باش يحطوني في الحبس.. آش تعمللهم.. تحميني منهم؟   – جحا غاضبا: فاش قام.. الله لا يردك.. خليهم يكسروا لك عظامك ويدقدقوا لك راسك باش تبطلي م الحديث في السياسة.. أنا بريء منك ومن دمك ليوم الدين..      ********                 ********                  ********    غضبت منانة ونهضت وكأنها العاصفة، وقلبت البراد في حجر جحا.. فصحا الرجل من نومه مذعورا وهو يصيح..   – كلّو منك يا منانة.. الله ينعل بوك وبو ولديك وبو النهار اللي عرفتك فيه.    عند هذا الحد انسحب مراسل « آفاق تونسية » خلسة من البيت، وترك جحا ومنانة متخانقين، والعشة الصغيرة وما فيها في حيص بيص.   (المصدر: مدونة « أفاق تونسية » لنور الدين العويديدي بتاريخ 6 مارس 2008) الرابط: http://noureddine-2010.maktoobblog.com

ومن يكن الغراب له دليلا يمر به على جيـف الكــلاب !

 
مرسل الكسيبي (*)   من نضج اعلام السلطة الموقرة أن نرى اليوم صحيفة الحدث التونسية تمعن طعنا وثلبا وتخوينا في قادة معارضين بارزين أو فاعلين محترمين في حقول الدفاع عن حقوق الانسان , وهو نفس النهج الذي دأبت عليه هذه الصحيفة حين حملت بالأمس مسمى صحيفة الاعلان مبدلة جلدتها قبل أعوام بعد أن غدت حديث تقزز الخواص والعوام …   قبالة هذا المشهد الاعلامي الموبوء , لايمكن للعاقل والمتخصص في حقول الاتصال والاعلام أن يصدق بأن ثمة صحيفة على وجه الدنيا تقوم بفبركة وافتراء صور وقصص اباحية كاذبة حول بعض زعماء المعارضة دون أن يخضع القائمون عليها للملاحقة القانونية أو نظام من العقوبات التي توقفها عند حدها حين تضع ميثاق شرف المهنة الاعلامية تحت أقدامها طمعا فيما تدر به عليها خزائن السلطان …   عندما يصبح مثل هذا النموذج الاعلامي محميا بقوة السلطة رغم رفع العديد من القضايا العدلية ضد هذه الصحيفة , فانه ليس لنا من تقدير أو احتمال سوى أن نعتقد بأن السلطة نفسها تقوم بالاشراف على ادارة مثل هذا النمط الساقط من الصحف أمام عجزها عن مقارعة معارضيها بالحجة والبيان السياسيين …   حتى نكون واضحين فان هناك تمثيلية تدار اليوم باخراج سلطوي غير متقن حين يتولى أعلى هرم السلطة معاتبة الصحفيين وتحريضهم على التحرر من الرقابة الذاتية , وبالمقابل يتم السكوت على صحف صفراء تخصصت في هتك أعراض الناس ونهش سيرهم الذاتية وقذف المحصنين والمحصنات طمعا في فك الارتباط بين الجماهير والمعارضة !   المشهد السلطوي في تونس قام على مدار عشرين سنة باخصاء الأقلام الحرة وتهجير خيرة النخب الاعلامية وتحويل وسائل الاعلام الى برافدا شيوعية أو كابريات فضائية لنهاية الأسبوع , ولم يكتف بهذا الصنيع بل عززه بصحف الاثارة اليومية وصحف البلاهة الذهنية وصحيفة متخصصة في نسج وهم خيالات قصص « عهر »  المعارضين والحقوقيين …   هنيئا حقا لسلطتنا الموقرة بهذا المشهد الاعلامي الموبوء لولا شموع تضيئها اذاعة الزيتونة المباركة أو صحيفة الصباح المستقلة – نسبيا طبعا- أو قناة حنبعل أو قناة تونس 7 بتغطيتهما  الرياضية الديمقراطية المتحررة … – لايعني هذا طبعا تزكية برامج بقية القناتين ! – …   ولولا بعض الصحف الأخرى التي فرضت نفسها رغم انف السلطة وهي طبعا صحف لأحزاب معارضة , لأمكن لنا القول بأن تونس اليوم قد أذنت لنفسها بتخليد صورة متهاوية عن واقع اعلام يشهد حالة من الرداءة غير المسبوقة منذ أن تم اخصاء السياسة وتدمير أبرز حصون المجتمع المدني …   مالانأمله طبعا هو أن تنتقل هذه العدوى الوبائية من الاعلام الرسمي الى الاعلام المعارض , حيث أن اقتحام المجال الاعلامي من قبل أشخاص غير أكفاء وغير متخصصين , من شأنه أن يفتح الباب لبعض الأطراف كي تصفي معاركها السياسية والايديولوجية بعيدا عن مقتضيات احترام مواثيق شرف المهنة وأخلاقياتها التي تعتبر ركنا أساسا في أبجديات العمل الصحفي والاعلامي …   قراءة ما يكتبه البعض على صحف أو مواقع اليكترونية تحت يافطة أسماء مستعارة متلبسين في ذلك بميراث اعلامي شريف لبعض شهداء تونس البررة , من شأنه أن يؤكد بأن مؤشرات الوباء يمكن أن تصيب الجميع في ظل ماتعرفه تونس من حالة سياسية غير طبيعية تحول بموجبها الرويبضة الى فقيه والمتفيقه الى متخصص في علوم الفقه …, ولسنا نقصد بذلك طبعا فقهائنا الأفاضل ولكن المتسلقين لجبال الاعلام دون رصيد من المعرفة النظرية أو رصيد من الأخلاق في تقدير قيمة الشرفاء والأحرار والمناضلين من رجال تونس وكريماتها  …   وأخيرا  أذكر بقول الشاعر :   ومن يكن الغراب له دليلا  يمر به على جيـف الكــلاب   إذا كان الغراب دليل قوم      فلا وصلوا ولا وصل الغراب   (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية   (المصدر: مدونة مرسل الكسيبي بتاريخ 7 مارس 2008) الرابط: http://morsel-reporteur.maktoobblog.com

 

اليوم العالمي للمرأة: التاريخ، الشعار، والواقع…

 
تحتفل اليوم السبت 8 مارس 2008 سائر دول المعمورة باليوم العالمي للمرأة و فيه يحتفى بالانجازات التي تحققت لفائدة المرأة في مختلف القطاعات و قد جاء الاحتفال بهذه المناسبة اثر انعقاد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي المنعقد في باريس من سنة 1945 السنة التي شهد فيها ميثاق الأمم المتحدة أول معاهدة دولية تقر بالمساواة بين الرجل و المرأة لكن هذه البادرة كانت نتيجة مسيرة نضالية قادتها نساء من مختلف أصقاع الدنيا على مدى عقود من الزمن ففي سنة 1908 شهدت الولايات المتحدة الأمريكية اضرابا للعاملات احتجاجا على الأوضاع المزرية في العمل و بذلك احتفلت الولايات المتحدة يوم 28 فيفري في السنة الموالية بأول يوم وطني للمرأة الموافق ليوم الاضراب، و سنة 1910  تقديرا لحركة حقوق المرأة حددت الاشتراكية العالمية يوما للمرأة. 1914 انظمت عديد النساء في روسيا إلى حركة السلام للتنديد بالحرب العالمية الأولى أنذاك واحتفل بهذا اليوم في شهر فيفري من كل سنة كما اعتصمت النساء كذلك في روسيا سنة 1917 للمطالبة ببعض الحقوق و قد نتج عن ذلك اعطاء المرأة الحق في التصويت.  أما في تونس فقد بدأت أولى الحركات النسوية في عشرينات القرن الماضي تحديدا في جانفي 1924 حيث تحدثت على منبرجمعية الترقي لأول مرة سيدة تونسية كاشفة الغطاء عن رأسها و هي منوبية الورتاني مطالبة بتحريرالمرأة التونسية من الحجاب، وحصل نفس الشييء من سيدة أخرى سنة 1929 وهي حبيبة المنشاري ثم تتالت الدعوات في تونس إلى ضرورة تمكين المرأة من التعليم ومن حقها في السفوروكان الطاهرالحداد صاحب كتاب  » امرأتنا في الشريعة و المجتمع » الصادر سنة 1930 من أبرزالداعين إلى ذلك، و توجت هذه النضالات و الدعوات بمجلة الأحوال الشخصية الصادرة سنة 1956 التي أقرت جملة من الحقوق لفائدة المرأة وتعززت بدورها بحزمة أخرى من التشريعات إلى يومنا هذا و الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في بلادنا حتى أضحت المكاسب المحققة لفائدة التونسية اليوم استثناء في عالم عربي و اسلامي يقيد الكثير من حريات المرأة و تعمل عديد الدول على اللحاق بتونس في هذا المجال.  إذن فرضت المرأة في عديد بلدان العالم بفضل ارادتها القوية على السلطات الاعتراف بحقوقها ككائن يمثل نصف المجتمع فتعززت بذلك مكانتها و تواجدها  في مراكز القرار و كل المجالات التي كانت في السابق حكرا على الرجل، حتى أصبح الاحتفال بيوم عالمي للمرأة سنة دأبت عليها جل الدول اعترافا بنضالها من أجل كسر حاجز التمييز بينها و بين الرجل مثبتة أهليتها لتكون ندا له في المجتمع، وتمنح بعض الدول المرأة اجازة من العمل في 8 مارس من كل سنة مثل روسيا والصين، وتقاس اليوم درجة تقدم الدول بمدى تمثيل المرأة في مختلف هياكل الدولة و في مراكز القرار باعتبارها حسب الأمم المتحدة المؤشرالرئيسي في حسابات التنمية في المجتمعات البشرية و المظهر الأهم لابرازمدى تقدم دولة ما، مما جعل الحكام في جل البلدان النامية يتسابقون على منح المرأة جملة من الحقوق واقرار العديد من التشريعات لصالحها من أجل الظهور بصورة  يرضى عنها المجتمع الدولي. هذا على المستوى النظري أما على مستوى الواقع فإن المرأة في العالم لازالت تطرح أمامها جملة من التحديات حتى بالنسبة للمرأة الغربية التي كانت سباقة في المطالبة و في الحصول على الحقوق الكفيلة بمساواتها مع الرجل، ففي مؤتمر الأمم المتحدة الرابع حول المرأة المنعقد في بيكين من سنة 1995 قدمت منظمة البيئة و التنمية مجموعة من التقارير صاغتها نساء من 150 دولة في العالم و أثبتت أن واقعهن المعيش يتعارض بشكل كبير مع الشعارات الرنانة التي رفعتها حكوماتهن المنادية بتمكين المرأة من حقوقها، و يمثل العنف من أبرز القضايا التي تشغل المرأة في العالم سواء بشكله المادي أو المعنوي، ففي الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر رائدة في المناداة بالمساواة بين الجنسين و في المطالبة باحترام حقوق الإنسان.. سجلت عام 1997 الاحصائيات معاناة 6 ملايين امرأة من سوء المعاملة الجسدية و النفسية من قبل الرجال كما تعاني 70 بالمائة من الزوجات في هذا البلد من الضرب المبرح من قبل أزواجهن، مع هذا و حتى على مستوى نظري لم تسن 79 دولة منها خاصة بعض الدول الاسلامية أي قانون ضد العنف المسلط على المرأة كما لم تصادق كل الدول على اتفاقية الأمم المتحدة لإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة ، و الذي يبرز خاصة في ضعف تواجدها في مراكز القرار حيث لم تتجاوز نسبة النساء البرلمانيات في مختلف دول العالم 17 بالمائة سنة 2006، إضافة إلى التمييز الكبير الذي يظهر على مستوى الأجور حيث أفاد تقرير « وضع الأطفال في العالم 2007 » أن دخل المرأة العاملة يمثل 30 بالمائة فقط من دخل الرجل في بلدان الشرق الأوسط و شمال افريقيا، و 60 بالمائة في أروبا الوسطى و الشرقية و شرق آسيا و البلدان الصناعية، هذا إضافة إلى الفقرو الأمية المتفشيين بشكل كبير في صفوف النساء لاسيما في الدول النامية. إذا على الرغم مما تمتعت به المرأة الغربية أو العربية من حقوق و من دعم لتواجدها جنبا إلى جنب مع الرجل في مختلف مناحي الحياة فإن هذه الأخيرة، مازالت تعاني جملة من الصعوبات لتجسيم ما حظيت به من حقوق على أرض الواقع و ذلك لاعتبارات عديدة منها الديني و الثقافي و السياسي..، كما لم تحظى النساء في العديد من دول العالم بأبسط الحقوق الكفيلة بصيانة كرامتها من جهة و بابرازوتطوير قدراتها في جميع المجالات من جهة أخرى، وما تقوم به المرأة العراقية و الفلسطينية والأفغانية اليوم من نضال معنوي و مادي ضد الاحتلال الغاشم إلا خيردليل على أن المرأة تستحق مكانة أكبر في المجتمع كما تستحق أيضا أن تتحررمن العقلية المنغلقة للرجل حتى تتكاثف جهود الطرفين لتجاوزجل القضايا المطروحة راهنا، لذلك فمن الغباء خاصة بالنسبة لبعض للدول الاسلامية أن تعترض على مسألة المساواة بين الجنسين في حين يجرفها تيارالعولمة إلى حيث لا تدري… شادية السلطاني
 (المصدر: صحيفة « الوحدة » لسان حال حزب الوحدة الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 584 بتاريخ  08 مارس 2008 )
 

رجاء بن سلامة تفجر بنيان الفحولة و تعلن الحداد على الماضي

 
كتاب « بنيان الفحولة أبحاث في المذكروالمؤنث » للدكتورة رجاء بن سلامة صدرمؤخراعن دارالمعرفة للنشر بتونس مع العلم أن للكتاب طبعة أخرى صدرت منذ سنتين عن دار البترا بدمشق، وظل القارئ التونسي محروما من الإطلاع على هذا التأليف القيم إلى أن توفرهذه الأيام بالمكتبات التونسية، ولعله ليس من قبيل المبالغة الإشارة إلى أن كتاب بنيان الفحولة  في اعتقادي أهم دراسة في المسألة النسوية تدخل اللغة العربية على الإطلاق، فقد تخطت أبحاثه الجادة والرصينة كل ما كتب من تراث نسوي عربي في العصرالحديث، هذا التخطي غيرموصول بفحوى المواقف التي تعبرعنها الأستاذة رجاء بن سلامة في مساندتها المطلقة لحقوق المرأة العربية والمسلمة و في مواجهتها المستمرة لكل أشكال الهيمنة الرجالية و التسلط الرمزي والمادي المستهدفين لكيان المرأة وكرامتها الإنسانية، هذه المواقف على أهميتها متاحة لكل المناضلات والمناضلين ذوي المشرب العلماني والتقدمي في حقل النضال الإيديولوجي والإسهام المعرفي في معارك التقدم الإجتماعي والتنويرالثقافي، غيرأن ما يصنع التميز في كتابات الأستاذة بن سلامة هو نوعية المقاربات التي تعتمدها في معالجة الموضوعات المتصلة بوضعية المرأة العربية وما ينتصب أمامها من معوقات أوما يتراءى قدامها من ممكنات وآفاق. إن السمة العامة التي تشق كتاب « بنيان الفحولة » هي السمة التقويضية، فالأستاذة رجاء بن سلامة صاحبة فكر مطرقي يهاجم بلا مهادنة ويقاوم بلا مساومة، ولذلك استقطبت أعداء كثيرين انتهى بعضهم إلى تكفيرها و اهداردمها. المنهج التفكيكي حاضربقوة في الدراسات المبثوثة في الكتاب، بولدوزر رهيب لا يبقي و لا يذر، تحول معه البنيان الثقافي العربي والإسلامي إلى أطلال بالية و شواهد تاريخية على الوضع الدوني للمرأة العربية، أما انتاجنا الثقافي في الأزمنة الحديثة فقد تكفلت العيادة الفرويدية بتشخيص ما تعانيه الذات العربية من أمراض مزمنة كالماليخوليا والعصاب والرهاب و الهوس والقائمة طويلة. هذاعلى مستوى المنهج، أما من جهة المضامين فكتاب  » بنيان الفحولة » يحفل بعديد القضايا التي سنتعرض لها بايجاز: لنبدأ أولا بتحديد ما تعنيه الكاتبة ببنيان الفحولة خاصة وأن هذه المقولة تكاد ترقى إلى مستوى المفهوم الذي يمتلك طاقة تحليلية وتفسيرية لخصائص الثقافة العربية ونظامها المعرفي والسلوكي والأخلاقي. فالبنيان هوالانتظام في العلاقات الاجتماعية المشيد على مسلمات معتمدة كبداهات لا تقبل التشكيك والمراجعة، أما اتصافه بالفحولة فالمقصود بها ما يرتكزعليه البنيان الثقافي والاجتماعي منذ قرون من هيمنة ذكورية على المستوى السياسي والعلائقي الاجتماعي ومن مركزية قضيبية عقلية تتجلى في حقول الانتاج الفكري والمعرفي كالفقه والأدب وحتى الفلسفة… مسلمة الثنائي المذكروالمؤنث، واحدة من المسلمات المركزية التي يجتاحها التفكيك في كتاب « بنيان الفحولة »، فاعتمادا على الدراسات الجندرية ومدرسة التحليل النفسي الفرويدية كما تؤولها الكاتبة، تفتقد ثنائية المذكروالمؤنث بداهتها وتغادرصلابتها البيولوجية لكي تنفتح على تعقيدات ماهو نفسي وتركيبات ماهوثقافي وتحولات ماهو زمني وتاريخي، انطلاقا من هذا الفهم تعارض الأستاذة بن سلامة ما تراكم من تراث قديم وكتابات مستحدثة تجوهرالاختلافات بين الجنسين بتبريرات متنوعة طبيعية ودينية و فلسفية، وترى في هذا التمشي اهدارا سافرا لحرية الفرد في تشكيل ذاته وابداع هوياته خارج نطاق كل اجماع مفروض ومغشوش سواء استمد سلطته من الدين أو من هوس المحافظة على الانسجام الجماعي و الهوياتي، في هذا السياق لاتعترف الاستاذة بن سلامة بأي خصوصية جذرية تميز نوعا اجتماعيا عن آخر، فالكائن الإنساني واحد في جوهره متنوع في تمظهراته وأشكال تعبيره عن ذاته، فالتقسيم الثنائي السائد للذكورة والأنوثة لا يعبرعن حتمية بيولوجية ولا يعكس اختلافا ماهويا تفرضه قوانين الطبيعة، وإنما هو نتاج لتقسيم اجتماعي بنته الثقافة وكرسته الايديولوجيا الذكورية المستندة على دعائم دينية وأسطورية. تبسط الهيمنة الذكورية ظلالها على كل نتاجات الثقافة العربية بما في ذلك النص المؤسس القرآن و ما يحيط به من تراث تفسيري وفقهي بالإضافة إلى الانتاج الأدبي والفلسفي، فالنص القرآني كما سيرة الرسول يؤكدان أفضلية الرجل على المرأة و بذلك يمثل الاسلام استمرارا للبنى الأبوية الضاربة في عمق التاريخ، و ما كان له أن يكون غير ذلك في مرحلة تاريخية يمتنع فيها التفكير بمقولات التحرر النسوي وحقوق الانسان كما أفصحت عنها الأزمنة الحديثة، بهذا الموقف الجريء تخطت الأستاذة بن سلامة كل الخطابات النسوية بما في ذلك الخطابات المدافعة عن المرأة من مواقع إصلاحية تحاول إبطال عناصرالتناقض والتعارض بين مبادئ الدين و بين منظومة حقوق الانسان وقيم الحرية والمساواة والكرامة البشرية، هذه المحاولات التوفيقية عديمة الفائدة في نظرالأستاذة بن سلامة، لأنها إذ تحتكم لآلية النمذجة الطوباوية للأصل الديني تبقي مساعي تحريرالمرأة تحت مظلة المرجعية الدينية التي يفترض الانفصال عنها تماما في مجال التشريع والهندسة الاجتماعية لأوضاع المرأة وحقوقها وحرياتها.  التيار الأصولي بنماذجه المختلفة السلفي والوهابي والاخواني يجسد بطروحاته وممارساته أوضح الأمثلة تعيينا و تمظهرا للبنيان الفحولي في واقعنا الراهن، فهذا التيارهو القوة الرئيسية الدافعة لعودة الحجاب بنوعيه الفضائي واللباسي، باسم الدفاع عن الهوية و مقاومة الانحلال الاخلاقي، أو تحت شعار الالتزام بالأوامرالدينية والنظام الالهي، والحجاب في منظور الأستاذة بن سلامة ليس مجرد قطعة قماش بل جزء من ثقافة  قمعية أو عنف رمزي و ثقافي يمارس ضد المرأة و ضد الرجل و ضد المجتمع بما أنه يحول دون دنونة المجال العام و يؤثم العلاقات بين الجنسين و يحتجز الرغبة خلف أسوار من النواهي و المحرمات.  في المبحث الأخيرمن كتابها  » بنيان الفحولة » تفتح الأستاذة رجاء بن سلامة السبيل لمواصلة طريق الحداثة من خلال النبش في الأرشيف المهمل لحركات السفوروتمزيق الحجاب في شتى البلدان العربية و لبعض الكتابات التحديثية المناصرة للمرأة و التي طالها التهميش والاستبعاد من قبل المركزية الذكورية المسيطرة على قنوات الثقافة والاعلام والتعليم في عالمنا العربي والاسلامي، على أن الحداثة التي تتطلع إليها صاحبة الكتاب لا تكون إلا قطيعة مع الماضي بإعلان الحداد عليه، ذلك أن الحداد فعل تحرري من وهم استعادة ما لا يعود، أما الاصرارعلى العيش في الماضي فهو نفاس هذياني للرغبة و سقوط في الماليخوليا باعتبارها وصفة مرضية  للعجزعن القطيعة والعجزعن فقدان الوهم. سليم الزواوي
 (المصدر: صحيفة « الوحدة » لسان حال حزب الوحدة الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 584 بتاريخ  08 مارس 2008 )
 

البيان و التبيين في إثبات حياة الميّتين

حول بيان النقابة العامة للتعليم الأساسي الصادر يوم 16/02/2008

 
ورد علينا بيان النقابة العامّة للتعليم الأساسي  الصادر بتاريخ 16/02/2008  فقرأناه كبرقيّة عاجلة  من جبّانة « نهج سوق أهراس » تثبت لنا فيها  نقابتنا العامة   أنّها لا تزال على قيد الحياة  رغم موتها السريري المصرّح به في مصحّة « باب بنات »  حيث وقع إنعاشها  لتمضي اتفاقية  8 أوت سيّئة الصّيت؟ هذا هو التوصيف  الأقرب إلى واقع  الوضع القطاعي  الراهن  الذي انتهى  إلى حالة من الجمود  و التراجع لم يعرف لها القطاع مثيلا  عبر تاريخه  حيث ذهبت نضالات المعلّمات   و المعّلمين  أدراج الرياح في إدارة سيّئة  و منفعلة  للصراع مع وزارة التربية و التكوين  اتسمت بالمزاجيّة  البالغة حدود التهوّر  في إرضاء مرضيّ  لثوريّة زائفة سعى بعض أعضاء النقابة العامّة  إلى إبرازها في معارك دونكيشوتيّة  غايتها الأصليّة  المزايدة و تسجيل النقاط النضاليّة , و قد كنّا قرأنا ذلك  في عناوين البيانات الناريّة و التصريحات الصحفيّة  و المقالات التهكّميّة التي جعلت المعركة  مع الوزارة  نطاح أكباش أكثر منها صراع مصالح و إثبات حقوق و لنتذكّر العناوين التالية منذ سنة  2006:  هل أتاك حديث البلاغ الأزرق…و عادت حليمة إلى عادتها القديمة ..القافلة تسير و…      من يزرع الريح يجني العاصفة…نحبّ البلاد كما لا يحّب  البلاد أحد …( الرجاء العودة إلى هذه البيانات   للوقوف على حجم التراجع في لغة النقابة العامّة  في  بيانها الأخير). و لمّا كانت استراتيجيّة الوزارة  أكثر وضوحا في تصوّرها التصفوي لاحتياجات القطاع      و طريقة التعاطي مع تلك الاحتياجات  و أكثر حنكة  في الالتفاف على  عدالة المطالب و ما وقع التوصل إليه من اتفاقيات  و أكثر إسنادا و استقواء بسلطة النظام برمّته  فقد نجحت تلك الوزارة (وليس شخص الوزير)  في ترويض  قيادة القطاع بأساليب تراوحت بين الهرسلة     و الترهيب الشخصي و تأليب المركزيّة النقابيّة  التي رفعت عصا التجريد بيد  و جزرة الغفران و الرضا بيد أخرى الشيء الذي دفع تلك  القيادة (الثوريّة)  إلي إيثار السلامة الشخصيّة  و النجاة بالجلد و إدخال القطاع  في حالة من السبات و التحلّل فيما أمعنت الوزارة  في سياستها  التخريبيّة  لمكاسب المعلّمين غير عابئة  بالطرف  النقابي الذي خلخلت مصداقيته و ضعضعت نضاليته , و لعلّ  لتداعيات حملة التجريد  التي مارستها  البيروقراطية  النقابية  ضد قطاع  التعليم  الأساسي  تحديدا  أسوأ الأثر  على محاولات  إعادة النهوض القطاعي  حيث انكفأت  الأصوات النقابية  و ساد ما يشبه صمت القبور  حتّى كان هذا البيان  متناغما  مع عادة  النضال الموسمي  الذي يتزامن  غالبا مع فصل الربيع. فما الجديد في هذا البيان؟ و ما  الرسائل الكامنة بين سطوره ؟ إنّ نظرة تحليليّة  بسيطة لمحتوى  البيان تبيّن لنا  حجم تكلّفه وتصنّعه و تعسّفه على الواقع ففيه: 1/ اعتراف بخوض القطاع لكم كبير من  النضالات مقابل تحقيق مكاسب « تبدو طفيفة » حسب تعبير البيان. 2/ الاعتراف بأنّ عديد  المسائل لا تزال  عالقة  بين الوزارة و النقابة. 3/ الاعتراف بتواصل هجمة الوزارة على الحقّ النقابي و تنصّلها من عديد الاتفاقيات        و الأعراف. 4/ تمحور جلّ ما تراجعت فيه الوزارة فيما  ليس له علاقة بالقاعدة العريضة  للقطاع:              (سحب الإدارات/سحب الخطط الوظيفية/المدارس الريفية/التمديد في تربص العشرات من المعلّمين…) 5/ تواصل الحديث عمّا ليس له علاقة بالقاعدة العريضة للقطاع فيما خصّ المطالب المتبقية(فيمل عدا تخفيض ساعات عمل معلمي التطبيق   و التطبيق الأول) ولئن تركّز الحديث عمّا هو خاص بأصناف محدودة من المعلّمين(المديرين,المرشدين,معلّمو التطبيق الأول,أساتذة المدارس الابتدائيّة,معلّمو المدارس الريفيّة…) فإنّ الحديث قد غاب  تماما عن: * مسألة الحركة و مركزيّتها في الحياة المهنيّة للمعلّمين بكل أصنافهم. * مسألة منحة العودة المدرسيّة و ضآلتها مقارنة باشتعال الأسعار و تغييب الإشارة إلى أنها أقرّت من طرف الوزارة بشكل منفرد قبل إقرارها في اتفاقية  8 أوت. * الحديث عن قمع الوزارة للنضالات النقابيّة و الصّمت عن القمع الأنكى الذي مارسته البروقراطية النقابيّة بعصا لجنة  النظام التي كان من بين المحالين عليها الكاتب العام للنقابة العامة و أحد أعضائها. * الصّمت عن تدهور المقدرة الشرائية للأجراء عموما  و المعلّمين خصوصا. * الصّمت عن الانتهاكات المتواصلة لوزارة التربية و التكوين في مسألة الانتدابات. * خلو البيان من أيّ ذكر للإضراب  و اكتفى بعبارة « كلّ الوسائل المشروعة » و ما تكتنفه من ضبابيّة  و كأن حقوقنا المنتهكة لا تستحق جولة جديدة من النضالات الأكثر جدوى. هكذا نشتمّ من هذا البيان رائحة التفريط في الزخم النضالي و المطلبي لقطاعنا و عدم  إدامة الاشتباك مع الوزارة حتّى من باب التكتيك النضالي بل إنّنا بتنا نتصرّف بمقتضى قيود اتفاقية 8 أوت إذ انعدمت حركيّة القطاع و غاب التواصل بين هياكله و اختفت اجتماعات التقييم     و الاستشراف  و غدونا أكثر من أي وقت مضى في وضع محبط لا يبشّر إلاّ بكوارث حقيقيّة قد تطال مكاسبنا في ظلّ هذا الخلل الذي أصاب جهاز مناعتنا النقابيّة دون أن نغفل عن الصمود الذاتي لعديد النقابات الأساسيّة التي واجهت تحديات و تجاوزات محلّية لكن هل سنصبح كنتونات نقابيّة معزولة في ظلّ استمرار عجز نقابتنا العامة عن استعادة زمام    المبادرة؟  أم أننا  ننتظر حتّى تستكمل وزارة التربية مخطّطها لإخماد كل نفس مطلبي بين المعلّين؟؟. معلّم تطبيق – نقابي من قطاع التعليم الأساسي-


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على افضل المرسلين
 تونس في 07/03/2008 الرسالة رقم 411 على موقع الحرية 
بقلم محمد العروسي الهاني  مناضل و كاتب في الشأن التونسي و العربي و الاسلامي

بمناسبة عيد المرأة العالمي

لمسة وفاء الى المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة محرر المرأة التونسية

 

في الصميم شكر لابناء تونس في المهجر بالمبادرة الرائدة لتأسيس مركز دولي للدراسات البورقيبية

 في الخارج

 

 

اطلعت على فحو رسالة الدكتور خالد شوكات التاريخية التي نشرها يوم 29/02/2008 على موقع تونس نيوز العالمي مبشرا لبورقيبيين الوطنيين الاوفياء الصادقين داخل البلاد و خارجهابمبادرة فريدة من نوعها في الخارج القيام بتاسيس مركز دولي عالمي للدراسات البورقيبية من طرف مجموعة من الشبان التونسيين في المهجر في طليعتهم الدكتور خالد شوكات صاحب المبادرة الرائدة و الفكرة الفريدة من نوعها لمزيد التعريف بتراث و رصيد و ذخيرة الزاد البورقيبي. عقيدة البورقيبة لخدمة الانسان التونسي و العربي و خدمة البشرية في امن و استقرار و سلم و تضامن و احترام في العالم هذه العقيدة التي يحترمها القاصي و الداني و القريب و البعيد و المسلم وغير المسلم هي التي قربت الشعوب و ازالت الاحتلال و العنصرية و شبح الحروب و الاحقاد و قرب المسافات بين الحضارات و الثقافات و آتت اكلها و نتائجها و ثمرتها و هي فكرة و عقيدة انسانية رائدة قدرها رواد و قادة و زعماء العالم و اجمعوا على تقديرهم الكامل و احترامهم الكبير لهذا العملاق العظيم و مدوا اياديهم للزعيم و ساعدوه على النهوض ببلاده و تطور شعبه في كل المجالات لانهم وجدوا في هذا القائد كل الخصال و الخصوصيات و الصفات الحميدة و نعاونوا معه و اخذوا بفكره و عبقريته و حكمته و اليوم بعد رحيله و غيابه و بعده عن الساحة و الدوام لله وحده و البقاء لخالق الكون. ارادت مجموعة من ابنائه الخيار البررة ان يجمعوا شملهم في وحدة متكاملة تجمعهم الوطنية و الحب للوطن و الوفاء للبورقيبية فبادروا بتاسيس هذا المركز الدولي العالمي الذي سيكون اشعاعه على كافة الدول العربية و الاسلامية و العالم باسره و بحول الله كما اكد الدكتور خالد شوكات سيصدر المركز اول دورية هذا العام 2008 فشكرا جزيلا لاصحاب المبادئ و القيم و في مقدمتهم الدكتور خالد شوكات صاحب الوفاء في وقت قل فيه الوفاء و انا بدوري سالبي اقتراحه للانضمام الى هذا المركز و ساعمل كل ما في وسعي للمساهمة الايجابية مع ابنائي البررة لابراز تراث و رصيد زعيمنا الاوحد المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. و ختاما تقبلوا ابني البار خالد بم محمد بن علي شوكات اسمى ايات الاكبار و الوفاء و التقدير و بلّغ تحياتي لرفاقك الافاضل الاعزاء ابنائي البررة.

قال الله تعالى: « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا  » صدق الله العظيم

يا خـــالد ذكركم سيبقــى خــــــــــــــالد

 

محمد العروسي الهاني

ﻫــ 22.022.354


أكيد جدا الحـــاجة للنضج في التعـــامل مع الوضع الحـــالي في غزّة

 
وبعد عهود في التخلّف وفي ظل الإستبداد .  الرأي العــام عاطفي وجاهل لأبسط الحقــائق وعليكم أنتم طــلائع النضال للنجـــاح التــــاريخي عـدم الوقوع في فخّ الدعــاية والكذب أو الخوف من الأقلام المؤجورة في أبواق الأنظمة الإستبدادية. منذ 2003 وفي القمّة الأمـــريكيّة- العربيّة  في شرم الشيخ بمصرتعهّدت الحكومات بقطع التمويــل من الأموال والسلاح ومســـاعدة السلطة الفلسطينية في مكـــافحة التنظيمــات الفلسطينية الإرهــابّية وفقا لخريطة الطريق.(1) وهذه الأنظمة تعمل الآن على مســـاومة العالم الحرّ للتخلي عن إستراتيجيّة الترويج للديمقراطية – التي جــاءت بحمــاس كمــا تروّج- بمقابل المســاهمة في التّصدي للمحور السوري – الإيراني. وفي هذا الإطار نفهم مثلا سيـــاسة مبارك و الغاية منهــا فهو بإنتهـــاك حقوق الإنسان بمصرومواقفه  من القمّة العربية في سوريــا ومن الأوضاع في لبنان وغزّة ، قـــال للعالم ولمصر إبني على عرش الجمهورية و الأمن للعالم الحرّ أو الفوض.والغريب أنّ بعض الإعلاميين  و السيــاسيين الذين يحرّضون الرّأي العام بعنوان إدانة السكوت العربي بغاية تحريك الشارع ومن ثمّ توظيفه في خدمة أهدافهم الحزبيّة. يقومون بطريقة غير مباشرة بخدمة الديكتاتوريات التي تجد في غضب الشـــــارع على الوضع الفلسطيني ذريعة لتأكيد « جهل » الشعب وأنها بالتـــالي الأجدر و الأفضل للقيـــام بأعبــاء الحكم و ضمــان الأمن و الإستقرار. العمل السيـــاسي هو نضال لتحقيق الممكن وبعد قيام سلطة الحكم الذاتي وإلى حين قيـــام الدولة الفلسطينية لا يكون إلا سلميا ومواصلة العمل المسلح هو فعل إرهــابي خــاصّة بعد توقيع الإتفاق ( 2 ) ومشـــاركة حمــاس في العملية الإنتخابية قبل الإنقلاب على الشرعية. وعلينــا في نفس الوقت الذي نستنكر فيه إنتهــاك حقوق الإنســـان الفلسطيني من الحكومة الإسرائيليّة ونعبّر فيه عن قلقنــا للوضع الإنساني في غزّة. أن لا ننزلق نحو مساندة سيـــاسة « حماس » والأعمال الإرهــابية التي تقوم بها. الحرب هي الحرب ولا تنتظر « حماس » حين تطلق صواريخ « القسّام » على الذين تتقاتل معهم كأعداء وتعمل بكل الوســائل على إزالة دولتهم من الوجود الرحمة. وعلى « حماس » الكفّ عن البكاء بدموع التماسيح عن الضحايا الأبرياء من الأطفال و النساء الذين هم في الأصل من ضحــايا خيار « المقاومة » وعليها إتخاذ القرار الصعب لأنّه لا سبيل للخروج من الوضع الرّاهن إلاّ الإعتراف بدولة إسرائيل بحدود ماقــبل 1967 وضمان أمنهــا والإلتزام بدون قيد أو شرط بالإتفاقيـــات التي وقّعت عليها السلطة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي.كمــا عليها تنفيذ شروط المصــالحة الوطنية. وأن لا تكون بيدق بيد المحور السوري الإيراني. والذي لا يحرّك الجيوش من أجل تحرير الجولان ويريد من أطفال ونساء الشعب الفلسطيني القتال . بينما جيوشه في النوم بالثكنات ولا عمل لهم غير قمع الشعب في كلّ من سوريــا و إيــران. ومن المخجل حقا أن لا يكتفي بهذا الدور ضدّ شعبه وإنّمـــا يقوم في سوريــا التي تقوم بالتحريض على عداء أمريكــا – بالقبض على من يقاتل أمريكـــا ويسلّمه للقوات الأمــريكية في إطــار التأكيد على الدور السوري تحت قيـــادة بشّـــار في مكـــافحة الإرهـــاب ؟. كمــا أنّ لاهدف لإيران غير تحقيق النفوذ الفـــارسي وفي الظــاهربقنــاع طـــائفي وعلى أســـاس المذهب الشيعي. وما « حماس » و  » حزب لله » إلا وســـائل قصد تحسين شروط التفاوض مع أمريكا لتلعب إيران دورا أســاسيا في الترتيبات الأمنية في المنطقة بعد تجرع الخميني السم كما قال حين وقع إتفاق وقف الحرب مع العراق . ولا تقدم في مسار الإصلاح السيـــاسي و التحوّل الديمقراطي بدون إلتزام منكم أنتم قوى النضــال من أجل الحريـات بضمــان الأمن و السلام الدائم مع دولة إسرائيل في الشرق الأوسط والأمر الذي تلتزم به الحكومـات في الدول « الصديقة » أو في محور سوريــا – إيران و بطريقة أخرى فهي لا تقوم بالحرب وتعطل مســار السلام  « بحماس » وبالتـالي هي تتمعّش من مأساة الشعب الفلسطيني و تقوم بإستغلال الوضع للبقــاء في الحكم. بعد فشل النظام القمعي بسوريــا إسترجــاع الجولان وعدم قدرة الجيش على تحرير أرض من سوريا وعجز الحكومة الإيرانية على توفير التنمية للشعب الإيراني فمعدلات الفقر والبطالة في إرتفاع وأموال النفط تذهب لروسيا و الصين بشراء السلاح  و المفاعلات النوويّة. عدنان الحسناوى ناشط حقوقي تونس

1)) خريطة طريق إلى حل الدولتين الدائم للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني ترتكز إلى الأداء

ما يلي هو خريطة طريق مدفوعة بتحقيق الهدف ومرتكزة إلى الأداء، ذات مراحل واضحة وجداول زمنية ومواعيد محددة كأهداف، ومعالم على الطريق تهدف إلى تحقيق التقدم عبر خطوات متبادلة من قبل الطرفين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية، ومجال بناء المؤسسات، برعاية المجموعة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا.) إن الهدف هو تسوية نهائية وشاملة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني بحلول عام 2005، كما طُرحت في خطاب الرئيس بوش في الرابع والعشرين من حزيران/يونيو، ورحب  بها الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة في بيانين وزاريين للمجموعة الرباعية في السادس عشر من تموز/يوليو والسابع عشر من أيلول/سبتمبر. لن يتم تحقيق الحل القائم على أساس دولتين للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني إلا من خلال إنهاء العنف والإرهاب، وعندما يصبح لدى الشعب الفلسطيني قيادة تتصرف بحسم ضد الإرهاب وراغبة في وقادرة على بناء ديمقراطية فاعلة ترتكز إلى التسامح والحرية، ومن خلال استعداد إسرائيل للقيام بما هو ضروري لإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية، وقبول الطرفين بشكل واضح لا لبس فيه هدف تسوية تفاوضية على النحو المنصوص أدناه. وستقوم الرباعية بالمساعدة في وتيسير تطبيق الخطة، بدءاً بالمرحلة 1، بما في ذلك مباحثات مباشرة بين الطرفين كما يتطلب الأمر. وتضع الخطة جدولاً زمنياً واقعياً للتنفيذ. لكن، ولكونها خطة ترتكز إلى الأداء، سيتطلب التقدم وسيعتمد على جهود الطرفين المبذولة بنية حسنة، وامتثالهما لكل من الالتزامات المذكورة أدناه. وإذا ما قام الطرفان بتأدية واجباتهما بسرعة، فإن التقدم ضمن كل مرحلة والانتقال من مرحلة إلى التالية قد يتم بصورة أسرع مما هو مذكور في الخطة. أما عدم الامتثال بالالتزامات فسيعيق التقدم. وستؤدي تسوية تم التفاوض بشأنها بين الطرفين، إلى انبثاق دولة فلسطينية مستقلة، ديمقراطية، قادرة على البقاء، تعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل وجيرانها الآخرين. وسوف تحل التسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وتنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967، بناء على الأسس المرجعية لمؤتمر قمة سلام مدريد، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وقرارات الأمم المتحدة 242 و 338 و1397، والاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً بين الطرفين، ومبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله، التي تبنتها قمة الجامعة العربية في بيروت، الداعية إلى قبول إسرائيل كجار يعيش بسلام وأمن، ضمن تسوية شاملة. إن هذه المبادرة عنصر جوهري في الجهود الدولية للتشجيع على سلام شامل على جميع المسارات، بما في ذلك المساران السوري-الإسرائيلي واللبناني-الإسرائيلي. وستعقد الرباعية اجتماعات منتظمة على مستوى رفيع لتقييم أداء الطرفين في ما يتعلق بتطبيق الخطة. ويتوقع من الطرفين أن يقوما، في كل مرحلة، بالتزاماتهما بشكل متواز، إلا إذا حُدد الأمر على غير ذلك. المرحلة 1: إنهاء الإرهاب والعنف، تطبيع الحياة الفلسطينية، وبناء المؤسسات الفلسطينية– من الوقت الحاضر حتى أيار/مايو، 2003 في المرحلة 1، يتعهد الفلسطينيون على الفور بوقف غير مشروط للعنف حسب الخطوات المذكورة أدناه؛ وينبغي أن ترافق هذا العمل إجراءات داعمة تباشر بها إسرائيل. ويستأنف الفلسطينيون والإسرائيليون التعاون الامني على أساس خطة عمل تينيت لإنهاء العنف والإرهاب والتحريض، من خلال أجهزة أمنية فلسطينية فعالة أعيد تنظيمها. ويباشر الفلسطينيون إصلاحاً سياسياً شاملاً إعداداً للدولة، بما في ذلك وضع مسودة دستور فلسطيني، وانتخابات حرة نزيهة ومفتوحة تقوم على أساس تلك الإجراءات. وتقوم إسرائيل بجميع الخطوات الضرورية للمساعدة في تطبيع حياة الفلسطينيين، وتنسحب إسرائيل من المناطق التي تم احتلالها منذ 28 أيلول/سبتمبر 2000 ويُعيد الطرفان الوضع إلى ما كان قائماً آنذاك، مع تقدم الأداء الأمني والتعاون. كما تُجمد إسرائيل جميع النشاط الاستيطاني انسجاماً مع تقرير لجنة ميتشل. في بداية المرحلة 1:  * تصدر القيادة الفلسطينية بياناً جلياً لا لبس فيه يعيد تأكيد حق إسرائيل في الوجود بسلام وأمن ويدعو إلى وقف إطلاق نار فوري غير مشروط لإنهاء النشاط المسلح وجميع أعمال العنف ضد الإسرائيليين في أي مكان. وتُنهي جميع المؤسسات الفلسطينينة التحريض ضد إسرائيل.  * تصدر القيادة الإسرائيلية بياناً جلياً لا لبس فيه يؤكد التزامها برؤيا الدولتين (المتضمنة) دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة، وقادرة على البقاء، تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل، كما أعرب عنها الرئيس بوش، ويدعو إلى وقف فوري للعنف ضد الفلسطينيين في كل مكان. وتنهي جميع المؤسسات الإسرائيلية التحريض ضد الفلسطينيين. الأمـن  * يعلن الفلسطينيون نهاية واضحة لا لبس فيها للعنف والإرهاب ويباشرون جهوداً واضحة على الأرض لاعتقال، وتعطيل، وتقييد نشاط الأشخاص والمجموعات التي تقوم بتنفيذ أو التخطيط لهجمات عنيفة ضد الإسرائيليين في أي مكان.  * تبدأ أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي تمت إعادة تشكيلها وتركيزها عمليات مستديمة، مستهدفة، وفعالة تهدف إلى مواجهة كل الذين يتعاطون الإرهاب وتفكيك القدرات والبنية التحتية الإرهابية. ويشمل هذا الشروع في مصادرة الأسلحة غير المشروعة وتعزيز سلطة أمنية خالية من أي علاقة بالإرهاب والفساد.  * لا تتخذ الحكومة الإسرائيلية أي إجراءات تقوض الثقة، بما في ذلك الترحيل والهجمات ضد المدنيين؛ ومصادرة و/أو هدم منازل وأملاك فلسطينية، كإجراء عقابي أو لتسهيل (نشاطات) البناء الإسرائيلي؛ تدمير المؤسسات والبنية التحتية الفلسطينية؛ وغيرها من الإجراءات التي حددتها خطة تينيت.  * يبدأ ممثلون عن الرباعية، معتمدين على آلايات موجودة وموارد على الأرض، مراقبة غير رسمية ويجرون مشاورات مع الطرفين حول إنشاء آلية مراقبة رسمية وتنفيذها.  * تطبيق، كما تمت الموافقة سابقاً، خطة قيام الولايات المتحدة بإعادة بناء وتدريب واستئناف التعاون الأمني بالعمل مع مجلس إشراف من الخارج (الولايات المتحدة ومصر والأردن). دعم الرباعية لجهود تحقيق وقف إطلاق نار دائم وشامل.  * يتم دمج جميع منظمات الأمن الفلسطينية في ثلاثة أجهزة تكون مسؤولة أمام وزير داخلية يتمتع بالصلاحيات والسلطة.  * تستأنف قوات الأمن الفلسطينية التي أعيد تنظميها/تدريبها ونظراؤها في الجيش الإسرائيلي تدريجاً التعاون الأمني وغيره من المشاريع تطبيقاً لخطة تينيت، بما في ذلك الاجتماعات المنتظمة على مستوى عال بمشاركة من مسؤولين أميركيين عن الأمن.  * تقطع الدول العربية التمويل الحكومي والخاص وكل أنواع الدعم الأخرى عن الجماعات التي تدعم العنف والإرهاب وتقوم بهما.  * يقوم جميع المانحين الذي يقدمون دعما مالياً للفلسطينيين بتسليم تلك الأموال عن طريق حساب الخزينة الوحيد التابع لوزارة المالية الفلسطينية.  * مع تقدم الأداء الأمني الشامل قدما، يقوم الجيش الإسرائيلي بالانسحاب تدريجاً من المناطق المحتلة منذ 28 أيلول/سبتمبر، 2000 ويعيد الجانبان الوضع إلى ما كان قائماً قبل 28 أيلول/سبتمبر، 2000. ويعاد نشر قوات الأمن الفلسطينية في المناطق التي تخليها القوات الإسرائيلية. بناء المؤسسات الفلسطينية  * إجراء فوري بشأن عملية موثوقة لوضع مسودة دستور للدولة الفلسطينية. توزع اللجنة الدستورية، بأسرع وقت ممكن، مسودة دستور فلسطيني، يقوم على أساس إقامة ديمقراطية برلمانية قوية وحكومة برئيس وزراء يتمتع بالسلطات، كي تتم مناقشتها/التعليق عليها علنا. وتقترح اللجنة الدستورية مسودة وثيقة لطرحها بعد الانتخابات للحصول على موافقة المؤسسات الفلسطينية الملائمة عليها.  * تعيين رئيس وزراء أو حكومة انتقالية مع سلطة تنفيذية/هيئة اتخاذ القرارات تتمتع بالسلطات.  * تسهل حكومة إسرائيل بشكل تام سفر المسؤولين الفلسطينيين لحضور جلسات المجلس التشريعي والحكومة، وإعادة التدريب الأمني الذي يتم الإشراف عليه دوليا، والنشاطات الانتخابية وغيرها من نشاطات الإصلاح، وغيرها من الإجراءات الداعمة ذات العلاقة بجهود الإصلاح.  * مواصلة تعيين الوزراء الفلسطينيين المتمتعين بسلطة تولي إصلاح أساسي. إنهاء الخطوات الأخرى لتحقيق فصل حقيقي للسلطات، بما في ذلك أي إصلاحات قانونية فلسطينية ضرورية لهذا الغرض.  * تشكيل لجنة انتخابية فلسطينية مستقلة. يقوم المجلس التشريعي الفلسطيني بمراجعة وتنقيح قانون الانتخاب.  * الأداء الفلسطيني حسب معايير المعالم القانونية والإدارية والاقتصادية التي وضعها فريق العمل الدولي الخاص بالإصلاح الفلسطيني.   * يجري الفلسطينيون انتخابات حرة ومفتوحة ونزيهة، بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس الإجراءات السالفة الذكر وفي سياق حوار مفتوح واختيار شفاف للمرشحين/حملة انتخابية ترتكز إلى عملية حرة متعددة الاحزاب.  * تسهل الحكومة الإسرائيلية قيام فريق العمل الخاص بالمساعدة وتسجيل الناخبين وتحرك المرشحين والمسؤولين عن عملية الاقتراع. دعم المنظمات غير الحكومية المشتركة في العملية الانتخابية.  * تعيد الحكومة الإسرائيلية فتح الغرفة التجارية الفلسطينية وغيرها من المؤسسات الفلسطينية المغلقة في القدس الشرقية بناء على التزام بأن هذه المؤسسات تعمل بشكل تام وفقاً للاتفاقيات السابقة بين الطرفين. الاستجابة الإنسانية  * تتخذ إسرائيل إجراءات لتحسين الوضع الإنساني. تطبق إسرائيل والفلسطينيون بالكامل جميع توصيات تقرير برتيني لتحسين الأوضاع الإنسانية، وترفع منع التجول وتخفف من القيود المفروضة على تحرك الأشخاص والسلع، وتسمح بوصول كامل وآمن وغير معاق للموظفين الدوليين والإنسانيين.  * تقوم لجنة الارتباط المؤقتة بمراجعة الوضع الإنساني وإمكانيات النمو الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويطلق جهد رئيسي للحصول على مساعدات من المانحين، بما في ذالك (مساعدات) للجهد الإصلاحي.  * تواصل الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية عملية تصفية الحسابات وتحويل الأموال، بما فيها المتأخرات، وفقاً لآلية رصد شفافة تم الاتفاق عليها. المجتمع المدني  * دعم مستمر من المانحين، بما فيه زيادة التمويل من خلال المنظمات غير الحكومية، لمشاريع مباشرة، شعبية-شعبية، وتنمية القطاع الخاص، ومبادرات المجتمع المدني المستوطنات  * تفكك إسرائيل على الفور المواقع الاستيطانية التي أقيمت منذ شهر آذار/مارس 2001.  * انسجاماً مع توصيات تقرير لجنة ميتشل، تجمد الحكومة الإسرائيلية جميع النشاطات الاستيطانية (بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات). المرحلة 2: الانتقال— حزيران/يونيو 2003-كانون الأول/ديسمبر 2003 تنصب الجهود في المرحلة الثانية على خيار إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات حدود مؤقتة وخاصيات السيادة، على أساس الدستور الجديد، كمحطة متوسطة نحو تسوية دائمة للوضع القانوني. وكما سبق وأُشير، يمكن إحراز هذا الهدف عندما يصبح للشعب الفلسطيني قيادة تعمل بشكل حاسم ضد الإرهاب، ومستعدة وقادرة على بناء ديمقراطية تتم ممارستها قائمة على أساس التسامح والحرية. ومع توفر مثل هذه القيادة، والمؤسسات المدنية والهيكليات الامنية التي تم إصلاحها، سيحصل الفلسطينيون على دعم نشط من الرباعية والمجتمع الدولي الأوسع لإقامة دولة مستقلة قادرة على البقاء. وسيتم التقدم في المرحلة الثانية على أساس قرار إجماعي من الرباعية حول ما إذا كانت الظروف مواتية للتقدم، مع أخذ أداء الطرفين بعين الاعتبار. وتبدأ المرحلة الثانية، التي تعزز وتدعم الجهود لتطبيع حياة الفلسطينيين وبناء المؤسسات الفلسطينية، بعد الانتخابات الفلسطينية وتنتهي بالإقامة المحتملة لدولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة في عام 2003. وأهدافها الرئيسية هي أداء أمني شامل مستمر وتعاون أمني فعال، وتطبيع مستمر للحياة الفلسطينية وبناء المؤسسات، ومواصلة البناء على وتعزيز الاهداف المعلنة في المرحلة 1، وإقرار دستور فلسطيني ديمقراطي، واستحداث منصب رئيس الوزراء بصورة رسمية، وتعزيز الإصلاح السياسي، وإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة.  * مؤتمر دولي: تعقده الرباعية، بالتشاور مع الطرفين، فوراً في أعقاب انتهاء انتخابات فلسطينية ناجحة، لدعم التعافي الاقتصادي الفلسطيني وإطلاق عملية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات حدود مؤقتة.  * سيكون مثل هذا الاجتماع شاملا، مرتكزاً إلى هدف سلام شرق أوسطي شامل (بما في ذلك بين إسرائيل وسورية، وإسرائيل ولبنان)، وإلى المبادئ التي تم ذكرها في مقدمة هذه الوثيقة.  * تعيد الدول العربية العلاقات التي كانت قائمة مع إسرائيل قبل الانتفاضة (المكاتب التجارية، الخ)  * إعادة إحياء التعاطي المتعدد الأطراف في قضايا تشمل موارد المنطقة المائية والبيئة والنمو الاقتصادي واللاجئين وضبط التسلح.  * يصاغ الدستور الجديد لدولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة بشكله النهائي وتتم الموافقة عليه من قبل المؤسسات الفلسطينية الملائمة. وينبغي أن تتلو الانتخابات الإضافية، إن تطلبها الأمر، الموافقة على الدستور الجديد.  * تشكيل حكومة إصلاح تتمتع بالسلطات وفيها منصب رئيس وزراء رسمياً، انسجاماً مع مسودة الدستور.  * استمرار الأداء الامني الشامل، بما في ذلك التعاون الامني الفعال على الأساس المنصوص عليه في المرحلة 1.  * إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات حدود مؤقتة عبر عملية تفاوض إسرائيلي-فلسطيني، يطلقها المؤتمر الدولي. وكجزء من هذه العملية، تطبيق الاتفاقات السابقة، لتعزيز أقصى حد من التواصل الجغرافي، بما في ذلك إجراءات إضافية بشأن المستوطنات تتزامن مع إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة.  * دور دولي معزز في مراقبة الانتقال، مع دعم نشط ومستديم وعملي من الرباعية.  * يشجع أعضاء الرباعية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك عضوية محتملة في الأمم المتحدة. المرحلة الثالثة: اتفاق الوضع الدائم وإنهاء النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني– 2004-2005 التقدم نحو المرحلة الثالثة، استنادا إلى حكم المجموعة الرباعية الإجماعي، مع الأخذ بعين الاعتبار تصرفات الفريقين ومراقبة المجموعة الرباعية. أهداف المرحلة الثالثة هي تعزيز الإصلاح واستقرار المؤسسات الفلسطينية، والأداء الأمني الفلسطيني المتواصل، والفعال، والمفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق الوضع الدائم في العام 2005.  *  المؤتمر الدولي الثاني: تعقده المجموعة الرباعية، بالتشاور مع الطرفين، مطلع عام 2004 للمصادقة على اتفاق يتم التوصل اليه حول الدولة الفلسطينية المستقلة ذات الحدود المؤقتة والإطلاق الرسمي لعملية تحظى بدعم فعال، متواصل، وعملياتي من قبل المجموعة الرباعية، تؤدي إلى حل دائم لقضايا الوضع النهائي في عام 2005، بما في ذلك الحدود، والقدس، واللاجئون، والمستوطنات؛ ودعم التقدم نحو تسوية شرق أوسطية شاملة بين إسرائيل ولبنان، وإسرائيل وسورية، تتم بأسرع وقت ممكن.  * استمرار التقدم الشامل الفعال حول الأجندة الإصلاحية التي وضعها فريق العمل استعدادا لاتفاق الوضع النهائي.  * استمرار الأداء الأمني المتواصل والفعال، والتعاون الأمني المتواصل والفعال على الأساس الذي وضع في المرحلة الأولى.  * جهود دولية لتسهيل الاصلاح واستقرار المؤسسات الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني، استعدادا لاتفاق الوضع النهائي.  * يتوصل الفريقان إلى اتفاق وضع نهائي وشامل ينهي النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني عام 2005، عن طريق تسوية يتم التفاوض حولها بين الأفرقاء على أساس قررات مجلس الأمن 242، 338 و1397، التي تنهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وتتضمن حلا متفقا عليه، عادلا، ومنصفا، وواقعيا لقضية اللاجئين، وحلا تفاوضيا لوضع القدس يأخذ بعين الاعتبار الاهتمامات السياسية والدينية للجانبين، ويصون المصالح الدينية لليهود، والمسيحيين، والمسلمين على صعيد العالم، ويحقق رؤيا دولتين، إسرائيل، ودولة ذات سيادة، مستقلة، ديمقراطية وقابلة للحياة هي فلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.  * قبول الدول العربية إقامة علاقات طبيعية كاملة مع إسرائيل وأمن لجميع دول المنطقة في إطار سلام عربي-إسرائيلي شامل. نهاية النص المصدر: http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=pubs-arabic&y=2001&m=June&x=20070628170436ssissirdile0.1455957

2) وثائق اعلان المبادئ الفلسطيني ـ الإسرائيلي

إعلان مبادئ بشأن ترتيبات الحكومة الذاتية الانتقالية (المسودة النهائية المتفق عليها في 19 آب/ أغسطس 1993) إن حكومة دولة إسرائيل  والفريق الفلسطيني (في الوفد الأردني ـ الفلسطيني إلى مؤتمر السلام في الشرق الأوسط) (الوفد الفلسطيني)  ممثلا الشعب الفلسطيني يتفقان على أن الوقت حان لإنهاء عقود من المواجهة والنزاع ،والاعتراف بحقوقهما المشروعة والسياسية المتبادلة وسعي للعيش في ظل تعايش سلمي وبكرامة وأمن متبادلين ولتحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة ومصالحة تاريخية من خلال العملية السياسية المتفق عليها. و عليه فإن الطرفين يتفقان على المبادئ التالية: المادة 1 هدف المفاوضات إن هدف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ضمن عملية السلام الحالية في الشرق الأوسط هو من بين أمور أخرى إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية ، المجلس المنتخب ، (المجلس )  ، للشعب الفلسطيني في الضفة الغربي وقطاع غزة لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات وتؤدي إلى تسوية دائمة تقوم على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338. من المفهوم أن الترتيبات الانتقالية هي جزء لا يتجزأ من عملية السلام بمجملها وأن المفاوضات حول الوضع الدائم ستؤدي إلى تطبيق قراري مجلس الأمن 242 و338. المادة 2 إطار الفترة الانتقالية إن الإطار المتفق عليه للفترة الانتقالية مبين في إعلان المبادئ هذا. المادة 3 الانتخابات 1- من أجل أن يتمكن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة من حكم نفسه وفقا لمبادئ ديمقراطية ستجري انتخابات سياسية عامة ومباشرة وحرة للمجلس في إشراف ومراقبة دوليين متفق عليهما بينما تقوم الشرطة الفلسطينية بتأمين النظام العام. 2-  سيتم عقد اتفاق حول الصيغة المحددة للانتخابات وشروطها وفقا للبرتوكول المرفق كملحق 1 بهدف إجراء الانتخابات في مدة لا تتجاوز التسعة أشهر من دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ. 3- هذه الانتخابات ستشكل خطوة تمهيدية انتقالية هامة نحو تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومتطلباته العادلة. المادة 4 الولاية سوف تغطي ولاية المجلس أرض الضفة الغربية وقطاع غزة  باستثناء القضايا التي سيتم التفاوض عليها في مفاوضات الوضع  الدائم. يعتبر الطرفان الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة ترابية واحدة يجب المحافظة على وحدتها وسلامتها خلال الفترة الانتقالية. المادة 5 الفترة الانتقالية مفاوضات الوضع الدائم 1- تبدأ فترة السنوات الخمس الانتقالية فور الانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا. 2-سوف تبدأ مفاوضات الوضع الدائم بين حكومة إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني في أقرب وقت ممكن ولكن بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية. 3- من المفهوم أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية بما فيها القدس واللاجئون والمستوطنات والترتيبات الأمنية والحدود والعلاقات والتعاون مع جيران آخرين ومسائل أخرى ذات الاهتمام المشترك. 4-يتفق الطرفان على أن لا تجحف أو تخل اتفاقات المرحلة الانتقالية بنتيجة مفاوضات الوضع الدائم. المادة 6 النقل التمهيدي للصلاحيات والمسؤوليات 1-فور دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ والانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا سيبدأ نقل للسلطة من الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الفلسطينيين المخولة هذه المهمة كما هو مفصل هنا .سيكون هذا النقل للسلطة ذا طبيعة تمهيدية إلى حين تنصيب المجلس. 2-مباشرة بعد دخول إعلان المبادئ  هذا حيز التنفيذ والانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا وبقصد النهوض بالتنمية الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة سيتم نقل السلطة للفلسطينيين في المجالات التالية: التعليم والثقافة والصحة والشؤون الاجتماعية والضرائب المباشرة والسياحة. سيشرح الجانب الفلسطيني في بناء قوة الشرطة الفلسطينية كما هو متفق وإلى أن يتم تنصيب المجلس يمكن الطرفين أن يتفاوضا على نقل لصلاحيات ومسؤوليات إضافية حسبما يتفق عليه. المادة 7 الاتفاق الانتقالي 1- سوف يتفاوض الوفدان الإسرائيلي و الفلسطيني على اتفاق حول الفترة الانتقالية (الاتفاق الانتقالي). 2- سوف يحدد الاتفاق الانتقالي من بين أشياء أخرى هيكلية المجلس وعدد أعضائه ونقل الصلاحيات والمسؤوليات من الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية إلى المجلس. وسوف يحدد الاتفاق الانتقالي أيضا سلطته التشريعية طبقا للمادة 9 المذكورة ادناه والأجهزة القضائية الفلسطينية المستقلة. 3- سوف يتضمن الاتفاق الانتقالي ترتيبات سيتم تطبيقها عند تنصيب المجلس لتمكينه من الاضطلاع بكل الصلاحيات والمسؤوليات التي تم نقلها إليه سابقا وفقا للمادة 6 المذكورة أعلاه. 4- من أجل تمكين المجلس من النهوض بالنمو الاقتصادي سيقوم المجلس فور تنصيبه إضافة إلى أمور أخرى بإنشاء سلطة فلسطينية للكهرباء وسلطة ميناء غزة البحري وبنك فلسطيني للتنمية ومجلس فلسطيني لتشجيع الصادرات وسلطة فلسطينية للبيئة وسلطة فلسطينية للأراضي وسلطة فلسطينية لإدارة المياه وأية سلطات أخرى يتم الاتفاق  عليها وفقا للاتفاق  الانتقالي الذي سيحدد صلاحياتها ومسؤولياتها. 5-       بعد تنصيب المجلس سيتم حل الإدارة المدنية وانسحاب الحكومة العسكرية الإسرائيلية. المادة 8 النظام العام والامن من اجل ضمان النظام العام والأمن الداخلي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة سينشئ  المجلس قوة شرطة قوية بينما ستستمر إسرائيل في الاضطلاع بمسؤولية الدفاع ضد التهديدات الخارجية وكذلك بمسؤولية الأمن الإجمالي للإسرائيليين بغرض حماية أمنهم الداخلي والنظام العام. المادة 9 القوانين والأوامر العسكرية 1- سيخول المجلس سلطة التشريع وفقا للاتفاق الانتقالي في مجال جميع السلطات المنقولة إليه. 2- سيراجع الطرفان بشكل مشترك القوانين والأوامر العسكرية السارية المفعول في المجالات المتبقية. المادة 10 لجنة الارتباط المشتركة الإسرائيلية الفلسطينية من اجل  تأمين تطبيق هادئ لإعلان المبادئ هذا ولأية اتفاقات لاحقة تتعلق بالفترة الانتقالية ستشكل فور دخول إعلان  المبادئ هذا حيز التنفيذ لجنة ارتباط مشتركة اسرائيلية فلسطينية من أجل معالجة القضايا  التي تتطلب التنسيق وقضايا أخرى ذات الاهتمام المشترك  والمنازعات. المادة 11 التعاون الإسرائيلي الفلسطيني في المجالات الاقتصادية إقرار بالمنفعة المتبادلة للتعاون من أجل النهوض بتطور الضفة الغربية وقطاع غزة و إسرائيل سيتم إنشاء لجنة إسرائيلية فلسطينية للتعاون الاقتصادي من أجل تطوير وتطبيق البرامج  المحددة في البروتوكولات المرفقة كملحق 3 وملحق 4 بأسلوب تعاوني وذلك فور دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ. المادة 12 الارتباط والتعاون مع الأردن ومصر سيقوم الطرفان بدعوة حكومتي  الأردن ومصر للمشاركة في إقامة المزيد من  ترتيبات الارتباط والتعاون بين حكومة إسرائيل والممثلين الفلسطينيين من جهة وحكومتي الأردن ومصر من جهة أخرى للنهوض بالتعاون بينهم. وستتضمن هذه الترتيبات إنشاء لجنة مستمرة ستقرر بالاتفاق الأشكال للسماح للأشخاص المرحلين من الضفة الغربية وقطاع غزة في 1967 بالتوافق مع الإجراءات الضرورية لمنع الفوضى والإخلال بالنظام. وستتعاطى هذه اللجنة مع مسائل أخرى ذات الاهتمام المشترك. المادة 13 إعادة تمركز القوات الإسرائيلية 1- بعد دخول إعلان المبادئ هذا التنفيذ وفي وقت لا يتجاوز عشية انتخابات المجلس سيتم إعادة تموضع القوات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة  بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية الذي تم تنفيذه وفقا للمادة 14. 2-عند إعادة  موضعة قواتها العسكرية ستسترشد إسرائيل بمبدأ وجوب إعادة تموضع قواتها العسكرية خارج المناطق المأهولة بالسكان. 3- وسيتم تنفيذ تدريجي للمزيد من إعادة التموضع في مواقع محددة بالتناسب مع تولي المسؤولية عن النظام العام والأمن الداخلي من قبل قوة الشرطة الفلسطينية وفقا للمادة 8 أعلاه. المادة 14 الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ومنطقة أريحا. ستنسحب إسرائيل من قطاع غزة ومنطقة أريحا كما هو مبين في البروتوكول المرفق في الملحق الثاني. المادة 15 تسوية المنازعات 1-  ستتم تسوية المنازعات الناشئة عن تطبيق أو تفسير إعلان المبادئ هذا أو أي اتفاقات لاحقه تتعلق بالفترة الانتقالية بالتفاوض  من خلال لجنة الارتباط المشتركة التي ستتشكل وفقا للمادة العاشرة أعلاه. 2-  إن المنازعات التي لا يمكن تسويتها بالتفاوض يمكن أن تتم تسويتها من خلال آلية توفيق يتم الاتفاق عليها بين الطرفين. 3-  للطرفين أن يتفقا على عرض المنازعات المتعلقة بالفترة الانتقالية والتي لا يمكن تسويتها من خلال التوفيق على التحكيم ومن أجل هذا الغرض وبناء على اتفاق الطرفين سينشئ الطرفان لجنة تحكيم. المادة 16 التعاون الإسرائيلي الفلسطيني في ما يتعلق بالبرامج الإقليمية يرى الطرفان أن مجموعات العمل في المتعددة أداة ملائمة للنهوض بـخطة مارشال وببرامج إقليمية وبرامج أخرى بما فيما برامج خاصة للضفة الغربية وقطاع غزة كما هو مشار إليه في البروتوكول المرفق في الملحق الرابع. المادة 17 بنود متفرقة 1-  يدخل اتفاق المبادئ هذا حيز التنفيذ


روسيا نسر برأسين .. بوتين يعود إلى الكرملين عبر ميدفيديف

 
توفيق المديني فاز مرشح الرئاسة والنائب الأول لرئيس الحكومة ديميتري ميدفيديف بالانتخابات الرئاسية في روسيا التي جرت يوم الأحد الماضي بنتيجة ساحقة 70.23 في المئة وبذلك يصبح ميدفيديف ثالث رئيس لروسيا ما بعد الحقبة السوفياتية، بعد بوريس يلتسين (1991ـ 1999)، وفلاديمير بوتين (2000 -2008)، كما أنه أول رئيس لم تنطبع مسيرته بالاتحاد السوفييتي السابق، لأنه شهد سقوط الشيوعية العام 1991 حين كان في السادسة والعشرين من العمر. الشيوعيون.. ونسر براسين وبالمقابل، حل الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ثانياً بأصوات أكثر من 13 مليون روسي وحقق نسبة 17.8 في المئة، معيداً للشيوعيين مكانتهم كقوة ثانية وأساسية في البلاد. وهذه أعلى نسبة يحصل عليها الحزب الشيوعي منذ العام 2003، عندما حقق تقدماً مهماً في انتخابات مجلس الدوما، أعقبته سنوات من التراجع والتفكك في صفوف الحزب. ونال القومي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي 9.37 في المئة، والمرشح المؤيد لأوروبا اندري بوغدانوف 1.29 في المئة. ويتسلم ميدفيديف منصبه رسمياً في السابع من مايو (أيار) المقبل، حسبما أعلن رئيس اللجنة المركزية للانتخابات فلاديمير بتشوروف. يبقي سؤال المراقبين والمهتمين بالشأن الروسي: ماهوالمنصب الذي سيشغله فلاديمير بوتين في أعقاب انتهاء فترته الرئاسية في العام 2008؟ من الواضح أن هناك مركزين للسلطة في موسكو، وهذه واحدة من المؤشرات إلى صعوبة المرحلة القادمة، عندما سيكون في روسيا رئيس جديد وزعيم قوي يحظى بتأييد غير مسبوق. وقد تناولت الأوساط السياسية والإعلامية الروسية لمرحلة “ما بعد الاستحقاق”، إذ برز السؤال بقوة حول كيفية صناعة القرار في البلاد. وتوقعت مجلة “نيوزويك” الروسية أن تقوم “معركة”، مصورة بوتين، وميدفيديف الذي وعد بتعيين سلفه رئيساً للحكومة، يحركان خيوط دمية هي نسر برأسين، شعار الدولة الروسية. ورأت “أن تنظيم الانتخابات كان مسألة فنية. وسيتعين على بوتين وميدفيديف تبادل المقاعد وسيظهر مركزان للسلطة” هما الكرملين ومقر الحكومة. ويبدو السيناريو الأكثر واقعية هو تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيساً للحكومة بعد أن يغادر الكرملين للتأكيد على استمرارية نهجه الذي يعتبره الرئيس المنتخب مرجعاً له. وهذا ما يبعث على الكثير من التشكك والتشاؤم في الأوساط الغربية وأوساط المعارضة الروسية، بأن روسيا تتحرك نحو شكل من أشكال ديكتاتورية ما بعد ستالين. بيد أن هناك آخرين ذهبوا إلى أن التطور من الشيوعية إلى الرأسمالية لايمكن عكسه الى الوراء. عودة الانضباط فروسيا بعد أن غازلت الليبرالية الراديكالية في عهد بوريس يلتسين، عادت لتكون دولة انضباط بل “استبداد”. لكن هذا لايعني أن فشل السياسات الديمقراطية سيعيد روسيا الى الشيوعية. كما أن هذا التغيير ما أضر بالاقتصاد. فإدارة بوتين أثبتت كفاية في ادارة الاقتصاد، وحولت الازدهار في اسعار النفط والغاز إلى أمر نافع جداً للاقتصاد الروسي. ففي الواقع إن ديكتاتورية بوتين يمكن أن تكون تسير الآن في اتجاه اقتصاد السوق، مثلما دفعت ديكتاتورية دينغ سياو بينغ في الصين باتجاه النجاح والنمو الاقتصادي. وهكذا فالمقولة التي تعلن أن “الأسواق الحرة تصنع شعباً حراً” هي شعار مثالي شاع في عهد ريغان وتاتشر ولا علاقة قوية له بالواقع. والتاريخ مليء بالأمثلة عن الذين تسلطوا تسلطاً ديكتاتورياً وسيروا في الوقت نفسه اقتصاداً رأسمالياً. وصحيح ان الاقتصاد الرأسمالي يميل لإيجاد مراكز متنافسة او متصارعة سياسياً، لكن العلاقة بين الليبرالية الاقتصادية والليبرالية السياسية ليست ذات خط واحد. وحتى في حال التلاؤم او العلة والمعلول، تستغرق العملية أجيالاً كثيرة، وليس سنوات وشهوراً . هناك مجموعة من الأسباب تجعل الرئيس المنتخب ديميتري ميدفيديف يتشبث بنهج بوتين، منها أولا: في عهد بوتين حققت روسيا نجاحات مذهلة على المستوى الاقتصادي، في بداية العام 2007، تمكّن أخيراً الناتج المحلّي الإجمالي لروسيا من استعادة المستوى الذي كان قد بلغه في العام 1990. فبعد تراجع التسعينيات، شهدت البلاد ستّة أعوامٍ من النموّ، بمعدّل 6 % وسطيّاً كلّ سنة. وتُضاف إلى المنّة النفطيّة نجاحاتٌ في مجالاتٍ أخرى (تصنيع المعادن، الألمنيوم، صناعة الأسلحة، الصناعات الغذائية)، وارتفاعٌ كبير في استهلاك العائلات، وتوفية الدين العام الخارجي (70 مليار دولار منذ العهد السوفييتي)، إضافةً إلى مضاعفة نفقات التعليم وزيادة تلك للصحّة بمعدّل ثلاثة أضعاف، خلال خمسة أعوام. وتتوسّع بعض الشركات الروسية على الساحة الرأسمالية العابرة للأوطان، وسط دهشةٍ عامّة. ثانيا: وبعد تردّدٍ بين الليبرالية المتطرّفة والتوجّه المرتكز على الدولة، اختار الرئيس بوتين اللّجوء إلى تسويةٍ من شأنها طمأنة كلّ من طبقة المالكين الجديدة والغرب: إعادة تأسيس الدولة وبسط سيادتها، وضبط الأوليغارشيين (مراكز القوى)، لكن مع احترام اقتصاد السوق. وقد ظهر منعطفٌ رئيسيّ في العام 2003، مع الولاية الثانية للرئيس بوتين، عندما عهد هذا الأخير إلى متعهّدين حكوميّين من اختياره بقطاع المحروقات المصيريّ، الذي جرت استعادته جزئيّاً من الأوليغارشيين الذين حصلوا عليه بـ “سعرٍ خاصٍّ للأصحاب”، بفضل عمليّات الخصخصة التي سادت في عهد سلفه يلتسين. فقد حمى بوتين الأملاك الاستراتيجية، أي الشركات الحكومية، المُختَلَطة أو الخاصّة، بما فيها تلك ذات الرساميل الأجنبية، التي يرعاها الكرملين على غرار “غازبروم”و “روسنفت” و“ترانسنفت” وشركة “سوتشي” الأولمبية المكلفة تنظيم الألعاب الشتوية الأولمبية، وماتنفقه هذه الشركات هو أموال عامة، وماتجنيه هو أباح خاصة. وهذا المبدأ هو جوهر دولة بوتين التي تضمن لنفسها، التحكّم بالقطاعات الاستراتيجية (أكثر من 30 % من النفط بدل 10 % في العام 2003، 51 % من شركة غازبروم بدل 48 %، كافة أنابيب النفط التي تديرها شركة ترانسنيفت)، وبمجالاتٍ أخرى تُقدّر روسيا بأنها تتمتّع فيها بميّزاتٍ كبيرة (الطاقة النووية، تصنيع الطائرات، صناعة الأسلحة، والمصارف حالياً)، في مقابل توسيع المجالات للرساميل الأجنبية في مجال الاتصالات وصناعة السيارات والصناعة الغذائية وقطاعات أخرى لن تؤدّي روسيا فيها، على أيّة حال، دوراً تنافسيّاً ضمن إطار منظمة التجارة العالمية. ثالثا: إنّ الواقع مرّ ومعبّر: “لقد شكّل انهيار الاتحاد السوفييتي الكارثة الجغرافية العظمى في هذا القرن. بالنسبة للأمّة الروسية، كان ذلك مأساة فعلية”. هذا ما صرّح به الرئيس فلاديمير بوتين في خطابه السنوي في البرلمان، في 25 أبريل 2005. لقد عبّر بهذه الطريقة عن خوف الكرملين بوجه الانهيار الذي لايقاوم لسلطته وخسارة الأراضي التي احتلّها على مدى ثلاثة قرون. سياسة المستقبل وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسم معالم سياسة خارجية لروسيا مرشحة أن تشكل “سياسة المستقبل” التي تتجاوز وجوده “المادي” في الرئاسة، وبغض النظر عن نجاح مشاريعه للعودة، أولا كرئيس للوزراء، ولاحقا كرئيس للجمهورية من جديد، فإن السياسة التي يرسمها لروسيا تبدو متوافقة مع رؤيتها لمصالحها. فقد طور الرئيس بوتين سياسة خارجية تقوم على التعاون مع الصين كما مع الهند والعالم الإسلاميّ. منذ وصوله إلى السلطة في خريف العام 1999، بواسطة حرب الشيشان الثانية، لم يخف الرئيس الروسي نواياه. بل إنه يتفاخر بطرح مفهومه للسياسة الخارجية بشكل صريح، وفكرته عن روسيا، ورؤيته للعلاقات الدولية. وقد طبعت فلسفته السياسية بتكوينه زمن الاتحاد السوفييتي ومن خلال مهنته الأولى: ضابط مخابرات في جهازالكي جي بي في ألمانيا الشرقية. والحال هذه فهو يشير في أحاديثه إلى مرجعية الاتحاد السوفييتي دائما . و هذه المرجعية لاتتعلق بالحنين إلى نظام يعي بوتين ضرورات تطوره الحديث، بقدر ما التحليل لموازين القوى: الاتحاد السوفييتي كان قوة عظمى محترمة مكن روسيا من لعب دور ينوط بمكانتها التاريخية. وقد أدى انهيار النظام السيوفييتي ، لاكنموذج من التنظيم للمجتمع فقط، ولكن كعامل تنظيم واستقرار للنظام الدولي بشكل خاص، إلى إعادة توزيع الأوراق لمصلحة الغرب عامة والولايات المتحدة الأميركية خاصة. إن إحدى أهداف فلاديمير بوتين المعبر عنها في إطار المقارنات الدائمة مع أميركا، تكمن في جعل روسيا قوة تحتل بها المركز الشاغربعد زوال الاتحاد السوفييتي. ومن هنا كان تركيز بوتين في الحملة الانتخابية الأخيرة على موضوع السياسة الخارجية، إذ يندر أن يوجد ملف أساسي في السياسة الخارجية اليوم من دون موقف روسي معترض. إن نجاحات بوتين على مختلف الصعد هي التي مكنت ديميتري ميدفيديف من تحقيق الفوز في هذه الانتخابات، وفي مقدمتها شعبية الرئيس الروسي بوتين الذي يحظى بها منذ وصوله إلى الكرملين. إذ تتجمع في أيدي بوتين كل أجهزة السلطة: المخابرات، والقضاء و الجيش، وأجهز الإعلام. الانتخابات الرئاسية الروسية الحالية اختتمت بهذا النجاح الكبير لفريق الكريملين لأن الناخبين وحسب استطلاعات الرأي العام التي تشير إلى أنه رغم انعدام المنافسة في الانتخابات الرئاسية فإن الناخبين حضروا لتأييد ديميتري ميدفيديف الذي يرون فيه ضمانة للاستقرار وصوتوا لصالح الذي زكاه بوتين بغض النظر عن الأوضاع السائدة في البلاد على الرغم من أن هنالك حوالي ربع المواطنين غير راضين عن الوضع ويرون أنه من الأفضل أن يبتعد الرئيس بوتين عن السلطة، لكنهم أصبحوا اليوم أقلية لأن الكتلة الأساسية من المواطنين غضت الطرف عن ذلك كي لا تتغير الأمور والأوضاع. كاتب من تونس صحيفة أوان(يومية كويتية)الجمعة, 7 مارس 2008

كول وأخواتها  
عدنان المنصر أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة سوسة www.tunisiehistoire.blogspot.com  نسق سريع للأحداث، مرور سريالي من التهديد إلى التنفيذ، من القتل المحسوب إلى المجزرة الواسعة، اختلاط رهيب للمواقف… هل هذا ما نبدو عليه اليوم؟ التوصيف ليس كاملا ولا يمكن أن يكون كذلك، نكتفي بتجميع أجزاء المتاهة دون أن نتبين بجلاء الطريق الواصل بين الدخول والخروج: بداهة لا شيء يربط بين وثيقة مراقبة الإعلام التي نظر فيها مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي يبدو أنه سيحقق يوما ما الوحدة العربية، وبين إرسال المدمرة كول إلى شواطئ الشام. ولا شيء مبدئيا قد يجعل من استماتة البعض في سد منافذ غزة مرتبطا بالمحرقة التي بدأت هناك، كما لا شيء قد يجمع بين تمرد الحوثيين في صعدة وتنكيس عباس راياته في الضفة. مع ذلك فإن الصورة بدأت تتضح لكل ذي عينين، منذ أن حلت كول بين ظهرانينا، شرق المتوسط. قال أحد الفنانين الساخرين الأمريكيين يوما وهو متكئ على مدفع إحدى البوارج الأمريكية، أنه إذا كانت واشنطن تقول أنها مهمة سلام، فكيف تكون مهمات الحرب؟ عودة سريعة إلى الوراء الذي لم يزل منذ ذلك الزمن أماما: السفن التي تأتي لزيارتنا من حين لآخر، تقصفنا، ترعبنا، نمضي، وينتهي كل شيء، مؤقتا. غير أن بايات ودايات وسلاطين ذلك الزمان لم يكونوا يعلمون أنها آتية، بل كانوا يسعون للتصدي ما أمكنهم ذلك وإن لم تسعفهم قدراتهم على قلب الموازين عموما. الآن، الوضع مختلف: يعلمون بما سيحصل قبل أن يحصل، يأخذون الوقت الكافي لتنبيه رعاياهم، يتمون استعدادات ما قبل الترحيل، يعتقدون أنهم بذلك يضاهون شكلا الدول الكبرى في الحرص على حياة مواطنيها، يعتقدون أنهم فعلا أنداد لها إذ أنها وضعت في علمهم بعض ما ستأتيه. وعندما يحصل العدوان، يصمتون دهرا ثم يبدأون في النطق كفرا، لتحميل الضحية وزر ما جنته عليها ظروف الزمان والمكان، يمارسون نصف رجولتهم بأقصى طاقتهم، يهيؤن أنفسهم لكسر أرجل الجياع إن طرقوا أبوابهم، وتحطيم رؤوس الرعية إن تململت وهاجت. عفوا لقد نكس بعضهم الأعلام، وكأنها أعلام أصلا، وأوقفوا المفاوضات، وكأنهم كانت يوما مفاوضات ، وفتح آخرون منافذ لاستقبال الجرحى الذين لن يحتاجوا لكسر أرجلهم ولا أيديهم. في غضون ذلك تكون الجوقة قد انطلقت في النشيد، تمجد الواقعية وتدين الرعونة، تطنب في التأكيد على مصالحنا الإستراتيجية، تذكر بأن لا أحد يزايد عليها فيما جمعته من رأسمال ثوري، تسخر من شماريخ غزة وكأنها فعلت بصواريخها المدفونة ما هو أفضل، تحذر من الإرهاب والقاعدة والفوضى التي ستحرق الجميع، تتذكر السيادة والإتفاقات المبرمة ومقتضيات الشهامة… وعندما ينطلق العدوان، تبدأ في حساب المنافع وعينها على شارعها المتنطع، تتوقع هزيمة الضحية ولا شيء غير ذلك، لأن هذه الضحية هي جلادها الذي يقتلها في اليوم ألف مرة، يعري عجزها وثلث رجولتها. أما إذا ما لاحت بارقة انتصار غير مرغوب فيه واندحار للعدوان العاتي، فيعزون أنفسهم، يرتبكون، يشعرون أنهم المنهزمون: لا شك أن شيئا ما وقع أفشل الخطة. ليس متوقعا أن تفشل تلك الخطة، لأنها نجحت معهم في الزمن الماضي، قبل تخفيضات الرجولة. يأتي دورهم مجددا، ينظرون حولهم فيرون جماهير يسكرها النصر، يغتاظون، سيعاقبونها. لن تسمع شيئا مما يحصل مستقبلا، لن ترى دماء ولا صرخات، لن يهيجها بعد اليوم محترفوا المقاومة، لن تشعر أنها معنية بما يحصل هناك قريبا منها في قلبها وروحها. ينظرون من شرفات قصورهم، أطباق لاقطة وقنوات لقيطة، لينته كل ذلك الآن. وفي أسفل الدنيا يتململ أحدهم، يفرك عينيه، يتثاءب كما يحسن أن يفعل، يمضغ نبتته المفضلة، ليفعل شيئا. لن يشك أحد في الأمر لو صدر عنه، فالجميع يعترف له بالثورية والحرص على الوحدة، والتنطع. ليبدأ إذا استنساخ الجوقات، لتغلق الأفواه الآبقة، العابرة للحدود المعتدية على الكرامات. العين على واحدة أو اثنتين، ليذهب الجميع إلى الجحيم إذا ما سهل ذلك الوصول إليهما. لأجل عينيه تكرم مليون عين، سيجتمعون ويقررون ويوافقون ويبدأون التنفيذ، فما يعتريه يعتريهم، هو الوكيل وهم أصحاب القضية.  أصحاب المعالي والفخامة والسيادة لا يفرحون إذا فرحت الرعية، يحسون صوابا أنهم مستهدفون، يتهيأ لهم أن أحدا ما في مكان ما يحسب لهم حسابا. لا يسرهم النصر مهما كان نسبيا لأنه يفضحهم، يجعل الأعناق تدور نحوهم تشعرهم أنهم أولوا الأمر، وما هم من الأمر في شيء. البعض أخطأ الطريق، هاجمهم، أشعرهم بتهديد قضى على ربع الرجولة المتبقي، منحهم الفرصة التي تبيض ذهبا، فاحترقنا جميعا. شيخ الحكمة هناك غاضب من الذين يقضون منتجعه، ملك الإتزان يكتشف أخيرا أنها المحرقة، ما زال يرى. ظلمة غزة لا تزعجهم، من دخل الضوء أصلا؟ شموعها تدمي عواطفهم، ما زالوا يملكون البعض منها. نفطهم يمطر الأمة حمما، هل نالنا منه غير ذلك أبدا؟ تصمت حمائمنا قليلا وكأن على رؤوسها الطير، فالحمامة الأم أصبحت قائدة المحرقة هناك. يحسون بالحرج أخيرا، فالبوصلة عادت للعمل والإتجاه لم يضع تماما في زحمة الشبهات، يتعرون، يدخلون باطن الأرض، يتقوقعون في برج فكرهم « الإنساني ». ولكن دورهم محفوظ أبدا. مثل طيور الشؤم تماما سيفيقون عند ما تحل الكارثة، سيقولون لنا « ألم ننبهكم، ولكنكم قوم لا تعقلون؟ » عندما تحل القارعة سيفرخون، سنباهي بهم الأمم كثرة وشأنا، فهم أبناء الهزيمة الشرعيون، سنعتذر منهم حينئذ: عذرا سادتنا، في المرة القادمة سننتصر، وستستأصلون. ذلك الشاب المعمم يزعجهم، لا يرون فيه ما يعرفون، ليس بمثل تقدميتهم، لا يحسن فرنسيتهم، ولا ركاكة منطقهم، وفوق ذلك فالدهماء تحبه وتجعله في سويداء قلبها. ينظرون في دفاترهم، يقلبون أوراقهم، لا يجدون فيها غير القوة منتصرا دائما، القوة في مقابل الحق سيف بتار، هذا إذا كان بالفعل حقا. لا حق في الصراع ولا باطل، لا إرادة ولا إيمان ولا شيء مما لا يملكون. يذبحون بأيديهم صفر الرجولة الأخير، نستمع إليهم ونراهم فنزيد إيمانا بأننا لا نسير في الإتجاه الخاطئ. ولكن هل نحن بأفضل من هؤلاء وأولئك؟ ربما، إذا ما أحسنا الفهم، واستطعنا مجاراة النسق واحتفظنا بالإتجاه الصحيح. العدو هناك في التلة، وإن كان بعضه هنا وهناك، معششا في أجسادنا وفي جثث البعض منا. يقاوم مضاداتنا ولكنه يبدأ في التهاوي، لأنه يواجه للمرة الأولى إرادتنا في التعافي. يقاوم الجسد، نسقط ثم نقوم، لنسقط من جديد ولكن لا نمحي. تنتابنا الحمى ولكنها دليل الصمود، يجند الطغيان غربانه وبوارجه وحاملات طائراته. يغيضه مخزون الصمود في هذه الأمة، من أين يأتون بهذه القوة؟ من ظلمكم. ستينية الكيان قد تمر، ولكن من سيبقى أخيرا هم نحن. قد يرونه بعيدا، ولكننا نراه قريبا.
مقال صادر بالعدد 442 من جريدة الموقف التونسية بتاريخ 8 مارس 2008

بسم الله الرحمان الرحيم أثر اختلاف مناهج الفقهاء المعاصرين في النزاع بين الإسلاميين 6 / 6

 
إعداد: الدكتور محمد البشير بوعلي 3 – توسيع دوائر الاجتهاد الجماعي :    لاشك أن ظهور المجامع الفقهية القائمة على نشاط الاجتهاد الجماعي يُعتبر في حد ذاته بادرة طيبة وموفّقه، لأن جهود الفقهاء تتكامل فيها بفضل إتاحة الفرصة لكل فقيه لعرض آرائه وحججه -التي أعدها مسبقا على انفراد- بكل حرية، ثم الاستفادة من آراء غيره من الفقهاء والاطلاع على أدلتهم. فهذا من حيث المبدأ تقدم ملحوظ يتجاوز سلبيات الاقتصار على الاجتهادات والفتاوى الفردية المعهودة.    كما شهد نشاط الاجتهاد الجماعي تقدما إيجابيا ملحوظا خلال السنوات الفارطة، من خلال سماح المجامع الفقهية بحضور بعض العلماء التجريبيين المسلمين من المتخصصين وخاصة الأطباء لمداولاتها الفقهية، بغرض الاستعانة بمعارفهم في فهم حقيقة المسائل المعروضة للاجتهاد، وبالتالي التوصل إلى الحكم الشرعي الأنسب لكل مسألة. وهذه في حد ذاتها خطوة إيجابية. ولكنها ليست كافية، لعدة أسباب منها: أ-  أن مشاركة أولئك العلماء التجريبيين ظلت شكلية، حيث لا يحضرون إلا عندما يرى المشرفون على نشاط المجامع -وهم فقهاء الشريعة- أن الحاجة إليهم ماسة، فيُستدعون  ليُستشاروا في بعض جوانب القضايا المطروحة، للاستئناس بتوضيحاتهم، دون أن يكونوا أعضاء دائمين خلافا للفقهاء. فضلا عن أن القرارات المتخَذة في المجمع تصدر باسم الفقهاء وتوقيعاتهم دون أولئك العلماء المسلمين الثقات، مع أنهم قد أسهموا حقيقة في تقرير الحكم الشرعي. ب – أن المتخصصين في مجالات علمية ومعرفية كثيرة أخرى وخاصة التابعة للعلوم الإنسانية (الاجتماعية) ظلوا إلى اليوم خارج دائرة الاجتهاد، مع أن قضايا كثيرة، وخاصة منها ذات الصبغة الاجتماعية المعقدة، كالظواهر الاجتماعية الطارئة التي تحتاج إلى رأيهم وخبرتهم في دوائر المجامع الفقهية التي تنظر في قضايا المسلمين الخاصة والعامة. ج – أن قرارات تلك المجامع ذاتها ليست ملزمة لسياسات الدول التي تحتضنها وترعاها وتقوم بتمويلها، فهي مقامة لغرض تلبية حاجات عامة المسلمين في معرفة الحلال والحرام في المسائل الفردية وبعض العلاقات الاجتماعية المحدودة كالمعاملات المالية، ولكنها لا ترقى إلى الإسهام ولو بشكل غير مباشر في توجيه سياسة الدولة لما فيه صلاح المجتمع، بل إن ذلك قد ظل حكرا على الحاكم وحده. د – أن الاشتراك في تلك المجامع الفقهية ظل مرهونا بمدى رضا أصحاب القرار السياسي الأعلى على العضو المنضوي، وليس بمستواه العلمي وخبرته الفقهية. لذلك تبدو بعض الوجوه غائبة عن المشاركة فيها، مع أنها الأفضل، وذلك لأسباب سياسية بحتة. وليس من الحكمة لفقهاء الشريعة أن يعارضوا هذا التوجه بذريعة الحفاظ على مكانتهم الموروثة في الاجتهاد والفتوى، طالما أن وجودهم سيكون مضمونا في مختلف القضايا المعروضة للنظر الفقهي، وحضورهم دائما. وإنما وجود غيرهم من أصحاب الاختصاصات الأخرى هو الذي تحكمه طبيعة المسألة المدروسة بحسب الاختصاص المطلوب. فالأطباء يحضرون مع الفقهاء الشرعيين عند دراسة ما له صلة بالطب. والمهندسون يحضرون مع أولئك الفقاء عند عرض قضية لها صلة بعلم الهندسة. والفلكيون يحضرون مع الفقهاء فيما له علاقة بعلم الفلك، وهكذا… فإذا ما تمّ تدارك تلك النواقص، فإن المجامع الفقهية ستحقق بعض النجاح في تقرير الأحكام الشرعية الأنسب لصالح المسلمين، دون التقيد بالانتماءات المنهجية الموروثة، ولا المذاهب العقدية والفقهية المتبَعة، فتخترق بذلك الحواجز المشتتة للصفوف . وبالتالي تكسب ثقة عامة المسلمين وتتجاوز مظاهر الخلاف التقليدية المترتبة عن التزام الفريق الفقهي لمنهج معلوم يؤول إلى حكم معلوم يحضر معهم قبل انعقاد جلسات المداولات، ولا يكون نتيجة عنها.   4 –  العمل على تكوين جيل جديد من الأصوليين:     وذلك يكون بتركيز الجامعات ومعاهد العلوم الشرعية الإسلامية على تكثيف أعداد الطلبة المتخصصين في أصول الفقه أكثر من المتخصصين في الفقه (1)، بحثّهم على ذلك معنويًّا وتوجيه اهتماماتهم إلى هذا الاختصاص المنهجي في مرحلة مبكرة من مراحل الدراسات الجامعية. والعمل على انتقاء أفضل الطلبة القادمين من الثانويات لتوجيههم إلى هذا التخصص، وعدم إتاحته لضعافهم ممن ترفضهم التخصصات العلمية التجريبية والاجتماعية. والأفضل استقطاب نسبة من أولئك من طلبة العلوم التجريبية بشرط رغبتهم في اختيار هذا التوجه إلى اختصاص أصول الفقه دون ضغط أو إلزام.  ولا يخفى أن هذا المطلب ملح جدا في واقعنا الإسلامي المعاصر لعاملين:   أولا: أن غالب الفقهاء المعاصرين الذين يتصدرون نشاط الإفتاء واستنباط الأحكام لا يصدرون -بحكم طبيعة تكوينهم التعليمي- عن دراية أصولية، كما يتضح ذلك بجلاء من خلال تكييفاتهم التي تركز غالبا على الأدلة التفصيلية (2) مهما ابتعدت عن محل الاستدلال، أو الاستدلال الاستصلاحي النائي عن باقي الضوابط الأصولية الفنية (3). وفي كلتا الحالتين تبدو ملامح مسالك الاستدلال الأصولية المعلومة باهتة نادرة الحضور في تطبيقات أولئك الفرعية. ولا تكاد تظهر على شاكلتها الفنية المتماسكة إلا في مصنفاتهم الأصولية النظرية، وغالبا لغاية تعليمية. حيث لم تبق للضوابط الأصولية المتعارفة المسطورة في آلاف الكتب -القديمة المؤسسة والحديثة المكررة- من قيمة علمية غير قيمتها التاريخية، أما ثمرتها في الواقع فآثارها ضعيفة جدا. ثانيا: أن علم أصول الفقه نفسه في مادته العلمية لم يعد قادرا على ضبط النشاط الاجتهادي المعاصر بما اكتنف حياة الناس من تعقيدات وتشعبات. مما يعني حتما ضرورة دعم الدعوة إلى الاجتهاد في أصول الفقه نفسه بتجديده وعدم الاكتفاء بالموروث من قواعده وضوابطه (4). وهذا المطمح لا يمكن أن يتكفل بتحقيقه علماء الشريعة الحاليون من كلا الاتجاهين، أما علماء الاتجاه السلفي التقليدي فلأنهم يرفضون فكرة تجديد هذا العلم ابتداءً. وأما علماء الاتجاه التجديدي فلأن طبيعة تكوينهم قد غيّبت عنهم الحلقات النظرية الدقيقة الواصلة بين القواعد والضوابط المنهجية لهذا العلم، وبين الواقع المعيش للمكلفين الذي هو محل نظرهم الاجتهادي. ومن ثم لامناص من العمل على تكوين جيل جديد من الأصوليين الذين تمكنهم مناهجهم التعليمية من التعمق في دراسة هذا العلم ابتداءً من منطلقاته الشرعية، مرورا بحلقاته التاريخية وما اكتنفه فيه من عوارض، وصولا إلى إدراك مدى إفادته في واقع المكلفين في هذا العصر، ومن ثَم سبل إحيائه واستثماره لتحقيق أهدافه في ضبط وحسن توجيه الاجتهاد الفقهي المعاصر.     وهذه المقترحات هي بالتأكيد صعبة المنال، نظرا لاستعصاء وضع المسلمين الحالي المانع من تحقيقها. وهي بالتأكيد ستستغرق -إن كُتب لها أن تؤخذ مأخذ الجد يوما ما- عقودا من الزمن ولا تتحقق في عمر جيل واحد. ولكنها مع ذلك هي الأوفق، طالما أن مقترحات الحلول التوفيقية تقتضي بدورها عقودا، لأنها مرتبطة بعقلية أصحاب المنهجين الفقهيين المتنافرين، وهذه لا يمكن أن تتغير في بضعة سنين. فضلا عن أن تلك المقترحات التوفيقية غير مضمونة الدوام، لأن الاختلاف المنهجي سيظل ملازما لأصحاب المنهجين، وبالتالي فسيظهر ليشتت الصف من جديد في مستقبل الأيام لمجرد أن تتلبس بأتباعه نعرة التعصب له واعتباره الحق الذي لا حق غيره. خاتمـــــة : لقد  تبيّن من خلال هذه الدراسة أن النزاع المستشري بين فصائل العمل الإسلامي هو مسألة في غاية الخطورة، لأنه قد أسهم بشكل واضح في مزيد تردّي أحوال الأمة الإسلامية وتدهور أوضاعها على جميع المستويات. سواء اقتصر ذلك النزاع على شاكلته اللفظية بما ينطوي عليه من استعداء شعوري، أو تجاوز ذلك إلى مستوى الصدام البدني الدامي. وأهم ما يمكن استخلاصه من خلال تتبع أصول هذه المسألة ومفاصلها وامتداداتها وانعكاساتها على واقع المسلمين الحالي، ما يلي: – أن هذا النزاع ذو طبيعة منهجية يعود أساسا إلى منطلقات أصولية فُهمت فهما مغلوطا، فاتخذت صبغة دينية لدى أصحابها، ولم يعد بالإمكان مراجعتها لذلك السبب. – أن مظاهر النزاع قد تغلغلت أيضا لأسباب تاريخية أمدته بنفَس الدوام، فرسّخت عقلية اعتبار المخالف في المنهج العقدي أو الفقهي خارجا من حظيرة العقيدة والشريعة، وبالتالي محَلاًّ للاستعداء. – أن تلك الصبغة المنهجية في الخلاف قد انعكست على النشاط الاجتهادي الفقهي، وجرّت وراءها علماء الشريعة والفقهاء منهم خصوصا، فانقسمت الساحة الإسلامية بسبب ذلك إلى تيارين متنازعين على الدوام نزاعا مستحكما. – أن الفقهاء من مختلف الفصائل قد اشتركوا في مظاهر ذلك التنازع بشكل فعال، بل وقادوه في مواجهة المخالفين علماءَ وعامةً داخل الساحة الإسلامية، جارّين وراءهم أنصارهم من الشباب المتحمس المخلص للعمل الإسلامي، فاستحكم بذلك العداء بين الدعاة والفقاء أنفسهم، وكذلك بين الأتباع الذين رُبّوا على التشدد وعدم التسامح مع المخالف وعلى الانفعال وردود الأفعال التي من شأنها إذكاء النزاع. – أن ساحة العمل الإسلامي، مع كثافة فصائلها، فإن فصيلين منها فقط منتشران في مختلف أصقاع البلاد الإسلامية، جنبا إلى جنب، وهما الاتجاه السلفي التقليدي والاتجاه الوسطي التجديدي. أما غيرها من الفصائل الخارجة عليهما فهي محدودة مكانيا وبشريا. – أن المحاولات التوفيقية بين ذينك الاتجاهين الأكبرين كلها باءت بالفشل، ولا يُرجى أمل في نجاحها في المستقبل، لطبيعة النزاع المستحكم من ناحية، ولطبيعة تلك المحاولات التي اقتصرت على الحلول الجانبية دون ارتقائها إلى مستوى الحل الجذري. – مع أن منطلقات الاتجاهين المتنازعيْن الموجِّهين للحركة الفقهية المعاصرة لا يمكن بحال التشكيك في أصالتها، فإن عملية الإصلاح لا يكفي فيها التوفيق بين الأشخاص، ولا حتى مراجعة ما شاب المنهجين من عوارض ظرفية معيقة. بل لابد من استحضار عامل تغير الزمن الذي لم يعد يسمح بتقبل الفقيه المعاصرعلى شاكلته التقليدية الموروثة. – مع أن ساحة الاجتهاد الفقهي قد شهدت تطورا ملحوظا في هذا العصر، من خلال قيام مجامع الاجتهاد الفقهي الجماعي، وتقدَّم خطوةً أكبر بتشريكه لبعض المتخصصين في العلوم التجريبية مع الفقهاء في جلسات مداولات النظر في المسائل الفقهية المستجدة. إلا أن ذلك لا يكفي في تطوير عملية الاجتهاد الفقهي. بل لابد من إقرار تشريك طائفة من العلماء في مختلف الاختصاصات المعرفية مع فقهاء الشريعة بصورة فعلية متكافئة. ليحضروا مداولات جلسات المجامع إلى جانب الفقهاء حسب القضية المعروضة للبحث وصلتها بالحقل المعرفي المطلوب. وصدور الأحكام باسم جميع أعضاء المجمع، بمن فيهم أولئك المتخصصين. على أن يكون حضور فقهاء الشريعة دائما وحضور غيرهم من العلماء فيما يتعلق باختصاصهم فقط. – الدعوة إلى تحديد دائرة اجتهاد الفقيه المعاصر في باب معين من أبواب الفقه يختاره بنفسه ويتخصص فيه دون غيره، ولا يتعداه في اجتهاده. ليتمكن بذلك من التعمق فيه وبالتالي إفادة الأمة باجتهاداته في حدوده. لأن زمن المجتهد المطلق قد ولى، ولم يعد بإمكان الفقيه المعاصر الإلمام بمختلف أبواب الفقه وما يتطلبه كل منها من معارف معاصرة، وإلا ضاع جهده بين المسائل المتباعدة، وظل نظره الاجتهادي سطحيا. ومن ثَم فلا مناص من العمل على تكوين الفقيه المتخصص. –  ضرورة العمل على تنشئة جيل جديد من الأصوليين الذين يتمكنون بفضل تكوينهم المتميز من القيام بمهمة تجديد أصول الفقه بما يتجاوز به مرحلة العقم الذي هو عليه منذ قرون طويلة، لغرض استثماره في النشاط الاجتهادي، وتفادي سلبيات الحركة الفقهية الحالية التي اتسمت في جانب منها بالحرفية المستغنية عن ضوابط هذا العلم، وفي جانبها الآخر بضعف قدرتها على استثمار قواعده وضوابطه الموروثة.  ولا يخفى أن من أغراض تكوين الفقهيه المتخصص والأصولي المتمكن تجنب سلبيات العلماء المعاصرين، لتتأهل الأجيال القادمة منهم لقيادة هذه الأمة لما فيه صالحها، وتجنيبها أسباب ومظاهر الخلافات والمنازعات والفتن المشتتة لجهود الأمة ووحدتها والمهددة لمستقبلها ومصير أبنائها.      والله أعلم —————————————————————————————————————— الهوامش : 1 – يقول السيد الجليند: « إن واقع المسلم مزدحم بالمشكلات التي تحتاج إلى مزيد من الحكمة في التعامل معها بفقه النصوص قبل إصدار الأحكام، وبفقه الواقع قبل استعمال القياس، وبفقه الأولويات قبل الاحتكام إلى الرأي والمذهب. إننا في حاجة رجال أصول يعيدون لمبدأ الاجتهاد حيويته ونضارته من جديد..يعيدون صياغة الواقع وضبطه على القواعد الكلية لعلم أصول الفقه، أكثر من حاجتنا إلى علماء في الفروع، يحللون ويحرمون ويفسّقون ويبدّعون بنصوص يحفظونها ولا يفقهون لها معنى في معظم الأحيان ». انظر: محمد السيد الجليند، منهج السلف بين العقل والتقليد، القاهرة، دار قباء للطباعة، 1999م، ص173. 2 – وخاصة الحديثية بالنسبة لفقهاء الاتجاه السلفي التقليدي. 3 – وهذا المنحى يغلب على فقهاء الاتجاه التجديدي. 4 – انظر في بيان دواعي تجديد أصول الفقه: حسن عبد الله الترابي، تجديد الفكر الإسلامي، جدة، الدار السعودية للنشر، ط2، 1987م، ص27 وما بعدها. ومجلة المسلم المعاصر، مقال بعنوان: الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد، ليوسف القرضاوي، العدد الثالث، يونيو، 1975، ص61. و ويوسف القرضاوي، فتاوى معاصرة، ج2، ص143 المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 07 مارس 2008

 
 

التاريخ في تُـؤدة.. الحداثة الوافدة في السلاسل والأغلال

 
احميدة النيفر (*)   حزمت أوروبا المنتصرة أمرها واجتمعت في «فيينّا» عام 1815 لتنهيَ عصر تناحر داخلي دامٍ أنهك قواها وبدّد طاقاتها. انعقد هذا المؤتمر تتويجا لجهود مضنية أطاحت بنابليون، النمرود الفرنسي، الذي كان قد انطلق باسم مبادئ الثورة الفرنسية يدوس العروش و يطيح بالممالك.   أتاح هذا المؤتمر لإنجلترا سبل توسّع استعماري في العالَم، جعل منها إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس. أمّا فرنسا، فقد اضطرت بعد أن تراجعت أهميتها في أوروبا أن تلعق جراحها وتواجه اضطراباتها الداخلية المتوالية. من ثَم جاء توجيه بحريتِها الحربية إلى شواطئ إفريقيا الشمالية. وكان ذلك إيذانا بالاستيلاء العسكري على ولاية الجزائر في حملة بدأت عام 1830، واستمرت إلى عام 1857.   بالنسبة إلى عالَم المسلمين، كان دخول الجيوش الفرنسية إلى حاضرة الجزائر لحظةً تاريخية ثانية تلت لحظةَ ضياع الأندلس. ما تعنيه التاريخية في هاتين اللحظتين هو تكثّــفٌ للأحداث يتيح ما لا يُتاح عادة من المراجعة لما ترسّخ من المفاهيم والتصوّرات بالتصحيح أو النقض.   مع ذلك، فلا انقضاءُ كل هذه المدّة الفاصلة بين الموقعتين، ولا هول مصيبة الهيمنة الاستعمارية على بلد مسلم عجزت إسطنبول عاصمة الخلافة عن مواجهته، لا هذا ولا ذاك أثار مساءلات كبرى عن هذا الانزواء الفاجع لعالَم المسلمين.   كل ما حصل عندئذ على المستوى الفكري كان إعادةً لطرح السؤال القديم المتعلّق بالحكم الشرعي للمسلم الذي يعيش «تحت ذمة الملّة الكافرة» أو: أيجوز للمسلم المغلوب أن لا يبرح وطنه أم أنّه ملزم شرعا بالهجرة؟   عند المراجعة نجد وثيقتين مهمّتين عن هذه اللحظة التاريخية الثانية. صدرت الأولى ضمن رسالة بعنوان «حسام الدين بقطع شُـبَه المرتدّين» للأمير عبد القادر الجزائري (ت 1300هـ/1883م)، أما الثانية فهي «رسالة محمد بن الشاهد» مفتي عاصمة الجزائر (ت 1253هـ/1837م).   يذهب الأمير في رسالته إلى أن كلّ مَن بقي بدار الحرب أو نزح إليها من دار الإسلام كافرٌ مرتدّ. أما في رسالة ابن الشاهد، فنجد رأيا مختلفا لا يقول بوجوب الهجرة على الإطلاق، إنما تصبح عنده واجبة إن لم يتمكّن المسلم من إقامة دينه. وفي شرح رأيه يقول: «هل وقعت منّا فتنة في الدين؟ وهل بطلت من المساجد الباقية الصلوات والتأذين؟… وهل الذبائح والأنكحة والمواريث بأيدينا على العهد القديم بحيث لم يتسلّط على شيء من تلك هذا الكافر اللئيم؟».   ما يعنينا تحديدا في هذين النصّين هو أنّهما على اختلافهما ظلاّ متّفقَيْن في تصورهما المرجعي. لذلك كان تشخيص الوضع الاستعماري على فداحته عند الرجلين من زاوية واحدة هي زاوية الهجرة: أهي واجبة أم لا؟ كذلك كانت الإحالة في النصّين على الرؤية ذاتها إلى الآخر المختلِف، عبر التقسيم المعروف للعالَم إلى دار إسلام ودار كفر.   لقد ظل النصّان كلاهما بعيدين عن إدراك كاملِ أبعاد الغزو الاستعماري، فبقيت المواجهة قائمة مع المستعمِر لكن بعُدّةٍ فكريّة وخلفية تصوريّة لم يقع تحيينها.   فكما أن ما خسره المسلمون من قبل بسقوط الأندلس لم يُفْضِ إلى مراجعات حقيقية أو تقويم يُدخل ضمن الاجتهاد الفقهي اعتباراتٍ وقيما جديدة، كذلك لم تتّـسع الرؤية لدى علماء الجزائر في ذلك الطور لتستخلص كل الدروس من هذا الانقلاب في طبيعة العلاقات بين المجتمعات المختلفة. إنّها معضلة حسّ تاريخي ضعيف لا يستشعر كلّ ما تعنيه التحديات المُنبَـرية إليهم من خارج عالَمهم. لذلك ظلت خطوات وعيهم التاريخي وئيدة رغم السنين والمخاطر.   توالت سنوات القهر والرعب (1830م – 1930م) بعد ذلك على مسلمي الجزائر كاشفة كامل دلالات الغزو الاستعماري. من زاوية فكرية – إنسانية حقّق ذلك مع جمره ومراراته تراكما لتجارب أدّت إلى الوقوف على حقائق تتعلّق بالبناء الحضاري في شروط رؤية جديدة للعالَم. لم تؤد مائة سنة من الاحتلال إلى الانسلاخ عن الإسلام أو القضاء على الشخصية الوطنيّة، كما كانت تسعى إلى ذلك فرنسا. على العكس، توفرت شروط آلية ثقافية أتاحت درجة لافتة من تطوّر منهج التفكير والعمل لدى المجتمع والنخب. برز ذلك مع إنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931 بمحاذاة جمعيات وأحزاب مختلفة. كل هذا الحراك كان سعيا إلى تركيب نسق قيَميّ متناسب مع مقتضيات العصر وقادر على استيعاب حداثة أوروبية اقتحمت عالَم المسلمين بسلاسلها وأغلالها.   هذا التحوّل في وعي النخب الجزائرية بفداحة الهيمنة الفرنسية جعل من العلماء المسلمين من يدرك أن مباشرة الهويّة الدينية تكون وفق قواعد فكرية وثقافية جديدة، تعبّر عن تمثّل العالِم والفقيه لتحديات التفوق الحضاري الأوروبي. هو وعي يعيد بناء الذات بالتخلّص من النظرة التقليدية إلى العالَم وإلى حضارة الآخر.   نجد هذا واضحا عند عدد من علماء الجزائر ومفكريهم. ولعل أفضل شاهد على ذلك ما كتبه ابن باديس (ت 1940م) في نصوص عديدة من أهمها نص «الإسلام الذاتي والإسلام الوراثي: أيهما ينهض بالأمم؟»، ونص: «أيها المسلم الجزائري» الذي يقول فيه: هاك وصايا نافعة «حافظ على عقلك فهو النور الإلهي الذي مُـنِحتَـه لتهتدي به إلى طريق السعادة… واحذر كل متريبط (طُرُقِيّ مُشعوذ) يريد أن يقف بينك وبين ربك. احذر من التوحّش فإن المتوحش في عصر المدنية محكوم عليه بالتناقض ثم الفناء والاضمحلال كما فنيت جميع الأمم المتباعدة عن التمدّن والرقي… وكن عصريا في فكرك وفي عملك».     هذا التوجّه ذاتّه نجده عند علماء الإصلاح في تونس والمغرب فيما قبل الحرب العالمية الثانية. لقد تأكد تجاوز ثنائية دار الإسلام ودار الكفر ببروز مقولة «التمدّن» التي أصبحت قيمةً يُحتَكَم إليها في العلاقة بالآخر.   ذاك ما أثبته أحد علماء تونس متدبرا ما آل إليه شأن المسلمين في الجزائر نهايةَ القرن التاسع عشر حين كتب عن «أقوم المسالك» يقول: «إذا اعتبرنا تسابقَ الأمم في ميدان التمدّن وتحزّب عزائمهم على فعل ما هو أَعْوَدُ نفعا لا يتهيأ لنا أن نميز ما يليق بنا (المسلمين) إلا بمعرفة أحوال من ليس من حزبنا (الأوروبيين) لاسيما من حفّ بنا وحلّ بقربنا ».   (*) كاتب تونسي   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 7 مارس 2008)
 

أمريكا: ليبيا تمنع مجلس الأمن من إدانة هجوم القدس
 
الأمم المتحدة (رويترز) – اتهمت الولايات المتحدة ليبيا بمنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من إدانة « هجوم ارهابي » على مدرسة دينية يهودية في القدس لكن طرابلس طالبت « باجراء متوازن ». وصاغت الولايات المتحدة مشروع بيان نوقش في جلسة طارئة لمجلس الامن دعي اليها لمناقشة هجوم شنه مسلح فلسطيني في مدرسة دينية يهودية بالقدس لغربية أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الاقل واصابة 10 آخرين بجروح. وقال مشروع البيان « يدين أعضاء مجلس الامن بأقوى العبارات الممكنة الهجوم الارهابي الذي وقع في القدس في 6 مارس (اذار) 2008 والذي اسفر عن وفاة وجرح عشرات من المدنيين الاسرائيليين. » وكان الوفد الامريكي يأمل أن يوافق المجلس المؤلف من 15 عضوا على المشروع بالاجماع لكن ليبيا يساندها بضعة اعضاء اخرين بالمجلس حالوا دون تبنيه. وقال زالماي خليل زاد السفير الامريكي لدى الامم المتحدة للصحفيين بعد اجتماع المجلس « لم نتمكن من الوصول الي اتفاق لان الوفد الليبي بمساندة وفد أو وفدين اخرين لم يشأ أن يدين هذا العمل في حد ذاته لكنه أراد ربطه بمسائل أخرى. » وسعى الليبيون الي ان يتضمن البيان إدانة للهجمات الاسرائيلية الاخيرة في قطاع غزة والتي أودت بحياة أكثر من 120 فلسطينيا بينهم مدنيون كثيرون. ورفض خليل زاد هذا. وقال ان قتل طلاب في مدرسة مختلف عن القتل غير المتعمد للمدنيين مثلما حدث في غزة. واتفق معه السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي قال « أن نرى اناسا يقتحمون مدرسة دينية ويفتحون النار على الطلاب فذلك شيء ينبغي ان يعطي المرء فرصة للتريث والتفكير في موقفه خصوصا اولئك الذين يهتمون بالدين. » واضاف ان الهجوم الذي شنه مسلح فلسطيني كان « عملا ارهابيا فرديا واضحا. » وقالت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله الشيعي اللبناني ان جماعة تطلق على نفسها (كتائب أحرار الجليل-مجموعة الشهيد مغنية وشهداء غزة) أعلنت المسؤولية عن الهجوم. ولم تذكر القناة أي تفاصيل. واغتيل عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله في تفجير في دمشق الشهر الماضي. واتهم الحزب اسرائيل بالمسؤولية عن اغتياله. ونفت اسرائيل أن يكون لها اي دور. وانتخبت ليبيا لعضوية مجلس الامن العام الماضي بعد أن تخلت واشنطن عن اعتراضاتها وانضمت الى المجلس في يناير كانون الثاني. ووجه دان جيلرمان سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة كلمات حادة الي ليبيا. واشار اليها على انها الدولة المسؤولة عن تفجير طائرة ركاب بان امريكان فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في عام 1988 والذي قتل فيه حوالي 270 شخصا. وقال جيلرمان « مما يؤسف له أن هذا هو ما يحدث عندما يتسلل الارهابيون الى مجلس الامن » مشيرا الى فشل المجلس في تبني البيان الامريكي. وسخر ابراهيم الدباشي نائب السفير الليبي لدى الامم المتحدة من هجوم جيلرمان قائلا « لسنا في حاجة الي شهادة لحسن السلوك من النظام الارهابي الاسرائيلي. » واضاف أنه ينبغي للمجلس ألا يتحدث عن هجوم القدس بينما يتجاهل الوضع في غزة. ومضى قائلا « اذا كان للمجلس ان يتخذ أي اجراء فانه يجب ان يكون اجراء متوازنا ويجب ان يدين القتل في غزة وكذلك القتل في القدس. » واعترضت ليبيا في مطلع الاسبوع على استخدام كلمة « الارهاب » لوصف الهجمات الصاروخية الفلسطينية على اسرائيل في مشروع بيان للمجلس يعرب عن القلق بشان العنف في غزة. وقالت اسرائيل ان الهجمات الصاروخية كانت السبب في هجومها الواسع على غزة وقرارها في يناير اغلاق جميع المعابر الحدوية مع القطاع الذي سيطرت عليه حركة حماس الاسلامية بعد أن هزمت القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في يونيو حزيران 2007 .   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 مارس 2008)


كوسوفو وفلسطين: الربط يشكل عبئا على اسرائيل
 
بقلم: محمد م. الارناؤوط، أستاذ التاريخ في جامعة آل البيت بالأردن   قبل أكثر من سنة، مع تعيين ممثل خاص للامم المتحدة لكوسوفو (مارتي أهتيساري) وتكليفه بدفع الصرب والالبان الى مفاوضات سريعة حول قضايا محددة ووضع تصور/ مشروع ملزم للطرفين بواسطة مجلس الامن، أخذت الملاحظات والتعليقات وحتى المقالات تشير بالعنوان الى المقاربة الجديدة ما بين كوسوفو وفلسطين.   وفي هذا الاطار فقد نشر جيريمي بوين محرر شؤون الشرق الاوسط في الـ »بي بي سي » BBC مقالة في 12/6/2007 بعنوان « بين كوسوفو وفلسطين » أشار فيها الى أن « ما هو متوفر في كوسوفو غائب في الشرق الاوسط وهو الاصرار الدولي على انجاز المهمة ». ومن ناحية أخرى فقد أخذت الصحافة الاسرائيلية من حين الى آخر بنشر مقالات تتساءل عن مغزى ما يحصل من حراك دولي حول كوسوفو وانعكاسه المحتمل بالنسبة الى اسرائيل.   والآن، بعد اعلان الاستقلال الكوسوفي من طرف واحد، زادت الاشارات والمقالات في الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي حول مغزى هذا الاستقلال من طرف واحد، ولكن مع ازدياد المقاربة بين كوسوفو وفلسطين. وهكذا ليس من المصادفة أن تتداخل المزيد من الاشارات والتعليقات بين الشرق والغرب حول هذا الموضوع في يوم واحد (3/3/2008).   ففي هذا اليوم خرجت « الغارديان » بعنوان بالغ الدلالة يقول « غزة مثل كوسوفو في عهد ميلوشيفيتش »، حيت تساءلت الجريدة عن السبب الذي دفع الغرب للتدخل العسكري في آذار 1999 لإنقاذ الالبان المسلمين من الحملة العسكرية الصربية التي كانت تبطش بهم ولا يتدخل هذا الغرب في آذار 2008 لعمل أي شي لإنقاذ الفلسطينيين من هذه الحملة العسكرية الاسرائيلية ضدهم في غزة التي تعتبرها أسوأ مما كان يواجهه الالبان في عهد ميلوشيفيتش.   وفي اليوم ذاته كان لدينا في جريدة « دنفني أفاز » البوسنوية خبر بالغ الدلالة عن مظاهرة في تل أبيب ضد استقلال كوسوفو. والمهم في هذا الخبر ان الذين قاموا بهذه المظاهرة عشرات ممن هاجروا من يوغسلافيا السابقة، وبالتحديد من الصرب ومؤيديهم، وأن المجلة الناطقة باسمهم « موست بلس » خصصت العدد الاخير عن كوسوفو. والمهم في هذا العدد ما تكتبه المجلة عن زيارة وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش الى اسرائيل مؤخرا، حيث حاول أن يقنع اسرائيل بالاضرار الكبيرة عليها في حال اعتراف العالم باستقلال كوسوفو.   ومن هذه الاضرار الكبيرة كان تحذيره لإسرائيل من فرض حل دولي عليها وعلى الفلسطينيين لحل النزاع القائم بينهما، وتحذيره لخطر « انفصال » عرب 1948 في شمال اسرائيل عن الدولة. وحسب المجلة فإن رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني « أبديا تفهمهما لما قاله يفريتش وأكدا له ان اسرائيل تسعى لحل بواسطة المفاوضات وتعارض فرض أي حل عليها »، أي كما كانت تقوله صربيا قبل الاعلان عن استقلال كوسوفو.   ومع ذلك فإن الموقف الاسرائيلي المعلن عنه بمناسبة الاعلان عن استقلال كوسوفو يتسم بالدبلوماسية، اذ انه اكتفى بالقول ان اسرائيل تتابع الوضع عن كثب وستتخذ موقفها في ضوء ذلك في المستقبل.   وبغض النظر عن هذه العبارات الدبلوماسية فإن الربط بين كوسوفو وفلسطين في الأسابيع الاخيرة أصبح يشكل عبئا جديدا على اسرائيل.   (المصدر: صحيفة « الغد » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 7 مارس 2008)


جوجل تسحب بعض الخرائط من أحد مواقعها بناء على طلب الجيش الأمريكي
 
واشنطن (رويترز) – استجابت شركة جوجل البحثية على شبكة الانترنت إلى طلب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وسحبت بعض الصور والخرائط من خدمتها الخاصة بخرائط الشوارع لانها تشكل خطرا امنيا على القواعد العسكرية الامريكية. وقال الجنرال جين رينورت القائد العسكري المسؤول عن الدفاع الداخلي ان البنتاجون تحدث مع المسؤولين في جوجل عن المخاطر وينتظر من الشركة التعاون في سحب بعض الصور والخرائط من الخدمة التي تعرف باسم « نظرة على الشارع ». وقال لاري يو المتحدث باسم جوجل « اتصل بنا الجيش واستجبنا لطلباته في الحالات التي أعرب فيها عن قلقه من هذه الصور. » وتدرس وزارة الدفاع الامريكية عدد الصور المتاحة الان على الموقع ومنعت العاملين في جوجل من تصوير القواعد الامريكية بالفيديو. وتقدم خدمة « نظرة على الشارع » صورا للشوارع في 30 مدينة أمريكية. ويمكن لمستخدم هذه الخدمة على الانترنت ان يستخدم فأرة الكمبيوتر ليسير في هذه الشوارع ويتفقد كل نواصيها. وأصبح هذا الموقع محببا بين سائقي السيارات الذين يخططون لرحلات في مناطق لا يعرفونها لكن هذه الخدمة أثارت ايضا جدلا بسبب قضية خصوصية الافراد الذين يظهرون دون علمهم في الافلام التي تصور هذه الشوارع.   ففي احدى الوقائع ظهر في الفيلم رجل وهو يخرج من ملهى للتعري في سان فرانسيسكو وفي واقعة أخرى امرأة وهي تأخذ حمام شمس. وذهبت الشكاوى الى حد مطالبة أمريكية لرفع صورة قطتها من الموقع وهو مطلب لم تستجب له جوجل. اما الصور التي تثير قلق البنتاجون فمنها مشاهد لقواعد واجراءات الامن المتبعة عند بواباتها. وقال رينورت « انها تظهر فعلا مكان كل الحراس. وكيف ترتفع وتهبط كل المتاريس. وكيفية الخروج والدخول الى المبنى. » وأضاف للصحفيين في مقر البنتاجون « أعتقد ان هذا يشكل خطرا أمنيا حقيقيا على منشاتنا العسكرية. »   من كريستين روبرتس   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 مارس 2008)


حماس تعلن المسؤولية عن الهجوم على مدرسة في القدس

 

القدس (رويترز) – أعلنت حركة المقاومة الاسلامية حماس يوم الجمعة المسؤولية عن هجوم بالرصاص على مدرسة دينية يهودية في القدس مساء يوم الخميس قتل فيه مسلح ثمانية طلاب.    ولم يصدر على الفور تعليق عن الحكومة الاسرائيلية التي شنت هجوما كبيرا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس استمر خمسة ايام وانتهى يوم الاثنين الماضي لكنها تعهدت بعد هجوم يوم الخميس بالمضي قدما في مفاوضات السلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.   وقال مسؤول في حماس طلب عدم نشر اسمه لرويترز « تعلن حركة حماس مسؤوليتها الكاملة عن عملية القدس. ستنشر الحركة التفاصيل في مرحلة لاحقة. »   وبعد اكثر الهجمات دموية في اسرائيل منذ عامين وأول هجوم من نوعه في القدس منذ أربعة أعوام فرضت اسرائيل اجراءات امن مشددة حول القدس والضفة الغربية.   وتوافد الاف على القدس للمشاركة في جنازة القتلى وتتراوح أعمارهم بين 15 و26 عاما. وأقامت الشرطة المتاريس وشدد الجيش اجراءات الامن على تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة لمدة 36 ساعة.   ونفذ الهجوم مسلح عرف بانه من سكان القدس الشرقية العربية وقالت اسرته انه كان يعمل سائقا في المدرسة وقتله ضابط بالجيش الاسرائيلي يسكن قرب مدرسة مركاز هاراب التي هرع اليها لدى سماعه اطلاق نار من سلاح الي استخدمه المسلح حين اقتحم مكتبة المدرسة.   ومدرسة مركاز هاراب هي قاعدة ايديولوجية لحركة الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية.   وعرف سكان من القدس الشرقية المهاجم باسم علي أبو الظيم. ورفرفت رايات حماس وجماعات اسلامية اخرى على منزله بعد ما اتضح انه عملية انتحارية.   وقالت الحكومة الاسرائيلية انها لن تنحرف عن مفاوضات السلام رغم الغضب الشعبي.   غير ان راديو الجيش الاسرائيلي نقل عن افي ديتشر وزير الامن الاسرائيلي قوله انه يتعين ابعاد الفلسطينيين العدوانين من القدس الى الضفة الغربية.   وادان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الهجوم بوصفه عملا « بربريا » لان الطلبة كانوا في مكان للعبادة و »لا علاقة لهم بالحرب ». وجرى الاحتفال بالهجوم في غزة بعد ان قتل الجيش الاسرائيلي في هجومه الذي استمر خمسة ايام أكثر من 120 فلسطينيا نصفهم تقريبا من المدنيين.    وقد يزيد الهجوم من تعقيد محادثات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني. وقد يقوض ايضا اعلان حماس المسؤولية محادثات تجريها مصر وتشجعها واشنطن من اجل تهدئة بين الحركة واسرائيل.   وقالت اسرائيل ان المفاوضات مع عباس ستستمر لكنها طالبته بعمل المزيد لكبح النشطاء. وكان ابو الظيم يعيش في القدس الخاضعة لسيطرة إسرائيل الكاملة.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 مارس 2008)  

مرجع شيعي لبناني يحرم سبّ صحابة الرسول وأمهات المؤمنين

 

 
الرياض – UPI – حرّم المرجع الشيعي اللبناني البارز محمد حسين فضل الله سبّ صحابة الرسول وأمهات المؤمنين. وقال فضل الله في تصريح نشرته صحيفة سعودية إن «السبّ يمثل انحرافاً عن الخط الإسلامي الأصيل». إلا أنه قال «عندما نتحدث عن مسألة الإمامة والخلافة فلنا رأي فيها معروف.   وبالنسبة للسبّ فقد قلت إن هذا محرم على أي مسلم، وأنا أسجل هذا في كل استفتاء يأتيني: يحرم أن نسبّ أي صحابي بما فيهم الخلفاء الراشدون».   وعن رأيه في مسألة الخلافة قال السيد فضل الله «أنا لا أوافق في الجدل العلمي أن يتم التحدث عن بعض المصطلحات المثيرة في هذا المجال. إن مسألة الشرعية وعدم الشرعية تخضع لجدل علمي موضوعي. هل إن هؤلاء يملكون الشرعية أم لا ؟ أمّا لماذا أخذوا الخلافة فربّما كانت هناك بعض الآراء التي ترى شرعية ذلك، وبعضها لا ترى ذلك. أنا أعتقد أن الحديث عن هذه المصطلحات المثيرة لا يُراد بها إلا عنصر الإثارة والبعد عن اللغة العلمية».   وأضاف «أنا أنقل كلمة عن الإمام علي عليه السلام عندما كان في طريقه إلى صفين وسمع قوماً من أهل العراق يسبون أهل الشام قال: إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكن لو وصفتم أفعالهم وذكرتم حالهم لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبكم إياهم اللهم احقن دماءنا».   وتابع «أما أمهات المؤمنين فنحن نحرم سبهن، ونقول لا بد من إكرامهن إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم». ودعا فضل الله السنة والشيعة إلى الحوار بشكل مباشر.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 7 مارس 2008)   

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.