Home – Accuei
TUNISNEWS
8 ème année,N°3058du 06.10.2008
حــــــــــــــــــــرية و إنـصـــــــــــــــاف : نــــــــــــــــداء
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:النيابة تقرر الإفراج عن شابين و البوليس السياسي يعتقل 6 شبان
حــرية و إنـصاف : استمرار المضايقات ضد أعضاء حرية و إنصاف
تأسيس لجنة لمســــــــــــــــــــــــــاندة عبد اللطيف بوحجيلة
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : جريدة الشعب لا تقول كل الحقيقة للشعب
الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس : صـــلاة الشباب أمارة الإرهاب!!
البديـل عاجل:ختم البحث في أكبر قضايا أحداث الحوض المنجمي
السبيل أونلاين نت: زوجة السجين السياسي التونسي بوراوي مخلوف على قناة الحوار
الفجرنيوز : السيد عبد الكريم الهاروني من السجن إلى النضال الحقوقي
عبدالستار الشاوش : مشروع المصالحة الوطنية
زهير مخلوف : من هو فيصل ڤربع و كيف توفي؟
الشروق : جدل إشتراكي ـ رأسمالي في المجلس الأعلى للتنمية : بوشيحة والإينوبلي وإبراهيم يتهجّمون على «الليبرالية» وثابت يقرّ بقدرتها على امتصاص أزماتها!
الشروق : في ندوة لحزب الوحدة الشعبيّة: هل من الممكن إنتاج ديمقراطيّة عربيّة إسلاميّة لائكيّة؟
زياد الهاني : (8) من 1922 إلى 2008 : المعركة من أجل حريّـة الإعلام في تونس متواصلة- مذكرة جوابية
أبوجعفرلعويني : هجمة قوية ومركزة على الشيخ الزمزمي
رويترز : « شطر محبة » أول فيلم تونسي يدعو للمساواة في الارث بين الذكر والانثى CNN : طارق ذياب يمثل أمام المحكمة وتأجيل الحكم
الصباح الأسبوعي : أصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء
الصباح الأسبوعي : فجر يوم العيد في المياه الدولية : إنقاذ 51 «حارقا» تونسيا من الموت
الصباح الأسبوعي: قربة : ضبط 5 «حرّاقة» و100 لتر من المحروقات في مستودع
الشروق : تحقيقات : في أقصى الجنوب التونسي: اكتشاف مقبرة جماعيّة تعود إلى العصر القديم
الصباح الأسبوعي: ألفا شخص شاركوا مساء السبت في تشييع جنازة القتيل بسيدي حسين : منحرف قتل قريبه بـ«شقف» في أعقاب معركة حامية الوطيس
سميرة الصدفي : تعرض بيع مصنع لتجميع الشاحنات والباصات … تونس تستعد لتجميع مليون سيارة إيرانية
وات : خلية يقظة في البنك المركزى التونسي للمحافظة على مكاسب الاقتصاد التونسي
زهير الخويلدي : المسألة الوطنية: طريق جورج عدة : من اليهودية إلى الإنسانية التقدمية
حافظ الغريبي : «القلب الميّت» : ما نفع العلم وما فائدة التكنولوجيا إن لم ننجح في توظيفهما لخدمة الشعائر الدينية؟
د. حسن الترابي : الشعائر الدينية وأثرها في الحياة العامة (6): وحدة الأمة بالحياة تعاونا وتناصرا
صلاح الجورشي : الخلاف مع الشيعة واستمرار المعارك الوهمية
طارق الكحلاوي : الحــــــــــــــــــــــــــــــــرب في الداخل توفيق المديني : الأزمة المالية العالمية بعيون أوروبية
منير شفيق : لقاء ميدفيديف – ميركل والحرب الباردة
محمد العروسي : سياسة الحوار و الاتصال المباشر اعطت نتائجها و حققت اهدافها المرجوة
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante :Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلو
|
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com تونس في 06 شوال 1429 الموافق ل 06 أكتوبر 2008
نــــــــــــــــداء
قضى عدد كبير من الشباب أحكاما مختلفة بالسجن امتدت لعدة سنوات على أساس القانون عدد 75 لسنة 2003 المعروف بقانون دعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب من أجل انتمائهم للتيار السلفي و من بينهم عدد كبير من الطلبة الذين يزاولون دراستهم الجامعية و الذين طالبوا بتمكينهم من من الالتحاق بكلياتهم أو بالمعاهد العليا التي ينتسبون إليها لكن مطالبهم باءت بالفشل. و حرية و إنصاف 1) تتساءل ما هو المبرر من منع هؤلاء الشباب من استعادة حياتهم العادية في المجتمع مع الإشارة إلى أن هذا السلوك من شأنه أن ينمّي الشعور بالنقمة لديهم و يلجؤون إلى الحلول اليائسة و تحرم البلاد من كثير من طاقاتها الشبابية خاصة و أن الشعارات المرفوعة تؤكد حاجة البلاد إلى الشباب. 2) تتوجه بنداء إلى المعنيين بالأمر من أجل إدماج الشباب الذين وقع تتبعهم من أجل الانتماء إلى التيار السلفي و يعدون بالمئات و ذلك بتمكين الطلبة منهم من مواصلة دراستهم و العمل طبقا لاختصاصاتهم بعدما صدرت ضدهم أحكام نهائية تم تنفيذها ضدهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لجميع المساجين السياسيين “
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 06 أكتوبر2008
الشباب و سياسة » الباب الدوّار » : النيابة تقرر الإفراج عن شابين متهمين بالتطرف ..و السرقة ..! ، و البوليس السياسي يعتقل 6 شبان بتهمة اعتناق الفكر السلفي..!؟
قرر وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية ببنزرت بعد ظهر اليوم 06 أكتوبر 2008 منح السراح ، في انتظار تحديد موعد الجلسة ، لكل من الشابين محمد البشير الحجري و مختار الماي المتهمين .. بسرقة مفروشات من مسجد بجهة تينجة من ولاية بنزرت .. ! ، علما أن الشابين المذكورين كانا قبل إيقافهما ، و توجيه هذه التهمة الكيدية لهما ، يتعرضان لمضايقات متواصلة ، و قد تم الإفراج عنهما لعدم توفر أي دليل على قيامهما بأي عمل مجرّم . كما عمد البوليس السياسي بمدينة بنزرت إلى اعتقال الشابين نور الحق بالشيخ (19 سنة ) و وليد بوكرعين ( 22 سنة ) عند ذهابهما حوالي الساعة الثانية بعد الزوال من يوم السبت 4 أكتوبر2008 الى منطقة الشرطة بشارع 7 نوفمبر لاستلام الهواتف الجوالة وبطاقات التعريف الوطنية التي افتكت يوم العيد .. كما تم حوالي الساعة الرابعة من بعد ظهر نفس اليوم اختطاف 4 شبان هم : – محمد امين الحنيني ( 23 سنة ، عامل فني بالمنطقة الصناعية بمنزل جميل والقاطن بحي حشاد ، اقامة اشراق ، ببنزرت ) حيث وقع اقتحام المنزل من قبل 5 أعوان بالزي المدني حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال بدون تقديم اذن من وكيل الجمهورية وتم حجزهاتفه الجوال وهاتف زوجته كما تم حجز بعض الكتب الفقهية المتداولة في الأسواق . – اسكندر البوغانمي ( 22 سنة ) ، تمت محاكمته مع المجموعة التي اختطفت في 22 أوت 2008 وقد حوكم بـ 3 أشهر مع تأجيل التنفيذ وقد اختطف للمرة الثانية في ظرف شهر من نفس المحلّ بحي الصحّة الذي يعمل فيه حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال و وقع اقتحام منزله بدون استدعاء رسمي حيث وقع حجز الحاسوب وكتاب » صحيح البخاري » وكتاب للامام مالك ثم وقع اختطاف أخيه حكيم البوغانمي ( 30 سنة ، فني في الجبس ) وقد حاصرت مجموعة كبيرة من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني المنزل قبل اقتحامه. ثم حوالي الساعة الخامسة بعد الزوال وقع اقتحام منزل ابن عمهما الشاب حسني البوغانمي ( 24 سنة فني في معمل الخياطة والقاطن بحي النخلة بنزرت ) وقاموا بتفتيش المنزل ثم وقع اختطافه. والى حد اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2008 لا زالت العائلات بدون أي خبر عن مكان وجود أبنائها ووضعياتهم الصحية. و إذ تعاين الجمعية ، تكاثر عمليات الإعتقال العشوائي و الإحتجاز التعسفي فإنها تجدد مطالبتها باحترام القانون ووقف حملة المضايقات و الإضطهاد بحق الشباب ممن لم يثبت اررتكابهم لأي أعمال مخالفة للقانون . عن الجمعيــة الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :
liberte.equite@gmail.com تونس في 06 شوال 1429 الموافق ل 06 أكتوبر 2008
استمرار المضايقات ضد أعضاء حرية و إنصاف
تتواصل المضايقات المسلطة من طرف البوليس السياسي على أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف فقد عمد اثنان من أعوان البوليس السياسي مساء يوم السبت 4 لأكتوبر 2008 إلى التفريق بين الأستاذ محمد النوري رئيس المنظمة و بين السيد حمزة حمزة أحد أعضاء المكتب التنفيذي و ذلك بمنعهما من البقاء معا في سيارة واحدة معللين ذلك بأن لهما تعليمات صادرة عن رؤسائهما تلزمهما بتنفيذها تلافيا لحرمانهما من وظيفتهما في صورة عدم الامتثال لها.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
تأسيس لجنة لمساندة عبد اللطيف بوحجيلة
تأسّست اليوم 6 اكتوبر 2008 لجنة مساندة السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ يوم 2 أكتوبر الجاري من أجل حقّه في التداوي و السفر. ويعاني بوحجيلة من العديد من الأمراض (على مستوى القلب والكلى) وهي من مخلّفات الظروف السجنية والإهمال الصحّي الذي تعرّض له خلال تسع سنوات من السجن قضّاها بتهمة انتماءه إلى جمعية غير مرخّص فيها. وبعد خروجه من السجن، في نوفمبر2007، تعرّض بوحجيلة إلى العديد من العراقيل والتلكُّئ من قبل المستشفى الذي يتابع فيه علاجه منذ كان سجينا وهو ما أدّى إلى تدهور وضعه الصحّي وأعاقه عن استئناف حياته بشكل عادي. ويهدف بوحجيلة، من إضرابه عن الطعام، إلى مطالبة السلطات تمكينه من حقّه في العلاج وتحمّلها مصاريف هذا العلاج لأنّها الطرف الأساسي المسؤول عمّا أصابه من أمراض، هذا بالإضافة إلى حقّه في الحصول على جواز سفر. وبلغ بوحجيلة رقما قياسيا في إضرابات الجوع داخل السجن، حيث تجاوز 900 يوما من الإضراب عن الطعام، خلال فترة سجنه من أجل الحقّ في ظروف سجنيّة إنسانية. وتتكوّن اللجنة، التي تبقى مفتوحة للراغبين في الانضمام إليها، من: · خليل الزاوية · راضية النصراوي · زهير مخلوف · سهام بن سدرين · الصحبي صمارة · عبد المجيد بوحجيلة · علي بن سالم
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني :
marced.nakabi@gmail.com تونس في 04/10/2008
جريدة الشعب لا تقول كل الحقيقة للشعب
تضمنت جريدة » الشعب » عدد 989 الصادرة بتاريخ 27/09/2008 مقالا ورد في الصفحة الثالثة تحت عنوان » أخبار الجامعة التونسية –مساعي الأمين العام ومجالس تأديب الأساتذة « . وان كنا نثمن كل ما ورد في المقال من أشكال وتحركات نضالية أنجزها نقابيو الاتحاد العام التونسي للشغل لمساندة رفاقهم من نقابيي التعليم العالي المحالين على مجالس التأديب , فأننا أيضا نعبر عن بعض من الاستياء لان صاحب المقال أهمل عن قصد أو عن غير قصد تحركات المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية في هذه المشكلة ذلك أن المرصد كان أول من أصدر بيانا تضامنيا مع الأساتذة نور الدين الورتتاني ورشيد الشملي ومحسن الحجلاوي بتاريخ 23/07/2008 كما شارك مناضلوه بفعالية في العريضة الوطنية التي وقع تداولها في الأوساط النقابية والحقوقية لمساندة هؤلاء الأساتذة . أما في مفتتح السنة الدراسية 2008/2009 وتحديدا بتاريخ 15/09/2008 فقد وجه المرصد نداء إلى الأمين العام لاتحاد الشغل للتدخل العاجل لدى السلط العليا في البلاد لإيقاف تنفيذ العقوبات الجائرة بحق هؤلاء النقابيين وكل هذه البيانات والنداءات موثقة وصدرت في عديد الفضاءات الالكترونية كما صدر بعضها في جريدة » الموقف » و « أخبار الجمهورية » التونسية مع العلم أننا أرسلنا نسخا من هذه البيانات والنداءات إلى جريدة » الشعب » لكن يبدو أن جهاز البيروقراطية النقابية أجهز عليها قبل أن تصل إلى قسم التحرير . على كل نريد أن نذكر جريدة « الشعب » الغراء أنها صوت لكل عمال تونس ونقابييها بمختلف ألوانهم وأصنافهم وجهاتهم وأنها حاضنة نضالا تهم وهذا الدور الخطير يفترض منها أن تلازم الشفافية والحياد والموضوعية وان تقول الحقيقة كلها لا نصفها فقط , كما نريد أن نذكرها أن العديد من مناضلينا وأصدقائنا هم قراء أوفياء لها ولهذا نطلب بكل لطف من جريدة « الشعب » أن تقول الحقيقة في المرات القادمة خاصة وان عهد حجب المعلومة وفرض اللون الواحد والرأي الواحد قد انقضى إلى الأبد وهو ما يعني أن مواصلة جريدة الشعب التعتيم على أنشطة المرصد مسيء لسمعة الجريدة ولتاريخها النضالي خاصة وان مرصدنا أصبح جزءا من المشهد النقابي التونسي ولا احد قادر على تجاوزه . ختاما نرجو أن تفتح معنا جريدة » الشعب » صفحة جديدة ونحن نعتز بالتعاون مع أي منبر إعلامي حر ومستقل خدمة لمصالح العمال والنقابيين ومن اجل تونس أفضل. عن المرصد المنسق : محمد العيادي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد النبي الصادق الأمين بون في 29. رمضان 1429/ 29. 09. 2008
في تونس: صـــلاة الشباب أمارة الإرهاب!! الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس تستنكر حملة حكّام تونس على الشباب المصلّين في المســاجد
في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب الشّعواء على الحجاب الشّرعي والمحجّبات البريئات في القطر التونسي كلّه، فتح حكّام تونس جبهة حرب ضارية أخرى موازية على الشّباب التونسيين المتديّنين من عمّار المساجد والمصلّين! وقد اطّلعت الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس على عدّة بيانات، نشرتها منظّمة » حــريّة وإنـصاف » الحقوقية التونسية، تتعلّق بهذه الحرب الضّارية المُشهَرَة على الشباب المصلّين؛ ومن هذه البيانات : – بيان يوم (12 رمضان 1429 – 12. 09. 2008) تحت عنوان » إيقافات بعد صلاة التراويح « !! جاء فيه ما يلي: » يشنّ البوليس السياسي أيّام رمضان حملة ضدّ الشباب المتديّن أمام بعض المساجد حيث يلقي عليهم القبض إثر صلاة التراويح! ويقوم بتسجيل أسمائهم! والتّعرّف على هويتهم! وهو ما أدّى لترويع المواطنين. و »حرية وإنصاف » تعتبر أنّ هذه التّصرّفات من طرف أعوان البوليس السياسي، من شأنها التّضييق على حريّة العبادة، والمسّ من حرمة المساجد، وتطالب بالكفّ عن هذه الممارسات وتمكين المواطنين من الدّخول والخروج من المساجد في حرية وأمان وطمأنينة « [1]. – كما نشرت منظمة « حرية وإنصاف » بيانا يوم (20 رمضان 1429- 20 . 09. 2008) بعنوان : لماذا تغلق المساجد؟ وهذا نصّه: » وصلتنا تشكّيات من عدد كبير من المواطنين أبدوا فيها تذمّرهم من غلق المساجد خارج أوقات الصّلاة المفروضة خاصّة وأنّ البعض منهم يريد الاقتداء بالرّسول – صلى الله عليه وسلم – وذلك بقيام الليل والتهجّد في العَشر الأواخر من شهر رمضان المعظّم.
وحرية وإنصاف 1) – تعتبر غلق المساجد تضييقا لحرية العبادة، خاصّة وأنّ الصلوات تؤدّى في كلّ وقت لمن فاته وقت صلاة الجماعة. 2) – تطالب بفتح المساجد للمصلّين في كامل الأوقات مثلما كانت عليه طيلة أربعة عشر قرنا، وعدم التّضييق على المصلّين « [2]. – كما نشر موقع (الإصلاح الالكتروني) كذلك مقالا بعنوان » في تونس .. القبض على الشّباب متلبساً بصلاة التراويح!! « . وممّا جاء فيه : » التلبّس بأداء صلاة التراويح! هي التّهمة التي يتمّ بموجبها اعتقال عدد كبير من شباب تونس هذه الأيّام، وهو ما تسبّب في حملة واسعة من الانتقادات الحقوقية للنّظام التونسي في رمضان. وشهدت العديد من المساجد التونسية تواجداً مكثَّفا للبوليس السّياسي، والذي يقوم – بحسب الموقع الرّسمي لحركة النهضة الإسلامية – بتوقيف العديد من الشباب عقب صلاة التراويح حيث يقوم بتسجيل أسمائهم والتعرّف على هويتهم! ووصف عدد من المنظّمات الحقوقية التونسية هذه التصرّفات من البوليس السّياسي بالمروّعة للمصلّين، وأكّدت أنّها تمثّل انتهاكا واضحا لحريّة العبادة وحُرمة المساجد، مطالبة بضرورة تمكين المواطنين من دخول المساجد والخروج منها في حرية وأمان وطمأنينة. ويقوم العديد من السّجون التونسية بمنع المساجين خاصّة السّياسيّين منهم من أداء صلاة التراويح، في الوقت الذي تبيح لهم فيه..الميسر، وحتى الفاحشة! كما حدث في سجن جندوبة عام 1996م، وذلك طِبقا لما ذكرته مجلّة المجتمع الكويتية!!. ورغم تأكيدات المسئولين على تمسّك تونس «بإسلامها الحنيف» وحرصها «على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء» شهد محيط مسجد (حيّ الحبيب في الضاحية الشمالية للعاصمة) العام قبل الماضي مواجهات بين قوّات الأمن، وعدد من الشّباب في أعقاب صلاة التراويح، واستدعت قوّات الأمن تعزيزات إضافية تمّ من خلالها تحويل الصّلاة إلى مناسبة لاعتقال المصلّين وضربهم! يُذكر أنّ المساجد التي ازداد انتشارها خلال السنوات القليلة الماضية، في كلّ المدن والقرى التونسية، تعرف كلّ يوم وكل ليلة حركية غير عادية خلال رمضان.. « [3]. – كما نشر » مراقب » كلمة بموقع تونس نيوز بعنوان » معركة المساجد بعد معركة الحجاب في تونس: سياسة إغلاق المساجد تنكيلا بالمصلّين » أقدمت السّلطات في تونس على إغلاق المسجد الجامع « الفلاح » الكائن بمنطقة (القَصَّاص بطريق منزل شاكر بصفاقس) في وجه المصلّين منذ عدّة أيام – بما في ذلك أيّام العيد – وذلك بعد أن عبّروا عن عدم رضاهم بالإمام المعيّن (السيد السلامي) المعروف بولائه المفرط للسّلطة المحلية، والذي لا تتوفر فيه شروط الكفاءة والعلم لأداء مهمّة الإمامة. وطالبوا باستبداله خوفا من أن يتحوّل المسجد إلى بؤرة استخباراتية لملاحقة المصلّين ونقل التقارير عنهم! خاصّة عن أبنائهم من الشّباب الذين قد يحرصون على المواظبة على الصلوات فيه بما في ذلك صلاة الصّبح، ممّا قد يجعلهم عُرضة للشكّ والرّيبة وللملاحقة كما هو الشأن لمصير عديد الشبّان في تونس، وقد تكرّرت هذه الممارسات في أكثر من مكان، حيث مَنعت السّلطات افتتاح « جامع النور » بالمنطقة البيضاء (بطريق قرمدة كلم 17) بالرغم من إتمام كلّ الأشغال والإجراءات. وقد خاب أمل المصلّين بفتح الجامع مع افتتاح شهر رمضان، وقد بقي مغلقا إلى حدّ الآن! خاصّة بعد أن رفض الأهالي هيئة الإشراف المعيَّنة من قِبل السّلط المحلية والتي يتراءسها شخص لا يؤهله تاريخه لهذه المهمّة »[4].
حرب شاملة على التديّن! هكذا يوما بعد يوما، تتوارد علينا أنباء الحرب الضّروس! التي يشنّها حكّام تونس – دون هوادة – على الإسلام وأهله وشعائره وشريعته ومساجده : – فمن حملات ضارية على لباس النّساء الشرعي، في نواحي القُطر التونسي كلّه، بملاحقة الطّالبات المحجّبات، ومطاردتهنّ وطردهنّ من المؤسّسات والمدارس والجامعات، تنفيذا للمنشور 108 وسواه من المناشير الظالمة[5]. – إلى تغليق جميع المساجد والمصلَّيات – التي كانت إبّان العهد السّابق موجودة في داخل الإدارات والمؤسّسات، وفي المحطّات والمواقف العمومية للحافلات والسّيارات، وفي المصانع والشّركات، وبالموانئ والمطارات – وذلك بموجب المنشور 29. – تغليق المسجد الجامع بالمركب الجامعي بتونس العاصمة في 21 يوليو 2002. واستمرار غلقه حتى السّاعة! مع أنّه المسجد الوحيد في الجامعة التونسية، الذي شيّد في سني السبعينات لطلاّب المركّب الجامعي[6]. – إلى علمنة التعليم، وتسارع عملية التّطبيع! حيث » اتّخذ حكّام تونس خطوات واسعة نحو علمانية شاملة في جميع الجوانب التعليمية، بدأت بتغيير مناهج التربية الإسلامية في كافّة القطاعات التعليمية، وصولاً إلى جامعة الزيتونة. وركّز التغيير بالأساس على مادّة التربية الإسلامية من عدّة جوانب، مثل: النّزعة التي تنحو منحى التّشكيك في كلّ شيء بما في ذلك المعلوم من الدّين بالضّرورة، مثل الأنبياء والعِصمة والملائكة، والقرآن والسنّة، ونحوها من المسائل الغيبية. كما تمّ استبعاد المسائل الشّرعية والفكرية الإسلامية، التي لها علاقة بالفكر السّياسي الإسلامي، مثل الحُكم والخلافة والحاكمية، وركّزت المناهج الجديدة على إظهار التاريخ الإسلامي السّياسي بمظهر الصّراع اللانهائي على السّلطة، والقتل والخداع، والمكيافيلية في سبيل ‘الكرسي » والحفاظ على العرش حتى ولو سُخر الدّين ووُظفت آلياته في سبيل ذلك « [7]. – حتى الصّلاة لم تسلم من كون ‘التحريض’ عليها جريمة تستحقّ العقاب! حيث وُجّهت تهمة ارتكاب ‘جريمة مخالفة للقانون’ لأحد الطّلاب تمثلت في تجرّؤه على المطالبة بمسجد للصّلاة داخل الكُلّية، والتّحريض على رفع الأذان فيها، وإقامة الصّلاة في ساحة الكُليّة[8]. – تدريس التوراة والإنجيل بداية من العام القادم : حيث قال (الصادق شعبان وزير التعليم العالي والبحث العلمي) – لدى افتتاحه إحدى جلسات[9] « كرسي ابن علي لحوار الحضارات » المسمّى على اسم الرئيس – إنّ المدارس والجامعات التونسية ستبدأ في تدريس التوراة والإنجيل اعتبارا من مفتتح العام الدّراسي القادم، وذلك في إطار الانفتاح على الحضارات والدّيانات الأخرى. – وكانت الجامعات التونسية بدأت منذ سنتين تدريس اللغة « العبرية »، واعتمدت كليتا (سوسة ومنوبة للآداب والعلوم الإنسانية) اللغة « العبرية » كشهادتين اختياريتين! رغم احتجاج بعض أساتذة التعليم العالي المناهضين للتّطبيع مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي. كما انتقدت نقابات التعليم الثانوي والجامعي في مناسبات متكرّرة مشروع « مدرسة الغد »، الذي بدأت الحكومة بتطبيقه، ووصفته النّقابات بأنّه مشروع معادي للهوية العربية الإسلامية لتونس، ويفتح الباب على مصراعيه أمام خصخصة التعليم والتطبيع مع إسرائيل. وتتّهم أوساط تونسية الحكومة بالانفتاح على الأديان الأخرى، في حين تضيّق على المساجد وعلى المتديّنين المسلمين[10]. – كما » تضمنّت المناهج التعليمية لطلبة المدارس الثانوية تاريخ الدّين اليهودي والدّين المسيحي »[11] . – وفي العام 2005، ومع شدّة الغليان التي أصابت العالم الإسلامي بعد نشر الصُّور المسيئة للنبي الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – كان لتونس منحى مختلف ومغاير؛ فقد أصدر مجلس التأديب بجامعة صفاقس في جنوب تونس قرارا بطرد 5 طلاب، بتهمة المشاركة في تنظيم تظاهرة طلابية أوائل فبراير الماضي احتجاجًا على الرّسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة » يولاندز بوستن » الدانماركية في سبتمبر 2005 [12]. – كما تمّ تحرير محضر بالشّرطة ضدّ الطّلاب الخمسة في 23 فبراير أحيلوا بعده إلى المحكمة الابتدائية بصفاقس[13]. – إلى نسخ سورة « الكافرون » من المقرّرات المدرسية! ومنع تدريسها لتلاميذ المرحلة الابتدائية! بدعوى القضاء على أسباب التفرقة الدّينية!! وكذلك إلغاء « البسملة » من كافّة المطبوعات والمقرّرات المدرسية الرسمية. – إلى سنّ قانون المساجد[14] الذي يجرّم فيها مباشرة أيّ نشاط من تدريس الفقه أو التوحيد أو تعليم القرآن! من غير الهيئة المكلفة، كما جعلوها بمثابة « صالونات »! لإبرام عقود الزواج، ومآتم لتلقي التّعازي[15]. وتطبيقا لهذا القانون » فإنّ جميع المساجد بتونس تخضع لنظام صارم يقضي بفتحها أمام المصلّين في أوقات الصّلاة، بعدها يتمّ إغلاق أبوابها فورا! ولا يسمح القائمون عليها لأيّ مصلٍّ بالبقاء داخل المسجد، كما يُحظر عقد أيّ تجمّع أو اجتماع داخل المسجد تحت أي مسمّى مهما كانت الأسباب؛ لأنّ ذلك يعرّض المشرفَ على المسجد لعقوبات صارمة. ويقع على مشرفي المساجد دَور هامّ في تطبيق التعليمات الواردة من وزارة الداخلية حيث يتمّ اختيار هؤلاء المشرفين بعناية كبيرة، وتتمّ مراقبتهم بطُرق عديدة للتأكّد من التزامهم بتطبيق التعليمات، والتي من بينها عدم جواز بثّ الآذان في مكبّرات الصّوت[16]. كما » تمّ إنشاء لجنة في كلّ مسجد..هي صاحبة الرّأي الفصل في قضاياه الجوهرية.. متى يفتح المسجد قبل 5 دقائق من الآذان أم 3 تكفي؟ وبعد الصّلاة، كم تسمح للمتخلّفين من دقيقة! « [17].
الحرب على المصلين من الشباب بذريعة مكافحة الإرهاب! كلّ هذا لم يكن ليشفي صدور حكّام تونس الممتلئة حقدا وضِغنا على الإسلام وأهله وشرعه وشعائره! فراحوا في ليالي شهر رمضان المعظّم – دون اعتبار منهم لحرمتها ولا لبركاتها – يحشدون أزلامهم على أبواب المساجد والجوامع لاعتراض الشّباب المُصلّين عند مغادرتها إثر انقضاء صلاة التراويح، للقبض عليهم! وإيقافهم وتسجيل أسمائهم وهوياتهم! واعتقالهم ومحاكمتهم؛ وهذه بعض الدّلائل على صحّة دعوانا : 1- اعتقلت في مدينة جندوبة (150كلم شمال غرب تونس) يوم 19. 09 . 2008 مجموعة من الشباب، تتردّد على المساجد عددهم الأوّلي سبعة، بينهم مؤذّن (جامع السّلام) أكبر المساجد بالولاية، الشاب « عبد الواحد بن محمد صالح العرقوبي » . بينما لا تزال مجموعة أخرى تُسأل دون احتفاظ في مقرّ منطقة الأمن حول الانتظام في أداء صلاة الفجر في وقتها، ولباس السراويل القصيرة[18]، وسبب إطلاق لحيّهم، والقنوات التلفزية التي يشاهدونها، وكيفية أداء صلواتهم: بقبض اليد أو إطلاقها، وإفشاء تحية السّلام في غير أوقاتها، والكتب التي يقرؤونها، وعلاقاتهم الشخصية.. [19] . 2- أطلق البارحة سراح جميع الشبّان الذين تمّ اختطافهم من قبل الشرطة السياسية منذ يوم 19 سبتمبر الجاري. وكانت الشرطة السياسية قد اعتقلت بطريقة الاختطاف مجموعة من الشباب من مدينة جندوبة..تحت تعلّة انضباطهم في أداء الصّلاة والتردّد على المسجد…وأفادتنا مصادر حقوقية في الجهة أنّ الاستجوابات تجري بصفة يومية على شباب الجهة حول حضورهم المنتظم لصلاة الفجر وحول طبيعة لباسهم وأسباب إطلاق لحيّهم وما أنواع القنوات التلفزية التي يشاهدونها وطرق آدائهم للصّلاة وما يقرؤونه من كتب ونوعية علاقاتهم الشخصيّة. وأنهى المختطَفون فترة اعتقالهم دون أن يكون لعائلاتهم علم بمكان الاحتفاظ بهم، حيث لم تمكّنهم السّلطات الأمنية بالجهة من أيّة معلومة حولهم. ولم يتسنّ لهم الاتصال بأبنائهم ولا معرفة ظروفهم[20]. 3 – » قصّة شابّ اعتُقل وأُحيل على حاكم التحقيق بتهمة الإرهاب من أجل إصراره على أداء صلاته في المسجد ». انتهى الاستنطاق وبقي الحاضرون ينتظرون في صمت إنهاء كاتب التحقيق الصيغة التي يذيّل بها المحضر وأسماء الممضين عليه، فقطع السيد القاضي الصّمت متوجّها للمتّهم: « أشكون صبْ (وشى) بيك »؟ أجاب المتّهم: إمام الخمس! وكان ذلك إثر دخولي المسجد متأخّرا للصّلاة فطالبني بالخروج لغلقه إلاّ أنّني أصررتُ على القيام بالفرض فانفعل، وحرّر في شأني تقريرا إلى معتمد المنطقة! السيد القاضي لم يقتنع بأسباب إيقاف الشابّ المحال عليه بتهم الإرهاب، فأدرك أنّ وراء كلّ ملفّ مجرّد من الأدلّة صبّة (وشاية)! واأسفاه على شباب وجد نفسه بين صبّتين أمّا قصّته مع الجلاّد اللّعين فتبكي القلب والعين »[21]. 4 – الحكم بالإدانة والسّجن من سنة إلى ثماني سنوات على تسعة عشر فردا، ومن بينهم العالم الفقيه مفسّر القرآن الشيخ « الخطيب البخاري » الضّرير، الذي حكم عليه بالسّجن لثلاثة أعوام! مع إخضاعهم جميعا لعقوبة تكميلية بالمراقبة الإدارية بعد خروجهم من السجن لمدّة خمس سنوات[22]. كما صادرت الشرطة مخطوطة تفسيره للقرآن التي تزيد عن أربعة آلاف صفحة[23]. 5 – مثل يوم الخميس 25 / 09/ 2008 أمام أنظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ب(بن عروس) كل من علاء الزيادي (طالب بكلية العلوم بتونس سنة التخرج برتبة مهندس) وغيث متهني وإلياس بوربيع (موظف بوزارة المرأة) أصيلي المدينة الجديدة ب(ولاية بن عروس) لمقاضاتهم من أجل عقد اجتماعات بدون رخصة، وقد أصدر القاضي حكمه في القضية بسجن علاء الزيادي مدّة عامين، وسجن كل من قيس وإلياس مدّة عام واحد. علما بأنّه تمّ اعتقال هؤلاء الشبّان في إطار الحملة التي يشنّها البوليس السياسي على الشباب المتديّن إثر صلاة التراويح في بعض المساجد[24].
صلاة الشباب أمارة التطرف والإرهاب!! ترى ما ذنب هؤلاء الشباب؟! ما هي جريرتهم؟! وماذا كانت جريمتهم؟! ماذا اجترحوا من سيئأت أو آثام؟! بل ماذا اقترفوا هناك داخل المساجد من خطايا أو إجرام؟! حتى يُقبض عليهم خارجها!! ماذا جنوا حتى يكونوا عُرضة للتوقيف والترويع والترهيب؟! هل اعتدوا على الأشخاص أو الممتلكات، أم ارتكبوا جُنَحا أو جنايات؟! هل روّجوا مخدّرات أم وزّعوا على النّاس منشورات؟! هل استحوذوا على ما بالمسجد من معدّات وتجهيزات؟! أم عقدوا سرّا اجتماعات؟! هل عكّروا بارتيادهم المساجد صفو النظام العام، أم هم بأدائهم فريضة الصلاة قد أخلّوا بالأمن العام؟! لا شيء من ذلك فعلوا! وما كان لهؤلاء الشباب الأطهار من ذنب إلاّ أنّهم عرفوا ربّهم فرجعوا إليه، وأمّوا بيوته لعبادته والتقرّب إليه بأداء واجب الصّلاة، والتعرّض لما في رمضان من نفحات[25]. إنّها الصّلاة!! لقد ضُبطوا – وهم بعدُ شباب – متلبّسين بأداء الصّلاة في المسجد! وذاك أمر منكَر!! عند حكّام السابع من نوفمبر؛ فقد أصبحت صلاة الشّباب في حكمهم أمارةَ إرهاب!! ذلك أنّ مجرّد أداء الشابّ في تونس للصّلاة، يجعله في حكم عهد السابع من نوفمبر مظنّة للارتياب! فإذا تبيّن لأعوانهم أنّه محافظ على أدائها – وخصوصا صلاة الفجر – بالمسجد في أوقاتها، أوقعه ذلك عُرضة للاستجواب والاتهام بالتطرّف والإرهاب! ومصيره امّا الطّرد من الدّراسة أو الوظيفة أو الاعتقال والمحاكمة! ولسنا نقول هذا الكلام جزافا! فهذه الدلائل: – ألم يطردوا قبل فترة شابّا بتهمة التلبّس بأداء الصّلاة فقد » تعرّض التلميذ (عبد العزيز الجلالي) المرسّم بالسّنة الرّابعة تقنية (باكالوريا) بمعهد سيدي بوزيد للرّفت نهائيا من المعهد المذكور بتهمة ضبطه متلبّسا بصلاة العصر داخل حرم المعهد، وقد وقع اعتقاله منذ ثلاثة أيّام بولاية نابل بعد أن رُسّم بأحد معاهدها من قِبل أعوان بالزيّ المدني، وتمّ اقتياده إلى جهة مجهولة! علما بأنّ التلميذ عبد العزيز الجلالي » البالغ من العمر سبعة عشر سنة، حسن الخلق ومتميز في دراسته[26]. – ألم يستنكر عضو في مجلس النّواب التونسي ظاهرة الإقبال على المساجد حيث » طالب النّائب (عبد اللطيف المكي) بالتصدّي « للإقبال الغريب على المساجد « [27].
الحملة مخالفة لقانون المساجد تأتي هذه الحملة الفاجرة من حكّام السابع من نوفمبر على الشّباب التّونسيين المهتدين – عمّارِ بيوت الله – في مخالفة صريحة من هؤلاء الحكّام لقانون المساجد[28] الذي وضعوه بأيديهم، والذي نصّ على ما يلي: – الفصل 3 – يكون التّعبّد في المساجد حرّا للأفراد والجماعة. – الفصل 4 – تتولّى الدّولة ضمان حرمة المساجد واحترامها[29]. فهل يتّفق تعرّض أعوان الدّولة للشّباب المصلّين بالإيقاف والاعتقال، والإحالة على المحاكم والحكم عليهم السجن- كما بيّناه آنفا – مع ما نصّ عليه الفصل الثالث من القانون، من حرية الأفراد والجماعة في العبادة؟! وأين ما تعهّدت به الدّولة التونسية في الفصل الرابع من ضمانها لحرمة المساجد واحترامها! مع ترويع أعوانها للشّباب المصلّين الأبرياء، وإرهابهم بهذه الطريقة الرّعيبة! وبتلك المعاملة الرهيبة!
الحملة مناقضة لمبادئ الدّستور إنّ شنّ هذه الحملات على روّاد المساجد من الشّباب، كما يتعارض مع قانون المساجد، فهو يتناقض أصلا مع الدّستور التونسي الذي يزعمون احترامه والتقيد بأحكامه، حيث يقول : الفصل خامس » تضمن الجمهورية التونسية الحريّات الأساسية وحقوق الانسان في كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها . تقوم الجمهورية التونسية على مبادئ دولة القانون والتعددية وتعمل من اجل كرامة الانسان وتنمية شخصيته . تعمل الدّولة والمجتمع على ترسيخ قيم التضامن والتآزر والتسامح بين الأفراد والفئات والأجيال الجمهورية التونسية تضمن حرمة الفرد وحرية المعتقد وتحمي حرية القيام بالشعائر الدينية ما لم تخلّ بالأمن العام[30]. فأين هي يا ترى حماية الدّولة لحرية القيام بالشّعائر الدّينية؟! مع هذه الغارات الشاملة على المصلّين من الشباب المتديّنين بمختلف المساجد والجوامع؟! ألا ترى أخي القارئ أنّ الدّولة التونسية بهذه الحملات البوليسية الشّعواء المخالفة للفصول القانونية والمناقضة للنّصوص الدستورية، هي التي أخلت بواجب تطبيق القانون وداست على أحكام الدستور؟!
حرية ممارسة الشعائر لغير المسلمين! ومع كلّ هذا، فقد سبق لمصدر تونسي مسؤول في مكتب الاتّصال أن أكّد » أنّ حرية ممارسة الشّعائر الدّينية في تونس مضمونة للجميع، ولا يمكن أن تخضع في أيّ حال من الأحوال إلى أيّة قيود »[31]. ولكن بالتأمّل في واقع الشّعائر الدّينية في تونس، نقول إنّ حرية ممارسة الشّعائر في تونس مضمونة! ولكن لغير أهالي تونس المسلمين!! وإنّما يصحّ كلام هذا المسئول في حقّ الطوائف غير المسلمة من (يهود ونصارى وبهائيين وشهود يهوه ومرتدّين والرّوتاري ونوادي الليونز وعَبَدَة الشيطان..الخ) في تونس، وهذا ما شهد به تقرير الخارجية الأمريكية إذ جاء فيه: » تعترف الحكومة بجميع المنظّمات الدّينية المسيحية واليهودية التي تمّ تأسيسها قبل الاستقلال عام 1956. ورغم أنّ الحكومة سمحت لبعض المذاهب المسيحيّة الأخرى بالقيام بأنشطتها إلاّ أنها لا تعترف رسمياً إلا بالكنيسة الكاثوليكية الرومية « ..وقد اعتبرت الحكومة العقيدة البهائية طائفة مبتدعة منشقّة عن الإسلام، وسمحت لمعتنقيها بممارسة شعائرهم الدّينية بشكل خاصّ فقط »[32]. » وسمحت الحكومة للمسيحيّين واليهود..بممارسة شعائرهم حسبما يريدون، كما سمحت للطوائف اليهودية بإدارة مدارس دينيّة خاصّة..وذكر زعماء الطائفة اليهودية بأنّ الحكومة قامت بالفعل بتوفير الحماية للكُنُسِ اليهودية، ولاسيما خلال الأعياد اليهودية، وسمحت للطائفة اليهودية بممارسة العبادة بحرّية، ودفعت رواتب الحاخامات الكبار. ودعّمت الحكومة كذلك بشكل جزئي تكاليف ترميم وصيانة بعض الكُنُس. وعقدت اللجنة الإقليمية للطائفة اليهودية اجتماعات أسبوعية ومارست نشاطاتها الدّينية وأعمالها الخيرية، على الرغم من أنّ الحكومة لم تمنحها تسجيلاً دائماً. كما سمحت للأطفال اليهود في جزيرة جربة بتقسيم يومهم الدّراسي بين المدارس العامّة العلمانية والمدارس الخاصّة الدينية « [33].
أما أهالي تونس المسلمون فلا بواكي لهم! أمّا عن ممارسة المسلمين لشعائرهم الدّينية في تونس فلا حرية! وهذا ما شهد به كذلك تقرير الخارجية الأمريكية إذ جاء فيه صراحة » لم تسمح الحكومة بإنشاء أحزاب سياسية تقوم على أساس الدّين، واستخدمت هذا الحظر كي تواصل رفض تسجيل حزب حركة النهضة الإسلامي، ومحاكمة المشتبه في انتسابهم لحركة النهضة بتهمة « العضوية في منظمة غير شرعية ». وواصلت الحكومة فرض رقابة صارمة على الإسلاميين، وراقبت الأنشطة في المساجد. ينصّ القانون على أن الأشخاص المعَيّنين من قبل الحكومة هم فقط الذين يحقّ لهم توجيه الأنشطة في المساجد، وقامت الحكومة بدفع رواتب الأئمة. واشترطت الحكومة أن تظلّ المساجد مغلقة إلا في أوقات الصلاة وغيرها من المناسبات الدّينية الأخرى المرخّص بها كالزواج والجنائز. وذكر محامون في مجال حقوق الإنسان أنّ الحكومة واصلت استجواب الأشخاص الذين يصلّون في المساجد بشكل متكرّر. وأمرت الحكومة أئمّة المساجد بتبنّي البرامج الاجتماعية والاقتصادية الحكومية، والترويج لها خلال أوقات الصّلاة في المساجد. كما سعت الحكومة إلى قمع مظاهر خارجية معيّنة تنمّ عن ممارسة المواطنين لشعائرهم الدينية « [34]. وفي الوقت الذي يضمن فيه حكّام تونس لكل الطوائف والملل غير المسلمة حرية العبادة، نراهم ينتهكون على المسلمين حرمة العبادة؛ فيؤمّمون المساجد ويغلّقونها، ويمنعون الدّروس، ويجعلون من التعليم الدّيني في المساجد جريمة يعاقب عليها القانون؛ إذ نصّ الفصل 10 من قانون المساجد على ما يلي: » يعاقب بالسّجن مدّة ستّة أشهر وبخطيّة قدرها خمسمائة دينار أو بأحدى العقوبتين فقط: كلّ من يقوم بنشاط في المساجد دون الحصول على التّرخيص المنصوص عليه بالفصل 5 من هذا القانون… »[35]. كما جاء في تبريرالحكومة سنّها لقانون 3 مايو أيّار 1988 المعروف بقانون المساجد قولها » والغرض من هذا القانون هو تفادي تحويل المساجد إلى أماكن للصّراع الدّيني والحزبي من قِبل العناصر المتطرّفة التي تستغلّ الأماكن المقدّسة لتجنيد النّاس لقضيّتها، ولكسب مؤيّدين، والحضّ على الكفاح المسلّح لقلب النّظام الإجتماعي القائم وإنشاء نظام دينيّ محلّه « [36]. فأين هذا ممّا زعمه المسئول الحكومي الرّسمي من حرية ممارسة المسلمين لشعائرهم، وعدم خضوعها لأيّة قيود؟! وماذا يسمّي تلك الحملات الترهيبية، والاعتقالات العشوائية التي يشنّها أعوان الدّولة على الشّباب المهتدين في القطر التونسي كله؟! وماذا يسمّي تلك الأحكام القاسية التي يسلّطها أولئك القضاة الجوَرَة على الشباب الأبرياء – ظلما وعدوانا – تحت شعار مكافحة الإرهاب!!
البطاقة المغناطيسة أهون من الغارات البوليسية! لقد سبق لوسائط الإعلام العربية والإسلامية أن تناقلت خبرا أذاعته بعض وكالات الأنباء الأجنبية، مفاده أنّ الحكومة التونسية تعتزم إصدار (بطاقات مغناطيسية) خاصّة بالمصلّين [37]. ولكنّ المسئول التونسيّ في مكتب الاتّصال ردّ هذا الخبر قائلا » إنّ ما نشر بأنّ تونس أقرّت نظاما للمصلّين المسلمين يقضي بتخصيص بطاقة مغناطيسية لكلّ مصلّ، غير صحيح، ومحض خيال، ومحاولة يائسة لتشويه صورة تونس، وتضمّن جملة من المواقف والافتراءات المتحاملة على تونس استنادا إلى روايات أقلّ ما يقال عنها أنّها أبعد ما يكون عن واقع الإسلام في تونس وما تحظى به شعائره من رعاية فائقة منذ تغيير 7 نوفمبر « [38]. فإذا كانت أخبار « البطاقات المغناطيسية » إشاعات غير صحيحة – كما قال هذا المسئول – وافتراءات من محض الخيال، يراد بها التّحامل على تونس وتشويه صورتها وما تحظى به شعائر الإسلام فيها من عناية فائقة منذ تغيير 7 نوفمبر؛ فهل شنّ حكّام تونس لتلك الغارات البوليسية الإرهابية على بيوت الله الآمنة في ليالي رمضان المعظّم، واستهدافهم للشّباب المصلّين الأبرياء بالاعتقالات العشوائية والمحاكمات الصُّورية الجائرة، هو مما يبيّض صورة تونس؟! وهل يتّفق هذا الصّنيع الشّنيع! وذاك المنكر الفظيع مع الإدّعاء بحرية ممارسة الشّعائر الدّينية في تونس، وكونها مضمونة للجميع، ولا يمكن أن تخضع في أيّ حال من الأحوال إلى أيّة قيود »[39]. فماذا يسمّي هذا المسئول وحكومته تغليق المساجد في القطر التونسي كلّه، فلا تفتح إلاّ لدقائق معدودات إبّان أوقات الصّلاة! ثمّ هي موصدة الأبواب على مدار الليل والنهار! وما معنى تحريم التعليم فيها والتعلّم، وتحجير التعبّد فيها والتطوّع، ومنع المصلين في ليالي رمضان من الاعتكاف بها والتهجّد؟! أليست هذه كلها قيودا بل سدودا تتناقض أصلا مع حرية العبادة المكفولة بالدّستور، كما أنها تدحض كذلك ادّعاءات حكّام تونس بضمانهم حرية ممارسة الشعائر الدّينية؟! ألا تكون البطاقات المغناطيسية أهون على النفوس وأخفّ وطأة على القلوب من هذه الغارات البوليسية!؟ ومع كلّ هذه القيود، بل السّدود المضروبة على بيوت الله وعُمّارها، تأتي مثل هذه الحملات البوليسية الشعواء على الشّباب الأبرياء – بذريعة مكافحة الإرهاب – لتقيم الدليل على مدى عداوة حكّام تونس للإسلام وأهله، ومدى الظلم الذي يسلطونه على شرعه وشعائره! حيث استحالت في تونس صلاة الشباب في المساجد أمارة الإرهاب!! فهل هناك يا ترى ظلم أفظع من هذا الظلم؟! اللهمّ لا! وصدق الله العظيم إذ يقول: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ) [البقرة : 114] .
إنّ الهيئة العالمية لنصرة الإسلام من جهتها – تستنكرهذه الحملات الحكومية الجائرة على المساجد، وعلى عمّارها من الشباب المهتدين. – تعتبر الهيئة تعرّض أعوان السّلطة – على اختلاف مراتبهم – للشّباب المصلّين سواء بالاستجواب أو المساءلة أو الاعتقال أو المحاكمة، اعتداء على حريّة العبادة، وصدّا للمسلمين عن أداء شعيرة الصّلاة التي هي « أحبّ الأعمال إلى الله »[40]، وهو يدخل تحت الوعيد الإلهي الوارد في قوله تعالى ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى) [العلق : 9 – 10] . – تحذّر الهيئة أعوان السلطة من شرطة وقضاة وغيرهم من مغبّة هذه الحملات الظالمة على بيوت الله وعُمّارها، وتذكّرهم بموقفهم غدا بين يدي الله (يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ) [الدخان : 41] . – تطالب الهيئة حكّام تونس بإلغاء كلّ من قانون المساجد والمنشور 29 ، لما يمثله كلّ منهما من تعدّ على مبادئ الدستور التونسي، وحجر على حرية العبادة، وصدّ عن سبيل الله، ومخالفة صريحة لكتاب الله، حيث قال تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) [الجن : 18] . والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل, والسلام عليكم ورحمة الله.
عن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي Mohamed-zemzemi@hotmail.de [1] – بيان لجنة حــرية وإنـصاف. بتاريخ 12 رمضان1429 – 12/09/2008. موقع تونس نيوز 20. 09. 2008. [2] – بيان لجنة حــرية وإنـصاف. بتاريخ 20 رمضان1429 – 20/09/2008. موقع تونس نيوز 20. 09. 2008. [3] – موقع الإصلاح الالكتروني بتاريخ 16. 9. 2008. [4] – موقع تونس نيوز بتاريخ 03. 10 . 2008. [5] – راجع مئات البيانات الصادرة عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس. [6] – شبكة مساجدنا الدعوية مقال بعنوان تونس إغلاق مسجد المركب الجامعي في تونس26. 09. 2007. [7] – مقال بموقع بمنتدى آراب فور سيرف. نشر بتاريخ 11 – 06 – – 2006. [8] – مقال بموقع منتدى آراب فور سيرف. نشر بتاريخ 11 – 06 – – 2006. [9] – وذلك بتاريخ يوم 8 مايو/ 2004. [10] – منتدى الحوار الإسلامي. مقال نشر في 16. 06. 2004 بعنوان » تونس تدريس التوراة والأنجيل بداية من العام القادم 2005. موقع شبكة أسطام. [11] – راجع تقرير ممارسات حقوق الإنسان في تونس 2007، الصّادر عن عن مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمالة وزارة الخارجية الأمريكية الصادر في 11 مارس 2008 . ترجمة المنظمة العربية لمناهضة التمييز. [12] – موقع منتدى آراب فور سيرف. نشر بتاريخ 11 – 06 – – 2006. [13] – موقع منتدى آراب فور سيرف. نشر بتاريخ 11 – 06 – – 2006. [14] – قانون المساجد عدد 34 لسنة 1988 / 3 ماي 1988. الرائد الرسمي للجمهوريّة التونسيّة بتاريخ 6 . 5 . 1988. [15] – حيث نصّ الفصل 5 منه على أنه « لا يجوز مباشرة أيّ نشاط في المساجد من غير الهيئة المكلّفة بتسييرها سواء كان بالخطبة أو بالاجتماع أو بالكتابة إلاّ بعد ترخيص من الوزير الأول غير أنه يمكن للعائلات إبرام عقود الزواج وتقبل التّعازي بها ». [16] – نقلا عن مراسل إسلام أون لاين.نت [17] – حصاد الأسبوع بتاريخ 09. 04. 2008 لعبد الله الزواري. [18] – المراد بالسراويل القصيرة ما يكون فوق الكعبين. [19]- بلاغ اعلامي بشأن أخبار حملة اعتقالات الشباب في جندوبة محرّر من الأستاذ رابح الخرايفي المحامي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي جندوبة، بتاريخ يوم الأربعاء ،24-09-2008. [20] – موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ26 سبتمبر 2008. [21] – نشرة الأستاذ العيادي: ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء (الحوار. نت ) 13. 08. 2008. [22] – الحكم الصادر في القضية عدد 14985 يوم 11 . 04. 2008 عن الدائرة الجنائية 1 بالمحكمة الابتدائية بتونس. [23] – بيان حرية وإنصاف بتاريخ 12. 04. 2008. [24] – بيان لجنة حرية وإنصاف بتاريخ 26 رمضان 1429 / 26 سبتمبر 2008. موقع تونس نيوز 26. 09. 2008. [25] – فعن محمد بن مسلمة الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا له، لعله أن يصيبكم نفحة منها، فلا تشقون بعدها أبدا » رواه الطبراني في المعجم الكبير. [26] – أخبار الحريات في تونس بتاريخ 05/05/2008 – 29 ربيع الثاني 1429 [27] – عبد اللطيف المكي عضو مجلس النواب ورئيس لجنة الحصانة النيابية بمكتب المجلس. [28] – الرائد الرسمي للجمهوريّة التونسيّة بتاريخ 6 . 5 . 1988. [29] – الرائد الرسمي للجمهوريّة التونسيّة بتاريخ 6 . 5 . 1988. [30] – الدستور التونسي نسخة 2002. ط مجلس النواب. [31] – مقال بعنوان » بطاقة مغناطيسية لترشيد ارتياد المساجد » نشر بموقع ايلاف بتاريخ 17 مايو / أيّار 2006. [32] – تقرير ممارسة حقوق الإنسان في تونس 2007. ص 56 . صادر عن (مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمالة) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. [33] – تقرير ممارسة حقوق الإنسان في تونس 2007. ص 63 . صادر عن (مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمالة) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. [34] – تقرير ممارسة حقوق الإنسان في تونس 2007. ص 58 . صادر عن (مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمالة) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. [35] – قانون المساجد عدد 34 لسنة 1988 / 3 ماي 1988. الرائد الرسمي للجمهوريّة التونسيّة بتاريخ 6 . 5 . 1988. [36] – تقرير الحكومة التونسيّة المتعلّق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة بتاريخ 23 أيّار1993 ص 59. [37] – مقال بعنوان » بطاقة مغناطيسية لترشيد ارتياد المساجد » نشر بموقع ايلاف بتاريخ 17 مايو (ايار) 2006. [38] – مقال بعنوان » في تونس القبض على الشباب متلبساً بصلاة التراويح » موقع الإصلاح الالكتروني يوم 16. 09. 2008 . [39] – مقال بعنوان » بطاقة مغناطيسية لترشيد ارتياد المساجد » نشر بموقع ايلاف بتاريخ 17 مايو / أيّار 2006. [40] – فقد سئل رسول الله صلى اله عليه وسلم عن أحبّ الأعمال إلى الله؟ فقال » الصلاة على وقتها » رواه البخاري.
ختم البحث في أكبر قضايا أحداث الحوض المنجمي
ختم المختار سعود قاضي التحقيق الأوّل لدى المحكمة الابتدائيّة بقفصة يوم 13 سبتمبر 2008، البحث في القضية التحقيقيّة عدد 15537 التي أحيل بموجبها العديد من مؤطري وناشطي الحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي على القضاء. وقد أحيل قرار ختم البحث على دائرة الاتهام التي عقدت جلسة للغرض يوم الأربعاء 24 سبتمبر 2008 صادقت إثرها على ذلك القرار. وقد قرّر قاضي التحقيق إحالة 38 « متـّهما » من أجل « الانخراط في عصابة والمشاركة في وفاق وقع بقصد تحضير وارتكاب اعتداء على الأشخاص والأملاك وتوزيع وبيع وعرض ومسك بنيّة الترويج لنشرات من شأنها تعكير صفو النظام العامّ لغرض دعائي والمشاركة في عصيان صادر عن أكثر من عشرة أفراد وقع بالسلاح وتمّ أثناءه الاعتداء على موظف أثناء مباشرته لوظيفه وتعطيل الجولان بالسبل العموميّة والمشاركة في عصيان دُعِيَ له بخطب ألقيت بمحلات عموميّة واجتماعات عامّة وبمعلقات وإعلانات ومطبوعات والإضرار عمدا بملك الغير وصنع وحيازة آلات ومواعين محرقة دون رخصة ورمي مواد صلبة على أملاك الغير وإحداث الهرج والتشويش بمكان عام وجمع تبرعات بدون رخصة وإعداد محلّ لاجتماع أعضاء عصابة مفسدين وإعانتهم بالمال » وقد تعلقت هذه التهم بكلّ من: 1- فيصل بن عمر في حالة إيقاف 2- حفناوي بن عثمان في حالة إيقاف 3- علي الجديدي في حالة سراح 4- ثامر المغزاوي في حالة إيقاف 5- رضا عز الديني في حالة إيقاف 6- عصام فجراوي في حالة إيقاف 7- معاذ أحمدي في حالة إيقاف 8- عبد السلام الهلالي في حالة إيقاف 9- محمود الردادي في حالة إيقاف 10- الهادي بوصلاحي في حالة إيقاف 11- عبد اللـّه فجراوي في حالة إيقاف 12- محمد البلدي في حالة إيقاف 13- طارق حليمي في حالة إيقاف 14- البشير عبيدي في حالة إيقاف 15- عماد جيّار في حالة إيقاف 16- إسماعيل الجوهري في حالة سراح 17- الأزهر بن عبد الملك في حالة سراح 18- مظفـّر العبيدي في حالة إيقاف 19- هارون حليمي في حالة إيقاف 20- الطيب بن عثمان في حالة إيقاف 21- بوبكر بن بوبكر في حالة إيقاف 22- رضوان بوزيان في حالة إيقاف 23- مكرم ماجدي في حالة إيقاف 24- عدنان حاجي في حالة إيقاف 25- سامي بن أحمد في حالة إيقاف 26- عثمان بن عثمان في حالة إيقاف 27- غانم شريطي في حالة إيقاف 28- محمود هلالي في حالة إيقاف 29- بوجمعة شريطي في حالة سراح 30- عبيد خلائفي في حالة إيقاف 31- حبيب خذير في حالة سراح 32- رشيد عبداوي في حالة فرار 33- حسن بن عبد اللـّه في حالة فرار 34- محسن عميدي في حالة إيقاف 35- ماهر فجراوي في حالة فرار 36- رضا عميدي في حالة فرار 37- الفاهم بوكدّوس (مراسل قناة « الحوار التونسي ») 38- محي الدين شربيب (رئيس « فدرالية التونسيين مواطني الضفتين » FTCR بفرنسا) وبعد حفظ جملة من التهم من المنتظر أن يحال مراسل قناة الحوار التونسي الفاهم بوكدّوس والمناضل الجمعيّاتي في المهجر محي الدين شربيب من أجل الانخراط في عصابة والمشاركة في وفاق وقع بقصد تحضير وارتكاب اعتداء على الأشخاص والأملاك وتوزيع وبيع وعرض ومسك بنيّة الترويج لنشرات من شأنها تعكير صفو النظام العام لغرض دعائي. وقد حفظت جميع التهم في حق 21 محالا وهم: 1- أيمن بويجي 2- الصغير بلخيري 3- عدنان المغزاوي 4- غلاب كرامتي 5- السبتي بلخيري 6- الحبيب طبابي 7- كمال علبوشي 8- إدريس بوهالي 9- منصور سويلمي 10- حسن محجوبي 11- فريد حنديري 12- محمد بن أحمد العين 13- محمد بوصلاحي 14- محمد بن سليمان 15- فتحي فجراوي 16- إبراهيم الدبيسي 17- منصورالسويلمي 18- الخميسي طبابي 19- بلال شريطي 20- العيد بن علي 21- حكيم سويدي وتجدر الإشارة إلى أن قرار ختم البحث لم يتعرّض لبعض الأسماء التي وقع حشرها في محاضر بحث البداية ويتعلق الأمر بمناضل حزب العمال الشيوعي التونسي عمّار عمروسيّة، والقيادي باتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بلقاسم بن عبد اللـّه، وبمجموعة من عمال الرديف بالهجرة (نانت – فرنسا) ممّا يجعلهم مبدئيّا في حلّ من كلّ تتبّع. وبطبيعة الحال فإنّ توجيه التهم المذكورة لمؤطري وناشطي الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي من قبل حاكم التحقيق ثم تأكيدها من قبل دائرة الاتهام يبيّن إصرار نظام بن علي على معالجة المشاكل الاجتماعيّة للبلاد وفي مقدمتها مشاكل البطالة والفقر وغلاء المعيشة بالأساليب القمعية البوليسيّة. كما يبيّن مدى تبعيّة الجهاز القضائي الذي كان ولا يزال مجرّد « جهاز مساعد » للبوليس السياسي (auxiliaire de police). فحاكم التحقيق اكتفى بإلباس التهم الموجهة من السلطة التنفيذية لباسا قانونيا غير عابئ بطابعها الملفق وبعدم استنادها إلى وقائع ملموسة وبما تعرّض له الموقوفون من تعذيب شنيع. أمّا دائرة الاتهام التي تنظر في مدى « احترام حاكم التحقيق للقانون في تكييف الوقائع » فإنها اكتفت بوضع خاتمها على قرار ختم البحث، أي أنّ البوليس السياسي ومن ورائه السلطة التنفيذية هو الذي حدّد في نهاية الأمر مآل القضيّة. وهو ما يؤكد مرّة أخرى أنّ القضاء في تونس وتحديدا في ظل الدكتاتوريّة هو قضاء قائم على الاعترافات المنتزعة عامّة تحت التعذيب وليس قضاء مستقلا قائما على البحث والتدقيق في الوقائع. ولا يمكن للمرء أن يتصوّر، في ظلّ تبعيّة القضاء تبعيّة مطلقة للسلطة التنفيذيّة، أن تكون المحاكمة عادلة وتحترم فيها حقوق الدفاع، بل لن تكون سوى محاكمة صوريّة يتولـّى فيها القضاة إعطاء صبغة قانونيّة لأحكام جاهزة مسبقا كما هو الحال في كلّ القضايا السياسيّة. لذلك فإنّ المطروح هو التجنـّد في الداخل والخارج لفضح هذه المحاكمة المهزلة والمطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين دون قيد أو شرط وفتح تحقيق مستقلّ حول كافة الجرائم المرتكبة في حق أهالي الحوض المنجمي وبالخصوص حول إطلاق النار يوم 6 جوان على المواطنين العزّل ومقتل كلّ من حفناوي المغزاوي وعبد الخالق عمايدي بالإضافة إلى مقتل الشاب هشام بن جدّو بصعقة كهربائيّة متعمّدة بحضور مسؤولين جهويّين وأمنيّين كبار. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 أكتوبر 2008)
زوجة السجين السياسي التونسي بوراوي مخلوف على قناة الحوار
السبيل أونلاين نت – حلقة جديدة من برنامج بلا تاشيرة على قناة الحوار مع،السيدة سهيلة مخلوف زوجة السجين السياسي التونسي بوراوي مخلوف،تأتيكم في الاوقات التالية:يوم الاثنين الساعة الساعة السابعة والنصف مساء بتوقيت غرينيتش،تعاديوم الثلاثاء الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينيتش والساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتشويوم الاربعاء الساعة… السبيل أونلاين – تلفزيون حلقة جديدة من برنامج بلا تاشيرة على قناة الحوار مع السيدة سهيلة مخلوف زوجة السجين السياسي التونسي بوراوي مخلوف تأتيكم في الاوقات التالية: يوم الاثنين الساعة الساعة السابعة والنصف مساء بتوقيت غرينيتش تعاد يوم الثلاثاء الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينيتش والساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتش ويوم الاربعاء الساعة الواحدة صباحا بتوقيت غرينيتش والساعة التاسعة والنصف صباحا والساعة الثانية والنصف ظهرا يمكن مشاهدة قناة الحوار على الأقمار والترددات التالية: نورسات (أتلانتيك بيرد 4)، وهو بنفس إحداثيات النايلسات، على التردد 10911 عمودي؛ عربسات (بدر 4) على التردد 12073 أفقي؛ هوتبيرد، التردد 10949 عمودي، بالإضافة إلى موقع القناة على الإنترنيت:
www.alhiwar.tv
(المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 6 أكتوبر 2008)
السيد عبد الكريم الهاروني من السجن إلى النضال الحقوقي الفجرنيوز تحاور المناضل الحقوقي والسجين السياسي السابق عبد الكريم الهاروني
حاوره : الحبيب لعماري عبد الكريم الهاروني هو أحد كبار النقابيين الطلابيين الذين شهدت لهم الجامعة التونسية والإعلام الرسمي نفسه بالاعتدال والكياسة وعرفه الطلبة خلال عقد الثمانينات خطيبا مفوها ومثقفا محنكا ونقابيا بارعا لا يؤمن بغير التفاوض والعمل السلمي سبيلا للدفاع عن حقوق الطلاب وحرياتهم. لقد كان نقده للنظام الحاكم يتسم باللهجة التونسية البسيطة والنكتة الساخرة أسلوبا ديمقراطيا وحضاريا يحرك المشاعر ويوقظ الضمائر ويرسم الابتسامة على شفاه الغاضبين. باختصار، كان عبد الكريم الهاروني وسيبقى اسما شامخا وعلما لا يمحى من ذاكرة آلاف التونسيين الذين ارتادوا الجامعة التونسية خلال عقد كامل من الزمن.وبعد معاناة السجن وماذاق فيه من ويلات وحصار في سجن انفرادي دام سنين عديدة خرج من سجن ضيق الجدران الى سجن اوسع يحاصره فيه العسس من كل جانب لانه باختصار دخل السجن كبيرا رمزا وقيمة وخرج اكبر من ذلك قيمة ورمزا رجل بالف والف بأف ….مقرا العزم على مواصلة النضال الحقوقي كي تكون تونس حرة ابية معتزة بابنائها قائمة بهم الفجرنيوز:عيد مبروك وكل عام وانتم وكافة الأهل والأحباب بخير عبد الكريم الهاروني: كل عام و موقع الفجر نيوز بخير حرا و مناضلا كما عهد ناه . عيد مبارك على الجميع في تونس و في بلاد العرب و المسلمين و في غزة المحاصرة وفي العراق المحتل والله نسال أن يعيده علينا في تونس بسراح كل المساجين السياسيين وعودة المغتربين وحق المواطنة للمسرحين واسترداد الحقوق المدنية و السياسية لكل التونسيات و التونسيين. الفجرنيوز:في يوم العيد وأنت تحت الحصار وشبه الإقامة الجبرية كيف تصف لنا الحال باختصار؟ عبد الكريم الهاروني: باختصار انتقلت من السجن المضيق إلى الإقامة الجبرية وكلاهما محاولة لكسر إرادتي وعزلي عن الناس و منعي من مواصلة النضال من اجل أن أعيش حرا في شعب حر في دولة حرة في امة حرة في عالم حر. فمنزل عائلتي محاصر ليلا نهارا من قبل أعوان البوليس السياسي في سيارتين ودراجة نارية الأمر الذي استفز أفراد أسرتي و أزعج الجيران و شغل النّاس كما أن البوليس يلاحقني أينما توجهت و لو إلى المسجد للصلاة وحتى إلى المقبرة لزيارة والدتي رحمها الله و يمنع بعض الزّائرين من دخول بيتنا كما حدث يوم 20 سبتمبر مع الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف و الأخوين حمزة حمزة و محمّد القلوي عضوي المكتب التنفيذي و يوم 28 سبتمبر تدخل عدد كبير من البوليس السياسي حوالي الساعة الحادية عشر ليلا لمنع الأخ حمزة حمزة من الجلوس معي في المقهى وإرغامنا على الخروج والتفرق مع منعي المتواصل من دخول مقر المنظمة الكائن في 33 المختار عطية تونس وحتى في يوم عيد الفطر استمر هذا الحصار و توسع ليشمل بيت الأستاذ محمد النوري وبيت السيد حمزة حمزة ومقر المنظمة لمنع أي لقاء بين أعضاء المكتب التنفيذي ولو للمعايدة و حرمانهم من استقبال أصدقائهم وترهيب أقربائهم فلا يعودوا لزيارتهم فضلا عن استضافتهم في بيوتهم. و في هذا اليوم يستمر التركيز في الحصار علي و على منزل عائلتي بسيارتين و دراجة نارية. و من مظاهر هذا الحصار أيضا انقطاع الهاتف القار في بيتنا منذ أكثر من شهر والمماطلة في إرجاع الخط و مراقبة المكالمات الهاتفيّة مع تعطيل الانترنت لمنع المراسلة في الداخل والخارج و الضّغط عليّ عبر الاعتقال التعسفي لمحاولة منعي من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام و خاصّة الفضائيّة و الالكترونيّة كما حصل إثر تصريحي لقناة الحوار اللّندنيّة في برنامج حقوق النّاس حول المضايقات الّتي تتعرّض لها المنظّمة. هذا الحصار الجائر لم يمنعني أن أفرح بالعيد خاصّة أنّه أوّل عيد لي في البيت بعد سبعة عشر عيدا في السجن ورسّخ قناعتي بان الطريق إلى الحرية واسترداد الحقوق في تونس طويل و شاق و زاد ني ثقة بأنني في الاتجاه الصحيح بعون الله. وأنا معتز بوقوف عائلتي إلى جانبي والتضامن الواسع معي في الداخل والخارج فشكرا لكل من دافع عني وعن منظمة حرية و إنصاف و عن النشطاء الحقوقيّين والسياسيين و النقابيين والإعلاميين دفاعا عن الحرية و حقوق الإنسان في تونس. هذا الحصار ذكّرني بموقف لن أنساه عشته إثر خروجي من السّجن في نوفمبر 1988 بعد سقوط بورقيبة ،عندما جاءت فرقة من البوليس السّياسي إلى بيتنا بالمرسى لتعلمني بأنّي سأخضع للمراقبة الأمنيّة 24/24 ساعة فردّت أمّي السّيّدة رحمها اللّه على كلامهم بقولها : » عوضا عن أن تذهبوا للبحث عمّن قتل أبو جهاد تأتون للبحث عن ابني ؟ا » و اليوم و بعد عشرين سنة أجد نفسي من جديد محاصرا ليلا نهارا في بيتنا بالكرم غير بعيد عن قبر أمّي. الفجرنيوز:هل من مخرج لهذا الوضع الحقوقي والسياسي المتأزم الذي تعيشه البلاد ؟ عبد الكريم الهاروني: في السّجن اكتشفت مثلا شعبيّا تونسيّا يلخّص ما آلت إليه أوضاع البلاد عندئذ من استبداد و فساد يقول : »وافق و إلا نافق و إلا أخرج من البلاد » و بعد السّجن بسنة أتساءل إلى أيّ مدى ينطبق هذا المثل على تونس اليوم؟ و لأنّي لم أوافق و لم أنافق و لم أخرج من البلاد، أجد نفسي بين خيارين أحلاهما مرّ : الصّمت أو العودة إلى السّجن و هذا في حدّ ذاته مؤشّر على مدى الانغلاق السّياسي و التّراجع الحقوقي في البلاد رغم اقتراب موعد ما يعتبره البعض انتخابات و يبشّرون الشّعب التّونسي منذ زمن بما سيسبقها من خطوات باتّجاه الانفراج و الّتي لم تأت إلى حدّ الآن بل على العكس يشهد الوضع في البلاد تدهورا على المستوى السّياسي و الحقوقي و الاجتماعي و الأخلاقي رغم الدّعاية الرّسميّة. و ممّا يؤكّد ذلك ما حصل في هذه الصائفة من اعتقالات و محاكمات في قفصة و في بنزرت و إضرابات عن الطّعام للمسرحين و مضايقات للحقوقيين و مجالس تأديب للنقابيين و محاصرة للحركة الطلابية و لحرية العمل النقابي عموما مع استمرار سجن منا ضلي حركة النّهضة للسنة الثامنة عشر على التوالي و حرمان آلاف المهجّرين من حقّ العودة و التّضييق على آلاف المسرحين و على عائلاتهم واستعمال القانون بدعوى محاربة الإرهاب و ممارسة التعذيب و تنظيم محاكمات صورية و غير عادلة للزج بالشباب المتدين في السجون وتواصل إغلاق المساجد و مضايقة المصلين و الاعتداء على حرية المرآة في اللباس إلى حد تهديد حقها في الأمن و التعليم و العمل و إقصاء أحزاب من المعارضين و استعمال الدستور لحرمان المنافسين من حق الترشح و الشعب من حق الاختيار. و رغم تأكيد الجميع على ضرورة الحوار للخروج بالبلاد من هذا الوضع و مواجهة التحديات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية الخطيرة إلا أن السلطة لا تزال ترفض الحوار الجدي و تراهن على الأسلوب الأمني في الحكم و في التعامل مع قضايا المجتمع . أمام هذا المأزق لا أرى مخرجا قريبا لأزمة البلاد و لا أرى حلا إلا في النضال بصدق و شجاعة و صبر و حكمة و تضامن لتحقيق مطالب ضرورية و ذات أولوية و على رأسها العفو التشريعي العام لإنصاف المظلومين و إعادة الحقوق إلى أهلها و تنقية المناخ العام بالبلاد, و كذلك ضمان حرية التعبير و التنظم و توفير شروط انتخابات حرة و نزيهة بعد 70 سنة من خروج التونسيات و التونسيين في أفريل 1938 متظاهرين في شوارع العاصمة رغم الاحتلال للمطالبة بانتخاب برلمان تونسي. الفجرنيوز:هل هذا الحصار يشمل جميع المناضلين أم هو خاص بكم ؟ عبد الكريم الهاروني: الحصار شامل يستهدف إسكات الأصوات الحرّة في كلّ السّاحات الحقوقيّة و السّياسيّة و الإعلاميّة و النّقابيّة و الثّقافيّة و هو على النّشطاء الحقوقيّين أشدّ لدورهم الحيوي في الدّفاع عن الحرّيّات و حقوق الإنسان و التّصدّي للانتهاكات و التّجاوزات مهما كان مأتاها و خاصّة تلك الّتي ترتكبها أجهزة السّلطة مع تركيز على محاصرة منظّمة حرّيّة و إنصاف الحقوقيّة المستقلّة و أعضاء مكتبها التّنفيذي و تشديد الحصار عليّ بالخصوص منذ انتخابي كاتبا عامّا للمنظّمة يوم 8 سبتمبر 2008 ليصل الأمر إلى حدّ شبيه بالإقامة الجبريّة. الفجرنيوز:هل من كلمة تريد أن تبلغها عبر هذا الحوار القصير؟ عبد الكريم الهاروني: أنا لست خائفا على نفسي من الحصار أو السجن بقدر ما أنا خائف على بلادي في ظلّ « حكم التعليمات » بعيدا عن القانون و المؤسسات ينتشر بين أهلها الخوف و الجوع و هي التي تزخر بالطاقات في كل المجالات و مؤهلة لأن تكون في مقدمة البلدان كما ثبت ذلك في مراحل مختلفة من تاريخها. ورغم ما تعرضت و أتعرض له منذ أول اعتقال لي في صائفة 1981 من مظالم فإني لست حاقدا لأن الحقد يعمي عن الحق و لكني لست متنازلا عن حقي في أن أعيش حرا في شعب حر في بلد حر كلفني ذلك ما كلفني لأن الحرية كرامة من الله للإنسان و أساس للعمران و شرط للاستقرار والازدهار و مفتاح لكل خير. فالنضال من أجل الحرية و استرداد الحقوق واجب شرعي ووطني لن أتخلى عنه رغم شدة الحصار فما ضاع حق وراءه طالب. و كما ساهمت مع أحرار هذا البلد من الإسلاميين و غيرهم في إثبات قصور الحل الأمني فسأجتهد معهم بعون الله في إنجاح الحل السياسي في معالجة قضايا البلاد. تونس في 3 أكتوبر 2008-3 شوال 1429 أسرة تحرير الفجرنيوز تتقدم بفائق الشكر والتقدير للمناضل الحقوقي السيد عبد الكريم الهاروني
(المصدر:الفجرنيوز بتاريخ 6 أكتوبر 2008 )
مشروع المصالحة الوطنية
عملا بالمثل القائل « ان تشعل شمعة خير من ان تلعن الظلام » فاني اتقدم بهذا المشروع للمصالحة الوطنية بدلا من لعن النظام القائم ونعته بجملة النعوت المعتادة من مثل انه نظام بوليسي، قمعي، شمولي، دكتاتوري… الى غير ذلك من الصفات. هذه شمعة اشعلها في ظلام البلاد عسى ان يهتدي بنورها مسؤولي البلاد( نظاما ومعارضة) للوصول بهذا الوطن الى مخرج مشرف يرضي الجميع ويرتقي بتونس فعلا الى مصاف الديمقراطية واحترام حقوق المواطن وكرامته. فالى حد الان اكتفى كلا الطرفين (نظاما ومعارضة) بالتراشق بالتهم دون التفكير في حل لللازمة يضمن حقوق الجميع ومصالحهم. ولعل غياب رؤية واضحة لهذه المصالحة جعل الجميع، وخاصة النظام ورجاله، يتشبثون بمواقف متصلبة خوفا ربما على مصالحهم وخوفا من المصير المجهول. وهدف هذه الورقة هو وضع الاسس الاولى لمصالحة وطنية تخرج بالبلاد من المأزق الحالي بأخف الاضرار وتحفظ ماء وجه الجميع وكذلك مصالحهم. يمتد هذا المشروع على خمس او ست سنوات وينقسم الى ثلاث مراحل اساسية: المر حلة الاولى: المرحلة الاساسية لبناء الثقة.* 1 اول خطوة اساسية هي استقالة الرئيس من رئاسة التجمع الدستوري حتى يصبح رئيسا لكل التونسيين وحكما بينهم والضامن لما سيأتي من الخطوات. 2 اصدار عفو تشريعي عام واطلاق سراح جميع مساجين الرأي والكشف عن مصير جميع المفقودين. 3 الاعتراف بجميع الاحزاب الراغبو في العمل القانوني والعلني. المرحلة الثانية: المرحلة التحضيرية.* 1 وهي مرحلة تكوين لجان من الشخصيات الوطنية المستقلة وممثلي الاحزاب وذلك بغرض مراجعة الدستور والمجلة الانتخابية بهدف تنقيحهما بما يرضي جميع الاطراف. 2 تكوين لجنة لدراسة كيفية التعويض للمساجين السياسيين في الحقبة السابقة. 3تكوين لجنة مالية مختصة بغرض التحقيق في الفساد المالي(اختلاسات، اغتصاب اموال وممتلكات…) التي وقعت في العشرين سنة الاخيرة وايجاد التسويات الضرورية لاسترجاع هذه الاموال بدون الاضرار بأحد. مثلا: استولى احدهم على مليوني دينار وفي خلال هذه الفترة اصبحت عشرة ملايين دينار. في هذه الحالة لايجب مصادرة كل هذه الاموال وانما تقاسمها معه بما يرضي الطرفين واخلاء مسؤولية المختلس من اي تتبع عدلي او قضائي. 4اجراء اول انتخابات بلدية وجهوية ( انتخاب الولاة بعد التعديلات اللازمة) حرة في الربيع المقبل وبحضور مراقبين عرب ودوليين. وستكون هذه الانتخابات بمثابة الاختبار الحقيقي لمدى التزام الجميع بشروط المصالحة وبنودها. المرحلة الثالثة والاخيرة: * في هذه المرحلة تتم الانتخابات التشريعية والرئاسية لتتويج المسار السابق وتكملته. 1الانتخابات التشريعية: تجرى في الخريف القادم بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. يشكل بعدها الحزب الفائز الحكومة ويكون من الافضل لو تكون حكومة وحدة وطنية مهمتها الانتقال النهائي بالبلاد نحو الديمقراطية والحياة السياسية التعددية الفعلية. 2الانتخابات الرئاسية: يدخلها السيد الرئيس منفردا ويقع انتخابه بالاجماع للفترة المقبلة والاخيرة بالنسبة اليه. تكون الرئاسة هي الضامن في هذه الفترة لسير العملية الديمقراطية وكذلك الحكم بين جميع الاطراف على الساحة السياسية في البلاد. تحتفظ الرئاسة بوزارات السيادة الثلاث: الدفاع والداخلية والخارجية وتسلمها تباعا الى الحكومة كل سنة ونصف. هذا الوضع الاستثنائي القائم بين الرئاسة والحكومة هو مايعبر عنه بالتعايش. على ان يقع الاتفاق فيما بعد بين الاطراف السياسة هل يقع الاستمرار في تبني النظام الجمهوري الرئاسي ام الرئاسي البرلماني حيث يكون للرئيس دور ثانوي وشرفي مثل أيطاليا وتركيا. تحيا تونس. عبدالستار الشاوش ايطاليا.
من هو فيصل ڤربع و كيف توفي؟
زهير مخلوف كنت في مقال سابق نشر بموقع « تونس نيوز » تعرضت إلى محنة المساجين السياسيين بتونس، والتي دامت أكثر من سبعة عشرة سنة. حيث سقط بعضهم فيها شهداء سواء تحت التعذيب أو في ظروف غامضة أو بالإهمال الصحي داخل السجون و خارجها، و أتيت على أسمائهم و كيفية وفاتهم واستشهادهم. وأحصيت منهم ثمانية و خمسون شهيدا توفوا بعدما لاقوا كل صنوف التعذيب و التنكيل و القمع و الإرهاب و الإذلال و سوء المعاملة و التباطئ في العلاج و عدم الإسعاف في الوقت المناسب والحرمان من الرعاية الصحية الضرورية سواء داخل السجن أو خارجه بل وصل الأمر إلى حد النكاية والتشفي المقصود والممنهج وعرضت إلى جوانب المأساة في حلقة القتل والموت البطيء والتي استكملت دائرتها واستحكمت وخطت بإحكام ودقة بيد الجلادين والسجانين وأسياد يأمرون من وراء حجب لا يعرفهم أحد يحملون بين ظهرانيهم قلوبا حاقدة فهي كالحجارة أو أشد قسوة و أحاسيس و عواطف ميتة مغلقة بأقفال من حديد أفرزت كل هذا العدد من الضحايا الذين سبقوا إلى الموت » و منهم من ينتظر.. » و أصبحوا وصمة عار في جبين كل المتسببين في مقتلهم بل في جبين هذا الوطن الذي نحبه و نعشقه مليون مرة أكثر مما يحبه الجلادون، أليسوا هم من تفننوا في تعذيب الأبرياء دون أن يرقبوا فيهم إلاّ و لا ذمّة؟ أليسوا هم من تسببوا في مقتل الشهداء؟ أليسوا هم من قال فيهم الشاعر : متبلدون عقولهم بأكفهــــــــــــــــم **** و أكفهم للشر ذات حنيـــــــــــن لا دين يردع لا ضمير محاســــب **** لا خوف شعب و لا حمى قانون لا يشفقون على المريض و طالمـا **** زادوا أذاه بقسوة و جنـــــــــون أترى أولائك ينتمــــــــــــون لآدم **** أم هم ملا عين بنو ملعـــــــــون و سل السياط السود كم شربت دما **** حتى غدت حمرا بلا تلويــــــن واسأل زنازين » نابل » تجبك عــن **** فن العذاب و صنعة التلقيــــــن نعم قد يكون هذا الوطن جميلا خلابا في الصيف فيتهافت عليه أصدقاء الدرب و النضال من الذين غادروه مكرهين ثم غفر لهم عن جريرتهم وما ارتكبوه من حب لتونس فأصبحوا يتوافدون عليه مهللين عند كل شمس صيف ينعمون بالراحة والاستجمام ثم يغادرون وينسوا بعد ذلك أهله المعذبين من الذين يموتون في اليوم مرات ومرات بسبب الحاجة والفقر والمرض وقلة ذات اليد حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فمنهم من اختل ذهنيا ومنهم من توفي بسبب الأمراض التي نخرته وعجز عن اكتشافها فضلا عن معالجتها ومنهم من أعجزه المرض عن العمل فوقف أمام المساجد يستجدي حسنة ومنهم ومنهم ومنهم.. ومنهم من تاق إلى الحرية في أدنى مستوياتها فشن إضرابا عن الطعام لعله يحصل على بطاقة معالجة مجانية و منهم من شن إضرابا عن الطعام في السجن فتوفي أثناءه دون أن ينال شيئا كما هو الشأن بالنسبة للشهيد رضا الخميري 1997 والشهيد علي المزوغي 1997 وعبد الوهاب بوصاع 2002 ومنهم من اضطرب نفسيا واختل ذهنيا وعددهم فاق الواحد و العشرين ومنهم من انتحر بسبب هذه الاضطرابات كما هو الشأن لعبد الرزاق بربرية 1997 ومحمد علي فداي1997 ولطفي بن عمارة العميري 1997. ولا أنسى أن أذكّر الجميع أن سنة 2008 فقط توفي من هؤلاء المساجين بسبب الإهمال و الحرمان من أبسط الرعاية الصحية كل من أحمد البوعزيزي13 جانفي2008 والطاهر الشاذلي23 جانفي2008 والمنجي العياري24 جانفي2008 وعبد الكريم المطوي17 أوت2008 ومبروك بن عبد الله 25 أوت2008. من هو فيصل ڤربع و كيف توفي ؟ هو أستاذ تعليم تقني يبلغ من العمر خمسة و أربعين سنة أب لطفلين، مطلق يقطن بمدينة قربة من ولاية نابل ، حوكم بأربعة سنوات و أربعة أشهر سجنا أطلق سراحه سنة 1995 وكان قد اعتقل هو و زوجته في 3 أكتوبر 1991 و عذّب بمركز الحرس و التفتيشات بنابل بمعيّة 90 من رفاقه كنت أنا من بينهم. سلط عليه أعوان الحرس صنوفا من التعذيب المتعدّدة فقد علق حوالي 20 مرة في شكل » الروتي » في مدة شهر واحد وضرب على عينه اليمنى فأصيبت بالعمى الكامل، عذب بطريقة مهينة مع صديق له أمام كل المعتقلين وأمام زوجته مما سبب له خللا واضطرابا نفسيا صاحبه لفترة طويلة وحين خروجه من السجن وقع تطليقه من زوجته فلازم منزله وحين زرته سنة 1999 وجدته في حالة نفسية يرثى لها، ومن كثرة الرعب والخوف الذي حل به قام بإعلام البوليس السياسي بزيارتي له فاعتقلوني ليومين لأسأل عن سبب الزيارة فكانت إجابتي للسؤال عن أحواله ومعالجته. فكان التهديد بإعادتي للسجن إن زرته مرة أخرى. وفي الأسبوع التالي زرته ثانية أنا وبعض الحقوقيين وكالعادة اعتقلت من جديد و لكن هذه المرة خاطبتهم بقولي إذا لم تقوموا بدوركم في معالجته فإني سأقوم بهذا الدور و لو سجنتموني. وقع إطلاق سراحي بعد التهديد والوعيد وقمنا بعد ذلك بإرسال الدكتور فتحي التوزري الطبيب النفساني الذي باشر علاجه مشكورا، كل ذلك والسلطة تهددني وتتوعدني. و في غرة سبتمبر2008 شن فيصل ڤربع إضرابا عن الطعام حتى يقع علاجه وتمكينه من أبسط حقوقه الاجتماعية وقد حاولت أمه وإخوته ثنيه عن الإضراب إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل وقد وافته المنية في 27 سبتمبر2008 ليدفن بمقبرة مدينة قربة تحت حصار أمني كبير وتعتيم إعلامي أكبر. و تجدر الإشارة إلى أنه وطيلة يوم عيد الفطر المبارك وقعت محاصرة منزلي بمدينة المعمورة المحاذية لمدينة قربة حتى لا أزور أصدقائي وإخوتي وكان استغرابي كبيرا من هذا الحصار الذي لم أفهم كنهه إلا لما ورد علي خبر اليقين في وفاة المناضل الشهم والسجين السياسي السابق الأستاذ فيصل ڤربع بعد أن دخل في إضراب عن الطعام دام 27 يوما انتهى به إلى الموت و لسان حاله يقول كما قال الشاعر: أهوى الحياة كريمة لا قيد **** لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي **** يغلي دم الأحرار في شرياني أنا لست أدري هل ستذكر قصتي **** أم سوف يعروها دجى النسيان أو أنني سأكون في تاريخنا **** متآمرا أم هادم الأوثان كل الذي أدريه أن تجرعي **** كأس المذلة ليس في إمكاني لو لم أكن في ثورتي متطلبا **** غير الضياء لأمتي لكفاني فهل ستبقى السلطة تجرم في حق المساجين السياسيين و عند المصائب تحاول إخفاء الحقائق و التعمية عن الأدلة الساطعات ؟؟؟؟ و هل ستبقى تعتبرهم مجرمين أو في أحسن الأحوال مواطنين من الدرجة الثالثة ؟؟؟ و هل يمكن أن تفتح صفحة جديدة لا ظلم فيها ويكون عرض الحقيقة مقدمة للإنصاف وجبر الأضرار ؟؟؟ و هل آن الأوان لوقف المحاكمات المفتعلة ضدّ الأقلام الحرة والتي تكشف الحقيقة بتعلّة نشر الأخبار الزائفة ؟؟؟ وهل آن الأوان لوضع حد للخوف الذي ران على قلوب وعقول الناس والتخويف المسلّط من السلطة ضد المواطنين؟؟؟ وهل وجدت الإرادة لإنقاذ ما تبقى من أجساد هؤلاء المساجين وصحتهم وعائلاتهم ورفع الحصار عنهم والتجاوز بأوضاعهم الاجتماعية والصحية التي تشبه أوضاع الفلسطينيين في غزة ؟؟؟ وهل آن الأوان للنظر بجّدية لمطالب كلّ الذين يعرّضون أنفسهم للموت بالدخول في إضرابات عن الطعام كآخر سلاح للأحرار في وطن الاستبداد والجور حتّى قاد بعضهم للموت الحقيقي؟ أسئلة نرجو الإجابة عنها بالفعل لا بالقول بالإيجاب لا بالسلب و إليك صديقي و حبيبي و أخي فيصل في هذه المناسبة ألف أنشودة وأغنية أنعاك بها في وطن الاستلاب والحيرة والضياع. وإليك مني مرثية الوفاء لنضالك وصمودك وصبرك على العذابات والمحن التي أصابتك فقد علمتنا درسا نرجو أن يفقهه كل الناس إما أن نعيش حياة عزيزة أو نموت موت الكرام. و اللعنة على من أجرم في حقك. و عهدا علينا أن نفضح كل من تسبب في موتك. (المصدر: مجلة كلمة الألكترونية بتاريخ 5 اكتوبر 2008)
جدل إشتراكي ـ رأسمالي في المجلس الأعلى للتنمية: بوشيحة والإينوبلي وإبراهيم يتهجّمون على «الليبرالية» وثابت يقرّ بقدرتها على امتصاص أزماتها!
* تونس ـ «الشروق» ألقت الاوضاع العالمية وخاصة تلك المتصلة بملف الازمة المالية في الولايات المتحدة الأمريكية والتخوفات الكبيرة من نتائجها على الاقتصاد العالمي والاختيارات الاستراتيجية الكبرى للدول على اعمال المجلس الاعلى للتنمية الذي انعقد نهار امس اذ هاجمت احزاب سياسية بشدة «الخيار الليبرالي» داعية الى تدعيم التدخل التعديلي للدولة في مختلف مسارات التنمية والحد من الدعم الذي تقدمه الدولة لرؤوس الأموال الخاصة. وفي مداخلته ألمح السيد محمد بوشيحة الامين العام لحزب الوحدة الشعبية الى ما اعتبره فشلا للرأسمالية مبرزا حيوية الدور التعديلي للدولة والذي يجب المحافظة عليه. * مخاطر وتأثيرات ونبّه بوشيحة الى ضرورة التفكير في المخاطر والتأثيرات التي يمكن ان تنجم عن التوجهات الحالية في اتجاه المشاريع الاستثمارية الكبرى والتي تتركز بالاساس حول الانشاء العقاري في الجهات الساحلية. وطالب بوشيحة بمراجعة الدعم الموجه للقطاع الخاص لأنه لا يتلاءم مع ما يقدمه هذا القطاع من فوائد للاقتصاد الوطني. * ليبرالية مشطة من جهته اكد السيد احمد ابراهيم الامين الاول لحركة التجديد على ضرورة قيام الدولة بدورها في تحقيق التنمية المطلوبة وطموحات الشعب وذلك في ظل المحدودية التي برزت لليبرالية المشطة ووصف الاستاذ احمد الاينوبلي سلوك تلك المنظومة بـ»هوج النظام الليبرالي» مؤكدا هو الآخر على ضرورة العمل على إعادة الدور التعديلي للدولة دون ان يعني ذلك إلغاء اقتصاد السوق او التخلي عنه وقال الاينوبلي ان للدولة دورا استثماريا يجب ان تقوم به مشيرا الى ان القطاع الخاص عجز عن قيادة التنمية في تونس وهذا ما يستدعي حسب رأيه التأسيس لنوع جديد من الشراكة بين القطاعين العام والخاص. * خيار ليبرالي شدة وعنف التدخلات التي ووجه بها الخيار الليبرالي دفعت الامين العام للحزب الاجتماعي التحرري السيد منذر ثابت الى بدء كلمته بتوجيه انتقادات لاذعة للمتدخلين الذين سبقوه الى أخذ الكلمة متهما اياهم بالتناقض في طرحهم اذ ثمن جميعهم المكاسب والتطورات المحققة في تونس التي اختارت دعم القطاع الخاص وانخرطت في اقتصاد السوق ومن جهة اخرى فهم يطالبون بمراجعة هذا الخيار الذي اوصل الى نتائج متميزة. * البديل والحلّ وانتقد ثابت الرأي القائل إن الخيار الاشتراكي هو البديل الممكن في ظل ما يعرفه النظام المالي الامريكي من تداعيات سلبية هذه الفترة مؤكدا ان النظام الليبيرالي سيستمر وانه نظام اثبت وعلى مرّ التاريخ انه قادر على امتصاص ازماته وايجاد الحل من داخله. * خالد الحداد (المصدر:جريدة الشروق (يومية – تونس) بتاريخ 6 أكتوبر 2008 )
في ندوة لحزب الوحدة الشعبيّة: هل من الممكن إنتاج ديمقراطيّة عربيّة إسلاميّة لائكيّة؟
تونس ـ «الشروق»: في إطار أنشطته الفكرية والثقافيّة نظّم حزب الوحدة الشعبيّة ندوة تحت العروبة والإسلام والديمقراطيّة حاضر خلالها الأستاذ الصافي سعيد وحضرها عدد هام من السياسيّين والناشطين من عدد من الأحزاب السياسيّة والمهتمين بالشأن الفكري والسياسي، وتمّ خلالها التطرّق إلى عدد من المواضيع والملفات غلب عليها الطابع الاستفهامي والتساؤلي. السيّد محمّد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبيّة أشار إلى أنّ الموضوع شائك وعلى الرغم من ذلك تمّ اختياره عمدا حتى يتمّ اللقاء والاستماع إلى مختلف الرؤى لمصالحة البلاد مع هويّتها. * أهميّة سياسيّة وفكريّة وأوضح بوشيحة أن للموضوع أهمية سياسية وفكريّة، وهو من أهم الإشكاليات أمام الفكر العربي المعاصر لأنه يهتم بالعلاقة بالماضي والحاضر والمستقبل، كما أنّه يتّصل بالعديد من الثنائيات مثل العروبة والإسلام والأصالة والحداثة (الديمقراطية) وكذلك الدين والسياسة والقومي (العروبي) والأصولي (الإسلامي)، وأضاف بوشيحة أنّ العروبة والإسلام ليسا فقط اللغة والهويّة والعقيدة بل فيهما يتنزّل البعد التاريخي والفضاء الجغرافي ومن خلالهما نعيش معارك الحداثة والديمقراطيّة وقضايا الاجتهاد والانعتاق والعقلانيّة، وقال: «ليس لنا في الإسلام كنيسة، وإن ظهر في تاريخنا ما يُعرف بالفقهاء والعلماء الّذين لهم رأيهم في شؤون الحكم والسياسة كما ظهر مصلحون حاولوا رفع الالتباس عن علاقة الدين بالسياسة والفصل بين المقدّس الإلهي والبشري». وأوضح بوشيحة أنّه برغم تعدّد التشكيلات القومية فإنّ المسألة الديمقراطيّة ظلّت مطروحة باستمرار وبقيت من أبرز ما وجّه إلى الأنظمة القوميّة العربيّة من انتقادات، وقال بوشيحة إنّ تونس تصالحت منذ سنة 1987 مع هويتها والفضاء الّذي ننتمي إليه وأفاد: نحن في حزب الوحدة الشعبيّة متمسكون بهويتنا دون تعصّب وانغلاق ومؤمنون بعصرنا والتقدّم والعلم. * البئر والصومعة والجنرال وفي تدخّله أشار الكاتب الصافي سعيد إلى أنّه اختار مقاربة هذا الموضوع من خلال فكرة محورية ، سبق له أن تعرّض لها في كتابه «خريف الغضب: البئر والصومعة والجنرال» وقال سعيد إنه يُنزّل العروبة والإسلام في الإطار الجيوسياسي، على اعتبار أنّ العروبة كفكرة شيء وكواقع شيء آخر وهو ما جعلنا نبحث عن عروبتنا الإسلاميّة، وقال: ظلّت العروبة فكرة مجنّحة ولا تبدو لنا واضحة، فكرة منفّرة إذا ما دخلنا في تلافيف السياسة العربية، إذ لم يعد هناك إسلام عربي واحد بل أصبح لدينا نحن العرب 22 إسلاما أي إسلام لكلّ دولة، وقال الصافي سعيد إنّ الأصوليّة ولدت خارج الإطار العربي عابرة للقارات، وهي ليس لها مكان، وهي كذلك فكرة تائهة مولّدة للإرهاب وطرح الصافي سعيد عددا من الأسئلة الاستفهاميّة: أين نحن؟ ومن نحن؟ ونطرح نفس الفكرة على الإسلام: عن نحن؟ * الإسلام العربي وأشار الصافي سعيد الى عدّة تساؤلات أخرى تُطرح حول التجربة السياسيّة في البلدان العربيّة الإسلاميّة ومن أهمّها: لماذا الإسلام العربي هو الوحيد غير ديمقراطي عل عكس الإسلام الهندي والإسلام التركي والإسلام الاندونيسي؟، وتحدّث الصافي سعيد عن فكرة ولدت من الاستعمار مع نابليون بونبارت منذ عقدين أو زيادة، وجاءت لمحاربة فكرة أخرى، وقال إنه إذا كانت القومية الفرنسيّة اختارت أن تسير خلفها القومية العربية ولكن كذلك اختارت محاربة الإسلام، لينتهي الأمر إلى وجود حرب بين فكرتين في الشرق وبدأت مسيرة الصراع تتبلور في بداية القرن العشرين عند بناء كيانات الدويلات العربيّة وموت الخلافة العثمانيّة، فالقرن العشرين تميّز بصراع بين فكرة العروبة وفكرة الإسلام. وتحدّث الصافي سعيد عما أسماه بـالثنائية المتلازمة أو توأم العروبة والإسلام وذلك عبر 4 خلافات إسلاميّة هي الخلافة الأمويّة والخلافة العباسيّة والخلافة الفاطميّة والخلافة العثمانيّة، فالأمويّة كانت النواة الصلبة والإسلام كان بيد العرب فهي خلافة عربيّة خالصة، والعباسيّة بدأ فيها ما يُسمى بنشاط واختلاط الثقافات الشعوبيّة واختلاط الأجناس سلطة العروبة والإسلام لم تعد بيد العرب والفاطميّة خلافة طائفيّة بدأ الإسلام يتفكّك، بدأ التفكّك والدويلات الصغيرة، إلى حدّ هذه المرحلة ما يزال الإسلام عربيّا بين دمشق وبغداد والقاهرة، وبعد الخلافة الفاطميّة جاءت الحروب الصليبيّة ودخلت قوى أخرى إلى أن غادر الإسلام بلاد العرب وذهب إلى بلاد الترك واعتبر الصافي أنّه عندما أصبحت تركيا دار الخلافة الإسلاميّة فالإسلام أصبح بلا عقل وبلا فكر وانفصلت العروبة والإسلام. ولاحقا جاءت فكرة العروبة من الخارج تحرّكها أطراف غير عربيّة والعروبة تواجدت وسط 5 قوميات، نجد أنفسنا في قبضة الجنود التركية والفارسيّة والحبش (على حدود الوطن العربي) ثمّ إسرائيل، هذه الدول أو القوميات بنت أنفسها على أساس قومي ديني وهذه الدول كلّها تحتل أجزاء من الوطن العربي. * صراعات وعلاقات متوازنة وانتهى الصافي سعيد إلى أنّ العرب تعرّضوا إلى ظلم كبير وصراعات كبيرة ولم يتمكنوا من بناء علاقات متوازنة والسؤال هو: لماذا تلك الدول استطاعت بناء نفسها على أساس ديني؟ ولماذا عجزنا نحن العرب عن ذلك البناء؟، ويُجيب الصافي سعيد عن ذلك قائلا: لأنّنا فرّطنا في ثقافتنا الدينيّة، وعندما نريد بناء ديمقراطيّة هل نبنيها على أساس برامج مستوردة ، حسب رأيي يجب إعادة بناء هذا التوأم العروبة والإسلام، وتساءل الصافي سعيد: لماذا هناك إسلام أو ديمقراطيّة نيجيريّة؟ لماذا كلّ الحركات المتطرّفة من إنتاج بلدان عربيّة إسلاميّة؟ هل نحن العرب نحتاج إلى طغيان حتّى نشهد الديمقراطيّة؟ ما هي علّة العرب؟ هل الديمقراطيّة مرض ؟ لماذا موريتانيا عندما تختار الديمقراطيّة تزداد تفتّتا وتشتّتا؟ ولماذا السودان كذلك عندما اختارت الديمقراطيّة تشهد كلّ هذه التحديات ؟ ومصر هي الأخرى لو اختارت طريق الديمقراطيّة لتفتّتت ؟ ولماذا أندونيسيا تتقدّم ولها أحزاب إسلاميّة ولها ديمقراطيّة؟. وليس هذا بحسب رأي المحاضر ـ معناه أننا لا نستحق ممارسة ديمقراطية إذ هناك إسلام ديمقراطي، إسلام محلّي، ولكن نحن إسلامنا يتخبّط وهو إمّا في قبضة أصحاب الفتاوى والشيوخ أو في جبال أفغانستان!!! * تدخلات ونقاش وفي التدخلات والنقاش رأى رضا بن حسين الجامعي والنائب في البرلمان أنّ الحضارة العربيّة سابقة للإسلام والإسلام أعطى لهذه الحضارة الشيء الكثير ونقلها من طابع محلّي إلى طابع كوني، واعتبر المتدخّل أنّ الإرث الثقيل للموروث الإسلامي وخاصة خلال عصر الانحطاط هو الّذي عطّل مسيرة الحداثة والديمقراطيّة. * مقاومة استبداد واستعمار من جهته قال الأستاذ الحبيب الجنحاني المتخصّص في تاريخ الحضارة العربيّة الإسلاميّة إنّه أميل إلى عبارة الفكر القومي من العروبة وفي علاقة الديمقراطيّة بالفكر القومي والإسلام قال الجنحاني إنّ نقد مسيرة الفكر القومي العربي أو الفكر العروبي تمكّن من ملاحظة أنّ هذا الفكر نشأ لمقاومة الاستبداد الداخلي العثماني والاستعمار الأجنبي: تحّمسنا إلى هذا الفكر العروبي القومي، كان هناك وعيّ بقضية ترتيب الأولويات: الدولة قبل الأمور الأخرى، أهملنا قضيّة الحريات العامة واكتشفنا لاحقا أنّه لا تناقض بين الحريات وبناء الدولة وتحصينها. ورأى كمال الساكري (عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي) أنّ الإسلام ثبّت قيم عربيّة وطوّرها وجعلها كونيّة، كما يرى الساكري أنّ الإسلام يلائم كلّ عصر بالاجتهاد وليس للقدامى حجّة علينا، إذ لا بدّ من إيجاد إجابات لمشاكل العصر والديمقراطيّة يمكن أن تجيب عن إشكاليات العصر. * مواطنة وحقوق انسان وفي حديثه عن الفكر العربي القومي والديمقراطيّة استغرب الوجه السياسي والحقوقي نوفل الزيادي من قول المحاضر الصافي سعيد بضرورة عودة التوأم العروبة والإسلام لتتحقّق الديمقراطيّة واعتبر الزيادي هذا القول أمرا خطيرا جدّا يُعيد طرح المقدّس القومي والمقدّس الديني وأشار إلى أنّ العرب يعانون من المقدّسات في حين أنّ الأمر يعود للمواطنة وللحريات والديمقراطيّة، وأضاف الزيادي أنّ السبب الرئيسي لعدم وجود الحريات في التجارب القوميّة العربيّة هو عدم إيمان هذه التجارب بالديمقراطيّة. * إسلام لائكي وتساءل محسن بعطوط :لماذا لم يتشكّل عند العرب مفهوم الإسلام اللائكي فحزب اللّه في لبنان نفسه له المجلس الإسلامي اللائكي (اسمه ديني وممارساته ديمقراطيّة) والديمقراطية المسيحيّة نموذج لهذا البناء، لذلك من الممكن الحديث عن ديمقراطيّة إسلاميّة لائكيّة. من جهته قال الحقوقي بلقاسم حسن إنّ الصراع السياسي ولّد إسلامات مختلفة وأنّ الشغل الشاغل للإصلاحيين العرب وما يزال إلى الآن هو التوأم العروبة والإسلام.
* تغطية: خالد الحداد (المصدر:جريدة الشروق (يومية – تونس) بتاريخ 6 أكتوبر 2008 )
(8) من 1922 إلى 2008 : المعركة من أجل حريّـة الإعلام في تونس متواصلة- مذكرة جوابية
« طلبوا مني إرسال ملف الإعلام يتكوين المجلة بالبريد، وهو ما تم بالفعل.. وعندما ألجأ للمحكمة للمطالبة بالوصل الذي منعوه عني يكون جوابهم: « لم يرد على مصالح الوزارة إعلام من هذا القبيل ».. أتفهم إقدام مواطن بسيط على عدم قول الحقيقة بسبب ضعف أو خوف، لكن أن يصدر الفعل عن وزارة سيادة.. عن وزارة الداخلية التي تقشعر لمجرد ذكر اسمها عديد الأبدان، فتلك طامة كبرى.. هل يبعث هذا السلوك على الاحترام؟ ألا يعتبر مسّــا بهيبة الدولة؟؟ لم يكن بإمكاني التخلص من هذه المشاعر وأنا أعدّ تقريري الجوابي المقدم للمحكمة الإدارية الذي جاء فيه ما يلي الحمد لله وحده قرطاج في 2001.2.15
جناب السيد رئيس الدائرة الابتدائية الرابعة بالمحكمة الإدارية المحترم دام حفظه
تحية وبعد أتشرف أنا العارض المذكور أعلاه بموافاة جنابكم بردي على جواب السيد وزير الداخلية بخصوص دعوى تجاوز السلطة التي أقمتها ضده. ذكر وزير الداخلية بأنه لم يرد على مصالح وزارته الإعلام الذي وجهته له بخصوص تكوين مجلة الميثاق الجمهوري؟؟ والحال أني وجهت له هذا الإعلام مع تظلم في نفس الوقت بواسطة البريد المضمون الوصول مع الإعلام بالبلوغ. ولحد علمي فإن وزارة الداخلية لم تغيّـر مقرها، ولا هي غير ذات مقر. وطالما أن المكتوب مضمون الوصول لم يعد لباعثه فذلك يعني أن مصالح وزارة الداخلية استلمت المكتوب خلافا لما يدعيه وزير الداخلية. في البدء أشير إلى كوني اتصلت أول استلامي لرد وزير الداخلية بالسيدة رئيسة مكتب بريد قرطاج 2016 التي أكدت لي بعد مراجعة سجلاتها بأنه لم ترد على مصالحها أية رسالة تخصني عائدة لعدم استلامها من قبل وزارة الداخلية. وبعد أن وعدتني بتمكيني من شهادة في هذا الخصوص، رفضت أخيرا مقابلتي وتمكيني من هذه الشهادة؟؟ وكنت قبل ذلك اتصلت بالسيد نور الدين الصيد رئيس مكتب بريد الحبيب ثامر 1069 حيث أودعت رسالتي، وبعد أن تأكد من إخراج مصالحه للرسالة لوجهتها، بعث مراسلة للجهة المختصة بتاريخ 2000.12.23 تحت عدد LR n393, 381/CX/TH/2000 طالبا نسخة من علامة البلوغ عليها طابع وزارة الداخلية باعتبار استلامها للمراسلة. ودعاني لمراجعته بعد أسبوع لتسلم علامة البلوغ أو شهادة منه تفيد بأن وزارة الداخلية تسلمت المراسلة، لكنه لم لقدر على الإيفاء بما تعهد به؟؟ وقبل ذلك كله ما الدي دفع بي لتوجيه الرسالة مضمونة الوصول لوزير الداخلية؟ أليس بسبب موقف مصالحه التي رفضت قبول وثائقي ضاربة بالقانون عرض الحائط؟ رفض وزير الداخلية قبول وثائقي وتسليمي الوصل المثبت للاستلام ليس حالة معزولة أو استثنائية بل تم التعرض لحالات مشابهة في عديد المواقع منها تقارير الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وأسوق على سبيل الذكر لا الحصر مثال الزميلتين الفاضلتين سهام بن سدرين ونورة البورصالي اللتين رفض وزير الداخلية تمكينهما من الوصل مما كمعهما من نشر صحفهما. هذيه القرائن كلها تؤكد بأن تعلل وزير الداخلية ليس سوى محاولة منه للتفصي لا تخفى على أحد. وبإمكان وزير الداخلية أن يؤكد حسن نيته على افتراض وجودها لو سلمني الوصل خاصة وأنه استلم وثائق الإعلام بتكوين مجلة الميثاق الجمهوري بواسطة محكمتكم الموقّـرة. إذا تمسك وزير الداخلية بعد هذا بمزاعمه فإني ألتمس من جناب المحكمة بما لها من سلطة التحقيق والتقصي تتبع أثر الرسالة التي وجهتها إليه، ومطالبته بتقديم الدليل على رجوع هذه الرسالة إلى مصدرها إذا لم يكن قد استلمها، أو أداء اليمين الحاسمة. وعلى وزير الداخلية أن يتأكد بأني لن أدخر جهدا في المطالبة بحقوقي التي كفلها الدستور حتى لا يكون دستور البلاد شيكا دون رصيد. وتفضلوا سيدي الرئيس في الختام بقبول فائق التحية والتقدير.
زياد الهاني
هجمة قوية ومركزة على الشيخ الزمزمي
كتبه :أبوجعفرلعويني رويدكم ياجماعة تمهلوا………….. ما أن أشرف شهرالصّيام على الرّحيل ,حتّى انفتحت الرّبق وأبق من أبق ,وانفتحت الحدق وتكثّفت الهجومات والتّهجّمات بتركيز أدقّ,وما من شكّ أنّها حملة شرسة مؤطّرة ومنسّقة,وأظنّ أنّ هناك أمل اليوم في فتح مجال لجمعية اسلامية ,كما أخبرأخينا في لندن عن ذلك قبل عام,ويؤشّرعلى دخول حيتان كبار في اللعبة, وقرب رجوع البعض عمّا قريب كما قرأنا, وقد بدأ حزم الأمتعة ,هذا شيئ جميل ونبارك للمنتفعين من ورائه, ولكنّ الغريب في الأمر هو افتعال المعركة والسّعي لافتكاك البناء أو التهديد بتحطيمه,وهذا شيئ غير معقول تماما, أمّا بناء محلّ جديد إن صدقت النّية,ماهو إلاّ زيادة خير, لكن إذا كان مسجد ضرارا فحكم الله معروف, في قوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} سورة التوبة ، آية (107) إنّ المهمّ في الأمرهو أسهل ممّا تتوقعون,إذا ما طبّق دستور البلاد ,فلن يكون خلاف أصلا,فتونس دولة عربية دينها الإسلام ولغتها العربية,وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة أو رائعة النّهار,والأحلى من ذلك كلّه أن يعرف الرّأي العام التّونسي تاريخ الحزب الحرّ الدّستوري التّونسي, الذي أسّسه مسلمون أو إسلاميّون زيتونيّون(عبدالعزيز الثعالبي ورفاقه) قبل اندساس الإنتهازيين فيه والإستيلاء عليه,وكان تأسيسه لأجل تحرير تونس الشهيدة, من براثن الإستدمار الفرنسي, ولكن كما تأسست جمعية الإتحاد والترقي وتركيا الفتاة من طرف الماسونية ,كان لتونس نصيب من ذلك فتونس الفتاة والحزب الشيوعي وغير ذلك يُعرف منبتهم,لكن حسب سرد الأحداث تغيّرت وجهة الحزب منذ مؤتمر قصر هلال ولكنّه لم يحد عن التّوجّه الوطني على الأقلّ ظاهرا,ولم يكن التّونسيّون على درجة من الوعي لمعرفة كلّ ما يدور في الخفاء, وتغيّر اتجاهه في مؤتمر بنزرت إلى الشيوعية, حسب قول الطاهر بالخوجة وزير الداخلية الأسبق,ثمّ إلى الإشتراكية بعد ذلك, ولا يزال عضوا في المنظمة العالمية ,ولاتنكر انتماءها للماسونية, ولكن الغريب أن يقول السيدالهادي البكّوش أن الشّعب لم يبلغ درجة النّضج في الثمانينات,أو مقالة الوزير الأوّل السّابق محمد مزالي ,هؤلاء يريدون أن يرجعونا إلى أربعة عشر قرنا إلى الوراء,والأدهى والأمرّ تبنّي سياسة تجفيف منابع التّديّن ومصادرة الحقوق الشخصية للإناث والذّكور الذين لا يتماشون مع المسار اليساري والعلماني,وكأنّ الشعب التونسي قطيع من الغنم ,والحرّية المتاحة هي التّصفيق والرّقص والغناء والإستهلاك . فهل آن الأوان أن يحترم المواطن التّونسي في بلده ,والإحساس به خارجه, كي يحسّ بانتمائه لهذا البلد ويعمل لإنمائه وتقدّمه والذّود عنه في وقت المحنة,أم نتجاهله ونعتبر السّائح أفضل منه, وإن كان ما يجلبه يساوي عشرة أضعاف ما ينفقه السّائح ,وخاصة أنّ أغلبية السيّاح الذين يتوافدون من محدودي الدّخل ,ويتمتّعون بتخفيض غير معقول في وسائل النقل الغير متاحة للتّونسي, كما أنّ تعليمات متشدّدة إزاء أبناء البلد المسافرين في الذّهاب والإياب ,وقد قالها لي إطار رفيع, السّنة الفارطة ,فالسّؤال لماذا ومن ذا الذي يعطي تلك التّعليمات والأوامر؟ ويتساءل المرء أيكون وزير النقل والمواصلات وراء ذلك,أم كوادر وراء السّتار ؟ ولكن بما أنّ رئيس الدولة هو المسؤول عن كلّ شيئ ,ويسمح أويغضّ الطّرف عم الذي يعرفه والذي لا يعرفه كزمن الرئيس السّابق وآخر عهده,وطبعا هو ليس شمسا أو بمعنى معاصر رادارا كي يعرف كلّ شيئ, ولكنّ الكثير يمرّ بإذن الرئيس أو بمباركة الرّئيس,وأين مجلس النّواب والمستشارين ,ثمّ أليس من حقّنا كتونسيين أن نتساءل على الأقلّ,عمّا يجري في البلد ,أم يعدّ ذلك كفرا وجحودا بالنعمة التي لا تعدوا أن تكون حلما؟ إنّ مقال شكري الحمروني المليئ بالتهديدات والترهيب والتخويف ,المدرج بتاريخ اليوم وكأنّه وصل إلى منصب القرار, وهذا التّشنّج الواضح عبر مقاله المحبّر بالفرنسية,ومثل هذا الحديث شوّه حركة النهضة في التسعينيات ,وقد كان منظّرا على ما يبدوا في الجامعة, وقد كثر حديث السيّد الحمروني, كما كثرت هفواته أيضا, وأخطاءه إزاء رفاقه القدامى, كما أنّ الحملة هاته المرّة قد بدأت في التصاعد بحلول العيد, وكانت الشياطين مقيدة فانفلتت,ونتمنّى أن تنتهي هاته الحملة العشواء بين ابناء الحركة ومن ينابذونهم ,ولا نرى في هذا مصلحة تخدم تونس ولا شعبها,والرجوع إلى الحقّ فضيلة و الإلتزام بدستور البلاد, واجب وطني وشرعي في آن واحد ,نسأل الله أن يجنّب بلدنا وشعبنا شرّ الفتنة وهو القادر على ذلك وأهله إنّه قريب مجيب.
« شطر محبة » أول فيلم تونسي يدعو للمساواة في الارث بين الذكر والانثى
تونس (رويترز) – اختارت المخرجة التونسية كلثوم برناز ان تعيد طرح موضوع يعتبر من المسلمات في الدين الإسلامي حين دعت في فيلمها « شطر محبة » إلى التساوي في الميراث بين الذكر والانثى لتثير بذلك جدلا واسعا في البلاد التي تصنف على انها من بين اكثر الدول العربية تقدما في مجال حقوق المرأة. « شطر محبة » هو ثاني افلام كلثوم برنار بعد فيلم « الكسوة » الذي أنتج عام 2000 . وقد قدم الفيلم للصحفيين في عرض خاص قبل طرحه بالقاعات السينمائية ابتداء من يوم الثلاثاء. يؤدي أدوار البطولة يونس الفارحي وسناء كسوس وفتحي المسلماني وسهام مصدق والفيلم دراما اجتماعية تتمحور احداثها حول عائلة تونسية متكونة من التوأم سليم وسليمة ووالدهما علي الذي يعمل محاميا. وتدور أحداث الفيلم حول علاقة الاب مع ولديه التوأم وعلاقته بهما بعد موت زوجته. وتطرح المخرجة مسألة الارث اثر وفاة الاب وتركز على اشكالية حظ البنت من الميراث خاصة بعد قرار أخوها سليم بيع البيت العائلي وأخذ النصيب الاكبر لانجاز مشروعه في ايطاليا ليترك سليمة تتخبط في حزنها وقصورها وعجزها عن تحديد ملامح مستقبلها. وركزت المخرجة على ابراز طابع تراجيدي للبطلة سليمة حين صورتها جالسة على الكرسي المتحرك لوالدها في اشارة إلى عجزها وقصورها عن مواجهة الوضع الناتج عن عدم المساواة في الارث. ولا تجد برنار أي مبرر لاستمرار هذا القانون الذي يبدو لها عنصريا وظالما للمرأة وتدين الاستسلام لهذا القانون الذي يحول المرأة إلى إنسان مبتور مثلما حدث في الفيلم للوالد الذي شلت ساقاه. وانضمت برنار إلى مثقفات ومناضلات يطالبن بوقف التمييز في الارث بين الرجل والمرأة في تونس من بينهن منظمة النساء الديمقراطيات. وكانت الكاتبة التونسية ألفة يوسف قد أصدرت كتابا مثيرا للجدل هذا العام قالت فيه ان القرآن قابل للتأويل في هذه المسألة مما أثار ردود فعل غاضبة من قبل فئات واسعة من المحافظين في تونس والعالم العربي. لكن تونس التي ينظر اليها على انها من أكثر الدول تقدما في مجال حقوق المرأة في العالم العربي نأت بنفسها عن هذا الجدل ولم تستجب إلى هذه المطالب التي تتنافى مع الشريعة الإسلامية. وتقول الناقدة التونسية حياة السايب انها تؤيد نضال المخرجة نحو المساواة في الارث لكنها ترى ان المشاهد التي تضمنها الفيلم كانت صادمة لانها أظهرت المرأة بشكل مهين حين صورتها عاجزة ومقعدة بسبب عدم التساوي في الارث. وينتظر ان يشارك فيلم « شطر محبة » في المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج السينمائي الذي يفتتح في 25 أكتوبر تشرين الاول ويستمر اسبوعا بمشاركة سينمائيين من 22 بلدا عربيا وافريقيا وأوروبيا واسيويا. من طارق عمارة (المصدر: وكالة رويتزللأنباء بتاريخ 6 أكتوبر 2008 )
طارق ذياب يمثل أمام المحكمة وتأجيل الحكم
تونس(CNN)– بدأت في تونس محاكمة نجم كرة القدم العربي الشهير طارق ذياب، بتنهم « محاولة إرشاء » رجل شرطة. وأرجأت المحكمة جلستها إلى 15 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن استمعت للشهود، وهما عونا أمن، والمتهم ومحاميه. ووفق ما علمت CNNبالعربية من مصادر قريبة من القضية فإنّ طارق ذياب نفى التهمة الموجهة إليه، قائلا إنّ الأمر يتعلق بمكيدة. ومن جهته، طالب محامي طارق بالحكم ببراءة موكله، معتبرا بدوره القضية « مسرحية سيئة الإخراج » من قبل رجل الشرطة. ومثل طارق بحالة سراح، حيث أنّه بمجرد انتهاء الجلسة، طار إلى إسبانيا، حيث قام بتحليل مباراة في كرة القدم في الدوري الإسباني لمصلحة قناة خليجية. وسبق لصحف مثل « أخبار الجمهورية » و »الصباح » واسعتي الانتشار في تونس أن أشارتا إلى أنّ طارق ذياب خضع إلى التحقيق بشأن التهمة. وأضافت المصادر أنّه تمّ احتجاز سيارة طارق، مؤقتا لمدة قاربت الشهر، قبل أن يستعيدها. وأوضحت أنّ أوراق القضية « تدّعي أنّ طارق عرض رشوة على عون أمن » مكلف بالمرور، حيث لم يظهر له طارق ذياب وثيقة التأمين. لكن نفس المصادر اعتبرت القضية « تلفيقية » على خلفية خلاف طارق ذياب مع وزير الرياضة السابق عبد الله الكعبي. ونقلت المصادر عن طارق نفيه للتهمة أمام قاضي التحقيق، زيادة على عدم العثور على أي دليل يسند الادعاءات التي بني عليها أساس القضية حيث لا وجود لأموال ولا وجود لشهود يثبتون أنّ طارق ذياب أساء الأدب مع عون الأمن، متوقعة أن يحكم بتبرئة اللاعب السابق. وقبل أسابيع، أقال الترجي الرياضي التونسي نجمه السابق طارق ذياب من منصب نائب الرئيس، غداة رفضه مصافحة وزير الرياضة التونسي عبد الله الكعبي، الذي أقيل لاحقا وعيّن سفيرا. ورجّحت مواقع رياضية ساعتها أن يكون القرار قد تمّ اتخاذه « بالضغط على رئيس النادي » للانتقام من طارق الذي رفض مصافحة وزير الرياضة الكعبي أثناء مراسم تسلّم الترجي لرمز كأس تونس لكرة القدم. وطارق يعدّ أفضل لاعب في تاريخ الترجي وتونس عامة، حيث أنه الوحيد الذي حصل على الكرة الذهبية الأفريقية عام 1977، كما تمّ اختياره لاعب القرن في تونس. وسبق لطارق ذياب أن استقال سابقا من عضويته في الترجي، ورأس فريفه الأول نادي أريانة، قبل أن ينقطع عن العمل الرياضي. وكان طارق قد وجّه انتقادات لاذعة للمسؤولين على الرياضة في تونس بسبب تنامي العنف، وكذلك سوء التسيير، لاسيما فيما يتعلق بملف المنتخب التونسي لكرة القدم تحت قيادة المدرب السابق الفرنسي روجيه لومير. كما سبق لطارق أن انسحب من الترجي عندما كان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم الحالي سليم شيبوب.
(المصدر: موقع سي آن آن بتاريخ 6 أكتوبر 2008) الرابط :
http://arabic.cnn.com/2008/sport/10/6/tunisia.tarak/
أصــــــــــــــــــــداء
حليب فاسد تذمّر عدد من المواطنين في العاصمة وبداخل البلاد من نوع من الحليب تسبب استهلاكه للبعض بحالات اسهال وتقيؤ.. وقد رصدنا في بعض المحلات إرجاع عدد من المواطنين لعشرات من هذا الصنف من الحليب كما عاينا أن مدة صلاحية استهلاكه لا تتجاوز حدود مطلع ديسمبر.. مما يعني ربما أن هناك مشكلا في تصريف هذا الصنف من البضاعة زاده سوء طريقة خزنه على ما يبدو. في حي الغزالة يبدو أن بلدية رواد مصرّة على الرجوع بسكان حي الغزالة الى عقود خلت حيث كانت تجتاح البلاد أمراض مثل الكوليرا عفا الله منها الجميع.. وإلاّ بماذا تفسر عدم رفع الفضلات المنزلية لمدة تتراوح بين يومين وثلاثة تظل فيها الحشرات والناموس والحيوانات تفعل فعلها ..حدث هذا بشوارع عدة منها محمد الخامس وعبد الحميد بن باديس وكل الانهج المجاورة رغم احترام المواطنين لمواعيد اخراج تلك الفضلات. عمولة تذاكر الطائرة أفادنا رئيس الجامعة التونسية لوكالات الاسفار أن ملّف إلغاء العمولة على تذاكر السفر بالطائرة وتعويضها بما أصطلح على تسميته بمعاليم الخدمات تحدد بالاتفاق مع الناقلات التي لم تلغ بعد العمولة قد يجد طريقه للحل قريبا.. خصوصا وأن هناك إرادة عليا لتجاوز التعطيلات غير المبررة. فرص عمل تعتزم قناة حنبعل الفردوس فسح المجال أمام المختصين في شؤون الدين ممن لهم شهائد علمية في الغرض للتعاون معها في إطار تنمية برامجها ..علما وأن هناك العديد من حاملي الاستاذية من الجامعة الزيتونية ولم تتوفر لهم فرصة العثور على شغل لمحدودية سوق مجالات اختصاصهم. خليفة «الكليو كلاسيك» أعلنت مؤخرا مصانع رينو بتركيا عن خليفة الكليو كلاسيك التي لاقت رواجا في تونس.. خليفة الكلاسيك تحمل إسم «سيمبول»lSymbo ومن المنتظر أن تدخل سوق شمال المغرب نهاية السنة.. وهي مستوحاة في الكثير من الملامح من الكليو الجديدة وفي مؤخرتها من الميغان كلاسيك.. علما أن الميغان بدورها ستشهد إصدار نسخة جديدة. فولفو في تونس من جهة ثانية أبدت كل من فولفو وسكانيا نيتهما مزيد الاستثمار في تونس ..علما أن الماركتين السويديتين متمرستان في صناعة العربات الثقيلة والخفيفة وممثلتان في تونس.. ويشهد لسيارات الفولفو ايلاءها أهمية خاصة للسلامة ولدقة صنعها. منحة العودة المدرسية على الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على انطلاق السنة الدراسية الجديدة إلا أن منحة العودة المدرسية التي شرع في صرفها لرجال التعليم من أساتذة ومعلمين في مفتتح العام الدراسي الماضي لم تصرف بعد والحال أن هذه الشريحة انتظرت هذه المنحة بفارغ الصبر سيما وأن هذا الظرف حساس ويتميز بكثرة المصاريف. علما وان هذه المنحة ستتضاعف هذه السنة عن القيمة التي كانت عليها في السنة الماضية والمقدرة بستين دينارا كل سنة دراسية لتصل في مجملها وخلال ثلاث سنوات الى مائة وثمانين دينارا وهو المقدار الجملي للمنحة. جداول الأوقات ما تزال بعض المؤسسات التربوية وعلى الرغم من انقضاء ثلاثة أسابيع على انطلاقتها تعدل في موازنات وجداول الأوقات سواء الخاصة بالأساتذة والتلاميذ.. فإلى متى يتواصل عدم الاستقرار ونحن على أبواب الفروض العادية الخاصة بامتحانات الثلاثية الأولى.. ولم لا تجبر مستقبلا إدارات المعاهد بالإعداد المحكم لهذه الجداول منذ بداية سبتمبر حتى لا تؤثر على سيرهم الدراسي العادي.. في البورصة أنهت البورصة نهاية الاسبوع المنقضي بانخفاض حاد وصفه العارفون بأنه انخفاض تاريخي.. جاء بعيد عطلة العيد التي امتدت ثلاثة أيام وقد سجّل مؤشر تونداكس انخفاضا بـ 2,44%.. فهل ينتعش صباح هذا اليوم. يوم دراسي تجسيما للقرار الرئاسي القاضي بانخراط تونس ضمن الدول المستغلة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء وقصد الاطلاع على مختلف الجوانب التكنولوجية والاقتصادية لهذا المشروع، ينظم اليوم كل من المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية والشركة التونسية للكهرباء والغاز بالتعاون مع سفارة أفريقيا الجنوبية بتونس، يوما دراسيا حول «تكنولوجيا جنوب أفريقيا في مجال الطاقة الكهرونووية». غريب يبدو أن مراقبي وزارة النقل لا يعملون الا في الأوقات الادارية والا كيف تفسّر غض الطرف عما كتبناه حول توقف الحافلات فوق قناطر على مستوى تقاطع سكرة وبرج الوزير لحمل وانزال الركاب كل صباح ولا من تحرّك.. أم ترى ان هذه الشركات فوق القانون المؤكد أن مخاطر عدّة يسببها هذا التوقف واصطدامات بين السيارات حصلت بسبب هذا التوقف. (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي ( أسبوعية – تونس) بتاريخ 6 اكتوبر 2008 )
فجر يوم العيد في المياه الدولية إنقاذ 51 «حارقا» تونسيا من الموت
صابر المكشر أنقذت البحرية الايطالية فجر يوم عيد الفطر 51 مهاجرا غير شرعي يحملون كلهم الجنسية التونسية – حسب ما ورد بوسائل الاعلام الايطالية- من مصير غامض كان يتربص بهم في المياه الدولية إثر مواجهتهم لصعوبات في الابحار خلسة. وأشار ذات المصدر الى أن نداء استغاثة أطلقه «حارقون» كانوا يبحرون خلسة نحو سواحل مدينة مادزارا فسارعت طائرة عمودية بالتوجه على عين المكان حيث ظلت تراقب المهاجرين السريين عن قرب قبل وصول خافرة للبحرية الايطالية التي قام طاقمها بإنقاذ المجموعة واقتيادها الى ميناء الصيد البحري بمادزارا. وذكرت صحيفة محلية أن المهاجرين أبحروا خلسة من أحد الشواطئ التونسية ويرجح أنهم انطلقوا من السواحل الشمالية للبلاد على متن قارب صيد طوله 16 مترا وبعد عشرات الاميال من الابحار واجهوا صعوبات في مواصلة الرحلة غير الشرعية الى أن طلبوا النجدة على بعد 24 ميلا جنوب غرب مدينة مادزارا. وقد نقلوا الى المستشفى للاسعاف قبل اتخاذ الاجراءات القانونية في شأنهم. (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي ( أسبوعية – تونس) بتاريخ 6 اكتوبر 2008 )
قربة ضبط 5 «حرّاقة» و100 لتر من المحروقات في مستودع
الاسبوعي – القسم القضائي أحيل خلال الاسبوع الفارط خمسة شبان بحالة احتفاظ على أنظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية بتهمة محاولة اجتياز الحدود خلسة. وكان أعوان مركز الشرطة بقربة الجنوبية أحبطوا عملية الابحار خلسة خلال احدى الليالي الفارطة. وعلمنا أن المحققين ضبطوا خمسة أشخاص وحجزوا تجهيزات «الحرقة» المتمثلة في قارب صيد ومحرك وكمية من المحروقات. وحسب ما توفر من معطيات فإنّ معلومة سرية وردت على مسامع أعوان مركز الشرطة بقربة الجنوبية مفادها استعداد مجموعة من الشبان للمشاركة في عملية «حرقان» ونظرا لأهمية المعلومة فقد أولاها المحققون العناية اللازمة وراقبوا مستودعا كائنا بطريق الشاطئ يشتبه في تردد المظنون فيهم عليه ثم اتصلوا بصاحبه ليتبين أن قريبا له تسلم من ابنه المفتاح واستخرج نسخة منه ثم اتصل بعدد من الراغبين في «الحرقان» باتجاه السواحل الايطالية بينهم شخصان أصيلا ولاية المهدية وابتاعوا زورقا وكمية من البنزين ومحركا أخفوها في المستودع. وقد واصل المحققون تحرياتهم في سرية تامة حتى نجحوا بفضل حنكتهم في الايقاع بخمسة أطراف بينهم المنظم وحجز تجهيزات «الحرقة» بينها 100 لتر من المحروقات وقد اعترف كل واحد من المظنون فيهم لما نسب اليه. صابر المكشر (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي ( أسبوعية – تونس) بتاريخ 6 اكتوبر 2008)
تحقيقات في أقصى الجنوب التونسي: اكتشاف مقبرة جماعيّة تعود إلى العصر القديم
* تونس ـ «الشروق»: العيد في مدينة بن قردان كان له وقع خاص هذه السنة إذ لا حديث في المنطقة ومنذ أيام قليلة قبل انتهاء شهر الصيام إلاّ عن الآثار الّتي تمّ اكتشافها على وجه المصادفة وبطريقة عفويّة من قبل حافرة تابعة لمصالح التجهيز كانت بصدد القيام بأشغال لتعبيد طريق رابطة بين مدينة بن قردان في أقصى الجنوب الشرقي بالمنطقة الفلاحيّة «سيدي التوي» وتحديدا بمنطقة تسمّى «تق الميت». المكان الذي تمّ اكتشافه بصفة عفويّة يقع 20 كلم جنوب شرق مدينة بن قردان ، وهو بكلّ المقاييس له أهميّته الأثريّة والتاريخيّة لأنّ كلّ المؤشّرات المتوفّرة إلى حدّ الآن ترجّح عودتها إلى عصر ما قبل الفتوحات الإسلاميّة أي إلى أحد العصور القديمة (الفينيقي، البوني، الروماني ، البيزنطي). * فضول وزيارات المكان الذي كان مزارا لأهالي منطقة بن قردان خلال الأيام الأخيرة وخاصّة أيام عطلة العيد حيث فضّلت العديد من العائلات مرفوقة بأبنائها اكتشاف الأثر والاطلاع على طريقة دفن لم يتعوّد بها الناس ومشاهدة رُفات وهياكل عظميّة آدميّة قديمة جدّا بعيدا عن مخابر التشريح ومخابر المعاهد والكليات، البعض قال كانت الفرصة ملائمة للمعرفة وسدّ الفضول الّذي عادة ما يُرافق الإنسان. * آثار وتوقّعات المعلومات الّتي حصلت عليها الشروق أكّدت أنّ ملف الاكتشاف أصبح الآن بين أيدي المعهد الوطني للآثار الذي سيهتمّ خبراؤه وباحثيه بتتبّع الحفريات الّتي عثر عليها بشكل عفوي ودراسة كلّ الحيثيات للوصول إلى كلّ المعلومات العلميّة الدقيقة الّتي تهمّ المنطقة المكتشفة وقال مصدر من المعهد لـ»الشروق» أنّه لا يُمكن الآن وقبل إتمام الأبحاث تأكيد ونفي أي معطى عدا أنّ المقبرة المكتشفة هي على الأرجح تعود إلى فترة ما قبل الفتوحات الإسلاميّة وذلك بناء على أنّ الإسلام لا يُبيح مثل هذه الأشكال في عمليات الدفن الجماعي أو العائلي. * مقبرة جماعيّة شهود عيان وصور خاصة حصلت عليها «الشروق» أكّدت وجود مقبرة جماعيّة لخمسة أشخاص تقع تحت الأرض في عمق 3 أمتار و50 صم تقريبا، وهي عبارة عن مغارة مبنيّة بالطين لها مدخل واحد في جوفها أحد الرفات وعلى جانبيها رفاتين لشخصين على اليمين ورفاتين آخرين على الجهة اليسرى ، في شكل يُوحي بتنظيم وهيكلة معيّنة في طريقة الدفن إذ وُضع كلّ رُفات على ما يُشبه المنضدة (سدّة). المغارة أو القبو التحتي أرضي محافظ على بنائه بشكل جيّد والهياكل العظميّة ما تزال تُحافظ على أجزاء عديدة منها ومن المرجّح أن تتواتر في الفترة القريبة القادمة أخبار أخرى عن هذا الاكتشاف الّذي يستلزم عدّة مسائل وقرائن علميّة للتدليل على تاريخيّته وقيمته الأثريّة وإمكانيّة أن تكون المقبرة مطية إلى اكتشاف آخر أهمّ ألا وهو مدينة أثريّة كاملة. شهود عيان تحدّثوا لـ «الشروق» وقد هالهم الأمر أنّ اكتشافهم للمكان الّذي وُجد في منطقة تق الميت جنوب شرق مدينة بن قردان وتتبّعهم لخصائصه وخاصة من حيث سماعهم لصدى تجاويف قاعيّة أخرى يُؤكّد لهم دلائل عن وجود مقابر أخرى في المكان نفسه. المسألة تتطلّب بعض الوقت، والتوقّعات تصبّ في اتجاه إماطة اللثام عن حقبة تاريخيّة مهمّة في الجهة، اكتشاف ربّما سيُمكّن من وضع المنطقة في مسارها ضمن الطرق الأثريّة والتاريخيّة الّتي تعود إلى فترة ما قبل الفتوحات الإسلاميّة. * خالد الحدّاد (المصدر:جريدة الشروق (يومية – تونس) بتاريخ 6 أكتوبر 2008 )
ألفا شخص شاركوا مساء السبت في تشييع جنازة القتيل بسيدي حسين منحرف قتل قريبه بـ«شقف» في أعقاب معركة حامية الوطيس
عائلة الضحية تروي تفاصيل الجريمة لحظة بلحظة.. ووالده يعيش في كابوس الشرطة العدلية بسيدي حسين توقع بالقاتل في وقت قياسي وتوقف 4 ممن شاركوا في الواقعة
القاتل له سجلّ في الاعتداء بالعنف وهذا الشاب أحد ضحاياه تونس – الاسبوعي – القسم القضائي: شيّع ما لا يقل عن الألفي شخص من متساكني حي محمد علي بمنطقة الجيارة الشعبية بسيدي حسين السيجومي بعد زوال أول أمس جثمان الشاب محمد المومني (من مواليد 1987) الذي سقط قتيلا في أعقاب معركة حامية الوطيس جدّت مساء ثاني أيام عيد الفطر إثر تعرضه للطعن بواسطة بقايا قارورة مهشمة (شقف) وقد حضرت أعداد كبيرة من وحدات الشرطة والدفاع الوطني خاصة وأن القتيل كان بصدد قضاء فترة تجنيد بالثكنة البحرية ببنزرت. حضر الحزن في ذلك الحي الشعبي.. لفّ الألم قلوب متساكنيه الذين لبّوا نداء «الجيرة» والواجب وتوافدت جحافلهم على البيت المتواضع لعائلة المومني لتواسي أفرادها في مصابهم الجلل.. هناك لا تسمع غير «الله يرحمو».. «كان وليّد باهي».. «حليل أمو مكسبها هو..» ..انتهت الجنازة ولم ينته الألم.. لم تنته الحسرة.. لم تنته الحيرة.. ظلّ الجميع يتساءلون عما حدث.. عن ملابسات الجريمة.. يرددون «علاش قتلوه»؟ سؤال هذا السؤال طرحناه بدورنا على عائلة الضحية.. على والدته وشقيقاته الخمس.. على والده عبر الهاتف باعتباره كان مقيما زمن زيارتنا للبيت بمستشفى القصاب لاجراء عملية جراحية على يده بسبب إصابته بكسر عندما حاول فض النزاع والدفاع عن ابنه ولكننا لم نعثر على الاجابة.. لم نعثر على ظالتنا ليظل الغموض يلف جانبا من الواقعة. تقول والدة الضحية: لقد عاد ابني من بنزرت في رخصة لقضاء أيام العيد معنا ليفرح معنا ولكنه في الحقيقة عاد ليموت هنا.. لتلطخ دماؤه هذه الأرض.. ليلقى حتفه على يد منحرف له «باع وذراع» في عالم الانحراف فهو من ذوي السوابق في العنف ولطالما روّع شبان الجهة». محاولة قتل وهنا تدخل الشاب رمزي الناوي وأعلمنا بأن القاتل كان حاول قبل أكثر من عام قتله بواسطة سكين حيث طعنه في الجهة اليسرى من وجهه (أنظر الصورة) وألقي القبض عليه ثم أطلق سراحه. وأعلمنا شخص آخر يدعى محمد الميلي باستهدافه للعنف من طرف القاتل أيضا. أما عبد الله المومني فقد أفادنا بأنه أصيب بكسر في هذه المعركة بعد محاولته فض النزاع (وكان بالفعل يحمل الجبس في احدى ساقيه) وكل هذه الشهادات في الحقيقة تبرز هاجس العنف الذي كان مسيطرا على المظنون فيه رغم صغر سنه مما دفعه الى الاعتداء في عدة مرات على أجواره قبل أن ينهي المشوار بجريمة قتل. أطوار الجريمة ونعود لأطوار الجريمة حيث أفادتنا مروى وهي إحدى شقيقات الهالك بأنها توجهت في حدود الساعة الثامنة الا ربعا من مساء يوم الخميس الى عطرية الحي فلفت انتباهها مجموعة من الشبان يتخاصمون فيما بينهم وكان من ضمنهم شقيقها محمد فسارعت بالعودة «وأشعرت والدي اللذين سارعا بدورهما بمغادرة البيت والتوجه الى المكان لفض النزاع الذي تحول الى معركة حامية الوطيس. وأضافت: لقد حاول والدي الدفاع عن شقيقي ورد الأذى عنه ولكن المظنون فيه الرئيسي أصابه في معصم اليد بآلة حادة فخلف له كسرا ثم استغل الفرصة وسدد لشقيقي طعنات بواسطة بقايا قارورة مهشمة أخطرها طالت الكلية». مشهد مؤلم تدخلت هنا الأم المكلومة بالقول: «لقد أحتضنت فلذة كبدي والدماء تنزف منه وحاولت إسعافه كذلك فعل والده ولكن حالته كانت تتدهور مع مرور الوقت حتى أغمي عليه وبحلول أعوان الشرطة طلبوا الاسعاف ونقل ابني الى المستشفى غير أنه فارق الحياة.. لقد كانت صدمة كبيرة فهو وحيدي.. وحيدي.. وحيدي». تنهمر عبرات الأم على وجنتيها.. وتنغمس في بكاء مرّ.. يخيم الصمت على البيت.. يطول الصمت ولا تقطعه غير أنفاس المعزين.. إنها المأساة فعلا التي حلت بهذه العائلة البسيطة. مأساة يقول السيد المنجي المومني (والد الضحية) في اتصال هاتفي معه صباح أمس: «إنها مأساة حلت بنا.. إننا نعيش في كابوس.. في ألم.. في حزن.. في حيرة».. ونتساءل لماذا كل هذا العنف.. لماذا كل هذا الظلم؟ لماذا قتل ابني وهو لا عملت إيدو ولا ساقو»؟ وأضاف: لقد علمت بوجود خلاف بينه وبين أحد الاجوار فسارعت بالتوجه على عين المكان في محاولة لفض النزاع ولكنني تعرضت للاعتداء وها أنا الآن بالمستشفى لاجراء عملية جراحية قبل أن يستهدف ابني بالطعنات ليلقى حتفه.. 5 إيقافات أمنيا علمت «الاسبوعي» أن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بسيدي حسين وحال تلقيهم لإنابة عدلية تولوا البحث في ملابسات هذه الجريمة ونجحوا في وقت قياسي في القبض على المشبوه فيه الرئيسي الذي تبين أنه أصيل منطقة عين دراهم وله قرابة دموية بالهالك كما أوقفوا أربعة أشخاص آخرين شاركوا في المعركة التي خلفت قتيلا ومصابين. ويبدو حسب بعض المعطيات المتوفرة أن خلافات قديمة قد تكون سببا في اندلاع الشرارة الاولى للمعركة قبل ان تتطور وتسفر عن قتيل في ريعان الشباب. صابر المكشر سعيد مشرقي (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي ( أسبوعية – تونس) بتاريخ 6 اكتوبر 2008)
تعرض بيع مصنع لتجميع الشاحنات والباصات … تونس تستعد لتجميع مليون سيارة إيرانية
تونس – سميرة الصدفي – الحياة عرضت تونس تخصيص أكبر مصنع لتجميع الشاحنات والباصات الذي تملكه «الشركة التونسية لصناعة السيارات»، بعدما باعت العام الماضي القسم الأول من الشركة المتمثل بالمباني الإدارية إلى مصارف محلية دائنة للشركة بـ 21 مليون دينار (19 مليون دولار). القسم الثاني في المصنع الواقع بين مدينتي سوسة والموناستير، كان يقوم بتجميع السيارات الفرنسية لدى انطلاقه في الستينات من القرن الماضي، ثم تحول منذ الثمانينات الى تجميع الشاحنات والباصات من طرازي «سكانيا» و «فولفو» السويديتين و «إيفيكو» الإيطالية. وتسيطر الشركة حالياً على 26 في المئة من سوق الحافلات في تونس وتستأثر بـ 58 في المئة من وسائل النقل الصناعية. وكان مُقرراً استكمال تخصيص الشركة قبل نهاية العام الماضي، بعد تكليف مصرف محلي إدارة العملية، إلا أن الحكومة لم تتلق سوى عرض واحد للشراء من مجموعة محلية، ما حملها على إطلاق عرض دولي. وقُدرت خسائرها في العام الماضي بـ 6 ملايين دولار، فيما قُدرت ديونها بـ70 مليون دينار (نحو 64 مليون دولار) إضافة إلى 37 مليون دينار (33 مليون دولار) مُستحقة لمجموعتي «إيفيكو» و «باصات إيريس». شراكة مع إيران من جهة أخرى، تعتزم تونس وإيران التعاون في تجميع السيارات والشاحنات الثقيلة. وقال برويز كاظمي مدير شركة تصنيع السيارات الإيرانية «إيران خودرو» لصحيفة «الخبير» الاقتصادية التونسية، أنه وقع مع مسؤولين تونسيين على اتفاق لتجميع مليون سيارة وشاحنة محلياً، وتصنيع قطع غيار السيارات وتصديرها انطلاقاً من تونس. وتُجمع الشركة الإيرانية سيارات مُجهزة بمحركات «بيجو 406» الفرنسية اعتباراً من العام 2002، وتُطلق عليها اسم «سامند»، وهي منتشرة بأعداد كبيرة في إيران وبلدان الجوار. وكثفت تونس عمليات التخصيص منذ مطلع السنة الجارية، شملت أربع شركات هي «الشركة التونسية للتأمين وإعادة التأمين» (ستار) التي اشترت مجموعة «غروبوراما» الفرنسية 30 في المئة من رأس مالها، و «البنك التونسي الكويتي» وفندق أبو نواس (خمس نجوم) في العاصمة تونس و «شركة المصانع الآلية» في الساحل، وهي أقدم مُجمع للتصنيع في البلد. وأُدرجت 30 في المئة من اسهم «ستار» في السوق المالية. واشترى مجمع «الوكيل» شركة المصانع الآلية» في الساحل التي أنشئت عام 1962، وشكلت النواة الأولى للقطاع الصناعي المحلي. وفازت مجموعة «لافيكو» الاستثمارية الليبية بصفقة فندق «أبو نواس». وقال رئيس المجموعة محمد العجيلي أثناء التوقيع إن مجموعته تعتزم توسيع استثماراتها في القطاع السياحي التونسي. واشترى «صندوق التوفير» الفرنسي 60 في المئة من رأس مال «البنك التونسي – الكويتي» الذي أنشئ في 1981، وأكد رئيس مجلس إدارته، الذي اختير رئيساً جديداً لمجلس إدارة المصرف شارل مييو، إن مجموعته تعتزم فتح 30 فرعاً له في تونس خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال لـ «الحياة» في مؤتمر صحافي عقده في تونس إن المجموعة تعتزم تكثيف استثماراتها في شمال أفريقيا وبخاصة في تونس وليبيا. وشملت عملية التخصيص أكثر من 205 مؤسسات ومنشأة عامة منذ انطلاقها حتى نهاية العام الماضي، وبلغت إيراداتها أكثر من 5.5 بليون دينار (4 بلايين دولار)، غالبيتها من قطاع الاتصالات في أعقاب بيع 51 في المئة من رأس مال «اتصالات تونس» لمجموعة إماراتية، فيما حل القطاع الصناعي ثانياً لجهة الإيرادات. وهناك مؤسسات كبيرة معروضة للتخصيص في مقدمتها مصانع «الشركة الوطنية لدواليب السيارات» (ستيب)، و «الشركة الوطنية لتوزيع النفط» و»الشركة التونسية للتنقيب» المُتخصصة بعمليات استكشاف مصادر الطاقة. كذلك تعتزم الحكومة بيع حصتها في كل من «الشركة التونسية السعودية للاستثمار الإنمائي» (ستوسيد) و «بنك تونس والإمارات» العام المقبل. واستكملت تخصيص «البنك الفرنسي التونسي» في ثالث خطوة من نوعها بعد تخصيص «الاتحاد الدولي للبنوك» عام 2004 و «بنك الجنوب» عام 2006. كذلك اشترى «بنك قطر الوطني» الحكومي حصة الحكومة القطرية في «البنك التونسي القطري» البالغة 50 في المئة» في إطار سياسته للتوسع في الخارج، وخفض اعتماده على السوق المحلية. وتملك الحكومة التونسية الحصة المتبقية.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2008)
خلية يقظة في البنك المركزى التونسي للمحافظة على مكاسب الاقتصاد التونسي
تونس 6 اكتوبر 2008 (وات) بادرت تونس بتعليمات من الرئيس زين العابدين بن علي باحداث لجنة يقظة لمتابعة الازمة المالية العالمية . وستتولى الخلية التي عهد للبنك المركزى التونسي الاشراف عليها مراقبة تطور الاسواق المالية العالمية عن كثب قصد التدخل في الوقت المناسب واتخاذ القرارات اللازمة بما يحافظ على مكاسب الاقتصاد الوطني. كما تم احداث لجنة للتقييم الى جانب اتخاذ عديد الاجراءات سواء على مستوى التصرف في الاحتياطي من العملة الصعبة للبلاد او على مستوى القوانين المنظمة للقروض السكن. واوضح السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزى التونسي في مداخلة حول تداعيات هذا الظرف ان هذه الازمة قد رسخت صواب خيارات تونس من خلال تدعيم اسس الجهاز المالي عبر توخى تمشيا تدريجيا للتحويل الجارى للدينار ولارساء البنك الشمولي مما يقيم الدليل على نجاعة المقاربة التى توخاها الرئيس زين العابدين بن علي . وحلل محافظ البنك المركزى بالمناسبة اسباب الازمة المالية العالمية وتاثيراتها على المستوى الدولي وتقييم تونس لخطورتها منذ بدايتها وتاثيراتها المحتملة على الاقتصاد التونسي والاجراءات المتخذة للغرض والدروس التي تم استنتاجها للاقتصاد التونسي. وفي حديثه عن اسباب الازمة اكد السيد توفيق بكار ان السبب الاساسي للازمة ناجم عن تكاثر قروض الرهون العقارية خلال السنوات الاخيرة وهي قروض منحتها البنوك الامريكية باسعار فائدة متغيرة ولفائدة حرفاء غير مضمونين وذلك في وقت كانت فيه نسبة الفائدة متدنية0 وقد تم تحويل هذه القروض الى سندات يتم تداولها في الاسواق المالية0 وبين انه حال ما رفع الاحتياطي الفيدرالي /البنك المركزى الامريكي/ في نسبة الفائدة الرئيسية في اطار تحكمه في سياسته النقدية اصبح حرفاء البنوك انفسهم غير قادرين على تسديد ديونهم. وحلل محافظ البنك المركزى الظروف التي كانت وراء بروز هذا النوع من القروض مشيرا الى ان الثورة التكنولوجية والانترنات في بدايات السنوات 2000 واحداث 11 سبتمبر اجبرت السلط النقدية الامريكية الى اعتماد مرونة اكبر في السياسة النقدية من خلال التخفيض في نسبة الفائدة الرئيسية من 5ر6 بالمائة سنة 2000 الى 1 بالمائة فقط في جوان سنة 2003 وهو ما كان وراء تطور القروض العقارية بصفة كبيرة. وقد ادى تطور نسب الفائدة الرئيسية للاحتياطي الفيدرالي التي بلغت 25ر5 بالمائة في جوان 2006 بالتوازى مع انخفاض اسعار العقارات بالولايات المتحدة الامريكية منذ سنة 2006 الى عدم قدرة المقترضين على تسديد قروضهم والى وضع الموءسسات المتخصصة في قروض الرهون العقارية في حالة افلاس او شبه افلاس وهو ما نتج عنه خسائر كبيرة للبنوك التي مولت هذه الموءسسات وساهمت في مضاعفة خطورة الوضع من خلال المطالبة بتسديد مسبق لقروض لم تكن موءسسات قروض الرهون العقارية قادرة على توفيرها. ومن جهة اخرى وباعتبار ضعف اسعار القروض وتقلص هوامش الربح وتراجع العمولات البنكية توجهت البنوك الدولية الى البحث عن موارد دخل جديدة. وهو ما حدى بها الى المخاطرة دون احتساب عواقبها جيدا . كما اضطرت بنوك الاستثمار الامريكية الى تسويق العديد من المنتوجات المالية المعقدة على غرار تسنيد قروض الرهون العقارية. وقد بدت هذه الهيكلة الجديدة للسوق التي تركزت في البداية على الهياكل شبه الحكومية جد مربحة وجلبت منافسة كبرى الموءسسات المالية. فقد مكنت عمليات التسنيد المقرضين من تعبئة عمولات اضافية على انشطة الاكتتاب دون ان تتعرض الى مخاطر الاقراض او السوق او السيولة باعتبارها تعيد بيع قروض كانت اسندتها. وقد تضاعفت اثار العدوى من خلال اختفاء المنتوجات المهيكلة لتفسح المجال لقروض الرهون العقارية التي اصبحت تمثل حيزا هاما من محافظ بنوك الاستثمار الامريكية . وهو ما يفسر افلاس بنك ليهمان بروذيرز وبير ستيرن واعادة شراء ميريل لانش من قبل بنك امريكا والصعوبات التي تشهدها موءسسات مالية اخرى. وقد ادى انخرام وضع الاسواق المالية الدولية وتوسع هذه الازمة الى النظام البنكي الاوروبي وتواجد مناخ من عدم الثقة الى تدخل السلطات الامريكية والاروربية بقوة من خلال تعويم في مرحلة اولى الاموال الذاتية لبعض الموءسسات المالية الستراتجية على غرار /فاني ماى/ و/فريدى ماك/ و/ايجي/ ثم اقرار خطة انقاذ بقيمة 700 مليار دولار لرسملة البنوك التي تشهد صعوبات. وتعرض محافظ البنك المركزى الى انعكاسات الازمة على المستوى الدولي فاكد انه بالاضافة الى الخسائر الهامة التي تم تسجيلها من قبل اهم البنوك الدولية والتي تجاوز حجمها 500 مليار دولار وذلك دون احتساب الخسائر الاضافية المحتملة والصعوبات التي من المتوقع ان تواجهها كل من الخزينة الفدرالية والبنوك المركزية لاهم البلدان المصنعة والمتعلق باصابة الاسواق النقدية الدولية بالشلل الكامل. وبين انه « في الحقيقة فان حالة عدم الثقة القصوى التي تسيطر حاليا على الاسواق انعكست سلبا على درجة السيولة رغم التدخلات المتتالية للسلط النقدية لضخ اعتمادات هامة مما يفسر استمرار الفارق الهام بين النسب المطبقة على مستوى هذه الاسواق والنسب الرئيسية لاهم العملات. ومن مخاطر هذه الازمة ايضا شد الاقتصاد العالمي الى الخلف اذ لايزال طيف ازمة النظام البنكي الياباني التي امتدت تاثيراتها لاكثر من عشر سنوات يسيطر على الاذهان0 كما من شان هذه الازمة ان تصحح العديد من الخيارات والتوجهات على المستوى العالمي. وجاءت ازمة قروض الرهون العقارية نتيجة تقاطع بين ظاهرتين تهم الاولى توجه بنوك الادخار نحو قطاع السكن فيما تتعلق الظاهرة الثانية في استعمال دون حواجز لتقنيات مالية جد معقدة وغالبا دون شفافية على غرار التسنيد وهو ما ادى الى تعميق الهوة بين الاقتصاد الحقيقي والاقتصاد المالي. وعبر عن اعتقاده بان هذه الازمة ستوءدى الى اعتماد تشريعات اكثر صرامة في هذه المجالات كما ستفرض على السلطات النقدية اعادة توجيه البنوك نحو تمويل قطاعات الاقتصاد الحقيقي على غرار الانشطة والاقتصاد في الطاقة والتكنولوجيات الحديثة الى غير ذلك وهي انشطة لا تقبل البنوك على تمويلها حاليا. وردا على سوءال حول تقدير خطورة الوضع منذ البداية اوضح السيد توفيق بكار انه تم تقييم حجم الازمة منذ اندلاعها مبينا ان اولى البوادر المنبئة بحدوث ازمة مالية خطيرة بدات تلوح خلال شهرى جويلية واوت بينما كانت تونس في بصدد اصدار قرض رقاعي على السوق اليابانية فقد كان هامش القرض خلال تلك الفترة تتراوح بين 45 و50 نقطة قاعدية غير ان البنك المركزى قد اضطر الى التنازل عن 25 نقطة قاعدية في سبيل تعبئة الموارد المطلوبة علما وان بعض البلدان والهيئات المالية لم تتمكن من النجاح في اصداراتها. واضاف انه تم اثر ذلك وبتعليمات من الرئيس زين العابدين بن علي بعث لجنة تقييم ومتابعة واتخاذ جملة من الاجراءات سواء على مستوى التصرف في المدخرات من العملة الصعبة في البلاد او على مستوى تنظيم واسناد القروض الخاصة بالسكن واكد اهمية التمييز بين الاثر المباشر والاثر غير المباشر او بعيد المدى عند تقييم التداعيات المحتملة للازمة على الاقتصاد التونسي. ولاحظ ان هذه الازمة نجم عنها مباشرة ارتفاع هامش اعتماد القروض المعباة في السوق المالية الدولية وخاصة في البلدان الصاعدة مذكرا انه لاول مرة لم تنطلق هذه الازمة من البلدان الصاعدة على غرار ازمة جنوب شرق اسيا او ازمة الديون المكسيكية. وافاد على سبيل المثال ان هوامش الاصدارات التونسية والتي انخفضت الى حد 40 و50 نقطة قاعدية بالنسبة لمرحلة النضج والمقدرة من 5 الى 10 سنوات تجاوزت في اوج الازمة وعند افلاس بنك لاهمان بروذيرز 200 نقطة قاعدية وهو ما ادى الى امتناع تونس عن الخروج الى السوق المالية الدولية خلال سنة 2008 كما اقترح البنك المركزى عدم الخروج كذلك بالنسبة لسنة 2009 والاقتصار في تعبئة الموارد الضرورية لميزانية الدولة بصفة استثنائية على السوق المحلية خاصة وان الوضع الداخلي يتسم بفائض من السيولة منذ بداية سنة 2008 ولا بد من التذكير حسب محافظ البنك المركزى بان الهيئات المالية التونسية لا تستخدم بصفة مكثفة التقنيات التي كانت سبب الازمة وفي تفاقم الهوة بين الاقتصاد الحقيقي والمالي على غرار التسنيد المهيكل نظرا لكون عملية توظيف البنوك الوطنية لارصدتها من العملة الصعبة في الاسواق المالية الدولية تخضع الى قواعد صارمة. وفي ما يتعلق ببورصة تونس فان حصة الاجانب في رسملة البورصة والمقدرة ب25 بالمائة يمتلكها مساهمون ذوى مصداقية عالية وليسوا مستثمرين ماليين مما يضفي عليها بعض الاستقرار ويجعلها في مامن من مخاطر العدوى. اما بالنسبة الى الانعكاس غير المباشر فيقول السيد توفيق بكار انه من البديهي اذا دخل الاقتصاد العالمي مرحلة ركود فان الاثر سيكون مباشرا على الاقتصاد التونسي لا سيما وانه اقتصاد يتميز بالانفتاح على الخارج مبينا انه في نهاية الامر لن يبقى اى بلد في مناى عن هذه الازمة التي يقارنها عديد المختصين بازمة 1929 وفي حديثه عن منوال التنمية بالنسبة لسنة 2009 اوضح محافظ البنك المركزى ان الدولة تتوقع ارتفاع نسبة النمو لتصل الى حدود 6 بالمائة مقابل 1ر5 بالمائة مقدرة لسنة 2008 معتمدة في ذلك على تطور الطلب الخارجي وهو ما يحتم على تونس الرفع من قدرتها التنافسية. وبشان الاجراءات التى اقرت لمجابهة هذه الازمة اوضح السيد توفيق بكار انه تبعا لتنامى هامش القروض وانعدام الثقة فى اسواق روءوس الاموال تقرر اتخاذ جملة من الاجراءات على صعيد التصرف فى مدخرات البلاد من العملة الصعبة وهى /اولا عدم اللجوء الى الاسواق المالية الدولية سنتى 2008 و2009 و/ثانيا توجيه عمليات توظيف العملة فى البنك المركزى التونسي نحو ادوات الاستثمار الاكثر امنا وهى رقاع الخزينة بالاورو وبصفة اقل بالدولار الصادرة عن اهم الدول الصناعية والمتحصلة على ترقيم مالي « اى اى اى ». والملاحظ ان تونس ليس لها اى توظيف مالي فى بنوك بيير ستيرم وليمان براذيرز ومريل لانش او فورتيس وهى البنوك المتضررة بازمة قروض الرهون العقارية. فعلى المستوى الوطنى تم اقرار جملة من التدابير منها التمديد فى فترة قروض السكن التى يمنحها بنك الاسكان من 15 الى 25 سنة مع التوجه نحو النسب القارة وهو قرار اتخذه رئيس الدولة فى شهر افريل 2008 بهدف المحافظة على قدرة الاسر على التسديد وتجنيبها مخاطر ارتفاع نسب الفائة وكذلك فى اتجاه صيانة متانة الجهاز المالي. وعلى صعيد الاقتصاد الكلي وفى المدى المتوسط والطويل فان الامر يتعلق بمواصلة برامج تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد الوطنى وترشيد النفقات والسيطرة على الاعباء قصد تعويض اثار الركود العالمي بالحصول على حصص جديدة فى الاسواق العالمية للتصدير. وحول سوءال يتعلق بمدى استخلاص الاقتصاد التونسي العبرة من هذا الوضع اوضح السيد توفيق بكار ان هذه الازمة اثبت جدوى الخيارات التى اقرتها تونس بهدى من رئيس الجمهورية على صعيدين اثنين . اولا توخى تونس تمشيا تدريجيا على درب التحويل الجارى للدينار حيث ارتكزت على تصور يولى الاولوية للعمليات الجارية والمرتبطة مباشرة بجهاز الانتاج ويفتح المجال تدريجيا بالنسبة للعمليات المتعلقة بحساب راس المال. كما كانت تونس دائمة اليقظة ازاء تدفق روءوس الاموال على المدى القصير بحكم قابليته للتلاشي والتبخر وما ينجم عن سحبه المفاجىء والمكثف من انخرام للاقتصاد. اما العامل الثانى فيتمثل فى توخى خيارات صائبة على الصعيد البنكى اذ اقرت تونس البنك الشمولي عوضا عن صيغة بنوك الاستثمار. وقد بينت هذه الازمة صواب هذه الخيارات اذ ان بنكى الاستثمار فى امريكا وهما غولدمان ساش ومورغان ستانلي تسعيان الى الاستناد الى بنك تجارى والتحول بالتالي الى بنك شمولي. واكد فى هذا الصدد اهمية توفر موارد متنوعة للبنك حتى يدعم موارده ويوءمن رصيدا من المدخرات الثابتة وهو ما جعل تونس تسعى الى تحويل بنوك التنمية الى بنوك شمولية على غرار البنك التونسي الكويتى والبنك التونسي الاماراتى والبنك التونسي القطرى. ولاحظ ان هذا التمشي لا يعنى الاستغناء عن مهمة الاستثمار او التنمية بل يتعين تدعيمها مع الاستناد الى تعبئة الموارد الثابتة فى اتجاه جعلها اداة لمعاضدة الاستثمار الحقيقي وليست فى خدمة الاستثمار المالي غير الحقيقي والمضاربات. وبين انه ازاء حدة الوضع على الصعيد الدولي ولتجنب الاثار التى قد تلحق الجهاز البنكى و بالتالي الاقتصاد التونسي فى مجمله فانه تم بتعليمات من رئيس الجمهورية احداث خلية يقظة تخضع للبنك المركزى التونسي لمتابعة عن كثب تطور الوضع فى الاسواق المالية الدولية. وتتمثل اهدافها فى اتخاذ الاجراءات الضرورية للمحافظة على مكاسب الاقتصاد التونسي. (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 06 أكتوبر 2008)
المسألة الوطنية: طريق جورج عدة من اليهودية إلى الإنسانية التقدمية
زهير الخويلدي » تونس هي بلدي والشعب التونسيّ هو شعبي، غير أنّ اعتقاداتي ليست اعتقادات أمّي وأبي. كلّ النساء وكلّ الرجال الذين يكابدون الجور السياسيّ والاجتماعيّ هم إخوتي وأخواتي. عرفْتُ سجون المستعمرين الفرنسيّين ومنافيهم ومعتقلاتهم من أجل تحرير بلادي. واليومَ، أرى من الواجب أنْ أساند الشعب الفلسطينيّ المعذّب المظلوم… » جورج عدة[1] فقدت الساحة الثقافية والسياسية في تونس في ساعة متأخرة من ليلة الأحد 28 سبتمبر 2008 واحد من أهم الرواد الذي ينتمي إلى جيل الثلاثينات الذهبي ومن أصدق المناضلين الذين قدموا حياتهم بطولها وعرضها فداء للوطن وتضحية من أجل المصلحة المشتركة وهو المناضل الكبير جورج عدة الذي ولد عام 1916 في تونس وقد أفنى عمره مواكبا فاعلا ومشاركا في المنعطفات السياسية والاجتماعية والحقوقية التي شهدتها البلاد . الأمر الرائع الذي يجلب الانتباه أن أصوله اليهودية لم تمنعه من ربط شبكة من العلاقات الواسعة والصداقات الحميمية بمختلف شرائح الطبقة السياسية والتي وصلت إلى حد الاندماج والانصهار في صلب الحزب الشيوعي التونسي- حركة التجديد حاليا- والمشاركة في النضال ضد الاستعمار الفرنسي في إطار حركة التحرر الوطني التونسية، وقد تسبب له ذلك في وضعه قيد الإقامة الجبرية في مدينتي زغوان وباجة وأبعاده إلى الجزائر قبل أن يعود ويواصل كفاحه ثم يتم نفه مع مجموعة من رفاقه في الجنوب التونسي ولم يطلق سراحه إلا سنة واحدة قبل استقلال تونس 1956 وبالتالي فانه قد قضى خمسة عشر سنة في النفي القسري ولم يزيده الإبعاد في الصحراء والعزل الإكراهي إلا تشبثا بالحقوق الوطنية للتونسيين وإيمانا بالمبادئ الأممية التي آمن بها ورغب في أن ينشرها في المجتمع التونسي وخاصة الحرية والاستقلال والسيادة والوطنية والتعايش والتسامح والعلمانية والتنوير والحداثة. ومن خصال الرجل رفضه الوقوع في مطب التجنيس الذي انساق إليه وأيده العديد من الناشطين من أبناء ملته ومعارضته الشديدة للحبيب بورقيبة الذي كان غرضه آنذاك الاستفراد بزعامة الحركة الوطنية تحت قيادة الحزب الحر الدستوري الجديد وقد صرح في أحد المناسبات ما يلي: » لقد ناضلنا وراء الزعماء الوطنيين بقيادة بورقيبة ضد الاحتلال الأجنبي وعارضت بورقيبة رئيسا بسبب أخطائه ومنها قيامه بإلغاء التعددية السياسية والحزبية… ». بينما كان جورج عدة منتخبا كاتبا عاما مساعدا في الحزب الشيوعي التونسي يؤمن بالتعددية والإصلاح الديمقراطي وترجم ذلك بالحضور البارز في منتديات أحزاب المعارضة التونسية وهياكل وأطر الاتحاد العام التونسي للشغل وتقديمه العديد من المداخلات كلها تكرس مبدأ المواطنة وتدور حول دولة القانون وتدعو إلى نبذ العنف وتتمسك بالعدالة الاجتماعية كمدخل إلى التمدين والتطوير في العلم العربي، وقد عرف عن الرجل إخلاصه العميق للقضية الفلسطينية ودفاعه عن الحقوق الشرعية للسكان العرب وخاصة حق العودة وتقرير المصير ودعوته إلى إعطاء الفلسطينيين مواطنة كاملة في إطار دولة علمانية ديمقراطية تقدمية وبالتالي كان من المعادين للفكر الصهيوني المنتصرين للثقافة اليسارية داخل الفكر اليهودي المشهود لها بالجنوح نحو السلم ونبذ الحرب والغطرسة والاستيطان وسياسة العزل والإبعاد والتهجير، في هذا السياق يقول ما يلي: » ينبغي أنْ نذكّر الغرباء الذين جاؤوا، منذ نصف قرن، لاحتلال فلسطين، بهذه المعطيات، وكذلك الرأي العامّ الأوروبيّ والأمريكيّ. ينبغي أنْ نذكّر، أيضا، بأنّ للنّاجين من الهولوكست ولأحفادهم حقوقا لا تسقط بالتقادم. فلهم الحقّ في العودة إلى أوطانهم الأصليّة في أوروبا. ولهم الحقّ في التعويض عن أراضيهم المنتزعة. ينبغي أنْ نذكّر، أيضا، وبلا تراخ أنّنا لم نر، قطّ، فلسطينيّا أو عربيّا دفع شخصا من ديانة يهوديّة أو من أصول شعائريّة عبرانيّة في أفران الغاز… »[2] من المعلوم أن معظم اليهود التونسيين يعيشون في جزيرة جربة وهم جزء من المجموعة الوطنية ولهم معبد الغريبة يمارسون فيه قداسهم ومن الطبيعي أن يسهموا في الاستقرار والتطوير في عدة مجالات وخاصة الاقتصادية والثقافية وأن عائلة عدة هي عائلة يهودية تقدمية أنجبت الشخصية الحقوقية المعروفة سارج عدة وهو ابن جورج عدة وهو الرابطي والإعلامي اللامع الذي انتمى إلى الهيئة التنفيذية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كان قد توفي هو الآخر سنة 2004 في باريس بعد أن يترأس قناة تي ف 5 موند. وقد ساهم اليهودي التونسي المعادي للصهيونية كما يسمي نفسه وأبرز وجوه اليسارية التي لا تجامل ولا تعادي والمؤمنة بحقوق الشعب الفلسطيني الشهيد – ربما قد تأثر بكتاب المناضل الوطني الكبير عبد العزيز الثعالبي تونس الشهيدة- في الحركة الوطنية والمسيرة الديمقراطية في تونس في إطار الحركية التي شهدها المجتمع المدني بعد تشكل دولة الاستقلال وقد ساهم مع عدد كبير من المثقفين والحقوقيين في تأسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في السبعينات وكان قريب من فضاءات الحزب الشيوعي التونسي مدافعا عن العمال ومؤمنا بضرورة احترام الإطار القانوني المشترك الذي ينظم العلاقات بين الناس ومؤكدا قدرة الإنسان على التواصل مع الآخرين بمعزل عن الانتماء العرقي وخارج إطار المعتقد الديني. ان شخصية جورج عدة هي مثال لليهودية الوطنية في تونس التي صنعت من المسألة الوطنية جسر عبور من اليهودية إلى الإنسانية التقدمية و جعلت من التنوع إثراء والاختلاف رحمة والمغايرة تكميلا وهو عبرة ودرس مستفاد لكل العقلاء من أجل حسن الظن بالمغاير في العقيدة والتوقف عن النظر إليه بعقلية الذمي ودعوة لكي نتشبث بالتعددية ونفعل التخاصب والحوار العقلاني بين المكونات المختلفة للوطن الواحد لكي نجعل المشترك الوطني والحضاري هو العروة الوثقى التي يعتصم بها الجميع ضمن مقولة العيش سويا. رحم الله جورج عدة فقد كان خير مثال لذلك الإنسان الحر الذي يتعالى عن منطق الملة ويجعل من المسألة الوطنية والإنسانية التقدمية شغله الشاغل، لقد كان حريصا على الاختلاف وتشجيعه لثقافة التنوع والتعددية عبر أحسن تعبير عما قل الفيلسوفة الألمانية من أصل يهودي حنا أرندت: »ان التعدد هو الشرط الضروري للحياة الإنسانية »؟ فمتى يعلم البعض مما ضم مجمعنا أن التماثل والتشابه في الدين واللغة والعرق لا يصنع بالضرورة وحدة وأن التنوع والتعددية هي الشرط الضروري لبناء الفضاء المشترك؟ كاتب فلسفي
«القلب الميّت» ما نفع العلم وما فائدة التكنولوجيا إن لم ننجح في توظيفهما لخدمة الشعائر الدينية؟
سؤال يتبادر إلى الذهن عندما نشاهد حالة الفوضى التي عاشها العالم العربي والإسلامي مؤخرا ويعيشها كلّما حان موعد رصد هلالي رمضان وشوّال على اعتبار أن دخول شهر رمضان وخروجه هما أهمّ حدثين دينيين يشدّان الناس للرصد… والحمد لله على ذلك وإلا تخيّلوا حالة الفوضى إن نحن ارتبطنا بالأشهر القمريّة على مدار السنة… تخيّلوا كيف ستكون حال الالتزامات المهنية والمالية والاجتماعية في ظلّ حالة الشكّ التي تلازم الناس كل شهر… تخيّلوا حال المواعيد التي ان ارتبطت بأيام الأسبوع فإنه من الصعب ضبطها بتواريخ الشهر تخيّلوا كل ذلك واحمدوا الله على ما نحن فيه. لقد وظّف الفقهاء وعلماء الدين كل ما في التكنولوجيا لخدمة الدين… استخدموا مكبّرات الصوت وقارىء الاسطوانات ومواقع الانترنيت والأقمار الصناعية… لكنهم رفضوا الإذعان إلى حسابات فلكيّة يعرفون حقّ المعرفة أنها مضبوطة ودقيقة أدق من ساعاتهم التي يعتمدونها لرفع الآذان الذي بدوره تضبط روزنامته السنوية وفقا للحسابات الفلكية. أتساءل ما نفع العلم وفائدة التكنولوجيا يا ترى عندما يصرّح بعضهم أنه شاهد الهلال مغرب الاثنين في الوقت الذي تؤكد كل الحسابات الفلكية الدقيقة أنه يستحيل رصده اعتمادا على معطيات علميّة مؤكدة… … ثم أتساءل عن حال ذاك الرجل الذي أعلن ذلك عندما يقابل وجه الله كيف سيجيب إن سئل عن الدوافع التي جعلته يكذب على ملايين المسلمين ويدخل البلبلة ويزرع الشقاق بين ملايين أخرى…؟ والمؤكد أنه ليس الوحيد الذي سيحاسب على ما سببه من فرقة بين المسلمين… أتساءل غير مستغرب لسبب بسيط وهو إن كان هناك شيء مؤكد فيما يجمع بين دولنا العربية من توافق فهو اتفاقهم على أن لا يتّفقوا. تلك هي حال العرب والمسلمين الذين اختاروا نهج نفس نهج العرب… والمؤكد أنه عندما يتّفقون في يوم ما على إقرار ضوابط موحّدة لرصد الهلال وعندما يسمح فقهاؤهم وقياداتهم لشعوبهم كي تحتفل سويّا بالعيد… يومئذ اعلموا جيّدا أن إسفين إسرائيل المدقوق في قلب العالم العربي النابض سينزع وأن هذا القلب ستعود له الحياة من جديد… وفي انتظار ذلك سنظلّ نحيا «بقلب ميّت». حافظ الغريبي (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي التونسية بتاريخ 06 أكتوبر 2008)
الشعائر الدينية وأثرها في الحياة العامة (6) وحدة الأمة بالحياة تعاونا وتناصرا
د. حسن الترابي من نفس واحدة شق الله زوجين ذكرا وأنثى، وجعل بينهما مودة ورحمة، ومعاشرة وشهوة، مواطأة مهادا لإخراج ما خلق من ولد، ومن نسل الأولاد والأحفاد المتنابت المتكاثر تخرج الشعوب تنتشر في الأرض ألوانا وألسنة في مناخات وعلى فرص مما سخر الله لهم من أسباب الرزق وما ينبسط فيهم من العلم والنمو، وما يظهر من الثقافة والحضارة تنوعا وتفاوتا، وكل ذلك التباين من العرق واللسان والمناخ والأرض والمعاش والعلم والثقافة ابتلاء، هل يفتن الناس به فيتفاخرون ويتنافرون ويتخاصمون ويتصارعون ليسقط الإنسان، أم يتجاوزونه ويرجعون إلى أصول الإنسان الواحدة وإلى الله الخالق الواحد ويتحدون كاتحاد الذكورة والأنوثة الذي يخرج ولدا ليثمروا بالتعارف والتزاوج والتخالط والتآلف والتعاون والتجاور والتبادل وحدة بني الإنسان في سلام؟ فالمؤمنون إخوة بالفطرة الإنسانية والمرجع إلى الله خالقا وهاديا ومبتليا وحاشرا عنده يوم القيامة، وهم أمة عبر قرون التاريخ وأقاليم الأرض وفوارق الأحوال. الذكر والصلاة توحيد للقلوب وذكر الله شعيرة دينية راتبة، فهو يلازم المؤمن في نفسه وعلى لسانه يرده إلى مراجع الوحدة إلى إخوانه، ويملأ علاقاتهم بكلمات التحية سلاما من الله، والدعاء بعضهم لبعض، ويثير فيهم التعامل والتساؤل للاشتراك في العلم والرزق الوارد من الله، ويحيي بينهم الأعراف والتقاسم والتعاهد بالله لربط المواثيق في ذات بينهم، ويحملهم على التداعي معا في شأن الله يتلون قرآنا أو قولا مسنونا أو يتفقهون في الدين والذكر معا ببعض المعهود الراتب نطقا وبعض حركة الجسد المعروفة رقصا مما ألف المسلمون في حلقات الذكر الصوفية تشد بعضهم إلى بعض وتجمعهم على معنى واحد، ولكن ذلك الذكر الجماعي قد تطمس وقعه الرتابة والكركرة فيصبح محض أصوات منغومة وصور حركة منظومة بلا تذكر أو تفقه للمعاني ولا تأصيل لرابطة إلا غاشية عصبية عمياء لا تتجرد بأهلها تحريا عدلا للحق ولا تقدمهم جماعة متحدة إلى مقاصد الخير، بل تجمد بهم عند إشباع عاطفة الانتماء لولاء واحد صما بكما عميا قعودا عن الحق والخير في الدين. والصلاة إلى القبلة توحد المصلي إلى أمة المسلمين، لأنه يولي وجهه معهم شطر قبلة واحدة لا يلتفت عنها، يلتزمها رافعا يديه وواضعا أصابعه ويعبر بها عن التصويب إلى وجه الله بكل وجدانه متثبتا يراغم نوازع الشيطان الصارفة، عالما أن عالم المسلمين كافة يشيرون مصلين إلى ذات المركز رمزا لتوحيد الله ووجهة الحق في الحياة وللوحدة بينهم في الله، وحركات الصلاة المتميزة شعيرة دينية لا تبدو أسبابا لأي غرض في المعاملات أو مقصد في المساعي الدنيوية، وبذلك تبرز المصلي من سائر الناس حوله مسلما يتعرفه بتلك السمات إخوانه ولو كان في غمر حشد من مجهول البشر. صلاة الجماعة توحيد للجوارح وصلاة الجماعة سنة مؤكدة، هي فرض لظهر يوم الجمعة، وصلوات العيدين والاستسقاء والخسوف والكسوف والتراويح في رمضان سنن يؤكدها العرف، وكل ذلك تداع إلى المسجد العام مقام الجمع للمؤمنين المصلين سعيا من مواقعهم المتفرقة مساكن ومعامل استجابة للأذان المنادي « حي على الصلاة »، فإذا هم حركة تدب بكل الشوارع والدروب قادمة نحو مركز العبادة الموحدة كأنها خطوط شرايين تسري في جسم المجتمع المؤمن لتنعقد عند عقد الصلاة في قلب واحد، ويصطف المصلون في نظام يوحدهم جميعا على نسق لا تنماز فيه أقدار الأوضاع الاجتماعية أو رتب المناصب السياسية أو درجات المكاسب العلمية أو المالية، بل يتراصون القدم إلى القدم والكتف إلى الكتف ليس بينهم ثغرة لشيطان الفتنة. وكذلك النظام في صلاة الجماعة إمامة وتباعة يؤمّن الوحدة بينهم ويزكيها، الإمام يقدمونه طوعا رمزا للجماعة وقائدا وضامنا لوحدتهم بمبادرة التكبير جاهرا والقراءة الجهرية لهم جميعا، ويسوق حركتهم في الصلاة، يراعي حالهم حتى يعلن قبلهم الختام بالسلام، والمأمومون حركتهم وراء الإمام متوازنة متسقة بكل أقوالهم وأوضاعهم قياما وركوعا وسجودا وقعودا عبر كل الصلاة إلى الجلوس الأخير، والتحايا والسلام المتبادل جهرا ومواجهة بينهم عند المنتهى، وقد يبقى المصلون معا في شيء من الذكر إذا قُضيت الصلاة وقد يَعرض بينهم أنس عفو أو مخاطبة أو مشاورة أو معاقدة على نكاح قبل الانفضاض والتفرق بعد الوحدة عودا إلى المنازل والمواقع، وطوال الصلاة كانت كلمتهم المسموعة واحدة تكبيرا وتأمينا بعد قراءة الفاتحة جهرا وسلاما، وكانت هيئة حركة الجوارح واحدة لا يتسابقون ولا يتفاوتون كثيرا، وصفهم منتظم يرعاه الإمام لا يبرز أحد أمام الصف الأول ولا يتخلف عن الأخير شاذا معتزلا، وينتشر المصلون في الأرض خارجين من المسجد وقد زكت فيهم عبادتهم مشاعر الوحدة التامة، والمسجد هو المصلى الجامع للمسلمين عادة في وسط المدينة حسب أعراف خطط مدن المسلمين، بذلك يقربهم من سواء وله أبواب شتى وصحن ومنبر واحد، والمساجد غالبا عامرة بصلاة الجماعة الموحدة، والرأي الأوفق ألا تتكرر الصلاة، بل تؤدى لوقتها مرة واحدة وراء إمام واحد حتى لا تقوم صلاتان في المسجد بفرض واحد، ولئلا يعهد المسلمون شق نظامهم هونا. بالصوم والحج تتأكد الوحدة والصيام كذلك وحدة بين المؤمنين يتحرون هلال رمضان في الأرض معا ثم يصومون، يجوعون معا، الغني ذو الطعام الوفير والفقير ذو المسغبة، ويكفون عن شهوة المواطأة الزوجية معا، المتزوج كالأعزب سواء، ويكفون عن الكلام الذي يثير الفتنة ولو وقع ابتلاء يستفز رفثا أو سبابا، بل يُلتزم الكلام الطيب الذي لا يفسد ذات البين، والصائمون يفطرون معا ويتسحرون لميقات واحد، وقد تنعقد منهم لذلك بالعرف جماعة، ومواقيت الموائد لغير رمضان متفاوتة، والصوّم يصلون التراويح بعد العشاء معا بأكبر من أي صلاة جماعة أخرى غير الجمعة. والوحدة في ضبط الغذاء تذكر الصوّم الأغنياء بحال إخوانهم المحرومين وتجعلهم أجود ما يكونون في رمضان، وصلاة العيد تخرج المؤمنين جميعا إلى موكب واحد وفيهم العواتق الحيّض اللاتي يتقين عين الصلاة لكن يشهدن الخطبة وما حولها، وهتاف العيدين واحد هو التكبير ثم يسمعون بعد الصلاة خطبة فيها شأن لهم جامع، وفي تلك الساحة تتوارد بينهم الصدقات يحرضون عليها بعد زكاة الفطر التي تقربهم وتيسر لهم جميعا ذات الزي الجديد وصافي التآخي صباح العيد، ولذلك في العرف بعد الصلاة أن يتعافى المسلمون ويتزاوروا ويتهادوا ويتبادلوا التحايا ولو بالبطاقات عبر الأرض، وأن يدعوا جميعا أن يأتي كل عام ويحل كل عيد تال وهم خير مما كانوا حاضرا. أما في الحج فوحدة المؤمنين تتجلى من كل أمتهم يسعى حجاج يمثلون شعوبها بمختلف الذكورة والأنوثة والألوان والأعراف والألسن والأحوال والثقافات، يتوافدون نحو محور واحد يحصرهم فيه قطر من المواقيت المكانية وراء أقطارهم المتعازلة المتفارقة، وهم لوقت واحد في شهر حرام وأيام معلومة بزي واحد أيام الإحرام رءوسهم حاسرة شعورها إلى حلاقة معا وهم يتحللون، طعامهم واحد من كثرة الهدي ووفرة اللحم للجميع، وحركتهم واحدة مرسومة في الأرض الحرام من جبل عرفة والمزدلفة ومنى وفي المطاف والمسعى والمصليات شعائرهم منظومة ترتفع منهم الأصوات بذكر واحد يلبي لرب واحد له الحمد والنعمة والملك بلا شريك، ويفيضون من عرفات حشدا واحدا يسعى غدوا ورواحا إلى الحرم أو الجمرات والإقامة في منى على الأرض سواء قريبا بعضهم إلى بعض. والصلاة تتواتر منهم في البيت الحرام مثابة وأمنا للطائفين العاكفين الركع السجود، ولا رفث ولا فسوق ولا جدال ولا صراع مهما ازدحم الحشد في ساحة المشاعر المحدودة وأوقاتها المعينة، وحين تقابلهم رموز الباطل في الجمرات يرمونها بالحصى عن حلقة وصف واحد يقذفون الأصغر والأوسط والأكبر من رموز الشيطان لينقلبوا على الشيطان وأوليائه وهم راجعون، وفي الحج منافع بين المؤمنين يتبادل الناس تجارة ويشتركون متاعا ويديرون مداولات ومساومات لتعاطي الخبرات والخيرات ويتعارفون ويتناقلون خبر بلادهم ووعودها الطيبة وهمومهم في وجه الأزمات والعداء. كذلك شعيرة إيتاء المال زكاة أو صدقة أو وقفا أو تهاديا للتكافل والتحاب لدائرة تصل أولي القربى وتتسع لكل الفقراء والمساكين ولابن السبيل السالك عبر الأرض وتفيض إحاطة بالأمة ومن ورائها للإنسان، يستشعر المؤمنون الوحدة بين أطرافها تطهر المعطين وتزكيهم وتسعف المتلقين وتصلح حالهم. حياة المسلمين العامة.. شعائر للوحدة كذلك سائر حياة المسلمين العامة بما تمثل لهم الشعائر المسنونة وتزكي فيهم، تتجسد في علاقاتها الوحدة المؤسسة أصلا على عقد الإيمان جميعا بالله الواحد لا تفتنهم عنه التعلقات بأرباب شتى وعلى هدى الشرع الواحد من القرآن الذي يصلون لله بتلاوته ويصومون لأجل ذكرى نزوله ويحجون إلى متنزله بين مكة حيث يحجون، وبين المدينة حيث يزورون مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وعندهم بما ترسخ الشعائر وجهة الحياة وقبلتها واحدة وابتلاءاتها وتكاليفها واحدة حتى درجة الزهد في حب المال صدقة والكف عن شهوة الطعام والنكاح صياما ورد النفس كلها إلى خالقها استشهادا في صف كصف الصلاة، والمصير إلى الله كحشر الحج واحد لكن في ساحة حساب يَحشر فيها كل العالمين أصحاب الجنة يزفون إليها إخوانا متقابلين وأصحاب النار يحشرون إليها أفواجا متلاعنين متخاصمين كما أفسد ذات بينهم في الدنيا الإشراك وضلوا عن الوحدة وتوحيد الله. فالحياة السياسية ليست سوقا للفتن والمطامع والصراع على شهوات السلطة، بل يتداعى فيها المسلمون ليؤسسوا كالصلاة جماعة واحدة في أرض واحدة يهاجرون إليها كالسعي إلى الحج والصلاة ويقومون عليها بالجهاد يدفعون الشيطان ليجمعوا حرما مؤمنا وتسود بينهم روح الوحدة والمساواة التي تصف المصلين الطائفين، وعلى نظام حياتهم العامة سلطان جامع تمثله من حيث قرار الشأن والأمر العام جماعة من أولي الأمر تدور بينهم الشورى لينعقد الإجماع، ومن حيث الأمر متنزلا على المواقع نافذا بسلطة ولي الأمر يُولى ويُضبط عن إجماع، ومن حيث الأمر منزلا على المخاصم حكما قضاء يهديه الشرع والإجماع ليقضي ويصلح ذات البين، وذلك كما يختار المصلون إمامهم ويتبعونه بتذكير لازم لأي سهو في تلاوة أو حركة. والحياة السياسية عموما بين المسلمين دائرة تناصح وتآمر بالمعروف وتناهٍ عن المنكر لا تفرقهم عصبية مذاهب ولا أهواء مصالح، فهم حزب الله لا يتشاقون أحزابا كل بما لديهم فرحون، ولكنهم أحرار يجتهدون ويتناظرون في أمان وسلام كجماعة الحجاج. والمعاش حياة بين المسلمين في جماعة موحدة لا تتشاح نفوسهم ولا تتجافى أفرادا، بل يتبارّون في جماعة، لا يفتنهم التفاضل بالكسب طبقات تتصارع ليحتكر المال المترفون أو يسلبها البعض باسم البؤساء، بل الثروة مسخرة من الله للناس كافة، وهم فيها مستخلفون أحرارا يبتلون حتى يتذكر المؤمنون منهم بهدى الإيمان والشرع وتزكية الشعائر الدينية أن يتكافلوا بالفضل زكوات وصدقات وهدايا وديونا، ويتعاونوا للكسب أعمال خدمة بأجر أو شركة بأنصبة في الربح أو مساومة على عقود التجارة. مجتمع المسلمين.. كصف الصلاة ومجتمع المسلمين يقوم واحدا ترتبه المساواة بينهم كصف الصلاة وكجماعة المحرمين حجا لا مساخرة بينهم ولا مفاخرة ولا ظنون مهما اختلفت ألسنتهم وألوانهم أو تمايزت طبقاتهم وأوضاعهم، وتؤاخيهم كذلك الشعائر المزكية للتداعي والتراصّ والتكافل، لا فردانية ولا مجافاة، بل تقارب بالسلام والتحايا والتزاور والتجامل والبر وحسن الخلق، يتشاركون الأفراح والتهاني ويتشاطرون الأحزان والتعازي ويتنادون للأنس واللهو واللعب الطاهر، ولا نفاق بينهم ولا محاسدة ولا مخاذلة بينهم ولا تناكر، بل يتآمرون بالمعروف ويتعاونون عليه ويتناهون عن المنكر ويتحاضون على تغييره، ولا معازلة بينهم ولا شقاق بل يتوالون حزبا واحدا لله: ) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ( [المائدة : 55 – 56 ولا مكايدة بينهم بل صداقة ومحبة وإيثار، والمسجد الذي هو مصلى المسلمين ودار ذكرهم يتخذونه مركزا لوظائف المجتمع الأخرى، فكما يتذاكرون فيه براتب الأذكار ونسق الصلوات المسنونة، فهو مدرسة لتلقي علوم شتى ومولد لأسر بعقد الزواج ومحور للتعارف والتآخي وندوة للتعاون والتشاور ومحكمة لتسويات الخصومة ويخرج منه المؤمنون متضامنين يسوون أمورهم كما عهدوا داخله، وهو لذلك مثال لكل الدور العامة التي قد تقام لوظيفة في الحياة لكنها تنفتح لكل شئون المجتمع بيئة إخاء وسلام. وكل المسلمين في عموم التاريخ في الأرض أمة واحدة كما يهدي القرآن وتقتضي المصالح وكما يتيسر الاتصال والانتقال اليوم، ولقد هجر المسلمون كتابهم ونسوا ما ذكروا به من هدى وارتهنوا لحدود الأرض وركنوا لفتن القوميات وأهواء الصراع على المتاع، ولكنهم أيضا عطلوا الشعائر الدينية وغفلوا عن معانيها التي تضمهم بالصلاة والحج صوب الكعبة الواحدة توجها، وتلفهم بالزكاة الصيام ليتحدوا كسبا وحرمانا. وتذكرهم بأصول الإيمان ومعاقده التي تربطهم وأصول الشرع وهواديه التي تحكم بينهم فيما هم فيه عرضة للاختلاف ببلاء الدنيا، ولو أحييت الشعائر لنفخت في أمة المسلمين في الأرض روح الحياة والوحدة، تعارفا وتلاقيا كصف الشعائر مهجرا بعضهم إلى بعض كمسعاها وتطهرا من الأهواء والعصبيات المفرقة ازدلافا إلى الله ذاكرين راكعين سائحين صالحين مجاهدين لوجه الله الواحد راجعين إليه برحمته لا عزين متلاعنة بل إخوانا راضين مرضيين أمة واحدة في دار السعد الأبدي. مفكر وسياسي سوداني (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 06 أكتوبر 2008)
الخلاف مع الشيعة واستمرار المعارك الوهمية
صلاح الجورشي انتهيت هذه الأيام من مطالعة كتاب سلس القراءة، غزير المعلومات، لكن محتواه أثار في نفسي الكثير من المخاوف والتساؤلات. عنوان الكتاب «صحوة الشيعة» مرفقا بعنوان فرعي «الصراعات داخل الإسلام وكيف سترسم مستقبل الشرق الأوسط». مؤلفه باحث أميركي من أصل إيراني هو الدكتور «ولي نصر»، أستاذ سياسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا في دائرة الدراسات العليا التابعة للأكاديمية البحرية الأميركية، وقد ترجمه بنجاح وبأسلوب سلس «سامي الكعكي». ومن بين الذين امتدحوا الكتاب الأكاديمي الأميركي المعروف بنزاهته وعلمه «جون أسبوزيتو» أستاذ مادتي الديانة والشؤون الدولية بجامعة جورج تاون، وصاحب كتاب «الحرب غير المقدسة: الإرهاب باسم الإسلام». أراد مؤلف كتاب «صحوة الشيعة» أن يؤكد فكرتين رئيستين خلال 280 صفحة. تقول الأولى إن الشيعة الذين خضعوا لاضطهاد الأغلبية السنية لا يشكلون خطرا على الولايات المتحدة الأميركية مقارنة بالسلفيين السنة الذين أنتجوا ولا يزالون جماعات العنف في كل مكان. أما المصادرة الثانية فهي تتمثل في اعتقاد الكاتب أن مستقبل الشرق الأوسط بمفهومه الأميركي الموسع، والذي يشمل باكستان ودول المغرب العربي، سيحدده مآل الصراع السني-الشيعي. يمكن القول إن هذه قراءة مغلوطة للواقع العربي والإسلامي الراهن، وتندرج ضمن محاولات تغيير أولويات ونضالات النخب والشعوب في هذه المنطقة الحساسة من العالم. لكن نظرة متفحصة لما يجري هنا وهناك، من شأنها أن تدفعنا إلى التريث قليلا قبل القفز على الواقع الراهن. فالصراع الدائر في العراق منذ سنوات، رغم صبغته السياسية، فإن طابعه الطائفي لم يعد خافيا على أحد. والخلاف مع حزب الله في لبنان حول دوره وأسلحته، يحاول البعض داخل لبنان وخارجها أن يحوله إلى صراع مفتوح بين الشيعة والسنة. وجاءت أخيرا تصريحات فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي التي تضمنت قدحا في عقائد الشيعة، مما دفع بعدد من مراجع الشيعة، بمن في ذلك المعتدلون منهم، إلى الرد، كما علقت وكالة الأنباء الإيرانية على ذلك بأسلوب لم يكن مناسبا على الإطلاق، لم تراع فيه مكانة الرجل العلمية أو زعامته في أوساط السنة. وبعد ذلك توالت الردود من هنا وهناك، وركبت الموجة الجماعات السلفية التي تعتبر هذه المعركة من مجالاتها المفضلة، إذ سبق لها أن استعملت وسائل مختلفة، بما في ذلك التحريض والقتل، على استهداف الشيعة عقائديا وسياسيا وجسديا. هذه التطورات المختلفة تكشف إلى حد كبير أن ما افترضه مؤلف كتاب «صحوة الشيعة» ليس بعيدا عما يعتمل في النفوس وتخفيه تضاريس الواقع. فالمنطقة تبدو وكأنها تتدحرج تدريجيا نحو صراع طائفي مكبوت وموروث، قابل للتصدير والرواج على نطاق واسع. وهو أمر إن تواصل وتطور نحو الأسوأ ستكون له نتائج خطيرة على أكثر من صعيد: – تهديد أمن واستقرار بلدان عربية كثيرة تقوم مجتمعاتها على التنوع المذهبي، وفي مقدمتها دول الخليج، إلى جانب العراق ولبنان وسوريا. ولا شك في أن أنظمة الحكم في معظم هذه الدول لن تقبل أن يتفاقم هذا التراشق السني-الشيعي، نظرا لانعكاساته المباشرة على السلم الأهلي والأمن القومي. – تعميق الفجوة بين معظم الأنظمة العربية وقطاع واسع من الجمهور العربي من جهة، وبين إيران من جهة أخرى. وهذه مسألة يفترض أن يأخذها الساسة الإيرانيون بعين الاعتبار نظرا لتداعياتها السلبية على مصالحهم الحيوية في المنطقة. لكن الأهم من ذلك هو التورط بوعي أو بغير وعي في المساعدة على عزل إيران، وتمهيد الأجواء لتبرير ضربة عسكرية محتملة تستعد لها إدارة الرئيس جورج بوش بتحريض علني من إسرائيل. ورغم ضرورة الإقرار بوجود خلافات استراتيجية بين إيران وجزء حيوي من محيطها العربي الذي لا يخفي تخوفاته من الدور الإقليمي المتزايد لطهران، لكن هذا الأمر يجب ألا يوقع أصحابه في مطبات خطيرة، فتنقلب الأولويات عندهم، ويخلطون بين التناقض الرئيس والتناقضات الفرعية، أو يتوهمون بأن العدو الأساسي قد يكون أقرب وأقل خطورة ممن يختلفون معه داخل دوائر الأمة. – الانحدار بالفكر الإسلامي إلى مستوى متدن يعود به إلى مراحل سابقة تمتد جذورها إلى أجواء الفتنة الكبرى، وما توالى بعدها من أحداث وصراعات حول السلطة والعقائد. بمعنى آخر، سيؤدي الجدل العقيم حول المسائل التاريخية الخلافية بين السنة والشيعة إلى الانتكاسة بالفكر الإسلامي الذي بدل أن يتجه نحو إعادة النظر في أولياته، ويرفع سقف الاجتهاد إلى أقصى درجاته، وينطلق نحو مراجعات عميقة للثقافة السياسية والاجتماعية والعقدية السائدة في ضوء قضايا وتحديات الواقع المعاصر، سيبقيه هذا الصراع المذهبي والطائفي سجين مقولات استهلكت عبر القرون، وفقدت الكثير من أهميتها أو صلتها بهموم المسلم في مطلع الألفية الثالثة. إذ رغم أن الانتقال من مذهب إلى آخر يعتبر حقا مضمونا من حقوق الفرد المسلم، ما دام الإسلام هو الجامع لكل المذاهب والفرق، إلى جانب كونها ظاهرة ثقافية مرشحة لمزيد البروز خلال المرحلة القادمة بحكم عوامل عديدة، إلا أن المتأمل في مضامين الجدل الدائر في بلدان عديدة بين المجموعات الشيعية الصغيرة والناشئة وبين محيطها المحلي الرافض لها باعتبارها كائنا يبدو غريبا ومرفوضا، خاصة في بعض المجتمعات التي اطمأنت تاريخيا على انسجامها المذهبي مثل دول المغرب العربي، يلاحظ بأنه جدل منفصل عن تحديات الواقع، لا تربطه بمصالح الشعوب والأمة أي صلة، إلى جانب كونه غارقا في الجزئيات التاريخية والدينية التي من شأنها أن تعمق التشرذم ولا تجعل من الخلاف عامل قوة وإثراء. الخلاصة أن المسلمين، للأسف، لم يكتسبوا حتى الآن القدرة والآليات لإدارة خلافاتهم وتنوعهم داخل دائرة الإسلام الذي أعلمهم منذ البداية بأنهم سيختلفون بالضرورة. كما أنهم، بما في ذلك علماؤهم وحركاتهم السياسية، لا يزالون يتمتعون بقدرات عجيبة على خوض حروب وهمية، تجعلهم يتحركون خارج دائرة الفعل الحقيقية، فيبقون نتيجة ذلك يدورون في حلقات مفرغة ضمن الوقت الضائع. (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 06 أكتوبر 2008)
الحرب في الداخل
عرض/طارق الكحلاوي كالعادة يتصدر آخر كتب بوب ودورد، كبير المحررين في « الواشنطن بوست » والحاصل على الجوائز العديدة وصاحب لقب مفجر فضيحة « واتر غيت » المشهد الإعلامي الأميركي بوصفه حدثا في ذاته. هذا الكتاب الرابع في سلسلة كتب بدأ نشرها منذ سنة 2002 تتميز بقربها الاستثنائي من كواليس إدارة الرئيس بوش، المتسمة عموما بالغموض، وكشفها عن تفاصيل كثيرة عبر حوارات مباشرة مع صانعي القرار في واشنطن. من الصعب قراءة الكتاب للوهلة الأولى لخلوه من عناوين تفصيلية عدى أرقام الفصول التي بلغ عددها أربعين فصلا. وتشير الأجواء التي حفت بنشره رغبة ناشريه وهيئة تحرير الواشنطن بوست في إصداره بسرعة وفي توقيت يتناسب مع أجواء الحملة الانتخابية بشكل يصنع الحدث جراء كم المعلومات الجديدة التي حواها. وهي ظروف من الممكن أنها أدت للتسرع في تحضير بعض تفاصيله المنهجية. ينقسم الكتاب عموما إلى كتابين. يحتوي الكتاب الأول (غير معنون) على 31 فصلا في حين يحتوي الكتاب الثاني (غير معنون) على 9 فصول (من الفصل 32 إلى الفصل 40). ويعتمد الكتاب على نصوص وتسجيلات لحوالي 150 حوارا أجراها ودورد مع صانعي القرار في واشنطن بدءا من الرئيس بوش إلى صغار المدنيين والعسكريين المكلفين بمهام تخص الملف العراقي. الكتاب يتميز بأسلوب ودورد المثير للجدال، والذي يحاكي السرد القصصي بما في ذلك تصوير الأحداث بشكل ونسق مشوقين بالرغم من أنه في الأساس كتاب إخباري. ولذلك يشير ودورد منذ البداية، مثلما حصل في كتبه السابقة، أنه استعان في البحث وتحريره الكتاب بشابين مجازين في التحرير بالإنجليزية أحدهما شابة مختصة في الكتابة القصصية. ومن المثير للانتباه أن الصفحات الأولى من الكتاب تحتوي على « قائمة الشخوص » (cast of characters) المشاركة في أحداث الكتاب مشابهة لقائمة ممثلين في مسرحية. غير أنه بالرغم من غياب عناوين تفصيلية في متنه فإن هناك نسقا ناظما للكتاب يتمثل في التسلسل الزمني للأحداث. إذ كل فصل يلخص فترات زمنية تتراوح بين الشهر والشهرين أو أكثر. وبشكل عام يمثل الكتاب الأول المرحلة الزمنية التي سبقت تنفيذ خطة « زيادة القوات » (the surge) في العراق في حين يمثل الكتاب الثاني مرحلة تنفيذها منذ وصول الجنرال بتراوس إلى العراق قائدا للقوات الأميركية في يناير/كانون الثاني 2007 حتى شهر يوليو/تموز 2008، تاريخ آخر الأحداث التي ينقلها الكتاب. وهكذا فموضوع « الحرب في الداخل » بالتحديد هو الظرف الذي أدى إلى اتخاذ قرار خطة « زيادة القوات » وتطورها ونتائجها. مأزق السياسة الأميركية في العراق 2004/2006 يبدأ الكتاب الأول (الفصول من 1 إلى 4) بالرجوع قليلا إلى ما قبل 2006 عبر التركيز على المرحلة التي أدت إلى جلب الجنرال كايسي لقيادة القوات الأميركية في العراق ومعه خطة نقل السلطات العسكرية بشكل تدريجي وبطيء إلى القوات العراقية التي يتم تدريبها بشكل حثيث. يشير أيضا إلى تقلد ستيف هادلي موقع مستشار الأمن القومي والدور المركزي الذي سيلعبه من هنا فصاعدا، خاصة تناغمه الكبير مع الرئيس بوش (هذا الكتاب تم اقتراح إنجازه من قبل هادلي كما ينقل ودورد نفسه). ثم ينتقل الكتاب إلى الظروف التي اضطرت الرئيس الأميركي في سياق تدهور الخطط الأميركية إلى تكوين فريق ثنائي من أعضاء الحزبين « مجموعة دراسة العراق » بين ربيع وصيف 2006 (الفصول من 5 إلى 16). لكن في نفس الأثناء يركز الكتاب على جهود في اتجاهات مختلفة في أوساط صناعة القرار في واشنطن غير معلنة كانت تعمل على « مراجعة » هذه الخطط في الفترة نفسها وخاصة مع حلول خريف 2006. بادرت في البداية « هيئة رؤساء الأركان المشتركة » وهي السلطة العسكرية الأعلى في الولايات المتحدة إلى تكوين مجموعة أطلقت عليها « مجلس العقداء » من أجل تقييم وتقديم بدائل عن الخطط العسكرية في العراق. في الجهة المقابلة قاد هادلي فريقا آخر يتكون من مختلف فروع الإدارة الأميركية: مكتب الأمن القومي، الخارجية، البنتاغون، هيئة رؤساء الأركان، الاستخبارات. النقطة الأساسية التي يجب التركيز عليها في هذين المسارين أنهما كانا يتمان في شكل متباعد. في الحالة الأولى هناك مجهود عسكري خالص لـ »مراجعة » الخطط العسكرية في العراق في حين في الحالة الثانية هناك مجهود مدني-عسكري، لكن يجب التأكيد هنا بإشراف مدني، للقيام بـ »المراجعة ». أخيرا يتم ذلك في إطار موقف رسمي متكرر من قبل الرئيس بوش مباشرة يدعم الخطة الجارية بقيادة الجنرالين كايسي وأبي زيد. المعطى الجوهري في عمليات المراجعة السرية هذه ورقة قدمها وليام (بيل) لوتي في أكتوبر/تشرين الأول 2006 (الفصل 17) تحث على « زيادة القوات » والتخلي عن صيغة الانسحاب التدريجي ونقل السلطات للجيش العراقي. استمرار لوتي في شغل دور ريادي في صياغة السياسات الأميركية مثير للانتباه إذ كان ضمن الفريق الذي أعد في البنتاغون -مع دوغلاس فايث- التقرير الاستخباراتي الذي هيأ الأجواء للحرب على العراق قبل أن يتم نقله للعمل مساعدا خاصا للرئيس. ينقل هادلي في هذه الأثناء مقترح لوتي إلى البنتاغون آملا أن يتم تبنيه في البدء من قبل العسكر قبل المدنيين. في حين ينقل ودورد أجواء اجتماعات مشحونة في « الدبابة » المقر الخاص والمضيف لأعضاء « هيئة رؤساء الأركان » (على الأرجح على أساس رواية قائدها الجنرال بايس) والتي تكرر فيها طوال خريف 2006 الشعور بصعوبة التواصل بينهم وبين البيت الأبيض، وأنهم يشعرون بتدهور سريع في الوضع و تجاهل الرئيس لانشغالاتهم. خاصة أن « مجلس العقداء » الذي شكلوه قدم لهم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني تقييما ينتهي بجملة واحدة « نحن لا نربح، إذا كنا نخسر ». التعليق الوحيد صدر آنذاك عن رئيس الهيئة الجنرال بايس: « كيف لم يتسن لي معرفة ذلك؟ » (الفصل 20). وفي هذه الفترة تبدأ جلسات « مجموعة دراسة العراق » مع أركان البيت الأبيض السياسية والعسكرية والاستخباراتية والتي تميزت بالاحتكاكات بين وزير الخارجية السابق جيمس بيكر مع أركان الإدارة حول تقييم الوضع العربي وطريقة التعامل مع إيران وسوريا (الفصلين 21 و22). في أكثر المماحكات سخونة قاطع بيكر كوندوليزا رايس عندما كانت تشير إلى تحول في المشهد العربي في اتجاه « المعتدلين » -مع التأكيد على الموقف السعودي- الذين يرون إيران هي العدو وليس إسرائيل. بيكر سارع للإشارة إلى أن « الحكومات العربية دائما تتصارع لكن السؤال الأهم الذي علينا طرحه هو من الذي سيقود ». ردت رايس: « أنا منشغلة جدا بالسعر المكلف في علاقة بـ(تحويل وجهة) سوريا.. بالنسبة للعرب الآن إيران هي الخطر ». مشهد آخر مثير للانتباه يعكس طبيعة رؤية رايس للمشهد السياسي العراقي وخاصة الصراع السني الشيعي المتصاعد آنذاك. تقول: « في العراق هناك خوف وجودي من الآخرين… هؤلاء أناس يرغبون في العيش في دولة واحدة، لكنهم لا يرغبون في أن نتركهم لوحدهم في غرفة واحدة ». تضيف رايس أن كل عنصر يرى في الولايات المتحدة « حرزا » له ضد الأطراف الأخرى: « بالنسبة للشيعة فإننا نساعدهم على ضمان دور الأغلبية. بالنسبة للسنة يرغبون أن نبقى للدفاع عنهم ضد القمع والمذابح ». رايس كانت تحظى بقوة هائلة في الإدارة مع خروج رمسفيلد في خريف 2006. إذ تبدو ممسكة بأكثر من مفصل الآن: هادلي الذي عوضها في مكتب الأمن القومي صديق مقرب، وكذلك علاقتها بكل من غيتس (الذي زكته للرئيس في موقع وزير الدفاع) وكذلك مايكل هايدن مدير « وكالة الاستخبارات المركزية » الجديد الذي عملت معه سابقا. من جهة أخرى تطور النقاش في مجموعة « المراجعة » التي يشرف عليها مستشار الأمن القومي هادلي التي بدأت اجتماعاتها في نوفمبر 2006 (الفصل 23) بصراعات بين ممثلي وزيرة الخارجية (ساترفيلد وزيلكيو) ولوتي الذي وصف رؤيتهم التي تؤكد على ضرورة تسليم الوضع للعراقيين « إعلانا غير مشرف للهزيمة ». غير أن مكتب الأمن القومي بقيادة نائب مستشار الأمن القومي يدفع بقوة نحو مقترح زيادة القوات ويتم إشعار « هيئة رؤساء الأركان » بذلك وهو ما يزيد الاحتقان لدى الجنرالات لشعورهم بمحاولة فرض خطة غير دقيقة ومن دون موارد عسكرية عليهم (الفصل 24). غير أنه في خضم كل هذه الفرق الاستشارية كانت الإدارة و خاصة مكتب الرئيس ونائب الرئيس تتفاعل بشكل متسارع مع فريق استشاري غير حكومي يعمل ضمن « معهد المؤسسة الأميركية » (آي إي أي) الذي ارتبط في السنوات الأخيرة بفريق المحافظين الجدد. إذ عمل فريق صغير بإشراف الجنرال المتقاعد جاك كين وأستاذ التاريخ العسكري بيتر كيجان على تحضير ورقة تفصيلية مدعمة بالخرائط للدفاع عن خطة « زيادة القوات » مع إخراجها من القواعد العسكرية المعزولة وتقريبها أكثر من الأحياء السكنية التي تشهد صراعات طائفية دموية خاصة في بغداد (الفصل 27). جاك كين على وجه الخصوص لقي تجاوبا قويا وسريعا من مكتب نائب الرئيس الذي رتب له لقاءا مع الرئيس. تفطنُ « هيئة رؤساء الأركان » لهذا الدور الجديد خارج تسلسل المؤسسات أدى لتأزم كبير في العلاقة بين الرئيس وكبار جنرالاته في ديسمبر/كانون الأول 2006. قائد الجيش الجنرال شومايكر علق بغضب: « منذ متى يوضع رأي (معهد المؤسسة الأميركية) في الصدارة عند تقرير هذه المواضيع؟ » (الفصل 28). نتج عن ذلك لقاء غير مسبوق بادر فيه الرئيس إلى مقابلتهم في مقرهم المركزي « الدبابة » لتحسين الأجواء. غير أنه تم اتخاذ القرارات الأساسية: قرار « زيادة القوات » وإقالة كل من كايسي وأبي زيد (الذين كانا خارج الصورة تماما معتقدين دعم الإدارة لهما) وتعويضهما بقائدين اقترحهما بشكل مباشر جاك كين، وليس هيئة رؤساء الأركان. تنفيذ خطة « زيادة القوات » منذ سفر بتراوس وبدء تنفيذ الخطة في فبراير/شباط 2007 كان جاك كين مشرفا بشكل فعلي (بالرغم من عدم تقلده أي منصب رسمي) على مراقبة سير تنفيذها. قدم كين أول تقاريره بعد رحلة إلى بغداد في مارس/آذار 2007 إلى مكتب نائب الرئيس تشيني. منذ هذه اللحظة تم التأسيس لقناة خلفية خارج التسلسل المؤسساتي والعسكري تربط بتراوس بالرئيس عبر كين. غير أن الأميرال وليام فالون، خليفة أبي زيد في « القيادة المركزية » والقائد العسكري الأكثر خبرة بين نظرائه، بادر منذ البداية بمشاغبة آراء البيت الأبيض بما في ذلك خطة « زيادة القوات » معتبرا أن المشكل هو وجود عدد زائد من القوات وليس نقصها. فالون بدأ بالتدخل أيضا في الشأن السياسي مصرا بشكل مستمر على تغيير السياسة تجاه إيران وسوريا وإشراكهما في ترتيب الأوضاع في المنطقة كمدخل ضروري لحل المأزق العسكري في العراق، وهو ما كان مصدر غضب وتذمر كبيرين من البيت الأبيض وحتى ممن زكوه في منصبه الجديد خاصة غيتس وكين (الفصول 32 و33). في المقابل زيارات كين المتواصلة ستنقل « تحسنا » في الوضع الأمني خاصة منذ صيف 2007، حين تحول دعم القبائل السنية في الأنبار بشكل سريع من « القاعدة » إلى التعاون مع القوات الأميركية وطلب، كين في هذه الأثناء « ربح الوقت » ودعم الخطة لضمان نجاحها حتى بداية سنة 2008 ومن ثمة التأكيد على « نجاحها » بعد رحلاته إلى العراق في ربيع 2008 (الفصول 35 و37 و41). في هذه الزيارات يبدو كين ذا صلاحيات غير عادية إذ يقوم بزيارة واستجواب قيادات عسكرية وأمنية أميركية وعراقية على مدى طول العراق وعرضه. هذا النشاط لاقى اعتراضات من قبل الجنرال مولين، خليفة فالون الذي استقال في هذه الأثناء، في ربيع 2008، ولكن كين لقي دعما حازما من قبل تشيني و غيتس. قبل ذلك أي ربيع 2007 (الفصل 34) حمل معه أزمة أميركية سعودية في علاقة بالوضع في العراق إثر موقف العاهل السعودي في مارس/آذار الذي وصف الوجود الأميركي في العراق بـ »الاحتلال غير الشرعي ». قامت رايس بإرسال معاونها ساترفيلد للقاء الملك في 22 أبريل/نيسان. في اللقاء قال الملك بغضب: « لقد سمحتم للفرس الصفويين بالسيطرة على العراق.. لقد حذرتكم من ذلك.. حذرت الرئيس ونائب الرئيس لكن آذانكم كانت مغلقة. ليست لدي الرغبة في النقاش أكثر من ذلك ». ساترفيلد لاحظ بأن الملك لم يكن قادرا على تخيل حكومة شيعية مستقلة عن إيران وحاول طمأنته مشيرا إلى صفقات الأسلحة الأميركية مع دول الخليج ومصر وإسرائيل: « هذه كلها مؤشرات بأننا هنا. وأننا لسنا ذاهبين إلى أي مكان ». غير أن ذلك لم يهدئ من مخاوف الملك الذي تمسك بالموقف غير المطمئن لحكومة شيعية في العراق. ساترفيلد نقل هذه المخاوف إلى الرئيس الذي أرسل تشيني على خلفية علاقته القوية بالرياض. اللقاء الذي دار في 12 مايو/أيار كان صعبا وانتهى برغبة واضحة من الملك يرفض فيها الحديث في الموضوع أصلا. كذلك بدا في هذه الأثناء أن العلاقة بين الأميركيين وخاصة السفير كروكر والجنرال بتراوس والحكومة العراقية مثيرة للانتباه. إذ ينخرط بتراوس في أدق تفاصيل تسيير الحكومة العراقية (حتى لوحات السيارات الحكومية) وحتى تأنيب علني للجنرالات العراقيين. في حين لا يشير ودورد إلى مشاعر لا تخلو من التعالي من قبلهما إزاء رئيس الوزراء المالكي حتى إشارتهما لنفاد صبرهما حيال جمود طريقة تفكيره إلى حد الرغبة في « القفز على الطاولة وخنقه ». كما تتم الإشارة إلى عدم ثقة الأميركيين في فريقه خاصة مستشارته للأمن (باسمة الجادري). ويأتي في هذا الإطار كشف ودورد عن برنامج التجسس على مكتب المالكي (الفصول 36 و37 و39). يختم ودورد الكتاب بموضوع مثير جدا للانتباه وهو انخراط كين في التحضير للقيادات العسكرية الجديدة، مما يضمن استمرار خطة « زيادة القوات » وبشكل يمكن فرضها فيه حتى على إدارة ديمقراطية قادمة. في لقاء مع غيتس في أبريل/نيسان 2008 يشير كين إلى الأسباب التي تجعله ينصح باختيار بتراوس وأديارنو (نائب بتراوس في العراق) كنواة القيادة المركزية الجديدة: « لنكن صريحين حول ما يحدث هنا. ستأتي إدارة جديدة (إلى البيت الأبيض). هل نريد لهذه السياسات أن تتواصل أم لا؟.. لنفترض أنه ستكون هناك إدارة ديمقراطية وستقرر أن تنهي هذا الأمر بسرعة. سيكون عليهم عندها التعامل مع الجنرال بتراوس والجنرال أديارنو. سيكون هناك ثمن يتعين عليهم دفعه إذا حاولوا التخلص منهما » (الفصل 41). قبل ذلك عندما يحاول كين إقناع بتراوس، الذي طلب من الرئيس بوش سابقا أن يكون موقعه القادم في قيادة الناتو في أوروبا، بأن زمن أوروبا مضى يقول إن « المستقبل في الشرق الأوسط.. سنبقى هنا خمسين سنة في أقل الأحوال.. الجيش يرغب في إنهاء هذه الحرب والرحيل ولكن ذلك لن يحصل » (الفصل 40). تعليق يجب القول أن من بين أكثر النقاط المسكوت عنها عند قراءة كتب ودورد هي السبب الذي يجعله قادرا على خرق حجب البيت الأبيض وسماح الحلقة الضيقة للرئيس وأعوانه بكشف أسرار كبيرة له. وهي قدرته على كتابة « التاريخ الراهن » دون انتظار « رفع السرية » عن الوثائق الحساسة وقبول صانعي القرار تقاسم محتويات جلسات سرية معه، وتلك مسألة تحتاج لفهم وتمحيص. عدا ذلك فإن النقطة المركزية التي لا يمكن تجاهلها في هذا الكتاب تحديدا هي إصرار الإدارة الأميركية، برغم كل الواجهات الاستشارية المؤسساتية، على العمل ضمن أوساط غير حكومية خاصة مجموعات بحث قريبة من المحافظين الجدد حتى بعد إبعاد رموز هؤلاء من المواقع التنفيذية الواحد تلو الآخر. الإصرار أيضا على تجاوز التسلسل البيروقراطي والارتياح لفرق تعمل « تحت الرادار ». العمل الاستشاري يبدو في هذا الإطار موجها وليس عفويا. إذ تتم استشارة من يتوقع أن تتفق رؤاه مع توجهات الإدارة. ومن الملفت في هذا السياق استحضار إشارة قام بها بيتر كيجان (شريك جان كين في صياغة خطة « زيادة القوات ») عندما أشار إلى أن عبقرية قائد مثل نابليون تكمن تحديدا في اتخاذه القرارات الحاسمة بشكل « حر » بعيدا عن تراتبية « المجالس العسكرية ». والصورة التي يتركها كتاب ودورد هي أن مسارات الحرب الأساسية يتم تقريرها بين مواقع ليس من المفترض أن تقوم بأية أدور تنفيذية: مكتب نائب الرئيس وجنرال متقاعد مقرب من نائب الرئيس. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 أكتوبر 2008)
الأزمة المالية العالمية بعيون أوروبية
توفيق المديني منذ اندلاع أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة الأميركية، والتي باتت تعرف بأزمة «السوبريم» في صيف العام 2007، يكاد لا يمر شهر واحد، ومن الآن فصاعدا،ً يكاد لا يمر يوم واحد من دون أن يتعرض الاقتصاد العالمي لهزات عنيفة من جراء تداعيات هذه الأزمة المالية الكونية، التي لم يقدر أي إنسان حجمها وتأثيرها. فالأزمة المالية التي تضرب الأسواق المالية العالمية منذ أكثر من سنة تدور حول أزمة الهوية للرأسمالية الغربية التي فقدت بوصلتها. فكل إفلاس يصيب بنكا جديدا، وكل تأميم، وكل إعلان لمخطط إنقاذ تقدمة الخزانة الفيدرالية الأميركية، يقود إلى واقع الهواجس السوداء التي تقضّ مضاجع الأوروبيين الذين يحاولون دائما تجاهلها: فالرأسمالية الغربية مريضة. يقول المحلل نيكولا بافيريز في مقاله: «إنقاذ اقتصاد السوق يدعو إلى التحرر من قواعده المتزمتة»، المنشور في مجلة «لوبوان» الفرنسية بتاريخ 25 سبتمبر 2008: «رغم أن الأزمة اندلعت في الولايات المتحدة الأميركية، فالاقتصاد الأوروبي هو الذي أصيب بالتباطؤ، فجفت مصادر التمويل إثر انفجار فقاعة الديون العقارية الأميركية، وتراجعت معدلات الاستهلاك في المملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا.. وانخفضت نسبة الصادرات الألمانية، من جراء تباطؤ عجلة النمو العالمي، من 5،2% إلى 3%. وتعهد الإفراط في تقدير سعر صرف اليورو 40% فوق قيمته الفعلية، تعهد استقرار الميزان التجاري الأميركي. فالسياسة المالية الأوروبية تجاري الانزلاق وراء الأزمة، وتعبّد الطريق أمام تقهقر قيمة الأسهم، والمداخيل، وتقلص العمالة». وفي الواقع، كيف يمكن تفسير توزيع هذه القروض العقارية مع بداية سنة 2000 من قبل شركات قروض غير خاضعة لرقابة السلطات المالية؟! فهذه القروض المقسمة والتي أدخلت في المنتوجات المالية المعقدة التي ضاعفت المخاطر، تمت إعادة بيعها إلى بنوك واستثمارات في العالم كله. ولم يمر سوى بضعة أشهر حتى ظهرت مساوئ الدفع المتعلقة بهذه السوبريم التي نقلت عدواها إلى الكرة الأرضية.. واليوم تهدد هذه الأزمة بإحداث عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي. في الولايات المتحدة الأميركية، تعاني قطاعات من الصناعة: مثل البنوك التي تصرفت بطريقة غير مدروسة، والعقارات، والبناء، من تباطؤ النمو، وزيادة البطالة، وتطور مستمر في التضخم.. والاقتصاد الأول في العالم مهدد بالدخول في مرحلة من الكساد وجرّ من خلال سقوطه شركاءه التجاريين، في كل من أوروبا وآسيا. ويعتقد الخبراء الأوروبيون أن هناك أخطاء ثلاثة ارتكبتها الرأسمالية الغربية، الأول: ويتمثل في الضعف في مراقبة الأخطار، والاطلاع على المعلومات الدقيقة التي تخولها تقويم المخاطر التي تغامر بها الشركات المالية، في ظل وجود فاعليات مالية لا تسيطر على الابتكارات المُدخلة بوتيرة متسارعة من قبل الصناعة المالية.. الثاني: ضعف الحاكمية لنظام مالي غير شفاف زعم أنه يضبط نفسه ذاتيا، وأن بعض الضابطين أو المنظمين، ولاسيما الأنكلوسكسونيين لم يعرفوا كيف يلجمون تجاوزاته.. الثالث: الضعف الأخلاقي لنموذج مالي مُتهم بإغماض عينيه حول لا مسؤولية معممة وممارسات قادت إلى ارتكاب جريمة مالية حقيقية. ويقدم خبراء الاقتصاد سيناريوهات قاتمة.. ففي فرنسا، يذهب المستشار السابق في قصر الإليزيه جاك أتالي للرئيس الراحل فرانسوا ميتران، إلى حد القيام بنوع من التماثلية بين هذه الأزمة العالمية الراهنة وأزمة 1929، وبالمناسبة ليس هو الوحيد هنا، إذ يؤكد الأستاذ في جامعة باريس 10 فيليب ديسيرتين «أن الولايات المتحدة الأميركية تعيد إحياء أسباب الغضب، ولايوجد أي سبب لكي لا تكون أوروبا متضررة». ويتساءل العديد من الخبراء: كيف وصلنا إلى هذه الحالة؟ والجواب يجب البحث عنه في أزمة الأنموذج الاقتصادي الأميركي. هذا الذي «عمل» بشكل عام بالاعتماد على القروض. فمن أجل معالجة الأزمة التي نشأت عقب أحداث 11سبتمبر العام 2001، خفضت الخزانة الفيدرالية الأميركية بشكل كبير معدلاتها -التي تحدد تكلفة القرض- من %6 في العام 2001 إلى %1 في العام 2003 الطريقة فعالة، وسمحت للشركات بالاستثمار وللعائلات الأميركية بالاستهلاك. الأزمة ليست، على الأرجح، سوى في بداياتها. ذلك أن العولمة التي تعولم الرأسمال المالي، ومعه البلاهة المالية، تعولم في الوقت عينه الأزمة المالية الأميركية.. فلا شيء من ذلك كله سيتوقف عند الحدود الأميركية، بل إن العدوى ستنتشر في أصقاع الأرض كلها. ما الجواب الأوروبي عن هذه الأزمة؟ البنك المركزي الأوروبي تصرف منذ سنة من خلال ضخ سيولة نقدية في سوق ما بين البنوك. لكن الوقت حان للتصرف بسرعة.. فأمام انهيار النظام المالي العالمي، على أوروبا أن تعيد النظر في أنموذجها الاقتصادي والمكانة التي تريد منحها للدوائر المالية. فالأوروبيون مطالبون بإيجاد المبادئ التي هي في قلب مقاربتهم التاريخية للتنمية الاقتصادية والمالية. ذلك أن معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تشترك في هذه المبادئ، التي تحدد الهوية الاقتصادية الأوروبية الحقيقية. إنها الشفافية، والمسؤولية، والأخلاق، وإقامة علاقة ثقة بعيدة المدى بين المؤسسات المالية والمقاولين، والدور المركزي للسلطات العامة، سواء على المستوى الأوروبي أو على المستوى الوطني.. وبصورة أوضح، النظام المالي يجب أن يكون في خدمة التنمية الاقتصادية، والاقتصاد لايجوز أن يكون تابعا لغش المنتوجات والمضاربات المالية. فضلا عن ذلك، فإن أوروبا مطالبة بالانتقال إلى مرحلة جديدة من الاندماج الاقتصادي والمالي، الذي من دونه لا يمكن أن ينبثق نظام مالي خاص في أوروبا قادر على تثبيت نفسه عالميا. وفي الواقع كان لغياب هذا الاندماج للأسواق البنكية والمالية تأثيره السلبي على وضع أوروبا التي ظلت عاجزة عن منافسة الولايات المتحدة الأميركية على جلب كميات كبيرة من الأموال المتدفقة من البلدان الناشئة. تمتلك أوروبا أسلحة قوية، ولاسيما اليورو، الذي يحتل المرتبة الثانية كعملة احتياط، الأمر الذي يدفع الأوروبيين إلى تحرير عقودهم باليورو. ومن دون حاكمية اقتصادية ومالية قوية يصعب على الأوروبيين إدارة الأزمات.. فالأميركيون يمتلكون الشجاعة للقيام بعملية تطهير إنقاذية، عبر القيام بعملية «تأميم» حين يقتضي الأمر ذلك، تحت السيطرة الفعالة للسلطات الفيدرالية والبنك المركزي. وهذا ما بات يظهر الحدود الإيديولوجية والمالية لليبرالية الجديدة وضرورة تدخل الدولة البراغماتي. فها هو الرئيس نيكولا ساركوزي يدعو في خطاب ألقاه في مدينة طولون جنوب فرنسا يوم 25 سبتمبر الماضي إلى تجميع الأمة حول الدولة، وإلى انتقاد الرأسمالية المالية.. ففي ظل الإفلاس الكبير للرأسمالية المالية، وجد الرئيس ساركوزي بواسطة مستشاره هنري غويانو الكلمات المعبرة التي تسمح باستمالة الطبقات الشعبية في فرنسا، حين قال:«إن الفكرة التي تقول دائما إن الأسواق لديها الحق هي فكرة مجنونة»، مندداً بفساد هذه الرأسمالية التي تنسى المقاول الشجاع لمصلحة المضارب غير المسؤول. ودافع ساركوزي عن ضرورة إقامة «توازن جديد» بين الدولة والسوق. أوروبا باتت تنادي بضرورات تدخل الدولة، والمنظمات الدولية والإقليمية، إنها دعوة لكينزية جديدة تجسد القطيعة مع الايديولوجية الليبرالية الجديدة التي هيمنت على العالم منذ مجيء تاتشر وريغان إلى السلطة مع مطلع الثمانينيات من القرن الماضي. وقد نجم عن تعميم هذه الليبرالية الجديدة على مستوى كوني بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي إسقاطات مدمرة تمثلت في تحطيم الجمعي، وتخصيص الخاص والفضاءات العامة والاجتماعية من قبل أصولية السوق. وتصرفت هذه الليبرالية الجديدة كآلية فرز دائمة تحت تأثير المنافسة المعممة: السوق ضد الدولة، الخاص ضد القطاع العام، والفرد ضد المجموعة، والأنانية ضد التضامن.. وبما أن رؤوس الأموال تتنقل بحرية، بينما الأشخاص هم أقل حرية في تنقلاتهم، فإن الرأسمال هو الذي يربح. ويمكن القول إن الرأسماليين أعلنوا الحرب الطبقية على العمال والموظفين والفئات الوسطى في ظل هذه النيوليبرالية المتطرفة، وأنهم قد فازوا بها أيضا. فقد أدخلت معظم حكومات العالم، سواء في المراكز الرأسمالية المتقدمة أم في المحيطات، تغييرات على قوانين العمل، بما يخدم مصلحة الرأسماليين المستثمرين، الأمر الذي مكن هؤلاء، إضافة إلى مديري الشركات، من أن يتبعوا سبلا متطرفة في علاقاتهم مع العمال والموظفين على نحو لا مثيل له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
كاتب من تونس (المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية) بتاريخ 6 أكتوبر 2008)
لقاء ميدفيديف – ميركل والحرب الباردة
منير شفيق اتفق الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أن «لا عودة إلى عهود الحرب الباردة»، وذلك بغض النظر عن أزمة القوقاز وتداعياتها. وشدد ميدفيديف على أن أحداً لا يستطيع أن يعيق تطور العلاقات الروسية-الألمانية, فيما شددت ميركل على أهمية استعادة الثقة من خلال تنفيذ خطة التسوية الأوروبية-الروسية في القوقاز. لا شك في أن أزمة القوقاز أحدثت شرخاً, أو صدعاً في العلاقات الألمانية-الروسية, كما العلاقات الروسية-الأوروبية عموماً. والأخطر ما أحدثته في العلاقات الأميركية-الروسية. على المستوى الأميركي-الروسي، فالصدع أخذ يتسع أو لم يزل, حتى مع انشغال الولايات المتحدة الأميركية بأزمتها المالية الخطيرة، بل بالانهيار المالي للنظام الأميركي العولمي. ولولا هذه الأزمة أو الانهيار لذهبت العلاقات الأميركية-الروسية إلى مزيد من التأزم والحدة، فكونداليزا رايس، وزيرة الخارجية، أسهمت في إطلاق التهم ضد روسيا «استبداد داخلي وطغيان خارجي»، وطالبت أوروبا صراحة بالوقوف صفاً واحداً ضد روسيا. ومن هنا، فإن أول ما يسترعي الانتباه من خلال لقاء ميدفيديف-ميركل أن ألمانيا تعاملت مع روسيا وقررت إستراتيجية للتعامل بعيدة من الموقف الأميركي، فرغم تأكيدها على أن الخلاف مع روسيا ما زال قائماً حول القوقاز، فإنها رأت في تنفيذ الاتفاق الروسي-الأوروبي حول إرسال المراقبين والانسحاب من جورجيا أساساً لإنهاء ذلك الخلاف، ما يعني أن التناقض الروسي-الألماني لن يتبع الموقف الأميركي في التصعيد أو المعالجة، ولكن سيخط طريقاً متميزة, وإن لم تكن مستقلة تماماً عن الطريق الأميركية. لا ريب في أن هذا التمايز الألماني عن الموقف الأميركي إزاء العلاقات مع روسيا وإستراتيجية التعامل معها هو في مصلحة روسيا كما في مصلحة الأمن الأوروبي عموماً. وهو ما يجب أن يعتبر ضربة أخرى على يافوخ الرئيس الأميركي جورج بوش. أما التأكيد المشترك الروسي-الألماني على أن لا عودة إلى عهود الحرب الباردة فيعبر أيضاً عن مصلحة روسية وألمانية بعيداً من الموقف الأميركي الذي لم يحسم موقفه بعد من هذه القضية. علماً أن أغلب المؤشرات والتقديرات تتجه إلى تغليب سياسة التصعيد والتوتير أميركياً ضد روسيا. وقد يتبلور ذلك مع الرئيس الأميركي القادم، سواء أكان جون ماكين أم باراك أوباما، باتجاه إستراتيجية عزل أو حصار لروسيا، وعدم السماح لها بأن تصبح لاعباً دولياً أو دولة كبرى مرة أخرى. وإذا صحت هذه التقديرات، فإن نمطاً من الحرب الباردة وليس الحرب الباردة في حلّتها السابقة, قد يجد طريقه إلى التطبيق العملي. ولعل هذا هو السبب وراء تأكيد الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية على رفض العودة إلى الحرب الباردة من خلال اعتبار ذلك غير محتمل الوقوع. هذه النقطة الأخيرة أكد عليها الرئيس الروسي ميدفيديف عندما ألمح بصورة غير مباشرة إلى أميركا قائلاً: البعض يرغب في العودة إلى تسطيح المشكلة وتقسيم العالم إلى طرفين: «معنا أو ضدنا»، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب «انتهى إلى الأبد، ولا عودة إلى جدار برلين ولا إلى الحرب الباردة». بيد أن التعبير عن رغبة كل من روسيا وألمانيا في رفض العودة إلى حالة التأزيم والصراع الحاد بما يشبه الحرب الباردة لا يعني أن هذه العودة، وإن لم تكن عودة إلى حرب باردة, ليست ممكنة أو هي مستحيلة, وذلك لأن الطرف الأميركي إذا قرر الدخول بما يشبه الحرب الباردة مع روسيا أو اتجه إلى تبني إستراتيجية عزل وحصار وسباق تسلح وليّ أذرع, فإن رغبات روسيا وألمانيا غير كافية, وإن تكن كابحة إلى حد ما. السؤال في هذه المرحلة طغت عليه الأسئلة المتعلقة بالأزمة المالية أو الكارثة المالية التي راحت تضرب الولايات المتحدة الأميركية وتتداعى بقوة للضرب في أوروبا، بل هز النظام المالي العولمي بأسره، وهذه المرة من الجذور. ما يشغل أميركا اليوم, كما العالم عموماً, هو الإعصار المالي الحالي الذي يفوق, بلا شك, ما حدث في عام 1932. الأمر الذي دفع إلى الخلف السؤال المتعلق بالعلاقات الأميركية-الروسية للمرحلة القادمة، ولكنه لا يستطيع أن يطغى على مصير تلك العلاقات إلا مؤقتاً، فهو في النهاية يظل إعصاراً أو زلزالاً. أي يظل كارثة عابرة مهما أثخنت في الاقتصاد وتركت من خرائب ودمار وضحايا، فما إن تنتهي ستعود الأولوية إلى الإستراتيجيات الدولية. وهنا سيعود السؤال مرة أخرى: النظام القطبي العالمي إلى أين؟ أي نظام أو أي علاقات دولية سيتحكمان في الوضع العالمي؟ وهنا سيكون للموقف الأميركي القادم من روسيا دور حاسم وإن لم يكن المقرر الوحيد. (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 06 أكتوبر 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 479
بقلم محمد العروسي الهاني على موقع الديمقراطية
مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
سياسة الحوار و الاتصال المباشر اعطت نتائجها و حققت اهدافها المرجوة
ان سياسة الاتصال المباشر و الحوار و الاتصال بالجماهير الشعبية و الاصغاء الى مشاغل الناس اعطت نتائجها و حققت اهدافها السلمية و نجحت في تونس بفضل حكمة القيادة السياسية وشجعتها و بعد نظرها و قوة الجأش و الصبر و عمق الوفاء للشعب و التضحية من اجله ايام الكفاح الوطني و هذه الخطة الحكيمة التي اعتمدها قائد الجهادين و بطل التحرير و رمز التضحية المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. كانت محل اعجاب العالم شرقه و غربه و محل اهتمام الراي العام التونسي و العربي و قد نجحت هذه السياسة الرائعة و حطمت الحواجز و الاسوار و الاسلاك الشائكة بين القائد و الشعب و اثمرت نتائج هامة و اعطت اكلها و تلاحم الشعب مع القائد و تناغم القائد مع شعبه و جاء النصر المبين و تحقق الفوز العظيم. و تم الحصول على الاستقلال و السيادة و الحرية. بفضل هذه الروح النضالية العالية و حسن النية و التضحية الوطنية بكل غال و نفيس من اجل العزة و الكرامة و السيادة و الشهامة رغم المخاطر و المتاعب و المنافي و الابعاد و السجون و الغربة و التضحية بالمال و الولد و الزوجة في اعز فترة الشباب و الكهولة تلك هي ملحمة القائد مع شعبه الوفي. طيلة 6 عقود من 1927 تاريخ عودة الزعيم الشاب من فرنسا بعد الحصول على الشهادة العليا في الحقوق و القانون الى 1987 تاريخ الركون الى الراحة بعد النضال الطويل و المنافي و السجون و لعل هذه الملحمة الوطنية و الاسطورة التاريخية الواقعية الملموسة تجد مكانتها في القلوب و وقعها في النفوس و العمل بها في السر و العلن و الاعتراف بالجميل لصانع هذه الملحمة قولا و عملا و سلوكا و ممارسة دون تنكر او تقليل من شأن الملحمة و صانعها. بعيدا عن التهميش و النسيان و اعتماد التنكر و التقليل من شان الاحداث و عسى ان يدرك الجميع ان ارث بورقيبة العظيم سيبقى خالدا بحول الله و منهجيته في العمل ستبقى منارة الاجيال. و سياتي اليوم المناسب لاعادة الاعتبار لسياسة المراحل و الاتصال و سر النجاح و حسن التدبير و السلوك بدون تبذير و الزهد في متاع الدنيا الى اخر رمق في حياة هذا الرمز الكبير و الذي يعتبر المثل الاعلى في ممارسة تصريف الامور بكل شفافية في اموال المجموعة الوطنية و اكبر دليل على صدق ما اقول خروج الرمز من دار الفناء دون ان يترك حجرة و لا شجرة و لا دينارا لعائلته و اصهاره و احفاده و اقاربه …… هذه معجزة القرن العشرين التي يشهد بها العالم و انه المثل الاعلى لمن يريد ان يستخلص العبر و الدروس … و يقتدي بالرمز الخالد الذي اصبح اليوم يتحدث عنه الكبار و الصغار بكل اعجاب و الطلبة و الشبان اليوم في فرنسا و هولندا و لندن و امريكا و الهند و باكستان و مصر و الاردن و سويسرا و اليابان و الجزائر و المغرب و السينغال و جنوب افريقيا و ماليزيا و السودان و اليمن و ايران و المانيا و بلجيكا … كلهم يتابعون خطاب الحكمة و البرهان و اكثرهم تحصل على خطاب الرمز في البالماريوم يوم 16/12/1972 في الاجتماع التاريخي الذي حضره قائد الثورة معمر القذافي و عندما استمع الزعيم الى الخطاب الثوري قرر الالتحاق بمكان الاجتماع و القى الخطاب المشهور و التاريخي و المرجع للاجيال و كل الشبان اليوم و غدا و بعد الغد كلهم شوق و لهفة للاستماع الى الخطاب من جديد و رغم مرور 36 عاما فان الانصات الى الخطاب اليوم يعطي فكرة واضحة على بعد النظر و الحكمة و لاحظنا في فرنسا الطلبة انصتوا لخطاب القائد المغوار هذه الظاهرة الايجابية لها اكثر من مؤشر لخلود هذا العملاق الكبير سواء تفنن بعضهم في الطمس و التهميش او التقليل من الشأن و كلما زادوا في فن و مرض العصر و هو النسيان و التنكر كلما زاد الحب عند ملايين البشر رغم الاساءة و قول الزور و الحملات الصحفية المجانية و الكلام الفارغ للتزييف و النفاق و حب المال و هي بضاعة رخيصة لتجار و سماسرة اخر الزمان مثلهم مثل الحديقة الكبيرة التي تنتج كمية من الغلال الممتازة في الجوف الاول و الثاني اما الثالث في اخر الخريف بلغة الفلاحيين فهو عجور لا طعم فيه و لا نكهة و هو صالح لغير البشر ؟؟؟ و اذا اردنا مزيد النجاح و العودة الى منابع الخير علينا باعادة الاعتبار للنهج و السلوك و عمل الاحرار و نعود الى سياسة الحوار و الاتصال المباشر و الانصات لخلجات الشعب و لعل ما جرى في المجلس الأعلى في آخر سبتمبر 2008 في اوسع منبر للرأي و الرأي الآخر يعطي صورة حية للعودة الى منابع الحوار الاصيلة و منابر الحوار . و لعل ما وقع طرقه بحرية و مسؤولية هو مؤشر ايجابي لبدأ الحوار البناء و عسى ان يكون بداية جديدة لموسم سياسي انطلق هذه الايام. و الصحف بدات تسلك و لو بهامش محدود ليتجاوز 15 % من الحرية و رغم ذلك فالامر محمود. و الامل ان شاء الله يتطور الحوار و يتضاعف الاتصال المباشر و الانصات للشعب و ترفع القيود على رسائلنا و مزيد فتح الابواب و النوافذ و نلح على ان يترك المقربون و المحيطون ان يترك الابواب مفتوحة للمسؤول الاول و الرمز حتى يطلع على هموم الناس و مشاغل الشعب و يقرأ ما يكتب في الانترنات العالمية و نرجوا من الصميم ان يقولوا للرمز الحقيقة و نتمنى ان لا تخفوا عليه رسائل الناس و اتركوه كما فعل اعوام 1992 الى 1998 في تلك الفترة التي انا شاهد عليها و عشتها كان الرمز يقرأ و يطلع و ينجز و يجيب و يسمع و يقرر ما يفيد الناس و قد عشنا تلك الفترة و لمسنا الانجازات و تحققت الطموحات . لماذا اليوم اغلقت الابواب يا ترى ؟؟؟ فهل هي بفعلة فاعل … أما الرمز فهو مازال على عهده اذا علم بمكتوب او سمع بموضوع الا و تحمس له و وجد له حلا عاجلا مثلما فعل عام 1992 في المجلس الوزاري الذي انعقد يوم 23 نوفمبر 1992 لفائدة منطقة الحجارة معتمدية الحنشة اذن بالحاقها بقائمة المناطق التي شملتها عنايته و في عام 1993 نفس الشيء مع مدينة حمام الشط في المجلس الوزاري يوم 27 مارس 1993 . و في عام 1997 عندما اذن بالحاق منطقة الحجارة و أذن بادراجها ضمن مناطق الظل و انتفعت بمشاريع هامة لا ينكرها الا جحود. لماذا اليوم الرسائل اخفيت و تغيبت و ضاعت و لم نجد لها اثرا هذا من جهة و من جهة اخرى فاني لم أرى تحركا ميدانيا في الجهة و بعض المسؤولين الجهويين لم يزوروا مناطقهم و خاصة مناطق الظل و بعض الولاة لم يزوروا منطقة الحجارة منذ عام 2000 و نقول ان الاتصال المباشر مكثفا و الانصات للشعب حاصلا و لكن في الحقيقة و الواقع الاتصال ضعيف و الانصات غير موجود رغم ان رمز البلاد ما انفك يوصي في ندوات الولاة كل 6 أشهر و قد انعقدت 15 ندوة من عام 2000 الى يوم 17 أوت 2008 و لم نسجل زيارة اي والي او مسؤول جهوي للمنطقة رغم دعوات سيادة الرئيس و توجيهاته و حرصه الشديد على دعم صورة الاتصال المباشر و ان شاء الله مقالي يجد الآذان الصاغية. و مسك الختام نرفع الى اعلى هرم الدولة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي تلبية المقترح التالي: اجراء مقابلة مع سيادته مدة ساعة و سوف يجد في النهر ما لا يوجد في البحر من اجل تونس تجسيما للشعار تونس للجميع و الجميع لتونس هذا الشعار قرأته اليوم في لافتة كبرى امام قصر بلدية الجم الأحد 05/10/2008 و قلت في نفسي بعد قراءة اللافتة يا ليت شعري لو يتحقق هذا الشعار قولا و عملا و ممارسة و تكون تونس للجميع لا فرق بين ابن المدينة و الريف و بين الاقارب و غيرهم ؟؟؟ و قلت لو يتفضل سيادة الرئيس بتخصيص ساعة من وقته الثمين للاصغاء الى بعض الآراء مني و من بعض المناضلين المخلصين اعتقد ان بعد ساعة من الحوار الحر بحول الله تتضح الرؤية و تنشرح القلوب و تتجلى الامور و تفتح ابواب الخيرات ان شاء الله و هذا هو الذي يدعم الحوار و يبني تونس الجميع و الجميع لتونس هذه امنيتي من صميم القلب اذا تحقق هذا الحلم فاني على يقين من تغيير الاوضاع لان المناضل الحق هو الذي يبلغ بامانة مشاغل الناس دون تزلف او نفاق او طمعا في وسخ الدنيا مثلما يفعل التجار و السماسرة اليوم ؟؟؟ يا ليت يتحقق هذا الحلم حتى نبني تونس التي نريدها تونس مأوى الجميع و خيراتها للجميع و خبزة القاتو للجميع ياكلها الجميع بعدل و انصاف لا فرق بين ابن تونس و الساحل و الجنوب كلهم ابناء الوطن و كلهم سواسية في دولة القانون و المؤسسات و في المغرب الشقيق يقولون دولة الحق و العدل و بدون تعليق. قال الله تعالى : « لمثل هذا فليعمل العاملون » صدق الله العظيم. محمد العروسي الهاني 22022354