الاثنين، 2 مارس 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3205 du 02 .03 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

كلمة:المظيلة: 11 شابا يحالون على المحكمة يوم 12 مارس

لطفي حيدوري :المنسيّون : تونسيون يفضّلون جحيم غوانتنامو مؤقتا على العودة إلى بلادهم

كلمة:** معتقلون في انتظار إعادتهم إلى بلدانهم (الجملة 190)

كلمة:أسبوعية « الطريق الجديد » تصادر من الأسواق

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة تونس :اجتماع عام

نسيج:تونس: حقوقيون يتّهمون السلطات بمعاقبة محام طعن في تعديل دستوري للتمديد للرئيس بن علي

الرابطة التونسية للدفاع  عن حقوق الإنسان – فرع القيروان : إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام ( ايقاف )

معز الجماعي: استنفار أمني بعد إضراب الجوع التضامني مع الصحفي رشيد العبداوي

الأستاذ عامر المحرزي يرد على عميد المحامين : » كان على العميد الرد على النقاط المثارة لا وصفها بالخيانة والوهمية »

زهيــــــــــــــر لطيف: رسالة شكــــــــــــــــــر

جيلاني العبدلي: أقوم المسالك لدرء المهالك

صــابـر التونسي :القافلة تسير والذئاب تعوي

حــرية و إنـصاف:إنا لله و إنا إليه راجعون

حركة النهضة تنعي والد الأخ محسن الجندوبي

كلمة: تونسيون يتخلفون عن العمرة بسبب احتكار شركة الخدمات بقمرت سوق العمرة والحج

صــابـر التونسي : المتنفـــــــــــــــــــــــــــذون

كلمة:رغم توصيات بلاتير.. رابطة الشمال لكرة القدم تعقد اجتماعها بدار التجمع!

الصباح الأسبوعي:إلغاء الثلاثيات… التقليص من المواد والفارق بين الضوارب… احتمالات عدّة مطروحة

الصباح الأسبوعي: ع الطاير الصفحات والبرامج الاجتماعية.. وصاحب الحق الضايع

يو بي أي:تلقى مشاهد إباحية على هاتفه الجوال من بطولة .. زوجته

لطفي الهمامي :عندما يأكلُ الشّمالُ جنوبهُ (مسرحية ذهنية ) :الجزء الأوّل

محمد الحداد : ملف خاص حرره كتاب « الحياة » يوم 1 مارس 2009 تكريما للمرحوم صالح بشير

ياسين الحاج صالح:غادر قبل الإقامة في بيت مريح

نهلة الشهال :بلا عنـــــــــــــــــــوان… أو نعي للنفس

محمـد العروسـي الهانـي:ذكرى 02 مارس 1934 ستبقى علامة بارزة في تاريخ تونس المعاصر و نقطة انطلاق الحرية

اليوم السابع:السلطات السودانية تطرد مراسل قناة « فرانس 24 »

العرب:خشية من تكرار السيناريو الباكستاني :الجزائر ترفض طلباً فرنسياً وبريطانياً باستخدام أجوائها لمحاربة القاعدة

د.محمود الذوادي:ثورتا الاتصالات الإلكترونية والمعلوماتية في عيون نظرية الرموز الثقافية

النفطي حولة :العنصـــــــــــــــــــــــــــرية والصهيونية

أحمد القديدي:رأي في الفصام العربي بعد مأساة غزة

عبد الباري عطوان:اعمار غزة كسلاح سياسي

هآرتس:العمــــــــــــــــــــــــــــى اصاب الشعب

حمدي عبدالرحمن  :الدرس الإيراني وإفريقيا

توفيق المديني :العلاقات الأميركية الصينية تبعيــــة متبادلــــة!

الجزيرة. نت:فتوى سعودية بإحالة صاحبي قنوات روتانا وأم بي سي للقضاء

رويترز: جنرال بريطاني: الديمقراطية ترسّخت بشكل حازم في العراق


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 ربيع الأول 1430 الموافق ل 02 مارس 2009

أخبار الحريات في تونس

1)اعتصام العاملات أمام معمل النسيج  »سكود » بمدينة بنبلة: اعتصمت عاملات معمل النسيج  » سكود  » بمدينة بنبلة بولاية المنستير صباح اليوم الاثنين 2 مارس 2009 أمام المعمل المذكور للتعبير عن احتجاجهن عن ظروف العمل السيئة و للمطالبة بتحسين وضعيتهن و الزيادة في الأجور. 2)طارق السوسي من جديد أمام القضاء: تنظر المحكمة الابتدائية ببنزرت يوم غد الثلاثاء 3 مارس 2009 في قضية الناشط الحقوقي السيد طارق السوسي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و التي موضوعها  » ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام « . و تجدر الإشارة إلى أنه سبق للنيابة العمومية أن أحالت السيد طارق السوسي موقوفا على مكتب التحقيق ببنزرت لإجراء التحقيق معه بخصوص التهمة المذكورة على إثر تصريح أدلى به لقناة الجزيرة يوم 26 أوت 2008 بخصوص اختطاف البوليس السياسي لسبعة من الشبان المتدينين بمدينة بنزرت و بقي السيد طارق السوسي موقوفا بالسجن المدني ببنزرت إلى أن أصدرت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف ببنزرت قرارا بالإفراج عنه في 25 سبتمبر2008. 3) البوليس السياسي يقوم بتصوير منزل سجين الرأي ماهر عبد الحميد: قام عنصران من البوليس السياسي أحدهما المدعو خليل على الساعة السادسة من مساء اليوم الاثنين 2 مارس 2009 بتصوير المنزل الكائن بمنطقة المرازقة بالحمامات من ولاية نابل المملوك لعائلة سجين الرأي الشاب ماهر عبد الحميد بواسطة آلة تصوير رقمية و لما سألتهما شقيقتسجين الرأي عن سبب ذلك قاما بالتقاط صورة لها. علما بأن السيد ماهر عبد الحميد الذي سلمته السلطات السورية لتونس في شهر جوان 2008 يقضي حكما بالسجن مدة عامين و هو الآن معتقل بسجن المرناقية. 3)    اعتقال عشرون متصوفا بدعوى اجتماع غير مرخص فيه: اعتقل أعوان البوليس السياسي بمنطقة حي الخضراء بالعاصمة يوم السبت 28 فيفري 2009 عشرون متصوفا كانوا مجتمعين في حلقة ذكر بمنزل السيد رضا ساسي من أجل عقد اجتماع غير مرخص فيه و اقتيادهما إلى منطقة الشرطة بمتيال فيل بالعاصمة، و قد تم مساء اليوم الاثنين 2 مارس 2009 الإفراج عنهم جميعا بعد أن أجبروا على الإمضاء على التزام بعدم عقد الاجتماعات في المستقبل.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

المظيلة: 11 شابا يحالون على المحكمة يوم 12 مارس

 
الهادي الرداوي تم استدعاء 11 شابا من شباب المظيلة التابعة لولاية  قفصة للحضور أمام المحكمة الابتدائية بقفصة يوم 12 مارس القادم وللتذكير فان هذه المجموعة من الشباب قد سبق وأن أوقفت بسجن قفصة لمدة 15 يوما على خلفية التحركات الاحتجاجية التي عرفتها منطقة الحوض المنجمي واطلق سراحهم يوم 19 اوت 2008  ليمثلوا من جديد أمام المحكمة بحالة سراح. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (أليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 1 مارس 2009)
 

المنسيّون : تونسيون يفضّلون جحيم غوانتنامو مؤقتا على العودة إلى بلادهم

 
لطفي حيدوري كشف تقرير لمنظمة ريبريف اللندنية أنّ معظم المعتقلين التونسيين المتبقّين في غوانتنامو وعددهم عشرة لم تثبت عليهم تهمة المقاتلين الأعداء، ومن المرجح الإفراج عنهم باعتبارهم لا يشكلون خطرا على الولايات المتحدة أو على حلفائها. لكنّ ستة من هؤلاء سبق لهم الإقامة بإيطاليا يفضّلون انتظار موافقة السلطات الإيطالية على استقبالهم وتوفير لجوء لهم والمكوث أشهرا أخرى في ظل انتهاكات غوانتنامو على العودة إلى تونس، ويتعلق الأمر بكل من هشام السليطي وعادل الحكيمي والهادي الهمامي ولطفي بن علي وصالح ساسي وعادل بن مبروك. هؤلاء المعتقلين توقعوا في الأشهر الأولى من احتجازهم في الخليج الكوبي أن تتدخل السلطات الإيطالية للإفراج عنهم خاصة بعد تلقيهم زيارات من محققين أمنيين ومخابرات عسكرية إيطالية. لكنّ الدول الأوروبية لم تتدخل سوى لإطلاق سراح مواطنيها ونجحت في ذلك. وكان أعضاء من منظمة ريبريف قد توجهوا في وقت سابق إلى إيطاليا للبحث عن قرائن براءة المتهمين التونسيين الذين كانوا مقيمين بصورة قانونية على التراب الإيطالية، والقيام بمساع لدى السلطات الإيطالية لاستقبالهم بعد الإفراج عنهم. تواطؤ إيطالي اتهمت « ريبريف » الحكومة الإيطالية بالتواطؤ في نقل حوالي 779 معتقلا إلى غوانتنامو بمن فيهم التونسيين. وقد تم تسجيل 28 رحلة عبرت إلى غوانتنامو عبر الأجواء الإيطالية يشتبه أن تكون اثنتان منها نقلت محققين ومخابرات إيطالية أو سجناء. وجميع هذه الرحلات كان مصدرها أفغنستان فقاعدة أنجرليك التركية قبل المرور بإيطاليا، وما كان مرور هذه الرحلات ليتمّ لولا موافقة السلطات الإيطالية وهو ما تعتبره منظمات حقوقية تواطؤا ومخالفة للقوانين الأوروبية والإيطالية نفسها. بما يفرض عليها ترميم خطئها بالتدخل اليوم لفائدة التونسيين الذين كانوا مقيمين بصفة قانونية على أراضيها ثم سمح فيما بعد بمرورهم معتقلين في أجوائها. عادل الحكيمي السجين رقم 168 وصل غوانتنامو في 11 فيفري 2002 هشام السليطي رقم 174 وصل غوانتنامو في 1 ماي 2002 الهادي الهمامي رقم 717 وصل غوانتنامو في 5 أوت 2002 لطفي بن علي رقم 894 وصل يوم 7 فيفري 2003 (يعيش بقلب اصطناعي) صالح ساسي رقم 46 وصل يوم 20 جانفي 2002 عادل بن مبروك رقم 148 وصل يوم 9 فيفري 2002 وبحسب المعلومات التي حصل عليها محامو ريبريف النائبين في ملفات المعتقلين التونسيين فإنّ تنسيقا إيطاليا أمريكيا وتونسيا تم خلال التحقيقات. وقد توجه الإيطاليون ثلاث مرات إلى غوانتنامو ووصل أوّل فريق في الأشهر الأولى من فتح المعتقل عندما كانت المعاملة اللاإنسانية على أشدها داخله وكانت الزيارة الأولى للتونسيين في جوان 2002 من قبل وحدة أمنية من طورينو وميلانو وفي  نوفمبر توجهت فرقة من قسم مكافحة الإرهاب لاستجواب التونسيين. أمّا الزيارة الثالثة فقد وقع التكتم عليها إعلاميا وكشفها المعتقلون وقد قامت بها المخابرات العسكرية الإيطالية. وأفاد التونسيون لمحاميهم أنّ الأجهزة الإيطالية التي زارتهم واستجوبتهم وعدتهم باستقبالهم في إيطاليا وتوفير ملجأ لهم. وقد ذكر عادل الحكيمي أنّه تعرف إلى أحد المحققين كانت له به صله خلال عمله في بولونيا بإيطاليا وفتح له باب الأمل بنقله إلى هناك. مخابرات تونسية في غوانتنامو كشف تقرير منظمة ريبريف لأوّل مرة عن قيام السلطات التونسية بإرسال أعوان يعتقد أنّهم من فرقة أمن الدولة قاموا باستجواب هشام السليطي في غوانتنامو. هذا الأخير كشف لمحاميه تفاصيل لقاء غير ودّي تم في زنزانته في غوانتنامو مع مواطنيه الذين أنذروه بما يمكن أن يلقاه على أيديهم ووصفوا له طريقة التعذيب بالتغطيس في الماء (البانو). ولا يعرف إن كانت مهمّة الأجهزة التونسية شملت معتقلين آخرين من الذين لا يمثّلهم محامو « ريبريف » لكنّ المتأكّد هو أن التنسيق الأمني وتبادل المعلومات قد حصل وكان من نتائجه التتبعات التي فتحت غيابيا ضد هؤلاء في تونس. أرقام من غونتنامو (المصدر، مركز الحقوق الدستورية بالولايات المتحدة)


** معتقلون في انتظار إعادتهم إلى بلدانهم (الجملة 190)

 
 
 اليمن (97) أفغانستان (27) السعودية (13) الكويت (4) باكستان (4) العراق (6) البوسنة (3) الصومال (2) السودان (3) موريتانيا (2) ماليزيا (2) كندا والتشاد وأثيوبيا واندونيسيا وكازاخستان وكينيا وفلسطين وتنزانيا والإمارات العربية المتحدة (1). ** معتقلون في حاجة على بلد ثالث كملجأ آمن (الجملة 62): الجزائر (12) الصين (17) سوريا (10) ليبيا (7) أوزباكستان (4) فلسطين (3) مصر (3) أذربيجان وروسيا وطاجيكستان (1). ** دول استعادت جميع معتقليها: أستراليا وبنغلاديش وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وإيران والمالديف وإسبانيا وتركيا والسويد وتركمانستان وأوغندا والمملكة المتحدة وقطر والبحرين والأردن. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (أليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 2 مارس 2009)
 
 

أسبوعية « الطريق الجديد » تصادر من الأسواق

 
لطفي حيدوري أفادت مصادر من هيئة تحرير أسبوعية الطريق الجديد لسان حال حركة التجديد المعارضة أنّ عدد يوم السبت 28 فيفري من الصحيفة قد حجب من الأسواق ولم يوزّع دون معرفة الأسباب. وأكّد نفس المصدر أنّ مسؤولي حركة التجديد تلقوا اتصالات من عدة جهات من البلاد للاستفسار حول عدم وصول الجريدة إلى نقاط البيع. وإلى حدود مساء السبت لم يقع إشعار الصحيفة بأي إجراء قانوني اتخذ ضدّها، كما لم يصدر أي إعلام عمومي رسمي في ذلك، مما يدل على أن الأمر يتعلق بعملية حجب مقنّع. وكانت السلطات قد صادرت يوم 31 جانفي الماضي العدد 113 من صحيفة الطريق الجديد وصدر إعلام رسمي للرأي العام يتهم الصحيفة بخرق قانون الصحافة المتعلق بمنع نشر مضمون الأعمال القضائية قبل تلاوتها على العموم، الأمر الذي نفته إدارة الطريق الجديد وطعنت فيه أمام القضاء الإداري الاستعجالي دون جدوى. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (أليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 1 مارس 2009)
 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة تونس اجتماع عام
 
تدعو جامعة  تونس للحزب الديمقراطي التقدمي كافة المناضلين إلى حضور الاجتماع العام حول « الدستور التونسي ومتطلبات الإصلاح السياسي »  يحاضر فيه الأستاذ أحمد نجيب الشابي  مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية2009، وذلك يوم  الجمعة 6 مارس الجاري على الساعة الخامسة مساء بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة
 

تونس: حقوقيون يتّهمون السلطات بمعاقبة محام طعن في تعديل دستوري للتمديد للرئيس بن علي

 

تونس/ اتهمت هيئة الدفاع عن المحامي والناشط الحقوقي التونسي عبد الوهاب معطر، السلطات التونسية بـ « محاولة توظيف الضرائب لمعاقبته على نشاطه الحقوقي ». و قال المحامي والناشط الحقوقي محمد عبّو عضو هيئة الدفاع عن معطر لـ « قدس برس » إنّ السلطات فرضت عقابا ماليا واضحا ضد هذا الحقوقي التونسي على خلفية نشاطه الحقوقي والسياسي. وكانت الدائرة الجبائية بالمحكمة الابتدائية بمدينة صفاقس (270 كلم جنوب العاصمة تونس)، قد أجلت إلى يوم 4 آذار (مارس) الجاري، تصريحها بالحكم في اعتراض تقدم به المحامي والحقوقي التونسي عبد الوهاب معطر على قرار أصدرته إدارة الجباية ضده بدفع 232 ألف دينار(أكثر من 150 ألف دولار) بعنوان أداءات ضريبية. واعتبر الحقوقي عبد الرؤوف العيادي أنّ « توظيف الجباية ضد المحامين المعروفين بنشاطهم الحقوقي صار سلاحا تعتمده السلطات في السنوات الأخيرة بهدف الضغط عليهم وتعجيزهم ماديا لإثنائهم عن خطهم المستقل »، بحسب ما يرى. وكانت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين قد اتهمت في وقت سابق السلطات التونسية بما وصفته « توظيف إدارة الجباية (الضرائب) بهدف معاقبة معطر على طعنه في سلامة إجراءات استفتاء 2002 الذي سمح بتعديل دستوري مكّن بن علي من حق الترشح لانتخابات 2004 والانتخابات المقبلة في خريف 2009. ودعت الجمعية القضاء التونسي إلى « رفض إقحام القضاء في تصفية الحساب مع نشطاء ». واتهمت الجمعية إدارة الجباية التونسية بـ « إجراء عُقلة (حجْر) على الحساب المصرفي له دون انتظار قرار المحكمة » وبالحجر بعد ذلك على سيارته وسيارة نجله ومحل سكناه. وقالت الجمعية إنّ إدارة الجباية « تعمدت تجاهل كل الوثائق والحجج القاطعة التي تثبت أن المبالغ المشكّلة لقاعدة الأداء (الضريبة) للمحامي معطر لا تعود له وإنما لحرفائه »، حسب تعبيرها. وعُرف الحقوقي والمحامي التونسي عبد الوهاب معطر (57 سنة) بانتقاده اللاذع للحكومة التونسية. وفي 2002 اشتهر معطر بدعوى قضائية رفعها لدى المحكمة الإدارية بتونس لإلغاء شرعية استفتاء أجري في تونس لتعديل الدستور، بما سمح للرئيس التونسي بحق الترشح لعُهدتيْن إضافيتين. (*المصدر : موقع « نسيج » الإخباري نقلا عن وكالة « قدس برس » أنترناشيونال للأنباء بتاريخ 1 مارس 2009 ). الرابط : http://news.naseej.com/Detail..asp?InSectionID=128&InNewsItemID=304944


الرابطة التونسية للدفاع  عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 2 مارس 2009 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام  
إيقاف : أعلمنا السيد علي طراد ، أستاذ لغة فرنسية متقاعد، انه تم إيقاف ابنه محمد التيجاني طراد ، متحصل على الأستاذية وطالب بالمرحلة ا لثالثة  في الإعلامية والتصرف، يوم الأربعاء 25 فيفري 2009 . كم تم حجز حاسوبه المنزلي ووثائق أخرى . ما أثار حيرة  الأب  أن الأعوان الذين تولوا إيقاف الابن، طمأنوه انه سيعود بعد ساعة. لكنه لا يعرف مكانه  إلى تاريخ هذا اليوم. فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان يطالب السلط  بتمكين أهالي الموقوف من معلومات عن سبب ومكان إيقافه حتى يتمكنوا من توفير ظروف الدفاع لابنهم.   الاعتداء على القاضية كلثوم كنو: تعرضت السيدة كلثوم كنو، القاضية بمكتب التحقيق الثالث بقصر العدالة   بالقيروان ,والكاتبة العامة لجمعية القضاة الشرعية، لاعتداء من قبل احد المتقاضين الذي جاء إلى مكتبها يوم 18 فيفري 2009صارخا ومهددا، مطالبا إياها  بإيقاف خصمه في اقرب وقت. ولم يخرج إلا بعد أن أكال لها سيلا من الشتائم والتهديد. فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الذي ينادي دوما باحترام استقلالية وهيبة القضاء  ، يعبر عن تضامنه الكامل مع القاضية الفاضلة السيدة كنو  ويطالب بتوفير الحماية اللازمة للقضاة أثناء تأديتهم لعملهم . عن هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مسعود الرمضاني  


استنفار أمني بعد إضراب الجوع

التضامني مع الصحفي رشيد العبداوي

ذكرت اللجنة الوطنية لمساندة سجين الرأي رشيد العبداوي إن عدد من الشباب الذين شاركوا يوم الأحد في إضراب الجوع التضامني مع « العبداوي » تعرضوا على عدة مضايقات أمنية طالت عائلاتهم بعد تعمد عناصر الأمن السياسي إبلاغ أهالي بعض المشاركين في الإضراب بتحذير من مصير مجهول ينتظر أبنائهم في حال مواصلة الإنتماء للحزب الديمقراطي التقدمي و المشاركة في التحركات التضامنية مع الصحفي رشيد العبداوي. ودانت اللجنة الهر سلة الأمنية التي يتعرض لها شباب الحزب و أنصاره ، و أكدت أنها مصممة على مواصلة نضالها و تطوير تحركاتها للمطالبة بالإفراج عن السجين رشيد العبداوي و جميع المعتقلين في قضية الحركة الاحتجاجية الإجتماعية بالحوض المنجمي. معز الجماعي المصدر (موقع الحزب الديمقراطي التقدمي) www.pdpinfo.org


 الأستاذ عامر المحرزي عضو الهيئة الوطنية للمحامين بتونس

وكاتب عام الفرع

 الجهوي للمحامين بتونس يرد على ما جاء بالحوار مع عميد المحامين بالعدد السابق:  » كان على العميد الرد على النقاط المثارة لا وصفها بالخيانة والوهمية »

 

فقد نشرت مجلتكم بالعدد63.62  لشهر فيفري2009 حوارا في ركن ضيف العدد مع عميد المحامين الأستاذ البشير الصيد تناول عدة محاور منها الرد على الإعلام الموجه للمحامين والممضى من طرف أعضاء مجلس الإدارة الأستاذة : سعيدة العكرمي عبد الرزاق الكيلاني, نجيب بن يوسف وعامر المحرزي, والذي أطلق عليه بالبند العريض بالحوار المذكور: البيان الرباعي, وقد أتى على جملة من المعطيات وذكرت فيه اسميا في عديد المواقف. لقد سئل السيد العميد عن الأزمة بينه وبين السيدة أمينة مال الهيئة فأجاب بما رآه, ثم ما لبث أن تحول إلى الحديث عن بيان تضمن نسبة كمية من الاتهامات الماسة باعتبار عميد ورئيس مجلس الإدارة والمجردة من كل إثبات … وخيالية ووهمية. عديد الملاحظات تفرض نفسها: أولا لقد استعمل السيد العميد مصطلح « وهمية وخيالية ولا وجود لها في الواقع وافتراضات خيالية » عديد المرات حتى تكاد تكون هذه العبارات رده الوحيد عن جملة المسائل المطروحة بالوثيقة المعنية, في حين كان الأجدر الإجابة بشيء من الجدية والوضوح على جملة النقاط التي تمت إثارتها. ثانيا: أن السيد العميد يعتبر أن أعضاء مجلس الإدارة الأربعة قد خرقوا تقاليد المهنة وأخلاقياتها وواجبات التحفظ والاحترام, وهو بهذا يرى أن واجب التحفظ ينبغي أن يكون من جانب واحد, وفي هذا المجال فاني اذكر السيد العميد رمز المحاماة وانه تولى نشر عديد الحوارات بالجرائد اليومية ومنها جريدة الشروق وجريدة Le Temps بل وقد وقد كان يحث الزملاء على قراءة ما كان ينشر له بهذه الجرائد وغيرها عبر الإرساليات على المحمول (SMS) فضلا عن الجولات المتعددة والدورية بمختلف محاكم الجمهورية والتي يجتمع فيها مع الزملاء للتشهير بكل من يتوجه إليه بالنقد. إن  واجب التحفظ يسري على الجميع دون استثناء بل ويسري أولا على عميد المحامين رمز المحاماة  والذي ينبغي أن يكون مثالا وقدوة في الرفعة والترفع وفي معاملة كل المحامين على قدم المساواة. إن السيد العميد وللأسف الشديد اختار أن يكون عميد بعض المحامين دون سواهم وان يميز البعض عن البعض الآخر حسب الولاءات, كما أرى انه من حقي أن اذكر السيد العميد وانه حبر إبان كان عضوا في مجلس الهيئة الوطنية للمحامين ثلاث بيانات كان يوزعها بنفسه أمام قصر العدالة, فهل واجب التحفظ يسري على غيره فقط؟ وهل تراه متحولا مع الوقت يمنع ويباح حسب الرغبات والأهواء؟! ثالثا : إن الحوار تضمن اتهاما خطيرا بان البيان انطلق من خلفية تحالفية لا علاقة لها بمصلحة الصندوق ولا مصلحة المحامين. يعلم الجميع أن الممضين معي على البيان كانوا بالأمس القريب حلفاء العميد الحالي,بل وهم الذين أوصلوه إلى سدة العمادة. رابعا: لندخل في صلب الموضوع: ما ورد بالوثيقة  » إعلام لعموم المحامين وقائع ثابتة أم خيال وأوهام » جاء بالوثيقة النقاط التالية: -إن السيد العميد رئيس مجلس الإدارة أمضى على عديد التكفلات لمصاريف التداوي ومعالجة دون الرجوع إلى الإدارة الفنية لدراستها قبل انجازها طبقا لأحكام الفص11 من الأمر المنظم للصندوق. – إن السيد العميد فتح حسابات بنكية وقام بتحويلات من حساب إلى آخر دون إذن مجلس الإدارة, كما قام بتوظيفات دون موافقة المجلس. -إن السيد رئيس مجلس الإدارة تولى انتداب موظفين دون أي مقاييس ودون استشارة أعضاء مجلس الإدارة. كان بودي أن يتولى السيد العميد الجواب على هذه النقاط بدقة لا أن يصفها بالخيالية والوهمية والحال أنها صحيحة وتمت بالفعل وهي ثابتة, ذلك أن السيد العميد قام بتوظيفات مع نسب فائدة ضعيفة دون عرضها على المجلس, كما فتح حسابات بنكية دون إعلام المجلس (الحساب مفتوح لدى البنك التونسي), وقام بانتداب عدد كبير من الموظفين لإدارة الصندوق بصفة عشوائية وغير مبررة من ذلك انتداب أستاذ رياضيات بتعلة فهمه في الحساب وإمكانية تكوينه في ميدان التأمين الصحي, والحال أن البلاد تزخر بالكفاءات الجاهزة, علما وان مجلس الإدارة قد اختار لجنة من بين أعضائه كلفت باختيار المنتدبين بعد نشر إعلانات انتداب بالجرائد. ثم, وبعد أن تم استعرض مجمل النقاط السابقة توجهنا إلى السيد رئيس مجلس الإدارة باقتضاب:1 – تذكيره بأنه يحجر على أعضاء مجلس الإدارة تفويض صلاحيتهم 2- الفات نظره إلى خطورة مخالفة أحكام الأمر المنظم لتسيير الصندوق 3- طلب إحجامه عن التصرف المنفرد 4- مطالبته بإعلام المحامين بفحوى محضر جلسة 19-12-2008 وفقا لأحكام القانون 5- دعوة الزملاء لتحمل مسؤولياتهم 6- تذكيره بأن تسيير الصندوق الفني والمالي يرجع لأهل الاختصاص. إن توجهنا بهذه الوثيقة للمحامين كان اثر محاولات عديدة وطلبات متكررة بدأت مشافهة وانتهت عديد المرات كتابية, قدمنا بها للسيد العميد رئيس مجلس الإدارة تتمحور أساسا في إعادة النظر في التسيير وفي طريقة التصرف في أموال الصندوق وذلك بعد أن تبين: -انه من غير المعقول واقعا وقانونا أن يجمع السيد رئيس مجلس الإدارة بين خطتي آمر الصرف والتسيير والحال أن الفصل الخامس من مجلة المحاسبة العمومية والذي أحال إليه المشرع في أمر إحداث الصندوق يحجر هذا الجمع بصريح العبارة. -انه من غير المعقول أن يستحوذ رئيس مجلس الإدارة على كل صلاحيات مجلس الإدارة واختصاص الإدارة الفنية والمالية, والحال أن الفصل السادس من الأمر المحدث للصندوق يسند للمجلس إدارة أموال ومكاسب الصندوق ويخول لنفس المجلس ضبط كل المنافع وميزانيات والتصرف الإداري والمالي وإعداد القوائم والقيام بعمليات الاستثمار والتوظيفات, وهي اختصاصات جرد منها رئيس المجلس من هو مختص ليستأثر بها جميعا لخاصة نفسه, وفي ذلك مخالفة صريحة لأحكام القانون. علما وان القانون المحدث للصندوق خول لرئيس مجلس الإدارة صلاحية تمثيله أمام السلط لا غير وهي الصلاحية الوحيدة التي ينفرد بها دون رجوع إلى مجلس الإدارة. – انه من غير المقبول أن يقوم السيد رئيس مجلس الإدارة بتصرفات فردية ثم يطلب من مجلس الإدارة المصادقة اللاحقة عليها, والحال أن الأمر المحدث للصندوق لم يتضمن هذه الإمكانية إطلاقا, كما انه ليس من المعقول أن يجري رئيس مجلس إدارة الصندوق التوظيفات المالية دون أعداد استراتيجية في هذا الخصوص من قبل أهل الاختصاص وخصوصا المدير المالي والفني للإدارة. – انه من غير المعقول أن يمضي على إحداث الصندوق كل هذه المدة دون أن تتم إحالة أملاك وسندات الهيئة إلى الصندوق. – انه من غير المعقول مطلقا أن يعقد مجلس الإدارة اجتماعاته دون حضور المدير العام للصندوق ودون وجود سكريتارية مجلس الإدارة والتي تتمثل مهمتها في تنظيم وإعداد اجتماعات مجلس الإدارة وتحرير محاضر الجلسات وتوجيه الدعوات لحضور الاجتماعات وتوزيع المحاضر بعد إعدادها على الأعضاء… وكل عمل إداري متصل بسير مجلس الإدارة, لا أن يواصل كاتب عام مجلس الهيئة تحرير المحاضر وأن يبقى الدفتر وجميع الوثائق في محفظة العميد. – من الغريب أن يعتقد السيد العميد أننا حين ندعو إلى احترام القانون والى توزيع الاختصاصات فإننا بصدد النيل منه أو محاولة تجميد صلوحيته كعميد, كما صرح بذلك بندوة الفروع الأخيرة , بل عكس ذلك إذ أن المسير الذي يتحلى بعقلية متطورة هو من يستعين بالخبرات والكفاءات وهو الذي ينأى بنفسه عن التصرف المباشر في مسائل خارجة عن اختصاصه وخصوصا المسائل المالية, ذلك أن السيد العميد هو العميد الأول حسب علمي, الذي يخير التدخل والتصرف مباشرة ولوحده في موارد وحسابات وأموال الهيئة والصندوق. – من الغريب أن يؤكد السيد رئيس مجلس الإدارة أن الكشوفات والوثائق المحاسبية والتوظيف  والتوظيفات بحوزته ويمكن لأعضاء مجلس الإدارة وعموم المحامين الاتصال به للإطلاع عليها, والحال أن هذه الوثائق لا ينبغي أن تكون بحوزة رئيس مجلس الإدارة, وإنما في موقعها الطبيعي أي في إدارة الصندوق ولنتصور رئيس مجلس إدارة احد الصناديق الاجتماعية يتجول وهو يحمل في محفظته كل وثائق الصندوق والتي إن ضاعت منه ضاع الصندوق. – وختاما فاني أؤكد أن رغبتي الشخصية تتمثل في حسن تطبيق القانون وعدم تركه جانبا كالبعد عن سياسة المحاباة وترشيد النفقات في المعاملات وان تتحول الثقة من ثقة  في الأشخاص إلى ثقة في المؤسسات كما اختم بالتأكيد على أن ما يحصل الآن من نقاش في خصوص هذه المواضيع وغيره, إنما يدل بشكل لافت على إن للمحاماة جهاز مناعي تدافع به عن نفسها وهي قادرة على لفظ كل الأشكال غير العادية للتسيير والتصرف. الأستاذ عامر المحرزي عضو الهيئة الوطنية للمحامين المصدر المجلة القانونية عدد64.مارس2009
 

رسالة شكر بداية أتقدم بالشكر لكل زملائي من تونس وفرنسا وبريطانيا وكل أنحاء العالم الذين وقفوا معى اثر ايقافى التعسفى فى العاصمة السودانية الخرطوم مرة أخرى يتأكد رعب وخوف الأنظمة الدكتاتورية على غرار نظام الخرطوم خوفه من الكلمة الحرة وأغتنم هذه الفرصة عبر موقعى التونسى المفضل تونس نيوز أن أشكر كل المنظمات الدولية وأذكر منها صحافيون بلا حدود ومنضمة العفو الدولية ووزارة الخارجية الفرنسية والخارجية البريطانية ولا أتعجب أن لا تهتم حكومتى الموقرة والتى لا تزال تمنعنى من أبسط حقوقى الا وهو جواز السفر مع العلم أن السفارة التونسية فى الخرطوم سعدت باقافى ودعت الحكومة السودانية الى اتخاذ التدابير التى تراها وأخيرا وليس اخرا أحى الصديق سليم بوخذير وكل الأحرار فى تونس الذين عبروا عن تضامنهم وأدعوا كل الضمائر الى الوقوف مع أهل دارفور فيما يعانونه من قهر وقتل جماعى زهير لطيف Zouhir latif Director & tv producer


أقوم المسالك لدرء المهالك
 
بقلم: جيلاني العبدلي اعلم أخي التونسي – رحمك الله، وخفّف عنك عسر القهر ووزر الحجر- أنّ للوطنية السليمة في ربوعنا التونسية شروطا قويمة، مسطورة في كتب السلطان على مرّ الأزمان، كتب آياتها محكمات لا متشابهات، فصّلها الزعيم الواحد الأحد الذي لا شريك له في التسيير، ولا كفء غيره في التدبير. فإذا رمت أخي التونسي أعزّك ربك درء المهالك السحيقة، ونهج المسالك القويمة، استعذ بالله من الشيطان، واقرأ قرآن السلطان، واُتل ما تيسّر من الآيات الهادية إلى الشروط الضرورية للوطنية الصادقة، وإذا شئت ذاكرتك منها في الآتي بعد أعوذ بالله من الوسواس الخناس وآكلي حقوق الناس: 1-أن تشهّد على الدوام بسلطانك المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى، وأن تشهد بأن حاكمك لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. 2-أن تصدّق قول السلطان، وتذكره في السرّ والإعلان، وتؤيّد مسعاه ومأتاه في السراء والضراء، وأن تُكذّب الكلّ ممّن خالفه، وتُفنّد ما قالوا ولو صدقوا، وأن تبغضهم ولو أحسنوا، وأن تكفّرهم ولو وحّدوا، وتنعتهم بالخيانة والعمالة مهما سمَوْا وتساموْا. 3- أن تمجّد ساستك، وتحصي حسنات سادتك، وتسكت عن نقائصهم، وتصمت عن مزالقهم وما لهم من كبوات ونكسات، وأن تكتب فيهم كتبا، وتحبك حولهم قصصا كلّها خيال في خيال، وتدّعي لهم صولات لا تعدّ وجولات لا تحدّ. 4- أن تكون واشيا لساستك، وشّاء لسادتك، عسّاسا، دسّاسا، مشّاء بين النّاس بنميم لعلّ أوسمة توشّح صدرك في آخر مشوارك. 5- أن تشيع ما أمكن من عقيدة التوحيد لحاكمك، وتذيع سرّ التّأييد لقائدك المصطفى، وتزعم أنه صمد وان الوطن ما ولد غيره كفئا أحدا. 6- أن تضع صورة منمّقة أو تمثالا عملاقا لقائدك في مستقرّك: دارك أو مكتبك أو مركبك، وأن تستشهد في كل مناسبة أو غير مناسبة بأقوال منقذك الخالدة، وتحفظ نشيدا وحيدا:   » نموت، نموت ويحيا سيدنا الحاكم إلى الأبد ». 7- أن لا تعبّر، ولا تتظاهر، ولا تسلك سبيلا به تحتجّ مهما كبرت بك المتاعب والمظالم والمصائب، وأن تقول غير ما يلقى هوى السلطان، ولتحذر – رعاك خالقك – أن تزل بك القدم فتصير لا قدّر الله إلى العدم. 8- أن تُبايع سلطانك، وتُساند ساستك في كلّ ما نهجوا، إذا استفتوا أو انتخبوا، وأن تتشبع منهم بفنون التزوير، وتبحث معهم في أصوات التّأييد بين الأحياء والأموات وتكون المحصّلة عملية انتخابية حرّة ونزيهة لم تشهدها الإنسانية قاطبة. 9- أن تجعل ربطتك للعنق ولحافك على الكتف بلون الحزب الواحد الأحد، وتحمل شارات بصورة الزعيم الخالد، وتلبس نظارات سوداء داكنة، وترفع شعارات التأييد والتّأبيد في كل محتشد، وتثير عاصفة صاخبة من التّصفيق بسبب والأفضل من دون سبب، وترفع عقيرتك، وتصرخ في المصدح بحياة الواحد الصمد حاكمك إلى الأبد. هذه أخي التونسي – حيّاك الله، وحفظ سرّك – أقوم المسالك لتدرأ عنك المهالك، وشروطك القويمة للوطنيّة السليمة فاحفظها، وأذعها، واجعلها شرعتك الهادية. وإنّه لقول حقّ قد قُلته فاللّهم اشهد أنّي قد بلّغتُ.. اللّهم اشهد أنّي قد بلّغتُ. مقتطف من  كتاب  » مواقف وطرائف ( ص: 63 – 64 – 65 – 66 ) Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com


القافلة تسير والذئاب تعوي

صــابـر التونسي

 
من شاء أن يستبدل الذئاب بالكلاب فله ذلك، غير أن الذئاب كلها بطبع واحد سمته الخسة والغدر، وأما الكلاب فطباعها مختلفة فمنها الودود الأليف ومنها الشرس الخسيس! رجم راديو « كلمة » بالغيب في نشرة من نشراته السابقة ورمى السلطة بقوله « يبدوا أن قافلة النصرة لغزة غير مرحب بها في تونس وأن السلطات قد حددت طريق سيرها ومدة بقائها حتى لا يلتف حولها المواطنون فكان مرورها  بتونس كأنه زيارة خاطفة، أو عبء وجب المسارعة بالتخلص منه »! … ولآن وردت الأخبار والتقارير تؤكد محاصرة القافلة عن يمين وشمال ومن أمام وخلف وفوق! … ولعلهم قد حفروا نفقا تحت خط سيرها المرسوم! … فمن يدري فهولاء « الغزاوية » تمرسوا على حفر الأنفاق! … ولعلهم يشرعون في حفر الأنفاق كلما توقفوا لراحة أو مبيت حت يتصلوا بالمواطنين ! … أو لعلهم يُهّربون أشياء ممنوعة تخل بأمن البلد! … أو تحدث القلاقل! … أمر غير مستغرب فمعظم من بالقافلة من الإرهابيين! … كما تناهى لعلم سلطتنا « النبيهة »! … بل لعل الأمر أسوء من ذلك بكثير ! … فالإرهابيون قادمون من لندن التي « ترعى » الإرهاب المعادي لأوطانه! … لعل الغنوشي وجماعته قد زودوا القافلة بما يشفِ صدورهم ممن شردهم ومزقهم كل ممزق!! أو لعلهم سلموهم خرائط مخابئ الأسلحة « المزعومة » التى أعدت للإطاحة بالنظام حتى يحملوها معهم لغزة فأهل غرة أولى بها! … من يدري فالإرهاب بعضه من بعض! … تماما كما العمالة والتصهين! … المهم أن عيون ذئابنا لا تنام ومن سولت له من أصحاب القافلة نفسه حفر نفق « إرهابي » في أراضينا، وقع في حجور ذئابنا! … ولا تسل بعدها عن خبره! قال أحدهم: »لقد فضحتنا سلطتنا بموقفها هذا أمام إخواننا وأشقائنا العرب والمسلمين، فما لاقته القافلة من حصار وتضييق في تونس لا يشرف شعبها ولا يعبر عن توجهه في مناصرة إخوانه في فلسطين » قلت: « دعك من المثاليات والأوهام! … فالتحوط واجب والأمن أولاّ وعاشرا! … ألا ترى أن اللص لا يأمن أحد ويحسب أن كل صيحة عليه! … ذلك لأنه لص مريب!! ولذلك تراه دائما يكاد أن يقول خذوني! وإلى لقاء آخر مع لص آخر على المعبر!! (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (أليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 1 مارس 2009)


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 ربيع الأول 1430 الموافق ل 02 مارس 2009

إنا لله و إنا إليه راجعون

 

انتقل صباح اليوم الاثنين 2 مارس 2009 إلى رحمة الله تعالى المغفور له السيد التيجاني الجندوبي والد اللاجئ السياسي السيد محسن الجندوبي و قد شيع جثمانه الطاهر إثر صلاة العصر إلى مقبرة الجلاز. و حرية و إنصاف تتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد راجية من المولى العلي القدير أن يتغمده برحمته الواسعة و أن يرزق أهله جميل الصبر و السلوان. لتقديم التعازي يرجى الاتصال بولديه السيد محسن الجندوبي على الرقم التالي 00491736828899 و السيدلطفي الجندوبي على الرقم 98586076 .

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تنعي والد الأخ محسن الجندوبي 

إنا لله وإنا إليه راجعون ، وسبحان الحي الذي لا يموت

 
بقلوب يملؤها الحزن غير أنها راضية بقضاء الله ، تنعي حركة النهضة والد الأخ محسن الجندوبي المقيم بألمانيا، المناضل التيجاني الجندوبي الذي وافته المنية عن عمر يناهز 74 سنة بعد صراع مع المرض فجر يوم الإثنين 02 مارس 2009 وحركة النهضة تتقدم بأصدق التعازي إلى كل أفراد عائلة الفقيد وتسأل الله أن يدخل السيد التيجاني الجندوبي فراديس الجنان وأن يجعله من المقبولين وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان خاصة ابنه البار الأخ محسن الجندوبي « ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون » صدق الله العظيم  رقم للتعزية   491736828899   لندن في  02 مارس 2009 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة


 تونسيون يتخلفون عن العمرة بسبب احتكار شركة الخدمات بقمرت سوق العمرة والحج
 
لطفي حيدوري لا يزال الراغبون في أداء العمرة يجهلون مصير رحلات هذا العام الذي بقي معلّقا بين شركة الخدمات والإقامات بقمرت والسلطات السعودية. تقارير صحفية سابقة أشارت إلى كون السلطات السعودية امتنعت هذا العام عن منح تأشيرات العمرة للتونسيين بسبب تخلف أكثر من ألف معتمر تونسي العام الماضي فضّلوا المكوث بصفة غير قانونية على الأراضي السعودية ليدركوا عمرة شهر رمضان الماضي أو موسم الحجّ. بما يعني أنّ سلطات السعودية قامت بما يشبه الإجراء العقابي للتونسيين لما تسبب فيه مواطنوهم من قبل. لكنّ التوضيح الإعلامي المنشور اليوم بيومية الصباح نقلا عن مصادر رسمية سعودية يشير إلى أنّ شركة الخدمات والإقامات بقمرت المملوكة لأصهار الرئيس بن علي هي المسؤولة عن تخلف طالبي العمرة حتى الآن. وورد بالتوضيح أنّ الشركة السعودية التي تتعاقد معها شركة الخدمات الوطنية والاقامات حرمت هذا العام من حق تنظيم الرحلات بسبب نسبة التخلف العالية المسجلة العام الماضي، ولذلك تمّ إبلاغ شركة الخدمات الوطنية والاقامات بضرورة التعاقد مع إحدى الشركات السعودية المرخص لها في هذا المجال، لكنّ الشركة التونسية المحتكرة للسوق لم تقم إلى حد الآن بطلب تعاقد مع أية شركة سعودية، لأسباب غير معروفة. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (أليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 1 مارس 2009)

 


المتنفذون صابر التونسي
 
علمت وعلم غيري أن المتنفذين من الأصهار والأنساب، « يتاجرون » في كل شيء حلالا كان أو حراما نجسا أو طاهرا، قانونيا أو ممنوعا، لذلك لم أكن لأستغرب ما تطالعنا به الأخبار وما يتناقله الركبان من أن الجماعة لم يتركوا طريقا للثراء إلا سلكوه،! … استولوا على كل القطاعات! … نبشوا الأرض بحثا عن الكنوز والآثار، هربوا الثروات! … ورّدوا الممنوعات! … جعلوا البلاد « صخرة قراصنة مهربين »! ترسي على سواحلها اليخوت المسروقة! وتجوب شوارعها السيارات الرباعية من غير أرقام معدنية! قننوا الوساطة وجعلوا لكل نوع منها ثمنا! …. فرخصة السياقة بثمن، وبطاقة التعريف بثمن، وإخراج المجرمين « كالشعرة من العجين » بثمن ….!! ونقل الشباب إلى الضفة الأخرى بأثمان! … وكذلك إخماد أنفاسهم تحت الأمواج! ما أثار استغرابي وسط هذه « الزحمة » من الأخبار التي تتناقلها الركبان هو تنبههم للتجارة في عواطف المتدينين الذين تهفوا قلوبهم لزيارة بيت الله أو قبر رسوله صلى الله عليه وسلم! … فعلا النهم في جمع المال لاخلق له ولا حياء! … لكني أؤمن أن المال الحرام سيكون يوما ما، حسرة على أصحابه في الدنيا وستكوى به جباههم وجنوبهم في الآخرة. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (أليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 2 مارس 2009)


رغم توصيات بلاتير.. رابطة الشمال لكرة القدم تعقد اجتماعها بدار التجمع!
 
بالرغم من التوصيات التي  اعلنها في مناسبات عديدة  سابقة رئيس الجامعة الدولية لكرة القدم  » الفيفا » السيد جوزيف بلاتار  و المتعلقة بعدم تسييس مؤسسات و هياكل كرة القدم  و تحييدها تحييدا مطلقا على  مقرات الاحزاب السياسية فقد عقدت رابطة الشمال لكرة القدم ببنزرت مؤخرا اجتماعا اقامته بمقرالجامعة الدستورية للتجمع الديمقراطي ببوسالم بعنوان حلقة تكوينية للجان التحكيم بكل من « باجة  » و « جندوبة » و « بوسالم ». وقد اشرف على هذا الاجتماع السيد علي ورديان رئيس اللجنة الجهوية للتحكيم  ببنزرت كما القى السيد محمد الملولي  خلال الاجتماع محاضرة حول القوانين الجديدة للتحكيم. وقد رفض الحكم لطفي الماكني حضور الاجتماع بمقر الحزب الحاكم واعتبر ذلك مسا من مؤسسات الجامعة واعتداء على حياد ادارتها فضلا على ان الاجتماع جاء بمثابة الاستفزاز له باعتباره قد سبق وان قدم استقالته من التجمع بعد ان تولى مسؤوليات عديدة داخل هياكله. من جهة اخرى اثار الكاتب العام للجامعة الدستورية ببوسالم خلال الاجتماع مسالة استقالة لطفي الماكني من التجمع واعتبر ذلك تعد على مؤسسات كرة القدم وهياكل الحزب داعيا الى التخلص منه بكل الطرق. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (أليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 1 مارس 2009)

 


إلغاء الثلاثيات… التقليص من المواد والفارق بين الضوارب… احتمالات عدّة مطروحة

لجنة الزمن المدرسي مطالبة بالحدّ من تحويل أبنائنا إلى فئران مخابر

 
تونس- الأسبوعي: تردّدت في الآونة الأخيرة عديد الأخبار في الأوساط التعليمية حول التغييرات الكبرى التي يمكن أن يشهدها مستقبل منظومة التربية والتعليم في تونس في إطار ما تسير عليه أشغال اللجنة المكلفة بالنظر في الزمن المدرسي والتي طغى عليها شعار أن التلميذ ضحية ضغط زمني وعدد مكثف من ساعات الدراسة في اليوم الواحد… ومن ثمّة توالت الأفكار والفرضيات حول كيفية التغيير… فهناك من يقول أن المستقبل مع تغيير نظام الثلاثيات إلى نظام السداسيات لتفادي كثرة الأسابيع بدون دراسة فعلية كل ثلاثي والتي تخصّص للفروض التأليفية ضمن الأسبوع ما قبل المغلق والأسبوع المغلق وأسبوع إصلاح هذه الفروض. أما الشق الآخر فيرى أن العلاج يكمن في الحد من كثرة المواد والتقليص من ساعاتها وفي ذات الوقت التقليص من فوارق ضوارب المواد حتى تتحقق العدالة بين المواد ويحظى المتعلم بنفس الحظوظ سواء كان ذا توجّه علمي أو توجه أدبي. لكن السؤال الأهم أي الخيارات أنجع؟  وعلى أي أسس علمية وبحوث ودراسات دقيقة ستبنى القرارات؟ فبالنسبة إلى الخيار الأول المتعلق بنظام السداسيات ألم تكن مدارسنا ومعاهدنا تتبع هذا النظام لمدة سنوات… ولكن تعالت الأصوات وادّعت إفلاس هذا الخيار وعوّضته بنظام الثلاثيات… فضلا عن الدفاع المستميت لعديد الكوادر التربوية والبيداغوجية عن خيار الأسبوع المغلق وما يمكن أن يحمله من ايجابيات على نتائج التلاميذ ومن ثمّة الحد من نسب الانقطاع المدرسي – المبتغى الدائم لنظامنا التعليمي-… أما الخيار الثاني المتعلق بكثرة المواد والتقليص من ساعاتها فيجدر الاستفهام عمّن بادر منذ سنوات قليلة بتكثيف هذه المواد لتشمل مواد فنية أخرى كالمسرح والموسيقى ولغات جديدة وعلوم فيزيائية لتنطلق مع السنة السابعة أساسي بدعوى تأمين شموليّة تكوين المتعلم وإكسابه تكنولوجيات العصر بفضل مادة الإعلامية إلى جانب الترفيع في عدد ساعات لغة الأنقليزية تعزيزا لمستوى التلميذ وتمتينا لقدرته… حقيقة الأمر يدعو إلى الحيرة والتعجّب ما الذي نريده من متعّلمنا؟ ولماذا نسارع في اختيار مسالك ما ثمّ سرعان ما نتراجع عنها؟ هل أخذ بعين الاعتبار ملامح خريجي مدارسنا ومعاهدنا مع كل تعديل وتغيير؟ هل سيكون المصير ذاته لخيار المقاربة بالكفايات الأساسية والتعلّمات الاختيارية التي اعتبرت في وقت ما ومن قبل كبار مسؤولي التربية والتعليم الحلّ السحري لمرتادي مدارسنا؟ محصّلة القول أبناؤنا أمانة في أعناقنا ومصيرهم يجب ألاّ يكون رهن قرارات لجنة تكوّنت لمدة أسابيع ودرست ظاهر الأمور لا بواطنها… ولا في ذات الوقت رهن رغبة وليّ أقضّ مضجعه ثقل محفظة ابنه… فالأمر أعمق من هذا بكثير… ويجب أن يقع التريّث ودراسة كل الجوانب قبل أخذ القرارات وإحداث التغييرات في هذا المجال… ثم لماذا لا نعود إلى أرشيف الوزارة ونسأل هؤلاء القابعين وراء المكاتب لماذا قبلتم التغييرات في السابق في هذه المسائل بالذات؟ وما الدّاعي من زيادة المواد… بموجب أم بغير موجب؟ الأسئلة كثيرة والأجوبة عنها جدّ متأكدة… والتعليل أكثر من ضروري؟ هارون (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 2 مارس 2009)
 

 ع الطاير الصفحات والبرامج الاجتماعية.. وصاحب الحق الضايع
 
يظهرلي لقيت حل للتوانسة اللي عندهم مشاكل مع الإدارة اللي عندو مشكل مع دار الضو ومع دار الماء ومع دار التلفون ومع البلدية والملكية العقارية. لا عاد يمشي ويجي وإرجع غدوة وبرّة إشكي وكان عندك ريح ذرّي عشرة. هذاك الكل ولى حكاية فارغة. توة خويا المواطن ما عليك كان تلمّ وريقاتك ودوسيياتك وتطلع دغري للتلافز والا الجرايد توة تلقاهم الكل سيدي حاضر يا شكاية.. يا خذولك حقك في نهار.. وتتحلك جميع البيبان.. والقوانين الجامدة تتحرك وتذوب قدام القلم والكاميرا.. واللي قاعدين على كراسيهم يتزحزوا.. ويتململوا.. والملفات الراقدة تتحرك وتتكسل.. وتفيق.. والكربالة تقوم تخدم على أرواحها.. ويولي المواطن هو الملك.. تتحل في وجهو جميع الابواب وتتقضى حوايجو في رمشة عين واذا طولت في نهار والا نهارين.. والناس الكل تقولو الحق معاك.. وننصح كل مواطن باش يشد الصف أما موش قدام إدارة ..اما قدام التلفزة والجرايد اللي ولات الوحيدة اللي تنجم تاخذلو حقو.. ولهذا حضروا دوسيياتكم وآحكيوا حكاياتكم.. توة تشوفوا مغارة علي بابا كيفاش تتحل ويولي لكل مشكل حل وقتلي كانت قبل نفخ شكاياتك وبل..توة كل مسؤول ولاو عينيه على أكتافو.. ومن خيالهم يخافو أكثر من المواطن الرقيب..ويخافوا من البعيد والقريب.. ويخافوا من الصحافة.. اللي كانوا يقولوا عليها بيعان كلام.. ولاو يخافوا من الكاميرا الخفية اللي ما عادش تضحك في السهرات الرمضانية.. واللي ولات تدخل كل ثنية.. وتوريك بالصورة الجرح وفي اللحمة الحية.. توة كل شي صار بالمكشوف.. وما عاد فمة ما يتخبى.. وهذايا الكل من الصفحات والبرامج الاجتماعية..اللي تنحي خمجة على القلب.. وتخلي الجريدة والتلفزة للناس أقرب.. ويولي  المواطن الزوالي  المسكين.. اللي ما عندوش وما في حالوش..وما عبروش وما سمعوش يلقى لشكون يشكي همو ..ويلقى حقو في بلادو.. وما عادش يقولولو عندك حتى حق.. أما يقولوا إينعم سيدي.. فيصل الصمعي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 2 مارس 2009)


 
تلقى مشاهد إباحية على هاتفه الجوال من بطولة .. زوجته
 
تونس, تونس,  01 آذار-مارس (يو بي أي) — تلقى تونسي مقاطع من شريط إباحي على هاتفه الجوال وعندما تمعن به اكتشف أن بطلته هي حرمه المصون التي لم يمض على زواجه منها سوى أشهر قليلة. وذكرت صحيفة الشروق التونسية اليوم الأحد،أن الزوج كان جالسا في مقهى مع صديقه ببلدة المنصورة في محافظة القيروان (150 كم ) عن تونس العاصمة، عندما انضم إليهما صديق ثالث عرض عليهما آخر ما صدر من صور ومشاهد إباحية ،فطلب منه الزوج أن يرسلها له  على هاتفه الجوال ليتمكن من مشاهدتها في وقت لاحق. وعندما وصل الزوج إلى بيته،شرع في مشاهدة ما تلقاه ،مكتشفا أن زوجته بطلة أحد المشاهد الإباحية، فسارع لإبلاغ والده الذي اختار الزوجة له ،والذي لم يصدق الأمر،متهما ابنه بتلفيق الصور للتخلص من المرأة ،ولم يتردد في رفع شكوى ضده للسلطات الأمنية. وعاد الزوج إلى صديقه ،وتأكد من صحة الصور ، نظرا لوجود تفاصيل وعلامات يعرفها جيدا، ثم رفع دعوى قضائية بهذا الشأن.   (المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 1 مارس 2009)


 

عندما يأكلُ الشّمالُ جنوبهُ (مسرحية ذهنية ) الجزء الأوّل
 
الاهداء تحصّنْ فالمدينةُ لك بشوارعها  ……إلى الفاهم بوكدوس تـقديـم « وُضع الشاعر في الجنة فصرخ قائلا: آه يا وطني ». ناظم حكمت لوحة أولى   على مقْرُبَةٍ من نارٍ شجرٌ يسربلُ نهرًا قد هجرهُ الماءُ و نَبَتَتْ في قاعه نبوءاتٌ من الأفكار صلبةٌ لا يقوى على خلخلتها سوى رجال قد ألفُوا مصارعة أوهام ذواتهم و شيّدُوا بالعرق سواعدهٌمٌ و كبّلُوا العالم بسيولٍ إذا زحفتْ تهاوتْ أمامها الأفجارُ. حركة أولى بأعلى النهر ذيلٌ من ورقٍ لا يحترقُ و قبورٌ سوداء – صفراء- حمراء- بيضاءَ و أعلامها تعاكسُ موج الرياح و تغازلُ موج السحب. القاعة مظلمة. يظهر فجأة شيخ يبرق من جبهته نور خفيف ثم ينزل حد ركبتيه، يرفع يده الوسطى. يومئ بها نحو الوادي، ثم ينبعث منه صوت هادئ موغل في الصمت. – طاعون: « بالوادي ذئبٌ إذا ما عوى تتهافتُ نحوهُ أسرابُ الذئاب بالوادي مقبرة تطل على الصخر و للأيام مدارات لعينة كغريق موج البحر وكان بالأمس الذئب يأكل كل يوم امرأة من قبيلة هرم رجالها من العطش بعد ما كف الإخصاب                                                          وفُقدَ الذّهنُ و ترمّلت الأعينُ. كلّما التهم امرأة اكتسب حيلة أعظم فسهلت عليه الفريسة المقبلة حتى أنهاهنّ  »   (يصمت طاعون و يتحول إلى كتلة من نار) صوت حاد يُرجعه الصدى فيثقب الآذان. و ينزل بردا على الكتلة الملتهبة. – طاعون : « بالوادي مقبرةٌ تطلُ على الصّخر بالوادي مجزرة ٌشاسعةٌ كالبحر الصوت من الحنجرة لهيب إذا بلغ المقبرة الجسدُ يحترقُ كالسّاحر بالسّحر » حركة ثانية ينحدرُ الجبلُ حدّ الانحناء . في أسفل المنحدر ينبسط الوادي و تتربّعُ فيه قبيلة بعد ما فتك الذئبُ بكل نسائها ، في الليل حينما يتعرّى القمرُ فجورا يظهرُ الضوء ُالأحمرُ الخافت من أعلى الجبل، ينعكس على الضوء الأسفل الصاعد من قاع الوادي و ينبعثُ بينهمُ الضبابُ الكثيفُ. ينهضُ الذئبُ، ثم ينزلُ من ملكُوته و قد تخوى ظهره كالقوس و تمططت أذناهُ في انتصابٍ. – طاعون: « بالوادي مقبرة تطلُ على الصّخر                        بالوادي ذئبٌ إذا ما عوى تتهافتُ نحوه ُأسرابُ الذئاب، بالوادي مقبرةٌ مضغ الذئبُ نساءها حتى تعطل زمانها وخرس حملُها و للتاريخ قانونه من الوجع، كان في التاريخ ذئبٌ يتوجّعُ سعادة و يتنفّسُ حناجر صرخت ألما من شدة التمزق بين الأنياب الحافية في القص ، الحادة في زهق النفس تأمّلوُا هناك !! إن بصري يخونني في انحناءات المديح (تتحول يده نحو أسفل منحدر الجبل و ترتخي عينيه و يتكور ظهره) هناك !! (في اتجاه المدن الثائرة) إنّهُ جسمُ رجلٍ و رأسُ ذئبٍ يتسلّلُ إلى الخيمة، هو الذي شاهدتهُ البارحةَ و أنا إلى اليوم لم أر أحب الرجلين إلى قلبي بين رجال القبيلة. (يصمت طاعون و يتحول إلى كتلة من نار) صوت حاد يرجعه الصدى فيثقب الآذان و ينزل بردا على الكتلة الملتهبة. – صوت : « لي شمعةٌ أنيابٌ مِنْ مضْغ الأحبّةِ قد حَفَتْ لي بسمةٌ لسانٌ من السّخط قد تمزّقتْ عروقهُ خنجرٌ فيه قد نَبَتْ لي حبيبةٌ وحيدةٌ على صدرها حبّي ثائرٌ  لما أصعد شفتيها ألامسُ قلبي الذي من شدّة انتفاضته قد صَمَتْ رحّلوها بعيدا في المنفى فبكتها أشواقي سنُونا و لأجلها قامتي كثيرا ما انحنتْ و قالوا ذات صبحٍ أنّهُمُ شاهدوها قنطرة يعبرُ فوقها الوطنيونَ بأعلى الوادي قد هَوَتْ فلمّا بكاها الآخرون انتشت  فقلتُ نعم لقد هوتْ لقد هوتْ قلبي هوتْ »   حركة ثالثة رجلان يتسللان و يصعدان إلى أعلى الجبل. و في قاع الوادي حرسُ القبيلة قد هدّهُمُ النعاسُ, و فتك بهمُ الصقيعُ, من حَمْل الحِمْل. تنفتحُ الأضواءُ من فوق الجبل فتحجب الرجلين و تكشف منطقة قبائل بها أجساما ظلالا. – الحواشي:  « إن نزلَ الوحشُ الليلة فاشهد أيّها الصّحابيّ أنني إما قاتل أو مقتول. أنا إذا ما هبّ الريحُ في عروقي أهبّ كالبارود » (ثم أنشد رواية حكمية شعرية) « قطف الرجل العنقود. فوجد به صورته. فقطف الرجل الجائع عنقودا آخر. فوجد به صورته. مزق الرجل عناقيد بلاده. ففرح ثم قطف الرجل عنقوده. فوجده عنقودا ». تدخل أمّه الحاكمة فجأة و قد ظهر على تجاعيد وجهها بسمة الشماتة ثم تقول : « إن غيّر السّيد وجهه ……..فوجه السّيد باق و إن غيّر الوجه طبعه ……….له الزمن ساقٍ » (يصمت ثم ينظر إلى الصحابيّ)  – صوت :  « إن الذين قاوموا الوحوش و ردُّوها بسواعدهم و قلوبهم و أفكارهم عن أحواضهم و أعراضهم و أقواتهم يمتلكون عمرا جديدا لا يكفّ عن الانسياب، عمر يخترق الزّمان كما يخترقُ الماء الأرض البور و الرمل الساخن ». (ثم أنشد)   « أيّها الجند الشعب إذا ثار يرجمكم و أسيادكم إذا دبّ في مفاصلهم خوف يبيعونكم بأبخس الأثمان و الشّعبُ إذا ثار يطهر المدائن من أرذل الأبدان » (صوت منبعث من الأسفل لا يشاهده أحد يردّ عليهم) « ليحيى القائد الأعلى ليحيا سبعنا الغالي و يشقى كل عدو و يبلى جذعه الفاني إذا الشعب ثار نرجمه بوابل الأحزان » (تظهر فرقة نحاسية تردّدُ القصيد) – الحواشي :   » أنا أرى أن الجميع يغط في نوم عميق غير مبالين بعبث الوحش برقابنا « فحقدي عليه أعمى  » – صوت :  « إذا لا بدّ لنا من يد واحدة لحمل  هذه الصخرة (يلتفتان إلى الوراء نحو صخرة عظيمة)  إذا ما ظهر الوحش، نلقي بها على جثته الضخمة فإذا لم نمته هرعنا إليه مستعينين بأهلنا لكي نزيد في عمق جراحه حتى ترتوي الأرض بدمه فتنبت لنا أزواجنا بعدما قدمنا لها مهرها ». (يتمدّد الرجلان على التراب حتى لا يظهران و قد انصب بصرهما نحو المدينة) (ثم أنشد احدهما رواية حكمية شعرية)   « للضّعيف مخالبُ كالنّسر الجائع والهائم في الأعالي  إذا هوى جرح أهوالهم كسيف يصرع منازعه في الخوالي »   الجزء الثاني   تـقديم الواجبُ الوطنيّ في جمهورية الحواشي   « أيّها الجنديّ قرطاجُ  تأمرك أن حاصر قلاعك والجنوبيّ اجرح له وجههُ ومشط جسمه بالعلم الرئاسيّ تونس بلادي افتح الناّر على صدر « أعدائها  » من شبابها الثوريّ اقتحم منازلهم واعتقل بقايا خبزها وملحها وذكرى المقاوم الوطنيّ فرنسا أرعبها الثوار ورحّلُوها  فلا حرب ترفع رايتها اليوم غير طاعة الأمر من الحاكم العسكريّ خُذْ سلاحك سلاحك خُذْ تقدّم وقاتل ما تبقى من النشيد الوطنيّ قرطاجُ تأمرك فالطاعة لها يا أبيُّ  »   لوحة ثانية خيمةٌ شاسعةٌ قد فرشت أرضها بالحرير المطرّز،و قناديل معلقة في السقف، و ستار أخضر قد شُدّ في موضع الباب و فراش وفير قد كسا شابا قوي البنية، و تحيط بالخيمة الخيمات المتنوعة في الشكل و الحجم.واللون والاسم والارتفاع والهبوط . حركة أولى ينهضُ الشابُ بهدوء، يتجه نحو ابنه، يتثبت في أنفاسه و قد بدت علامات الجوع تظهر على جسمه. ثم يخرج من الباب الخلفي فلا يشاهده الحرس و لا الرجلين في أعلى الجبل. – طاعون:  بالوادي مقبرة تطل على الصخر. بالوادي ذئب إذا ما عوى تتهافت نحوه أسراب الذئاب، و ذئب الليلة ألف لجم قومه و له موهبة عظيمة و حنكة في التخفي.   إني أرى الليلة دما لا يكفُّ. ( يغمض الرجل عينيه ثم يطلق يده نحو الخيمة المتربعة وسط الخيام، نحو جسم غريب أسفله رجل و آخره رأس ذئب و يديه أفعى تطلق سمّا حارقا لتفريق المتزاحمين. يدخل الرهط الغريب سرير الشاب ويتلبس جسده كاملا، إنه زوج الحاكمة) ( يصمت الشيخ و يتحول إلى كتلة من نار) – الحواشي: « لقد طلع الفجر و لابد لنا من الرجوع إلى ديارنا فالوحش ربما اكتشفنا هذه الليلة فلم يظهر » (يبدأ الرجلين في النزول ببطء ممسكين بعضهما حتى لا يسقطان) لوحة ثالثة يقف الرجلين فوق مصطبة و بين أرجلهم بعض العظام الملوثة بالدّم و هما يخطبان في جمع من الرجال الموقدين النيران وقد تعالت أصواتهم « هذه أيدينا الماهرة لرأس المجرم قاطعه إن زرعت قمحا أينع و إن ثارت نيرانها موجة عارمة » حركة أولى  (يرفع الأول يده مشيرا إليهم بالهدوء، يعم الصمت و تطول الأعناق لتشاهده و تستمع إلى قوله) – الحواشي: : » يا قوم لقد صعدت البارحة أعلى الجبل صحبة رفيقي هذا( يشير إلى رفيق بجانبه) و حرسناكم ليلة كاملة لم نشاهد خلالها الرهط يدخل المدينة  و ما شاهدنا شظايا اللحم  والدم إلا حينما نزلنا و رأيناه في الأزقة و ما سمعنا عويله و لا زئيره و لا شخيره  و لا حتى نهيقه و لما رجعنا عند الفجر ما رأينا آثاره ولا حتى مجرى أقدامه. (ينزف الدمع من عينيه ثم يصمت) – صوت:  « أيها الأحبة إن الوحش بيننا و يحيط بنا الآن، إن الوحش هذا الذي يحرسنا و هو الذي يفترسنا » ( يشير بإصبعه  نحو الحرس الذي شكل دائرة حول الحضور) كان أبي يلفظ أنفاسه حينما قال لي « إن الذي بتر لي ساقي فرّ ولكنني رأيت وجهه. و لما سألته « من يا أبي » قال انه ليس من السماء ,انه منّا » حركة ثانية ( كومة حطب تشتعل و النيران تشق الظلمة و تلتهمها وسط غابة صنوبر في أعلى الجبل و الجمع يحيط بها) صوت: لابد لنا من يد في الشمال نمرّ عبرها إلى الجنوب. ( ســـــتــــار)   حركة ثالثة الليلة باردة و المطر ينزل خفيفا و السّوادُ يسربل قلب السماء و الجميع يرتعد، إنه الخوف القادم نحوهم لينحرهم كالدّجاج ، إنه الخوف هذا الوحش الذي إذا ما تسرب إلى صدر الشجعان الذين لا يصدهم البارود ولا يهدهم التعذيب فانه يهدّهم كما يهدّ الموت أحلام شاب فائر دمه و فكره. حركة رابعة خيمٌ تشتعلُ و أدخنةٌ تصارعُ الرياح النقية و دائرة  من الحرس تحيط بالخيمة و داخلها الرئيس يمسك بيديه خنجرين و يقف على يمناه ابنه وزوجته الحاكمة ،و بعيدا عن الخيمة رؤوس سوداء مجمعة كأنها سيل عارم من النمل يتحرك في رقصة بهية تحت قرع طبول الحرب و هبّوا صوتا واحدا استدار نحوه الجبل انحناء و احتراما. حركة خامسة ضوء النيران يشق الظلماء الداكنة و الثوار يقتربون من الخيمة أما هو فقد تحصن بجانب نفسه. يأخذه اليأس فيدور كالمجنون  في الليلة التالية اخذ الجوع يؤلمه ،فدار فمه ينهش فيه حتى بلغ الفم فمه فهمّ بابتلاعه فابتلعه فمه و سقط في قاع القارورة صحبة حرسه فسقطت القارورة من كوكب الأموات على الأرض و لما انكسرت سقط الفم على التراب فأكل عشبا فشرب خمرا فحيا فنما و بدا عليه جشع عجيب يتسع لنهش البشر في الأرض كلها و في اليوم نفسه و جدته فرقة من « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » ملقى على ضفاف المتوسط ملتهما نفسه فوجهت له تهمة الإرهاب على الشواطئ الآمنة الذي من  شانه إلحاق الأذى و الإضرار بالمجتمع الإنساني و لما جروه إلى المشنقة لم ينتظرهم الوادي فلقد حمله في مجراه. لوحة غير مرقمة لسيارة فخمة تمر بدون توقف في المدينة وتدوس من بدا لهاو أما الذي يركبها فهو الفم الجديد . يظهر الفم على مشارف البحر ،يتسلّل إلى المدن ويأخذ في الأكل والتمطط ،ينتصب آلهة جديدة تستدرج الناس من حولها. انتهى المشهد العربي فيفري 2009 لطفي الهمامي


 

ملف خاص حرره كتاب « الحياة » يوم 1 مارس 2009 تكريما للمرحوم صالح بشير

رحل صالح بشير… الغريب وسارق القناع الذي تعرّف متأخراً على بلده تونس

 
طوبى للغرباء أمثالنا محمد الحداد (*) اليوم الخميس 19/02/2009. فتحوا عليه الدار، دخلوا المكتب، وجدوه أمام جهاز الكومبيوتر وعلى يمينه منفضة سجائر ضخمة. ما الغريب؟ لقد عاش صالح بشير نصف حياته يكتب ويدخّن، وعاش النصف الثاني يحلم. قالوا: لكنه هذه المرّة لا يكتب مقالاً، لقد أتمّ المقال الأخير ووضع نقطة النهاية وجلس ساكناً وعيناه ثابتتان بلا حراك. هذا غريب فعلاً، إذا توقف صالح عن الكتابة فكأنّ الأرض تتوقّف عن الدوران… لكنهم وجدوه هذه المرّة جثة هامدة. قليلون يعرفون صالح بشير في شخصه، لقد كان لدى الآلاف مقالاً منشوراً على مدى ثلاث وثلاثين سنة في صحف ومجلات شتى، يقرأونه من دون صورة ولا وجه. ولم يكن وارداً أن يتوقف عن الكتابة ولم يبلغ الستين من العمر، فما زال الدرب طويلاً وما زالت طلبات رؤساء التحرير كثيرة. ثم ماذا يفعل صالح بشير إذا لم يكتب؟ الكتابة كانت منه الوجود والماهية. كتابة وسجائر، هذا برنامجه اليومي، حتّى تحوّل إلى مقال لا ينضب. وما دون ذلك فلا يدري أحد، نحن خاصة أصدقائه لم نكن نعلم أنه يعاني مشاكل في القلب. «أنا والده لا أعلم عنه شيئاً»، هكذا قال لنا ذلك الشيخ الذي جاوز الثمانين وهو واقف يتقبل العزاء في ابنه، كان يرشح من نظراته حزن وشموخ، وتنبعث من جسمه البالي قوة نظر لا تقاوم، رأينا فيه بعض ابنه، الاعتراف الوحيد الذي باح به صالح لنا ذات مرة في نصف كلمة محرجة متلعثمة أنّه يحبّه وأنّه يرجع إلى تونس ليرعاه عند موته، لكنّ الأب هو الذي دفن الابن، كما كان صالح قد دفن ابنه في ربيعه الثاني والعشرين. لا تلوموا صالح على غرابته، فقد كانت الأقدار معه غريبة أيضاً، وكان قد قرّر منذ البداية أن يواجه غرابته وغرابة الدنيا معه بالكتابة. كنّا نسير تحت مطر مدينة أوروبية، أنا أمشي، وصالح يدخّن ويمشي. توقف فجأة واقترب منّي، رأيت ملامح طفولة كانت تظهر فيه بين الحين والآخر عندما يرغب في أن يبوح بشيء ثم يسكت، فجأة قال لي: أنا متعب! متعب من المشي؟ تريد أن ندخل إلى مقهى؟ لا، أنا متعب من الكتابة. وانطلق صالح على غير عادته في مونولوغ طويل، والمطر يشتدّ على رؤوسنا وهو لا يبالي، لم تكن من عادة صالح أن يكشف عن مشاعره، لذلك لم أقاطعه على رغم المطر، بعد ثلاث وثلاثين سنة من الكتابة تساءل: لماذا يكتب؟ وما سرّ هذه الرغبة المحمومة لديه في الكتابة حتى إفناء الذات؟ وانطلق يستعرض مسيرته الصحافية في مزيج من النخوة والخيبة… صداقتنا الطويلة لم تغيّر شيئاً من تقاسم الأدوار بيننا، كان يقول عني انني منظّم مثل ساعة سويسرية، وكنت أقول له إنه أكبر فوضوي في العالم. كانت مهمته أن يطلق النقاش، وكان خزّان أفكار لا ينضب، وفي كل نصف ساعة يفاجئك بعشر أفكار جديدة ويرسم عشرين مشروعاً، وكانت مهمتي أن «أمنهج» النقاش وأقرّر حدود العملي والممكن. قضينا جزءاً من الليل نناقش: لماذا نكتب؟ نحن لا سلطة ولا معارضة، لا يسار ولا يمين، لا ننتمي الى حزب أو منظمة، لم نشأ ذلك ولا نتباهي به، لكنه كان قدرنا. يقرأنا الناس ولا يهتمون بنا، لأننا خارج الانتماءات والتقسيمات، بل ربما كانوا في أعماقهم يسخرون منا، نحن الذين نريد أن نشاركهم شؤون العالم وكلّ عدتنا قلم حبر من النوع الرخيص. كنّا آخر من بقي في المطعم، استعرضنا آراء المفكرين في الموضوع، من أفلاطون إلى جورج باتاي، فلم يعجبنا من آرائهم شيئاً، ومن طبع صالح أنه لا يعجبه العجب، حان وقت المغادرة ولم نصل إلى نتيجة، ثم فجأة توصلنا إلى القرار الأخير: لن نتوقف عن الكتابة كي لا يغضب حازم صاغية، هذا خطّ أحمر لا مجال لتجاوزه، ففي سلّم القيم كانت الصداقة لدى صالح القيمة الأولى وأقدس المقدسات، ولذلك كان يقع سريعاً ضحية الغدر على رغم فرط ذكائه، كان يظنّ أن الصداقة قيمة مشتركة بين الجميع. وكان أحد أسباب نقمته على الأيديولوجيين بمختلف أصنافهم وألوانهم أنهم يدوسون القيم الإنسانية البسيطة لاعتقادهم أن ما يعتقدونه الحقيقة يعفيهم من الالتزام بهذه القيم ويبرّر لهم كل شيء. ترك صالح أسرته وضاعت عنها أخباره مدة ثماني سنوات قضاها في بيروت، ثم عادت اليهم بعض أخباره بانتقاله إلى فرنسا، ثم حلّ بينهم فجأة بعد ثلاث وثلاثين سنة من الغياب، ثم رحل عنهم وهم بعد لم يستوعبوا حدث عودته. وكان صالح سعيداً حقّاً بعودته إلى تونس، وكان يفكّر مع صديقنا حسان في مشروع ثقافي يتحرّر به من ثقل الكتابة المستمرة في الصحف، وللمرة الأولى في حياته، وقد قارب الستين، اشترى ثلاجة وبعض متاع للبيت، لا، بل إنه بدأ يفكّر في شراء بيت أيضاً! كان يريد أن ينظم حياته ويفتح صفحة جديدة، وما علم أن خلايا جسمه غير مبرمجة لذلك وأنّ قلبه لن يطاوعه. كان من مشاريعنا أيضاً أن نقترح على مجموعة من المثقفين العرب صوغ بيان عن الاستقلالية الثقافية، كنا نودّ أن تعود الكتابة غاية لا وسيلة لتحقيق مآرب أخرى، أن تكون قيمة قائمة بذاتها، أن تنفتح مجدّداً على العالم ومشاغله بعد أن خنقها اليمين واليسار. التقطنا أحد من يشاركوننا هذا الهمّ بمناسبة ندوة، لكن صالح لم يحضر في الموعد، رأى أن لحظة صفاء سعيدة أفضل من ألف بيان، وكان على حقّ، لذلك لم أغضب عندما أُجهض مشروعنا السابع والسبعون. صالح بشير، أنا وأنت قضينا عشرين سنة نبني المشاريع لتنهار، ونتخذ القرارات الحاسمة لنضحك منها يوم غد، إلا قراراً واحداً، لقد اتفقنا على مواصلة الكتابة، وبالأسلوب نفسه الذي يعدّونه منا تعقيداً وتعالياً ونراه حدّاً أدنى كي لا يصبح مستوى الكتابة في مستوى حديث المقاهي. هذا خطّ أحمر لا يمكنك أن تدوسه. لا تجعل مقالك هذا المقال الأخير، خذ دمعة حزن تمحي بها نقطة النهاية، أضف سطرين نسمع فيهما همس صوتك، اكتب فقرة أخرى نلتقي فيها لقاء جديداً، أنت الذي حبّرت آلاف المقالات، هل يعييك أن تكتب مقالاً آخر بعد المقال الأخير؟ حازم سيغضب، القلوب التي أخلصتك الصداقة ستحزن، ليندا لن تذهب معك إلى البحر ولن تشتري لها «الشكلاطة»، وأنا وأنت لن نلتقي على ملحق «تيارات» يوم الأحد. لكنّ صالح مضى، مقتفياً آثار ثلاث نقاط استرسال ينتهي بها المقال. فعلها ومضى، مات كما عاش، غريباً منفرداً بقراره، كان كالرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى… ثم لم يعثر له على أثر، لم يكن من قوم موسى ولا من آل فرعون، فلم يسجّل على دفاتر الانتماء، عاش غريباً ومات غريباً، فطوبى للغرباء… (*) كاتب تونسي (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 مارس 2009)


غادر قبل الإقامة في بيت مريح
 
ياسين الحاج صالح     صالح الذي عاش سنوات في بيروت فأجاد لهجتها، فوق خمس لغات أخرى، اعتاد أن يطرق باب «المسنجر»، مسلِّماً: «كيف حال البيك؟». أجيب: «يسأل عن صحة الباشا». ولم يقل «الباشا» في أي وقت إنه يشكو من مرض خطير. قبل أسابيع قليلة أصيب بإنفلونزا أقعدته في البيت أياماً. هذا كل شيء. لكن صالح الذي لا يشكو كان أضناه فقد ابنه الشاب في ربيع 2007. ولعل وفاة الابن هي ما دفعت التونسي المترحل إلى التفكير بالعودة إلى بلده بعد نحو خمسة وثلاثين عاماً قضاها بين بيروت وروما ولندن والدار البيضاء وباريس… ففي «منازل بورقيبة»، شمال تونس، ينتظره أب لم ير حفيديه اللذين رحل أحدهما، ولم ير ابنه منذ شرع بالترحال وسط عقد السبعينات. كأنما مات ابن الابن كي يحسم الابن أمره ويعود إلى ديار أبيه. يعود صالح صيف 2008. في خريف العام نفسه يستقبل ابنه الآخر ويتجول معه في الديار التونسية «للمرة الأولى بإطلاق، إذ إنني غادرت تونس قبل أن أعرفها». في مطلع شباط (فبراير) 2009 أقام صالح في منزل في تونس العاصمة. «أتمنى أن يكون الرحيل الأخير»، قال متكلماً على انتقاله إلى هذا البيت. لكن بعد أقل من ثلاثة أسابيع كان أمامه رحيل أخير. أخير إلى ما لا نهاية. عاد صالح إلى الدار ليموت فيها. *** «ما كنت أتصور أنني سأرتاح إلى هذه الدرجة»، قال «الباشا» متكلماً على مقامه في بلده. «أقرأ أكثر مما أكتب، وهذا شيء جيد». و «أتمنى أن أتمكن من العمل من هنا فصاعداً». كان يخطط لأكثر من «عمل»، أما الاقتصار على الكتابة للصحف، فلم يكن بالعمل الذي يرضيه أو يتسع لطاقاته التحليلية النادرة ومتانة تكوينه الفكري. «عم بشتغل هالأيام بس ما بدي أحكي كتير… حتى لحظة الإنجاز». قبل عودته إلى البلد، كان تكلم على كتاب يأمل أن ينجزه يوماً عن تونس. يريد أن ينصف البورقيبية التي لم تنصف. لكن لا أظن أن هذا هو الكتاب أو الشيء الذي كان يشتغل عليه «هالأيام» متكتماً. كان أيضاً يخطط لكتابة مقالات أطول ويفكر في أكثر من منبر بيروتي لهذا الغرض. قبل أيام فقط من غيابه كان أحد المنابر رحّب بأي شيء يصل منه واعتبره من أهل البيت. غير أن صالح هجر البيوت كلها قبل أن يكتب.    لا أكف عن إبداء إعجابي بمقالاته، لكن صالح يثابر على تشككه حيال «تخبيصاته». وبخجل يتساءل: أهي جيدة فعلاً؟ أسأله ما الذي جرى أواخر السبعينات فدفعك إلى هذه الدرجة من التقشف والامحاء؟ خمّنت أن تجربة يأس عميق وراء إدمانه التواري. لا يجيب، لكنه يصحح: «في الثمانينات…عقد أمقته». أقول: «كان عقداً فظيعاً على كثيرين، ماذا جرى؟» لا يحب صالح استعادة تفاصيل ما قد يكون جرى. يكتفي بالقول: «ضرب من الشك في جدوى كل شيء يبلغ درجة الإنكار». توقف عن الكتابة وقتاً في ذلك العقد المقيت، إلى أن حبسه صديق له تونسي مقيم في فرنسا في بيت وأخذ معه المفتاح، منذراً إياه أن يبقى حبيساً إلى أن يسلّمه مقالة مكتوبة من تحت الباب. وهكذا كان. صالح لا يذكر عمّ كانت المقالة. بالغ التواضع، نزّاع إلى حجب النفس على خلاف أكثرنا، معشر الكتاب. «توهمت دائماً أنه إذا كانت لما أكتب قيمة فسيتنبّه إليه الناس». وهم بالفعل. يضمر أن «الصحيح» سيصح في النهاية، وأن العالم عادل بعد ورغم كل شيء. يحدث أن يخرج صالح على عالم الوهم هذا، فينشئ لنفسه مدونة (لن يتأخر في إهمالها)، يخطط لكتاب (لن يعمل فيه)، يعتزم جمع مقالات له عن الشأن الفلسطيني – الإسرائيلي، أو عن مفهوم الدولة، وتوثيقها ونشرها مستقلة أو في كتاب (لكن يرجئ العمل…). غير أن هذا كله كان قبل العودة إلى تونس، وقبل الإقامة في بيت مريح مناسب في العاصمة.   *** كتب صالح عن لبنان أو العراق أو فلسطين بنفاذ نادر. ورأيي أنه كتب بعض أرفع المقالات العربية عن القضية الفلسطينية وإسرائيل في بضعة الأعوام الأخيرة. كتب كذلك عن قضايا فكرية وثقافية وسياسية عربية. وعن أميركا وأوروبا والعالم. لكن ليس أبداً عن تونس. وعلى تنوع ما تداولنا فيه منذ خريف 2006 لم أطرح عليه سؤالاً في هذا الشأن. ويبدو لي أن هذا تناقض عاشه صالح بصبر، ولم يحله إلا بالعودة إلى تونس. فأن تكون غير قادر على العودة إلى بلدك، على رغم أنك غير منخرط طوال سنوات في نشاط معارض، أمر تفوق مشقته مشقة العيش داخل الوطن وأنت معارض. قبل عودته كان صالح يحل تناقض وضعه عبر المستوى الرفيع لما يكتب، عبر تجنبه نزاعات «المنفيين» التي لا تنتهي ولا تثمر شيئاً، عبر ترفّعه ونبل خلقه وقدرته على إدارة الظهر لما هو قبيح.   لكن، هذه كلها حلول جزئية. الحل الصحيح هو العودة إلى تونس والبدء مجدداً. كان صالح مؤهلاً لذلك، قادراً عليه وراغباً فيه. في أيلول (سبتمبر) 2008، قال: «أنا في فترة نقد ذاتي ومراجعة للذات هذه الأيام». تصورت أن الوقت طويل أمامنا، فلم أتجاوز أن أسأل: هل كتبت شيئاً في هذا الشأن؟ «بصدد إنضاج المراجعة، ولست أدري بعد إن كنت سأكتب شيئاً». أخمّن أن المراجعة تطاول توجهات وأفكاراً، لكنها تطاول أكثر نمط حياة وتملٍّ للعالم لطالما شارفت درجة تجردهما ونزاهتهما حد الانسحاب منه. أكاد أجزم أن صالح عقد عزمه على حياة أكثر إنجازاً إن لم تكن أكثر اقتحاماً أيضاً. لقد كان مهتماً بأن يكون له بيت مستقل في تونس، وفرحنا حين حصل عليه بعد محاولة فاشلة واحدة على الأقل. فلا بد للكاتب من «غرفة خاصة». لكن كان للموت الذي يأتي دوماً في الوقت الخطأ عزم آخر. بالضبط حين كان صالح يمنح نفسه بدايات جديدة، وشباباً جديداً. وداعاً يا باشا! (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 مارس 2009)
 


:بلا عنوان… أو نعي للنفس
 
نهلة الشهال     عجزتُ عن تناول موضوع سياسي هذه المرة، وعلى الصفحة التي جمعتنا منذ… عشر سنوات، بعد صداقة تعود إلى أبعد من ذلك بكثير. كان وجه الصالح بشير، الدمث الهادئ حد التواري، يطل على شاشة الكومبيوتر صامتاً، مبتسماً ابتسامته الخفيفة تلك – هل شاهد أحدكم الصالح يقهقه؟ – كأنه يعتذر عن فعلته، ولكنه يقول ها قد رحلتُ وتخففتُ من عبء الوجود. ودّعْنا في السنتين الماضيتين أكثر مما ينبغي من أحبة، أكثر مما كنا مهيئين له. بل لم نكن مهيئين البتة. أحار فيما إذا كانت تلك نقيصة في وعينا، أم أنهم رحلوا قبل الأوان. هل شُخنا في غفلة منا، وبقينا غير مدركين أننا لم نعد شباباً كما نعامل أنفسنا. لم نعد، وصارت الأمراض قادرة على الفتك بنا، نحن الذين لم نلجأ يوماً الى طبيب، واستخففنا بأوجاعنا، متجاوزين علامات ما تعني كما نتجاوز الواقع المؤلم المحيط بنا: بتلقائية كأنها البداهة. وهي شكل من الإرادوية، من التمسك بروايتنا للأشياء، حيث بصيص نور نراه نحن بيقين، وسط انصراف سوانا إلى تدبر تفاصيل أيامه طالما الظلام دامس. أم أنه استباق لموعد لا يفلت منه أحد، ولكنه حين يأتي في أوانه يكون مقبولاً، لا يثير الغضب الشديد حيال انقصاف أعمار… شباب. ها قد عدتُ إلى اعتبارنا شباباً!! في ما مضى، وإزاء حوادث مشابهة، ظننتُ أن تلك العلة لبنانية محض، تعود إلى اختزال عقلي/ شعوري لخمسة عشر سنة على الأقل، هي سنوات الحرب الأهلية اللبنانية التي صادفتنا ونحن في العشرين من أعمارنا، وتركتنا (مترددة) وقد بلغنا الأربعين، مفوِّتة في طريقها جيلاً كان أصغر مما ينبغي وقتها، تفتح وعيه وسط الاحترابات والركام، فضاع. نظرية كاملة!! يمكنني الاستمرار في التمسك بها، مضيفة الصالح بشير إلى أعداد من تشمل، لأنه ككثير من أقرانه من المغرب العربي، كما من العراق وبعض الخليج، حضر وهو في العشرين إلى بيروت، ملتحقاً بتلك البؤرة الثورية يومها، تاركاً خلفه واقعه المحلي العصي، والأهل، والسياق العادي لحياة البشر. ففي السياقات العادية لحياة البشر، ينهي شهاداته من يحالفه الحظ للدراسة، ثم يبحث عن عمل، ويتزوج ويخلف الأولاد، ويكبر رويداً، يساعده إيقاع مستقر، شخصي ومجتمعي، على إدراك مرور السنين عليه، وعلى التأقلم وفق مقتضيات ذلك. تلك الثلة من جيلنا نال أفرادها شهاداته و/أو حصّل قسطاً عالياً من الثقافة، وعمل كما توافر له، وتزوج وخلّف الأولاد، ولكنه كمن فعل ذلك عرضاً، اقتناصاً، بينما بقي «الأمر الرئيس» معلقاً. وجدتُ بعد الملاحظة، أنها أيضاً حال العراقيين مثلاً، الذين تشتتوا في أربع أصقاع الأرض بدءاً من سبعينات القرن الفائت، فعلّق المنفى أعمارهم، ثم ساعدهم في القيام بذلك الاختزال العقلي/ الشعوري للزمن، رؤية بلادهم عن بعد تمر بحروب طاحنة متلاحقة. وحين يعود واحدهم إلى أهله اليوم، يفاجأ بغياب أبويه مع أنه أبلغ بوفاتهما حينها، يفاجأ بالشيب يغطي رأس أخوته الأصغر منه سناً، وأنهم باتوا… أجداداً! هل لسنوات السجن المديد المفعول ذاته؟ لعل الاعتقال يبقى حدثاً فردياً وإن طاول كثرة، بينما الحروب تقيم جسراً بين اضطراب إيقاعين، ذاتي وعام. وعلى أي حال، فلا يهمني التمسك بنظريتي هذه، وإنما الجأ إليها كسعي لعقلنة الحال، علَّ ذلك يخفف وطأة الحزن. ما «الأمر الرئيس» الذي بقي معلقاً؟ ما بصيص النور الذي لا يراه سوانا؟ أعتقد أنها «المهمة» غير المتحققة. لقد ورث جيلنا سعي آبائه إلى النهوض وتحقيق الذات، فكانت انكسارات تليها أخرى، من 1948 (وهي ليســـت حدثاً فلسطينياً فحسب)، إلى 1967 المزلزلة. جـــيل آبائنا كما جيلنا – هناك اســـتمرارية هنا – قرأ الأفغاني وعبده، ثم النـــظريات الماركسية، والبنا وعفلق والبيطار، ثم العروي والجابري… سعيـــتُ في أواخر الثمانينات إلى تدريســـها لطلابي في الجامعة، فكنتُ كمن يروي لهم الفلـــسفة اليونانية، كمن يتكلم عن عصر سحيق في القدم. كانت الحرب الأهلية تهم بالتوقف، وكانت همومهم في مكان آخر تماماً. ولا يمكنني الكلام عن مرجعيات لهم وقتها، فقد كان يســـود اضطراب عظيم، كما أن مهمة التدريس الجامعي كانت تتضمن محواً للأمية بالمعنى الحصري للكلمة… ثم عمت الطائفية، والسلفية الجهادية البدائية، وغياب التســـييس، وتشريع وتعميم الفساد كحالة طبيعية، وكل ما نعرف. حين حللنا إثر آبائنا في التصدي للمهمة، عميناها بعد رمد! على رغم أننا كنا نظن أننا مسلحون بوعي كامل بما جرى معهم، وبتحرر من القوالب الجامدة والتحليل الخشبي، وبصدق وعناد واستعداد للعطاء حد التضحية بالذات. وكل ذلك صحيح. لعلنا فشلنا إذ بالغنا في افتراض أنفسنا مخلِّصين، في استعجال انجاز «المهمة» قفزاً فوق كل المعوقات… لعلنا أهملنا مفصلاً قد يكون المفصل: لم نبن لمن سيأتي وراءنا، لم نترك له وثائق التجربة وآراءنا، ما يقال له «فعل النقل»… كأن لا وراءنا أحد! قمنا بالكثير بأنفسنا، وإنما ليس بهذه، كأن ما زال في الوقت متسع… كأننا ما زلنا شباباً! (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 مارس 2009)


     بسم الله الرحمان الرحيم                والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 559 على موقع تونس نيوز الموقع لن يغلق بهذه الطرق  بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي  

ذكرى 02 مارس 1934 ستبقى علامة بارزة في تاريخ تونس المعاصر و نقطة انطلاق الحرية

ان يوم 02 مارس 1934 سيبقى يوما خالدا و علامة بارزة في تاريخ تونس المعاصر وهو أيضا يوم ميلاد الحرية و الانعتاق و المبادرة و الشجاعة و الجرأة و كسر حاجز الخوف و الوهم و الحديث في الزوايا و الصالونات و الخلوات . وقد مهد الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة رحمه الله لنجاح هذا اليوم العظيم الخالد .بلقاء شعبي و حزبي بدار بن عياد بقصر هلال يوم 03 جانفي 1934و نجح الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة في إقناع القوم و أحوار الساحل و مناضلي قصرهلال بعد أن شرح لهم بوضوح و صراحة و صدق و بطلاقة لسان و سحر بيان و بلاغة رجل القانون و السياسة و المحماة و بعد التردد و الإنكماش و عدم حرارة القبول قبل موعد الإفطار في يوم من أيام رمضان المعظم عام 1934 عاد لهم ليلا صحبة رفيقه الزعيم الطاهر صفر رفيق النضال و الكفاح الوطني و اجتمع الزعيم بأحرار قصر هلال و بعد خطابا حماسيا بلغة العقل و من الأعماق و الوجدان و الإحساس الوطني دام حوالي 3 ساعات كاملة هتف القوم بحياة تونس و الحزب و رفعوا الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة على أعناقهم تقديرا لمواقفه و إعجابا بصراحته و وضوح بيانه و كان لقاء يوم 03 جانفي 1934 مؤشر إيجابي لنجاح الموعد التاريخي 02 مارس 1934 موعد إنعقاد المؤتمر الخارق للحزب الجديد الذي أنشق الشبان المثقفون عن اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري القديم نتيجة مواقف شجاعة و قد سمى المناضل و ناس بن عامر من الساحل الإنشقاق الحاصل بالإنشقاق المبارك  و قد إنتخب المؤتمر الخارق للعادة الزعماء محمود الماطري رئيسا للحزب و الحبيب بورقيبة كاتبا عاما للحزب و الطاهر صفر كاتب عام مساعد و محمد بورقيبة أمين مال و البحري قيقة مساعد أمين مال للحزب الحر الجديد قادة الحزب الجديد رفعوا نسق العمل النضالي و شرعوا في العمل الميداني و ضبطوا إستراتجية العمل السياسي و الإتصال المباشر بالشعب و عززوا مكانة الحزب و مصداقية العمل السياسي و التحرك الميداني و كان هذا هو عمل قادة الحزب الحر الدستوري الجديد . و بفضل هذه الإستراتجية الحزبية الجديدة عم الوعي الوطني و إنتشرت رسالة الحزب في كل الجهات و هذا العمل اقلق الإستعمار الفرنسي و عمد يوم 03 سبتمبر 1934 بإعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة و الزعيم الطاهر صفر و قد عمد الإستعمار الفرنسي بإبعادهما إلى قبلي التراب العسكري و الحكم العسكري بقبلي . و في 03 اكتوبر 1934 تمت نقلتهما إلى برج البوف و تم إعتقال بقية الزعماء محمود الماطري و محمد بورقيبة و البحري قيقة و بعد سنتين وقع الإفراج عنهم و واصل الزعيم الحبيب بورقيبة رسالته التاريخية صحبة الزعماء و المناضلين حتى المحنة الأولى و المحطة الأولى يوم 09 أفريل 1938و توالت الأحداث و المعارك و المحن والكر و الفر بقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله حتى جاء النصر المبين و بشرى الإستقلال الداخلي يوم 31 -07 – 1954 على لسان منداس فرانس رئيس حكومة فرنسا و أعلن مبدأ الإعتراف بالإستقلال الداخلي تأكيدا للسياسة البورقيبية المرحلية و جاء يوم غرة جوان 1955 و عاد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة إلى أرض الوطنحاملا لواء النصر و السيادة و الحرية و فعلا بعد هذا الموعد جاء التتويج يوم 20 مارس 1956 و تم الإستقلال التام  و تم بعد ذلك إستكمال السيادة يوم 15 أكتوبر 1963 بالجلاء العسكري التام على قاعدة بنزرت و يوم 12 ماي 1964 الجلاء الزراعي و إنهاء الإحتلال الفرنسي . منع شربة الماء في قصر هلال يوم 02-03-1934 كان ثمنها الإستقلال التام و السيادة اليوم خصلة واحدة من خصال يوم 02 مارس 1934 اليوم الخالد  ان اهم ما يمكن أن نسجله من أثار هذه الذكرى الخالدة المباركة و المنعرج السايسي الهام في تاريخ الحزب و في تاريخ الحركة الوطنية و أعتقد أن اهم ما يمكن أن أحدده في هذا المقال التاريخي هو ضربة البداية كانت يوم 02 مارس 1934 لترسيخ و لدعم حرية الإنسان فقد بادر الزعماء الأفذاذ يوم 02 مارس 1934 بدعم حرية التعبير و حرية الرأي و رفع الحواجز و الأسلاك و حائط الإسمنت لمنع حرية الرأي فجاء بورقيبة لكسر هذا الحائط و تحطيم هذه الحواجز و ثقافة الخوف و الوهم و الخوف من الإستعمار الفرنسي – الخوف من التعبير –  الخوف من الاجتماع – الخوف من المسيرات – الخوف من تنظيم المظاهرات – الخوف من الكتابة في الصحافة – الخوف من الإنخراط في الحزب علانية – الخوف من حضور الإجتماعات  – الخوف من الإحتجاج ضد تجاوزات الإستعمار الفرنسي المحتل لأراضينا . جاء بورقيبة و حطم هذه الحواجزو قدولدنا بعد ميلاد الحزب بستة أعوام و فتحنا أعيننا عندما بلغنا سن الرشد عام 1954 فوجدنا الزعيم الراحل في السجن بفرنسا و دخلنا مدرسة الحزب فوجدنا معاني الحرية و معاني الصراحة و التعبير معاني حرية الكلمة فتأثرنا بهذه المدرسة الوطنية العليا و انخرطنا فيها مبكرا و ناضلنا في صلب هياكل حزبنا و زاد تعلقنا بالزعيم الذي ضحى بالنفس و النفيس و جعل من الحزب منبر سياسي لحرية الكلمة و التعبير و الديمقراطية في الإنتخاب و هذا ما جعلنا نتمسك بهذا الحزب الرائد و واصلنا حرية الرأي و التعبير داخل حزبنا و اليوم بعد بلوغ 68 سنة مازلنا متمسكون بحرية الرأي و التعبير سواء في منابر الحوار أو الصحف التونسية أو مواقع الانترنات أو في وسائل الإعلام المرئية المسموعة و عندما فقدنا الحوار و الكتابة في الصحافة بفعلة فاعل لا يريد حرية التعبير بحثنا على موقع ديمقراطي جديد فوجدنا موقع تونس نيوز عام 2005 فكتبنا 559 مقالا بحرية عالية و مسؤولية و رغم فرارنا إلى الخارج و على وجه التحديد إلى سويسرا فقد لاحظنا أن مقالاتنا أقلقتهم و أضجعتهم طبعا البعض من أخذوا على عاتقهم الوصاية على رقابة الإعلام في بلادنا فعمد بعضهم إلى ملاحقتنا و تسبب لنا في المضايقة و غلق الموقع الأول و الثاني و الثالث و ربما حتى الرابع ، و كان يعتقد هؤلاء أنهم نجحوا في إخماد صوتنا البورقيبي صوت 02 مارس 1934 صوت الحق ضد طغاة الإحتلال . صوت الشجاعة ضد الظلم صوت الوفاء للوطن صوت إبلاغ مشاغل و هموم الناس و لكن هؤلاء الأقلة لم يفهموا و لم يفقهوا قول الرئيس بن علي الذي أكد يوم 10-02-2009 للسيدة رئيسة إتحاد الكتاب . بصريح العبارة طبعا للكتاب و أصحاب الأقلام الحرة فليكتبوا و يكتبوا بحرية فهل بعد هذا الحديث حديثا آخر ؟؟؟ و هل بعد التصريح كلام آخر ؟؟؟ و هل بعد هذا التوضيح توضيح آخر للتحليل نعم قلتم خطاب الرئيس تحتاج إلى تحليل ؟؟؟ و هل تعليمات الرئيس يحتاج إلى تحليل و إجتهادات ؟؟؟ و هل بعد هذا التمشي لحرية التعبير رقابة على الانترنات و أحد الأخوان فتح 9 مواقع خوفا و تجنبا من إلحاق التعتيم لمقالاته وهو على حق و لنا  هذا الموقع الرابع و كلما كتبت لسيادة الرئيس ازدادت ؟؟؟ الرقابة و غلق الموقع لماذا الرئيس واضحا في أقواله و صريحا في كلامه و الأخرون لهم تصرفات أخرى قال الله تعالى « أن ينصركم الله فلا غالب لكم  » صدق الله العظيم   محمـد العـروسـي الهانـي مناضل يريد الخير للوطن ويطمح لدعم العدل السياسي والتنموي في تونس الهاتف : 22.022.354
 


السلطات السودانية تطرد مراسل قناة « فرانس 24 » الأحد، 1 مارس 2009 – 21:01
 
الخرطوم (أ. ف. ب) طردت السلطات السودانية اليوم الأحد مراسل الموقع العربى لقناة « فرانس 24 » الإخبارية الفرنسية، التونسى زهير لطيف من الخرطوم، على ما أفاد مسئول سياسى رفيع المستوى. وقال المسئول الذى طلب عدم كشف هويته « لقد تم طرده مساء الأحد »، وزهير لطيف الذى يكتب أيضا فى صحيفة « الحياة » اللندنية، ويتعاون مع العديد من الإذاعات، كان صور مشاهد فى فبراير فى مدينة المهاجرية بدارفور بعيد المواجهات الدامية بين القوات السودانية وعناصر حركة متمردة. وقامت أجهزة الاستخبارات السودانية الجمعة بتفتيش شقة المراسل فى الخرطوم وصادرت معداته وأوقفته لمدة يومين، بحسب ما أفاد مقربون من لطيف. وطلبت منظمة « مراسلون بلا حدود » السبت من السلطات السودانية « تقديم تفسير عاجل » لأسباب توقيف الصحفى. وقالت السلطات السودانية، إنها أوقفت زهير لطيف بتهمة انتهاك إجراءات الهجرة والمشاركة فى أنشطة « لا ترتبط بمهمته » فى السودان دون تقديم المزيد من التفاصيل، وإضافة إلى عمله الصحفى فإن زهير لطيف يتعاون مع برنامج الأغذية العالمى (بام) فى السودان، وهى المرة الثانية التى يطرد فيها صحفى من السودان فى خلال أشهر بعد المصرية الكندية هبة على التى كانت تراسل وكالة بلومبرغ المالية ووكالة أيرين الإخبارية الدولية وصحيفة « ذى كريستن ساينس مونيتور ». وقد قدمت وسائل إعلام زهير لطيف باعتباره مواطنا بريطانيا من أصل تونسى. لكن متحدثا باسم الخارجية البريطانية قال « إنه ليس مواطنا بريطانيا ». وأضاف « لم يتم الاتصال بنا من قبل الصحفى أو من قبل السلطات بشأن هذا الملف ». وغادر زهير لطيف العاصمة السودانية اليوم متوجها إلى لندن، بحسب المسئول السياسى. (المصدر : صحيفة « اليوم السابع » نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 1 مارس 2009 .)  الرابط : http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=75224&


خشية من تكرار السيناريو الباكستاني

الجزائر ترفض طلباً فرنسياً وبريطانياً باستخدام أجوائها لمحاربة القاعدة

 
قال مصدر جزائري أمس السبت إن الحكومة الجزائرية رفضت قبل أيام طلباً فرنسياً وبريطانياً لاستعمال أجوائها للبحث عن الجماعة المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي تبنت خطف الرهائن الغربيين في الآونة الأخيرة على الحدود مع مالي والنيجر. ونقلت صحيفة «الخبر»، عن مصدر مطلع، أن الجزائر ردت بأن «أي تدخل أجنبي في تحرير الرهائن سيعطي للجماعات الإرهابية مبرراً للتصعيد في نشاطها الإرهابي»، مشيراً إلى أن قادة المخابرات في دول المغرب العربي، الذين اجتمعوا الأسبوع الماضي بموريتانيا قرروا تشكيل لجنة عليا لبحث عدم الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي ونفوذ الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية فيها. وأضاف المصدر أن الأسبوع الأخير شهد اتصالات دبلوماسية مكثفة بين دول المغرب العربي ودولتي مالي والنيجر، مع ضغط تعرضت له حكومة موريتانيا، لقبول طلب من دول أوروبية، على رأسها فرنسا وبريطانيا، لاستغلال أراضيها وأجوائها في الحرب على الإرهاب، بعد تبني تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اختطاف الرهائن الأوروبيين والدبلوماسي الكندي روبرت فولر ومساعده لويس غاي. وقال المصدر ذاته إن الجزائر وليبيا رفضتا بشدة أي تواجد عسكري على حدودهما الجنوبية «خوفا من تكرار السيناريو الباكستاني»، وخوفا أيضا من استغلال الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، الحرب على الإرهاب في مد نفوذها بمناطق الساحل الإفريقي والصحراء الكبرى. وحسب المصدر فإن دولاً أوروبية طلبت من دول المغرب العربي، بذل جهد للإفراج عن الرهائن الستة، وتوفير قاعدة انطلاق لرصد مواقع يشتبه أنها تابعة لتنظيم القاعدة، ومن ثم ضربها، مشيرا إلى أن دولاً أوروبية بينها فرنسا «لم تعد تثق في قدرة دول الساحل الإفريقي على مكافحة الإرهاب منفردة، وأن الخيار العسكري لتحرير الرهائن بات أكثر إلحاحاً هذه المرة بمنع انتشار الجماعات الإرهابية في دول الساحل». وذكر المصدر أن موريتانيا تدرس حالياً طلباً من دول أوروبية للسماح باستغلال أراضيها لتوجيه ضربات جوية مركزة على مواقع يشتبه أنها تابعة للقاعدة، في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي والجزائر الذي يصل حتى بوركينا فاسو. وقال إن هذا الطلب أثار حفيظة الجزائر التي تتخوف من مضاعفات تواجد قوات أجنبية في دول الساحل التي تعاني من الفوضى. ورفض المصدر تأكيد أو نفي وجود طلب أوروبي لإنشاء قاعدة عسكرية في شمال موريتانيا، وأكد أن فرنسا وبريطانيا أبلغتا، بداية الأسبوع الماضي، دولاً في الساحل ودولاً مغاربية قلقها الشديد من تصاعد النشاط الإرهابي في مالي والنيجر. وأشار إلى أن فرنسا بدأت تتحرك قبل أيام ميدانياً، حيث نقلت قوات خاصة إلى مدينة أكداس في النيجر، وطائرات استطلاع حديثة إلى قواعد فرنسية جوية إلى تشاد، حيث بدأت تحلق طائرات استطلاع فرنسية في أجواء مالي والنيجر لرصد تحركات عناصر القاعدة الذين يحتجزون الرعايا الغربيين.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 2 مارس 2009)


ثورتا الاتصالات الإلكترونية والمعلوماتية في عيون نظرية الرموز الثقافية
 
بقلم: د.محمود الذوادي(*)   يجوز اليوم الحديث بسهولة عن ثورة في الإتصال الالكتروني تمس بالتحديد الكلمة المنطوقة والمكتوبة والصورة. وتتمثل معالم هذه الثورة في سرعة تنقل كل تلك العناصرمن مكان إلى مكان في لمح البصر. تعطي هذه التحولات مشروعية للقول بأن عالمنا المترامي الأطراف أصبح أصغرمن قرية صغيرة. يجمع أغلبية الناس على تفسير معالم هذه الثورة بعامل التقنيات الحديثة للإرسال والتواصل. فالهاتف جعل التواصل بالصوت والكلمة مع الآخرين ظاهرة عالمية وبالتالي فقد قرب الهاتف بين من تفصل بينهم آلاف الأميال وسلاسل الجبال والصحاري الشاسعة والمحيطات الضخمة، فأصبحوا كأنهم يعيشون جنبا إلى جنب. أما على مستوى التواصل بالكلمة المكتوبة فثورة التواصل هي أيضا على قدم وساق. فإرسال الرسالة والوثيقة والتقريروالكتاب… أصبح يتم أيضا في لمح البصرعن طريق الفاكس والإنترنات. يرى العالم ألفن طوفلر Alvin Toffler أن ثورة الإتصالات والمعلوماتية هي أهم بكثير من الثورتين السابقتين: الثورة الفلاحية والثورة الصناعية. فمعالم الثورة في هاتين الأخيرتين تتمثل في التغييرالكبير الذي طرأ على الجوانب المادية للأرض والعالم. ويكفي ذكر ما أحدثته وما تحدثه الثورة الصناعية من تغيير مادي ضخم سهل كثيرا تغلب الإنسان على صعوبات وعراقيل محيطه الطبيعي بكل أصنافها. فعزز ذلك قدرة المجتمعات البشرية على استغلال الموارد الطبيعية لصالحها. أما ثورتا الإتصالات والمعوماتية فيمكن وصفهما بأنهما ثورتان تستعملان عناصر الجوانب غير المادية بالمعنى المادي التقليدي للأشياء. وكما ذكرنا، فهاتان الثورتان تحدثان عملهما الثوري في حياة المجتمعات بواسطة الكلمة المنطوقة والمكتوبة والصورة. وبعبارة أخرى، فأدوات هاتين الثورتين هي أدوات تنتمي إلى عالم رموز الإنسان الذي يمثل الجانب الآخر/الروحي/المتعالي لبني البشر. فما هي يا ترى طبيعة عالم رموز الجنس البشري؟ إن الإجابة على مثل هذا السؤال سوف تسمح بتجلي مدى مصداقية قول طوفلر بالنسبة لتفوق أهمية ثورتي الإتصالات والمعلوماتية على الثورتين الفلاحية والصناعية في مسيرة التاريخ البشري الطويل.   الرموز الثقافية وثورتا الاتصالات والمعلوماتية إن التعمق في فهم وتفسير ظاهرة ثورتي الاتصالات والمعلوماتية في عصر العولمة لا ينبغي أن يقتصرـ كما تعتقد الأغلبية الساحقة من الناس ـ على مجرد ذكر عامل التقنيات الحديثة والرضا به في فهم وتفسير ثورتي الاتصالات والمعلوماتية، بل يتطلب الأمر فهما أكثر عمقا لطبيعة الأشياء، كما يقال. وللقيام بذلك نحتاج إلى معرفة طبيعة ما نسميه الرموز الثقافية التي يتميز بها الجنس البشري عن سواه: اللغة، الفكر، الدين المعرفة/العلم، القوانين، الأساطير، القيم والمعايير الثقافية. إن الرموز الثقافية سمة إنسانية في صلب الطبيعة البشرية. بها تأهل ويتأهل الإنسان وحده للسيادة في هذا العالم. فمن السمات الرئيسية للرموز الثقافية هوغياب عاملي الوزن والحجم فيها بالمعنى المادي للأشياء . أي أن الرموز الثقافية ليست ذات طبيعة مادية بل طبيعة غير مادية / روحية / متعالية /ميتافيزيقية transcendental . .  ويتفق هذا كثيرا مع رؤى الديانات والحكماء والفلاسفة للرموز الثقافية على مر العصور. ومن وجهة نظرنا، فالعناصر المادية في هذا العالم لها دائما حجم ووزن. وفي المقابل، فالرموز الثقافية البشرية المتعالية/ الروحية خالية من عاملي الوزن والحجم. أي أن عالم الرموز الثقافية لاينتمي إلى عالم المحسوسات المادية. فالإنسان بهذا الإعتبار هو مزدوج الطبيعة كما يقول القدماء والمحدثون. أما الإنسان عندنا فهو = جسد + رموزثقافية (روح).   غياب الوزن والحجم في العقل والنقل ومما يعزز قولنا بأن معنى الرموزالثقافية يساوي معنى كلمة الروح هوما نجده في فكر التراث النقلي الإسلامي وبالتحديد في القرآن الكريم. جاءت إعادة آية  » فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين#0236 « مرتين في القرآن (الحجر29 وص 72). فالخطاب في هاتين الآيتين موجه من الله الى الملائكة لكي يسجدوا لآدم تكريما له عن غيره من المخلوقات الاخرى. ومن ثم، تاتي مشروعية معرفة معنى كلمة روحي. ذهب معظم المفسرين إلى القول بأن كلمة روحي تعني بث الحياة في آدم. وهو معنى لا ينسجم في نظرنا مع سياق الآية. إذ لو كان معنى كلمة روحي مجرد بث الحياة في آدم لما كان الانسان متميزا عن ا لمخلوقات الاخرى حتى يدعو الله الملائكة للسجود لآدم وحده. ومن هنا، فمعنى كلمة روحي في آية « ونفخت فيه من روحي… » لابد أن يعني شيئا آخر يتميز به الانسان عن سواه يؤهله وحده لكي تسجد له الملائكة، من جهة، وتعطي له وحدها الخلافة/السيادة في العالم، من جهة ثانية. (واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة #0236 البقرة 30) (وعرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان، الاحزاب33). وتبعا لتحليلنا العقلي والميداني السابق الذكر فإن منظومة الرموز الثقافية هي السمات المميزة للجنس البشري وهي بالتالي مصدر سيادته /خلافته في هذا العالم. ومن ثم، فعبارة ‘نفخت فيه من روحي’ ينبغي أن تعني في المقام الأول نفخة إلهية من الرموز الثقافية في آدم/ الإنسان. وهكذا فصياغتنا الجديدة لهوية الإنسان من وجهتي نظر كل من العقل والنقل تلخصها المعادلة الرياضية التالية: الإنسان = جسد + رموز ثقاقية. إن هذا التأويل يفيد أن طبيعة الرموز الثقافية (روحي) طبيعة متافيزيقية لا مادية. إذ جذورها إلهية في الصميم. ومن ثم تأتي مشروعية كونها خالية من الوزن والحجم. وهكذا فالعقل والنقل يجمعان على غياب الحجم والوزن من الرموزالثقافية/روحي. ونظرا لارتباط ثورتي الإتصالات والمعلوماتية بالطبيعة المتعالية/الروحية /اللامادية (لا حجم ولا وزن) للرموز الثقافية التي أكدنا عليها بمنظوري العقل والنقل، فإن عجائب ثورتي التواصل والمعلوماتية تأتي من تحديها وتجاوزها لعراقيل منطق الحس المادي والكمي للعناصر المادية المحسوسة في هذا العالم. إن هذا الطرح للطبيعة غير المادية (لا حجم ولا وزن) للرموز الثقافية طرح ذو تصور جديد لها لا نكاد نجد له ذكرا لا في العلوم الإنسانية ولا في العلوم الإجتماعية  المعاصرة.إنه تصور خارج عن المألوف عند كل من الخاصة والعامة. ومن ثم، فهو بتعبير ابن خلدون تصور مستحدث الصنعة غريب النزعة. لكنه مع ذلك فهوتصور واقعي لطبيعة الرموز الثقافية التي تخلو فعلا من عاملي الوزن والحجم بالمعنى المادي للأشياء. وبعبارة أخرى، فإن هذ ا التصور غيرالمادي للرموز الثقافية هو نتيجة لرؤية إيبستيمولوجية تسعى إلى التعرف بعمق على صلب جوهر طبيعة الرموز الثقافية. إنها محاولة لإزاحة الستار عما خفي من أهم معالمها عند العامة والخاصة على حد سواء. إننا نسعى لاستكشاف أسا سيات الأساسيات the Basics of Basics  لما يتميز به الجنس البشري عن غيره من الأجناس الأخرى. أما على مستوى توظيف مفهوم خلو الرموز الثقافية من عاملي الوزن والحجم في فهم وتفسير سرعة ثورة الاتصالات في عصر العولمة، فنكتفي بالإشارة إلى الأمثلة أعلاه: فلماذا تصل الرسائل والوثائق المرسلة بالفاكس وبالإنترنات بسرعة كبيرة مقارنة ببطء سرعة نفس المراسلة إذا تمت بالبريد العادي أو حتى بالبريد السريع؟ يمكن تفسير ذلك بكل بساطة من منظور نظريتنا للرموز الثقافية في أن المراسلة بالفاكس والإنترنات تلغي عاملي الوزن والحجم للشيء المرسل. وهذا يعني أن هذا النوع من المراسلة يحرر الشيء المرسل من معطياته المادية (الوزن والحجم) فيعيده إلى طبيعته الأصلية الأولى والمتمثلة في فقدان الرموز الثقافية للوزن والحجم. وبالغياب المطلق أصلا لهذين العنصرين في كل مكونات منظومة الرموز الثقافية البشرية، تتأهل هذه الأخيرة بكل مشروعية للتنقل بسرعة فائقة وعجيبة تشبه ما يروى عن السرعة المدهشة لتنقل الكائنات الروحية والميتافيزيقية. وهذا ما يفسر أيضا مدى شدة سرعة تنقل الكلمة المرسلة عبر الصوت. فأصبحت مضربا للأمثال. فنقول تطير طائرة الكونكورد بسرعة كبيرة تقترب من سرعة الصوت أو تتفوق عليه.. وترجع هذه السرعة الخاطفة لكون أن الكلمة المنقولة عبر الصوت في النداء البسيط على مسافة قريبة بين الأفراد أو أثناء تهاتفهم على مسافات بعيدة بالهواتف الجوالة / المحمولة أو القارة هي كلمة ليس لها في الأ صل لا وزن ولا حجم. وبالتالي فهي طليقة سريعة بطبيعتها لا يعرقل تنقلها السريع الوزن والحجم ، هذان العنصران الماديان. إن القرب الخيالي الذي حققته ثورة الإتصالات اليوم واقع يحدث الذعر والإندهاش وعدم التصديق وربما الجنون للأجيال السابقة لو أنها بعثت من قبورها وعادت إلى عالمنا. فالأمر لا يكاد يحتمل فعلا التصديق في عالم يغلب عليه منطق الماديات المحسوسة أن يتخاطب الناس عبر الهاتف وأن يشعروا وكأنهم وجها لوجه لكن بدون حضورأجسادهم جنبا لجنب وأن يشاهدوا صورة الجسد ويستمعوا إلى الصوت بكل وضوح وكأن ذلك الجسد وذاك الصوت حاضران بينهم. يحدث كل ذلك في دنيا الواقع بالرغم من العراقيل المادية المحسوسة التي كانت في الماضي السحيق والقريب تجعل إمكانية وقوع مثل تلك الأحداث من قبيل المستحيل واللامعقول والخيال والمعجزات.   قانون الوزن والحجم وبناء على كل تلك التجليات، فإنه يجوزلنا أن نبتكر قانونا جديدا نسميه قانون الوزن والحجم يشبه قانون المطابقة عند ابن خلدون. فمن جهة، يصلح قانون المطابقة في نظر ابن خلدون « في تمييز الحق من الباطل في الأخباروالصدق من الكذب بوجه برهاني لا مدخل للشك فيه ». ومن جهة أخرى، يصلح قانون الوزن والحجم عندنا في تمييز بطء تنقل الأشياء ذات الوزن والحجم عن سرعة التنقل لعناصر الرموز الثقافية التي لا وزن لها ولاحجم. فهذا القانون يوضح بجلاء أن حضور أو غياب عامل الوزن والحجم في الأشياء أمرحاسم في ترشحها للتنقل بسرعة خاطفة أوببطء شديد عبر المكان والزمان. يساعد أيضا قانون فقدان الرموز الثقافية لعاملي الوزن والحجم على فهم وتفسير ظواهر لافتة للنظر ومحيرة لعامة الناس وخاصتهم في دنيا المعلوماتية. يسمح غياب عاملي الحجم والوزن في الرموز الثقافية على فهم وتفسير حيثيات القدرة الضخمة التي تملكها الأقراص الالكترونية بكل أصنافها في احتوائها لعدد هائل من المعلومات المنطوقة أو المكتوبة. أما العلب الإلكترونية الحديثة الحاوية Flash Disks     فحدث ولاحرج. فرغم صغرحجمها المادي تستطيع تلك العلب أن تحوي عشرات ومئات الأرطال من المطبوعات المكتوبة في جرائد ومجلات وكتب ووثائق. ترى نظريتنا للرموز الثقافية أن الأمر يعود في عالم المعلوما تية إ لى كون أن ا لطبيعة الأصلية لكلمات اللغات هي طبيعة غيرمادية/متعالية/روحية: أي لا وزن لها ولاحجم. وهي بذلك كأنها لاتحتاج إلى فضاء مادي لإ حتوائها مهما كانت ضخامة حجمها. وهكذا يتجلى أن نظريتنا للرموز الثقافية الخالية من عاملي الوزن والحجم تمدنا بفهم وتفسيرمشروعين لعجائب الثورتين الالكترونية والمعلوماتية اللتين نعيشهما اليوم. فبالثورة الالكترونية سقطت الحدود الجغرافية/المادية بين البلدان. فبالفضائيات التلفزيونية أصبحت بواسطة الكلمة المنطوقة والمكتوبة والصورة سماء كل تلك البلدان مفتوحة لبعضها البعض بحيث يعجزعن منع دخول المعلومة إلى بلاده كل مستبد لايرحب بشفافية الخبر ولا بمبدإ الرأي والرأي الآخر. وهكذا،فثورتا الإتصالات والمعلوماتية اللتين يعتبرهما طوفلرأعظم الثورات جميعا التي عرفها تاريخ البشرية الطويل ينبغي أن تفهما وتفسرا في الإطارالصحيح:   1ـ لاينبغي إرجاع وقوع وتجلي هاتين الثورتين إلى مجرد عامل تكنولوجيا الإتصالات والمعلوماتية الحديثة فحسب. وإنما يجب أيضا ربط ذلك في المقام الأول بالطبيعة الأصلية للرموزالثقافية التي قمنا بصياغتها بالتحديد في قانون الوزن والحجم الذي شرحناه.   2ـ إن ثورتي الإتصالات والمعلوماتية هما أما الثورات جميعا من حيث النوعية، لأنهما تمسان أهم ما يتميزبه الإنسان عن بقية الكائنات الأخرى ألا وهي منظومة الرموز الثقافية التي أهلت بكل مشروعية الجنس البشري وحده للسيادة /الخلافة في هذا العالم. —————–  (*) عالم اجتماع   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 1 مارس 2009)


العنصرية والصهيونية
 
بقلم:النفطي حولة – بتاريخ 3 مارس 2009 – ناشط نقابي وحقوقي لا يشك اثنان في ان طبيعة الحركة الصهيونية هي في جوهريا عنصرية تمارس أبشع أنواع الميز العنصري على شعبنا العربي الفلسطيني . فهي التي تشدد الرقابة على الدخول والخروج  في كل الممداخل لأبسط المهام الانسانية بدعوى الظروف الأمنية حيث ماانفكت تزيد الحواجز لتضييق مجال الحركة على المواطنين . وهي التي تهدم المنازل على رؤس أصحابها تحت تعلات واهية وهاهوالمثال القديم الجديد الصارخ الذي يأتينا من القدس في موجة جديدة لتهجيرالسكان الأصليين لمدينة القدس العربية . ألا يعتبرتهديم المنازل وتهجير متساكنيها أصحاب الأرض الحقيقيين عملا عنصريا حاقدا بامتياز تمارسه العصابات الصهيونية الارهابية أمام مرأى ومسمع من العالم كله ضد شعبنا العربي في فلسطين ؟ ألا تسمى حرب الابادة الجماعية التي قامت بها العصابات الصهيونية ضد أهلنا في غزة الصمود  حرب تطهير عرقي وتصفية عنصرية ؟ ألا يعتبر غلق المعابر أمام الحاجات الانسانية الملحة من مواد غذائية وأدوية ومنع وصول قوافل الاغاثة لاسعاف المرضى والجرحى عملا عدوانيا عنصريا ؟ فبناء جدران الفصل العنصري  ومزيد من قضم الأراضي  وبناء المستوطنات  وتحويل غزة والضفة الى كانتونات  معزولة عن بعضها البعض هو من صميم السياسة العنصرية التي تقوم بها العصابات الصهيونية الارهابية . ان تجريف الأراضي المزروعة  واقتلاع الأشجار وطرد أصحابها الشرعيين وتشريدهم  يعد عملا عنصريا قبيحا  تمارسه العصابات الصهيونية الارهابية . فكيف لا  والجيش الصهيوني الارهابي هو وليد تجربة كل   من عصابات شتيرن والهاقانا وغيرها تلك العصابات العنصرية التي دعمتها بريطانيا العجوز الاستعمارية  في مرحلة الانتداب على فلسطين سنة 1911؟  ألا يعتبر قصف مسجد هنا أو هدم مدرسة الاونروا هناك في غزة الأبية من الأعمال الاجرامية العنصرية التي تمارسها  العصابات الصهيونية الارهابية ؟ أليس ماتقوم به العصابات الصهيونية الارهابية هو أفضع ألف مرة  مما قام به نظام الابارتايد نظام الميز العنصري بجنوب افريقيا  في الثمانينات من القرن الماضي ؟ فكيف يصحو ضمير العالم سنة 1991  وهو يعلم علم اليقين أن العصابات الصهيونية الارهابية أضرت بالحرث والنسل والبشر والشجر والنبات والحيوان وحتى الحجرفيقرر الغاء االطبيعة العنصرية للعدو الصهيوني وكأن الهذا العدو أصبح بين عشية وضحاها خروفا  وديعا ومسالما؟ ألا يعتبر هذا القرار في حد ذاته  قرارا عنصريا ؟ ان أمريكا ومن قبلها بريطانيا هما من دعمتا هذا الكيان العنصري الاستيطاني  في كل المحافل الدولية  ولا سيما عبر مجلس الأمن الدولي . فالدعم اللامحدود الذي لقيه ولا يزال يلقاه من أمريكا كقوة امبريالية عالمية  هو الذي سمح  ويسمح للعدو الصهيوني بممارسة كل أشكال الميز العنصري . فكم من قرار أممي يصدر لفائدة قضايانا القومية  في فلسطين و لا يلزم بتطبيقه ؟ بل أكثر من ذلك  تعمد أمريكا  الى استعمال حق النقض  في سبيل تغطية جرائم العدو العنصرية .ففي كل المجازر التي قام بها العدو الصهيوني الارهابي من دير ياسين الى قانا الى جنين الى غزة  تقف أمريكا  في مجلس الأمن مستعملة حق النقض حماية لحليفها الاستراتيجي ودفاعا عن مصالحها . فلال نستغرب والحالة تلك من سياسة أوباما والتي  هي امتداد  لسياسة سلفه بوش  في موقفه المعلن أخيرا بمقاطعة المؤتمرالمزمع عقده ضد أشكال الميز العنصري حيث طالب بتعديل بعض الشروط  حتى يكون الكيان الصهيوني الاستيطاني العنصري في مأمن من اتهامه بالعنصرية مجددا . هذا من جهة  ومن جهة أخرى فان سياسة الامبريالية الأمريكية لا ولن تتغير تجاه العصابات الصهيونية الارهابية  لا في عهد بوش ولا من سبقه ولا في عهد اوباما  مع الديمقراطيين أو مع الجمهوريين لأن من طبيعة السياسة الامبريالية الأمريكية هو الالتقاء العضوي والموضوعي مع الحركة الصهيونية  في زرع السرطان الصهيوني  لفصل المشرق العربي على المغرب العربي و محاولة القضاء على  قوى التحرر القومية والوطنية  في الأمة العربية .فهذا هو أوباما  وهذا هو وجهه الحقيقي أيها السذج الواهمون بالتغيير . انه  حريص على عدم اتهام حليفه بالعنصرية  في زمن عربدة العنصرية الصهيونية . ولكن أحرار العالم  هم من سيقفون  ضد كل أشكال الميز العنصري عبر المنظمات والجمعيات الحقوقية والانسانية  الدولية المستقلة  التي يمثلونها  لتجريم العدو  ومحاكمته كمجرم حرب عنصرية . وبهذا العمل النضالي الحقوقي والاعلامي سيقفون في وجه الامبريالية والصهيونية  وسيثبتون الطبيعة العنصرية للعدو الصهيوني .فأين هي مواقف منظمات حقوق الانسان العربية والجمعيات الحقوقية العربية مما جرى ويجري الاعداد له ضد العصابات الصهيونية الارهابية ؟  


رأي في الفصام العربي بعد مأساة غزة

      

 
 د.أحمد القديدي*             تمر على الأمم محن قاسية و يبتليها الله سبحانه بحروب مدمرة فتعرف تلك الأمم عادة بفضل غريزة البقاء و القدرة على التجاوز كيف تعتبر بها و تكتسب منها مناعة و توظفها للوقاية من أمثالها في الزمن القادم بل لعلها تزداد بعدها قوة و حكمة و إيمانا….ما عدا الأمة العربية ( الواحدة و ذات الرسالة الخالدة !) فقد عاش 339 مليون عربيا شهرا رهيبا من التقتيل و الإبادة و التنكيل راح ضحيتها مليون ونصف المليون من العرب في قطاع من قطاعات العرب إسمه غزة إستشهد منهم 1400 عربيا من بينهم 440 طفلا أجهض الإرهاب الصهيوني طفولتهم و  وأد طهارتهم، استهدفوا جميعا عن قصد لأن عتاة الصهيونية يريدون حل المعضلة الديمغرافية الفلسطينية بالمزيد من قتل الأطفال العرب تحسبا لرجحان الميزان السكاني لصالح الفلسطينيين في مستقبل قريب ! و كما يعلم العالم فإن البقية من الشهداء هم من المواطنين الأبرياء العزل و قليل منهم يعتبر مقاتلا لأنه يحمل سلاحا خفيفا و يدافع عن أرضه المغتصبة منذ 1967 و ربما منذ 1948 ! غريب أمر العرب حتى تمر عليهم هذه العاصفة التسونامية التاريخية وهم في غفلة من أمرهم.           و أريد أن أبوح لكم بما أوحى إلي بهذه الخاطرة المخيفة لأنني لا أبرأ نفسي من هذه الغفلة فأنا إنسان عادي من العرب لا أملك سوى التعبير عن رأيي بفضل مروءة بعض وسائل الإعلام الخليجية جزاها الله عني كل خير. لكن الذي أثار حفيظتي و أيقظني قليلا من تلك الغفلة العربية هو ما كنت شاهدا عليه في بيت أحد الزملاء الأصدقاء الأمريكان النزهاء في باريس في ليلة من ليالي القصف الإسرائيلي على غزة. زميلي أستاذ في العلوم السياسية وهو ينتمي إلى الديانة اليهودية بالوراثة لا بالتدين و تربطني به علاقات مودة منذ ثلث قرن و أحب فيه التعلق بقيم الحق و التعبير عن غضبه ضد قومه في مناسبات عديدة. و كنت أنا و بعض الزملاء من جنسيات مختلفة مدعوين للسهر في بيته، و بعد العشاء شرع رب البيت في المجلس يحرك الروموت من قناة فضائية إلى قناة، و نحن نتابع الصور المبثوثة في حينها من جهنم غزة على قناة الجزيرة مما تعرفون جميعا أيها القراء الأفاضل، لكن الزميل الأمريكي يغير القناة و يستقبل أخرى عربية تبث في نفس اللحظة حفلا غنائيا مباشرا لإحدى المطربات الشابات الجديدات بلباس الدلع و تمر بنا الكامراهات على الجمهور الشبابي الراقص المصفق الصارخ المولول المتمايل مع الأنغام في شبه نقيض كامل شامل مع المأساة و في شبه تكذيب كامل لوجود المأساة أصلا أو فيما سماه الزميل الأمريكي بالملهاة التي تضاد المأساة ! و ما أطلق عليه هو نفسه بعقل الخبير العارف ظاهرة الفصام العربي الراهنة وهي كما قال حالة مرضية تصيب الأمم في بعض لحظات تاريخها كما يصاب الأفراد بأي داء
عضال.                                                     و لا أخفيكم أنني شعرت بنوع من الخجل و الإستحياء من هذا الفصام العميق في الشخصية العربية الجماعية، و قال صاحبي الجامعي الأمريكي المتألق أن هذا الفصام نتيجة طبيعية لتراكم الأخطاء العربية. و زميلي يدين بالطبع هذه الهمجية الإسرائيلية رغم يهوديته و يندد بالدعم الأمريكي للهمجية رغم جنسيته الأمريكية لكنه لا يبرأ العرب من السماح للفصام بأن يستقر في الذات العربية الجماعية و أن يتسع خطره و تكبر بلواه حتى يؤدي كأي علة متمكنة إلى وفاة المريض. و وفاة الأمم أمر ممكن مثل وفاة الشخص. و لو تأملتم في حكمة القرأن المجيد لأدركتم بأن الله سبحانه ذكر الأمم بعبارة قرون، و بصرنا سبحانه بأنه مهلك القرون حين تظلم نفسها و تعتدي على غيرها حتى لو كانت أشد قوة و أكثر جمعا ثم ينشأ الله من بعدهم قرونا أخرين.                                          و لعل الهاجس الذي يسكن أغلب النخب العربية اليوم هو كيف لم يستيقظ العرب من رقدة العدم ( كما سماها أبو القاسم الشابي ) ؟ و كيف تناقض مصير اليابان مع مصير العرب بينما دشنت الأمتان اليابانية و العربية عصر نهضتهما معا و بالتزامن في أواسط القرن التاسع عشر ؟ و كيف تصاب الأمة العربية بالفصام المهدد لوجودها و لا تشعر بأعراض الداء ناهيك عن تشخيصه و علاجه. و كان المستشرق الفرنسي الراحل أستاذي في جامعة السربون ( دومينيك شوفالييه) يقول لي دائما وهو العريف الأمين بشؤون العرب بأن العلاج العربي يبدأ بإعادة النظر جذريا في التربية العربية لإقرارها على فلسفة الشك و الرفض والمناظرة و الحوار عوض القبول و التلقين و الرضى و اليقين، و كذلك إعادة النظر في العلاقات بين الحاكم و المحكوم على أساس الإحترام بدل الخوف و على أساس الثقة بدل النفاق.                                                                                              إنها بعض دروس غزة بعيدة المدى عوض التمادي في رفع الشعارات و رفع العقيرة بالغناء على الفضائيات لأن البأساء و الضراء و الزلازل التي مررنا بها و المذكورة في سورة البقرة (الأية 214) إذا لم تحثنا على الإعتبار و التفكير فإننا نلتحق بالقرون التي وعد الله أن يهلكها و يستبدلها بقرون غيرها و الله سبحانه غالب على أمره.                        *رئيس الأكاديمية الأوروربية للعلاقات الدولية بباريس  


اعمار غزة كسلاح سياسي

 
 
عبد الباري عطوان تبدأ اليوم في ‘منتجع شرم الشيخ’ اعمال المؤتمر الدولي لإعمار قطاع غزة بمشاركة 75 وفداً، ليس من بينها وفد الدولة التي دمرت القطاع وقتلت 1350 من ابنائه (اي اسرائيل) ولا حركات المقاومة التي دافعت عنه وصمدت برجولة في مواجهة العدوان. ومثلما جرى استخدام ورقة المعابر ولقمة الخبز لتركيع الفلسطينيين ابناء القطاع ودفعهم للثورة ضد حركات المقاومة هذه، من المرجح ان يتم استخدام ورقة إعادة الاعمار، والاموال التي سترصد لهذه المهمة (2.8 مليار دولار) من اجل تحقيق الغرض نفسه، اي القول لأبناء القطاع بشكل واضح لا لبس فيه او غموض: اذا اردتم هذه الاموال واعادة الاعمار فأنتم تعرفون جيداً المقابل المطلوب، والكرة الآن في ملعبكم. الدول المانحة أكدت انها لن تتعامل في مسائل الاعمار الا مع السلطة في رام الله، وان جميع الاموال والمشاريع المخصصة ستمر عبر قنواتها فقط، اي وضع ‘فيتو’ كبير على حركات المقاومة، وحركة ‘حماس’ على وجه التحديد. تنفيذ هذا ‘الفيتو’ بدأ بمجرد صدور القرار الاسرائيلي بوقف اطلاق النار من جانب واحد. فجميع المسؤولين الغربيين والامميين الذين زاروا قطاع غزة لتفقد أوضاع الدمار فيه، ابتداء من بان كي مون امين عام الامم المتحدة، ومروراً بخافيير سولانا، وانتهاء بتوني بلير، لم يلتقوا مطلقاً مع اي من المسؤولين في حكومة حركة ‘حماس’، حتى ان وفد الكونغرس الامريكي الذي قيل انه تسلم رسالة من الحركة الى الرئيس الجديد باراك اوباما تركها في القدس المحتلة ولم يحملها معه في طريق العودة. نستغرب هذه ‘المرونة’ من قبل هذه الحكومة، مثلما نستغرب قبولها بمثل هذا التجاوز لها، وهي القوة المسيطرة التي تتكفل بادارة شؤون القطاع، لعلها تريد عدم الوقوف في طريق العاصفة، او تقديم مصلحة الناس المتضررين من جراء العدوان، وهم الاغلبية الساحقة، على مصلحة الحركة وكرامتها الشخصية (بالنسبة الى قياداتها) والتنظيمية (بالنسبة الى الحركة ككل). لا نفهم استبعاد اسرائيل من حضور هذا المؤتمر، واعفاءها بالتالي من تبعاتها المالية، فهي التي قصفت القطاع من البر والبحر والجو، واستخدمت قنابل الفوسفور الحارقة، ودمرت مقر وكالة الاونروا التابعة للامم المتحدة، والعديد من مدارسها، ونسفت بيوتاً فوق رؤوس اصحابها، حيث تفيد الاحصاءات الدولية بتدمير بيت من بين كل ستة بيوت. الحكومة العراقية الحالية، حليفة أمريكا ما زالت تدفع تعويضات للكويت عن الأضرار التي لحقت بها من جراء غزو الحكومة السابقة، وبلغ مجموع هذه التعويضات المدفوعة حتى الآن 13.5 مليار دولار. أما الحكومة الألمانية فبلغ حجم ما دفعته من تعويضات لضحايا المحرقة أكثر من 130 مليار دولار، ويمكن ضربها بعشرة لنتعرف على قيمتها بمعايير هذه الأيام. فلماذا يتم استثناء اسرائيل، وهي التي قبضت مئات الملايين من الدولارات بسبب صواريخ العراق التي لم تقتل إلا بضعة مستوطنين؟ لماذا يتم استثناؤها، أو اعفاؤها بالأحرى من دفع تكاليف ما خلفته آلتها العسكرية من دمار وضحايا في قطاع غزة؟ الوفود العربية المشاركة في هذا المؤتمر، بما في ذلك وفد الدولة الراعية، أي مصر، يجب ان تثير هذه النقطة بكل وضوح، وتصر على حتمية تحميل اسرائيل مسؤولية هذا الدمار، حتى لا تقدم مرة أخرى على تدمير ما يتم اعماره، بأموال الدول المانحة، والعربية من بينها على وجه الخصوص. اننا نخشى أن لا تُعفى اسرائيل من مسؤولية التعويض أو المساهمة مالياً في اعادة الاعمار فقط، وانما ان تخرج المستفيد الأكبر من هذه العملية، من حيث الاستيلاء على أموال اعادة الاعمار بطرق غير مباشرة، مثل توريد الاسمنت والحديد ومستلزمات البناء من قبل شركاتها، فهي التي تتحكم بالمعابر كلياً، وهي صاحبة الكلمة النهائية حول من يدخل وما يدخل إلى قطاع غزة، بما في ذلك معبر رفح المصري. نقل المخاوف والمطالب الفلسطينية هذه إلى المؤتمرين في شرم الشيخ، يحتاج إلى وفد فلسطيني قوي قادر على تحمل هذه المسؤولية نيابة عن شعبه، والارتقاء إلى مستوى شهدائه وجرحاه، ولكننا لسنا متفائلين في هذا الصدد، وهناك أكثر من مؤشر يؤكد تشاؤمنا. فبعد يوم واحد من انتهاء جولات الحوار الفلسطيني بنجاح، حسب ما جاء في تصريحات المسؤولين المشاركين من مختلف التنظيمات، خرج علينا الرئيس محمود عباس بتصريحات في حضور خافيير سولانا المبعوث الأوروبي، أكد فيها ان أي حكومة توافق فلسطينية تنبثق عن هذا الحوار يجب أن تعترف بحل الدولتين وتعترف باسرائيل وحقها في الوجود، والالتزام بجميع الاتفاقات السابقة التي وقعتها السلطة والمنظمة. لا نعرف ما اذا كانت هذه التصريحات صدرت عن قناعة، أم انه جرى فرضها من قبل جهات خارجية لا تريد للحوار الفلسطيني ان ينجح ويعطي ثماره وفاقاً ومصالحة فلسطينيين يحققان طموحات جميع الفلسطينيين في الوطن والمهجر الذين سئموا من هذا التشرذم الفلسطيني. فالرئيس عباس يعرف جيدا ان هناك ست لجان انبثقت عن الحوار، ستناقش مجمل القضايا الخلافية المطروحة، وبما يؤدي الى اعادة ترتيب البيت الفلسطيني، فلماذا توجيه مثل هذه الضربات الاستباقية لاجهاض عمل هذه اللجان حتى قبل ان تبدأ؟ اليس من الحكمة التريث، واعطاء فرصة كاملة لهذه اللجان والمشاركين فيها لانجاز التوافقات المأمولة؟ فإذا كان الرئيس عباس، والولايات المتحدة، واللجنة الرباعية وكل الداعمين للعملية السلمية، فشلوا في اجبار اسرائيل على الالتزام بحل الدولتين، وجاءت نتيجة اعوام من المفاوضات الثنائية على مستوى الوفود، او الزعماء، المفتوحة منها والمغلقة، صفرا مكعبا، فلماذا يريد الرئيس عباس فرض ما عجز عن فرضه على حركات المقاومة التي ظلت قابضة على الجمر، وقاومت العدوان الاسرائيلي وصمدت في وجهه؟ منظمة التحرير اعترفت باسرائيل على مرأى ومسمع العالم بأسره قبل 15 عاما، فماذا جنت من خلف هذا الاعتراف، واسقاط سلاح المقاومة، وتعديل الميثاق؟ هل حصلت على الدولة المستقلة ام على اكثر من نصف مليون مستوطن في الضفة والقدس المحتلة، واعادة احتلال مناطق الحكم الذاتي كاملة، وتجويع مليون ونصف مليون في القطاع، وبناء السور العازل و…و؟ والاهم من ذلك ان كل هذه المطالب الاستباقية التعجيزية تأتي ونحن على ابواب حكومة يمينية متشددة ترفض الاعتراف بحل الدولتين، وتتحدث فقط عن السلام الاقتصادي، اي تحويل الشعب الفلسطيني من متسول درجة عاشرة الى متسول درجة ثامنة. نطالب الدول العربية، التي دعمت الرئيس عباس، ان تقول له كفى، انت تهيننا بمثل هذه التصريحات، وتعمل على نسف حوار استغرق الكثير من الوقت والجهد من اجل ترتيـــبه وانجازه، واذا كنت تتــــهم الآخرين باتباع اجندات غير عربية، فإن مثل هذه التصريحات تدفع بهم لاتهامـــك بالشيء نفسه ايضا.   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 2 مارس 2009)
 

العمى اصاب الشعب

 
شلومو افنيري سأعترف بالحقيقة: انا ايضا احب ان اكون في حالة ‘خصام’ مع نتائج الانتخابات ومع العمى الذي اصاب الشعب ومع الوضع عموما، وانا ايضا احب احيانا ان اقول: ‘اوكي، سندع نتنياهو يشكل حكومة يمين ضيقة. ولنر ما الذي يمكنهم ان يفعلوه، نحن سنذهب للمعارضة نظيفين طاهرين وواثقين من عدالتنا وصدقنا’. المسألة هي انهم لا – يس تط يع ون. من دون الدخول في الاسماء، هيا بنا من فضلكم نتخيل بيننا وبين انفسنا، من الذي سيصبح وزيرا للدفاع في حكومة اليمين الضيقة هذه، ومن سيكون وزير الخارجية، ووزير الامن الداخلي، ووزير الداخلية، من يا ستار سيكون وزير التهديدات الاستراتيجية. هذه الفسيفساء من المتشددين المتعصبين الذين يعيشون في فقاعة ذاتية ستتسبب بكارثة وخزي ليس فقط لنفسها، وانما لنا جميعا. المسؤولية ملقاة بالاساس على كاهل كاديما، لانه مثلما تقول تسيبي ليفني انتصر في الانتخابات وان كان بالكاد. لو اراده الجمهور ان يذهب للمعارضة لمنحه 18 مقعدا او 8 وليس 28. من الممكن فهم الاحباط، ولكن الاحباط ليس افضل ناصح في السياسة. انا ايضا لا اريد ان يصبح نتنياهو رئيسا للوزراء ولكن المسألة هي على رأس اية حكومة سيكون؟ حكومة قد تحول اسرائيل وكلنا معها وليس فقط افيغدور ليبرمان وتلاميذ كاهانا الى مارقين مجذومين في الساحة الدولية؟ أم حكومة قد تحظى بفرصة التفهم، ولكن ليست دعماً للمشاكل التي سنضطر لمواجهتها بعد نتائج حرب غزة المعقدة وفي ظل ما يحدث في ايران؟ ولان السلام الان مع الفلسطينيين ليس مطروحا على المحك يتوجب قبل كل شيء ايقاف الانجراف الذي سيجلب علينا حكومة يمين ضيقة: مثل هذه الحكومة ستجد نفسها في مجابهة فورية مع الولايات المتحدة ومع اوروبا: هي ستفقد الدعم الدولي الذي تحتاجه اسرائيل كثيرا وعدد من قادتها قد يوقعوننا في ورطة من خلال تصريحاتهم الداعية لمهاجمة ايران، ولكن حتى من يعتقد انه لا يتوجب استبعاد الخيار العسكري ضد ايران، يعرف ان تجسيد مثل هذا الخيار من قبل اسرائيل يحتاج الى حلفاء. حكومة اليمين الضيقة ستزيد من الفجوة الخطيرة التي فتحت بين اليهود والعرب في اسرائيل وايضا من يعتقد ان تصرف بعض قادتهم خلال حرب غزة الذي يفتقر للمسؤولية قد تسبب في زيادة التطرف في الجمهور اليهودي، يدرك ان حكومة اليمين الضيقة ستزيد فقط من الاستقطاب. والى اين بالضبط سيذهب ناخبو كاديما وحتى بعض قادته ان بقي هذا الحزب في المعارضة؟ هذا هو الوقت الملائم لابداء المسؤولية، وليس القيام بردود افعال من البطن. من المحتمل ان يقبل نتنياهو ان واظب حزب كاديما على مطلبه بحكومة التناوب حتى وان لم يتحقق بذلك: لانه هو ايضا يدرك انه لا يستطيع ان يكون ضيفا مرغوبا فيه في البيت الابيض مع ائتلاف من اسرائيل بيتنا وشاس والبيت اليهودي او في اي مكان اخر في العالم (وليس حتى في الجمهور اليهودي عموما). نتنياهو اقترح صياغة مشتركة للحقوق الاساسية: ليفني محقة عندما تقول انها مجرد كلمات ولكن من الممكن ايضا تقييد الطرف الاخر بواسطة الكلمات. هذا اختبار ليفني السياسي الاول والاصعب: ان فشلت في هذه المرة وتوجهت لصفوف المعارضة مع كل النوايا الطيبة سيكون من الصعب تخيل كيفية خروجها من هناك. ومن الاشد صعوبة ايضا تخيل كيفية خروج اسرائيل من هناك.   (المصدر: جريدة هآرتس (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 1 مارس 2009)


الدرس الإيراني وإفريقيا

 
 حمدي عبدالرحمن  قام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد نهاية الأسبوع الماضي بجولة إفريقية قادته إلى ثلاث دول هي كينيا وجيبوتي وجزر القمر. وأحسب أن هذه الزيارة الإيرانية تتجاوز في معانيها ومدلولاتها المصالح الاقتصادية والتجارية المتبادلة بين الطرفين. إنها تعكس في حقيقتها طبيعة التوجه الاستراتيجي الإيراني صوب بناء تحالفات إقليمية ودولية تشمل معظم مناطق العالم غير الغربي في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية. راودتني تساؤلات وعلامات استفهام كثيرة وأنا أتابع تفاصيل جولة الرئيس الإيراني الإفريقية والمغزى من وراء اختيار الدول الثلاث، فلأول وهلة نجد أنها على قائمة أولويات السياسة الأميركية في القرن الإفريقي الكبير نظراً لوقوعها على خط المواجهة ضد ما تسميه الإدارة الأميركية «الحرب على الإرهاب». فقد أضحى محور «جيبوتي- نيروبي- أديس أبابا» بمثابة الركيزة الأساسية للدور الأميركي في المنطقة. ومن المعلوم كذلك أن جيبوتي تحتضن في أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في إفريقيا، وهي تقود من خلال الهيئة الحكومية للإنماء والتصحر (الإيغاد) تسوية الملف الصومالي وفقاً للوصفة الأميركية والغربية. أما نيروبي فهي تعد قصة النجاح الكبرى التي يتباهى بها الغرب، حيث إنها قدمت نموذجاً يحتذى في تقاسم السلطة بين الحكومة والمعارضة، وهو ما تم تقديمه بنكهة إفريقية للخروج من مأزق أزمة زيمبابوي العصية. على أن جزر القمر التي ظلت لفترات طويلة حكراً على الاستخبارات الفرنسية والمرتزقة الأجانب بزعامة الراحل بوب دينار قد جذبت إليها الأنظار بعد اتهام أحد مواطنيها بالانتماء لتنظيم القاعدة في شرق إفريقيا. عندئذ بدأ الحديث في الغرب والولايات المتحدة عن علاقة «الدول الفاشلة» بالإرهاب. لا أعتقد أن رؤساء هذه الدول الثلاث قد أخذوا تصريحاً مسبقاً من الإدارة الأميركية لتوجيه الدعوة إلى الرئيس الإيراني الذي يتهمه الإعلام الغربي بأفظع الاتهامات والتي أقلها معاداة السامية! لقد وصف الرئيس الجيبوتي عمر حسن جيلة الزيارة بأنها تاريخية ودعا إلى ضرورة تدعيم الروابط بين البلدين. وقد تكرر المشهد في كينيا من حيث الترحيب الحكومي والشعبي، وهو ما يظهر كذلك حرص الرئيس نجاد على زيارة مومباسا حيث يتركز مسلمو كينيا. أما جزر القمر فإن لها وضعية خاصة في إطار العلاقة الإيرانية الإفريقية، فالرئيس عبدالله سامبي قد درس في إيران وتأثر بنموذجها «الثوري» حتى أن البعض أطلق عليه لقب «آية الله». ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا متعلق بدوافع التوجه الإيراني تجاه إفريقيا؛ لقد ظلت إيران ولفترة طويلة قبل الغزو الأميركي للعراق تحاول أن تفك العزلة الدولية التي فرضت عليها من خلال تدعيم علاقاتها مع الدول «العاصية» لأميركا. وعليه فقد توطدت أركان العلاقة بين إيران والسودان في ظل حكم الرئيس عمر البشير بسبب الضغوط الشديدة التي مارستها الولايات المتحدة ضدهما تحت ذريعة رعايتهما الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، الأمر الذي اقتضى منهما تنسيق المواقف وردود الأفعال.. والملاحظ أن الخرطوم لا تزال حتى اليوم ركيزة الدبلوماسية الإيرانية في المنطقة. على أن إيران بدأت منذ عدة سنوات في توسيع دائرة تحركها الإفريقية مستفيدة إلى أقصى حد من الفرص المتاحة، فإلى جانب السودان توجد علاقات إيرانية وثيقة مع كل من جنوب إفريقيا والسنغال وأوغندا، وعادة ما يتم ترويج النموذج الإيراني إفريقياً، ولاسيما في مجالات الطاقة والتنقيب عن النفط وتنمية القطاعات الزراعية والصحية وما شاكل ذلك، فقد افتتحت إيران مصنعاً للجرارات الزراعية في أوغندا، كما أنها أقامت خط إنتاج لسيارات «ساماندا» الإيرانية في السنغال، ويلاحظ في هذا السياق أيضاً أن الفرق الطبية الإيرانية تجوب كثيراً من أنحاء القارة الإفريقية لتقديم خدماتها إلى المحتاجين. وليس خافياً أن ثمة مصالح ثقافية ودينية كذلك؛ فقد حاولت إيران جاهدة أن تطرح مشروعها الإسلامي الأممي بأكثر من وسيلة منها إقامة المراكز الثقافية في إفريقيا، وتقديم منح دراسية للطلاب والدارسين الأفارقة للدراسة في الجامعات والمعاهد الإيرانية، ولعل ذلك هو السبب وراء مخاوف بعض الدوائر من ظاهرة «الاختراق الشيعي» لإفريقيا. واللافت للنظر حقاً أن ظاهرة «التشيع» الإفريقية قد ارتبطت في أحيان كثيرة بدوافع سياسية وليست دينية، ويمكن أن نذكر في هذا الخصوص نموذج الجماعة الإسلامية في نيجيريا بزعامة الشيخ إبراهيم الزكزاكي التي تأثرت تأثراً بالغاً بنموذج الثورة الإيرانية، كما أن الشيخ إبراهيم نفسه سافر إلى إيران بقصد التعلم والدراسة، وهو الأمر الذي جعل الدارسين يصنفون هذه الحركة على أنها بمثابة المظلة التي يلتف حولها «شيعة نيجيريا». ويلاحظ أن جولة الرئيس الإيراني الإفريقية تزامنت مع جولة أخرى قام بها الرئيس التركي عبدالله غل إلى كل من كينيا وتنزانيا وأكد خلالها على ضرورة دعم الروابط التركية-الإفريقية مستفيداً من انتخاب بلاده عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، فقد أضحت تركيا تروج لنفسها باعتبارها صوت إفريقيا في الأمم المتحدة، كما أنها تحاول طرح نموذجها في صناعة السياحة وهو ما تحتاجه بعض الأسواق الإفريقية الواعدة. وعلى أية حال فإن الكل في النظام الدولي يتحرك بحثاً عن المصلحة والمكانة، فدول الجوار الكبرى للنظام الإقليمي العربي -ولاسيما تركيا وإيران- ربما تحاول استعادة أمجاد الآباء ببناء تحالفات دولية جديدة، أما نحن العرب فقد اكتفينا بدور المتفرج الذي يردد في معظم الأوقات أنه وقع ضحية لمؤامرة كبرى. فالمتابع للإعلام العربي يجد أنه مستغرق في رفع مقولات ودعاوى «الاختراق الأجنبي» و «التمدد الإيراني» و «النزوع التركي» لإحياء أمجاد الإمبراطورية العثمانية وهلم جرا. إن من غير المعقول في ظل هذا الواقع الدولي الجديد أن تقتصر زيارات حكام العرب على عواصم أوروبا وأميركا وأن يتركوا أطراف نظامهم الإقليمي ساحة لتنافس المتنافسين من الجيران والأجانب. أليس من المستغرب ألا توجد في العاصمة القمرية موروني سوى سفارة عربية واحدة؟! وإذا كان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قد زار جزر القمر فيا ترى كم عدد من زارها من حكامنا العرب؟! أغلب الظن أن الذاكرة العربية قد نسيتها أصلاً وتركتها تغوص في مياه المحيط العميقة. فهل يمكننا التعلم من خبرة إيران الإفريقية ونرفع شعار: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون؟!   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 2 مارس 2009)


العلاقات الأميركية الصينية تبعيــــة متبادلــــة!
 
توفيق المديني شكلت الصين, المحطة الأخيرة في جولة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الآسيوية التي زارت خلالها كوريا الجنوبية واندونيسيا واليابان. وركزت كلينتون خلال محادثاتها مع الزعماء الصينيين وبينهم الرئيس هو جينتاو, على ضرورة العمل معاً بين أكبر قوتين في العالم من أجل مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. ونحّت الولايات المتحدة والصين خلافاتهما جانباً في شأن حقوق الإنسان خلال زيارة كلينتون, التي أملت أن تثمر قمة العشرين التي ستعقد في لندن في نيسان المقبل اتفاقاً بشأن تدفق رؤوس الأموال عبر الحدود. والصين التي لديها احتياطات من النقد الأجنبي تبلغ تريليوني دولار هي أكبر دائن للولايات المتحدة الأميركية في العالم.‏ وفيما كانت الصين تنظر إلى الإدارة الأميركية الجديدة بمزيد من القلق والحيرة قام الرئيس الأميركي باراك أوباما بالاتصال بنظيره الصيني هو جينتاو, حيث تجنب أوباما التطرق بشكل مباشر للمواضيع الحساسة التي تزعج الصين , ولاسيما تداعيات تصريح وزير المال الأميركي تيموثي غايتز الذي قال قبل أن يستلم مهامه إن أوباما يشك في أن الصين «تعالج» قيمة اليوان, وحذر أن واشنطن تريد إفهام الصين بتغيير ممارساتها النقدية.‏ وهذا الاتهام ليس جديداً, إذ إن إدارة بوش السابقة كانت تطالب بكين بتقدير قيمة اليوان. وتعتقد واشنطن أن السلطات الصينية تريد المحافظة على عملتها المنخفضة بصورة مصطنعة من أجل تشجيع الصادرات الصينية . وينبع القلق الأميركي من سياسة سعر الصرف الصيني , وزيادة الضغوط الأميركية على بكين لرفع قيمة عملتها أمام الدولار . وكانت الصين أقدمت في شهر حزيران من عام 2005على رفع قيمة اليوان بصورة طفيفة , بحيث يعادل الدولار 8.11 يوان بدلاً من أن يكون سعره 8.28 يوان لكل دولار. ويرى الخبراء الاقتصاديون أن الاختلال التجاري الواضح بين واشنطن وبكين لن يصحح ما لم ترفع الصين قيمة عملتها بين 15 و 45% .‏ وتعتبر العلاقات الصينية الاميركية, ولاسيما في بعدها الاقتصادي والتجاري, من أكثر العلاقات تعقيداً وصداماً, فتارة يغلب عليها التآلف الكبير, وتارةً أخرى يغلب عليها الصراع والصدام. فقد تضاعف حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة بنحو ستة أضعاف بين 1990 و 2005 بحيث أصبحت الصين الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة . كما أن الصادرات الصينية ارتفعت نحو السوق الأميركية بشكل تصاعدي ومستمر, إذ بلغت 313 مليار دولار في سنة 2008, بينما بلغت الصادرات الاميركية إلى الصين نحو 66 مليار دولار في السنة عينها. وهذا ما جعل العجز في الميزان التجاري الأميركي مع الصين يرتفع من 10.4 مليارات دولار في عام 1990 إلى 83.8 مليار دولار في عام 2000, ثم إلى 228 مليار دولار في عام 2006, وأخيراً إلى 246 مليار دولار في عام 2008.‏ ويجد الرئيس الأميركي أوباما نفسه أمام مأزق مزدوج: فهو من جهة يحاول أن يعيد التوازن في المبادلات التجارية مع الصين لحماية الأجراء الأميركيين كما تطالب بذلك النقابات. وهو من جهة أخرى يحاول أن يتجنب حرباً تجارية, ولاسيما مع البلدان الناشئة. فالصين التي حققت نجاحات اقتصادية باهرة , إذ حققت نمواً اقتصادياً بنحو 9% على مدى 25 سنة تقريباً, وتمتلك ثاني أكبر احتياط نقدي بالدولار, وأصبحت أكبر منتج للفحم والفولاذ والإسمنت في العالم، وثاني أكبر مستهلك للطاقة, وثالث أكبر مستورد للنفط, تخوض الصراع التجاري مع الولايات المتحدة.‏ الصين هي الدولة المالكة للسندات الأميركية, ولذلك تحولت إلى القوة الأولى الضامنة لاستقرار الديون الأميركية. ولا تزال الصين تشتري السندات, وإن كانت هذه السندات لم يعد لها ذلك البريق الجذاب منذ أن خفضت الخزانة الأميركية معدلات الفائدة إلى 0%. ومن مصلحة واشنطن أن تستمر الصين بشراء السندات الأميركية , لأنه إذا اندلعت الحرب التجارية بين البلدين , واتخذت الصين قراراً بالتوقف عن شراء هذه السندات فإن الإسقاطات المدمرة على الاقتصاد الأميركي ستكون كبيرة. ولكن إذا لم يفعل أوباما شيئاً , فإنه سيجد نفسه في مواجهة النقابات التي أسهمت بشكل كبير في انتخابه.‏ الصين والولايات المتحدة الأميركية تعيشان في مرحلة من التبعية المتبادلة. فالصين في حاجة ماسة لأميركا حيث تمثل هذه الأخيرة سوقاً حيوياً لتصريف الصادرات الصينية التي تعد المحرك الأساس للاقتصاد الصيني, إذ تصدر الصين ما قيمته 21% من إجمالي صادراتها إلى السوق الأميركية, وقد ترتفع هذه النسبة إلى 30.4 % إذا أضفنا إليها صادرات هونغ كونغ وبذلك تحولت الولايات المتحدة على المنفذ الأول للصادرات الصينية. وبالمقابل تمول الصين الديون الأميركية إذ إنها تحوز 585 مليار دولار من السندات الأميركية , ولديها مشاركة في ملكية الأسهم في مؤسسة «فاني ماي» و «فردي ماك» وبنوك أميركية أخرى, بنفس المقدار من المال.‏ الشراكة الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة لا تزال خاضعة لقوانين الصراع على الأسواق بين البلدين, في ظل السياسات المختلفة التي تتبناها كلٌ من واشنطن وبكين لغزو الأسواق, وتأمين مصادر الطاقة لتأمين معدلات النمو.
(المصدر: صحيفة الثورة شؤون سياسية بتاريخ 2-مارس-2009)

فتوى سعودية بإحالة صاحبي قنوات روتانا وأم بي سي للقضاء

  

 
 أصدر عالم الدين السعودي الدكتور يوسف الأحمد فتوى تبيح إحالة صاحب قنوات روتانا الملياردير الأمير الوليد بن طلال وصاحب قناة MBC الوليد بن إبراهيم الإبراهيم للقضاء بحجة أن خطرهما لا يقل عن خطر مروجي المخدرات. ودعا الأحمد -وهو عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام- الحكومة السعودية إلى حظر السينما « لأنها من وسائل المنافقين ». وقال الأحمد في فتواه التي نشرت على موقع شبكة نور الإسلام الذي يشرف عليه الشيخ محمد الهبدان إن السينما تعد وسيلة من وسائل المنافقين في تحقيق المشروع التغريبي وإفساد المجتمع وإبعاده عن شريعة الله تعالى. وفي رده على سؤال عما ذكره الأمير الوليد بن طلال من عزمه دعم السينما في السعودية، قال الأحمد ليس بغريب أن يصدر هذا الكلام من الأمير الوليد بن طلال « صاحب القنوات المنحطة التي تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وسعيه المستمر في إهانة المرأة وإذلالها بتعمد إبرازها سافرة متبرجة، وخصوصا إذا كانت من بلاد الحرمين ». والوليد بن طلال هو ابن شقيق ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز والمصنف رقم 13 على لائحة مجلة فوربس الأميركية للأغنياء في العالم. وحث الأحمد على إحالة الوليد وأمثاله كالوليد بن إبراهيم إلى القضاء الشرعي « فخطرهم على المسلمين لا يقل عن خطر مروجي المخدرات ». منع السينما ودعا الأحمد الحكومة السعودية إلى منع السينما وقال إن الواجب على الدولة هو منع السينما « حتى لا يتمكن العلمانيون والليبراليون من تحقيق مشروعهم الإفسادي في بلادنا، كما أفتى بذلك علماؤنا وعلى رأسهم سماحة شيخنا ابن باز رحمه الله (المفتي العام للسعودية الراحل) ». ولم يتسن الوصول إلى الأمير الوليد للحصول على تعليقه على الفتوى، فيما امتنع مازن الحايك المتحدث باسم الإبراهيم عن التعليق. (المصدر: موقع الجزيرة. نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 2 مارس 2009)


 جنرال بريطاني: الديمقراطية ترسّخت بشكل حازم في العراق
 
لندن (رويترز) – قال ضابط كبير في الجيش البريطاني في مقابلة نشرت يوم الاثنين ان القوات البريطانية ستغادر العراق هذا العام والديمقراطية « ترسخت بحزم » والقاعدة احبطت الى حد كبير. وابلغ اللفتنانت جنرال جون كوبر نائب القائد العام للقوات متعددة الجنسيات التي تقودها امريكا في العراق لصحيفة جارديان ان زيادة القوات الامريكية في عام 2007 والانتخابات المحلية التي اجريت هذا العام كانتا حاسمتين في تحسين الاوضاع. واثار الانسحاب المزمع للقوات الغربية قلقا بشأن حدوث فراغ واحتمال العودة الى اعمال العنف بعد ست سنوات من قيادة القوات الامريكية لغزو لاسقاط حكومة صدام حسين. وقال كوبر »جعلنا الديمقراطية تترسخ هناك. « هناك بوضوح طريق طويل يتعين قطعه لتطوير الامور. الانتخابات الاقليمية تثبت ان العراقيين لديهم الاستعداد لذلك. لقد كانت حرة ونزيهة وموثوقا بها وهذا يعكس رغبة في التغيير. » والانتخابات المحلية التي جرت في 31 يناير كانون الثاني كانت اهدأ انتخابات عرفها العراق منذ الغزو مما اثار امالا بان سنوات الصراع الطائفي والتمرد قد تكون وصلت الى نهايتها. وقال الجنرال البريطاني ان التأييد للقاعدة تراجع لان المسلحين استهدفوا الناس الذين زعموا انهم يمثلونهم. واضاف « لقد منيوا بهزائم كبيرة وقلت قدرتهم على العمل واستهداف المدنيين.وقلصت قدرتهم التنظيمية بشكل كبير. » وستبدأ القوات البريطانية المؤلفة من 4100 فرد في الانسحاب من قاعدتها في مدينة البصرة النفطية الجنوبية في 31 مايو ايار. وسيستكمل الانسحاب بحلول 31 يوليو تموز على الرغم من ان 400 جندي احتياطي سيببقون على الارض للمساعدة في تدريب القوات البحرية العراقية. واعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما الاسبوع الماضي انه سيبدأ في انهاء العمليات القتالية الامريكية في العراق في غضون 18 شهرا ولكنه سيترك 50 الف جندي هناك لتوفير الاستقرار. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 2 مارس 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.