الاثنين، 19 مايو 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2918  du 19.05.2008
 archives : www.tunisnews.net  

حــرية و إنـصاف:مضايقات لا تنتهي ضد المواطن محمد عكريش

حــرية و إنـصاف:اعتقال الشاب ياسين الطريقي

حــرية و إنـصاف:مذكراتي ( سليم بوخذير ) ( أيام في المعتقل )حـبـر فـي الـزنـزانـة

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي:أطلقوا سراح السيد نجيب زنايدية الأستاذ المعطل عن العمل من أم العرايس والموقوف بسجن قفصة 

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي:  ارفعوا الحصار والمضايقات على السيد مسعود الرمضاني

الاتحاد المحلي بالرديف :بيان مساندة

جامعــــة بنـــزرت للحزب الديمقراطي التقدمي :توعــــك صحــــي

فرع حركة التجديد بالمنستير:بيان

تصريح الدكتور المرزوقي للقناة فرنسا 24: من الأفضل لهذا لرجل أن يسكت

عبد المجيد الميلي: معاناة طالت … و آن لها أن تنتهي

نادر بن سلامة : الثروة الشخصية لزين العابدين بن على تبلغ 5 مليار دولار

الشيخ راشد الغنوشي: بمناسبة انتخاب النواب الإسلاميين للبرلمان الكويتي الجديد: تهنئة

صحيفة « الطريق الجديد » الأسبوعية العدد 80 بتاريخ 17 ما ي 2008 في الأسواق

مواطنون:لعبة الغمّيضة

مواطنون:بين الرديف وأم العرائس: مات هشام وبقيت الأزمة.

مواطنون:في مؤتمر الجامعة التونسية للمسرح:هل تتغير حال دار لقمان ؟

الصباح الأسبوعي:الإدارة العامّة للدراسات التكنولوجية تصعّد اللهجة وتُهدد بفسخ عقود أساتذة القانون المتعاقدين

الشروق: المشهد السياسي والإعلامي: في مفهوم «الأزمة» وشرعيّة الانتظارات والآفاق المفتوحة

عادل القادري: في منتدى التقدم : حوار تعددي حول الذاكرة الوطنية  (2 )

إيلاف : اقترح تخصيص دولار واحد عن كل برميل نفط بان كي مون يساند دعوة بن علي لتمويل التضامن العربي

الصباح الأسبوعي في انتظار يوم 10 أوت هذا الخميس اجراء قرعة التجديد النصفي لاعضاء مجلس المستشارين

الصباح الأسبوعي:أخبار القضاء

الصباح الأسبوعي:فرنسا تكافىء مهاجرا تونسيّا أنقذ عجوزا معوقة من الاحتراق بـ.. «الطّرد!»

الصباح الأسبوعي: حوار مع: الرئيس المدير العام للبنك التونسي للتضامن

الصباح الأسبوعي:الجريمة في رادس والدموع في باجة

قدس برس:تونس: سابقة في الدوري التونسي لاعبون يرفضون اللعب ضد فريقهم الأصلي

الشاعر:جمال الدين أحمد الفرحاوي:الأرض دونك يا بلادي خراب

أبوجعفرلعويني:الحجّ للغريبة

الشيخ راشد الغنوشي:بين الحسم في بيروت والحسم في غزة

د.منصف المرزوقي:حقوق الإنسان في ظل الفقر ورجوع المجاعة

بحري العرفاوي:في الحوار مع الشباب واستعجال الحصاد

عبدالحميد العدّاسي.: الكتابات النّافعة 2 / 3*

المنجي الفطناسي : لماذا يتهرب البعض من تحمل المسئولية ؟

منصور الشارني : أدب وثقافة الإختلاف

السبيل أونلاين : مختصر التحرير والتنوير في التفسير – الحلقة الثالثة

السبيل أونلاين :الجزء الأخير من شرح الحديث الخامس عشر من كتاب الأربعين النووية

القدس العربي:محاضرات بوش الديمقراطية مرفوضة

القدس العربي : الجزائر تمنع المحجبات من الالتحاق بالشرطة وتعلن حدوث عملية اختطاف كل يوم في2007

رويترز:فرنسا تعلن أنها أجرت محادثات مع حماس

قدس برس:حملة « رسول الله يوحدنا » ترفض الاعتذار الأمريكي عن الإساءة للقرآن الكريم

العرب:دمشق: التحقيق في اغتيال مغنية يكشف تورط شخص على علاقة بوزير عربي

القدس العربي : مصادر: حزب العدالة والتنمية التركي يتوقع أن يتم إغـلاقـه


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19/05/2008 الموافق ل 14 جمادى الأولى 1429

مضايقات لا تنتهي ضد المواطن محمد عكريش

 
تعرض السيد محمد عكريش إلى عديد المضايقات و الاعتداءات المتمثلة في استدعائه إلى مركز شرطة معتمدية منزل عبد الرحمان ببنزرت و إهانته و تهديده و ضربه و شتمه من قبل عون الأمن المدعو عبد الرحمان و رئيس مركز الشرطة السابق المدعو الحبيب الكلاعي ، كما يعمد أعوان المركز المذكور إلى مداهمة منزله و ترهيب عائلته خصوصا و أن زوجته حامل و يمكن أن يخلف لها هذا الاعتداء أضرارا جسيمة و خطيرة عليها و على جنينها. وآخر مضايقة تعرض لها السيد محمد عكريش ، البالغ من العمر تسعة و ثلاثين عاما و المريض بالقلب ، وقعت اليوم الاثنين 19 ماي 2008 حين استدعي من قبل عون الأمن ناصر للحضور بمركز شرطة مدينة منزل عبد الرحمان إلا أنه رفض الاستدعاء الشفوي.  استمرار الأحداث و الاعتداءات بالحوض المنجمي قامت قوات الأمن بالرديف بالاعتداء على المواطنين الذين تجمعوا صباح أمس الأحد 18 ماي 2008 بحومة السوق بالرديف للتباحث حول موضوع المناولة و سماع كلمة ألقاها السيد عدنان الحاجي و قد عمدت قوات ا|لأمن لتفريق المتجمعين بقذفهم بالقنابل المسيلة للدموع و ضربهم بالعصي مما أحدث ضررا للبعض منهم نذكر من بينهم يوسف الطبابي و منصور بن سلطان. كما تم إيقاف الشاب جهاد بن محمد بن علي العياط ( 23 سنة ) و هو طالب يدرس بالسنة الأولى بكلية منوبة بتونس ، كما وقع الاعتداء ليلة السبت 17 ماي 2008 على المواطن أحمد بن خليفة الرحالي ( 23 سنة ) من طرف قوات النظام العام الذين صدموه بسيارتهم و أسقطوه أرضا و أشبعوه ضربا بالعصي و هو يعاني من إصابة في مرفقه و انتفاخ في مستوى فخذه الأيمن ، كما وقع الاعتداء على المواطن ليمام حزاطة ( خباز ) في مركز الشرطة و افتكوا منه نقوده و جواله و لم يطلقوا سراحه إلا على الساعة الخامسة صباحا من يوم الأحد 18 ماي 2008. إنا لله و إنا إليه راجعون تتقدم حرية و إنصاف بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد علي الغيلوفي السجين السياسي السابق و أحد مؤسسي حركة النهضة ، و تتوجه إلى العلي القدير أن يتغمده بعفوه و أن يتقبله بقبول حسن و أن يرزق أهله و ذويه جميل الصبر و السلوان. لتقديم التعازي يرجى الاتصال:  بابنه البكر فوزي: 0021698424120 بهاتف المنزل: 0021675390607 عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النور  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19/05/2008 الموافق ل 14 جمادى الأولى 1429

اعتقال الشاب ياسين الطريقي

 
اختطف رجال يرتدون الزي المدني الشاب ياسين الطريقي من منزل والديه الكائن بنهج انقلترا عدد 7 بتونس على الساعة الحادية عشر من صباح هذا اليوم الاثنين 19/05/2008 مخلفين الرعب وراءهم لدى جميع أفراد العائلة دون أن يذكروا الوجهة التي سيقتادونه إليها. و عندما صرخت والدته طلبوا منها الاتصال بمركز الشرطة العدلية بالمنزه ، و عند الاتصال بالمركز المذكور ذكر رئيس الفرقة بأنه لا علم له بالموضوع و أشار عليهم بالاتصال بمركز الشرطة العدلية بنهج بارتو ، و هناك أشاروا عليهم بالاتصال بمنطقة الأمن بباب البحر، و بعد الاسترشاد اتضح و أنه لا يمكن التثبت من مكان إيقافه و هوية المختطفين الذين تعمدوا اختطافه إلا بالاتصال بمركز الأمن بالقرجاني. و عند الاتصال بمنطقة الأمن الوطني بالقرجاني اتضح أنه غير موجود لديهم و بقيت العائلة على انشغالها و حيرتها لعدم معرفة الجهة التي اختطفته و لا المكان الذي يوجد فيه. و حرية و إنصاف: 1)    تندد بهذه الطريقة التعسفية في اختطاف شبان من منازلهم دون إذن مسبق في ذلك من وكيل الجمهورية و دون إعلام عائلاتهم مثلما هو الشأن بالنسبة لياسين الطريقي حيث بقي أفراد عائلته يترددون من مركز إلى آخر دون أن يصلوا إلى أية نتيجة. 2)    و تطالب بإطلاق سراح الشاب ياسين الطريقي و تتبع المختطفين لعدم احترامهم لقانون الاحتفاظ و الاعتداء على حقوق المواطن. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19/05/2008 الموافق ل 14 جمادى الأولى 1429

وردت علينا الرسالة التالية من القلم الحر سجين الرأي الصحفي سليم بوخذير العضو المؤسس لحرية و إنصاف: مذكراتي ( سليم بوخذير ) ( أيام في المعتقل ) حـبـر فـي الـزنـزانـة  19 مارس 2008

 
.. قبل اعتقالي كنت أعرف أنني سأعتقل ، كنت أعرف أن النظام يعدّ لي هذا المصير إن آجلا أو عاجلا ، كنت أعرف هذا المصير مسبقا منذ سنوات ، أذكر أن الأخت راضية قالتها لي على سبيل الدعابة في منزل محمد عبو بعد الإفراج عنه :  » الدور عليك هذه المرة .. فبن علي لا يفرج على واحد منا حتى يرمي آخر خلف القضبان » ، كنت نوايا النظام المؤجلة و طبعا كنت أعطي من غير حساب لتونس غير عابئ بهذا المصير الذي هو شرف لكل من اختار حب تونس ، كنت نهما في ملء الأوراق بالحبر الشريف من أجل العزيزة تونس و مندفعا اندفاع العاشق في إشباع الفضاءات الحقوقية المحرمة بما قدرني الله عليه من بذل ، مهما كان الثمن ، أكان عرقا أو وقتا أو تضحية بابتسامة طفليَّ أو حتى بدمي إن لزم الأمر ، لم أكن أشعر بآلام العسف و المجزرة المكتملة الملامح ، لكل حقوقي كإنسان و كصحفي التي ارتكبها النظام ( اعتداء يتبعه اعتداء ). و في لحظة أسأل نفسي : هل سينقصر بريق عطائي لو أن النظام قذف بي في غياهب حدائقه السرية كما هو منتظر  » تكريما  » لي على جزيل الخدمات التي قدمتها من أجل إعلام نزيه و كلمة صادقة تنير السبيل إلى الفجر القادم؟ و صبري ….هل سيكون صبري هو نفس صبري بعد الاعتقال؟ إلى أيّ مدى سأصبر على فقدان حقي في  » الحرية  » المقيّدة داخل السجن الكبير بعد وضعي في السجن الصغير، مثلما صبرت على حقوقي السابقة التي سحقتها و محقتها ترسانة القمع و الاضطهاد ؟ كيف سأصبر على فراق الأهل و الأم و الغالية دلندة و نوّارتيّ راشد عبد السلام و كرامة و أنهار النور الملائكي المنهمر منهما انهمارا؟ إلى أيّ مدى سأصبر على فراق رفيقي عبد الرؤوف العيادي و قهوة  » الإكسبريس سارّاي  » معه بين ظلال حلمنا الوارفة بالصباح الجديد؟ هل سأقوى على فراق صوت لطفي حجي و قامة الحيدوري الفارعة في شموخ نفسه المناضلة الصامدة ؟ هل سأصبر على الآمال الجليلة بالنور المقبل إلى تونس التي تنثرها على قلبي بردا و سلاما أصوات نبيلة مثل أم زياد و سهام بن سدرين و عمر المستيري و المنصف المرزوقي و العياشي الهمامي و محمد النوري و مراد النوري و عميدنا علي بن سالم و كمال العبيدي و خليل زاوية و سهير بلحسن و كمال الجندوبي و خميس و فاطمة قسيلة و مصطفى بن جعفر و حمة الهمامي و راضية النصراوي و فتحي الجربي و زياد الدولاتلي و مية الجريبي و محمد الفوراتي و سامية عبو و نجيب الشابي و نجيب حسني و منذر الشارني و المختار الطريفي و عبد الرحمان الهذيلي و جلال الماطري و راشد الغنوشي و باقي الرفاق فرسان الحرية ؟ .. و الآن و بعد أن فارقت كل هذا و كل هؤلاء ، و وجدتني محروما لفترات عديدة من أبسط حقوق الانسان في المعتقل حتى الهواء الكافي ( أصبحت مريضا بالفدة !! ) و أحيانا حق الماء.. الآن و بعد أحمدك يا رب على ما أفضته على نفسي من صبر و صمود .. أحمدك بكرة و أصيلا على ما متعتني به من نصر .. أجل لقد انتصرت .. انتصرت على أحزاني و على عسف سجّاني .. انتصرت على كل كمية القهر الذي سلّطه عليّ نظام جائر ..عشت في المعتقل كل ما لا يليق بحياة آدمية من أوساخ و رطوبة و قذارة و ضيق و منع للتهوئة و نقص الأكسجين .. إلخ ، و قد تحملت و سأتحمل المزيد ، و لن أمنح سجانيّ تونس دمعة واحدة أذرفها على عذاباتي مثلما يحلمون.. أو يسمعوا مني كلمة كفى ..فتونس أغلى و أغلى من أن نعطي سجانيها ركوعا أو خضوعا .. النخل لا .. يموت إلا واقفا يا صاحبي .. و غدا في تونس ألف نخلة ترتفع شاهقة باسقة تطلق قاماتها مديدة في العلا تحدث الزمان عن ملامح الشموخ.. نموت نموت .. و.. يحيا الوطن. حبر في الزنزانة 29 مارس 2008 زارني دون إعلام مسبق في السجن بعد ظهر اليوم السبت 29 مارس 2008 عونان قدما نفسيهما على أنهما من فرقة مقاومة الإجرام بتونس و قد استظهرا لي بإذن من السجون بإخراجي لسماعي، و قالا أنهما حضرا لسماعي بصفتي متضررا بناء على طلب المحكمة في موضوع اعتداء عليّ صحبة الدكتور المنصف المرزوقي و الأخت سامية عبو و سمير بن عمر يوم 7 ديسمبر 2006 أمام سجن الكاف ، أي بعد أكثر من عام !! و قد اشترطت عليهما تمكيني من حق استشارة و حضور محامييّ محضر السماع و حق نقل أقوالي بأمانة بما في ذلك اتهامي للحكومة بالوقوف من الألف إلى الياء وراء الاعتداء طبعا ، مع اشتراطي تمكيني خلال فترة السماع من بطاقة تعريفي المحجوزة لدى الشرطة منذ تاريخ اعتقالي للاستظهار بها تصحيحا لسير الأحداث و تمكينا لي من أبسط حقوقي و هو أن تعود لي بطاقة تعريفي لأثبت من خلالها هويتي. و قد رفض العونان طلبي تسجيل اتهاماتي للحكومة و بشدة لكنهما أبديا الموافقة على تأجيل محضر السماع إلى حين تمكيني من حضور محامييّ معي بشرط تدوين طلباتي بشكل رسمي مع الوعد بتمكيني من حق حضور محامييّ في موعد قالا إنهما سيعلمان به إدارة السجن على حد قولهما. و لذلك أدليت لهما بأقوال دوّناها رقنا على جهاز الحاسوب تخص طلباتي و وقّعت عليها و في ما يلي نصها بالضبط:  » أوافق على الإدلاء بأقوالي في موضوع الاعتداء علينا أنا و الدكتور المنصف المرزوقي و السيدة سامية عبو و الأستاذ سمير بن عمر أمام سجن الكاف يوم 7/12/2006 بالعنف الشديد و السب و البصاق بشرط نقل أقوالي بأمانة و استشارة و حضور محامييّ و تمكيني من بطاقة تعريفي المحجوزة لدى الشرطة تصحيحا لسير إجراءات السماع » انتهى. ملاحظة: رحبت بخيار الإدلاء بالفقرة المذكورة كتابيا و ذلك ليس لثقتي في تحقيق في الموضوع تأخر أكثر من عام ، و إنما لقطع الطريق أمام أي محاولة للحكومة لإيهام الرأي العام الدولي بأن النشطاء لا يبادرون بتتبع المعتدين عليهم و لم يساعدوا القضاء الذي تدعي أنه مستقل في أن ينار سبيله إلى الحقيقة ، حقيقة اعتداءات الحكومة و مليشياتها علينا و فظاعات ما يقترفه نظام بن علي في مجال حقوق الانسان. و من ناحية وافقت  على الإدلاء بتلك الفقرة فقط لمجرد الأمل في أن أحظى بحق لقاء و استشارة محامييّ ». عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام السيد زهير مخلوف  

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr

أطلقوا سراح السيد نجيب زنايدية الأستاذ المعطل عن العمل من أم العرايس والموقوف بسجن قفصة

 19 ماي 2008  

 
يتواصل احتجاز السيد نجيب زنايديّة الأستاذ المعطّل عن العمل رهن الاعتقال بسجن قفصة منذ الإحتجاجات الأخيرة التي جدّت بأم العرايس ، وقد كان ضمن المطالبين بحقوقهم في الشغل والعيش الكريم. واللجنة الجهوية لمساندة أهالي الحوض المنجمي إذ تقف إلى جانب التحركات الشعبية بمنطقة الحوض المنجمي وتذكر بمشروعية تلك التحركات وبحق المحتجين في التعبير عن مطالبهم وفي النضال من أجل حقوقهم فإنها تدين بشدّة حملات القمع الوحشي المتنوعة وخاصة ايقاف السيد نجيب زنايدية وتعبر عن مساندتها له وتطالب السلط بإخلاء سبيله فورا وحفظ ملف القضية نهائيا والإقلاع عن الأساليب القمعية والزجرية. اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr   اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr    

ارفعوا الحصار والمضايقات على السيد مسعود الرمضاني  19 ماي 2008

 

 
تواصل قوات البوليس ضرب حصار على السيد مسعود الرمضاني رئيس فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي وتقوم بمتابعة لصيقة لجميع تنقلاته وتحركاته كما عمدت إلى استقدام رافعة لاستكشاف مقر منزله والإعتداء بذلك على حرمة بيته وعائلته وترويعها. كما وقع منعه من مغادرة مدينة القيروان يوم 10 ماي 2008 رفقة السيد الناصر العجيلي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بالقيروان وحرمانه من المشاركة في التظاهرة التي انعقدت بقصيبة المديوني من طرف اربعة فروع للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. تعبر اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي عن مساندتها للسيد مسعود الرمضاني وتندد بكلّ تلك الإعتداءات والإنتهاكات وتطالب بوضع حدّ لكلّ المضايقات المسلطة عليه وعلى نشاطاته وعلى عائلته.   اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr  

                                                                  الاتحاد المحلي بالرديف                                                      بيان مساندة  
 
نحن النقابات الأساسية المجتمعة اليوم الخميس 08/05/2008 بدار الاتحاد المحلي للشغل بالرديف و على اثر التطورات الأخيرة المتمثلة في الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الشهيد هشام بن سعد بنجدو دفاعا عن حقه في الشغل وذلك بعمد إرجاع التيار الكهربائي للضغط العالي بأمر من معتمد الرديف ومدير إقليم الحرس الوطني بالمتلوي  اثر اعتصامه مع مجموعة من العاطلين بمنطقة تبديت موطنه ومقر إقامته يوم الثلاثاء 06/05/2008 على الساعة التاسعة والربع صباحا. وعلى اثر ذلك تعرضت بلدة الرديف إلى انتهاكات همجية بتعلة العصيان لتغطية الجريمة  تمثلت في اقتحامات المنازل واستباحة الحرمات وخلع المحلات التجارية ونهبها ليلا من طرف قوات التدخل واستعمال مفرط للقوة والغازات السامة . وبناء عليه نعلن مساندتنا المطلقة لجميع المطالب الواردة بلائحة مواطني الرديف الصادرة بتاريخ 08/05/2008 وأهمها 1- محاسبة كل ذي سلطة حضر على عين المكان وكان سببا مباشرا في حدوث الجريمة وفتح تحقيق جدي ونزيه في الغرض. 2- إخلاء البلدة نهائيا وفورا من كل مظاهر العسكرة وقوات التدخل المتسبب الرئيسي في الاحتقان والتوتر الحاصل بالبلدة . 3- مقاطعة معتمد الرديف باعتباره الممثل الأعلى للسلطة في البلدة والمتسبب الأول في حدوث الجريمة وتفاقم الوضع فيها.     وندعو ونناشد كل مواطني الرديف إلى مزيد التوحد ورص الصفوف ونبذ كل ما يشق صفوفهم. عاشت نضالات أبناء الرديف عاش الاتحاد حرا مستقلا مناضلا   عن النقابة الاساسية للتعليم الثانوي الحسين مبروكي عن النقابة الاساسية للتاطير والإرشاد التربوي زين العابدين بوعوني الكاتب العام لنقابة الصحة بالرديف الطاهر خليفي نقابة المتقاعدين بالرديف الرديف في 08/05/2008

جامعــــة بنـــزرت للحزب الديمقراطي التقدمي  توعــــك صحــــي

 

 
تعرض السيد حسّان الصفاقسي عضو جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي لوعكة صحية مفاجئة دخل على إثرها المصحة وذلك يوم السبت 17 ماي 2008 . وقد تجاوزها بسلام والحمد لله. وأعضاء الجامعة إذ يهنّئون السيد الصفاقسي على سلامته، يعبّرون عن انشغالهم بصحته ومتابعتهم لها ويطلبون من الله أن يشفيه نهائيا ويغادر المصحة في أقرب الآجال. للاطمئنان عليه الاتصال به على الرقم: 97841314 هيـــــأة الجــــامعة


بيان  
 
على اثر ما تعرضت له عاملات مصنع TEXTU بطلبة والسيّد رشيد الشملي عضو هيئة فرع حركة التجديد بالمنستير وعضو هيئة فرع الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان والناشط النقابي والأستاذ الجامعي من اعتداء بدني ولفظي من قبل قوات الأمن أمام مقرّ الولاية بالمنستير وبأمر من كبار مسؤولي الأمن بالجهة وإشرافهم. (رئيس منطقة الشرطة وأخر برتبة نقيب) صبيحة يوم الخميس 15 ماي 2008 حين كانت العاملات محتجّات على طردهنّ من المؤسّسة وغلقها بدل احترام الاتّفاقيات الممضاة في الغرض التي أبرمت بإشراف السلطة الجهويّة وقد كان الأستاذ رشيد الشملي يغطّي الحدث إعلاميّا بوصفه مراسل جريدة « الطريق الجديد » يعبّر فرع الحركة بالجهة عن: 1-  استنكاره هذه الممارسات القمعيّة وتنديده بمقترفيها لتناقضها مع أبسط حقوق المواطنة. 2-  عن مطالبة السلطة ب: v   التتبّع القانوني للمعتدين مهما كانت صفاتهم. v   التوقّف عن الحلول الأمنيّة في التعامل مع مطالب المجتمع والمشاكل الاجتماعيّة والبحث عن الحلول الجدّيّة والحقيقيّة واحترام حرمات الناس وحقوقهم. v   الكفّ عن مضايقة نشطاء المجتمع المدني.   فرع حركة التجديد بالمنستير  


 

من الأفضل لهذا لرجل أن يسكت تصريح الدكتور المرزوقي للقناة فرنسا 24

 
للتعليق على الانتخابات الكويتية الأخيرة ، استضافت القناة التلفزية فرنسا 24 (قسم الانجليزية ) في برنامج حواري الدكتور منصف المرزوقي الذي قال أن هذه الانتخابات من وجهة نظر تونسي أو ليبي أو سوري أو حتى مصري تبدو متقدمة جدا على المهازل التي تعرفها هذه البلدان . لكن الحملة الانتخابية والحرية النسبية وشفافية الفرز لا يجب أن تحجب عنا أننا أمام البرلمان الثاني عشر من نوعه منذ 1963 ، أن السلطة تحل دوما البرمان الذي يوق لها ، وفي كل الحالات فإن الانتخابات الديمقراطية الحقيقية إما تعين رئيس دولة في النظام الجمهوري أو وزير أول مسؤول ية ديمقراطة ، ن هذه الانتخابات لا تفرز إلا برلمانا بسلطات محدودة. كما قال المرزوقي أن انعدام التمثيل النسائي والحال أن النساء نصف المجتمع يدل على لاديمقراطية المجتمع نفسه . وقال أن انتخابات لا تشمل إلا 300.000 مواطن وتستثني جل السكان ولا مكان فيها للمرأة والأجنبي تذكر بالديمقراطية في عصر أثينا أي أننا أمام ديمقراطية بدائية ما زال أمامها شوط كبير قبل أن يمكن وصفها بالديقراطية العصرية. وردا عن سؤال حول انتصار السلفيين بصفة خاصة والإسلاميين بصفة عامة قال المرزوقي أن الانتخابات الكويتية تعكس مزاج الشارع العربي والإسلامي وأنه من المتوقع أن تفوز هذه القوى في أي انتخابات نزيهة في أي بلد عربي إسلامي وأكد على أنه لا خيار أمام الديمقراطيين الحقيقيين غير قبول هذا التحدي وإلا كان الخيار الآخر البقاء إلى الأبد تحت الاستبداد. وردا على سؤال حول تصريحات بوش الأخيرة وحثه الأنظمة العربية على الدمقرطة قال المرزوقي أنه على هذا الرجل أن يصمت وكفى ما أحدثه من ضرر بفكرة وصورة الديمقراطية في قلوب وعقول العرب فهو يدفع بسياسته الخرقاء لتقدم وانتصار السلفية لا الديمقراطية وأكد أن الديمقراطيين العرب سيواجهون بصعوبات جامة لفصل فكرة الديمقراطية عن السياسة الأمريكية التي يأمل أن تتغير بعد رحيل بوش وتولي إدارة امريكية رشيد

(المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 19 ماي   2008)


معاناة طالت … و آن لها أن تنتهي

 

 
علي قارب الأربعين، كان تلميذا سنة91 لما جاءت الشرطة لاعتقاله. تمكن من الفرار ثم غادر إلى ليبيا حيث قضى هناك خمس سنوات مرّها أكثر من حلوها ثم استحال بقاؤه هناك لأسباب أمنية فغادر بأوراق مزيفة إلى دولة افريقية و منها إلى فرنسا حيث حصل على إقامة و عمل. توفي والده بعد خروجه مع أنه لم يكن متقدما في السن و مع ذالك تبخرت أحلامه في أن يمنح أباه تقاعدا كريما بعد عمر من الكدح. لم يرى أمه و لا أحدا من أهله منذ خروجه من تونس. وجد صعوبة في الزواج لأنه لم يعثر على فتات أحلامه، يقول بأن ثقافة و طباع فتيات فرنسا تخيفه. يحلم بالعودة إلى وطنه حيث تعده أمه بالعروس. تقدم بطلب لتسوية وضعيته والحصول على جواز سفر…و هاهو ينتظر.   صالح في النصف الثاني من عقده السادس، ألمت به الأمراض فأعاقته… احتسب لله أمره. ولكن فكرة الموت في المنفى تأرقه، صرح للعون الذي تلقى طلبه في تسوية وضعه والعودة إلى وطنه أنه « يريد أن يموت في بلده » فقالو له انتظر…وهاهو منذ سنوات ينتظر.   محمد وهن منه العظم و اشتعل رأسه شيبا. غادر تونس سنة 81 إلى الجزائر و منها إلى فرنسا. كلّما حدثته عن تونس ترتعد مفاصله و يرى مشهد البوليس يحاصره طرد من ذهنه فكرة العودة إلى تونس بعد أن فقد والديه. أقنعه أصدقائه بأن الذين يشتغلون بالأمن اليوم لم يولدوا أيام خروجه أن ملفه طوي من زمان وأن بإمكانه أن يعود لوطنه عودة كريمة تحرك فيه الحنين مختلط بريبة و مع ذالك أخذ أمره بجد و تقدم للجهات الرسمية لتسوية وضعيته الإدارية و الحصول على جوازه محدثا نفسه بعطلة في مرتع صباه وهو كذالك اليوم ينتظر.   فداء صبي في الثامنة من عمره تقدم لتجديد جوازه المنتهية صلاحيته. ولأن والده لاجئ سياسي قالوا له انتظر وهاهو منذ أربعة أشهر ينتظر. وكلما ألحت أمه في الطلب قالوا أن سلطات أمن الدولة منكبّة على دراسة ملفه فأنتظر. وهو اليوم لا يعلم ان كان سيحصل على جوازه و هل سيذهب في عطلة الصيف إلى جدته و هل سيحضر عرس خالته !!   نبيل مقيم بايطاليا منذ خروجه من تونس بعد فترت سجن قضاها. لم يعد إلى تونس منذ غادرها. تقدم بطلب لتجديد جوازه فقالو له انتظر. وهاهو منذ أشهر ينتظر. هو اليوم يحتاج جوازه لتجديد أقامته في ايطاليا ولكنهم قالو انتظر.   فاطمة التحقت بزوجها الذي هاجر منذ سنة 81 و لأسباب شخصية لم تعد إلى تونس منذ سنة 90 ذهبت لتجديد جوازها وهاهي منذ سنوات تنتظر.   أنور تاجر ميسور يشتغل في التجارة الدولية، عودته إلى بلاده تمكنه تطوير عمله ومن توفير فرص عمل هناك و لكن الطريقة التي تتعاطى بها الإدارة مع الملفات المعروضة عليها جعلته يفضل الانتظار.   فتحي ألمت به الأمراض الجسمية و النفسية و لم يقدر على تحمل ظروف الغربة ترك ورائه عائلته و بيته و شغله يعيش على أمل العودة ولكنه لا يثق بالأمن فكلما حدثته عن تونس تحضره مشاهد السجن و التعذيب و تنقبض نفسه، و لكنه مع ذالك يريد العودة و هو كذالك ينتظر.   معظم الأسماء هنا مستعارة، لأنه ليس المقصود هذه الحالات بذاتها بل أوردناها كعينة عن واقع تجاوز الحصر واقع تونسيين في المنفى القصري موزعين على قارات الأرض الخمس ينتظرون حقهم في العودة الى وطنهم و احتضان من تبقى لهم من أهلهم و مسح الدموع عن أمهاتهم.   هؤلاء الواقفين على باب الوطن هُجِّروا على خلفية ما حصل من محاكمات سياسية سنة 81 ثم 87 ثم أوائل التسعينات. و منذ ذالك الحين و حقائبهم مربوطة في انتظار العودة. تأرجحت قلوبهم بين اليأس و الأمل و هم يُتابعون ما يحصل في وطنهم و لكنهم لم يفقدوا يوما العزم عن المطالبة بحقهم في العودة.   مأساتهم نسيها الجميع في تونس و لم تعد تذكرها إلا أمهاتهم. لا تجدها على أجندة أحد من الأحزاب و المنظمات الوطنية. بما في ذالك المدافعة عن حقوق الإنسان. مع أنها قضية وطنية من الدرجة الأولى و ذالك لأنها تمس دائرة واسعة من التونسيين ثم لأنها تمس حقا فطريا ضمنه دستور البلاد و قوانينها ألا وهو حق التنقل و السفر داخل البلاد و خارجها و حق اختيار مقر السكنى.   قد يكون لهذه المنظمات ما يغنيها عن طرح هذه القضية و لكن ليس للمنفيين ما يغنيهم عن أرضهم و وطنهم و عائلاتهم. هؤلاء المنفيين كانوا من عامة التونسيين، منهم التلميذ و الطالب و الأستاذ و الموظف و العامل و الجامعي…. لم يرتكبوا جرما، انتموا أو تعاطفوا مع تيار سياسي أفرزه المجتمع و تعاطت معه الدولة و استقبلت و تفاوضت مع قيادته و ممثليه. فعلوا ذالك رغبة في خدمة وطنهم و في خدمة مثل عليا آمنوا بها. ولم يكن يدور بخلد أحدهم أن وضعهم سيؤول إلى ما آل إليه.   فمَن من شباب تونس من لم يؤمن بمثل أعلى و من لم يحدث نفسه بخدمة وطنه بما يراه صالحا. فلماذا يدفع هؤلاء هذا الثمن و لا يلتفت إليهم أحد و قد جاوزت معاناة بعضهم ربع القرن.   في بلاد عديدة عالجت الدولة مثل هذه الملفات بما يعين المجتمع على طي صفحة الماضي و تضميد ما حصل خلاله من جراحات و هضم مراحل صعبة من تاريخها الحديث. رأينا ذالك في المغرب حيث أفرغت السجون و فتحت أبواب العودة للمغربيّين و فتحت و سائل الإعلام للضحايا لإفراغ ما اختزن في قلوبهم طيلة تلك السنوات الصعبة من تاريخ المغرب و ظهر بذالك أدب السجون. ولم يكن ذلك انتصارا لطرف ضدّ طرف و إنما انتصارا للمجتمع المغربي و لنظامه السياسي الذي أثبت حالة متقدّمة من النضج و استيعاب تاريخه دون إنكار أو مواربة. حدث ذلك في الجزائر حيث كان الجرم أعمق و المأساة أكبر و لكن الدولة فهمت سريعا أن دورها أن تكون حكما لا طرفا و أنه لا مصلحة في الإصرار على منطق المواجهة و تحميل المسؤوليّات لهذا أو ذاك. وأن الحل في فتح باب التصالح و العفو و التجاوز. في ليبيا اعترفت الدولة بحصول تجاوزات تحت شمّاعة الثورة و قبلت أن تعوض الضحايا. هذا عند أجوارنا الأقرب فلماذا تصرّ تونس على أنه لا وجود عندها لمساجين سياسيين و هم يقبعون في السجون منذ ما يزيد عن 17 سنة فضلا عن المنفيّين الذين قاربت معاناتهم الثلاثون عاما. و هل تستطيع السلطة اليوم في تونس و المدافعين عنها أن يقنعوا الرأي العام في تونس و خارجها أن ما حدث سنة 81 ثم 87 ثم 91 و 92 مبرر أخلاقيا و فكريا و سياسيا و أن كل ذلك حدث ضمن احترام الدستور و القانون و أنه اقتضته مصلحة البلاد و أنه دفعها نحو مزيد من الحرية و التقدم و العدالة !!! و أن الذين يدفعون الثمن اليوم في السجون و في المنافي و المضيّق عليهم في حريّتهم و قوتهم من المسرّحين كلهم عناصر خبيثة متآمرة على البلاد و العباد. هكذا خطاب لا يمكن يدافع عنه إلا نظام ستالني كنظام كوريا الشمالية و أن شعبنا التونسي بمستواه التعليمي و بانفتاحه على العالم لا يمكن أن يقبل هذا المنطق الاطلاقي و هو يدرك أن هكذا قضايا عبر التاريخ لم يكن فيها الحق في جانب واحد و هو اليوم قطعا لا يشاطر المدافعون عن السلطة رأيهم في هذا الموضوع. فلماذا لا تسير السلطة اليوم في تونس في اتجاه ما سار إليه أجوارها و ما يراه رأيها العام من ضرورة إنهاء هذه المعاناة ! منذ عشر سنوات صرّح رئيس الدولة من خلال التلفزة الوطنيّة أنّ جواز السفر حق لكل مواطن و أنه ليس للإدارة أن تمنعه هذا الحق لأي سبب كان. منذ عشر سنوات كذلك أكد رئيس الدولة لأحد زائريه أنه لا يرى مانعا من تسوية وضعيّات الذين حوكموا في ملفات مطلع التسعينات. و طلب منه أن ينقل عنه ذلك. ثم أكد رئيس الدولة في مناسبات عديدة أن تونس لكل التونسيين، و إذا تحدّثت إلى من يدورون في فلك السلطة و أجهزتها الأمنيّة و الإدارية يؤكّدون لك أن الدولة و رئيسها راغبون في طيّ الصفحة الأليمة و تمكين ضحاياها من استعادة حقوقهم. ثم إذا نضرت إلى الواقع تفاجئ بهذا الشرخ الرّهيب بين الخطاب و الممارسة. فعشر سنوات بعد إعلان الرئيس لا تزال أعداد رهيبة تنتظر جواز السفر… ولم يلق المطالبون بتسوية وضعيّتهم أي ردّ رغم رسائلهم و مطالبهم المتعدّدة. فهل اختارت الدولة أن تبيع هؤلاء الوَهمَ عوض أن تختار جدّيا إنهاء معاناتهم ؟ أم أنها وصيّة مكيافيل حين أوصى الأمير بالعجلة إذا أراد القسوة و أن لا يطيل الحديث عن ذلك أمّا إن أراد فعلا محمودا فعليه التمهل فيه و إنجازه على أقساط عديدة و على مرحلة طويلة و خاصة أن يكثر الحديث عنه ليستقرّ ذلك في الأذهان… أم أنّ الأمر أعقد من ذلك و أن هناك صراعا و تدافعا داخل أجهزة الدولة حول هذا الملف ؟   المتأمل في طريق تعاطي السلطة مع هذا الملف يلحظ أن بعض الوضعيّات التي وجدت من يتبناها و يدافع عنها و يعرضها فوق مكتب الرئيس وجدت حلا بسرعة مذهلة. في حين أن الملفّات التي قدّمت عن طريق الإدارة لا يزال أصحابها ينتظرون. لقد أكّد عون إداري يعمل في إحدى القنصليات في أروبا أن قنصلا كان يطلب تجميد ملفات لاجئين يطالبون بتسوية أوضاعهم و لا يرسلها إلى تونس. فهل يعني هذا أنه على التونسيين أن يفقدوا ثقتهم بالدولة و الإدارة و أنه على كل صاحب حق أن يجد « بصطون » يعرض من خلاله ملفه على مكتب رئيس الدولة !!! ينسى هؤلاء الذين يتلاعبون بهذا الملف أنهم يتلاعبون بمعاناة عائلات و بدموع أمهات و بأوضاع مرضى و معذَّبين. لذا نطالب رئيس الدولة باتخاذ إجراء واضح وشامل لإنهاء هذه المعاناة و لطيّ هذا الملف و لتمكين هؤلاء التونسيين من العودة إلى وطنهم تــونس.   عبد المجيد الميلي فرنسا  


الثروة الشخصية لزين العابدين بن على تبلغ 5 مليار دولار

 

 
نشرت مجلة فوربس المتخصصة في تقيم الثروات في يوم 5 ماى 2008  تقريرا عن ثروات الملوك و الديكتاتورين، و منهم العرب، و ظهر أن دكتاتور تونس أفقرهم، حيث تقدر ثروته ب 5 مليار دولار.  إقرأ المقالين هنا (http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=105256 )  و هنا (http://www.arabtimes.com/portal/news_display.cfm?Action=&Preview=No&nid=988) . بعيدا عن التهويل و المبالغة التى تميز التوانسة في تقيم حجم النهب الذي تتعرض له ثروات البلاد على يد بن على و أزلامه، فإن رقم 5 مليار رقم جد معقول.  و يمكن تقدير الثروة المنهوبة من الدكتاتور و أبناءه ب 10 مليار دولار عدا الأموال المنهوبة من عائلة الطرابلسي و غيرها، أي تقريبا ميزانية الدولة التونسية. هذا الخبر محزن و مفرح في نفس الوقت.  محزن لأنه في ظل إستقالة   المواطن التونسي عن واجباته كمواطن و منها محاسبة حكامه و عمله بمقولة  » فك عليا  » يمكن أن نتوقع هذا النهب و أكثر من هذا. مفرح لأنه في عالم اليوم، لا يستطيع اى سارق 10 مليار دولار أن يخفي هذه المبالغ بسهولة، حيث ولى عصر الحساب البنكي السري في سويسرا و الجنات المالية.  سويسرا نفسها تعهدت و قامت بإرجاع الأموال المنهوبة من بعض الدول الإفريقية و أموال صدام حسين المنهوبة من العراق رغم إخفائها تحت تقنيات مالية معقدة. و مفرح لأنه في حالة إسقاط الدكتاتور و إسترجاع هذه الأموال ستكون زخة أوكسجين للحكومة التونسية الجديدة لضخ هذه الأموال في القطاعات المتضررة من 21 عام من دكتاتورية بن على مثل التعليم و الصحة و الإستثمار الداخلي. إن هذه المعلومة  (5 مليار دولار منهوبة من زين العابدين بن علي على مدى 21 سنة، علما أن ميزانية الجرايات لرئاسة الجمهورية سنة 2008 لا تتجاوز 34 مليون دينار تونسي)  تحتم على كل تونسي وطني في موقع قريب من المعلومات عن هذه المبالغ,، سواء كان في القصر الرئاسي أو البنك المركزي التونسي أو غيرها من البنوك العالمية التي تشغل تونسيين أو موظفين من أصل تونسي  أن يساهم بتجميع كل المعلومات لتسهيل مصادرة هذه الأموال قصد إرجاعها إلى تونس. إن تقيم كافة الأموال المنهوبة على مدى 21 عام من الدكتاتورية من طرف جميع الذين إنتفعوا و إستغلوا موافعهم سواء مازالوا في دائرة الحكم أو تم الغضب عليهم، أمر ملح و عاجل.  هذا إقتراح مني لكافة الوطنين الذين يريدون الإقتصاص من المجرمين. نادر بن سلامة naderbenslama@gmail.com  


تهنئة  
 
من أعماق القلب نهنئ الديمقراطية الكويتية في عرسها الموفق، ونهنئ الفائزين من كل الاتجاهات وخصوصا الاتجاهات الاسلامية التي كانت الفائز الاكبر، إذ رفعت أرصدتها الجملية بالقياس الى الانتخابات السابقة، وهذا هو الذي يهمناأكثر نحن الاسلاميين، بعد استمرار العملية الديمقراطية. أما كون تقدم هذا الفريق منا على أخيه في دورة سابقة وتقدم غيره في هذه الدورة فمسالة ثانوية ما دام الجميع حريصين على رفع راية القرآن والسنة ذابين عن حرمات الدين والامة . الف مبروك لكل الفازين وخصوصا اخواننا الفاعلين في كل المعسكرات، يتقدمهم اخواننا السلف الشيخ راشد الغنوشي


 
 

صحيفة « الطريق الجديد » الأسبوعية في الأسواق

 
تقرؤون في العدد 80 بتاريخ 17 ما ي 2008 في « الطريق الجديد »: –         الحوض المنجمي… الأزمة متواصلة –         ستون عاما بعد النكبة… ستون عاما من الصمود –         استجوابات للهيئة الشرعية لجمعية القضاة –         صحافيو الإذاعة والتلفزة يطالبون بتسوية الوضعية –         فرقة الراب: « نحن نغني لآلام الشباب » –         أعوان الأمن يعتدون على مراسل « الطريق الجديد » –         أمريكا: السباق الديمقراطي يستعر –         بعد وفاة الشاب التونسي المهاجر: شهود عيان يتهمون البوليس الفرنسي –         Dialogue avec les jeunes : Quelle crédibilité ? –         Mai 68 et nous autres, gens du Sud –         La revue IBLA fête ses 70 ans –         Crise à l’Espérance de Tunis : Quelle est la marge d’autonomie des associations sportives ? –         Etre jeune aujourd’hui : un immense problème


 
 

جامعة: هل هو الموعد الأنسب لطرح هذا المشكل؟ الإدارة العامّة للدراسات التكنولوجية تصعّد اللهجة وتُهدد بفسخ عقود أساتذة القانون المتعاقدين

 

 
تونس – الاسبوعي: علمت «الاسبوعي» أن الادارة العامة للدراسات التكنولوجية قد شددت في الآونة الاخيرة مطالبتها للأساتذة المتعاقدين وكذلك التكنولوجيين ممن يشغلون مهنة المحاماة بالتخلي عن تعاطي المحاماة في حالة الرغبة في مواصلة مباشرة التدريس لمادة القانون بفروعها المختلفة وذلك بتقديم وثيقة تثبت عدم مواصلة ممارسة مهنة المحاماة في مدة لا تتجاوز الاسبوعين.. وقد هددت الادارة العامة للدراسات التكنولوجية بفسخ العقود المبرمة بينها وبين الاساتذة المعنيين وهم كثر على اعتبار التكوين الشامل الذي تسعى أن تُخْضِعَ اليه خريج المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية التي صارت تتواجد في شمال البلاد وجنوبها، شرقها وغربها. كما هددت الادارة بأن يكون لفسخ العقود أثر رجعي  على مضمون العقد المبرم سابقا. 2006 – 2007  وستعتبر الاجور التي حصل عليها أساتذة القانون غير مستحقة لأنهم – في رأيها – يجب أن يعاملوا بصفة أساتذة عرضيين لا أساتذة متعاقدين ناهيك وأن راتب الأول يظل أقل بكثير من راتب الثاني لأنه يؤجر بحسب ساعات العمل الفعلي.   امتعاض وتململ وفي مقابل هذه الاجراءات المنتظر أن يكون لها عديد الانعكاسات والتأثيرات السلبية عبّر عدد من الأساتذة المعنيين عن إمتعاضهم  الشديد لما أتته  الادارة العامة للدراسات التكنولوجية التي اختارت أسوأ توقيت من السنة الدراسية لتطرح فيه هذه المسألة وتشغل بال المدرّسين بإعتبار تزامن هذا الاجراء مع الامتحانات النهائية للسنة الجامعية الحالية، ولا يستبعد البعض إمكانية أن يتخلى بعض المحامين ورجال القانون ممن يباشرون التدريس  عن مباشرة عملهم  بالمعاهد العليا للدراسات التكنولوجية مما من شأنه أن يعطّل عملية استكمال  سير الدروس وصياغة الاختبارات وتولي إصلاحها.. وبالتالي فقد اعتبر غالبية المدرسين أن الاجراء طغت عليه الصبغة العشوائية ولم تراع فيه الادارة مصلحة الطلبة. فضلا عن كون عملية الحصول على وثيقة السهو تتطلب بعض الوقت وترجع بالنظر الى مجالس الفروع الجهوية للمحامين.   اللجوء الى القضاء.. وارد ومن جهة اخرى وعلى الرغم من استغراب أساتذة القانون من طريقة تعامل إدارة الاشراف مع العقد المبرم بين الطرفين فقد أكد البعض من المدرسين عدم شرعية رجعية فسخ العقود لأن القاعدة تقول إن «العقد شريعة المتعاقدين» وأنه لا يحق للإدارة أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تغيير صيغة العقد دون موافقة  صريحة من الطرف الآخر (الاستاذ)  كما أن عملية فسخ العقد تقتضي بدورها سلسلة من الاجراءات القانونية.. وعليه لم يخف بعض الاساتذة إمكانية اللجوء الى القضاء أو المحكمة الادارية للحفاظ على مصالحهم وحقوقهم.. سيما وأنه وعلى الرغم من عدم قانونية الجمع بين وظيفتين فإن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ظلت وعلى امتداد سنوات عديدة وكذلك منذ الشروع في بعث المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية وبسبب النقص في إطار التدريس تتغاضى عن مخالفة قانون الوظيفة العمومية وتستنجد بعديد المحامين ورجال القضاء لمباشرة مهنة تدريس القانون وقد أثبتت التجربة جدواها ونجاعتها  باعتبار جمع هؤلاء المدرسين بين البعدين النظري والتطبيقي مما انعكس ايجابا على الطالب الذي اكتسب ضرورة معرفة نظرية وأخرى عملية وتطبيقية أفاده بها ممارس تلك المهنة..   وعموما  تبقى هذه الاشكالية معرضة لان تطفو اكثر على سطح رحاب موفى السنة الجامعية الجارية والقادمة لكن يبقى الأمل في أن تُتَنَاوَلَ المسألة بأكثر موضوعية وأن تراعى فيها مصلحة الطالب أولا وقبل كل شيء فضلا عن الالتزام بإحترام القانون..   هارون   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي (تونس) بتاريخ 19 ماي  2008)


المشهد السياسي والإعلامي: في مفهوم «الأزمة» وشرعيّة الانتظارات والآفاق المفتوحة

 

* خالد الحدّاد
* تونس ـ «الشروق» : يعيش المشهدان الإعلامي والسياسي هذه الأيام جدلا أشار بعض المتابعين إلى أن به بعض الميزات الخصوصية ويدفع إلى حراك مطلوب تحتاجه البلاد بظرفيتها الراهنة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والتي بها الكثير من التحديات والرهانات. ووسط هذا الحراك وفي خضم هذه الحركيّة يبقى التساؤل مشروعا حول مدى قبول مختلف الفاعلين في الحقلين الإعلامي والسياسي الرأي الآخر ووجهات النظر المقابلة، ربّما ذلك ما قد يفتح آفاقا لانتظارات أكثر تفاؤلا. وبنظرة إلى مختلف ما صدر وما كُتب وما تمّ التصريح به مؤخرا علنا وفي الكواليس والجلسات «الخاصة» والحلقات الضيّقة، مازال هناك ما يُمكن تسميته بـ»حرب المواقع» أو النزعة إلى «التخوين» ورفض الآخر والعناد حيال مواقف شخصية وضيّقة غير منزّهة هي أصلا عن النقد أو التقييم. * حاجات يحتاج المشهدان الإعلامي والسياسي إلى فلسفة أخرى تدفع حقا روح الجدل والاختلاف نحو الأفضل، فالاختلاف هو أساس تلك الحركة وكل ذلك النشاط لأن بانعدامه يغيب «دينامو» التنشيط ويتمّ إقصاء التفاؤل المشروع ويدفع أكثر ما يدفع إلى ترديد ما اصطلح البعض على تسميته بـ «الأزمة المستفحلة». هناك من المسائل ما يحتاج إلى رؤية متبصّرة ورصينة تأخذ بعين الاعتبار مناهج علميّة ودقيقة في تشخيص الواقع واستشراف المستقبل، من الخطإ أن يتم تجاهل مكاسب وتغيّرات ما تزال تتراكم من يوم إلى آخر. المشهدان السياسي والإعلامي اليوم ليس هما على الوضعية التي كانا عليها قبل أشهر. هناك تقدّم، هناك اليوم «أصوات معارضة» وهناك رؤى متباينة تصل أصداها الجميع. الأكشاك والمكتبات تعجّ اليوم وفي لحظة لم تعرف البلاد مثيلا لها بعناوين صحفية عديدة منها على وجه الخصوص أكثر من 7 عناوين معارضة. وهناك وسائل إعلامية مسموعة ومرئية تدلو بدلوها في تنشيط المشهد الإعلامي وكذلك المشهد السياسي. وهناك إلى جانب ذلك زخم من الأنشطة السياسية والحزبية سواء في مقرّات الحزب الحاكم عبر لجان التفكير والتقييم أو في مقرّات وفضاءات أحزاب المعارضة. ثمّة تحوّل ملحوظ في أداء المعارضة في اتجاه التعويل على النخب والمثقفين ووجدت أسماء عديدة من أمثال المنصف ونّاس والحبيب الجنحاني ومحمود الذوادي وخالد عبيد وعبد الجليل التميمي وأحمد ونّيس وسالم لبيض مواطئ قدم لها لإثراء أداء هذه الأحزاب التي نُعتت لفترات طويلة بالركود والخمول والانكفاء على الذات والسلبيّة في التعاطي مع شواغل البلاد. * خطاب خاص وعلى مستوى الخطاب الرسمي، وخاصة الرئاسي منه هناك ما يدفع الى «التفاؤل» ويُلغي مقولة «الأزمة»، الإرادة الرئاسية ما تزال تحرص على ثوابت مشهد سياسي تعدّدي وديمقراطي طرفاه حزب حاكم قوي ومعارضة قويّة، ونفس الخطاب يتفاعل مع حاجة البلاد اليوم الى إعلام متطوّر وجريء يلامس شواغل المواطنين ويخدم مثلما جاء ذلك في الجلسة الوزارية التي أشرف عليها رئيس الدولة نهاية الأسبوع الفارط، التنمية وتحسين صورة تونس في الخارج. هذه بشائر تصبّ وتدفع إلى التفاؤل وتُعزّز الثقة في المستقبل، بقي أن وسائل الإعلام والصحافيين الذين على ذمتهم هكيل نقابيّ مستقلّ لأول مرّة في تاريخ البلاد مُطالبون بأن يتفاعلوا مع تغيّرات الواقع السياسي والاعلامي في البلاد بعيدا عن خطاب «التأزيم» و «المغالاة» وبحنكة واقتدار تقتنص فرص التواصل مع مختلف أطراف المجتمع من سلطة اشراف وأحزاب ومنظمات وقوى اقتصادية واجتماعية لإثراء تجاربهم الإعلامية والارتقاء بها إلى مستوى الرهانات المطروحة، وعلى هذا المجتمع في المقابل وعلى مختلف تلويناته ومكوّناته أن يمنح هذا «الإعلام» مكانته الاعتبارية والقيميّة ويمكنّه من آليات وأساليب العمل الجريء والمسؤول، فكلّهم -دون استثناء- وطنيون يتطلّعون الى خدمة بلدهم والمساهمة في تطوير مختلف مجالات التنمية به والارتقاء بصورته خارجيا الى مراتب أعلى تمكّن من مزيد تعزيز مكانة البلاد إقليميا ودوليّا. ليتخلّى الجميع عن منطق «الأزمة» و «التأزيم» بما فيها من اعتبارات شخصية ضيّقة وبما فيها من ارتجال وسفسطة وجدل عقيم، ولتُعطى الفرصة والشرعية لانتظارات واسعة نحو آفاق مفتوحة نحو المزيد من التواصل والتفاهم والجدل الثري الذي يخدم البلاد ولا يؤخّرها. * خالد الحدّاد (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 ماي  2008)


 
 

(في منتدى التقدم : حوار تعددي حول الذاكرة الوطنية  (2 نواصل فيما يلي تقديم اللقاء الذي تم في إطار منتدى التقدم يوم 2 ماي الجاري حول الذاكرة الوطنية، وقد تضمن العدد السابق من جريدة الوحدة محاضرة الدكتور عبد الجليل التميمي بعنوان « دور سمينارات الذاكرة في تأريخية بناء الدولة الوطنية ».  

 
السيد محمد الصياح (وزير سابق) لاحظ أن تاريخ الحركة الوطنية ملك لجميع التونسيين. وشدد على أهمية التمسك بفكرة وحدة الشعب والأمة كهدف أساسي، مشيرا إلى أن الدولة الوطنية كانت ولا تزال محل خلافات عديدة (الماركسيين، القوميين، الاتجاه الإسلامي، والآن دعاة العولمة…) ولكنها ستصمد وتبقى في المستقبل الإطار الأنسب للمسار الديمقراطي والتنموي وللتضامن بين الشعوب في المستوى الدولي، وأبدى خشيته من أن يكون التاريخ العلمي الذي تحدث عنه الدكتور عبد الجليل التميمي شبيها بالاشتراكية العلمية، داعيا إياه إلى العمل بشيء من التواضع وترك الآخرين ينوهون بإنجازات مؤسسة التميمي مع تفادي « الإيهامات » التي تضمنتها كتاباته الأخيرة، مؤكدا أن سمينارات الذاكرة الوطنية منذ انطلاقتها كفكرة قد لقيت منه شخصيا الدعم والتشجيع، وحين تمت دعوته إلى المشاركة في أحد السمينارات مع الراحل نورالدين بن خذر، تحدث بكل صراحة ولم ينكر مسؤوليته ولم يتنصل منها، موضحا أن ذلك لم يكن منه مجرد شجاعة بقدر ما كان اختيارا واعيا. ودعا كمناضل دستوري إلى تواصل مثل هذه اللقاءات وتطويرها بعيدا عن إثارة المشاكل الشخصية. وفي ذات السياق أعرب السيد الطاهر بوسمة (مسؤول سابق بوزارة الداخلية) عن خشيته من أن يتسرب  من خلال سمينارات الذاكرة الوطنية بعض الافتراءات والدفاع عن النفس وتبرير بعض الأفعال وادعاء البطولات، مقدرا مع ذلك للأستاذ عبد الجليل التميمي  السبق في فتح الحوار حول بناء الدولة وتحرير الوطن بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة الذي لا يشك أحد في إخلاصه وأنه شخصية استثنائية، وارتأى أن ما حسبه البعض من أخطاء على بورقيبة ربما يندرج ضمن مقتضيات الحكم و اضطراره لاتخاذ المواقف الظرفية دون ميل أو رغبة، وأكد الفائدة الحاصلة من الشهادات التاريخية في مؤسسة التميمي التي تتطلب التدعيم، باعتبار أن الأرشيف الوطني لا يتضمن كل شيء و لم يكن يقع تسجيل العديد من الآراء والمقترحات والملاحظات في محاضر رسمية، وحتى التقاريرالأمنية كثيرا ما كانت تراعي الظرف. السيد عادل الحاج سالم اعتبر أنه ينتمي إلى  جيل ذي ذاكرة مجروحة تربيته متراوحة بين تربية مدرسية وتلفزية وثقافية سائدة تمجد وتبرر وتربية أخرى عائلية هامسة تتحدث عن الضحايا والتصفيات الدموية التي حدثت أثناء الحركة الوطنية، وقد أنشأت تلك التربية المزدوجة جيلا أعدّ كي يكون ناقما وثائرا، وتحدث من خلال تجربته الشخصية اليسارية كيف كانت المجلة التاريخية المغاربية لعبد الجليل التميمي الذي يتمتع بالتفكير الحر والإنصاف، النافذة الأولى التي تعلم منها كيف ينهل من تاريخ بلده دونما حقد، وكيف ينظر إلى السيد محمد الصياح فلا يراه رمزا للتصلب أو للفاشية كما كان يوصف في  الشعارات المغذاة كذلك بالآلة البوليسية التي سخرها النظام القائم آنذاك لقمع  التحركات الطلابية، واعتبر أن المجهود الذي يبذل من خلال سيمنارات الذاكرة الوطنية يجمع أكثر مما يفرق، مشيرا إلى الصدى الكبير الذي تلقاه في الصحف التونسية بما يدل على طلب متزايد من الشباب والكهول المنقطعين عن تاريخهم القريب، ويكفي هذه الندوات، التي لم تؤله ولم تشوه ولم تتحيز، تعريتها للجراح ومداواتها كي لا يتكرر ما حدث، وكي لا يحسب أي حزب أو طرف أو مسؤول أو جهة أن البلد ملك له أو أنه  إقطاع  عائلي أو جهوي. ونوه بالإفراج عن الكتب الصادرة عن مؤسسة التميمي متمنيا  أن تكون آخر الكتب المصادرة متسائلا عن أسباب عدم تشجيع الدولة لرجل يعمل أكثر من مؤسسات رسمية لا نرى للأموال المرصودة لها أثرا ملموسا. كما أكد أهمية التراث الشفوي، معطيا مثال الولايات المتحدة وما ترصده من أموال ضخمة للذاكرة الشفوية، وإذا كانت  تونس قد أضاعت فرصا كثيرة للانفتاح والديمقراطية، حيث كان لبورقيبة من الكاريزما وقوة الاستشراف ما يجعلنا نلومه أكثر، فالمطلوب اليوم استيعاب الدرس حتى لا نضيع المزيد من الفرص.  السيد محمد العروسي الهاني (عن جمعية الوفاء لبورقيبة) تحدث بحماس عن مزايا الزعيم الحبيب بورقيبة ومراهنته عند بناء الدولة على الصحة والتعليم. مذكرا بقوله للسيد الباهي الأدغم إنه يفضل أن يسوس شعبا مثقفا لا شعبا جاهلا، ولكنه عاد بعد عشرين عاما ليقول: لا أخاف على تونس إلا من أبنائها.  ثم توجه إلى الدكتور عبد الجليل التميمي باللوم على ما يرشح من تغطية الصحف التونسية (ولا سيما جريدة الصباح) لسمينارات الذاكرة الوطنية من انحياز وتعاطف مع الضحايا من اليوسفيين والتعتيم على الضحايا من البورقيببين (مثل حسين بوزيان). كما انتقد تطرق المحاضر إلى السيد الباجي قايد السبسي الغائب عن هذا الحوار. ودافع بقوة عن الزعيم بورقيبة معتبرا أنه لا يجوز النبش المغرض في تاريخه أو وصف عهده بالعهد البائد، مشبها إياه بديغول في فرنسا وجمال عبد الناصر في مصر التي أقيم بها متحف لبورقيبة. وأنهى تدخله بذكر مناسبة حزبية (تجمعية) أعلن فيها أمام أحد الوزراء أنه من كان وفيا لبورقيبة سيكون وفيا لبن علي !! في المقابل اعتبر الدكتور رشيد التراس (رئيس سابق لبلدية بنزرت) بعد التذكير بمسيرته الحزبية (الدستورية) منذ سنة 1947، أن التعبير عن الرأي ليس فكرا هداما أو مسا من كرامة الزعيم أو حطا من قيمته، لأن كل شخص تحمل مسؤولية سياسية قابل للنقد. وهذا النقد قد يوضح للزعيم أشياء لا يقولها له المتملقون من حاشيته والمقربين منه، واعتبر أن  أحزابنا اليوم ليست أحزاب معارضة وإنما أحزاب غير مشاركة في الحكم،  وعبر عن عدم موافقته للرأي القائل بأن بورقيبة كان مسؤولا وحده عن التجاوزات والأخطاء التي وقعت في تونس، لأن جميع المسؤولين الذين عايشوه كان لهم جزء من المسؤولية، منتقدا كمثال تصريحات سابقة للسيد الباهي الأدغم بأنه لم يكن على علم بإرسال الشباب إلى بنزرت في معركة الجلاء وبعدم إيمانه بسياسة التعاضد حين كان أمينا عاما للحزب و »رئيس حكومة » مستغربا تكليفه وقبوله بمهام هو غير مقتنع بها، وغيره كثيرون، واعتبر أن تونس ما كانت لتنزلق في مسارات خاطئة لو وجد في الديوان السياسي من يقول لبورقيبة لا أو هذا لا يجوز، إلى أن أصبح الرئيس لا يستشيرهم ويقرر ما يشاء. وأكد أن حرب بنزرت كانت خطأ وتنطعا (ضربة رأس) من بورقيبة ولم يقع التحضير لها، وتسببت في موت الآلاف وتدمير البلد ومست من علاقتنا بفرنسا التي كانت أول شريك لنا وكان من الممكن أن نستفيد أكثر من التعاون معها، وها نحن اليوم نسعى مع الرئيس ساركوزي الذي فرشنا له الورود لاسترجاع ما خسرناه إبان عهد ديغول الذي لا يقارن بالرئيس الفرنسي الحالي.  وهنا قاطعه السيد العروسي الهاني مدافعا عن قرار بورقيبة بخوض المعركة التي اعتبر أنه لولاها ما تحقق الجلاء. ثم غادر القاعة، ليواصل المتدخل حديثه مؤكدا ما ورد في الصحافة مؤخرا على لسان السيد محمود بن علي أن الجلاء كان مفروغا منه وأن الحرب كانت « زائدة » مع قبول فرنسا لمبدأ الجلاء. السيد رضا بن حسين (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) أوضح أنه من مميزات المجتمعات الديمقراطية الحفاظ على الذاكرة الجماعية، وكما نطالب بالشفافية على مستوى الحياة السياسية نطالب بالشفافية في مستوى الذاكرة الوطنية التي هي بالأساس مصارحة ومصالحة، مشيرا إلى الجدل العالمي الذي أثاره قرار فرنسا بعدم فتح الأرشيف المتعلق بالملفات السرية  إلا بعد 75 سنة عوض 50 سنة، خوفا من اكتشاف ما كان يرتكب من فظاعات في الجزائر، و كان وراء إصدار هذا القرار أعضاء بمجلس الشيوخ الفرنسي عايشوا تلك الفترة. وأوضح أن الوضع في تونس قد تطور و أصبح لدينا أرشيف وطني بصدد القيام  بعمل كبير إلى جانب ما يقوم به من جهد لا يقل قيمة عن مؤسسة التميمي الجيل الجديد من الباحثين في الجامعة التونسية والمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية الذي اقترح أن يصبح المعهد الأعلى للتاريخ التونسي المعاصر، حتى يهتم بمرحلة بناء الدولة الوطنية في ظل العهد البورقيبي وكشف ما اكتنفها من مظالم حقيقية مست العديد من الشخصيات والعائلات (مثل عائلة البايات). أما السيد عبد الحميد العلاني فقد بيّن أن الشهادات التاريخية التي تجمعها مؤسسة التميمي هي عبارة عن مجموعة من المواد الأولية (الخام) التي تتطلب الغربلة. الأستاذ عبد الرحمان كريم  لاحظ أن فكرة الذاكرة الوطنية تتسم بالتغير والتعدد حسب وجهات النظر فلكل قراءته الخاصة، وأعرب عن تفاجئه بالنبرة المتشنجة التي اتسم بها كلام السيد العروسي الهاني، إذ لا أحد يجادل أو ينكر أن بورقيبة رجل عظيم وزعيم فذ، سواء في مستوى الكفاح ضد الاستعمار أو في بناء الدولة الوطنية وهما العنصران الأساسيان في الذاكرة الوطنية، ولكنه اعترف بنفسه أنهم غالطوه، وحول هذه النقطة ثمة اختلاف، واعتبر أن المرجعية التي يجب الاستناد إليها هي المرجعية الوطنية وحب الوطن (وليست المرجعيات الحزبية أو الايديولوجية المختلفة). وتساءل هل إن المطلوب هو إعادة كتابة التاريخ أم استكماله، مستنكرا عملية النسيان التي طالت عددا من المناضلين الذين غيبوا عن كتب التاريخ وحتى عن أسماء الأنهج التي أصبحت بالأرقام، وأكد أن مقاومة النسيان عمل مشترك بين الدولة والمنظمات والمؤسسات. السيد  العياشي بالسايحية نبه إلى ضرورة عدم التعاطي الأخلاقي والعاطفي مع الذاكرة، وتحدث عن انتمائه لجيل  « دمرته الدولة والحزب الذي يحق للبعض أن يتشرف بالانتساب إليه » وأشار إلى تنصل مساعدي بورقيبة من مسؤوليتهم مثل السيد محمد مزالي في روايته بإحدى القنوات التلفزية لأحداث الخبز وعن حركة الاتجاه الإسلامي والتعامل مع الطلبة والاتحاد العام التونسي للشغل والأحزاب والجمعيات، واعتبر أن إحياء الذاكرة وإذكاءها بعيدا عن منطق التجريم الشخصي يتحققان بربطها بالحاضر واستشراف المستقبل وإلا فلا فائدة منها، أما الإنجازات المتعلقة ببناء الدولة والمؤسسات فلا ينبغي أن تنسينا السلبيات. السيد بحري العرفاوي ركز على أهمية مؤسسة التميمي لكونها تؤسس لسلطة التاريخ، لا بمعنى المحاسبة والمقاضاة وتحريك الخثار وإثارة الأحقاد، ولكن بما هو وازع مستقبلي، حتى لا يظن أحد أن عمله لن يقيّم في المستقبل من قبل الأحياء من معاصريه ومن الشباب، ورفض بدوره شخصنة فترة تاريخية بكاملها وربطها ببورقيبة وكأن الشعب بمثقفيه ومسؤوليه كانوا مغيبين، واعتبر ذلك عطبا في المنهج التاريخي، فالزعامات الكاملة (مثل هتلر) غالبا ما تنتهي إلى الهزائم الشاملة. وعبر عن خشيته من ثقافة الحاشية التي ينشرها مثقفون كثيرون لا يجيدون سوى التعتيم والمدح وتزيين الموجود ويضيقون مساحة الحرية بحجم ضيق صدورهم، ويخافون من أن يتسع الوطن لسواهم، ويشربون من كل غدير ثم ينصرفون ولا ينتظرون صفاء الماء حتى لا ينظروا في وجوههم. السيد صالح الزغيدي نوّه بما يقوم به الدكتور التميمي مع فريق عمل متكامل، ولاحظ أنه بعد أن كان التاريخ ينجز عندنا على أساس وثائق نبحث عنها لدى فرنسا و أرشيف الإدارة الاستعمارية ، انفتحت عبر مؤسسة التميمي ورشة كبيرة من الشهادات الشفوية التي لم يكن مؤرخونا يولونها الأهمية التي تستحق باعتبار الأمية التي كانت سائدة في تلك المرحلة حيث أن العديد من المقاومين في الجهات التونسية المختلفة ليس لهم وثائق ولم يكتبوا شيئا والمطلوب ببساطة هو الإسراع بإنجاز تسجيلات صوتية لشهاداتهم قبل أن يرحلوا، فهذه الشهادات لا تأتي عفوية بل ينبغي أن يكون وراءها منظمون واعون بقيمتها، واليوم يحق للدكتور التميمي أن يعتز بالأرشيف الموثق الذي كونته مؤسسته من عشرات الشهادات في مختلف المجالات السياسية والنقابية والطلابية والثقافية وغيرها، ثم أشار إلى ما تقوم به في الآونة الأخيرة وحدة بحث بالمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية من دراسات تاريخية هامة حسب القطاعات (أطباء، محامون، صحفيون…) وأبرز أن العديد من الأحداث التاريخية الكبرى (مثل مظاهرات أفريل 1938 وحرب بنزرت) لا نعرف عنها شيئا باستثناء الرواية الرسمية وما كتبه السيد محمد الصياح وبعض الشهادات والكتب القليلة. ثم أكد أن ما تعرض له جيله من قمع وتجاوزات عاشها شخصيا لا يحجب إنجازات بورقيبة الحداثية (مجلة الأحوال الشخصية، التعليم، الإدارة العصرية…) ملاحظا أنه حين يصبح الشعب متعلما ومثقفا لا يمكن أن نسوسه بنفس الطريقة المتوخاة حين كان أميا  وذكّر بقول المناضل الراحل نور الدين بن خذر: نحن الأبناء الشرعيون لبورقيبة، معتبرا أن النظام السياسي في تونس حافظ عموما على نفس السمات. أما خطورة نظام الحزب الواحد فتكمن أيضا في داخله حيث تنعدم إمكانية التفكير والتعبير الحر حتى لأعضاء الديوان السياسي، واليوم لا ينبغي أن يتحول النقد إلى حقد، محذرا من أن الوضع يبدو متواصلا، وقد يتحول تمجيد الزعيم كما في السابق إلى نكران وتحقير، ودعا إلى التفطن لعيوب الماضي حتى لا تتكرر فنعيش خلال السنوات القادمة ما عشناه في الثمانينات، جازما أنه إذا لم نغير نظام الحزب الواحد فلن يتغير شيء يذكر.  السيد سامي العكرمي  ذكر بأنه  اقتبس من النموذج المتميز لمؤسسة التميمي عند اضطلاعه منذ سنتين في صلب الاتحاد العام التونسي بمهمة تأسيس معهد نقابي للبحوث والاتصال واكتشف صعوبة تلك التجربة الرائدة والمتطورة، وتوجه إلى السيد محمد الصياح بالقول إن نظرته إليه قد تغيرت إيجابيا بالاطلاع على شهادته الصريحة في مؤسسة التميمي بعد أن وصفه في مقال صحفي سنة 1984 بأنه حفار قبور للتاريخ. مؤكدا من خلال عمله في المعهد النقابي دقة ملامسة بعض الملفات الشائكة بما يضطره إلى تأجيل كشفها إلى ظرف أنسب. السيدة وسيلة العياري دعت إلى الاهتمام أكثر بالجوانب العملية والمادية للمحافظة على الذاكرة الوطنية مثل إقامة المسعدي كأحد المعالم الثقافية وإمكانية مبادرة المؤسسة أو البلدية أو الدولة باقتنائها من الورثة حتى تسهم في تعريف الأجيال القادمة برموزنا الأدبية وغيرها.  وتعقيبا على بعض الملاحظات والأسئلة أوضح الدكتور عبد الجليل التميمي أن مؤسسته والدوريات التي يشرف عليها لم تمارس الإقصاء (كما هو الحال مثلا في بعض الدوريات الفرنسية ذات اللون الايديولوجي الواحد) مشترطا فقط أن يكون العمل علميا وأكاديميا. و ردا على تهمة التباهي أكد أن أعماله في مستويات عديدة تتكلم عنه منذ عقود وآخرها تنظيمه سيمنارات للذاكرة الفلسطينية، وذكر بدعوته إلى إقامة متحف يجمع فيه تراث المقاومين وأسلحتهم ولباسهم ووثائقهم. كما أشار إلى الصعوبات المادية التي تتعرض لها مؤسسته بالرغم من إشعاعها الدولي ورفعها عاليا لسمعة تونس ونظامها، ولكنها مع ذلك لا تحظى بأي دعم من الدولة.   عادل القادري (جريدة الوحدة )


 
 

اقترح تخصيص دولار واحد عن كل برميل نفط بان كي مون يساند دعوة بن علي لتمويل التضامن العربي

 

 
 إيلاف من تونس: حث الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون المجموعة الدولية على التفاعل الايجابي مع دعوة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بتخصيص دولار واحد عن كل برميل نفط كمساهمة في تمويل الصندوق العالمي للتضامن الذي صادقت عليه الأمم المتحدة اثر مبادرة من الرئيس التونسي. وأكد المسؤول الأممي أنه سيبذل كل ما في وسعه للمساعدة على تجسيد هذه المبادرة وتفعيلها باعتبار أهميتها ووجاهتها كما أشاد بمقاربات بن علي مثمنا البعد الاستشرافي لسياساته ومبادراته. وكان الرئيس بن علي دعا خلال كلمته في حفل عشاء أقامه على شرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته الأخيرة لتونس نهاية الشهر الماضي البلدان التي تنعم بالثروة النفطية إلى اقتطاع دولار واحد عن كل برميل نفط مساهمة منها في دعم الصندوق العالمي للتضامن وذلك للمشاركة في مجهود التضامن العالمي لدرء عودة مخاطر الجوع إلى البلدان الأكثر فقرًا. وقال الأمين العام للمنظمة الأممية إنه تلقى نداء الرئيس بن علي بارتياح وإعجاب كبيرين سيما وأنه يتزامن مع صعوبة الظرف الاقتصادي الدولي بسبب الارتفاع في أسعار المواد الغذائية الأساسية والمحروقات. وشدد بان كي مون على أن إنشاء الصندوق العالمي للتضامن سنة 2002 من قبل المنتظم الاممي يؤكد بعد نظر الرئيس زين العابدين بن علي.   (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 19 ماي  2008)  


 

في انتظار يوم 10 أوت هذا الخميس اجراء قرعة التجديد النصفي لاعضاء مجلس المستشارين

 

 
تونس ـ الاسبوعي: يشهد مجلس المستشارين هذا الخميس اجراء عملية القرعة الخاصة بالتجديد النصفي لاعضاء المجلس التي نص عليها الفصل 21 من الدستور التونسي والفصل الخامس من القانون الدستوري عدد 51 لسنة 2002 المؤرخ في غرة جوان 2002 المتعلق بتنقيح بعض احكام من الدستور.. وستشمل عملية القرعة التي ستجري بقاعة الجلسات العامة وباشراف السيد عبد الله القلال رئيس مجلس المستشارين الـ 112 مستشارا ينتمون للمجلس ويمثلون المنظمات المهنية الكبرى (اتحاد الاعراف واتحاد الفلاحين) باستثناء اتحاد الشغل الذي غاب عن المشاركة طيلة الدورات النيابية الثلاث الاولى التي عقدها المجلس منذ الشروع في عمله.   مواعيد الاقتراع والترشح: وتأتي عملية القرعة المزمع اجراؤها تتويجا للامر الرئاسي الذي امضاه رئيس الدولة مؤخرا والمتعلق بدعوة الناخبين لانتخاب اعضاء مجلس المستشارين وقد نص الامر المذكور على ان عملية الانتخاب ستتم يوم 10 اوت 2008 فيما ستقدم تصاريح الترشح لعضوية مجلس المستشارين خلال الفترة المتراورحة بين يوم الاحد 13 جويلية 2008 ويوم السبت 19 جويلية 2008 بدخول الغاية من الساعة الثامنة والنصف صباحا الى الساعة السادسة مساء بدون انقطاع. كما تتضمن روزنامة التجديد انه يتم فتح الحملة الانتخابية للمترشحين يوم الاحد 3 اوت 2008 وتنتهي يوم الجمعة 8 اوت من نفس الشهر اي ستة ايام كاملة للقيام بالحملة الدعائية.. وفي ذات الاطار نص الامر المذكور في فصله الخامس على انه تخصص لكل قائمة مترشحين لعضوية مجلس المستشارين منحة بعنوان مساعدة على تمويل الحملة الانتخابية وذلك على اساس مبلغ 2000 دينار لكل الف ناخب على مستوى الدائرة الانتخابية على ان لا تقل هذه المنحة على 1000 دينار في كل الحالات».   شروط الترشح وللاشارة فان عملية تحديد عدد اعضاء مجلس المستشارين تتم وفق عدد السكان حيث ينتخب عضو واحد  عن الولاية اذا كان عدد سكانها اقل من 250 الف ساكن وعضوان اثنان اذا فاق عدد سكان الولاية 250 الف ساكن .. اما بالنسبة الى شروط الترشح لعضوية مجلس المستشارين فيذكر انها تشترط في المترشح ان يكون ناخبا ومولودا لاب تونسي او لام تونسية وبالغا من العمر على الاقل اربعين سنة كاملة يوم تقديم ترشحه.   كما يجب ان تتوفر في المترشحين كذلك، بالنسبة الى العضو عن الولاية ان يكون يوم تقديم ترشحه مستشارا بلديا او عضوا بمجلس النواب تم انتخابه بدائرة تلك الولاية او بدوائرها.. وبالنسبة الى المترشح عن قطاع الاعراف او الفلاحين ان تكون له الصفة المهنية التي تؤهله لان يترشح عن اي من القطاعين ويجب ان يكون الاحتراف بالمهنة بصفة اساسية..   كما يتعين على المترشحين عن قطاع الاعراف او الفلاحين او الاجراء ان يكونوا منخرطين بالمنظمة المهنية التي ترشحهم.   سفيان السهيلي   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي (تونس) بتاريخ 19 ماي  2008


 

أخبار القضاء  
 
حماية المعطيات الشخصية صدر مؤخرا الامر المنظم لتركيبة الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية التي سيترأسها القاضي الجديدي الغني الذي تم تعيينه منذ مغادرته سلك القضاء مديرا عاما لديوان مساكن القضاة وأعوان وزارة العدل وحقوق الانسان وستعمل الهيئة الجديدة على تطبيق القانون المتعلق بحماية المعطيات الشخصية وطرق معالجة هذه المعطيات وفضّ النزاعات القانونية الطارئة في هذا المجال.   حتى يخفّ حملها أصدر مركز الدراسات القانونية والقضائية مؤخرا المجموعة الكاملة لفقه قضاء محكمة التعقيب من 1959 الى 2005 بحجم بلغ  42 مجلدا وهي بادرة طيبة من المركز لكن كان بالامكان ان توضع المجموعة كاملة في قرص  مضغوط أو أقراص خفيفة في حملها  وتلك ميزة من ميزات التكنولوجيا الجديدة بدل  المجلدات الضخمة التي قد تضيق المكاتب بحملها.   مهلة وبعد انتهت يوم 15 ماي الجاري المهلة التي حددتها الهيئة الوطنية للمحامين لتقديم مطالب  الانخراط في صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية وقد يكون عدد المنخرطين بلغ الى حد الآن اكثر من 3 آلاف منخرط وهو تقريبا  نصف العدد الجملي  للمحامين. ويتساءل بعض أعضاء الهيئة  الوطنية عن دواعي عزوف البقية التي لم تلتحق بعد بالصندوق الجديد للتغطية الذي سيدخل حيز التطبيق في غرة جويلية المقبل في حين يتساءل عدد من المحامين عن فحوى الصيغ العملية للتغطية الصحية حتى يتبّينوا ما لهم وما عليهم.   أسماء تتكرر استأنفت جمعية المحامين الشبان نشاطها  العلمي التثقيفي مجددا حيث نظمت يوم أمس الاول ندوة علمية بأحد فنادق مدينة الحمامات حول «الاعتراض التحفظي مشفوعة بإقامة في الفندق بمعاليم  متفاوتة  حسب درجة المحامي وألقى الاستاذ الحبيب الشطي محاضرة حول هذا الموضوع وقد لوحظ أن بعض اسماء المحاضرين في ندوات الجمعية تتكرر دائما  ولا بأس من الاستفادة من حين لاخر من أسماء ذاع صيتها في المجال القانوني .   راكضون ومعفيون! يتذمر عدد من المحامين الراكضين في أروقة المحاكم وقاعات الجلسات من شطط المبالغ الجديدة لطابع المحاماة التي أعفيت منها شريحة أخرى من المحامين ممن لا يستدعي عملهم الذهاب الى المحاكم أو الركض  من قاعة الى اخرى وهم من يُطلق عليهم  (محامو النوتاريا) او محامو المؤسسات والشركات والاستشارات القانونية النفيسة .   مراجعة للخريطة القضائية ستتعزز الخريطة القضائية التونسية بإحداثات جديدة حيث ستكون في ولاية تونس بداية من السنة القضائية المقبلة محكمة ابتدائية ثانية (تونس2) ومحكمة ابتدائية ثانية بسوسة (سوسة 2) وابتدائية ثالثة بصفاقس (صفاقس 2) كما تقرر إحداث محكمتي ناحية جديديتين في سوسة وصفاقس نظرا لما يقتضيه القانون من ان كل محكمة ابتدائية يجب أن تكون متبوعة بمحكمة ناحية وفي ولاية تونس تقرر تغيير تسمية محكمة الناحية بمعتمدية الزهور لتصبح تابعة للمحكمة الابتدائية الثانية (تونس 2) واستقر الامر على تسميتها «ناحية تونس2 الزهور» وستساهم  المحاكم الجديدة كثيرا في التخفيف من الضغط الكبير الذي تشكوه بعض المحاكم الابتدائية التي ارتفع حجم القضايا فيها بشكل متزايد  خلال  السنوات الاخيرة. وهكذا سيرتفع عدد المحاكم الابتدائية في كامل انحاء البلاد بعد الاحداثات المنتظرة الى 27 محكمة ابتدائية في 24 ولاية اما محاكم الناحية فسيرتفع عددها  بعدما سيتم احداثه الى 85 محكمة ناحية وجميع الابتدائيات ترجع النظر الى 10 محاكم استئناف موزعة على ولايات تونس ونابل وبنزرت والكاف وسوسة والمنستير وصفاقس وقفصة وقابس ومدنين.   ملتقى وطني لعدول الاشهاد تحتضن الحمامات يوم 24 ماي الجاري الملتقى الوطني الثاني لعدول الاشهاد وسيتضمن البرنامج أربع مداخلات، الاولى حول القوة الثبوتية للحجة الرسمية: التجربة الجزائرية نموذجا، يقدمها ممثل عن الغرفة الوطنية للموثقين بالجزائر ومداخلة ثانية حول الحجة الرسمية بين القانون التونسي والقانون المقارن يقدمها  قاضي ناحية قرمبالية وتقدم غرفة صفاقس مداخلة حول الحجة الرسمية بين الموجود والمنشود وتقدم غرفة تونس مداخلة حول دور عدالة الاشهاد في تحقيق العدالة الوقائية.   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي (تونس) بتاريخ 19 ماي  2008)  


 

فرنسا تكافىء مهاجرا تونسيّا أنقذ عجوزا معوقة من الاحتراق بـ.. «الطّرد!»

 

 
الأسبوعي ـ القسم القضائي: قالت وكالة الأنباء الفرنسية فرانس براس في برقية نشرت الاسبوع الفارط ان السلطات الفرنسية أصدرت بطاقة ترحيل في شأن مهاجر تونسي يدعى أنيس عمره 21 سنة بسبب مخالفته لقوانين الإقامة بالتراب الفرنسي لعدم حصوله على بطاقة إقامة. وذكر المصدر ذاته أن الشاب التونسي تلقى منذ أيام إشعارا بضرورة مغادرته الأراضي الفرنسية. وتعمل بعض المنظمات والجمعيات المدافعة عن حقوق المهاجرين على إيجاد صيغة لتسوية ودية لوضعية الشاب التونسي مع السلطات الفرنسية خاصة وأنه قام بعمل إنساني يستحق الشكر والتنويه والمكافأة لا العقوبة والطرد.   وذكرت إحدى  الصحف الفرنسية في ذات الإطار أن المهاجر التونسي مقيم بمنطقة «إيسون» وتحوّل يوم 21 أفريل الفارط الى منزل شقيقته بمنطقة «فيل جويف» لزيارتها في الأثناء تفطن لوجود حريق داخل منزل امرأة معوقة ومقعدة في السادسة والتسعين من عمرها فقام في الحال بإشعار أعوان الحماية المدنية وساعد بالتالي العجوز في النجاة من الاحتراق والموت. في الأثناء أشعرت إحدى الجارات أعوان الأمن بالمنطقة ان أنيس يقيم بطريقة غير شرعية في محاولة منها لمساعدته على الحصول على بطاقة الإقامة ولفت أنظار السلطات الفرنسية علّها تكرمه على عمله الإنساني ولكن العكس هو الذي حصل وكافأت فرنسا المهاجر التونسي بقرار طرده من ترابها(!!).   صابر المكشر   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي (تونس) بتاريخ 19 ماي  2008)
 


 

الصباح الأسبوعي: حوار مع: الرئيس المدير العام للبنك التونسي للتضامن

%30 من المشاريع المموّلة من البنك اندثرت.. لكننا ساعون للتقليل من نسبة المشاريع التي تعاني الصعوبات نعمل على تحويل الادارات الجهوية إلى فروع بنكية ونعدّ لبعث منتجات بنكية جديدة نصف التمويلات المصادق عليها حظي بها أصحاب الشهائد العليا نأمل أن يصل عدد الموافقات على بعث المشاريع إلى 11 ألفا هذه السنة 28% من مصادقات البنك حظي بها قطاعا التجارة والنقل  

 
تونس – الاسبوعي: يحتفل البنك التونسي للتضامن بعد غد بذكرى تأسيسه.. هذه المؤسسة التي ساهمت منذ انبعاثها في خلق موارد رزق كثيرة ومواطن شغل بمعدلات محترمة.. وتبعا لذلك فهي تقوم ومنذ سنوات بدور غير خاف لدفع المجهود الوطني للتشغيل.. وقد دأب بنك التضامن منذ تأسيسه على تغيير استراتيجيته بإستمرار وحسب طبيعة كل مرحلة تماشيا مع التوجهات العامة للبلاد.. سواء فيما يخص أسقف التمويل أو أصناف الشرائح الاجتماعية أو القطاعات المستهدفة أكثر من غيرها.. وللحديث حول مختلف هذه المسائل نستضيف السيد الأمين الحفصاوي الرئيس المدير العام للبنك.. ومن المعروف عن ضيفنا أنه كان إطارا سابقا في هيئة الرقابة المالية.. إضافة لتقلده عديد المسؤوليات ومنها خطة رئيس مدير عام لشركة نقل الجنوب وشركة مرافق الصحراء.. فضلا عن تحمله سابقا مسؤولية كاتب عام للجنة تنسيق التجمع الدستوري بسيدي بوزيد..   حاوره: خير الدين العماري   * بداية، هل تعتقد أن بنك التضامن قد استجاب لكل طلبات ورغبات التمويل وبعث المشاريع من قبل الراغبين في ذلك؟   – السؤال في حد ذاته يحمل الإجابة.. نعم البنك يستجيب لكل طلبات التمويل التي تستوفي الحد الأدنى من الشروط وهي في مجملها شروط موضوعية.. كأن يتحلى صاحب المشروع بالجدية الكافية والعزيمة والمثابرة.. وأن يكون المشروع في حد ذاته قادرا على تأمين الحدّ الأدنى من المردودية.. ولكن البنك لا يمكنه الاستجابة لرغبات التمويل بغثها وسمينها.. إذ نجد مطالب تنطوي فقط على رغبات غير قابلة للتحقيق والانجاز ولذلك لا نستجيب لها بعد دراستها..   أما بقية المطالب الجدية فنوافق عليها ونحاول مساعدة الباعث على إنجاز مشروعه ودليلنا على ذلك حجم الموافقات التي منحها البنك لحد الآن.   * وكم بلغت الموافقات في السنوات الثلاث الأخيرة؟   – بلغ حجم الموافقات في 2006 قرابة 6500 موافقة.. وفي 2007 بلغ 10250 موافقة.. أما في 2008 فمن المتوقع أن يصل هذا العدد الى 11 ألف موافقة .   * وماذا عن حجم الموافقات الممنوحة في إطار اتفاق الشراكة بين بنك التضامن ووزارة التجارة والصناعات التقليدية لتحريك دواليب القطاع التجاري؟   – تحصلت التجارة في الأشهر الاربعة الاولى من 2008 على مجموع 612 موافقة.. وبذلك يحتل النشاط التجاري المرتبة الاولى في قطاع الخدمات ومن المفيد التذكير في هذا الخصوص بأمرين أساسيين.. أولهما أن بنك التضامن لا يموّل كل الأنشطة التجارية.. بل يموّل الأنشطة ذات القيمة المضافة والتي تكرّس اختصاصا معينا أو تساعد على تعصير مسالك التوزيع.. وثانيا أن ينبني المشروع المموّل على أسس اقتصادية واجتماعية ويلبي احتياجات السوق.   * نأتي الآن للمشاريع المندثرة أو التي تعاني من صعوبات بعد تمويلها  من بنك التضامن.. هل توجد خطة عمل لدى مصالح البنك للتعامل مع هذه الوضعيات على الاقل للتخفيف من حدّتها وهي التي قاربت نصف اجمالي المشاريع المموّلة في وقت من الأوقات؟   – لقد تم حصر هذه المشاريع المندثرة وعددها يمثل تقريبا 30% من المشاريع التي تم تمويلها منذ إحداث البنك الى اليوم.. كما توجد ضمن المشاريع المتواصلة المتبقية مجموعة من المشاريع تشكو من بعض الصعوبات..كانت تمثل الى موفى 2006 تقريبا 17% من إجمالي المشاريع المتواصلة.. بينما هذه النسبة لم تعد تُمثل  اليوم سوى 13% فقط.. ذلك أنه وبعد أكثر من سنة بقليل تمكنا من التخفيض في عدد المشاريع التي تشكو صعوبات.. وذلك إما بتدخل البنك مباشرة من خلال تمكينها من تمويلات إضافية.. أو تذليل بعض الصعوبات التي تعترضها مع الجهات المتدخلة الاخرى.. إضافة لبعض المساعدات الاخرى المختلفة من إحاطة ومتابعة لصيقة.. وهكذا تمكنا من تذليل الكثير من الصعوبات التي تعاني منها عدة مشاريع.. كما أنه توجد بعض المصاعب الاخرى أمام استمرار عدة مشاريع ولكن البنك لا قدرة له على مد يد المساعدة فيها.. مثل عدم وجود سوق لتصريف الانتاج أو أن العرض يفوق الطلب بكثير والحل الوحيد الذي يعمد له البنك في مثل هذه الحالات هو الامتناع عن مزيد تمويل مثل هذه المشاريع في المستقبل حتى لا يساهم في مزيد تعكير الوضع.   * ألم يكن في مقدور البنك القيام بدور ما  في مجال التحسيس والتوجيه.. لإعانة بعض المشاريع المموّلة على الخروج من مأزقها؟   – البنك لم يتخل يوما عن دوره التحسيسي والتوجيهي.. وكمثال على ذلك قمنا بحملة تحسيسية في ميدان الصناعات التقليدية لتشجيع الحرفيين على التوجه أكثر نحو التصدير.. من خلال استغلال التكنولوجيات الحديثة أو ربط علاقات مع التجار بالخارج أو التعامل مع المصدرين التونسيين الذين يتمتعون بعلاقات قوية بالسوق الخارجية كي يمكنهم التصدير مستقبلا..   نقطة أخيرة فيما يخص المشاريع المندثرة.. لقد ظلت نسبتها مستقرة منذ مدة.. ولكن نسبة المشاريع التي تعاني من صعوبات تقلصت ونحن ماضون أكثر نحو مزيد التقليص فيها.. سواء بالاحتياطات التي أصبح البنك يتوخاها عند دراسة الملفات.. أو عند متابعة الإحداث والإحاطة بعد الانجاز.. وبالتالي فقد تطورت نسبة المشاريع المتواصلة.. علما وأن ما حققه البنك من نتائج لحد الآن يُعتبر طيبا جدا مقارنة بالمقاييس العالمية..   * وماذا عن توجهات البنك الاخيرة فيما يخص تمويل شراء التاكسي واللواج؟   – خلال الاشهر الأربعة الاولى من 2008 بلغت الموافقات على تمويل شراء تاكسي أو لواج 516 موافقة من مجموع مصادقات ناهز 4005 وبالتالي فإن القطاعين الجديدين اللذان وقعت إضافتهما لأنشطة البنك في موفى ..2006 أي التجارة والخدمات ووسائل النقل المرتبطة بهما حازا لوحدهما على 1128 موافقة.. بما يمثل 28% من جملة المصادقات في حين أن القطاعات الاخرى من خدمات وإعلامية وعيادات طبية وصيدليات ومخابر تحاليل ومكاتب هندسة واستشارات وغيرها لا تمثل مجتمعة سوى 72% ..هذه النتائج أعتقد أنها تحققت لأن النشاطين يُعتبران حديثا العهد وقد يكون الطلب لا يزال فيهما محترما.. وقد بلغت المصادقات نسبة 50% مقارنة بحجم مطالب التمويل في 2007 ونفس الشيء في 2008 ..حيث عرض علينا  3700 مطلب حظي منها 1780  مطلبا بالموافقة.   * وهل تعتقد أنه مازال  بامكانكم الذهاب أبعد مما حصل بخصوص تبسيط اجراءات الحصول على التمويل الضروري للتشجيع على بعث المشاريع وإحداث مواطن الشغل في المستقبل؟   – بنك التضامن يمول اليوم كل القطاعات ومفتوح لكل الانشطة الاقتصادية.. وقد توجه الاهتمام لمزيد التعريف بخدمات البنك مع التبسيط نسبيا في الاجراءات ومساعدة الشباب حتى يُقبل على بعث المشاريع وما نتوقعه أكثر في المستقبل على المدى القصير والمتوسط هو مزيد إقبال أصحاب الشهائد العليا على بعث المشاريع والاستفادة من الفرص التي يوفرها البنك التونسي للتضامن..   وللتذكير فقط فقد بلغت نسبة التمويلات الممنوحة لحد الآن لفائدة حاملي الشهائد العليا مقارنة بالتمويلات الأخرى ما يمثل 50% نظر للسقف المسموح به لتمويل أصحاب الشهائد .   * وما هي القطاعات التي سيتم استهدافها مستقبلا بالتشجيع والتمويل؟   -سنركز أكثر مستقبلا على مزيد الانفتاح على المشاريع الفلاحية نظرا للأهمية القصوى التي أصبح يحتلها القطاع الفلاحي اليوم في كامل بلدان العالم بالنظر لأهميته الاقتصادية..فالإنتاج الفلاحي يساهم اليوم مساهمة مباشرة في استقرار سياسة البلاد واستقلالية قرارها السياسي.. والبنك التونسي للتضامن مستعد لأن يلعب دوره الوطني بتمويل هذه النوعية من المشاريع وهذا القطاع .. ولقد بدأنا فعلا في ضبط بعض الاجراءات التي ستمكننا من ابرام اتفاقيات مع كافة الهياكل المتدخلة في القطاع الفلاحي.. حتى نتمكن بمعيّتها من تمويل أكثر ما يمكن من المشاريع الفلاحية وخاصة منها المتعلقة بالمستغلات الصغيرة وبالخصوص الانشطة المخصصة للمواد الاستراتيجية كالحبوب.   * وهل ستتعاملون مع هذه النوعية من القروض بنفس الطريقة التي تعاملون بها سائر طلبات التمويل الخدماتية والتجارية.. أم أنكم على استعداد لتكييف الاجراءات وطرق الاسترجاع كي تتماشى مع خصوصية القطاع الفلاحي؟   – البنك التونسي للتضامن  مستعد في هذا الإطار الذي تحدثت عنه لتكييف قروضه حسب طلبات الفلاحين.. علما وأن السلط العليا  قررت أن يتم الترفيع في سقف التمويلات الممنوحة لأصحاب الشهائد العليا في القطاع الفلاحي كي تصل الى 100 ألف دينار.   *هل يمكننا القول أن ما أتيت على ذكره يندرج في خانة الجديد- الجديد؟   – فعلا تلك إضافة جديدة في نشاط البنك التونسي للتضامن.. وأعتقد أنها ستساهم في استقطاب عدد لا بأس به من أصحاب الشهائد العليا لبعث مشاريع مربحة في الفلاحة.. قصد الترفيع في وتيرة الانتاج الفلاحي والقيام بدورهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتأمين مستوى إنتاجي يحقق الاكتفاء الذاتي لشعبنا.   * وهل لديكم الجديد على مستوى المعاملات البنكية مع الحرفاء التقليديين للبنك التونسي للتضامن؟   – مع استكمال المنظومة الاعلامية سيعمل البنك على بعث منتجات بنكية (Produits bancaires) حتى يستجيب لمختلف أنواع طلبات التمويل التي يحتاجها الباعثون.. علما وأن نشاط البنك سينحصر فقط في الفئات المستهدفة.. وبتحويل الخلايا الجهوية الى فروع بنكية متكاملة سنقدر على توفير خدمات بنكية ومنتوجات مالية تستجيب لرغبات وطموحات حرفائنا.. على أن يبقى النشاط مقتصرا دوما في حدود حرفائنا..   * وفي الختام؟   – نحن نفكر فعلا في إحداث خلية للتوجيه والارشاد صلب البنك التونسي للتضامن توضع على ذمة الباعثين وخاصة منهم أصحاب الشهائد العليا قصد توجيههم وتقديم المساعدة لهم.. إضافة لان البنك، وككل البنوك يسعى الى تحسين نتائجه من حيث تطوير نسبة المشاريع الممولة ونسبة الاستخلاص وتحسين الموارد الذاتية للبنك المتأتية بالأساس من الفوائد الموظفة على القروض.   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي (تونس) بتاريخ 19 ماي  2008)

 

الجريمة في رادس والدموع في باجة

هشّم رأس صديقه بـ«شيشة» وخرّب جسده بـ30 طعنـة مــن أجل فتاة و«بورطـابل» الهالك وعد عائلته بالزيارة فاستقبلت نعشه في نفس اليوم المقترح لزيارته  

 
الاسبوعي- القسم القضائي: جدّت خلال إحدى ليالي الاسبوع الفارط بمدينة رادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة جريمة قتل فظيعة راح ضحيتها حارس ليلي باحدى المقاهي يدعى حسني بن محمّد الوسلاتي (24 سنة) الذي عثر عليه في ساعة مبكرة من صباح اليوم الموالي جثة مشوّهة على الشاطئ المحاذي للمكان الذي يحرسه ولئن جدت هذه الجريمة برادس  بولاية بن عروس فإن المأساة حلّت بأهالي الضحية وأقاربه وأصدقائه بتستور بولاية باجة.   سقوط الأحلام هناك كان وقع الصدمة شديدا على أسرة الوسلاتي ورفاق حسني الذين لم يصدقوا وفاته غدرا وظلما في رحلة بحثه عن القوت.. وعن لقمة العيش له ولعائلته ولإخوته. مات حسني وهو الذي حلم ببناء مستقبل مشرق بالاعتماد على ذاته.. وهو الذي  وعد والدته باسعادها  ووالده  بالمساعدة وإخوته  بالوقوف  الى جانبهم  وقت الشدة. انتهى كل شيء فجأة.. توقف قلب الشاب الذي  كان ينبض حيوية ونشاطا  وانتهت رحلته في هذه الحياة بطريقة مؤلمة جدا.   أسئلة مطروحة ولكن ماذا جرى؟ لماذا قتل حسني؟ ومن قتله؟ أسئلة حاولنا البحث عن إجابات لها من خلال اتصالنا بعائلة الضحية القاطنة بمنطقة الحارة بتستور.   قرر زيارة أهله فوصلهم نعشه! يقول عبد الكريم وهو شقيق الهالك وآخر فرد من العائلة التقى به قبل يومين فقط  من وقوع الجريمة: يوم الاحد قبل الفارط تحولت الى مدينة رادس لزيارة أخي حسني فاستقبلني بحفاوة وتجولنا  طويلا  بالمدينة وكذلك بالعاصمة وكان في صحة جيدة وأفادني بأنه سيؤدي بدوره زيارة (مبرمجة خلال  الاسبوع الفارط) الى تستور للاطمئنان على والدي ولقاء أصدقائه وقد صدق فعلا في القول فها نحن استقبلنا نعشه».   رحلة البحث عن القوت وأضاف محدثنا: بعد انقطاعه عن الدراسة قرر حسني التعويل على ذاته لبناء مستقبله فقادته رحلة البحث عن القوت الى العاصمة ثم الى رادس  حيث استقرّ منذ ثلاثة أعوام بعد أن عثر على موطن شغل بمؤسسة صناعية ولكن كان – بطلب من إدارة  المصنع- يعمل ستة أشهر وينقطع عن العمل طيلة شهرين حتى لا يتم ترسيمه وهو ما دفع بأخي الى البحث عن شغل ليلي يقيه من البطالة إثر كل ستة أشهر عمل بالمصنع حتى عثر على موطن عمل بمطعم ومقهى يتمثل في الحراسة الليلية وقد كان المسكين رغم قلة ذات اليد يرسل الى والدي بين الحين والآخر مبلغا ماليا لمساعدتنا  على مجابهة مصاريف الحياة الى أن علمنا بتعرضه للقتل في ظروف غامضة.   هاتف «المشاكل» وذكر عبد الكريم أن شقيقه اقتنى مؤخرا جهاز هاتف محمول من الطراز الرفيع «وعندما رأيته بحوزته أدركت أنه سيثير مطامع البعض وقلت له حرفيا: «هالبورطابل باش يعملك المشاكل» وها قد صدق قولي وتعرض أخي للقتل وسرق منه هاتفه المحمول».   جثة مشوهة على الشاطئ وفي ذات السياق علمنا أن أحد المارة عثر في بحر الاسبوع الفارط على جثة الضحية ملقاة قرب شاطئ رادس الملاحة تحمل آثار طعنات في الجنب العنق وعنف أو اعتداء بآلة صلبة في الرأس. وقد تولى أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بحمام الانف البحث في ملابسات الجريمة بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببن عروس. وعلمنا أنهم أوقفوا مجموعة من الشبان بعضهم  ينحدر من مسقط رأس الضحية للتحري معهم  وقد يكون احدهم اعترف بقتل حسني والاستيلاء على هاتفه المحمول علبتين تن.   خلاف فانتقام وحشي ويرجح أن يكون المظنون فيه تخاصم مع الضحية بسبب فتاة  فقرر أن ينتقم منه على طريقته الخاصة فتحول في ساعة متأخرة من الليل الى حيث يعمل حسني ويقيم ثم تسلل الى داخل المقهى والتقط  «شيشة» وهوى بها على رأس حسني الذي كان نائما ثم استل سكينا وسدد بواسطتها  عدة طعنات لخصمه الذي حاول المقاومة في البداية ولكنه سرعان ما سقط يتلوى إثر تلقيه لعشرات الطعنات  قبل أن يلفظ أنفاسه الاخيرة. حينها استحوذ المظنون فيه على جهاز الهاتف المحمول لضحيته وعلبتي تن ثم جرّ جثته نحو الشاطئ حيث ألقى بها قبل أن يلوذ بالفرار. ولئن تحدث البعض عن تعرض جانب من تجهيزات المقهى للسرقة فإن بعض المصادر لم تؤكد الخبر في انتظار ختم الابحاث  الاولية في هذه الجريمة.    المكشر   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي (تونس) بتاريخ 19 ماي  2008)  


تونس: سابقة في الدوري التونسي لاعبون يرفضون اللعب ضد فريقهم الأصلي

 
تونس – خدمة قدس برس   رفض أربعة لاعبين من فريق الملعب الرياضي القابسي لكرة القدم المشاركة في المباراة التي جمعت فريقهم بالنجم الساحلي عشية أمس الأحد (18/5). وعلل هؤلاء اللاعبين امتناعهم بكون المنافس هو فريقهم الأصلي وأنّ ما يربطهم بفريق الملعب القابسي هو عقد إعارة تم بين الفريقين.   وتخلى هؤلاء اللاعبين عن فريقهم رغم أهمية المباراة التي حسمت نتيجتها النهائية بالتعادل مصير الملعب القابسي بالنزول إلى الدرجة الثانية. ولكنّ المباراة كانت بالغة الأهمية أيضا لفريق الساحلي المنافس الذي يتقاسم المرتبة الأولى في الدوري مع نادي الإفريقي التونسي ويحتاج إلى تحقيق الفوز في جميع الحالات. وأضعفت نتيجة التعادل آمال هذا الفريق وذلك بتحقيق نادي الإفريقي لانتصار مهمّ أفرده بالطليعة قبل جولتين من انتهاء الدوري.   واعتبر مدرب نادي الملعب القابسي في حديث للبرنامج الرياضي الأسبوعي تبثه التلفزة التونسية تقديم لاعبيه الأولوية لفريقهم الأصلي على حساب النادي المتعاقدين معه لمدة سنة بكونه علامة سلبية على مستوى الاحتراف في تونس.   وانتقد المحلل الفني وهداف الترجي الرياضي التونسي السابق عبد المجيد القوبنطيني هذه الحادثة واعتبرها مخلّة بمستوى كرة القدم التونسية.  فيما اعتبر المحلل الفني ولاعب أسبق في المنتخب القومي « زبير بيّة » هذا الأمر واقع مسلم به وأنّ للفريق الأصلي أن يشترط في عقد الإعارة أن لا يشارك اللاعبون ضده في المباريات.   (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 19 ماي  2008)


جمال الدين أحمد الفرحاوي:الأرض دونك يا بلادي خراب

أحبك لا تفسير عندي لعشقي          كلّ الذي أدريه أني مغرم وأعشق فيك الرّبوع جميعها          وأهوى فيك صمتي والتّكلّم وأعشق أهواك رغم بعادي            فيك أرسي وروحي تتألّم أهواك لا تفسير عندي لعشقي         أفسّر ماذا والهوى غلاّب ماذا أفسـّر والفؤاد معــلّق         بك يستظل ّدونه الأسباب ماذا أقول لحبري المتسكّب            عشقا إليك والهوىسكّاب أضناني هجري والهوى هدّني         وتوارى عني الأهل والأحباب وتبعثرت كلماتي في نصّي             وتلا غيومي عارض وسحاب عبثا أحاول أن أراه ثراكي            والقرب دونه عسكر وحجاب عشرون نافذة جعلت فؤادي           لكنّ دونك حالت الأبواب خضراء إني فيك أحي بحبي           وأراك عشقا دونه النّهاب وأتيه فيك كلّما طال النّوى             دمعا تسكّب دونه الأهداب يا تونس العشق الذي يجتاحني         أشعاري أنت لنصّها كتاب يا زهرة يحييني ريح عبيرها           وأتيه فيه كأنّه المحراب يا زهر عمري هدّني فيك النّوى       والأرض دونك يا بلادي خراب كل ّالأماكن  دونك  تتصحّر             والأرض فيك جنّة ورحاب أبلادي يا عشقي حتى متى              وإلى متى تجتاحني الأتعاب أبلادي يا جرحي الذي ينزف            ينكأه دوما نأيي والغياب خضراء يا عشقا تولّد في دمي        فغدا نسيجا للفؤاد حجاب وغدوت فيك العاشق المتألّق          أنا في هواك تروق لي الألقاب كم  قائل جن ّبعشق بلاده             وغدا يغرّد هدّه الإنحاب أو قائل قد هاله فيها النوى           فغدا بلاها تائها نحّــاب أ نا يا بلادي أقرّ اني أحبّك           أنا لا يهمّني فيكي العتّاب أهواك جرحا غائرا بفؤادي          وأراك زهرا دونه العـنّاب وأحبّ فيك طفولتي وشبابي         وأراني دوما في هواك شباب يا تونس العشق ُ بذاتي يلفني         ويزيدني فيك هوى وعذاب هل أوبة خضرائي تطفي الضمأ       هل عودة أبلادي وإياب أهواك لا تفسير عندي لعشقي        أوهل تفسّر في الهوى أسباب وأحب فيك الأرض رغم بعادها         وأحبّ أسبح في سماك سحاب مطرا أحطّ بتربك بعد النوى              أسقيك عطرا ملؤه التّرحاب                                         جمال الدين أحمد الفرحاوي                                        لاهاي في 29/09/2006 farhaoui jamel eddine ahmed  


الحجّ للغريبة  

 
أنظر إلى ذاك الكنيس بجربة***في تونس الخضراء كيف يزار بات محجّ القوم أعظم  معبد***خطّة صهيون بعد الآملين جدار جدار البراق بالقـدس عِبرة***بكوه قرونا وها هو اليـوم دار من الفرات لنهرالنّيل غايتهم*** وأعينهم على الخضراء إسرار عجبا لدهر كيف نقبل قربهم***وقد هجّرواالإخوان فالقرب عار بغزّة إخوان لنا ما مصيرهم؟***عاما يعانون ضيما وشُدّ حصار صهيون لا يرعون إلاّ وذمّة***غزاة فليس لهم عند البريّة جار ألف و نصف و جاؤوا كتيبة***فماذا عساهم يفعـلون جهـار وقد طالبوا التّعويض عن جيل هجرة لعالية التّلمود هبّوا وساروا فعزّزوا صفّ صهيون غدرا***و حلّوا  ببيت الفلسطيني صاروا فبعدا لهم من جناة و تعسا***لمن قرّبوهم فهل للخبيث إعتبار؟ بقلم :أبوجعفرلعويني (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 18 ماي 2008)  


 

بين الحسم في بيروت والحسم في غزة

 

 
الشيخ راشد الغنوشي رسالة الإسلام في لبنان اليوم تدفع إلى رأب الصدع ومنع الفتنة من أن تستفحل، حتى يستمر هذا البلد رمزا ودرعا للمقاومة والجهاد في مواجهة أعدى أعداء الأمة، في زمن الاستطالة عليها وتجريدها من كل مقومات الصمود والمقاومة. إن ارتفاع صوت سنة لبنان بالذات صدعا بالحق وسط هذه الفتنة التي أخذ شررها يتطاير، مهم جدا بسبب ما لحقها من هوان بلغ حد دفاع بوش عنها وأتباعه الفاسدين، بعد أن غدت ممثلة في قطاعها الأوسع بقيادات إمعات، واضعة يدها في أيدي ملوثة بدماء المسلمين منغمسة حتى الأذقان في التواطؤ مع الأعداء، وذلك في مواجهة معارضة يقودها رمز مجلل بعزة الإسلام وهالات الجهاد والاستشهاد. إنه مفيد جدا في هذه اللحظة التي تفور فيها الدماء ويختلط الحابل بالنابل تمييز الصديق من العدو والحق من الباطل وصفّ المدافعين عن الأمة حتى وإن أخطؤوا من صف الكائدين لها أو المتورطين بوعي أو بدونه معهم، فليس يتساوى من طلب الحق فأخطأه مع من طلب الباطل فأدركه، مفيد بل مهم جدا بصدد هذه الأزمة المتشابكة إبراز النقاط التالية تجلية للصورة التي تغبشت إلى حد صعوبة الرؤية: 1- واضح أن الحالة اللبنانية حالة استثنائية في الوضع العربي من أكثر من وجه، وهو ما سمح لهذه الرقعة الصغيرة بأن تحقق انتصارات ساحقة على عدو مدعوم من أقوى دول العالم، استسلمت أمامه كل دول المنطقة. ومن وجوه هذا الاستثناء التركيبة الطائفية للدولة، ترجمة للتركيبة السكانية، بما جعل شرعيتها مستمدة من صيغة توافقية للعيش المشترك، تحدد نصاب كل شريك في السلطة، فإذا اختل هذا التوافق اهتزت قواعد العيش المشترك، فذرّ التحارب الأهلي بقرونه، فتداعى البناء للسقوط. وهذا ما حدث منذ انسحاب المكون الشيعي من الحكومة وقيامه عمليا بتجميد المؤسسة النيابية، بصرف النظر عن صواب أو خطأ ذلك الانسحاب. 2- واضح كذلك أن ما حققه حزب الله من انتصارات ساحقة على عدو الأمة -مما رفع مكانه عاليا في نفوسها- ما كان ليتحقق لحزب في أي دولة تقوم على ما هو معتاد في الدول من حقها الحصري في احتكار حمل السلاح واستخدامه. الذين طالبوا بنزع حزب الله وهو عائد من المعركة مجللا بالنصر على أعداء الأمة ينسون أو يتناسون هذه الحقيقة: أن دولتهم وجيشهم ليسا في وارد الصمود يوما واحدا في مواجهة عدو استسلمت له جيوش العرب، وهو ما يجعل مطالبتهم بحق الدولة حصريا في حمل السلاح من قبيل كلمات الحق التي يراد بها الباطل، ويضعهم في هذا الخطاب مجرد ناطقين باسم العدو شاؤوا أم أبوا. وبعضهم على الأقل يفعل ذلك كما فعله سابقا واعيا بما يأتي. 3- واضح كذلك أن ما تحقق على يد حزب الله من عزة ونخوة واستعادة كرامة لأمة مهيضة الجناح أذلها حكامها، ما كان ليحدث بعد فضل الله ثم فدائية حزب الله قيادة وأعضاء وجمهورا، لولا الفرص التي وفرتها له هذه البنية الهشة للدولة والأوضاع الإقليمية ممثلة في تدخل نظامين (السوري والإيراني) لهما مصلحة في دعمه، ليحقق الاختراق الاستثناء في نقطة من التقاطع مع مصلحة إستراتيجية للأمة في التصدي للاجتياح الأميركي الصهيوني لها واستباحة حرماتها وثرواتها، مدعوما بتواطؤ أو صمت من جملة النظام العربي. وهو ما جعل من لبنان هذه الرقعة الصغيرة ساحة لصراعات دولية وإقليمية، مهما تعددت ألوانها، تبقى معسكراتها الأساسية واضحة: المعسكر الأميركي الغربي الصهيوني في مواجهة معسكر المقاومة والممانعة ممثل بإيران وسوريا وحزب الله وحماس والجهاد. ومهما كان اختلاف المرء مع طرف في هذا المعسكر أو ذاك فليس أمامه من سبيل إذا اعتبر أن هاهنا معركة حقيقية وليست تمثيلية وأنها معركة تجري في ساحة تهمه ويهمه المنتصر والمهزوم فيها، إلا أن يتخذ له موقعا في هذه المعركة. والأمر في السياسة كما هو في الفقه. ليس الفقيه من يقدر على تمييز الخير من الشر فهو هيّن، وإنما من يملك القدرة على التمييز عندما تختلط الخيرات بالشرور، فيكتشف ويرجّح ما غلب خيره على شره وما غلب صلاحه على فساده، ويدفع الشر الأعظم بالشر الأدنى. ولا يحتاج المرء إلى كبير ذكاء وعناء وتبحر في السياسة لكي يستبين في الساحة اللبنانية، بكل جلاء معسكر المقاومة والممانعة، دفاعا عن الأمة في مواجهة معسكر الأعداء، بصرف النظر عما يكون في نفسه من تحفظات إزاء هذا الطرف أو ذاك في معسكر المقاومة أو إزاء سياسة من سياساته. 4- إن ما اتخذته السلطة الفاقدة الشرعية (بسبب أنها فقدت التوافق أساس الشرعية) من قرارين: وبالخصوص قرار تجريد حزب الله من أحد أسلحته الفاعلة: سلاح الإشارة، خطير جدا، ولكنه استمرار لمطلبها القديم في تجريد الحزب من سلاحه، خضوعا لإملاءات صهيونية أميركية مندرجة ضمن إستراتيجيات تتجاوز لبنان، مما يجعل ممن اتخذوا القرارين مجرد أدوات لاستدراج البلد إلى الفتنة وتوظيف وضعه الطائفي الهش لخدمة إستراتيجيات دولية. بل إن اتخاذ القرارين (إزالة شبك الاتصالات وإزاحة العميد وفيق شقير) قد يدل في حده الأقصى على التواطؤ وفي الحد الأدنى على البلاهة. البلاهة بسبب العمى عن قراءة العواقب. وجاءت النتائج سريعة خلاف ما توقعوه، فقد عجزوا عن التنفيذ، بل تحولوا أسرى لحماقتهم أو تبعيتهم، حتى بلغ الاضطراب برئيس الوزراء أن يتناقض في الجملة الواحدة، إذ طالب باعتبار « القرارين اللذين صدرا لم يصدرا ». إن رئيس وزراء يبلغ هذه الدرجة من الاضطراب إلى حد العجز عن نقل موظف، ويزج بالبلاد في هذا الأتون، لا يبقى له وجه للاحتفاظ بموقعه ساعة واحدة، سواء حملت قراراته التي تراجع عنها على أنها كانت إملاء أجنبيا أم حملت على الغباء وسوء تقدير الأمور إلى حد إدخال البلاد في أزمة طاحنة وتحويل نفسه وفريقه إلى وضع الأسير في قبضة خصومه. إن رئيس وزراء في نظام ديمقراطي يخضع فيه العسكري للسياسي يبلغ به الاضطراب والعجز إلى حد إصدار قرارات لا يملك سلطة تنفيذها، فيفوض أمرها للجيش، تنفيذا أو إلغاء، يعتبر قد سلم سلطاته المدنية للسلطة العسكرية، وهي صورة من صور الانقلاب، فماذا يبقى له من سلطة وماذا يبقى له من وجه للحديث باسم الدولة؟ إن ما فعله يذكر بغباء وحتى عمالة الأمن الوقائي في غزة، إذ صمم على تجريد حماس من سلاحها تنفيذا لمخطط دايتون الأميركي الصهيوني، إلا أن عملا استباقيا من حماس سرعان ما حوله أسيرا لديها. إنه الغباء أو العمالة وكلاهما يفقدان السنيورة وسلطته الشرعية مما يجعل المناداة باستقالة حكومته مطلبا معقولا قد يفتح الباب لاستئناف المؤسسات عملها، بإطلاق سراح البرلمان المعطل، فينتخب الرئيس ويفتح الباب أمام حل الأزمة بقيام حكومة توافقية لا يستقل طرف بقرارها حتى لا تتكرر هذه الشناعة 5- قد يكون حزب الله تسرع في الرد باجتياح قلب العاصمة واحتلال مقرات الأحزاب حتى وإن سلمها للجيش، إذ ليس له تخويل بذلك من أحد، فهو حزب من الأحزاب، فضلا عما حصل خلال ذلك من اعتداءات على مؤسسات إعلامية وترويع للآمنين وفرض لسلطة مليشياوية على أحياء سكانية؛ وهو ما نقل قطاعات شعبية واسعة وبالخصوص الكثير من السنة مسرح العدوان والحصار والترويع، من صف أنصاره إلى معسكر أعدائه. وهي ولا شك خسارة للحزب وللمقاومة وللعلاقات بين الطائفتين التي لم تتلوث حتى في سنوات الحرب الأهلية بدماء، فقد تحارب الجميع مع الجميع عدا هذين الفريقين. وكان يسع الحزب مواصلة مقاومته المدنية معتصما بحقه في الامتناع عن التنفيذ والتصدي بكل الوسائل لمنع كل يد من أن تمتد إلى نزع سلاحه ومنه سلاح الإشارة، دون حاجة لسواتر تسد الشوارع وتعطيل حركة الانتقال من البلد وإليه. ليس باديا حتى الآن أن الحزب كان في حالة من الخطر شبيهة بما كانت عليه حماس إذ أقدمت على الحسم، مع أن أكثر من نصير لها لا يزال يخطّئ اندفاعاتها تلك معتبرا ما حصل ورطة. لقد غدا دايتون الفلسطيني الذي بررت به حماس عملها الاستباقي معلوما لكن حتى الآن لم يعلم دايتون اللبناني الذي برر عمل حزب الله، إن كان موجودا. 6- إن الحسم الذي أقدم عليه الحزب كشف مرة أخرى بجلاء ميزان قوة طالما تجاهلته الأطراف اللبنانية والإقليمية والدولية، وكان في جذر الأزمة التي تفجرت بعد الانتصار المدوي الذي حققه الحزب على عدو الأمة الألد، على الجيش الذي « لا يقهر »، وهو ما رفضت تلك الأطراف الاعتراف به بل اتجهت على الضد من ذلك إلى محاولات بائسة بل حتى خسيسة من أجل تجريده من سلاحه، خلافا لما هو معتاد في سنن الحروب حيث يجرد من رتبته القائد المهزوم أو الخائن. في هذا الزمن النكد يجرد ويجرم الأبطال والفدائيون، مما يعيد للذاكرة قصة فدائيي الإخوان العائدين من معركة فلسطين 1948 حيث أوشكوا أن يئدوا المشروع الإسرائيلي الغربي في المهد لولا تواطؤ القادة العرب، فما كان جزاؤهم إلا أن فتحت في وجوههم المعتقلات والمسالخ. وما لنا نذهب بعيدا وأبرز قائد للدولة الداعمة لمعسكر الموالاة يهنئ رئيس العصابات الصهيونية بالعيد الستين لميلاد دولته. هذا زمن يخوّن فيه الأمين ويكرم الخائن. 7- ومع أن هذا الحسم كشف حقيقة القوى في لبنان، فإن هذا البلد إذا أريد له أن يستمر دولة فليس من سبيل إلى ذلك غير استئناف البحث عن توافق جديد، من منطلق نظرة شاملة لميزان القوة تأخذ بعين الاعتبار جملة الأوضاع الإقليمية والدولية، وهي أوضاع لا تضع أمام لبنان وربما غيره أيضا من خيار غير التوافق أو الحرب الأهلية المهلكة للجميع. 8- ومن هذا المنظور فإن سلاح حزب الله بقدر ما هو ضرورة للدفاع عن البلد بل عن الأمة -ضرورة لا ينكرها أو يتصدى لها باسم شعارات نظرية مثل: احتكار الدولة للسلاح، أو مذهبية سنية تذكّرها الآن بعضهم، إلا مغرض يتجاهل عجز جيوش تفوق مئات المرات الجيش اللبناني- ينبغي أن يستبعد هذا السلاح من حساب أنصبة الشرعية في البلد. فهذه الأنصبة تحكمها اعتبارات ومواثيق أخرى لا دخل للسلاح فيها، وإلا تسارع الجميع إلى اقتناء السلاح واستخدامه تعزيزا لأنصبة الشرعية في مجتمع مسلح، لم يألف قهر الملوك وأنظمة البوليس. ولذلك بقدر ما يظل سلاح حزب الله موجها للصهاينة دفاعا عن العقيدة والوطن يظل شاهدا على صدق خطابه دافعا الأمة إلى الالتفاف حوله، ويتعرض هذا الخطاب للاهتزاز بقدر خروج هذا السلاح يجوس خلال ديار بيروت يغلق مقرات ويحرق مؤسسات ويرعب آمنين ويفجر في النفوس كوامنها الطائفية. لأنه عندئذ يتخذ –وهذا ما حصل خلال الأيام الأخيرة المشؤومة- صورة طائفة تتسلط على أخرى، موفرا لمنافسي الحزب وأعدائه فرصا ذهبية للطعن في خطابه وجملة إستراتيجياته. فما الذي سيحول بينهم بعد الآن وبين الدخول في المنافسة على هذا الصعيد والواهبون للسلاح جاهزون؟ الأرجح اعتبار الحزب قد تسرع وأسرف في الرد، بما يفرض العود السريع بالأمور إلى نصابها بعد أن تحركت خارجه، فيتوب السلاح الطاهر ويعاد تصويبه إلى قبلته التي جعل من أجلها، وتتطهر النفوس مما استبد بها من مشاعر الحقد والانتقام والمغالبة للجار والصاحب بالجنب. والله نسال أن يحفظ للأمة لبنان أنموذجا لحكم التوافق والحرية، ورمزا لعزة المقاومة، لبنان الثقافة والتعايش وسط الاختلاف. ــــــــــــ كاتب تونس (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 ماي2008)


حقوق الإنسان في ظل الفقر ورجوع المجاعة ورقة مقدمة في ملتقى برشلونة حول حقوق الإنسان في الوطن العربي-8-10 ماي

 

 
بقلم: د.منصف المرزوقي محاولة إيجاد تصنيف للبشر عملية قديمة قدم اكتشاف هؤلاء البشر لاختلافاتهم ،وقد صنفوا بعضهم بعض إلى أبناء القبيلة والأغراب، إلى مؤمنين وكفار،إلى مواطنين وأجانب،إلى برجوازيين (صغار وكبار) وطبقات كادحة(عمال وفلاحين ). ثمة هوس العنصريين بالتصنيف الرباعي : البيض والسود والحمر والصفر. القاعدة في هذه التصنيفات أنها لا تخضع لمقاييس علمية ، لكن سيكون من الصعب على القرّاء دحض تصنيفي للبشر لأنه علمي ومبني على معطيات بالغة الدقة مستقاة من الصحة العمومية ومرتبطة بأهم مؤشرين في حياة إي إنسان : مدة حياته وطول الفترة التي يعيشها بصحة جيدة أو مقبولة. إذن من وجهة نظرالصحة العمومية فإن البشر ينقسمون إلى أربعة  » أعراق » رئيسية . « العرق » الأرقى وهو المكون من النساء الثريات ويتجاوز معدل العمر عنده الثمانين سنة، منها خمسة وستين سنة بصحة جيدة أو مقبولة . « العرق » الراقي هو المكون من الرجال الأثرياء ويتجاوز معدل الحياة خمسة وسبعين سنة منها ستين سنة في صحة مقبولة. « العرق « المتوسط هو المكون من النساء الفقيرات، ومعدل الحياة لا يتجاوز الخمسين سنة، منها خمسة وثلاثين فقط بصحة مقبولة . العرق « الدوني » وهو المكون من الرجال الفقراء ومعدل الحياة خمسة وثلاثين سنة منها عشرين سنة وحتى أقل، في صحة مقبولة. * إن طول العمر وعدد السنوات بصحة جيدة مجرّد مؤشر يحيل إلى الأسباب التي أدت للأمر وهذه الأسباب هي شروط الحياة المديدة وفي صحة جيدة. ويقسم الطب هذه الشروط إلى عوامل أولية هي المادية وعوامل ثانوية هي الاعتبارية . أما النوع الأول فنجد فيه الهواء النقي الماء الشروب والغذاء المتوازن والسكن الصحي والتعليم . هذه العوامل هي التي يؤدي غيابها إلى ظهور الأمراض التي تصيب الملايير في بلدان الجنوب. مثلا، تعاني 2مليار من النساء من الأنيميا أي نقص الكرويات الحمر للدم نتيجة سوء التغذية . كذلك هناك ارتباط وثيق بين السلّ وظروف السكن البائسة، أو بين الكوليرا وعدم صلوحية الماء للشرب. أما العوامل الثانوية فتتعلق أساسا بالوضع الاجتماعي والاعتبار والمسؤولية أي الكرامة. هنا تظهر الدراسات الوبائية ، وأشهرها التي قام بها Robert Evans على الموظفين البريطانيين الذين يتمتعون كلهم تقريبا بنفس العوامل الأولية للصحة ، أن فارق العمر يصل الخمس سنوات بين من هم في قمة الهرم وبين من هم في أولى درجاته، نتيجة الفارق في نسبة بعض أمراض القلب و السرطان بين من هم فوق ومن هم تحت. هنا نفهم أن « العرق الأرقى » لا يعيش فترة أطول من بقية البشر بالصدفة وإنما لأنه متمكن من أغلب عوامل الصحة الأولية والثانوية. وكذلك الأمر بالنسبة للرجال الأثرياء .أما تخلفهم عن « العرق » الأرقى فسببه نوعية الحياة بما فيها من استهلاك أكثر للتبغ والكحول وربما لثقل المسؤوليات. مع » العرق » الوسطي نشاهد انخفاضا ملحوظا في التمكن من العوامل الضرورية للصحة المادية منها والاعتبارية ، وتصل النسبة درجتها الدنيا مع » العرق » الدوني حيث يشهد الرجال الفقراء تدني رهيب في شروط الصحة ناهيك عن كونهم من يبعثون للأشغال الشاقة وللحروب وللسجون وغرف التعذيب. همسة في إذن مناضلات حقوق المرأة : الرجل الفقير وليس المرأة الفقيرة أكبر ضحية انتهاك حقوق الإنسان والحل الأخذ بحقوق الإنسان ككل وليس تجزئتها إلى حقوق مرأة وحقوق رجل وحقوق طفل الخ. الفقرإذن وليس الجنس أو العرق أو الدين ، هو العامل المحدد، أيا كان البلد في، وصول البشر إلى أطول عمر وفي أحسن صحة لأنه هو الذي يمنع الوصول إلى شروطها الأساسية المادية منها والمعنوية…ولو عدنا لهذه الشروط لاكتشفنا أن أغلبها حقوق أساسية اعترف بها المشرع العالمي في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وظلت منتهكة إلى اليوم . فالإعلان يضمن حق العمل وحق الراحة وحق التعليم والحق في مستوى معيشي لائق ) الفصل 25( لكنها كلها غائبة أو معطلة في ظل الفقر، بل يمكن القول بفحص جملة الحقوق التي يمنعها أو يصعبها أنه العدوالأول لها . لكن ما الفقر بالضبط ؟ حسب لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة ( 21-8-2006) :الفقر هو الحالة التي يجد فيها كائن بشري نفسه محروما بصفة دائمة من الموارد والوسائل والخيارات والأمن والسلطة الضرورية ليتمتع بمستوى معيشي كاف وببقية الحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية . وفي تعريف هذا الأخير تقول السيدة لويز أربور المفوضة العليا للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان : ”الفقر ليس نقصا في الموارد المادية فقط وإنما هو نقص في الإمكانيات والفرص والأمان،وهو يدمّر الكرامة ويزيد من هشاشة الأفراد. إنه أيضا مسألة سلطة ، من يملكها ومن يتحملها في الحياة العامة أو ضمن العائلة  » بداهة لا مجال للحديث في ظل الفقر عن أي من حقوق إنسان وليس فقط التي توفر شروط الصحة .أي معنى للحق في رأي لا يغير واقعا، أو للمشاركة السياسية حتى ولو كانت في نظام ديمقراطي والكل يعلم أن هذا النظام لم يغير كثيرا طيلة خمسين سنة من حياة الفقراء في الهند؟ أما على مستوى الحقوق الفردية فإنه يمكن القول أن الفقر يتهدد بصفة جدية الحق في الحياة وفي الحرمة الجسدية والمساواة أمام القانون وفي تكوين عائلة فما بالك عن الحق في الملكية باستثناء ملكية الأسمال. * إذا اعتبرنا إذن أن الفقر هو المحدد الأول والأخير ، على الصعيد الفردي والجماعي للتمتع بجملة الحقوق الإنسانية فإنه سيسهل علينا تكوين فكرة عن نسبة من يتمتعون ولو نسبيا بهذه الحقوق على صعيد العائلة البشرية. حسب تقرير الاتجاهات الاقتصادية الإستراتيجية ( الناشر: مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية) وبخصوص أمتنا العربية فنسبة من يمكن أن نسميهم  » البدون » هي 62% من 300 مليون عربي مع وجود 100 مليون يعيشون بأقل من دولارين يوميا وهم السوبر فقراء الذين تبلغ عندهم الانتهاكات لحقوقهم مداها الأقصى. لا يجب أن ننسى غير العرب حيث يعيش في بلدان الخليج سبعة ملايين فقير من أصول آسيوية وافريقية والأخطر من هذا كله أن هذه الأرقام المخيفة في تصاعد نظرا لترابط جملة من العوامل المتشابكة والمعقدة التي تنطلق من التغير المناخي إلى سوء الحكم والتصرف مرورا بطبيعة العولمة الليبرالية ، بل وأننا ستون سنة بعد الإعلان أصبحنا نتحدث عن خطر عودة الجوع إلى بلداننا . * ما معنى مثل هذا الوضع وما تأثيره على كامل المنظومة التي نتحرك داخلها فكرا وممارسة ؟ هل علينا القول مثلا بفشل خطاب حقوق الإنسان ككل لعجزه في تحقيق أبسط متطلبات كرامة هذا الإنسان وبالتالي اعتبار كل منظمات حقوق الإنسان هيئات لا تنفع إلا أصحابها . مثل هذا المنهج قد يؤدي بنا إلى المطالبة بإغلاق الكنائس والمساجد وبقية المعابد حيث أن الأديان أقدم بكثير من حركة حقوق الإنسان ومطالبها هي الأخرى معلّقة لليوم . هل يجب أن نقول بمواصلة الأهداف لكن بطرق أخرى غير التي تنتهجها الحركة . هنا يمكننا العودة للخطاب الذي ساد العالم الثالث في الستينات والقائل بأولوية الحاجيات الدنيا على الحريات وضرورة تجنيد القوى ”للتقدم“ مما يعني آليا لجم كل معارضة تقف في وجه أكثر المشاريع شرعية أي توفير الغذاء والصحة والتعليم ، ولو بثمن الاستبداد المستنير ؟ من البديهي أنه يجب رفض هذا الخطاب  » الثورجي » لسبب بسيط هو أن الشعوب وخاصة شعوبنا العربية قد دفعت له ثمنا باهظا حيث أدى الاستبداد السياسي من جهة لفقد الحريات الجماعية والكرامة الفردية دون أن يؤدي كما وقع الأمر في الصين وكوريا الجنوبية إلى الازدهار الاقتصادي . وهذا ما يدل بوضوح على أنه إذا لم تكن العلاقة آلية بين التقدم والحرية فإنها ليست أكثر ضرورة وثباتا بين التقدم وبين الاستبداد. ونظرا لما كلفنا ولا يزال هذا الاستبداد وما أوصلنا إليه من تخلف وتبعية فمن الأجدى ألا نلتفت لمقولة أثبت التاريخ فشلها . ماذا يبقى لنا ، طبعا ليس لنا في ظلّ الكارثة التي تحف اليوم بالعالم وبوطننا العربي مواصلة اجترار نفس القناعات دون أن نحاسب عليها النفس حسابا عسيرا؟ * هذا الحساب العسير يبدأ من مسائلة أسس الفكر الحقوقي نفسه الموجودة في الإعلان العالمي حيث نقرأ في الديباجة : « لما كان الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم ومن حقوق متساوية و ثابتة تشكّل أساس الحرية و العدل و السلام في العالم . ولما كان تجاهل حقوق الإنسان و ازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال أثارت بربريتها الضمير الإنساني » بالتمعن في طبيعة الأعمال التي أثارت بربريتها هذا الضمير الإنساني ،سنكتشف أن المقصود به هو الاستبداد السياسي الذي تمثل آنذاك في النازية والفاشية مدعوما باستبداد عقائدي أعطى لهما أطروحاتها العنصرية التي بررت الفضاعات التي ارتكبت إبان الحرب العالمية الثانية. قد يكون هذا هو السبب في التوجه شبه الغريزي لمنظمات حقوق الإنسان في العالم للدفاع عن الحقوق السياسية الديقراطية والتركيز على قيم التسامح والقبول بالاختلاف في الرأي. حقا توجد سلة كاملة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، لكن من يعرفون تاريخ كتابة الإعلان يعلمون أنها ألحقت تحت ضغط الكتلة الاشتراكية القوية آنذاك ، وأنه ليس من باب الصدفة ألا تأتي في الصدارة ، أو أنها بقيت غير معترف بها في كثير من الاعلانات الإقليمية. ومما يدلّ على هامشيتها الفعلية ، أن الترديد المتواصل بتكامل كل الحقوق وبعدم وجود أفضلية لنوع على آخر ، كان من قبيل الترديد السحري لإخفاء الواقع وهو أن هناك فعلا في الممارسة أفضلية للحقوق السياسية على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية . قد يكون الأمر ناجما عن مصادرة الأنظمة الاستبدادية اليسارية لهذه الحقوق ، أو عن الأصول الطبقية لمناضلي حقوق الإنسان في العالم الثالث وخاصة في وطننا العربي ، وقد تكون هناك أسباب أخري سيكشفها البحث التاريخي ، المهم أن هذه الحقوق بقيت مهضومة الجانب إلى أن برزت منذ نهاية التسعينات حالة وعي جديدة ، كان منطلقها تفشي مرض نقص المناعة المكتسب وما يصاحبه من أمراض كالسلّ ، وعلاقة هذه الجائحة الجديدة بالفقر. وبخصوص هذا المؤشر الخطير اتضح من معركة توفير الدواء الرخيص وإصرار الشركات الصيدلية الأمريكية العملاقة على عدم التخلي عن براءة هذه الأدوية وتدفيع الفقراء ثمنا مستحيلا ، أن منتهكي حقوق الإنسان ليسوا بالضرورة وزراء الداخلية وجلاديهم وإنما أباطرة المال والاقتصاد الذين أصبحوا في ظل الطفرة الليبرالية سادة العالم الحقيقيين…وأن استبدادهم غير المنظور عبر العولمة المتوحشة هو سبب إثراء متواصل للأقلية وإفقار مخيف لأغلبية يتزايد ويتوسع عددها جاعلا البدون يتزايدون في العالم ووطننا العربي بأعداد رهيبة ثانية بعد أخرى . * معنى هذا أن علينا كمناضلي حقوق الإنسان تعديل عقارب الساعة وإعادة موقعة أولوياتانا على ثلاثة مستويات . المستوى الأول هو تطوير ذهني لمفهوم الاستبداد والاقتراح اعتبار ه كالآتي الاستبداد هو السلطة شبه المطلقة وغير المسؤولة التي تمارسها مجموعة ضئيلة من الناس لفرض مصالحها الخاصة ،ولو بثمن الإضرار بالمصالح المشروعة لأغلبية البشر وسلامة البيئة والسلام العالمي ، نتيجة سيطرتها على القرار السياسي والسلاح ووسائل الاعلام والمال ،وقدرتها على فرض واقع مختل زمنا طويلا باستعمال كل وسائل العنف البارد أوالساخن. معنى هذا أن علينا مستقبلا عدم الاكتفاء بتسليط الأنظار على الاستبداد السياسي متناسين الاستبداد المالي والمصرفي ، خاصة وأنهما مرتبطان ارتباطا وثيقا، وإنما أننا سنتعامل معه كما نتعامل مع الأول بالآليات التي نستعملها لمحاربة التعذيب أو خنق حرية الصحافة . هذا ما يؤدي بنا إلى المستوى الثاني من التأقلم تنظيميا . كلنا نعرف أن العفو الدولي لا تتجاوز بعض المهام الحقوقية مثل الدفاع عن معتقلي الرأي والتصدي لعقوبة الإعدام والتعذيب. كذلك نعرف أن هناك منظمة مختصة ببند واحد هي منظمة البند 19 ولا تخرج عن مجال واحد الدفاع عن حرية الصحافة. لنتصور مثلا منظمة البند 25 . مثل هذه المنظمة ستضطر للتعاطي مع جرائم متعددة منها جرائم شركات التبغ التي تصدر اليوم مئات ملايين حالات سرطان الرئة إلى العالم الثالث، أو جرائم شركات الأدوية التي تحرم الملايين من الدواء الرخيص أو شركات التعذية العالمية التي تستولي على البذور وتجعل منها سلعة تبتز بها شعوب كاملة. إذا أرادت حركة حقوق الإنسان العالمية والعربية أن تكون في مستوى التحديات الرهيبة التي يواجهها ملايير البدون فإن عليها بناء مثل هذه المنظمات للإدانة والتشهير والتحريض والمطالبة بمحاكمة مسؤولين عن مذابح جماعية لا يسمع بها أحد . تقولون تطرف . لا والله …والدليل ما ورد في البند السادس لتوصيات لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة -21-8-2006 والذي نقرأ فيه حرفيا : إن الدول والهيئات الدولية والشركات الوطنية والعالمية والمنظمات غير الحكومية مسؤولة عن أخذ هذه الحقوق – الاقتصادية الاجتماعية- بعين الاعتبار وباحترامها كليا ، والتعرض لها سواء كان نتيجة تقصير أو سياسة معتمدة يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان ويمكن اعتبار أصحابها مسؤولين عنها مع كل التبعات القانونية المنجرة عن ذلك. يبقى أن حركة حقوق الإنسان في مستوى حرب لم تشهرها بعد ضد الاستبداد المصرفي المالي ، مطالبة بالتعلم من فشلها في استئصال الاستبداد السياسي . فطالما لا يوجد تنسيق وتداخل مع العنصر السياسي باعتباره عنصرا مدنسا والخلط بينه وبين الحزبي، فإن معركة تحرير الإنسان ستبقى عاجزة عن تغيير الأوضاع . نحن أمام ضرورة قصوى هي تعاون الحقوقي والسياسي . مهمة الحقوقي ليست فقط في إدانه كل أصناف الاستبداد وتعريتها ونزع كل صبعة شرعية وإخلاقية عنها لإضعافها وإنهاكها تمهيدا لضربة سياسية بارعة تجتثها ….وإنما دورها الأساسي غزو المجال السياسي بالأفكار والقيم لكي يكون لنا سياسة حقوق الإنسان تواجه السياسة المناوئة لحقوق الإنسان . أما الإنكفاء على الذات بتقارير وبيانات حتى لإدانة الفقر فلن يكون إلا حلا سحريا إضافيا لا يغني ولا يسمن من جوع ويحث الجوعى عن البحث لهم حلول أخرى قد تزيد الطين بلة . (المصدر: موقع إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 14 ماي 2008)


 
 

في الحوار مع الشباب واستعجال الحصاد

 

 
بحري العرفاوي: إعلان سيادة رئيس الجمهورية عن فتح حوار مع الشباب وتجنيد « محاورين » في كل المنابت الشبابية  يعد قرارا هاما لما يفترض أن تترتب عنه من إحاطة وإصغاء وترشيد حين يعبر أبناؤنا وبناتنا عن ذواتهم بما هي أفكار وآمال ومطالب أو قلق وتشكيات  أو سعادة وانتشاء « تكلم حتى أراك » . ليس ثمة أحصن للمجتمعات من حرية التعبير ومن الأمان النفسي يتبدى الأفراد كما هم لا يخشون أن يُحاط بهم سوءا إذا ما اختلفوا أو استاءوا . « الحرية أول مرب للأمم هي تخلق كل مُرب عداها وما من مُربّ يسدّ مسَدّها » يؤكدُ المُحاورون أنهم طُولبوا بحسن الإستماع وعدم الإكراه أو تقديم الإجابات غير المقنعة  وطولبوا أيضا برفع الحرج عن الشباب وتشجيعهم على قول ما يرون دون توجس من أذى . ÷ الحوار وتوليد المستقبل: مُحاورة الشباب تحريك لتربة الوطن وتنشيط لاستعدادات الخصوبة وتوليد لمستقبل يشترك القادمون في تقديمه فلا يصطدمون به ولا يتبرأون منه ولا ينقمون على فارضيه إذا ما خابت آمالهم فيه أو تخلف بهم عن شروط الحياة وركض العصر. حوار تتواشج فيه حكمة الحكماء ورصانة العقلاء وحماسة النشطاء من بناتنا وأولادنا دون وصاية أو إكراه ودون خطاب خادع قد تنجذب إليه البراءة فتسلم نفسها كما العجين بين أيدي محترفين عارفين بما يعجنون … يحتاج هذا النبت أن يستقيم على بينة ويحتاج أن يتنفس في فضاء يتسع لقلقه وأشواقه وأسئلته التي لا تنتهي … يحتاج اصطبارا على انفعالاته وجموحه واندفاعه …يحتاج فلسفة تنطلق منه إليه فيتحرر من وهم القصور وعقدة العجز وكابوس الوصاية ، يتأمل ذاته يكتشف قدراته بأمل وواقعية ويشعر بمعاني الانتماء وجدوى المشاركة في رسم ملامح الوطن .  ÷ آليات الحوار: الحوار قيمة أخلاقية ومعرفية تتجاوز فضاءات معلومة أو حصص مضبوطة أو مناسبات عابرة …إنه دُربة على التداول على القول ودربة على حسن الإستماع وحُسن القول وهدوء السؤال وأدب المجادلة وتواضع للحقيقة وترفع عن العناد وتجرد من الغرور أو التعصب … حوار في كل مناشط الحياة وكل مفاصل العلاقات    طلبا للتواصل ورغبة في الإئتلاف وحرصا على المصلحة وتحسسا لمسالك « الحقيقة  » .  الحوار قطع مع العلاقات العمودية ومع الإكراهات الفكرية والسلوكية والذوقية لا ينخرط فيه ـ بمعانيه تلك ـ إلا من أمنت نفسه واطمأن إلى جدية وتواضع من يستمع إليه، فلا تكون الدعوة إلى الحوار مجرد عملية إصغاء أو سبر للآراء أو محاولة تشخيص لحالة نفسية وذهنية لتحديد موقف أو اتخاذ إجراء فالإنسان بما هو كائن متعدد الأبعاد أعقد من أن تحيط بحقيقته دراسة اجتماعية أو نفسية إنه الكائن الوحيد العصي عن التحديد وهو الكائن المتحول دائما وعيا وممارسة ووجدانا فلا يمكن إدامة « تصنيفه » ـ مجرما، متطرفا، جاهلا، جانحا،….ـ ومن أوكد مهام المحاورين مساعدة « السلبيين » على الانسجام في ركض الحياة وعلى الوعي بمعاني « الوجود » بما هو فعل وتجدد وتحرر ومسؤولية . ÷ استعجال « الحصاد » المشاريع الكبرى تجهضها العقول الصغرى… ولا أحد يمكنه أن يجامل حين يتعلق الأمر بقضايا في حجم الوطن . بعضهم اتخذ قرار الحوار مع الشباب مأخذا سطحياـ لا لسوء قصد وإنما لسوء تقدير أو لضعف استعداد وخواء زاد ـ.فظن الحوار حصة للإستفراغ الذاتي لا يقصدُ منه مقصدٌ بل اتخذه مقصدا لذاته ، وظنه آخرون حصة لتجريع مستحضر ساحر يَسأل بعده مباشرة الحاضرين عما وجدوه في أنفسهم وعقولهم من تحسن وعما ينوون فعله بعد « الآن « . كلام يبث على الفضاء لا يشد إليه أطفال المدارس ولا يثير اهتمام المشاهدين ، ولا يخفى على ذي عقل تسريب أيديولوجي غيرُ بريء يُجريه « الكبار » على ألسنة « الصغار » ـ والعهدة عليّ ـ ولست أعني التوظيف السياسي فلا حرج من رد التحية بأحسن منها . إن أخطر ما يتهدد مشروع الحوار مع الشباب هو الطرائق العَيية في  التعاطي معه إذ تجرده من عظيم أهدافه وعمق آثاره المستقبلية فيستحيل مجرد إجراء شكلي يستعجل بعض المكلفين به حصادا ينسبونه إليه إرضاء لأنفسهم ومُخاتلة لشباب لا يكفون على اعتباره قاصرا يلقنونه أقوالا ثم يستحسنونها ثم يستحسنون ما يفعلون .  « الشباب هو الحل وليس المشكل »ـ أتنازل عن حقوق الملكية الفكرية ـ عنوان فلسفة الإرادة والحياة ، حتى لا يتحول الشباب إلى ذوات مأزومة تنحني لأزمات تنذر بها التحولات الدولية وحتى لا ينضب أمله في مستقبل أنقى وحياة أرقى وأثر أبقى وحتى لا يجتذبه خطاب الياس ولا تأخذه دعوات الفوضى وحتى يترسخ فيه اعتقاد بأن الإنسان هو الصانع للتاريخ وأن المشاكل مهما تعاظمت لا يمكن أن تنتهي به إلى وضعية « المشكلة ».  هذا « العنوان » لا يمكن إفراغه من دلالاته العميقة ولا يمكن استعماله في دعاية عابرة . نأمل أن ينتبه الحريصون على الوطن . (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 ماي 2008)


الكتابات النّافعة 2 / 3*

 

 
لخّصه وكتبه عبدالحميد العدّاسي.   نفعني وإيّاكم بالكلمة الطيّبة وجعلنا من صائديها والعاملين بها، وأسأل الله الثواب لسادتنا العلماء الذين خدموا هذا الدّين وأخذوا بأيادي المسلمين إلى مراكز النّفع المبين. وقد رأيت مواصلة ما بدأناه معا في إطار « الكتابات النّافعة » المنتقات من كتيّب « المقاصد » للشيخ الإمام النووي رحمه الله ورفعه في علّيين مع الشهداء والصالحين وألحقنا بهم أجمعين…   وقد افتتح رحمه الله المقصد الثاني بالحديث عن أحكام الطّهارة، فبيّن أنّها إنّما تصحّ بماء مطلق لا مستعمل ومتغيِّر بمخالِط ونجس(وهو ما حلّ فيه نجاسة وهو دون قلّتين أو قلّتان فتغيّر، أي أحد أوصافه: لونه أو طعمه أو رائحته). وتحدّث عن النجاسة فحصرها في الدّم، والقيءِ، والمائع الخارج من سبيلٍ سوى مَنِيٍّ، والميتة سوى سمكِ البحر وجرادٍ وبشرٍ، والكلب والخنزير وفروعهما، والمبانِ (المقطوع) من حيّ ميتتُه نجِسةٌ سوى شعرِ مأكولٍ (أي حيوان مأكول اللحم فهو طاهر)، والخمر. وأشار إلى أنّ الخمر تطهُرُ بتخلُّلٍ بِنفسِها وأنّ جلدَ ميتةٍ غيرِ كلبٍ أو خنزيرٍ يطهُرُ بدبغٍ. والمتنجّس بوُلُوغِهما (الكلب والخنزير) يُغسَلُ سبعا، واحدةً بتراب، وبغيرهما يُغسلُ مرّة والتثليث أولى. ويكفي في بول طفل لم يأكل رشُّ. ويُعفَى عن ميتةٍ لا يسيل دمها (كذباب ونمل) وقليلِ دمٍ وقيحٍ (أي إذا أصاب الثوب أو البدن).   يواصل رحمه الله فيقول: والآنية يحلّ استعمالها ما لم تكن من ذهب أو فضّة. والسواك سنّة إلاّ بعد الزوال لصائم ويتأكّد عند استيقاظ وصلاة وتغيّر فَمٍ. والوُضوءُ: موجبُه: خارجٌ من سبيلٍ، وزوالُ عقلٍ لا بنوم متمكّن (أي ممكّن مقعده من الأرض)، ولمسُ رجُلٍ امرأةٍ غير محرمٍ بلا حائل، ومسُّ فرجِ آدميٍّ بباطن كفٍّ. وفرضُه: النيّةُ، وغسلُ وجهه، ويديه بمرفقيه، ومسحُ بعض رأسه، وغسلُ رجليه بكعبيه، والترتيبُ. وسُننُه: التسميةُ، وغسلُ كفّيه قبل إدخالهما الإناء، والمضمضةُ، والاستنشاقُ، واستيعابُ رأسه (يعني في المسح)، ومسحُ أذنيه، وتخليلُ أصابعه ولحيته الكثّة، وتقديمُ يمناه، والتثليثُ، والوِلاءُ (بكسر الواو أي الموالاة أي الفور). ثمّ إنّ المسح على الخفّين: يجوز للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثةَ أيّامٍ بلياليهنّ ابتداء من أوّل حَدثٍ بعد لُبسِهِما بشرط أن يكون اللّبس بعد طهرٍ تامٍّ وإمكان مشي عليهما وسترهما محلّ الغسل (وزِيدَ شرطٌ آخرُ وهو طهرُ الخفّين، فلا يكفي المسح على خفٍّ اتُّخِذَ من جلد ميتةٍ قبل الدّباغ)، ومبطلُ المسح خلعٌ وتمامُ مدّته وموجبُ غُسْلٍ. والاستنجاءُ: يجب من ملوِّث (كالبول)، ويُسنّ بحجارة ثمّ بماء ويُجزئُ بماء أو بثلاثة أحجار يُنقي بها. والغسلُ: موجِبُهُ: دخول حَشَفةٍ فرجًا، وخروجُ منيّ، وموتٌ، وحيضٌ ونفاسٌ، وولادةٌ (قلت: كنت ولازلت لا أفرّق بينهما أي النّفاس والولادة، غير أنّ الحديث عن أقلّ النّفاس وأكثره قد يجعلنا نفهم وجاهة الحديث عن النّفاس والولادة، إذ من النّساء من ينقطع دمها بعد الولادة مباشرة فيلزمها إذن غسل الولادة، والله أعلم). وفرضُه: النيّةُ، وغسلُ كلِّ بَشَرَتِه وشعرِه. وسُننُه:الوضوءُ، والدّلكُ، والوِلاءُ. ومسنونُه: لجُمُعةٍ، وعيدٍ، وخسوفٍ، واستسقاءٍ، وإسلامٍ، وإفاقةٍ (أي المجموم والمُغمى عليه)، وإحرامٍ، ودخولِ مكّةَ، ووقوفِ عرفة، ورمي التشريقِ، ومِن غَسْلِ ميّت (أي في حقّ مَن غسّل ميّتا). والتيمّمُ: شرطُه: فقدُ ماءٍ، أو خوفُ استعماله، ودخولُ وقتٍ (أي وقت الصلاة)، وطلبُ فاقِده، وتُرابٌ طاهرٌ. وفرضُه: نقلٌ، ونيّةُ استباحةٍ (أي استباحة الصلاة)، ومسحُ وجهه ويديه بمرفقيه، والترتيبُ. وسُننُه: التسميةُ، وتقديمُ يمناه، والوِلاءُ. ومُبطِلُه: ما يبطِل الوضوء، ورُؤيةُ الماء خارج الصلاة، ورِدّةٌ، ويتيمّمُ لكلِّ فرضِ. والحيضُ: إمكانُه بعد تسعِ سنين، وأقلُّه يومٌ وليلةٌ، وأكثرُهُ خمسة عشرَ يومًا. وأقلّ النفاس لحظة، وأكثرُه ستُّون يومًا (قلت: وأكثر أهل العلم من الصحابة على أنّ أكثره أربعون يوما حسب « بداية المجتهد ونهاية المقتصد »). وأقلّ الحملِ ستّة أشهرِ وأكثرُه أربعُ سنين. ويُحرمُ بالحدثِ الصلاةُ، والطّوافُ، ومسُّ المصحف وحملُهُ. وبالجنابة الأربعَةُ المتقدّمةُ، وقراءةُ القرآن، واللبثُ بمسجدٍ. وبالحيض والنّفاس الستّةُ المتقدّمة، والتمتّعُ بما بين السُّرَّةِ والرُّكبةِ (بلا حائل) إلى الغُسلِ، والصّوم إلى الانقطاع (وإن لم تغتسل).   ملاحظة ورجاء*: فأمّا الملاحظة: فلعلّ بعضنا يقول: ما الفائدة من إعادة وتكرار أمور حُشِيَتْ بها الكتب وعرفناها وحفظناها عن ظهر قلب؟! وردّي على ذلك أنّ هذا الكتيّب قد أظهر لي أنّ صاحبه ممّن التزم كثيرا باتّباع نبيّه صلّى الله عليه وسلّم حينما استعمل لغة سهلة جامعة واضحة تساعد كلّ متعلّم على الاستيعاب والحفظ، ما رغّبني في نقل معظمه بنيّة الاستفادة منه – لسهولته-، رغم وجود غيره من النّصوص، وهي كثيرة. وأمّا الرّجاء*: ففي صبركم على إضافة جزء ثالث خلافا لما بيّنت سابقا من أنّ الموضوع على حلقتين فقط. ويأتي هذا نتيجة حرصي على عدم الإطالة على القارئ الكريم، إذ لو زدت على هذا القدر لخشيت عليه الملل… وبارك الله في الرّاغب في الخير…  

لماذا يتهرب البعض من تحمل المسئولية ؟

 

 
المنجي الفطناسي إن حجم البلاء الذي حل ببلدنا العزيز تونس منذ مجيء هذا الجرثومة إلى السلطة يحتم علينا تحمل المسؤولية ، بل إنّ الواجبات النضالية المطلوبة منا في هذه المرحلة صارت  أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. . ألا يدعونا ما يعانيه إخواننا في السجون من ظلم واضطهاد وقهر وتعذيب وقتل بطيء إلى العمل على فك أسرهم. ألا يدعونا ما تتعرض له الأخوات المحجبات من مضايقات متواصلة وحرمان من الدراسة واجتياز الإمتحانات والشغل إلى تحمل مسؤولية تخليصهن من براثن عصابات الإجرام. ألا يدعونا ما يقاسيه المساجين المسرحون من إقامة إدارية مرهقة وقطع للأرزاق وتعطيل لكل مجالات حياتهم إلى السعي لمساعدتهم ماديا ومعنويا وحقوقيا. ألا يدعونا ما يلاقيه نشطاء الرأي من حصار وهرسلة وخطف وتعنيف على مدار الساعة إلى مساندة تحركاتهم ووقفتهم البطولية في وجه الإستبداد. ألا يدعونا ما يتعرض له المجتمع من تدمير مقصود للهوية والأخلاق والآداب والفضيلة ونهب للثروات من قبل لصوص الدولة إلى العمل على عتقه وتحريره من الإسر والأغلال. أين نخوة المهجرين ، أين عزتهم ، أين غيرتهم على الدين والعرض والأرض ، لماذا الرضى بالدون ؟ لماذا الإقتصار فقط على حياة ألأكل والشرب والنوم والشغل وركوب السيارة والزواج وشراء البيوت والذهاب إلى العطلة ؟ هل هذه حياة أتباع الرسل ، هل هذه حياة كنتم خير أمة أخرجت للناس ، هل هذه حياة أصحاب المبادئ ، هل هذه حياة الشرفاء ، هل هذه حياة الطامحين للفوز بالجنة في الآخرة والحشر مع من تحملوا مسؤولياتهم من الأنبياء والصحابة والشهداء والصديقين؟ علينا جميعا أن نقتدي بهدهد سليمان ذلك الطائر الصغير الذي أعطى للأولين والآخرين دروسا عظيمة في تحمل المسؤولية وفي الإيجابية. يقول الشيخ القرضاوي حفظه الله وأطال في أنفاسه أن الجنة ترفض الضعفاء والمتخاذلين والمصلحيين والماديين الذين لا يهتمون بأمر غيرهم من المسلمين. إن الذي يرضي بالقعود ويرضى أن يكون من المخلفين ولا يتحمل مسئولية العمل على تغيير واقع تونس الفاسد إلى واقع أفضل يساهم من حيث لا يشعر في تكريس الطغيان و إطالة عمر الظالم واستمرار معاناة شعبه إلى ما لا نهاية له. إنه ليس من العيب الخطأ عند تحمل المسئولية فهذا من سمات البشر ، من منا لا يخطئ ، ولكن العيب الحقيقي هو التخلي عن المسئولية وعدم تحملها والإكتفاء بدور المتفرج. كم من إخوة المهجر آتاهم الله بسطة في العلم والمال والجسم ولكنهم مقصرون ومن المسؤولية هاربون ولا يتهرب من المسئولية إلا العاجز الذي لا همّ له ولا مكان له بين الأحرار وهذا ليس من صفات المسلم. أسباب تهرب البعض من المسؤولية  الأسباب عديدة يأتي على رأسها : ** سوء فهم الكثيرين لحقيقة وغرض وجودهم في هذه الحياة وما يطلبه الإسلام منهم تجاه المظلومين،  ليعلم هؤلاء أن المؤمن  لم يخلق عبثا ولم يترك سدى ، إنه صاحب رسالة ، إنه صاحب أمانة ، إنه أمل الإنسانية الحائرة ، إنه بلسم النفوس الجريحة. ** عدم الشعور بالمسؤولية : إن تحمّل المسئولية لا يأتي إلا من خلال  استشعار عظم الأمر المسئول عنه، فلو تحدثنا عن المسئوليات وتحمّلها ولم نتحدث عن ماذا نحن مسئولون لن يكون هناك باعث لتحملها. إنّ استشعار المسئولية لا يأتي إلا بمعرفة الأمر الذي نحنُ مسئولون عنه وليس هناك أعظم من مسؤولية إقامة الدين ومواجهة بن على وعصابته. أيكون أصحاب الباطل والمبادئ المنحرفة أولى من أهل الحق في تحمل المسئولية إنهم يتحملون المسئوليات وما يليها من تبعات لأنهم يعتقدون أنهم على صواب وهم ليسوا كذلك. والله لم يستيقظ أهل الباطل في تونس إلا عندما نام أهل الحق من المؤمنين فلا بدّ أن نعتقد أننا على صواب وأننا على حق بل وأصحاب قضية عادلة ونزرع ذلك فيمن حولنا من الأبناء والأقارب والأحباب والأصدقاء وغيرهم . من يتهرب من المسئولية بحجة التورع وأنه ليس أهلاً لذلك فهذا عجز الثقات، وهذا عذر أقبح من ذنب وهذا ورع فاسد وكاذب ، لكل فرد صفات يتسم بها وقدرات يستطيعها وأعمال يتقنها ، ودور كل  واحد منا هو العمل وسد الثغرات بما يملك من قدرات وإمكانيات ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. ** الإحباط الذي أصاب العديد بسبب طول المحنة. ** الإنشغال بالدنيا والتكالب عليها والوقوع في شراكها والإستكانة لرغد حياة الغرب ينسي الإنسان مسؤوليته ولا يترك له مجالا لخدمة رسالته. ** الخوف من التبعات الجسيمة للمسؤولية . ** مصيبة العودة الذليلة والغير الشريفة لبعض الأنانيين والمنهزمين أدت إلى تعطيل الكثير من الطاقات وكثير من مشاريع النضال . إن استشعار عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا دينيا وأخلاقيا يجب أن يقودنا للعمل والبذل والتضحية وإلا (( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم ) . (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 ماي 2008)  


أدب وثقافة الإختلاف

 

 
منصور الشارني الإختلاف مفردة شائعة اكتسبت بعدا في مفهومها وإصطلاحها نتيجة جهود المفكرين الذين أسهموا في تعبئتها وتحميلها دلالات معرفية جديرة بالاهتمام والذي دفعني لكتابة هذا المقال المتواضع هو الملاحظات التي تلفت انتباهي في الدورات التكوينية أو الهيئات النقابية الدستورية والمجالس والمؤتمرات، فالضحالة التي يتميز بها البعض في فهم تلك الرابطة الاختلافية وبمعناها أن الاختلاف يثري ولو بطريقة غير مباشرة هو عكس التحيز، والافتراض هنا هو ان ما يصدق على اختلاف الثقافات الانسانية استقلالها عن بعضها البعض و ان الاختلاف او التباين ليس على درجة واحدة تماما مثل التجانس كذلك. فالتجانس والاختلاف في الافكار يكون جذريا في بعض الوجوه والحالات وفي بعضها الاخر يكون قرب التجانس والاختلاف في الزيادة والنقصان وكل ذلك أساس لاستمرار الحياة. وقدر الاختلاف يزيد وينقص تبعا لعوامل كثيرة منها الزماني والمكاني والوعاء الثقافي، أردت ان اقول ان الاختلاف والتجانس متغيران حسب الظروف الكثيرة. فالزوايا المختلفة حسب التراكم المعرفي والعلمي والتجربة هي التي أردت أن أعبر عنها بأدب الاختلاف أو ثقافة الاختلاف، وهي نتيجة التأمل وغيرها من العناصر الاخرى التي سبق وأن اشرت لها فهي كذلك اختلاف في النقد البناء ولا يجب ان نقطع مع بعضنا اذا اختلفنا. ان ننطلق من الوعي بالاختلاف بأن أوجه التشابه في الآراء والوصول الى الهدف الذي نريد تحقيقه في أي مجال من المجالات هو الغاية المثلى. فالإختلاف ينبع من عائلة واسعة من المفاهيم والمصطلحات تطال حتى الثقافة العربية الاسلامية ولعل أشهرها «فقه الاختلاف» وقال لي أحد الاصدقاء «وسعوا فوسع اللّه عليهم وضيقنا فضيق اللّه علينا» ويعني بذلك المجتمعات الغربية. ما يحصل اليوم بين النقابيين في قطاع ما من تباين في وجهات النظر فيما يتعلق بأمور ومصالح أي قطاع يفتقر الى أدب الاختلاف رغم أنني أجزم بأن الاختلاف فيه قسم مذموم وآخر محمود فالمذموم هو الذي يدخل في باب التجريح والرسائل المجهولة وهو يؤدي الى الفرقة والتنازع ويصبح خلافا او نزاعا بينما الاختلاف المحمود في الفكر او الرأي يصدر عادة عن التوافق في الاصل والانسجام في الهدف ووقوع الاختلاف أمر ضروري لابد منه بين الاطارات النقابية وذلك لتفاوت في الاغراض والمفاهيم وقوة الادراك لموضوع ما أو مشكلة ما. وأنا أركز على جانب الاختلاف في صورته السلمية لا التجريحية يكون ذات طابع فكري ويخضع لرأي الاغلبية وان يتسلح الاطار النقابي بأساليب محاججة الاخر والاخذ بعين الاعتبار المخاطر الداخلية والخارجية واستغلال ضعف حجة الطرف المقابل والخروج من السلوك الازدواجي الذي اصبح سمة منتشرة بين معشر الاطارات النقابية. اما الاختلاف الذي يريد اضطهاد الاخر بجميع السبل وعلى رأس ذلك العداء لبعضنا البعض والعداء لا يؤدي الى استيعاب صحيح لاي رأي او فكرة عقلانية فهي تقابل بالتعصب والتشنج ورفض الاخر جملة وتفصيلا مما يؤدي بنا الى تشويه فهم حقيقة الجماعة او الاغلبية بل العمل على تدمير كل ما يأتي من الآخر. وفي اعتقادي ان الوعي بأدب الاختلاف لم يتطور بالشكل الكافي رغم ما بذله الاتحاد من عمل في مجال التكوين والدراسات وما تقوم به بعض القطاعات كالتي تنتمي للاتحاد الدولي للخدمات العامة وابتعد الكثير من الاطارات النقابية عن فهم هذه الحقيقة والخروج من السطحية الى التعمق والتحليل واحترام أدب الاختلاف الداخلي حيث بدا الاختلاف أمرا غير مرغوب فيه باعتماده على التجريح والسبّ والشتم وظل هذا الاختلاف فارغ من المعرفة الصحيحة وتعميق مفهوم الاختلاف الداخلي على اعتباره نوعا من أنواع الديمقراطية وحرية الرأي اذا كنا أقوياء فالاختلاف الداخلي يمكن استيعابه ويكون مقبولا هناك كثرة من الاطارات النقابية التي تتوخى الحذر والحياد وهذا لا يخدم العمل النقابي بأي حال من الأحوال. أردت التأكيد ان الاختلاف لا يفسد للود قضية اذا احترمنا شروطه بل يعطي أفقا واسعا ورحبا لتلاقح الأفكار والاختيار بعيدا عن التعصب والانفعال ورغبة قليلة للاستماع إلى الآخر وترسيخ مبدأ الاختلاف جوهرا بوصفه اساس للمقارنة والفهم لا الهدم والتقويض لكل الاعمال او الافكار التي تمت أو هي قيد الاتمام وتجعلها تخضع الى فئات ذات توجهات فكرية معينة او ذات اصول حزبية ضيقة. إنّ الاختلاف رحمة ويصعب التشكيك في أهميته فضلا عن وجوده بين الاطارات النقابية في كنف الاحترام وتقبل الآخر بعيدا عن التشنج والانفعال ووضعه في سياقه الذي يبني ولا يخرب ويهدم، وأختم وأقول بأن التجربة الى جانب المهارة العلمية والادب هي أسلحة مهمة تعيننا على تجاوز الأزمات. (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – لندن) الصادرة يوم 17 ماي 2008)  

 

السبيل أونلاين
مختصر التحرير والتنوير في التفسير – الحلقة الثالثة
 
اختصره : د. بشبر عبد العالي وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) جملة {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا}هي حال من ضمير{ تأتون }. والتقدير: وقد فتحت السماء ، أي قد حصل النفخ قبلَ ذلك أو معه. وفتح السماء : انشقاقها بنزول الملائكة من بعض السماوات التي هي مقرّهم نزولاً يحضرون به لتنفيذ أمر الجزاء كما قال تعالى:{ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً الملك يومئذ الحق للرحمن } [ الفرقان : 25 ، 26 ] . وفي الفتح عبرة لأن السماوات كانت ملتئمة فإذا فسد التئامها وتخللتها مفاتح كان معه انخرام نظام العالم الفاني، وفُرع على انفتاح السماء بفاء التعقيب { فكانت أبواباً } أي ذات أبواب. فقوله { أبواباً } تشبيه بليغ ، أي كالأبواب ، وحينئذ لا يبقى حاجز بين سكان السماوات وبين الناس ، والإِخبار عن السماء بأنها أبواب جرى على طريق المبالغة في الوصف بذات أبواب للدلالة على كثرة المفاتح فيها حتى كأنها هي أبواب وقريب منه قوله تعالى : { وفجرنا الأرض عيوناً } [ القمر : 12 ] و { كانت } بمعنى : صارت . ومعنى الصيرورة من معاني ( كَان ) وأخواتها الأربع وهي : ظَلَّ ، وبَاتَ ، وأَمسى وأَصبح ، وقرينة ذلك أنه مفرّع على { فتحت } ونظيره قوله تعالى : { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان } [ الرحمن : 37 ] . والأبواب : جمع باب ، وهو الفُرجة التي يُدخل منها في حائل من سور أو جدار أو حجاب أو خيمة. وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) التسيير : جعل الشيء سائراً ، أي ماشياً . وأطلق هنا على النقل من المكان أي نقلت الجبال وقلعت من مقارّها بسرعة بزلازل أو نحوها كما دل عليه قوله تعالى : { يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً } [ المزمل : 14 ] ، حتى كأنها تسيّر من مكان إلى آخر وهو نقْل يصحبه تفتيت كما دل عليه تعقيبه بقوله : { فكانت سراباً } لأن ظاهر التعقيب أن لا تكون معه مهلة ، أي فكانت كالسراب في أنها لا شيء . والسراب : ما يلوح في الصحاري مما يشبه الماءَ وليس بماء ولكنه حالة في الجو القريب تنشأ من تَراكُم أبخرة على سطح الأرض إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) ابتدئ بذكر جهنم لأن المقام مقام تهديد، وجهنم : اسم لدار العذاب في الآخرة . قيل : وهو اسم مُعرَّب فلعله معرب عن العبرانية أو عن لغة أخرى سامية . والمرصاد : مكان الرصد ، أي الرقابة ، وهو بوزن مِفعال الذي غلب في اسم آلة الفعل، والمعنى : أن جهنم موضع يرصد منه الموَكّلون بها ، ويترقبون من يزجى إليها من أهل الطغيان كما يترقب أهل المرصاد من يَأتيه من عدوّ . وأقحم { كانت } دون أن يقال : إن جهنم مرصادٌ للدلالة على أن جعلها مرصاداً أمر مقدر لها كما في قوله : { إن يوم الفصل كان ميقاتاً }. وفيه إيماء إلى سعة علم الله تعالى حيث أعدّ في أزله عقاباً للطّاغين . و{ مئاباً } : مكان الأوْب وهو الرجوع ، أطلق على المقر والمسكن إطلاقاً أصله كناية ثم شاع استعماله فصار اسماً للموضع الذي يستقر به المرء . والطغيان : تجاوز الحد في عدم الاكتراث بحق الغير والكِبْرُ ، والتعريفُ فيه للعهد فالمراد به المشركون المخاطبون بقوله : { فتأتون أفواجاً } فهو إظهار في مقام الإِضمار. واللابث : المقيم بالمكان ويجثم فيه لا ينفك عنه . وأحقاب : جمع حُقُب بضمتين ، وهو زمن طويل نحو الثمانين سنة. وجمعه هنا مراد به الطول العظيم لأن أكثر استعمال الحُقُب والأحقاب أن يكون في حيث يراد توالي الأزمان، فجاءت هذه الآية على المعروف الشائع في الكلام كناية به عن الدوام دون انتهاء، وليس فيه دلالة على أن لهذا اللبث نهاية. لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) هذه الجملة يجوز أن يكون ضمير { فيها } عائد إلى { جهنم } ويجوز أن تكون صفة ل { أحقاباً } ، أي لا يذوقون في تلك الأحقاب برداً ولا شراباً إلا حميماً وغساقاً . فضمير { فيها } على هذا الوجه عائد إلى الأحقاب . وحقيقة الذوق : إدراك طعم الطعام والشراب . ويطلق على الإِحساس بغير الطعوم إطلاقاً مجازياً . والبَرْد : ضد الحرّ ، وهو تنفيس للذين عذابهم الحر ، أي لا يغاثون بنسيم بارد ، والبرد ألذُّ ما يطلبه المحرور والشراب : ما يُشرب والمراد به الماء الذي يزيل العطش . والحميم : الماء الشديد الحرارة . والغساق:معناه الصديد الذي يسيل من جروح الحرق وهو المُهْل. واستثناء { حميماً وغساقاً } من { برداً } أو { شراباً }، استثناء منقطع لأن الحميم ليس من جنس البرد، ولا الغساق من جنس الشراب ، إذ ليس المُهل من جنس الشراب، والاستثناء هنا من تأكيد الشيء بما يشبه ضده . و { جزاء } منصوب على الحال من ضمير { يذوقون } ، أي حالة كون ذلك جزاء ، أي مُجازًى به ، فالحال هنا مصدر مؤول بمعنى الوصف وهو أبلغ من الوصف . والوفاق : مصدر وَافق، أي موافقاً للعمل الذي جوزوا عليه ، وهو التكذيب بالبعث وتكذيبُ القرآن، وهما أصلان : أحدهما عدميّ وهو إنكار البعث ، والآخر وجوديّ وهو نسبتهم الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن للكذب ، فعوقبوا على الأصل العدمي بعقاب عدمي وهو حِرمانهم من البرد والشراب ، وعلى الأصل الوجودي بجزاء وجودي وهو الحميم والغساق يراق على أجسادهم يمرّ على جراحهم . إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) موقع هذه الجملة موقع التعليل لجملة { إن جهنم كانت مرصاداً.. إلى قوله جزاء وفاقاً ولذلك فصلت. وضمير { إنهم } عائد إلى { الطاغين }. وحرف ( إنّ ) للاهتمام بالخبر وليست لرد الإِنكار إذ لا يُنْكر أحد أنهم لا يرجون حساباً وأنهم مكذبون بالقرآن. وقوله : { لا يرجون حساباً } أصل الرجاء ترقب الأمر المحبوب، لذلك من المفسرين من فسر { يرجون } بمعنى : يخافون ، وهو تفسير بحاصل المعنى ، وليس تفسيراً للَّفظ . وفعل { كانوا } دال على أن انتفاء رجائهم الحساب وصف متمكن من نفوسهم، وليس المراد بفعل { كانوا } أنهم كانوا كذلك في الماضي. وجيء بفعل { يرجون } مضارعاً للدلالة على استمرار انتفاء ما عبر عنه بالرجاء ، وذلك لأنهم كلما أعيد لهم ذِكر يوم الحساب جدَّدوا إنكاره وكرروا شبهاتهم على نفي إمكانه. والحساب : العدّ ، أي عدّ الأعمال والتوقيفُ على جزائها. و { كذبوا } عطف على { لا يرجون } ، والمعنى : كذبوا ما اشتملت عليه الآيات من إثبات الوحدانية ، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكون تكذيبهم بذلك قد استقر في نفوسهم ولم يترددوا فيه جيء في جانبه بالفعل الماضي وكِذَّاب : مصدر كذَّب. وأُوثر هذا المصدر هنا دون( تكذيب ) لمراعاة التماثل في الفَواصل وانتصب { كذاباً } على أنه مفعول مطلق مؤكد لعامله لإِفادة شدة تكذيبهم بالآيات. وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) اعتراض بين الجُمل التي سيقت مساق التعليل وبين جملة { فذوقوا } وفائدة هذا الاعتراض المبادرة بإعلامهم أن الله لا يخفى عليه شيء من أعمالهم فلا يدع شيئاً من سيئاتهم إلا يحاسبهم عليه مَا ذكر هنا وما لم يذكر. والإحصاء : حساب الأشياء لضبط عددها ، فالإحصاء كناية عن الضبط والتحصيل . وانتصب { كتاباً } على المفعولية المطلقة ل { أحصيناه } . والتقدير : إحصاء كتابة، وهو كناية عن شدة الضبط لأن الأمور المكتوبة مصونة عن النسيان والإغفال. فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) الأمر في «ذوقوا» مستعمل في التوبيخ والتقريع . وفُرع على { فذوقوا } ما يزيد تنكيدهم وتحسيرهم بإعلامهم بأن الله سيزيدهم عذاباً فوق ما هم فيه .والزيادة : ضمّ شيء إلى غيره من جنس واحد أو غرض واحد. فالزيادة المنفية يجوز أن تكون زيادة نوع آخر من عذاب، ويجوز أن تكون زيادة من نوع ما هم فيه من العذاب بتكريره في المستقبل. وفي هذا الأسلوب ابتداءٌ مطمِعٌ بانتهاء مُؤْيِس وذلك أشد حزناً وغماً وهو مؤذن بشدة الغضب . وعن عبد الله بن عَمرو بن العاص وأبي برزة الأسلمي وأبي هريرة : أن هذه الآية أشدّ ما نزل في أهل النار …(…البقية في العدد القادم باذن الله ) المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ19 ماي 2008  


السبيل أونلاين الجزء الأخير من شرح الحديث الخامس عشر من كتاب الأربعين النووية

 
تقديم د.البشير عبد العالي قال المروذي : قلتُ لأبي عبد الله : إني أسمع السائل في الطريق يقول : إنِّي جائع ، فقال : قد يَصدُق وقد يَكذِبُ . قلت : فإذا كان لي جار أعلم أنَّه يجوعُ ؟ قال : تواسيه ، قلت : إذا كان قوتي رغيفين ؟ قال : تُطعمه شيئاً ، ثم قال : الذي جاء في الحديث إنَّما هو الجارُ . وقال المروذي : قلتُ لأبي عبد الله : الأغنياءُ يجبُ عليهمُ المواساة ؟ قال : إذا كان قوم يضعون شيئاً على شيءٍ كيف لا يجبُ عليهم ، قلت : إذا كان للرجل قميصان ، أو قلت : جُبَّتان ، يجب عليه المواساة ؟ قال : إذا كان يحتاج إلى أنْ يكون فضلاً .وهذا نصٌّ منه في وجوب المواساة من الفاضل ، ولم يخصَّه بالجار ، ونصُّه الأوَّل(1) يقتضي اختصاصه بالجار . وقال في رواية ابن هانئ في السُّؤال يكذِبُون أحبُّ إلينا لو صدقوا ما وَسِعَنا إلا مواساتُهم ، وهذا يدلُّ على وجوب مواساة الجائع مِنَ الجيران ، وغيرهم . وفي  » الصحيح  » عن أبي موسى ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، قال : (( أطعِموا الجائع ، وعُودُوا المريضَ ، وفُكُّوا العاني )) (2) . وفي  » المسند  » و » صحيح الحاكم  » عن ابن عمرَ ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، قال : (( أيُّما أهل عَرَصةٍ أصبحَ فيهم امرؤٌ جائع ، فقد برئت منهم ذِمَّةُ الله – عز وجل – (3). ومذهب أحمدَ ومالكٍ أنَّه يمنع الجار أنْ يتصرَّف في خاصِّ ملكه بما يضرُّ بجاره ، فيجبُ عندهما كفُّ الأذى عن الجار بمنعِ إحداث الانتفاع المضرِّ به ، ولو كان المنتفعُ إنَّما ينتفعُ(4) بخاصِّ ملكه، ويجب عندَ أحمد أنْ يبذُلَ لجاره ما يحتاجُ إليه، ولا ضررَ عليه في بَذله(5)، وأعلى مِنْ هذين أنْ يصبر على أذى جاره، ولا يُقابله بالأذى . قال الحسن : ليس حسنُ الجوار كفَّ الأذى ، ولكن حسن الجوار احتمالُ الأذى ، ويُروى من حديث أبي ذرٍّ يرفعه : (( إنَّ الله يحبُّ الرَّجل يكونُ له الجارُ يؤذيه جِوارُه ، فيصبر على أذاه حتى يُفرِّقَ بينهما موتٌ أو ظعنٌ )) خرَّجه الإمام أحمد(6) . وفي مراسيل أبي عبد الرحمان الحبلي : أنَّ رجلاً جاء إلى النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – يشكو إليه جارَه ، فقال النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم – : (( كفَّ أذاكَ عنه ، واصبِرْ لأذاه ، فكفى بالموت مفرِّقاً )) خرَّجه ابن أبي الدنيا(7) . الثالث ممَّا أمر به النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم – المؤمنين : إكرامُ الضيف ، والمرادُ : إحسّانُ ضيافته ، وفي « الصحيحين » (8) من حديث أبي شُريح ، قال : أبصَرَتْ عيناي رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – ، وسمعتهُ أذنايَ حينَ تكلَّم به قال : (( مَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليوم الآخر ، فليُكْرِمْ ضيفَه جائزته )) قالوا : وما جائزته ؟ قال : (( يَومٌ وليلة )) قال : (( والضيافةُ ثلاثةُ أيام ، وما كان بعد ذلك ، فهو صدقة )) . وخرَّج مسلم من حديث أبي شُريح أيضاً ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – قال : (( الضيافة ثلاثةُ أيَّام ، وجائزتُه يومٌ وليلةٌ ، وما أنفق عليه بعد ذلك ، فهو صدقةٌ ، ولا يَحِلُّ له أنْ يَثْوِي عندَه حتى يُؤْثِمهُ )) ، قالوا : يا رسول الله وكيف يُؤثِمُهُ ؟ قالَ : (( يُقيم عنده ولا شيءَ لهُ يقرِيه به ))(9) . وخرَّج الإمام أحمد من حديث أبي سعيدٍ الخدري – رضي الله عنه – ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – قال :(( مَنْ كان يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضَيفهُ )) . قالها ثلاثاً ، قالوا : وما كرامة الضيف يا رسولَ الله ؟ قالَ : (( ثلاثةُ أيام ، فما جلس بعد ذَلِكَ فهوَ صدقة ))(10) . ففي هذه الأحاديث أنَّ جائزة الضيف يومٌ وليلةٌ ، وأنَّ الضيافة ثلاثةُ أيام ، ففرَّق بين الجائزة والضيافة ، وأكَّدَ الجائزة ، وقد ورد في تأكيدها أحاديثُ أخرُ ، فخرَّج أبو داود(11) مِنْ حديث المقدام بن(12) معدي كرب ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – قالَ : (( ليلة الضيف حقٌّ على كلِّ مسلم ، فمن أصبحَ بِفِنائه ، فهو عليه دَيْنٌ ، إنْ شاءَ اقتضى ، وإنْ شاءَ ترك )) . وخرَّجه ابن ماجه(13) ولفظه : (( ليلةُ الضيفِ حقٌّ على كُلِّمسلمٍ )) . وخرَّج الإمامُ أحمد ، وأبو داود من حديث المقدام ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، قال: (( أيُّما رجلٍ أضاف قوماً ، فأصبح الضيفُ محروماً ، فإنَّ نَصْرَهُ حقٌّ على كُلِّ مسلمٍ حتَّى يأخذ بِقِرَى ليلةٍ من زرعه وماله ))(14) . وفي  » الصحيحين  » (15) عن عُقبة بن عامر ، قال : قلنا يا رسول الله ، إنَّك تبعثُنا ، فننزلُ بقوم لا يُقرونا ، فما ترى(16) ؟ فقال لنا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – : (( إنْ نزلتُم بقومٍ فأمَرُوا لكم بما ينبغي للضَّيف ، فاقْبَلُوا ، فإنْ لم يفعلوا فخذُوا منهم حق الضَّيف الذي ينبغي لهم )) . وخرَّج الإمام أحمد والحاكم من حديث أبي هُريرة(17) ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، قال : (( أيُّما ضيفٍ نزلَ بقومٍ ، فأصبح الضَّيفُ محروماً ، فله أنْ يأخُذَ بقدرِ قراهُ ، ولا حَرَجَ عليه ))(18) . وقال عبد الله بن عمرو : مَنْ لم يُضِف ، فليس مِن محمَّدٍ ، ولا من إبراهيم . وقال عبد الله(19) بن الحارث بن جَزْء : من لم يُكرِمْ ضيفَه ، فليس من محمد ، ولا من إبراهيم(20) . وقال أبو هريرة لِقوم نزل عليهم ، فاستضافهم ، فلم يُضَيِّفوهُ ، فتنحَّى ونزل ، فدعاهم إلى طعامه ، فلم يُجيبوه ، فقال لهم : لا تُنزلون الضيف ولا تجيبون الدعوة ما أنتُم من الإسلام على شيء ، فعرفه رجل منهم ، فقال له : انْزِل عافاك الله ، قال : هذا شرٌّ وشرٌّ ، لا تنزلون إلاَّ مَنْ تَعرِفُون . ورُوي عن أبي الدرداء نحو هذه القضية إلاّ أنَّه قال لهم : ما أنتُم مِنَ الدِّين إلا على مثلِ هذه ، وأشار إلى هُدبةٍ في ثوبه . وهذه النُّصوصُ تدلُّ(21) على وجوب الضِّيافة يوماً وليلة ، وهو قولُ الليث وأحمد(22) ، وقال أحمد : له المطالبةُ بذلك إذا منعه ؛ لأنَّه حقٌّ له واجب ، وهل يأخذُ بيده من ماله إذا منعه ، أو يرفعه إلى الحاكم ؟ على روايتين منصوصتين عنه(23) وقال حُميدُ بن زَنجويه : ليلةُ الضَّيف واجبةٌ ، وليس له أنْ يأخذَ قِراه منهم قهراً ، إلاَّ أنْ يكونَ مسافراً في مصالح المسلمين العامَّة دونَ مصلحة نفسه . وقال الليثُ بن سعد : لو نزل الضَّيفُ بالعبد أضافه من المال الذي بيده ، وللضيف أنْ يأكلَ ، وإنْ لم يعلم أنَّ سيِّده أذِنَ له ؛ لأنَّ الضيافة واجبة(24) . وهو قياسُ قول أحمد ؛ لأنَّه نصَّ على أنَّه يجوز إجابةُ دعوة العبد المأذون له في التجارة وقد روي عن جماعة من الصحابة أنَّهم أجابوا دعوة المملوك ، ورُويَ ذلك عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – أيضاً(25)، فإذا جاز له أنْ يدعوَ الناس إلى طعامه ابتداءً وجازَ إجابةُ دعوته ، فإضافتُه لمن نزل به أولى . ومنع مالكٌ والشافعيُّ وغيرُهما مِنْ دعوة العبد المأذون له بدون إذن سيِّده(26)، ونقل عليُّ بن سعيدٍ ، عن أحمدَ ما يدلُّ على وجوب الضيافة للغُزاة خاصَّةً بمن مرُّوا بهم ثلاثةَ أيَّامٍ (27)، والمشهور عنه الأولُ ، وهو وجوبُها لكلِّ ضيفٍ نزلَ بقومٍ . واختلف قوله : هل تجبُ على أهلِ الأمصار والقُرى أم تختصُّ بأهلِ القُرى ومَنْ كان على طريقٍ يمرُّ بهم المسافرون ؟ على روايتين منصوصتين عنه(28) والمنصوص عنه : أنَّها تجبُ للمسلمِ والكافرِ ، وخصَّ كثيرٌ من أصحابه الوجوبَ للمسلم ، كما لا تجبُ نفقةُ الأقارب مع اختلاف الدِّين على إحدى الروايتين عنه(29) . وأمَّا اليومان الآخران ، وهما الثاني والثالث ، فهما تمامُ الضِّيافة ، والمنصوصُ عن أحمد أنَّه لا يجبُ إلا الجائزةُ الأولى ، وقال : قد فرَّق بين الجائزة والضيافة ، والجائزة أوكدُ ، ومِنْ أصحابنا مَنْ أوجَبَ الضيافة ثلاثة أيام ، منهم : أبو بكر بن عبد العزيز ، وابنُ أبي موسى ، والآمدي ، وما بعدَ الثَّلاث ، فهو صدقة ، وظنَّ بعضُ النَّاسِ أنَّ الضيافة ثلاثة أيام(30) بعد اليوم والليلة الأولى ، وردَّه أحمد بقوله – صلى الله عليه وسلم – : (( الضيافة ثلاثة أيام ، فما زاد فهو صدقة )) (31)، ولو كان كما ظنَّ هذا لكان أربعة(32) . قلتُ : ونظيرُ هذا قوله تعالى : { قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } إلى قوله : { وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } (33) والمراد : في تمام الأربعة . وهذا الحديث الذي احتجَّ به أحمد قد تقدَّم(34) من حديث أبي شُريح ، وخرَّجه البخاري من حديث أبي هريرة(35) ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فَلْيُحسن قِرى ضَيفه )) ، قيل : يا رسول الله ، وما قِرى الضيف ؟ قال : (( ثلاث ، فما كان بعدُ فهو صدقة(36). قال حُميد بن زنجويه : عليه أنْ يتكلَّف له في اليوم والليلة من الطعام أطيب ما يأكله هو وعيالُه ، وفي تمام الثلاث يطعمه من طعامه ، وفي هذا نظر . وسنذكر حديثَ سلمان بالنَّهي عنِ التَّكلُّف للضَّيف ، ونقل أشهبُ عن مالكٍ ، قال : جائزتُه يومٌ وليلةٌ يُكرمه ويُتحفه ويخصه يوماً وليلةً وثلاثة أيَّام ضيافة(37) ، كان ابنُ عمر يمتنع مِن الأكل مِنْ مالِ مَنْ نزل عليه فوق ثلاثة أيامٍ ، ويأمر أنْ يُنْفَقَ عليه من ماله(38) . ولصاحب المنْزل أن يأمر الضيف بالتحوّل عنه بعد الثلاث ؛ لأنَّه قضى ماعليهِ ، وفعل ذَلِكَ الإمام أحمد . وقوله – صلى الله عليه وسلم – : (( لا يَحِلُّ لهُ أنْ يَثوِيَ عندَه حتَّى يُحْرِجَه )) يعني : يُقيم عندَه حتَّى يُضَيِّقَ عليهِ ، لكن هل هذا في الأيام الثلاثة أم فيما زاد عليها ؟ فأما فيما ليس بواجبٍ ، فلا شك في تحريمه ، وأما في ما هو واجب وهو اليوم والليلة فينبني على أنَّه هل تجب الضيافة على من لا يجد شيئاً أم لا تجب إلا على من وجد ما يضيف به ؟ فإنْ قيل : إنَّها لا تجب إلا على من يجد ما يضيف به – وهو قولُ طائفةٍ من أهلِ الحديث ، منهم : حُميدُ بنُ زنجويه – لم يحل للضيف أنْ يستضيف من هُوَ عاجز عن ضيافته . وقد رُوِيَ من حديث سلمان قال : (( نهانا رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أنْ نتكلَّفَ للضيفِ(39) ما ليسَ عندنا )) (40) فإذا نهي المضيف أنْ يتكلَّفَ للضيف ما ليس عنده دلَّ على أنَّه لا تَجِبُ عليه المواساةُ للضيف إلا مما عنده ، فإذا لم يكن عنده فَضلٌ لم يلزمه شيءٌ ، وأما إذا آثَرَ على نفسه ، كما فعل الأنصاريُّ(41) الذي نزل فيه: { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } (42) فذلك مقامُ فضلٍ وإحسّان ، وليس بواجب . ولو علم الضيف أنَّهم لا يُضيفونه إلا بقوتِهم وقوت صبيانهم ، وأنَّ الصبية يتأذَّوْنَ بذلك ، لم يجز له استضافتُهم حينئذ عملاً بقوله – صلى الله عليه وسلم – : (( ولا يَحِلُّ له أنْ يُقيمَ عندَه حتَّى يُحرجه ))43)أيضاً فالضيافة نفقة واجبة ، فلا تجب إلا على مَنْ عنده فضلٌ عن قوته وقوتِ عياله ، كنفقة الأقارب ، وزكاةِ الفطر . وقد أنكر الخطابي تفسيرَ تأثيمه بأنْ يُقيمَ عندَه ولا شيءَ له يَقريه ، وقال : أراه غلطاً ، وكيف يأثم في ذلك وهو لا يتسع لِقراه ، ولا يجد سبيلاً إليه ؟ وإنَّما الكلفة على قَدرِ الطاقة ، قال : وإنَّما وَجْهُ الحديثِ أنَّه كَرِهَ له المقام عندَه بعدَ ثلاث لِئلا يضيقَ صدرُه بمكانه ، فتكون الصدقة منه على وجه المنِّ والأذى فَيَبْطُلُ أجرُه(44) ، وهذا الذي قاله فيه نظر ؛ فإنَّه قد صحَّ تفسيرُه في الحديث بما أنكره ، وإنَّما وجهه أنَّه إذا أقامَ عندَه ولاشيءَ له يقريه به ، فربما دعاه ضيقُ صدره به ، وحرجه إلى ما يأثم به في قول ، أو فعل ، وليس المرادُ أنَّه يأثم بترك قِراه مع عجزه عنه ، والله أعلم . —————————————————————– الهوامش : 1.سقطت من ( ص ) . 2.صحيح البخاري 4/83 ( 3046 ) و7/31 ( 5174 ) و7/87 ( 5373 ) و7/150 ( 5649 ) و9/88 ( 7173 ) .وأخرجه : الطيالسي ( 489 ) ، وعبد الرزاق ( 333 ) و( 6763 ) ، وأحمد 4/394 و406 ، وعبد بن حميد ( 554 ) ، والدارمي ( 2465 ) ، وأبو داود ( 3105 ) ، والنسائي في  » الكبرى  » ( 7492 ) و( 8666 ) ، من طرق عن أبي وائل ، عن أبي موسى الأشعري ، به . 3.أخرجه : أحمد 2/33 ، والحاكم 2/11-12 ، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته ، ومتنه لا يخلو من نكارة .وأخرجه : البزار كما في
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ19 ماي 2008


 
 

محاضرات بوش الديمقراطية مرفوضة
 
أن يمارس الرئيس جورج بوش سياسة التقريع لحلفائه العرب، وفي مصر علي وجه الخصوص، بسبب انتهاكاتهم لحقوق الإنسان، وتغييبهم للحريات، واعتقال المعارضين السياسيين، فهذا أمر جميل، وإن جاء متأخرا، ولكن الرئيس بوش هو آخر شخص يحق له أن يتحدث عن الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان. فالرئيس بوش هو أكثر رئيس في تاريخ أمريكا داس علي كل القيم والأعراف الديمقراطية عندما غزا العراق وتسبب في قتل مليون ونصف المليون من أبنائه وتشريد خمسة ملايين آخرين، وهذا أكبر انتهاك لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية. صحيح أن المعتقلات العربية طافحة بالمعتقلين السياسيين، وخاصة في دول محور الاعتدال ، حليف الإدارة الحالية، ولكن الصحيح أيضا أن الرئيس بوش الابن سيدخل التاريخ كرئيس منتخب أقام سجن أبو غريب، وزج بالآلاف من الأبرياء فيه، مورس في حقهم أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي لأكثر من خمس سنوات متواصلة دون أن توجه لهم اتهامات رسمية، ودون أن يقدموا إلي أي محاكم. الديمقراطية لم تصل إلي المنطقة العربية لأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة فضلت الاستقرار علي الحريات، حتي لو جاء هذا الاستقرار علي يد أنظمة ديكتاتورية قمعية تضطهد شعوبها، وتمارس أبشع أنواع التعذيب في حقهم. فمن يخدم المصالح الأمريكية، ويغض النظر عن الهيمنة الأمريكية في المنطقة، ويقيم علاقات مع إسرائيل، هو الزعيم المفضل لدي الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ديمقراطية كانت أم جمهورية، أما من يشق عصا الطاعة فهو ديكتاتور منتهك لحقوق الإنسان، يجب أن يعاقب بالعزل والنبذ والمقاطعة الاقتصادية، مثلما هو حال سورية وإيران وحزب الله وحركات المقاومة في فلسطين المحتلة والعراق. لعل ما جاء في خطاب الرئيس بوش من إهانات للأنظمة العربية الحاكمة، ونظام الرئيس حسني مبارك علي وجه الخصوص، يكون درسا، ونقطة تحول لاستخلاص العبر، والخروج من دائرة الإذلال الأمريكية، والاعتماد مجددا علي الشعوب والتحصن بها، من خلال إطلاق الحريات الديمقراطية، وتحسين الأوضاع المعيشية، وضرب مافيات الفساد المتغلغلة في مفاصل الحكم ومؤسساته الرئيسية. الرئيس بوش اختار إسرائيل حليفا استراتيجيا وحيدا في المنطقة، وبدأ ينظر إلي حلفائه العرب كخدم ثانويين لمصالح بلاده، يرضخون لإملاءاته بسبب الخوف والرعب من تدخلاته في شؤونهم الداخلية، وتأليب المعارضة ضدهم. فبيوتهم أكثر هشاشة من بيت العنكبوت. نحن مع الديمقراطية، وضد الأنظمة الديكتاتورية العربية جميعا دون استثناء، وسنظل كذلك حتي تختفي هذه الأنظمة وتحل مكانها أنظمة ديمقراطية تعتمد التعددية السياسية والقضاء المستقل، والمؤسسات الدستورية المنتخبة، ولا يمكن أن نقبل بمحاضرات من مجرم حرب مثل بوش في هذا الخصوص. (المصدر: افتتاحية صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 ماي 2008)  

 
 
 

الجزائر تمنع المحجبات من الالتحاق بالشرطة وتعلن حدوث عملية اختطاف كل يوم في2007

 

 
الجزائر ـ ا ف ب: اعلن المدير العام للامن العام الجزائري العقيد علي تونسي ان الشرطة الجزائرية لن تطوع محجبات، كما ذكرت الصحف الجزائرية السبت. وقال تونسي في ختام الاسبوع الاعلامي للشرطة الذي نظم بمدينة سكيكدة (شرق) وهدف الي تشجيع الفتيات علي الانخراط في سلك الشرطة ان النساء اللواتي يرغبن الانضمام الي الشرطة يجب ان يتخلين عن الحجاب لان ذلك المؤشر الاسلامي لا يتلاءم مع العمل الشاق في الشرطة . واعلن مدير الاستعلامات في الامن الوطني قارة عبد القادر بوحدبة في 6 ايار/مايو ان حاليا تعمل تسعة الاف امرأة، اي 7.8% من اجمالي عديد الشرطة، منهن ستة الاف شرطية من جميع الرتب، وثلاثة الاف موظفة مدنية في جهاز الشرطة. وتضمنت دفعة 2007 ـ 2008 من الشرطيات 1200 متخرجة، بينها 50 ضابطة و50 مفتشة و100 عونة امن عمومي. وبحسب الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية فان الجزائر تعد البلد العربي الاول الذي توظف فيه اسلاك الامن بما فيها الدرك اكبر عدد من النساء . وترتدي الشرطيات الجزائريات احد زيين، فاما ان ترتدي الزي عينه الذي يرتديه رجال الشرطة (سترة وبنطلون) واما ان ترتدي قميصا وتنورة. وجميعهن يعتمرن قبعة مشابهة لتلك التي ترتديها مضيفات الطيران. واضاف تونسي ان هدف الامن العام هو التمكن من نشر 40 الف شرطي في العاصمة نهاية 2009 مقابل 23 الفا حاليا. وتعد العاصمة الجزائر 3.5 ملايين نسمة. وعلي صعيد البلد ككل، تطمح الشرطة لان يصل عديدها نهاية 2010 الي 200 الف مقابل 140 الفا نهاية 2007، كما قال تونسي. واضاف المدير العام للامن العام ان الجزائر التي تمتلك اكاديمية واحدة للشرطة و14 مدرسة للتعليم العالي خاصة بالشرطة و35 مركزا للتأهيل، تنوي اقامة مركز واحد لتأهيل الشرطيات في كل ولاية من ولايات البلاد ال48. من جهة ثانية قال البروفيسور الجزائري عبد الكريم براح رئيس الجمعية الجزائرية لارتفاع ضغط الدم ان صحافيا من بين ثلاثة صحافيين جزائريين مصاب بارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو امراض القلب. وأوضح براح في تصريح له امس الأحد ان جمعيته اجرت دراسة حول انتشار داء ارتفاع ضغط الدم بين الصحافيين شملت 124 صحافيا بين 35 و50 عاما من العمر، أظهرت ان 92 صحافيا منهم لديهم ضغط دم عادي بينما يعاني 18 من ارتفاع ضغط الدم المزمن و6 منهم مصابون ولا يخضعون لأي علاج، بينما يعاني ثلاث صحافيين من هذا الداء الذي لا تظهر أعراضه. وشدد براح علي اهمية أن يعمل الصحافيون علي ابقاء هذا العامل علي مستواهم وعدم نقله لابنائهم، وذلك بالتقليل من الوزن وممارسة الرياضة واحترام العادات الغذائية السليمة وقياس ضغط الدم بشكل منتظم حتي وإن كان الشخص غير مريض. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 ماي 2008


 
 

فرنسا تعلن أنها أجرت محادثات مع حماس

 

 
باريس (رويترز) – قالت فرنسا يوم الاثنين انها أجرت محادثات مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في تقليص فيما يبدو لتأييدها للسياسة التي تقودها الولايات المتحدة لفرض العزلة على حماس التي سيطرت على قطاع غزة العام الماضي.  وأكد وزير الخارجية برنار كوشنر تقريرا نشرته صحيفة لو فيجارو الفرنسية اليومية نقل عن سفير متقاعد قوله انه التقى بمسؤولين بارزين في حماس قبل ما يقرب من شهر. وقال كوشنر لراديو اوروبا 1 « من الصعب انكار ذلك بما ان من أجرى الاتصالات معهم تحدث. » وأضاف « من الضرورى إجراء اتصالات. كانت هناك بعض (الاتصالات) قبل اجتياح غزة » في إشارة الى سيطرة حماس على القطاع في يونيو حزيران الماضي. وقد تثير الخطوة ضيق الولايات المتحدة التي أزعجها اجتماع الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر مع خالد مشعل أحد القياديين البارزين في حماس في ابريل نيسان. ولم تحرز محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت تقدما ملموسا يُذكر ولا يتوقع سوى قلة من المراقبين التوصل لاتفاق بحلول نهاية العام كما هو مأمول. وهون كوشنر من أهمية المحادثات بين فرنسا وحماس. وقال « ليست علاقات بل اتصالات. » وأضاف « ينبغي ان يكون بوسعنا ان نتحدث لبعضنا البعض اذا أردنا لعب دور.. اذا أردنا ان يذهب مبعوثونا لغزة بداية. ولكن الحوار الحقيقي بين الفلسطينيين. طالما قلنا ذلك. » وصرح السفير الفرنسي السابق ايف اوبين دو لا مسوزيير لصحيفة لو فيجارو بأن مسؤولي حماس كرروا على مسامعه عرض مشعل بتعايش طويل الأمد مع الدولة اليهودية داخل حدودها قبل حرب 1967. وذكرت لو فيجارو انه قابل اسماعيل هنية ومحمود الزهار من بين من التقى بهم من قادة حماس. ونقلت عنه الصحيفة قوله « قالوا نحن مستعدون لوقف الهجمات الانتحارية وما أدهشني ان الزعماء الاسلاميين يعترفون بشرعية محمود عباس. » وأضاف « علقت صورته الى جانب صور مسؤولي حماس في جميع المكاتب التي دخلتها. » وفي الشهر الماضي رفضت اسرائيل اقتراح حماس إعلان هدنة لمدة ستة أشهر في قطاع غزة يتم خلالها رفع الحصار المفروض على القطاع. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 19 ماي 2008)  


 

حملة « رسول الله يوحدنا » ترفض الاعتذار الأمريكي عن الإساءة للقرآن الكريم

 

 
 عمان – خدمة قدس برس   رفض نشطاء أردنيون الاعتذار الذي قدمه الجنرال جيفري هاموند ، قائد القوات الأمريكية في بغداد، وذلك عن الإساءة التي قام بها أحد قواد وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الـ 64 ضمن قوات الاحتلال الأمريكي في العراق باستخدام القرآن الكريم في التدريب على الرماية في 9 أيار (مايو) الجاري.   واعتبر النشطاء في حملة أهلية أردنية أن الاعتذار الذي قدمه هاموند « لا يمكن قبوله ولا يعدو عن كونه ذرا للرماد في العيون ».   واعتبرت حملة « رسول الله يوحدنا في بيان صحافي تلقت « قدس برس » نسخة منه أن حادث التدريب باستخدام القرآن الكريم، وما سبقها من سلسلة إساءات قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق تجاه ديننا الإسلامي الحنيف « تثبت أن الإدارة الأمريكية من المحافظين الجدد أو المسيحيين المتصهينين هي المغذية الرئيس لتنمية التطرف الديني وجر العالم إلى المجهول »، وفق تصورها، معتقدة أن هذا الحادث يأتي ضمن الحملة « الشرسة والمسعورة » التي قامت بها الصحف الدنماركية والنائب الهولندي « جيرت ويلدرز » ناشر فيلم الفتنة، والتي تهدف إلى « إثارة الفتن والصدام بين الحضارات والأديان ».   ورأى البيان أن الإدارة الأمريكية ورئيسها جورج بوش « يتحملان المسؤولية الكاملة »، لهذا الحدث، وذلك لأن الأمر تضمن « إساءة بالغة لمشاعر المسلمين في العالم ».   وطالب البيان القضاء الأمريكي « الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية »، وذلك على الرغم « من عدم ثقة (الحملة) بمصداقية الإدارة الأمريكية والتي تمنع ملاحقة الجنود الأمريكان الذين يرتكبون جرائم خارج بلادهم »، بحسب نص البيان.   وأشار البيان إلى أن الحملة قامت بتشكيل لجنة مختصة لرصد وتوثيق كافة الإساءات التي قامت وما تزال تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق اتجاه القرآن الكريم والدين الإسلامي الحنيف بما فيها المعتقلات الأمريكية وخاصة معتقل « غوانتنامو » للعمل على إدارجها ضمن الوثائق التي سيتم تقديمها للمراجع الدولية في إطار الجهود التي تقوم بها الحملة حاليا لصياغة مشروع قانون دولي يجرم المسيئين إلى الدين الإسلامي الحنيف ويخص بالذكر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، على غرار قانون « معاداة السامية » و »الهولوكوست ».   يذكر أن حادثة استخدام القرآن الكريم لهدف للرماية اكتشفت بعد يومين من الحادث في (11/5)، الأمر الذي أثار حفيظة المسلمين في أنحاء كثيرة من العالم، وكان القائد العام للقوات الأمريكية في العراق، قد قدم اعتذاراً على هذا الحادث يوم السبت الماضي (17/5)، وأعرب الجنرال جيفري هاموند، قائد القوات الأمريكية في بغداد، في المشارف الغربية للعاصمة بغداد، عن « بالغ أسف الجيش بالنيابة عن الجندي الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الـ64″، وقال في كلمة الاعتذار « أتيت إليكم طلباً للصفح.. وأرجو أن تغفروا لي ولجنودي ».   (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 19 ماي  2008)  


 

دمشق: التحقيق في اغتيال مغنية يكشف تورط شخص على علاقة بوزير عربي

 
دمشق – UPI  – قال مصدر سوري مطلع إن التحقيق في اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية وصل إلى «مرحلة متقدمة جداً»، مؤكداً أن الخيوط أصبحت «مكتملة» لدى الجهات التي تقوم بالتحقيق. وأوضح المصدر المطلع لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» أنه «تم القبض على أكثر من شخص ممن لهم صلة بحادثة الاغتيال»، مشيراً إلى أن «أحد المحتجزين يحمل جنسية إحدى الدول العربية، وله علاقة قوية مع وزير بارز في هذه الدولة، ويتمتع بثقة واسعة من قبل قيادة هذه الدولة». ولم يسم المصدر الدولة المعنية، لكنه أكد أن «نتائج التحقيق ستعلن في الوقت المناسب، وعندما تستكمل التحقيقات بشكل كامل»، مؤكداً أن «اغتيال مغنية لن يمر دون اكتشاف القاتل». وكان مغنية قد اغتيل ليل 12 فبراير الماضي بسيارة مفخخة في العاصمة السورية دمشق. واتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إسرائيل بالوقوف وراء الاغتيال. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 19 ماي 2008)  
 

مصادر: حزب العدالة والتنمية التركي يتوقع أن يتم إغـلاقـه

 

 
أنقرة ـ رويترز: قال أعضاء بارزون في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ان الحزب بدأ يتوقع أن المحكمة الدستورية ستقوم باغلاقه خلال الاشهر القليلة المقبلة وتحظر علي رئيس الوزراء ممارسة العمل السياسي وانه يبحث الان عن طريقة للاحتفاظ بالسلطة. ودخلت تركيا في مأزق سياسي في اذار (مارس) الماضي عندما قبلت المحكمة الدستورية دعوي رفعها كبير ممثلي الادعاء في محكمة الاستئناف الذي يسعي لاغلاق حزب العدالة والتنمية. كما يريد كبير ممثلي الادعاء حظر عمل 71 من أعضاء الحزب في السياسة ومنهم الرئيس عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان فيما يتعلق باتهامات بانتهاك دستور تركيا العلماني من خلال دعمهم لانشطة اسلامية. وبعد أسابيع من التصريحات المتفائلة يعتقد حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية الان أن فرصه في البقاء ضعيفة وبدأ التخطيط لكيفية العودة الي السلطة كحركة جديدة. وقال أحد وزراء الحكومة الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ رويترز ، سيتم اغلاق حزب العدالة والتنمية ويتوقع فرض حظر علي أردوغان وبعض أعضاء الحزب أيضا. هذه وجهة نظر مشتركة بين كثيرين في الحكومة . واتفق عضو بارز اخر في الحزب معه في الرأي مضيفا أن هناك احتمالا كبيرا بان يتم ايضا حظر انتماء جول الذي انتخبه البرلمان العام الماضي رئيسا لاي حزب سياسي لمدة خمسة أعوام. وأي حظر سيطبق بعد انتهاء ولايته. وقال العضو البارز في حزب العدالة والتنمية الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ رويترز ، انني قلق للغاية علي مستقبل تركيا لكن مصيرنا في أيدي هيئة المحكمة المكونة من 11 قاضيا ولا يمكننا سوي أن نتوقع ما سيقررونه. الحالة المعنوية متدنية جدا في الحزب . ولم تدل المحكمة باي تعليق بخلاف انتقاد اولئك الذين حاولوا ممارسة ضغوط علي القضاة. وانتقد الاتحاد الاوروبي الذي تريد تركيا الانضمام لعضويته الدعوي القضائية قائلا ان نوعية الاتهامات التي أثارها كبير ممثلي الادعاء يجب مناقشتها في البرلمان والبت فيها من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال المحكمة. وتضررت الاسواق المالية التركية مع توقع المحللين شهورا من عدم الاستقرار وتهديدا يكتنف الاصلاحات السياسية والاقتصادية. وقال عضو بارز بحزب العدالة والتنمية ان المحكمة الدستورية التي تري انه من واجبها الدفاع عن المباديء العلمانية للجمهورية قد تبت في الدعوي ربما بحلول يوليو تموز. وقال عضو بارز بالحزب سنشكل عندئذ حزبا جديدا . وينفي حزب العدالة والتنمية بشدة تلك الاتهامات ويقول انها ذات دوافع سياسية. وكانت تركيا حظرت أكثر من 20 حزبا سياسيا بسبب أنشطة اسلامية أو كردية انفصالية ومنها سلف حزب العدالة والتنمية في عام 2001. وأمام حزب العدالة والتنمية وقادته عدد من الاحتمالات حال جاء قرار المحكمة ضده. وقالت مصادر من حزب العدالة والتنمية ان المسؤولين التنفيذيين بالحزب يعكفون حاليا علي انشاء حزب سياسي جديد. واذا فرض حظر علي اردوغان وعدد كبير من أعضاء الحزب في البرلمان فانه سيتم علي الارجح اجراء انتخابات برلمانية جديدة. وقالت المصادر ان النواب ومنهم اردوغان سيخوضون حينئذ الانتخابات كمرشحين مستقلين وبمجرد انتخابهم سيشكلون حزبا جديدا يحمل اسما اخر. ويقول بعض الخبراء القانونيين ان اردوغان ربما يتمكن من أن يصبح رئيسا للوزراء في ظل الحزب الجديد. واذا لم يستطع فسيحاول السياسي الذي يحظي بشعبية ادارة الحزب من وراء الكواليس. وقال العضو البارز في حزب العدالة والتنمية اذا لم يستطع اردوغان أن يكون زعيم الحزب الجديد فسنكون في خطر لاننا في الوقت الحالي ليس لدينا بالفعل رجل ثان قوي لادارته (الحزب) . ويبدو أن الدعوي هي الفرصة الاخيرة للمؤسسة العلمانية لوقف مسيرة ثابتة لحزب العدالة والتنمية وقادته للسيطرة علي مؤسسات الدولة الرئيسية. وينظر الي قرار الحزب الحاكم بالغاء حظر علي ارتداء الطالبات للحجاب في الجامعات باعتباره القوة الدافعة وراء الدعوي التي تطالب باغلاقه والمليئة صحيفة اتهاماتها باشارات الي مسالة الحجاب. وتري المؤسسة العلمانية في تركيا أن الحجاب رمز للاسلام السياسي. ورغم أن تركيا ذات أغلبية مسلمة الا أنه تأسست كدولة علمانية في عام 1923 علي يد مصطفي كمال أتاتورك وتري نخبة من أصحاب النفوذ في الجيش والقضاء والجامعات أنهم حماة العلمانية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 ماي 2008)  


 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.