(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
صُـور من مـسـيـرة الـمـــــوت
من بُـرج الـرومي إلى الـقـبْـر
السجين السياسي أحمد البوعـزيـزي
(من 30 نوفمبر 2006 إلى 14 جانفي 2008)
تغطية فوزي الصدقاوي
الرابط: http://www.nawaat.org/portail/article.php3?id_article=1325
(المصدر: موقع نـواة بتاريخ 14 جانفي 2008)
قضية سليمان ..أمام محكمة الإستئناف : تغير القاضي ..فهل يتم احترام القانون ..!
بــــلاغ من أجل إطلاق سراح الشاب ياسين الجلاصي
احتجاجا على التعسّف
نداء من الحملة الدولية للتضامن مع الإصلاحيين العرب
بالتوازي مع الحملة الدولية لإطلاق سراح الإصلاحيين السعوديين، نطلق حملة جديدة من أجل حقوق الإنسان للإصلاحيين التونسيين سواء الذين مازالوا قابعين في السجون أو المسرحين الذين لم ينعموا بالكرامة وحقوق المواطنة القاضية بحصولهم على وثائق السفر لهم و لذويهم وحقوق الشغل والتعليم والعلاج من آثار التعذيب والإهمال الصحي المتعمد في أحيان كثيرة، مما أنتج كوارث الأمراض المزمنة و الخطيرة والتي أصبحت تحصد الأرواح الزكية للعشرات منهم. مما استوجب القيام بسلسلة من إضرابات الجوع على المستوى الدولي في أقطار عديدة من العالم تضامنا مع هؤلاء الإصلاحيين التونسيين. وسنستمر في هذه التحركات و غيرها من الوسائل السلمية و المدنية المتاحة حتى تحقيق ما يلي:
1- إطلاق جميع المساجين السياسيين و الذين حوكموا في محاكم لا تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة، بناء على ما شهدت به المنظمات الحقوقية الدولية و خصوصا المحامين الأبطال.
2- فتح تحقيق في كل حالات الوفيات و حالات التعذيب الخطيرة و التي أودت بحياة العديد من المعتقلين، إضافة للإهمال الصحي الذي ربما يكون ممنهجا ومتعمدا و بقطع النظر عمن اقترفه سواء كان أفرادا أو أجهزة أو غيرها. إذ لا يجوز السكوت عن جرائم التعذيب و القتل البطيءو دون معرفة الحقيقة كاملة مع محاكمة الجناة .
3- تمكين كل المساجين السياسيين المسرحين من حقوق المواطنة المنصوص عليها في الدستور و دون تمييز، سواء كان ذلك على مستوى الحصول على وثائقهم الرسمية من أجل السفر، أو حق التعليم و الشغل و التنقل في البلاد و خارجها.
الرئيس المؤقت
سيد فرجاني
لندن في15 جانفي/ يناير 2008
ملاحظة:
يرجى من الجمعيات و المنظمات و الشخصيات الحرة و التي تريد الانخراط في هذا الجهد و للتوقيع مع بقية الأطراف المشاركة معنا إرسال بريد الكتروني للمواقع الناشرة في اليوم الأول للإعلان وإلى seyyedferjani@hotmail.co.uk
رسالة مفتوحة من طفل تونسي إلى وزير الداخلية
سيدي الوزير:
أنا الطفل المسمّى مسلم بن فوزي المرواني عمري ثلاث سنوات مولود في 10 جانفي 2005 .كنت قد تقدمت بواسطة والدي فوزي المرواني صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 05173345 بملف لدى مركز الأمن الوطني بالكبارية بتاريخ 3 أكتوبر 2007 للحصول على جواز سفر يمكّنني من السفر للتداوي بالخارج غير أني فوجئت بعدم الإستجابة لمطالبي دون مبرر وبقيت كثير التردد على مركز الأمن المذكور دون طائل أسيرا لأساليب المماطلة التي أجدها في كل زيارة
وبعد أن يئست من الانتظار راسلتكم سيدي الوزير بتاريخ 24 ديسمبر 2007 بمراسلة بريدية مضمونة الوصول شرحت لكم فيها وضعيتي والتمست من جنابكم التدخل لإنصافي ولنصرة حقّي الأساسي وحماية لحقوق الطفولة في وطننا غير أنني لم ألمس صدى لتدخلكم إلى اليوم ربما لعدم إطلاعكم على رسالتي كما تذهب بي الظنون وهو ما دفعني إلى مخاطبتكم مباشرة من جديد عبر هذا الموقع الالكتروني ملتمسا من حضرتكم الإذن لمصالحكم المختصة بتمكين من جواز سفري وإعفائي من وطأة الانتظار.
الطفل مسلم بن فوزي المرواني
وفد من الديمقراطي التقدمي يزور المعتصمين بأم العرائس
أم العرائس ،المظيلة ، الرديف : الاحتجاجات متواصلة من أجل الشغل
محكمة الإستئناف التونسية ترجئ النظر بقضية المجموعة ‘السلفية الإرهابية’
تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي بنسبة أكثر من 13%
البوعزيزي..أحدث « ضحايا الظلم » في تونس
عقبة بن علي الحميدي
تونس – « أرجو أن أكون آخر ضحايا الظلم والإهمال ».. أمنية قالها ورحل عن الدنيا السجين السياسي التونسي السابق أحمد البوعزيزي.
البوعزيزي كان يعلق على أكثر من 17 عاما قضاها في المعتقل على خلفية انتمائه لحركة « النهضة » المعارضة، خرج بعدها إلى المستشفى ليعالج من آثار مرض عضال أصابه في محبسه إلى أن توفي مساء الأحد الماضي.
وفي بيان وصلت إسلام أون لاين.نت نسخة منه، نعت « النهضة » البوعزيزي واحتسبته « شهيدا آخر عند الله يلتحق بكوكبة الشهداء، بعد مرض عضال داهمه في زنازين الموت التي أعدها لمثله من الأحرار، نظام الطغيان »، كما شنت هجوما عنيفا على السلطات التونسية واتهمتها بمواصلة التنكيل بالمساجين السياسيين.
طالع أيضا:
من جانبه، صرح لإسلام أون لاين.نت عبد الكريم الهاروني، السجين السياسي السابق من حركة النهضة أن المرحوم قال له في آخر لقاء جمعه به قبل أيام من وفاته: « أرجو أن أكون آخر ضحايا الظلم والإهمال ».
وتذكر الهاروني أعوام المعتقل التي قضاها برفقة البوعزيزي قائلا: « واجهنا معا بعد اعتقالنا محاكمة سياسية ظالمة في صائفة 1992، كانت محاكمة القرن في تونس (لقيادات وكوادر حركة النهضة) وقاومنا معا سجنا سياسيا حفظنا فيه القرآن الكريم معا ».
وأضاف: « خضنا إضرابا عن الطعام دفاعا عن حقوقنا المشروعة في السجن في إبريل 1996، فكان ردّ الإدارة تفريقنا بين السّجون ليلة عيد الأضحى المبارك ووضعنا في زنزانات انفراديّة، فلم نلتق من جديد إلا بعد 11 سنة، يوم زيارته لي إثر خروجي من السّجن في خريف 2007 ».
وفي اتصال هاتفي لإسلام أون لاين.نت، تحدث الصحفي التونسي عبد الله الزواري المعني بشؤون المعتقلين السياسيين عن مسيرة البوعزيزي، فأوضح أنه من مواليد 1953 وقد ترك من الذرية أربعة بنات، هن: شيماء (1982) وخولة (1983) وأروى (1987) وتقوى (1989).
« وانتقل إلى رحمة الله مساء الأحد 13 يناير بعد معاناة مريرة مع المرض دامت لسنوات في المعتقل لم يحظ فيها كالآلاف من مساجين الرأي بالعلاج المناسب لا في السجون الصغيرة ولا خارجها »، أضاف الزواري.
وأشار إلى أن « السلطات أخرجته من السجن في 2006 بعد أن قضى فيه أكثر من 17 عاما، إثر تأكدها أن المرض قد أصاب منه مقتلا وأن علاجه في العرف الطبي أصبح مستحيلا.. وكان حينها طريح الفراش بمستشفى صالح عزيز المختص بأمراض السرطان، ومن هناك أطلق سراحه في الأول من سبتمبر 2006 بعد أيام قليلة من مناسبة معتادة للعفو عن المساجين ».
« وأجريت للبوعزيزي في المستشفى المختص عملية جراحية يوم 30 ديسمبر 2006.. إلا أن المعاناة تواصلت وامتد المرض إلى الكبد.. ليواصل فتكه بجسد نال منه سجن توفرت فيه كل عوامل القتل البطيء مع سابقية الإضمار والترصد »، بحسب الصحفي.
سياسة « القتل البطيء »
وحمل بيان لحركة النهضة موقع من رئيسها الشيخ راشد الغنوشي، السلطات التونسية مسئولية وفاة البوعزيزي لعدم توفير الرعاية الصحية الملائمة له في المعتقل.
وجاء في البيان: « إن النظام لم يكتف بتجريد الآلاف من أحرار تونس من حرياتهم ومن حقوقهم الدستورية والشرعية، فحرمهم أيضا من حقهم الطبيعي في الرعاية الصحية والغذاء المناسب والهواء النقي ».
وشدد البيان على أن هذا المسلك يعد « تجسيدا لأبشع صورة لسلطة متشفية أزهقت أرواح العشرات من خيرة أبناء تونس وأبطالها الأحرار، ضمن خطة قتل بطيء أخضعتهم لها بدم بارد ».
وحذرت « النهضة » من أن « قائمة الموت ما زالت مفتوحة (للمعارضين السياسيين) نظرا لتعنت السلطة وإصرارها على سياسة التشفي والإهمال الصحي » للمعتقلين السياسيين، مما يستدعي « شحذ همم كل الأصوات الحرة في العالم للقيام بحملة واسعة كفيلة بحمل السلطة للاستجابة للمطالب المشروعة الداعية لإطلاق سراح المساجين وتمكين المسرحين من كل حقوقهم ».
من جهتها، أشارت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان وصلت « إسلام أون لاين » نسخة منه اليوم الثلاثاء إلى أن الراحل حاول بعد خروجه من المعتقل « الحصول على جواز سفره ليعالج خارج البلد، لعله يجد في أرض الله الواسعة سعة وفسحة لكنهم حرموه من هذه الفرصة كذلك ».
وتساءلت الجمعية: « مرة أخرى.. أما آن لجميع الضمائر الحية أن تصرخ بصوت واحد: كفى قتلا.. كفى تعذيبا؟! »
وسبق أن أشار تقرير حقوقي صدر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر الماضي إلى أن الأوضاع الصحية للمساجين السياسيين في تونس متدهورة للغاية وإلى معاناتهم من أمراض مزمنة وردت مفصلة في التقرير الذي أعده الناشط الحقوقي زهير مخلوف عضو « جمعية حرية وإنصاف » الحقوقية التونسية ويترأسها المحامي محمد النوري.
وبحسب التقرير، فإن عددا من المساجين انتهى به الأمر إلى « الانتحار بعد أن فقد مداركه العقلية نتيجة التعذيب والسجن والضغوط الأمنية المسترسلة التي امتدت سنوات طويلة ».
وقد أورد التقرير أسماء منها: عبد الرزاق بربرية الذي وجد مشنوقا بمنزله، ومحمد علي فداي الذي ألقى بنفسه من على سور القصبة بمدينة بنزرت، ولطفي بن عمارة العميري الذي وجد مشنوقا في شجرة زيتون، كما أورد التقرير بعض أسماء الذين اختلوا عقليا بعد خروجهم من المعتقلات.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 15 جانفي 2008)
السجن 3 سنوات لأربعة تونسيين بشأن الإرهاب
تونس – د ب أ – (وكالة الصحافة الألمانية) – أصدرت محكمة الاستئناف التونسية أمس (14 جانفي 2008، التحرير) حكماً يقضي بسجن أربعة أشخاص لمدة ثلاث سنوات لإدانتهم في جرائم إرهابية.
وقال المتخصص في القضايا المتعلقة بالإرهاب المحامي التونسي سمير بن عمر «قضت محكمة الاستئناف بسجن عامر عليّة وعبدالحميد الغابي وعلي الشاوش (الذين حكم عليهم ابتدائياً بالسجن 15 عاماً) لمدة ثلاث سنوات بتهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه والدعوة للانضمام لتنظيم إرهابي وتوفير أسلحة ومتفجرات وذخيرة ومواد ومعدات وتجهيزات مماثلة ومعلومات لصالح تنظيم إرهابي».
وأضاف أن «المحكمة قضت بسجن سمير الحناشي (المحكوم عليه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات) لمدة ثلاث سنوات لإدانته بالانضمام خارج تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه».
وتطبق تونس منذ العام 2003 قانوناً صارماً لمكافحة الإرهاب يقدر حقوقيون عدد المعتقلين بموجبه بألف شخص غالبيتهم من الشباب.
من جهة أخرى طالبت منظمات حقوقية تونسية أمس الحكومة بنقض حكم إعدام صدر بحق عنصرين بتنظيم سلفي اشتبك مع قوات الأمن في مطلع 2007 بمدينة سليمان (30 كلم جنوب العاصمة تونس) وانتهى بمقتل 12 من عناصر التنظيم ومقتل ضابط بالجيش التونسي ورجل أمن وجرح ثلاثة آخرين من الشرطة.
(المصدر: صحيفة « الوسط » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 15 جانفي 2008)
منظومة إعلامية
تستعد وزارة العدل وحقوق الانسان لوضع منظومة اعلامية لكافة المحاكم بمختلف مستوياتها من المنتظر ان تكون جاهزة قبل نهاية السنة القضائية الحالية وستمكن هذه المنظومة من متابعة القضايا عن طريق بوابة الكترونية الى جانب امكانية استخراج الشهائد العدلية عن بعد دون حاجة للتنقل الى المحاكم.
منحة من المفوضية الأوروبية
منحت المفوضية الاوروبية مؤخرا تونس 73 مليون أورو كدفعة اولى من مبلغ مالي يصل الى 300 مليون أورو مخصصة للتنمية المستدامة والمطابقة مع تشريعات الاتحاد الأوروبي تبعا للبرنامج التوجيهي المسمى «الآلية الأوروبية للشراكة والحوار» المتواصل بين السنوات 2007-2010
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 جانفي 2008)
كيف وقع تصفية مجموعة سليمان (الجزء الأول)
السبيل أونلاين – التقرير الصحفي الأسبوعي
مجلة » جون أفريك » تكشف كيفية تصفية مجموعة سليمان
تضمن العدد الأخير من مجلة » جون أفريك » الأسبوعية الصادرة بتاريخ 06 جانفى 2008 , ومما إعتبرته المجلة سبقا صحفيا أوردت تفاصيل جديدة قام بجمعها مراسلها الخاص إلى تونس سامي غربال حول ملابسات المواجهة المسلحة التى وقعت بين الأمن التونسي وما أصطلح على تسميته بـ » مجموعة سليمان »
تنطلق الوقائع من جبل بو كافر في معسكر للجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر حيث تلقى لسعد ساسي البالغ من العمر 37 عاما أوامر من قيادة الجماعة بالتوجه إلى تونس لتكوين خلايا جهادية .
لسعد ساسي المكنى بـ » أبى الهاشمي » كان عنصرا سابقا في الحرس الوطني التونسي , حارب في البوسنة وتدرب في مراكز تدريب القاعدة في أفغانستان قبل أن يلتحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال . تمكن لسعد ساسي من إقناع أربعة تونسيين للتعاون معه لتكوين خلايا مسلحة بتونس , وهم محمد الهادي بن خليفة وزهير الريابي ومحمد محمودي وطارق الهمامي , كما تمكن من إقناع مواطن موريتانى يدعى محمد مقام – شهر شكري – بالإنضمام إلى مجموعته . وهكذا شكل هؤلاء الستة النواة الأولى لمجموعة » جند أسد بن الفرات » .
في الليلة الفاصلة بين 22 و23 أفريل ( نيسان ) 2006 تسلل الكموندس الى التراب التونسي عن طريق منطقة » بوشبكة » المحاذية لجبل الشعانبي بعد مسيرة دامت قرابة 4 أيام وكانت لديهم 4 بنادق كلاشنكوف وبعض القنابل اليدوية وأجهزة إتصال .
وفي 25 أفريل نيسان توجه لسعد ساسي ومحمد الهادي بن خليفة البالغ من العمر 25 عاما إلى مدينة القصرين لشراء بعض المؤونة وبطاقات للهاتف الجوال قبل العودة إلى مخيمهم للتخفي . حاول محمد المحمودي التوجه إلى مدينة صفاقس للإختفاء عند أحد أقاربه وهناك ألقي القبض عليه صحبة قريبه حيث كان بحوزته قنبلة يدوية ومبلغا ماليا .
عندما يئس من عودة صديقه محمد علي قرر لسعد ساسي ورفاقه تغيير مخبئهم والبحث عن ملاذ آمن وجدوه عند وائل عمامي تاجر الألبسة بالأسواق الذي يمتلك سيارة من نوع RENAULT EXPRESSS يتنقل بها في سفراته العديدة دون أن يثير الشكوك حوله .
قام وائل عمامي بربط مجموعة لسعد ساسي بكل من مجدي العمودي والصحبي المسروقي الأعضاء بخلية سلفية بتونس العاصمة . وفي بداية شهر جوان إستقرت المجموعة عند مجدي العمري بحي شعبي بضاحية حمام الأنف على بعد 15 كيلومتر من تونس العاصمة .
بقي أمام المجموعة الآن أن تقوم بتحويل الأسلحة المخبأة في الجبال القريبة من مدينة القصرين إلى الضواحي الجنوبية للعاصمة فتطوع رمزي العيفي للقيام بذلك بمساعدة 3 طلاب بالمعهد الأعلى للدراسات التكنلوجية بسيدي بوزيد وهم أعضاء مجموعة طلابية سلفية كان من ضمنهم ربيع باشا أصيل مدينة سليمان .
الأمر المذهل في قضية نقل الأسلحة أن المجموعة إنتقلت في ذهابها إلى المخابىء عن طريق السيارة وعادت عن طريق الحافلة محملة بقطع السلاح مفككة في حقائب .
خلال فصلي الصيف والخريف إنتقلت المجموعة التى يبلغ تعداد أفرادها 20 شخصا عبر مخابىء متعددة دون الإبتعاد عن حمام الأنف والزهراء وحمام الشط .
كانت المجموعة تخطط لضرب منشآت حيوية ومصالح أجنبية وإستهداف شخصيات تونسية وأجنبية ولكن لم تكن خطتهم قد قطعت أشواطا كبيرة بعد , فحسب الأدلة التى وقع إلحاقها بالملف لم يكن هناك ما يشير إلى أنهم كانوا يخططون لإستهداف السفارتين الأمريكية والبريطانية .
عند بداية شهر ديسمبر وقع دمج كل المجموعات السلفية في مجموعة واحدة وأختير لسعد ساسي أميرا لما أطلقوا عليه » جند أسعد بن الفرات » وإستقروا في الغابات المحيطة بــ »عين طبرنق » القريبة من مدينة قرمبالية وشكلوا معسكرات هناك في منطقة كثيفة الغابات بعيدة عن أقرب طريق 5 ساعات مشيا على الأقدام .
في الأثناء بقيت مجموعة صغيرة بمنطقة حمام الشط وكان معهم بعض المؤن والمتفجرات ومبلغ من المال .
في الليلة الفاصلة بين 23 و24 ديسمبر حوصر المنزل التى تتحصن فيه هذه لمجموعة الأخيرة من قبل قوات الأمن .وخلافا للشائعات التى راجت بخصوص عملية إكتشاف المجموعة والتى ربطت عملية الكشف بملاحظة دقيقة قام بها الخباز الذى إستراب في أمر مجموعة من الشباب الذين كانوا يشترون الخبز بكميات كبيرة فإن السبب الحقيقي وراء عملية المداهمة هو إيقاف أحد أعضاء خلية سوسة وهو أسامة حاجي والذى دل الشرطة على مكان مجموعة حمام الشط , أما وائل عمامي صاحب سيارة RENAULT EXPRESSS فقد تم إعتقاله بسيدي بوزيد . وبالتزامن مع عملية الإعتقال الأخيرة وقع تطويق المخبأ بحمام الشط وطلب من المتحصنين فيه الإستسلام فرد هؤلاء بإطلاق النار .
أصيب على الأقل 3 من قوات الشرطة وقتل إثنان من المجموعة المقاتلة ووقع إيقاف شخص ثالث في حين تمكن أحد المقاتلين من الفرار , وتمكنت قوات الشرطة من حجز بندقيتين كلاشنكوف و315 طلقة بالإضافة إلى آلاف الدولارات .
أحد الموقوفين ويدعى مكرم وقع إصطحابه ليدلهم على مكان عسكرة المجموعة الرئيسية بعين طبرنق , وبما أن الطريق طويل طلب من المجموعة المرافقة له الإذن بالصلاة فسمحوا له بذلك وفي غفلة منهم تمكن من الفرار وقام بتحذير رفاقه بإنكشاف أمرهم .
قام لسعد ساسي بإصدار أوامره لمجموعته بالصمود . كانت المجموعة المكونة من 20 فردا تمتلك خمسة قطع كلاشنكوف وبعض الآلاف من الطلقات وبعض القنابل اليدوية البدائية الصنع .
تمكنت المجموعة من الصمود إلى غروب الشمس حيث طلب منهم لسعد ساسي التوجه إلى مكان آخر . ومن الغد إنقسمت المجموعة إلى أربعة , فكانت الأولى بقيادة لسعد ساسي والكونة من أفضل العناصر المقاتلة وهم محمد الهادي بن خليفة وشكري الموريتاني ومكرم جريد وربيع باشا والصحبي المسروقي ومهدي الماجري ورياض ميري . أما المجموعات الثلاثة الأخرى فقد وقع إلقاء القبض عليها واحدة تلوى الأخرى وكان من ضمنها حسنين العيفة الذى قام بتفجير نفسه عند إلقاء القبض عليه مما تسبب في مقتل ضابط في الجيش التونسي . أما الآخرون فقد إستسلموا دون مقاومة ما عدى صابر الرقوبي الذى ألقى بنقنبلة يدوية لم تتفجر على أفراد الشرطة ويعتقد أن هذه الحركة هي سبب الحكم عليه بالإعدام في ما بعد .
وحدها المجموعة المحيطة بأميرها لسعد ساسي تمكنت من الفرار والوصول إلى مدينة سليمان أين وقعت المواجهات النهائية الذى قتل على إثره لسعد ساسي وذلك يوم 3 جانفي . أما ربيع باشا وشكري الموريتاني فقد إلتحقا بمنزل الأول حيث لحقتهما قوات الأمن التى قامت بتصفيتهما بعد مواجهة دامت ساعات طويلة .
أما محمد الهادي بن خليفة والهادي بن جريد والصحبي المسروقي ومهدي الماجري ورياض الميري المتحصنين بقطعتي كلاشنكوف وقنابل يدوية الصنع فقد لجؤوا إلى أحد المنازل الذى هو تحت الإنشاء حيث وقع تطويقهم من قبل قوات الأمن وبعد مواجهات شرسة وطويلة تم القضاء عليهم جميعا .
(المصدر: موقع السبيل أونلاين (ألمانيا) بتاريخ 15 جانفي 2008)
إنشاء أول نقابة للصحافيين معترف بها في تونس
تونس (ا ف ب) – أنشئت في تونس اول نقابة معترف بها للصحافيين وذلك بعد حل « جمعية الصحافيين التونسيين » التي كانت اقرب الى ناد بعد اربعين عاما من انشائها.
وعقد المؤتمر الاول « للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين » الاحد الماضي في العاصمة التونسية بمشاركة اكثر من 400 صحافي قاموا بانتخاب النقابة الجديدة التي تهدف الى الدفاع عن حرية الصحافة وتحسين ظروف عمل الصحافيين.
واستمرت اعمال مؤتمر النقابة الوليدة تحت شعار « وحدة حرية مهنية » حتى صباح الاثنين وافضت الى انتخاب مكتب تنفيذي يضم تسعة اعضاء وصف ستة منهم بالمستقلين والبقية بالمقربين من السلطات.
وتنافست في الانتخابات اربع لوائح تضم 33 مرشحا للمقاعد التسعة التي يتألف منها المكتب التنفيذي للنقابة الجديدة.
ونال اكبر عدد من الاصوات في الاقتراع (215 صوتا) الصحافي ناجي البغوري من صحيفة « الصحافة » الحكومية الذي كان طرد في 2005 من المكتب التنفيذي لجمعية الصحافيين التونسيين اثر نشره تقريرا ينتقد بشدة اوضاع حرية الصحافة في تونس.
وتعمل النقابة الجديدة وفق قانونها الاساسي على « تحسين الاوضاع المادية والمعنوية » للصحافيين و »الدفاع عن حرية الصحافة » و »الحفاظ على اخلاقيات المهنة » الصحافية. كما وعدت النقابة الجديدة بالعمل على التصدي « لتدهور » ظروف عمل الصحافيين ومنع « تهميش الصحافيين في هيئات التحرير » في وسائل الاعلام التونسية.
ورفض مؤسسو النقابة اتهامات وجهت اليهم بالعمل على قطع الطريق على اضفاء طابع قانوني على نقابة مستقلة اخرى لم يكن معترفا بها واسست في 2004 من قبل مستقلين ومعارضين ومنعت من عقد مؤتمرها.
واعرب جيم بوملحة الامين العام للاتحاد الدولي للصحافيين السبت في تونس عن دعمه لانشاء نقابة للصحافيين في تونس. كما اعرب عن اسفه لمنع تأسيس نقابة مستقلة.
ويبلغ عدد حائزي البطاقة المهنية للصحافيين في تونس نحو الف شخص. وقد عبر العديد منهم في السابق عن انتقادات لاداء جمعية الصحافيين التونسيين التي علق الاتحاد الدولي للصحافيين مؤقتا عضويتها فيه.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 15 جانفي 2008)
ميلاد النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والمستقلون يكتسحون مكتبها التنفيذي
تونس ـ القدس العربي ـ من سفيان الشورابي: أنتهت أشغال المؤتمر الأول للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، في ساعة مبكرة من فجر امس الاثنين، بانتخاب أول مكتب تنفيذي للنقابة يتركب معظمه من صحافيين ترشحوا في قائمات مستقلة. في حين عبرت اللائحة العامة واللائحة المهنية المنبثقتان عن المؤتمر عن انشغال الصحافيين التونسيين بتدهور مستواهم المعيشي، وبتراجع هامش الحريات الإعلامية.
وكان الصحافيون قد اجتمعوا يوم السبت الماضي في مؤتمر استثنائي لحل وتفكيك جمعية الصحافيين التونسيين الموجودة منذ ما يناهز أربعين سنة، و توريث رصيدها المادي والمعنوي إلي النقابة، واعتبار مؤتمرها الأول، المؤتمر الثالث والعشرين لمهنة الصحافيين ، علي ما ورد في اللائحة الوحيدة الصادرة عن المؤتمر الاستثنائي.
وانطلقت أشغال المؤتمر الأول، في اليوم الموالي، بتعيين مكتب لتسيير المؤتمر الذي ترأسته رئيسة تحرير صحيفة الشروق القريبة من الحكومة فاطمة بن عبد الله كراي، التي أعلنت عن ميلاد النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين. ثم فتحت المجال أمام مداخلات المؤتمرين. فكانت إجمالا ذات اتجاه واحد، وتلخص مسيرة عشريات بأكملها من استهداف ممنهج للقطاع الصحافي الوطني. إذ عبرت عن قلق الصحافيين من هشاشة وضعيتهم المهنية والمادية، وعن انحسار هامش الحريات الإعلامية.
الصحافي جمال العرفاوي قال ان بعض وسائل الإعلام في تونس تكرس الشعوذة والدجل ، وهاجم مسؤولي الإعلام ورؤساء التحرير لكونهم لا يطبقون القانون ولا يحترمونه. في حين أوصي الرئيس السابق للجمعية والمقرب من السلطة الصحافي محمد بن صالح بفتح جميع المواقع والصحف الالكترونية المحجوبة، وبتسوية وضعيات جميع الصحافيين.
من جهته أكّد الصحافي الحبيب الميساوي بأنه من الضروري علي الصحافيين التونسيين ان يتحرروا من جميع الضغوطات التي تكبل عملهم ، منددا باستهداف الصحافيين في أعراضهم وفي ذواتهم. وتحدث الصحافي نصر الدين بن حديد عن التراجع المخيف للوضعيات المادية للصحافيين، واقترح علي المكتب الجديد بتكوين لجنة لاستبيان حالتهم وفق مقاييس علمية.
وفي السياق ذاته، قال الصحافي ناجي البغوري دورنا الحقيقي هو حماية الصحافة من المحسوبية والفساد والرشوة المتغلغلة بكثافة ، واصفا الصحافة في تونس بـ المريض الذي يتنفس اصطناعيا .
وهو ما ذهب إليه الصحافي زياد كريشان الذي أعرب عن شعوره بالخجل بسبب إغلاق الموقع الالكتروني للفيدرالية الدولية للصحافيين، ودعا إلي فتح جميع المواقع الإخبارية الأخري.
الصحافي خميس الخياطي رفض في مداخلته انخراط الملحقين الصحافيين في الجمعية، وذلك للتضارب القائم بين مهامهم، معتبرا الرقابة الذاتية وهما .
سجالات حادة
وسجلت كواليس المؤتمر العديد من الممارسات التي كادت تعصف به. فقد منعت قوات البوليس الصحافي أيمن الرزقي من الدخول، بالرغم من تهديد رئاسة المؤتمر بتعليق الأشغال. كما لوحظت التعبئة الضخمة التي قامت بها الأجهزة الإدارية من خلال تسخير الحافلات لجلب الصحافيين العاملين في المؤسسات الإعلامية الحكومية لمجرد التصويت من دون أن تكون مواكبة لأعمال المؤتمر.
كما شهدت النقاشات تداول عدد القضايا التي أثارت جدلا وتراشقا كلاميا حادا، علي غرار حرمان عدد من الصحافيين الشبان من الترشح لانعدام شرط العمل بمؤسسة إعلامية لمدة 10 سنوات متتالية، إضافة إلي احتراز الكثير من تكوين لجنة للعلاقات الخارجية.
وتمّ أيضا تحوير القانون الأساسي للنقابة الذي من المنتظر أن يدخل حيز التنفيذ خلال المؤتمر القادم بعد إثارة الصحافي منجي الخضراوي لجملة من الأخطاء والتجاوزات التي وردت في النسخة الأولي. وأعلن في الختام، رئاسة المؤتمر عن فوز الصحافيين المستقلين ناجي البغوري، وسكينة عبد الصمد، ومنجي الخضراوي، وزياد الهاني، وعادل السمعلي، ونجيبة الحمروني، والصحافيين المحسوبين علي الجهات الرسمية وهم الحبيب الشابي، وسفيان رجب، وسمير الغنوشي، بعضوية أول مكتب للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين.
آمال كبيرة
وفي أول تصريح بعد الإعلان عن النتائج، قالت الصحافية سكينة عبد الصمد لـ القدس العربي انها ستعمل مع المكتب الجديد علي تحقيق الأهداف المرصودة في لائحتي المؤتمر ، وستدفع بقوة نحو ضمان الاستقلالية المادية للصحافيين، والتوسيع من هامش الحريات.
ووصف الصحافي زياد الهاني المؤتمر بـ الإنجاز التاريخي لفائدة المهنة ، معربا عن أمله في أن يرجح صوت العقل ، وأن توضع مصالح الصحافيين فوق كل اعتبار . في حين اشترط الصحافي المنجي الخضراوي التفاف عموم الصحافيين مع مكتبهم التنفيذي للنضال الجماعي من أجل الدفاع عن مصالحهم ، مؤكدا علي ضرورة وجود استعداد من قبل السلطات للتعاون مع المكتب الجديد.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 جانفي 2008)
المؤتمر الأول لنقابة الصحفيين التونسيين:
نتائج الانتخابات خالفت التوقعات وأفرزت مكتبا مختلطا من القائمات المتنافسة
** صعود 6 وجوه جديدة لعضوية المكتب وتجديد انتخاب 3 أعضاء من المكتب المتخلي
تونس ـ الصباح: تم خلال ساعات الفجر الاولى من يوم أمس الاثنين التصريح بنتائج انتخابات المؤتمر الاول لنقابة الصحفيين التونسيين الذي عقد بنزل المشتل بالعاصمة. وقد تنافس على عضوية تسعة مقاعد تشكل المكتب التنفيذي لاول نقابة للصحفيين التونسيين 33 مرشحا توزعوا على أربع قائمات إلى جانب عدد من المستقلين. وقد سجل قبل بداية عملية التصويت انسحاب مرشح وحيد ورفض آخر نظرا لعدم توفره على شرط أقدمية عشر سنوات في العمل الصحفي.
وفي قراءة لنتيجة الانتخابات اتضح أن صناديق الاقتراع خالفت التكهنات المسبقة والتوقعات التي كانت تشير إلى إمكانية فوز بعض القائمات أو الاسماء المرشحة على حساب أخرى. كما اتضح أن غالبية المؤتمرين وعددهم 446 مؤتمرا لم يلبوا على ما يبدو التوصيات التي رجحت التصويت على قائمات دون أخرى. وهكذا أفرزت الانتخابات مكتبا مختلطا ضم أسماء من مختلف القائمات المتنافسة. كما تم إعادة انتخاب 3 أعضاء سابقين من المكتب المتخلي لجمعية الصحفيين التونسيين التي تم حلها يوما قبل انعقاد المؤتمر التأسيسي للنقابة. وهم سفيان رجب، زياد الهاني، وناجي البغوري. وقد تحصل هذا الاخير على أكبر عدد من الاصوات المصرح بها بواقع 215 صوتا.
يذكر أن أشغال المؤتمر شهدت بالخصوص التصويت برفع اليد على إدخال بعض التنقيحات على القانون الاساسي للنقابة الوطنية للصحفيين يتمثل أبرزها في التوسيع من عدد أعضاء المكتب التنفيذي من 9 حاليا إلى 11 عضوا، والتقليص من سنوات الاقدمية أو الانخراطات الواجب توفرها في المترشحين للمكتب التنفيذي من 10 انخراطات إلى 5، لكن هذه التعديلات سوف لن يتم اعتمادها إلا خلال المؤتمر الثاني للنقابة المزمع عقده بعد ثلاث سنوات بالنسبة لتوسيع قائمة أعضاء المكتب التنفيذي في حين أن شرط الاقدمية سيكون له طابع انتقالي ويكون ساري المفعول بداية من المؤتمر الثالث للنقابة.
جدير بالاشارة أنه لوحظ في برامج القائمات المتنافسة على عضوية المكتب التنفيذي طغيان الوعود ذات الصبغة الاجتماعية (على غرار توفير السكن، الترفيع في الاجور، تنظيم عمل صندوق تآزر الصحفيين..) وأخرى مهنية (تنظيم عمليات الانتداب والترقيات والعناية بمسألة التكوين، التصدي للدخلاء على المهنة..).
وكان اليوم الاول من المؤتمر الذي عقد بنزل المشتل بالعاصمة قد شهد حل جمعية الصحفيين التونسيين التي تأسست منذ 1964، وتوريث رصيدها المادي والمعنوي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي تم عقد مؤتمرها الاول خلال يوم الاحد المنقضي.
وقد حضر انطلاق أشغال مؤتمر جمعية الصحفيين التونسيين الى جانب عدد من المسؤولين عن وسائل الاعلام الوطنية ممثلون عن اتحاد الصحافيين العرب والجامعة الدولية للصحافيين «الفيج» وبعض المنظمات الصحافية في الدول العربية.
وكان نحو 500 صحفي تونسي قد أعلنوا في 25 أكتوبر الماضي، عن تأسيس نقابة وطنية للصحفيين التونسيين كهيكل مهني مستقل حصل على موافقة السلطات التونسية، وجاء في البيان التأسيسي لهذه النقابة أنها ستكون « هيكلا مهنيا مستقلا يمثل تطورا في مسار جمعية الصحافيين التونسيين، باتجاه انجاز اتحاد الصحفيين التونسيين، كهدف استراتيجي لجمع شمل الصحفيين والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية، وصيانة المهنة واحترام ميثاق شرفها والدفاع عن حرية الرأي والتعبير، والتفاوض وإبرام الاتفاقيات باسم الصحفيين ».
وفي ما يلي القائمة الكاملة للمكتب التنفيذي الاول للنقابة الوطنية للصحفيين حسب ترتيب الاصوات المصرح بها، علما أنه تم إلغاء أكثر من 60 بطاقة لعدم احترامها لمبدإ التصويت:
ناجي البغوري 215 صوتا، منجي الخضراوي 151 صوتا، سكينة عبد الصمد 141 صوتا، نجيبة حمروني 137 صوتا، سميرة الغنوشي 124 صوتا، سفيان رجب 121 صوتا، زياد الهاني 120 صوتا، عادل السمعلي 111 صوتا، حبيب الشابي 108 اصوات.
رفيق بن عبد الله
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 جانفي 2008)
قال إن نُقّادا تونسيين أساؤوا للسينما التونسية:
ماذا يريد المخرج نوري بوزيد؟
تونس – الصباح: ربما جاز القول بأن المخرج السينمائي نوري بوزيد هو أحد «نجوم» المشهد السينمائي في تونس.. فأفلامه التي أنجزها وطلع بها على الساحة الثقافية بدءا بشريط «ريح السد» ومرورا بشريط «صفائح من ذهب» و«بزناس».. و«بنت فاميليا» و«عرائس الطين» وغيرها ووصولا الى شريط «اخر فيلم» أثارت جميعها حفيظة الجمهور والنقاد على حد سواء وذلك لما اتسمت به من جرأة على مستوى الطرح الفكري ومن إثارة شكلا ومضمونا..
أيضا، يعتبر المخرج نوري بوزيد وبامتياز أحد رموز سينما الايدولوجيا – لا في تونس فقط – بل ربما حتى على مستوى العالم العربي.. فأفلامه جميعها – نعم جميعها – مشحونة بخطاب ايديولوجي بعينه يستمد مقولاته غالبا من دعوات التحرر من كل قيم المثاليات والماورائيات والغيبيات التي لا علاقة لها – من وجهة نظره – بواقع الحقيقة النفسية والمادية للإنسان الفرد في هذه الحياة وكذلك بحقيقة رغباته في التحرر من كل العوائق والمثبطات – بمختلف أنواعها – التي تحول دونه ودون تحقيق ذاته في هذا الوجود…
والمخرج نوري بوزيد – من هذا المنطلق- هو أيضا أكثر المخرجين السينمائيين التونسيين من أبناء جيله الذين كشفوا بشجاعة – منذ أفلامهم الاولى – عن «أوراقهم» وعن حقيقة توجهاتهم الفكرية… فهو أحد المناصرين باطلاق لحق الإنسان الفرد – رجلا كان أو امرأة – في أن يمارس حياته الخاصة بعيدا عن اية ضغوطات أخلاقية او اجتماعية موروثة (انظر شريطه «بنت فاميليا») وهو – أيضا – أحد المنادين بضرورة عدم تصنيف الناس بحسب دياناتهم ومعتقداتهم فالشخص الأفضل هو الشخص الأكثر انسانية حتّى ولو كان يهوديا يعيش في مجمع انسانية حتى ولو كان يهوديا يعيش في مجتمع مسلم (انظر شريطه «ريح السد»).. وهو ـ أخيرا وليس آخرا – ضد كل أنواع القمع السياسي والتعدي على الحرمة الجسدية للإنسان الفرد مهما كانت المسوّغات والتبريرات (انظر شريط «صفائح ذهب»).. وهو أيضا- وقبل هذا وبعده – أحد الأعداء الألداء لكل توجه يروم اقحام الدين (المقدس) في الحياة العامة للمجتمع… فالدين- من منظوره – شأن شخصي بين الإنسان وربه… واذا ما وقع تحويله الى «أداة» للهيمنة الثقافية على عقول الناس فهو لن ينتج الا الفتن الاجتماعية والارهاب (انظر شريطه «آخر فيلم»)…
ذلك هو تقريبا المخرج نوري بوزيد الذي استضافته في سهرة السبت الماضي الفضائية «تونس7» في اطار منوعة «موزيكا وفرجة» التي تنشطها أسماء الطيب وقد تحدث عن مجمل توجهاته وخياراته الفنية ومسيرته… وفي استضافة بقدر ما بدا من خلالها المخرج نوري بوزيد مرحا ومنفتحا وديمقراطيا.. بقدر ما «انقلب» في حيز منها إلى متألم و«منغلق» ومنكر على الآخرين حقهم في أن يقولوا رأيهم بوضوح في أفلامه وتوجهات خطابها الاجتماعي والايديولوجي وذلك خاصة عندما سألته المنشطة عن طبيعة علاقته بالنقد الصحفي.. بوزيد وراح يحمّل النقاد مسؤولية ما أسماه الإساءة للسينما التونسية وكأن أفلامه هي كل السينما التونسية!!
إنّ المتتبع لطبيعة تعاطي الكتابات النقدية في مجمل الصحف التونسية مع أفلام المخرج نوري بوزيد سيلاحظ أن هذه الكتابات لم تغبط في مجملها حق هذه الأفلام وأنها كثيرا ما نوّهت بقيمتها الغنية خاصة على مستوى الشكل… فالمخرج نوري بوزيد هو بالفعل أحد «الصنائعية» في هذا المجال – مجال جمال الصورة السينمائية وفي ادارة الممثل – أمّا مسألة الاختلاف مع جانب من مضمون الرسالة الثقافية لأفلام النوري بوزيد فهو – في رأينا – حق مضمون للناقد باعتباره «عين» حارسة و«عدسة» ناقدة بالمعنى الثقافي والجمالي للكلمة… وما كان ينبغي للمخرج نوري بوزيد أن يستكثر على النقاد حقهم في أن يقولوا «كلمتهم» في أفلامه – على الأقل – من منطلق أنّه مبدع وأحد أنصار الحرية والاختلاف – كما يقدم نفسه من خلال أفلامه…
محسن الزغلامي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 جانفي 2008)
انتخابات جمعية المحامين الشبان وبوادر القطيعة مع تصويت » القطيع »
تونس في 15/01/2008 على الساعة التاسعة صباحا
بسم الله الرحمان الرحيم
رسالة
إلى أسرة تحرير نشرية تونس نيوز
أرجو منكم نشر هذا التعقيب البسيط على مقال أو بالأحرى بيان نشر في نشريتكم يوم 14/01/2008 تحت عنوان » حركة النهضة تساند التحركات النقابية »
شيخنا الكريم
إن ماورد ببيانكم الصادر بنشرية تونس نيوز ليوم 14/01/2008 تحت عنوان « حركة النهضة تساند التحركات النقابية » جعلني كنقابي أنتمي إلى هياكل الإتحاد منذ مايقارب 20 سنة ناضلت في صفوقه وشهدت مراحله العديدة أستغرب شديد الغرابة مما كتبتموه وماورد على لسانكم وأتسائل هل أنا في حلم أم يقظة كيف لا وأنا أعرف أن الإتحاد له زعماء ولم أتذكر أني يوما سمعت بأن للإتحاد أوصياء كما أني أعرف أنكم لكم حركة غير معترف بها وأؤكد لكم أن ماقلتموه من « أن حركة النهضة التي ساندت دائما المنظمة الشغيلة ……. » أمر غير صحيح بالمرة بل أنكم كنتم تسعون دائما إلى هدم المنظمة بل إني أقول أن نشطائكم لم يساهم ولو بإنخراط في الإتحاد فكيف تتحدثون الأن عن ساحة محمد علي ؟؟؟؟؟؟
فأنا ولإن كنت قد شارفت على التقاعد لكن ذاكرتي تبقى دائما جيدة .
فبالله عليكم قولو لي هل أن التكلم بإسم الشغالين هذه الأيام أصبح موضة أم ماذا أو أنكم أفلستم سياسيا فعينتم أنفسكم أوصياء على الشغالين وتريدون أن تحيطو أنفسكم بالأضواء الساطعة من وراء إتحادنا ؟؟أم أنكم تريدون أن تحيدو بالإتحاد عن مساره الصحيح وتجعلوه مطية وتجعلو من مناضليه وسيلة لأغراض سياسية ؟
أم هل أنكم أنتم في لندن أو أي أحد في موقع أخر خارج هياكل الإتحاد له من الحس الكبير بحيث أنه يعرف من وراء البحار مايحصل في ساحة محمد علي ؟؟ وكفاكم تهويلا للأمور وإصطيادا في المياه العكرة
إن الإتحاد العام التونسي للشغل منظمة الشغالين وهي ليست بحزب أو حركة وهياكلها واضحة وليست في حاجة لهيكل من لندن أو فرنسا …..لتسيرها وسيظل شامخا وكفاكم تدخلا في شؤوننا وحشرا لأنفسكم في هياكلنا
أخي الكريم إني أؤكد لكم بأننا نحن وحدنا النقابيون من يحدد قرارات منظمتنا فنحن من نعمل ونكد ونقتلع خبز أبناءنا ونحن من نناضل فنحن متمسكون بمنظمتنا لالنمتطي السيارات الفخمة أو نقيم في نزل فخمة أو …….بل لكي تدافع عن حقوقنا لا لتتاجر بقضايانا وتزايد بمطالبنا
فبالله عليكم أتركو إتحادنا وكفو عن الركوب عن الأحداث وكفاكم تسييسا لقضايانا
وعاش الإتحاد العام التونسي للشغل
منظمة عتيدة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقابي من مدينة تونس
تحملت العديد من المسؤوليات صلب الإتحاد
العام التونسي للشغل
بسم اللّه الرّحمان الرّحيم تونــــــس 15/01/2008
والصلاة والسّلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقـــم 377 كاتب في الشأن الوطني
موقع تونس نيوز والعربي والإسلامي
شكرا لقناة
المستقلّة على
فتح هذا الملف
في الصميم وضع النّقاط على الحروف
لغة الأرقام لها وقعها عندما تكون
متساويّة وواقعيّة وشاملة وبمصداقيّة
أن من رسالة الكاتب النّاجح أن يضع النقاط على الحروف وقد اخترت هذا الشّعار منذ أشهر عبر مقالاتي لتي تحظى بالدعم والتّشجيع من قبل أسرة تحرير تونس نيوز مشكورة على هذا المجهود الجبّار. وبهذه المناسبة أوّد أن أشكر قناة المستقلّة بلندن على رسالتها الإعلاميّة الهادفة وفتحها لملفات هامة.
تخص المغرب العربي الكبير في برنامج ملفات مغاربيّة أو الفضاء الديمقراطي، وقد استمعت يوم الأحد 13 جانفي 2008 إلى حديث السيد توفيق بكّار محافظ البنك المركزي التّونسي حول دور البنك ونشاطه والوضع الاقتصادي في بلادنا والتطور الحاصل في مجال النّمو الاقتصادي وحجم المبادلات التّجارية وما حققه البنك المركزي في مجال التنّمية الشّاملة. و إني أشاطر السيد بكّار في عديد النّقاط التي ذكرها حول التطور الاقتصادي ولكن، لا أشاطره الرّأي في شرحه لموضوع الأجور التي تطورت أربع مرات ونصف من سنة 1987 إلى اليوم، صحيح أن تطّور الدخل الفردي بلغ 4.400دينار للفرد الواحد بالنسبة لمجموع السّكان أي هناك من دخله 200.000دينار سنويّا ومن دخله تجاوز 300ألف دينار سنويّا وإن المواطن العادي عندما يسمع هذا الرّقم يبقى يتساءل هل أنّ هذا المدخول يشمله أم لا؟
أما المواطن الواعي والنّاضج يدرك أن هذا الرّقم هو معدّل الدخل الفردي بصفة جماعيّة أي يمكن أن يدمج صاحب المدخول الخيّالي على سبيل المثال 300 ألف دينار سنويا للفرد والمجموع أسرة تضّم 5 أفراد يصبح المدخول مليار ونصف للأسرة ربما هذا صحيح، ولكن هناك نسبة 5% من الشرائح الاجتماعيّة مدخولها السّنوي 600 دينار لشخصين أو ثلاث (العائلات المعوزة والمعاقين).
و4% دخلهم لا يتجاوز 400 دينارسنويا وهم على عتبة الفقر والخصاصة و يعيشون على الصدقات…؟
الأصناف الاجتماعيّة الأخرى
حوالي 20% من العمال في الفلاحة والبناء والحظائر المدخول السنوي 2400 دينار أي ما يعادل 440د للفرد الواحد، 25% موظفي الدّولة والعمّال أجورهم تتراوح من 4000 إلى 5000 دينار ما يعادل الفرد الواحد ألف دينار. 20% من سامي الموظفين مع زوجاتهم وأجورهم تفوق 18 ألف دينار ما يعادل 3600 للفرد. 8% من الشّبان وزوجاتهم دخلهم يفوق 10.000 ألاف دينار للفرد الواحد 5.000 دينار.
6% من الشّبان والفتيات في سن الزّواج دخلهما حوالي 8.000 دينار أكثر من نصف المبلغ للأثاث والتجهيزات تحضيرا للزّفاف ولوازمه و5% دخلهم يفوق 60 ألف دينار معدّل الفرد 12 ألف دينار.
3% من الفلاحين والتّجار الكبار وأصحاب المشاريع الكبرى دخلهم يفوق 250 ألف دينار أي ما يعادل 50 ألف دينار و1% دخلهم الحرّ يفوق 100 ألف دينار معدل الفرد 20 ألف دينار.
2% من أصحاب المشاريع الكبرى ورجال الأعمال دخلهم يفوق 800 ألف دينار ما يعادل 160 ألف دينار وأخيرا 1% دخلهم يفوق المليار ونصف أي ما يعادل 300 ألف دينار للفرد الواحد وهذه النسب معدّل عائلة بها 5 أفراد للأسرة وإن نسبة 74 % دخلهم لا يتجاوز بصفة الجمع 2200 دينار للفرد الواحد هذا تقريبا التوزيع الأقرب للحقيقة لأكثر من 74% وقد تغافل السيد توفيق بكّار على ذكر هذه الحقيقة وتجنّب الحديث والخوض في موضوع هام.
الأسعار وما أدراك ما الأسعار
وقد أشرت في العنوان أن لغة الأرقام لا تكون صحيحة إلاّ كانت متكاملة وواقعيّة ومن الواقع المعاش وإن السيد محافظ البنك لم يشير في حديثه إلى موضوع الأسعار التي تطورت من 1987 إلى اليوم أكثر من 7 مرّات وأعطي مثال: في سنة 1984 كان مرتّبي الشّهري حوالي 350 دينار أي ما يعادل 450دولار وقتها إي أن الدينار التونسي قيمته دولار وربع تقريبا. والأسعار على النّحو التّالي.
الخبزة ثمنها 80 مليم ووزنها 750غ، اليوم سعر الخبزة 240 مليم ووزنها 400غ
الحليب ثمن اللّتر 200 مليم اليوم 830 مليم / الياغورت من 60 مليم إلى 270 مليم/ السميد من 120 مليم ك إلى 430 مليم ك / المقرونة من 180 مليم إلى 860 مليم/ كيلو طماطم معجون من 520 مليم إلى 1400 مليم/ مواد التنظيف تضاعفت 4 مرات/ لحم الخروف من 2دينار إلى 12 دينار/ البقري من دينار و800 إلى 10 دينار/ السردينة من 300 مليم إلى 1500مليم/ السمك المتوسط من دينار إلى 5 دينار/ السّمك الرّفيع من دينارين إلى 12 دينار/ الغلال من 200 مليم إلى 1200 مليم/ البطاطا من 100 مليم إلى 650 مليم/ السّفنارية من 80 مليم إلى 500 مليم/ البصل من 80 إلى 500 ملم/ التّمر من 800 إلى 3500 مليم.
أسعار الأدويّة تضاعفت 10 مرات
السّكن تضاعف 10 مرات والأراضي الصّالحة للسكن تضاعفت 15 مرة/ النّقل تضاعف 5 مرات نتيجة لارتفاع البنزين 5 مرات حيث في سنة 1983 لترة الڤزوال بــ135 مليم اليوم 840 مليم والبنزين من 300 مليم إلى 1200 مليم/ الزيت المخلط للاستهلاك تضاعف 5 مرّات/ السّكر تضاعف 5 مرات/ الملابس والأحذيّة تضاعف أكثر من 5 مرّات، كما تضاعفت فاتورة الماء والكهرباء 3 مرّات.
هذه حقيقة ملموسة يعيشها المواطن التّونسي ويتمنى لو بقت الأجور مستقرّة في عام 1985 مقابل استقرار الأسعار في ذلك الوقت أفضل بكثير من ارتفاع الأجور التي صحبتها التهاب الأسعار بصفة جنونيّة وهذا رأي جلّ المواطنين لأنّ لا فائدة في زيادة الأجور مقابل ارتفاع الأسعار، وإن المواطن الّذي استطاع بناء مسكن عام 1984 بمرتب 150 دينار لا يستطيع بناؤه اليوم ولو كان دخله 800 دينار هذه حقيقة لم يذكرها السيد توفيق بكّار وهو يعرفها ولكنها مرّة. والحق مرّ يا عمــــر… وبكّارنا عليه ذكر هذه الحقيقة مستقبلا حتى يكون للحديث معنى ومصداقية والمستمع التّونسي يحترم هذا الحديث لأنّه من الواقع.
شكرا لقناة المستقلة
يا أيها الذين ءامنوا اتقوا اللّــــــــه وقولوا قولا سديدا صدق اللّــــه العظيم
بقلم كاتب في الشأن الوطني
والعربي والإسلامي
محمد العروسي الهّاني
الهاتـــــف: 22.022.354
مقال في السياسة!!!
بقلم: برهان بسيّس
دعت نقابة التعليم الثانوي إلى اضراب بيومين هذا الأسبوع. وقد صدرت هذه الدعوة إثر انهاء إضراب جوع طويل كان قد خاضه ثلاثة من الأساتذة الذين أنهت الوزارة عقودهم مطالبين بإعادتهم إلى مواقع عملهم.
إضراب هذا الأسبوع وضعته النقابة تحت لافتة حماية الحق النقابي أما وزارة التربية فقد بادرت إلى توضيح موقفها تجاه مطالب النقابة من خلال مراسلات إلى الأساتذة ووسائل الإعلام.
لا شك أن إضرابا بهذه المدّة وفي قطاع حسّاس مثل قطاع التعليم مسألة لافتة تستحق المتابعة والاهتمام خاصة وأن توترا ملحوظا في علاقة وزارة التربية بنقابة التعليم الثانوي ما فتئ يتصاعد بموجب أو بدونه.
لا أعتقد أن هذا مجال لتحميل طرف دون آخر مسؤولية هذا التوتر إذ بعيدا عن خطاب الشكليات الديماغوجي نحن أمام تصادم طبيعي للأدوار والمواقع والأهداف.
وزارة التربية مسلّحة بمسؤوليتها الأخلاقية والقانونية تجاه قطاع من أهم المكاسب الوطنية في البلد تعرض النصوص القانونية والمبررات الاجرائية لقراراتها وسياساتها محل انتقاد ورفض النقابة.
أما النقابات فهي تندفع تحت وطأة التدهور المادي والمعنوي الملحوظ لحالة الأستاذ الذي أنهكته المرحلة الاجتماعية والاقتصادية الجديدة إلى تنويع لوائحها المطلبية تارة بعناوين مهنية وأحيانا بعناوين سياسية لم يكن أقلها وضوحا دعوات الاضراب منذ سنوات للتنديد بإسرائيل والإمبريالية الأمريكية ومساندة العراق وفلسطين!!!
لنتكلم بكل وضوح ومصارحة، أن نقول أن نقابات التعليم تمارس السياسة فإننا لم نأت بالحقيقة الغائبة أو اكتشفنا لغزا محيّرا، كل نقابات الدنيا – والآخرة أيضا لو سمحت الذات الإلاهية بالتنظيم النقابي – يتقاطع داخلها السياسي بالنقابي بدرجات متفاوتة. للنقابيين حقهم الكامل في الانتماء السياسي وجميعنا ندرك أن انتخابهم تمّ بناء على تقدمهم للانتخابات على قوائم سياسية وتحالفات سياسية فيهم البعثي وفيهم اليساري وفيهم الناصري وفيهم العصمتي وفيهم الماوي وفيهم الستاليني وفيهم من التيارات ما حفلت به الساحة السياسة التونسية وما لم تحفل وجدت في الاتحاد العام التونسي للشغل الحاضن والإطار للتواجد والنشاط.
في مثل أجواء التقاطع القائم بين خلفية سياسية نشيطة لنقابة تشرف على قطاع نخبة مثقفة وواقع تدهور مادي ومعنوي تعرفه صورة الأستاذ المنهارة في سلم الوجاهة الاجتماعية الرمزية بفعل مسؤولية المرحلة يبدو التعامل مع مواقف النقابة برميها بشبهة السياسة والتسييس مقاربة سطحية توسع الفجوة وتجانب الجوهر.
نعم نقابات التعليم الثانوي نقابات مسيّسة هذه ليست حكمة الأسبوع أو نبوءة الفلكي انها مسيّسة تاريخيا وهي أكثر القطاعات النقابية تجذّرا في السياسة وهذا طبيعي يدركه الجميع سواء كانوا أصدقاء هذه النقابات أو خصومها، بل حتى هؤلاء (أي خصومها) لا أعتقد أنهم في مواجهة شحنة السياسة في عمل هذه النقابات يتعاملون معها بمنطق الرياضة والروح الرياضية ويرفعون أمام شيطان سياستها صليب البراءة والأخلاق المسيحيّة.
إننا بصدد واقع حسابات وتوازنات.
لم أفهم لماذا فشل الحزب الحاكم في أن يكون له موقع قدم داخل هذه النقابات لكي يوازن القرار ويعدّل المسار، جوهر اللعبة يكمن في هذا الباب المرصّع بالسياسة وحساباتها حيث لا معنى لتراشق التهم التقليدي بين نقابة نشيطة تعلن الحداد يومين على الحق النقابي وهي تمارس السياسة طبعا ووزارة قويّة ترّد وتفسّر وتتحرك وهي بدورها تمارس السياسة بطبيعة الحال.
السياسة… إنها الأكلة الشهية التي نلتهمها جميعا بشراهة ثم يسرع أغلبنا إلى التنديد بمضارها الصحية!!!
طبعا السيناريو تقليدي وممل ستصدر النقابة بيانا تحيّن فيه نسبة الثمانين بالمائة الذين شاركوا في الإضراب بعد أن تكون الوزارة قد نشرت بيانها الذي يؤكد على النسبة الضئيلة للمضربين التي لم تتجاوز ستة بالمائة.
أنا متعصّب للّغة التي تنطق بالأسماء الأصلية للوقائع: هذا هو قطاع التعليم في بلادنا سياسة في سياسة في سياسة، من الصعب اجتثاث معادلاته التقليدية خياران فقط قد يحلان المعضلة بمثل ما علمتنا التجارب:
– إما تغيير ميزان القوى السياسي داخل قيادة نقابة التعليم وهذه طبعا مسؤولية الحزب الحاكم وحلفاؤه إن كانت لهم القدرة على التأثير انتخابيا داخل هذا القطاع.
– أو الجلوس إلى طاولة الحوار وهذا في اعتقادي الخيار المؤقت الأسلم خدمة لمعنى الانسجام المطلوب بين كل الفاعلين الذي لا يمكن أن تستقيم بدونه سلامة المنظومة التربوية.
مهما كان موقفك من خصمك، إذا لم تستطع أن تلحق به الهزيمة الواضحة فما عليك إلا أن تفاوضه… حتى على سبيل المماطلة!!!
(المصدر: ركن « البعد الآخر » بجريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 جانفي 2008)
§ الشمس في المعتقل 9§
الإهداء إلى رفيق الدرب والسجن الأخ الشاعر العربي أحمد شاكر بن ضّية. دخلوا إلينا من شبابيك المدينة فإعتقدنا أنهم إلينا من دون إغليق أتوا…. لكنّهم قد بدّلوا الأقفال بعد دخولهم عرفنا أنّه لا بد من تغيير أنماط الدخول أو التسلل مثلما فعل الرعاة الآوائل… ************ دخلوا إلينا فإنتبهنا للتراتيب الجديدة وإنتهينا من خرافات القدامى كلّها فالوقت غير الوقت في أيّامنا والأرض غير الأرض في أيّامنا والقادرون على تفّهم وضعنا قد ماتوا… يجب الترفق بالذيّن تسلّلوا ألاّ نعاديهم وأن نستقبل الطاغين منهم بالوفاء ألا نقول لأهلنا قوموا على الدنيا فقد دخل الغزاة ************ تسللّوا…والباب منغلق على أيّامنا وتسللّوا…والقفل منغلق على أحلامنا وإسترجعوا الأرض التي كانت لنا وترفقوا بالعائدين إلى آراضيهم من الأرض القديمة نفسها وإستنكروا ياصاحبي أن يعجب السكان من أفعالهم فرأوا حلولا عدّة للحد من هذا الصنيع إلى الأبد نفي الذّين تشرّدوا…. محو الذّين تشدّدوا… سجن الذّين تمردوا…. منع الكلام لكي تظّل حلوقنا خشبا ويحترق الرهان ….. ************ في المعتقل الشمس موثقة إلى أغلالنا والنور يملأنا بحسّ دافىء وحديدنا يصغي لما نتلوه من برد على أحلامنا يا شمسنا….شكرا لهم سجنوك في أبصارنا وتخيّلوا أنّا سنبصر ظلمة قتلوا القتيل وحاسبوه على فنائه وليكن يا شمسنا ،فالآن آمنت بالأرض الكبيرة والوطن الآن آمنت وإنتهت الشكوك بداخلي فليرفعوا راياتهم فوق المدينة وليقيموا المشنقة ************ يا صاحبي ،وضعوك في نفق كئيب مغلق وضعوك في داموس حزن وإكتئاب وقلق وضعوك في نفق كي لا تراني واضحا كالشمس،شامخة يدي في قبضة السجّان ضوضاها تدق وأراك في روحي ،وأراك في نفقي وأراك في قلبي الطليق المنعتق وضعوك في نفق ورموا كياني في ظلام دامس ورموا ندائي في نفق والكلب بين فراقنا ولقائنا حرّ طليق كالأفق ************ شكرا لأمّي أنجبتني كي أكون قضية كقضية الوطن شكرا لكل قضية آمنت أني إبنها شكرا لها إذ أنجبتني عند مطلع ثورة زادت مع الزمن وبكت علي بحسرة كي تسعد الدنيا التّي أحببتها والأمهّات جميعهّن أعتى من المحن ************ شكرا لكل نبوءة سجنت معي فالآن وصلت الرسالة كلها دخلوا إلينا من شبابيك المدينة وإستعادوا أرضنا لكنّهم لم يفهموا أن الحقيقة عندنا وبأن موعد نصرنا آت وأنّه في الغد تتوحد رايات العرب تتوحد الرايات تتوحد الرايات. السجين محمد أمين بن علي الغرفة التاسعة بالسجن المدني المسعدين في 12/01/2008
قصيدة لم تنشر بعد
البحري العرفاوي: غـــــــــــــــرق
: الشاعر البحري العرفاوي
أ تـــــصـــــــــــــــدّق
أن تكون مـــــــــــثـل زورق
طافحا ….وا لموج يصفـــق ؟!
لا ذراعا ،لا شراعــــــــــــــا
أو صديقا ….حين تغـــرق !
……………………..
سوف تغـــــــــــــــــــــــــرق
وحد ك …..فيك ……وتزعـق:
أنــــــــــــــقــــــــذونـــــــــي
أيّ منــــــــــطـــــــــــق
حــــــــيــــــن تـنــطــق
وتــــقــــــــــــــــــــول :
ا لـــــبـــحــــــر ضيّق !
وتـــــقـــــــــــــــــول :
اِنّـــــه لابدّ يًغـــــــــرق
بــــعـــضنا من أجل بعض
لــــيـــــــكون البحر أحمر
ويــــكـــــون الرمل أزرق
(المصدر: موقع « الفجر نيوز » (ألمانيا) بتاريخ 15 جانفي 2008)
الميثاق الإسلامي الأوروبي خطوة هامة لتوطين الإسلام في الغرب
· خميس قشة الحزامي – هولندا-
تأسس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (1) في بريطانيا أواخر سنة 1989م ويهدف إلى الحفاظ على الوجود الإسلامي في أوروبا والارتقاء بمستواه العام وخدمة مصالحه وتمكينه من أداء رسالته في التعريف بالإسلام والدعوة ضمن الأطر القانونية الأوروبية.
وساهم اتحاد المنظمات الإسلامية في تكوين روابط و هيئات ومؤسسات ومراكز إسلامية منتشرة في أكثر من ستة وعشرين بلداً أوروبياً، تعمل جميعها على توطين الإسلام في الغرب بالاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، اندماجاً يجمع بين الحفاظ على الهوية الإسلامية وممارسة المواطنة الصالحة بخدمة الصالح العام، وتحقيقاً لمبادئ الأمن والانسجام.
كما سعى الاتحاد لإيجاد المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية ومقره « ارلندا » كمرجعية دينية مستقلة متخصصةٌ بفقه الأقليات المسلمة في الغرب تلبي متطلباتها الشرعيّة والفقهية بفتاوى وبحوثٍ ودراسات تعالج قضاياها، وتحلُ مشاكلها، وتخفف من معاناتها من منطلقات إسلامية مستوحات من الكتاب والسنة وما أجمعت عليه الأمة من غير تكلف أو غلو في إطار يجمع بين الأصالة والحداثة، وبين المبدئية والمرونة.
و تأتي خطوة الميثاقً الإسلامي الأوروبي امتدادا و تتويجا لعمل جماعي مشترك بين عديد من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية استمر لأكثر من ثمانية سنوات اقر بعدها الميثاق الذي يهدف إلي ترسيخ قيم الاعتدال والاندماج وترشيد المسلمين نحو فهم معتدل للإسلام و التعايش في سلم وأمان مع الأخر، مع رفض العنف ، وعدم الخلط بين الإرهاب و الإسلام كعقيدة سمحاء، كما دعا الميثاق المسلمين للمشاركة الفاعلة والنشطة بالانفتاح و وربط علاقات تعاون مع مختلف الجهات التي تخدم مصالح المسلمين والمجتمع الأوروبي .
وتعتبر المصادقة على الميثاق سابقة فعلية في مسيرة الحضور الإسلامي في أوروبا والذي حضي حفل التوقيع عليه في مقر الاتحاد « ببروكسل » بحضور لافت لمؤسسات حكومية أوروبية ممثلة في نائب رئيس البرلمان الأوروبي و عضوة البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية، رحبوا جميعهم بهذا الميثاق واعتبروه خطوة ايجابية تهدف إلى توضيح موقف أساسي مشترك بشأن الإسلام في أوروبا وأكدوا على أن المجتمعات الأوروبية متعددة الثقافات و يمكن للجميع فيها أن يعيش وينفتح على الآخرين في امن وسلام، محترمًا لوجباته ومؤديا لحقوقه.
وقد أثار تبني الميثاق العديد من ردود الفعل المتباينة بين الأقلية المسلمة في هولندا بين مرحب به معتبر إياه مكسبا ايجابيا يجعل من شعار التوطين للإسلام واقعا ملموسا، وبين متحفض عليه لأنه لا يوقف التمييز والتحريض ضد الإسلام و المسلمين، وبين مشكك في مصداقية المبادرة التي لا تمثل أغلبية المسلمين الأوروبيين حسب رأيهم.
ويبقى حسم هذا الجدال للمصادقين على الميثاق ومدى نجاحهم في تحقيق أهدافه في الدفاع عن حقوق المواطنة لأكثر من لـ30 مليون مسلم بأوروبا، عقب تنامي ظاهرة « الإسلاموفوبيا » التي تجتاح أوروبا بعد هجمات أحداث 11 سبتمبر و أحداث أنفاق أسبانيا وبريطانيا، وما تلاها من مضايقات وتحرشات إعلامية مستفزة، وغدا الحديث عن الإرهاب مرتبطا بالمسلمين وخاصة بهولندا التي تعرض الكثير من المسلمين فيها لتحرشات عنصرية والتي بلغ فيها الاحتقان هذه الأيام ذروته بعد إصرار عضو البرلمان الهولندي « فلدرس » عرض فلمه المز درئ والمستفز للمسلمين، والذي وجه له الأستاذ يحيى أبو ياف (2) رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بهولندا ورئيس مجلس المساجد المغربية بيان دعاه فيه إلى مراجعة مواقفه والعمل سويا لصالح هولندا، وتقدم يحيى في بيانه بالشكر للمؤسسات وجمعيات المجتمع المدني الهولندي من ساسة وكتاب وإعلاميين الذين استنكروا ورفضوا عرض الفلم، وفي ختام بيانه ناشد أبو ياف الأقليات المسلمة بهولندا التي يعيش فيها أكثر من مليون مسلم، أن يتعاملوا مع هذه الأزمة بأسلوب سلمي يجمع بين حقوق المواطنة والاعتزاز بالإسلام وذلك بالدفاع عن حقوقهم بحكمة واعتدال وبتوفيق بين المصالح، منبها من خطورة الردود الانفعالية التي تعود بالضرر على المجتمع عامة وعلى الإسلام والمسلمين خاصة.
1- موقع الاتحاد على شبكة الانترنت
2- بيان مجلس المساجد المغربية بهولندا
الشباب العربي وعزوفه عن العمل السياسي
بقلم: آمال موسى (*)
صحيح أننا لا نمتلك إحصائيات، تستند إليها ملاحظتنا لظاهرة عزوف الشباب العربي عن العمل السياسي، إلا أنه في المقابل نجد مؤشرات عديدة، تؤكد الظاهرة واتساعها، خصوصا أنه حتى الجانب الرسمي العربي كثيرا ما يعترف بشكل موارب وغير مباشر بوجود هذه الظاهرة التي هي مقلقة لهم سياسيا، باعتبار أن نسبة الشباب التي تمثل أكثر من نصف المجتمعات العربية، تشكل رصيدا انتخابيا غير موظف وغير مستفاد من أصواته التي تبلغ الملايين.
فكيف نفهم ظاهرة عزوف شبابنا العربي عن العمل السياسي في الوقت الذي كان فيه الإقبال ضخما ومتحمسا وكانت الجامعات في الوطن العربي فضاءات لتلاقي وتنافس وتشابك مختلف التيارات السياسية؟
في البداية لا بد من التوضيح أن ظاهرة العزوف هذه، هي عالمية اليوم وليست حكرا على الشباب العربي وإن كانت تبدو متضاعفة وتحتكم الى أسباب تختلف في معظمها عن أسباب انخفاض الاقبال على العمل السياسي في البلدان الأوربية والعالم الغربي بشكل عام.
وتتمثل الأسباب المشتركة والعامة في سقوط الأفكار الكبرى وتلاشي سطوة الايدولوجيا، التي كانت تؤطر عقول الشباب وبالتالي تشكل لهم خياراتهم والقضايا ذات الأولوية في الدفاع عنها.
وفي البلدان العربية كما هو معروف، تتالت الصدمات وتعرضت أفكار مثل العروبة والقومية وكذلك دلالات سقوط الاتحاد السوفيتي الى إخفاقات والى إفراغ من بريقها ومن جدواها على أرض الواقع، بل إن أحداثا على غرار حرب الخليج وغزو العراق، قد قتلت الفكر القومي والعروبي الى الأبد. وتعالى في مقابل ذلك كبديل الخيار القطري الضيق. فالفكرة التي كانت تجمع، قد تم اغتيالها. والايدولوجيا التي كانت تؤطر، قد أعلن عن وفاتها.
وهذه المتغيرات التي بدأت تهب مع الثمانينيات تقريبا، قد فعلت فعلها وجعلت الأحزاب في شبه عطالة فكرية خصوصا أن الدمغجة حول الخيارات الوطنية لم تكن ذات مصداقية ولا مقنعة بالنسبة الى شباب تمتعوا بتنشئة سياسية فكرية ساخنة ، تتدفأ بنار الأفكار الكبرى والقضايا العروبية أو القومية أو الماركسية اليسارية.
وفي هذا السياق لا ننسى أن النخب السياسية العربية الحاكمة، بذلت كل ما في وسعها ونجحت في خلق حالة من العطب السياسي في فضاء الجامعة وأحكمت حوله المراقبة، ليضطلع بدور تعليمي لا أكثر ولا أقل، الشيء الذي أطفأ جذوة ممارسة السياسة والتعاطي معها والحديث عنها والنقاش الهادئ أو الحاد حولها.
لذلك كان الطالب العربي حتى السبعينيات والثمانينيات مثقفا وملما بالتيارات والتوجهات والأفكار الكبرى التي تجتاح العالم، في حين أن أغلب طلبة اليوم يفتقدون الى الثقافة السياسية والفكرية، التي كانت توفرها الجامعات داخل قاعاتها وخارجها.
طبعا لا نغفل عن حالة البرود التي أصبحت تصيبنا أمام الخطابات والشعارات التي نصفها آليا بالجوفاء ولكن في نفس الوقت، هناك حقائق موضوعية أخرى ذات علاقة بالمشهد السياسي داخل البلدان العربية والذي يسهم بشكل أساسي في بعث ظاهرة عزوف الشباب العربي عن العمل السياسي. فنحن نعيش في مشاهد سياسية، تفتقد فيها أحزاب المعارضة الى قوة الحضور والى الفعالية، مما أنتج حيوات سياسية دون منافسة ودون معركة حقيقية للفوز بصوت المواطن.
ولا ننسى أن المنافسة وتعدد الأحزاب وبروز معارضة قوية، كل ذلك يقوي الأحزاب الحاكمة ويمنحها مشروعية سياسية أقوى وأكثر صلابة. بل وننسى أن المشهد السياسي الذي يفتقد الى المنافسة بين الأحزاب المتعددة والمختلفة، هو مشهد غير مغر وراكد وميت، وهو ما ينتج ظاهرة العزوف ضده لانعدام الجاذبية السياسية فيه. وما دام شبابنا يعرف مسبقا من سترسى عليه نتائج الانتخابات وبأي نسبة ، فإن ذلك يعني أنه سيظل قليل الثقة في مصداقية الفعل السياسي العربي وبالتالي يختار العزوف موقفا منه، وهو رد فعل نعتقد أنه يحتاج الى وقفة تأمل والتفكير في سبل استقطاب هذا الشباب من خلال آليات تحترم عقله وثقته وتوقعاته، حتى لا نصل الى حالة تكون فيها صناديق الاقتراع فارغة.
(*) كاتبة وشاعرة من تونس
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 جانفي 2008)
قبيل قراءة الفاتحة علي روحها
الحركة الإسلامية في السودان: تأملات وذكريات
د. عبدالوهاب الأفندي (*)
في ايلول (سبتمبر) من عام 1975، وبعد أيام من الانقلاب الفاشل ضد الرئيس نميري الذي قاده المقدم حسن حسين عثمان ذلك الشهر، طرق بابي في مقر إقامتي بالخرطوم 3 الصديق العزيز عبدالرحيم محمد حسين (وزير الدفاع السوداني الحالي) الذي كان كثيراً ما يسعدني بزياراته، فمنعته من الدخول وطلبت منه ألا يأتي لزيارتي في ذلك المنزل بعد ذلك. وقد كان من نتيجة ذلك أن حرمت من رؤية الأخ عبدالرحيم إلي أن التقينا لأول مرة في القصر الجمهوري بعد ذلك بخمسة عشر عاماً.
سبب ما حدث كما شرحته للأخ عبدالرحيم حينها هو أن الأخ عباس برشم، أحد القيادات الطلابية من منسوبي حزب الأمة، وأحد قيادات الحركة الانقلابية (أعدم فيما بعد مع ثلة من رفاقه رحمهم الله جميعاً)، كان قد اختبأ في المنزل مع أحد أصدقائه الذي كان يشاركنا السكن في يوم الانقلاب وبقي فيه حتي حل الظلام قبل أن ينتقل إلي مخبئه الذي اعتقل فيه في أم درمان في مساء نفس ذلك اليوم. وعليه فقد كان هناك خطر من أن تكتشف الأجهزة الأمنية علاقته بنا فتراقب المنزل أو تداهمه. ولأن الأخ عبدالرحيم كان قد التحق حديثاً بسلاح المهندسين في الجيش، فقد تعرضه زيارتنا للخطر.
كنت شخصياً أتخوف من أكون ملاحقاً من الأجهزة الأمنية لأكثر من سبب آخر، حتي قبل الانقلاب. فقد كنت باعتباري المسؤول الإعلامي في المكتب التنفيذي للاتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم أتولي الإشراف علي أوجه نشاط عدة في الجامعة من أبرزها أضخم معرض فني ثقافي كانت الحركة تنوي إقامته في ذلك الشهر. وكان ممن تطوع لمساعدتي في تنظيم ذلك المعرض الأخوين الزبير محمد الحسن (وزير المالية الحالي) ومحمد الحسن الأمين (نائب رئيس المجلس الوطني). وبينما كان يقومان بنقل بعض المواد الإعلامية الخاصة بالمعرض من داخلية الطالبات إلي داخلية الطلاب الرئيسية البركس ، برفقة أخ ثالث لا داعي لذكر اسمه هنا، اعترض طريقهم بعض رجال الأمن وقاموا باعتقالهم. وبمجرد استجوابهم اعترف الأخ الثالث الذي كان حديث عهد بالعمل السياسي، بأنني الذي كلفتهم بنقل هذه المواد.
بعد يومين من الانقلاب استيقظنا في الفجر لنجد داخليات الجامعة محتلة بالآلاف من رجال الجيش والشرطة المدججين بالسلاح كأنهم ذاهبون إلي محاربة إسرائيل، وقد بدأوا بعملية تفتيش منهجية لمساكن الطلاب. وكانت غرفتي أقرب غرف مسؤولي المكتب إلي الباب الخارجي، وكانت خزانة ملابسي تئن من حجم الوثائق السرية. وقد بعث إلي الأخ الصديق التجاني عبدالقادر يطلب مني أن أسارع بإخفاء الوثائق ومغادرة الغرفة. ولم يكن هناك مكان لإخفاء الوثائق سوي بوضعها تحت مرتبة السرير، وقد أسرعت فغادرت الغرفة وأنا ما زلت أرتدي البيجاما ودون أن أحمل معي أي وثائق ثبوتية. وقد تجمعنا مع حشد كبير من الطلاب في ميدان في وسط البركس. وقد ظلت الأجهزة الأمنية تفتش المساكن سحابة ذلك اليوم قبل أن تنصرف وتستمر في محاصرة المداخل. وفي مساء ذلك اليوم نشرت أجهزة الإعلام الحكومية كذباً أن كميات من الأسلحة قد وجدت في المساكن الطلابية، وأعلن عن إغلاق الجامعة إلي أجل غير مسمي.
واجهتني شخصياً مشكلة كبري، بسبب مسؤوليتي عن كمية ضخمة من الكتب واللوحات والملصقات التي أعددناها للمعرض. وكان رجال الأمن يحاصرون مداخل السكن الجامعي ويفتشون الحقائب. وعليه فقد قمنا بتوزيع المعروضات في كميات صغيرة حملها متطوعون ضمن أمتعتهم. وكان من نتيجة ذلك ضياع الكثير منها للأسف. ومازال الأخ كابتن شيخ الدين يلومني ـ محقاً ـ علي ضياع نصف مكتبته التي كان قد تبرع بها للمعرض لأن من اؤتمنوا لها لم يتمكنوا من إعادتها لأسباب لا علم لي بها.
وبذكر اللوحات فإنني أذكر هنا حادثة طريفة ذات دلالة مهمة في تطور الحركة الإسلامية السودانية. فبينما كنا نعد للمعرض انتدبت طائفة من طلاب كلية البيطرة لمساعدتي في التحضير له (لسبب إجرائي، وهو أن الامتحانات في كلية البيطرة انتهت مبكراً). وعندما حضروا للمساعدة وشرحت لهم فكرة المعرض، خاصة فيما يتعلق بجانب الفنون واللوحات، نظر بعضهم إلي بعض مستنكرين. وكانت كليتا البيطرة والزراعة في الجامعة مشهورتين بأنهما كانا معقل التيار السلفي في الحركة. ثم سألني أحدهم: هل حظي هذا المعرض بموافقة الإخوة المسؤولين؟ فقلت للأخ إنني أنا المسؤول وأنا أؤكد له إن المعرض يحظي بموافقتي. ويبدو أنهم ذهبوا بعد ذلك لاستفتاء أهل العلم قبل أن يقبلوا في المساهمة في البدع التي كنا نجترح.
بعد إغلاق الجامعة واعتقال عدد كبير من الناشطين، تم إجراء تعديلات في المكتب التنفيذي وتقليصه إلي خمسة أشخاص فقط، وأسندت إلي بموجب تلك التعديلات مهمة الأمين العام ومسؤول الشؤون المالية، وهو المنصب الثاني بعد المسؤول الأخ محمد حسن الباهي. وكنت المسؤول في ذلك الموقع عن الأماكن الآمنة لإخوتنا وعلي رأسهم رئيسا الاتحاد التجاني عبدالقادر والمرحوم داوود بولاد، وأمينه العام ابن عمر محمد أحمد، والإخوة غازي صلاح الدين وسيد كمبال وغيرهم. وكانت مسؤولياتي تشمل أيضاً تأمين قنوات الاتصال بالمعتقلين، وقد كلفت بمهام أخري لا أستطيع حتي هذا اليوم التحدث عنها.
ويجب أن أعترف هنا أنني كنت بسبب مزيج من السذاجة والتنطع لا أستحل لنفسي أخذ أموال من التنظيم حتي لأغراض الأكل والمواصلات، رغم أننا كنا من المفترض أن نكون متفرغين، وكانت الجامعة أغلقت أبوابها، مما حرمنا من السكن ووجبات الطعام. وقد وجدت نفسي بسبب هذا الموقف ذات يوم سجيناً في المنزل لقرابة يومين. فقد كنت فارقت الأخ الباهي عصر يوم الخميس في بري ولم يكن في جيبي من مالي الخاص سوي عشرة قروش، كانت بالكاد تكفي لأن توصلني إلي المنزل. وقد بقيت ليل الخميس ونهار الجمعة وأنا لا أستطيع الخروج.
وفي صباح السبت جاء لزيارتي في نفس المنزل أستاذي الحبيب إلي نفسي الأخ حافظ السيد، (الذي عنيته حين وصفته مرة بدون تسمية بأنه أقرب من عرفت إلي القديسين ـ ولا يزكي علي الله أحد)، فتبرع لي (بدون أن يكون علي علم بورطتي) بمبلغ من المال تقبلته شاكراً. ولوكنت من المتصوفة لقلت إن شيخنا حافظاً كان من أهل الكشف. وقد كنت عنيت الأخ حافظ وأمثاله حين قلت أن حكام السودان ما كانوا ليكونوا شيئاً مذكوراً لولا مجاهدات الحركة الإسلامية التي تركوها وراءهم ظهرياً.
وبذكر الأخ حافظ فإنني أذكر أننا ذهبنا للاختباء بمنزله في حي الدكة ببربر بعد المظاهرة التي قمنا بها تضامناً مع انتفاضة شعبان الجامعية عام 1973. ولابد من الاعتراف بأننا لم نكن ننوي التظاهر حينها ولم نكلف به. فقد وصلتنا منشورات لتوزيعها، وأذكر أنني والأخ العزيز صلاح شبرين جئنا إلي المدرسة قبل الدوام بأكثر من ساعة حيث وزعنا المنشورات في كل الفصول ثم عدنا إلي بيوتنا. ثم قمت أنا بعد نهاية استراحة الإفطار بإلقاء خطبة في الطلاب أندبهم فيها للإضراب تضامناً مع إخوانهم في الجامعة. ولكن الطلاب كانوا أكثر حماساً مني فأصروا علي الخروج في مظاهرة، وبالفعل خرجت المظاهرة، وطفنا علي بقية المدارس ندعوهم للخروج فلم يفعلوا (خرجوا في اليوم التالي). توجهت المظاهرة إلي سوق مدينة بربر، حيث ألقيت أنا في الحشد خطبة ثانية علي مرأي ومسمع من الشرطة التي كانت احتشدت لفض التظاهرة. وقد تحمست أكثر من اللازم في الخطبة، ولم ألحظ أن الشرطة كانت تستعد للانقضاض حتي جاء الأخ مامون ابراهيم خوجلي يجر بثيابي لأنزل من علي العمود الأسمنتي الذي كنت تسنمته منبراً قرب موقف التاكسي، فسارعنا إلي منزل الأستاذ حافظ للتشاور وانصرفنا منه إلي مكان آمن آخر بعد الغداء.
وفي نفس ذلك اليوم قامت الشرطة بحملة اعتقالات، وجاءوا إلي منزلي لاعتقالي فلم يجدوني. وفي اليوم التالي كنت في طريقي إلي المحكمة لتسليم مذكرة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين حين تم اعتقالي، وعلمت بعدها أن بعض الطلبة قد اعترفوا للمحققين بأنني كنت المحرض والقائد للمظاهرة. وقد حبست في زنزانة انفرادية بينما كان بقية المعتقلين وعددهم ستة وعشرون معاً في زنزانة مجاورة. وكان الأخ مأمون يتذرع بالذهاب إلي الحمام ليمر من أمام زنزانتي ثم يقول بالانكليزية: أنكر كل شيء! وبعد الفراغ من استجوابي تم ضمي إلي بقية المعتقلين، حيث استمتعنا بأكبر وجبة طعام في حياتنا، إذ أن أسرة كل واحد من المعتقلين أحضرت طعاماً يكفي الجميع. ولهذا لم نكن سعداء حين تم إطلاق سراحنا بعد أن وقع أولياء الأمور تعهدات بحسن السير والسلوك نيابة عنا. وقد أغلقت المدرسة بعد ذلك لأشهر، وكان هذا الدوافع لمغامرتي الليبية التي تحدثت عنها في مقالة سابقة، والتي انتهت بمغامرة أخري تمثلت بالعمل في جريدة الصحافة التي كانت في وقتها في أزهي عصورها تحت قيادة أستاذنا محمد الحسن أحمد عجل الله شفاءه (والذي لم تكن تربطني به أي صلة أو معرفة سابقة، لذا لزم التنويه).
ولعلي أنتهز هذه الفرصة للإشادة بالزملاء الكرام الذين عاصرتهم وسعدت بالعمل معهم في الصحافة، وعلي رأسهم الأساتذة محمد سعيد محمد الحسن وشريف طمبل وعبدالله جلاب وأحمد طيفور ومحمد صالح فهمي وحسن مختار والفاتح محمد الأمين وآمال مينا وغيرهم ممن تعلمنا علي يديهم. وقد كنا نختلف معهم في الرأي، ولكنهم كانوا جميعاً من أصحاب المبادئ، وكانوا يؤيدون ثورة مايو علي قناعة. ولم يحدث قط أثناء عملي في الصحافة أن فرض علي شيء يتعارض مع قناعتي أو كتبت شيئاً أخجل منه. وكان ذلك يعود تحديداً للرعاية الكريمة من أستاذي محمد الحسن أحمد ومن الأخ محمد سعيد الذي تبناني وخصني برعاية كادت تخنقني من فرط أبويتها.
حين قررت مؤقتاً ترك الجامعة للعمل في الطيران في مطلع عام 1976، اعترض بعض الإخوة في التنظيم، وعلي رأسهم الأخ الباهي وتمنوا علي البقاء، وفعل مثل ذلك أساتذتي في الجامعة وعلي رأسهم الدكتور كمال شداد متعه الله بالصحة والعافية، استنكروا تركي الدراسة وأشفقوا علي ضياع مستقبلي الأكاديمي الواعد في عرفهم. ولكني كنت قد حزمت أمري، ولم يكن القرار سياسياً، فليس هناك ما يفرض علي من يريد أن يخدم الإسلام أن يبقي في موقع معين، بل حتي ليس من شروط ذلك الانضمام إلي تنظيم معين. بل بالعكس إن قناعتي أصبحت تزداد بأن العمل التنظيمي قد يكون معوقاً لواجب قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة حين يصبح احترافاً. وقد كنت دائماً أحرص علي الاستقلال الاقتصادي عن أي جهة سياسية، وهي سنة الأئمة والفقهاء ممكن كانوا يرفضون التكسب بأداء الواجب الديني.
ومن عجائب الأمور أن بعض محترفي النفاق قلب الأمور وجعل حرصنا علي أن نكسب رزقنا من عمل يدنا منقصة وسبة، حيث كانوا يرون أن واجب الناشط الإسلامي هو أن يجلس عند أقدام شيخه وينتظر التعليمات (والعطايا) مثل أتباع الطرق الصوفية أو حاشية السلطان، سوي أن هؤلاء كانوا من أوائل من تنكر لشيخهم حين لم يعد يتحكم في الرزق، فتبعوا الرزق وتركوا الشيخ، ثم قاموا يتهموننا بالانتهازية! يا سبحان الله!
وقد جعلنا بعض ما قرأنا مؤخراً نتمني لو كان بعض ما ينشره بعض المتقولين عنا حقيقة، ونتمني لو كنا كما زعموا من المهمشين والانتهازيين والمؤلفة قلوبهم. لأنه لو كان ما يوردونه من ساقط القول هو المعبر عن الحركة الإسلامية اليوم، فإنه لا يشرفنا الانتماء لمثل هذا الكيان. ويكفينا أن نحتفظ بالذكريات الحميمة عن إخوتنا سابقاً. ولعل من أبزر آيات السقوط هذا الاعتقاد بأن نشر الأكاذيب والتهم قد يحط من مقام منتقديهم ويرفع من مقامهم، فكانت هذه دلالة إضافية علي فقدان العقل بعد التعري من الخلق. ذلك أن غاية ما فعلوا هو أنهم كشفوا أن ما كان يسمي بالحركة الإسلامية أصبحت كياناً خرباً، يتناقل كثير من أفراده الغيبة والكذب وهم يعلمون، ويأكلون لحم إخوتهم أحياء، ويتغدون ويتعشون علي البهتان، ويعترفون بأنهم كانوا يظهرون لإخوانهم خلاف ما يبطنون، ويكذبون عليهم كما كذبوا علي الأمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه وأبدلنا خيراً منها.
(*) كاتب وأكاديمي سوداني مقيم بلندن
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 جانفي 2008)
« عرب في عرب.. عطكم (أي الله يعطيكم) جرب »
صالح السنوسي (*)
في إحدى معارك الجبل الأخضر الكبيرة فوجئ عمر المختار بأن الصفوف الأولى في القوات الإيطالية هي من المجندين الليبيين الذين يطلقون عليهم تسمية « الشناوير » و »الباندة » نسبة إلى « الشنوارة » باللهجة المحلية الليبية أي الحلية التي تتدلى من قبعاتهم الحمراء تمييزا لهم عن الجنود الإيطاليين، فوجد عمر المختار نفسه مترددا في إعطاء الأمر بالهجوم أمام هذا الوضع الشاذ.
غير أن أركان قيادته لم يكونوا من رأيه، لأنه لا سبيل إلى الوصول إلى جنود روما الذين تدفقت بوارجهم عبر البحر الأبيض إلى رمال الشواطئ البيضاء وسهول الحنطة في الجبل الأخضر، ما لم يتم ضرب واختراق الخطوط الأولى.
أمام هذا الخيار الصعب وإصرار رجاله على رأيهم أعطى عمر المختار على مضض أمره بخوض المعركة التي انتهت حسب المصادر التاريخية بنصر مؤزر للمجاهدين، غير أن عمر المختار أمام هذا المشهد المأساوي كان على صهوة جواده يردد طوال المعركة عبارة أضحت شهيرة في تاريخ الجهاد الليبي « عرب في عرب عطكم جرب ».
كان ذلك في بدايات القرن العشرين في خضم الموجة الاستعمارية الأوروبية الثانية، التي انطلقت في بدايات القرن التاسع عشر، وكان آخر ضحاياها إمبراطورية بني عثمان، حيث تم تقسيم بلاد العرب بالتراضي إلى أنصبة بين قوى الاستعمار الغربي العريقة منها والناهضة.
لم يكن المشهد الذي وجده عمر المختار أمامه شاذا بالنسبة لتاريخ الغزاة والشعوب المغزوة، فأي قوة محتلة لا بد أن تجد بين أبناء البلد المحتل من يتعاون معها، غير أن تحكم قانون الغالب والمغلوب منذ خمسة قرون في العلاقة بين العرب والغرب أدي إلى تكرار هذه الظاهرة في مشرق بلاد العرب وغربها، بحيث بدا وكأن العرب هم أكثر شعوب العالم تعاونا مع محتليهم.
فبعد مضي أربعة عقود على هذا الموقف الذي واجهه عمر المختار ورفاقه، وجدت الثورة الجزائرية نفسها في موقف مماثل، فقد جند الاستعمار الفرنسي آلافا مؤلفة من المحليين الجزائريين وأطلق عليهم اسم « الحركيين » وهم جنود ومقاتلون أشداء وأكثر تهورا من الجنود الفرنسيين أنفسهم في مواجهة المجاهدين الجزائريين، وأشد قسوة وعدوانية في مواجهة أبناء جلدتهم من المدنيين في المدن والقرى.
كان الحركيون أكثر دراية بعادات وتقاليد المجتمع، وأكثر فهما للغته ومشاعر أبنائه وردود فعل أفراده وطريقة تفكيرهم، وبالتالي أصبحوا رأس حربة الجيش الفرنسي في المداهمات والصدامات والمعارك في القصبة أو في الحراش مثل ما هم في جبال أطلس.
وضاق بهم مقاتلو جيش التحرير مثل ما ضاق قبلهم عمر المختار ورجاله بالشناوير والباندة، فكان على رجال المقاومة الجزائرية أيضا أن يضربوا الحركيين ويتغلبوا عليهم أولا قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى الغزاة الفرنسيين.
لاشك أن مثل هذا القرار مؤلم ومأساوي ومثبط لعزيمة المقاوم الذي يحس بأن تضحيته لا يدفع ثمنها جنود الاحتلال، بل أبناء جلدته الذين يتصدون له.
ورغم أنه يتعامل معهم مثل ما يتعامل مع جنود الاحتلال، فإنه في الأغوار العميقة من نفسه يشعر بأسى وبألم لما يصدر منه تجاههم وما يصدر منهم تجاهه.
قانون الغالب والمغلوب المتحكم في العلاقة بين الغرب والعرب منذ قرون، لم يتوقف عن إعادة إنتاج هذه الظاهرة في كل بقعة عربية تعرضت للغزو والاحتلال وذلك لسببين.
أولهما، أن الغرب لم يتوقف عن التدفق عسكريا صوب المنطقة فارضا على شعوبها اختلاطا قسريا في حدود مصالحه وإستراتيجيته، يدفعه إلى ذلك بقاء قانون الغلبة المتحكم في علاقته بالعرب.
ولذا فإن الرئيس الأميركي جورج بوش -على سبيل المثال- أعلن الحرب على العراق دون أن يكترث بشبه إجماع المجتمع الدولي على رفض هذه الحرب، وذلك لأن واقع علاقة القوة كان يؤكد أن نتائج الحرب مضمونة عسكريا لصالح الولايات المتحدة الأميركية، في مقابل خسائر زهيدة قد لا تتجاوز العدد اليومي لضحايا السير على الطرق في إحدى الولايات الأميركية.
ثانيهما، هو أن الاحتلال عادة ما يؤسس وقائع تخلق بدورها منطقا مترابط الحجج بالنسبة لمن يريد أن يتعاون من أبناء البلد المحتل مع محتليه، فيصبح الجدل وإعمال العقل يدور حول كيفية التعامل مع هذه الوقائع التي أمست أمرا واقعا، بينما يتوارى في زحمة الواقع الجديد السبب الحقيقي والمنشئ لهذه الوقائع وهو الاحتلال.
ولعل مثل هذه الوقائع وهذا المنطق كان خلف ظهور قبائل الصحوة في العراق، الذين حملوا السلاح بحجة العنف المنفلت والعبثي، إلى جانب المحتل الأميركي وتجاهلوا أن السبب الحقيقي وراء ذلك ليس دخول القاعدة أو المقاتلين العرب، بل الغزاة الذين اجتازوا حدود العراق عنوة بقوة السلاح وأصبحوا حلفاء لهم في شوارع ومدن العراق.
فقوات الصحوة أثناء أداء مهماتها الموكولة إليها من القوات الأميركية تقوم بإطلاق النار والاشتباك مع كل من يحمل سلاحا في مناطقها، باستثناء قوات المارينز والمتعاونين معهم من العراقيين.
لقد جرى في ظل الواقع الذي أوجده الاحتلال تبرير الوجود العسكري الأميركي على أساس أنه الضمانة الوحيدة ضد الحرب الأهلية وتمزق العراق، في الوقت الذي يتم فيه تسويغ محاربة المقاومة تحت مظلة الحرب ضد القاعدة.
ولهذا تنطلق قوات الصحوة لتقتل أي مسلح يظهر في طريقها باعتباره من القاعدة، بينما يقتل الجيش الأميركي كل من يحمل السلاح ضده سواء من القاعدة أو من المقاومة، لأن النصر لابد أن يكون أميركيا خالصا.
لعل ظاهرة الصحوة ما هي إلا فكرة عربية، أو على الأقل ابنة النصائح والاستشارات التي دأبت أطراف عربية على تقديمها للإدارة الأميركية قبل وبعد غزو العراق.
وكيف ما كان الأمر فإنها هي أحد الأسباب الحقيقية وراء ما يدعيه العسكريون الأميركيون من تحسن في وضعهم العسكري في العراق، ومن تدن في خسائرهم، مما جعل الكونغرس يوافق بعد مماطلة طويلة على ميزانية الحرب التي أصرت عليها إدارة الرئيس بوش، دون ربطها بجدول انسحاب.
فقد بدا أنه بالإمكان مرابطة قوات أميركية في قواعد آمنة وقادرة على التدخل للحفاظ على استمرار المصالح الأميركية في العراق، في حين يقوم العراقيون من مجالس الصحوة وغيرها بالمهام الباهظة الثمن بشريا في شوارع المدن والقرى، نيابة عن تلك القوات المتحصنة في مواقع يصعب الاحتكاك بها والاشتباك معها بالنسبة للمقاومة.
وهكذا تجد المقاومة نفسها في مواجهة عناصر مجالس الصحوة الباحثين عن من يعتبرونهم أجانب من السعوديين أو الليبيين والجزائريين وغيرهم، في الوقت الذي يتعاونون فيه مع جنود المارينز القادمين من وراء المحيط الأطلسي على أساس أنهم حماة أمن العراق ووحدته.
إن هذا الاقتتال الذي أضاف بعدا آخر إلى المشهد المأساوي والموت العبثي في العراق، لا يهدف إلا إلى تحقيق نتيجة واحدة فقط وهى إنقاذ المشروع الأميركي المترنح، كما أنه يضع المقاومة العراقية أمام الموقف نفسه الذي واجهه عمر المختار ومن بعده الثوار الجزائريون.
فقانون الغلبة ما يزال يحكم العلاقة بين الغرب والعرب، والظاهرة لا تزال تعيد إنتاج نفسها، ولو عاد عمر المختار وألقى نظرة على المشهد العراقي لما وجد ما يعبر به عما يراه أمامه سوى عبارته التي قالها في بدايات القرن العشرين في أحد أودية الجبل الأخضر « عرب في عرب عطكم جرب ».
(*) كاتب ليبي، أحد أعضاء هيأة التدريس بقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد، جامعة قاريونس بمدينة بنغازي. له العديد من الروايات والقصص باللغتين العربية والفرنسية. كرمته الدولة الفرنسية عن إحدى قصصه، كما له أيضاً عمود خاص له بجريدة البيان الإماراتية.
(المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 جانفي 2008)
صحيفة « تايمز » البريطانية: بوش ضحى بدمقرطة العرب ليحشد ضد إيران
مني الدريدي
تجنب الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال جولته الحالية بالمنطقة العربية انتقاد حكامها، بشأن ما دأبت واشنطن على اعتباره ممارسات ديكتاتورية وانتهاكات لحقوق الإنسان، بل أشاد ببعض هذه الدول.
وهو ما اعتبرته صحيفة « تايمز » البريطانية في عددها الصادر الإثنين 14-1-2008 دليلاً على عجز بوش عن فرض خطته للتحول الديمقراطي التي بشّر بها حين فاز بولايته الثانية قبل نحو 3 سنوات.
وبينما حاول البيت الأبيض التخفيف من انحصار الحديث عن الديمقراطية في كلمات الرئيس الأمريكي بالمنطقة، عزت صحيفة « واشنطن تايمز » الأمريكية هذا التراجع إلى رغبة بوش في حشد الأنظمة العربية، خاصة الخليجية منها، ضد إيران.
وفي كلمته أمام ملتقى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتجية الأحد 13-1-2008، ثمّن الرئيس الأمريكي « التقدم الديمقراطي في المنطقة »، مضيفًا أن « من حق شعوب المنطقة أن تعيش بحرية وديمقراطية، وستدعم واشنطن هذا الحق بشكل دائم »، وفق وكالة الأنباء الكويتية « كونا ».
وخصّ الإمارات بالإشادة « كبلد مسلم متقدم على مختلف الأصعدة »، مشددًا على التزام بلاده بأمن المنطقة بقوله: « لن نتخلى عنها، ولن نسمح للإرهابيين بالوصول إليها، إن المتشددين يكرهون حكومات المنطقة؛ لأنها لا تتفق مع طموحاتهم الظلامية ».
الهدف الرئيسي
وفي مقال له يقول مدير تحرير الشئون الدولية في « تايمز »، ريتشارد بيستون: إن إدارة بوش تتسم بالضعف الشديد، مما أدى إلى عجزها عن تحقيق خطته للتحول الديمقراطي التي لخصها عقب فوزه بولاية ثانية عام 2005 بالقول إن نشر الديمقراطية بالعالم العربي هو « الهدف الرئيسي لسياستي الخارجية في ولايتي الجديدة ».
ويضرب الكاتب الصحفي عدة أمثلة عربية على عجز الإدارة الأمريكية، ويبدأ بمصر التي يقول إن بوش كان يعتقد أنها ستكون الاختبار الأول لتطبيق التجربة الأمريكية فيما يتعلق بالديمقراطية.
« الضغوط التي مارستها واشنطن على نظام الرئيس حسني مبارك أجبرته في البداية على تخفيف القيود عن المعارضة عندما أتاح لهم الفرصة لمنافسته في أول انتخابات رئاسية مباشرة (عام 2005) »، بحسب بيتسون.
لكنه يضيف أن « ربيع العلاقات الطيبة في هذا الشأن بين القاهرة وواشنطن كان قصيرًا، فبمجرد فوز مبارك بالولاية الخامسة تمّ الزج بالسياسي المعارض أيمن نور (حلّ ثانيًا بانتخابات الرئاسة) في السجن، ومنعت جماعة الإخوان المسلمين من العديد من الأنشطة » بعد أن فازت بنحو خُمس مقاعد مجلس الشعب (الغرفة الثانية بالبرلمان) لتصبح أقوى كتلة برلمانية معارضة.
بينما لم تبدِ السعودية أي تجاوب مع الطموحات الأمريكية بشأن التغيير، فوفقًا لتقييم بيستون، فإن « ما أجرته الرياض من إصلاحات سياسية متواضع للغاية ».
وفي لبنان « حقق بوش نصرًا عندما نجح حلفاؤه عبر المظاهرات في إجبار الجيش السوري على الخروج من لبنان 2005، ثم تولت الأمور حكومة حليفة لواشنطن »، بحسب الكاتب الصحفي البريطاني.
غير أنه يوضح أن « الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006 أطاح بهذا النجاح، وانقسم بعده لبنان سياسيًّا إلى الحكومة من جهة والمعارضة التي يقودها حزب الله المعادي لإدارة بوش من جهة أخرى ».
ويرفض بيتسون تصريحات بوش حول التقدم الديمقراطي بالعراق، قائلاً: « إن الدولة التي فاقت الغرب في كثرة الانتخابات والاستفتاءات خلال سنوات قليلة (منذ الغزو في مارس 2003) ستظل عبارة التحول الديمقراطي فيها مجرد شعار إلى أن يتوقف الصراع الدامي بين زعاماتها السياسية والطائفية ».
تناقض
أما محطة « فوكس نيوز » فتعتبر أن أبرز مظاهر تراجع بوش عن دعم خطته للتحول الديمقراطي في البلاد العربية، هو التناقض بين تصريحاته في الجولة الحالية وبين ما خلص إليه تقرير حكومي أمريكي حول الحالة السياسية والحقوقية في تلك البلدان صدر عام 2006.
فخلال زيارته للكويت والبحرين، تجنب بوش توجيه أي توبيخ لمضيفيه، بل أشاد بما اعتبره تقدمًا باتجاه الديمقراطية في البلدين الخليجيين، مثل إعطاء المرأة الكويتية حق التصويت بالانتخابات عام 2005، وانتخاب سيدة نائبة في برلمان البحرين عام 2006.
واعتبت المحطة أن هذه التصريحات تتعارض مع انتقادات أوردها تقرير عام 2006، ومنها ما ذكره حول حرمان المواطنين في كلا البلدين إضافة إلى الإمارات، من الحق في المعارضة أو تشكيل أحزاب سياسية، والقيود المفروضة عليهم في حرية التعبير والعقيدة.
تطبيق انتقائي
وتلفت « فوكس نيوز » إلى أن واشنطن حاولت تطبيق خطتها للديمقراطية بشكل انتقائي؛ إذ رفضت الاعتراف بحكومة حركة المقاومة الإسلامية « حماس » في فلسطين بالرغم من أنها وصلت للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة في يناير 2006.
ودأب المسئولون الأمريكيون على انتقاد الدول العربية بشأن ملف الإصلاح السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان.
وحاولت متحدثة باسم البيت الأبيض التخفيف من تراجع الحديث عن الديمقراطية في جولة بوش الحالية، بالقول: « إن الرئيس بوش كان يحاول بشكل لطيف أن يدفع بالديمقراطية في المنطقة العربية، لكنه أدرك أن أي تغيير ديمقراطي يأمل فيه لن يكون بالضرورة مشابهًا للحالة الديمقراطية في الولايات المتحدة، وأن الأمر يرتبط بخصوصية كل بلد ».
هذا التراجع عزته صحيفة « واشنطن تايمز » إلى حاجة الولايات المتحدة إلى الدعم العربي، خاصة الخليجي، من أجل التصدي لنفوذ إيران.
وبالفعل في كلمته بإمارة أبو ظبي قال بوش: « اليوم إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم. إنها ترسل مئات الملايين من الدولارات إلى المتشددين في أنحاء العالم، في حين يعاني شعبها من القمع والصعوبات الاقتصادية في الداخل ».
واتهم طهران بدعم حماس وإرسال أسلحة إلى مقاتلين شيعة بالعراق ودعم حزب الله في لبنان، مضيفًا أن « ممارسات إيران تهدد أمن الدول في كل مكان؛ لذلك فإن الولايات المتحدة تؤكد التزاماتها الأمنية الثابتة منذ فترة طويلة تجاه أصدقائنا في الخليج، وتحشد الأصدقاء في أنحاء العالم لمواجهة هذا الخطر قبل فوات الأوان ».
ووصل الرئيس بوش إلى السعودية مساء الإثنين، ويزور مصر الأربعاء المقبل؛ ليختتم بذك جولة عربية قادته أيضًا إلى كل من الكويت والبحرين والإمارات، وهي الأولى من نوعها منذ وصوله للرئاسة مطلع عام 2001.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 14 جانفي 2008)