الاثنين، 7 نوفمبر 2011

11 ème année, N°4148 du 07.11.2011
archives : www.tunisnews.net


كلمة:دعوات لاستقالة المشرفين على القناة الوطنية بعد بث اغنية تدعو لبن علي بالنصر

رياض الحجلاوي:ما أشبه اليوم بالبارحة

التونسية:محاكمة « نبيل القروي » يوم 17 نوفمبر في قضية الفيلم الإيراني « برسيبوليس »

سويس إنفو:اثنان من اقرباء بن علي يبدآن اضرابا عن الطعام

كلمة:الوزير الاول يرى استحالة التراجع على المكتسبات و يعتبر النهضة منفتحة ومرنة

سويس إنفو:جوبيه يريد ان يثق بمسؤولي حزب النهضة الفائز في الانتخابات في تونس

كلمة:داعية سعودي يقول ان النهضة حزب علماني و لا يمثل الاسلام

كلمة:وقفة احتجاجية أمام السفارة القطرية للتنديد بالتدخل في الشؤون الداخلية

المصدر:تونس – المفاوضات حول الحكومة تنتهي بعد العيد

« سفيان الشورابي » عضو المجلس التأسيسي المدني لـ »التونسية »: للمجلس صبغة اجتماعية أكثر منها قانونية…

إيلاف:الفوتغرافي كريم ابراهيم يتألق في بروكسل بمعرضه عن تونس

خالد مصطفى:نتائج في تونس وفزع في مصر

منصف المرزوقي:أي لغة سيتكلم العرب القرن المقبل؟

عبد الرحمان شلقم يكشف لـ » الشروق » البغدادي حاول إحراق عائلتي وأناشد بوتفليقة أن لا يساعده

بوعلام رمضاني:دكتاتوريون قيد التأجيل

خالد الشريف:عيد الأضحى.. بلا طغاة

نبيل الفولي:قناع علي صالح


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



استنكر المتابعون للقناة الوطنية بث إحدى الأغاني للفنان فوزي بن قمرة مساء أمس التي تدعو للرئيس السابق بالنصر و البطانة الصالحة. و قد تناقل البارحة رواد المواقع الاجتماعية هذا المقطع مستنكرين ما قامت به التلفزة الوطنية التي قدمت اعتذارا للمشاهدين متعهدة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد من قام بهذا الخطأ وطالب العديد منهم باستقالة المشرفين على القناة الوطنية و تقديم توضيح حول ما حصل خصوصا و أن بث الأغنية تزامن مع اقتراب موعد 7 نوفمبر و هو ما طرح عديد التساؤلات . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 06 نوفمبر 2011)

<



البارحة وفي سنة 2008 خاطب الدكتور الصادق شورو العالم عبر فضائية الحوار ليبين الظلم المسلط على حركة النهضة ومن ورائها الشعب التونسي فما كان من السلطة القائمة إلا إعادةه إلى السجن مرة ثانية وهو الذي لم يغادره إلا منذ أيام قليلة ولفقت له تهما باطلة اليوم وفي سنة 2011 وبعد الإنتخابات لم يرق لبعضهم نجاحها فأرادوا إفساد العرس الإنتخابي ووؤد الثورة وعمدوا إلى حرق المرافق العامة في مدينة الثورة سيدي بوزيد السلطات العسكرية لم تقم بواجبها في حماية المدينة ومرافقها هذا الموقف من السلطات العسكرية غير واضح لأن المؤامرة التي قادها من أراد إحراق سيدي بوزيد خيوطها ما زالت غامظة الجيش الذي أصبح موقفه محرجا من الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة التي يتحمل مسؤولية حمايتها قام بإجراء الطوارئ لإحتواء الموقف الدمار الهائل حرك الغيرة في الوطننين من أبناء سيدي بوزيد فأصدرت البيانات المنددة بهذه الأعمال الإجرامية ومنهم أخي نبيل حجلاوي وهو سجين سياسي سابق عن حركة النهضة الذي إتصل بممثل الجيش ليحمله المسؤولية لما وصلت إليه أوضاع سيدي بوزيد ويعلمهم بأنه سيفضح تقصيرهم تجاه المدينة ومرافقها السلطة العسكرية إعتقلته بتهمة توزيع المناشير والتحريض على الفوضى وهو الآن في السجن العسكري في صفاقس وحددت له جلسة ليوم 09/11/11 أمام المحكمة العسكرية البارحة كانت قبل عيد الإضحى وقد حرم الدكتور الصادق شورو قضاء العيد بجانب أبنائه اليوم كذلك قبل عيد الإضحى وقد حرم اخي نبيل قضاء عيد الإضحى بجانب أبنائه البارحة سلطة الإستبداد اليوم السلطة العسكرية وهي لا تقل إستبدادا البارحة لا محاسبة لسلطة الستبداد اليوم لا محاسبة للسلطة العسكرية فهي التي إحترقت على مرآى من عيون جنودها مدينة سيدي بوزيد إننا في زمن الثورة ولا بد من إجراء تحقيق نزيه يحدد مسؤولية كل الأطراف ومنهم السلطة العسكرية للأحداث التي وقعت في سيدي بوزيد إنا المحاكمة العسكرية لأخي نبيل محاكمة ظالمة وكيدية لا بد من إلغائها وإطلاق سراحه
 
رياض الحجلاوي

<



محاكمة « نبيل القروي » يوم 17 نوفمبر في قضية الفيلم الإيراني « برسيبوليس » 05/11/2011 18:17 من المنتظر ان يمثل مدير قناة نسمة نبيل القروي يوم 17 نوفمبر الجاري صحبة الهادي بوغنيم و نادية جمال العاملان بهذه القناة و ذلك أمام إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس من اجل تهم تتعلق بالمشاركة في عرض شريط أجنبي و المشاركة في النيل من الشعائر الدينية عبر الصحافة او وسيلة قصدية من وسائل الترويج و عرض شريط أجنبي على العموم من شانه تعكير صفوة النظام العام و النيل من الأخلاق الحميدة و ذلك على خلفية عرض الفيلم الايراني « برسيبوليس » و تاتي هذه الاحالة بناء على شكاية تقدم بها الى النيابة العمومية عدد من المحامين و دار الحديث الزيتوني و متساكني معتمدية اولاد الشامخ. (المصدر: موقع التونسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 5 نوفمبر 2011)

<



بدأ اثنان من اقرباء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، هما ارملة شقيقه ليلى درويش وابنها سفيان، اضرابا عن الطعام احتجاجا على حكم قضائي صدر بحق الاخير المسجون منذ 14 كانون الثانون/يناير، كما افاد مراسل فرانس برس السبت. واعتبارا من صباح السبت بدأت ليلى درويش بن علي (53 عاما) اضرابا عن الطعام احتجاجا على حكم الاستئناف الذي صدر الخميس بحق ابنها سفيان وقضى بسجنه ستة اشهر في قضية شيكات مزورة، بعدما كانت محكمة الدرجة الاولى برأته من هذه التهمة. وقالت درويش « اريد ان يعيدوا لي ابني، فليأخذوا كل شيء، لا اريد شيئا الا ابني ». وسفيان بن علي مسجون منذ 14 كانون الثاني/يناير، اليوم الذي فر فيه الرئيس المخلوع من تونس الى السعودية اثر حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة اطاحت بنظامه. وبدأ سفيان اضرابه عن الطعام الخميس، كما اكدت شقيقته التي زارته السبت. وسفيان هو ابن منصف بن علي، شقيق الرئيس المخلوع والذي توفي في 1996 بعدما ادين في فرنسا في 1992 في قضية تهريب مخدرات. واكدت ليلى درويش انها لن توقف اضرابها عن الطعام الا بعد الافراج عن ابنها.
(المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 6 نوفمبر 2011)

<



في حديث نشر اليوم في جريدة  » الأنباء الكويتية اعتبر الوزير الأول في الحكومة المؤقتة الباجي قايد السبسي أن أي تيار سيحكم تونس لا بد أن يأخذ في الاعتبار الانفتاح على بقية العالم و ان مصير البلاد مرتبط بدرجة انفتاحها على الآخرين لاسيما في المجال الاقتصادي و الاستثماري. و اعتبر ان تونس لا يمكن أن تعيش بدون انفتاح على الآخرين و لاسيما ما يتصل بتنقل الأشخاص ورؤوس الأموال و حق التملك و غيرها من الأمور.وأكد السبسي ان أي حكومة جديدة ستأتي بعده ستعتمد برنامج التنمية الاقتصادية المقترح و المعروف ببرنامج الياسمين، معتبرا ان هذا البرنامج مرتبط بالاستثمار الخارجي الذي يتطلب ضمانات معقولة لقدومه حسب رأيه. من جهة أخرى طمأن السبسي الشعب التونسي بان مكتسبات الخمسين سنة الماضية لا يمكن الرجوع عنها مؤكدا ان الرجوع الى الوراء مستحيل وأكد أن هناك اتفاقا مبدئيا بين القوى السياسية مجتمعة بما فيها حركة النهضة على ان تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، العربية لغتها، والإسلام دينها والجمهورية نظامها، وهذا مبدأ ثابت لا رجوع فيه لا بالزيادة ولا بالنقصان. وقال ان القوى السياسية الحالية تدرك المهم والأهم، مضيفا ان بلاده تسير في مرحلة الأهم بنجاح لأن الشعب التونسي متفطن لدوره وخير دليل ما شهدته الانتخابات من نسب مشاركة وإقبال جماهيري غير مسبوق في الحياة السياسية التونسية. واعتبر ان ذلك دليل إضافي يثبت ان المجتمع متهيئ للديمقراطية وأن الجميع متفهم طبيعة المرحلة الحالية القائمة على التفاهم والتوافق بما فيهم التيار الجديد. وأوضح ان التيار الديني في تونس صقلته التجربة والأحداث وقياداته تتمتع بالمرونة المطلوبة التي جعلته يقيم الأمور بمنظور أوسع وأشمل وأفضل. وأضاف ان التيار الإسلامي هنا تونسي خالص يملك القراءة القرآنية الصحيحة مع تمتعه بصفة الاجتهاد. وحول درجة انفتاح ومرونة القيادات الوسطى والصغرى في التيار الديني قال انها مرتبطة بدرجة الاستجابة الى طموحات هذا الجيل وآماله التي لم تتحقق لاسيما بين الشباب التونسي.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 06 نوفمبر 2011)

<



صرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاحد لاذاعة « اوروبا 1 » انه يريد « ان يثق » بمسؤولي حزب النهضة الاسلامي الذي فاز بالانتخابات في تونس و »العمل معهم ». وقال جوبيه « لا تجري اي ثورة في اجواء من الهدوء التام. ستكون هناك صعوبات وعلينا ان نثق » بهم. واضاف « عندما استمع الى خطاب مسؤولي حزب النهضة (…) يقولون +نريد بلدا يكون فيه للاسلام حيز، لكنه يحترم ايضا المبادىء الديموقراطية وخصوصا نتعهد بعدم الضرر بوضع المرأة لا بل بتحسينه+، فلماذا لا اصدقهم؟ ». واضاف « اني اثق بالناس (…) سنعمل معهم ». واوضح « الانطلاق من مبدأ ان الاسلام والديموقراطية لا يتماشيان، انه امر استثنائي! الواقع هو ان لدينا في فرنسا نظرة ثابتة للعلمانية، لكن هناك دولا عدة تشير الى الدين في الحياة العامة ». وتابع ان السفير الفرنسي في تونس « يقول لي بان لمسؤولي النهضة خطابا يستحق الاستماع اليه. وبالتالي سنستمر في التواصل معهم » ونبقى متيقظين حول بعض المبادىء الديموقراطية. ولحزب النضهة 91 عضوا في المجلس التأسيسي التونسي (من اصل 217) المنبثق من انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر حيث فاز ب41,47% من الاصوات.
(المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 6 نوفمبر 2011)

<



اتهم الدكتور محمد السعيدي الداعية المعروف خلال برنامج قدمته احد القنوات التلفزية الخليجية أثناء حوار مع الإعلامي عبد العزيز قاسم امس حركة النهضة الإسلامية بكونها حزب علماني و لا يمثل الإسلام. وقال السعيدي: إنه يوافق على مشاركة حزب النهضة مع غيره من التيارات الموجودة في حكومة غير إسلامية التوجه، كحل مرحلي، لكنه يرفض أن تنسب الأفكار العلمانية التي يمثلها حزب النهضة إلى الإسلام. و أعرب عن تفهمه لدوافع النهضة في ضوء الخيارات المتاحة أمامه مثنيا على خوضها لتجربة الانتخابات و عدم تركها الساحة لغيرها من الليبراليين و الشيوعيين حسب قوله. و أكد محمد السعيدي تفهمه بان الحرية و التعددية قضايا مرحلية حسب قوله رافضا التحدث عنها من منطلق تأسيسي داعيا زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إلى الإعلان صراحة بان النهضة لا تمثل الإسلام معتبرا أن الحل الإسلامي تكون فيه الشريعة الإسلامية حاكمة على القوانين و الدساتير.
من جهته اعتبر الغنوشي في اتصال هاتفي أن حزبه ذا مرجعية إسلامية و لا يمكن لاحد ان يحتكر الإسلام متهما بعض المشايخ بأنهم لا يتفهمون واقع الحياة الاجتماعية في عدد من البقاع.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 06 نوفمبر 2011)

<



تجمع عشرات المواطنون أمس أمام ورفعوا شعارات تندد بأمير قطر حمد بن خليفة أل ثاني و بما قالوا انه تدخل سافر لدولة قطر في الشأن التونسي . وقد حاول احد المواطنين اقتحام السفارة لكن قوات الأمن و الجيش التي عززت تواجدها في محيط السفارة منعوه من ذلك فيما حاول احد المواطنين انتزاع العلم القطري . و أفاد احد المحتجين راديو كلمة أن الوقفة الاحتجاجية جاءت احتجاجا على حشر دويلة قطر حسب قوله في الشأن التونسي كما ندد نفس المصدر بما اعتبره أداء للبيعة من طرف زعيم النهضة راشد الغنوشي في قطر. و كان السيد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة أدى خلال الأسبوع الماضي زيارة إلى قطر التقى خلالها بأميرها و هو ما اثار عديد التعليقات و ردود الفعل بين الطبقة السياسية التي رأت في الزيارة رسالة بعناوين عديدة أراد الغنوشي إرسالها إلى عدد من الأطراف و على رأسها دول الخليج و الولايات المتحدة الأمريكية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 06 نوفمبر 2011)

<



بالرغم عن انتشار الخبر حول تقسيم للسلط يأتي بالسيد الباجي قايد السبسي للرئاسة والسيد الجبالي لرئاسة الحكومة ويتولى السيد منصف المرزوقي رئاسة المجلس التأسيسي بينما تؤول وزارة الخارجية للسيد مصطفى بن جعفر ووزارة العدل للسيد محمد عبو ويحتفظ جل الوزراء الآخرين بحقائبهم فإن التشكيل الرسمي للحكومة لن يعلن قبل نهاية عطلة العيد التي ستتواصل خلالها المشاورات على كل الأصعدة وقد أشارت كل المعطيات المتوفرة أن المفاوضات تتواصل بين الأحزاب السياسية الرئيسية الفائزة في انتخابات المجلس التأسيسي من أجل تشكيل حكومة للمرحلة المقبلة وتوضيح تصور كل طرف لدوره خلال هذه المرحلة . وتلتقي تصريحات معظم قادة الأحزاب الأكثر تمثيلية في المجلس التأسيسي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على القول بأن الأسبوع المقبل سيكون حاسما في توضيح صورة الحكومة والخطوط الرئيسية لبرنامجها . وفي هذا الشأن ذكر السيد نورالدين البحيري الناطق الرسمي باسم حركة النهضة في تصريح لـ »وات » ان شكل الحكومة المقبلة سيتحدد داخل الكتل البرلمانية الكبرى (« النهضة » و »المؤتمر » و »التكتل ») من دون استبعاد الأطراف الأخرى . وقال إن برنامج الحكومة سيكون متفقا عليه بين هذه الأحزاب وغيرها إلى جانب الكفاءات الوطنية. وأضاف ان المفاوضات يمكن ان تفتح مع الحزب الديمقراطي التقدمي حول سبل إدارة الشأن العام في البلاد متى تراجع الحزب عن موقفه المعلن قبيل التصريح بالنتائج الأولية للانتخابات بالبقاء في موقف المعارضة . وأفاد البحيري أن الحسم في ملف الحكومة المقبلة سيتم بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات . من جانبه أكد السيد سمير بن عمر القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ان المفاوضات متواصلة بين حزبه وكل من حركة النهضة والتكتل من أجل العمل والحريات « بروح وفاقية » لتشكيل حكومة تدير البلاد في المرحلة المقبلة . وأوضح في حديث عبر الهاتف مع « وات » ان هذه المفاوضات « تجرى بروح وفاقية تغلب المصلحة الوطنية » بهدف الاتفاق على « حكومة ائتلافية » تتكون من الأحزاب الرئيسية الفائزة في الانتخابات مع إمكانية ضم أحزاب أخرى « لم تكن على ارتباط بالنظام السابق « . وقال إن « الصورة ستتضح في بداية الأسبوع المقبل » بشأن هذه الحكومة وان المواقف بين الأطراف الرئيسية المتفاوضة يمكن التوفيق بينها . وشدد بن عمر على ان هذه الحكومة الائتلافية كما يراها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يجب ان « تكون سياسية بامتياز وليس حكومة تصريف أعمال » ومتكونة من الأطراف التي « نتقاسم معها إرادة استكمال مهام الثورة « . وقال إن الحكومة الجديدة ستتولى فور تسلمها مهامها الشروع في الإصلاحات الضرورية التي تتطلبها البلاد على جميع الأصعدة . وأوضح السيد محمد بالنور الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات من جانبه ان الحكومة يمكن أن تتشكل « في غضون أسبوعين » وان المشاركة فيها بالنسبة لحزبه ستكون على أساس اتفاق على البرامج . وأضاف في حديث مع « وات » ان « المرحلة العملية » والمركزة من المفاوضات ستبدأ في الأيام القادمة. وذكر بان تصور حزب التكتل للحكومة يتمحور حول مفهوم « حكومة المصلحة الوطنية » التي تستمر مدة سنة من تاريخ تشكيلها مثلها مثل المجلس الوطني التأسيسي . (المصدر: موقع « المصدر »(تونس) بتاريخ 6 نوفمبر 2011)

<


وهو لا يضم من شارك في الانتخابات و انهزم و الأحزاب التي راسلناها لم ترد بعد

عقب إعلان مجموعة من مكونات المجتمع المدني التونسي يوم أمس الخميس عن مبادرتها الرامية إلى إحداث مجلس وطني تأسيسي مدني يواكب بالنقاش و الحوار أعمال المجلس التأسيسي المنتخب في 23 أكتوبر المنقضي حامت العديد من التساؤلات حول قيام مجلس مواز للمجلس التأسيسي الأصلي بنية إعاقة سير عمله وحول ماهية تركيبته و مشرعيته القانونية و غيرها… « التونسية » اتصلت بالمدون و الصحفي « سفيان الشورابي » عضو المجلس التأسيسي المدني المرتقب و كان لنا معه الحوار التالي: *هل لك أن توضح لنا مدى شرعية المجلس الوطني التأسيسي المدني ؟ و ما الذي يقر وجوده القانوني؟ – في حقيقة الأمر فإن للمجلس هي صبغة اجتماعية مجتمعية أكثر منها قانونية تشريعية إذ أن مبادرة تكوين مجلس تأسيسي مدني لم تكن بمقتضى قانون أو مرسوم بل ظرفية دخول المجلس التأسيسي الأصلي في مرحلة البت في القوانين الأساسية التي تنظم المجتمع مما يلزم مشاركة جميع أطراف المجتمع المدني في صناعة القرار و لكن هذا أيضا لا ينفي أنه ثمة بعض الأطراف لا زالت غير مقتنعة بفكرة المبادرة و نحن نؤكد لهم أن هدفنا الأوحد و الوحيد هو إبلاغ أصواتهم و تشريكهم في صناعة القرار لا غير. *حام الحديث منذ ليلة البارحة حول استقطاب المجلس التأسيسي المدني للعديد من الأطراف « المنهزمة » في انتخابات 23 أكتوبر و حتى على مستوى مؤسسيه هو ما يثير الشكوك حول سعي بعض الأطراف لخلق مجلس تأسيسي موازي للمجلس الأصلي بغية تعطيل مساره قصد التشفي، فهل لك أن توضح بمدى صحة ما قيل ؟ – هذه الأقاويل و المزاعم لا أساس لها من الصحة إذ أن المجلس التأسيسي المدني لا يضم سوى ممثلين عن الجمعيات غير الحكومية و خبراء في القانون الدستوري و أؤكد للجميع أن المجلس لن يضم من شارك في انتخابات المجلس التأسيسي و انهزم فيها حتى لا نحيد عن هدف المجلس المساند للمجلس الأصلي و نبتعد عن منطق الثأر الذي قد يعرقل عمله و في النهاية الشعب قال كلمته في ممثليه و لا لأحد أن يفرض نفسه عليه. *قلتم ليلة البارحة أنكم أعلمتم و بصفة رسمية الأحزاب ذات الكتل الأكبر في المجلس التأسيسي بالمبادرة التي أعلنتموها،فما كان ردها؟ – صحيح ، لقد قمنا بتقديم مراسلة رسمية لكل الأحزاب الممثلة بالمجلس التأسيسي الأصلي بالطبع ، دون استثناء و ليس فقط الأحزاب ذات الكتل الأكبر لأننا لا نعلم من تكتل مع من، و حتى الآن لم يصلنا أي رد يذكر. *ألا تتوقعون ردة فعل سلبية إزاء هذه المبادرة؟ لا على الإطلاق،إذ في رأيي انه ما من داع لرد الفعل السلبي فهدفنا كما قلت سابقا لا يقل أهمية عن هدف المجلس التأسيسي الأصلي ألا و هو التوصل إلى صياغة دستور يخدم البلاد و العباد و لكن دون أن تسبب في أي إعاقة لعمل المجلس الأصلي فنحن نناقش و نحاول تقديم المقترحات البناءة و نجود بالنصح لا أكثر و القرار النهائي يعود في الأول و الأخير إلى المجلس الوطني التأسيسي الأصلي. فؤاد http://www.attounissia.com.tn/details_article.php?t=64&a=41896&temp=1&lang

<



طاهر أبلحد بروكسل – طاهر أبلحد: يقدم الفنان كريمإبراهيم (تونس الثورة) بعيون عراقية في الأراضي البلجيكية، حيث أفتتحيوم الجمعة 4 نوفمبر في غاليري جوهرة المعرض الشخصي للفوتغرافي العراقي المقيم في بلجيكا كريم إبراهيم، وتحدث المعرض الذي ضم عشرات الصور الفوتغرافية عن تونس والثورة، حيث ضم أعمالاً بالأسود والأبيض وأخرى ملونة ويستمر حتى الـ21 من نوفمبرالجاري. وقدم ابراهيم مشاهداته عن تونس بعد الثورة حيث مكث لعدة اسابيع فيها في الفترة بين ابريل واكتوبر الماضيين، وكان واضحاً في أعماله التركيز على نبض الشارع التونسي وحياته اليومية وتأثير الثورة على مجريات الحياة فيه وانعكاسات رأي الشارع عبر الكتابات والرسوم على الجدران.
والمعرض الذي أقيم برعاية منظمة (فويم) البلجيكية حظي بجمهور كبير من البلجيكيين التواقين لمعرفة المزيد عن ثورات الربيع العربي ولاسيما ان تونس كانت السباقة بين ثورات الربيع العربي وعدد كبير من أبناء الجالية التونسية والمغربية والعراقية، حيث ألقى السيد عبدالخالق المغربي مدير المنظمة كلمة باللغات الثلاث الفرنسية والعربية والهولندية مقدماً كريم ابراهيم وأعماله في هذا المعرض التي كانت في المرحلة التحضيرية للأنتخابات التونسية، وعن رسالة الفنان في حياتنا والإبداع الذي يقدمه لتطويرمجتمعنا، وشكر الجمهور الحاضر وكذلك الفنان كريم ابراهيم على مجهوداته الكبيرة والتضحيات التي بذلها على مدى الشهور الماضية في نقل الواقع الجديد في تونس.
بعدها تم عرض فيديو عن تونس قدمه مجموعة من الشباب التونسيين المقيمين في المملكة البلجيكية وجرى نقاش وحوارات حول الوضع الحالي وتصورات التونسيين عن تونس والمستقبل ومستجداتالاحداث بعد الانتخابات وافرازاتها.
يذكر إن الفوتغرافي العراقي كريم ابراهيم يقيم في بلجيكا منذ أكثر من 20 عاماً وسبق له عشرات المعارض الفوتغرافية في العديد من البلدان وبمواضيع وعناوين مختلفة، وأصدرقبل عامين كتاباً قدم فيه إحدى تجاربه الفوتغرافية في الشرق الأوسط.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 6 نوفمبر2011)

<



خالد مصطفى جاءت النتائج التي حصل عليها الإسلاميون في تونس بانتخابات المجلس التأسيسي لتكشف عن مدى الثقة التي يوليها الشعب للاتجاه الإسلامي رغم أن التيار الإسلامي في تونس كان غائبا عن الساحة بشكل قسري لمدة طويلة نظرا للاضطهاد الامني وحملة التغريب الشديدة التي مارسها نظام زين العابدين بن علي, حيث غير القوانين لتتلاءم مع الفكر الغربي العلماني حتى قوانين الاحوال الشخصية التي حاولت العديد من الانظمة العربية الاستبدادية وضعها في الإطار الإسلامي وعدم الاقتراب منها لتهدئة المشاعر الدينية وخداع شعوبها والادعاء بأنها « تحافظ على الإسلام وأحكامه »..
لقد كان النظام التونسي عظيم العداوة لكل ما هو إسلامي حتى اقترب من النهج الاتاتوركي الفج في علمانيته والذي سعى لسلخ تركيا من هويتها وثقافتها وربطها بالغرب في حالة تمزج بين العمالة وكراهية الدين ومع كل هذا ظل الشعب التونسي محافظا على تدينه وعاطفته الجياشة تجاه دينه حتى جاءت الفرصة المناسبة ليعبر عن ذلك وبقوة , ورغم أن الاتجاه العلماني بمعتدليه ومتطرفيه كانت الساحة خالية أمامه وتوجهات الدولة تدعمه إلا أنه فشل طوال أكثر من عقدين في اختراق المجتمع ونشر ثقافته وعندما حدثت الثورة وسمح للإسلاميين بالتواجد ظهر المخزون العاطفي تجاههم وأيد الشعب بأغلبية كبيرة توليهم لمهمة صناعة الدستور الذي سيحدد مستقبل البلاد خلال السنوات القادمة وهي مسؤولية عظيمة ويدل الاختيار الشعبي على ثقة كبيرة في الاتجاه الإسلامي كما يدل في نفس الوقت على غياب الثقة في الاتجاهات الاخرى التي كان الكثير منها يزايد على النظام في تغييب الوعي الديني ..
هزيمة العلمانيين في تونس أصابت إخوانهم في مصر بالرعب خصوصا أن الإسلاميين في مصر أكثر تواجدا ولم يتم إقصاؤهم بشكل تام خلال العقود الماضية حيث حرص النظام على منحهم بعض فتحات التهوية ليناور بها في الداخل والخارج وبالتالي إمكانية تحقيقهم لنتائج قريبة من النتائج التونسية أو أكثر أصبح واقعا مفزعا للعلمانيين خصوصا المتطرفين منهم والذين أبدوا انزعاجهم من نتائج تونس وزادوا من جرعة الهجوم على الإسلاميين وتشويه صورتهم واتهامهم بتلقي أموال من الخارج وتقديم رشاوى للناخبين وهي اتهامات ظل إعلام مبارك يرددها لسنوات طويلة فما أشبه الليلة بالبارحة, ونسي هؤلاء أن أكثر من 50 مليون دولار دخلت في جيوبهم بعد الثورة عن طريق الجمعيات الحقوقية التي شكلوها وأكدت جهات حكومية هذا الرقم في حين لم يقدموا أي دليل على تلقي الإسلاميين لأي أموال ثم هم يدركون جيدا أن جماعة مثل جماعة الإخوان عندها استثمارات ضخمة وأنشطة اقتصادية وخدمية كبيرة من قبل الانتخابات مما ينفي احتياجها لاموال من الخارج أو تقديمها لرشاوى في الانتخابات كالتي كان يقدمها الحزب الوطني السابق عن طريق الحكومة وباموال الشعب, ثم هل لا ينفق الملياردير القبطي نجيب ساويرس على حزبه العلماني المعادي صراحة لتطبيق الشريعة؟ ولا ينفق الملياردير الليبرالي ممدوح حمزة على عدد من المرشحين والاحزاب العلمانية؟ ..
المشكلة أن بعض العلمانيين بدأوا الشعور بفشل الحرب التي أشعلوا نارها بعد الثورة بقليل وأصبحوا الآن يفكرون في إفشال الانتخابات بأي طريقة وأصبح أبناء مبارك وفلول الحزب الوطني المنحل ليسوا وحدهم في الساحة حيث انضم إليهم عدد من العلمانيين « الثوريين » الذين يرون أن في انتخاب الإسلاميين رجوع للوراء ولما هو أسوأ من عهد مبارك فهل سيتحد هؤلاء جميعا لإفشال الانتخابات؟..لقد صرح أحد كبار منظري التيار العلماني بأن الانتخابات القادمة ستكون دموية.. فهل هذا توقع بريء أم تمني أم علم يقيني بما يجري التخطيط له؟ ومن يا ترى من مصلحته إفشالها؟ الانتخابات القادمة لن تكون كاشفة لنوايا العلمانيين ورغبتهم الحقيقية في مصلحة الوطن حتى ولو لم تكن متطابقة مع مصلحتهم الخاصة بل ستكون كاشفة أيضا لمدى رغبة المجلس العسكري في تسليم السلطة والرجوع لثكناته وسيتضح ذلك في كيفية تامين الانتخابات والإجراءات التي سيتبعها. http://www.almoslim.net/node/155336

<



منصف المرزوقي ستَردّ على هذا السؤال مستغربا: العربية طبعا! نعم، في أحسن الأحوال، لكن ثمة احتمالا آخر، وهو أن يتكلم أحفادنا -لا قدّر الله- لغات هجينة بدأت ملامحها تظهر هنا وهناك. انظر لما يكتب على صفحات فيسبوك، وبصفة عامة على مواقع الإنترنت.  
لقد وقع التحرر النهائي من كل قواعد الكتابة وعلى رأسها الكتابة بالأحرف العربية، والذروة كتابة اللهجة التونسية -تتخللها جمل فرنسية- بالأحرف اللاتينية، مما يعطي في نوادي الحوار هريسة لغوية أصبحت تستعصي على الحل ومثلي لا يستطيع قراءتها إلا بمشقة بالغة، الشيء الذي يجعلني أمر مباشرة إلى ما يبدو مكتوبا بالعربية أو بالفرنسية.
لو توقف الأمر عند المكتوب على فيسبوك لقلنا: أمر محصور في نطاق معين. لكنه القاعدة في الإذاعات الحرة التي تكاثرت بعد الثورة. يحتاج المرء أعصابا من حديد ليتحمل لغة هجينة تختلط فيها الكلمات الفرنسية بالدارجة التونسية، ببعض الجمل الفصيحة، وصاحب هذه اللغة العجيبة لا يتراجع أمام أي غلطة ولا يستحيي من أي جسارة: نفس الشيء في قناة تلفزيونية خاصة هي نقمة على اللغة العربية، حيث لم يعد أحد مقدمي برامجها يتورع داخل نفس الخطاب عن استعمال جُمل كاملة بالفرنسية، وكأنّ كل سكان تونس مطالبون بإجادة لغة موليار لفهم ما يقوله سيادته.  » قد نكون بحاجة في يوم قريب لجمعية للدفاع عن اللغة العربية في تونس, لكن هل ستمنح السلطات رخصة لمثل هذه الجمعية وأغلب الأحزاب السياسية أصبحت تعتمد العامية في إشهارها السياسي؟!  » قد نكون بحاجة في يوم قريب لجمعية للدفاع عن اللغة العربية في تونس. لكن هل ستمنح السلطات رخصة لمثل هذه الجمعية، وأغلب الأحزاب السياسية أصبحت تعتمد العامية في إشهارها السياسي، مديرة الظهر للغة التي جمعت شملنا في هذا البلد وجمعت شمل شعبنا مع بقية شعوب الأمة؟ أضف لهذا أن الدولة نفسها قدمت  »القدوة » وهي تنشر على الملأ الدعوة للتسجيل في القوائم الانتخابية شعارا بالعامية  »وقيت باش تقيّد » أي حان الوقت للتسجيل.
يكفي أن ينظر المرء لتعليقات قراء الجزيرة نت ليكتشف أن تونس ليست البلد العربي الوحيد الذي يعاني اليوم من ظاهرة يمكن تسميتها بالانفلات اللغوي.
هل سنتكلم يوما في كل قطر لغة مثل  »الكريول » وهي السائدة في جزر الكاريبي والمحيط الهادي، حيث تتشكل اللغة من خليط غريب من لغات أوروبية وأفريقية؟ مما قد يؤدي يوما إلى ظهور مترجمين ليفهم التونسي ما يقوله المصري أو اليمني.
بدهي أن ثمة في كلامي حكما سلبيا على الظاهرة وتخوفا، لكن خطورة القضية تستوجب أن نضع جانبا مشاعرنا لمحاولة الفهم دون أي حكم مسبق، وإلا حكمنا على أنفسنا بسوء التقدير ومن ثم بسوء القرار، إذا توجب يوما أخذ مثل هذا القرار.
لنتفحص الظاهرة بإلقاء كل الأسئلة المحرجة على طريقة صديقنا فيصل القاسم: أليس التلاقح اللغوي ظاهرة قديمة قدم الزمان؟ وهل تكلم شعبنا منذ قرطاج غير خليط لغوي، خاصة على السواحل حيث كانت شعوب البحر المشترك تتلاقى وتتبادل السلع والكلمات؟ أليس من طبيعة اللغات أن تتطور بالتبادل المتواصل؟ ألا توجد مئات الكلمات في عاميتنا من أصل إيطالي وفرنسي؟ أليس قدر العربية أن تنجب -على غرار اللاتينية- « عربيات » لها من الآن أدباء كبار مثل شاعر  »المصرية » الأبنودي وشاعر  »التونسية » البرغوثي؟ أليس موقفي موقف شيخ لا يفهم الشباب أو مثقف لا يريد أن يغطي الانفلات على ضعف من لم يسعفهم الحظ مثلي بالتعليم الجيد؟ أليس من فضائل هذا الانفلات أنه يسوي ديمقراطيا بين من يعرف الكتابة ومن لا يجيدها؟ أليس موقفا نخبويا ينم عن احتقار لا واع  »للعامة » وللغتها؟ أليست الفصحى لغة نخبة فرضت على الناس وألجمت أفواههم وعقدت من لا يتكلمها ومن لا يفهمها؟ ألا يمكن القول إنه كان هنالك قبل الثورة استبداد لغوي فرضته النخب المستعربة مانعة الفئات الاجتماعية المقهورة لغويا من الحديث بلغتها، وإنه بمناسبة التحرر السياسي استردت الجماهير الحق في الحديث بلغتها؟
يجب تفحص كل هذه الأسئلة بمنتهى الموضوعية حتى لا يخلص بنا التسرع إلى الانحياز لأحكام مسبقة. وبهذه المنهجية التي لا تحابي ولو أعمق القناعات يمكن الاستنتاج دون أدنى تعسف على الواقع. – القضية ليست صراع أجيال، فأنا أعرف حولي شبانا يعشقون لغة الضاد ويجيدونها، وشيوخا لا يحبون استعمالها ولا يعرفونها أصلا.
– القضية ليست ثأر شعب مقموع لغويا ضد نخب تتحذلق بالفصحى. فالعربية نفسها تحت الاستبداد كانت لغة محتقرة، حيث لم تعد جديرة بأن تكون لغة الإدارة ولغة التعليم العالي والبحث العلمي. أضف لهذا أن ما نسمعه في الإذاعات ليس لهجة الشمال الغربي أو الجنوب (التي تكاد تكون عربية فصحى) وإنما لهجة بعض الأحياء الراقية للعاصمة تعد من باب التخلف التفوه بجملة دون حشوها بمصطلح فرنسي ولو كان في غير محلّه. ف »الفرنكو-عربي » لغة قطاعات برجوازية ومتغربة تحتقر العامة وتسميهم « القعر ». – القضية ليست تناقضا أو تنافسا بين فصحى وعامية، فليس هنالك عامية، إنما هي عاميات متعددة، لمن يطالبون بكتابة « اللغة التونسية » ركيزة هويتنا الوطنية المزعومة، كيف سنكتب « أنا »؟ أتصبح « ناي » كما يقول سكان الوطن القبلي أم أننا ننقشها « آني » كما يقول أهل الساحل، أو نرَجّح « أني » كما يقول الجنوبيون، ولم لا يستقر بنا المطاف عند « نا » كما يقول أهل قفصة؟
– القضية ليست معاصرتنا لتطور حتمي للعربية باتجاه التونسية والمصرية… إلخ، مثلما ولدت الفرنسية والإيطالية من رحم اللغة اللاتينية، فخلافا لهذه الأخيرة، العربية لغة حية بل في اتساع مطرد، حيث يتزايد بالتعليم والإعلام عدد من يفهمونها ومن يتكلمونها داخل الفضاء العربي، ويتزايد توسعها خارج فضائها الطبيعي بانتشار الإسلام والثقافة الإسلامية.  » اللغة العربية لغة فريدة من نوعها إذ تملك خلافا لكل لغات الدنيا نوعا من التأمين على الحياة, وطالما بقي القرآن ستبقى العربية تتطور وتتراكم حولها عاميات لا تبعد عنها، مثلما تحوم الكواكب والأجرام حول الشمس  » هي أيضا لغة فريدة من نوعها، إذ تملك خلافا لكل لغات الدنيا نوعا من التأمين على الحياة، فطالما بقي القرآن ستبقى العربية تتطور وتتراكم حولها عاميات لا تبعد عنها، مثلما تحوم الكواكب والأجرام حول الشمس. ومما يجعل المقارنة أيضا غير واردة أنه في الوقت الذي تتوسع فيه هذه اللغة الجبارة، نرى العاميات تقترب منها شيئا فشيئا، مما يضعنا في حالة تاريخية لا علاقة لها بما عرفته أوروبا في بداية نهضتها من تخل تدريجي عن لغة سيسرون لفائدة اللغات المحلية.
ما الذي يفسر إذن ذاك الانفلات اللغوي وخوفنا أن يصبح  »الكريُول »، لا مجرد لغة شباب فيسبوك فحسب، لكن سرطانا لغويا أخطر؟
القاعدة أن هناك دوما شبكة سببية معقدة تضافرت مكوناتها في لحظة ما لتصنع أي ظاهرة.
ثمة سبب بدهي هو أن التمكن من العربية والفرنسية جيدا كان، فيما مضى، امتيازا لأقلية في وقت كانت فيه الأغلبية محرومة من كل تعليم. أما الآن فنشاهد في هذا المجال نوعا من التوزيع الأفقي وانتشار التعليم مع هبوط مستواه، وقد عجز المجتمع عن توفير ثقافة النخبة للأغلبية. ثمة أيضا ضغوط التكنولوجيا الحديثة، حيث تفرض سرعة التخاطب الاختزال واستعمال المصطلحات المتداولة. أما ظاهرة كتابة العربية بالأحرف اللاتينية في فضاء فيسبوك، فلعدم توفر الشباب على حواسيب لها مفاتيح عربية.
لكن هناك دوما سببا رئيسيا في هذا الموضوع نستشفه من طبيعة القوى التي تنشر « الكريول » عبر إذاعاتها وتلفزيوناتها، وهي القوى المتغربة المعادية للثورة، التي تعيش على هاجس انتصار الإسلاميين والعروبيين، وتنتصر للتغريب والعزل عن المحيط العربي الإسلامي بالتقوقع على المحلية الضيقة.
في المقابل فإن المناهضين للانفلات اللغوي، المتمسكين بالعربية فصحى وبعامية مهذبة هم من أنصار هذا التيار. مما يعني أننا أمام قضية سياسية بامتياز وأن السياسة اللغوية التي ستحدد مستقبلنا مرتبطة بانتصار فريق على آخر.
السؤال الآن: أي سياسة لغوية للمستقبل تنتهج القوى السياسية الجديدة التي أفرزتها الثورة، وهي قاب قوسين أو أدنى من تسلم السلطة في تونس؟ ثمة جملة من المبادئ ومن التوجهات العامة التي يجب اتباعها إذا أردنا أن تكون المسألة اللغوية عنصر تقدم إنساني شامل، لا عنصر فرقة مصطنعة كالتي يهواها المتطرفون العقائديون من كل لون. – العربية هي العمود الفقري للأمة، ولا وجود لها إلا بوجوده، فأمتنا خلافا لكل الأمم، لا تسكن أرضا وإنما تسكن لغتها. وهذه الأخيرة هي القاسم المشترك الأول والأخير لكل شعوبها. ومن ثم فإن كل إضعاف للغة هو ضرب لوجود هذه الأمة وحتى ضرب للشعوب.
– العربية هي التي تفتح أمام كتاب تونس ومغنيات لبنان وشعراء العراق… إلخ « سوقا » تفوق أضعافا تلك السوق البالغة الضيق للعامية التونسية أو اللبنانية أو العراقية. ومن ثم ضرورة تنميتها والدفاع عنها بكل الوسائل التعليمية والقانونية لمصلحة شعوب ستفقد الكثير إن هي اختارت الانغلاق على هويتها القُطرية.
– إقرار اللغة العربية لغة رسمية للدولة يعني أن مهمة الدولة حماية وتطوير هذه اللغة.
ومن بين الإجراءات إدراج حصرية استعمال اللغة العربية الفصحى والدارجة المهذبة على رأس قائمة النظم والقوانين التي تخضع لها الإذاعات ومحطات التلفزيون. ثم تجريم استعمال لغة الكريول، حيث لا نعتقد أن هيئة الإذاعة البريطانية تسمح بلغة الخمارات أو أن التلفزة الفرنسية تسمح بلهجة المراهقين.
– لا مجال لاعتبار اللهجات المحلية عدوا أو منافسا للفصحى وإنما هي فروع من الجذع المقدس يجب الحفاظ عليها وتنميتها، مع إعطاء عناية خاصة للتراث الشعري الشعبي. أما عندما تتعايش العربية في الفضاء المشترك مع لغات محلية غير عربية الأصول، مثل الأمازيغية في الجزائر والمغرب والبولارية في موريتانيا فإن من واجب الدولة تنمية هذه اللغات وتشجيعها بل وحث الناطقين بالعربية على تعلمها لأنها جزء من التراث المشترك، إذ لا أخطر ولا أكذب من الخلط بين اللغة عنصرا ثقافيا موحدا وبين الانتماء إلى « عرق » عربي لم يوجد يوما. ونحن العرب منذ الأزل شعوب مختلطة تتدافع في شرايينها دماء أعراق وأعراق.
– من بين أخطاء الاستبداد وخطاياه (باستثناء واحد هو الاستبداد السوري) اعتبار العربية غير قادرة على أن تكون لغة العلم، والحال أنه لا توجد أمة ازدهرت بلغة غيرها. هذا الخطأ الإستراتيجي جعل منا أمة تابعة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا لم تتكلف حتى عناء الترجمة، والحال أن مجهود الترجمة كان بداية النهضة العربية الأولى.  » المطلوب بيت حكمة ثان يجعل من مراقبة وترجمة كل ما يصدر في العالم، من اليابان إلى شيلي، أولوية حضارية، مع متابعة تطور لغة التكنولوجيا ورقمنة كل نتاجنا الثقافي المكتوب  » المطلوب إذن هو بيت حكمة ثان يجعل من مراقبة وترجمة كل ما يصدر في العالم، من اليابان إلى شيلي، أولوية حضارية، مع متابعة تطور لغة التكنولوجيا ورقمنة كل نتاجنا الثقافي المكتوب، وبالطبع تعريب التعليم العالي وفق نفس المناهج والمصطلحات، من المحيط إلى الخليج.
– يجب الانتهاء من سياسة الـ »وجها لوجه »، حيث اعتماد المغرب العربي على الفرنسية وحدها والشرقِ على الإنجليزية وحدها. يجب الاستبدال من تلك السياسة سياسة المنافذ المتعددة، كأن يكون لنا في تونس معاهد ثانوية نموذجية تونسية-فرنسية، تونسية-إنجليزية، تونسية-صينية، تونسية-يابانية، تونسية-كورية، تونسية-برتغالية، تونسية-إسبانية، تكون أجيالا منفتحة على أكثر من نافذة ثقافية. نفك بذلك كل تبعية ثقافية تحصرنا في لغة واحدة.
يجب أن نذهب أبعد من هذا إلى متابعة اللغات الأفريقية الواعدة والتأكد دوما أن لنا عددا كافيا من الاختصاصيين للتمكن منها وتعليمها. إذا لم تكن تنمية اللغة العربية مصحوبة بانفتاح على أكبر عدد ممكن من الفضاءات الثقافية، فإن النتيجة لن تغدو أكثر من تعبير عن شوفينية بغيضة ستكون كارثة لا تقل فداحة عن كارثة التبعية.
– العربية لغة تعتمدها الأمم المتحدة كواحدة من اللغات الخمس الرسمية. يتكلمها ما يزيد على 400 مليون نسمة. هي أيضا لغة القرآن، ما يجعل منها اللغة المقدسة لأكثر من مليار مسلم، وكل الفضاء الإسلامي مفتوح لتقَبل هذه اللغة العظمى إن وجدت إرادة سياسية وإمكانيات مادية لنشرها، ما يرشحها للمرتبة الثالثة من حيث عدد الناطقين، بعد الصينية والإنجليزية. إنها ستسهم في إشعاع العرب الثقافي والحضاري، فالسياسي والاقتصادي، حيث ثمة اليوم ارتباط وثيق بين كل هذه المستويات.
كل هذه السياسة اللغوية الجديدة مرهونة بالإرادة السياسية وبتوفير الموارد لها. ثمة مؤشرات تدل على أن الإرادة ستتوفر والغلبة اليوم للتيارات الثورية الديمقراطية التي تريد التجذر في الهوية وإطلاق الحريات.. تبقى قضية الموارد.
فبيت حكمة عربي للترجمة والرقمنة والتأهيل المتواصل قضية تتجاوز إمكانية أي قطر إن انفرد. أضف إلى ذلك مجهود نشر العربية في محيطنا الأفريقي والإسلامي وحتى في أوروبا وأميركا. ثم إنه لا بد من إحداث آليات تخطيط وتنفيذ جديدة، فمؤسسات الاستبداد المحتضر مثل الجامعة العربية والمنظمة العربية للثقافة والعلوم، غير قادرة على الاضطلاع بهذه الأعمال الفرعونية.
إن الملف اللغوي واحد من أهم ملفات مرحلة التأسيس للعرب الجدد بعد أن ننفض عنا آخر غبار وعار الاستبداد الذي جعل منا أمة عاقرا. في تونس سنولي هذا الملف كل ما يستحقه من عناية وأَملي أن نجمع في أقرب وقت المؤتمر العام للغة العربية، يدعى له السياسيون وأهل الذكر من كامل الوطن العربي، كي نتدارس الإستراتيجيات لتنمية لغتنا والدفاع عنها، والشعار « لا إفراط ولا تفريط حتى نكون أخيرا جديرين بلغة شرفتنا كثيرا ولم نشرفها إلا نادرا ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 نوفمبر2011)

<


عبد الرحمان شلقم يكشف لـ » الشروق » البغدادي حاول إحراق عائلتي وأناشد بوتفليقة أن لا يساعده


بلقاسم حوام بوتفليقة ترأس الأمم المتحدة ويعلم أن عائلة القذافي ارتكبت جرائم حرب عائشة القذافي سرقت 1.5 مليون دولار  
ناشد عبد الرحمان شلقم مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدم الاستجابة لاستنجاد واستغاثة محمودي البغدادي رئيس الوزراء في عهد القذافي، لمنع تسليمه للسلطات الليبية الجديدة، خاصة وأن عائلة البغدادي متواجدة حاليا في الجزائر.
وأضاف شلقم في تصريح للشروق اليومي أمس الجمعة أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفلقية له باع طويل في السياسة الدولية، حيث شغل منصب وزير خارجية وترأس اجتماعا للأمم المتحدة وهو على دراية بمختلف القوانين والأعراف الدولية فيما يتعلق بتسليم المجرمين والمعاهدات الثنائية بين الدول، وقال شلقم إن بوتفليقة محنك سياسيا ولن يستجيب لاستغاثة محمود البغدادي الذي لطخ يده بعدد كبير من الجرائم الموثقة والمسجلة عبر الهاتف، وفي هذا الإطار قال شلقم إن محمودي البغدادي حاول وعمل جاهدا على حرقه شخصيا وإحراق أسرته بالكامل « عقب تدخلي لدى الأمم المتحدة فيما يتعلق بموقفي ضد القذافي وحاشيته من الارهاصات الاولى للثورة »، وبيّن شلقم أن رسالة البغدادي لبوتفليقة تضمنت مغالطات استعطافية فهو لم يكن يوما مدنيا لأنه كان وراء الكثير من الجرائم التي خطط لها القذافي ونفذها البغدادي شخصيا، حيث قال البغدادي في رسالته لبوتفليقة « إنني باعتباري مدنيا كنت في خدمة الدولة الليبية، أدعو سيادتكم إلى التدخل لفائدتي لدى السلطات التونسية، لمنع تسليمي إلى المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا خشية على مصيري ومصير عائلتي ». وفيما يتعلق بموقف السلطات التونسية قال شلقم إنه توجد معاهدات ثنائية بين ليبيا وتونس تلزم هذه الأخيرة بتسليم جميع المجرمين الذين تسللوا هاربين بعد تحرير ليبيا من فلول القذافي، وما زيارة الوزير الأول التونسي باجي قايد السبسي إلى ليبيا مؤخرا إلا دليل على قرب استجابة تونس لمطالب المجلس الانتقالي.
وطالب عبدالرحمان شلقم عبر الشروق اليومي من الرئيس بوتفليقة ضرورة تسليم عائلة القذافي المتواجدة حاليا بالجزائر إلى السلطات الليبية قصد محاكمتها على الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها في حق الشعب الليبي، خاصة فيما يتعلق بعائشة القذافي التي يقول شلقم إنه ثبت استيلاؤها على الكثير من الأموال آخرها كان مبلغ مليون ونصف مليون دولار كانت موجهة للتعاون الإفريقي من خزينة الشعب الليبي، وقال المتحدث إن النظام الجزائري نظام حكيم وراشد ولا يجب عليه أن يأوي مجرمين وسفاحين على غرار عائلة القذافي التي يجب أن تحاسب على ما اقترفته من جرائم.
وجاءت استغاثة البغدادي بالرئيس بوتفليقة قبل يومين عقب المصير الذي لحق بالعقيد الليبي معمر القذافي الذي اعتقل حيا ثم نكل به الثوار وقتلوه وصوروه في وضعيات مهينة، ما دفع البغدادي إلى التحرك قبل أن يلقى نفس المصير، ولأن عائلته متواجدة في الجزائر فإن الرجل سعى صراحة إلى استعطاف الرئيس بوتفليقة للنجاة من مصير قائده. ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 4 نوفمبر 2011)

<



بوعلام رمضاني يبين المؤلف والمعارض السياسي التونسي الشهير المنصف المرزوقي ردا على أسئلة المحلل السياسي الكبير فانسان جيسار -في كتاب لا يشبه كل الكتب التي صدرت عن الثورات العربية- كيف تنبأ قبل الكثيرين بحتمية سقوط دكتاتوريين عرب، ومن بينهم بن علي الذي سجنه وفرض عليه المنفى وشرده بعد أن رفض التدجين والتسليم بمنطق مثقفين آمنوا بمقولة « دكتاتورية مستنيرة أفضل من إسلاميي الظلامية والتخلف الفكري ». ويحلل المرزوقي الطبيب المتخصص في الأعصاب والرئيس السابق لرابطة حقوق الإنسان التونسية من موقع الشاهد الذي عاش وشاهد كل شيء كيفية تحول تونس إلى ثكنة كبيرة اعتبارا من العام 1987 تاريخ وصول الرئيس الشرطي إلى الحكم, على حد تعبير النائب اليساري والصحفي الشهير السابق نوال ممار الذي كتب المقدمة.
ويفند المرزوقي أيضا المقولات الغربية التي برر أصحابها الحكم الدكتاتوري ويشرح منهجيته القمعية ومقاربته الأمنية بغرض القضاء على كل من يعارض سياسته حتى وإن لم يكن إسلاميا، كما يفضح المثقفين الذين كرسوا الدكتاتورية إلى جانب مناضلي سوق حقوق الإنسان والعلمانيين الأصوليين مثل الإسلاميين غير الديمقراطيين ويبلور تصوره لمستقبل عربي ديمقراطي يضمن القطيعة مع الأنظمة الدكتاتورية وينفتح على كل المؤمنين بالتداول السلمي على السلطة ولا ينتقم من كل الذين عملوا في ظلها بصفة آلية وغير ناضجة.
الدكتاتورية ليست قدرا
في مقدمة الكتاب التي عنوانها « اليوم الذي أينعت الصحراء بالزهور » -وكرم فيها والده الذي علمه أن الصحراء القاحلة يمكن أن تتحول إلى مزرعة خضراء – أكد أن الدكتاتورية ليست قدرا على الشعوب العربية غير المفطورة على الخضوع للحكم التسلطي كما أشيع في الأدبيات الغربية « الحرية ليست قيمة عربية، والديمقراطية نبتة دخيلة على التربة العربية، والطاعة العمياء ماركة عربية مسجلة أيضا، وما على العرب إلا الاختيار بين طاعون الدكتاتورية وكوليرا التطرف الإسلامي ».
وكتب المنصف يقول في الطبعة الأولى من الكتاب الذي صدر عام 2009 « معا يمكننا تنحية الدكتاتوريين وسيكون موعدنا مع الفجر الجديد قريبا »، وأضاف للعنوان الرئيس لكتابه الأول « دكتاتوريون قيد التأجيل.. طريق العالم العربي للديمقراطية » العنوان الفرعي « انتقام الشعوب العربية بعد أن تحققت نبوءته وانتقم الشعبان التونسي والمصري، وتنحى مبارك وفر بن علي، وبقي المناضل والثوري السلمي الذي عاد إلى كتابه في طبعة جديدة أكثر عمقا وفرادة مفتخرا بتزكية الكاتب الصحفي الكبير أدوي بلينال صاحب كلمات « يجب حتميا قراءة هذا الكتاب ».
إباحية دكتاتورية
بدأ المرزوقي في تشريح ميكانيزم النظام الدكتاتوري كشاهد اكتوى بناره لعدة أعوام منطلقا من فصل أول جال وصال من خلاله في دهاليز الآلة الأمنية القمعية التونسية متحدثا عما أسماها بإباحية الدولة الدكتاتورية التي تفننت في ترويع الشعب بشتى السبل. وتفنن المرزوقي بدوره في فضح الدولة الدكتاتورية التونسية بوصف ممارساتها القمعية بالإباحية التي تسمح بالدوس على كرامة المعارضين لسياستها، كأن يفبرك مشاهد إباحية تتناول بعض رموز المعارضة، ومن بينها المعارضة والمقاومة العنيدة سهام بن سدرين، وتعذيب الرجال في وضعيات يندى لها جبين الإنسانية.  » في تونس التي سجن وعذب فيها حوالي 30 ألف معتقل بين 1991 و2001 أهان النظام الدكتاتوري أو الاستعمار الداخلي المعارضين الحقيقيين والسجناء الشعبيين  » في تونس التي سجن وعذب فيها حوالي 30 ألف معتقل بين 1991 و2001 أهان النظام الدكتاتوري أو الاستعمار الداخلي، على حد قوله كل المعارضين الحقيقيين والسجناء الشعبيين، والمرزوقي نفسه تم توقيفه مرة في مطلع الاستقلال عام 1956 في قرية دوز تماما كما تم مع والده أيام الاستعمار الفرنسي الخارجي وخضع لتقنيات كل الإهانات الممكنة التي تحط من كرامة الإنسان. تربية الشعب على الخوف والترهيب جاءت على لسان بشير بن يحمد رئيس تحرير مجلة جان أفريك حاليا وأصغر وزراء بورقيبة السابقين، وحكى بن يحمد أن بورقيبة كاد يفقد عقله عند سماعه مقترح تطبيق فكرة الشرطي المواطن على الطريقة الإنجليزية، ولم يكن بوسع الرئيس الذي قدمه الغرب على أنه مؤسس تونس الحديثة إلا الانتفاض صارخا « أنت مجنون، مع التونسيين لا ينفع إلا رجال الأمن الذين يرعبون ويرهبون ». وحسب المرزوقي « فإن هذه الحادثة الحقيقية تلخص وحدها نظرة الحكام الدكتاتوريين لشعوبهم، وحكى الشاهد على قمع نظام بن علي بدوره رواية حقيقية مذهلة وخرافية أخرى شهد عليها 40 مليون متفرج عربي تابعوا من خلال قناة الجزيرة كيف هدده مباشرة على أشهر القنوات العربية جنرال مصري ونائب وزير داخلية مبارك السابق بقطع لسانه بعد أن وصف نظام الرئيس المتنحى بالبوليسي القمعي.  
مثقفون غربيون وعرب مع الدكتاتوريين
مساهمة الكثير من السياسيين والمثقفين العرب الذين خرجوا من معاطف نظرائهم الغربيين وروجوا لفكرة العرب غير المؤهلين لحكم ديمقراطي، من أمثال هوبير فدرين وزير خارجية ميتران السابق وألكسندر أدلر الذي طالما افتخر بالنموذج التونسي وساركوزي وإليو ماري وفردريك ميتران وزير الثقافة ودومينيك ستراوس كان المدير السابق لصندوق النقد الدولي الذي أشاد بالنظام التونسي قبل أيام من سقوطه، كانت من أهم مباحث الفصل الثاني والفصل الثالث.
وقال المناضل التونسي في الفصلين إن الكثير من المثقفين العرب والتونسيين مجدوا النموذج الاقتصادي التونسي المنحرف الذي خدم حاشية المافيا واللصوص والبارونات الأمنيين وراح ضحيته الشعب، ولعل انطلاق شرارة الثورة بعد انتحار الشاب البوعزيزي دلالة على أكذوبة النموذج الاقتصادي المتناقض مع حياة اجتماعية قائمة على الترهيب والتخويف وعدم تكافؤ الفرص.  » لا يرى المرزوقي في الإسلام السياسي أي مؤشر على مستقبل مؤثر كما بينته ذلك الثورات العربية في نظره، ولا يملك أصحابه إلا خيار قبول الاندماج في مسار الديمقراطية والمقاومة السلمية  » ولم يتردد المرزوقي في استثناء أحد من مثقفي البلاط الجملوكي القمعي، وقال إن أمثال الراحل عبدالله عروي كثر، وكلهم لعبوا دور العميان للتغطية على نظام قمعي وإجرامي بدعوى قطع الطريق على الإسلاميين الذين حاربهم المرزوقي إيديولوجيا، لكنه اعترف بوجودهم السياسي والشعبي واختلف مع الأصوليين العلمانيين العرب الذين سكتوا على تعذيبهم مثلهم مثل نظرائهم الغربيين، وهم المثقفون الذين تناولهم المفكر الراحل الكبير ريمون أرون في كتابه الشهير « أفيون المثقفين ».
وحسب المرزوقي فإن العمى الفكري طال أيضا المثقفين الإسلاميين الذين يريدون العودة إلى الماضي لحل مشكلات عويصة يفرضها العصر، وهم في ذلك يتساوون في عماهم مع المثقفين العلمانيين الذين يريدون إسقاط تجارب غربية تحمل مفاهيم لا تتطابق مع روح وتحديات العصر.
وعن الإسلاميين أضاف يقول معترفا بفرضية صدمه الكثير « كل أشكال الإسلام السياسي تخدم الدكتاتوريين، لأنها مرادفة في تقديره للجمود والمراوحة، ويجد قادة القهر في الإسلاميين فرصة لتشجيع الارتماء في أحضان الدين كملجأ نفسي وحميمي ولتبرير سياسة القمع بدعوى محاربة الإرهاب ».
وفي كل الحالات لا يرى المرزوقي في الإسلام السياسي « إسلام أبي »، كما أسماه، أي مؤشر على مستقبل مؤثر كما بينته ذلك الثورات العربية في نظره، ولا يملك أصحابه إلا خيار قبول الاندماج في مسار الديمقراطية والمقاومة السلمية لطرد الدكتاتوريين المؤجلين وتغيير النظام السياسي العربي بعمق.
حقوقيون مع تعذيب الإسلاميين
انسداد نضال المنظمات غير الحكومية ضد الأنظمة الدكتاتورية وانحرافها عن أهدافها النبيلة ووهمية المعارضة التي وصفها بالسحرية كانت كلها عناصر مباحث الفصلين الرابع والخامس من حواره الشيق والعميق مع المحلل الكبير فانسان جيسار الذي لم يجامله بالمرة بطرحه أسئلة المفكر المهني غير المهادن.
صدم المرزوقي مجددا الكثير من رفقاء الدرب بقوله إن الكثير من أطباء المنظمات غير الحكومية كرسوا التعذيب وتاجروا سياسيا وشخصيا بحقوق الإنسان وحولوها إلى سوق كبيرة، وشهد المرزوقي على انقسام أعضاء رابطة حقوق الإنسان بسبب تزكية بعض مناضليها تعذيب إسلاميي النهضة في مطلع التسعينيات، وبسبب الانقسام المذكور مات عبد الرؤوف لعريبي تحت تعذيب عبد الله قلال وزير داخلية بن علي وبتواطؤ خميس شماري وخميس قصيلة اللذين راحا ضحية قناعة بن علي وأسلوبه المكيافيلي لاحقا.
معارضة المرزوقي لمناضلين انتهازيين كرسوا الدكتاتورية ووقعوا في فخ جهات أجنبية مولت بعض المنظمات غير الحكومية كانت هي نفسها تقريبا معارضته لما أسماها بالمعارضة السحرية والمخملية التي تمثلت في أفراد وأحزاب مخترقة أمنية من أنظمة القهر والتنكيل والدكتاتوريين المتهاوين هذه الأيام الواحد تلو الأخر في عز كل فصول غضب وانتقام الشعوب العربية ضد سالبي مستقبلها وسعادتها.
نجاعة إستراتيجية المقاومة السلمية
وفي تقدير المرزوقي الرافض للتعددية الدكتاتورية الشكلية التي تعرفها أنظمة القهر، على حد تعبيره، يجب الخروج من قوقعة المعارضة الوهمية والسحرية المدجنة والخارجة من رحم السلطة العسكرية والأمنية الباغية والمنسلخة عن نبض الشارع الثوري، كما بينت ذلك الثورات العربية الزاحفة، كما أثبتت نبوءته.  
زبانية الأنظمة القمعية من معارضي الوهم يحتفظون بجوازات سفرهم ويأكلون من موائدها الشهية ويقبلون عدم تجاوز الخطوط الحمراء خلافا لأمثاله الراديكاليين الذين حرموا من أنشطتهم الاجتماعية والمهنية وطوردوا وأرغم عليهم المنفى، على حد تعبيره. أخيرا أكد المرزوقي أن المقاومة الشعبية السلمية والمدنية وغير النخبوية التي لم تعد تخشى الأنظمة الدكتاتورية هي الإستراتيجية الناجعة في وجه الطغاة مادامت الثورات العربية قد أكدت سلامة هذا المنهج الغالي الثمن.  » مستقبل العلاقة السليمة الذي سيحكم العالم العربي بالغرب سيتم في نظره عبر محاورة ممثلي المجتمعات المدنية العربية الجديدة بمن فيهم أولئك الذين بإمكانهم الوصول إلى السلطة من الإسلاميين المعتدلين المؤمنين بالتداول السياسي  » أخيرا بعث المرزوقي في الفصل السادس بعدة رسائل للعالمين العربي والغربي، داعيا الأول إلى إنهاء سياسة دعم أنظمة الدكتاتوريين الذين يدفعون بالشباب إلى الموت غرقا في البحر بحثا عن مخرج لمآسيهم والكف عن المتاجرة الرخيصة بمبرر محاربة الإرهاب الإسلامي والتسليم بالواقع الثوري العربي الجديد الذي فهمته الولايات المتحدة الأميركية قبل فرنسا باستثمارها في ما أسماها بقوى المجتمع المدني الصاعدة في المغرب العربي في ظل مراعاة مصالحها المعروفة.
مستقبل العلاقة السليمة الذي سيحكم العالم العربي بالغرب سيتم في نظره عبر محاورة ممثلي المجتمعات المدنية العربية الجديدة، بمن فيهم أولئك الذين بإمكانهم الوصول إلى السلطة من الإسلاميين المعتدلين المؤمنين بالتداول السياسي واعتراف العالم الغربي بدولة فلسطينية مستقلة تتخذ القدس الشرقية عاصمة لها.
ولا يتم ذلك في تقدير المرزوقي إلا عبر وحدة عربية ديمقراطية على الطراز الأوروبي، وهو ما يعطي قوة جديدة للعرب في التعامل مع إسرائيل وإيران وتركيا وبناء الاتحاد المتوسطي بعد انتشار الديمقراطية في كل البلدان العربية المعنية، وزوال حكم الأنظمة الدكتاتورية الذي بات مسألة وقت، وعدم الوقوع في فخ التهميش الآلي لكل الذين عملوا في ظله من المسؤولين والأشخاص الذين لم يتورطوا في سفك دماء الشعب، واقتراح صيغة الانتقال إلى المرحلة الديمقراطية على طريقة جنوب أفريقيا وعدم الانتقام بصفة عمياء من كل الذين عملوا في المرحلة السابقة لا يتناقض في تقديره مع حتمية القطيعة ودليل نضج الديمقراطية وقلب منطق الدكتاتورتيين المتجهين نحو الانقراض. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 نوفمبر2011)

<



خالد الشريف اليوم يحلّ علينا عيد الأضحى.. عيد التضحية والبذل والعطاء.. يأتى هذا العام وكأن الشعوب العربية استلهمت منه التضحية بالدماء من أجل أن تنال حريتها وكرامتها.. يأتى الأضحى وشباب العرب فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن يقدِّمون أرواحهم من أجل رفعة أوطانهم وإعلاء كرامتهم، يمتثلون لقول ربهم ويحذون طريق إبراهيم عليه السلام الذى ضحى بفلذة كبده ومهجة نفسه «قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك». جاء الأضحى اليوم ليشاهد الشعوب المستضعفة تخرج عن صمتها وتتحوَّل إلى أسودٍ جائعة تطارد حكامها وتفتك بهم غير مبالية بموت ولا إرهاب، بعد أن أسلمت أمرها لربها وخالقها كما فعل إسماعيل عليه السلام: «قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين».
أهل الله علينا عيد الأضحى هذا العام وشعوبنا العربيَّة ترسم مستقبلها بيدها بعد أن ظلَّت مكبَّلة مقيدة قرونًا تعيش خانعةً ذليلة ترضى الدنيَّة من أجل أن تأكل وتشرب فقط، اليوم هى مستعدة أن تجوع سنوات وسنوات لكنها لن تفرطَ فى حريَّتها وكرامتها بعد اليوم لأنها واثقة من نصر الله لها.
التضحية مسيرة طويلة من تاريخ البشريَّة فلا توجد نهضة بدون تضحية ولا يتحقق نصر بدون بذل وعطاء، ولا ازدهار ورفاهية بغير عمل وجدٍّ واجتهاد، فلا مكان للكسالى والانتهازيين فى دولة الحرية والعدل، لقد ضحى النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته من أجل أن يبلغوا رسالة رب العالمين إلينا، تركوا الوطن والأهل وهاجروا وقاتلوا وقتلوا بعد أن خالط الإيمان شغاف قلوبهم، فرأينا أبا بكر يضحى بكل ماله لله، وهذا عمر يضحى بنصف ماله.. وهاهو عثمان يجهز جيشًا كاملا لنصرة الإسلام.. وهذا مصعب بن عمير أنعم فتيان قريش يترك النعيم والترف ويمضى مع رسول الله فيقتل يوم أُحد فما وجدوا له كفنًا إلا ثوبه كلما غطوا رأسه بدت رجلاه وكلما غطوا رجليه بدت رأسه، حتى أمرهم النبى، صلى الله عليه وسلم، بتغطية رأسه بثوبه ويغطوا رجليه بأوراق الشجر.. تضحية ما بعدها تضحية من أجل إعلاء كلمة هذا الدين، وتمضى مسيرة التضحية فى العصر الحديث فترى نماذج مضيئة لرجالات الصحوة من حسن البنا إلى سيد قطب وغيرهما من شهداء الحركة الإسلاميَّة، والذين ضحوا بأرواحهم من أجل نشر الدعوة الإسلاميَّة فى مصر والعالم العربى والإسلامى، رغم استبداد الحكام الطغاة الذين أقاموا المحاكمات الجائرة ونصبوا أعواد المشانق للدعاة والمفكرين.. ومضى جيل الصحوة الإسلاميَّة يحمل راية التضحية من أجل رفعة الوطن والدين.. سُجن وعُذِّب وحوصر فصبر واحتسب، رغم وعورة الطريق ومشقَّة العيش، وكان من الممكن أن يتبوأ أرفع المناصب لكنه آثر رضوان ربه على رضا الحاكم.. وجاء جيل آخر يحمل مشعل التضحية، جيلٌ ولد من رحم الغيب بعد أن ظن الطغاة أن الشعب المصرى مات ورضى بالذل والخنوع ولا خوف منه.. فإذا بالمارد يستيقظ يوم الخامس والعشرين من يناير ليضحى بدمائه لينال حريته وكرامته.. وهاهو يبهر العالم بتضحيته وقوة إرادته وثباته.. إنها روح التضحية التى تصنع المعجزات وتصنع النصر من رحم الابتلاء.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام أنتم بخير. (المصدر: صحيفة « اليوم السابع » (يومية – مصر) الصادرة يوم 6 نوفمبر 2011)

<



نبيل الفولي الفلول المفترضة أصابع عابثة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأحمر مات أو قل: احترق سياسيا يوم الجمعة الثالث من يونيو/حزيران الماضي، وانطوت صفحته الشخصية نهائيا بحيث لا يُرجَى له أوبة ولا عودة، وذلك حين حاول مجهولون من خصومه -الذين صنعهم « ذكاؤه » السياسي المفرط- اغتياله جسديا أثناء صلاة الجمعة في حادث مؤسف يُسأل عنه الضحايا كما يُسأل عنه الجناة.
نعم، يبقى الجاني المباشر في مثل هذه الحوادث متفَقًا على تحميله قسطا من الخطيئة، إلا أن ضحاياها ليسوا أبرياء من الدفع في اتجاهها أيضًا، فربما اغتر الناس بأن المشهد الأخير من محاولة الاغتيال الشهيرة لعلي صالح تم بيد هذا الطرف أو ذاك من خصومه، لكن الحقيقة هي أن تعنت « الرئيس الراحل المحترق » علي عبد الله صالح، وإصراره على تفجير الساحة اليمنية من أجل نفسه هو السبب الأول وراء الاعتداء على المسجد والمصلين فيه.
مهما يكن، فإن حادث الثالث من يونيو/حزيران لم يفلح في قتل صالح تماما، لكنه أصابه إصابة جعلته أشبه برئيس راحل منه برئيس قائم، والآن كلما جاءتنا الأخبار بأن الرئيس اليمني « صالح » وافق على التفاوض، أو قرر أن يتنحى، أو انتقد، أو امتدح، أو صرح، أو أعلن، فلا ينبغي أن نفهم ذلك على أنه حقيقة قُصِد بها لفظها، بل مجاز لغوي، فلا أراهم يقصدون عبد الله صالح الذي كان قبل الحادث المذكور، ولكن قناعا يقف وراءه كثيرون ممن يرون أن السيطرة على المشهد اليمني لن تتحقق إلا باللعب من خلف « الجثة السياسية » لعلي صالح.
دعنا إذا نرى من يلعب من وراء قناع علي صالح، ويسعى إلى إحراق اليمن كله، وتحويل الثورة الشعبية المسالمة إلى مأساة لا ينجو منها أحد.  » إذا كنا رأينا فلولا خلفتها الثورة المصرية وأخرى خلفتها الثورة التونسية، ففي مرآة هؤلاء رأت فلول الثورة اليمنية نفسها قبل أن تسقط  » الفلول المفترضة
حظ الثورة اليمنية العاثر أنها جاءت في أعقاب نجاح الثورتين التونسية والمصرية في إزاحة حاكميهما بعد أن تفتحت عيون الأنظمة والدول الذاهلة على المشهد العربي الذي سيظل يدهشنا ويدهشهم زمنا، حتى يجود الزمان علينا بأعجوبة أخرى من أعاجيب التاريخ البشري.
وإذا كانت الثورات العربية قد أثبتت أن القوة الكامنة في الشعوب كبيرة جدا بحيث يمكنها أن تجتاح وتجتاز كثيرا من العقبات الكؤود والموانع الخطرة، فإن طول الأمد الذي تحرك فيه الفساد فوق ساحاتنا العربية وفي حجور الجبارين، قد مكن لجذوره أن تخترق طبقات أرضنا حتى تتعمق فيها تعمقا لا يتيسر معه اقتلاعها.
وتلك هي مشكلة الفلول، أو « فضلات » الجيش العرمرم التي تتبقى بعد انتصار الثورات على الجلادين، وإذا كنا رأينا فلولا خلفتها الثورة المصرية وأخرى خلفتها الثورة التونسية، ففي مرآة هؤلاء رأت فلول الثورة اليمنية نفسها قبل أن تسقط، وقارنت السلطة التي تقبع في كراسيها، والأمر والنهي الذي تملكه، بالصعوبات الجمة التي تلقاها من ثورة اليمن وأبطالها الأشاوس، ففضلت الوضع القائم الثائر على الانكسار والذلة التي تكسو وجوه وزراء وكبراء في بلاد شقيقة حولت الشعوب سجونها سجنا لهم، وآثرت الفلول اليمنية المفترضة حالها هذا حتى على الهروب إلى النسيان في قصر ضيق خارج الوطن.
إنها إذا ليست فلولا بالفعل، ولكنها فلول مفترضة، وربما مساجين مفترضون، ولولا عبث العابثين لكانت الآن مختبئة في دروب القبيلة، أو لاجئة إلى قلل الجبال وشعافها، أو قابعة خلف القضبان الغليظة، لكنها آثرت إكمال « المشوار » الذي صار محفوفا بالثورات، والبقاء في كرسي الاستبداد الذي كانت تحلم بوراثته، ولو دفعت اليمن كله ثمنا لهذا الحلم الآثم.
وخطورة هذه الفلول هو تمركزها في مواقع قيادية في حياة البلاد المدنية والعسكرية على السواء، بحيث إنها تمركزت في شرايين الدولة اليمنية تمركزا قد يؤدي إلى انسدادات قاتلة في حال قررت التضحية بالجميع، حتى إن انشقاق رتبة عسكرية كبيرة مثل اللواء علي محسن الأحمر –قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة المدرعة الأولى وأحد أكبر أركان النظام– عن النظام وتأييده للثورة لم يمثل ولو تحولا كبيرا في مسار الثورة، وإن كان له أثر فقد كان التأثير محدودا بالقياس إلى حجم الرجل وموقعه الخطير في دولة الرئيس « المحترق ».  » التجييش القبلي هو من أجل حماية الفلول المفترضة التي تمسك بجثة صالح، وتصدرها في المشهد، حتى يبدو النظام القديم وكأنه قائم  » وتتجاوز المسألة طبيعة المناصب التي يشغلها قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة أحمد علي عبد الله صالح وأبناء عمه « محمد عبد الله » وكثير من أصهار أبيه الرئيس، تتجاوز المسألة هذا كله إلى الطبيعة القبلية التي ما زالت سائدة في المجتمع اليمني، حيث التشبع بروح العصبية للأقرب فالأقرب، مما تحول سياجا جماهيريا مصطنعا لحماية النظام من السقوط، وساترا من القوى البشرية لصد السخط الجماهيري العام، وإظهار الصورة وكأنها صراع بين قوى ثورية تريد التغيير، وكتلة جماهيرية كبيرة تؤيد الوضع الراهن.
وحقيقة الوضع هي التجييش القبلي من أجل حماية الفلول المفترضة التي تمسك بجثة صالح، وتصدرها في المشهد، حتى يبدو النظام القديم وكأنه قائم، وما هي إلا مرحلة الفلول في صورة معكوسة تعكس خصوصية الحالة اليمنية، ولو أنصف المجتمع الدولي ثوار اليمن لحُلَّت العقدة، ولظهرت هذه الحقيقة أجلى من الشمس في رابعة النهار.
أصابع عابثة
السياسة القائمة في العالم لا دين ولا مذهب لها حتى في أكثر أنحاء عالمنا العربي والإسلامي، وتلك عادة قديمة لا تتجلى لنا فقط حين نرى سنة العراق أعداء لأميركا وشيعتها أصدقاء لها، وشيعة لبنان أعداء لأميركا وسنتها حلفاء لها، بل يتجلى هذا التناقض أكثر في الثورات العربية الأخيرة التي ظهرت فيها إيران حليفا للنظام الحاكم في سوريا وعدوا للشعب بحجة أنه « نظام مقاوم »، وفي اليمن وغيرها من الدول الثائرة بدت طهران –ولو على المستوى النظري- على العكس من ذلك نصيرا للشعوب وعدوا للأنظمة.
وقل مثل هذا تماما عن النظام الدولي والنظام العربي القديم في تناقضاتهما، فهم مع الثورة في سوريا وليبيا، ويعبثون بها في اليمن، سعيا إلى سيناريو مناسب لمصالحهم، ولو صارت اليمن وشعبها خبرا يحكيه التاريخ كما يحكي أخبار أسلافهم من التبابعة والسبئيين والمعينيين. ويبدو أن السياسة الدولية تجاه اليمن تعتمد على ثلاثة أسس هي: الإنابة، والإيهام، والتغطية. أ‌- أما الإنابة: فإن الأميركيين وحلفاءهم لا يريدون أن يشغلوا في الوضع اليمني الجديد منصب أعداء الثورة التي أشعلها الشعب ضمن سلسلة الانتفاض العربي في عام 2011. ويبدو أن درس الثورة الإيرانية حاضر في أذهان الساسة الغربيين، حين تبنوا قبل أكثر من ثلاثة عقود موقف المؤيد المطلق للشاه، فاتخذت الثورة الإيرانية موقفا حادا من واشنطن وحلفائها.
ومن هنا فضل الموقف السياسي الغربي أن يتوارى خلف ستار، وينيب عنه في اليمن الأنظمة التي تخشى أن تسري عدوى الثورة إلى شعوبها. ولكن كيف توهمت الأنظمة أن سقوط علي صالح سيتبعه زلزلة تطيح بها هي الأخرى؟
ب‌- وهذا هو الأساس الثاني: الإيهام الذي أدخلوه على الأنظمة العربية التي تخشى الثورة في بلادها، وكأن مصيرها مرتبط بمصير « صالح »، فلا يبعد مصيرها عن مصيره إلا بضع خطوات، فنابت عن الغرباء في تأزيم الوضع اليمني على وهم خادع ما أبعده عن الحقيقة، وبدلا من اختيار سياسات إصلاحية حقيقية تحتوي على تعاط عاقل مع الثورات العربية وفق ميزان عادل، إذا بنا نستمر في مواقعنا الأولى، مع إدخال تعديلات شكلية في الداخل لا تكفي لتصلح ما أفسد الدهر.  » ساد في كثير من الدول العربية المتحسبة من ثورات شعوبها أن بقاء علي صالح في كل الأحوال، وعدم خلعه بيد الثوار، هو النقطة الثابتة التي لا ينبغي تجاوزها, أما تحكم الجماهير بإيقاع المشهد فهو مرفوض  » ج- وأما التغطية فهي وظيفة الأمم المتحدة، التي تبدو أكثر حياء تجاه قضايانا الثورية، ولا تريد أن تظهر منحازة ضد الشعوب وثوراتها، ومن هنا تتخذ وستتخذ مواقف ناقدة للنظام الحاكم في اليمن، ولكن دون أن تكون حاسمة إلا إذا دفعها الكبار إلى موقف محسوب تكون فيه مصلحتهم أقرب من مصلحة الشعب اليمني.
لقد ساد في كثير من الدول العربية المتحسبة من ثورات شعوبها أن بقاء علي صالح في كل الأحوال، وعدم خلعه بيد الثوار، هو النقطة الثابتة التي لا ينبغي تجاوزها ولا التنازل عنها، فليكن تغييره بالانتخاب أو تنازله لأحد أتباعه، لكن تصدير الجماهير بحيث تحدد إيقاع المشهد، وترسم بريشتها معالمه مرفوض، مع أن ربط الأنظمة مصيرها بمصير علي صالح يضر بها أكثر مما ينفع، خاصة أمام شعوبها التي تخشى انتفاضها. ويبدو الحل الصحيح –والصعب أيضًا- جليا أمام عقول العقلاء، وهو أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية، ونحس بمفصلية اللحظة، ونرى مواقفنا في ضوء النواميس الاجتماعية، ونأخذ الدروس مما سبق لنا من عقود وسنوات في كراسي الحكم، ونقرب أهل العقل المخلصين للوطن والهوية، حتى نعبر إلى أفق يحوِّل الثورات العربية إلى ربيع حقيقي تصنعه الشعوب في دول، والحكام والشعوب معا في دول أخرى. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 نوفمبر2011)

<

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.