الاثنين، 24 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2770 du 24.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب « :  محاكمات يومية ..و انتهاكات بالجملة ..! البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان: قوات الأمن تدوس النشطاء بالأقدام الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس: بيان مساندة للأساتذة   المضربين عن الطعام الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت: بيان مساندة للأساتذة   المضربين عن الطعام يومـيـّـات إضــراب الجـوع: اليوم الثالث و الثلاثون حزب البعث العربي الاشتراكي القطر التونسي: الذكرى الأولى لاستشهاد فارس الأمة وقائد مسيرة الانبعاث العربي الرفيق الرمز الشهيد الخالد صدام حسين لجنة مساندة المقاومة في العراق وفلسطين بتونس: برنامج الاحتفال الجماهيري بالذكرى السنوية الأولى لاغتيال  الشهيد صدام حسين الحوار.نت: تونس:السلطة تواصل استهداف « محمد العكروت » في مورد رزقه الحوار.نت: تونس:البلديات تتخلى عن وظائفها لفائدة شركات خاصة الجزيرة.نت: الطرابلسي ينفي نية شن هجمات ببلجيكا صحيفة « التجديد » :تونسي وليبي يفوزان بجائزة أحسن بحث علمي في مجال مقاومة التصحر بدول اتحاد المغرب العربي محسن المزليني: الرأي العام في تونس بين استراتيجيات التغييب أو الإحتواء مراقب:عجيب مراد رقية: قصرهلال،ماشرعية الجباية المحلية في غياب وعي الهيئة البلدية وانعدام المشاريع والخدمات والغيرة على الهوية المحلية؟؟؟؟ عامر عياد: السلطة بين إرادة السيطرة والرغبة في الخضوع محمد العروسي الهاني :زيارة الرئيس إلى الجنوب هامة ومفيدة لمزيد المكاسب والمتابعة والتّفقد ديانا مقلد: الصحافة التونسية مهددة بالانقراض الشرق الأوسط:السفارة التونسية في لندن ترد على مقال ديانا مقلد الهادي المثلوثي: مبروك للعراق بطولات المقاومة وخلود الشهداء صحيفة « الحياة »: القذافي يكرس خروجه من العزلة… انتخابات في الجزائر والمغرب… مدني رئيساً في موريتانيا… وبن علي نحو ولاية خامسة … سعيد مبشور :الاستراتيجية الأميركية بالمغرب الكبير: ملامح و أهداف رشيد خشانة: جهود التسلح المغاربية.. وانهيار الثقة بين الجيران آمال موسى: في الأسبوع الأخير لعام 2007: الحصاد العربي المر

عبد الحليم قنديل: هل يحكم الاخوان مصر؟ عبدالباقي خليفة: ما لم يجب عليه الملأ في مداخلة أدونيس  – ختم النبوة تأكيد على كمال العقل الانساني المستنير بمقاصد الوحي الالهي توفيق المديني: هزيمة تشافيز وانتصارالديمقراطية في أميركا اللاتينية عبداللطيف الفراتي: التبادل


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 24 ديسمبر2007 متابعات إخبارية

كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب « : محاكمات يومية ..و انتهاكات بالجملة ..!

 
    نظرت  الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي التهامي الحافي اليوم الخميس  13 ديسمبر2007 في : * القضية عدد 14549 التي يحال فيها كل من : أحمد سهيل و منجس الوشتاتي   بتهم منها الإنضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه و إيواء و إخفاء أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ، وذلك على خلفية اتهامهم بالتفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية  ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : عبد الفتاح مورو ومحمد سامي الطريقي و سمير بن عمر ،  وقد تم تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 07/01/2008 بطلب من المحامين .
كما نظرت الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري في : * القضية عدد 13695 التي يحال فيها كل من : كريم البلومي و حمدي العبيدلي و أيمن الملكي و عمر سلامة و زياد العبيدي و بسام اليحياوي و فيصل الهوش و مجدي الزريبي و ميمون علوشة و ماهر بزيوش  بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، وتلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية خارجه ، و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم وأشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية  ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : عبد الفتاح مورو وسعيدة العكرمي ( بالنيابة ) و صباح الزواغي و أنور القوصري و سمير بن عمر و جمال الدين العسكري ،  و بعد تلاوة قرار دائرة الإتهام و استنطاق المتهمين ترافع المحامون مبينين بالخصوص بطلان الإجراءات لاشتمال المحاضر على اعترافات انتزعت تحت التعذيب و لتزوير تواريخ الإيقاف و محاضر الإحتفاظ  ، و بعد إعذار المتهمين قرر القاضي حجز القضية للتصريح بالحكم إثر المفاوضة .
اجتماع تنسيقي لهيئة الدفاع في القضية عدد 4/14502 : عقدت هيئة الدفاع في القضية المعروفة بـ  » قضية سليمان  » اجتماعا بمكتب رئيس فرع تونس للمحامين اليوم 24/12/2007 لإعداد الدفاع في جلسة يوم السبت 29/12/2007   و تدارس كيفية مواجهة الإنتهاكات العديدة التي تشهدها هذه القضية و منها رفض القاضي محرز الهمامي تمكين المحامين من تصوير كامل أوراق الملف و رفضه تمكينهم من الإطلاع على محاضر الجلسات و إصراره على تأخير الجلسة نهائيا لمدة أسبوع واحد  و قد اتفق المحامون الحاضرون على عقد جلسة تنسيقية جديدة بطلب من عميد المحامين يوم الإربعاء 26/12/2007  . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو
 

البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان

القاهرة في 23/12/2007  تونس

قوات الأمن تدوس النشطاء بالأقدام

مازال النشطاء الحقوقيون في تونس  يعانون الكثير من جراء التعسف و الملاحقات الامنية والاساليب غير الانسانية في التعامل معهم خارج إطار القانون وبالمخالفة لكافة المواثيق الدولية ذات الصلة والتي صادقت عليها الجمهورية التونسية ،بل وبالمخالفة للقوانين التونسية النافذة. وفي هذا السياق قامت قوات الأمن في ثاني ايام عيد الأضحي،يوم الخميس الموافق 20 من شهر ديسمبر الجاري بتطويق مقر فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لمنع نشطاء الرابطة التونسية من الوصول إليه ومعايدة رئيسه السيد علي بن سالم في منزله الموجود بالطابق الأول فوق مقر  الفرع،وقامت بدفع النشطاء بعنف مما أدي إلي وقوع السيد علي بن سالم –رغم كبر سنه وحالته الصحية المتدهورة-مما أدي الي وقوعه وأكملت القوات الامنية السير علي جسده الضعيف، ففقد الوعي ونقل الي المستشفي المحلي في بنزرت،وقامت الأجهزة الامنية بالضغط علي مسئولي المستشفي لكي لا يتضمن التقرير الطبي الاصابات التي لحقت به. إن البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان وهو يأسف لهذا النهج الأمني الثابت تجاه نشطاء حقوق الإنسان في تونس من قبل الاجهزة الامنية مما يمثل استراتيجية منهجية وثابتة تهدف الي حصار النشطاء وارهابهم وتحجيم انشطتهم الحقوقية السلمية في أضيق الحدود،يري ان هذا المسلك يخالف العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في عدد من بنوده واحكامه خاصة المواد أرقام:7،12،21 والتي تقرر حظر التعذيب،والحق في التنقل والحق في التجمع السلمي علي التوالي،كما يخالف المنهج الأمني التونسي الإعلان العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان جملة وتفصيلا. إن البرنامج العربي يطالب السلطات التونسية بضرورة اجراء تحقيق عادل ونزيه وشفاف في الأحداث التي جرت يوم 20/12 أمام مقر الرابطة فرع بنزرت والكشف عن المتسببين في ما حدث للسيد علي بن سالم وسرعة تقديمهم للمحاكمة،كما يطالبها بأن تكف يدها عن نشطاء حقوق الانسان في تونس. ويناشد البرنامج مؤسسات المجتمع المدني العربي والدولي التضامن مع النشطاء التونسيين لوقف ما يتعرضون له من مضايقات وملاحقات أمنية خارج إطار القانون الدولي والمحلي.
اكتبوا إلي الرئيس التونسي « زين العابدين بن علي » : تليفون: 0021671565400 – فاكس: 0021671562378 وزارة العدل وحقوق الإنسان في تونس: تليفون: 0021671561400 – فاكس: 0021671562210

 


قابس في 23-12-2007

بيان

إن المعتصمين طيلة هذا اليوم 23 ديسمبر 2007 بمقر جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي مساندة منهم لرفاقهم الأساتذة محمد المومني، علي الجلولي و معز الزغلامي المضربين عن الطعام لمدة فاقت الشهر احتجاجا عن طردهم التعسفي الانتقامي و تشبثا بحقهم في الشغل يعبرون عن : – إكبارهم و إجلالهم للموقف الشجاع الذي أقدموا عليه و يؤكدون أن بمراكمة مثل هذه النضالات يمكن أن تُفرض حقوق المواطنة. – مساندتهم المطلقة لحقهم في العمل كمواطنين كاملي الحقوق و بغض الطرف عن انتماءاتهم أو أنشطتهم – عميق انشغالهم لما قد يلحق بصحتهم من أذى و يحملون النظام نتائج ما قد يصيبهم و ينددون باللامبالاة التي اتسمت بها مواقف السلطة تجاه مطالبهم العادلة. – رفضهم التام للطريقة التي يتم بها الانتداب الآن و التي استغلت السلطة فيها ضيق سوق الشغل لمساومة طالبيه و ابتزازهم و التفريق بينهم على أساس القرابة و الموالاة عوضا عن الكفاءة عن المعتصمين عبدالوهاب عمري

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت   بـــــــــــلاغ
 نظمت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي اعتصاما كامل يوم الأحد 23 ديسمبر 2007 بمقرها 40 نهج بلجيكا حضره مناضلو الحزب ومناضلو الجهة وعدد من النقابيين ومختلف حساسيات المجتمع المدني ببنزرت مساندة للمضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر وهم الأساتذة محمد المومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي. وقد أمضى الحاضرون عريضة عبروا فيها عن مساندتهم الكاملة واللامشروطة للمضربين ووقوفهم إلى جانبهم في مطالبهم المشروعة ، كما عبروا عن بالغ انشغالهم للتدهور الخطير لصحتهم ، وطالبوا وزارة التربية بإرجاعهم إلى سالف عملهم ورفع المظلمة عنهم .   الممضون : خالد بوحاجب، بشير الجميلي، لمياء الدريدي، علي الصنهاجي، محمد الحبيب حمدي، خالد بوجمعة، سامية العلوش، محمد الزار، طارق السويسي، سعاد القوسامي، عبد الجبار المداحي، محمد بوعنية، لطفي حجي، رحاب بوجمعة، علي الرواحي، عبد المجيد العباسي، بشير المناعي، علي الوسلاتي، فتحي بن بشير، هشام البجاوي، سليم البلغوثي، ياسين البجاوي، سامي الرايس شعبان، مراد حجي، أحمد القلعي، أنور القوصري، عثمان الجميلي، محمد علي بن عيسى، علي النفاتي، شكري بن رجب، رفيق بن قارة، رياض ربيع، إلياس المنصر، محمد الهادي بن سعيد، فاطمة بن ابراهيم، شيماء شبيطة، أحمد العبيدي، شاذلي مغراوي، محمد صالح النهدي، فوزي الصدقاوي، زياد بن سعيد، محمد أوقاصي.


 

يومــــيـّـــــات إضـــــــــراب الجــــــوع

 

اليوم الثالث و الثلاثون لإضراب الجوع: 22  ديسمبر 2007

 

 إضراب الجوع  يستمرّ رغم الحالة الصحّية الخطرة…

الوضع الصحّي للمضربين عن الطّعام في اليوم الثّالث و الثلاثين في مزيد  من التدهور وقد زارهم الأطباء في أوقات متعددة وشددوا مجددا على الحالة الصحية المنذرة بالخطر بالنسبة إلى المضربين الذين عبروا عن تمسكهم بمواصلة الإضراب إلى النهاية .

 

جلسة عمل مع وزارة التربية والتكوين ونقاش في دائرة مغلقة…

 انعقدت جلسة عمل اليوم ضمّت من الجانب النّقابي عضوين من المكتب التنفيذي للاتّحاد العام التونسي للشغل والكاتب العام للنقابة العامّة للتعليم الثانوي من جهة و ممثّلي وزارة  التربية والتكوين يتقدمّهم السيد رئيس الدّيوان من جهة ثانية و كعادتها اكتفت الوزارة بتقديم  مبرّراتها المألوفة وأضافت إليها مسوغات »الزيادة عن النصاب » !!! والضعف في التّقييم البيداغوجي !!! كما ادّعت أن الأساتذة الثلاثة لم يطردوا بسبب مشاركتهم في إضراب أفريل2007 لأنهم لم يضربوا أصلا !!! مما يؤكّد مرّة أخرى عدم جدية الوزارة وتهرّبها من تحمّل مسؤولية قراراتها الجائرة ،لأنّ الزملاء الثلاثة وفقا للمعطيات المتوفرة لدى النقابة  أضربوا فعلا وإلاّ بماذا تفسّر حصول الأستاذ معز الزغلامي على سبيل المثال على قرار خصم يوم « إثر عمل غير منجز » بتاريخ 11/04/2007 !!!، وهم كذلك ليسوا زائدين عن النّصاب بدليل أن الوزارة عوّضتهم بانتدابات جديدة !!! أما عن الكفاءة البيداغوجية فتقاريرهم البيداغوجية بشهادة السّادة المتفقدين جيّدة وأعدادهم الإداريّة حسنة .   

 

الاعتصامات و إضرابات الجوع التضامنية متواصلة بالجهات …

تتواصل التحركات الاحتجاجية التي ينفذها المناضلون تضامنا مع المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر وتنفيذا لقرار النقابة العامة للتعليم الثانوي نُظمت اعتصامات داخل المقرّات الجهوية للاتحاد بمشاركة مئات المناضلين من قطاع التعليم الثانوي ومن قطاعات أخرى . وكانت الاستجابة كبيرة ، كما رافقت الاعتصام عدة أنشطة نقابيّة وثقافية ونقاشات في أجواء من التّضامن والالتزام ولعبت اللجان النقابية الجهوية لمساندة المضربين عن الطعام دورا كبيرا في إنجاح تلك التحركات. وقد شهدت دور الاتحاد حضورا كثيفا للأمن بالزي المدني انتشر في الطرقات المؤدية إلى مقرات الاتحاد وفي مداخلها وخاصة حول مقر الإضراب بتونس و بصفة مستمرة يمتد على مدى 24 س/ 24 س  .

وقد صدرت عن تلك الاعتصامات لوائح وعرائض كثيرة تضمنت عديد  التوصيات و المقترحات تراوحت بين مواصلة الاعتصامات وتعميمها محليا وجهويا ووطنيا وتنفيذها بالمؤسسات التربوية وتنظيم التجمعات القطاعية مع تكثيف الفعاليات التضامنية  والإعداد للإضراب القطاعي…إلخ ونظرا لطول القائمة سنكتفي في هذا اليوم بأسماء المعتصمين في بعض الجهات.

مدنين : عمارة العريض حامد العوني ، الحبيب بوكوبة، مسعود الباشا ، ضوء عبد القوي ، حمزة عبد القوي ، اسماعيل دبارة ، المختار بسيسة ، صلاح المزلوط ،محمد الحامدي ، محسن لشيهب ،وليد الغربي وضوء الدويري ، مسعود لبيض ، حسن الودرني ، ،فتحي الرحماني، نجاح الحمداني بركلله، منصف بن الحاج يحيى، الحبيب الجوادي

صفاقس::المنصف بن حامد، محمد حمادة، عامر المنجة ،علي الهمامي، محمد الطرابلسي ،جمال خماخم ،خالد خروف،حمودة بن مصباح، سامي المهيري،رياض بن محفوظ، نعمان بن يحيى،الحبيب بوعجيلة، فؤاد بلغيث،رابح نزار، خميس ساسي، ناصر هماني ، محمد القرقوري، قيس الفريخة، محمد الشريف ، محمد العزعوزي، الحبيب الدريس ، نبيل الحمروني، منذر زعتور، محمد ولها، نبيل بوشحيمة، محمد أمين العليبي، رؤوف بن ظافر، محمد خماخم ، سفيان التريكي ، محمد بن عياد، سفيان الطريفي، لطفي مشي، عمر سطا، صلاح هماني، حسن المسلمي، محمد المثلوثي، زهير اللجمي، عدلان بكار، خلد بوحاجب، مراد العمدوني، عبد الله بن سعد، عبد الوهاب بالحاج، منصف الصالحي، راسم بوعزيز، عماد البكاري،عبد السلام بن عبد لله،محمد المرايسي، نعيم الهنتاتي، أحمد العامري، شكري القمودي، كمال المورالي|، سمير حشاد،عدلي … ، عبد المجيد الجمل، النوري الصالحي، سميرإدريس، بلقاسم بوعلي، خليفة يحيى، نصر بن خليفة، سعيد باش حامبا، محمد الحمزاوي، علي بوعلي، المنصف البحري، محمد بالفقي، محمد الطريقي، فوزي العشي، محمد باللطيف، عيادي غزيل، عبد الرحمان عزيز، مبروكة عمر، الحبيب المسلمي، نعمة النصيري، نجاة بن منصور، علي الزارعي، رياض التونسي، صابرالسيالة، رضا بازين، رابح واردة، سلوى السويسي.

باجة: سفيان الطرابلسي،منصف الكثيري، فتحي الرزيقي، سفيان الماكني، مراد… ، توفيق الجوادي،الصادق بركاتي، رشيد العمدوني،عماد العبدلي،علي المالكي، فتحي العمدوني، خميس العرفاوي،رضا الدلاعي ، الطيب الدلاعي ، محمد المدوري ، مراد…،المنصف العويشري،لطفي الكوني..،بشير الخلولي،بدرالدين الدلاعي،مجيد الكثيري،ناجي المزغوني،محمد الخميري، الحسين العمراني، خميس المدوري،الأزهر الصحراوي،عثمان بن يوسف، منير حسني، عمر الحناشي، خالد الجويني،شاكر المسعودي،حسن الغزي، كمال المديني،ذياب الخلولي، محمد علي المرواني، حسين حسناوي، الكامل المسعودي، منصف الرديني، رضا الحبوبي، عماد…، سعاد حلولي، محمد البوسالمي، نورالدين الدولي، عيسى القلاعي، عروسي السبعي، عادل الخليفي، العيدي السهلاوي، وسام بوهاشم، حبيب قاسمي، الهادي الوسلاتي، نورالدين…،يوسف الخلوي، صلاح البرهومي، معز…، الهادي…،نجيب الغانمي، حسين الميلي، الفاضل الغربي، مختارالعباسي،  

المهدية:محمد الشاهد، علي معرف، بحري الهذيلي، محمد أمية، عبد الحميد الحديري، صالح عبيد، زهير السويح،منصور غوار،كريم محجوب، لعروسي عثمان،محمد الصيود، حسين غمام….

 

بيان صحفي : الأمن يمنع وصول الوفد التضامني بطلب من سفير تونس بفرنسا !!!            

باريس في 21/12/2007  

بيان صحفي

مساء اليوم الجمعة 21/12/207 توجه وفد يمثل المنظمات النقابية والمدافعة عن الحقوق الإنسانية لتسليم رسالة إلى السفير التونسي في باريس يعبرون بها عن تضامنهم ومساندتهم للأساتذة المضربين عن الطعام وهم محمد المؤمني وعلي جلولي ومعز الزغلامي، المضربين عن الطعام منذ 20/11/ 2007 .

وقد منعت قوى الأمن الفرنسية الوفد من الوصول إلى شارع بابيلون على بعد 300 متر من السفارة، وكان السبب الذي قدمته كتبرير لذلك أن سفير تونس في فرنسا لا يرغب باستقبال الوفد ولا يتحمل وجوده على الرصيف المحاذي لمبنى السفارة. إننا نعرب عن احتجاجنا الشديد ضد هذا الرفض ونؤكد على تضامننا مع المضربين عن الطعام.

أعضاء الوفد: محي الدين شربيب من لجنة التضامن مع المضربين عن الطعام في باريس، آنيك كوبي من منظمة سوليدير، جان فرانسوا كورب من الكنفدرالية العامة للشغل، جيل لومير من منظمة أتاك، رينيه لو إنيو من الحركة ضد العنصرية وللصداقة بين الشعوب، هيثم مناع من اللجنة العربية لحقوق الإنسان، الملتقى الثقافي العربي الأوربي، جمعية العمال المغاربيين بفرنسا، فدرالية التونسيين مواطني الضفتين، اتحاد العمال المهاجرين التونسيين.

 

 تواصل المساندات للمضربين …

* تلقّى المضربون مساندة من النقابة الأساسية لاتصلات تونس بجندوبة عبرت عن تضامنها المطلق في نضالاتهم المشروعة من أجل حق الشغل وتنديدها بممارسة الوزارة في ضرب الق النقابي.

* وردت برقية مساندة من نقابيي جهة قفصة المعتصمين بدار الاتحاد احتجاجا على وزارة التربة لرفضها إرجاع الأساتذة الضربين إلى سالف عملهم وتأكيدا على مواصلة النضال حتى إرجاعهم إلى عملهم.

* من الكاف وردت برقية مساندة للمضربين وتأكيد استعداد الجهة لمواصلة النضال ما لم تقع الاستجابة لرجوعهم إلى العمل. وطالبت بتفعيل النضال بكل أشكاله.

* تلقى المضربون  رسالة من الإطارات النقابية بباجة تنديدا بالإجراءات التعسفية للوزارة وتأكيدا لمساندتها المطلقة لهم ، كما توجهوا للمكتب التنفيذي للاتحاد لحشد كل الإمكانيات لإسناد قضية المضربين.

* تلقى المضربون برقية مساندة من أعضاء الفرع الجامعي للصحة بجندوبة عبّروا فيها عن تنديدهم بقرار الوزارة التعسفي وتعديها على الحق النقابي ومساندتهم اللامشروطة لنضالات القطاع.

* أبرق النقابيون المعتصمون بدار الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين للتعبير عن المساندة المطلقة للمضربين والاستعداد للنضال بكل الوسائل لثنْي الوزارة عن قرارها التعسفي.

* تلقى المضربون برقية من الاتحاد المحلي للشغل مساندة و إكبار لصمودهم.

* توجه الأخ بلقاسم العمامي من النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بتحية دعم وإكبار للمضربين منددا بسياسة التعسف والظلم .

* كما زار المضربين عدد كبير من المناضلين والمناضلات للتأكيد على وقوفهم مع المضربين عن الطعام وعبرت كل من الأختين وصال الجعيدي و سعاد الاينوبلي من التعليم الأساسي عن تضامنهم بتنفيذ إضراب جوع تضامني مع المضربين يوم22/12/2007 كما دخل في إضراب جوع تضامني رمزي كل من الإخوة الأمين حامدي والمولدي الفاهم  ويزيد السوداني.

 

لجنة الإعلام والاتصال

للمساندة والإطلاع:

216.71.337.667 Fax :

profexclu@yahoo.fre-mail :

synd_tunis@hotmail.com

 www.moumni2.maktoobblog.com

 www.profexclu3.com 

 

بسم الله الرحمن الرحيم حزب البعث العربي الاشتراكي القطر التونسي 

 أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة  وحدة  حرية  اشتراكية

الذكرى الأولى لاستشهاد فارس الأمة وقائد مسيرة الانبعاث العربي الرفيق الرمز الشهيد الخالد صدام حسين

في الذكرى السنوية الأولى نقف ترحما وإجلالا للأكرم منا جمعيا شهداء البعث من أبناء وجيش وقادة العراق الميامين وفي الطليعة منهم رئيس الجمهورية وأمين عام الحزب وقائد معركة التحدي والتصدي لقوى الشر والعدوان أبو الشهداء الرفيق الرمز صدام حسين باني وحامي عراق العروبة والوحدة والحرية، شهيد الأمة والعقيدة ورمز كرامتها وعزتها. كان ورفاقه الشهداء طليعة جهاد وشهامة ترتقي الى مستوى إيمان الصحابة بوفائهم لمبادئهم الوطنية والقومية ولشعبهم العظيم وهم يواجهون محاكم الانتقام الطائفي والاغتيال السياسي. لقد أوفوا عهدهم مع الله ومع أنفسهم وشعبهم وأمتهم، وقدموا أرواحهم الطافحة عزا وإيمانا قربانا من أجل استقلال العراق ووحدة أرضه وشعبه ومن أجل كرامة الأمة ومبادئ رسالتها الخالدة. ولو لم يكونوا كما يكون المناضلون الأحرار الأوفياء والمجاهدون الأنقياء والمؤمنون الأتقياء لما تكالبت قوى الشر والحقد من غزاة صليبيين وصهاينة ومجوس صفويين وخونة على احتلال عراق العروبة وسن قانون اجتثاث البعث والإقدام الشنيع على نصب مشانق الاغتيال لتصفية قيادة النظام الوطني وزعمائه ورموزه وملاحقة وإعدام منتسبي البعث والجيش الوطني وعلماء العراق والتنكيل بذويهم وتخريب ممتلكاتهم على يد الاحتلال الإنجلوأمريكي الإيراني الغاشم من جهة وعصابات الموت المأجورة وعلى يد مليشيات الغدر والقتل الصفوية والصهيونية من جهة ثانية تحت مسمى فيلق بدر وجيش المهدي وفيلق الحرس الثوري والبشمركة بزعامة أبطال الخيانة المالكي والطالباني والبرزاني ومقتدى والحكيم والشلبي وغيرهم من العملاء والمعممين الخونة واللصوص المجرمين المتعطشين لدماء العرب والأحرار الوطنيين، والطامعين في نهب ثروات العراق والعاملين على تفتيته وتقسيمه. لو لم يكن شعب العراق الأبي وقيادة العراق المخلصة وحزب البعث العربي الصخرة التي تحطمت عليها مطامع إيران وأمريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية طيلة العقود السابقة ولو لم يكن عراق البعث النموذج التحرري باقتدار والذي أخاف الامبريالية والرجعية المحلية والإقليمية لما شهد العالم أبشع صور الإجرام من خرق المواثيق والقوانين والشرعية الدولية الى احتلال دولة ذات سيادة وتدمير مؤسساتها والتنكيل بشعبها وقياداته الوطنية.  في مثل هذه الذكرى وعلى وقع ضربات المقاومة الوطنية والقومية الإسلامية وعلى نهج وحدة الجهاد والتحرير يظل شهداء البعث وفصائل الكفاح المسلح من أبناء عراق المجد والحضارة رموز عطاء لا ينضب وتظل مبادئ البعث نبراس جهاد لا يتوقف من أجل تحرير العراق واستعادة سيادته ووحدته ومكانته الطلائعية في قيادة ثورة التحرر العربي الشامل وإحياء إرادة الأمة بإعادة الأمل للأجيال العربية وللشباب منهم بصورة خاصة لأنهم الأكثر تضررا من الإحباط السائد ومن فساد واستبداد الأنظمة العميلة ومن مؤامرات القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية ومن التبعية والإمبريالية الرأسمالية المدمرة للهويات والخصوصيات القومية والهادمة لقيم الانتماء والإيمان. نذكر فخورين بشهدائنا وبمن ضحوا من أجل عدالة القضايا القومية وحقوق العرب في بناء نهضتهم وتحقيق وحدهم ونيل حريتهم. نريد في مثل هذه الذكرى أن يستلهم الشباب العربي العبرة ويعي دوره في أن التحرر من عجز الأنظمة الرسمية ومن التجزئة ومن الهيمنة الاستعمارية لن يكون إلا باستعادة قيم الانتماء الى العروبة والإيمان بحقوق الأمة والانخراط في معركتها ضد أعدائها والمشككين في قدراتها. إن الانخراط في حركة النضال والمقاومة بمختلف أشكالها هو السبيل المشرف والوحيد للتحرر الوطني والقومي والانبعاث العربي الأصيل ولنا في شهدائنا الأبرار وفي رجال المقاومة خير نموذج للتضحية والصمود والقدوة الأرقى بقوة الإيمان ونقاء الانتماء الى أمة الرسل والأنبياء. أليس في قوافل الشهداء خير أمة أخرجت للناس يذودون عن الأرض والعرض ويتصدون للظلم والعدوان، يقارعون المحتل ولا يهابون الموت؟. أليس هؤلاء الشهداء هم الأخيار والأكرم منا والمبجلون الأحياء عند ربهم والخالدون الشرفاء في ذاكرة أمتهم؟. لذلك وعلى خطى شهداء الأمة وشهداء البعث والمقاومة وعلى درب رفاقنا ورموز معركة التصدي والتحرر، نجد سبيلنا الى الوجود والبقاء والى التضحية والفداء لأننا بعثيون ولا بديل عن الانبعاث سبيلا لأنه قدر الأمة ومحيي رسالتها ومشعل ثورتها والعامل أبدا على تحرير إرادتها مهما كانت التضحيات جساما ومهما امتدت جبهة الأعداء والخونة واشتدت مخازيهم. أيها البعثيون في كل مكان لديكم الكثير مما تفخرون به وللأمة فيكم قوتها وعزتها وأملها وبعون الله أنتهم المنتصرون لأن الله مع الصابرين المناضلين وأن الأعداء والمرتدين مهما علا شأنهم فهم المندحرون. ليس غريبا أن يمعن الاحتلال في جرائمه وليس غريبا أن يستغل الفرس الحاقدون الفرصة ليبطشوا بالعرب الوطنيين وأن يعبث الصليبيون والصهاينة والصفويون بحضارة العراق وليس خافيا ما ترتكبه عصابات الانتقام من اغتيالات وسرقات ولكن ليس أمد الظلم طويلا لأن يد المقاومة الباسلة أطول وأن الشعب العريق أقوى على الصمود وتحقيق النصر على المعتدين والمحتلين. فقد ذهبت من قبل ريح المغول وانكسرت موجات الغزو الصليبي واندحر الجبروت الاستعماري الأوروبي واليوم يترنح الاحتلال الإنجلوأمريكي الصهيوني الإيراني ويغرق عملاؤه خاسئين في عجزهم وخيبة أملهم في حكم العراق وتتحطم مشاريعهم الطائفية والتقسيمية على صخرة صمود الشعب العراقي الأبي والفضل الأكبر للمقاومة الوطنية القومية الإسلامية التي أطبقت على أنفاس الاحتلال ودمرت خططه وكلفته ما ليس في الحسبان وأبقت على حكومة الاحتلال قابعة خلف صفيح المدرعات وفي دهاليز المنطقة الخضراء حيث لم تفلح إلا في النهب وسفك الدماء وحبك الأكاذيب وإدارة المكائد وإشعال نار الفتنة الطائفية. إن ما يحدث في العراق المحتل أثبت دون شك أن عراق البعث كان لجميع أبنائه وللأحرار والمخلصين من أي ملة ومذهب، كان واحة أمن ورخاء، قلعة تحرر وبناء، وأن نظامه كان في خدمة العراق والأمة بكل إيثار ووفاء. كان العراق شعبا ونظاما وقيادة جبهة موحدة للصمود والبناء ورمز قوة وشموخ، غير أن المرعوبين من تنامي مكانة ودور العراق على الساحة العربية والإقليمية والدولية لم تستطع هواجس الخوف لديهم إلا أن تتدافع لتنفجر حسدا وحقدا ونقمة ورغبة جامحة في التآمر والتحالف قصد محاصرة العراق الصاعد والإجهاز عليه بتدبير المؤامرات واختلاق شتى الذرائع والأكاذيب لتبرير الاعتداء عليه وتدمير دولته واحتلاله بهدف بناء عراق آخر مفتت وتابع وخادم للقوى الطامعة والاستعمارية عبر تجريده من قوته العسكرية والعلمية ونهب ثروته النفطية وتمزيق جبهته الداخلية من خلال إقرار مشروع الكنتونات الطائفية والعمل على هدى الولاءات المذهبية والسياسية ونشر القواعد الأجنبية لحماية الحكومات العميلة المتداولة على تخريب البلاد والتنكيل بالعباد. إن مجرد مقارنة بسيطة بين عراق البعث وعراق المحاصصة تجعل الأعداء قبل الأصدقاء يزدادون قناعة بأن إنجازات البعث تستحق الإكبار والتقدير وأن ما أقدم عليه الغزاة ومن جاءوا معهم يعد أبشع جريمة ليس في حق الشعب العراقي فقط بل في حق الإنسانية جمعاء الأمر الذي يستلزم محاكمة دولية للإدارة الأمريكية والبريطانية وكل الشركاء في العدوان وفي كل ما حصل من جرائم حرب وإبادة جماعية على أرض العراق. أما قضية التحرير وطرد المحتل وعصاباته الانتقامية فهي خيار البعث وسر بقائه، وهي بقدر ما تبدو أكيدة على يد المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها المجاهدة فهي أيضا مسؤولية كل أبناء العروبة والإسلام وكل القوى المؤمنة بحق الشعوب في تقرير مصيرها وكل دعاة حقوق الإنسان والشرفاء والأحرار في العالم. ونحن نستذكر يوم 30/12/2006 حين ارتقى قائد البعث ورمز الرجولة منصة الاغتيال لينال شهادة الخلود، نجد أنفسنا كبعثيين ويشاركنا في ذلك كل عربي تحرري ووحدوي شريف وكل مناضل صادق في العالم أننا لم نكن منذ ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي غير مشروع جهاد وشهادة لأن ما تعانيه الأمة العربية وما تقتضيه رسالتها الخالدة يضعنا ولنا الشرف في ذلك كطليعة ثورية على طريق التضحية والنضال المستميت في مواجهة الاستعمار وأعداء العروبة والوحدة والحرية، فلا خيار غير التمسك بنهج المقاومة ولو وقفت في الضد منا جميع قوى الشر على وجه الأرض. وما يواجهه البعثيون على أرض الرافدين يعني الكثير وما تحققه المقاومة ميدانيا يدعو إلى الاعتزاز والتقدير وقد فرض على أكبر تحالف استعماري مراجعة حساباته والبحث سرا وعلنا عن مخرج لورطته المشينة وهزيمته النكراء على أرض الرافدين. * طوبى لرجال المقاومة الصناديد المجاهدين والخلود للشهداء الميامين. * الرحمة والخلود لمن اتبع الهدى فكان شهيد الحج وأكرم الشهداء. * النصر والعزة لمن لبوا نداء البعث وكانوا للعراق أوفياء. * تحية للقائد المجاهد الرفيق عزت إبراهيم الدوري حامي الوحدة الوطنية ووحدة البعث والمقاومة. * تحية تأييد للقيادة العليا للجهاد والتحرير. عاش البعث وعاشت الأمة العربية المجيدة. * فك الله قيد الأسرى والمعتقلين في العراق وفلسطين. * عاش العراق العربي حرا عزيزا وموحدا وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر. * الخزي للخونة والعملاء وليسقط الاحتلال الإنجلوأمريكي الصهيوني الإيراني. حزب البعث العربي الاشتراكي تنظيم القطر التونسي، في 19/12/2007.   الجمعة 11 ذو الحجة 1428 / 21 كانون الاول 2007 (المصدر: موقع « شبكة البصرة  »  بتاريخ 21 ديسمبر 2007)


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إلى مناضلي شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر تحية عز وافتخار

برنامج الاحتفال الجماهيري بالذكرى السنوية الأولى لاغتيال المناضل الرمز السيد الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله

شبكة البصرة تحية واحتراما من الساحل التونسي ترسل لجنة مساندة المقاومة في العراق وفلسطين بتونس إليكم ومن خلالكم إلى أبطال المواجهة الميدانية نشامى عراق المجد والشموخ أسمى التحيات والتقدير لصبرهم وتضحياتهم وشهامتهم في مواجهة قوى البغي والعدوان المتمثلة في التحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني كما تحيي وتكبر وحدة فصائل المقاومة البطلة وميـلاد الجبهة الوطنية والقومية الإسلامية بقيادة القائد المجاهد السيد عزت إبراهيم حفظه الله ونصره على القوم الظالمين. وفي ما يلي برنامج الاحتفالية: أولا- لقاء جماهيري بمناسبة الذكري السنوية الأولى لاغتيال المناضل الرمز السيد الرئيس الشهيد: صدام حسين وذلك بمدينة بني حسان يوم الجمعة 28 /12/2007 على الساعة الثالثة بعد الزوال حيث يتم القيام بـ: أ- إلقاء كلمة لجنة مساندة المقاومة في العراق وفلسطين. ب- مداخلة للأستاذ أحمد الصديق عضو هيئة الدفاع عن الشهيد السيد الرئيس رحمه الله. ج- فتح المجال للمداخلات ومناقشة عامة لأوضاع المنطقة. ثانيا- يتم ما يلي: أـ توزيع بيان لجنة مساندة المقاومة في العراق وفلسطين ب- توزيع ملصقات ويوميات تخلد ذكري استشهاد أبي الشهداء و رفاقه الميامين. وبالمناسبة تدعو اللجنة المشرفة على الاحتفالية كافة الفعاليات والمنظمات والشخصيات والمواطنين إلى الحضور والمشاركة تكريما لمن هم أكرم منا جميعا شهداء عراق العروبة وشهداء المقاومة الوطنية والقومية الإسلامية وتعبيرا عن مساندة الشعب العربي بتونس لجهود رجال المقاومة وانتصاراتهم المشرفة وصمودهم البطولي والتاريخي أمام أشرس قوى الشر والاحتلال والحقد العنصري المتعدد الأطراف وتعبيرا كذلك عن استنكار الصمت العربي الرسمي المخزي عما يرتكب في حق الشعب العراقي والشعب الفلسطيني وفي حق الأمة العربية بأسرها. العزة والنصر لمن أشهر سلاحه في وجه الاحتلال مقاوما ومحررا ولمن رفع صوته في وجه الخونة والمتخاذلين رافضا ومنددا ولمن ساند ودعم معركة الجهاد والتحرير.  وتقبلوا فائق الاعتزاز بكم والتقدير لما تبذلونه من مجهود من أجل وحدة العراق وتحريره. ودمتم على نهج المقاومة والتحرير حتى النصر واستعادة العراق موحدا عربيا وكامل السيادة الوطنية. عن لجنة مساندة المقاومة في العراق وفلسطين المنسق: عبد العزيز بوغطاس تونس: بني حسان في 23-12-2007.

(المصدر: موقع « شبكة البصرة  »  بتاريخ 23 ديسمبر 2007)


تونس:السلطة تواصل استهداف « محمد العكروت » في مورد رزقه

 
لا يزال السيد « محمد العكروت »يتعرض إلى مضايقات رغم السنوات التي قضاها في السجن الصغير قبل خروجه إلى السجنالكبير .آخر هذه المضايقات حصلت اليوم بامتناع بعض مخابز قابس تزويده بالخبز لبيعهفي دكانه  الصغير .فخلال صباح اليوم انتظر كالعادة سيارة المخبزة لكنها  لم تأتي وبعد استفساره عن الأمر تبين أن صاحب المخبزة أمر عماله بعد التعامل معه نهائيا ،ورغم ذلك لم يرغب السيد محمد الدخول في متاهات و اتجه إلى مخبزة أخرى قصد التعاملمعها لكنه فوجئ بصاحبها يمتنع عن ذلك بطريقة مختلفة عن صاحب المخبزة الأولى و ذلك برفض البيع بسعر الجملة(210 مليم) و التصميم على البيع بسعر التفصيل (240 مليم) وهو نفس الثمن الذي تباع فيه الخبزة في الدكاكين. و بذلك تأكد السيد محمد أن السلطةوراء كل هذا بالضغط على أصحاب المخابز للامتناع عن التعامل معه. هذه عينة من عينات محاولة السلطات التونسية قطع رزق السجين السياسي السابق »محمد العكروت » و استهدافه مباشرة في  لقمة عيشه و تعمد مضايقته في دكانه و في الأسواق التي يرتزق منها كبائع متجول. و في تصريح للحوار نت أكد السيد « محمد العكروت » أنه كل ما شارك في نشاط تدعو له جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي ،يفاجأ بإجراءات غريبةتستعملها السلطة ضده.و للعلم أن السيد « محمد » شارك أمس في الاعتصام التضامني مع الأساتذة المطرودين تعسفا.   معز الجماعي
 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 24 ديسمبر 2007)

تونس:البلديات تتخلى عن وظائفها لفائدة شركات خاصة

 
علمت الحوار نت أن البلديات تخلت عن عملية الإشراف على دفع معلوم  أدءات  الانتصاب في الأسواق ،و أسندت هذه المهمة إلى شركات خاصة و هو ما استنكره التجار لضخامة المبالغ التي تطلبه هذه الشركات كمعلوم الانتصاب مقارنة بالمبلغ الذي كانت البلديات  تطالب به و لا يتجاوز 500 مليم مهما كانت المساحة المستغلة مع توفير عدد من الخدمات (النظافة،الماء….) . و أكد لنا السيد « محمد العكروت » (أحد التجار المتضررين من هذه العملية) أن الأسواق تشهد يوميا عديد المشاكل و المشدات الكلامية تصل أحيانا إلى تبادل العنف بين أعوان هذه الشركات و التجار بسبب الاختلاف على قيمة  معلوم الانتصاب الذي تحدده الشركات المذكورة عشوائيا و دون الالتزام بمقاييس معينة . تخلى البلديات عن عملية الإشراف على أدءات الانتصاب في الأسواق لفائدة الخواص تعتبر الوظيفة الثانية هذه السنة التي تمنح للخواص بعد التخلي عن نظافة المدن لفائدة « شركة الخدمات المتعددة » .و يحوم حول عمليات الخصخصة في العمل البلدي كثير من الغموض خاصة حول عملية اختيار الشركات الخاصة و مصير الأموال التي تدفعها إلى البلديات  مقابل استغلال هذه الخدمات….     معز الجماعي مراسل الحوار نت
 
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 23 ديسمبر 2007)

 
 

الطرابلسي ينفي نية شن هجمات ببلجيكا

أكد التونسي نزار الطرابلسي المشتبه في انتمائه لتنظيم القاعدة والذي يقضي عقوبة سجن ببلجيكا أنه لم تكن لديه أية مخططات لشن هجمات ببلجيكا. وذكرت صحيفة « آخر ساعة » البلجيكية أنها تلقت رسالة من الطرابلسي اتهم فيها السلطات البلجيكية بـ »إثارة الرعب بدون داع في قلوب آلاف الناس من خلال إعلان حالة الاستنفار الأمني ». ونقلت الصحيفة عنه قوله في الرسالة « أود أن أعرف لماذا سأقوم بالتحضير لهجوم في بلدكم، إنه لا الطرابلسي ولا أحد آخر لديه مخططات للقيام بشيء ما ». ويقضي الطرابلسي (37 عاما) عقوبة بالسجن 10 سنوات بعد حكم صدر عليه في يونيو/حزيران 2004 إثر إدانته بالتخطيط مع أعضاء في جماعة إسلامية لهجوم على قاعدة أميركية في بلجيكا. اعتقالات وتأهب وقامت أجهزة الأمن بحملة اعتقالات مساء الجمعة شملت 14 شخصا أطلقت سراحهم فيما بعد وربطتها الناطقة باسم النيابة العامة البلجيكية بوجود مخطط لتهريب الطرابلسي من السجن باستخدام « أسلحة ومتفجرات ». ونفى محامي الطرابلسي مارك نيف في تصريح صحفي ادعاءات نية تهريب موكله، وقال للتلفزة البلجيكية إن الطرابلسي « يرغب في أن يعيش مستقبلا أفضل ببلجيكا بعد أن يستكمل محكوميته ». وكانت بلجيكا قد نشرت مساء الخميس العشرات من رجال الأمن في مطار بروكسل ومحطات القطارات والمراكز التجارية تحسبا لما قيل إنه تهديد بوقوع هجمات إرهابية تزامنا مع توقيف الـ14 المشتبه في انتمائهم لجماعات إسلامية. وقال رئيس الحكومة الانتقالية غي فرهوفشتات في وقت سابق في كلمة أمام البرلمان إنه لا يستبعد وقوع أعمال عنف، كما وجهت السفارة الأميركية في العاصمة البلجيكية تحذيرا لرعاياها جاء فيه أن هناك « احتمالا كبيرا لوقوع هجمات إرهابية في بروكسل ». يشار إلى أن بلجيكا لم تسن قوانين ضد الإرهاب على غرار دول أوروبية كثيرة، وهو ما لا يسهل استمرار احتجاز المشتبه فيهم لمدد طويلة والتحقيق معهم في غياب أدلة تدينهم.
 
(المصدر: موقع « الجزيرة.نت » بتاريخ 23 ديسمبر 2007)

تونسي وليبي يفوزان بجائزة أحسن بحث علمي في مجال مقاومة التصحر بدول اتحاد المغرب العربي

 
فاز بحثان من تونس وليبيا مناصفة بجائزة أحسن علمي في مجال مقاومة التصحر بدول اتحاد المغرب العربي, وهي الجائزة التي يمولهما البنك الإسلامي للتنمية في إطار دعمه لمجهودات الدول المغاربية في مجال مقاومة التصحر. وذكر بلاغ للأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي, يوم الخميس 20 دجنبر 2007, أن اللجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالأمن الغذائي التي اجتمعت في دورتها العاشرة بنواكشوط مؤخرا, منحت الجائزة لبحث تونسي يحمل عنوان « طرق جديدة لمقاومة التصحر من خلال الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار والمياه الحوفية » ولبحث ليبي تناول موضوع « تثبيت الرمال ميكانيكيا بالجماهرية العظمى ». وذكر البلاغ بأن لجنة الأمن الغذائي انكبت خلال دورتها الأخيرة بنواكشوط على مواصلة تنفيذ البرنامج المغاربي لمقاومة التصحر, وكذلك سبل تنفيذ البرنامج الجهوي للأمن الغذائي بدول الاتحاد, كما تدارست تحولات القطاع الفلاحي على الصعيد العالمي, خصوصا ارتفاع أسعار المواد الأساسية حيث ركز برنامج عملها للنصف الأول من سنة2008 على تحسين الإنتاج وتدعيم وقاية النباتات بالإضافة إلى تنمية الصحة الحيوانية بدول الاتحاد.

 
(المصدر: صحيفة « التجديد » (يومية – المغرب) الصادرة يوم 23 ديسمبر 2007)
 

 

الرأي العام في تونس بين استراتيجيات التغييب أو الإحتواء

 
محسن المزليني شكّل موقف الرّأي العام في كثير من البلدان نقطة تحوّل في التوجهات، أسقطت من أسقطت وأعلت من شأن من رأت في إعلائه مصلحة. خرج شارل ديغول بطل تحرير فرنسا من باب استفتاء الرّأي العام، فسكن الذاكرة وترك المكان. ومثله كان مصير الكثير من قيادات الصفّ الأوّل في عالم السياسة ليس آخرهم طوني بلير الذي اضطر إلى التّضحية بمكانته ليحافظ على موقف حزبه بعد أن أثبتت استطلاعات الرّأي تدنّي شعبيته. كما تدخّل الرّأي العام مباشرة في كثير من الأماكن ليعدّل سياسة قيادته، مثلما حدث أثناء ضغط الرّأي العام الأمريكي على سياسييه للخروج من فيتنام. وفي إسبانيا لم يتقبل الرأي العام  أن يقع الكذب عليه في شأن يتصل بالأمن الداخلي، وأن يكون حجب الحقيقة عنه فعلاً سياسياً مرتبطاً بالحملة الانتخابية وبرغبة أثنار في صرف انتباه الرأي العام الاسباني عن الثمن الفادح الذي بدأت اسبانيا تدفعه لقاء سياسة حكومتها تجاه العراق. لذلك عاقبه الناخب الاسباني وأسقطه بعد أن كانت استطلاعات الرأي قبل أحداث مدريد تشير إلى تقدّمه بكل أريحية على منافسه ثاباتيرو.  إنّ المتأمّل في هذه الأحداث كثيرا ما يحسّ بأنّنا نعيش في كوكب آخر.. إهمال ولامبالاة لاستشارة الرأي العام ليس في القضايا السياسية الكبرى، فتلك مازالت في ممارستنا السياسية بدعة، وإنّما في الشؤون الحياتية اليومية التي لا خشية منها على مكانة… أسعار الوقود تضاعفت في وقت قياسي دون أن يضطرّ أحد إلى تعليل القرار فما بالك بتعديله، تُضاف ساعة إلى التوقيت الصيفي ثمّ تمدّد إلى الربيع وتلتهم الخريف… ولا يكلّف أيّ مسؤول نفسه فيرصد موقف  الرّأي العام من ذلك. يشحّ الحليب مع أنّ بلادنا لا يجفّ بها ضرع أو ينقص بها زرع، والكلّ يبحث في داخله عن سبب لأنّ من بيده الحل والعقد لا يرى أنّ الأمر يحتاج إلى شرح أوتفصيل. تسأل منير، وهو شابّ يواصل تعليمه العالي عن عدد الأحزاب في بلادنا، فلا يخجل من إجابة ضاحكة أنّه لا يعرف غير الجمعيات الرياضية… بينما يحدّثك مطوّلا حديث العارف المدقّق عن خفايا الفنّانين وصراعاتهم وفضائحهم وأبراجهم. تبحث في كلام الشّارع الشّعبي عمّا يجمع فلا تجد إلاّ حديثا عال عن النّصر والهزيمة… في الملاعب، وكلام أقرب للهمس عن المتاعب.     فهل عندنا رأي عام؟ ومن يتحكّم في صناعته؟ يعتبر أحد الباحثين في علم الإجتماع، خيّر الإحتفاظ باسمه، أنّ الإجابة ليست سهلة. إذ أنّ الرأي العام يعني الاتجاهات والميول التي تسود  في وقت ما وظرف معين لدى الغالبية الكبرى من أفراد مجموعة معينة، وأضاف لعلّني أقول،  دون مجازفة أنّ الرّأي العام بهذا المستوى لا يوجد في بلادنا وإنّما هناك موجات استهلاكية تتحكّم فيها الإعلانات الإشهارية، فتتلاعب بالجيوب والعقول والأذواق. إنّ الوحدة الحقيقة والديمقراطية الحقيقية التي نتوفّر عليها هي ديمقراطية الإستهلاك، إذ يحجّ غالبية النّاس إلى المراكز التجارية الكبرى حيث يتحوّل إلى وحدة استهلاكية. إنّها صناعة كبرى وجهد دؤوب من اجل تحديد الهوية بأنّك مجرّد « كائن استهلاكي ». ويشارك هذا التقييم السيد سامي ب وهو خبير في التسويق والذي نبّه إلى التطوّر الكبير لتقنيات « الإقناع الخفي » التي سهّلت إمكانية السيطرة على أذواق النّاس وإعادة تشكيلها أيضا. كما لاحظ أنّنا نعيش مرحلة تعليب الأذواق وخاصّة عبر الشّاشة الصّغيرة التي تدلّ المؤشرات على أنّ التونسي يقضي أمامها أكثر من ثلاث ساعات. السلطة والرّأي العام يرى الباحث الإجتماعي أنّ الرأي العام  ليس سلعة تستورد من الخارج، وإنّما هو نتاج تضافر عديد الجهود التوعوية، وهذا لن يقوم به إلاّ من له مصلحة في بروز رأي عام واع ومتابع لكل ما يجري. وأصحاب المصلحة ما هم إلاّ المعارضون الحقيقيون لكلّ تأميم للشّأن العام. وأضاف أنّ السّلطة لا ترغب في بروز او نشوء رأي عام يهتمّ بالشّأن العمومي لذلك تسعى إلى احتوائه والسيطرة عليه عبر استراتيجيتين: الأولى هي أغراق المواطن في  الإستهلاك، وهموم العيش مهلكة للجهد ومحبطة للعزم. ولاحظ أنّه ليس من باب الصّدفة أن تتكاثر الفضاءات التجارية الكبرى وأن يتمّ التساهل في منح القروض وتلك تقنية فاعلة من تقنيات السّيطرة والتحكّم. أمّا الإستراتيجية الأخرى فتتمثّل في إغراق العقل بجرعات كبيرة من المعلومات المكرّرة عن الإنجازات والمعجزات التي لا سابق لها والتي تحاول السيطرة على المجال الادراكي للنّاس. هذا الحضور المكثّف للمثيرات البصريّة والسمعية التي تتعلّق بموضوع ما، والهدف منه هو تشكيل القناعات لدى الناس والتلاعب بعقولها وصولا إلى دفعها إلى مواقف معيّنة وسلوكات محدّدة. وبالطّبع فإنّ مثلّث السيطرة لا يكتمل، حسب الباحث إلاّ بضلعه الثّالث والأهم ويتمثّل في الرّفع من « كلفة الإهتمام بالشأن العام » وذلك من خلال إقناع الانسان بأن يرتدع ذاتيا ويضبط سلوكه بنفسه، حين يجد أنّ سلوكه، أو تصرفه أو ميله وحتى فكره، ذو كلفة تكاد تكون كارثية، إن هو تجرّأ وأقدم أو سوّلت له نفسه أن يهتمّ بالآخرين. ويبقى الأمل تشاطر السيدة لمياء، الباحثة في العلوم السياسية، الرّأي السابق غير أنّها تحمّل المعارضة مسؤولية تغيير المعادلات وذلك بالفعل الدؤوب والبحث عن الإستراتيجيات الملائمة التي تحقّق هذا الهدف. وتضيف « تبدو معارضتنا وكأنّها ما زالت في عصر غوتنبرغ، إذ مازالت تعتمد على الكتابة فقط في مجتمع باتت السيطرة فيه للصورة والمشهد، نعم ستحاول السلطة إجهاض أيّ تحرّك فاعل للتواصل مع النّاس، غير أنّ هذا  يفسّر ولا يبرّر ضعف المعارضة الجادّة في التواصل وتشكيل رأي عام مختلف » وتتساءل محدّثتي عن دور الشباب في هذه الأحزاب باعتبار قدرة هذه الفئة على الإبتكار. ولعلّ تجربة المدوّنين خير دليل، كما ترى على قدرة الشباب على تجاوز المعوّقات. إنّ الأمر في نظر الباحثة هو عدم نجاعة المعارضة في البحث عن السبل ومعاندة كلّ الصعوبات. كما أنّ الدليل الساطع على أنّ الجهد يثمر ما بات يحظى به موقع تونس نيوز من اهتمام كلّ الشرائح والفئات. وهو أمر تأكّد، بذلك الإحساس بالفقد الشديد لمشتركي هذه الوسيلة البسيطة حين أعلنت توقفها وما رافق عودتها من ارتياح. وهو دليل على أنّ التكلّس الذي وصل إليه الإعلام لم يخلق رأيا عاما على المقاس، وإنّما استدعى نقيضه بشرط بعض الجدية في البحث عن البدائل.  تشير أزمة الرّأي العام في بلادنا إلى الأزمة السياسية التي يعانيها مجتمعنا نتيجة سلوك سلطوي يبحث عن التحكّم أكثر من الإقناع، وعن الإلهاء أكثر من البناء، كما يشير أيضا إلى عجز المعارضة عن التوصّل إلى حلول إبداعية للتواصل مع النّاس والمساهمة في تشكيل رأي عام بديل. فهل تتنبّه كلّ الأطراف إلى هذه الممكنات؟ الموقف (المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس) عدد 431 الصادرة يوم  21   ديسمبر  2007)

قصرهلال،ماشرعية الجباية المحلية في غياب وعي الهيئة البلدية وانعدام المشاريع والخدمات والغيرة على الهوية المحلية؟؟؟؟

 

 
مراد رقية
 
قال المرحوم المناضل الديمقراطي الكبير1890-1949،في حديثه لجريدة-تونس-يوم 10 أوت 1949 متحدثا عن تركيز النظام البلدي لأول مرة بمدينة قصرهلال، -البلدية مرفوضة لأنها مفروضة ضد كل ديمقراطية،وضد أبسط مبادىء الحرية. -تجربة الأمة التونسية مع البلديات تجربة فاشلة فيها ابتزاز للأموال بدون قضاء للمصالح،أو تحقيق النظافة. -البلدية في شكلها المفروض جور جديد لا يرفع الا بتحقيق حرية الانتخاب،وحرية المجالس البلدية في ميزانيتها وضعا وتصرفا. وختم بأن البلدية يجب أن تكون مقبولة ومطلوبة ومرضية.   لقد عدت الى ماقاله المناضل الكبيرأحمد عيّاد الذي لا يعرف عنه أهالي قصرهلال بدرجة أولى،وعامة التونسيين الكثيرلان الوضع حاليا في سنة 2007 لا يختلف كثيرا عما كان عليه في سنة1949 ذلك أن البلديات غير منتخبة ومفروضة،ضد كل ديمقراطية،وضد أبسط مبادىء الحرية،ومن النتائج المباشرة لكل ذلك،أن الهيئة البلدية الحالية لمدينة 2 مارس1934 الغائبة عن الوعي والوجود،الضاربة لكل الأرقام القياسية في الجمود والعجزوانعدام المبادرة واغتيال المشاريع قبل وأثناء انجازها،وتغييب المرافق والخدمات في كل المجالات(البنية التحتية،الصرف الصحي،التربية والتعليم،الثقافة،السوق البلدية،المسلخ البلدي،الصحة،النظافة،فوضى المرور)فاقتصرت المشاريع على تجديد واجهة البلدية تمسكا بالأصالة المفقودة،وتميزت والحق يقال بتدمير المعالم التاريخية مثل الجامع الكبير،ومدرسة بوزويتة(التي حولت الى محطة سيارات أجرة ووكر للأنشطة الليلية)والغاء محطة الميترو،والاستيلاء على الأموات في مقبرتي حسين القصّاب وعبد الحق عبار دون رضاهم؟؟؟؟   فهل أن هيئة بلدية دخلت في غيبوبة سريرية طويلة(ولعلها لا تنتهي الا مع انتهاء المدة النيابية؟؟؟)منذ تركيزها،وتنكرت لمدينتها ولأهالي مدينتها الذين والحق يقال لا يشعرون بأي رابط يربطهم بهذا الجسم الغريب المزروع اعتباطا بينهم في ماعدا لجوءهم الى مصالحها استخراجا الزاميا للوثائق الرسمية(لعدم وجود بديل آخر؟؟؟)تستحق ويمكن أن تدعي لنفسها الزام المواطنين غير المعترفين بها من الأساس،بدفع الجباية المحلية الموظفة على عديد القطاعات والمعاملات بدءا بالقيمة الكرائية(في حين تسمح لنفسها بتأجير أرصفة المنازل وواجهاتها لمكاس السوق البلدية برغم التزام معتمد المكان في مراسلة رسمية بالحيلولة دون ذلك؟؟؟)وشتى الأداءات والرسوم الأخرى،ففي مقابل ماذا يستخلص ذلك؟؟؟؟وهل أن الأصح والأقرب الى المعقول هو أن يطالب المواطنون استرجاع الأموال المدفوعة لكل المجالس السابقة لاخلالها بشرط أساسي هو الامتناع عن نجدة مواطنيها من عوز المرافق وانعدام الغيرة على المدينة؟؟؟   لقد وجدنا أنفسنا في وضعية رب العائلة الذي لا يتكفل بالانفاق على أفراد عائلته وهم صغار غير قادرين على التكسب،ثم بمجرد بلوغ مرحلة القدرة على التكسب،يطالبهم بتسديد ماأنفقه عليهم،أفيعقل هذا،هذا على الأقل في مستوى المعاملة بالمثل بأن يكون الجزاء من جنس العمل،وبقدر ما نلوم الهيئة البلدية الغائبة عن الوعي،الملتزمة باغتيال المدينة والاجهاز عليها اكراما وتكريما للأجداد وللشهداء وللمناضلين،نلومها في اصرارها على استخلاص أموال من غير وجه حق،فاننا نلوم المتساكنين الذين يتميزون بالكثير من السلبية في الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم،فلو أن كل من تطالبه البلدية بدفع معلوم أو أداء أو ضريبة،يتضامن مع أهل حيّه،أو أن المباشر لنشاط أو مهنة ما يتضامن مع أهل مهنته،فيلجئون الى انجاز معاملات قانونية بواسطة عدول منفذين،أو حتى محامين،يمكن أن يقتسموا في ما بينهم تكاليف انجاز تلك المعاملة،فيسدون الطريق بذلك،أمام ابتزاز الهيئة البلدية الغائبة عن الوعي،المحنطة،القادمة من الفضاء الخارجي،غير الملتزمة بخدمة المواطن الحي والميت المثمن من البلدية الحالية(طبقا لمقولة ادارة تخدم المواطن الرائجة هذه الأيام)،المغتالة لأحلامه وآماله في الراحة والاستقراروالكرامة والنخوة بين أهالي المدن المجاورة،ويكون كل ذلك في اطار القانون،ونحن في دولة القانون؟؟؟؟   فيكون بذلك الجزاء من جنس العمل،ويتوقف عند ذلك الضحك المبرمج والمقنن على الذقون،الذي تمارسه ضدنا الهيئات البلدية المتتالية المنصبة،الفاقدة للمبادرة وللشرعية،وبالنسبة لقصرهلال تحديدا،وفي ظل الهيئة البلدية الحالية،يمكن القول دون أدنى مبالغة ،أن المدينة ستكون أفضل بدون مجلس بلدي،ويمكن تكليف هيكل خاص بتوفير وثائق الحالة المدنية،في حين تحال رخص البناء كما هو الحال (والى ما يشاء الله)للادارة الجهوية للتجهيز بالمنستير فتنتفي الحاجة لهذا المجلس الغائب عن الوعي بامتياز،والذي يعتبر اهانة لأهالي المدينة ورجالاتها ومناضليها منذ التأسيس وحتى الآن،والتي تستخلص طبقا لمجلة الجباية المحلية أموال ومداخيل لا تستحقها،ويجب علينا المطالبة باسترجاعها كما يقع عادة في الشرط الجزائي المتعلق بالصفقات والمشاريع المختلفة؟؟؟؟؟  شر البلدية ما يضحك/ شر البلية ما يضحك

عجيب

 

1- تصريحات ثلاث ملفتة لانتباه صادرة أخيرا عن أطراف ثلاث تشارك في المسرحية الهزيلة  التي يدور رحاها على أشلاء الشعب المقهور وأشلاء ضحاياه الذين قدموا حريتهم من أجل حرية المجتمع، الحرية الحقيقية وليست حرية الشعارات والإقصاء

التصريح الأول  للمسؤولة  الأولى في جمعية النساء الديمقراطيات التي أكدت في آخر حوار لها مع صحيفة الموقف أن جمعيتها تتفق مع ما يطرحه النظام من فلسفة اجتماعية وتشترك معه في أرضية الحداثة التي ينطلق منها في تعامله مع مختلف قضايا المجتمع الفكرية والتربوية، وأن جمعيتها لا تهدف إلا إلى ترسيخ هذا المنهج وتجسيمه أكثر فأكثر في التوجهات التشريعية بما في ذالك المساواة بين الجنسين  في الإرث 

التصريح الثاني للأمين العام الجديد لحركة التجديد المنتخب في مؤتمرها الأخير الذي ضم مختلف الأطراف اليسارية ذات المرجعية الشيوعية المتطرفة والذي  أورده في  حواره الأخير المنقول على صفحات تونس نيوز والذي أكد فيه أنه لا توجد  أي خلافات جوهرية   اديولوجية وسياسية مع فريق السابع من نوفمبر وأنه يشترك معه في التوجهات الحداثية والعقلانية المعادية للرجعية والتخلف، وأن هدف الحزب هو تشكيل أداة ضغط للمحافظة على هذه المكتسبات    وعدم التراجع عليها والدفع نحو مزيد من الانفتاح وتكريس الفكر التنويري والحداثي في المناهج التعليمية والإعلامية

أما التصريح الثالث فيعود إلى اليساري المتطرف و الدستوري المستميت في الدفاع عن صانع التغيير عضو المجلس الدستوري السيد الملولي الذي صرح في إطار رده عن إشاعة احتمال لتفكير في التصريح لحزب  ديني  بالتأكيد بأن ذلك لا يعدو أن يكون وهما وضربا من الخيال  ولا يمكن أن يصدر هذا الهراء إلا ممن يجهل أن  سياسة صانع التغيير تقوم على معاداة  بروز الدين والتدين خارج الدائرة الشخصية للفرد وأن سياسة الدولة منذ التعيير  تقوم على هذا الأساس وبالتالي لا مجال حتى في التفكير في هذا الاتجاه المعاكس لتوجهات الحكم القائمة على مقاومة التطرف وتجفيف منابع الفكر الظلامي

هل بعد هذه التصريحات الثلاث الصادرة عن أقطاب التيار اليساري المتطرف من شك من أن سلطة السابع من نوفمبر هي سلطة اليسار المتطرف الذي استحوذ على فلول التجمع الدستوري الذين دأبوا على الدوران حيثما يدور المقود مبتغاهم في ذلك هو الحفاظ على مصالحهم الشخصية  وبيع هممهم مقابل الفتات

 

2- قام الرئيس بن على بزيارة مفاجأة إلى صفاقس صبيحة يوم العيد  الرابع – 22 ديسمبر 2007- حيث فوجئ المواطنون في صبيحة ذلك اليوم بوجود معلقات تم تعليقها خلال  الليل  والناس نيام.  كما لاحظوا وجود عدد كبير من رجال الأمن الذين أوتي بهم أفواجا من مختلف مناطق الجمهورية وانتصبوا في مختلف مفترقات الطرق، وأما مستعملي الحافلات العمومية  للنقل فقد تقطعت بهم السبل لغياب هذه الحافلات في مختلف الاتجاهات    وبقي العديد من المواطنين مشدوهين إلى هذا الموقف العجيب وهم ينتظرون قدوم الرئيس، خاصة وأنه حتى إذاعة صفاقس في نشرتها الصباحية على الساعة السابعة ونصف لم تشر لا من بعيد ولا من قريب  إلى هذه الزيارة – طبعا لأسباب أمنية-

ولم ينتبهوا إلا عندما رأوا الحافلات تقطع الطريق الحزامية لمدينة صفاقس بالعشرات وهي تقل عديد المواطنين جيء بهم وجلبوا من مناطق نائية عرفوا أنها ترجع بهم إلى مناطقهم التي جلبوا منها منذ الصباح الباكر قبل طلوع الشمس وبعد أن  أبلغوا  بأن الرئيس قد أتم زيارته الموفقة –المقتصرة على منطقة المطار- وغادر الولاية،  وهم لا يدرون إن كان المواطنون المختارون من صفوة هذا الشعب قد تشرفوا  برؤية وجه الرئيس الكريم وصفقوا له بأيديهم المرتعشة من شدة برودة وصقيع  هذا اليوم  ومن شدة الخوف من سوء العاقبة  إذا لم يكونوا في مستوى هذا الاصطفاء من قبل مسؤولي شعب المناطق النائية الناطقين الفاتقين في كل الأمور،  وهم لا يدرون أين حصل هذا الشرف أفي الطريق العام أم في مكان مغلق يليق بالمقام والأمان المطلوب.

علق أحد المواطنين بالقول : ذكرني هذا الأمر بالقولة التي قيلت في حق عمر عندما وجد نائما في مكان مفتوح « عدلت فأمنت فنمت »

وأما مواطن آخر فقد قال: »هل يعقل أن يخاف رئيس من شعبه إلى هذه الدرجة، ثم يدعي أنه انتخب بنسبة 99 في المائة »

وأمام الثالث فقال » أن الحزب ورئيسه ينطلق في سلوكه هذا من قناعته باستفحال ظاهرة التطرف واكتساح  التدين مختلف فئات الشعب في ظل سياسة تجفيف منابع التدين وملاحقة الشباب وقد اكتوت بهذه السياسة المتعجرفة آلاف العائلات بصفاقس وبالتالي وجب الحذر من المفاجآت الغير السارة »

كما تساءل المواطنون من الجدوى من تعليق المعلقات في كل الطرق إذا كانت الزيارة مختصرة على المطار، كما تساءلوا عن سر تكثيف الأمن لحملاته الوقائية  حيث تعرض العديد من المواطنين إلى مراقبة وتفتيش سياراتهم خاصة في منطقة وسط المدينة خاصة في ظل استفحال ظاهرة التسيب الأمني –المتعلق بالإجرام وفساد الأخلاق والاعتداء على الممتلكات- وانتشار الإجرام وافتقاد المواطن للشعور بالأمن حتى ولو كان في بيته خاصة بعد العملية الإجرامية الفظيعة  التي ذهبت ضحيتها عائلة تقطن على بعد كيلمترات فقط من منطقة قلعة المطار

-بدون تعليق-

 

24 ديسمبر 2007

مراقب

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم السلطة بين إرادة السيطرة والرغبة في الخضوع

 
بقلم عامر عياد   يغلب على التصورات و الدراسات المتعلقة بالسلطة و الدولة منظور وحيد الجانب إذ عادة ما ينظر إلى السلطة (و نموذجها السلطة السياسية) على أنها تمارس الحكم و القمع و السيطرة والاستبداد و الهيمنة الفيزيقية والإيديولوجية ، وان المواطن ، حتى في أكثر الدول ديمقراطية و حرية، إنما يتلقى هذه السلطة و يحصّلها باعتبارها قوة خارجية قاهرة لا راد لها. هذا المنظور الوحيد النظرة ، والوحيد الاتجاه يعتبر السلطة سيطرة يتجه سهمها باستمرار ، وفي كل العصور و الأمصار من الدولة إلى الفرد ( أو المجتمع أو الشعب..). و إذا كان الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو الذي تخصص في دراسة استراتيجيات و أشكال ومستويات السلطة، قد عدل قليلا من التصور المركزي و السلبي للسلطة بإبراز مظاهر وأشكال انتشارها عبر الشبكة الاجتماعية، وبإظهار وجهها الأخر غير القمعي و المتمثل في دورها في الإنشاء و التوجيه و صياغة العقول و النفوس و تدبير أمور الحياة،فانه لم يول الطلب على السلطة و إرادة الخضوع أهمية كتلك التي أولاها له غيره من الفلاسفة امثال دولوز- غواتاري- ليوتار- و السيكولوجيين أمثال لاكان و لوجندر و اسلافهم من امثال كانط و هيغل بالاضافة الى فرويد و لاغاش و فروم و ادلر.. السبيل أونلاين نت – يرجع الفضل في تعديل هذه النظرة التقليدية للسلطة إلى أصول فلسفية.ومضمون هذا التعديل أن السلطة ليست فقط قوة ارغامية مسلطة من الدولة و أجهزتها المختلفة على الفرد والمجتمع، بل أنها استجابة لطلب صادر عن هذين الأخيرين. فالسلطة بهذا المعنى تلبية لحاجة و استجابة لمطلب، فكل من الفرد والجماعة في حاجة إلى أن تمارس عليهم السلطة سيطرتها و تصرف فيهم قوتها، و بالتالي فان أساس السلطة هو الرغبة في الخضوع. وبعد ذلك تختلف تفسيرات هذه الحاجة فبعضهم يراها نفسية ، وهذا الاتجاه نلاحظه عند مدارس التحليل النفسي المختلفة والبعض الآخر يراها حاجة ميتافيزيقية. يتساءل القاضي و الكاتب الفرنسي المعروف البويسي في مؤلفه » خطاب في العبودية الطوعية »قائلا انه »يريد أن يفهم كيف يحدث قان العديد من الناس والعديد من المدن و العديد من الأمم تتحمل و تتقبل أحيانا كل شيء من طرف مستبد واحد ليس له من القوة إلا ما أعطوه و ليست له قدرة على إيذاءهم إلا بقدر ما يرغبون هم في بقاءه ولا يستطيع أن يمسهم بسوء إذا لم يكونوا يحبون التألم منه بدل مواجهته » و كأنه ينتهي إلى إرادة الخضوع المعبر عنها من طرف من تمارس عليهم ، بل انه ليتعجب كيف أن الناس يتمسكون بوضعيتهم العبودية و يدافعون عنها و كأنها وضعية نجاتهم و خلاصهم، » إن الناس هم الذين ينذرون أنفسهم للخدمة والعبودية ، وهم الذين يقطعون حناجرهم » و من الطريف إننا نجد لدى كانط و هيقل نوعا من التفسير المقارب. فالناس في نظر كانط يخشون أن يصبحوا أحرارا لان من السهل و المريح أن يترك المرء نفسه منقادا و مقودا من طرف سيده ، و بالتالي فان ميلنا الطبيعي إلى الكسل و الخبث ربما كان هو السبب في قصورنا و تبعيتنا و عبوديتنا و حاجاتنا الصميمة إلى سيد. أما لدى هيقل فالمسالة مرتبطة بجدلية العبودية و السيادة حيث يرتبط الخضوع بذلك الذي لا يستطيع الذهاب حتى النهاية في الصراع من اجل اكتساب إنسانيته فيقنع بالعبودية بدل مجابهة الموت. فالخضوع بالنسبة لهيقل هو الوجه الأخر للسيطرة، وهو ناتج عن الخوف من الموت و عن الرغبة في العيش، بدون ،مجازفة،و بدون قدرة على الصراع. و من هذا السياق نفسه يرجع سارتر الحاجة إلى التبعية الى الشعور الفردي ، و بالضبط إلى سوء النية الذي يوحي للمرء بأنه ليس حرا و ليس بالتالي مسؤولا، و يدفعه إلى الخوف من حريته الخاصة فيقع في براثن التبعية والخضوع المتجذرة في النفس البشرية. وهذا التأويل الأخير يتماهى و التحليل النفسي الذي يعتبر الفرع المعرفي الذي أولى التحليل الأسس السيكولوجية للسلطة أهمية كبرى. فقد حفر التحليل النفسي عن الجذور النفسية العميقة المولدة للحاجة إلى الخضوع أما عبر التجربة الاوديبية التي هي الشكل الأمثل للارتباط بالأب، أو عبر الأنا الأعلى الذي يتضمن نوعا من توهم السيادة و القوة،أو عبر إلية التماهي أو التوحد ألاشعوري بالمعتدي عن طريق الخضوع له. أما المحلل النفسي الذي دفع بهذا المنظور إلى أقصاه فهو وليام راخ الذي حلل ظاهرة الجماهير للنازية و الفاشية معلنا أن الجماهير لم تكن مخدوعة بل إنها كانت تريد الاضطهاد والسيطرة. يرجع الفضل إذن للتحليل النفسي بمختلف مدارسه و اتجاهاته في لفت النظر للوجه الأخر للسلطة كقوة و سيطرة مطلوبة ومرغوب فيها.فالسلطة بهذا المعنى ناتجة عن الطلب الفردي و الجماعي أكثر مما هي ناتجة عن الميل الطبيعي في السلطة إلى ممارسة سيطرتها وقدرتها على التحكم . إلا أن الأساس السيكولوجي اللاواعي للسلطة التي تتحدث عنه فروع التحليل النفسي المختلفة ليس أساسا واحدا، ففرويد يتحدث عن هشاشة الكائن  وحاجاته الأساسية في الأمن و التغذية، وعن دور » مثال الأنا » الذي يتكون ضمن الأنا الأعلى ثم يستقل عنه في توليد مشاعر الخضوع للزعيم أو الرئيس او السيد باعتبارهم مثالا للانا، و وليام رايخ يتحدث عن الحاجة للخضوع، بينما يتحدث ايريك فروم عن الطبع السادي المازوشي المولد لمظاهر السيطرة و الخضوع ، في حين يتحدث آخرون مثل لوجندر عن حب المراقب، إلى غير ذلك من العناصر تصب في خانة واحدة و هي إبراز ذلك الوجه الأخر للسلطة و هو كونها مرغوبة و محط طلب اجتماعي و فردي. من خلال المنظور التحليلي النفسي يبدو أن السلطة ليست سلطة طبقية مسلطة على الرقاب كما تتصورها النظرية الماركسية،وليست « عنفا » أضفيت عليه الشرعية الاجتماعية، كما يرى فيبر، بل هي من حيث جذورها السيكولوجية، استجابة لحاجة بشرية عميقة في النفس الإنسانية، حاجة إلى الخضوع و لذة في الاستمتاع بالسيطرة. لكن الا يتضمن هذا التصور قدرا من إضفاء الشرعية إن لم يكن على السلطة في حدودها المعقولة، فعلى الاستبداد و الشطط في استعمالها؟ (المصدر: موقع السبيل أونلاين نت  بتاريخ 21 ديسمبر 2007)


 
 

بسم اللّه الرحمان الرّحيم

                                                                     والصّلاة والسّلام على أفضل المرسلين

الرّسالة 363 على موقع تونسي نيوز

 

في الصميم وضع النّقاط على الحروف

 زيارة الرئيس إلى الجنوب هامة ومفيدة

لمزيد المكاسب والمتابعة والتّفقد

تونس في 23/12/2007

 

على بركة اللّه تعالى أواصل الكتابة في الشأن التونسي والشأن العربي عبر موقع تونس نيوز الإلكتروني….

الذي كان ولا يزال المنبر الإعلامي الديمقراطي الذي لا يكبت صوت المواطن ولا يحجم صوته ولا يراقب مقالاته ولا يستعمل المقص الحاد ولا يستعمل الرّقابة الذّاتيّة ولا يقص مواطن ولا يهمش أي كلمة صادقة وبفضل هذا الموقع الممتاز أبدعنا في التعبير والكتابة و مازلنا نكتب ونعبر بحريّة وتلقائية ومسؤولية وبصدق لا نقول إلا الحق ولا نكتب إلا الواقع المعاش ولا نفتري على أحد ولا نهاجم أي مسؤول….

ولا نجامل ونمدح أي صاعد ولا نذّم أي هابط…. كما يفعل الآخرين اللّه ينصر من صبح…

نمدح هذا صاعدا في المدّارج ونقدح آخر نازل من المصعد لسبب أو لآخر بل نقول الحق بأسلوب رفيع و بواقعية ولطف وتربية وروح وطنيّة عاليّة وبأخلاق إسلاميّة ساميّة وهذا هو أسلوب الكاتب النّاجح و الفاعل، وفي هذا الإطار

 

يتنزل مقالي الجديد رقم 363 حول زيارة سيّادة الرئيس إلى ولايات الجنوب

 

يوم السبت 22 ديسمبر 2007 على هامش الاحتفالات بالذكرى العشرين للتحول وقد أشرف رئيس الدولة على توسعة المطار و المحطة الجديدة للمسافرين بصفاقس – طينة التي دشنّها بمناسبة هذه الزّيارة والتي تمسح 8000 متر مربع طاقة استيعابها500 ألف مسافر كما اطلع على المشاريع الجديدة التي أذن بها لفائدة سكان جزيرة قرقنة خاصة انجاز ميناء للصيد البحري وحماية الجزيرة من الانجراف البحري واستمع إلى عرض قدمه والى صفاقس أبرز فيه مظاهر التنميّة بمختلف مناطق الولاية ومشاغل مواطنها.

وقد استفسر سيادة الرئيس عن تقدم انجاز المشاريع التي أذن بها سيادته

وقد تحول سيادة الرئيس لولاية قابس لتدشين المحطة الجديدة بالمطار الذي أطلق عليه مطار قابس – مطماطة

وكذلك تدشين المحطة الجديدة بمطار جربة – جرجيس حقا إنها مشاريع هامة على درب التنميّة الشاملة في كامل أنحاء البلاد وهذا شيء جميل. ولكن أعتقد أن الجميل أيضا عندما سمحت الظروف بهذه الزّيارة التّاريخيّة لولايات الجنوب وخاصة ولاية صفاقس التي جاءت بعد زيارة رسمية عام 1997 قلت الجميل في عرض السيد الوالي أمام سيادة الرئيس لو تفضّل الوالي في عرضه إلى مشاغل مناطق ريفيّة نائيّة مثل عمادة الحجارة و عمادة بئر صالح و أولاد عمر و عمادة بئر الشّعبة و يذكر بأمانة وصدق صعوبة العيش بهذه المناطق الريفيّة النّائيّة حيث كانت معزولة تماما ولكن عنّاية سيادة الرئيس عام 1997الذّي أذن بإدراج هذه المناطق ضمن مناطق الظّل و تمّ إحداث مشاريع اجتماعيّة بها خاصة عمادة الحجارة فتمّ تعبيد الطريق الرابطة بين بئر صالح و الحجارة وأولاد عمر لفائدة 6000 نسمة وإيصال الماء الصالح للشراب لفائدة 380 أسرة بمنطقة الحجارة والبطاطحة عام 2000.

1

           بقيت حوالي 87عائلة بمنطقة الحجارة وحوالي 38 أسرة بالبطاطحة لم يشملها إيصال الماء الصالح للشّراب

2-           أما الملعب الرياضي الذي تقرّر إنجازه عن طريق صندوق 26-26 وقع توقيف الأشغال بنسبة 40% ولم يتحقق حلم شباب الجهة.

3-           أما الطريق المنجز عام 1998 فقد ظهرت عيوبه و الخلل بارز للعيّان و المواطن أصبح يفضل السير خارج الطريق المعبّد و الخلل و التعطيب من جراء أشغال المقاول البسيطة واستعمال الشّاحنات الكبرى التي تمر محمولة بالأتربة لإنجاز الطريق السيّارة مساكن – صفاقس.  والمواطن مسكين هو الذي يدفع الفاتورة   والمجموعة الوطنيّة معه أما الأموال فقد أخذها المقاول ومن معه…؟

4-           صعوبة العيش في مجال التّشغيل فهناك عدد من الطلبة المجازين من مناطق الظّل مثل الحجارة والبطاطحة وأولاد عمر و الرّواضي وأولاد تومي وبئر شّعبة متحصلين على الإجازة أو المرحلة الأولى من التعليم العالي وهم في حالة بطالة ولا يقدرون على طرق الأبواب المغلقة نظرا لصعوبة الشّغل و حتى وزوارة الترّبية والتّكوين لا تعير أيّ اهتمام لمطالب هؤلاء الطلبة لأنّهم من الرّيف؟ وقد حاولنا مرارا طرح هذا الموضوع ولكن دون جدوى ولا من مجيب وربما هناك عنّاية بمناطق أخرى في الّساحل أكثر من الرّيف بينما رئيس الدّولة ما انفك يدعوا للعناية بمناطق الظّل و العائلات المعوّزة. و بدون تعليق ؟

المعهد الثّانوي

 

5-           قد كاتبنا مرارا بأن تتفاعل إرادة الخير مع مطلبنا القاضي بتحويل مدرسة ابتدائية أنجزها صندوق   26-26 عام 2000 واقترحنا على المسؤولين تحويلها إلى مدرسة ثانويّة أساسيّة المرحلة الأولى نظر لبعد منطقة الحجارة و المناطق المجاورة لها على مركز معتمدية الحنشّة 24 كم  ولكن دون جدوى وقد وجهنا عديد النّسخ من الرسائل التي نشرتها بموقع تونس نيوز للمسؤولين الجهوين و المحلين عسى أن يقع استغلالها في مثل هذه الفرصة التّاريخيّة التي أتاحها سيادة الرئيس بمناسبة زيارته لولاية صفاقس يوم 22 ديسمبر 2007 لكن أعتقد أن العرض الذي قدّمه الوالي لم يتعرّض إلى هذه المشاغل و الأمانة العظمى فإلى متى هذا النّسيان و التّجاهل و تهميش رأي المواطن و المناضل.

6-           منطقة بئر صالح  مازالت تحتاج للعناية و الرعايّة حيث أنّ سكان أولاد تومي يذقون يوميّا مشاق السّفر في طريق بدائيّة مسلك فلاحي صعب للغايّة وإن الوصول إلى المدرسة الابتدائية بمركز بئر صالح يتطلب السير أكثر من نصف ساعة للطفل الصّغير و المواطن يوميا يسير ذهابا وإيّابا لقضاء شؤونه في ظروف شاقة بينما تعبيد الطريق لا يتطلب أكثر من 60 ألف دينار لماذا هذا التغافل؟

7-             إن أهالي منطقة أولاد عمر يحتاجون إلى إدخال الماء الصالح للشّراب إلى مساكنهم عوضا عن حنفيّات عموميّة بعيدة عن المساكن وكذلك أهالي هذه المنطقة في حاجة ملّحة إلى تعبيد كم واحد الرّابطة بين أولاد عمر و الزّغابنّة عبر مدينة الجم المتاخمة للمنطقة و المجاورة لها و هذه المشاريع كلها لا تتجاوز اعتماداتها 200 ألف دينار أي نسبة أقل 5% من مشاريع قرقنة مثلا أو حومة في مدينة صفاقس…. ؟ هذه الاعتمادات  لكل المشاغل التي ذكرتها من 1 إلى 7

 

قال اللّـــــه تعالى: » يأيها الذين ءامنوا اتقوا اللّـــه و قولوا قولا سديدا « 

صــــدق اللّــــــه العظيـــــــم

 محمد العروسي الهاني

الهاتف:


الصحافة التونسية مهددة بالانقراض

لم يكن التحذير الذي أطلقه التونسي منصف المرزوقي مبالغا فيه. فقد حذر هذا الحقوقي البارز من أن استمرار المضايقات التي تتعرض لها السلطة الرابعة في بلاده، تهدد بانقراض الصحافيين، الذين يتوزع قسم بارز منهم ما بين السجن والمهجر، فيما يلوذ كثيرون بالصمت. فممارسات من نوع سجن صحافيين أو منعهم من السفر أو حجب مواقع الكترونية أو التعرض لمضايقات من قِبل عناصر أمنية متخفية بملابس مدنية، والضرب والتضييق بكافة أشكاله على عمل إعلاميين وصحافيين مستقلين، باتت تشكل تهديداًَ فعلياً أمام قيام صحافة حرة مستقلة في بلد متمايز كتونس. وليس عابراً أن تصنف منظمة من طراز « مراسلون بلا حدود »، الرئيس التونسي على رأس قائمة أعداء الصحافة.

آخر الممارسات التي تواجه بها الصحافة التونسية، ما تعرض له الصحافي سليم بوخذير، الذي حوكم بالسجن لمدة عام بعدما دانته محكمة محلية بثلاث تهم من بينها «الاعتداء على الأخلاق الحميدة» !. التهمة هي كعادة مثل هذا النوع من التهم المبهمة والعامة تستبطن منعاً لكثير من النشاطات والممارسات، وهي تأتي رداً على سلسلة تحقيقات أجراها بوخذير تناولت أوضاعا اجتماعية وسياسية عامة في تونس. وقد ترجم الرد على تحقيقات بوخذير بفصله من عمله في صحيفة «الشروق»، وسحله من قِبل رجال الأمن أثناء توجهه لحضور مؤتمر لإحدى الهيئات المهنية بحقوق الانسان، وأخيراً سجنه في ظروف سيئة، خصوصاً بعدما ذكرت محاميته أنه سجن في مرحاض!. لا شك أن واقعة من نوع ما أصاب هذا الصحافي التونسي، ووقائع كثيرة لا حصر لها تدفع إلى مزيد من التفكر في أوضاع المنطقة العربية بكافة نواحيها السياسية والاجتماعية، وهي تدفع دوماً للتساؤل عن أهلية كثير من الدول العربية للتدرج نحو الديمقراطية!. فحين تتم مقارنة مجموعة من الدول من حيث حيويتها السياسية والاجتماعية، تستحضر دول كلبنان ومصر وتونس.

ففي تونس قدر لا يمكن تجاهله من الحداثة والتماسك الاجتماعي الذي تفتقد إليه دول مثل لبنان والعراق. وتونس لا تزال تتمسك بتقاليد علمانية وحريات اجتماعية منذ عهد الحبيب بورقيبة، هذا عدا عن حيوية الاقتصاد التونسي الذي سجّل معدلات مهمة مقارنة مع دول عربية عدة. لكن المشكلة هي أن النمو الاقتصادي الذي سجلته تونس أتى مترافقاً مع تراجع فادح في حرية التعبير.

فتونس قد تعجز عن التصدي لمهمة التحول إلى نموذج ديمقراطي ما لم تباشر الفكاك من كونها سلطة أمنية قامعة لتصبح دولة سياسية فعلية تقوم على تعزيز الحريات العامة والصحافية.

مهمة من هذا النوع قد تجعل الانتقال إلى الديمقراطية إذا ما كتب لها النجاح، موضع تطلع لعديد من الدول التي لا تزال أسيرة الأمن وسلطته.

diana@ asharqalawsat.com

(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 ديسمبر 2007)


 

السفارة التونسية في لندن ترد على مقال ديانا مقلد

* ردا على مقال ديانا مقلد «الصحافة التونسية مهددة بالانقراض» المنشور يوم 9 ديسمبر( كانون الأول)الحالي، نود اعطاء الملاحظات التالية: ان محاكمة السيد سليم بو خذير لا علاقة لها اصلا بحرية الرأي والتعبير ولا بحرية الصحافة، اذ ان هذا الشخص حوكم في قضية جزائية تتعلق باعتدائه اللفظي على شرطي ورفضه ابراز بطاقة الهوية. إن حرية الرأي والتعبير في تونس مضمنة في القانون والدستور ولم يحدث ان سجن منذ عام 1987 صحافي واحد من اجل مواقفه وآرائه. وبعكس ما جاء في المقال فإن الصحافة التونسية تمتعت خلال العقدين الأخيرين بمبادرات واصلاحات عديدة، وبإمكان المراقب أن يلاحظ أن المشهد الاعلامي التونسي سجل خلال الـ 20 سنة الماضية تطورا كبيرا، فقد تضاعف عدد الاعلاميين المحترفين، واصبح 1063 صحافيا وارتفع عدد العناوين الصحافية الى 267 صحيفة ومجلة اكثرها مملوك للقطاع الخاص ويتميز مضمونه بالاستقلالية التامة، اضافة الى 4 قنوات تلفزيونية و12 اذاعة بين خاصة وعمومية. فيما تصدر الاحزاب السياسية التونسية المعارضة صحفها الخاصة التي تعبر من خلالها عن مواقفها وآرائها بكل حرية، وهي تتمتع بمساعدات عدة من الدولة، كما ان المشهد الاعلامي منفتح على الخارج، اذ توزع في تونس اكثر من 1100 صحيفة ومجلة ودورية من مختلف البلدان. * سفارة الجمهورية التونسية – لندن
 
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 ديسمبر 2007)


ذاكرة العالم 2007 –

القذافي يكرس خروجه من العزلة… انتخابات في الجزائر والمغرب… مدني رئيساً في موريتانيا… وبن علي نحو ولاية خامسة …

 2007 مغاربياً: «الاتحاد الخماسي» مستمر في «غيبوبته»… و «القاعدة» تتمدد

لندن – كميل الطويل     الحياة     – 24/12/07// –> لم يحمل العام 2007 تغييراً كبيراً في المشهد السياسي المغاربي، لكنه حمل بوادر تغيير خطير في الأوضاع الأمنية مع استيعاب تنظيم «القاعدة» الجماعات «الجهادية» المغاربية التي تخوض مواجهات ضد الأنظمة الحاكمة في المنطقة منذ تسعينات القرن الماضي. سياسياً، لم يخرج اتحاد المغرب العربي الخماسي من «غيبوبته» المستمرة منذ 1994. وانتُخب مجلسان نيابيان جديدان في المغرب والجزائر، لكنهما لم يؤديا الى تغيير جذري في الخريطة السياسية في كلا البلدين. جرت جولتا تفاوض جديدتان بين الرباط وجبهة «بوليساريو» لم تسفرا أيضاً عن تحقيق اختراق في جهود حل أزمة الصحراء الغربية. وفي حين كرّس العقيد معمر القذافي خروجه من العزلة الدولية، بجولة أوروبية، وفّى المجلس العسكري في موريتانيا بوعده وسلّم السلطة إلى رئيس مدني. واستمرت الرتابة السياسية في تونس على حالها، وإن كان «الجديد» فيها الكلام الرائج عن ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي لولاية رئاسية خامسة، بعدما أكمل في 2007 عشرين سنة على وصوله الى سدة الحكم. وفي مقابل هذا «الهدوء» على الجبهات السياسية، كان لافتاً تمدد «القاعدة» داخل بلدان المغرب العربي. لا يعني ذلك أن «القاعدة» لم تكن موجودة في السابق أو لم تكن لها علاقة بما يجري منذ تسعينات القرن الماضي من مواجهات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، لا سيما في الجزائر وليبيا، لكن دخولها هذه المرة كان مباشراً من خلال استقطاب الجماعات «الجهادية» إلى صفها ودفعها للمشاركة في «الحرب العالمية» التي يخوضها تنظيم أسامة بن لادن ضد الأميركيين، بدل الاكتفاء بقتال ما يعتبره «الجهاديون» أنظمة «مرتدة». كانت بداية «تمدد القاعدة» في الجزائر. ففي كانون الثاني (يناير) أعلنت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» تغيير اسمها إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، مكرّسة تحالفاً بين الطرفين بدأ قبل ذلك بما لا يقل عن عامين. وكان طبيعياً أن هذا الفرع الجديد لـ «القاعدة» سيسعى إلى «اثبات جدارته» بحمل «وكالة» هذا التنظيم مغاربياً. وفعلاً لم يمر وقت طويل حتى نفّذت «القاعدة» الجديدة، في نيسان (ابريل)، ثلاثة تفجيرات ضخمة في العاصمة الجزائرية، كان أبرزها بلا شك تفجير مقر رئاسة الحكومة. وكان لافتاً في هذه الهجمات أن منفّذيها «انتحاريون» قادوا سيارات مفخخة، في تحوّل نوعي في عمل الجماعات المسلحة في الجزائر. وكرّت سبحة هذه العمليات، فطاولت موظفين غربيين، وثكنات عسكرية، لكن أخطرها كان بلا شك محاولة التفجير التي نفّذها «انتحاري» ضد موكب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في مدينة باتنة في أيلول (سبتمبر). ومع قرب نهاية العام (في 11 كانون الأول/ ديسمبر) استهدفت عمليتان انتحاريتان في العاصمة الجزائرية مقري المحكمة الدستورية والامم المتحدة، قالت مصادر رسمية انهما أسفرتا عن مقتل 31 شخصاً وعشرات الجرحى، في حين نقلت مصادر طبية ارقاماً اعلى بكثير من ذلك. وأعلن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» مسؤوليته عن التفجيرين. –> وكان طبيعياً أن تسعى الأجهزة الجزائرية إلى الرد على «التمدد القاعدي». وجاء الرد سريعاً من خلال عمليات مكثّفة ضد قواعد المسلحين في المغاور الجبلية الوعرة شرق العاصمة، خصوصاً في بجاية وتيزي أوزو وبومرداس. لكن لعل أخطر ما قامت به تلك الأجهزة كان إعلانها «رسمياً» مقتل أحد قادة «القاعدة» في مواجهة مع الجيش، في حين أنه اعتُقل، وساعدت معلوماته لاحقاً في تفكيك العديد من الخلايا والوصول إلى كثيرين من قادة «القاعدة». وتزامن ذلك مع «تسليم» مؤسس «الجماعة السلفية» حسان حطاب نفسه الى السلطات في رمضان الماضي. وشهد المغرب بدوره سلسلة تفجيرات نفّذها «انتحاريون» في الدار البيضاء في آذار (مارس) ونيسان، لكن لم تظهر مؤشرات إلى أن هؤلاء مرتبطون مباشرة بـ «القاعدة» وإن كانوا على الأرجح متأثرين بأفكارها. خرج هؤلاء «الانتحاريون» من مدن الصفيح ذاتها التي خرج منها رفاقهم الذين نفّذوا هجمات الدار البيضاء عام 2003 التي أودت بحياة عشرات الأشخاص، لكنهم هذه المرة كانوا أشبه بـ «هواة»، إذ أنهم لم يقتلوا في الغالب سوى أنفسهم عندما كشفتهم أجهزة الأمن وكادت أن تعتقلهم. ومع بدء فصل الصيف، أعلن المغرب حال استنفار قصوى، وسط معلومات عن هجمات سينفذها متشددون. لكن السنة انتهت والاستنفار المغربي على حاله، ما يعني أن أجهزة الأمن ما زالت تتوقع هجوماً ما لا تدري مصدره (كانت الأجهزة تخشى أن يُنفّذ مع قدوم ملايين المغاربة إلى بلدانهم عبر مضيق جبل طارق لقضاء عطلة الصيف). وفي تونس، بدأ العام على وقع مواجهات غير مسبوقة بين قوات الأمن ومسلحين تدرّب بعضهم في معسكرات لـ «الجماعة السلفية» في شرق الجزائر. وقضت الأجهزة التونسية على المسلحين الذي وصفوا بأنهم «سلفيون» بعد معارك عنيفة في ضاحية سليمان (40 كلم جنوب العاصمة) وقتلت 12 منهم واعتقلت آخرين. ويحاكم هؤلاء حالياً أمام القضاء. أما في ليبيا، فكان البارز إعلان الرجل الثاني في «القاعدة الأم» الدكتور أيمن الظواهري و «أبو الليث الليبي» أحد قادة «الجماعة الإسلامية المقاتلة» انضمام الجماعة الليبية الى «القاعدة» في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. لكن مع انتهاء السنة لم تكن سُجّلت عمليات لهذا الجماعة داخل ليبيا، وإن كانت معلومات عدة أفادت ان السلطات فككت أكثر من خلية (أحد أفرادها فجّر نفسه عندما حاصرته أجهزة الأمن في بنغازي). سياسياً وعلى الصعيد السياسي، أجرت الجزائر في أيار (مايو) انتخابات تشريعية لم تؤد إلى تغيير يذكر في الخريطة السياسية، واستمر التحالف الحكومي على حاله (جبهة التحرير والتجمع الوطني الديموقراطي وحركة «حمس» الإسلامية)، وإن كان لافتاً أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة – الذي خضع لجراحة في فرنسا نهاية 2006 أثرت في نشاطه طوال العام المنصرم – ظل يدير كافة الملفات الحساسة في البلاد وتحوّلت الحكومة الى مجرّد منفّذ لسياساته. وفي المغرب، جرت أيضاً انتخابات نيابية في أيلول جاءت بحزب الاستقلال إلى المرتبة الأولى، فتسلم زعيمه عباس الفاسي رئاسة الحكومة (من التكنوقراطي ادريس جطو). لكن الاتحاد الاشتراكي تراجع من المرتبة الأولى إلى الخامسة، مما فجّر خلافات في داخله أطاحت زعيمه محمد اليازغي من قيادة هذا الحزب اليساري العريق. أما اسلاميو حزب «العدالة والتنمية» فواصلوا تقدمهم وحلوا في المرتبة الثالثة، لكنها لم تكن النتيجة التي يريدونها بالطبع بعدما روّجوا لاحتمال فوزهم بالمرتبة الأولى. وجاءت تلك الانتخابات قبل شهرين من زيارة للعاهل الإسباني خوان كارلوس لمدينتي سبتة ومليلية المحتلين، الأمر الذي سبب أزمة شديدة مع المغرب. –> وفي الصحراء الغربية، عُقدت جولتا محادثات بين المغرب و «بوليساريو» في مانهاست (ضواحي نيويورك)، لكنها لم تؤد إلى أي اختراق. إذ تمسك المغرب بعرضه الوحيد وهو منح الصحراويين حكماً ذاتياً موسعاً، في وقت رفضت «بوليساريو» أي خيار لا يتضمن حق تقرير المصير. وفي موريتانيا، وفّى المجلس العسكري برئاسة اعلي محمد ولد فال بوعده تسليم السلطة إلى المدنيين بعد حكم انتقالي دام منذ انقلاب آب (اغسطس) 2005 ضد الرئيس معاوية ولد الطايع. وأجريت انتخابات في آذار فاز فيها سيدي ولد الشيخ عبدالله بالرئاسة في مواجهة منافسه أحمد ولد دادة. أما تونس فاستمرت الحياة السياسية فيها على رتابتها. وأكد الحزب الدستوري الحاكم ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي لولاية رئاسية جديدة في العام 2009، بعدما تولى الحكم في انقلاب سلمي ضد الرئيس الحبيب بورقيبة عام 1987. ومع نهاية 2007 جال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في عدد من الدول الأوروبية (البرتغال، فرنسا، اسبانيا) كرّست خروج نظامه من العزلة التي خضع لها في حقبة التسعينات، بعدما سوّى ملفات تعويضات لوكربي و «يوتا» الفرنسية، وتخلّى عن برامج أسلحة الدمار الشامل، وأفرج في تموز (يوليو) الماضي عن خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني – بلغاري بعدما احتجزوا منذ 1999 بتهمة نشر الأيدز بين أطفال ليبيين وحُكم عليهم بالإعدام مرتين.
 

(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 ديسمبر 2007)

 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مبروك للعراق بطولات المقاومة وخلود الشهداء

 

الأستاذ الهادي المثلوثي لم يكن العراق غير وطن الشهداء عبر العصور ولن يكون للعراق غير النصر على الغزاة مهما طال أمد الظلم والجور. ما يؤلم في العراق كثير وما يعيد الأمل أكثر وما ويعزز الإيمان ألف مرة أكبر. بالأمس عيد الشهيد واليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أبي الشهداء شهيد الحج الأكبر رئيس العراق ورمز وحدته وعنوان قوته ولم تكن قوافل شهداء البعث ونظامه وشهداء المقاومة لتتوقف كما هي النجوم والكواكب في تواليها وسيظل مجد العراق يبنى في السلم والحرب ويشاد عاليا بالفداء والوفاء رغم كيد الحاقدين ومكائد المغرضين ونقمة الخونة والمرتدين وبشاعة الاحتلال. فشمس الرافدين ما انفكت عبر التاريخ تضيء درب الإنسانية وعطاء أسود العراق بلا حدود وإشعاع بطولاتهم بلا مغيب. تكالبت قوى الشر واستجمعت كل أساليب الانتقام والتنكيل والتقتيل فازداد أحرار العراق سموا واقتدارا على قهر الأعداء وتعطيل مخططاتهم وحق فيهم القول أنهم فعلا {خير أمة أخرجت للناس} تأبى الاستسلام للمحتل وتذود عن الحق بقوة الصبر وصلابة الإيمان. فهذا صدام يلقن حكام النكبة العربية والعملاء معنى الرجولة وسمو المبادئ والتضحية من أجل الوطن وكرامة الأمة وحق فلسطين، فلا ساوم ولا تنازل ولا ضعف أمام محاكميه وقاتليه بل سما من بين أيديهم لينال الشهادة بأنه الأجدر بالرجولة والبطولة والخلود. وها هي الدنيا تشهد له بالشجاعة وقوة الإيمان وعزة الانتماء وها هم الأحرار والأوفياء ومن سلكوا دربه يحتفون بذكرى استشهاده ويكرمون ذكره فهو أكرم شهداء العصر. وها هي المقاومة العراقية تخوض أكبر ملحة في التاريخ الراهن وتذيق المحتل الإنجلوأمريكي الصهيوني والفارسي وأعوانه مرارة العجز عن إدارة مغامرته ويستجدي الدعم ذليلا للخروج من ورطته. فلا المحتل أمّن مصالحه وقلل خسائره ولا المالكي ملك زمام مصير حكومته ولا الطلباني حقق مطالبه ولا البرزاني وثق في غريمه ولا الحكيم استحكم في شيعته الصفوية ولا مقتدى اهتدى الى صواب نهجه ولا الشلبي نال مراده ولا السيستاني خرج من مرقده. الكل في الوحل سواسية وسفينتهم في المستنقع راسية بلا أشرعة ولا بوصلة. ظل الجميع يمعن في جرائمه لأن ليس لديه ما يقدمه غير المزيد من {الفوضى الخلاقة}. لم يدرك هؤلاء أن عراق الحضارة لا تحكمه العلوج ويستعصي على غير أبنائه المخلصين وأن شمس الرافدين تحرق الغزاة وتشل حركة الزعماء المزيفين والقادة الضعفاء. فمتى يدرك هؤلاء أن لا مكان لهم في أرض صلاح الدين وأن لا معنى لهم أمام شعب أنجب صدام حسين ونال العزة والشهامة بقيادته؟. ونحن نحيي الذكرى السنوية الأولى لتكريم وتخليد أبي الشهداء ورفاقه نبارك للشعب العراقي الأبي المجاهد عيد الأضحى وعيد الشهداء الخالدين. ونحن نستذكر قمم التضحية والعطاء لا نجد متسعا من الوقت للبكاء على الفواجع لأننا أمة لا تحزن بل تقيم محافل تقديس الشهداء. وانتصارات المقاومة المتلاحقة وترنح الأعداء تغنينا عن المكابرة وتقيم الدليل على أن نهج التحرير والجهاد هو نهج الحياة الكريمة وقدر الأمة العربية أن تستمر في مقاومتها إلى أن تحقق بالنضال وحدتها وحريتها وسيادتها وتقيم العدل وهو أساس استمرارها وقوتها. والمقاومة العراقية تقاتل نيابة عن الأمة كلها والواجب علينا دعمها ومن حقنا الافتخار بإنجازاتها وتخليد شهدائها وهم أكرم منا جميعا بل هم الدليل على أننا خير أمة لا تستكين للذل ولا تقبل بالظلم والاحتلال. أما المستسلمون والعملاء والحكام الساقطون والنخب المنبتة فهم الزائلون وقوى المقاومة والجهاد باقية تدفع بإرادة الأمة الى عنفوانها وتفتح آفاق انبعاثها دون كلل ودون يأس. الأمة ليس بعددها وإنما بقوة الإرادة ولو في القلة منها والقوى المجاهدة في الأمة ليست قليلة والنصر ليس مستحيلا وإن كانت جبهة الأعداء ممتدة وأكثر عتادا وعدة. يكفي صمود المقاومة الفلسطينية ويكفي صولات المقاومة العراقية للدلالة على أن العرب على الرغم من تمزقهم وقلة وسائلهم وتخاذل حكامهم وقوة أعدائهم فهم بقلة قليلة من المقاومين المؤمنين قادرون على تحطيم أحلام العدو وتعطيل مشاريعه وإلحاق الخسائر به. فتحية النصر لرجال المقاومة في بلاد الرافدين وفي فلسطين وفي عربستان وفي كل شبر من الأرض العربية. هنيئا للعراق شموخ أبنائه الأحرار وهنيئا لهم التمسك بالوحدة الوطنية وبمشروح الجهاد والتحرير. العزة والخلود لشهداء فصائل المقاومة العراقية البطلة وشهداء النظام الوطني القومي. التحية والبيعة لشيخ المجاهدين عزت إبراهيم قائد المقاومة وحامي وحدة العراق. الرحمة والخلود لشهيد الحج الأكبر صدام حسين ورفاقه الميامين. عاش العراق عربيا حر وموحدا. عاشت فلسطين حرة أبية. وليسقط الاحتلال الأمريكي الفارسي الصهيوني والخزي للخونة والعملاء والمرتدين. تونس في 18-12-2007.
 
(المصدر: موقع « شبكة البصرة  »  بتاريخ 21 ديسمبر 2007)  

 

 
 

الاستراتيجية الأميركية بالمغرب الكبير: ملامح و أهداف

بقلم: سعيد مبشور تحول القاعدة إلى المغرب الكبير معناه خلق مجال أكبر للتدخل الأميركي بالمنطقة وبالتالي إعطاء المبرر للإدارة الأميركية وجيوشها من أجل النزول على سواحلنا وإنشاء قواعد في أراضيها، مما يطرح السؤال وبحدة حول هوية هذه التنظيمات وأهدافها الحقيقية ومراميها. تتحرك القوى الاستعمارية بطبيعتها الإمبريالية وفق أجندات محددة قوامها الأساس الحفاظ على مصالحها الحيوية بالمناطق المستهدفة من مشروعها الهيمني، والولايات المتحدة بإدارتها الحالية تعد إحدى أوضح التعبيرات عن هذا المنطق وتلك الطبيعة، إذ أن قادتها ما فتئوا يعبرون ومنذ سقوط النظام السوفياتي أواخر ثمانينات القرن الماضي، عن رغبة جامحة في الاستفراد بالزعامة في عالم لم يعد فيه للتعددية القطبية وجود، واختل فيه التوازن السياسي والاقتصادي لصالح معسكر أعاد العالم إلى ما قبل سيادة نزعات الإيديولوجيا والاستقلالات. وقد نتج عن هذا التوجه مصادمات كبرى جسدت نظرة حكام الكون الجدد للصراع من أجل السيطرة على العالم، ودعا فلاسفة القطب الوحيد إلى الإغلاق النهائي لبوابة التاريخ، وإعلان ختام مسلسل التطور السياسي والاجتماعي البشري بسيطرة النموذج الأميركي في فهم وترويج مقولات العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وإنتاج صراع بين الحضارات ينتهي حسب منظريه بانتصار الأقوى عسكريا واقتصاديا ومعرفيا. ولعدة اعتبارات، شكلت المنطقة العربية والإسلامية مسرحا مناسبا لهذا التوجه الجديد، فمن جهة لأن دولها هشة من حيث بنيانها التكوينية، وهي في مجملها بلدان خرجت حديثا من فترة الاستعمار المباشر، و تتواجد على مساحة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية، والأهم من هذا وذاك مركزيتها من حيث وجود السرطان الصهيوني في قلبها، ولعل الإدارة الأميركية الحالية – وحسب كثير من المحللين – هي أكثر إدارة وضعت أمن إسرائيل ضمن أولوياتها الاستراتيجية القصوى، ناهيك على أن العالمين العربي والإسلامي ظلا طوال القرن الماضي مجالا للصراع والمنافسة بين قطبي المنظومة الدولية آنذاك في إطار ما كان يعرف بالحرب الباردة. هذه الأسباب مجتمعة وغيرها، شكلت ذرائع ملائمة من أجل التدخل للسيطرة على بلدان المنطقة والحيلولة دون خروجها عن الطوق، وانتهجت القيادة الجديدة للعالم من أجل ذلك شتى السبل والوسائل، ففي حين تدخلت عسكريا في الخليج العربي كمقدمة لإقرار ما سمي بالنظام الدولي الجديد، كانت جحافل جيوشها تغزو بلد معدما مثل الصومال، وتقنبل طائراتها السودان، وتتقاطر معوناتها اللوجيستية المتواصلة على تل أبيب. ولئن كانت هذه المسلكية غير جديدة بالنظر إلى الأطماع التوسعية والإدارة الهيمنة التي شكلت الحافز لقوى الاستعمار من أجل ترتيب أوضاع العالم وفق مصالحها الاستراتيجية وحاجياتها الحيوية، فإن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أعطت المبرر الملائم لإعادة تحريك هذه النزعة لدى الغرب، عموما والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، إذ أن كارثة مانهاتن أحيت في دواليب صناع القرار الأميركيين مشروعا كان يراوح مكانه منذ أن حمل شارته المنظرون الأوائل للسياسة الخارجية الأميركية، وابتعثه من مرقده الوزير الإسرائيلي شمعون بيريز في فترة احتضار المعسكر الشيوعي، وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير والذي يمتد من المغرب إلى باكستان ويروم في تفاصيله إعادة تشكيل المنطقة على المستوى الجيوسياسي بما يوافق المطامح الأميركوصهيونية في السيطرة على مساحة مهمة تتكاثف فيها عناصر حيوية تضمن الوجود والاستمرار للقوى الكبرى وتشكل خزانا استراتيجيا للطاقة بجميع أنواعها. إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر لفتت انتباه الأميركيين إلى ضرورة مراجعة سياستهم تجاه المنطقة التي كانت المصدر الأول لمن خططوا ونفذوا هذه الهجمات، وبالتالي ضرورة الضغط على البلدان المنتجة لما سماه الساسة الأميركيون بالإرهاب من أجل وأد « الكراهية » و »التمرد » في مهدهما، وهكذا نشأ مفهوم الحرب الاستباقية ضد أي تهديد أمني قد يربك حسابات البيت الأبيض ويزعزعها، فتم بذلك التسريع ببرنامج غزو منطقة الخليج باعتبارها المجال المؤهل ليكون مركزا لعملية التغيير الاستراتيجي الجذري للمنطقة، وهكذا استكمل بوش الابن ما بدأه أبوه من استئصال شأفة النظام العراقي الذي خرج قويا من حرب الثماني سنوات مع إيران، وشكل في « عاصفة الصحراء » عنصر استفزاز لمشاعر وحساسيات الغضب العربي، واعتبرت الإدارة الأميركية أن القضاء على النظام العراقي وتفتيت البلد سيكون بلا شك بوابة ملائمة من أجل خلق نموذج جديد للدولة العربية المعاصرة، وخنق أي صوت قد يفكر في التمرد أو مواجهة الهيمنة، واعتبر الساسة الأميركان أن سهولة دحر نظام طالبان في أفغانستان سيكون مدخلا مشجعا لصنع مثيله بأسوار بغداد. فيما اتخذت الحرب عنوانا مغايرا لما كانت عليه إبان الحرب الباردة، ووجدت في شعار « مكافحة الإرهاب » مفتاحا للتدخل في أي منطقة وفي أي وقت وبأي شكل. والمغرب الكبير لم يشذ عن هذه القاعدة، رغم أن منظري السياسة الأميركية دأبوا في السنوات الأخيرة على التفريق بين المسارين الشرق أوسطي والشمال الإفريقي، إلا أن المنطقة وبطبيعة الأجواء السائدة في العالمين العربي والإسلامي، وببداهة تأثرها بما يقع في المشرق من أحداث وتحولات، وبحقيقة أن أبناء المغرب الكبير تواجدوا بأشكال متعددة في كل مناطق المواجهة مع الأميركان خصوصا في أفغانستان ومن بعدها العراق، وبواقع التحول الذي شهدته استراتيجية التنظيمات الجهادية العالمية من تشتيت للصراع فيما يبدو أنه محاولة لإنهاك الخصم الأميركي واستنزاف قواه، فإن منطقة المغرب العربي دخلت هذه المرة وبقوة في حساب الساسة الأميركان وبرامجهم، وتجاوزت الإطار الذي كانت تتحرك فيه مسبقا، حيث إن البلدان المغاربية ظلت أجواءها حكرا على أوروبا التي استفادت دول منها بشكل كبير من سابقتها الاستعمارية وكذا من قربها الجغرافي وقابلية بلدان المغرب العربي للتعامل معها، وهي البلدان التي طالما شكلت مجالا طبيعيا للصراع بين عدة أطراف تروم الاستفادة من عذرية المنطقة وانفتاحها على أكثر من واجهة جغرافية وسياسية. وهكذا تحول الاهتمام الأميركي بشكل متزايد نحو المغرب العربي، في أفق اتخاذه نقطة ارتكاز جيوستراتيجي تتوفر على شتى المؤهلات التي تجعل منها الخلفية المناسبة لإمداد القوى الكبرى بالطاقة والامتداد الميداني، وقد عزز من هذا الاتجاه تحول القاعدة إلى المنطقة، وتحويل المعركة إليها، في خطوة تنذر بعواقب وخيمة على بلداننا، وتؤشر على عبثية هذه التنظيمات وارتباك مديريها، ولا أدل على ذلك من طبيعة العمليات الدموية المنفذة في المغرب والجزائر على الخصوص. أن تحول القاعدة إلى المغرب الكبير معناه خلق مجال أكبر للتدخل الأميركي بالمنطقة وبالتالي إعطاء المبرر للإدارة الأميركية وجيوشها من أجل النزول على سواحلنا وإنشاء قواعد في أراضينا، مما يطرح السؤال وبحدة حول هوية هذه التنظيمات وأهدافها الحقيقية ومراميها. وقد بدأت ملامح السياسة الأميركية في منطقة المغرب العربي في الاتضاح عندما استطاعت عزل التعامل مع بلداننا على مسارات، فمن جهة هناك الغزل المتبادل بين ليبيا وواشنطن خصوصا مع خروج طرابلس من لائحة الدول الداعمة للإرهاب والاتصالات المستمرة بين البلدين رغم التصريحات الليبية المتناقضة في هذا الشأن، في حين تتموقع موريتانيا في مركز متقدم من حيث أنها الدولة المغاربية التي عبرت بصراحة عن فتح أبوابها للتعامل مع إسرائيل، أما بخصوص الجزائر فقد سجل الملاحظون مؤخرا حجم التبادل بين البلدين في مجال التسليح والخبرات النووية مما يدل على وجود نية لدى الإدارة الأميركية في تقوية طرف داخل أصلا في صراع مع المغرب، في الوقت الذي تتلكأ فيه واشنطن في إبراز وجهة نظر محايدة وواضحة في ملف الصحراء. إن ما يحرك السياسة الأميركية بمنطقة المغرب الكبير هو مصالحها الحيوية المتمثلة أساسا في في الثروة النفطية والمعدنية الهائلة التي تتمتع بها هذه البلدان، ناهيك عن اتخاذها مجالا جديدا لتثبيت الوجود وبناء القواعد العسكرية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وفي المجال السياسي والثقافي والاجتماعي حينما تشجع أميركا بعض الجمعيات المدنية والأحزاب والهيئات السياسية والإعلامية في سبيل خلق تباينات من شأنها زعزعة الوضع بمغرب يحتاج أكثر من أي وقت مضى للتوازن والاستقرار، وإعادة بناء الهيكل الثقافي والسياسي داخل بنية غضة وفي طور التشكل إن لم تكن في مراحلها الجنينية الأولى، ولا قدرة لها بأية حال على مقاومة وسائل التفتيت والتشريح العميق التي تمارسها آليات الغزو الأميركي. سعيد مبشور
  
(المصدر: موقع « ميدل إيست اونلاين » بتاريخ 23 ديسمبر 2007)

جهود التسلح المغاربية.. وانهيار الثقة بين الجيران

 
رشيد خشانة – تونس
أبرمت البلدان المغاربية في هذه السنة التي تستعد للرحيل، صفقات عسكرية تجاوزت في أحجامها ونوعياتها ما عقدته في الماضي. ورغم أن شلل الإتحاد المغاربي وعودة أجواء التوتر إلى المنطقة يرجعان إلى أكثر من عشر سنوات، فإن عنوان سنة 2007 كان التوجس من الجار واللجوء للتسلح، خوفا من اندلاع نزاعات عنيفة وتكريسا لنوع من توازن الرعب. نتيجة لسباق التسلح المحموم، أهدرت إمكانات مادية وبشرية كبيرة كان يمكن استثمارها في المجهود التنموي، وخاصة في إقامة مشاريع اقليمية تُكرس التكامل بين بلدان المنطقة، لو لم تكن الثقة مُنهارة بينها. كما أبصر عام 2007 عودة روسية قوية إلى أسواق السلاح المغاربية. فالطفرة النفطية التي استفادت منها كل من الجزائر وليبيا، حفزتاهما على تجديد ترسانتيهما والمحافظة على مسافة مهمة من التفوق العسكري على الجيران. وشكَّـل هذا الهاجس أحد الأهداف الرئيسية للزيارة التي أدّاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الجزائر في مارس من العام الماضي، ورد عليها نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بزيارة إلى موسكو في وقت سابق من العام الجاري. وخلال هاتين الزيارتين، استكملت الحكومتان المفاوضات على صفقة ضخمة، شملت شراء 300 دبابة من طراز « 90 أم بي تي أس »، التي تتفوق على دبابة « ميركافا » الإسرائيلية، و84 طائرة مُطاردة من طرازي « سوخوي » و »ميغ ». ويُفترض أن الجزائر تسلمت خلال العام الجاري 180 دبابة من الدبابات التي تُصممها شركة « روزوبورن إكسبور » الحكومية 2007. وكانت صحيفة « لوجون أنديباندان » الجزائرية كشفت النقاب عن قيمة الصفقة التي بلغت مليار دولار، والتي قالت إنها تشمل 300 دبابة من ذلك الطراز ستتسلمها الجزائر قبل سنة 2011. وجرب الجيش الجزائري هذه الدبابة قبل التوقيع على الصفقة، التي تشمل أيضا تدريب العسكريين الجزائريين على قيادتها. وفي السياق نفسه، يُنتظر أن تزود روسيا الجزائر بـ28 مطاردة من نوع « سوخوي 30 أم ك » من تصميم شركة « إيركوت » و40 مطاردة من نوع ميغ 29 و16 مطادرة خاصة بالتدريب من نوع ياك 130. وشملت الصفقة الضخمة، التي بلغت قيمتها 5.7 مليار دولار، ثمانية صواريخ أرض جو من طراز « تونغوسكي » وتجديد 250 دبابة جزائرية من طراز « تي 27 » وعدد غير معلوم من الصواريخ المضادة للدبابات من طراز « ميتيس وكورنت »، بالإضافة للقيام بأعمال صيانة للسفن الحربية الجزائرية، روسية الصنع. ومعلوم أن زيارة بوتين كانت مناسبة لمقايضة الديون الجزائرية تجاه موسكو والمُقدَرة بـ4.7 مليار دولار بصفقة الدبابات والطائرات، إذ قبِـل الروس شطب الديون المتخلِّـدة بذمة الجزائر، مقابل إبرام صفقة الأسلحة، وهذا النوع من العلاقة انتفى مع ليبيا مثلا التي صارت مرتبطة أكثر بالدول الغربية، منذ رفع العقوبات الدولية عنها، ناهيك أنها صارت ترسل طياريها المدنيين لإجراء التدريبات في ولاية سياتل الأمريكية. والمُلاحظ أن صحيفة « كومرسنت » الإقتصادية الروسية أكدت في عددها الصادر يوم 31 مارس الماضي تلك المعلومات تقريبا، في شأن الصفقة الروسية – الجزائرية، ومع تكريس تلك الصفقة، التي قُدرت مصادر أخرى قيمتها بـ7 مليار دولار، قفزت الجزائر إلى المرتبة الأولى بين زبائن الأسلحة الروسية على الصعيد العالمي، قبل الهند والصين. مخاوف التسلح ويجدر التذكير بأن تلك الخطوة، التي رأى فيها مُحللون عسكريون أكبر صفقة عسكرية تتوصَّـل إليها روسيا منذ انهيار الإتحاد السوفياتي السابق، أتت امتدادا لتسخين العلاقات العسكرية الثنائية الذي جسَّـدته زيارة رئيس الأركان النائب الأول لوزير الدفاع الروسي يوري بالويفسكي للجزائر في ديسمبر من العام الماضي، ردا على زيارة رئيس الأركان الجزائري العميد قايد صالح. وطبعا، أثارت الصفقة مخاوف عدّة، ليس فقط في المغرب، وإنما حتى لدى إسبانيا بسبب تزايد النفوذ الروسي في شمال إفريقيا. لكن المغرب اعتاد على اقتناء الأسلحة لدى المزودين الغربيين، وفي مقدمتهم فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا. وأظهر التقرير الأخير لوزارة الدفاع الفرنسية عن صفقات السلاح الذي تم تقديمه للبرلمان مطلع الشهر الجاري، أن المغرب تصدر زبائن فرنسا في القارة الإفريقية خلال السنوات العشر الأخيرة بصفقات بلغت قيمتها الإجمالية 690 مليون يورو، مقابل 245 مليون يورو فقط للجزائر في الفترة نفسها. كذلك، احتل المغرب المرتبة الأولى بين زبائن فرنسا في العام الماضي بصفقات بلغت 363 يورو بالنسبة للأسلحة و16 مليون يورو بالنسبة للعتاد الحربي. وتوقع محللون عسكريون أن يحافظ المغرب على حجم متقارب من العقود مع فرنسا، لدى الإعلان عن الصفقات المٌـبرمة في السنة الجارية. والثابت، أن صفقة السلاح الروسي للجزائر شحذت السباق بين المغرب والجزائر المتصارعين على الصحراء، نحو تكديس أحدث الأسلحة وأفضل العتاد. عقود تسليح ضخمة لكن ليبيا عادت بقوة أيضا إلى أسواق السلاح بعد رفع العقوبات الدولية عنها في سنة 2004، و »اشتغل » الليبيون على محورين رئيسيين، هما فرنسا لتحديث الطائرات التي سبق أن اشتروها منها في السبعينات، ولكن أيضا لاقتناء سلاح وعتاد جديدين، وروسيا لشراء طائرات ودبابات جديدة. واستمرت المفاوضات على هاتين الجبهتين نحو سنتين، لكي تُتوج في السنة الجارية بالتوقيع على عقود تسليح ضخمة. وفي هذا الإطار، أبرمت باريس وطرابلس بمناسبة زيارة العقيد القذافي إلى فرنسا، عقودا دفاعية قُدرت بـ4.5 مليار دولار في إطار مذكرة حول التعاون في مجال التسلح، وقّعت في قصر الإليزيه مساء اليوم الأول من زيارة القذافي لباريس. وتتضمن قائمة المشتريات 14 طائرة من نوع «رافال» و35 مروحية و6 طرادات سريعة وسفينتين عسكريتين وبطاريات صواريخ و150 آلية مصفحة، لكنها لا تزال بمثابة عقود قيد الانجاز. لكن وكالة «فرانس بريس» نقلت عن مصدر صناعي فرنسي أن بدء مرحلة « تفاوض حصري » يختلف تماماً عن استدراج عروض مفتوح أمام الجميع. وقال المصدر « إنه (التفاوض الحصري) إشارة إيجابية جدا، إلا أنه لا يؤكد تلقائياً بلوغ مرحلة توقيع عقد في هذا الصدد ». وفي السياق نفسه، توصلت فرنسا أيضا إلى عقود مدنية مؤكَّـدة مع ليبيا، تمثلت في 21 طائرة «إيرباص» من بينها 10 من طراز «أ 350» و4 من طراز «أ 330» و7 من طراز «أ 320»، تستخدمها الخطوط الجوية الليبية والإفريقية، وهي بقيمة مقدرة بحوالي 2.7 مليار دولار. وكانت باريس تتفاوض مع ليبيا على صفقة لتحديث 30 طائرة حربية من طراز ميراج أف1 اشترتها منها قبل فرض حظر على تصدير الأسلحة إليها. وتعهدت شركتا « أستراك » و »داسو للطيران » بمتابعة المفاوضات الفنية لتحديد سعر كلفة التحديث، والتي تتراوح بين 10 و20 مليون يورو لكل طائرة، بحسب مستوى التجديد الذي سيطلبه الجانب الليبي. وتتميز تلك الفئة من الطائرات الفرنسية بكونها مجهزة بصواريخ جو جو من طراز « ماجيك »، كذلك أبرمت مجموعة « إيدس » (EADS) للتصنيع الحربي صفقة مع ليبيا لتجهيزها بنظام رادار لمراقبة الحدود والمواقع النفطية، وأبدى الليبيون ميلا لنظام الدفاع الجوي المعروف بـ « أستر » (Aster). ولم تقتصر خطة التحديث العسكرية الليبية على القوات الجوية، وإنما شملت الدفاعات البحرية أيضا، إذ وقع الليبيون بالأحرف الأولى في يوليو الماضي على صفقة مع شركتي « تيليس » (Thales) و »المنشآت الميكانيكية » في مقاطعة نورماندي (شمال فرنسا)، لبناء ست خافرات سواحل مجهزة بالصوايخ الفرنسية – الإيطالية « أوتومات »، بقيمة 400 مليون يورو، فيما توصلت مجموعة « إيدس » إلى اتفاق مع مؤسسة « ليبيا أفريكا بورتوفوليو » لإقامة مركز للتدريب والصيانة في مجال الطيران الحربي. أكبر صفقة فرنسية وتعتبر هذه الصفقة الأكبر التي حصدتها المجموعات الفرنسية منذ ثلاثين عاما، وهي تسعى للحصول على حصة رئيسية من المشاريع العسكرية الكبيرة التي تخطط لها ليبيا للمرحلة المقبلة، والتي تُقدر موازنتها الإجمالية بنحو 20 مليار دولار. وأعطت الحكومة الفرنسية، التي تأمل الحصول على حصة لا تقل عن 20% من الصفقات العسكرية الليبية، موافقتها على بيع طائرات جديدة من طرازي « رافال » و »تيغر » لليبيا، لكنها اشترطت أن تمر الصفقات من خلال اللجان الوزارية المشتركة المكلفة « بدراسة تصدير العتاد الحربي ». ويعتبر الفرنسيون أنهم تأخروا في قطف ثمار المتغيرات المتمثلة في رفع الحظر على تصدير السلاح إلى ليبيا منذ سنتين، ولذا، فهم يعملون الآن على « كسب الوقت الضائع »، وهذا ما يُفسر الدور الخاص الذي لعبته فرنسا في تسوية أزمة الممرضات البلغاريات، اللائي كن سجينات في ليبيا. وكشف مارك بيريني، الممثل السابق للمفوضية الأوروبية في طرابلس، مؤخرا النقاب للنواب الفرنسيين أن المفاوضات على صفقات التسلح والطاقة النووية، مثّلت العامل النهائي الذي أدّى إلى الإفراج عن الممرضات الست والطبيب الفلسطيني الذي كان مسجونا معهن في ليبيا. والسؤال الذي يفرض نفسه لدى استعراض هذه الصفقات الضخمة هو الآتي: ضد أي أخطار تتسلح ليبيا؟ والظاهر أن الجواب مزدوج، فهي تسعى أولا لفرض هيبتها على الجيران والدول الإفريقية عموما، خاصة وهي تظهر في مظهر الراعي للإتحاد الإفريقي، وثانيا، تُوجه رسائل إلى الدول الكبرى، مفادها أننا لسنا في حاجة لوجودكم العسكري لحمايتنا وفرض الإستقرار والأمن في المنطقة، وهذا الكلام مُوجه في الدرجة الأولى للولايات المتحدة التي شكلت قوة التدخل السريع في إفريقيا « أفريكوم » (مقرها الوقتي في شتوتغارت) وعارضها أفارقة كُثر بينهم ليبيا. ومن باريس، انتقل القذافي إلى مدريد في زيارة رسمية، من بين أهدافها تذليل الصعوبات أمام صفقات أسلحة مع إسبانيا لا زالت مُعطلة منذ العام الماضي بسبب المعارضة الأمريكية لإبرامها، وفي مقدمتها صفقة بقيمة 24 مليون يورو لشراء مروحيات من طراز «شينوك»، وأخرى بقيمة 48 مليون يورو كانت توصلت لها الحكومة الليبية مع مجموعة «إندرا» الإسبانية لتحديث وسائل المراقبة في المطارات المدنية الليبية. شراكة إستراتيجية أمريكية ليبية وإلى جانب فرنسا وإسبانيا، فاتح الليبيون الولايات المتحدة في هذا الموضوع، طِـبقا لما أوردته صحيفة « الشرق الأوسط » في تقرير نشرته يوم 18 يوليو الماضي. وكشفت مصادر ليبية وعربية مسؤولة أمس لـ «الشرق الأوسط» أن ليبيا تسعى إلى ما وصفته بشراكة إستراتيجية كاملة مع إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، بما في ذلك توقيع عقود تسليح لتزويد الجيش الليبي بمعدّات وأجهزة عسكرية تقنية متطورة، مشيرة إلى أن ليبيا تريد الحصول على تعهد رسمي ضمن اتفاقية عسكرية مشتركة، تضمن فيها الولايات المتحدة أمن الأراضي الليبية وسلامتها في حال تعرضها لأي هجوم خارجي. وسبق أن حصلت ليبيا على تعهّـدات وضمانات رسمية من الحكومة البريطانية في وقت سابق من العام الحالي، بمساعدتها عسكريا إذا ما تعرّضت إلى غزو أو خطر خارجي. مناورات ليبية – جزائرية وبقدر ما شكل مجهود التسلح مصدر توتير للعلاقات الجزائرية – المغربية، لم تظهر في سماء العلاقات بين ليبيا والجزائر، زبوني الأسلحة الرئيسيين في المنطقة، أي سحب، بل على العكس تعزز التقارب. ولوحظ أن قوات ليبية وأخرى جزائرية قامت بمناورات مشتركة مطلع الشهر الجاري في جنوب مدينة زليطن الليبية على بعد أكثر من 100 كم من مدينة طرابلس، هي الأولى من نوعها بين الجيشين منذ سنوات طويلة. وكانت المناورات بمثابة « التمرين التعبوي بالذخيرة الحية » على مساحة يصل عمقها الى خمسين كيلومترا، وضمّـت وحدات من الجيش الوطني الشعبي الجزائري وأخرى من الجيش الليبي « جحفل الشهيد خميس أبو منيار »، التي يقودها ابن الزعيم الليبى العقيد خميس معمر القذافي. وأسندت القوات البرية بأسراب من الطيران المقاتل والطيران العمودي للدعم الناري وطيران النقل، بالإضافة إلى أسلحة التأمين القتالي الأخرى المعزّز بكتيبة دبابات وسرية صاعقة ومظلات من الجيش الجزائري، قوامهما ألفاَ جندي وضابط. وأقيمت تلك المناورات، التي حضرها اللواء أبوبكر يونس جابر، القائد العام للجيش الليبي والفريق قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، في الذكرى الخمسين لمعركة إيسين التي تلاحم فيها المجاهدون الليبيون مع المقاومين الجزائريين في مواجهة الاستعمار الفرنسي. وأفاد اللواء عبد الرحيم صالح، رئيس هيئة العمليات والتدريب في الجيش الليبي في تصريح أدلى به لصحيفة « العرب » الليبية، أن الجيشين الليبي والجزائري يعتزمان القيام بتدريبات مشتركة أخرى، بما فيها مناورات مماثلة في العام المقبل. ونفى أن تكون المناورات موجَّـهة ضد « تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي »، قائلا « هذا التمرين هو تمرين اعتيادي، وفي السنة القادمة قد نشترك فى تمرين آخر بالجزائر، والتمرين مستمر بهذه الكيفية لتقوية جيشينا وتجديد قدراتنا وإدخال التقنيات الحديثة باستمرار وتوحيد المفاهيم والمصطلحات. فنحن في الحقيقة شعب واحد ولا نوجِّـه التمرين ضدّ أحد في الأساس ». تونس وموريتانيا أما تونس وموريتانيا، فحافظتا على نسق التسلح المعتاد عليه مع المُزودين الغربيين التقليديين، وفي مقدمتهم فرنسا والولايات المتحدة. وشكلت « الحملة على الإرهاب »، التي تقودها الإدارة الأمريكية الحالية، حافزا على تكثيف الإجتماعات وأعمال التنسيق، وبخاصة في إطار اللجان العسكرية المشتركة. ولوحظ أن خمسة وفود عسكرية وأمنية أمريكية زارت تونس خلال العام الجاري لعقد اجتماعات مع مسؤولين محليين، من ضمنها اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة في تونس في مايو الماضي، وعقد ندوة للحلف الأطلسي في العاصمة التونسية خلال الشهر الموالي، بالإضافة للزيارة التي أدّاها وفد من الضباط الأمريكيين في إطار دورات « كابستون » للتأهيل العسكري. وتستقطب دورات معهد الدفاع في « كابستون »، قرب واشنطن، العناصر المتميزة من خرِّيجي الكليات العسكرية، وهي ترمي لتدريبهم على التخطيط وقيادة العمليات المشتركة. وكان مساعد رئيس الأركان الأمريكي، الأدميرال إدموند جام باستيان، زار تونس تمهيدا لاجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة، وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين التونسيين تطرقت لمجابهة الأخطار المتنامية التي تشكِّـلها شبكة « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، وخاصة بعد التفجيرات التي هزت الجزائر والدار البيضاء في وقت سابق من العام الجاري، كما زارت قِـطع حربية أمريكية تونس بقيادة الأدميرال إدموند جامباستياني أواخر شهر أبريل الماضي. وطوّر التونسيون تعاونهم العسكري مع إيطاليا، أحد مُزوديهم الرئيسيين بالسلاح، إذ زار وزير الدفاع الإيطالي أرتورو باريزي تونس وركز محادثاته مع المسؤولين المحليين على سُـبل تعزيز الأمن في المتوسط ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة. ورأس باريزي خلال الزيارة، التي استمرت ثلاثة أيام، اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة مع نظيره كمال مرجان، والتي ركزت أعمالها على التكوين العسكري ومراقبة المياه في الحوض الغربي للمتوسط. أما موريتانيا، فشاركت قواتها في مناورات عسكرية واسعة استمرت شهرا، بإشراف الولايات المتحدة في منطقة قريبة من عاصمة مالي باماكو وبمشاركة 13 بلدا أوروبيا وإفريقيا. ورمت المناورات، التي حملت اسم « فلينتلوك 2007″، إلى تعزيز الجاهزية القتالية في مكافحة الجماعات المسلحة التي تنتشر في منطقة جنوب الصحراء، وكانت الثالثة من نوعها منذ سنة 2005. (المصدر: موقع « سويس إنفو » بتاريخ 21 ديسمبر 2007)

 

في الأسبوع الأخير لعام 2007: الحصاد العربي المر

آمال موسى أيام قليلة تفصلنا عن رحيل عام 2007، لتدخل سنة جديدة لا ندري ماذا تخبئ لنا من المفاجآت، خصوصا أن العالم العربي ما زال يعيش على هامش الأحداث الكبرى وعلى هامش التنمية والتقدم والإصلاح السياسي وغيره.. عالم يضم قرابة 350 مليون نسمة، ولكنه يعيش كأي عامل يومي، لا يعرف كيف يخطط لمستقبله ولتطوره ولا كيف يعالج مشاكله ويحولها الى فرص متاحة للخلق والابتكار. في مثل هذه الأيام، يراجع الناس عادة ماذا أنجزوا طيلة عام كامل وفيما أخفقوا وكم خسروا وكم ربحوا، وما هو برنامج عملهم ومشاريعهم المقبلة في العام القادم. وكما الأفراد تفعل الدول والشعوب، التي تروم الصعاب وتهوى صعود الجبال وإرادة الحياة. وفي هذا السياق، نتساءل عن حصاد العالم العربي في هذه السنة، وما إذا كان هزيلا أم مكتنزا؟ إن الأيام الأخيرة من كل سنة إدارية لا يستمتع بها سوى المجتهدين والناجحين والعاملين وبالتالي، الذين زرعوا وحرثوا وعندما حان ميقات القطاف، وجدوا الثمر يتدلى شهيا وباعثا للبهجة في النفوس. ولكن نصيب الشعوب من حصاد الثمرات لا يعدو أن يكون الا قليلا وشحيحا جدا. ويكفي أن نشغل ذاكرة عام 2007، لنشاهد ما لا نحب ونتذكر ما نكره. بل أننا لا نحتاج الى ذاكرة وأغلب المشاهد، ما زالت تعتمل وتتكرر في الحاضر، كأرض زمنية للواقع. جرح العراق ما زال ينزف وأخبار القتلى في بغداد وبعقوبة وغيرهما، تتصدر الصفحات الأولى للجرائد وعناوين نشرات الأخبار. ويصعب أن يمر يوم من دون تفجير انتحاري وخير ما انتهت به 2007، خبر تسليم القوات البريطانية الملف الأمني لمحافظة البصرة للحكومة العراقية. وما عدا ذلك، فإن تنظيم القاعدة ما زال، يربك الوضع في العراق والريبة الشيعية السنية في صعود ونزول ومئات من أطفال العراق حسب منظمة اليونيسيف يتعرضون للقتل والخطف. أما قصة لبنان مع القاتل المجهول، فلم تنته بعد، حيث تم اغتيال النائب بيار جميل واللواء فرنسوا الحاج، وعاش لبنان الأسابيع الأخيرة على وقع فراغ رئاسي على إثر انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود. وقد اشتدت خلال هذه السنة التعقيدات السياسية وازدادت علاقة المعارضة بالموالاة تدهورا، مما عطل مشروع الوفاق الوطني، ونمت أكثر فأكثر ظاهرة التدخل الأجنبي والحسابات الاقليمية على حساب البلد الصغير والمنهك لبنان. أما القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي الاسرائيلي والفتيل الأساسي لأزمة العالم العربي، فإنها أغلب الظن لم تكن في المقام الاول خلال عام 2007. فالقضية تحولت الى صراع حزبي بين فتح وحماس، بلغ مستويات مهينة وعشنا فصولا من فتنة واقتتال ومواجهات بينهما، تم فيها توظيف خيار الحسم العسكري واشتغلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية لصالح حرب اهلية مقنعة بين طرف يؤمن بالتسوية وآخر يراهن على المقاومة.. بمعنى آخر أثبتت إسرائيل للقوى الداعمة لها، هشاشة المشهد السياسي الفلسطيني وماهية الميكانزمات التي تحركه. هذه نماذج مركزية من دول عربية استأثرت بالأحداث عام 2007، من دون أن ننسى أن يد الإرهاب في العالم لا تزال طويلة، وأنه رغم الحرب المعلنة ضده، فإنه منذ تاريخ أحداث 11 سبتمبر 2001 والى اليوم لم ينجح العالم في قضم اظافره ولا قطع يده. وعلاوة على العراق، فإن المغرب العربي نال نصيبه من الأحداث الارهابية، وظهر ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ويمكن القول إن ليبيا استثمرت عام 2007 في تجسيد تغير نوعي في سياستها الخارجية إزاء دول غربية، فقامت بتسوية قضية الممرضات البلغاريات، وزار الرئيس الليبي باريس، وأمضى عقودا بالمليارات، بل انه حتى وزيرة خارجية الولايات المتحدة أعلنت عن استعدادها لزيارة ليبيا قريبا. أما في مسيرة الاصلاح السياسي وتحديدا الخيار الديمقراطي، فإن الواقع السياسي العربي في عام 2007، لم يكن لصالح قوى المعارضة، التي خفت صوتها ونجحت بعض النخب السياسية الحاكمة في تطويع أدوات الديمقراطية بشكل يطيح من يقف ضدها. فأين نحن من حصاد مثمر يثلج الصدر؟ ربما يكون الجواب مفرحا في عام 2008. amelmoussa@yahoo.fr
 
 (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 ديسمبر 2007)


هل يحكم الاخوان مصر؟

 

 
عبد الحليم قنديل: لا تبدو الاجابة بـ نعم تلقائية كالماء والهواء، رغم ان ظاهر الحال يوحي بالزمن الاخواني، والنظام الحاكم يتصرف بذعر لافت، وكأن جحافل الاخوان علي باب القصر الرئاسي، ولم تكن صدفة ان الموسم الممتد لاعتقالات الاخوان قد بدأ اواسط التسعينيات، وبالذات عقب نجاة الرئيس مبارك من حادث الاغتيال الشهير في اديس ابابا سنة 1994، صحيح ان تشريعا كان قد صدر قبلها لإجهاض زحف الاخوان علي مجالس النقابات المهنية، وكان فوزهم الغالب ـ الأول ـ بمجلس نقابة المحامين هو شرارة التفجير، لكن حوادث الصدام ظلت متناثرة، ولم تنتقل بالعلاقة من التسامح والتجاهل الي الصدام ورغبة الاجهاض التنظيمي الا بعد حادث اديس ابابا.

فقد اثار الحادث ـ بتداعياته النفسية ـ سؤال الخلافة في مصر، ولم تكن صدفة ان جمال مبارك قد اعيد وقتها من لندن، وبدأت عملية اعداده لدور عبر المجلس الرئاسي المصري الامريكي، ثم جمعية المستقبل، ثم الحزب الوطني بنهاية القرن الفائت. وبالتوازي بدأت الحملة الشرسة ضد الاخوان لمجرد كونهم اخوان، وعادت تهمة الانتماء للاخوان التي جري التساهل معها لربع قرن قبلها، لتؤدي بقيادات الجماعة الي المحاكم العسكرية، ورغم ان حيوية النقابات المهنية ـ المسيطر علي مجالسها اخوانيا ـ كان قد جري تجميدها، الا ان نفوذ الاخوان في الانتخابات العامة بدا اخطر، واكثر اثارة لفزع نظام يضعف باطراد. كان النظام في سنوات استقراره الاولي قد تجاهل وجود الاخوان في البرلمان، وبدا متسامحا معه الي حد ظاهر، فقد وصل الاخوان للبرلمان بالتعاون مع حزب الوفد في انتخابات 1948، ووصلوا بأعداد اكبر للبرلمان بالتحالف الاسلامي مع حزب العمل في انتخابات 1987، ومع اختلاف المشهد زادت الحساسية الامنية، ففي انتخابات 2000 كان للاخوان سبعة عشر مقعداً، ثم تضاعف العدد مرات الي 88 نائبا في انتخابات 2005، وبدت ضراوة حملات الأمن موازية لمعدلات فوز الاخوان، وانتهت روح الفزع الي شلل في عقل نظام سابت مفاصله، والي تنكيل منتظم بالاخوان، والي حد انه لا يكاد يمر يوم دون ان يكون خبر الصباح الاول هو اعتقالات جديدة للاخوان في مصر.
ورغم ان الاخوان خزان بشري هائل، وعضويتهم المنتظمة قد تصل الي مئة الف، والعضوية بالتأثير قد تصل الي مليون، فان قوة الاخوان الاجتماعية لا تبدو بكل هذا السحر، لكن الانطباع ـ احيانا ـ يغلب الحقائق، والصيت افضل من الغني، والمقولة القديمة التي صاحبت حزب الوفد ايام مجده الكبري ـ عقب ثورة 1919 ـ تعاود الترداد، كانوا يقولون وقتها لو رشح الوفد حجرا لانتخبناه ، ولن تعدم من يقولها هذه المرة بصدد الحديث عن الاخوان، وان الاخوان لو رشحوا حجراً لانتخبه الناس.
ولا يبدو ذلك دقيقا تماما، فقد فاز الاخوان في انتخابات 2005 بخمس مقاعد البرلمان، وكان بوسعهم بالتأكيد ان يفوزوا بما هو اكثر، وفي تصريحات لاحقة اعترف احمد نظيف رئيس الوزراء بالتزوير الذي جري، وقال ـ طبقا لتقارير امنية علي ما يبدو ـ ان الاخوان كان بوسعهم الفوز بمئة وعشرين مقعدا، لاحظ ان عدد مقاعد البرلمان يصل الي 454 عضوا، وعشرة منهم بالتعيين الرئاسي، وبحسب تصريحات نظيف الامنية الاصول، فقد كان بوسع الاخوان الحصول علي نسبة تقترب الي 30% من مقاعد البرلمان، والنسبة قريبة من المدي الحقيقي لنفوذ الاخوان في الشارع. ونتصور ان بوسعهم كسب ثلث مقاعد البرلمان لو جرت الانتخابات حرة، وبالطريقة الفردية السارية الآن، وقد تزيد لو جرت الانتخابات حرة بطريقة القوائم النسبية، وهو ما يعني ان بوسع الاخوان ـ علي افضل تقدير ـ الحصول علي 40% من اصوات الناخبين، وقد تنخفض النسبة المتوقعة لو تكررت نوبات الانتخابات الحرة، وكما جري في المغرب والاردن والجزائر. وتبدو النسبة اقل من الفوز المحتمل للاخوان في اتحادات الطلاب وهيئات التدريس والنقابات المهنية لو جرت انتخابات حرة، فالتكوين القيادي المؤثر للاخوان في غالبه من المهنيين الذين كانوا قيادات طلابية في اواخر السبعينيات وفي الثمانينيات.
والمحصلة: ان حضور الاخوان النقابي يبدو اكبر بكثير من حضورهم في الشارع، وقد نلفت النظر ـ مثلا ـ الي حركات الاضراب والتمرد الاجتماعي التي تجتاح مصر في الشهور الاخيرة، وقد بلغ عددها اكثر من 500 اضراب واعتصام وتمرد اجتماعي، وهي سائرة الي اتساع مطرد، وبدا الاخوان ـ رغم كونهم اكبر جماعة شعبية ـ غائبين بالجملة عن المشهد الصاخب، صحيح ان الحركات والاحزاب السياسية ـ غير الاخوان ـ تبدو غائبة هي الاخري، وان طوفان الغضب الاجتماعي يبدو تلقائيا اكثر، وبلا تأثير سياسي ظاهر، لكن اصواتا وقيادات ناصرية ويسارية بدت علي قدر من الحضور، او قل انها ترغب اكثر في التحام مع تيار الغضب التلقائي الجارف.
والمعني: ان المشهد الموحي اكثر برغبات واشواق التغيير يبدو خاليا من الاخوان، وان كان بوسع الاخوان ـ بالطبع ـ الاستفادة مما يجري. ربما السبب: ان الاخوان الآن كتلة بشرية اكبر بما لا يقاس بالنسبة الي غيرهم، ثم انهم علي قدر كبير من التنظيم والانضباط، ثم انهم جماعة مظلومة سياسيا كما غالب الشعب المظلوم اجتماعيا، والاحساس بوطأة الظلم يرفد بعضه بعضا، والاخوان عنوان جاهز اكثر من غيره في المدي الاقرب، وقد تصل عليه رسائل الغضب بطريقة اسرع، وليس متوقعا ـ بطبائع الحال ـ ان يحدث ذلك في ظل بقاء مبارك بالحكم، فإدارة مبارك عازمة تماما علي حذف الاخوان من معادلة السياسة، وتعديلات الدستور الاخيرة ـ في مارس 2007 ـ تبدو مصممة بالذات لإخلاء الطريق من الاخوان. ثم ان الدولة الامنية لا شغل سياسياً لها الآن سوي عمليات اقتفاء اثر الاخوان، ولا يبدو الاخوان علي استعداد كاف للمواجهة، او الاعتصام بقوة الناس. مرشد الاخوان مهدي عاكف صرح اخيرا بأنهم لن يخوضوا انتخابات المحليات المقررة في ايار (مايو) 2008، وهي رسالة تهدئة مفهومة المعني، وقال ايضا: ان مبدأ الاخوان الآن هو عدم التظاهر ضد الدولة البوليسية، وهو ما قد يعني اخلاء طرف اخواني من سلك الغضب الاجتماعي الطافح، وربما الابتعاد بالاخوان لمسافة تفصل عن نخب الغضب السياسي في كفاية واخواتها بينما تبدو النخب الاخيرة اكثر احتفالا بالغضب الاجتماعي، وتبدو ـ علي ضعفها التنظيمي المنظور ـ اكثر صدقية واستقامة في سلوكها السياسي، فهي ترغب في تغيير النظام بالجملة، ولا تبدو مدفوعة بشهوة استيلاء علي سلطة، ولا بالتربص للفرص، وفي حال الاخلاص الوجداني لحلم التغيير وتيار الغضب الاجتماعي المحمل بالوعود.. وبالرعود.
هذه بعض تعقيدات الصورة المصرية الآن، وهي تعني ـ فيما تعني ـ ان بوسع الاخوان الوصول للحكم، وبالمشاركة غالباً لا بانفراد، فبوسع الاخوان ـ بالاختيار المجرد ـ ان يشاركوا في لعبة قصر، او في انتفاضة شارع، ولعبة القصر طريقها مفهوم، وفي قيادة الاخوان من يفكر فيها علي ما يبدو، فالمعروف ان مكتب الارشاد (13 عضوا) لا يزال تحت سيطرة الجيل الأقدم المؤسس، وهو الجيل المحكوم بفكرة المحنة والابتلاء الرباني، ويتخوف من الاندفاع في المواجهة، وخشية ان يتكرر ما جري من قبل علي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وان تنزلق قدم الاخوان الي محنة التفكيك الكامل للجماعة. ورغم ان الفكرة اقرب الي العقدة النفسية، فإنها لا تزال تعمل علي ما يبدو، وتغفل الفروق التي تخزق العين، فنظام عبد الناصر لم يكن مجرد آلة امنية، وقد كانت بيد نظام ساحق في شعبيته، وجاذب لقبول الناس بمزيج المصالح والمطامح، وقد تصادم عبد الناصر مع الاخوان في 1954 وهم جماعة شعبية، وتصادم مع الاخوان في 1965 وهم جماعة عنف محصور، وفرق الجهد ـ عبر عقد واحد ـ كان فائض قيمة شعبية لنظام عبد الناصر، وان تجاوز امنيا، اما آلة مبارك الامنـــــية فلا تبدو سوي عصا ينخرها النمل، فقد تآكلت القواعد الاجتماعية للنظام المغلق.
ثم ان وضع الاخوان الآن مختلف، ونخبتهم القيادية المؤثرة ليست نخبة مشايخ، وحرصها علي التواصل مع الآخرين في المعارضة ـ بمصالح السياسة ـ اكبر بكثير، وهو اتجاه يبدو في حالة كمون الآن، وخصوصا مع تزايد الخطر الامني. ما علينا، فلا نريد ان نخوض في تقويم بالتفاصيل الآن، المهم ان تفكير المرجئة في قيادة الاخوان قد ينتهي بانزلاق الي ما لا نحب للاخوان، قد ينتهي الي نوع من التواطؤ الضمني الصامت مع سيناريو التوريث، ونقل الرئاسة ـ بانتخابات صورية ـ من مبارك الاكبر الي مبارك الاصغر، في هذا السياق تتصل تصريحات متفرقة لها دلالة لا تخفي، مرشد الاخوان الاستاذ مهدي عاكف اتهم ـ ذات مرة ـ حركة كفاية بأنها تشتم مبارك ، وهو ما قد يعني ان الاخوان ـ بمنطق المخالفة ـ مؤدبون ومهذبون، ولا يفعلونها.
وليست القصة ـ علي اي حال ـ في محاكم الجنايات بل في احكام السياسة، فالنائب الأول للمرشد د. محمد حبيب صرح ـ مرة ـ انه لا مانع من ترشيح جمال مبارك للرئاسة بشرط الانتخابات الحرة، وطبيعي ان ادارة مبارك لا تريد من الاخوان سوي واجب الوفاء بالمقطع الأول من التصريح، اما حق الانتخابات الحرة فشرط معلق في هواء، وفي الممارسة ـ بعد التصريحات ـ يبدو الإيحاء الخطر اكثر وضوحا، فقد شارك الاخوان في انتخابات الشوري التي جرت في ابريل 2007، وقرروا المشاركة بعشرين مرشحا فقط، والعدد اقل من نصف النصاب المطلوب (45 عضوا) لتأهيل اخواني للترشح في انتخابات رئاسة مقبلة، وكان رد السلطة الامنية الباطشة ان حرمتهم من الفوز بأي مقعد من اصله، ثم جاء القرار المبكر لمرشد الاخوان بعدم المشاركة في انتخابات المحليات ليكمل الدائرة، فالدستور المصري ـ بعد ترقيعات العائلة وتعديلاتها ـ يشترط توافر 140 مقعدا في المحليات لتأهيل اي مستقل لفرصة ترشح في انتخابات الرئاسة، والاخوان ـ في عرف القانون المصري ـ في حكم المستقلين لأن جماعتهم محظورة، والممارسة المرئية مغرية لتصديق تصور ان الاخوان قرروا ترك الرئاسة لمبارك وابنه من بعده، وربما بهدف خفض الحملات الامنية فيما تبقي من ايام مبارك الأب، وان تتاح الفرصة ـ فيما بعد ـ لعودة هادئة للسياسة بعد استقرار الامور لصالح نجله، وقتها لن يمكن ـ باستطراد التفكير ذاته ـ تجاهل الاخوان، فهم اكبر جماعة في التوازن السياسي القائم، وكسب فرصة العمل بالسياسة ـ مع توقي المطاردات الامنية ـ يبدو مفيدا بالنزعة البراغماتية، وقد يسمح لهم بالوصول للحكم ولو بالمشاركة مع جماعة جمال مبارك، او مع جنرال بديل قد تنتهي اليه الرئاسة في ظروف غضب اجتماعي.
سيناريو آخر لوصول الاخوان للحكم قد لا يصح اغفاله، ويبدو علي مسافة تفكير تفصل عن السيناريو البراغماتي، فأغلب قيادات الاخوان الوسطي من جيل السبعينيات وما بعده، وهؤلاء اكثر تحررا ـ بتواريخ الممارسة ـ من عقدة عبد الناصر ، واكثر تسييسا في مقابل غلبة التديين المسيطر علي وجدان الجيل الأول، وأكثر تفاعلا مع التيارات الوطنية والديمقراطية واليسارية، ومع قيادات الناصريين الجديدة بالذات، ولم تكن صدفة ان د. عبد المنعم ابو الفتوح ود. عصام العريان كانا الوحيدين من قيادات الاخوان البارزة اللذين وقعا علي بيان كفاية التأسيسي، ويبدو د. عبد المنعم ابو الفتوح ـ بالذات ـ عنوانا لتجديد اخواني براديكالية طاغية، ولا يبدو شخصا معلقا في فراغ، ولا يكتسب قيمته المؤثرة من مجرد عضويته في مكتب الارشاد، فهو القائد الفعلي لجيل السبعينيات في جماعة الاخوان، بينما يبدو رفيقه د. عصام العريان اقرب لطموح سياسي يستحقه، فهو رئيس المكتب السياسي المستحدث في الجماعة، واقرب للتفاهم مع الجيل الأقدم في مكتب الارشاد الذي لا يتمتع بعضويته الي الآن، وليس سرا ان دور د. عبد المنعم ابو الفتوح ـ بالذات ـ كان بارزا في دفع الاخوان للمشاركة في مظاهرات الغضب السياسي، وبالذات في مظاهرات تنتصر لتمرد القضاة، وهو يبدو اقرب ميلا لدعم تحالف وطني مع اطراف المعارضة الجذرية، واقرب الي تصور يقود فيه الاخوان ـ بثقلهم الملموس ـ حركة سياسية وطنية جامعة، وتعتمد اساليب العصيان السياسي القابل للتحول الي عصيان مدني، وهو تصور شاركه فيه ـ احيانا ـ د. محمد حبيب النائب الأول لمرشد الاخوان، خاصة في سلسلة نداءات الكترونية حملت عنوان نداء للمصريين ، فأبو الفتوح ليس ظاهرة فردية ولا عابرة، وان بدا انها تتعرض للحصار احيانا ولدواعي الحرج في احيان اخري، فهو يعكس ميلا الي التحول بالاخوان لحزب سياسي بغير التباسات الجماعة الدينية، وانحيازاته الاجتماعية لغالبية الناس اكثر رسوخاً، وقد يصح اعتباره رأسا لسيناريو ديمقراطي مختلف ومتقاطع مع السيناريو البراغماتي ، وقد يعني فرصة لوصول الاخوان للحكم بالمشاركة مع قوي اخري في سياق تغيير اكثر جذرية، وعلي الضد تماما من دواعي تورط في صفقة توريث جمال مبارك. وصول الاخوان للحكم ـ اذن ـ معلم علي احد شرطين، اما نوع من التهدئة والمساومة مع قصر الحكم الراهن، او باندفاع محسوب في مغامرة تغيير استنادا لقوة الناس، لكن السؤال الذي يبقي معلقا، هو باختصار: هل تسمح امريكا بوصول الاخوان للحكم بينما ظلها ممدود في مصر؟ وما هو مصير كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع اسرائيل؟ ہ كاتب من مصر
 
 (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 ديسمبر 2007)
 


ما لم يجب عليه الملأ في مداخلة أدونيس ختم النبوة تأكيد على كمال العقل الانساني المستنير بمقاصد الوحي الالهي

 
عبدالباقي خليفة لم يكن يخطر بالبال أن يتهجم الشاعر أدونيس على الاسلام في دولة عربية يفترض أنها  » دار اسلام « ( الامارات العربية المتحدة ) دون أن يكون هناك موقف يرقى لمستوى التجني واللاعقل في مداخلة أدونيس في ما تم تعريفه تجنيا  ب ( مؤتمر المعرفة ! ) وتحديدا الجلسة التي تم عنونتها ب  » التنوع الثقافي في المجتمعات العربية  » بل قوبل بتصفيق البعض ،واستحسان البعض ممن أطلق عليه لقب ( شاعرنا ) أومديح ،الفقي ، له ووعده بجائزة نوبل بعد تلك المداخلة !!! تناقض التناقض : لقد تهجم أدونيس على ختم النبوة ، والقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء كما ورد ذلك تكرارا في القرآن المجيد والأحاديث النبوية الشريفة ،وزعم أن ذلك يعني الوصول إلى الحقيقة المطلقة ، وأن  » الله لم يعد لديه ما يقوله  » على حد تعبيره . وفي نفس الوقت يدعو إلى الاعتراف بحق الكفر وعدم الايمان أو « عدم التدين  » حسب قوله  . وهذا تناقض فضيع لا سيما إذا أضفنا إليه الزعم بالمناداة إلى  » تحكيم العقل  » بدل الكتب المقدسة ،وعلمنة العالم الاسلامي حيث دعا في مداخلته إلى قمع من وصفهم بالاصوليين ، تاركا مساحات جدباء بينه وبين العقل ، وتجلياته عبر النقاش والحوار والمجادلة والمطارحة والمناظرة التي لم يدعو إليها اطلاقا . إن تكوين أدونيس يمنعه من التفكير فضلا عن التوق لاستمرار النبوات ،فهوغير متدين ،حتى لا نقول إنه باطني أو وجودي أوملحد أومرتد ، فما الذي يجعله يعترض على ختم النبوة وكون الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ؟ هل هي الممحاكة ،والاعتقاد والوهم بأن المسلمين لن تكون لديهم الاجابة الفاصلة والحاسمة ، أم الببغائية الاستشراقية التي درج عليها أولئك الذين لا يتوقفون عن إدعاء امتلاك الحقيقة وهي تهمة لا يتورعون في كل مناسبة من رمي المخالفين بها . وربما كان ذلك من جملة ما يحشون به من قبل زملائهم من متطرفي اليهود والنصارى والمرتدين ، ليقذفون به الاسلام والمسلمين . ما الذي يريد أدونيس العلماني أن يقوله من خلال اعتراضه  على حقيقة ختم النبوة ، في الوقت الذي يحارب فيه النبوة والرسالة ، والديانة والمتدينين ؟! فالمنطق يفرض عليه وعلى أمثاله أن يرحبوا بختم النبوة ، وبزوغ فجر العقل ليتولى الخلافة ،بهدي من قبس الرسالة ، لكن الاعتراض أعطى إشارات كاذبة توحي كذبا بالحرص على استمرار الرسالات وتوالي الرسل ،وهو أمر لا يمكن أن يفكر به أدونيس فأوقعه في تناقض مضاعف ، أو تناقض التناقض بناء على مقولة ( كتاب ) ابن رشد  » تهافت التهافت « . ختم النبوة : لقد رد البعض على ما تفوه به أدونيس حول التسامح ، حيث زعم أن التسامح يعني أنك تمتلك الحقيقة ،و تتفضل على الآخر فتسمح له بالعيش . أو كما قال الدكتور البكوش في نفس الندوة  » التسامح لا يعني امتلاك الحقيقة وإنما حق الآخر في الاختلاف  » وهو تفسير أقرب ما يكون لفهم ، فولتير ، الذي يرى أن  التسامح هو قبول الآخر  » علينا أن نأخذ بعضنا بعضا بالتسامح  » . أما الكاتب العراقي حسين شعبان فيبدو أنه انبهر بما يقوله أدونيس فعبر عن ذلك بقوله  » هذا زمن الأسئلة التي يتوقف فيها الجواب  » !!! فهل الأمر كذلك ؟!!! لقد انفتحت آفاق رحبة من الفهم النوراني لابعاد استماتة علماء الاسلام وفي مقدمتهم الامام أحمد بن حنبل في التأكيد على أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، كما حصل في زمن فتنة ( خلق القرآن ) وبدا وضحا للعقول اليوم وغدا ،أكثر من أي وقت مضى الأهمية القصوى لذلك الموقف الذي لم يلق حظه كما ينبغي من العلماء بعد الامام أحمد رحمه الله . فعندما يسأل أدونيس عما  » إذ كان ليس لله ما يقوله بختم النبوة  » يأتي الجواب بأن القرآن كلام الله وهو صفة وليس مخلوقا ، مما يفند تلك الشبهة . ففي القرآن ما يكفي للهداية ، وأن العقل المستنير بتعليم ومقاصد الشرع كفيل باستئناف المسيرة الانسانية . أو بعبارة أخرى ختم النبوة تأكيد على كمال العقل الانساني المستنير بمقاصد الوحي الالهي . فإذا كان ابن خلدون من قبل قد كتب مؤلفه التاريخي الضخم في أكثر من سبعة مجلدات ، وإذا كان أرنولد تويمبي قد أنجز عمله الضخم  » دراسة للتاريخ  » ، في ما يقرب من سبعة آلاف صفحة وقضى فيه أكثر من أربعين عاما ، فإن كتابة هذا الكم من المعارف أصبح اليوم ممكناً في جهاز بسيط يمكن للإنسان أن يحمله معه ، وهكذا دخلت التكنولوجية في تفاصيل حياتنا الخاصة والعامة ، ونقلتها إلى طور آخر من أطوار تعاملها مع الحياة والكون والناس ، وأخرجتها من طور قتل الأوقات ، وتبديد الطاقات إلى مراحل الاقتصاد في الجهد والوقت ،وإلى عالم الدقة ،والإتقان ، والجمال ، في العمل الإنساني . فالاتصال السلكي واللاسلكي ، والحاسوبات الإلكترونية ،والأدمغة الصناعية ، وأجهزة الذكاء الاصطناعي ، والأقمار الصناعية ، والتقنيات الاتصالية الحديثة ، والمراكب الفضائية ، والتكنولوجية العسكرية ، والطبية ، وكل الأداتية ، والتقانية ، والألياتية التي نشاهدها في عالم الحضارة المعاصرة هي نتاج طبيعي  » للمنطق التكنولوجي  » و » للعقل التقني »  الذي خلفته النزعة العالمية ، والعلمية ، والعملية ، والتخصصية ، والمنهجية في حياة الناس. لقد أعطت  » التكنولوجية  » الحديثة للعقل البشري فرصة التفاعل الإيجابي مع سنن الله في الكون والأنفس ، وأمدته ببعض وسائل التسخير المادية التي تتطلب استعمالاً أكثر فاعلية لأجهزة التسخير المعنوية :السمع والبصر والفؤاد والقلب.. والتكنولوجية اليوم تسير بخطى متسارعة إلى عالم جديد أسماه مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ،زبيغنيو بريجنسكي ، بـ  » العصر التكنتروني  » . ويرى علماء الاسلام أن حقيقة ختم النبوة حقيقة  تطورية لها أهمية بالغة، إنها تطور في منهجية المعرفة والتلقي ومصدر المعرفة، لها مقدماتها كما لها نتائج بعيدة المدى ومبررات وأسباب لإغلاق باب أسلوب من التلقي، وفتح أسلوب آخر. فشهادة أولي العلم حين تقرن بشهادة الله فهذا إعلان ببلوغ البشر إلى نوع من التلقي، غير التلقي بواسطة الرموز، إلى التلقي بواسطة الأحداث وعواقب التاريخ، فكان هذا إعلان وراثة العلماء لدور الأنبياء. فإن الأنبياء أسسوا ورسخوا فكرة التوحيد بأسلوب النبوات، وعلى أولي العلم أن يحولوا هذه الفكرة المحورية إلى علم وممارسة عملية، والتسلسل الذي عرضناه من اقتران الأنبياء وأولي العلم ثم ختم النبوة، فيه إلغاء أن يدعي أحد أن له مصدراً خاصاً به للمعرفة لا يتيسر لبقية الناس، وهذا إغلاق أبدي لأسلوب التلقي من الغيب إلى المعرفة العلمية التاريخية البرهانية. وهذا التسلسل يوصل إلى الخروج من المنهج الخارق اللاسنني للدخول إلى العالم العلمي السنني. يسجل القرآن مطالبة المعاصرين لنزول القرآن بالخارق التي كان يأتي بها الأنبياء سابقاً، فيجيبهم: يكفي هذا الكتاب برهاناً. (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ] العنكبوت: 29/50-51 [. (وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ..) ] البقرة: 2/118 [. (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلْ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) ] الأنبياء: 21/5 [. (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيراً. أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلاً. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً) ] الإسراء: 17/90-93 عالمية الحضارة وختم النبوة : ويقول العلماء أن فكرة عالمية الحضارة متصلة مباشرة بفكرة ( ختم النبوة ) ودلالتها على الصعيد المنهجي ، والفكري ، والعملي ، لفهم المسلم لرسالته بصورة خاصة ، وفهمه لحركة العالم ، ومآليته بشكل عام . فمن الدلالات الأساسية لختم النبوة ما ذكره العلامة إقبال ، رحمه الله » إن مولد الإسلام هو مولد العقل الاستدلالي ، وأن النبوة لتبلغ كمالها الأخير ، في إدراكها العميق لاستحالة بقاء الإنسانية معتمدة إلى الأبد على مقود تقاد منه ، وأن الإنسان لكي يحصل على معرفته بنفسه ، ينبغي أن يترك ليعتمد في النهاية على وسائله هو  » ويقول الاستاذ جودت سعيد  » يمكن النظر إلى ختم النبوة من جانب آخر على أنها فكرة تعلن انتهاء الدروات الحضارية .. وبانتهاء النبوة ، وختمها ، انتهت الدورات ، وأمسك الإنسان بسنن الحضارة ليجعلها مستمرة .. فمعنى ختم النبوة : ختم الدورة الحضارية .. والميزة الأخرى لمحمد صلي الله عليه و سلم أنه للناس كافة ، وهذه هي عالمية الحضارة ، وانتهاء زمن الدورات ، وإن كنا لا نزال نعيش دورة الحضارة ، وتعددها ، إلا أن إرهاصات زوالها بدأت تبرز لمن تأمل « . ويقول جودت سعيد  » إن ختم النبوة إعلان رسمي عن انطلاق عهد الجهاد الحضاري الطويل ، وبداية عصر البحث عن البرهان الواقعي ، والعملي على فكرة عالمية الإسلام ، التي تقررت في عالما العقيدة الإسلامي كأساس من أسس الدعوة التوحيدية . إننا في واقعنا الراهن نعيش معطيات العصر العالمي ، ولكن يبدو أننا لم نفكر بعد ، كما لم تفكر الحضارة الغربية بجد في موضوع العصر العالمي ، وشروط العيش فيه: (فالحضارة أصبحت مع الثقافة الغربية ، هدفا مقصودا ، وعملا شعوريا ، وفنا ، ووظيفة تتطلب ذكاءه ، وإرادته وهو يرى فيها غايته الأرضية . هذه الذاتية الجديدة ، قد وسعت أولا حقل الحضارة نفسها ، حين مدته من النطاق القومي ، والعنصري إلى النطاق العالمي ، والإنساني ، ولكن الغرب حين حقق امتداد الحضارة في المكان ، بفضل قوته الصناعية ، قد أحدث تحولاً في طبيعتها التاريخية  » ويضيف « إن منعطف التاريخ الحالي .. يجتاز بالإنسانية المرحلة الثانية من تطورها ، بعد التحول الأول ، الذي دخلت به في التاريخ في نهاية العصر الحجري الجديد .. وهذا التحول قد يغير توقعات التاريخ تغييراً تاما بحيث لا يدع مجالاً لافتراض (الأفول) إذ في التوقع الجديد لن يكون هناك أمامنا سوى افتراض الكسوف الكلي ، والنهائي الذي لا يمكّن من أن تصاغ (نهضة) .. وتلك هي نتيجة توحيد المشكلة الإنسانية .. هذا التوحيد الذي أوصل مقدرة الإنسان إلي المستوى العالمي ، وهو يتجلى في حياة كل شعب وفي تشكيلاته السياسية ، وفي ألوان نشاطه العقلي ، والفني ، والاجتماعي . فالمقاييس ، وطرائق السلوك ، والتفكير ، لا تكف عن التقارب على محور طنجة – جاكرتا ، ومحور واشنطن – موسكو). من هذه التحديات الأولية ، تبدو لنا أهمية فكرة عالمية الحضارة كمشروع حضاري ، يطلب منه أن ينقل البشرية إلى طور حياتي جديد على الصعيد العقلي والسلوكي  » . الموقف الشرعي من ختم النبوة : يقول الشيخ خالد بن عبدالعزيز السيف ، عضو هيئة كبارالعلماء في المملكة العربية السعودية ، » من  القواعد المقررة أن نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثبتت كما ثبتت نبوة غيره منالأنبياء السابقين ممن يؤمن بهم النصارى كموسى عليه السلام وسائر أنبياء بنيإسرائيل؛ وإذا ثبتت نبوة نبي وأنه مرسل من عند الله وجب الإيمان به وأن كل ما يقولهحق يجب تصديقه  » . ويتابع  » ومما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء لا نبيبعده، كما قال تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِنرَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍعَلِيمًا)[الأحزب: 40]. وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:   » فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِوَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُطَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وختم بي النبيون  » أما عبدالعزيز بن محمد عبد اللطيف فيقول  » لقد أوضح الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله معتقده في مسألة ختم النبوة في مواضع من مؤلفاته، منها ما ورد في رسالته لأهل القصيم لما سألوه عن عقيدته فقال – بكل وضوح « وأومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته  » ويقول أيضا في هذه المسألة  » وأول الرسل نوح عليه السلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم  » ويذكر الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسين في إحدى رسائله معتقد الشيخ الإمام في هذا المقام، فيقول »ويعتقد ، أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، أن القرآن الذي نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين وخاتم النبيين كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود  »  ويوضح صاحب كتاب جواب الجماعة معتقد الشيخ في هذه المسألة  » ويؤمن ، أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، بأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته  »  ويقول الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في إحدى رسائله « ونؤمن بأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم « .ويقول صاحب كتاب  » التوضيح عن توحيد الخلاق  » في تلك المسألة  » وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم بالنص والإجماع  » . كما يؤكد الباحث أسامة سليمان ، على أن الله  تعالى ختم النبوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وتلك إحدى العقائد الأساسية في الإسلام التي لا يصح إيمان العبد إلا بها، وهي من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، إلا أن هذه العقيدة تعرضت في القديم والحديث لكيد ماكر من أعداء الأمة الإسلامية بشتى أساليب المكر والخداع، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم :  » لا تقوم الساعة حتى يُبْعَثَ دجالون كذابون قريبًا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله « . رواه البخاري ومسلم، وفي رواية للترمذي وابن ماجه: «  إنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي « .وقد باءت محاولات مدعي النبوة بالفشل في القديم وأغلق الباب في وجوههم، وأصبحت قصصهم وأخبارهم تنقل في كتب النوادر، وأخبار الحمقى والمغفلين، بيد أنه في العصر الحاضر وجد أدعياء  النبوةِ قبولا عند بعض المسلمين لجهلهم وبعدهم عن شرع ربهم، ونجح الاستعمار وأعداء الدين في استدارج بعض أصحاب الدعوات الباطلة والفرق المنحرفة الكافرة، ومن هذه الفرق الضالة القاديانية والبابية والبهائية وبعض غلاة الصوفية . أقوال علماء الاسلام في ختم النبوة : وفي قوله سبحانه وتعالى:  » ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين « الأحزاب: 40  يقول شيخ المفسرين الطبري رحمه اللَّه  » ما كان محمد أيها الناس أبا لزيد بن حارثة، ولا لأحد من رجالكم، وإنه كان رسول اللَه وخاتم النبيين الذي ختم النبوة فطبع عليها فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة… ». ويقول ابن الجوزي رحمه اللَّه:  » من قرأ خاتِم بكسر التاء فمعناه: وخَتَمَ النبيين، ومن فتحها فالمعنى: آخر النبيين، وهذا فهم كل المفسرين من سلف الأمة من صدر الإسلام إلى اليوم  » . ويفهم من عموم رسالته صلى الله عليه وسلم أنها خاتمة الرسالات وآخرها، فلا تحتاج البشرية بعده إلى دين جديد.و قوله عز وجل:اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا « المائدة: 3 « .وهذا من أكبر نعم اللَّه على عباده، حيث أكمل لهم سبحانه الدين فليسوا بحاجة إلى دين جديد، ولا إلى نبي بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم جعله سبحانه خاتم النبيين وبعثه إلى الثقلين الإنس والجن. وقوله صلى الله عليه وسلم :  » أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنام ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة  » . رواه البخاري وفي رواية مسلم وأحمد:  » وختم به النبيون « ، وهذا الحديث قال عنه الإمام السيوطي إنه بلغ حد التواتر، وهو يؤكد عقيدة ختم النبوة ويقررها في نفس المؤمن.و قوله صلى الله عليه وسلم :  » ذهبت النبوة وبقيت المبشرات « . رواه أحمد وابن ماجه، في روايات أخرى قيل: يا رسول الله، وما المبشرات، قال:  » الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له  » . وقوله صلى الله عليه وسلم :  » أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي، وأنا العاقب  » . رواه البخاري ومسلم،والعاقب الذي لا نبي بعده. أما أقوال السلف في عقيدة ختم النبوة فمنه قول عمر رضي اللَّه عنه: « إن ناسا كانوا يؤاخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم « .البخاري وقول أنس رضي الله عنه:  » كان إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قد ملأ الأرض ولو بقي لكان نبيا، ولكن لم يبق لأن نبيكم آخر الأنبياء « . رواه أحمد في مسنده . ولدينا أيضا إجماع الصحابة على أن الوحي قد انقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم .وكان الصحابة رضي الله عنهم يتهكمون بالمتنبئين والدجالين الكذابين ، فعندما طلب خالد بن الوليد رضي الله عنه من أصحاب طليحة الذين أسلموا وحسن إسلامهم أن يُسمعوه مما قال شيئا قالوا ، إنه كان يقول: الحمام واليمام والصرد الصوام قد صمن قبلكم بأعوام ليبلغن ملكنا العراق والشام  » . ثالثًا: موقف الأمة من مدعي النبوة . وقال البغدادي رحمه الله:  » كل من أقر بنبوة محمد أقر بأنه خاتم الأنبياء والرسل وأقر بتأييد شريعته وامتناع نسخها « . أصول الدين ص162 . و قال القاضي عياض رحمه اللَّه:  » أخبر صلى الله عليه وسلم أنه خاتم النبيين لا نبي بعده وأخبر اللَّه تعالى أنه خاتم النبيين وأنه أرسل للناس كافة وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا تخصيص  » الشفا 2/271  . وقال أبو يوسف ، يعقوب بن إبراهيم ،إذا خرج متنبئ وادعى النبوة فمن طلب منه الحجة يكفر لأنه أنكر النصوص وكذلك لو شك فيه « .و قال الباقلاني رحمه اللَّه:  » ويجب أن يعلم أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى كافة الخلق وأن شرعه لا ينْسخ بل هو ناسخ لجميع من خالفه  » . ولسائل أن يسأل هل هناك فرق بين النبي والمحدث ؟ حيث إن بعض الأحاديث أخبرت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان محدثا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :  » لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يك في أمتي منهم أحد فإنه عمر »، رضي اللَّه عنه. رواه البخاري . والمحدث هو الرجل الصادق الظن الذي يلقى في روعه الشيء فيجري الصواب على لسانه، بيد أن هناك فروقًا بين المحدَّث والنبي، منها:أن النبي يوحى إليه بوحي يعلم أنه وحي من اللَّه عز وجل، ولا يحتاج للتأكد من صحة ما أوحي إليه بعرضه على وحي سابق، وكذلك النبي معصوم فيما يخبر به عن اللَّه عز وجل. أما المحث فرأيه يكون ظنًا لا علما، فقد كان عمر رضي الله عنه يقول: « لا يقولن أحد قضيت بما أراني اللَّه، فإن اللَّه عز وجل لم يجعل ذلك إلا لنبيه صلى الله عليه وسلم،وأما الواحد منا فرأيه يكون ظنًا ولا يكون علمًا « . فالمحدث يعرض كلامه على الكتاب والسنة فهما الميزان لصحة ما قال، لذا فإن عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم لما مات أنكر موته، فلما سمع الصديق رضي الله عنه يقرأ: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ، آل عمران: 44، عاد إلى صوابه ورجع عن قوله إلى ما سمع من كتاب الله. وقد يرد على البعض شبهة نزول عيسى عليه السلام وهو نبي، فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم :  » لا نبي بعدي « . والجواب: أن عيسى عليه السلام عند نزوله إنما ينزل متبعا لشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويصلي صلاة المسلمين مأموما خلف إمامهم ليبين ذلك المعنى من أول وهلة. ومن الفرق الضالة التي شذت عن الصراط المستقيم وتخبطت في ظلمات الجهل والكفر، البهائية حيث ذهب مؤسسها إلى أنه نبي يوحى إليه بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مستندا إلى تفسير للقرآن تفسيرًا باطنا، وزعم أيضا أن الله أوحى إليه كتاب الأقدس، وهو عبارة عن أفكار صوفية يهيم بها صاحبها في أودية الخيال، فمن خرافاته في أول الاقدس: « قد ماجت بحور الحكمة والبيان بما هاجت نسمة الرحمن اغتنموا يا أولي الألباب  » . الأقدس ص169 .ومن ذلك الهراء قوله: « وقد أخذهم سكر الهوى على شأن لا يرون مولى الورى « . الأقدس ص153 . وهكذا يتبين بحجة العقل والنقل أن النبوة ختمت وأن الرسالة الخالدة هي رسالة الاسلام حيث العقل مناط التكليف ،ومرآة التنزيل الحكيم ، ولو كان لدى العلمانيين عقل كما يزعمون لقالوا آمنا به كل من عند ربنا .ولردو على مقولة أدونيس و أمثاله بالقول ، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم . * كاتب عربي مقيم في منطقة البلقان (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 21 ديسمبر 2007)
 

 

هزيمة تشافيز وانتصارالديمقراطية في أميركا اللاتينية

توفيق المديني منذ تسع سنوات و الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي يتمتع بمركز قوي وشعبية واسعة يحقق الانتصارالشعبي  تلو الانتصارالشعبي ، لكن في استفتاء يوم 3 كانون الأول /ديسمبر،مني بأول هزيمة انتخابية له منذ فوزه في انتخابات الرئاسة ،إذأخفق تشافيز في تمرير مشروع الإصلاحات الدستوريةالذي نادى به . وقد مني الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بهزيمة غير مسبوقة عندما أظهرت نتائج استفتاء الأحد  الماضي حول تعديلات دستورية اقترحها أن الناخبين رفضوا مشروعه للسماح له بالترشح للرئاسة مدى الحياة،وبتخويله سلطات لنزع ملكيات خاصة، وفرض رقابة على الصحافة في أوقات الأزمات، وتخفيض ساعات العمل وتقديم تعويضات نهاية خدمة إلى البائعين الجوالين وربات المنازل وتعزيز سيطرة الحكومة على المصرف المركزي وغيرها.  وجاءت هزيمة تشافيز هذه نتيجة تحالف عريض ضد إصلاحاته جمع تنظيمات الطلاب وحقوق الإنسان ومصالح الأعمال وإحراز المعارضة والكنيسة الكاثوليكية، وكذلك حلفاء سياسيين قدماء، وحتى زوجته السابقة التي كانت قد بقيت مخلصة لثورته. واتهمت هذه القوى تشافيز بمحاولة إقامة «دكتاتورية» تحت شعار إصلاحاته الدستورية، ولكن تشافيز أكد أنه لم تكن هناك أية «نوايا دستورية». لايزال الرئيس الفنزويلي  هوغو شافيز في طليعة المناهضين للإمبريالية الأميركية. ويجمع معظم المحللين في الغرب أن شافيز ، بات يمثل الوريث الآخر للزعيم الكوبي فيديل كاسترو، الذي سلم السلطة في الداخل إلى شقيقه راوول ، أما في الخارج فإن الأمور تسير كما لوأن كاسترو اختار شافيز البالغ من العمر 52 عاما- وهو في سن ابنه – وريثه الروحي. وعلى أكثر من صعيد ، عوض مهندس «الثورة البوليفارية» منذ سنتين ، زعيم الثورة الكوبية على الساحة الدولية. لقد قاد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، إلى تدمير الاقتصاد الكوبي ، و إلى لجم الطموحات التصديرية للزعيم الكوبي: فالزمن لم يعد  زمن إرسال القوات المسلحة  الكوبية  إلى إفريقيا لنصرة الثورات المحلية في مواجهة أعدائها ، و لا للجولات الانتصارية لفيديل كاستروهو حامل الخطاب الثوري حول العالم، فذاك الزمن  أصبح جزءاً من مخلفات الحرب الباردة. في الوقت الحاضر،أصبح رسل الثورة الكوبية أطباء ترسلهم هافانا، من دون عائلاتهم –  لكي تتجنب هربهم النهائي- إلى البلدان التي تتعرض للكوارث، أو إلى فنزويلا، حيث يتم استخدامهم كعملة مقايضة للنفط التي لا تستطيع كوبا و اقتصادها الضعيف أن تشتريه بأسعار السوق العالمية:20000طبيب و ممرضة لأحزمة الفقر في كاراكاس  مقابل 90000 برميل من النفط يوميا، أي ما يعادل نصف الاحتياجات الكوبية من الطاقة. و بالمقابل ،أسهم ارتفاع أسعار النفط ، في جعل هوغو تشافيز رئيسا قويا لفنزويلا، خامس منتج للنفط في العالم،إذ إن ماقدمه  تشافيز لشعبه في المجالات الاجتماعية منذ تسلّمه الحكم عام 1998 يستحق التقدير. فقد نجح في فرض عقود جديدة على كبريات شركات النفط الأميركية، ورفع أسعار النفط وزادت العائدات، مستفيدا من ارتفاع أسعار النفط، أنفقت الحكومة الفنزويلية بسخاء على توسيع الخدمات الاجتماعية للفقراء في مجالات السكن والصحة والتعليم وتوفير الكهرباء ومياه الشفة وتوزيع الأراضي. وليس خافيا على أحد ، أن تشافيزالذي تحول بدوره إلى فرس يجوب العالم ، بات يوظف العائدات الكبيرة من  النفط لشراء التأثيرالإقليمي والدولي، و تكوين لوبي  فعال من أجل مناهضة السياسة الأميركية. وتنتقد المعارضة الفنزويلية الزيارات الرئاسية  المكلفة جدا لخزينة الدولة.ويعتقد  السياسي  جيراردو أريلانو أن:« الدبلوماسية الشخصية لهوغو شافيزهي دفتر شيكات  نفطية في الجيب ، تظهر أنها مدفوعة».فقد التزمت كاراكاس  بتسليم 500000برميل  نفط يوميا إلى العملاق الصيني  بدءأ من الآن و لغاية العام 2010(بدلا من 150000برميل في الوقت الحاضر). و من جهتها وعدت الصين باستثمار  حوالي 5مليارات دولار  في القطاع النفطي الفنزويلي.وفي سوريا، أعلن الرئيس  شافيزفي زيارته الأخيرة عن بناء مصفاة بترول  بقدرة 200000برميل يوميا . وتم توقيع آخر بخصوص الطاقة مع  لواندا «الذي يسمح لأنغولا التحرر من هيمنة الشركات النفطية الغربية»حسب ماجاء في إعلان الحكومة  الفنزويلية.وخلال الخمسة عشر شهرا ، أقامت كاراكاس علاقات دبلوماسية مع أحد عشر بلدا إفريقيا. تشافيز الطامح إلى تشكيل جبهة عالمية لمناهضة الإمبريالية الأميركية ، مستلهما في ذلك من الإرث البوليفاري العظيم  للتعبير بشجاعة عن ضمير أميركا اللاتينية  التائقة إلى التحرر والوحدة، قد تجاوز  أيضا فيديل كاسترو كقائد لليسار الثوري في أميركا اللاتينية.و تدريجيا ، وبصرف النظر عن كل وزنه التاريخي ، فإنه ليس الأب العجوز للثورة الكوبية، الذي صمد منذ عام 1959 ، أمام عشرة رؤساء أمريكيين متتابعين ، و حصار اقتصادي فرضته الولايات المتحدة الأميركية، و إنما  الكولونيل الفنزويلي الثائرصاحب الخطاب الناري غير المستنفد ، هو الذي اعتلى قيادة المعر كة ضد الإمبريالية الأميركية، جامعا في طريقه إيفو موراليس من بوليفيا و كل المناهضين للعولمة الأمريكية. إنه تشافيز أيضا، أكثر منه فيديل كاسترو، الذي أصبح الرئيس الذي لا يطاق، مجبرا في ذلك  قيادات اليسار المعتدل  مثل البرازيلي لولا دي سيلفا، و التشيلية ميشال باشليت، على القيام   بعدة التواءات ،لإخفاء خلافاتهم عقب القمم الإقليمية، أو مرتكبا  أحداثا دبلوماسية  مع المكسيك. و إنه شافيز أيضا ، هو الذي يسعى إلى تحويل منظمة التجارة الأمريكية الجنولبية -الماركوسور- إلى أداة مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية ، التي حضرها كاسترو كضيف قبل أيام من إصابته المرضية. لقد عرفت فنزويلا كيف ترسمل لمصلحتها التخلي الديبلوماسي  للولايات المتحدة الأميركية عن أمريكا اللاتينية ، التي أبعدت إلى النسق الثاني  بعد أحداث 11 أيلول  . و كانت قمة حركة بلدان عدم الانحياز(حضرها 116 بلدا) التي عقدت مؤخرا في كوبا مناسبة سمحت لفنزويلا بزيادة تعبئتها لنيل المزيد من التأييد الدولي .و أسهمت مواقف تشافيز المؤيدة للقضايا العربية على الساحة الشرق أوسطية ، ولاسيما عندما  شبه العدوان الإسرائيلي الوحشي بالهولوكوست النازي، الأمر الذي دعاه إلى  سحب  السفيرالفنزويلي من تل أبيب احتجاجا على ذلك العدوان ، و هو موقف لم يجرأ على اتخاذه بعض الحكام العرب، قد عزز من رصيد تشافيز الانتخابي على صعيد العالم العربي و الإسلامي.و لا ننس أن فنزويلا عضو في الأوبك التي تضم سبع دول عربية. بيد أن تشافيز الراغب في مواجهة الإمبريالية الأميركية في أميركا اللاتينية وفي الدفاع عن مبادئ ثورية بوليفارية أو غيفارية أو كاستروية أو غيرها، عليه بالمقابل أن يكون حاملا لمشروع ديمقراطي تعددي، لا أن يكون معتمداً على «الديموقراطية التشاركية» القائمة على الخلايا «البوليفارية» القاعدية على مستوى المحلّة ومكان العمل،إذ يتبيّن أكثر فأكثر أن هذه «الديموقراطية القاعدية»، مثلها كمثل شبيهاتها في كوبا أو «اللجان الشعبية» في ليبيا، إن هي إلا قواعد يتكئ عليها نظام استبدادي فردي. ولادة «الاشتراكية القيصرية» في كل من الاتحاد السوفياتي و معظم البلدان التي حذت حذوه  أثبت تاريخ القرن العشرين إخفاقها بالكامل،لأنها لم تكن متساوقة مع ثورة ديمقراطية حقيقية، تقود إلى بناء دولة الحق و القانون، وإلى تطبيق  المحاسبة والمساءلة للحكام ، والذي من دونه تتحّول الديمقراطية إلى أداة لخدمة مصالح  أوليغارشية تحالف رجال السلطة والأحزاب الشمولية الفاسدة ، مع رجال المال المفسدين.و يعلم الرئيس تشافيز أن بقاءه في السلطة يعتمد على الريع النفطي أكثر منه على الشرعية الديمقراطية. وفي الوقت الذي ينشد تشافيز بناء الاشتراكية ، اتجهت بلدان أميركا اللاتينية نحو بناء الديمقراطية،منذ نهاية الحرب الباردة وانهيار الدول الشمولية في المنظومة السوفياتية والأوروبية الشرقية ,واندثار دورتهاالتاريخية،بعد أن فقدت إشعاعها حتى في وعي النخب الشيوعية الشمولية السابقة، وإدراك بلدان أمريكا اللاتينية جديا تغير بيئة العالم باتجاه الإنتقال التدريجي نحو الديمقراطية. و بعد أن كانت أميركا اللاتينية مسرحا من مسارح الحرب الباردة،نجحت معظم  دولها في عملية الانتقال نحو الديمقراطية ،وإرساءمؤسسات ديمقراطية،و في الاندماج في الاقتصاد المعولم، وكبح انتشار التفاوت الاجتماعي الوبائي. أمريكا اللاتينية تخطو نحو الازدهار والديمقراطية خطوات ثابتة وهادئة بعيداً من جلبة الثورات وضجيجها. في ظل هذا التحول التاريخي  الذي انخرطت فيه أميركا الجنوبية، قامت معظم جيوش أمريكا اللاتينية بعملية مزدوجة في آن معاً، التراجع عن مهماتها التقليدية في الدفاع وإعادة انتشارلقواتها نحو مهمات حفظ السلام تحت إشراف الأمم المتحدة. فبدلا من التورط في حروب أهلية داخلية ،أو نزاعات حدود بين بلدان أمريكا اللاتينية، اتجه العسكريون الأمريكيون اللاتينيون نحو القيام بمهمات حفظ السلام. و على الرغم من أن أنظمة أميركا اللاتينية  أهملت إرساء حكم القانون،و لم ترس أنظمة قضائية عادلة ، ولم تقاوم كما يجب سلطة تجارالمخدرات والعصابات المؤتلفة من جنسيات و بلدان كثيرة تفوق سلطة القضاء، فإن أميركا اللاتينية تسيرعلى درب الديمقراطية. وتشهد دول أمريكا اللاتينية حراكاً اجتماعياً قويًا، وحركة تمدينية لمختلف الجماعات، و انتشارًا  للتعليم، وتوزيعا للثروة يشمل مختلف الطبقات الاجتماعية ،و لاسيما الفقيرة منها. إن تحررأمريكا اللاتينية من تسلط الديكتاتوريات العسكرية بفضل نهاية الحرب الباردة، وتقلص هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في حديقتها الخلفية ، عَبّدَِا الطريق  لعودة الديمقراطية إلى أمريكا اللاتينية ،التي أرست دعائم تنمية حقيقية، بدأت شعوب القارة الجنوبية تجني ثمارها.
 
(المصدر: المستقبل اللبنانية الإثنين 24 كانون الأول/ديسمبر2007 – العدد 2829 – رأي و فكر – صفحة 19 )


التبادل

عبداللطيف الفراتي قرر الرئيس فلاديمير بوتين الذي يوصف بأنه ديكتاتور روسيا الجديد، احترام دستور بلاده بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الربيع القادم، وعدم خوض هذه الانتخابات بعد نهاية ولايته الثانية والأخيرة حسب الدستور الروسي. ولقد حيت جهات عديدة هذا القرار، معتقدة أن الرئيس الروسي، يعبر بذلك عن احترامه للنصوص المنظمة للحياة السياسية في بلاده، خاصة بعد إعلانه عدم رغبته في تعديل الدستور وإقرار ولاية ثالثة. وبدا الرئيس الروسي بذلك، إلى حد ما بطلا، من حيث إنه يبقى ديمقراطيا، في سلوكه لما بعد ولايتيه، رغم أنه كان يعتبر من ممارساته خلال سنوات حكمه، رجلا أبعد ما يكون عن أن يكون ديمقراطيا، فلقد كمم الأفواه ،وأسكت الصحافة، وباتت المؤسسات الدستورية عبارة عن أجهزة تسجيل لإرادته، ولكنه وفي المقابل أعاد الاستقرار، ومكن بلاده بفضل عوائد بترولية كبيرة من شيء من الرخاء وارتفاع المستوى بعد السنوات العجاف، لفترة الحكم الشيوعي، وما والاها من حكم الرئيس يلتسين، ويبدو أن شعبيته قد تعاظمت، رغم مجازر الشيشان، وردود الفعل الكاسحة والقاتلة لبعض تحركات في العاصمة موسكو. وبوجهه البارد كصقيع سيبيريا والقاطع كسكين حادة، ظهر الرئيس الروسي، وكأنه منقذ روسيا وارثة الاتحاد السوفييتي، الذي انقضى وباد ومعه ذهبت عظمة الدولة ذات الثلاثمائة مليون نسمة، والقدرات الصناعية « الضخمة » والوزن الدولي الثقيل، وخلال سنوات حكمه رد لروسيا اعتبار ما كان عليه الاتحاد السوفييتي على الساحة الدولية، خاصة في ظل النجاح في زيادة حجم الإنتاج البترولي والغازي الذي وفر فوائض مالية عالية، مكنت من رفع الصوت عاليا على الساحة الدولية، إضافة إلى أن موسكو اليوم هي وارثة موسكو الأمس بسلاح الردع النووي. في هذا الوقت جاء موعد الانتخابات البرلمانية، التي نجح فيها حزبه بيد عالية قبل أسابيع، حاصلا على 65 في المائة من المقاعد وهي نسبة غير عادية ولا مقنعة في الغرب وفي البلدان الديمقراطية، وجرى تشكيك بشأنها من قبل المراقبين الدوليين الذين تابعوا سير العملية الانتخابية حتى فرز نتائجها، وأعطت تلك الانتخابات مذاقا أوليا لانتخابات لاحقة، ولكنها ذات الأهمية الأكبر والمعينة للربيع المقبل، وهي الانتخابات الرئاسية. ولم يكن الرئيس بوتين وفقا للدستور الروسي الذي تمت صياغته بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، في وضع يمكنه من الترشح لولاية ثالثة بعد انقضاء ولايتيه القانونيتين، غير أن المراقبين الغربيين كانوا يتوقعون أن يقدم على إجراء تغييرات في الدستور الروسي تمكنه من تجديد ترشحه. إلا أنه كان أذكى من ذلك، فقد تعمد ترشيح شخصية باهتة كما وصفت، متمثلة في نائب رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف، ومن بين كل المحيطين به ومن بينهم عدد من رجال السياسة الروس الممتازين، اختار رجلا يبدو صاحب شخصية مهزوزة، وليس من صنف رؤساء الدول الأقوياء، وبما له من دالة على حزبه، فقد نجح بوتين في فرض اختياره وتمريره، رغم المعارضة « اللينة » لبعض أقطاب الحزب. وسريعا ما ظهرت النوايا المبيتة للرئيس الروسي بوتين، فقد أقدم على تصريحات قبل أيام، تفيد بأنه لا يستبعد أن يتولى رئاسة الوزراء بعد انتخاب الرئيس الجديد. وللواقع ووفقا للدستور الروسي، فإن النظام الجمهوري هناك، هو نظام رئاسي رئاسوي، يعطي رئيس الدولة كل الصلاحيات وكل السلطات، بينما رئيس الحكومة، ليس سوى دولاب من دواليب النظام، يعين ويعزل بقرار من الرئيس، ولا يتمتع بصلاحيات غير تلك النابعة من سلطة تنفيذية تعتمد رئيس الدولة كصاحب الحل والربط وكل الخيوط بيديه، بحيث لا يكون رئيس الحكومة سوى منفذ لسياسة الرئيس لا غير، ولا يستمد أي شرعية إلا من خلال التعيين والتكليف الحاصل عليه من رئيس الدولة. وما هو متوقع إزاء هذه التطورات أن يقع انتخاب مدفيديف رئيسا للجمهورية الروسية، يلي ذلك تعيين بوتين رئيسا للحكومة، وإن وجب الأمر إدخال تعديلات على الدستور الروسي، بحيث تتجمع خيوط القرار في روسيا بيد رئيس الحكومة، وليس رئيس الدولة، ليتحول رئيس الجمهورية إلى صاحب موقع لا يتمتع فيه بسلطات حقيقية، بل يتمتع فقط بصلاحيات على شاكلة الملكيات الدستورية، أو رؤساء الجمهورية في ما يسمى بالأنظمة البرلمانية، كما هو الشأن في إيطاليا أو تركيا أو غيرهما من الدول التي، يكاد يكون فيها منصب الرئيس شرفيا، فيما تكون كل السلطات بأيدي رئيس الحكومة. ومن هنا يبدو أن الرئيس بوتين، بعد أن استنفد ولايتيه كرئيس للجمهورية كامل السلطات والنفوذ، يستعد الآن ليتحول إلى منصب رئيس حكومة متمتعا بالنفوذ ذاته والسلطات جميعها، وذلك لمدة غير محدودة، باعتبار أن رئيس الحكومة ليس محدد الولايات كما هو شأن رئيس الجمهورية. وبذلك فإن حكم الرئيس بوتين مرشح أن يتواصل ويستمر، وبعد رئاسة الجمهورية ففي موقع رئيس الحكومة. وتحضرني هنا وللمقارنة، حالة مماثلة على الأقل من ناحية الأصل وإن اختلفت شكلا كما يقول رجال القانون، فالرئيس ميلوسوفيتش، تولى رئاسة صربيا للولايات التي ينص عليها الدستور، وبعد استنفاده لتلك المدد، لجأ إلى حيلة، مكنته من استمرار حكمه، وذلك بالترشح لرئاسة الدولة الكونفيدرالية اليوغوسلافية أو لما بقي من يوغوسلافيا، وهو منصب نظريا أعلى وأقوى من منصب رئاسة صربيا، ولكن الرئيس الراحل ميلوسوفيتش، عمد إلى إفراغ رئاسة الجمهورية الصربية من كل صلاحياتها، ونقلها إلى رئاسة الجمهورية اليوغوسلافية، بحيث واصل سياساته وتعسفه ضد غير الصربيين من موقع آخر غير موقعه الأول، ودائما من بلغراد التي كانت عاصمة صربيا وعاصمة الكونفيدرالية اليوغوسلافية في الآن نفسه، ومن هذا الموقع ارتكب أكبر الجرائم ضد الإنسانية التي اندلعت بسببها حرب1999 ، التي من أجلها مثل أمام القضاء الدولي في لاهاي حتى وفاته المفاجئة قبل أن يصدر ضده حكم القضاء الدولي. ولا يبدو أن مصير بوتين سيكون كما كان مصير ميلوسوفيتش، فهو ينحدر من دولة تعتبر عظمى، لا قبل لأحد بالمس بها، ولكن المسار واحد مع تفريعات، وكله باتجاه المحافظة على الحكم وعلى حقيقة السلطة في الحكم باستعمال أدوات غير مقبول مثيل لها في الدول الديمقراطية حقا. fouratiab@gnet.tn    (المصدر: صحيفة « الشرق  » (يومية – قطر) الصادرة يوم 22ديسمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.