الاثنين، 24 مايو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3653 du 24.05.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادقشورو

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل اولاين:سيّب صالح يا عمّار..تونسيون يواجهون الحجب باللحن الساخر…

بلقاسم بن عبدالله: »عمّار 404″ يترُك مكانه « لعمّار بُوبَرْطـلّه »

كلمة:الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدين مصادرة الحريات في تونس

الجوار نت:مواطنون تحت الحصار : المراقبة الإدارية في تونس

التكتل الديمقراطي و وحركة التجديد والأطراف السياسية الملتقية معها:دعـوة

    

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بيان المجلس الوطني

الصباح:في 35 يوما:عشرون إضرابا للأساتذة.. جراء الاعتداءات على الإطار التربوي

مراسلة خاصة:أخبــــــــــــار نقابية

كلمة:المجتمع المدني الأورومتوسطي :قلق إزاء تفاقم انتهاك الحقوق النسائية جنوب المتوسط

محسن الخضراوي:بعد يأس النظام من اتهام الناس بالارهاب يريد تلجيم الافواه

العربي القاسمي:خاطرة : سأراها بعيني أخي، سأراها

بوعبدالله بوعبدالله:مهما اتفقنا في مواقف نختلف لكن … بقلم بو عبد الله بو عبد الله

علي شرطاني:إشكالية الرعية والمواطنة    (7/1 )

  البديـل عاجل:فاميليا للإنتاج تتعرّض لضغوط

الصباح:الخبير الاقتصادي الهادي المشري للأسبوعي: اليونان والبرتغال ضحيتا توسيع الاتحاد الاوروبي

الجزيرة.نت:أزمة اليورو.. إلى أين؟

الاسبوعي:سترتفع بشكل كبير كل التفاصيل عن كلفة الحجّ هذه السنة

الاسبوعي::هل أعاد نداء «المسامح كريم» سامية للحياة بعد 27 سنة؟

د. محمد الهاشمي الحامدي: رسالة التوحيد: دروس من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وقت الشدة

عبدالحميد العدّاسي :فرحة العمر

محمد العروسي الهاني:الرجل المناسب سر النجاح قيمة و إشعاع الأنظمة تكمن في قيمة رجالها ودورهم الفاعل

الرابطة الليبية لحقوق الإنسان:على الحكومة الليبية الإلتزام بتعهداتها للمجتمع الدولى باحترام حقوق الإنسان

الجزيرة.نت:كشفتها جنوب أفريقيا :غارديان: إسرائيل نووية بالوثائق

ميشيل كيلو:عن العروبة والمستقبل!

أحمد قنديل:هوان الوطن وهوان المواطن

د. فيصل القاسم:ديمقراطية الوحوش وفرائس الديمقراطية


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre ladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/23Mai10a.htm


سيّب صالح يا عمّار..تونسيون يواجهون الحجب باللحن الساخر…


السبيل أونلاين – تونس + فيديو وصور   الرابط على اليويتوب : http://www.youtube.com/watch?v=KVYkUnuUvrw   في مواجهة الحجب الصارم التى تنتهجه السلطات التونسية تجاه المواقع ومدونات الانترنت ، تعددت صور الاحتجاح من قبل شبان تونسيون على تلك الإجراءات الحكومية .   وعبر أحد الشبان التونسيين عن إحتجاجه على سياسة الحجب « باللحن » وهي من (ألطف) الأشكال التى عبرت عن موضوع الحجب وتذمّر مستخدمي شبكة الإنترنت في تونس منها ، وذلك بالمقانة بغيرها من الأشكال الإحتجاجية على « عمار 404 » وهو الرقم الذي يشير الى عدم توفر خدمة المواقع والمدونات بسبب الحجب .   يذكر أن مدوّنون إلكترونيون حاولوا يوم السبت الماضي 22 ماي تنظيم مظاهرة وسط العاصمة تونس احتجاجا على « الحجب العشوائي » التى تقوم به الوكالة التونسية للإنترنت للمواقع والمدونات الإلكترونية التونسية والاجنبية ، ولكن السلطات منعتها وحالت قوات الشرطة دون وصول المتظاهرين الى وزارة تكنولوجيا الاتصالات مكان التظاهرة .   وفي نفس اليوم نظمت تظاهرات في كل من فرنسا ووكندا والولايات المتحدة للإحتجاج على سياسة الحجب الإلكتروني في تونس وتضامنا مع المدونين التونسيين .   وهذه صور من تلك التظاهرات : http://www.assabilonline.net/images/M_images/nhar-3ala-3ammar_1.jpg   http://www.assabilonline.net/images/M_images/nhar-3ala-3ammar_2.jpg   http://www.assabilonline.net/images/M_images/nhar-3ala-3ammar_3.jpg   http://www.assabilonline.net/images/M_images/nhar-3ala-3ammar_4.jpg   http://www.assabilonline.net/images/M_images/nhar-3ala-3ammar_5.jpg   http://www.assabilonline.net/images/M_images/nhar-3ala-3ammar_6.jpg   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 24 ماي 2010)
 


« عمّار 404 » يترُك مكانه « لعمّار بُوبَرْطـلّه »

 


« عمّار 404… سيّبْ صالحْ »، شعار نجح في تجميع الآلاف من المُدوّنيين الشبان والمُبحرين على الشبكة العنكبوتية إحتجاجا على مقصّ الرقابة الذي طال الجميع دون استثناء. حالة من الغليان أصابت شبابنا التونسي ضد الرقابة، وضد الاستهتار بحقهم الطبيعي في تبادل المعلومة والتعبير عمّا يجول في خواطرهم بعيدا عن الشعارات التي لم تستهويهم يوما أو ربّما لم تنجح في إقناعهم. فانفجروا كالبركان ولو افتراضيا على صفحات المنتديات الإجتماعية للتنديد بالرقابة، بأشكال جدّية أحيانا وباستهزاء أحيانا أخرى. فتنوّعت أشكال رفضهم عبر التعاليق الطريفة والصّور ومقاطع الفيديو… غضبهم الافتراضي لم يدم طويلا، لينتقل إلى الواقع فتجرَّؤا على الرقيب المتخفّي، وأقدموا على دعوة إلى مسيرة احتجاجية أمام وزارة التكنولوجيا والاتصال يوم 22 ماي. فنجحوا في تعبئة المتمرّدين والمتعاطفين معهم، ودون بحث طويل في طبيعة النظام القائم، تطوّع إثنان منهم لمتابعة الإجراءات القانونية اللازمة. وكانت بداية الصّدمة، عندما رفضت وزارة الداخلية قبول مطلبهم القانوني حول تنظيم المسيرة، رغم استيفائهم لكافة الإجراءات، وهو ما لم يثنيهم عن سعيهم، فتمّت دعوة الشباب الغاضب إلى ارتداء قمصان بيضاء والنزول إلى شارع الحبيب بورقيبة في حركة نضالية رمزية، وسلمية معبرة جدّا. بالإضافة إلى المتضامنين معهم في العالم الذين دُعيوا للتجمّع أمام السفارات التونسية في نفس الوقت. المفاجأة الثانية والأقسى هو ما وقع يوم السبت الموافق لـ22 ماي، حيث عُوّض البوليس الإفتراضي بجحافل من قوات البوليس التي حاصرت العاصمة في مشهد مأساوي، يُذكّرك بالأيام الخوالي عندما تُعلن مكونات المجتمع المدني تنظيم مسيرة أو مظاهرة لمساندة إحدى القضايا القومية. بوليس بمختلف فِرقه وتجهيزاته وعجرفته، يراقب ويتعدّى على كل ما هو مُتحرّكٍ أبيض اللون في شارع « الحبيب بورقيبة » بالعاصمة، الذي لم يتمكن من الوصول إليه إلّا من حالفه الحظ، ونجح في التحيّل على العسَسْ، والويل كل الويل لتلك الوجوه « المحروقة » من الشباب « المتسيّس » و »الحقوقي » و »الطلابي » و »النقابي » و »الصحفي »، حيث يتم اعتراضهم من بعيد ويُعتدى عليهم بالشتم والرفس ويطردون من الطريق العام وكأنهم في منطقة محظورة. « نهار على عمّار »، شعار أرعب النظام، ليكون اليوم المشهود، فأستبدل « عمّار » مقصّهُ الخفيّ الحافي بالعصّي وأدوات القمع الأخرى ليحُول دون التظاهر والاحتجاج والتعبير عن ما لحق بالمدونين من تعسّف وغُبن وانتهاك لحريتهم « الافتراضية ». إن المبادرة التي أطلقها المدوّنون ومستعملو شبكة الأنترنات هي خطوة إيجابية تعبّر عن مدى تطوّر الوعي لدى شبابنا الذي عهدناه مهمّشا ومقصيا ويتسم بالسلبية المملة واللامبالاة القاتلة بالشأن العام، وهو ما فنّذ القول بأنه لا أمل في شعبنا التونسي، فطاقاته الشبابية لازالت حية ومتمرّدة، وقد نجحت في جلب اهتمام الجميع نظاما حاكما كان، أم معارضة. لكن الأكيد أن شبابنا الذي أراد أن ينتقل بنضاله الافتراضي إلى الميداني قد اكتشف ممّا لا يجعل مجالا للشك طبيعة النظام الذي لم يَعْتَدْ على أن يحترم أو يسمع للآخر مهما كانت خلفياته ومهما كانت توجهاته ومهما كانت أهدافه. فأدواته القمعية أضحت موجّهة للجميع من طلبة ومهمّشين ومدوّنين وحتى جمهور الكرة. فالذي يستهدف نشطاء حقوق الإنسان، ويسجن الطلبة، ويتشفىّ من أبناء الحوض المنجمي، ويحرم المهتمّين بالشأن الوطني من أبسط حقوقهم للتعبير، ويوظف المال العام للتجريح والتشويه للمناضلات والمناضلين الأحرار، ويغتصب حقوق المهمّشين في الحياة الكريمة عبر تنفيذ برامج إقتصادية لا تخدم إلا أقلية نهّابة على حساب طموحات الشعب، هو نفسه الذي لن يجد حرجا في التعاطي العنيف مع شباب تونس حتى ولو كان في سنة « الحوار مع الشباب »، وإبراز وجهه الحقيقي القبيح المتستّر تحت شعارات « دولة القانون والمؤسسات » و »ابتسم إنها تونس ». يبدو الأمل كبيرا في الحرية وما يقع اليوم يتميّز بإنخراط واع من الشباب في الهمّ الوطني عبر البحث في سبل مواجهة فعلية للمتسبّب في تكبيل عقولهم ولو « افتراضيا » وتكميم أفواههم، وهو ما من شأنه إحراج النظام الذي نجح في فصل النخبة عن قواعدها. فالإنطلاقة الحقيقية للقضاء على « عمار 404 » وشقيقه « بوبَرْطلّة » يمرّ حتما عبر التوحّد والتصدّي لكل ما من شأنه أن يُحبط أنصار الحرية ويُشتّت اهتمامهم. فـ »عمّار وأخواته »، هم أدوات للقمع لا غير بيد الإستبداد، ومقاومتهم هي في جوهرها مقاومة للظلم والحيف الاجتماعي.  
 
بلقاسم بنعبدالله  

 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 23 ماي  2010)


 

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدين مصادرة الحريات في تونس


حرر من قبل معزّ الجماعي في الأحد, 23. ماي 2010 أصدر المشاركون في مؤتمر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذي انعقد يوم 23 ماي في الرباط عريضة نددوا فيها بمصادرة الحريات وانتهاك حقوق الإنسان في تونس . وصرّحت رئيسة جمعية « النساء الديمقراطيات بالريف المغربي » « زهرة كوبعا » لراديو كلمة أن العريضة تضمنت مطالبة الحكومة التونسية بالكف عن مضايقة نشاطات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والتحرش بالصحفيين المستقلين. وأضافت أن المشاركين في المؤتمر رفعوا شعارات منددة بالسياسة التي ينتهجها النظام التونسي ضد معارضيه، مجددين دعمهم لمكونات المجتمع المدني التونسي التي تهدف إلى النضال من أجل تحقيق الديمقراطية واحترام حرية التعبير في البلاد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 ماي 2010)


مواطنون تحت الحصار : المراقبة الإدارية في تونس ذلك هو عنوان الإصدار الجديد للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ..

 


الكتاب شكلا. تاريخ الإصدار : مارس 2010. يقع الكتاب في 340 صفحة. قدم له الدكتور هيثم مناع بصفته المتحدث بإسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان. الكتاب مهدى إلى : „ كل فرسان الحرية والمناضلين الصادقين الذين يضحون بحرياتهم ويتحملون الأذى هم وعائلاتهم دفاعا عن الحقوق .. كل الحقوق .. لكل الناس ..“. أهم أبواب الكتاب : مدخل تاريخي يحيل إلى الإيديلوجيا الإستعمارية والعقوبات الردعية وإلى منهجية العقاب في السياسة الإستعمارية إلخ .. + مدخل قانوني + التطبيقات الواقعية لعقوبة المراقبة الإدارية + آثار تلك المراقبة التي شملت “ مكونات المجتمع المدني “ وقراءة تحليلية في تلك التطبيقات إلخ .. التاريخ يعيد نفسه أو المقاومة مناط الحرية. أثبت الكتاب في ظهره ما يلي : „ يجب منع الناشطين والمشاغبين من لعب دور القيادة ودفعهم للندم وإعلان التوبة وذلك عن طريق تثبيط عزائمهم .. هم أحرار بلا شك لكنهم في الوقت ذاته لا يعملون شيئا ولا دخل مادي لهم ودون مشاغل. يعيشون الوحدة والعزلة ويخافون من النسيان. يخافون أن يتنكروا لهم لذلك يصبحون مستعدين لكل التنازلات حتى ينالوا حريتهم المفقودة “. ترى من صاحب هذه النظرية التدميرية؟ الكتاب ينسبها إلى : „ تقرير المقيم العام الفرنسي إلى وزارة الشؤون الخارجية بتاريخ : 13 نوفمبر ( تشرين الثاني ) عام 1935.“. حاول تناسي صاحبها الأول وجل ببصرك في الحالة التونسية اليوم لتلفى هذه الحقيقة التي لا يصمد أمامها أي معارض : الإنسان مقاوم أو لا يكون فالمقاومة مناط الحرية. هذه بنت تلك وتلك أم هذه أما ناظر حريته من الغزل أو الصمت فمكلف الأيام ضد طباعها أو باسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه.. قيمة الكتاب في إمتلائه بالوثائق الإدارية والطبية. يقول الدكتور هيثم مناع في تقديمه الكتاب : „ يتملك المرء وهو يطالع هذا العمل الشعور المزدوج بالألم والإعتزاز. الألم عندما يرى كل هذه الوسائل الجهنمية لهدم الحق في حياة طبيعية يدلل التقرير على كونها منهجية تعمد لإكمال عملية تحطيم سجناء الرأي التي بدأت وراء القضبان والإعتزاز بأن حركة حقوق الإنسان تزداد خبرة ووعيا حقوقيا وقدرة على البحث والتدقيق والتوثيق ..“. أ. المنع من حق العمل بعد الخروج من السجن 🙁 منع بقرارات كتابية من والي القصرين. أنظر صفحتي 29 و30). ب. المنع من حق الحصول على وثائق الهوية والسفر 🙁 وثيقة حكم إبتدائي 2009 بإسم المحكمة الإدارية مكونة من 5 صفحات كاملة لإثبات حق سجين سياسي سابق في بطاقة هوية وجواز سفر. أنظر صفحات 37 وما بعدها ).. صورة حية تعكس عمق الدرك السحيق الذي تردت إليه الحقوق المدنية الأولية للمواطن في تونس!!! ج.المنع من حق العلاج في الداخل والخارج 🙁 أنظر حالة توفيق الزايري : شهادة طبية بصفحة 48 وما بعدها لحالات أخرى كثيرة ). د.المنع من حق الدراسة 🙁 وثيقة من رئيس جامعة تونس تمنع السجين السياسي السابق فتحي الورغي من حق مواصلة الدراسة. أنظر 61 وما بعدها من حالات مشابهة). هـ. أما الحالات الأشهر في التدمير المنهجي فهي ما تعلق بالدكتور المنصف بن سالم وبالصحفي عبد الله الزواري حيث حرم البوليس المتحكم في البلاد تونس من عقل الرجل الأول ونكل بالثاني تنكيلا ليس له نظير في دنيانا حتى لقب بحق : المنفي في وطنه!! ( أنظر صفحات 92 وما بعدها). و. المنع من الدفاع عن مساجين النهضة 🙁 أنظر صفحة 134 وما بعدها صورا لتعنيف المحامية راضية النصراوي ). ملاحقة الإعلاميين. أ. حجب المواقع الإلكترونية والمدونات. لخصت ذلك أغلب المنظمات الحقوقية الدولية التي نعتت نظام بن علي منذ سنوات طويلة بأنه : „ عدو الإعلام وملجم الأفواه “. كما رتبت تقارير دولية أخرى كثيرة منذ سنوات طويلة تونس على رأس الأنظمة التي تتشدد في فرض الرقابة ضد كل قلم حر سواء كان مجالا إفتراضيا أو عاديا.. ب. أورد الكتاب من ذلك إحصائيات دقيقة ومنها حالة الصحفي لطفي الحجي مراسل الجزيرة. السجن أهون من جحيم المراقبة الإدارية. ليس ذلك خيالا ولا إفتراضا في تونس. تلك حقيقة نطق بها أكثر من سجين سياسي مسرح بل منهم من عرض نفسه على البوليس ليعيده إلى السجن لولا أن نظام بن علي يعمل بإستراتيجة المقيم العام الفرنسي آنفة الذكر وهي نظرية خبيثة جدا تعفي السلطة من صداع الحقوقيين حول المساجين السياسيين من جهة وتمكنها من وأد من بقي حيا من المساجين فمن لم تقتله المراقبة الإدارية أعلن توبته عن معارضة نظام بن علي من جهة أخرى. ملاحق الكتاب. إكتسب الكتاب قيمته التاريخية والحقوقية من إستناده في كل أمر من أمور المراقبة الإدارية إلى وثائق صادرة عن الإدارة التونسية من محاكم وسلطات تنفيذية وبوليسية وسجون وأطباء وصور للتعذيب والإهانة وشهادات حية عن سنوات الجمر الحامية التي تعيشها تونس منذ الإنقلاب ضد بورقيبة عام 1987.. أكثر محتويات الكتاب شهادات ووثائق وصور وإحصائيات.. ( من صفحة 175 حتى 210). قائمة تضم 1208 سجين سياسي :  
 من العزل عن المجتمع إلى العزل داخل المجتمع. تلك هي سياسة المقيم العام الفرنسي أيام الإحتلال .. ذلك هو العقل الذي إقتبسه البوليس التونسي بقيادة بوليس البوليس .. لم تثمر سياسة العزل عن المجتمع سوى صمودا وثباتا وشرعية تاريخية نضالية لم يعرفها تاريخ تونس الحديث .. فعمد إلى سياسة العزل داخل المجتمع .. وسيحكم التاريخ على السياسة الثانية بمثل ما حكم على السياسة الأولى.. جهد كبير يقدر حق قدره للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في تونس : 1208 سجينا سياسيا سابقا بأسمائهم كاملة ومهنهم وأوضاعهم.. لا يقال عن رجال هذه الجمعية سوى أنهم بروا القوس الحقوقي في تونس حق بريه ولا ينبئك مثل خبير.. ( من صفحة 212 حتى نهاية الكتاب). كلمات في ختام عرض هذا العمل الكبير. 1 ــ آن لحركة التوثيق في تونس أن تغذ السير غدا لتسجل آثار النكبة التي حلت بتونس وعمرها اليوم يناهز ربع قرن كامل. حركة توثيق عليها أن تسجل آثار النكبة البورقيبية ثقافيا وبشهادات من خرج حيا من مقرات التدمير في غار الملح وغيره أو ممن أوشى لولده من ذلك بشيء أو لحفدته.كما عليها أن تسجل آثار نكبة ما بعد بورقيبة : نكبة شعب يحاصره البوليس من كل صوب وحدب وينهب ماله “ حراميو “ العائلة المالكة.. لو لن ينجز جيلنا غير توثيق آثار النكبتين لكفاه فخرا لعل الأجيال القادمة تراكم ذلك وتتجاوزه بالإصلاح الفعلي. 2 ــ سنن التاريخ وقواعد الإجتماع ناطقة من حولنا بأن هذا النظام البوليسي الذي أجرم في حق الهوية الإسلامية بمثل ما أجرم في حق الحريات الفردية والعامة فضلا عن جريمة التطبيع مع الصهيونية وجريمة إطلاق أيدي العائلة المالكة في أموال الشعب تنهبها نهبا شنيعا لا ترعى فيها إلا ولا ذمة .. مثل هذا النظام البوليسي بإرثه الإجرامي لن يند عن حكم تلك السنن مهما طال الزمن. من مقتضيات ذلك أن الإسلاميين الذين كانوا أكبر وقود لسنوات الجمر الطويلة الحامية على إمتداد ربع قرن من حكم بن علي وبما سطروا من ملاحم نضالية مجيدة بدماء شهدائهم ومصابراتهم .. أجدر بهم أن يبخلوا عن ذلك النظام البوليسي الحقود بشهادة زور في زمن سقطت فيها كل أوراق التوت عن عورات الجلادين وسوءات النهابات.. لو كانت شهادات الزور تلك قبل عشر سنوات لهان أمر لا يهون.. ألا يسأل أولئك أنفسهم هذا السؤال : بماذا جوزي من سبقهم بشهادات الزور الشنيعة؟ أليس بالتجاهل؟ الأنكى من التجاهل أن شهداء الزور لم يظفروا حتى بفسخ أسمائهم من قائمة المطلوبين وهاهم يترددون على المحاكم التي تظل أسيافها مسلطة عليهم.. ألم يأن لأولئك أن يدركوا هذه الحقيقة العارية : هذه سلطة بوليسية تبتز الناس وتأخذ منهم كل شيء ولا تعطيهم شيئا.. راجع من فضلك كلمة المقيم الفرنسي العام آنفا لتدرك “ وطنية “ سلطتنا!!! أذكر من فضلك سجينا مازال يقبع منذ عام 1991 في السجن.. هو الدكتور شورو أذكر ذلك من فضلك قبل أن تخط شهادة زور أو تخط لك.. أذكر من فضلك أن حريتك وحقك في جواز سفرك أغلى عندك مما يلي : 1 ـ الإرغام على الإستقالة من أي حركة معارضة تريد الإحتفاظ بإنتمائك إليها. 2 ـ الإرغام على كتابة مقالات في الأنترنت تسب المعارضة ومنهم الغنوشي بالضرورة. 3 ـ الإرغام على تزكية بن علي ونظامه. 4 ـ الإرغام على لزوم الصمت حيال قضايا البلاد وتحدياتها : صمت مخجل في حق المثقفين والمصلحين. وإن أسرة الحوار.نت لا تملك إلا أن تزف أطيب التحيات لرجال الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين على إنجازهم الحقوقي التوثيقي الكبير.. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 23 ماي 2010)


التكتل الديمقراطي و وحركة التجديد والأطراف السياسية الملتقية معها
دعـوة    


يتشرّف التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد والأطراف السياسية الملتقية معها بدعوتكم إلى حضور الندوة الفكرية السياسية التي تنظمها حول موضوع: واقع التعددية وحق التنظم وذلك يوم الجمعة 28 ماي 2010 على الساعة الخامسة بعد الظهر بمقر حركة التجديد 7، شارع الحرية تونس   أحمد إبراهيم                                                   مصطفى بن جعفر                                                      

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي

بيان المجلس الوطني

 


اجتمع المجلس الوطني للاتحاد الديمقراطي الوحدوي في دورته العادية يومي 22 و 23 ماي 2010 للنظر في النقاط المدرجة في جدول أعماله.   في سياق تقييمه للاستحقاق الانتخابي البلدي ومشاركة الحزب فيه عبّر أعضاء المجلس الوطني عن ايجابية المشاركة وتميزها من حيث إعداد القائمات وتنشيط الحملة الانتخابية وارتباطها بالرهان السياسي وثمن الدور الهام الذي قام به مناضلوا الحزب من أجل دعم تمثيليته في المجالس البلدية لما في ذلك من دفع لإشعاع الحزب.   ودعا إلى تطوير المشهد السياسي في إطار الالتزام بالوفاق الوطني المبني على الروح الوطنية وعلى المحتوى السياسي الموضوعي بعيدا عن كل أشكال الانتهازية والمزايدات والانغلاق.   كما أشار إلى ضرورة تنقيح القوانين ذات العلاقة بالاستحقاقات الانتخابية في إطار مراكمة المكاسب وتطويرها وفتح الآفاق أمام حياة سياسية وتعديدية أكثر رسوخا وصلابة.   وسجل المجلس الوطني ايجابية الجهود الأخيرة الرامية إلى إيجاد حل للمأزق الذي تردت فيه الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بوصفها مكسبا وطنيا وأكد على ضرورة أن يكون المخرج في إطار حوار رابطي بعيدا عن كل محاصصة أو تجاذب سياسيين.   كما دعا إلى ضرورة تنقية الأجواء الطلابية بإطلاق سراح الطلبة المساجين في إطار نضالهم النقابي ودعوة كل الأطراف إلى خلق آلية حوار من أجل إعادة الاعتبار إلى المنظمة الطلابية وتفعيل دورها في حماية حقوق الطلاب وضمان وحدة الحركة الطلابية.   و شدد المجلس الوطني على مزيد تعميق الحوار في إطار إعداد المخطط الثاني عشر للتنمية حول التوجهات الكبرى للاقتصاد التونسي على قاعدة إعادة الاعتبار إلى القطاع العام وحماية المكاسب الاجتماعية والاستفادة من دروس الأزمة الاقتصادية العالمية.   كما دعا المجلس الوطني إلى ضرورة خلق آلية دائمة لتأهيل المستشارين البلديين ومتابعة نشاطهم بما يوفر لهم التمثيل الجيد والمسؤول للحزب في الدفاع عن مصالح المواطن.   كما عبّر المجلس الوطني عن حالة التردي التي عليها الوضع العربي وانكشافه التام أمام المخططات الاستعمارية في ظل عجز رسمي تام عن مجابهة التحديات وفشل جامعة الدول العربية في توحيد الموقف العربي.   و دعا إلى ضرورة دعم خط المقاومة والممانعة وحشد الرأي العام العالمي من اجل نصرة قضايانا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين المغتصبة.     الأمين العام احمد الاينوبلي  

في 35 يوما

عشرون إضرابا للأساتذة.. جراء الاعتداءات على الإطار التربوي


ما انفكت ظاهرة العنف بالمعاهد الثانوية والاعداديات تتفاقم إذ لا يكاد يمر يوم واحد إلا وتسجل اضرابات ووقفات احتجاجية للأساتذة بسبب ما يتعرضون اليه من مضايقات بلغت أحيانا حد الاعتداءات.. ولئن تشير لغة الارقام الى تسجيل 20 إضرابا ووقفة احتجاجية في الفترة المتراوحة بين 14 أفريل المنقضي و20 ماي الجاري فقد أفادت مصادرنا أن أسباب هذه الاضرابات متنوعة الا أن القاسم المشترك بينها هو الإساءة للاطار التربوي… ففي يوم 14 أفريل المنقضي أضرب الأساتذة بمعهد غار الدماء احتجاجا على اقتحام ولي للمؤسسة التربوية ومحاولة الاعتداء على أستاذ كما أضرب الأساتذة بمعاهد حمام الأنف وسجلت عديد الوقفات الاحتجاجية خلال الفترة الممتدة من 14 الى 19 أفريل جراء ثلب بعض التلاميذ لأستاذتهم على »الفايس بوك« والتهكم عليها ونشر صور لا أخلاقية مفبركة تشير اليها.. إعفاء مدير من مهامه !! وتتواصل الاضرابات خلال نفس الفترة لتشمل معهد حشاد بمكثر يوم 19 أفريل لمدة ساعتين احتجاجا على تصرفات مدير المعهد تجاه الاطار التربوي.. ومن الغد (20 أفريل) نُفذ اضراب لمدة 4 ساعات بكامل المعاهد والاعداديات الثانوية بالجهة نفسها اتخذ على إثره قرار اعفاء المدير المذكور من مهامه.. اعتداء على مساكن الاساتذة بالحجارة من جهة أخرى نفذ أيضا يوم 20 أفريل اضراب للاساتذة بساعة في معهد تالة احتجاجا على اعتداء بعض التلاميذ والغرباء على مساكن المربين بالحجارة.. كما نفذ اضراب يوم 22 أفريل بإعدادية الشابي بالمرناقية إثر اعتداء عدد من الأولياء على مدير الاعدادية وعدد من الأساتذة.. بالاضافة الى ذلك سجل اضراب من العاشرة الى منتصف النهار بجميع مؤسسات التعليم الثانوي ببوعرادة يوم 27 أفريل بسبب اعتداء موظفين على أستاذ انتقاما لابنيهما بعد أن اتخذ في شأنهما  بعض القرارات في مجلس التربية ومنها  طرد أحد التلميذين. وقد تدخل الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة لتطويق الخلاف وقد رفع الاستاذ قضية مرفقة بشهادة طبية ضد الموظفين، بينما  طالبت النقابة العامة للتعليم الثانوي بتتبعهما من قبل وزارة الاشراف.. كما سجل الوسط التربوي ثلاثة اضرابات يوم 28 أفريل بساعتين بمعهد بوحجلة احتجاجا على خلاف بين المدير وأستاذة وثان بساعة بمعهد السويسي بباردو إثر اقتحام بعض الغرباء للمؤسسة التربوية وثالث من العاشرة صباحا الى الثالثة مساء باعدادية العمران وذلك بسبب تهجم تلميذة وأمّها  وشقيقتها على أستاذة واقتحامهن لقاعة الاساتذة والاعتداء (لفظيا) على الاطار التربوي. علاقات متوتّرة وسجل اضراب عن العمل بساعة يوم 3 ماي باعدادية في قصر السعيد  بسبب سوء المعاملة القائمة بين المدير والأساتذة وظروف العمل الصعبة بهذه المؤسسة.. وسجل أيضا بمعهد حفوز اضراب من الثامنة الى منتصف النهار يوم 10 ماي الجاري لنفس الاسباب وهي توتر العلاقة بين المدير والأساتذة وانعدام التفاهم بين الطرفين. وشهدت اعدادية برج العيفة (الكاف) يوم 11 ماي احتجاجا على ما أسمته النقابة بتجاوزات الإدارة ضد الاساتذة لتتواصل الازمة حيث نظم اضراب بنفس المؤسسة طيلة يوم كامل وذلك في 19 ماي الجاري.. بينما  نظمت وقفة احتجاجية لمدة ربع ساعة بكافة الاعداديات الثانوية بولاية الكاف تضامنا مع أساتذة اعدادية برج العيفة. «فوسكة»… ويتواصل مسلسل الاعتداءات فقد نفذ بمعهد بنقردان اضراب يوم 14 ماي  بسبب اعتداء تلميذة وأمها على أستاذة ضبطت هذه التلميذة بصدد الغش في الامتحان وطردتها من القاعة حتى أن والدتها هددت باقي الاطار التربوي.. ونفذ اضراب بإعدادية حي السرور بقفصة دام ساعة يوم 17 ماي الجاري بسبب اعتداء ولي لفظيا على عدد من الأساتذة بينما نفذ معهد الطيب المهيري بصفاقس وقفة احتجاجية يوم 18 ماي احتجاجا على تعرض زميل لهم للاعتداء من قبل بعض الغرباء المأجورين. ظروف العمل… وفي يوم 19 ماي الجاري أضرب أساتذة معهد السيجومي من الحادية عشرة الى الواحدة بعد الزوال إثر اقتحام بعض الغرباء للمؤسسة التربوية والعربدة داخلها والاعتداء على تلميذ يزاول تعليمه بالباكالوريا بسكين تم نقله الى المستشفى كما سجل ذات اليوم اضراب بمعهد شارع قابس بالقيروان نتيجة تردي ظروف العمل والتدخلات المستمرة للأولياء ضد الاطار التربوي. وفي 20 ماي الجاري نفذ اضراب في جميع مؤسسات التعليم الثانوي بالمتلوي نتيجة ظروف العمل السيئة داخل هذه الفضاءات وما يعرفه الاطار التربوي من مضايقات.. شهر التراث من جهة أخرى علمنا أن معهد نفطة سجل حادثة طريفة تمثلت في إقامة الاحتفالات بشهر التراث في ساحة المعهد يوم 14 ماي الجاري بينما كانت الدروس جارية  وتلاميذ الباكالوريا ينجزون الباكالوريا التجريبية.. وقد عمت الزغاريد المعهد وتم تقديم  عرض فرجوي لراقصات الفرقة الشعبية.. واغتص المعهد بالحضور الغرباء عن المؤسسة وهو ما اضطر الأساتذة الى الاحتجاج على الإدارة ومصلحة التنشيط الثقافي وتم طرد الفرقة ومن معها… عبد الوهاب الحاج علي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 ماي 2010)
 


أخبار نقابية


ولاية المنستير استياء كبيرا من تصرفات الكاتب العام للاتحاد الجهوي
 
يسود الاوساط النقابية في ولاية المنستير استياء كبيرا من تصرفات الكاتب العام للاتحاد الجهوي سعيد يوسف  المتواجد في باريس في رحلة سياحية بعد تحصله من ادارة تونس الجوية على تذاكر خاصة  و مجانية للسفر و قد قدمت له كهدية للدور الذي لعبه في عزل الكاتب العام لعملة الارض بمطار المنستير السيد نبيل الدبابي فيما تحصل على منحة السفر من وحيد بوترعة المدير الاداري لمجمع بينيتون و الذي جمدت نقابته الاساسية بقرار من سعيد يوسف .
و قد افادتنا مصادر نقابية ان عدد كبير من النقابيين قد امضوا على عريضة وجهوها الى القيادة النقابية مطالبين فيها التحقيق في تجاوزات الكاتب العام. كما علمنا من جهة اخرى ان السيد محمد الصالح البواب كاتب عام نقابة المضيفين قد رفع تقريرا الى السيد عبد السلام جراد بما راه تجاوزات سعيد يوسف.
 بطاقة ايداع في شان رئيس مصلحة احدى معامل العجين بمدينة سوسة اصدرت السلطة القضائية نهاية الاسبوع بطاقة ايداع في شان رئيس مصلحة احدى معامل العجين بمدينة سوسة و الذي تورط صحبة عدد من كبار الموظفين في سرقة كميات كبيرة من العجين الغذائي قدرت باكثر من 200 مليون و قد تم اغراق السوق بهذا العجين الذي يباع باقل من سعر الانتاج و قد كان موضوع التخفيض في اسعار العجين محور شكوى رفعها عدد من تجار الجملة وجهوها الى وزير التجارة الذي اذن ببحث في الغرض.من جهة اخرى ما زال تجار الجملة للمواد الغذائية يشتكون من الباعة المتجولين الذين يبيعون مادة الملح باسعار خيالية تصل الى نصف سعر انتاجها .
عملة المجمع المهني التابع لوزارة الفلاحة اضرابا عن العمل كامل اليوم  يخوض غدا 25 ماي عملة المجمع المهني المشترك للخضر التابع لوزارة الفلاحة و الموارد المائية اضرابا عن العمل كامل اليوم  و ذلك للمطالبة بالتدرج المهني و صرف منحة الانتاج لسنة 2009 و صرف منحة الشهر الثالث عشر. و في سياق متصل مازال فلاحة مدينة نابل و المنستير يشتكون من رفض المجمع قبول البطاطا المحلية بعد ان اغرقت السوق بالبطاطا الهولندية و التي تباع ب 100مليم الكلغ الواحد  و هو ما يهدد عدد كبير من الفلاحين بالافلاس امام  مطالبات الدائنين.  
 
مراسلة خاصة


المجتمع المدني الأورومتوسطي :قلق إزاء تفاقم انتهاك الحقوق النسائية جنوب المتوسط


حرر من قبل التحرير في الأحد, 23. ماي 2010 عبّر نشطاء المجتمع المدني المشاركون في منتدى المجتمع المدني الأورومتوسطي بأليكانتي بإسبانيا عن قلقهم الشديد إزاء تفاقم انتهاك الحقوق النسائية بجنوب المتوسّط، معتبرين أن احترام الحريات الأساسية يتطلّب تمتّع كل مواطن ومواطنة في الشراكة الأورومتوسطية بحقوق متساوية. جاء ذلك في بيان أصدره المشاركون في أشغال الدورة الرابعة للمنتدى والتي انعقدت بمبادرة من منبر المنظّمات غير الحكومية الأورومتوسطي أيام 14 إلى 16 ماي الجاري والتي شارك فيها ما يقارب 250 مشاركة ومشاركا، تحت عنوان: المساوة قضية مشتركة للمجتمعات المدنية الأورومتوسطية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 ماي 2010)


بعد يأس النظام من اتهام الناس بالارهاب يريد تلجيم الافواه


محسن الخضراوي      قانون تونسي يعاقب من يحرض ضد المصالح الاقتصادية للبلاد… فبعد يأس النظام من اتهام الناس بالعنف والارهاب فهاهو يريد تلجيم الافواه..ولكن هيهات فان العالم الغربي يعطي الحرية المطلقة للكلمة ولو كانت بالاعتداء على نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم… فقد كان سلاح حقوق الانسان مؤلما للحكومة وهي تتلقى الضربة تلو الاخرى وتتألم ولكن تخفي ألمها لكي لا تظهر ان هذا السلاح فتاكا…حتى انهكت قواها وأفصحت عن ضعفها بضعف أكبر منه وهو اصدار قانون العقوبة ..ولم تعلم هذه الحكومة انها تقدم بذلك خدمة جليلة لمعارضيها اذ كشفت لهم عن الموضع الذي تؤكل منه الكتف. ولم نكن نحسب ان القضاء على النظام التونسي يكون بهذة السهولة…بالكلمة!. أفيظنون أننا سنخشاهم ونتوقف عن الكلمة؟؟ نحن بالعكس سنستعمل أبواقا لاسماع كل العالم عن مشكلة حقوق الانسان في تونس. ..ثم بخبثهم كالعادة يتهمون الناس بمحاولة النيل من تونس عن طريق الاقتصاد وكانهم تونسيون أكثر منا. والشعب يعلم جيدا انه ليس هناك تونسي واحد يتمنى ركاد الاقتصاد في بلادنا… ففشل تونس في الحصول على الشراكة الاروبية سببه حقوق الانسان فقط ولا غير… فهل ينتظر منا النظام الذي شرد وسجن وقتل وحرم و و و من عشرين سنة ان نتوسط له مع الاتحاد الاروبي؟؟ هذا حقا مضحك!! بقي مشكل اخر هو ان المعارضة مشتتة والسلطة تلعب بها وتحرض بعضها على بعض منذ زمن بورقيبة..وبالرغم ان حركة النهضة قوية فلم تستطع القضاء على هذا النظام الفاسد وذلك راجع فقط لان الحركة تحمل المشروع الاسلامي والذي لا يعجب الغرب حاليا بل ويحاربه . فوجود السلطة في تونس الى الان هو ليس قوة منها او ذكاءا انما لضعف معارضيها. لذا اقترح شخصيا على السيد منصف المرزوقي أن يدعو لتكوين حزب معارض وقوي يضم كل الشرائح بعيدا عن أي تحزب أو أديولوجيات وسينضم اليه كل التونسيين المعارضين للنظام وهم يعدون بالملايين وستقبله الحكومة غصبا عنها والا فستخرج مظاهرات لا قبل للحكومة بها…هذة فرصة ذهبية وعملية وسهلة..وسيتفاجا الجميع بعدد المنتمين الى المعارضة الوحيدة والقوية.. ولنرى لمن أو بمن سيشكو النظام الحاكم ومن سيتهم , ولمن سيطلب من الشعب ان يتصدى كالرجل الواحد, ومن سيتهم بالمفسدين واعداء الديمقراطية …. وفي وقت وجيز ستتحرر تونسنا من الظلم والقهر والاستبداد وتكون حرة مستقلة بمعنى الكلمة. اما اختياري للسيد منصف المرزوقي فهو لشخصيته المرموقة وكفاءته وشجاعته ووطنيته وايضا فان الغرب يرضى به او على الاقل لا يمانعه…فهو ليس محسوبا على الاسلاميين ولا يهدد مصالح الغرب في شيء هذا مجرد اقتراح ورؤؤس اقلام اتمنى ان ياخذها السيد المرزوقي وغيره بعين الاعتبار وتطويرها والكل يساهم بجهده في سبيل وطنه…نحن تونسيون مخلصون لوطننا ولو كره العملاء  
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 23 ماي 2010)  


خاطرة : سأراها بعيني أخي، سأراها

 


انطلقت في رحلة مشي طويلة في جبال سويسرا وغاباتها وأنهارها الخلاّبة و بعد عدّة أميال لفّني خلالها وحدة وصمت مؤنسين عن ضجيج الحياة وعراكها وجدتني في موقع جميل مطلّ على بحيرة وما لبثت الصّورة أن ارتبطت عندي بمشهد لشاطئ أملكار ارتسم، ولسبب أجهله، بالذّاكرة منذ سنين. أطلت التّأمّل والتّفكّر حتّى انتابتني « غيبوبة شعورية » ارتحلت خلالها إلى أرض الوطن وأنا مثقل بهموم المهجر وتحدّياته والوفاء يشدّني إلى أرض غربتي ويحرّم عليّ الإنحناء وصوت بداخلي يصرخ « ثغرك ثغرك فغربتك جهاد ». لم أشعر كيف امتدّت يدي إلى تلك القراطيس التي أدسّها في جيوبي تحسّبا لمثل هذه الحالات لأدوّن ما تجود به القريحة وتفيض به الخواطر ويطفح به الوجدان و تركت العنان للقلم يمتثل صاغرا لما تمليه المشاعر دون ضوابط ولا ميزان ودمع الشّوق إلى أرض الوطن يتصبّب غزيرا يبلّل الورق بين يدي …. لمّا قرّت النّفس وتوقّف الوجدان عن الإملاء انتبهت فإذا بضع نفر على بعد أمتار منّي يرقبونني من طرف خفي ولسان حالهم يقول « هل نقترب من هذا المصاب ونواسيه أم ندعه لحاله؟؟ ». شربت بعض الماء وشددت حقيبتي إلى ظهري ومشيت وأنا أدندن ….   سأراها بعيني أخي، سأراها سأراها بلادي حين يُصبح حرّا سأراها حين أكسر قيده بجهادي … سأراها   سأجوب تلالها والرّوابي سأزور جبالها وقراها … ريفها والبوادي برجلي أخي حين يُصبح حرّا حين أرفع الضّيم عنه سأراها بعيني أخي، سأراها حين يصبح حرّا … سأراها بلادي   سأشمّ عبيرها وهواها أشفي غليلي بأنف أخي حين يصبح حرّا حين أكسر القيد عنه بجهادي   سأسبح في شواطئها في المرسى والزّهراء وحلق الوادي … سأسبح في شواطئها بجسم أخي حين يصبح حرّا حين أفكّ أسره بجهادي سأراها بلادي   سأرى أهلها والدّيار سأرى ليلها والنّهار سأراها بعيني أخي حين يصبح حرّا حين أكسر قيده بجهادي سأراها بلادي سأرى أرضها وسماها سأرى فجرها والغروب شمسها بدرها والنّجوم وأتيه بقلب أخي في هواها حين يصبح حرّا حين أكسر قيده بجهادي   سأراها بلادي أسمع طيرها يشدو في رباها أسمع همس الحياة في جوف ليلها وضحاها سأرى عنفوانها وبهاها (وبهاءها) سأسمع المؤذّن يدعو « الله أكبر » تعرج في سماها سأسمع … بأذني أخي حين يصبح حرّا حين أكسر قيده بجهادي سأراها بلادي   سأراها وألثم تربها وثراها وأخطب ودّها أجدّد عهدي لها بهواها أطلب صفحها ورضاها بلفظ أخي حين يصبح حرّا حين أكسر قيده بجهادي   سأراها بلادي سأرى حقلها والزّهور وأرى السّنبل مثقلا خاشعا متهادي سأرى معهدي حيث كنت وأرى مقعد الإبتدائي وأرى « الكومبيس » قلعة النّضال والإجتهاد سأراها بعيني أخي سأراها حين يصبح حرّا حين أكسر قيده بجهادي   سأراها بلادي سأزور قبر أبي كمدا قضى من غربتي و بعادي و أمدّ كفّ أخي و أتل أمّ الكتاب بصوت أخي حين يصبح حرّا حين أفكّ أسره من غربتي بجهادي وأذرف الدّمع من عيني أخي حين يصبح حرّا كالبلبل يمرح شادي   سيّد عشقي أنا لبلادي وأدته بيدي في فؤادي فأخلصي لأخي يا بلادي حين يصبح حرّا يُبعث عشقي وحبّي وأشد الرّحال إليك بلادي   لا يبالي الغريب حين يضحّي أغدا أم بعد دهر يراها سأراها بلادي بعيني أخي سأراها سأراها … آية في الكتاب سأراها ولو من تحت لحدي بعيني أخي سأراها حين يصبح حرّا حين أكسر قيده من غربتي بجهادي   ليس شيئا أحبّه كبلادي   العربي القاسمي من قمّة أحد جبال سويسرا الجميلة في 23 ماي 2010

         

مهما اتفقنا في مواقف نختلف لكن … بقلم بو عبد الله بو عبد الله


هذه الحقيقة أو مسلَمة عندي ,الاختلاف من سنن الله في خلقه . المسلمون يتفقون في أمر لتوحيد, لكن ضمن اطار التوحيد هذا توجد الاختلافات التي مردها في الغالب نص التوحيدي المتعبد بتلاوته او غير المتعبد ,وهذه الدرجة من الاختلاف هي مجال لاجتهاد أهل الذكر لا سواهم ولعامة المسلمين الاتباع . والدرجة الثانية من الاختلاف هي من ثمار او إفراز العمل في الدرجة الاولى , وهذه الدرجة الثانية هي التي في متناول الجميع , أي لا تختص بها فئة من المسلمين دون أخرى.واختلاف العامة هو الذي نعنيه في حديثنا. مجال الاختلاف : الممارسة اليومية للبشر كأفراد أو أحزاب أو جماعات في معاملاتهم و مواقفهم أو أفكارهم .وقد يكون الاختلاف بطرح راي مخالف أو مناقض أو بنقد أو انتقاد للرأي أو الموقف المتداول بين الناس أو للظاهرة عموما. الاسلاميون والاختلاف : إذا سلمنا أنّ الاختلاف سنة بشرية فهو يشمل كل الناس ولا يوجد ما ستثني فئة منهم .والذي يعنينا هو : ماهي مجالات الاختلاف عند الاسلاميين=المهتمون بالشأن العام = ؟ وماهي ضوابط هذا الاختلاف ؟ مجالات الاختلاف في كل نواحي الحياة, لكن الحديث سيتناول اختلافاتنا فيما يتعلق برؤيتنا للشأن العام , من اختار لنفسه مجال العمل السياسي او كل ما يتعلق بالشأن العام فهو معرض لسهام الاختلاف إما بطرح رأي آخر أو نقد وانتقاد الرأي المتداول تأييدا أو معارضة. الاختلاف رحمة من الله تعالى. البعض من إخواننا يعيب علينا هذا الاختلاف أو بالاحرى إظهاره للعلن إستحياء أو منعا. و يعتبر أن مجرد اطلاع الآخر على الاختلاف أو نتائجه أمر غير جائز , ويجب ألا يطلع عليه الآخر , اي أن يضل أمرا داخليا , شأن أبناء الحزب أو الحركة أو الجماعة . أرد على هذا اراي قائلا : الاصل داخل الحزب أو الحركة أو الجماعة الواحدة أن تكون نسبة الاتفاق بينهم عالية جدا مائة بالمائة خصوصا في الافكار والتوجهات , ونسبة الاختلاف ضئيلة جدا, شرط أن لا يصل الاختلاف إلى درجة التناقض,لسبب بسيط لآن المتناقضات فيما يتعلق بالشأن العام لا يسعه إطار واحد ,لان التناقض توجه ويجب أن يكون لكل توجه جسمه الخاص به حزبا أو حركة أو مستقلا. فلا يعقل و لا يقبل أن يكون داخل الجسم الواحد فيئة تريد الذهاب يمينا و فيئة اخرى تريد شمالا .إذا الاختلاف الذي يصل إلى درجة التناقض يوجب الانفصال.هذا من ناحية , ومن ناحية ثانية الاصل أن ابناء (الحزب أو الحركة أو الجماعة)يختلفون قبل التقرير أما بعد التقرير فلا يجوز أن يظهر الخلاف علنا ويصرح الفرد : أنا لست مع موقف (حزبي أو حركتي أو جماعتي) وأنا هذا رايي المخالف , هذا لا يجوز في حق أبناء الحزب الواحد ,لان مثل هذه التصريحات من علامات انهيار الحزب أو الحركة وانسداد الافاق بداخلها وعدم احترام الضوابط التنظيمة , كان يسعه أن يستقيل ويجعل من اختلافاته مع جماعته أو حزبه هي السبب , وهكذا يكون موقفه معتبرا تنظيميا واخلاقيا أيضا.فلا يمكن إذا أن ينتمي شخص لحزب أو جماعة وتكون تصرفاته مناقضة وغير منضبطة لقرارات حزبه ,لان العقد بينه وبين حزبه أو حركته يقوم على السمع والطاعة واحترام والانضباط. أما أن يكون الفرد ضمن جماعة أو حزب ولا يحترم قراراته فلا يمكن باي حال أن نعتبر هذا الفرد منتم لهذا الحزب أو الجماعة لسبب بسيط هو فقدان الولاء. ومن لا ولاء له لحزبه أو حركته لا يمكن ان نعتبرها منتم لهذا الحزب أو الحركة وإن ادعى ذلك واصر عليه خصوصا إذا كان هذا الفرد رافضا لكل شروط الولاء التي هي :المشاركة,الطاعة, الانضباط , تحمل نتائج الانتتماء في المنشط والمكره , هذه باختصار علامات أو شروط انتماء فرد لجماعة أو حزب .فمن لم تتوفر فيه هذه الشروط فهو ليس بمنتم وإن ادعى ذلك. ومن علامات وجود الحزب أو من علامات سيادته أنه لا يسمح أن يتواجد في صفوفه أو يدعي أنه منه من يخل بشروط الولاء. حدود سلطة الحزب أو الحركة الحركة او الحزب لها سيادة على المنتمين إليها , قد تمنع الفرد من إ ظهار الاختلاف ونشره علنا , لكن لا سلطة للحزب على من هو خارج الحزب,فمن لا ينتمي لحزب هو متحرر من كل القيود الحزبية وغير معني بها بالمرة الا من خلال الضوابط العامة للاختلاف =التي سنتعرض اليها =. فالطرف أو المتابع المخالف مساحة الحرية عنده أكبر وممارسة الاختلاف عنده نقدا أو انتقادا أو تجريحا منفتحة أكثر. والذي يمارس الاختلاف من خارج الحزب لنسميه المتابع للشأن العام . والمتابع صاحب الرأي المخالف ٌقد يكون عدوا لهذا الحزب او الجماعة غايته التشهير والتشنيع وحشد الناس ضد هذا احزب أو الحركة , وقد يكون المتابع صاحب الرأي المخالف موضوعيا غايته نبيلة اثراء موضوع الاختلاف أو الاصلاح أو النصح والارشاد لما يراه افضل قد يكون هذ المتابع يحمل نفس فكرة الحزب أو الحركة التي يوجه اليها سهام نقده.فلكل من المخالف الحاقد أو الموضوعي أن يبدي رايه بكل حرية فيما يختلف فيه مع الاخر, ولا يجوز للحزب أو الحركة أن تمنعهما من حقهم في التعبير.فليس المنع هو السلاح =اي اسكت لا تتكلم = انما سلاح الحزب أو الحركة مع من يخالفها الراي أن ترد على الشبهات وتوضح مواطن الاختلاف أي أن تدحض الادعاء المخالف بالبينة والبرهان. والحزب القوي المتماسك هو الذي يرد ويقنع . قوة الحزب أو الحركة باختصار حين تقبل أن يمارس عليها ما تمارسه هي على غيرها. والحزب او الحركة التي تريد الخير للجميع عليها ان تتفاعل مع اختلافات الآخرين معها ,تقبل ما هو مؤيد وتتراجع وتُراجع , من منطلق هيا قدمو لي عيوبي فالنقد أو الانتقاد الجماهيري =اي من خارج حزبك=هو محك النجاح.والسؤال الاساسي الذي يجب ان تجيب عنه الاحزاب أو الحركات المهتمة بالشأن العام : هل تقبل أن يتعامل معك كما تتعامل أنت مع الاخر ؟؟؟ توضيح للسؤال الحزب او الحركة المعارضة صباح مساء تنال مثلا من الحزب الحاكم ورموزه ويسمون الشخص أحيانا باسمه أو باسمها ويقولون إنه سارق مغتصب مجرم وووو هل الحركة الاسلامية تقبل او هي مستعدة ان تقبل من يُذكر أحد رموزها أو اتباعها بأنه سارق أو غشاش أو مجرم؟؟؟= أريد إجابة تزيل عني كابوسا يؤرقني=ضوابط الاختلاف : هذه الضوابط في نظري معني بها المخالف فردا كان أو حزبا أو جماعة . أولا: هو المدخل أن يكون النقد أو الانتقاد بصغة التعميم بأسلوب ما بال قوم فعندما نقول إن الحزب أو الحركة فهذا تعميم , أما إذا قلت فلانا باسمه فهذا تشخيص تطاله الاحكام الشرعية من قذف وغيبة أو نميمة يُدخلنا في دائرة اليمين والبينة , نسأل الله السلامة . ثانيا: الصدق في القول أن يكون النقد أو الانتقاد مبني عل معلومة صادقة يكون مصدرها الاطلاع أو التجربة أو الاقرار. ثالثا: تجنب السبّ ,لان السبّ قد يقابله السبّ فيتحول الامر من إختلاف إلى تصادم رابعا: عدم التعرض لاعراض الناس. والسؤال الذي أطرحه هنا , لماذا بعض الناس المتحزبين أو المنتمي يعتبرون النيل من حركتهم أو حزبهم هو بمثابة النيل من أعراضهم, أي يجعلون من الحزب أو الحركة كيانا ذاتيا في حين هي كيان معنوي شرعا وقانونا لماذا هذا الادماج؟؟؟؟ خامسا: التجريح , تجريح الافراد امرا ماحا وممارس ضمن دائرة الحزب أو الحركة يغيب فالفرد أو يكون حاضرا ويبرزون كل سوءاته التي تكون سببا في منعه من تولي منصب أو مهمة .فهو عملية تشريح لذات بشرية .فهل يسمح الحزب أو الحركة للمخالف الناقد أو المنتقد أن يجرحها حزبا = وهي ذات معنوية= الخلاصة نعم نختلف فننقد وننتقد لكن اختلافنا لا يجب أن يفسد الود بيننا ,الاختلاف محمود ثماره كلها خير لمن يريد الاصلاح ,اهداء العيوب نصر لصاحب العيب ,النقد والانتقاد يكون علنا كما يكون سرا والعلني ثماره للكل والسري لفئة دون غيرها , لذا , أفتان انت يا معاذ قالها صلى الله عليه وسلم علنا,لآن ثمرته متعدية لذات معاذ.لا يا عمر ليس هذا من حقك , قالتها إمراة في العلن. المؤمن خيره عام لذا هو ليس له ما يخفيه , لما كل هذا الخوف من تكشف عوراتنا علنا إن كنا قادرين على الاصلاح , ونريد أن نقدم النموذج في خدمة الاخرين .لنقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم :مابال أقوام , في النقد والانتقاد . ولنكن كالمرأة في الجرأة والعلن, ولنكن كعمر ومعاذ في تقبل الراي المخالف الناقد المنتقد. هكذا ارى حق الاختلاف نقدا وانتقادا وتجريحا ,لاني مؤمن ان من يمتنع الناس عن الاختلاف معه ونقده وانتقاده مهابة لذاته فهو ظالم. أتحدث باسمي الذي ارتضاه الله لي متجنبا التشخيص,شعاري نختلف ننقد وننتقد ونركز على العيوب من دون مجاملة , الله غايتنا سالت اسئلة وأنتظر المجيب , كي نبني صفحة ناصعة في التعامل والتجاذب والاختلاف البناء. أختم بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود :سمعت رجلا قرأ اية وسمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفتُ في وجهه الكراهية وقال :كلاكما مُحسن … نسأل الله التوفيق بوعبدالله بوعبدالله (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 23 ماي 2010)
 


إشكالية الرعية والمواطنة    (7/1 )

          


بقلم: علي شرطاني- تونس     – في الوطن والمواطنة والراعي والرعية :      لا اعتبر الكتابة في هذا الموضوع الشائك المعقد، ولا التدقيق فيه بما يشفي الغليل، وبما تتضح به الصورة، وبما تكون به المقاربة، على ذلك القدر من الوضوح الذي لم يعد معه لبس في هذه المعاني ومدلولاتها، وفي الفرق بينها. فلهذا المبحث مقال آخر وله أهله ورجاله والعالمون فيه وبه من أهل الذكر وأصحاب الإختصاص، ولكن الذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو أني فقط أحب أن أفهم من الذين ظلوا يرددون على امتداد أكثر من عشرين سنة شعار ومقولة « مواطنون لا رعايا « في كتاباتهم وفي خطابهم، ماذا تعني عندهم المواطنة وماذا يعني عندهم المواطن، وماذا تعني عندهم الرعية وماذا يعني عندهم الراعي؟ وهم يقرنون كل مرة وكل ما أرادوا الحديث عن المواطنة لإثبات مواطنتهم وتأكيدها في وجه من يرفضها ويردها عليهم، ويعمل على انتزاعها منهم، المواطنة بالرعية والمواطن بالرعية. ويبدو في ذلك تأكيد على فهم للمواطنة لم يقدموه ولم يوضحوه لمن يكتبون ويقدمونه لهم، وهم مسرون على التمسك به ومستميتون في ذلك، وذلك حقهم وما يجب أن يكونوا عليه احتراما لذواتهم وتأكيدا لحقوقهم، وعلى فهم للرعية لم يقدموه كذلك ولم يوضحوه لمن يكتبون ولمن يخاطبون ولم يقدمونه لهم، وهم يبدون رفضا وردا وتبرؤا منه. ولم يتفضل أي طرف أو أي وأحد من أصحاب هذه الأقلام بالإفصاح عن الفرق بين معنى المواطن والمواطنة ومعنى الراعي والرعية، كمصطلحين أحدهما حديث مستفادة معانيه من ثقافة الغرب الحديثة، والآخر قديم مستفادة معانيه من الثقافات القديمة، ومن الثقافة العربية الإسلامية التي ينظر إليها البعض على أنها قديمة، وعلى أنها من القديم المختلف في كيفية التعامل معه والإستفادة منه، وفي الإبقاء عليه كليا أو جزئيا، أو هدمه كليا أو جزئيا.   – مواطنون لا رعايا :   لقد استرعى انتباهي تردد هذه العبارة من أكثر من شخصية علمانية ولائكية وطنية في ما يقولون وما يكتبون في فترات ومراحل مختلفة من حياة المجتمع المدني في تونس.
فكان من بين من كتبوا مبكرا في ركن كلمة المستقبل بصحيفة « المستقبل » لسان حال حركة الديمقراطيين الإشتراكيين ليوم 20 جويلية 1981 بمناسبة حلول ذكرى عيد الجمهورية مقالا بعنوان « مواطنون لا رعايا » قال فيه : »..وقد أدركت الأجيال الجديدة أن الجمهورية جعلت منهم مواطنين وكان أجدادهم وآباءهم رعايا ومعنى ذلك أنهم يطمحون إلى أن يأخذوا بحقهم كاملا غير منقوص في تصريف شؤون المجتمع وأن يتحملوا مسؤولية تقرير مصيرهم ».
وكان قد استرعى انتباهي كذلك ما جاء في صحيفة  » الموقف  » لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي الصادرة بعد مؤتمره الأخير مباشرة، المؤتمر الرابع، الذي دارت أشغاله بنابل أيام 22 – 23 – و24 سبتمبر 2006 والتي جاء فيها، أن المؤتمر قد انعقد تحت شعار  » مواطنون لا رعايا « ، وهو نفس الشعار والعنوان الذي جعله لموقعه بشبكة المعلومات العالمية، وهو نفس العنوان الذي تحمله وترفعه صحيفة مواطنون، لسان حال حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. ولكم كان هذا الشعار متداولا على ألسنة النخبة العلمانية اللائكية  خاصة، وحتى بعض الإسلاميين دون أن يلقوا إلى ذلك بالا، ودون أن يخضعوا ذلك للمراجعة لما عسى أن يكون مفيدا، والذي يعتبرون فيه، على حد ما جاء في ما كتبه أحمد المستيري من أن النظام الجمهوري هو الذي يصير فيه الناس مواطنون بعد أن كانوا في غيره رعايا. إلا أن النظام الجمهوري للدولة العلمانية الحديثة المغشوشة لم ترتق بالإنسان فيها إلى مستوى المواطنة، بل أبقت عليه في مستوى الرعية.
ويستفاد مما كتبه السيد أحمد المستيري من أن المواطنة هي الأخذ بحق أو التمتع بحق تصريف شؤون المجتمع وتحمل المسؤولية في تقرير مصيره. وهو المعنى الذي يتفق مع ما ورد في كتاب  » في العقد الإجتماعي » للكاتب الفرنسي جان جاك روسو، والتي تعني المساهمة في سلطة السيادة. وهو من المعاني التي لحقها الكثير من التطوير منذ ذلك التاريخ.
كما يستفاد مما كتبه كذلك، أن الرعية، والتي هي العناصر البشرية والمكونات البشرية للمجتمع في غير النظام الجمهوري، أي في ظل نظام ما قبل الإحتلال الفرنسي لبلادنا. وهي تعني في ما تعنيه السمع والطاعة لولي الأمر في غير التمتع بحق تصريف شؤون المجتمع وتحمل المسؤولية في تقرير مصيرهم، وعدم المساهمة في سلطة السيادة، وذلك ما كان عليه آباءنا وأجدادنا على حد قول السيد أحمد المستيري، وهو المعنى الذي يتفق مع ما جاء في كتاب روسو السالف الذكر من حيث هم خاضعون لقوانين الدولة.
وفعلا فقد جعلت عصور الإنحطاط والحقبة الإستعمارية ونظام الدولة العلمانية الحديثة من الإنسان العربي المسلم في تونس وفي كل أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين، من أبناء تونس ومن أبناء كل شعوب الأمة رعايا.  
وبهذا المعنى ومن هذا المنطلق يحق لهؤلاء الإستنكاف من أن يكونوا رعايا ويتمسكوا بحقهم في المواطنة. وإذا كانت المواطنة تعني صفة الإنتساب لوطن ليس للناس غيره، له عليهم واجبات ولهم عليه حقوق، ويمارس فيه الفرد الإجتماعي حق مزاولة السيادة من حيث المشاركة في القرار السياسي وممارسة السلطة بطريقة مباشرة أو مغير مباشرة، ويتمتع فيه بالحرية التي تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين، وهو الذي له الحق في المتابعة والمراقبة والمحاسبة، فإن مواطن كل وطن يتحول إلى رعية في وطن آخر. ولذلك كان يطلق على مواطني شعوب الأوطان الأخرى خارج أوطانهم رعايا، أي ليس لهم من حق إلا الخضوع لقوانين الدولة التي يكونوا قد التحقوا بها لسبب أو لآخر ولغرض أو لآخر… فهم مواطنون في أوطانهم ورعايا في أوطان الشعوب الأخرى. وبهذا المعنى كذلك يجوز فهم رفع مكونات الطائفة العلمانية اللائكية لهذا الشعار من حيث أنه لا حق لهم في المواطنة إلا في وطنهم الذي لا يجب أن لا يكون لهم فيه إلا الخضوع للقانون كما لرعايا الشعوب الأخرى في غير أوطانها. فمن حق هؤلاء أن يقولوا لا للرعية في ظل النظام الجمهوري أو العلماني عموما في أوطانهم، ومن حقهم كذلك أن لا ينظر إليهم ولا يساسوا ولا يتعاملوا معهم في أوطانهم كما يتعامل مع الرعايا الأجانب، وإن كانوا يعاملون في أوطاننا بأفضل مما يعامل به أبناء الشعب الذي من المفروض أنهم مواطنون في وطنهم لا رعايا في وطن آخر.                                                                                                           (يتبع)                                       


فاميليا للإنتاج تتعرّض لضغوط


تتعرّض شركة فاميليا للإنتاج إلى حملة أو هجمة شرسة من قبل وسائل الإعلام الموالية للنظام إذ نشرت مقالات تدين فيها المخرج الفاضل الجعايبي وتتّهمه بافتعال مشاكل مع أطراف أو جهات مسؤولة وذلك لجلب الأنظار والأضواء لعمله الجديد « يحي يعيش »، المسرحية التي تتناول مسألة لطالما تحدّثنا عنها في الواقع لكن لم نتعرّض لها في عمل فنّي مماثل وهي قضية محاسبة رجل السلطة، وتتهمه وسائل الإعلام بالغرور، وتطلب التواضع من هذا المواطن التونسي الذي بعد دراسة المسرح في السربون والجامعة الدولية للمسرح باريس أدار مركز الفنون الدرامية بتونس وساهم في تأسيس مسرح الجنوب بقفصة في 1973 والمسرح الجديد بتونس عام 1976 وفاميليا للإنتاج 1994 والذي درّس الإخراج السينمائي والمسرح وأدار العديد من الدورات التكوينية للممثلين في فرنسا والبرتغال وألمانيا ولبنان والمغرب وتونس… له في رصيده 21 عمل مسرحي و4 أفلام، ألا يحق له بالقليل من « الغرور »، ثمّ ألم تقم السلطة بمنع جلّ أعماله وآخرها مسرحية « خمسون » التي منعت لمدة ستّة أشهر من العرض؟ وهل تتمتّع فاميليا للإنتاج بعرض أعمال الفاضل الجعايبي بالمسرح البلدي كبقيّة الفرق المسرحية؟ (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 23 ماي  2010)  

 


أزمة اليورو.. أية انعكاسات على الشركاء الجنوبيين؟

الخبير الاقتصادي الهادي المشري للأسبوعي: اليونان والبرتغال ضحيتا توسيع الاتحاد الاوروبي


بدأت الازمة الاقتصادية تتمدد في دول الاتحاد الاوروبي وتنتشر بينها انتشار النار في الهشيم. فبعد كارثة اليونان تحدثت انباء عن دول أخرى قد تشهد المصير نفسه لبلد سقراط وهي البرتغال واسبانيا وحتى المملكة المتحدة. ويضاف الى ذلك تراجع اسعار اليورو العملة الاوروبية التي تربعت على عرش العملات الاجنبية خلال العقد الأخير الى ادنى مستوياتها خلال العام الحالي في مقابل الدولار الذي عادت له انتعاشته بعد سنوات عجاف بدأت مع الازمة الاقتصادية العالمية، وهذا ما يطرح تساؤلات حول انعكاسات هذه الازمة الاقتصادية على الشركاء الجنوبيين للاتحاد الاوروبي وبخاصة على تونس، لذلك التقت «الاسبوعي» الخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي الهادي المشري الذي بيّن لنا اسباب اندلاع هذه الازمة المالية وحقيقة الوضع الاقتصادي التونسي في الحوار الآتي: * اولاً، ماهي برأيك اسباب اندلاع الازمة المالية في منطقة اليورو؟ – اعتقد ان ازمة اليورو ليست سوى مخلفات الازمة المالية التي اندلعت في عامي 2007 و 2008والتي طالت كل البلدان بما فيها اليونان واسبانيا والبرتغال، التي أخذت اجراءات لحماية اقتصادياتها وخاصة في قطاع البنوك الذي يعتبر  القلب النابض للاقتصاد. فعملت هذه الدول على ضخ أموال واعتمادات وقروض لسد العجز المالي في ميزانياتها. وفي الحقيقة ان هذه الازمة المالية التي تشهدها منطقة اليورو ماهي الا الشرارة الاولى لازمات متتابعة اخرى ستطال مختلف القطاعات الاقتصادية. فلقد كان دخول اليونان والبرتغال في منظومة اليورو منذ البداية خياراً صعباً وغير دقيق، فقد اثبتت الازمة الحالية التي تمر بها هذه البلدان انها لم تكن مؤهلة للانخراط في منطقة اليورو. فالدولة اليونانية على سبيل المثال لم تعر أي اهتمام لتحذيرات عديد الخبراء الاقتصاديين الذين حذروا من اخذ هذا القرار المتسرع، واليوم تدفع هذه الدولة ثمن هذا الاندماج اللا متكافئ. فأمام ازمة كهذه ولو لم تكن عملة اليونان مرتبطة باليورو لكانت تمتلك  قدراً أكبر من الليونة ومساحة أكبر من الاستقلالية لتتصرف في هكذا ازمات على غرار اتخاذ تدابير مثل التخفيض من قيمة عملتها أمام العملات الأخرى لكي تستطيع  تسويق وتصدير سلعها وتنشيط حركة التجارة الخارجية فضلاً عن تنشيط حركة السياحة الى اثينا وما يتأتى منها من موارد كبيرة قد تساهم في حلحلة هذه الازمة الاقتصادية وانعاش السوق المحلية. لكن يبدو ان هذا صعب التحقيق اليوم  لأن اليونان باتت عاجزة وليس بإمكانها استعمال اية  اسلحة لمواجهة هذه التحديات بسبب ارتباطها بقيود اليورو. والخيار الوحيد المتبقي امامها هو خفض الاجور وبمعنى آخر الدخول في زمن التقشف الذي يبدو انه لن ينتهي في المدى القريب حتى لو قام الاتحاد الاوروبي بإمدادها بقروض على مدى ثلاثة اعوام بفوائد بنسبة 5 بالمائة كما حصل ولكن لا اظن ان اليونان بوضعها الاقتصادي الهش هذا قادرة على سداد هذه القروض الجديدة خلال ثلاثة اعوام على الأقل. اعتقد ان اليونان والبرتغال هم ضحايا لسياسة توسيع الاتحاد بعد انضمام دول اوروبا الشرقية اليه، لان جل الاعانات والاستثمارات التي كانت منصبة في السابق على دول اوروبا الجنوبية ومن بينها طبعاً اليونان والبرتغال باتت تتدفق على  أوروبا الشرقية وقد تعمدت الدول الاوروبية الكبرى ذلك بهدف تقوية عملة هذه البلدان وزيادة الاجور فيها مخافة  زحف الهجرة منها الى الدول الاغنى في منطقة اليورو. وكان ذلك على حساب بلدان اوروبا الجنوبية التي خسرت الدعم والرعاية اللتين كانت توليهما لها دول الاتحاد الكبرى وتحديدا فرنسا والمانيا وانكلترا. وهذا ما جعل الاقتصاد اليوناني هشا وغير قادر على مواجهة هذه الكارثة المالية والاقتصادية التي يشهدها. * بنظركم هل ستتواصل هذه الازمة الاقتصادية ام بإمكان الاتحاد الاوروبي التخفيف من وطأتها؟ – صحيح ان الدول الاوروبية تذرف اليوم دموعا وتتباكي امام انخفاض سعر العملة الاوروبية الموحدة  امام الدولار والذي وصل الى الحد الادنى منذ اربع سنوات ولكن من جهة أخرى هذا  الانخفاض في العملة يحمل بوادر ونواحي ايجابية لبعض الدول مثل المانيا وفرنسا التي تعتمد في اقتصادها على التجارة والتصدير بشكل رئيسي وهي تعاني منافسة حقيقية وحادة من العملاق الصيني الذي ابتلع الاسواق بسلعه الرخيصة والعالية الانتاجية، وتخفيض سعر اليورو يسهل على هذه الدول تصدير بضائعها ومنتوجاتها الصناعية من سيارات وطائرات وادوات وغيرها وخاصة الدول التي تعتمد بشكل رئيسي على التصدير مثل المانيا والتي يرتكز اقتصادها على ثلاث محركات اساسية هي محرك الاستهلاك الداخلي ومحرك الاستثمار ومحرك التصدير. ومن جهة اخرى هذا الانخفاض في سعر اليورو سينعش حركة السياحة الى دول اوروبية عديدة تمتلك العديد من الامكانات والمواقع التاريخية والاثرية والحضارية مثل فرنسا. وبالرغم من الفوائد التي قد يحملها هذا التدني بسعر اليورو فإن هناك انعكاسات سلبية على القطاعات الاقتصادية الاخرى… فمثلاً الدول الاوربية اليوم مضطرة لشراء النفط الذي يباع بالدولار وهو الشريان الاساسي للحياة والاقتصاد بسعر اغلى من السابق بسبب تدني سعر عملتها امام سعر الدولار، واعتقد ان هذه الازمة ليست مرشحة للانتهاء في الوقت القريب او في السنوات المقبلة. * ماهي انعكاسات وتأثيرات ازمة اليورو على الشركاء الجنوبيين للاتحاد الاوروبي وبخاصة  على تونس؟ – بصفة عامة استطيع ان اقول انه ليس هناك انعكاسات سلبية كبيرة على تونس، فتأثير ازمة اليورو هو نسبي على تونس .خاصة ان اقتصاد بلادنا هو متكامل مع الاقتصاد الاوروبي وليس في وضعية مزاحمة او منافسة، لأن ما تصدره تونس من منتوجات يختلف عما تصدره الدول الاوروبية وخاصة اعتماد تونس في صادراتها على قطاع النسيج.. ولكن من ناحية اخرى قد تؤثر هذه الازمة على حركة السياحة بسبب تراجع عدد السياح القادمين من اوروبا بسبب انخفاض سعر اليورو وتدني القدرة الشرائية لديهم. ولكن هنا انوه بما قام به البنك المركزي التونسي الذي اتبع استراتيجية مالية حكيمة لمواجهة هذه الازمة، فمقابل انخفاض سعر الدينار امام الدولار ابقى على استقرار سعر العملة التونسية امام اليورو أي لم يقم برفع سعره  لكي لا يمس القطاع السياحي التونسي جراء هذه الازمة ولحماية الاستثمارات الاجنبية القادمة خاصة من اوروبا والاقبال على الاستثمار في البلاد التونسية وبالتالي القدرة على خلق مواطن شغل وزيادة فرص العمل لحوالي 80 الف متخرج سنوياً من المؤسسات الجامعية في تونس. * ما هو تقييمكم لمسار التنمية في تونس في ظل هذه الأوضاع؟ – صحيح ان مؤشر النمو في تونس  سجل في السنوات الماضية 6  بالمائة والعام الماضي سجل انخفاضاً وصل الى 3.1 بالمائة ولكن هناك محاولة الى رفع مستوى هذا  النمو الى أكثر من 4 بالمائة عام 2010 ويبدو ربما هذا صعباَ من الناحية العملية لجهة تأثيرات الازمة الاقتصادية ومدى ارتباط الاقتصاد التونسي مع الاقتصاد الاوروبي نظراً لكون اتحاد القارة العجوز هو الشريك الاول لتونس  فلو عطست اوروبا فستشعر تونس بالبرد. ولكن اذا قارنا نسبة النمو في تونس مع دول الاتحاد الاوروبي نفسها ولنأخذ مثلاً المانيا التي سجلت نسبة نمو ـ 4 بالمائة أي اربع نقاط تحت الصفر وسجل  معدل النمو الاوروبي هذا العام حوالي ـ 2 بالمائة نقطتين تحت الصفر، تبدو تونس افضل حال من غيرها. والسبب يكمن في ميزة الاقتصاد التونسي القائم على سياسة السوق الحر مع الخضوع  للرقابة الدائمة من قبل الدولة للتدخل متى اضطرت الظروف، وليس متروكاً دون رقيب  مثل الدول الاوروبية التي وقعت في شرك الانهيار الاقتصادي لان اقتصادياتها تسيّرها وتحكمها الشركات والقطاع الخاص بصورة رئيسية دون تدخل للدولة. وهنا الفت النظر الى مشروع صندوق النقد الاوروبي وصندوق النقد الآسيوي وصندوق النقد لدول امريكيا اللاتينية ولكن للأسف الدول المغاربية والعربية لم تسر حذو هذه التكتلات ولم تتعلم من تجربة تحرير الاسواق والحدود بين الدول التي من شأنها ان تنشط عجلة الاقتصاد وترفع من قيمة مؤشر النمو السنوي وتسمح بتحصين الاقتصاديات الاقليمية بوجه أي اعصار او كارثة اقتصادية او مالية. وختاماً أقول لو امكن للدول العربية تجاوز خلافاتها السياسية والالتفات الى تمتين اواصر العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري فيما بينها لعززت موقعها وحضورها على الصعيد الاقليمي وحتى العالمي ولتمكنت من سد أي ثغرة او عجز مالي اذا تم انشاء «صندوق النقد العربي» لو كتب له التحقق على ارض الواقع. أجرت الحوار روعة قاسم (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 ماي 2010)
 

أزمة اليورو.. إلى أين؟


أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن أي خطأ في عملية إنقاذ اليورو من شأنه أن ينعكس سلبا على الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة والعالم. ودعا كاتبان أميركيان بلادهما إلى دعم خطة إنقاذ اليورو وأخذ الحيطة والحذر إزاء انتقال مخاطر الأزمة. وأوضحت واشنطن بوست أن أخطاء الحكومة الإسبانية بشأن ميزانية بلادها وفشل اليونان في معالجة أزمة الديون والعجز في الميزانية وانخفاض الناتج الاقتصادي في إيرلندا وغيرها من المشاكل التي تواجه دول الاتحاد.. كلها عوامل تنذر بالخطر. وبينما وضعت التخوفات التي تنتاب الأسواق العالمية خطط تعافي الاقتصاد الأميركي في أيدي صناع القرار بالعواصم الأوروبية، فإن فشل أي من الدول الأوروبية في تخفيض الميزانيات أو إعادة هيكلة الاقتصاد الأوروبي أو تعزيز الوضع الاقتصادي، قد يتطور إلى درجة فقدان الثقة بالأسواق العالمية، وهي بدورها قد تعيد الاقتصاد العالمي إلى مرحلة الركود. وعلى صعيد متصل، قال الكاتب الأميركي فريد زكريا في مقال نشرته له واشنطن بوست إن الولايات المتحدة ليست اليونان، وإن على الأميركيين العمل كي لا تنزلق بلادهم إلى الوضع الذي تعانيه بعض الدول الأوروبية. انتقال الأزمة ومضى الكاتب وهو مدير تحرير مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن الولايات المتحدة تعافت من آثار الأزمة المالية التي عصفت ببلاده عام 2008، موضحا أن ما تشهده الأسواق الأوروبية من تذبذب يأتي نتيجة لشد الأعصاب الأوروبية إزاء محاولة إنقاذ اليونان من أزمتها، والخشية من انتقال أزمة اليورو لتطال مستقبل المنظومة الأوروبية والاتحاد برمته. وبينما أشار زكريا إلى ما سماه تدفق الأموال الأوروبية داخل الولايات المتحدة ضمن ما وصفها بهجرة المال إلى بر الأمان، قال إنه لم يعد بمقدور اليورو على المدى المتوسط منافسة الدولار أو الحلول محله، داعيا القادة في واشنطن إلى استغلال الفرصة أو ما سماها المنحة الإلهية والبدء بإعادة تجهيز الاقتصاد الأميركي بالأدوات المناسبة. وأما الكاتب الأميركي روبرت صاموئيلسون فتساءل في مقال له بالصحيفة عن مدى وجوب تقديم بلاده يد العون في خطة الإنقاذ الأوروبية؟ الحيطة والحذر ووصف صاموئيلسون قرار الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان من أزمتها وإيجاد شبكة أمان مالي لبعض الدول الأخرى في القارة الواقعة تحت ثقل الديون بأنه قرار صائب وهام، إلا أنه قال إنه ينبغي لأميركا أخذ الحيطة والحذر إزاء أزمة اليورو. كما تساءل عن إمكانية انتقال آثار أزمة اليونان إلى دول اليورو والاتحاد الأوروبي، في ظل ما وصفها بالبلد الصغير الذي يقطنه 11 مليون نسمة والذي لا يشكل اقتصاده سوى واحد من أربعين جزءا مقارنة بالاقتصاد الأميركي؟  
ومضى إلى أن شرر الأزمة الاقتصادية الأوروبية قد لا يبقى حبيس دول اليورو أو الاتحاد، وإنما قد يتطاير ليطال مناطق أخرى في العالم ما لم يُصَر إلى أخذ الحيطة والحذر، داعيا الولايات المتحدة إلى مد يد العون للأوروبيين الذين يشترون ربع الصادرات الأميركية والذين استدانوا قرابة 1.5 تريليون دولار من من البنوك الأميركية عام 2009. واشنطن بوست (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 ماي  2010)  


سترتفع بشكل كبير كل التفاصيل عن كلفة الحجّ هذه السنة


علمت «الأسبوعي» أن تكاليف الحج  قد ارتفعت إلى 5623 دينارا لكل حاج قاصد لبيت الله الحرام مقارنة بالسنة الماضية في حين كانت في حدود 4300 دينار في آخر موسم الذي سبق إرجاء أداء هذه المناسك. ويعود هذا الارتفاع في الكلفة حسب مصادر مطلعة  إلى عدة أسباب من أبرزها ارتفاع الأسعار على اعتبار أن طلب السكن فاق العرض في ظل الأشغال الجارية حاليا بمكة لبناء اقامات جديدة خاصة بالحجيج  بعد هدم القديمة التي لن تكون جاهزة خلال هذا الموسم… وتشير مصادرنا إلى أن الحجيج التونسيين سيقع تمكينهم من سكن قريب من الحرمين الشريفين يتوفر فيه الجودة المطلوبة التي كانت وراء ارتفاع الأسعار. انه ولأول مرة سيقع إلغاء العمل بترخيص الحج وسيعوضه جواز السفر العادي للمترشح حتى يكون بالمقدور صرف المنحة السياحية (المقدرة بـ 6 آلاف دينار) خلافا للمواسم السابقة إذ كان يقتطع مبلغ ألفي ريال من التكاليف الجملية  للحج  تقدم للحاج كمصروف جيب وعلى هذا الأساس سيدفع المترشح المبلغ المستوجب المقدر ب 5623 دينارا دون أن يحصل منه على المصروف  أي سيكون مضطرا لتغيير العملة على حساب حصته السنوية والتنصيص عليها بـجواز سفره. وتجدر الإشارة إلى أن عملية التسجيل لدخول قرعة الحج بمختلف الجهات تتواصل لمدة شهر لتختتم يوم 27 ماي الجاري وأفادت  الإحصائيات الأولية أن عدد المترشحين قد فاق 25 ألف مترشح سيخضعون لعملية  الفرز في مرحلة لاحقة بعد ضبط  العدد الجملي لمن قدموا ملفاتهم  والنظر في وضعية كل واحد على حدة والتأكد من توفر المقاييس المطلوبة كعامل السن والاقدمية وذلك من خلال الترشح أكثر من مرة  .. ومن المرجح أن يكون عدد الحجيج الذين سيشملهم الفرز 6700 حاج ثلثهم ممن تتجاوز أعمارهم 80 عاما باعتبارهم أصحاب الأولوية مع 2571 مترشحا توفرت فيهم الشروط منذ الموسم المنقضي وتم إرجاء حجهم إلى هذا العام. يضاف إلى هؤلاء الحجيج الوفد الرسمي والمرشدين الدينيين والمرافقين والوفد الصحي الذي سيقع الترفيع في عدده بما يمكن من تقديم الخدمات الصحية اللازمة للحجيج لإضفاء النجاعة  على التدخلات والإسعافات الطبية ليفوق بذلك العدد الجملي لكامل الوفد التونسي 10 آلاف حاج هذا العام. عبد الوهاب الحاج علي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 24 ماي 2010)


عائلة في حيرة ومضمونا ولادة ووفاة زادا الطين بلة

هل أعاد نداء «المسامح كريم» سامية للحياة بعد 27 سنة؟


مجرد نداء ـ أو رسالة صوتية ـ من فتاة عبر برنامج «المسامح كريم» ـ كشفت فيه أنها فارقت أهلها منذ سنة 1973  وهي تعيش في صحة جيدة لدى عائلة  تبنتها ـ أدخل عائلة من قابس في دوامة الحيرة. فقد توفيت رضيعتها سامية سنة 1973 في مستشفى شارل نيكول لكن كوابيسها ازدادت أكثر لما استخرجت والدتها مضمون ولادة من بلدية قابس يؤكد أنها حية ترزق قبل دقائق فقط من تسليمها شهادة وفاتها من نفس البلدية. لتتلقى المسكينة اكثر  من  صدمة في ظرف دقائق معدودة. ووجدت هذه العائلة نفسها امام لخبطة خطيرة وتناقض أخطر  لتواجه بذلك لغز في حاجة ماسة الى من يفك خيوطه الضائعة. أصل الحكاية يعود الى سنة 1973 لما مرضت سامية وعمرها حوالي 5 أشهر. ونظرا لتدهور حالتها الصحية فقد تم نقلها من مستشفى قابس الى مستشفى شارل نيكول للعلاج. وبعد أيام قليلة زارها والداها فأعلمهما الاطار الطبي بوفاتها اثر عملية جراحية على القلب. وبالرغم من وفاتها فقد اختار والدها أن يتكفل المستشفى بدفنها لقلة ذات اليد وعدم توفر مصاريف نقل جثتها الى قابس. ويضيف هنا والدها قائلا «فاجأني خبر وفاتها ونزل عليّ نزول الصاعقة ولا تسأل عن والدتها التي أغمي عليها. فخرجنا من المستشفى في حالة يرثى لها دون أن أمضي على أية وثيقة ووصلتنا برقية تخبرنا بوفاتها في نفس يوم وصولنا الى قابس أين تلقينا التعازي. ورغم الحرقة التي شعرنا بها على مدى 27 سنة كاملة فقد فاجأنا نداء فتاة تدعى سامية في برنامج «المسامح كريم» وتحمل نفس إسم الأب والأم واللقب. وازدادت شكوك العائلة أكثر لما أكدت هذه الفتاة أنها فقدت عائلتها منذ سنة 1973.ومنذ ذلك النداء ونحن نعيش في دوامة وأصبح كل تفكيرنا في تلك الفتاة التي قد تكون فلذة كبدنا». رقصة الفرح تركنا «عم» بلقاسم وهو ينتظر الحقيقة على أحر من الجمر وسألنا والدتها «الخالة» منانة عن بعض الجزئيات الأخرى التي قد تعين هذه العائلة على الوصول الى الحقيقة. فأكدت لنا أنها مازالت تتذكر النظرة الأخيرة من ابنتها وهي تلاحقها بعينيها أثناء آخر يوم زارتها فيه وكأنها كانت تودعها على حد تعبيرها وأضافت «لم تنطفىء نار فراقها بداخلي رغم مرور اكثر من ربع قرن من الزمن. وطوال هذه السنوات كان يداهمني احساس ان ابنتي سامية لم تفارق الحياة بل أنها حية ترزق. وفي أحد الأيام كانت ابنتي تتابع برنامج «المسامح كريم» صحبة بقية أفراد العائلة واستمعت الى نداء فتاة تدعى سامية وتنطبق عليها كل معطيات ابنتي التي قالوا لنا انها توفيت في المستشفى .لقد فاجأتني ابنتي وهي ترقص وتقول لي «أمي أختي سامية لم تمت وهي موجودة على قيد الحياة وتبحث عنا» وكانت متأكدة من ان صاحبة ذلك النداء هي شقيقتها التي لا تعرفها أصلا .ولا تسألوا عني لاني شعرت بقشعريرة اكدت لي ان شكوكي طوال السنوات بان ابنتي لم تمت كانت في محلها ..الأم دائما إحساسها خبيرها فما بالك لما تكبر شكوكها وتزداد آمالها في احتضانها من جديد». مضمون ولادة.. وشهادة وفاة وتناقض خطير مع بروز هذه المعطيات الفجئية كان لابد ان تبحث «الخالة» منانة عن مايريحها من هذا الكابوس ويخلصها من هذه الحيرة وسط مشاعر متداخلة وأحاسيس متأججة فقصدت بلدية قابس للتأكد بصفة نهائية من الشكوك. وكانت صدمتها الأولى لما استخرجت لها مضمون ولادة مما يؤكد أنها حية ترزق. ولما كشفت لموظف الحالة المدنية بقصة وفاتها سلمها شهادة وفاة بعد دقائق قليلة تؤكد مفارقتها للحياة منذ سنة 1973 لتكون المسكينة أمام صدمة ثانية. وامام هذا التناقض الخطير وقفت حائرة مستغربة. وواصلت حديثها معنا قائلة «طلبت من قريبي أن يستخرج لها مضمون ولادة من العاصمة فحصل عليه ونملك أكثر من نسخة منه ووجدنا انفسنا أمام لخبطة حقيقية وهو مازاد من معاناتي أكثر.ورغم تناقض المعطيات أشعر أن ابنتي على قيد الحياة وسألتقيها يوما لأحضنها طويلا». من يفك هذا اللغز؟ في ثنايا هذه اللخبطة يطرح السؤال الاخطر من يفك هذا اللغز ويخلص هذه العائلة من معاناتها ويريحها من أرقها وقلقها وكوابيسها؟.. فكيف يمكنها الحصول على مضمون ولادة وشهادة وفاة لابنتها في نفس الوقت؟ ومن يتحمل مسؤولية مثل هذه الأخطاء الخطيرة التي تفاجؤنا بها بين الحين والآخر سجلات الحالة المدنية؟ محمد صالح الربعاوي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 ماي 2010)


رسالة التوحيد: دروس من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وقت الشدة

 


د. محمد الهاشمي الحامدي  
 
(1) يعترض بعض الناس على الحديث في أمر التوحيد والتوجه بالدعاء إلى الله وحده، ويقولون: أمر التوحيد معروف، والشجاعة الحقة تكمن في الحديث عن السياسة والحريات العامة وحقوق الإنسان. وأنا لا أنازع أبدا في أهمية الحديث عن السياسة ووجوب الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان، وأحاول المساهمة بكل ما أستطيع في نشر قيم الحرية والعدالة وكرامة البشر كافة، رجالا ونساء، في كل أنحاء المعمورة. كما أؤمن بأهمية البحث العلمي وضرورة العناية به والإنفاق عليه. وأدعو إلى الإستثمار في تقنية المعلومات. وأحب الشعر. وأهتم بأخبار كأس العالم لكرة القدم. أؤكد هذا الموقف وأثبته، ثم أقول لمن يعبأ برأيي ونصحي من المسلمين خاصة، ومن البشر عامة، إن توحيد الله وعبادته وحده والتوجه إليه وحده في الدعاء أمر عظيم جدا، ومهم جدا، ومقدم على أي أمر آخر في هذه الدنيا. كما أن الحرص عليه، والإلتزام به، يمثل قوة روحية عظيمة تسند معارك الحرية والعدالة والكرامة في كل أرجاء الكرة الأرضية. أنصح نفسي وكل الساسة والمفكرين والعلماء والدعاة ورجال الأعمال والمعلمين والأطباء والمهندسين، وجميع بني آدم من الرجال والنساء، وأقول لهم: إن أهم وأعظم أمر في الحياة هو أن نعرف حق خالقنا علينا، ونخلص العبادة له، ولا نشرك به شيئا، لكي نفوز برضاه وبجناته يوم القيامة. إن الله تعالى بين لنا في القرآن الكريم أنه خلقنا لنعبده، وبعث لنا أنبياءه ورسله يعلموننا كيف نعبده. وهذه الدنيا على عظيم شأنها، قصيرة وفانية، وكلنا سيقدم على ربه يوم القيامة فردا، وعندئذ تبدأ الحياة الأعظم والأهم، الحياة التي يجب أن نحرص عليها أكثر من حرصنا على دنيانا الفانية، والتي إذا استثمرنا فيها وأعطيناها الأولوية صلحت أمورنا كلها في حياتنا الدنيا. عندما نفكر في يوم الحساب، يجب أن نستحضر ما أخبرنا به ربنا عز وجل من خلال رسله. لقد أقام علينا الحجة، وجاء في القرآن الكريم قوله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ». (النساء: 48) كما يقول أيضا في نفس السورة: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا ». (النساء: 116) كتب التفسير المشهورة متفقة تقريبا في القبول بالمعنى اللغوي الظاهر في الآيتين الكريمتين. قال الإمام الطبري في تفسيره للآية 48 من سورة النساء عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ : « لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { قل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } (الزمر: 53) , قَامَ رَجُل فَقَالَ : وَالشِّرْك يَا نَبِيّ اللَّه . فَكَرِهَ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: { إِنَّ اللَّه لا يَغْفِر أَنْ يُشْرَك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء }. (2) باختصار: المفتاح الأهم للنجاة يوم القيامة هو التوحيد الخالص، وليس أي شيء آخر مما نعظمه اليوم في حياتنا ونعطيه أكبر جهدنا ووقتنا. فإن قال قائل: نعرف أهمية التوحيد منذ أن عرفنا الإسلام، فما الداعي لتكرار الحديث عنه؟ أجبته بأنني أرى اليوم أعدادا كبيرة من المسلمين يؤمنون بالله عز وجل، ويقولون له في كل صلاة: « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين »، ومع ذلك، يدعون غيره في أوقات الشدة، وينسبون قدرات عظيمة خارقة لبعض البشر من المنسوبين لأهل الصلاح، فيأتونهم في قبورهم، أو يدعونهم من بعيد، يخاطبونهم بأسمائهم عند الدعاء، يطلبون منهم الغوث والمال والنجاح وقضاء الحاجات وتفريج الكرب، وينذرون لهم النذور، ويعتقدون بيقين أنهم يسمعون دعاءهم ويقدرون على تلبية حاجاتهم.. وعندما ينبه هؤلاء المسلمين إلى أن ما يفعلونه غير صحيح، يقولون: إن هؤلاء الصالحين وسطاء لنا عند الله بسبب مقامهم الرفيع عند ربهم، وإننا نعرف أنهم إنما ينفعون ويستجيبون للدعاء بإذن الله، فلا داعي للقلق إذن أو الإعتراض. بعض الكتاب والمفكرين والدعاة يرون في هذه الظاهرة مسألة ثانوية غير مهمة، ولا تستحق أن توضع ضمن أولويات الشعوب أو الحركات الإصلاحية أو أعلام الفكر والتجديد والتنوير لكنني أخالف هذا الرأي، وأرى أن هذا السلوك الذي يسلكه كثير من المسلمين بدعاء الأئمة والأولياء الصالحين مخالف لأعظم التوجيهات والتعاليم التي جاءت في القرآن الكريم وشرحها محمد صلى الله عليه وسلم، وإخوانه من الأنبياء والمرسلين من قبله، وأرى أن من مقتضيات التوحيد الخالص لله تعالى، الذي يقود لمرضاته وجناته إن شاء الله، أن يتوجه المؤمن إلى الله تعالى وحده في أوقات الرخاء والشدة، وأن لا يطلب الغوث والمدد وصلاح الذرية ونجاحهم وقضاء الحاجات وتفريج الكرب إلا من الله سبحانه وتعالى وحده. وأقول أيضا: إن مما جعلني أصل لهذا الرأي ما عرضته في كتابي « رسالة التوحيد » وفي مقالات سابقة من أدلة من كتاب الله وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومن أدعية الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم. وأضيف اليوم في هذه المقالة مزيدا من الأدلة. (3) عدت قبل يوم واحد من كتابة هذه السطور إلى سيرة ابن هشام وقرأت عن اللحظات العصيبة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرى حشود مشركي قريش تستعد للحرب والإعتداء على المسلمين يوم بدر. كان عدد من حكماء قريش اقترحوا عودة الجيش القرشي وتجنب القتال، بعد نجاة أبي سفيان وقافلته التجارية الضخمة التي كانت عائدة من الشام، لكن أبا جهل أصر على خيار الحرب والمواجهة واستعراض العضلات. قال ابن اسحاق، الراوي الأشهر والأهم في سيرة ابن هشام، وهو من المشايعين للإمام علي رضي الله عنه، قال: « عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف، ورجع إلى العريش فدخله، ومعه فيه أبو بكر الصديق، ليس معه فيه غيره، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر، ويقول فيما يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد. وأبو بكر يقول: يا نبي الله، بعض مناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك ». (سيرة ابن هشام. الجزء الثاني. ص 196. طبعة دار الجيل في بيروت. من دون تاريخ) لم أستغرب انفراد أبي بكر رضي الله عنه بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات الحاسمة يوم بدر، فقد كان صاحبه في لحظات أخرى أكثر صعوبة، في غار ثور يوم الهجرة، يوم قال له خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام « لا تحزن إن الله معنا ». وهو أيضا صهره، وأميره على بعثة الحج في العام التاسع للهجرة. وإنما أثار اهتمامي بوجه خاص أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوسل إلى ربه بأحد وهو يدعوه ويطلب منه النصر على جيش البغي والعدوان. كان عدد المسلمين 314 رجلا في مواجهة أكثر من ألف مقاتل في جيش أبي جهل وأصحابه، وموازين القوى ترجح كفة المشركين بشكل ظاهر. ولذلك، إن كان التوسل إلى الله القوي الناصر بنبي أو ولي أمرا جائزا أو مستحبا فلا شك أن ذلك كان وقته المناسب بدون شك أو جدال. غير أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوسل  بإبراهيم عليه السلام، ولا بموسى عليه السلام، ولا بعيسى عليه السلام، ولا بأحد ممن سبقه من الأنبياء والمرسلين والصالحين. وإنما توجه بالخطاب مباشرة إلى ربه الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. تذكرني هذه القصة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم المشهور يوم صده أهل الطائف وآذوه وجرحوا قدميه الشريفتين. هذا نص الدعاء: « اللهم اليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين: أنت رب المستضعفين وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم الى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك. لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ». هنا أيضا لم يتوسل المصطفى عليه الصلاة والسلام بنبي أو ولي، وإنما قصد ربه السميع المجيب مباشرة بدون المرور عبر حاجب أو شفيع، وطلب منه عافيته ورضاه. هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الدعاء، فلماذا يعرض عنه كثير من مسلمي هذا الزمان، ويطلبون الغوث والنجاح وكشف الضر من الأولياء الصالحين وأئمة أهل البيت رضي الله عنهم؟ سمعت من بعض إخوتي من المسلمين من يقول إنه يتقرب إلى الله بواسطة أعلام أهل البيت لعلو مكانتهم عند ربنا عز وجل. لكن هذا الجواب لا يصح، لأن سيدنا عليا رضي الله عنه أمر الناس بالتوجه بدعائهم مباشرة إلى الله سبحانه وتعالى وحده من دون حاجب أو شفيع. وسأعرض أقواله بالتفصيل، وأقوال حفيده الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه، في المقالة المقبلة بإذن الله.  

فرحة العمر

كأنّي بالصيف لمّا يحلّ بالبلاد العربيّة عموما يُنسي النّاس همومهم وآلامهم، فلا الحرارة تترك البرد في غياب الفُرش والأغطية الضرورية يلسعهم ولا كثرة شرب الماء بسبب الحرارة تبقي للجوع مجالا ليقرصهم… بل يبالغ الصيف في إكرام النّاس فيفسح لهم المجال للفرحة مرّة بالتنزّه وأخرى بالسباحة في البحر وثالثة بعدم الشعور بالمراقبة التي ذهب عمّالها إلى الاستفادة من وفود السياحة ورابعة بإقامة حفلات الأعراس التي دأب الفكر الشعبي التقليدي على تسميتها « فرحة العمر » دون انتباه إلى ما صاحبها هذه الأيّام من هموم ليس آخرها الطلاق المتربّص بها منذ أسابيعها الأولى إذ لم يعد – كما كان شائعا – كافيا تذوّق العسل في شهر العسل، فقد كان ذلك لمّا كان أغلب النّاس يرغبون في العسل لعدم القدرة عليه، فلمّا توفّر امتدّت الأذواق والأعناق والرغبات إلى غيره دون قناعة!…   ولست اليوم هنا لفلسفة أو بيان هذا المفهوم، فأنا – وإن اتّهمت بعدم الرومنسية – لست مع عسل ينحصر تذوّقه في شهر كما أنّي لست مع عيد أمّ أو امرأة ينقضي في يوم ثمّ يساء للأمّ والمرأة كما أنّها لم تلد منّا أحدا!… ولكنّي أردت الحديث خصّيصا عن « فرحة العمر »: العرس… فقد كانت أعراسنا التقليدية مجالا حقيقيا للفرحة والإبداع والفروسية والبراعات اليدويّة بالإضافة إلى المحافظة على جزء طيّب من الحشمة التي قد خالطها عرف شابه الجهل بالدّين. ثمّ سرعان ما زحفت « الحضارة » على تراثنا تُدخِل عليه وسائل احتفالية غير معهودة وتنزع منه حشمة هي للمجتمع آكدة ومحمودة وتحارب فيه عرفا كان وجوده أفضل من عدمه… فاقتحم الهرج والمرج والاختلاط أعراسنا… ثمّ طُوِّرَ ذلك حتّى بات لا يفرح من لا يشرب خمرا أو ينزع ثوبا كاسيا أو يراقص حليلة جار… ثمّ تعدّاه حتّى صار الزواج زيجات، هذا معلن وأُخَر على هامشه في الرّدهات والزوايا يخدمن نسل الأمّهات العازبات… ثمّ كان أن تسلّل من هذه الظلمات ضرب من الأعراس « جاء أهله من خارج المجتمع » كما يقولون، أناس يصلّون دون بلوغ سنّ الأربعين (سنّ البلوغ، ألم يبعث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في الأربعين؟!)، يزكّون، يعتمرون صغارا ويحجّون، فأرسَوا مظاهر جديدة لاحتفالية الأعراس أحدثت عند البدء رجّة ففرحة فقبول فشهرة فتنافس فيها فمحاربة لها…   ولست فيما يتبع بمواصل الحديث لمقارنة الضروب (ضروب الاحتفال) ولكنّي سأتوقّف فقط عند ما صار يعرف بـ »العرس على الطريقة الإسلاميّة ». فقد حرص النوع منذ البداية على عدم الانعزالية أو الإغراق في « التقليدية »، فالفرقة فيه موسيقية وعناصرها يتقنون فنون الموسيقى بل فيهم من تخصّص فيها حتّى برع بما لا يجرّئ عليه انتقادات أصحاب الصنعة من الضفّة الأخرى… والحضور نساءً ورجالا يجمعهم فضاء واحد بما لا يحرّض عليهم « التنويريين » المتمعّشين من سوء تنزيل مظاهر التديّن في المجتمعات… مع المحافظة على الكلمة الطيّبة موسيقيا وعلى الاحترام بين الرجل والمرأة في الاختلاط: فلا فحش ولا شذوذ في الكلام بل هي كلمات مهذّبة رسالية ولا عري ولا خنوع في القول عند اللقاء بل هو اللباس الشرعي والتعامل الإنساني السويّ ولا خلوة محرّمة بل هو الالتزام بالسمت الإسلامي واتّباع لسنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وتوقّف عند تنبيهاته وتحذيراته…   ولكن هل بقي الأمر على ما هو عليه من هذا الصفاء الذي بيّنت؟!… كلاّ!…   شهدت « الأعراس الإسلاميّة » انحرافات كثيرة بُني أغلبها على تفاسير أو أفهام حرّض عليها حتّى بعض الشيوخ (و »الشيخ » إذا دخل رأس امرأة أفسدها على زوجها وأفسد زوجها عليها ومهّد – في بعض الأحيان – إلى طرد السكينة من البيت)، فأخِذ اللهو الذي أباحه لنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في العيدين وفي الأعراس على أنّه « لهو »، ووُوجه الذي يدعو إلى الاقتصاد فيه بعدم الفهم أو حتّى بعدم تطبيق السنّة… بل لقد صارت بعض الأعراس مجالا حيّا ونشطا لاستعراض الأزياء التي قد لا يكون منها زيّ شرعي إسلامي واحد، والحجّة أنّنا نساء غيرُ مختلطين بالرّجال، وما تلكم الكاميرات المتعدّدة إلاّ لنقل الحفلة للعريس المتغيّب (تصوّروا أنّ العريس المسكين قد حُرم من الحضور المسترسل وسيكتفي فقط بالمتابعة عبر الفيديو، وليست الصورة كالمباشر!)، ثمّ إنّها (الكاميرات) بأيادي نسوية مؤمنة (تصوّروا أنّ فلانة تلك أو تلك لن تطلع من الخلق على مضمون الشريط إلاّ زوجها لمّا يأويا إلى فراشهما، فهي أمانة!… بل إنّ من الأزواج – حفظهم الله – من إذا أتّم الفرجة على الشريط نصح زوجته بعدم العود، إذ لا يجوز – حسب رأيه والعهدة عليه – إطلاع الأزواج على الأخوات بزينتهنّ)، ووالله لولا أنّهنّ نسين ذات مرّة الشريط في درج مكتبة الأسرة ما تمكّن أولئك من مشاهدته لمّا أرادوا تغيير الظرف بالفرجة على شريط لم يكونوا يعرفون محتواه!… وإذا مررت بجوار قاعة فسمعت « مزود » حبّوبة أو « عللومّو اللومّو اللومّو ينحبّو ونكره أمّو »، فلا تبتئس كثيرا ولا تتأذّى من ذلك، فوالله لولا حاجة الأخوات إلى بعض الرقص في « فرحة العمر » ما سمعن ذلك ولا سمحن به فهنّ يعلمن أنّه منكر ولكنّ « اللهو » قد سُمح به في هذه المناسبة « فرحة العمر »!… أوَ تستكثر عليهنّ معصية العمر في « فرحة العمر »؟!… وأمّا الحلاّق وأكداس الزينة ممّا يزيد وزن العروس بعض الكيلوغرامات، فلا ضير فيه طالما برهن – وإن بإذهاب جمال العروس – عن « فرحة العمر »!…   الحقيقة أنّ فصل النّساء عن الرّجال في الأعراس من أبرز العناصر المشجّعة على « الانحراف »!.. ولقد حضرت شخصيّا أعراس مختلطة (غير ممزوجة) فرأيتها محافظة على السمت الإسلامي ورأيتها توزّع الفرحة على الجميع الأم الأب البنت وأسرتها والزّوج وأسرته… وظنّي أنّ ما خالف ذلك قد « يفرح » هذا و »يحزن » ذلك في يومٍ الفرحُ فيه آكدٌ، وقد يغضب الله سبحانه وتعالى في وقتٍ الرّضاءُ فيه آكدٌ!… والكيّس من فرح وأفرح وأرضى!…   دردشة أردت من خلالها توجيه الإصبع إلى بعض مواطن الخلل التي تصاحب الزّواج الذي هو عندي بمثابة الفاروق بين ما فات وبين ما هو آت بين الهزل والجدّ بين خفّة اللامسؤولية وثقل المسؤولية بين الحياة الفردية والحياة الجماعية بين الحريّة والتقيّد بشروط الآخر… وهي عند آخرين مجرّد « فرحة عمر » قد لا تخفي أحزانا كثيفة – لا قدّر الله – قد ركنت هناك تتربّص بها عن قرب!…   أدام الله أفراحكم وبارك فيكم وهدانا وإيّاكم إلى سواء السبيل…
كتبه عبدالحميد العدّاسي الدّنمارك في 24 مايو 2010 

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس 21/05/2010 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
الرسالة 806

الرجل المناسب سر النجاح  قيمة و إشعاع الأنظمة تكمن في قيمة رجالها ودورهم الفاعل


إن قيمة الشعوب  و الأمم المتحضرة و المتقدمة عبر التاريخ تمكن في قيمة و إشعاع  و نجاح و تألق قادتها و أبطالها و زعمائها و رموزها و نوابغها  الكبار.   و عبر التاريخ قرأنا و اطلعنا و سمعنا  بأسطورات و بطولات و مواقف لرجال أفذاذ  خلد التاريخ ذكراهم و سجل بطولاتهم بأحرف ذهبية..  مثل رمز الهند  القائد التاريخي  الملهم نهرو و القائد  غاندي.. و في باكستان  محمد على نجاح و علي  بهوتو..  و في اندونيسيا الزعيم  أحمد سوكارنوا..  وفي مصر الزعيم جمال عبد الناصر..  و في فرنسا  الجنرال ديغول.. و في ليبيا المجاهد عمر المختار.. و في المغرب الملك المصلح  محمد الخامس المجاهد الكبير و المناضل  عبد  الكريم الخطابي و علاله الفاسي.. و في الجزائر  الرئيس أحمد بنبلة  و مصالي الحاج و فرحات عباس و يوسف  بن خده..  و في  موريتانيا مؤسس الدولة  المستقلة   المختار ولد داده..   هؤلاء  أذكرهم  على  سبيل  المثال لا الحصر  كانوا  مع الرمز الخالد  القائد الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة في عهد  الكفاح الوطني في خندق واحد.. خندق النضال  و الكفاح و محاربة الطغيان و الظلم و الاحتلال  و الغزو الاستعماري و الاستبداد و مص دم الشعوب.    و قد عاشوا مرفوعي الرأس و الكرامة..  وناضلوا من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة لشعوبهم.. وأعادوا الكرامة و الحرية و السيادة لأوطانهم..  و عززوا  مهابة الدولة.. و ضحوا  من أجل شعوبهم  بكل الوسائل المتاحة.. و التضحيات و الأبعاد و السجون و الغربة و المنافي و الحرمان..  و كلا حسب الظروف و المناخ و نوعية الاستعمار و صلابة الاحتلال و بطش المتجبرين.. و قد  كان لكل زعيم و قائد أسلوبه من الكفاح..   و طريقة عمله..  و الوسائل التي استخدمها لدحض الاحتلال و طرد الاستعمار و فضح و كشف أسراره.. و لكن كل التضحيات كان  لها ثمنها في كل بلد و في كل شعب .   فالزعيم  بورقيبة  مثلا كان قد دفع الثمن غاليا نتيجة نضاله التي استمر طيلة عقود لمدة 27 سنة  من عام 1929 إلى 1956 .. هذه الفترة  كانت  مليئة بالتضحيات و المتاعب و السجون و المنافي  و الأبعاد و الغربة و الحرمان حتى من الزوجة و الابن الوحيد و الأهل  و الأقارب  و متعة  الحياة.    وقد كان في ذلك الوقت  الزعيم بورقيبة  شاب في سن 26 سنة تحصل على  شهادة عليا في القانون و الحقوق.  و كان عام 1927 قد ترك مهنة المحاماة التي تدر أرباح في تلك الحقبة  التاريخية..  و أهتم بشؤون و قضايا وطنية و مشاغل شعبه و همومه و حقوقه المسلوبة.. و  اعتمد على   الله العلي القدير..  و شق الطريق الوعرة و المسالك الخطيرة..  و جابه الجبروت  و الظلم الاستعماري..  و كان سلاحه الوحيد الإيمان بالله وحده  و بقضية وطنه..  و بصموده و صبره  و حبه  لشعبه  الذي ناصره و سانده  وءازره في أيام المحن و الشدائد..  و وقف ورائه مؤيدا كفاحه و نضاله..  و متناغما مع سياسته التي توجت بالنجاح و النصر و الفوز.. و هذا شأن  كل قائد و زعيم  مخلص لوطنه   مثل الزعيم الحبيب بورقيبة  رحمه الله.   و بعد الكفاح الوطني الذي سماه الجهاد  الأصغر.. اقتداء  بأقوال الرسول الأكرم صلى  الله عليه و سلم  الذي قال لصحابته الكرام  بعد الغزوات الكبرى  رجعتم من الجهاد  الأصغر إلى الجهاد  الأكبر..  جهاد النفس و هو الجهاد الأكبر.   وبدأ  الزعيم في بناء الدولة العصرية.. و كان يعتمد على الرجال المخلصين و الذين واكبوا معه الحركة التحريرية و الكفاح.. و شاركوا في المحن و السجون و المنافي.. و كانوا من خيرة الخيار.. الذين ساندوا الزعيم العملاق و ناضلوا معه في السراء و  الضراء.. و لم يكف  نضالهم و صبرهم  و صمودهم  و تضحياتهم..  بل كانوا مقتدين  به في سلوكه و نظافته و زهده  في وسخ  الدنيا الفانية.. وعاشوا مثله في مستوى رفيع من النظافة.   و قد  ذكرت  في 15 حلقة  خصالهم و مناقبهم  و مأثرهم  بكل صدق..  و ذكرت حياة بعضهم العادية و بساطة عيشهم.. و قلت أن المرحوم  الزعيم الطيب  المهيري  الذي بقى في منصب وزير الداخلية 9  أعوام و 3 أشهر من 14 أفريل  1956 إلى يوم 29 جوان 1965 تاريخ وفاته رحمه الله.. وهي أكبر فترة قضاها وزير على رأس وزارة الداخلية إلى اليوم.. هذا المناضل عندما انتقل إلى جوار ربه ترك دينا  127.500مي لصاحب دكان بيع المواد  الغذائية بالمرسى..  أي كأنه موظف متواضع يتعامل بما يعرف بالبيع المؤجل.   هذا الرجل و أمثاله من الرجال المخلصين هم الذين حققوا مكاسب الاستقلال..  و ساهموا في بناء الدولة العصرية..  التي يحترمها العالم اليوم و الحمد الله..  و التي كان لها إشعاع عالمي.. و اليوم  بفضل هذه الخميرة الطيبة تألقت  تونس.   و تم مؤخرا في الجمعية  العامة  للمنظمة العالمية  للصحة  انتخاب تونس في شخص الأستاذ المنذر الزنا يدي وزير الصحة العمومية  رئيسا ممثلا لتونس في الدورة 63 للمنظمة العالمية  للصحة  لسنة كاملة.   فهنيئا  لتونس بهذا الكسب..  و هنيئا  للرئيس  بن علي  بهذا  الوزير  المتألق في  الداخل  و الخارج..  و الذي كما قلت مرارا فهو خليفة  الزعيم  الطيب  المهيري..  و ما أشبه الليلة  بالبارحه .. فهو بحق رجل المهام الكبرى.. ورجل التواضع و الصدق.. و إنشاء الله سيكون له شأن في المستقبل.. و مثل هؤلاء الرجال يجب أن نعتز بهم.    ولا يفوتني في هذا المقال و السياق التاريخي  أن أذكر  بعض المناقب و الخصال  و المأثر  التي نعتز  بها   و لن تمحي من ذاكرتنا..  فقد حدثني رجل له مكانة  هامة و تحمل  مسؤولية عليا و حساسة  في الأمن.. و هو الآن يباشر مهمة المحاماة.. من كبار  رجال القانون و الثقة  و التواضع.. و هو من أهالي قفصة  الكبار.. قال لي عندما كان  مسؤولا بولاية  سوسة  و في شهر العسل ذهب مع حرمه إلى السينما ليلا  فالتحق به إطار من إدارته و اعلمه بقضية هامة و خطيرة  تتعلق بتدليس عملة..  فقال له المسؤول ‘  قم بواجبك  المهني كما ينبغي’   و بعد يوم اكتشف أمر و خيوط العملية التي وراءها  غموض ؟    ووقعت دعوة المسؤول الأول بسوسة لحضور  مقابلة  بالإدارة المركزية  بتونس .. و عندما  استقبله  المدير العام  شكره وابلغه شكر الرئيس الحبيب بورقيبة  رحمه الله .. و قال له هل تعلم أن  صهر صاحب القضية هو  المناضل  علالة العويتي رحمه الله .. لكن الرئيس بورقيبة  يقول  لك  و يوصيك إذا تدخل علالة العويتي   لفائدة صهره  أعلمني حالا حتى اقضي على المتجاوزين للقانون  و لو كان علا له  العويتي   نفسه .. و قال لي صاحبي من يومها لم  اسمع أي  تدخل في  هذا الموضوع .    و في سياق أخر قال لي صديقي أن  الزعيم الباهي  الأدغم كاتب الدولة  للرئاسة  و الدفاع و الوطني  خاطبني  يوما معاتبا  لي و قال  لي «  كيف  تسمح لأعوانك بجهة  المرسى  أن  حملوا  زوجتي في سيارة الإدارة بعد قضاء شؤونها في سوق الغلال و الخضر.. و زوجتي قادرة على استئجار تاكسي  من مالها  الخاص.. و السيارة  مجعولة  لخدمة المصلحة العامة.. »    هؤلاء الرجال هم  الذين صنعوا النظام..  و حافظوا على هيبة  الدولة..  بسلوكهم  و نظافتهم و حسن استقامتهم و تواضعهم..   و إذ قارننا هذا السلوك  الرفيع بما يحصل اليوم من استغلال نفوذ نقول ان الفرق واضح بين ‘رجل الوطنية’ و ‘رجل المادة’.. كما الفرق بين ‘الرياضي الذي يلعب على المريول’  و ‘الرياضي اليوم الذي يلعب على المليار’ ..   و  للحديث بقية أن شاء الله.     قال الله تعالى : »لمثل هذا فليعمل العاملون « صدق الله العظيم بقلم محمد العروسي الهاني 22022354  


الرابطة الليبية لحقوق الإنسان
على الحكومة الليبية الإلتزام بتعهداتها للمجتمع الدولى باحترام حقوق الإنسان


 
يسعد الرابطة الليبية لحقوق الإنسان نشر النص الحرفى للمذكرة التى قدمتها الحكومة الليبية لأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بِشأن ترشيحها لعضوية مجلس حقوق الإنسان للفترة .٢٠١ــ ٢٠١٣ والتى تم بمقتضاها انتخاب الحكومة الليبية لعضوية المجلس المذكور. وتضمنت المذكرة تعهد الحكومة الليبية الرسمي بالوفاء بالتزاماتها تجاه الامم المتحدة والمجتمع الدولى، و بالتقيد التام باحترام حقوق الإنسان كما نصت عليها « الصكوك الدولية لحقوق الإنسان والإتفاقيات المتصلة بها”(إعلان التزامات) في حالة انتخابها عضوا فى مجلس حقوق الإنسان. وقد تعهدت الحكومة الليبية فى الفقرة ١٤ من المذكرة بـ  » الالتزام بتعزيز التعاون وبإقامة حوار بنَّاء مع جميع منظمات اﻟﻤﺠـتـمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي تنشط في مجال حقوق الإنسان على الصُعُد الوطنية والإقليمية والدولية، وبتَعَهُّد شبكة علاقات مستدامة تُعْنَى بتعزيز القدرات في مجال حماية حقوق الإنسان وإعمالها، آخذة في الاعتبار الدور الهام الذي تؤديه هذه المنظمات وكفاءﺗﻬا في هذا اﻟﻤﺠال؛ ». وتنتهز الرابطة هذه المناسبة لتوجه نداء الى جميع الليبيين بالإهتمام بهذه التعهدات ومتابعتها واعلام مجلس حقوق الإنسان عن طريق رئيسه او أعضائه أو عن طريق مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بجنيف أو عن طريق مكتب الأمم المتحدة بطرابلس بأي اختراقات لهذه الإلتزامات. ويمكن لأي شخص كذلك ان يرسل اية معلومات حول اي انتهاك من طرف الحكومة للإلتزامات ــ التى قطعتها على نفسها والتى تمثل الأرضية التى على أساسها صوت أعضاء الجمعية العامة لصالح قبول عضوتها فى المجلس ــ مباشرة الى الرابطة الليبية لحقوق الإنسان التى تتعهد بتحويلها الى المجلس مع المحافظة التامة على سرية المراسلات. يذكر أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 60/251 الذى انشا بموجبه مجلس حقوق الإنسان ينص فى مادته التاسعة على وجوب تحلى « الأعضاء المنتخبين في المجلس بأعلى المعايير في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وأن يتعاونوا مع المجلس تعاونا كاملا ويخضعوا للاستعراض بموجب آلية الاستعراض الدوري الشامل خلال فترة عضويتهم؛ ». وفى حالة الإخلال بهذا الشرط الأساسى للعضوية فإن المادة الثامنة؛ تجيز لـ » الجمعية العامة أن تقرر، بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين والمشتركين في التصويت، تعليق حقوق عضوية المجلس التي يتمتع بها أي من أعضائه {الحكومة الليبية مثلا} إذا ما ارتكب انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان ». وهنا تكمن أهمية متابعة تنفيذ الحكومة اللييبية للتزاماتها كعضو فى مجلس حقوق الإنسان وإخطار المجلس باية انتهاكات لتلك الإلتزامات. فمثلا لا يجوز لحكومة عضوة فى مجلس حقوق الإنسان ان تسمح لموظفيها وخاصة الكبار منهم بإطلاق تهديدات غير مسؤولة وأيضا غير مقبولة بعدم احترام حقوق الإنسان كالتى أطلقها فى مدينة بنغازى العميد الركن عبدالله السنوسى اثناء لقائه مع بعض سجناء الراي السابقين والذى قال فيه بــ » أنه لا مكان في ليبيا لما يسمى حقوق الإنسان وأن الدولة في ليبيا ما زال في إمكانها الرجوع إلى المواجهات المسلحة وما زال في قدرتها قتل خصومها وشنقهم ما دام ذلك سيحفظ أمنها واستقرارها « . إنه من المهم ان تنقل هذه التصريحات الى مجلس حقوق الإنسان باعتبارها إخلالا بالإلتزامات التى قدمتها الحكومة الليبية للمجتمع الدولى. ولا شك ان إقالة هذا العميد الركن من منصبه الحكومى كمسؤول للأمن الداخلى وتحذيره إداريا على ما صدر عنه من تصريحات لا تليق حتى بموظف صغير لحكومة تحترم نفسها و ايضا نزع الرتب العسكرية منه سوف تكون بمثابة رسالة واضحة موجهة الى المجتمع الدولى مفادها ان الحكومة الليبية جادة فى تنفيذ التزاماتها. وكل هذا ممكن وفى متناول الحكومة خاصة أنه لم يعرف عن السيد عبد الله السنوسى أنه قاد أو خاض معارك من اجل تحرير ليبيا ورفعة شانها يستحق عليها كل هذه الرتب العسكرية المرموقة، وكل مايتردد حوله حتى الآن يدور حول دوره فى الهجوم فى ليلة ال٢٩ من يونيو ١٩٩٦ على سجن بوسليم السياسى والذى يعتقد انه كان قائده. ويذكر ان هذا الهجوم اسفر عن قتل جميع السجناء الذين يقدر عددهم بما لا يقل عن ١٢٠٠ شهيدا. وفى ما يلى مقدمة المذكرة ونص الإلتزامات:1 مذكرة شفوية مؤرخة ٢٨ نيسان/أبريل ٢٠١٠ موجهة إلى رئيس الجمعية العامة من البعثة الدائمة للجماهيرية العربية الليبية لدى الأمم المتحدة  » (اقتباس)تتشرف البعثة الدائمة للجماهيرية العربية الليبية لدى الأمم المتحدة بإبلاغكم بأن الجماهيرية العربية الليبية قدمت ترشيحها لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة ٢٠١٠ ــ ٢٠١٣ ، في الانتخابات المقرر عقدها في ١٣ أيار/مايو ٢٠١٠ في نيويورك. وتتشرف البعثة الدائمة كذلك بالإفادة بأن مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، المعقود على مستوى القمة في أديس أبابا، إثيوبيا، في الفترة من ٢٩ كانون الثاني/يناير إلى ٢ شباط/فبراير ٢٠١٠ ، قد أقر ترشيح ليبيا لعضوية اﻟﻤﺠلس. وفي هذا الصدد، تتشرف البعثة الدائمة للجماهيرية العربية الليبية بأن ترفق طيه مذكرة توضيحية تتضمن التزامات وتعهدات الجماهيرية العربية الليبية بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها (انظر المرفق). وترجو البعثة الدائمة للجماهيرية العربية الليبية ممتنة تعميم هذه المذكرة الشفوية ومرفقها كوثيقة من وثائق الجمعية العامة. ثانيا – إعلان الالتزامات ١٣ – في حالة انتخاب الجماهيرية العربية الليبية عضوًا في مجلس حقوق الإنسان، ستسهم مع الأعضاء الآخرين، في جعل اﻟﻤﺠلس أكثر كفاءة وشفافية، وفي إبقائه بعيدًا عن التسييس، وذلك لدعم حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم، وفقًا للاتفاقيات والصكوك الدولية. ١٤ – وستقوم الجماهيرية العربية الليبية بما يلي على وجه الخصوص: (أ) المساهمة والعمل من خلال الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان، وخاصة بصفتها دولة عضو ا في جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، وحركة عدم الانحياز، وذلك للنهوض بحقوق الإنسان وتعزيزها؛ (ب) تقديم الدعم لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وفقًا لآلياﺗﻬا، و التعاون مع المفوضية لتيسير تحقيق ما تقوم به من مهام في مجال حقوق الإنسان؛ (ج) الالتزام بتعزيز التعاون وبإقامة حوار بنَّاء مع جميع منظمات ا ﻟﻤﺠتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي تنشط في مجال حقوق الإنسان على الصُعُد الوطنية والإقليمية والدولية، وبتَعَهُّد شبكة علاقات مستدامة تُعْنَى بتعزيز القدرات في مجال حماية حقوق الإنسان وإعمالها، آخذة في الاعتبار الدور الهام الذي تؤديه هذه المنظمات وكفاءﺗﻬا في هذا اﻟﻤﺠال؛ (د) بذل ما في وسعها من جهد لإعمال الحق في التنمية وعرضه كحق أساسي للجميع، الأمر الذي لن يصبح ممكنًا إلا بالتوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء معيار دولي مُلِزم قانونًا لجميع الدول بأن تُنْفِذ القانون في مجال التنمية، وذلك من خلال التعاون المنتج والحوار الجاد بين جميع الدول الأعضاء. (ه) الالتزام بمواصلة دعم برامج الأمم المتحدة التي تؤدي دورًا هامًا في حماية حقوق الإنسان، وبالتعاون مع المنظمة في أنحاء العالم؛ (و) التعاون بشكل كامل مع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وبخاصة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، من أجل دعم عمل اﻟﻤﺠلس وتعزيزه، وتيسير تحقيق المهام المحددة في ولايته، مع مراعاة مبادئ الحياد والموضوعية، وتجنُّب أي ﻧﻬج انتقائي فيما يتعلق بآلية الاستعراض الدوري الشامل؛ والتعاون مع الدول الأعضاء لضمان الحماية اللازمة للصكوك الدولية لحقوق الإنسان والاتفاقيات المتصلة ﺑﻬا”(انتهى الإقتاباس). ٢٣ مايو ٢٠١٠ ************************* 1يمكن الحصول على النص الكامل للمذكرة بالكتابة الى الرابطة  


كشفتها جنوب أفريقيا غارديان: إسرائيل نووية بالوثائق


كشفت وثائق رسمية سرية جنوب أفريقية عن أن إسرائيل عرضت عام 1975 بيع رؤوس نووية للنظام العنصري في جنوب أفريقيا، مما يشكل أول دليل وثائقي رسمي على امتلاك إسرائيل أسلحة النووية. وذكرت صحيفة ذي غارديان أن لقاء سريا تم بين وزيري دفاع البلدين عام 1975، طلبت فيه جنوب أفريقيا رؤوسا نووية، وردت إسرائيل على لسان ممثلها شمعون بيريز –وزير الدفاع حينذاك- بعرض أسلحة « بثلاثة أحجام »، في إشارة إلى الأسلحة النووية والكيمياوية والتقليدية. كما وقع البلدان على اتفاقية تنظم العلاقات العسكرية بينهما، وتشتمل على فقرة تدعو إلى الحفاظ على سرية تلك الاتفاقية. وقالت الصحيفة إن تلك الوثائق التي كشف عنها أكاديمي أميركي يدعى ساشا بولاكو سورانسكي أثناء تأليفه كتابا حول العلاقات بين البلدين، تشكل دليلا على أن إسرائيل تملك أسلحة نووية رغم سياسة الغموض التي تتبنها في هذا الشأن. ولفتت ذي غارديان إلى أن السلطات الإسرائيلية حاولت منع الحكومة في جنوب أفريقيا من الكشف عن تلك الوثائق التي طلبها سورانسكي، بدعوى أنها تشكل حرجا لها ولا سيما مع اقتراب المحادثات حول منع انتشار الأسلحة النووية هذا الأسبوع في نيويورك التي تركز على الشرق الأوسط. وتتابع الصحيفة أن تلك الوثائق من شأنها أن تقوض محاولات إسرائيل في الإيحاء بأنها –إذا كانت تملك أسلحة- قوة مسؤولة لا تعمد إلى إساءة استخدامها في حين أنه لا يمكن الوثوق بدول مثل إيران. وتشير الوثائق إلى أن النظام العسكري العنصري كان يسعى إلى الحصول على صواريخ للردع، وشن هجمات على الدول المجاورة. كما تظهر الوثائق حسب كتاب سورانسكي « التحالف السري » الذي سينشر هذا الأسبوع، أن الجانبين التقيا في 31 مارس/ آذار 1975، وأن المسؤولين الإسرائيليين « عرضوا رسميا بيع صواريخ (أريحا) القادرة على حمل رؤوس نووية لجنوب أفريقيا ». ولكن الصفقة لم تتم بسبب التكلفة الباهظة، وضرورة حصول موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على أي اتفاقية من هذا النوع. وتشير الصحيفة إلى أن جنوب أفريقيا تمكنت من بناء أسلحتها النووية، مرجحة أن يكون ذلك بمساعدة إسرائيلية. وقالت ذي غارديان إن التعاون في التكنولوجيا العسكرية نما بشكل كبير بين البلدين في السنوات اللاحقة، ولا سيما أن جنوب أفريقيا زودت إسرائيل بكميات كبيرة من اليورانيوم اللازم لتطوير أسلحتها. وهذه الوثائق تؤكد ما كشفه القائد في القوات البحرية بجنوب أفريقيا ديتر غيرهارد -الذي سجن عام 1983 على خلفية التجسس لصالح الاتحاد السوفياتي السابق- بأن إسرائيل عرضت على جنوب أفريقيا ضمن اتفاقية « شاليط » تسليح ثمانية صواريخ أريحا برؤوس نووية خاصة. وقال غيرهارد إن تلك الأسلحة كانت نووية، ولكن لا يوجد أدلة رسمية على ذلك. نهاية غض الطرف من جانبه قال كاتب الصحيفة الدائم سايمون تسدال في مقاله إن اللثام قد أميط عن قضية امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية، وأشار إلى أن الدليل على أن إسرائيل –دون أدنى شك- نووية، يعني نهاية غض الطرف والغمز واللمز. وقال إن تلك الوثائق تؤكد أن إسرائيل هي القوة النووية الرئيسة في الشرق الأوسط، وتشكل تحديا للدول المجاورة جميعها، بما فيها إيران لمعالجة التهديد الناجم عن الخلل في التوازن العسكري في المنطقة، سواء بشكل منفرد أو جماعي. ورأى أن إيران ستفسر هذا الكشف عن الوثائق بمثابة دليل على المعايير المزدوجة التي يتبناها الغرب والولايات المتحدة، وحجة لامتلاك « حقوقها النووية ». واستبعد الكاتب أن تقدم إسرائيل أي تنازلات في محادثات منع انتشار الأسلحة النووية بنيويورك هذا الأسبوع، في ظل ما سماه بالبيئة العدوانية في المنطقة سواء على صعيد مساعي الدول العربية لامتلاك الطاقة النووية أو مضي إيران في تهديد إسرائيل وسعيها لامتلاك أسلحة نووية. ومما يعرقل تلك المحادثات أيضا -حسب تسدال- النفاق الغربي في التعاطي مع الهند وباكستان النوويتين اللتين لم توقعا على حظر انتشار الأسلحة، فضلا عما وصفه بكابوس العالم المتمثل في كوريا الشمالية. وآخر ما يمكن أن يقف عائقا أمام نجاح المحادثات الموقف الأميركي الرافض لاتفاقية التبادل التي أبرمتها إيران بوساطة تركية برازيلية. واختتم الكاتب بالقول إن السؤال الكبير المطروح حاليا يتعلق بمدى قدرة إدارة الرئيس باراك أوباما على إقناع إسرائيل بالانضمام إلى ركب حظر انتشار الأسلحة النووية قبل فوات الأوان. غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 ماي  2010)  



عن العروبة والمستقبل!

ميشيل كيلو بين الخامس عشر والتاسع عشر من شهر أيار/مايو الحالي، عقدت في دمشق الشام ندوة شارك فيها قرابة مائة وخمسون باحثا وكاتبا ومفكرا عربيا، توافدوا إليها لمناقشة مسألة ‘العروبة والمستقبل’. وكان عقد عام 1963 في دمشق الشام ‘مؤتمر اشتراكي عربي’ ركز مناقشاته على نمط الاشتراكية العربية، الذي سيبنيه انقلاب الثامن من آذار/مارس ‘القومي’ في العام نفسه، دون أن يتطرق أحد إلى العروبة ذاتها، لاعتقاد المؤتمرين أنها مفسرة بذاتها فلا تحتاج إلى نقاش: أليست هي ماهية ثابتة للعرب أفصحت عن نفسها بمجرد أن أزال الانقلاب العروبي الغلاف السياسي الرجعي الذي كان يلفها؟.. في تلك الفترة، قالت طرفة رائجة إن جماعة أرادت إحراج عضو في حزب البعث، فسألته عن معنى العروبة. فكر الرجل قليلا ثم قال بثقة واندفاع: ‘العروبة حقيقة ووجود’. يبدو أن تعريف الرفيق عبر عن العقل القومي السائد آنذاك، فالعروبة لا تعريف لها ولا تحتاج أصلا إلى تعريف: إنها ماهية العربي الأصيلة، الملازمة لجوهره، فليس من الضروري إعمال العقل والفكر في فمها، ما دام كل عربي يستطيع استخراجها من ذاته بالتذكر، كما قال مؤسس البعث الأستاذ ميشيل عفلق، أو بالحدس، حسب أقوال الأرسوزي، الذي اعتبر بعد عام 1970 مؤسس البعث الحقيقي. لم يناقش مؤتمر عام 1963 مستقبل العروبة. لو أن أحدا طلب إلى المؤتمرين مناقشة هذه المسألة، لاعتبره هؤلاء مجنونا أو ناقص عقل، يشك في أن المستقبل للعروبة دون غيرها، بعد أن طوت صفحة العصر الانفصالي / الرجعي في حياة العرب، وقضت عليه في انقلاب الثامن من آذار، فكان زواله دليلا على المدى الذي بلغه توطن العروبة في القلوب والعقول، وبرهانا يؤكد أنه لولاها لما زال وانقضى، ولما كان ثمة أصلا حاجة إلى إزالته والقضاء عليه. لا تحتاج العروبة إلى تعريف أو تلمس علمي، فالمعرف لا يعرف، وإن كان من الضروري التفكير بطرق تحققها ـ الثوري طبعا – في المجتمع العربي، بعد صدورها عن نفوس أبنائه، مكمن قاعدتها الأبدية وحقيقتها النهائية، وانتقالها إلى الواقع الذي ستتظاهر في أبنيته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، فيكون في تمام تظاهرها التحرير التام والناجز للأمة، الذي لطالما انتظرته وتاقت إليه، وتحقق لها على يد البعث، بعد طول انتظار. لا أبالغ إذا قلت إن ندوة دمشق الحالية صرفت نصف وقتها أو يزيد على تعريف العروبة أو ندب ما آلت إليه أحوالها البائسة، وأنها ما ألقته من نظرات عليها، حمل مسحة تشاؤم عميق من المستقبل العربي عامة، ومستقبل العروبة خاصة. حدث هذا بعد نصف قرن على مؤتمر 1963، الذي لم يتوقف عند معنى العروبة، الذي بدا له مسألة منتهية، فجاءت ندوة اليوم تعرفه، وغرقت في حيرة معرفية أخذت تسم أكثر فأكثر مواقف ولقاءات مثقفي العرب، ممن يستجير العالم العربي الرسمي بهم من حين لآخر، علهم يعيدون إنتاج خطابه القومي المفلس، وينجحون في وضعه داخل غلاف يختلف عن غلافه الراهن، ويعبرون عنه بلغة تختلف عن لغة أهل الحكم، بعد أن فقد شرعيته ولم يبق له غير الاستعاضة عن واقعها الهش بمدائح لفظية يغدقها عليه واحد من هنا وآخر من هناك. انقسم المتحدثون في الندوة إلى تيارات متعددة، أبرزها تيار عبر عنه رأيان انتقد أولهما منظومة الفهم القومي الإثني للعرب، التي كان قد بلورها بين ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي مؤسسه ميشيل عفلق. وقد دعا أصحاب هذا النقد إلى التخلي عنها باعتبارها منظومة تفضي إلى مواقف استبدادية، إقصائية واستبعادية، تقصر مفهوم العروبة على العرب وتستبعد شركاءهم في الوطن من كرد وأمازيغ وأقوام جنوب السودان … الخ. اقترح هؤلاء النقاد محددا للعروبة يزاوج بين الإطارين الجغرافي والديمقراطي، يعيد إنتاج واقع العرب وسياساتهم في العروبة بما هي حاضنة عامة يتساوي فيها وأمامها وينتمي إليها كل من يعيش على الأرض العربية أو بين العرب، بغض النظر عن إثنيته ولغته وثقافته، ما دام شريكا لهم في الأرض ويجب أن يتمتع مثلهم بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة والمساواة والعدالة، وينال الاعتراف بحقوقه الخاصة: الثقافية واللغوية. وقال ثانيهما بالديمقراطية بديلا للفهم الإثني، وقدم مقترحات تفصيلية تعيد إنتاج العروبة انطلاقا من حقوق الإنسان والمواطنة ودولة الحق والقانون والنظام الديمقراطي، بعد أن بيّن بالتفصيل ما رتب عل الفهم الاثني من نتائج كارثية بالنسبة للعرب ولن يعيش معهم. قدم تيار آخر ضم معظم المتحدثين، تكاملت تحليلاته ومقولاته بين مختلف الناطقين باسمه، قراءات تاريخية وأخرى نقدية للواقع العربي، الذي أنتجته خلال نصف القرن الماضي سياسات النظم، سواء كانت تسمى قومية أو قطرية، وأوصل العالم العربي إلى ما هو عليها من ضعف وعجز وهزيمة وفشل. انصبت الإسهامات الثرية والمتنوعة للمتحدثين على نقد ما هو قائم، وخاصة طريقة فهم العروبة خلال الحقبة الحديثة، وطرق ممارستها، والنتائج السلبية التي آلت إليها، وقدمت بدائل ميدانية ونظرية لها، بصفتها مرحلة من حاضر العرب لم يعد لديها ما تقوله لهم أو تفعله لأجلهم، وأنها تتحمل مسؤولية ما آلت إليه أحوالهم من تدهور يطاول حتى وجودهم ذاته. لم يدافع أحد من المشاركين عن النتائج التي تمخضت عن سياسات ‘النظام العربي’، بل تسابق الجميع إلى نقد أشكال وتكوينات هذا النظام وإدانتها. وبينما اعتبر قوميو مؤتمر الستينيات ‘النظام القومي/الاشتراكي’ مصدر شرعية جديدا في السياسة العربية، غاب هذا الحديث عنه كمصدر للشرعية غيابا تاما عن نظرات وأقوال المشاركين في ندوة عام 2010، الذين أجمعوا على أن العروبة لم تكن مصدرا لشرعية أي نظام، لأنه لم يوجد نظام مارسها بمعايير تتفق مع حقائقها، ولأن النظم جميعها أخضعت المصالح القومية لمصالحها القطرية الضيقة، فأتت عروبتها قطرية ومشحونة بخلافات وتوترات وعوامل تفجر مزقت العرب خلال نصف القرن المنصرم وفرقتهم إلى شيع وقبائل متناحرة أو مقتتلة. بقول آخر: كانت عروبة 1963 ترى نفسها بدلالتين: أولاهما ضرورة تحديد المجال العربي كمجال قومي خاص بالعروبة دون غيرها، لا بد أن يفصل ويستقل عن الخارج الأجنبي، ويعطي، في الوقت نفسه، أولية مطلقة على المجال الخاص بالدولة القطرية، الذي سيعاد بناؤه في المجال القومي الأوسع، لن يكون هناك فعل ثوري ووطني، قومي ووحدوي، إذا لم ينجح تحويله إلى جزء تكويني من دولة العرب الواحدة الموحدة، مع ما سيترتب على ذلك من تبدل في معاني وآليات اشتغال الشأن العام. أما الدلالة الثانية فهي فتح المجال القومي على مكوناته البشرية الداخلية، دون إقصاء أو استبعاد أي واحد منها، أو حرمانه من منافع المجتمع العربي الموحد والاشتراكي. في ندوة دمشق بالأمس، كانت المطالبة الشديدة والواضحة بحقوق ‘الأقليات’ إدانة جلية لخروج ‘النظم القومية’ على ضرورة فتح المجال الداخلي أمام سائر مكوناته، العربية وغير العربية، ولمنعها من التعبير عن نفسها ونيل حقوقها، وإدانة للتعارض المطلق، الذي اصطنعته النظم بين المبدأ القومي والمبدأ الديمقراطي، فحال دون تحقيق أي تقدم في أي مجال وطني أو قومي أو اجتماعي، وحول العروبة من حامل تغيير تاريخي وتحديثي، إلى أيديولوجية تقليدية جديدة، حسب وصف أستاذنا ياسين الحافظ، أغلقت مجالها القطري وفصلته عن المجال القومي، بينما فتحته على مصراعيه أمام الخارج الأجنبي، وكورته على مجموعة إثنية غالبة أسرفت سلطتها في قمع وقهر المكونات الأخرى، الإثنية منها والسياسية، بحجة أنها أقليات متواطئة مع الأجنبي، في حريتها ومساواتها مع العرب ما فيه من أخطار داهمة على هؤلاء. إنها تقليدية جديدة تختلف عن القديمة في أمرين: نمط الخطاب القومي الذي تنتجه، لتموه حقيقتها، وشدة الإقصاء والقمع الذي تمارسه باسم عروبة تتبنى ضربا دينيا من علمانية سلطوية، أهم سماتها عجزها عن تقديم إطار جامع تنضوي مكونات قطرها فيه، مثلما تنضوي مكونات الأقطار التقليدية القديمة في إطار ديني أعيد إنتاجه بدويا وعشائريا وسلطويا. رغم مداخلة الصديق عبد الحسين شعبان عن ‘العروبة والدولة الحديثة’، التي رأى فيها العروبة بدلالة الديمقراطية، وبين بالتفصيل النتائج التي ستترتب على تطبيق هذه الرؤية في الواقع القائم، وكيف ستبدل حال العرب إلى الأحسن في كل ميدان وعلى كل صعيد، ومداخلة الصديق أحمد برقاوي، الذي لم يكن أقل جذرية ووضوحا في تبيان كارثية النتائج التي ترتبت على الفهم الإثني للعروبة، وقدم رؤية بديلة له تنطلق من مساواة كل من يعيش على الأرض العربية أو مع العرب في الحقوق والواجبات السياسية والاجتماعية والثقافية، ومن ضرورة بناء نظام سياسي حديث يقوم على حقوق لإنسان والديمقراطية والمواطنة، ويحترم خصائص الجماعات العروبية: أكانت من أصل عربي أم غير عربي، ومن مداخلة الصديق يوسف سلامة، الذي أكد على ضرورة أن يبتدع العرب طرقا للتقدم والحرية في ظل أوضاعهم الراهنة، بوسعها إخراجهم منها، دون انتظار الدولة العربية الواحدة، التي قد لا تقوم في أي يوم، نتيجة لتبدل معنى الوحدة العربية وفشل النظم القومية في تحقيق أي وحدة، ومع أن الأصدقاء الثلاثة، وكذلك الأصدقاء عبد الإله بلقزيز، وكمال عبد اللطيف، وحلمي الشعراوي، ومحمد السعيد ادريس، وكثيرون غيرهم، أكدوا حتمية فشل أي تقدم اجتماعي وتوحيد عربي دون استناد السياسة العربية إلى مفهوم وواقع المواطنة، فإن هناك مسألة تطرق إليها معظم المنتدين، وخاصة منهم الذين ذكرتهم، كان يجب أن تكون موضوع نقاش الرئيس، هي التالية: إذا كان صحيحا أن المشروع القومي قد فشل، فلماذا لا نحدد أسباب فشله؟. لقد أقرت الندوة بفشل المشروع القومي، وتحدثت عن مأزق العروبة الراهنة، لكنها لم تجعل هذه المسألة موضوع نقاش رئيسي، كي لا أقول وحيدا، ولم تنطلق من إقرار لا لبس فيه بأن النظم العربية جميعها مسؤولة عن الفشل، الذي ترتب على ممارسات اتبعتها فملأت المجال القومي بالمشاحنات، وأبعدته عن التوحد بدل أن تقربه منه، وأحدثت انشقاقا خطيرا بين الحكم والشعب داخل كل قطر، وقوضت وحدة الشعب الوطنية، بتلاعبها بها واستنادها إلى مكونات شعبية معينة واستبعاد واضطهاد أخرى. لو انطلقت الندوة من الإقرار بالفشل وما نجم عنه، لكان موضوعها على الأرجح: لماذا فشلت العروبة، وكيف تخرج من فشلها؟. عندئذ، كانت الحوارات والمداخلات ستنصب على أخطاء وآثام النظم القائمة وسمات النظام البديل، الذي يستطيع إخراج العرب من بؤسهم. وكان المنتدون سيضعون يدهم على سبب الفشل، الذي يتلخص في أمر رئيسي: فصل المشروع القومي عن المشروع الديمقراطي، وإقامة تعارض لا سبيل إلى جسره بينهما. كان المنتدون سيقرون أن المشروع الديمقراطي هو اليوم المشروع القومي، وإن المشروع القومي هو عين المشروع الديمقراطي، فلا عروبة خارج الديمقراطية أو بغيرها، ولا ديمقراطية خارج العروبة أو ضدها. قال المحاضرون جميعهم كلاما حارا ومقنعا حول ضرورة الديمقراطية، لكن هذه المعادلة غابت عن الندوة، ربما بسبب مكان انعقادها والجهة التي دعت إليها. لو كانت حضرت، لخرج القوم بنتائج تختلف عن النتائج التي توصلوا إليها، على أهمية القسم الرئيسي منها، ولكانت الندوة حملت عنوان: الديمقراطية : حاضر العروبة ومستقبلها، بدل العنوان البارد والمحايد نسبيا: العروبة والمستقبل. ولكان المتحدثون قالوا بلغة لا غمغمة فيها: لن نقبل بعد الآن بغير الديمقراطية طريقا إلى العروبة كنظام سياسة وحياة، ولن تكون العروبة غير المواطنة الحرة في مجتمع مدني / ديمقراطي يحميه القانون وتجسده الدولة، تتحقق فيه كرامة الفرد ومصالح المجتمع وقوة الدولة وطابعها الأموي والقومي. لو فعلت الندوة هذا، لكانت قدمت رؤى واقتراحات جديدة، ثرية وواقعية لم يسبق أن قدمت ما يماثلها ندوة عرفها العصر الحديث حول العروبة وسبل خروج العرب من مأزقهم الشامل. لكنها لم تفعل ذلك، فبقيت علاقة العروبة بالديمقراطية برانية، رغم القول الصحيح نسبيا والمتكرر حول حاجة العروبة إلى الديمقراطية، والديمقراطية إلى العروبة، وظل الفصل قائما بينهما، لدى قسم كبير من المتحدثين. عشنا طيلة قرابة نصف قرن حقبة ‘قومية ‘وعدتنا بالوحدة والحرية والاشتراكية، لكنها فشلت في تحقيق أي وعد من وعودها، لذلك قال المتحدثون في الندوة أنه لم يعد لعروبتها أي أفق مستقبلي، وأحجم جميع مثقفي العرب، الذين تقاطروا إلى ندوة دمشق عن الدفاع عنها أو عن تجربتها، وعن إعلان انتمائه إليها، وأتت محاولات تجديد الفكرة العربية، التي عرضت في الندوة من خارجها، وغالبا ضدها. إذا استمرت هذه العروبة، لن يبقى أي مكان لأية عروبة في مستقبل العرب، أو لن يبقى أي مستقبل للعرب: هذا ما قاله الجميع بألف تلميح وإشارة وصيغة، وفيه ما فيه من دلالات لمن يفهمون!. ‘ كاتب وسياسي من سورية
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 ماي 2010)  

هوان الوطن وهوان المواطن

 


أحمد قنديل في الوقت الذي كان فيه الرئيس يتحدث في ذكرى تحرير سيناء عن « استرداد كرامة الوطن وعزته » وعن « توسيع قاعدة العدل الاجتماعي » والوقوف إلى جانب الفقراء، كان المواطن المصري وكانت مصر ذاتها في هوان فاضح. فاض الهوان بالمواطن إلى الحد الذي دفع جراح القلب الشهير د. مجدى يعقوب إلى القول إن « قلوب المصريين هي الأكثر ألما ومرضا بسبب القهر والظلم ».. أصدقه.. أضحينا نلاقى القهر والظلم عند كل منعطف. • 40٪ من المصريين ينفقون ألف جنيه سنويا. أي أقل من 3 جنيهات في اليوم الواحد • حكومة تعاند في وضع حد أدنى إنساني للأجور في حين تغدق مليونا من الجنيهات راتبا شهريا لألف من الأزلام. • مئات من المواطنين عرضهم معروض على رصيف مجلس الشعب، في حين نجد ممثلي الشعب من الحزب الحاكم بين من يتولى وظيفة حكومية بالمخالفة للدستور يتقاضى مقابلها بدلات قدرها 750 ألف جنيه في عام واحد، ومن يلهف مئات الملايين من المال المخصص لعلاج الشعب جشعا وطمعا وسحتا وكفرا وأسعار دواء تحدد وفقا للسوق العالمية، ومستشفيات خارج الخدمة، وغالبية ساحقة دون تأمين صحي، 70 ألفا منهم يموتون بالسرطان كل عام، و40 ألفا بفيروسات الكبد. •مياه شرب نعبها مخلوطة بمياه الصرف، وغذاء كالسم الهارى مروى بالمجارى • 7 ملايين طفل محرومون من الحقوق التي نصت عليها دساتير ومواثيق وديانات الأرض جميعا. • ألف عشوائية في البلد، بينها 85 عشوائية تحيط القاهرة بحزام متفجر يسكنه 10 ملايين بائس، غير مليونين يعيشون في المقابر . • 35٪ من حملة المؤهلات العليا والماجستير والدكتوراه دون عمل، بخلاف مئات ألوف أخر من العاطلين، يدفع العشرات منهم للموت غرقا كل عام في قوارب الهجرة. • ديون لبنك التسليف تفتك بالفلاحين، وأراض عصية على الري، ونفقات للزرع والحصد تفوق ما تجلبه المحاصيل من إيراد. • سلع تشتعل أسعارها بزيادة 14٪ في 2009، وجنون في أسعار المياه، وتهديد برفع أسعار الوقود والكهرباء، وقفزة في أسعار اللحوم بنحو 40٪ في أشهر معدودة. لا ينتهي إلى هنا القهر والظلم : • مقامرة بأموال أرباب المعاشات وتأميناتهم، ومغامرة بسندات تنذر بإغراق مصر في الديون . • مواطنون عاديون يتحملون 60٪ من الضرائب في حين تسدد بعض الشركات الكبرى 8٪ فقط من ضرائبها المستحقة، وضرائب تفرض حتى على السكن، وجباية 10٪ على الربح في بيع السيارات المستعملة (التي تباع عادة بخسارة). • كبار الحيتان يعفون من ديون بالمليارات في حين يطارد بالحبس صغار المدينين، ويورد سائقو مشروع إحلال التاكسي بأقساط بنوك زادت بنحو 500 جنيه كل شهر . • خدمات واجبة/لا تقضى إلا بالرشوة، وحقوق لا تصل إلى أصحابها سوى بالوساطة • فروق فاجعة بين ملايين من البسطاء لا يجدون الفتات وبين قلة فاجرة من المنتفعين بالحكام، من محتكرين ولصوص أراض وصيادي مشروعات بالأمر المباشر وحواة استيراد و »حرامية خصخصة » (اللقب الذي صكه النائب البرلماني رئيس ديوان رئاسة الجمهورية( • قانون طوارئ نعيش تحت رحمته ثلاثين سنة، فنعتقل دون إذن ونحاكم أمام محاكم عسكرية ونعذب في أقسام الشرطة، ونمنع من حقنا في التظاهر، ونهدد بضرب النار، ويسحل شبابنا وتعرى بناتنا في الشوارع . • حكام يعاملون المواطنين كعبيد، من خليفة ولى الأمر الذي يأمر سكان مدينة دماص بإغلاق نوافذ بيوتهم عشر ساعات لأنه سيتعطف عليهم بزيارة إلى رئيس مدينة أخميم الذي يمنع الأهالي من دفن موتاهم في الجبانة دون مشورة . • نباح في برامج الفضائيات كل ليلة دون مجيب، وتنصت على خصوصياتنا دون رخصة، وتضييق على أحزابنا دون مسوغ، وتزوير لإرادتنا في الانتخابات دون رادع.. يدفع القهر والظلم معظم فئات المواطنين للاحتجاج والتظاهر والاعتصام، حتى إن جريدة نيويورك تايمز تقول إن « الكل في مصر يعتصم إلا قوات الأمن ».. ها هم بالفعل كذلك، وفى مقدمتهم العمال الذين يعترف الاتحاد الرسمي للعمال بأن بعضهم يعانى من السخرة التي عادت بعد أيام حفر قناة السويس.. لكن العمال ليسوا هم الغاضبون وحدهم.. هناك المعاقون، وهناك موظفون حكوميون، وهناك أساتذة جامعيون وأطباء، وهناك أهالي من القرصاية ومن طوسون، وهناك سائقون من الدقهلية، وهناك أسر من منشأة ناصر تمترسوا في بيوتهم، وهناك طلبة في المنوفية محتجون على اعتقال زملائهم، إلى أن نفذت المظاهرات التي تحمل لافتات « لا للحزب الوطني » إلى عقر الكاتدرائية المرقسية، ووصل الاعتصام إلى سكان عقار في عابدين تظلموا من فاتورة مياه بـ 86 ألف جنيه فرضت عليهم بتقدير جزافى. أي هوان هذا الذي يلاقيه المواطن؟ ثم ماذا عن هوان الوطن؟.. يقول الرئيس إن « الوطن ينعم بالعزة والكرامة والكبرياء ».. ولكن أستاذ تاريخ الأدب الشهير د. الطاهر مكي يصدمنا بأن « حالاتنا الآن كالأندلس قبل سقوطها ».. أصدقه.. قبل السقوط تصر (سرائيل)على تغول المستوطنات، وتقتحم الأقصى، وتقرر ترحيل 70 ألف فلسطيني من الضفة الغربية، فنقابل ذلك كله مرة ببيان حكومي يعرب عن « القلق البالغ »، ومرة بخطب في البرلمان تندب وتولول.. قبل السقوط تتآمر (سرائيل)على مياهنا بالتواطؤ مع دول منابع النيل فلا نملك غير الشكوى، وتهدد السياحة في سيناء بتحذير مواطنيها من خوض مخاطرها فلا نملك إلا النفي .. قبل السقوط يتسلل إلى أراضينا إسرائيلي مسلح فنعيده إلى الحدود سالما في ذات اليوم الذي تصدر فيه أحكام بالسجن المؤبد في قضية خلية حزب الله، تطالب منظمات دولية بإعادة النظر فيها.. قبل السقوط نقيم سورا فولاذيا بمساعدة أمريكا لنحكم مع (إسرائيل)الحصار على أهل غزة، ونفجر الأنفاق بيننا وبين القطاع، في حين تعد تركيا سبع سفن لنجدة المحاصرين. قبل السقوط تحذر دراسة لمجلس الوزراء من فجوة خطيرة في إمدادات الغاز في ٢٠٢٠ فنستمر في ضخ الغاز لـ(إسرائيل)بأقل من تكلفة استخراجه، ممعنين في تحدي أحكام القضاء التي قضت بزيادة سعره وتعديل كميته.. قبل السقوط يؤكد سفير مصر في (إسرائيل) أنه لا يقيم في دولة أعداء، نافيا بذلك تصريحا لوزير الخارجية وصف فيه (إسرائيل) بالعدو، وما كان لينفى إلا لأن التصريح سقط سهوا من فم الوزير الذي عادة ما تسقط من فمه الكلمات كما تتساقط النفايات من كيس زبالة مخروم.. قبل السقوط تصدر أمريكا التعليمات بإجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، فنهرول للضغط على المظلوم مراضاة للظالم.. قبل السقوط تقود تركيا وإيران ومعهما إسرائيل المنطقة من شرقها لغربها، في حين كنا نحن إلى عهد قريب أصحاب الكلمة والقدرة والمكانة. وأخيرا وقبيل الدوي المروع للسقوط ترسل رئاستنا إلى إسرائيل تهنئة بعيد قيامها يوم نكبتنا، وذكرى اغتصاب أرضنا وانتهاك شرفنا وسفك دمنا.. ولا نكتفي.. نزيد فنستقبل اليوم نتنياهو في شرم الشيخ، التي اعتاد الحضور إليها حتى للإفطار في رمضان، بدلا من أن نقدمه ووزراءه للمحاكمة. يا لهوان الوطن المصدر موقع احمد قنديل على الفايس بوك  

ديمقراطية الوحوش وفرائس الديمقراطية

د. فيصل القاسم  
لا أحد يستطيع أن ينكر أبدا أن الحكومات الأوروبية والأمريكية تمارس أعلى درجات الديمقراطية مع مواطنيها داخل بلدانها. وهذا واضح للعيان في حالات كثيرة. ولا شك أن العديد منا سمع عن الجهود الجبارة التي تبذلها تلك الحكومات لإنقاذ حياة مواطن غربي اختطف في بلد ما أو تعرض لمكروه. فترى السفارات الغربية تتأهب بكل طاقمها من أجل هذه المهمة، وتمارس ضغوطا كبيرة على المسؤولين في أي بلد كي يتدخلوا من أجل ذلك. ولا تتردد الحكومة الأمريكية أحيانا في إرسال الوحدات العسكرية والطائرات للمساعدة في تخليص مواطن ضل طريقه في الجبال أو الغابات والأدغال، لا بل هي مستعدة أحيانا أن تغامر عسكريا لإنقاذ أرواح مواطنيها المحتجزين في أي مكان من العالم. وقد شاهدنا كيف ضحى الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ذات مرة بمستقبله السياسي عندما غامر وأرسل طائرات حربية لتخليص الرهائن الأمريكيين الذين كانوا محتجزين في طهران. وقد فشلت العملية. لكنها كانت عملية جديرة بالمحاولة بالنسبة لهم مهما كانت النتيجة. وقد شاهدنا أيضا كيف تعامل الأمريكيون مع مواطنهم جون ريد واكر الذي كان يعمل مع حركة طالبان والقاعدة بقيادة أسامة بن لادن. فبينما تم شحن رفاقه من الأفغان والعرب والأجانب الآخرين، الذين تم القبض عليهم، في أقفاص للحيوانات إلى معسكر غوانتانامو في كوبا بطريقة بشعة للغاية، قامت القوات الأمريكية في أفغانستان بعزل المواطن الأمريكي عن الآخرين، ثم أرسلته إلى ألمانيا كي يتلقى العلاج أولا، وبعد ذلك أرسلوه إلى المحاكم المدنية في أمريكا، لا إلى المحاكم العسكرية التي أمر بإنشائها الرئيس بوش لمحاكمة المتورطين من الأجانب في الاعتداءات على واشنطن ونيويورك. ولم تتم مصادرة جواز سفره. وكان له كل الحق في الاستعانة بمحامين كي يدافعوا عنه أمام المحاكم الأمريكية، بينما لا أحد يعرف عما يجري لزملائه الأجانب في غوانتانامو. انظر كيف اختلفت المعاملة جوهريا بالنسبة للمواطن الأمريكي. وهذا طبعا ليس شيئا سلبيا، بل على العكس من ذلك، يدل على احترام الدولة الأمريكية لمواطنيها حتى لو لم تحترم الأجانب. فهي دولة مواطنيها أولا وأخيرا، فهم الذين انتخبوها، وهم الذين يدفعون الضرائب لتسييرها. صحيح أن المستعمر البريطاني مثلا مارس أبشع أنواع العنصرية في تعامله مع الشعوب التي استعمرها. وصحيح أيضا أن شاعرا إنكليزيا متطرفا مثل روديارد كيبلنغ شاعر الإمبراطورية كان يعتبر كلبه أطهر من العبيد الأفارقة الذين كانوا يخدمون في منزله في إحدى المستعمرات البريطانية في القارة السوداء. ولا أحد يستطيع أن ينكر حقارة الاستعمار الغربي من فرنسي وبرتغالي وهولندي في تعامله مع شعوب البلدان التي استعمرها. فقد كان هذا الاستعمار أسفل من السفالة ذاتها، وكلنا يتذكر همجية ونذالة وبشاعة المستعمرين من خلال كتب التاريخ. لكن يجب ألا ننسى أيضا أن هذا المستعمر اللعين كان غاية في اللطف مع مواطنيه داخل بلاده، وبالتالي وطنيا إلى أبعد الحدود، فقد كان يستعبد الآخرين، ويمتهن كراماتهم، وينهب خيراتهم، لا لشيء إلا لإسعاد مواطنيه في الداخل وتحسين أوضاعهم. المهم أن الخيرات التي كان يجنيها المستعمر من مستعمراته كانت تعود في نهاية المطاف إلى بلاده. وهذا هو بيت القصيد، فالوطن عندهم أهم من كل الدنيا. وإذا نظرنا إلى واقع العلاقات الدولية الحالية نرى أنها لا تختلف بأي حال من الأحوال عما كان عليه الوضع أيام الاستعمار القديم. فالغرب الديمقراطي حتى النخاع يتصرف الآن مع بقية دول العالم بنفس الطريقة البشعة التي كان يتصرف بها المستعمر مع مستعمراته، حتى إن البعض يرى في التعامل الأمريكي الحالي مع العرب نموذجا أسوأ بكثير من تعامل الاستعمار البريطاني مع الهند مثلا. فقد ضربت أمريكا مثلا صارخا في الاستخفاف بكرامة الشعوب الأخرى. ولعلنا نرى كيف أن الإدارة الأمريكية تعامل العرب والمسلمين كأتباع، إن لم نقل كأنعام وعبيد، ضاربة عرض الحائط بكل القيم الديمقراطية التي تمارسها في الداخل. فلم يتردد المخطط الاستراتيجي الأمريكي الشهير بريجنسكي ذات مرة في وصفنا ووصف بعض المناطق الآسيوية بأننا ننتمي إلى فئة البرابرة. وكي لا نذهب بعيدا، بإمكاننا أن نلقي نظرة سريعة على الطريقة السافلة التي تتعامل بها الدولة العبرية مع « المواطنين » العرب داخلها. فبالرغم من أنهم يحملون جنسيتها وجواز سفرها، إلا أنهم لا يتمتعون بالمواطنة الكاملة. لاحظوا عنصرية الديمقراطية الغربية ومنها الإسرائيلية طبعا. وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الديمقراطيات الغربية العتيدة يمكن أن تتصرف مع الغير وخارج حدود أوطانها كأبشع الديكتاتوريات المقيتة والمنحطة. وقد يتساءل البعض حائرين من هذه الازدواجية الصارخة في طريقة التعامل الغربي مع الداخل والخارج . كيف يمكن أن يكون الرئيس الأمريكي أو رئيس الوزراء البريطاني وأمثالهما من القادة الغربيين، كيف يمكن أن يكونوا ديمقراطيين ومتسامحين مع مواطنيهم إلى أقصى درجة، ويطبقون المعايير الديمقراطية بحذافيرها، من احترام للحريات، ومراعاة للحقوق، بينما يدوسون في الوقت نفسه على كرامات وحريات وحقوق الشعوب الأخرى بطريقة مهينة للغاية، دون أي تردد أو وخز للضمير؟ لماذا يخشى الزعيم الغربي من مجرد دعوى قضائية بسيطة قد يرفعها مواطن ضد الحكومة، بينما يضرب عرض الحائط بكل الاحتجاجات الدولية الشعبية منها والرسمية ضد سياسة بلده؟ لماذا يلتزم القائد الغربي بأبسط قواعد التصرف مع مواطنيه، بينما ينتهك كل القوانين والأعراف والقيم والنواميس الدولية الأخرى حينما يتعلق الأمر ببلدان وأقوام أخرى؟ لقد حاولت ونقبت كثيرا كي أجد جوابا شافيا لهذه الأحجية أو المعضلة الأخلاقية المعقدة، ولعلني نجحت في إيجاد الحل. لقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن الزعيم الغربي يتعامل مع شعبه بنفس الطريقة التي يتعامل بها الوحش المفترس في الغابة مع الحيوانات الأخرى. لا شك أنكم شاهدتم كيف يتعامل الأسد والنمر والفهد والضبع والذئب وغيرهم من الحيوانات الكاسرة مع بقية الحيوانات. فالضباع مستعدة أن تصطاد الغزال وحمار الوحش والجواميس وغيرها من الحيوانات كي تأكل وتُطعم أبناءها. إنه لمنظر عجيب أن ترى النمر يمزق أشلاء الأرانب والغزلان ثم بعد لحظات قليلة تراه يداعب أبناءه الصغار بحنو وعطف ودماثة عز نظيرها. وكذلك الأمر بالنسبة للبؤة، فهي تطارد الحيوانات الضعيفة بشراسة وهمجية لا مثيل لها، لكنها تعود بعد قليل إلى صغارها وهي تحمل الفريسة بكل تواضع وحنان كي يسدوا رمقهم. فالحيوانات المفترسة تبدو في غاية الديمقراطية والتسامح مع جرائها والمقربين منها من الحيوانات الضارية الأخرى، لكنها في غاية التسلط والديكتاتورية والعدوان والقمع والبطش مع الحيوانات المغلوبة على أمرها. وهكذا الأمر بالنسبة للديمقراطيات الغربية. فهي « بالفطرة الديمقراطية  » نعامة مع شعوبها، وعلى الشعوب الأخرى أسود. بعبارة أخرى فإن الديمقراطية تبقى شأنا داخليا صرفا في مجتمعي الإنسان والحيوان. ولا ديمقراطية أبدا في العلاقات الخارجية أو الدولية. وهذا ما لم نفهمه نحن العرب حتى الآن. لهذا ترانا نسير عكس التيار. فنحن في بعض الأحيان أكثر ديمقراطية مع الأجانب ألف مرة مما نحن مع بعضنا بعضا. وليتنا نتعلم نحن العرب أصول الديمقراطية من الحيوانات الكاسرة، فنهتم ببعضنا بعضا، وندافع عن مصالحنا الخاصة حتى لو تجنينا على الآخرين. لكن واأسفاه! فنحن كواسر على بعضنا، وأرانب مع الغير على عكس كل النواميس الإنسانية والحيوانية.  
 
 
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 23 ماي 2010)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.