الاثنين، 9 مارس 2009

TUNISNEWS

8 ème année, N 3212 du 09 .03 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حركة النهضة: فلْتتوقفْ المظلمة بحق الدكتور صادق شورو !!  المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس :بـــــــــــــلاغ

حركة النهضة ترحب بالعلامة الشيخ القرضاوي في تونس

التكتّل الديمقراطي من أجل العمل و الحريّات: دعوة

ا ف ب:الرئيس التونسي يتغيب عن افتتاح تظاهرة القيروان لاسباب صحية

القدس:بعد أن اتهم نظامها بـ « محاربة الله ورسوله » القرضاوي …يشيد برعاية النظام التونسي للإسلام

اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي :رسالة عيد المرأة إلى السيدة جنات والدة السجين السياسي رشيد عبداوي

شوقي بن سالم:بيان إلى مناضلي حزب الوحدة الشعبية والرأي العام الوطني

زياد الهاني:يـرون أنفسهم فوق المساءلـة : المتخفّـــون بظـلّ الرئيس

نصر الدّين بن حديد:إلى سليم بوخذير: تعقيبًا على «بشرى البشير 2»

جيلاني العبدلي:تونس: وطن وبوليس ورشوة:في الوردية السادسة

حركة النهضة تنعى أحد مؤسسيها الشيخ ضو صويد 

لجنة المرأة بمنظمة العفو الدولية/مكتب الوسط :دعـــــــــوة

كتبته هند الهارونــــــــــــي: ما قـــــــــــــــلّ و دلّ

آكي:تونس: انطلاق احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية

الخبر:اختطاف سجين جزائري في المغرب ووفاة غامضة لآخر في تونس

الأسبوعي :جامعة تونس الافتراضية … تكوين عن بعد وتشغيل ممكن

الأسبوعي:هـلاك «حارقيْن» تونسييْن اختناقا ودفن جثّتيهما في اسكتلاندا!

الأسبوعي:القبض على أكثر من 100 «حارق» نحو ليبيا! :إيقاف عدد كبير من مهرّبي الحالمين بأجواء أوروبا

 الأسبوعي:بين حي التضامن والعمران:الإطاحة بعصابة ارتكبت حوالي 15 «براكاجا» بالأسلحة البيضاء والغاز المشل للحركة

الأسبوعي:الجريمة في صفاقس والمأساة في بن قردان

محمد الحمروني : تونس: الدفاع عن البشير يوحد السلطة والمعارضة 

توفيق المديني : بداية ذوبان الجليد في العلاقات الأميركية – السورية

عبدالباري عطوان:كفانا مصالحات شكلية

عبدالحليم قنديل:مصالحة تخاصم المقاومة!

محمود المبارك:الحكومات العربية تسمح لقوافل الإغاثة الغربية!

الجزيرة.نت:اعتقال خمسة أشخاص خططوا للهجوم على أردوغان


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم  فلْتتوقفْ المظلمة بحق الدكتور صادق شورو !! 


يقبع الدكتور صادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة في السجن ظلما منذ ديسمبر 2008 بعد الحكم الصادر بحقه من طرف الدائرة الثانية للمحكمة الابتدائية بتونس بتهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها على خلفية معاقبته على تصريحات قدمها لوسائل إعلامية خلال مداخلة في فضائية الحوار اللندنية ومقابلة صحفية مع موقع إسلام أون لاين.  وكان المحامون الثمانية والعشرون الذين ترافعوا نيابة  عمّا يقارب عن سبعين محاميا حضروا هذه المحاكمة، قد أكّدوا على عدم توفّر الأركان القانونية في التهمة، حيث تتطلب القيام بأعمال لها علاقة بالعمل الجمعياتي السياسي كعقد اجتماعات خاصة والاتصال بأفراد معينين وصياغة برامج ورؤى والعمل على تنفيذها، والحال أنه  لم يتح أمامه الوقت حتى لاستقبال أقاربه وضيوفه الذين توافدوا لتهنئته بالخروج من السجن بعد 18 سنة ، أمضى 14 سنة منها في الحبس الانفرادي، حرم فيها من العيش إلى جانب أسرته ومن أبسط الحقوق الإنسانية حتى في المعالجة والإقامة الكريمة ، كما أن المحضر الذي أحيل به لم يكن ممضى من طرفه. وبالرغم من مطالبة المحامين بإطلاق سراح الدكتور شورو، ضربت المحكمة بعرض الحائط كل الحجج القانونية الدامغة، ورفضت طلب طي الملف والحكم بعدم سماع الدعوى فأصدرت حكمها الجائر بسنة سجن نافذة على الدكتور ولمّا يقض مع أسرته غير ثلاثة أسابيع بعد خروجه من السجن. وسيمثل الدكتور الصادق شورو مرة أخرى يوم السبت 14 مارس 2009 أمام المحكمة بعد طلب الاستئناف.  إن حركة النهضة: – تدعو  السلطة إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو  وتؤكد مرّة أخرى رفضها التام  للحكم الصادر بحقه والذي كان دافعه الحقيقي معاقبته على تصريحات لوسائل إعلامية تمسك فيها بانتمائه للنهضة ، فكان عقابه من قبيل تجريم حرية التعبير والانتماء إلى حركة سياسية سلمية – تعبر عن تضامنها الكامل مع رئيسها السابق ومع أسرته المناضلة وتدعو كل المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية لدعم حقها في العمل السياسي والإعلامي والثقافي  مع باقي الأحزاب والقوى الوطنية، – تعبر عن رفضها للتوظيف السياسي للقضاء من طرف السلطة وللقوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وتدعو الجميع إلى النضال من أجل  إلغائها، ـ تعتبر أن جلسة استئناف الحكم فرصة لوضع حد لنهج الإقصاء والانغلاق الذي تبنّته السلطة، وإنهاء سياسة التوظيف السياسي للقضاء الذي يجب أن يبقى مستقلا ومحايدا، وإيقاف مسار المحاكمات السياسية الجائرة ضد قيادات نقابية وفعاليات حزبية وشخصيات حقوقية وطاقات شبابية من أبناء الصحوة. – تطالب بإطلاق سراحه فورا وكل المساجين السياسيين  من مثل المئات من شباب الصحوة الإسلامية وكذا ضحايا الاحتجاجات الاجتماعية    قال الله تعالى: »والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون »

لندن 10 مارس 2009 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة


المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس
تونس في 09/03/2009 بــــــــلاغ  

على اثر التجمع الذي دعا إليه المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس بالمقر المركزي للمنظمة الطلابية بخصوص آليات التدخل النضالي لمساندة المضربين عن الطعام والنظر في الإعداد للمؤتمر الوطني الموحد تم تدارس جملة من النقاط و التي بموجبها تم التوصل إلى المقترحات التالية و إحالتها على الهياكل المعنية قصد ترجمتها :  1- دعوة لجنة الإعداد المادي و الأدبي للمؤتمر إلى عقد اجتماعها 2- تنظيم يوم تضامني مع المضربين عن الطعام بمختلف الأجزاء الجامعية و ذلك يوم الأربعاء 11 مارس 2009 3- توجيه دعوة رسمية إلى كافة الطلبة و مختلف مكونات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية لزيارة المضربين ابتداء من الساعة الرابعة إلى الساعة الثامنة بعد الزوال و ذلك في إطار اليوم التضامني الوطني مع المضربين 4- تنظيم إضرابات عن الطعام بمختلف المؤسسات والأحياء الجامعية و الجهات على مدى هذا الأسبوع 5- دعوة مناضلي و مؤتمري المؤتمر الوطني 25 الموحد لحضور التجمع العام الاحتجاجي بالمقر المركزي 19 نهج نابلس يوم 25/03/2009 احتجاجا على جملة المحاكمات التي تعرض لها مناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس و على رأسها محاكمة الأمين العام عز الدين زعتور.    عضو المكتب التنفيذي عادل الحاجي  


 
بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة ترحب بالعلامة الشيخ القرضاوي في تونس


 
تلبية لدعوة من اللجنة المنظمة لبرنامج « القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009 » ، قام العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله بزيارة إلى تونس الأمس الأحد وحضر الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة وكانت  في نفس موعد الاحتفال بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف . وعبر الشيخ بهذه المناسبة عن أمله في أن تستعيد القيروان التي أسسها الفاتح العظيم عقبة ابن نافع رضي الله عنه، مكانتها كمنارة إسلامية في إفريقيا ومنطقة المغرب الإسلامي. وبالمناسبة أشاد الشيخ القرضاوي بما تقوم به « إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم »من نشر للوعي الإسلامي. غير أن اللجنة المنظمة لم تعلن حتى الآن عن برنامج لزيارة الشيخ خارج المناسبة الاحتفالية. والجدير بالملاحظة أن الشيخ طالما وجه النصح في برنامجه الشريعة والحياة وفي كتبه للسلطات التونسية أن تكف عن ملاحقة الحجاب والمتحجبات عبر القانون الإداري الحامل لرقم108الحاظر للحجاب، وطالبها بإلغائه، إلا أن العمل به لا يزال جاريا. وحركة النهضة بهذه المناسبة السعيدة: – تعبر عن ابتهاجها بزيارة العلامة الشيخ القرضاوي أرض الزيتونة والقيروان – تطالب اللجنة المنظمة تمكين الجمهور التونسي المتعطش للقاء بالشيخ والاستماع المباشر له من فرص كافية لذلك، وعدم الاكتفاء بالمشهد الاحتفالي.  – تتمنى أن تتوج زيارة الشيخ العلامة بإلغاء هذا الإجراء الإداري التعسفي(108) المنتهك للدين وللحريات الشخصية. لندن في 09 مارس 2009 الشيخ راشد الغنوشي حركة النهضة


دعـــــــــــــوة  


 
يؤدّي الدكتور مصطفى بن جعفر، الأمين العام للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل و الحريّات، وهو حزب تونسي معارض و عضو بالاشتراكية الدّوليّة زيارة إلى مدينة جينيف ليتحاور معكم حول المواضيع التالية :
–          الانتخابات الرئاسية و التشريعية لسنة 2009: أي آفاق؟ –          وضع الحريات و انعكاسه على النشاط السّياسي و الإعلام –          الوضع الاجتماعي على ضوء أحداث الحوض المنجمي وانتفاضة لامبيدوزا و إضراب الطلبة عن الطعام   مرحبا بكم في اللقاء الذي ينتظم يوم الخميس 12 مارس 2009 بدار حيّ ديباكيس الكائنة 50 نهج بارن ، جينيف 1201

 

الرئيس التونسي يتغيب عن افتتاح تظاهرة القيروان لاسباب صحية


 
القيروان (تونس) (ا ف ب) – انطلقت الاحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية الاحد بغياب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لاسباب صحية. واعطيت شارة انطلاق الاحتفالات بتلاوة آيات من القران الكريم وسط باحة جامع عقبة ابن نافع في القيروان (150 كلم جنوب شرق العاصمة) بحضور مئات المدعوين من بينهم قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي والداعية يوسف القرضاوي. والقى الوزير الاول التونسي محمد الغنوشي كلمة الافتتاح نيابة عن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وكانت وكالة الانباء الحكومية ومحطة الاذاعة الرسمية افادتا في وقت سابق ان الرئيس التونسي لن يشارك في التظاهرة الثقافية لانه « يشكو من زكام حاد وان وضعه الصحي يتطلب الراحة » من دون توضيح مدتها. وبن علي (72 عاما) الذي يحكم تونس منذ العام 1987 مرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الاول/اكتوبر القادم. واختارت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2009، مؤكدة انها « في طليعة الحواضر العربية الاسلامية في شمال افريقيا ذات التاريخ المجيد والعطاء الغزير المتميز في خدمة الثقافة العربية والاسلامية ». واشارت خصوصا الى « حقول الفقه الاسلامي وفي مجالات اللغة والادب والشعر والتاريخ ». ويشمل برنامج « القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية » الذي خصصت له وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس نحو 1,5 مليون دولار نحو مئة تظاهرة ثقافية. وصرح المنظمون ان مختلف فقرات الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ترمي الى « ابراز دور الاسلام في اشاعة مبادىء الاعتدال ورفض الغلو ». (المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية( أ ف ب ) بتاريخ 9 مارس 2009)


بعد أن اتهم نظامها بـ « محاربة الله ورسوله » القرضاوي …يشيد برعاية النظام التونسي للإسلام


تونس (د ب أ)- قام الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اليوم الأحد بزيارة « رسمية » إلى تونس هي الأولى من نوعها منذ اتهامه (عام 2006) السلطات التونسية التي تحظر ارتداء الحجاب بشن « حرب ضد الله ورسوله » ووصفه أحد الشعراء التونسيين بـ »الزنديق ». وقال القرضاوي خلال حفل بمدينة القيروان التونسية /160 كلم جنوب العاصمة تونس/ أقيم بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وإعطاء إشارة انطلاق برنامج « القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية 2009 » في تصريح خاص لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إنه تلقى « دعوة رسمية » من السلطات التونسية لحضور هذا الحفل. وكان القرضاوي قال في خطبة الجمعة التي ألقاها في تشرين ثان/نوفمبر 2006 بأحد مساجد العاصمة القطرية الدوحة حيث يقيم: « إن الحرب التي يشعلها النظام التونسي ليست ضد الحجاب فقط، وإنما ضد الله ورسوله » مطالبا « المسلمين جميعا بعدم السكوت عن تلك الحملة المغرضة ومساندة المحجبات في محنتهن ». وسبق للقرضاوي أن قام بزيارة غير رسمية إلى تونس دون التعرض لمضايقات في عام .2007 ورفع الشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد نهاية عام 2000 دعوى قضائية ضد القرضاوي الذي قال إنه كفره وأهدر دمه في كتاب (للقرضاوي) بعنوان « التطرف العلماني في مواجهة الاسلام: نموذج تركيا وتونس ». وهاجم القرضاوي في هذا الكتاب الشاعر التونسي لاصداره قصيدة بعنوان « الادعية » قال الداعية الاسلامي إنه كان فيها « ملحدا وزنديقا ومستهترا بالمقدسات » وندد بتعيينه مديرا لبيت الشعر في تونس عام .1993 واتهم محامون تونسيون آنذاك القرضاوي بإهدار دم الشاعر وفتح الباب أمام المتطرفين لاغتياله. ولم تصدر المحكمة التونسية التي تلقت الدعوى القضائية أي حكم ضد القرضاوي. وعبر القرضاوي في تصريح للـ (د.ب.أ) عن أمله في أن « تستعيد القيروان التونسية التي أسسها الفاتح الاسلامي عقبة ابن نافع سنة 670 ميلادية مكانتها كمنارة إسلامية في أفريقيا ومنطقة الغرب الاسلامي ». وأشاد القرضاوي في التصريح بـ « إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم » وهي أول إذاعة دينية في تونس التي يتهمها أصوليون إسلاميون بمعاداة الاسلام واضطهاد المحجبات. ورفض القرضاوي الادلاء بتصريح صحفي لفضائية « الحرة » الامريكية التي طلب مراسلها في تونس إجراء حوار معه. وقال احد معاوني القرضاوي إن الداعية الاسلامي له تحفظات على هذه القناة. (د ب أ) م س/م ج 8/3/2009 (المصدر : صحيفة »القدس » بتاريخ 9 مارس 2009 .) الرابط: http://www.alquds.com/node/144226


الشباب الديمقراطي التقدمي اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي تونس في 08-03 -2009

رسالة عيد المرأة إلى السيدة جنات العقرباوي والدة السجين السياسي رشيد عبداوي

 


 
احتفلت يوم الأحد 8 مارس جميع نساء العالم ومن بينهم نساء تونس بيوم المرأة العالمي. كما احتفلت بهذا اليوم وفي ظروف خاصة للغاية ،السيدة جنات العقرباوي والدة السجين السياسي رشيد عبداوي المعتقل على خلفية نشاطه الصحفي كمراسل لجريدة « الموقف » أثناء تغطيته للتحركات الاحتجاجية السلمية بالحوض المنجمي. السيدة جنات وقد تجاوزت عقدها الخمسين لم تكن تعلم أنّ ابنها رشيد سوف يكون ضحية للأحكام سياسية و قضاء لا مستقلّ قضى بسجنه لمدة أربعة سنوات لذنب لم يرتكبه. صُدمت السيدة جنات في البداية ، لكنها صمدت وواجهت قسوة الظروف لتكون خير سند لرفيقنا المناضل في السجن ووحشته، باستنهاضها لهممه ورفعها لمعنوياتها خلال زياراتها له بالسجن المدني بقفصة. وهذا الدّرس الذي تقدّمه لنا أمّهات مساجين الحركة الاحتجاجية السلمية بالحوض المنجمي ، هو رسالة ،عزّة وكرامة ،رسالة فخر وشرف لكل نساء العالم. إنّ اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي ، إذ تحيّ صبر السيدة جنات العقرباوي و صمودها و جلدها ومن ورائها المرأة المناضلة بالحوض المنجمي و كل نفس نسائي حرّ في هذا الوطن، فإنها تجدّد المطالبة بإطلاق سراح الرفيق عبداوي و كافة مساجين الحوض المنجمي بدون قيد أو شرط، كما تطالب بالكف عن الزجّ بالقضاء و توظيفه للتنكيل بالخصوم السياسيين والنقابين. عن اللجنة منسقها العام نزار بن حسن  


بيان إلى مناضلي حزب الوحدة الشعبية والرأي العام الوطني


 
ورد في اللائحة السياسية العامة المنبثقة عن المؤتمر الوطني السابع لحزب الوحدة الشعبية المنعقد بنابل أيام 10 و11 و12 مارس 2006 ما يلي:(إنّ نواب المؤتمر الوطني السابع لحزب الوحدة الشعبية إذ يسجلون بانشغال بالغ ما آلت إليه الأوضاع العربية من انهيار وتراجع وما يسود العلاقات الدولية من اضطراب وتغييب لكلّ الأسس الشرعية القانونية والأخلاقية فإنهم يجددون التأكيد على: ـ إدانتهم المبدئية والصريحة للإيديولوجية الصهيونية ومطالبتهم بأن يقع اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال الصهيونية. ـ رفضهم التطبيع مع الكيان الصهيوني وتمسكهم بالمقاطعة الشاملة لهذا الكيان.). كما تضمنت مواقف الحزب إدانة صريحة للكيان الصهيوني ودعت قيادة الحزب إلى اعتبار قادة هذا الكيان مجرمي حرب وطالبت بمحاكمتهم. وقد نشرت هذه المواقف في الصحف الوطنية التونسية وفي جريدة الحزب الرسمية (الوحدة). وتعتبر المواقف الصادرة في اللائحة العامة أو الصادرة عن المكتب السياسي للحزب أو مجلسه المركزي مواقف ملزمة لكلّ مناضلي الحزب ومنتسبيه مهما كانت مواقعهم ويعدّ عدم الالتزام بهذه المواقف تجاوزا خطيرا لنظمه وقوانينه يستدعي المساءلة الحزبية. وقد سبق لحزب الوحدة الشعبية أن اتخذ إجراءات تأديبية في حقّ بعض منتسبيه الذين خرقوا قرارا بمقاطعة السفارة الأمريكية في تونس ومقاطعة كلّ أنشطتها سنة 2002 ولم يصدر منذ تلك السّنة ما يلغي هذا القرار. كما اتخذ إجراءات تأديبية في حقّ النائبة عن الحزب في البرلمان السيدة  » خديجة مبزعية  » بسبب زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية آنذاك. وتأسيسا على ذلك وبصفتي مناضلا في حزب الوحدة الشعبية فإنّي أتوجه إلى الرفيق الأمين العام للحزب السيد محمد بوشيحة وإلى الرفيق عضو المكتب السياسي المكلف بالنظام الداخلي السيدة عياشي بالسايحية قصد مساءلة الرفيقة عربية بن عمار عضوة المكتب السياسي للحزب على ما قامت به من تجاوزات هي الآتية: فقد شاركت السيدة عربية بن عمار في منتصف شهر فيفري الماضي في ملتقى بالولايات المتحدة الأمريكية نظمته (الفيدرالية العالمية للسلام) ووقع اختيارها عضوا بمجلس السلم العالمي رفقة شخصيتين إسرائيليتين إضافة إلى شخصيات أخرى. وتتناقض مواقف هذه المنظمة من مسألة الصراع العربي الإسرائيلي مع مواقف حزبنا حزب الوحدة الشعبية. فقد أصدرت هذه المنظمة بتاريخ 31 ديسمبر 2008 بيانا حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة واعتبرت أنّ ما يحصل في القطاع من تقتيل ودمار وتذبيح للمواطنين الفلسطينيين هو مجرد عنف متبادل. La Fédération pour la paix universelle est profondément attristée par la perte de la vie dans la crise actuelle dans la bande de Gaza. Musulmane, juive, chrétienne et la foi des dirigeants de l’Initiative de paix au Moyen-Orient (MEPI), de la Fédération pour la paix universelle se sont engagés à la consolidation de la paix et la fin du cycle de la violence en Israël et la bande de Gaza. Au milieu de la violence et le désespoir, MEPI continue de favoriser le dialogue et la compréhension de chercher la direction de Dieu vers la résolution des conflits. واعتبارا أنّ مشاركة الرفيقة عربية بن عمار في هذه المنظمة وتبنيها لمواقفها يجعلها ملتزمة بها وهو ما يعدّ خرقا لتوجهات الحزب في هذه المسألة طبقا للفصل الثاني الفقرة الثانية من النظام الداخلي للحزب. وبصفتها عضوا في المكتب السياسي للحزب فإنّ ما قامت به من أعمال وتجاوزات يجعلها عرضة للمساءلة أمام لجنة النظام الحزبية. كما أطالب بمساءلة كلّ من سمح لها بالمشاركة والانخراط في هذه المنظمة من قيادة الحزب. وأطالب قيادة الحزب بالاطلاع على موقع هذه المنظمة                           www.upf.org والروابط الملحقة بهذا الموقف لمزيد الاطلاع والتثبت. رفيقكم شوقي بن سالم عضو المجلس المركزي (مجمد بقرار غير قانوني)  
 


يـرون أنفسهم فوق المساءلـة : المتخفّـــون بظـلّ الرئيس


 
زياد الهاني (*)
حدّثنـي بعض الثّــقاة والعهدة على من روى، بأن السيد الدكتور المدير رئيس التحرير عضو اللّجنة المركزية للتجمّـع (حسب توقيعه في الوثائق الرسمية) أمـدّ اللّه ظلّـه ودعّم أركان ملكه، ثار وأزبد عند اطلاعه على التدوينة التي نقلت فيها تقدّم زميلة بشكوى ضـدّه للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تتهمه فيها بالتحرش بها. وتساءل بلوعة المكلوم غير المصدّق: كيف يجرؤ على القول بأن تسميتي مديرا رئيس تحرير للجريدة غير قانوني!؟ كيف يجرؤ على اتهام رئيس الدولة بأنه خرق القانون بتسميتي في منصبي!؟ وكنت نشرت بتاريخ غرة مارس 2009 تدوينة بعنوان: «جريدة الحريّـة: زميلة صحفيّـة تشتكي من تعرضها لتحرّش جنسي من قبل مدير الصحيفة»، أوردت فيها بأن: « »المدير رئيس التحرير عضو اللجنة المركزية للتجمع » (حسب توقيعه في الوثائق الرسمية) لا ينتمي للقطاع الصحفي. وكان مسؤولا ساميا بوزارة الثقافة وأشرف بصفته تلك على مجلتها، قبل أن تتم تسميته مديرا رئيس تحرير لجريدة الحرية». http://journaliste-tunisien-9.blogspot.com/2009/03/blog-post_01.html فالسيد الدكتور المدير رئيس التحرير عضو اللّجنة المركزية للتجمّـع، أكثر ما هاله في أمر التدوينة، هو القدح في صفته!؟ فسارع للتخفّـي بظـلّ الرئيس وءدا للموضوع في مهده (حسب اعتقاده طبعا)، ليجعل من مساءلته مساءلة بالتالي للرئيس وتطاولا على مقامه!؟ لكنه أغفل في غمرة ثورته، الانتباه إلى أن رئيس الدولة هو نفسه الذي نقّح قانون المحكمة الإدارية ليجعل الأوامر الترتيبية الصادرة عنه قابلة للطعن أمام القضاء الإداري!؟ الدكتور المدير رئيس التحرير عضو اللّجنة المركزية للتجمّـع أغفل كذلك الانتباه إلى أنّه ليس مطلوبا من رئيس الدولة أن يكون موسوعة قانونية وخبيرا في الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة وملحقاتها بالذات!؟ فلرئيس الدولة مستشارين، وهؤلاء المستشارون يمكن أن « يُـغفلوا » بعض الجوانب القانونية أحيانا!؟ اللّـهمّ إلاّ إذا سحبنا عليهم ستار العصمة، استنادا إلى منطق أن من يعيّنـه رئيس الدولة في موقع ما لا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه!؟ وهو الستار الذي سعى السيد الدكتور المدير رئيس التحرير عضو اللّجنة المركزية للتجمّـع للتدثّـر به على ما يبدو. ومن الطبيعي أن يتلقى المريدون من شيخ طريقتهم الإشارة لينادي مناديهم بأن من عيّنـه رئيس الدولة عضوا للّجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي على قائمته الوطنية، لا يمكنه وهو المنتجب أن يأتي أمرا فريّـا!؟ ولم يفتهم تضمين هذه الفكرة في الشكوى ضدي التي عرضوها على توقيع عدد من الزميلات والزملاء الأفاضل قبل تقديمها للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. فقد ذكروا في شكواهم تلك ما نصّـه: «.. أننا ننزه من اختاره الرئيس زين العابدين بن علي مديرا و رئيس تحرير للصحيفة ،و الذي يشهد له الجميع بتفانيه في العمل ،و أخلاقه العالية» http://journaliste-tunisien-9.blogspot.com/2009/03/blog-post_9155.html ترى هل يشاطر وزير الثقافة السابق السيد محمد العزيز بن عاشور هؤلاء رأيهم،باعتباره كان الرئيس المباشر للدكتور المدير رئيس التحرير عضو اللجنة المركزية للتجمع ؟ هل يوافقهم الرأي أولئك الذين تعاملوا معه عندما كان مندوبا جهويا للثقافة بولاية بن عروس، وفي محطّات عمله السابقة؟ سأظل أردّد وأؤكد بأنه لا حصانة لأحد خارج نطاق القانون، حتى وإن سعى للتخفّـي بظل رئيس الدولة.. وأرجو أن يفهم كلّ من يهمّـه الأمر بأن التهديد لا يخيفني، والوعيد لا يرهبني.. وإلى الذين قادوا حملة تشويه ضد الزميلة الشاكية، طاعنين في عرضها دفاعا عن مصالحهم مع مديرهم أقول: لن أتخلّى عن الدفاع عن زميلتي، كلّفني ذلك ما كلّفني..
عاشت وحدة الصحفيين التونسيين وتلاحمهم.. تحيا تونس تحيا الجمهوريّــة
(المصدر: مدونة زياد الهاني بتاريخ 9 مارس 2009) الرابط: http://journaliste-tunisien-9.blogspot.com/


إلى سليم بوخذير: تعقيبًا على «بشرى البشير 2»: (العدد 3210 بتاريخ 07 مارس 2009 السنة الثامنة) نصف الحقيقة أسوأ (بكثير جدّا) من الكذب نصف الشرف نذالة بيّنة

من صديقك نصر الدّين بن حديد


nasrbenhadid@hotmail.com   بدءًا وقبل الانطلاق وجب الإصرار والتأكيد على أنّ الاعتداء على الذات البشريّة في بُعديْها الجسدي ومعنوي يُعدّ جريمة نكراء وتجاوز لا يمكن القبول به، مهما كانت هويّة الفاعل ومهما كان المنصب الذي يحتلّه. أيضًا ـ وهنا تأتي الخطورة ـ وجب الإصرار ذاته ونفس التأكيد على أنّ البشر سواسية، ومن ثمّة لا يجوز أن نثور ونقيم الدنيا ولا نقعدها عندما يتعرّض هذا للاعتداء ونصمت ونسكت في مواضع أخرى… دون أن ننسى ونغفل أنّ جريمة اعتداء على فرد واحد، تساوي ـ في بعدها المعنوي على الأقلّ ـ قتل البشريّة جمعاء… عند هذا الحدّ نتّفق ـ قطعًا ودون أدنى شكّ ـ على أنّ المثقف الواعي، هو ـ قطعًا ـ ذلك القادر على الرؤية الصائبة والتقدير المتوازن ومن ثمّة التحليل الموضوعي والكتابة المتّزنة والتنظير العميق، يحتاج أوّلا إلى عين ثاقبة وعقل فاعل وفكر متوقّد، بل وجب أن يمتلك القدرة على النزوع دون العاطفة والحياد عن الغريزة، وإن كانت الغريزة طبيعة تحفظ الوجود والعاطفة شعلة دافعة للعطاء. كذلك يأتي المثقّف ـ ضرورة ولزامًا ـ صاحب قدرة على تجاوز فعل الراهن وزمن الفعل، من خلال القدرة على استدراج ما فات واستباق ما هو قادم، في توليف لما هو قائم، وإلا تحوّل أو هو انحدر كمثل حال القرد الذين ينظر إلى إصبع العالم حين يشير إلى القمر… أيضًا، نتّفق قطعًا أن المثقف لا يمثّل كائنًا منعزلا أو فاعلا دون الآخرين، بل هو يحتاج إلى أمرين في غاية الأهميّة ومنتهى الخطورة، تنبني على أساسهما قدرته على الفعل ومدى دوره في إحداث الفارق وتحريك التغيير… أوّلهما ذلك الشعور بالانتماء إلى عمقه الشعبي وما يمليه هذا الانتماء من واجب، وثانيا ـ والأمر لا يقلّ خطورة ـ قدرة هذا على المثقف على الانخراط والمساهمة في التأسيس لنخبة تستطيع على مستوى الجماعة وبفعل الزمن والمراكمة أن تُحدث تلك النقلة المطلوبة، وإلا تحوّل هذا المثقف إلى حالة استمناء فكري، عاجزة بطبيعتها عن أدنى انخراط في مشروع جامع وفاعل…. عندما اطلعت عمّا كتبتً عن البشير، تعجبت من هذه الأحاديّة المطلقة ومن زاوية رؤيتك الضيّقة وليس لي أن أدافع عن الرجل أو أنصّب نفسي حاميا له، بل أن أسألك، عمّا يكون عليه دور المثقف أمام هذه الحالة وما قد يأتي من حالات مشابهة؟ هل وجب أن نبقى أسرى رؤية انطباعيّة وانفعاليّة ضيّقة تستثني الرؤية الموضوعيّة، حين نرضى من الحقيقة ببعض شظاياها ونجعل الشرف متحوّل أو هو منقلب بحسب المصلحة وبقدر حاجة الغرب إليه واحتياجه إلى تفعيله؟؟؟ هل وجب القفز فجأة ودون أدنى تحليل من الفعل المادي الجلّي إلى ذلك السعي المحموم حينا والمرضي عادة، من خلال البحث لهذا الفعل ـ أيّ مذكّرة التوقيف ـ عن مرتكزات وأسس أخلاقيّة؟؟؟ حين تعلن ـ يا صديقي ـ هذه الفرحة العارمة لفعل لم نصنعه بل جاء من غرب لا يمكن سوى للأغبياء والخونة [ولكلّ أن يحتلّ موقعه] أن يعتبروه «فاعل خير لوجه البشريّة»، تنتفي عنك وتسقط عن قلمك حريته ويصير حادي لقوافل تجهل أنت [ومن يفكرون مثلك] مسارها، وتصير من مثقف فاعل إلى كائن مترقب، إن لم أقل تابعًا بالضرورة ومتلقف في انتهازيّة ذلك الذي لا يصيد، بل يرقب من السباع بعض بقاياها!!! لا أحتاج إلى تذكيرك بصمت هذه المحكمة التي تنادي بحياة عدالتها، سواء أمام التقتيل في العراق أو الإبادة في فلسطين، بل لأسألك عن المرجعيّة الأخلاقيّة التي تحكم ـ أو وجب أن تحكم ـ نظرتنا وتؤسّس لموقفنا من هذه المحكمة؟؟؟ عندما تكتُب:«حتّى عندما يُنصف الغرب شعوبنا»، فذلك اعتراف صريح منك ـ ودليله تركيبة جملتك اللغويّة ـ أنّ هذه «العدالة» لم تنصفنا دائمًا، ممّا يعني أنّ معيارها ليس الأخلاق ـ التي تتّخذ بعدًا مبدئيا ومطلقًا، بل ـ وهنا تأتي المصيبة ـ أنّك صرت تحيي «انتقائيّة الغرب» التي تراها في صفّك وكنتً اعترفت :«لا يقف هذه المرة مع الحاكم تلومونه»!!! هل يعني هذا أن نصطفّ معك ونصرخ مرّة:«عاشت عدالة المحكمة الدولية» ونغرس في المرّة التي تليها رؤوسنا في الرمل، ونصبح كمثل حال أضواء المرور، نصفّق حينًا ونصمت أحيانًا؟؟؟ ما أدرنا؟؟؟؟ قد تكون هذه العدالة أسّرت إليك بقراراتها القادمة، ومن ثمّة نصير كالجوق الذي أكمل التدريب وحفظ الدرس بين تصفيق وتهليل أو ربّما هو تكبير في المرّة القادمة… وقد يصير غيرنا من «الجهلة» كمن يقف أمام إشارة ضوئيّة أو كمثل أسراب العصافير التي تموج معيّة؟؟؟؟ عندما نرى هذا التهليل منك وممّن أقاموا الأفراح والليالي الملاح وراحوا يرقصون طربا، يحقّ لنا أن نسأل عن أسباب هذا التردّي العربي، وكيف صار من ندعوه «مثقف» إلى مثل هذا الحال؟؟؟ قد يدّعي البعض من أهل دارفور أن البشير قتل أهلهم وأهلك الحرث والزرع، وأن من ذاق العذاب ليس كمن يجلس فوق الربوة، لنسأل، هل المسألة ارتدّت إلى «شماتة» في بعد انتقامي صرف أم هي «عدالة»؟؟؟؟ أيّ عدالة!!!! عندما نخلص إلى البعد السيكولوجي البحت، نجد أن الذات العربيّة المهزوزة أورثتنا حالة من التلوّث الأخلاقي والتبلّد الذهني، جعلت المثقّف أسير اللحظة، في عجز ـ أو هو رفض ـ لتجاوز بعد الغريزة ومقام العاطفة؟؟؟ عند هذا الحدّ يكون النظر متراوحا بين خيارين. إمّا الاصطفاف وراء البشير أو الوقوف مع هذه «العدالة المستورة» على ظهر دبابة؟؟؟ هل عجز هذا المثقف العربي عن خلق أفقه الفكري ومقامات فعله الذهني، لكي يتردّى أسير خيارات لم يخترها؟؟؟ مهما كانت يا سليم فرحتك، فعليك حبسها، لأنّ البشير سيرث البشير [وقد تتغيّر الأسماء]، حين عجز المثقّف أن يكون طرفًا في معادلة فرز النخبة الحاكمة، بل ربّما نبكي البشير الأوّل ونندب حظنا مع «البشير» [وريثه] وقد فاتك وفات من رقصوا طربًا أن مقاولات هذه العدالة تضمن الاقتلاع لكنها لا تكفل جودة البديل، لنكون كمن اقتلع جزرة وزرع أخرى، فلا هو أصاب من نفع الاقتلاع أو تفادى مصاريف الزرع!!! إلاّ إذا تحوّل المثقف إلى فعل «شماتة» لا غير، فيكون من الأولى ومن باب حفظ ما بقي من بقايا كرامتنا أن نرضى ـ على حدّ قولي ـ بما حملت ملاعقنا… من حقّك ومن حقّ أمثالك الرقص على جثّة البشير كما رقص البعض يومًا على جثّة الرئيس صدّام حسين، لكنّ أرجو ألاّ تنزل بكم «طيبة القلب» [ولا أقول كلمة أخرى] حدّ مطالبة هذه «العدالة» بمواصلة اللعبة وقد أدمنتم الرقص على الجثث… حينها قد تكونون وقودًا لها!!! ألم تقل في مقالك أنّ الغرب يقف ـ حينًا ـ مع «حاكم نلومه»… عليكم بكتابة الوصايا… لأنّ البعض سيرقص على قبوركم!!! عليك منّي أن أتلو الفاتحة وبعض السور وأهديك شاهدًا يليق بقلمك الذي كان حرّا!!!

 


تونس: وطن وبوليس ورشوة:

في الوردية السادسة


 
بقلم: جيلاني العبدلي انتقلتُ عبر المترو الخفيف من محطة برشلونة وسط العاصمة إلى محطة الحافلات بحي ابن سينا بالوردية السادسة، لأُشحن من هناك مع خلق الله في حافلة الرفاهة الفائقة،  المتخصصة في الخط رقم 24 الرابط بين العاصمة ومدينة المحمدية أين أقطن.  وما إن توقف المترو في المحطة المذكورة، وشرع الركاب في النزول – وكانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلا – حتّى فُوجئوا  بمجموعة من أعوان الأمن تتمركزُ في المخارج، مُتولية  تحويل وجهة الكثير منهم – وأغلبهم من فئة الشباب – إلى  عربة أمن منتصبة للغرض غير بعيد عن مسرح العمليات.  وحين اقتربتُ بدوري من أحد المخارج مُستعجلا لإدراك الحافلة، استقبلني أحد الأعوان بحفاوة: أحكم قبضته في جمّازتي بين الكتفين، وظلّ يدفعني أمامه مثلما كان يُفعل بغيري. حاولتُ أن أتدارك الموقف قبل فوات الأوان، فقلتُ له:   » هل أستظهرُ لك ببطاقة تعريفي الوطنية؟ أنا أستاذ، إلى أين تأخذُني من فضلك « . قال لي بسوقية ألفتها في خطاب كثير من أعوان الأمن:  » امش… أنت والأساتذة، حين نصلُ إلى هناك ( يقصدُ إلى مركز الشرطة ) سنقومُ بالغربلة « ، وواصل يدفعُني صاغرا إلى أن حشرني داخل سيارة داكنة الألوان، مُسيّجة النوافذ، في أحشائها أكوامٌ من اللّحم البشري لعشرات الأشخاص المُكدّسين داخلها تكديسا، ثمّ التحق بزملائه لجلب المزيد من الجُثث الآدمية.  وما إن غصّت بنا السيارةُ، حتّى اجتهد الأعوانُ في غلق بابها علينا، وانطلقوا بنا، ونحن نئنّ داخلها لا نكادُ نلقى الأنفاس، إلى مركز الشرطة بالوردية السادسة أين أفرغُونا، وعادُوا على عجل يطلُبون المزيد.  استقبلنا أعوانٌ في فناء المركز بخشونتهم المألوفة، وألحقونا بعشرات الأشخاص المُتراصّين في مساحة بدأت تضيقُ بالمستقدمين. وهناك ظللنا لزمن غير قصير، ننتظر ما سيُتّخذُ ضدّنا من إجراءات. وحين غصّ الفناء بالخلق واشتدّ الزّحامُ، شرع أحد أعوان الأمن في إدخالنا الواحد بعد الآخر، ليقع التثبتُ في هُويّاتنا، وإحالتُنا على نظام المعلومات المركزي لوزارة الداخلية.  إلاّ أنّ تلك الإجراءات كانت تتمّ ببطء شديد، ممّا أطال محنتنا من الإرهاق والإذلال والقلق، وجعلنا نطوي ساعات من الليل، حتّى بلغنا الساعة الحادية عشرة. وحوالي منتصف الليل، ولسبب لم أتبيّنهُ، أوقف أعوان الأمن عمليات التثبت والإحالة -وكنّا حوالي عشرين شخصا – وأخلُوا سبيلنا بكل بساطة. غادرتُ مثل غيري مركز الشرطة في تلك الساعة المُتأخّرة، وفي نفسي سُخطٌ كبيرٌ على ما يسلكُه أعوانُ الأمن من عمليات تمشيط عشوائية، وإجراءات إيقاف وتثبّت مُهينة، كأنّي بهم يتحركون وفق قناعة أو قاعدة مفادها   » أنّ جميع المُواطنين مُتّهمون، إلى أن تثبُت براءتُهم « . غادرتُ في ساعة انعدمت فيها جميعُ المواصلات العمومية، فاستعنتُ بسيارة تاكسي، لتنقلني إلى مدينة المُحمّدية، بنصف أُجرة يومي لدى وزارة التربية القومية أنذاك. لقد حوّل البوليسُ وجهتي من غير سبب، وحبسني في محنة من غير ذنب، وشرّدني في حُلكة الليل من غير سند، ومع ذلك حمدت الله على النهاية السعيدة.   يتبع   جيلاني العبدلي: كاتب صحفي ناشط حقوقي وسياسي Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com


          بسم الله الرحمن الرحيم               حركة النهضة تنعى أحد مؤسسيها الشيخ ضو صويد

  


  تنعى حركة النهضة بقلوب ملؤها الأسى واللوعة ، راضية بقضاء الله، أحد مؤسسيها الشيخ ضو صويد الذي وافاه الأجل  يوم السبت 07 مارس 2009 عن سن 63 سنة. لقد كان الشيخ ضو صويد من رجال الجيل الأول المؤسس للحركة الإسلامية بتونس وأول من أسس العمل الإسلامي المنظم والحركي بالجنوب التونسي وقد كانت للفقيد بصماته الواضحة في العمل التلمذي حيث  كان يدرّس اللغة العربية بمعاهد الجنوب التونسي فتخرجت علي يديه مئات من الطلبة. كما كان الفقيد داعيا مربيا يلقى الدروس في مساجد الجنوب التونسي يتناول فيها المواضيع الفكرية والتربوية و إماما خطيبا يؤم الناس في صلاة الجمعة  لسنوات عديدة  قبل اعتقاله سنة 1981 ضمن الحملة الأولى التي شنتها السلطة على الحركة. شغل الشيخ ضو صويد عضوية مجلس الشورى لحركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) إلى جانب إشرافه على منطقة مدنين. حوكم في سنة 1981 بست سنوات سجن وسنة 1987 بعشر سنوات وقد عرف بصبره وثباته في كل المحن التي مرت بها الحركة الإسلامية. وإن حركة النهضة بين يدي هذا المصاب الجلل لتتقدم إلى عائلة الفقيد وكل تلاميذه ومحبيه وإخوانه بأحر التعازي راجية من الله العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فراديس الجنان.  قال تعالى : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ». ( الأحزاب ـ 23). لندن في  09 مارس 2009 رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي  


دعـــــــــوة


 
تتشرّف لجنة المرأة بمنظمة العفو الدولية/مكتب الوسط بدعوتكم لمواكبة فعاليات تظاهرة اليوم العالمي للمرأة التي تنظّمها بالاشتراك مع الاتحاد الجهوى للشغل بالقيروان والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية النساء الديمقراطيات،وذلك يوم السبت 14 مارس 2009 بفضاء الاتحاد الجهوى للشغل بالقيروان. يحتوى البرنامج على الفقرات التالية: *الساعة 10.00:معرض وثائقي. *الساعة 14.00: الافتتاح:كلمة المنظمين. *الساعة 15.00:-مداخلة لحليمة الجوينى »أشكال العنف ضد النساء ».  -مداخلة لأحلام جفال »المدافعات عن حقوق الإنسان » *الساعة 15.40:نقاش. *الساعة 17.00:عرض موسيقى مع » مجموعة الحمائم البيض ». الدعوة مفتوحة للجميع،فلنكن في الموعد


بسم الله الرّحمان الرّحيم و الصّلاة و السّلام على نبيّنا محمّد صادق الوعد الأمين الإثنين 12 ربيع الأوّل 1430 – 9 مارس 2009

ما قلّ و دلّ


كتبته هند الهاروني في هذه الذّكرى المباركة على الأمّة الإسلاميّة، ذكرى ميلاد أشرف مخلوقات الله سيّدنا و نبيّنا و حبيبنا المصطفى محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم،  نصلّي عليه و نسلّم تسليما كثيرا و نتمسّك بمحبّته و بنصرته يشفع فينا يوم الحساب  بإذن الله كما لا يفوتنا أن نهنّأ قافلة « شريان الحياة » الّتي يسّر الله  لها كسر الحصار  و الدّخول إلى غزّة في هذا اليوم المبارك . الشّيء من مأتاه لا يستغرب : كيف يعجب المرء من جرائم الصهاينة  » الجديدة القديمة » و  مؤخّرا تأجيجهم الفتنة بإساءتهم المخزية لسيّدنا عيسى و سيّدتنا مريم عليهما السّلام  وصولا إلى حبيبنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم  … ما عليه إلا أن يقاوم هذا العدوان بالطّرق المشروعة ،  بصفة عمليّة و إيجابية، صابر، محتسب إلى أن يرث الله الأرض و من عليها و أن يتجنّب مضيعة الوقت في ما لا يعني وهؤلاء الأعداء يتربّصون  به منذ عقود و أخطر عدوان تمثّل في جريمة الإبادة الجماعيّة  الرّهيبة الّتي اقترفوها و شهد عليها الكون بأسره : استعملوا فيها القنابل النّاريّة الفسفوريّة المحرّمة دوليّا للقضاء على الحياة في غزة.  لا شك بأنّ جميع الأنبياء و الرّسل من سيدنا إبراهيم عليه السّلام إلى سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم قد فرحوا بانتصار غزة و غضبوا على عدوان صهاينة إسرائيل المستهزئين بالأنبياء و الرّسل، يقتّلون الكائنات البشرية و الحيوانية و النباتية و الطّبيعيّة و العمرانيّة و غيرها… في فلسطين و غزة على وجه الخصوص باستعمالهم أسلحة كيمائية إضافة إلى الفسفور الأبيض الحارق؛ تلك الأسلحة الّتي حصدت من حياة الأطفال و الرّضّع المساكين و الشيوخ و الرّجال و النساء ما لا يحصى و لا يعدّ بالإضافة إلى مخلّفات مبرمجة زمنيّا لأمراض سرطانيّة  نصيب من بقوا أحياء، تلك الأسلحة المحرمة شرعيّا، بشريا و دوليا من الأفضل تسميتها  » أسلحة تجارب هلاك شامل » هذا فضلا عن الاحتلال + السّجون + والتّعذيب + القتل + التّهجير+ الحفريّات  في القدس الشريف و المسجد الأقصى+ بناء الجدار العازل + المستوطنات + الحصار + منع إدخال الإعانات الإنسانيّة الحياتيّة بتشديد غلق جميع المعابر+ و غيرها من الاعتداءات… و لن  يكتب لهذا المعتدي النصر لأنّه قائم على الشّرّ و العدوان و هو ما لا يرضاه الله و أنبيائه و ملائكته و مخلوقاته مع استحالة وجود أيّ شرّ خارق لقوانين الله في خلقه و للقوانين الّتي تحفظ الكرامة الإنسانية على وجه الأرض مع التذكير بأنّ الدّفاع عن النفس و الأرض والوطن و المقدّسات واجب على كلّ إنسان يدافع عن كرامته و فرض عين على كلّ مسلم لأنّ لنا موعدا مؤكّدا يوم نقف بين يدي الله و في هذه حكمة بالغة من الله عزّ و جلّ جعلها في قلوبنا كما في أنفسنا  » نخاف من الله فنهرب منه إليه « .  يقول عزّ و جلّ في كتابه الحكيم : » أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا(106)  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا (108) قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) ».صدق الله العظيم – سورة الكهف إنّ الله يمكّن المؤمنين و ينصرهم في الدّنيا في جميع مجالات حياتهم شرط أن يكونوا محسنين و صادقين في أعمالهم و معاملاتهم مع أنفسهم و مع الآخرين و لا جدوى من وراء اللامبالين و المنافقين و المخادعين و المراوغين والماكرين  فإنّهم ليسوا بمعجزي الله في الأرض الله في الأرض  و سبحان الله المنصف القاهر فوق عباده.   


تونس: انطلاق احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية

 


 
تونس – وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء    انطلقت في تونس الاحتفالات بـتظاهرة « القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009″، بمشاركة وزراء وشخصيات من 16 دولة عربية وإسلامية. وتم الافتتاح الرسمي ظهر أمس بصحن جامع عقبة بن نافع بالقيروان وهو من أشهر المعالم الدينية في شمال إفريقيا بينما سيكون الافتتاح الفعلي غدا الثلاثاء بعرض « القيروان الخالدة » يعتمد الرواية بالصوت والصورة والأضواء بمصاحبة موسيقى تم إعدادها خصيصا للمناسبة وتسرد مسيرة القيروان منذ تأسيسها عام 50 هجري ( 670 ميلادي).  واختارت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم والثقافة (إيسيسكو) القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الجاري لتخلف بذلك مدينة الإسكندرية.  واشرف على الاحتفالات التي تزامنت مع ذكرى مولد نبي الإسلام رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي والمدير العام للإيسيسكو ، عبد العزيز التويجري الذي قال إن احتفالية القيروان تندرج في إطار برنامج الاحتفال بعواصم الثقافة الإسلامية الذي ترعاه وتنفذه الايسيسكو لـنشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها و رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعدد من العواصم الإسلامية التي خدمت الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف عبر التاريخ، على حد تعبيره  هذا وشدّد جعفر ماجد ، المنسق العام لهذه التظاهرة في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء على أهمية الاحتفاء بالمدن العربية و الإسلامية للتقريب بين الحضارات والأديان. وقال « لا يخفى على احد ما يوجد في هذا العصر من مشاكل وفتن لا تمت للإسلام بصلة ،فالعودة إلى الأصول الأولى للإسلام و إبراز الجانب النيّر والمضيء للفكر الاجتهادي من خلال هذه الاحتفالية يساعد على التقدم الحضاري وعلى إعطاء صورة حقيقية للحضارة العربية الإسلامية و للدين الإسلامي الحنيف ».  أما مفتي الديار التونسية ، عثمان بطيخ فقد صرّح من جهته لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء بأن « الجمع بين الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وبمدينة القيروان كعاصمة للثقافة الإسلامية لشرف عظيم لتاريخ القيروان ولعلمائها »، حسب قوله مضيفا أن « الإسلام المعتدل السني والنير يشكل مع العلم أساس المستقبل ». أما الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي فقال للصحفيين « نأمل أن يتصل حاضر هذه المدينة بماضيها وأن يكون مستقبلها أفضل من حاضرها و هذا ما نأمله بهذه المناسبة ».  و حسب المنظمين سيشمل برنامج الاحتفالات 70 تظاهرة فكرية وثقافية وفنية عربية ودولية،موزعة على 18 ندوة فكرية و10 لقاءات مختصة و10 معارض و8 مهرجانات و20 عرضا موسيقياً و20 عرضا سينمائيا و10 مسرحيات إضافة إلى أمسيات شعرية.  وينتظر أن تتمحور غالبية التظاهرات الفكرية التي يتضمنها برنامج هذه الاحتفالات حول الدور الكبير الذي لعبته مدينة القيروان عبر مختلف العصور في إقامة العلاقات بين عديد المجتمعات وفي مقدمتها المجتمع العربي الإسلامي ومجتمعات دول شمال حوض البحر الأبيض المتوسط.    (المصدر: وكالة الأنباء الايطالية آكي  بتاريخ 9 مارس 2009 )


عائلة من خنشلة وأخرى من تلمسان تستغيثان

اختطاف سجين جزائري في المغرب ووفاة غامضة لآخر في تونس


 
ودعت عائلة بورويس سيدي محمد، المعتقل بسجون المملكة المغربية منذ سنة ,1995 شكوى لدى رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تخطره فيها  أن ابنها اختُطف من سجنه بمكناس إلى مكان مجهول، وأنه دخل  في إضراب عن الطعام رفقة جزائرييْن آخريْن. وطالبت عائلة أخرى من خنشلة وزارة الخارجية بالتحقيق لمعرفة أسباب وفاة ابنها بسجن الكاف بتونس.حسبما ورد في الشكوى الموفدة إلى جمعية حقوق الإنسان بالمغرب في 6 مارس الجاري، الموقّعة من قبل والدة السجين بورويس، السيدة العيداوي فاطمة، القاطنة بحي القلعة العليا رقم 281 بتلمسان، والتي تحصلت  »الخبر » على نسخة منها، فإن سجينها المحكوم عليه بعقوبة 14 سنة حبسا في المغرب بعدما اعتقلته السلطات الأمنية لهذا البلد سنة ,1995 والذي هو على وشك استنفادها، حيث لم يبق له منها سوى 8 أشهر، شأنه في ذلك شأن جزائريين آخرين وهما العيداوي خاليد والواسيني  »يتعرض إلى أبشع أنواع التعذيب والاضطهاد الجسدي والمعنوي في ظل اللامبالاة التي تنتهجها مديرية السجون المغربية »، وهذا ما جعلها تستنجد بهذه الهيئة الحقوقية من أجل العمل على إيفاد لجنة تحقيق في الوضعية المزرية  »التي يعيشها ابننا داخل المعتقل ». وأضافت الرسالة أن والدة السجين تحصلت على معلومات من بعض محبوسي سجن مكناس تفيد أن مجموعة من عناصر الأمن المغربي ومجموعة من رجال الأمن  »دي أس تي » قامت باختطاف ابنها والجزائريَيْن الآخَرَيْن في ظروف غامضة، وأن بعض هذه المعلومات التي وصلت إلى العائلة عن طريق الهاتف، أشارت إلى أنهم نُقلوا إلى سجن سلا بالرباط، ووضعوا في زنزانة انفرادية بعدما سُلبت منهم جميع أغراضهم وأمتعتهم وتعرضوا لتصرفات لا إنسانية جعلتهم يدخلون في إضراب عن الطعام. وفيما ذكره كل من شقيق السجين، وابن أخته اللذين أكدا أن المكالمات الهاتفية معه عبر الهاتف الذي منحته إياه منظمة حقوق الإنسان منذ سبع سنوات انقطعت منذ أكثر من أسبوع، فإن العائلة اتصلت بالسفارة المغربية وأودعت شكوى رسمية على مستواها حول ما يلاقيه ابنها في السجن، كما راسلت العاهل المغربي محمد السادس في نفس الأمر، وهي الآن تنتظر ردا رسميا من السفارة المغربية في الجزائر..  »وفي حالة عدم تلقينا أي رد فإننا سنراسل منظمة  »أمنستي » لحقوق الإنسان ونعتصم أمام السفارة المغربية بالجزائر » تقول عائلة بورويس. حلم الفيزا يتحول  إلى 10 سنوات سجنا لفظ رعية جزائري، من ولاية خنشلة، يدعى  »مدرف نارو رابح »، البالغ من العمر 34 سنة، أنفاسه في سجن القصرين بولاية الكاف التونسية، في ظروف يعتبرها أهله غامضة. مطالبين السلطات الجزائرية، خاصة وزارة الخارجية، بفتح تحقيق لمعرفة أسباب الوفاة. وجاءت وفاة هذا السجين بعد أن ظل بتونس يعمل لدى إحدى السيدات تحمل الجنسية البلجيكية، والتي وعدته، حسبما يرويه أخوه، بالتأشيرة للدخول إلى التراب البلجيكي، لكن حدث سوء تفاهم جعل المعني يتشاجر معها ويلطمها مما أدى إلى وفاتها، ليمثل أمام العدالة التونسية سنة 2004 لتحكم عليه بـ 10 سنوات سجنا نافذا قضى منها خمس سنوات، ليبعث رسالة إلى أهله بمدينة قايس بولاية خنشلة، يطالبهم بالتدخل لدى إدارة السجن قصد السماح له بالعلاج كونه مريضا، وعند تنقل أفراد عائلته لم يسمح لهم بزيارته في السجن، واعتبروا قصة مرضه محاولة منه للفرار، أو استعطاف العدالة لإطلاق سراحه. وعند اتصالهم بالقنصل العام بالكاف وعدهم بالتدخل، حيث تم فعلا نقله إلى المستشفى، وتبين أنه مصاب بمرض خطير لم يكشف عن نوعه. وخلال أيام، أرسل مواطن تونسي رسالة وهتف لأهله بأن ابنهم قد توفي، ليتنقل أهله لإحضار جثمانه دون أن يعلموا سبب وفاته. متهمين   إدارة السجن بكتمان سر مرض ابنهم وقضية وفاته، وطالبوا بلجنة تحقيق من السلطة الجزائرية.      المصدر :خنشلة: ط.بن جمعة وهران: محمد بن هدار 2009-03-09 (المصدر : صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) بتاريخ 9 مارس 2009 .)  الرابط: http://www.elkhabar.com/quotidien/index.php?idc=30&ida=146922


جامعة تونس الافتراضية … تكوين عن بعد وتشغيل ممكن


 
جامعة تونس الافتراضية… اسم قد يبدو غريبا للوهلة الأولى.. فالجامعة التونسية عبر تاريخها الممتد على أكثر من خمسة عقود ارتبطت في الوعي الجمعي بكل ماهو مادي ومحسوس، لكن الثورة التكنولوجية والطفرة المعلوماتية التي اجتاحت العلم غيرت المفاهيم المعتادة وألغت الحدود الفاصلة… فكما تستطيع اليوم انطلاقا من بيتك شراء حاجياتك اليومية وخلاص فواتيرك واقتناء تذاكر سفرك.. بإمكانك أيضا انطلاقا من شاشة حاسوبك أن تدرس وتناقش وتجري الامتحانات وتتحصل على الشهائد العلمية من خلال منظومة التكوين عن بعد التابعة لمختلف أقسام التعليم غير الحضوري بجامعة تونس الافتراضية. فماهو تعريف هذه الجامعة؟ وماهي أهم أهدافها ومهامها والشهائد التي تسندها؟ ولمن توجّه خدماتها؟ وما مدى مساهمتها في تيسير ادماج خريجيها في سوق الشغل؟ أحدثت جامعة تونس الافتراضية (مؤسسة راجعة بالنظر إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا) بمقتضى الأمر عدد 112 لسنة 2002 المؤرخ في 28 جانفي 2002 وذلك في إطار سياسة تعصير التعليم العالي وتجديده وانفتاحه أمام كل التونسيين من خلال تكييف البرامج التعليمية الجامعية مع التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال واندماجها في مجتمع العلم واقتصاد المعرفة.   * أهدافها تعمل جامعة تونس الافتراضية على تأمين وتعميم التكوين عن بعد وتوحيد المبادرات المتعلقة بالتكنولوجيات الحديثة وخلق بيداغوجيا رقمية وتيسير ظهور ثقافة تكوين مستمر في محيط قائم على العلوم والتجديد إضافة إلى الاستجابة إلى التحديات المتمثلة في تزايد عدد الطلبة من خلال القيام بعملية تخفيف تدريجي بالشعب ذات الأولوية في مؤسسات التكوين الحضوري حتى تبلغ نسبة 20% من محتوى الدروس، ودعم تساوي الحظوظ في مجال التعليم العالي ومقاومة الاقصاء على أن يشمل هذا التكوين أكبر عدد من الجمهور المستهدف خارج دائرة الطلبة العاديين.   * مهامها تضطلع جامعة تونس الافتراضية بجملة من المهام أبرزها القيام بتنظيم عمليات التكوين عن بعد والتصرف فيها وتطويرها وتأطير المدرسين والمكونين في مجال إعداد وصناعة محتوى الدروس والقيام بمختلف الأنشطة على الخط، إلى جانب تأمين تكوين المدرّسين والإداريين حول منظومة التكوين عن بعد وتنظيم وتطوير دورات التكوين المستمر ومدى الحياة والمشاركة في برامج التجديد البيداغوجي.   * شروط التسجيل والشهائد المسندة ولمزيد إلقاء الضوء على هذا المشروع التقينا السيدة فائزة الشرفي مديرة قسم التعليم غير الحضوري بجامعة صفاقس التي أفادتنا بأن جامعة تونس الإفتراضية تمكّن الطلبة المتحصلين على شهادة الباكالوريا أو شهادة معادلة والمتحصلين على شهادة جامعية (الشهادة الجامعية للمرحلة الأولى، شهادة الأستاذية، شهادة مهندس) من متابعة التكوين غير الحضوري بعد القيام بعملية تسجيل أوّلي تتكفل بعدها إدارة الجامعة بدراسة الملف لتأكيد التسجيل، أما آجال ومعالم التسجيل التي تدفع بالدينار الإلكتروني فيتم إعلام العموم بها عن طريق بلاغ ينشر بالصحف وبموقع الجامعة على شبكة الأنترنات )www.uvt.rnu.tn( وفيما يخص الشهائد العلمية المسندة من طرف جامعة تونس الافتراضية دون غيرها يمكن أن نذكر الإجازة في الأساليب الإعلامية المطبقة في مجال التصرف في المؤسسات )E-miage( بالتعاون مع جامعة بيكاردي الفرنسية والماجستير المهني في العلوم الاستشرافية المطبقة )M2PA( والماجستير المهني في راديولوجيا الأعصاب والتصوير الطبي العصبي التشخيصي )MP2ND(.   * أقسام التعليم غير الحضوري بمؤسسات التعليم العالي يجري العمل تدريجيا تضيف السيدة فائزة الشرفي في مختلف مؤسسات التعليم العالي الوطنية على تعميم تدريس خمس وحدات أفقية عن بعد مدرجة ضمن نظام «إمد» وهي الإعلامية والأنترنات )C2I( وثقافة المؤسسات )CE( واللغة الفرنسية والأنقليزية وحقوق الإنسان موجهة إجباريا للطلبة الدارسين بالسنة الأولى في مختلف الاختصاصات، أما بالنسبة للراغبين في التسجيل في احدى هذه الوحدات من غير الطلبة العاديين فبإمكانهم التسجيل عن طريق جامعة تونس الافتراضية، وقد تم لهذا الغرض إعداد منظومة تكوين عن بعد وأقسام افتراضية ومراكز اتصال وموارد بيداغوجية على الخط )RPL( وهي أدوات بديلة احتلت مكان المدرج والسبورة والطباشير مما ساهم في إضفاء نوع من الحركية والديناميكية على أداء الطلبة، أما الأستاذ الذي كان يمثل مصدر المعلومة فقد تحول إلى مرشد وموجه بدرجة أساسية.   * تيسير الإدماج في سوق الشغل من أهم أهداف هذا المشروع تواصل السيدة فائزة الشرفي تيسير إدماج الطلبة في سوق الشغل من خلال الشهائد التي تسندها جامعة تونس الافتراضية من بينها على سبيل المثال لا الحصر الماجستير المهني في تقنيات التكوين عن بعد الذي أحدثه قسم التعليم غير الحضوري بكلية العلوم بصفاقس لفائدة حاملي الأستاذية في مختلف الاختصاصات بالتعاون مع وزارة التشغيل والإدماج المهني للشباب والذي سيتم الشروع في العمل به قريبا بعد حصوله مؤخرا على موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وهو يندرج ضمن الاختصاصات الواعدة التي تمكّن الشباب من بعث مشاريع تكوين عن بعد أو من فرص عمل في مشاريع مماثلة تونسية أو أجنبية، هذا إلى جانب امتلاك مهارات التعامل مع تقنيات الميلتميديا والتكنولوجيات الحديثة وهو كسب في حد ذاته. ما يمكن التأكيد عليه في النهاية هي البوادر المشجعة والواعدة لهذه التجربة التي تنضاف كإحدى النقاط المضيئة إلى رصيد الجامعة التونسية العريقة رغم بعض النقائص التي يمكن تلافيها من بينها ضرورة تحيين المعطيات الواردة في موقع جامعة تونس الافتراضية على شبكة الانترنات باللغة العربية (آخر تحيين 15 مارس 2005) وباللغة الانقليزية (آخر تحيين 30 مارس 2006)، على خلاف اللغة الفرنسية الذي تتم فيه عملية التحيين بصفة منتظمة خاصة أن موقع الجامعة الرسمي يمثل إحدى أدوات العمل الرئيسية.   أنور.غ   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي (تونس) بتاريخ 9 مارس 2009)
 


إثر تسلّلهما إلى باخرة ألمانية راسية بميناء صفاقس هـلاك «حارقيْن» تونسييْن اختناقا ودفن جثّتيهما في اسكتلاندا!

الجثّتان عثر عليهما في حالة تحلّل بعد 12 يوما من الحادثة داخل السفينة… والانتربول على الخطّ


 
الاسبوعي- القسم القضائي: قالت وسائل إعلام أجنبية وعربية أن السلط المحلية بمدينة غلاسكو الاسكتلندية أذنت بدفن مهاجرين غير شرعيين من اصل تونسي في الخامس والعشرين من فيفري الفارط بعد إقامة صلاة الجنازة عليهما في المسجد المركزي بالمدينة في انتظار تحديد هويتيهما من قبل السلطات التونسية. وحسب ذات المصدر فإن الهالكين قد يكونان تسللا في احد أيام شهر ماي الفارط الى باخرة تجارية ألمانية اسمها «باسكال» بينما كانت راسية في الميناء التجاري بصفاقس قصد الوصول خلسة الى احدى الدول الاوروبية التي ستتوقف فيها السفينة غير أن مخططهما فشل وماتا اختناقا بعد ساعتين فقط من تسللهما  الى قمرة الشحن دون أن يتفطن اليهما أي كان وظلت جثتاهما تتحلل بفعل ارتفاع درجة الحرارة بالمكان بينما تواصل السفينة التجارية رحلتها التي امتدت من صفاقس نحو إيطاليا واسبانيا وبعد 12 يوما أرست «باسكال» بأحد ميناءات اسكتلندا فتفطن طاقمها  لانبعاث رائحة كريهة جدا من داخل قمرة الشحن وبالتثبت في الامر عثروا على جثتين في حالة متقدمة من التعفن والتحلل  لتنطلق التحريات الأمنية. وذكرت التقارير الاعلامية أن محققي الشرطة الاسكتلندية عثروا على بطاقة هوية في ملابس أحد الهالكين فتبين أنه تونسي وهو ما يرجح أن يكون الضحيتان  تونسيين وربما أصيلي ولاية صفاقس. وأكيد أن السلطات التونسية وبالتنسيق مع الانتربول ستكشف  عن المزيد من التفاصيل حول هذه الحادثة وهويتي الشابين. صابر المكشر  

(المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم   9 مارس 2009)


القبض على أكثر من 100 «حارق» نحو ليبيا!

إيقاف عدد كبير من مهرّبي الحالمين بأجواء أوروبا


 
الأسبوعي – القسم القضائي: في إطار مكافحة الهجرة السرية ضاعفت وحدات منطقة الأمن الوطني ببن قردان في الأسابيع الاخيرة من الحملات الأمنية تمكنت خلالها من القبض على عشرات الشبان القادمين من مختلف مدن الجمهورية للتسلل الى ليبيا ومنها نحو جزيرة «لمبدوزا» بأقصى الجنوب الايطالي. وفي ذات الصدد علمنا أن الأعوان نصبوا عدة كمائن نجحوا إثرها في القبض على عدد كبير من المهربين الذين يتولون مساعدة الحالمين بأجواء أوروبا على «الحرقان» برّا الى ليبيا عبر مسالك فلاحية وعرة قبل أن يشاركوا في عمليات إبحار خلسة لاحقا انطلاقا من السواحل الليبية كما توصلوا كذلك الى إيقاف عدد آخر من المهربين بجرجيس  بالتنسيق مع المصالح الأمنية بالجهة. هذه الحملات المكثفة في المناطق البلدية والتي شملت المقاهي والنزل ومحطات النقل البري والحافلات وسيارات الأجرة والسيارات المكتراة دفعت بالمهربين وحرفائهم من الشبان الممنين أنفسهم  بالوصول الى ليبيا قصد المشاركة في عمليات حرقان نحو إيطاليا الى تفادي  التوجه عبر المسالك المعبدة وتعويضها  بالسير في مسالك فلاحية عبر منطقتي الزكرة والسبخة لبلوغ الاراضي الليبية. وعلمنا أن أكثر من مائة «حارق» أحيلوا على ابتدائية مدنين خلال الأسابيع الاخيرة.  
(المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم   9 مارس 2009)


بين حي التضامن والعمران الإطاحة بعصابة ارتكبت حوالي 15 «براكاجا» بالأسلحة البيضاء والغاز المشل للحركة


 
الأسبوعي –القسم القضائي: ضربت الوحدات الأمنية لمنطقة الأمن الوطني بالعمران منذ أيام بقوة إثر نجاحها  في الإطاحة بعصابة خطيرة اختصت في «البراكاجات» متكونة من أربعة أشخاص أحدهم  مفتش عنه. وقد لاقى هذا النجاح الأمني  استحسان الأهالي وسواق سيارات الأجرة ( تاكسي) وكان له الصدى الطيب في نفوس المتضررين الذين يقارب عددهم الخمسة عشرة. وكشفت المعطيات المتوفرة أن  أربعة أشخاص قاطنين بحي التضامن اتفقوا فيما بينهم على تكوين عصابة لارتكاب سرقات والاعتداء على الأشخاص للحصول على المال بأيسر الطرق وأسرعها وحتى لا يكتشف أمرهم خططوا لـ«العمل» بمنطقة العمران والأحياء المحاذية لها ثم انطلقوا في التنفيذ. إذ كانوا يعترضون المارة في بعض الأماكن غير المكتظة وفي أوقات معينة خاصة في الساعات الاخيرة من اليوم أو أثناء الليل ويرغمونهم على تسليمهم  ما بحوزتهم من مال أو مصوغ (بالنسبة للنساء والفتيات) إضافة للهواتف المحمولة ويتعمدون بث الرعب في ضحيتهم إن حاول الافلات أو طلب النجدة وذلك بإشهار أسلحة بيضاء في وجهه أو رشه بالغاز المشل للحركة. وحسب معلومة إضافية فإن المظنون فيهم لم يكتفوا بالمترجلين بل ارتكبوا «براكاجات » أخرى ضد عدد من سواق «التاكسي» أستولوا إثرها على ما بحوزتهم من مال، وقد اعترف المشتبه بهم باقتراف حوالي 15 «براكاجا» بنفس الطريقة الى أن سقطوا في قبضة شرطة العمران. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم   9 مارس 2009)


  

الجريمة في صفاقس والمأساة في بن قردان التفاصيل الكاملة لمقتل الزوج على يد عشيق الزوجة

الزوج شكّ في حمل زوجته فهدّد بإجراء التحليل الجيني فكانت نهايته


 
صفاقس- الأسبوعي: شهدت منطقة «الأنس» الواقعة بطريق تونس كلم10 والتابعة لمعتمدية ساقية الزيت جريمة قتل راح ضحيتها شاب في منتصف عقده الرابع على يد شاب أقام علاقة خنائية مع زوجة الهالك التي حملت فشك الزوج وهدد بإجراء تحليل جيني لأثبات نسب المولود القادم وهو ما شكل دافعا رئيسيا لاقتراف القاتل لجريمته بالتواطؤ مع عشيقته.    علاقة قديمة تتجدد تفيد التفاصيل الاولوية التي تحصلنا عليها أن الضحية الذي يدعي نور الدين وهو أصيل معتمدية بن قردان ويعمل بحار (متزوج وله بنت وحيدة تبلغ من العمر 6 سنوات) تعرف مؤخرا على شاب أصيل نفس المنطقة التي تنحدر منها زوجته يشتغل عامل بناء إثر انتقاله حديثا للسكن في حي الأنس (منذ حوالي شهر) هذا الشاب أصبح يتردد على منزله باستمرار ويقضي ليلته في ضيافته أحيانا، تبين فيما بعد أنه كان على علاقة سابقة بزوجة الهالك وتجددت في الاثناء من خلال استغلال تعوّد الزوج على الغياب المطول عن بيته بحكم ظروف عمله وبحكم ظروفه الاجتماعية الصعبة التي دفعته منذ سنوات الى مغادرة التراب التونسي خلسة في اتجاه ايطاليا تاركا  زوجته حاملا في شهرها الثالث قبل أن يعود الى عائلته من جديد. الشك القاتل تناقلت الألسن خبر علاقة الشاب بزوجة الهالك الى أن وصلت الى مسامع الزوج الذي دخل في عدة مناوشات ومشادات كلامية حادة مع زوجته آخرها كانت قبل اختفائه عن الانظار بيوم واحد مشككا في حملها منه ومهددا بإجراء تحليل  جيني لأثبات نسب المولود القادم الذي مثّل الدافع الأساسي لاقتراف القاتل لجريمته بالتواطؤ مع عشيقته درءا للفضيحة حيث عمد الى استدراج الضحية الى منزل مهجور في طور البناء أين سدد له عدة طعنات بواسطة سكين ليتركه  يتخبط في دمائه.  ويلوذ بالفرار. العثورعلى الجثة تم العثور على جثة الضحية صدفة بعد مرور أسبوع كامل على حدوث الجريمة عن طريق أحد المواطنين الذي كان بصدد القيام بتمارين رياضية (العدو) فتوقف عند البناية التي مازالت بصدد البناء للاستراحة فاكتشف وجود الجثة ملقاة  قرب بابها الرئيسي غارقة في دمائها فاتصل على الفور بأعوان الأمن الوطني بساقية الزيت الذين حلوا على عين المكان وقاموا بإجراءات المعاينة الموطنية ورفع الجثة بإذن السلط القضائية وباشروا التحقيق ورفع الجثة بإذن السلط القضائية وباشروا التحريات في القضية التي أدت الى الكشف عن هوية القاتل الذي حامت حوله الشبهات إضافة الى الزوجة وقد اعترف المظنون فيهما ما نسب اليهما  في انتظار استكمال التحقيقات وإحالتهما على أنظار العدالة. أنور.غ (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم   9 مارس 2009)


تونس: الدفاع عن البشير يوحد السلطة والمعارضة

 


 
تونس – محمد الحمروني  استنكرت الأحزاب التونسية بشدة إصدار المحكمة الجنائية الدولية لمذكرة الاعتقال ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. واعتبرت تلك الأحزاب «أن قرار المحكمة جاء في إطار حملة سياسية دولية للضغط على حكومة السودان وحملها على تقديم تنازلات على حساب سيادته ووحدته وخيراته». وشددت تلك الأحزاب في بياناتها على أن «المحكمة الجنائية الدولية تبقى فاقدة لكل مصداقية، ما لم تشمل التحقيق في جرائم الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدى ستين عاما، وآخرها ما تعرض له قطاع غزة من حرب مدمرة استهدفت المدنيين العزل وشملت حتى مؤسسات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والموثقة بوسائل لا يرقى إليها الشك، وما لم يتم تتبع مجرمي الحرب في دولة إسرائيل وإصدار مذكرات الاعتقال في حقهم». وأكدت دعمها لوحدة السودان ولكل المساعي الهادفة لوقف الحرب في ربوعه، ودعت حكومته والرئيس عمر البشير إلى التحلي -أكثر من أي وقت مضى- بروح المسؤولية لإفشال مخططات الأعداء، وذلك بتفكيك كل أسباب الانقسام الداخلي والإسراع بإدخال الإصلاحات السياسية الملحة لدعم المؤسسات التمثيلية وإقامة أركان الحكم الديمقراطي الكفيل وحده بإعطاء السودان المناعة الضرورية لمواجهة المطامع الاستعمارية. وطالبت تلك الأحزاب محكمة الجنايات الدولية بإصدار «مذكرات اعتقال بحق قيادات العدو الصهيوني مجرمي الحرب الحقيقيين لما اقترفوه من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والكف عن ازدواجية المعايير في القضايا الدولية العادلة». أما حركة النهضة الإسلامية المعارضة (محظورة) فقد شجبت بشدة «ما تتعرض له أكثر من دولة عربية وإسلامية ومنها دولة السودان من مخططات تمزيق يتولى كبرها اللوبي الصهيوني ودوائر النفوذ الغربي المعادية للدول العربية والإسلامية». وفي بيان وقعه رئيسها الشيخ راشد الغنوشي وحصلت «العرب» على نسخة منه، دانت الحركة إصدار مذكرة الاعتقال واعتبرتها «ممارسة سافرة لما غلب على القضاء الدولي من ازدواجية المعايير في التعامل مع الحالات المتشابهة، بل مع حالات هي أشنع مما حصل في دارفور، من مثل ما ارتكبته وتستمر فيه القوات الأميركية في العراق وفي أفغانستان أو القيادة الصهيونية في عدوانها السافر على غزة من جرائم حرب ثابتة، في حصانة مضمونة من سلطان القضاء الدولي وقرارات الأمم المتحدة». ومن جانبه اعتبر الحزب الديمقراطي التقدمي (معارض معترف به) إصدار المذكرة خطوة «معاكسة للجهود المحلية والإقليمية الرامية إلى إحلال السلام في إقليم دارفور». ولأول مرة منذ سنوات، وحّد الموقف من السودان بين المعارضة والموالاة في تونس التي أصدرت بدورها بيانات تستنكر فيها إصدار مذكرة الاعتقال بحق البشير، فيما لم يصدر عن الحكومة التونسية أي رد فعل رسمي إلى الآن. وأعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (حزب برلماني) «وقوفه بدون تحفظ مع الشعب العربي في السودان وقواه الوطنية الرافضة لسياسات الإملاء والتخويف والتدخل في الشأن الداخلي ومحاولات الهيمنة والاستغلال».   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 9 مارس 2009)


بداية ذوبان الجليد في العلاقات الأميركية – السورية

 
 توفيق المديني   بعد قيام  أربعة وفود من الكونغرس الأميركي  بزيارة  دمشق في الأسابيع الأخيرة،و التي  كانت أبرزها زيارة السيناتور جون كيري ، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ، ضمن  جولته في منطقة الشرق الأوسط ،التي شملت مصر و لبنان و إسرائيل و الأراضي الفلسطينية، وضمن سياسة الانفتاح الجديدة التي تنتهجها  إدارة أوباما الملتزمة  بمشروع إقامة  الدولتين الفلسطينية و الإسرائيلية،لتحقيق السلام في المنطقة، حيث يرتكز هذا الانفتاح بالأساس على توصيات التقريرالشهير الصادرعن  لجنة بايكر- هاملتون ، و التي دفعت في اتجاه إعادة التواصل والحوار مع دمشق و طهران ، باعتبار أنهما يمكن أن يشكلا عاملاًمهماًفي  تحقيق الانفراج في منطقة الشرق الأوسط، و على ضرورة  الاستماع إلى الطرف الآخر، ومعرفة مالديه، ضمن هذه الظروف الجديدة ، جاءت زيارةمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ، ومدير الشرق  الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي دانيال شابير إلى دمشق يوم السبت 7مارس الجاري. وليس خافيا على أحد أن إدارة أوباما اختارت «الأفضل » من بين الدبلوماسيين الأميركيين المحترفين للتحاور مع دمشق ، باعتبار جيفري فيلتمان  شخصية  معروفة جيدا في المنطقة ، إذ كان سفيرا للولايات المتحدة في بيروت  على امتداد السنوات العجاف  التي عاشها لبنان منذ تفجر الصراع  بين دمشق و واشنطن عقب الغزو الأميركي للعراق في مارس سنة 2003، و الذي عارضته سوريا بعنف، واتخاذ إدارة بوش السابقة لبنان كمنطلق  لبداية الهجوم الأميركي المضاد ، ولا سيما بعد استصدار مجموعة الإجراءات  القانونية و الإدارية التي استهدفت  سوريا، ومنها: القرارات  الملزمة الصادرة عن مجلس الأمن  الدولي و المتعلقة بدور دمشق  في لبنان،و أخصها القرار الشهير في مجلس الأمن  1559 في بداية سبتمبر 2004 ، ومجموعة من العقوبات الاقتصاديةالأميركية التي فرضتها واشنطن على دمشق منذ سنة 2004، إضافة إلى إدراج اسمها  على قائمة «محور الشر» حسب تسمية بوش له. وكانت الولايات المتحدة الأميركية  قد سحبت سفيرها من دمشق  عقب اغتيال رئيس الوزراء  اللبناني  السابق رفيق الحريري  في 14 فبراير 2005، الذي استتبعته تداعيات خطيرة، لعل أبرزها خروج القوات السورية من لبنان في أبريل سنة 2005،و إنشاء المحكمة الدولية للنظر في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويعتبر اللقاء الرسمي السوري –الأميركي في دمشق هوأول اجتماع على هذا المستوى  بين البلدين منذ أربع سنوات ، إذ يعود آخر اتصال بين البلدين  إلى يناير 2005 ، عندما زار المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الأميركية حينها ريتشارد آرميتاج دمشق.و أعلن فيلتمان بعد لقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، في مؤتمر صحافي مع واشنطن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق، انه لم يقدم للمسؤولين السوريين مطالب عليهم تلبيتها، وانه تحدث معهم عن بواعث القلق. وأضاف «سوريا بإمكانها أن تؤدي دوراً مهماً وبناءً في المنطقة». ورفض الكشف عن مزيد من التفاصيل عن المحادثات، واكتفى بالقول إنها «بناءة» وتناولت عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وتابع «لقد وجدنا الكثير من النقاط المشتركة اليوم» السبت. وتابع «لكن في ما يخص «إذا كنا نتوقع هذه النتيجة أو تلك النتيجة من هذا اللقاء خاصة» اعتقد أن هذا الأمر غير واقعي حالياً»، موضحاً أن الاختلافات بين الدولتين «سيتطلب المزيد من العمل». وأكد على قرار مجلس الأمن 1701 باعتباره مجالاً يمكن للجانبين العمل بشأنه للتغلب على خلافاتهما. (نقلاً عن وكالات الأنباء)   السياسة الأميركية في عهد إدارة بوش قامت على أساس عزل سوريا ، إقليميا ودوليا، وممارسة شتى الضغوطات عليها، و لا سيما بعد تورط الجيش الأميركي في المستنقع العراقي ، وازدياد حدة الصراعات المذهبية في العر اق، وتعزيز النفوذ الإيراني، وتهميش الصراع العربي- الصهيوني .إزاء سياسة العزل هذه لم تقف سوريا مكتوفة الأيدي ، فقدردّت دمشق  بمقاطعة ما تبقى  من السفارة الأميركية، و عززت علاقاتها الاستراتيجية مع طهران،ودعمت حركات المقاومة الإسلامية في كل من لبنان و فلسطين ، حيث قادت إلى تعزيز نفوذ «حزب الله »في لبنان عقب حرب يوليو 2006، وحركة «حماس» عقب انقلابها على فتح في يونيو 2007، وحرب غزة الأخيرة. وكان الاعتقاد السائد لدى إدارة بوش أن التعامل مع سوريا على أساس انها جزء من محور الشر، وفرض عقوبات عليها، وعدم التحدث إليها، وممارسة سياسة العزل والضغوطات ، باعتبارها عوامل ستجبر السياسة الخارجية السورية على تغيير سلوكها بما يتماثل مع الإملاءات و الشروط  الأميركية ، قد أخفقت تماما، إذ إن هذه السياسة  لم تحقق المتغيرات المتوخاة في السلوك فحسب ، بل أدت الى «إضعاف التأثير» الاميركي، وليس الحكومة السورية. وقد تنبه الرئيس أوباما إلى النتائج الكارثية الناجمة عن إخفاق سياسة بوش السابقة في إدارة و معالجة أزمات الشرق الأوسط ، و التي قادت إلى وقف هش للعنف في العراق مع خسائرأميركية  فادحة ، و إلى تعزيز الدور الإقليمي الإيراني ، حيث باتت طهران على أبواب  تصنيع قنبلة نووية، إضافةإلى تعثرمسار السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين بسبب الانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل. أمام هذه التحديات الكبيرة، اختار الرئيس أوباما الذي اعتقد المحللون الغربيون أنه سيركزفي أجندته على الأزمة الاقتصادية و المالية الأميركية الداخلية فحسب ،  مقاربة مختلفة في التعاطي مع أزمات الشرق الأوسط، و لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الأميركية – السورية. ذلك أن الشرق الأوسط يفرض نفسه عالميا ،لأن تداعيات ما يحصل فيه تنعكس إيجاباً أو سلباً على باقي أرجاء المعمورة، سواء بسبب العنف البربري الصهيوني على الشعب الفلسطيني  أو مساعي إيران لامتلاك السلاح النووي، أو أخيرا التهديد باستخدام سلاح النفط ، ذلك أن أمن الطاقة يوازي الأمن القومي الأميركي. ماذا تريد سورية من الولايات المتحدة الأميركية ؟ في البداية لا بد من التوضيح أن هناك موضوعين لا بد من  معالجتهما أو التعامل  معهما. الأول ، هو أزمة العلاقات الأميركية السورية .و الثاني ، ملف  السلام السوري- الإسرائيلي.وعلى الرغم من أن الموضوعين مختلفان ، فإن السوريين  يعتقدون أن قيام علاقات طبيعية ديبلوماسية و طبيعية وكاملة بين أميركا وسوريا، تتطلب من  إدارة أوباما أن تبذل  جهودا جدية  لإزالة العوائق من أ مام هذا التطبيع، مثل  طمأنة دمشق  أن الولايات المتحدة الأميركية مهتمة  بتحسين العلاقة ، ورعاية  مسارالسلام  السوري- الإسرائيلي ، و ليس بتغيير النظام . وتتطلب عودة العلاقات الدبلوماسية إلى حالتها الطبيعية، حسب وجهة النظر السورية  ،إلغاء ما يسمى «قانون محاسبة سورية»، و تعيين سفير أميركي جديد في دمشق، و إزالة العقبات الأميركية التي تمنع شركة أيرباص من تمليك أسطول الطيران السوري طائرات جديدة. أما فيما يتعلق بملف السلام السوري- الإسرائيلي، يعتقد السوريون أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، أوصدت باب المفاوضات غير المباشرة بينهم و بين الإسرائيليين . علماً أن سوريا هي التي علقت هذه المفاوضات لدى بدء الحرب المذكورة وقبيل اتخاذ قرار رسمي  بتحويلها مباشرة.ويفضل السوريون بعد أن هدأت الحرب ،  أن ترعى الولايات المتحدة الأميركية المفاوضات  غير المباشرة بينهم و بين إسرائيل عن طريق الوسيط التركي ،كي تجعلها مفاوضات مباشرة.ففي كل اللقاءات التي كان يجريها المسؤولون الأميركيون مع القيادة السورية، كان السوريون يطالبون دائما بدعم  أميركي للحوار السوري مع إسرائيل .   وكان رئيس معهد «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركي، ريتشارد هاس، دعاالادارة الأميركية إلى التقرب من دمشق، على اعتبار أن التوصل الى السلام في المنطقة من دونها أمر «مستحيل». وقال هاس في مقال في مجلة «نيوزويك» الأميركية، «قد يكون من الصعب التوصل إلى سلام مع سوريا، إلا أنه من المستحيل التوصل إلى سلام في المنطقة من دونها». ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى التقرب من دمشق، موضحا «الرئيس أوباما يعتبر الحوار أداة، وقد حان وقت استخدام هذه الأداة، والتطلع الى ما يمكن ان يبنى عليه». ورأى هاس انه «قد تكون هناك الآن فرصة للتوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل سوريا»، داعيا الولايات المتحدة الى الانخراط في هذه المسألة الى جانب تركيا. وقال انه خلال زيارة الى دمشق مؤخرا، أكد له «مسؤولون رفيعو المستوى ان سوريا مستعدة للتوصل الى اتفاق سلام ثنائي، من دون ربطه بحل القضية الفلسطينية.. كما أن سوريا تبدو مستعدة للابتعاد عن إيران. كاتب من تونس
(المصدر: صحيفة « أوان » (يومية – الكويت)رأي بتاريخ  10مارس 2009)


كفانا مصالحات شكلية


 
عبدالباري عطوان

ترتفع حرارة الاتصالات، السرية والعلنية، بين عواصم المثلث المصري – السوري – السعودي، تحت عنوان ترتيب عقد قمة مصالحة، لتوفير الحد الأدنى من المناخات الملائمة لانجاح قمة الدوحة العادية المقرر انعقادها مع نهاية شهر آذار (مارس) الجاري. العبارة الأكثر تردداً هذه الأيام على ألسنة المسؤولين في الدول الثلاث، وأجهزة اعلامها، التأكيد على عدم الرغبة في مصالحة ‘تبويس اللحى’، وانما ضرورة اجراء بحث متعمق للقضايا الخلافية الاستراتيجية، التي أدت إلى تفاقم الخلافات وتطورها إلى الحالة المؤسفة التي تبلورت في أبشع صورها أثناء ‘حرب القمم’ العربية الأخيرة. العودة إلى جذور الخلافات أمر جميل ومحمود، ولكن ما يمكن الخوف منه هو معايير هذه العودة والمناهج المتبعة في هذا الصدد. فلا بد من التسليم ببعض البديهيات أولاً، والقول بأن هذه الخلافات نشأت بسبب قرار بعض العرب، خوفاً أو قناعةً، بالوقوف في خندق ادارة أمريكية تعاملت مع شعوب المنطقة وقادتها كأنهم قطيع من الغنم تسوقهم بالعصا لخدمة مصالحها وحروبها. ولهذا أيد هؤلاء احتلالها للعراق، وتواطأوا مع حربي حليفتها اسرائيل في جنوب لبنان أولاً وغزة أخيراً، وتقدموا بمبادرة سلام وفق المواصفات الاسرائيلية وبإملاءات أمريكية، وذهبوا إلى مؤتمر أنابوليس بعد اسقاط جميع شروطهم، وتبنوا سلطة فلسطينية ومفاوضاتها العقيمة على حساب تهشيم مقاومة ديمقراطية مشروعة. البعض الآخر، وهو أقلية، اختار التمرد في حدوده الدنيا، وفضل عدم الانجرار خلف مشاريع أمريكية مدمرة، علاوة على تعاظم الشكوك حول نجاحها، ودعم خياري المقاومة في لبنان وفلسطين، وجزئياً في العراق، والرهان في الوقت نفسه على أمرين: كظم الغيظ وعنصر الزمن، انتظاراً لحدوث تغيير في المعادلات الدولية والاقليمية. بتحليل مواقف المعسكرين ورهاناتهما السياسية، وبالنظر إلى تطورات الأمور المتسارعة على الأرض، يمكن القول إن معسكر الاعتدال مُنيَ بالخسارة الأكبر، بينما بدأ معسكر الممانعة يجني بعض ثمار صبره وتمسكه بالثوابت، وهذه هي براهيننا: أولاً: الادارة الأمريكية الجديدة لا تكن الكثير من الود لدول محور الاعتدال، والسعودية منها على وجه الخصوص، وتريد كسر احتكارها النفطي، وتقليص الاعتماد الأمريكي عليها (أمريكا تستورد مليوني برميل يومياً من النفط السعودي) ولهذا رصدت 15 مليار دولار سنوياً ولمدة عشرة أعوام لايجاد بدائل عن النفط. وانتقد أوباما أكثر من مرة الديكتاتوريات الشرق أوسطية، في اشارة إلى مصر والمملكة السعودية على وجه الخصوص. ثانيا: تغيير السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط بدأ بوتيرة متسارعة، أبرزها فتح حوار مع ‘محور الشر’ وأطرافه الرسمية، فها هي الادارة الجديدة ترسل مبعوثين إلى سورية، وتدعو ايران إلى المشاركة في مؤتمر يعقد الشهر المقبل في أوروبا لبحث مستقبل افغانستان. وشاهدنا السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تطلب من تركيا استئناف وساطتها بين سورية واسرائيل. أي ان زمن عزل هذا المحور انهار ومن الدولة التي فرضته، أي أمريكا. ثالثاً: حتى الموقف من حركات المقاومة بدأ يتغير، فها هي الحكومة البريطانية ترفع ‘الفيتو’ الذي كانت تفرضه في وجه أي حوار مع فصائلها، وتعلن عن بدء حوار رسمي مع ‘حزب الله’ وتستعد لاجراء اتصالات مباشرة وعلنية مع حركة ‘حماس’. رابعاً: الأرضية المالية والاقتصادية الضخمة التي كانت تستند إليها دول محور الاعتدال وتغري بها الآخرين، بدأت تهتز بشكل مرعب بسبب انخفاض أسعار النفط (40 دولاراً للبرميل بعد ان كانت 148 دولاراً قبل ستة أشهر) والانهيار المالي العالمي. فهناك من يقدر خسائر الصناديق السيادية الخليجية بأكثر من 600 مليار دولار، أما الخسائر الاقتصادية فحوالى ثلاثة تريليونات دولار (البورصة السعودية انخفضت من 20 ألف نقطة إلى أربعة آلاف نقطة)، أما أسهم دبي فانخفضت بنسبة سبعين في المئة على الأقل. من المفارقة ان أطراف محور الاعتدال لم تتضرر مطلقاً، ليس لحكمة اقتصادية، وانما لتخلف وجهل وفقر في آن، فحزب الله لا يملك صناديق استثمارية سيادية، وشيوخ حماس لا يعرفون شيئاً اسمه الأسهم، هذا اذا ملكوا أموالاً، أما سورية فليست لديها أسواق مالية، وبنوكها متواضعة جداً وتنتمي إلى الحرب الباردة! خامساً: ايران حليفة دول الممانعة، اطلقت قمراً صناعياً في الفضاء بقدراتها الذاتية، وطورت صواريخ بعيدة المدى، واعترف الأدميرال مولن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية بأنها تمتلك حالياً 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب يمكن ان تنتج 35 كيلوغراماً من اليورانيوم عالي التخصيب وبما يسمح ببناء قنبلة نووية. فماذا انتجب دول محور الاعتدال غير الفساد والخسائر والخدمات المتردية في معظمها؟ سادساً: فاجأت حكومة موريتانيا الفقيرة الواقعة في أقصى أطراف العالم العربي غرباً الجميع عندما أغلقت السفارة الاسرائيلية وطردت جميع دبلوماسييها، احتجاجاً على مجازر غزة وانتصاراً لضحاياها، وبذلك ينتهي أي وجود اسرائيلي في دول محور الممانعة، بينما السفارات والسفراء على حالها في الكثير من عواصم دول محور الاعتدال، في مخالفة صريحة واستفزازية لمشاعر الرأي العام الوطني فيها. سابعاً: النظام المصري، أحد أبرز قادة المحور نفسه، يبدو الأكثر تأزما بين أقرانه، واعتقد ان عقد قمم في شرم الشيخ (آخرها قمة إعمار غزة بحضور زعامات أوروبية) يمكن ان يستعيد له دوره المفقود، ولكن الأزمة أعمق من ان تحل بهذا الاسلوب، واعمق من تصديقه لأكذوبة اطلقها إعلامه في هذا الصدد. أبرز مظاهر الضعف اطلاق المعارض أيمن نور دون شرط، في خطوة استباقية لتجنب مواجهة مع الادارة الأمريكية الجديدة، وتسهيل مهمة جمال مبارك في واشنطن للتمهيد لزيارة والده وانقاذ ما يمكن انقاذه. السخط الداخلي في مصر يتسع بسبب تفاقم الفساد، واستفحال البطالة والأزمة الاقتصادية، ونزول المعدمين إلى الشوارع في اضرابات قد تكون مقدمة لعصيان مدني شامل. أطراف أي مصالحة عربية يجب ان تضع كل هذه الحقائق في حسابها، قبل الجلوس الى مائدة المصارحة، سواء في قمة ثلاثية أو رباعية. فما كان يصلح قبل ثلاثين عاماً أيام الحرب الباردة لم يعد يصلح اليوم. فالرأي العام العربي تغير، وأدوات الاتصال تغيرت أيضاً، وباتت عملية الوصول إلى المعلومات أسهل بكثير وبمجرد ضغطة زر. عودة المثلث المصري – السوري – السعودي الذي حكم المنطقة ثلاثين عاماً، وشكّل محور ارتكاز للمشاريع الأمريكية، غير ممكنة بالصورة القديمة على الأقل. لان سورية تغيرت، والمنطقة تغيرت أيضاً. وقد حمدنا الله كثيراً على ان سورية خرجت من هذا المثلث وارتهاناته، لان هذا الخروج أعاد المنطقة إلى مسارها الصحيح، أي وجود تيارات واجتهادات مختلفة، حكومة ومعارضة، اعتدال وممانعة، والخلاف بين العرب رحمة على أية حال. التضامن العربي بصيغته السعودية القديمة، أي تسكين المشاكل، واللجوء إلى ‘خيار الصفر’ أي عدم الحركة لتجنب الخطأ، انتهى، ويجب ان لا يعود أيضاً إلاّ في حالة واحدة، أي التضامن على أرضية مساندة المقاومة، والتصدي لمشاريع الهيمنة الغربية، والتأسيس لمشروع نهضوي عربي، في مواجهة اسرائيل وبالتوازي مع مشاريع تركية – وايرانية. المصالحة حتى تتم يجب ان تتحقق لها عدة شروط، أولها تواضع دول محور الاعتدال، والاعتراف بفشل سياساتها السابقة، وحدوث تغييرات جذرية في المنطقة والعالم تحتم سحب مبادرتها السلمية المهينة والمهانة، والاستعداد لتبني بدائل أكثر فاعلية، والتخلي عن القول بانعدام هذه البدائل. في المقابل يجب ان تدرك أطراف محور الممانعة انها بحاجة إلى الآخرين باعتبارهم عمقاً استراتيجياً، وعدم اسقاط العوامل القومية والمذهبية من حساباتها الاقليمية، وتجنب آفة الغرور المتسربة إلى صفوفها بعد انتصارات غزة وجنوب لبنان، والانفتاح الأمريكي الأوروبي الأخير عليها. الجهود العربية الحالية يجب ان لا يكون انجاح قمة الدوحة المقبلة هو سقفها الأعلى، وانما التأسيس لوفاق عربي استراتيجي حقيقي يمتد إلى ما بعدها. ونعترف اننا لسنا متفائلين كثيراً في هذا الصدد. فنحن أمام عقليات مختلفة، بل وأجيال مختلفة، ولكن أكثر صراحة، ونقول كيف يمكن التفاهم بين رئيس سوري في الاربعين ورئيس مصري في الثمانين، وملك سعودي في الخامسة والثمانين على استراتيجيات للمستقبل، والتخطيط لخمسين أو حتى عشرين عاماً؟ جيادنا هرمة، أنهكها الحكم، ناهيك عن المرض أو الشيخوخة، أو الاثنين معاً، ولهذا تبدو الصورة أمامنا قاتمة، والتغيير صعب، ان لم يكن مستحيلاً، حتى لو حَسُنت النوايا.
 (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 مارس 2009)  


مصالحة تخاصم المقاومة!  


 
عبدالحليم قنديل
 

هل ثمة جديد في السياسة العربية؟ وماذا وراء عنوان المصالحة الذي يجري تسويقه هذه الأيام؟ ويروج له النظام السعودي، وتحرق له أعواد البخور الإعلامي، ويتحدث عمرو موسى ـ بصراحته النصفية ـ عن عقبات في طريقه. مشاهد المصالحة ـ إياها ـ تجري في تعجل وبافتعال ظاهر، وآخرها إجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية وسورية في القاهرة، وهو استعادة ـ عند مستوى تمثيل أقل ـ لمشهد لقاء أمير قطر والرئيسين المصري والسوري بوساطة ملك السعودية في قمة الكويت، والتي أعقبت قمة الدوحة، وعلى وهج نيران الأيام الأخيرة للعدوان الإسرائيلي الهمجي النازي على غزة، لكن مشهد اللقاء عند القمة أعقبه فقط بعض التخفيف في لهجة الحملات الإعلامية المتبادلة، ولا أحد يتصور أن لقاء وزراء الخارجية سوف يؤدي إلى ما هو أكثر من تخفيف اللهجات، وربما تسفر الوساطة السعودية ـ وهي جارية ـ عن جمع الرئيسين المصري والسوري على مائدة غذاء، والتقاط الصور إياها .، ثم لا يكون من جديد ذي مغزى، أو ينتمي إلى المعنى الإيجابي لكلمة المصالحة . ربما السبب في أن عنوان المصالحة خاطئ من أصله، ولا علاقة له بوصف ما جرى ويجري، صحيح أنه يوجد خلاف مصالح، ودواعي ريبة متبادلة، لكن الحديث عن انقسام عميق بين النظم العربية يبدو مبالغا فيه، وبخاصة إذا تعلق الأمر بالتعامل مع كيان الاغتصاب الإسرائيلي، فليس من معتدلين ولا من ممانعين، فنظم الاعتدال أو الاعتلال لها مواقف معروفه، وهي ليست سوى ترجمة عربية بالحرف لمنطوق السياسة الأمريكية، ولا تبدو النظم العربية الموصوفة بالممانعة على موقف جذري آخر من السياسة الأمريكية، فهي إما ضالعة في تبعية مباشرة للرغبات الأمريكية، وإلى حد استضافة قواعد واشنطن العسكرية على أراضيها، أو أنها ساعية بأيديها ولسانها إلى كسب رضا أمريكا، واستجداء اللقاءات وجولات التفاهم، وليس بين النظم العربية خلافات نوعية، بل خلافات درجة في الموقف، خلافات درجة في القربى من واشنطن، فبعض النظم يسكن في غرفة نوم السيد الأمريكي، بينما نظم أخرى عند عتبة الباب، أو تفرك أياديها فرحا لأنه سمح لها بالدخول إلى الصالون .. وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل تحدث عما أسماه دفن الخلافات العربية ‘في حفرة عميقة’، وكان التوقيت موحيا، فقد صدر التصريح بعد ذهاب وفود سعودية إلى دمشق، ثم إياب وفود سورية إلى الرياض، ثم عاد الفيصل ـ في لقاء وزراء الخارجية العرب الأخير بالقاهرة ـ ليتحدث عن أولوية المبادرة العربية للسلام، وأنه لاتوجد استراتيجية بديلة، وبدا صمت الآخرين موحيا، وكأنه علامة الرضا، خاصة أن قطر شاركت في مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة، ثم أن سورية بدت مؤيدة لجهد النظام المصري على جبهة التهدئة مع إسرائيل والحوار بين الفلسطينيين، أي أن الكل اصبح في ذات الخانة فيما يخص التعامل مع إسرائيل، خاصة بعد صعود نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتشدد، وتصاعد مخاوف نظم ـ ممن توصف بالممانعة ـ من احتمال إقدام إسرائيل على شن حروب إلى الشرق، قد لاتكون هذه النظم مستعدة لملاقاتها ودفع ضرائبها الثقيلة .. والمحصلة ـ على جبهة التعامل مع إسرائيل ـ أن النظم العربية عادت إلى المربع الصفري، وبعد الفراغ من ألعاب مسرح أوحت بخلاف عميق، وارتد الكل إلى السياسة العقيمة ذاتها، والحديث عن السلام كخيار استراتيجي، وتجديد التعهد اللفظي بالسير على هدى مبادرة السلام العربية، والتي انتهت إلى جثة بلا حراك، فلا هي مبادرة ولا هي عربية، ولا هي مؤدية إلى سلام بل إلى استسلام يمنح إسرائيل ترخيصا بالقتل والهدم متى وكيف تشاء، وقد بدأت المبادرة إياها ـ السعودية الأصل ـ بالحديث عن مقايضة السلام بالأرض، ثم لم يعد أحد يتحدث جديا عن اشتراط بعودة الأرض، أو كيفية التصرف مع الرفض الإسرائيلي الدائم، أو عن استعداد لتلويح بلجوء إلى خيار القوة مادام السلام لا يأتي، بل تحولت المبادرة إلى مجرد أسطوانة مشروخة، ولا تؤدي عمليا إلا إلى مقايضة من نوع آخر، هي مقايضة السلام مع إسرائيل بسلامة الحكام، أي أن تبقى إسرائيل كما هي محتلة لأراضينا بدعم أمريكي، ومقابل أن ينعم الحكام بالسلامة في قصورهم، وأن تنتهي المعادلة إلى صيغة أخرى، وهي ‘السلام مقابل سلامتك’ على حد تعبير شهير نافذ للمفكر الفلسطيني عزمي بشارة . وهكذا تنتهي المصالحة إياها إلى موات حقيقي، ومع اختلاف في الدرجة ـ بالطبع ـ من منظمات المقاومة على جبهات فلسطين ولبنان والعراق، فالسياسة السورية تميل ـ وآخرون معها ـ إلى استثمار منظمات المقاومة كورقة ضغط، ولمجرد تحسين موقفها التفاوضي مع أمريكا لكسب رضاها، فيما لاتبدو نظم ‘الاعتدال’ حريصة على شيء من ذلك، فهي تكن عداء صريحا ـ يلتبس أحيانا ـ لمنظمات المقاومة، وتميل إلى وضعها في خانة ‘الإرهاب’ جريا على عادة السياسة الأمريكية، بل وإلى اعتبار منظمات المقاومة مجرد أدوات للنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، وهنا مربط الفرس في قصة المصالحة التي يجري ترويج عناوينها هذه الأيام، والتي تسعى إليها السياسة السعودية في تنسيق تام مع السياسة الأمريكية، وباستثمار ظروف حرجة تتعرض لها نظم ممن توصف بالممانعة، ومن نوع بدء المحاكمة الدولية لقتلة الحريري كوسيلة لتهديد النظام السوري، أو استدعاء البشير السوداني لمحكمة الجنايات الدولية، ووسط هذه المخاوف تسعى السياسة السعودية لتطويع الموقف العربي الرسمي كله، ودفعه في اتجاه محدد تماما، يعتبر التناقض مع إسرائيل شيئا ثانويا جدا، ويكفي لمعالجته منح بعض الأموال للفلسطينيين وترديد أهزوجة مبادرة السلام، بينما التناقض الرئيسي ـ في عرف السياسة السعودية ـ قد يصح أن يكون مع إيران، أي أن تتم عملية إحلال لصورة العدو، ففيما يجري سحب صورة إسرائيل إلى خانة الصديق المحتمل، ومن وراء قناع التفاهم مع أمريكا، يجري ـ في الوقت نفسه ـ تصوير إيران كعدو أول للعرب، وتماما كالسياسة الإسرائيلية التي تعتبر أن إيران هي أكبر خطر تواجهه منذ قيامها، وتأمل ـ للإيضاح ـ تصريحات وزير الخارجية السعودي في القاهرة مؤخرا، ففي حين تحدث الفيصل عن عدم وجود بديل لمبادرة السلام إياها، فقد طالب بوضع رؤية عربية مشتركة لما أسماه ‘التعامل مع التحدي الإيراني’، بل وحدد موضوعات التعامل، وهي ـ بنص كلامه ـ مشروع إيران النووي ـ ثم ما أسماه بالنفوذ الإيراني المتزايد في فلسطين ولبنان والعراق، وهي الموضوعات ذاتها التي تشغل بال السياسة الأمريكية فيما يخص إيران، وفي توقيت تبدو فيه السياسة الأمريكية مرتبكة مع بدء تحركات إدارة أوباما، وسعيها للتبكير بالخروج من العراق، وإعلانها عن حوار ضاغط مع إيران، ثم ظهور تصريحات لعسكريين أمريكيين كبار عن اقتراب إيران من هدف صناعة قنبلة ذرية، ودعوات إسرائيل الملحة إلى واشنطن لاختصار مدة الحوار مع إيران، والتعجيل بخيار عسكري قد تلجأ إليه إسرائيل منفردة، وبضوء أمريكي أخضر، وربما برغبة في استجلاب دعم سياسي عربي تسعى إليه مبادرة المصالحة السعودية . وإعادة تركيب الصورة يوحي بالهدف الفعلي لعناوين المصالحة المروجة هذه الأيام ، فهي مصالحة تجري بغض الطرف عن الخطر الإسرائيلي، وبتركيز النيران على جبهة خطر إيراني يجري افتعاله، فباستثناء الحالة في العراق، لا يوجد ما يمكن تسميته بالخطر الإيراني، بل يوجد دعم إيراني لمنظمات المقاومة العربية في فلسطين ولبنان، وإسرائيل ـ ومعها أمريكا ـ تريد قطع خطوط الدعم الإيراني للمقاومة، وهو نفس ما يريده النظامان المصري والسعودي بالذات، أي أننا بصدد جريمة ضد المقاومة يجري تنفيذها من وراء قناع المصالحة، بصدد مصالحة تخاصم المقاومة .  

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 مارس 2009)


الحكومات العربية تسمح لقوافل الإغاثة الغربية!

 


 
محمود المبارك (*) قبل قرابة عقدين من الزمان، وخلال عودتي الصيفية من الولايات المتحدة، التي كنت أقيم فيها أثناء تحضيري لدرجة الدكتوراه، مررت بتجربة مثيرة من خلال خطوط الطيران التي اعتدت استقلالها. فقد تسببت خطوط الطيران تلك – والتي كانت تتصدر قائمة الخطوط العالمية – في عدم الانتظام في مواعيد الرحلات، وفي تأخير زادت مدته على ست ساعات، كما شملت معاناتي ومعاناة بقية الركاب، المعاملة غير اللائقة التي كانت سبباً في تذمّر الكثيرين، خصوصاً أن عدداً من الركاب من أمثالي قدموا من أقصى الغرب الأميركي، الأمر الذي يعني قضاء زهاء يومين، والتنقل بين خمسة مطارات قبل الوصول إلى المحطة الأخيرة. حبَّرت خطاب شكوى إلى إدارة الخطوط، بدأت فيه بمقدمة لطيفة، أثنيت فيها على ما تقدمه الخطوط – التي كانت تحتفل بمرور خمسين عاماً على إنشائها – وطلبت من الادارة بأدب جم ملاحظة ما يعانيه المسافرون، بسبب التأخير غير المبرر، والمعاملة غير اللائقة، ووضعت اسمي وعنواني على الخطاب، إلا أن رداً واحداً لم يصلني من تلك الخطوط! بعد عام وخلال إجازة الصيف التالية، تكررت تجربتي الأولى بحذافيرها، فقررت هذه المرة أن أكتب خطاباً باللغة الإنكليزية. وبخلاف الخطاب الأول – الذي كان رقيقاً في عباراته ولطيفاً في محتواه – استخدمت عبارات قاسية ضد مسؤولي الخطوط، إذ قلت: «إن عدم احترامهم للركاب يعكس عقولهم غير المحترمة»، ثم اخترت لنفسي اسماً أميركياً وقعت به الخطاب، ووضعت عنواني في الولايات المتحدة. ولدهشتي البالغة فما إن عدت من إجازتي حتى وصلني بالبريد المسجل خطاب يقطر عطراً! فقد أعربت إدارة الخطوط عن بالغ أسفها واعتذارها لي – أو بالأصح للأميركي صاحب الخطاب – وقد ضحكت من الأعماق حين قرأت العبارة، التي قالت: «إن خطابكم أيها السيد قُرئ في اجتماع كبار مديري الخطوط حرفياً، ونعدكم بأن كل ما ذكرتموه من ملاحظات سيُؤخذ في الاعتبار، وأن تجربتكم تلك لن تكرر»! كنت أتخيل حال القوم في اجتماعهم المهم! وهم يحاولون قراءة خطي السيئ الذي لا أستطيع إنكاره، بيد أنني لم أفهم كيف ولِمَ أغفلوا خطابي العربي المهذّب؟ عادت إلى ذاكرتي هذه التجربة مرة أخرى، وأنا أتابع سير قافلة النائب البريطاني جورج غالاوي، المحمّلة بمئات الأطنان من مساعدات الإغاثة الإنسانية لغزة، حيث جالت في خلدي تساؤلات حائرة لا أزال أبحث عن إجاباتها: تُرى لمَ ترفض حكومات عربية مرور قوافل الإغاثة العربية، وتسمح في الوقت ذاته لمثيلاتها الغربية بالمرور؟ ولو كانت هذه القافلة عربية المنشأ والتكوين، فهل ستفتح لها حدود خمس دول عربية كما تفتح أبواب الجنة للصالحين؟ أليس غريباً أن تفتح الحدود المغربية – الجزائرية للمرة الأولى منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمان لأصحاب الشعور الشقراء والعيون الزرقاء – على رغم اتفاقنا مع غايتهم النبيلة – في حين ترفض الدولتان العربيتان مرور مواطنيهما بين حدود البلدين قبل وأثناء وبعد مرور القافلة الغربية؟ ثم أليس الأولى بالحكومات العربية أن تعطي قدراً من التعاون والاحترام لهيئات الإغاثة المحلية، بالقدر نفسه الذي تعطيه لهيئات الإغاثة الغربية؟ ألم تكن الحكومة المصرية منعت وصول قافلة إغاثة إنسانية قام بها شرفاء مصريون، استجابة لنداء هذا الكاتب المنشور في هذه الصفحة بتاريخ 25/8/2008، تحت عنوان «أبطال كسر الحصار ليسوا عرباً!»، فما بال المسؤولين المصريين اليوم يستقبلون قافلة غالاوي استقبالاً رسمياً حافلاً؟! وهل أصحبت «عقدة الخواجا» – كما أطلقت عليها في تعقيبي على قصة الخطوط السالفة الذكر آنذاك – هي العقيدة المهيمنة على تفكيرنا العربي رسمياً وشعبياً، وتعاملنا مع بعض ومع الآخر؟! واقع الأمر أن التبعية التي تعيشها حكوماتنا العربية، آلت بها إلى قبول كل ما هو غربي اللون والطعم والرائحة، والتردد في قبول كل ما هو وطني أو عربي! فقافلة الإغاثة الغربية التي قطعت في طريقها قرابة 8 آلاف كيلومتر، وعبرت حدود خمس دول عربية شملت كلاً من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر قبل وصولها إلى غزة، لم تتعثر قيد أنملة، بل إنها بحسب تصريحات منظميها وجدت تسهيلات في كل بلد عربي مرت به. وعلى رغم ترحيب الشعوب العربية الحار بما تقوم به حكوماتها من عدم إعاقة مرور هذه القافلة، إلا أن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل مواطن عربي هو: أليست الحكومات العربية قادرة على كسر الحصار على غزة؟! فلماذا لا تقوم هذه الحكومات إذاً بكسر الحصار، بدلاً من مجرد عدم إعاقة النشطاء الغربيين، خصوصاً أن هذا الحصار بالمنظور القانوني الدولي الصرف، يمثل «جريمة ضد الإنسانية» نتجت عنها «جريمة إبادة» وهما جريمتان من أخطر جرائم القانون الدولي اليوم؟! وإذا كانت الحكومات العربية تراعي حساسيات معينة، إن هي قامت بكسر هذا الحصار، فلِمَ تقف سداً منيعاً أمام محاولات شعوبها الرامية إلى كسره؟ من يدري، ربما كان الخوف من المحاسبة القانونية الدولية مقبولاً عند الحكومات العربية، فقط في حال حذّر منها حقوقيون غربيون! ومن يدري، فربما لم تعلم الحكومات العربية بتحذيرات الحقوقيين العرب، لأنها لا تقرأ أصلاً إلا ما يُكتب لها من الغربيين! وتبعاً لذلك، فإن هذه المقالات قد لا تصل إلى أسماع المسؤولين العرب إلا إذا تمت كتابتها باللغة الإنكليزية ومن ثم نشرت في الصحف الغربية بأسلوب خال من الذوق الرفيع، تماماً كما كانت طريقة المسؤولين في الخطوط الجوية من أصحاب العقول «غير المحترمة»! (*) حقوقي دولي (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 مارس 2009)  


اعتقال خمسة أشخاص خططوا للهجوم على أردوغان

 


كشفت صحيفة ميليت التركية اليوم الاثنين أن الشرطة اعتقلت خمسة أشخاص للاشتباه بأنهم يخططون لشن هجوم على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. ولم توضح الصحيفة المصدر الذي حصلت منه على المعلومات، لكنها ذكرت أن شرطة إقليم أضنة بجنوب تركيا اعتقلت يوم السبت امرأة لها صلات قوية بالجيش وقوات الأمن وأنها أدلت بمعلومات قادت إلى اعتقال أربعة آخرين. ويعتقد المحققون أن المشتبه بها كانت تخطط للهجوم على أردوغان خلال تجمع انتخابي في الإقليم في مطلع الأسبوع الحالي. وذكرت الصحيفة أن حاكم أضنة ألهان أتيس أكد الاعتقالات لكنه لم يوضح ما إذا كانت لها علاقة بهجوم محتمل على أردوغان أم لا. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الاعتقالات لها صلة أم لا بما يعرف باسم قضية أرجينيكون التي يحاكم فيها قرابة 90 شخصا بينهم ضباط سابقون في الجيش لاتهامهم بمحاولة الإطاحة بحكومة أردوغان والانتماء إلى جماعة تامر يمينية تدعى أرجينيكون. ويشتبه في أن الجماعة خططت لشن هجمات بالقنابل واغتيالات لزعزعة استقرار الحكومة التركية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 مارس 2009 نقلا عن وكالات الأنباء)

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.