الاثنين، 17 أبريل 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2156 du 17.04.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان : بيـــــان هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: ارفعوا أياديكم عن الرابطة نقابة الصحفيين التونسيين : بيان اللجنة الدولية للتضامن مع بوخذير: بلاغ إعلامي اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور منصف بن سالم: بيان تضامني مع الصحفي المناضل سليم بوخذير مجموعة من طلبة المعهد العالي للتنشيط الشبابي و الثقافي : بيان إلى الرأي العام يو بي آي: السلطات المصرية ترفض منح تأشيرتي دخول للبيانوني والغنوشي إسلام أون لاين: مئذنة سامراء.. قُـصـفـت بالعراق وصمتت بتونس! مجموعة من قدماء المساجين الإسلاميين: أليس الصبح بقريب فاكر عبد الصمد: إهانة القضاة: هواية جديدة لوزارة العدل سالم الحداد: الاستقلالية …  وتحرير الذاكرة النقابية المحجوزة مواطــن: بـــلاغ رقم ألـف جمال العرفاوي: جمعية الصحفيين التونسيين… وفي انتظار التقرير الخامس محمد العروسي الهاني: السيرة النبوية لخير البرية في مولده مولد امة الحياة : تونس تسعى الى استقطاب مزيد من المولعين برياضة الغولف الحياة : «إعمار» تطلق مشروعا سكنياً في تونس الأميرال لانكساد لـ «الشروق»:إيماني بخطإ غزو العراق مازال قائما وليس أمام الأمريكان إلا الانسحاب الشروق: المناضل حسين التريكي: بن يوسف أراد توريطي مع المخابرات المصرية وكلّف عبد العزيز شوشان باغتيالي الحياة: كتاب يتناول بعض ظواهرها …آفاق الرواية التونسية بين التاريخ والرؤية الواقعية الشرق » القطرية: فياض: لن يحدث تحول إلا إذا تبنى الإسلاميون الديمقراطية يزيد بوعنان : الجزائر- الجبهة الاسلامية للانقاذ من المغالبة الي الأفول برهان غليون: في أصل الشلل العربي د. محمد نور الدين: سيزير يجدد «عوارض» العلمانية ويهدد بوضع ضوابط للعبادات الفردية!

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
  توضيح واجب من هيئة التحرير واعتذار للسادة القراء

 

بعد أن نشرنا في عددنا الصادر يوم 15 أفريل 2006 بيانا صادرا عما يُسمى  » لجنة عائلات المساجين السياسيين » اتصل بنا عدد من القراء للتنبيه إلى أن عددا من الأسماء الواردة في القائمة المنشورة رفقة البيان على اعتبار أنهم مساجين « هم أشخاص أفرج عنهم في فيفري 2006 أو في نوفمبر 2005 أو قبل ذلك ».

 

وبعد التثبت والإستفسار، اتضح لنا فعلا أن السادة الصادق العرفاوي  وسعد الحنزولي والحبيب البجاوي قد أفرج عنهم يوم 25 فيفري 2006 وأن السادة مبروك الغضبان ومنور النصري ونصر الدين الخليفي ونور الدين بن عبد الله قد أفرج عنهم يوم 5 نوفمبر 2005 وأن السادة الحبيب ساسيوخالد الصغير  هشام اللمطيقد أفرج عنهم في تاريخ آخر.

 

من جهة أخرى، أكدت الأستاذة سعيدة العكرمي ، الكاتبة العامة للجنة الدولية لمساندة المساجين السياسيين لتونس نيوز أن اللجنة المزعومة « لا علاقة لها بلجنة عائلات المساجين السياسيين المتفرعة عن الجمعية والتي تنسق أعمالها الأخت فوزية السنوسي » وشددت على أن « الجمعية لا تتحمل مسؤولية ما ينشر دون إمضاء ممثلها القانوني ».

 

وأضافت الأستاذة العكرمي في ردها على أسئلة تونس نيوز: « ومع ان الجمعية لا تدعي احتكار الدفاع عن هذه القضية العادلة ومع اعتزازها بكل جهد يبذل من أي طرف فرد او مجموعة خدمة لها فانها لا تخفي خشيتها من ان يكون  بعض ما ينشر على خلاف الحقيقة ومن مصادر مجهولة تحاول إيهام القارئ  بالنشاط صلب الجمعية محاولة للمساس بمصداقية الجمعية التي عرفت بجديتها وحرفيتها وحرصها على الحقيقة ».

 

ومن جهتنا، ونظرا للأخطاء الخطيرة التي وردت في البيان وللشكوك التي تحوم حول هذه « اللجنة » المجهولة الهوية ولأن ما صدر عنها (هذه المرة وفي المرة السابقة يوم 8 أفريل 2006) غير ممضى، فقد قررت هيئة التحرير – إيمانا منها بخطورة أي محاولة للتلاعب بقضية المساجين السياسيين العادلة والمقدسة – سحب النص من موقع « تونس نيوز » والاعتذار للسادة السجناء المفرج عنهم وللسيدات والسادة القراء على هذا الخطأ وللسيدة لويزة طوسكان  التي تكرمت بترجمة البيان إلى الفرنسية.

 

هيئة تحرير « تونس نيوز »

17 أفريل 2006

 


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –     فرع القيروان   القيروان 16افريل 2006   بيـــــــــــان

استنادا إلى توصيات المجلس الوطني للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المنعقد يوم 12مارس 2006 ، قررت الهيئة المديرة تحديد يومي 27و 28ماي موعدا لانجاز المؤتمر ودعت فروع تونس الكبرى والشمال والوطن القبلي لاجتماع تحضيري يوم السبت 15افريل ،على ان تقع دعوة بقية الفروع يوم الأحد 30افريل.
ويوم الاجتماع التحضيري الأول انتشرت أعداد كبيرة لقوات الأمن وسدت  المنافذ المؤدية للمقر المركزي ومنعت أعضاء هيئات  الفروع من الوصول إليه وحاصرت بعضهم منذ نزولهم بمحطة المترو واعتدت على البعض الأخر بالضرب والركل والاهانة.
ويتنزل هذا الاعتداء ضمن الهجمة المتواصلة التي تشنها السلطة على الرابطة من اجل شل نشاطها الحقوقي وثنيها عن عقد مؤتمرها السادس.
وفي هذا الإطار يذكر فرعنا بالحصار الخانق المضروب على الفروع  والتي تخضع مقراتها إلى مراقبة أمنية مشددة ويمنع أعضاءها من الالتقاء فيها والقيام بأي نشاط  حقوقي يندرج ضمن إطار صلاحياتهم القانونية ، وللتذكير ان هذه الفروع لا علاقة لها بقرار الدمج التي تتخذه السلطة ذريعة لضرب نشاط الرابطة ومنعها من انجاز مؤتمرها، مما  يؤكد ان السلطة ليست في حاجة دائما لغطاء قانوني لتبرير هجومها الأمني على الرابطة.
وأمام هذا الوضع يهم فرعنا التأكيد على مايلي:
– اعتبارنا ان هذه الممارسات دليل إضافي على ان السلطة قد اختارت النهج  الأمني في التعامل مع الرابطة  كحل وحيد، مستهدفة كيانها ونشاطها واستقلاليتها و رافضة كل إمكانيات الحوار مع هياكلها. – إدانتنا لهذه الممارسات التي لم تستهدف الرابطة فقط بل كل منظمات المجتمع المدني ،كما ندين ما يتعرض له الرابطيين والمناضلين الحقوقيين والسياسيين من حملات تشويه عبر بعض الصحف عن طريق أقلام  عرفت بولائها  للسلطة . – دعوتنا لكل الرابطيين لمزيد الصمود دفاعا عن الرابطة وحماية استقلاليتها في هذه الفترة الحساسة و التمسك بحقهم في انجاز مؤتمرهم. – إشادتنا بالمواقف المبدئية الصادرة عن مكونات المجتمع المدني-منظمات وأحزاب- المساندة للرابطة، كما نجدد دعوتنا لها لمزيد المساندة والضغط على السلطة حتى تنجز الرابطة مؤتمرها السادس وتواصل نشاطها الحقوقي في كنف الاستقلالية والحرية.
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني

 


هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات

بيان ارفعوا أياديكم عن الرابطة

 

 
 تعمدت يوم السبت 15 أفريل 2006، قوات كبيرة من أعوان الأمن بالزي المدني الاعتداء بوحشية على كوادر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من فروع تونس الكبرى والشمال، قدموا للاجتماع مع الهيئة المديرة بالمقر المركزي للرابطة لتحضير مؤتمرها الذي سينعقد يومي 27 و28 ماي 2006.   وقد حاصرت تلك القوات المقر ومنعت الدخول إليه على الجميع، سوى أعضاء الهيئة المديرة. ويأتي هذا الاعتداء الجديد على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعلى مسؤوليها في خطوة إضافية لما تقوم به السلطة منذ شهر سبتمبر 2005 من محاصرة مقرات فروع الرابطة وضرب محاصرة لصيقة على مسؤوليها ومنع أنشطتها، وفي سياق تحضيرها لمخطط أمني بهدف منع انعقاد مؤتمر الرابطة اعتمادا على جهاز أمني يتحرك « بالتعليمات » خارج إطار القانون. وقد طالت أياديه جميع المنظمات المستقلة للمجتمع المدني بدون رادع ولا عقاب.   إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات المجتمعة يوم الأحد 16 أفريل 2006 وبعد تداولها :   ـ تندد بشدة بما تعرض له مسؤولو فروع الرابطة من اعتداءات وحشية وتحمل السلطة ومن اقترفوها مسؤولية كاملة في حصولها. وتطالبها بوضع حد لها ورفع الحصار المضروب على مقرات فروع الرابطة وعلى مسؤوليها.   ـ تساند الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في عزمها على عقد المؤتمر السادس يومي 27 و28 ماي 2006 وفي دفاعها عن استقلالية الجمعية وتقف إلى جانب جميع الرابطيين في نضالهم من أجل القيام بوظيفتهم في نشر وحماية حقوق الإنسان في ظروف عادية.   ـ تدعو الرأي العام وفعاليات المجتمع المدني والأحزاب السياسية للوقوف إلى جانب الرابطة ومؤازرتها من أجل عقد مؤتمرها والدفاع عن استقلاليتها والقيام بوظيفتها.   هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات 


نقابة الصحفيين التونسيين                                              تونس في 16 افريل 2006

11 نهج الحبيب ثامر

تونس

   

بــيـــــــــــان

 

علمت نقابة الصحفيين التونسيين أن السلطات التونسية ترفض تمكين الزميلةسهير بلحسن رئيسة تحرير صحيفة 7/7 و صحفية سابقة بوكالة أنباء رويترز ومجلة جون أفريك من جواز سفرها وقد مضت قرابة الأربعة أشهر على تسليمها الطلب إلى المصالح المختصة.

 

و إذ تستغرب  نقابة الصحافيين هذا الإجراء فإنها  تخشى أن يكون عقابا للزميلةسهير بلحسن على نشاطها في مجال حقوق الإنسان باعتبارها نائبة رئيس  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، و نائبة رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

 

إن نقابة الصحفيين التونسيين تدين هذا الإجراء وتدعو السلطات التونسية إلى تمكين الزميلة من جواز سفرها باعتباره حقا دستوريا.

 

كما تدعو النقابة  السلطات إلى الكف عن مثل هذه الأساليب الزجرية ضد الصحفيين الناشطين في مجال حقوق الإنسان و المدافعين عن حرية الرأي و التعبير.

 

عن الهيئة التأسيسية

الرئيس

لطفي حجي


 

نقابة الصحفيين التونسيين                                             تونس في 16 افريل 2006

11 نهج الحبيب ثامر

تونس

نداء إلى الصحفيينو إلى الرأي العام

 

تعلم نقابة الصحفيين التونسيين كافة الصحفيين والرأي العام أن صحّة الزميلسليم بوخذير المضرب عن الطعام منذ 13 يوما قد تدهورت بشكل لافت للانتباه، فهو يعاني من أوجاع في القلب وقد خسر 8 كلغ من وزنه إلى حدّ الآن.

 

وتهيب نقابة الصحفيين بجميع الزملاء إلى الوقوف مع الزميلسليم بوخذير من اجل حقه في الرجوع إلى العمل بجريدة الشروق الذي أطرد منها تعسفيا مطلع الشهر الجاري.

 

وبناء على ما يقتضيه مبدأ التضامن بين الصحفيين تدعو النقابة المنظمات المهنية إلى مؤازرة الزميل بوخذير في محنته لإنقاذ حياته كما تدعو الأطراف المسؤولة إلى تسهيل إرجاعه إلى  سالف عمله.

 

 

عن الهيئة التأسيسية

الرئيس

لطفي حجي

 


وفد من الايفيكس يزور بوخذير

   

يقوم وفد من الايفيكس يوم الثلاثاء (18 أفريل)  بزيارة الى الصحفى سليم بوخذير الذى يواصل اضرابه عن الطعام منذ الخامس من هذا الشهر.

 

كما تتواصل المساندة لبوخذير من خلال مختلف شخصيات المجتمع المدنى التونسي والمنظمات العربية والدولية يذكر أن طبيب القلب الدكتور الصحبى بن فرج والذى عايد بوخذير مساء الاثنين (17 أفريل)  أكد تعرض بوخذير الى مضاعفات وطلب منه القيام بتصوير بالأشعة لتحديد انعكاسات هذا الاضراب عليه.

 

كما أكدت الزميلة سهام بن سدرين زيارة وفد الايفكس اليه ودعم العديد من المنظمات المهنية له فى حقه فى العمل وتمكينه من كل حقوقه التى يكفلها القانون

 

عن اللجنة الدولية لمساندة بوخذير

زهير لطيف

supportboukhdhir@gmail.com

 


        

بلاغ إعلامي

 

يواصل الزميل سليم بوخذير اظرابه عن العام والذى بدأه فى الخامس من هذا الشهر رافعا شعار لا تكسروا الأقلام الحرة ورغم حالته الصحية وفقدانه لأكثر من تسع كلغ فقد وصل وزنه الى اقل من 54 كلغ بعد أن كان 62 قبل شروعه فى الاضراب عن الطعام.

 

وتتابع العديد من المنظمات التونسية والعربية والدولية هذا الاضراب والذى يأتى نتيجة الوضع الذى يعيشه قطاع الاعلام فى تونس وتعسف المؤسسات الاعلامية ومنعها الصحفيين من ممارسة رسالتهم على الوجه الحرفى والمطلوب.

 

ولم يصدر عن السلطات التونسية أى تعليق عن اضراب بوخذير عن الطعام وان لم يكن هذا بالأمر المستغرب فليست هى المرة الأولى التى تتجاهل فيها السلطات التونسية ووسائل إعلامها أى تحرك للمجتمع المدنى ومناضليه.

 

واذ تدعو اللجنة الدولية للتضامن مع بوخذير جميع الأقلام الحرة والمذافعين عن حرية الصحافة التحرك من أجل عودة بوخذير الى عمله ومنحه بطاقة الصحافة وتمكينه من جواز سفره والسماح للعديد من الاعلاميين ببمارسة مهنتهم بدون وصاية أو ضغوط مسلطة من السلطة وتحذر اللجنة من تدهور حالة بوخذير والذى يعانى من مرض القلب.

 

لمساندة بوخذير يرجى المراسلة على العنوان الالكترونى: supportboukhdhir@gmail.com

 

عن اللجنة

زهير لطيف

 


اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور

منصف بن سالم

reporteur2005@yahoo.de

 

 

أوربا في 17-04-06

بيان تضامني مع الصحفي المناضل سليم بوخذير

 

 

تتابع اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور منصف بنسالم بقلق شديد أخبار تدهور الوضع الصحي للصحفي التونسي سليم بوخذير,واذ تذكراللجنة الرأي العام الوطني والدولي بأن اضراب مراسل العربية نت من تونس يدخل اليوميومه الثالث عشر منذ بداية الشروع فيه, فانها تحمل السلطات التونسية مسؤولية أيتدهور خطير في صحته ولا سيما في ظل ماكشفت الفحوصات الأولية عنه من مشكلات في نبضاتالقلب وأخرى في مستوى المجاري البولية

 

واذ تحيي اللجنة بالنيابة عن عالم تونس البروفسور بن

سالم الأستاذ سليم بوخذير على صموده البطولي في وجه محاولات الاحتواء والاغراءوالترهيب وصولا الى طرده من العمل من قبل شخصيات نافذة تقف وراء جريدة الشروق,فانهاتتوجه بالنداء الى كل الفعاليات الوطنية والدولية في المجتمع المدني العالمي من أجلالتدخل العاجل والناجع قصد رفع كل القيود والضغوط المادية والنفسية المسلطة على هذاالقلم الحر

 

ومن جهتها فان اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور

بن سالم تتعهد باستثمار ماحققته من نجاحات وعلاقات مع السياسيين والحقوقيين ورجالالاعلام على مستوى العالم من أجل مؤازرة الأستاذ بوخذير حتى تحقيق مطالبه المشروعةكحقه في السفر والعودة الى سالف عمله كما الكتابة الحرة بعيدا عن كل الضغوطالحكومية التي تستهدف تجويعه وتركيعه في ظل مناخات العتمة الاعلامية التي تعيشهاالبلاد التونسية

 

عن اللجنة العالمية للدفاع عنالبروفسور المنصف بن سالم

 

الرئيسة- د.فيولات داغر       المنسقمرسل الكسيبي


 

بيان إلى الرأي العام

 

ما تزال إدارة المعهد العالي للتنشيط الشبابي و الثقافي مواصلة في نهجها القمعي والاستفزازي بعد تعاملها اللامشروط والمباشر مع وزارة الداخلية في قمعها لنشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس ومنعهم من الدخول الى الكلية بعد تطويقها بأعداد غفيرة من قوات الامن والبوليس السياسي بأمر من الكاتب العام السيد عبد الجليل بورقو والمدير السيد الطاهر البريري وقد تم إيقاف العديد من المناضلين والاعتداء عليهم بالعنف الشديد بعد اعتصام أقيم في المبيت الجامعي حمام الشط 1 وذلك يوم 16 افريل نذكر من بينهم رفيق الهاني وفي المقابل قامت مسيرة موازية منددة بالايقافات المجانية والظالمة مما أدى إلى إخراج المناضلين من مركز الشرطة و تواصلت النشاطات النضالية يوم 17 افريل بتوجه الطلبة الى الكلية تحت انظار عشرات السيارات الامنية و تم الاعتصام داخل مدخل الكلية إلا أن قوات الامن اقتحمت الحرم الجامعي و عنفت الطلبة وقامت باخراجهم بالقوة من كليتهم وايقاف العديد منهم وإلصاق تهمة كيدية للطالب سفيان الطاهري: الاعتداء على عون أمن إلى جانب حظر التجول لطلبة المعهد العالي لتنشيط الشبابي والثقافي ومنعهم من الدخول إلى العاصمة لإفشال التنسيق مع المنظمات والإعلام المستقلّ.   الطلبة في حالة إيقاف                                  الاعتداءات بالعنف

– محمد مناصري                                         – وسام الصغير – سفيان الطاهري                                         – ناجي الخشناوي – كريم البحري                                            – عفاف السويسي – نادر الخميلي                                             – وداد مجبري – حسان القروي                                           – دليلة الطبابي – كريم العليبي                                             – رفيق الهاني – قيس ضيف الله -مراد عواينية – ثريا السعيدي –  مروان العبيدي
الأمضاء مجموعة من طلبة المعهد


 

السلطات المصرية ترفض منح تأشيرتي دخول للبيانوني والغنوشي

 

القاهرة ـ يو بي آي: رفضت السلطات المصرية منح تأشيرات دخول لقادة اسلاميين بارزين كانوا ينوون حضور مؤتمر في الاسكندرية لمناقشة تجديد الخطاب الديني الاسلامي.

 

وقال بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان ان السلطات المصرية رفضت اعطاء تأشيرتي دخول لعلي صدر الدين البيانوني زعيم جماعة الاخوان المسلمين في سورية وراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي أحد الجماعات المقربة من جماعة الاخوان المسلمين.

 

وأضاف حسن ان الحكومة المصرية رفضت منحهم تأشيرات مراعاة لخواطر سورية وتونس اللتين تعتبرهما معارضين بارزين .

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أفريل 2006)  

 

مئذنة سامراء.. قُـصـفـت بالعراق وصمتت بتونس!

 تونس- عقبة الحميدي

 

« إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، يا من رفعتم في برنامجكم الانتخابي شعار حامي حمى الوطن والدين، ويا من زينتم في شمال العاصمة التونسية مسجدا شامخا سميتموه بمسجد زين العابدين، إليكم أقول: إن هناك رمزا شامخا في جنوب العاصمة التونسية يسمى بمسجد المركب (مجمع للكليات) الجامعي لجامعة المنار (جنوبي العاصمة) مقفل بالضبة والمفتاح.. وتتعرض ساحته لتدنيس لا يرضاه مسلم ».

 

نداء وجهه عبر إسلام أون لاين.نت الطالب عبد الحميد الصغير، منسق « اللجنة الطلابية للمطالبة بإعادة فتح مسجد المركب الجامعي » في مناشدة عاجلة إلى الرئيس التونسي للتدخل لإعادة فتح مسجد المركب الجامعي، ذي المئذنة التي استوحى تصميمها من مئذنة مسجد سامراء التاريخية الشهيرة التي تعرضت للقصف عام 2004، المغلق منذ عام 2002، و »منع مظاهر التدنيس الحاصلة الآن؛ حيث أصبحت ساحته مقصدا للمنحرفين ومكبا لزجاجات الخمر والكلاب والقطط الضالة »، على حد قوله.

 

وكانت اللجنة الطلابية -التي تضم في عضويتها الطلاب زياد بن سعيد، وأحمد العويني، وحافظ الجندوبي، وعبد الحميد الصغير- قد قامت بالعديد من التحركات على مدى تلك السنوات لإعادة فتح المسجد، إلا أن تلك المحاولات قوبلت بصد وتجاهل كبيرين من جانب المسئولين.

 

وقال الطالب عبد الحميد الصغير لـ »إسلام أون لاين.نت » عبر الهاتف الإثنين 17-4-2006: « لم أترك مسئولا في تونس يمكن أن يطرق بابه إلا طرقته، ولكن لا مجيب!! وتحملت في ذلك ما تحملت ».

 

سبب الإغلاق

 

وحول سبب إغلاق المسجد قال « الصغير »: « تم إغلاق المسجد في 21 يوليو 2002 وفي ظروف غامضة بالنسبة لنا، وإلى الآن لم تعلن أي جهة عن سبب الإغلاق أو موعد فتحه في المستقبل… تعللوا وقتها بإجراء أشغال تخص المسجد، لكننا علمنا بعدها أن ما أعلن كان مجرد حجج واهية ».

 

عضو آخر بالرابطة – فضل عدم ذكر اسمه – اعتبر في تصريح لـ « إسلام أون لاين.نت » أن « ذلك جزء من خطة تجفيف المنابع (الإسلامية) ».

 

وأوضح قائلا: « المقصود هو مقاومة ما سمي بالظاهرة الإسلامية بشكلين: أمني عن طريق الاعتقالات، وأخلاقي عن طريق تمييع الشباب، وهذا هو ما قصدوه، ولكن الله غالب على أمره ».

 

أبواب الوزراء

 

وعن التحركات التي قامت بها اللجنة قال « الصغير »: « لم نترك بابا إلا طرقناه، لكن الأبواب لا تزال مغلقة، ونحن لم نيأس وأملنا أن يستجيب لندائنا السيد رئيس الجمهورية ».

 

وأضاف: « قدمنا مراسلات إلى جميع الدوائر المختصة بداية من وزارة التعليم العالي التي كان جوابها عن طريق رئيس الجامعة السيدة زينب مملوك التي قالت لي بالحرف: وزارة التعليم العالي لا دخل لها بموضوع مسجد المركب الجامعي ».

 

ومضي « الصغير » يقول: « عندها التجأنا إلى وزارة الشئون الدينية وطلبت مقابلة السيد الوزير عدة مرات لكن جوبهتُ بالمنع والصد واعتدي عليّ لفظيا، وعنفت أشد تعنيف، فطلبت منهم أن يقبلوا مني المراسلة لتسجل بمكتب الضبط، فكان الجزاء طردي شر طردة ».

 

ولم ييأس « الصغير وقرر الاتصال بمفتي الديار التونسية الشيخ كمال جعيط، غير أنه فوجئ « بالبرود الذي استقبلني به الشيخ المفتي ليعلمني بعد ذلك بقوله: والله الصومعة (المئذنة) لم تكتمل بعد. لم يأخذ هو الآخر مني حتى الأوراق، وعندها كتبنا مراسلة إلى رئيس الدولة، وما لا نزال ننتظر الرد عليها ».

 

الاحتجاجات السلمية للفت الأنظار إلى « المأساة » التي يعيشها المسجد كانت الملاذ الأخير لـ 35 ألف طالب وطالبة بالمركب الجامعي لا يوجد لهم مسجد واحد. وقال « الصغير »: « نادينا لتنظيم اعتصام أمام المسجد بتاريخ 14 إبريل 2006 لنفاجأ بالشرطة تعتقلني في ذلك اليوم، ويحاصر المسجد من كل جهة بأعداد كبيرة من البوليس السياسي »، ويضيف ساخرا: « فكان أن قام البوليس السياسي بالاعتصام بدلا منا ».

 

وتابع: « ثم مررنا عريضة وقع حتى الآن عليها 800 طالب وطالبة كلهم يطالبون بسرعة إعادة فتح المسجد وضرورة احترام المقدسات ».

 

مئذنة سامراء

 

فوق الهضاب المطلة على العاصمة التونسية، وبين أهم الكليات العلمية والقانونية شيد مسجد المركب الجامعي ذو المئذنة الحلزونية التي استوحاها مصممها الدكتور مختار العتيري، مؤسس ومدير المدرسة الوطنية للمهندسين سابقا والوزير التونسي السابق، من زيارة له إلى سامراء بالعراق؛ حيث شاهد مئذنتها الشهيرة.

 

وكان القناصة الأمريكيون يتخذون من قمة مئذنة سامراء موقعا لهم؛ وهو ما أدى إلى استهداف المئذنة البالغ ارتفاعها 52 مترًا والتي أقيمت قبل ما يزيد عن ألف عام؛ حيث أصيبت بقذيفة مورتر ونيران أسلحة صغيرة في أكتوبر 2004؛ وهو ما أحدث بها فتحة.

 

وقال كاتب عام للطلبة (أمين اتحاد الطلاب) لإحدى الكليات التونسية، فضل عدم ذكر اسمه: « لقد كان للسيد العتيري فضل كبير في تأسيس المسجد، وقد كان مدعوما من الهيئة النقابية للطلاب تخطيطا وتنفيذا ».

 

وأضاف: « لقد بدأ بناؤه في أواسط السبعينيات، ثم ما لبث أن أصبح في الثمانينيات منارة للعلم والإيمان يؤمه آلاف المصلين من طلاب كليات الحقوق والعلوم الاقتصادية والطبيعة والبيولوجيا المجاورة، غير أن يدا امتدت إليه في الظلام لتغلقه وتمنع أن يذكر فيه اسم الله فيه ».

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 16 أفريل 2006)   

وصلة الموضوع: http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-04/17/article02.shtml

 


أليس الصبح بقريب

 

إلى الذين يصنعون الفجر…إلى الذين يصنعون بمعاناتهم غدنا المشرق الجميل …إلى الذين يموتون في صمت داخل زنزاناتهم..إلى الذين يرسمون بظلمتهم شمسا على سمائنا الصافية  … تحية حب وإكبار…. تحية إلى قياداتنا المباركة في السجون وعلى رأسهم الإخوة الصادق شورو،الصحبي عتيق، عبد الكريم الهاروني ، العجمي لوريمي، عبد الحميد الجلاصي ،عبد الرزاق مزقريشو، محي الدين الفرجاني، نور الدين العرباوي . تحية إجلال و تقدير .. تحية حب ووفاء وشوق إلى اللقاء …تحية العهد الذي قطعه  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما اقسم » و الله يا عم لو وضعوا الشمس على يمينى والقمر على شمالي ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو اهلك دونه  » تحية إلى شهدائنا البررة الذين قرروا أن يمضوا إلى ربهم ومعهم شهادة واحدة أن جباههم لم تنحن لغيره سبحانه وتعالى. تحية إلى الذين أطلق سراحهم من  سجونهم الصغيرة –برج الرومي – 9 افريل – المهدية – حربوب – قابس – المنستير-  الهوارب – رجيم معتوق …- إلى سجنهم الكبير تونس . تحية إلى الذين يجوعون في اليوم ألف مرة لأنهم قالوا لا نشهد لغيرك يارب بالوحدانية  ولغير محمد بالرسالة والقيادة …. وتحية إلى عائلاتهم التي جوّعت بسبب أنها قررت أن تربي أبناءها على طاعة الله. تحية إلى : الذين أخرجوا من ديارهم بغير ذنب سوى أن قالوا ربنا الله  » تحية إلى المضربين عن الطعام في كل مكان … تحية إلى الأستاذ الدكتور البروفيسور المنصف بن سالم وعائلته مفخرة هذا الزمان و علاّمة العصر.  تحية حب وإكبار وإجلال… ولو لم يكن  السجود لغير الله مذلة لسجدنا إجلالا  وإكبارا لمعاناتكم ولكننا نقول والله ما نقول شهيد أن إخوانكم قرروا أن تكون قضية المساجين والمقهورين والمضطهدين سواء داخل السجون أو خارجها هي قضيتهم الأولى والأخيرة ولن يهنأ لهم بال و لن تحلوا لهم  دنيا ما لم يوضع لمعانتكم حدّ . فالي الأحرار من كل لون أوجه هذا النداء: عار أن تأكلوا و تشربوا وتناموا هانئين إلى زوجاتكم ولكم إخوة يرسل إليهم عزرائيل في اليوم ألف مرة…عار على كل حر ومن له قلب أو ألقى السمع فهو شهيد. واعلموا أن من تخلى عن إخوانه في اليوم الذي يقدر فيه على الفعل.. ولو بكلمة طيبة حتما سيأتي عليه يوم يطلب فيه العون فلا يجده وكما قال صلى الله عليه وسلم  » افعل ما شئت كما تدين تدان  » هذه صرخة نعم صرخة حارقة قوية مدوية صرخة موت صرخة من يقف أمام الموت كل يوم نتوجه بها إلى كل الصادقين والخيريين والطيبين نقول من خلالها: مشكلتنا اليوم هي المساجين فلنقف وقفة رجل واحد ولنصرخ معا حتى يسمعنا العام  » هناك رجال يموتون منذ 15 سنة في اليوم ألف مرة في زنازين لا تزيد عن نصف متر على متر ونصف وليس لهم من ذنب سوى أن قالوا ربنا الله  » فليفعل كل واحد منكم ما ستطاع من اجل التعريف بقضيتهم العادلة والنتعاهد على أن لا يهنا لنا بال حتى نرى إخواننا بيننا مجددا. « يا أيها الذين امنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله  اثّاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الدنيا من الآخرة إلا قليل  »   مجموعة من قدماء المساجين الإسلاميين


إهانة القضاة: هواية جديدة لوزارة العدل

فاكر عبد الصمد
تواصل وزارة العدل وحقوق الإنسان في تونس ملاحقة و هرسلة العديد من القضاة المنتمين الى هياكلها الشرعية والمتمسكين باستقلالهم والرافضين التصديق على الهيئة التنفيذية المنصبة والمفروضة عليهم .
فبعد إعلانها عن خصم جزء هام من مرتب القاضيين محمد الخليفي وعبد الباقي كريد تولت وزارة العدل عن طريق يدها الطولى( التفقدية العامة) إعادة استدعاء هذين القاضيين واستجوابهما حول المقالات الصحفية التي صدرت بموقع « تونس نيوز » و جريدة « الموقف » وحول علاقتهما بالصحفيين الذين حرروا تلك المقالات والتي تضمنت بيانا لخفايا وتفاصيل الحركة القضائية الأخيرة وتشهيرا بالإجراءات التي اتخذتها وزارة العدل إزاء القاضيين المذكورين من خصم من المرتب وصف بأنه مقدمة لتجويعهما .
إلى جانب ذلك قامت تفقدية وزارة العدل باستدعاء عضوي المكتب التنفيذي الشرعي لجمعية القضاة فيصل المنصّر وروضة القرافي وذلك  » لحبك ملف تأديبي  » مماثل لزميليهما يتعلق بانتظام حضورهما بالمحكمتين اللتين يعملان بها. ويشار أيضا إلى أن عضوة الهيئة الإدارية السيدة ليلى بحرية دعيت بدورها إلى التفقدية العامة يوم 12 افريل 2006 للفت نظرها إلى غياب وصف بغير المبرر ولاستفسارها أيضا عن سبب ورود اسمها بأحد المقالات المنشورة بجريدة « الموقف » …( هكذا )
ووفق هذه الصيغة من التعامل يكون من المحظور مستقبلا على القضاة المشرّدين الملاحقين والمجوّعين و المهددين في قوتهم و أرزاقهم التبرم اوالتشكّي حتى إلى زملائهم وأصدقائهم وذويهم حتى لا يخترق الخبر جدران الصمت ليصل إلى جهات  » معادية « وإلا كانوا هم المسؤولين عن نشر الغسيل وعن تفشي الحقيقة …
ويجمع الملاحظون على أن الإجراءات المتخذة ضد القضاة هي عملية هرسلة ممنهجة ومنظمة غايتها اهانتهم والمس من كرامتهم انتقاما لسنوات قضوها في الدفاع جمعية القضاة و استقلال القضاء هذه السنوات اتبعت بسلسلة من الإجراءات العقابية من افتكاك المقر الجمعية و تشريد لأعضائها وخصم مرتباتهم ومحاسبة لهم على مقالات تتحدث عن أوضاعهم …
و يتابع المعنيون بالشأن القضائي الحملة التي تشنها وزارة العدل على القضاة باندهاش كبير وبقلق اكبر باعتبار أنّ ما يمارس إزاءهم من قهر وتنكيل إنما يوجه في الحقيقة نحو أعضاء سلطة دستورية مستقلة تأبى المواثيق مختلف الدولية تعرضها إلى التهميش او خضوعها لهيمنة الجهاز التنفيذي …
…يذكر فقط في الأخير أن ممارسات مشابهة إزاء القضاة لم تتجرا على التورط فيها أكثر الأنظمة استبدادا و طغيانا ..وتورط فيه النظام التونسي …انه كان ظلوما جهولا .   موثقات  » نبقى…و يألفون « 
 

 

الاستقلالية …  وتحرير الذاكرة النقابية المحجوزة

 
 
سالم الحداد
 
تولى الأخ الأمين العام عبد السلام جراد يوم الإربعاء مارس 2006  تكريم المناضل النقابي  المرحوم بلقاسم القناوي بحضور زوجته وأبنائه  ومما جاء في كلمته « إن تاريخ (الاتحاد) الحركة النقابية حلقات مترابطة ومتلاحقة لابد من المحافظة عليها كما أكد الالتزام بالوفاء والإخلاص للاتحاد والحركة النقابية والوطنية» الشعب السبت 1أفريل 2006 
 وقد جاء هذا التكريم على إثر المبادرة التي قام الاتحاد الجهوي للشغل بتونس لإحياء ذكرى هذا المناضل من خلال مداخلة نهض بها الأخ عبد الكريم العلاقي، سلط فيها الأضواء على الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي حفت بظهور جامعة عموم العملة التونسية الثانية والصعوبات التي تعرضت لها تشكيلة هذه الجامعة، وفي مقدمتها  القناوي. وهذا ما أثلج صدري وجعلني أشعر بارتياح لأني من بين أوائل المبادرين برفع الغطاء عن المظلمة التاريخية التي تعرض لها وما زال يتعرض العديد من المناضلين الذين سحقتهم رحى التغافل بسبب الخوف حينا والجحود أحيانا وكما تسميها بعض الوجوه النقابية المحنكة  » مكينة الاتحاد »
وفي قناعتي أن هذه الظاهرة غريبة عن الحركة النقابية الوطنية تسربت إليها نتيجة لاحتكاك النضال النقابي بالعمل الحزبي في تونس الذي يقوم على الحسم في الآخر لمجرد الاختلاف في الرؤية بل في الرأي، ولا يسمح حتى بهامش من التحرك تقتضيه الفوارق المنطقية بين آليات العمل النقابي وآليات العمل السياسي.
وحتى لا تكون هذه الملاحظات مجرد خواطر، أبادر بالحفر في الذاكرة النقابية انطلاقا من مولد الاتحاد العام التونسي للشغل في 20 جانفي 1946. فلماذا اختار المؤسسون هذا التوقيت بالذات ؟ وهل كان الاتحاد حلقة تواصل وتراكما لتجارب نقابية تاريخية وطنية سابقة أم هو قفزة بلهوانية لقائد عبقري فذ لم يجد التاريخ بمثله؟
من المعروف أن جامعة عموم العملة التونسية الأولى حددت يوم 19 جانفي1924 لعقد مؤتمرها الشرعي، غيرأن السلطة الفرنسية قررت تصفية هذه الجامعة لأن  « استقلاليتها النقابية ستكون  تمهيدا للاستقلال السياسي  » للوطن، وتأكيدا لهذه الإرادة وحرصا على هذا الهدف قرر الاتحاديون أن يكون يوم الانبعاث هو تواصل ليوم الموت.
وعلى ركح  نادي جمعية الخلدونية التي تأسس في رحابها الاتحاد العام انتصبت صورة محمد علي الحامي، وهي رسالة غير مباشرة بعث بها المؤسسون وفي مقدمتهم حشاد إلى السلطة الفرنسية ليقولوا لها إن الشغالين مازالوا على العهد، بالرغم من أنه كان بإمكانهم أن يمحوا الماضي بما فيه من نكسات ليؤسسوا لمرحلة جديدة احتمالات النصر فيها كبيرة
إن هذا التواصل عبر هذه الرموز الدالة يعكس قيمة أخلاقية لدى المؤسسين هي الوفاء للرواد،الوفاء للتضحيات. ولعل هذه القيمة الأخلاقية كانت من أهم أسباب نجاح هذه المنظمة واستمراريتها.  فإلى أي مدى  وقع المحافظة عليها والالتزام بها كما يحرص الأخ عبد السلام ؟
إذا حفرنا في الذاكرة النقابية، يسوؤني أن أقول:إن الحركة النقابية الوطنية تعرضت إلى ثلاثة أشكال من التهجين والتهميش والتعتيم إلى درجة الطمس تناول المحطات التاريخية، واالعديد من القضايا الحيوية والشخصيات النقابية والإساءة إلى بعض الرموز من خلال النظرة التقديسية إليهم.
 
أولا ـ محطات نضالية مغيبة
إن أغلب المناضلين النقابيين ـ بما في ذلك عمال الفكرـ  يعرفون بشكل إجمالي تاريخ التجربة النقابية الثالثة وهي تجربة الاتحاد العام التونسي للشغل، ويعرفون بصفة جزئية وغائمة تجربة محمد علي ولكنهم يجهلون تقريبا تماما تجربة جامعة عموم العملة التونسية الثانية، وهي من أثرى التجارب النقابية، لأنها لا تتعلق بالعراقيل التي وضعتها السلطة الفرنسية أمام النضال النقابي فقط بل تطرح أهم إشكال تعرضت له الحركة النقابية في دولة الاستقلال، ألا وهو علاقة المنظمة النقابية بالحزب الحاكم، فالكثير من النقابيين لا يعرفون أن الشخصية الحزبية التي تولت الاستيلاء على هذه الجامعة سنة 1938عن طريق المليشيا، بأوامر من الأمين العام  الحزب، هي نفسها التي تولت تسخير قوات الجيش والأمن لضرب الاتحاد في 26 جانفي1978 عن طريق رئيس هذا الحزب والدولة أي بعد 40 عاما
والمحطة الثانية التي غالبا ما يقع تجاهلها هي الفترة الممتدة من المؤتمر الرابع54إلى المؤتمر السادس56 وما سبقها وما واكبها من أحداث كان لها تداعياها على استقلالية الاتحاد العام، فقد كانت حبلى بالصعوبات التي عاشها الاتحاد وهو يحاول إعادة صياغة اختياراته في بداية بناء الدولة الوطنية المستقلة
أما المحطة الثالثة التي كان النقابيون يتحاشون الاقتراب منها دون مبرر فهي مرحلة 26 جانفي 1978. وتمثل أهم رصيد يحق للمنظمة النقابية أن تعتز به لا لجسامة التضحيات التي قدمتها فقط  بل لأنها كانت الثمن الذي قدمته للفوز باستقلاليتها. وتجاهل هذه المحطة هو تفريط في استحقاقاتها، ومن حسن حظ المنظمة أن حاول بعض المناضلين في عدة هياكل نقابية تجاوز هاجس الخوف غير المبرر في السنوات الأخيرة وأخص بالذكر الاتحاد الجهوي بابن عروس ثم هذه التحق الاتحاد الجهوي بسوسة، والاتحاد المحلي بزرمدين(ولاية المنستير) فالاتحاد المحلي منوبة (ولاية إريانة
 
ثانيا ـ قضايا شبه محظورة
عادة ما يتركز دور الاتحاد العام في الخطاب النقابي على المسألة الوطنية والمسالة الاجتماعية ويهمل إلى حد بعيد دوره في الدفاع عن قضايا مصيرية استمد منها شرعيته واحتلت حيزا كبيرا من اهتماماته في المراحل المفصلية من مسيرته التاريخية .ومن أهم هذه القضايا:
أ ـ  الهوية الحضارية للشعب التونسي
لقد كانت هذه الهوية ببعديها: العربي والإسلامي  معرضة للمحو عن طريق المشاريع الاستعمارية، وحتى أذكّر من ينسى أو يتناسى هذه الحقيقة التاريخية، أن التهمة التي وجهها لوي سيان المسؤول الأول في الجامعة النقابية العالميةFSM للاتحاد هي  أنه
 » منظمة دينية عنصرية » وذلك انطلاقا من أمرين: الرئاسة الشرفية التي أسندت للشيخ الفاضل ابن عاشور، وإصرار القيادة النقابية الوطنية على أن تكون اللغة العربية هي اللغة الوظيفية للمنظمة الشغيلة الواحدة المقترح تكوينها بين الاتحاد العام والاتحاد النقابي لعملة القطر التونسي، بالإضافة إلى الشرط الثالث وهو ألاّ يتولى مسؤولية القيادة النقابية في المنظمة الجديدة إلا من يحمل الجنسية التونسية. وقد طرحت قضية الهوية كرد فعل على التيارات التي كانت تنادي بربط  مصير تونس بالاتحاد الفرنسي
[ب  ـ  استقلالية النشأة
يعتز النقابيون بأنهم ينتمون إلى منظمة مستقلة ومرجعيتهم في ذلك هي مرحلة السبعينات، ويتناسون استقلالية النشأة، لأن الخطاب الرسمي كان يؤكد على دور الحزب الدستوري في تأسيس المنظمات المهنية لتعزيز دوره السياسي، وهي المغالطة الكبرى التي استمرت طوال 30 سنة تقريبا، وساهمت فيها بعض القيادات النقابية في عدة محطات، ووصلت هذه الأكذوبة إلى أن ادعى بعضهم أن بورقيبة أعطى تعليمات لحشاد وعاشور قبل هروبه إلى الشرق بتكوين نقابة تونسية، وكل هذا يتنافى مع المعطيات التاريخية الموضوعية لهذه المرحلة وهي ثلاثة :
أ ـ  أن  حشاد لم يعرف بورقيبة إلا عند عودته سنة 1949
ب ـ  لم يضع  أي من الحزبين الدسوريين في برامجه تأسيس نقابات، وقد سبق لكل منهما أن ساعد على إجهاض إحدى التجربتين .
ج ـ إن ظروف الملاحقة التي عاشها الدستور الثاني ـ بعد اتهامه بالفاشية ـ لا تسمح له حتى بالتفكير في هذا الأمر
ج ـ  الديمقراطية
 لقد كانت هذه المسألة بشقيْها الاجتماعي والسياسي من أهم القضايا التي نهض عليها الاتحاد العام التونسي للشغل باعتبارها ضرورية حياتية للمنظمة الشغيلة وللمجتمع المدني وللشعب التونسي، لذا أولاها الاتحاد أهمية خاصة، لمحاربة جبروت الاحتلال الأجنبي وللتصدي للاستبداد الداخلي، وتكاد تكون هذه المسألة مغيبة اليوم  من الخطاب النقابي  
د ـ علاقة الاتحاد بمنظمات المجتمع المدني
لقد ولد الاتحاد العام  من رحم منظمات المدني ، لقد احتضنته جمعية الخلدونية ودعمته جمعية الشباب المسلم وكان وراء إنشاء ودعم العديد من المنظمات غير الحكومية مثل اتحاد صغار التجار والصناعية والكشافة وكان عضوا فاعلا في لجنة الحرية والسلم وغيرها من الجمعيات الثقافية والصحية، وآخرها كانت تكوين جمعية محاربي فلسطين.
هذه وغيرها من القضايا التي كانت ومازالت مغيبة على أهميتها، بل إن النقابيين يمارسون على أنفسهم رقابة ذاتية حتى لا يثيروا بعضها
 
ثالثا ـ شخصيات محل إشكال
إن العديد من الشخصيات النقابية الذين قدموا إضافة للحركة النقابية ودفعوا زهرة شبابهم  ثمنا باهضا لخدمة منظمتهم ومجتمعهم ،  سواء أكانوا من جيل المؤسسين أو من جيل البناة،  وقع تهميشهم  أوتقزيمهم أو إقصاؤهم عن الحياة النقابية والسياسية نتيجة للتجاذبات التي وقعت  بين الحزب الحاكم والمنظمة الشغيلة، ولا يسترجع هؤلاء اعتبارهم إلا من خلال صدور صك الغفران من السلطان، وهذا ما يؤكد أن المنظمة لا   تمتلك استقلالية القرار حتى في إعادة الاعتبار لمناضليها.
 وقد امتدت هذه الظاهرة عبر كل محطات مسيرة الاتحاد تقريبا. وسأحاول أن أستحضر أسماء بعض المناضلين الذين لا يمكن للذاكرة النقابية أن تتغافل عنهم متوخيا تدرجا تاريخيا :
1 ـ محمد الري وهو الكاتب العام لنقابة عمال الشحن وهي التي أعلنت الإضراب في الميناء سنة 1924 ولولا هذا الإضراب لما أمكن لمحمد علي ولرفاقه تأسيس ـ  بل ألتفكير في تأسيس ـ جامعة عموم العملة التونسية الأولى، وهو من المساهمين في بناء الاتحاد العام. وقد يكون لهذا المناضل موقف سلبي من بعض الرموز النقابية ، لكن هذا لا يلغي دوره في الحركة النقابية منذ العشرينات
2 ـ علي القروي وهو رفيق محمد علي، عاد إلى تونس بعد أن قضى 5 سنوات في المنفى ليعلن في 14جويلية1936 ـ  في احتفال قوى اليسار بنجاح الجبهة الشعبية في الانتخابات االتشريعية ـ عن عزم  رفاق محمد على إحياء جذوة جامعة عموم العملة التونسية الأولى، إلا أن الحزب الدستوري الذي كان يبحث عن ذراع عمالي اختطف منه المبادرة ليوكل المهمة لعامل من صفوفه(القناوي) قبل أن يتمرد هذا المناضل بدوره عن ا4لتعليمات الحزبية.
3 ـ الشيخ  الفاضل ابن عاشور
إذا كان حشاد ورفاقه قد أرسوا أسس الاتحاد العام التونسي للشغل في صفاقس فإن منظمات المجتمع المدني ونقابيو تونس قد أقاموا الدعائم وكان هذا الشيخ في مقدمتهم وأصّل المنزع النقابي المادي في المنظومة الحضارية الإسلامية حتى صار عرضة لسهام حادة وُجّهت له من داخل البلاد ومن خارجها، من الذين يرفضون استقلالية العمل النقابي ويرون فيها خطرا يهدد مصالحهم ووجودهم، ولم يتورعوا عن القول بأن الاتحاد » منظمة دينية » وقد لعب دورا فعالا مع الصادق بسيس في توعية المجتمع وتعبئته من أجل القضية الفلسطينية، وهو من أبرز القيادات التي بنت الوئام الوطني تمهيدا لعقد مؤتمر ليلة القدر الذي رفع سقف المطالب الوطنية من الاستقلال الذاتي إلى الاستقلال التام . هل مازالت منظمتنا تخضع لتقييمات زائفة ولحسابات سياسية متآكلة حتى تتجاهل دور هذا المناضل ومكانته النقابية والسياسية والثقافية ؟
4 ـ فرحات حشاد
نعم  فرحات حشاد نفسه ـ  المناضل الهادئ الوفي باني صرح الاتحاد ـ تعرض وما زال يتعرض لمظلمة تاريخية مصدرها من يحتجز وثائق اغتياله ويأبى الإفراج عنها، وحسب معرفتي المحدودة  فليس هناك طرف رسمي ـ لا قيادات الاتحاد ولا حكومات الاستقلال ـ  طالبت بالإفراج عن هذه الوثائق، ولم تجب الحكومة الفرنسية عن الطلب الذي تقدمت به أرملته للسيد شيراك، وهو ما لم يحدث مع جريمة اغتيال المناضل المهدي بن بركة التي تمّ الكشف عن الكثير من غوامضها. فلماذا الإصرار على هذا الحجز ، فهل ما تخفيه أمر مهول تشيب له الولْدان، يقلب المعطيات التاريخية ويهدم الجسور؟
 5 ـ أحمد بن صالح
وهو الذي أوصى به حشاد خيرا، رغم اختلافهما حول الانضمام للجامعة الأممية للنقابات الحرةCISL ، لما لمس فيه من صدق ولما يتمتع به من حركية والتزام بخيارات الحركة النقابية منذ محمد علي، ومثّل الاتحاد في الخارج وقاده في الداخل في أحلك الظروف، من المؤتمر الخامس1954 إلى المؤتمر السادس1956،  وحاول أن يقدم تصورا متكاملا لهذه  الخيارات ، شكّل أرضية لبناء دولة وطنية حديثة توفر العدالة الاجتماعية لمواطنيها الذين عانوا ويلات الاستعمار والاستغلال، من خلال البرنامج الاقتصادي والاجتماعي، وأن يجسده في الستينات، بما في  كل ممارسة من إمكانيات الخطأ والصواب، وانتهى كبش فداء لإنقاذ نظام بدأ يتهاوى، وقدم الثمن غاليا سجنا واغترابا والأمرّ من كل هذا جحودا، ألا يستحق أن تكرمه منظمته ـ التي امتصت رحيق شبابه ـ  في حياته وأن تعيد له اعتباره المعنوي كمناضل من خيرة ما عرفت الساحة النقابية؟ هل ننتظر أن يتغمده الله برحمته فنعلق الأوسمة لأبنائه وبذلك نجسد المثل التونسي : البسرة والعرجون؟
إن القائمة أطول لكني أكتفي بهؤلاء الذين حوْلهم بعض الإشكالات التي من واجب قيادة المنظمة وهياكلها أن تترفع عنها لأنها تتعامل مع مسيرة تاريخية تتميز بالسيرورة  والصيرورة  ولا مجال فيها للتكلس والأحكام المعيارية.
 
رابعا: لا مجال للمقدسات في العمل الإنساني: نقابيا أو سياسيا
كثيرا ما يرفض النقابيون توجيه أي نقد للشخصيات النقابية التاريخية بتعلة أنهم رموز، والرمز لا يجب أن يُمسّ ، وهو يعلو على كل نقد، وبذلك يتحول الخطأ ـ الذي قد تمليه عوامل ذاتية أو موضوعية ـ إلى قاعدة، وتتراكم القواعد الخاطئة ويتحول الخطأ إلى خطيئة وتسقط المنظمة في الانحراف. وكل من يمتلك هذه القناعة لا يدرك أن الشخصية النموذجية ليست التي لا تخطئ بل هي التي تخطئ والقادرة على إصلاح أخطائها، ويمكن لنا الاستفادة من تجربتها في الخطأ والصواب، وبذلك تتحول إلى مخزون معرفي.
  ومرجعي في كل هذا رسالتان تاريخيتان:
أ ـ رسالة الفاضل ابن عاشور لفرحات حشاد التي عاتبه فيها على التجائه للباي محمد الأمين ـ صنيعة السلطة الفرنسية ـ  للاستعانة به على مساعدة ضحايا 5 أوت 1947، وبقطع النظر عن الخطأ والصواب، أين يكمن كلمنهما : هل هو في موقف الشيخ الفاضل الرافض للتعاون مع ملك منصب أو في موقف حشاد البراغماتيكي الّذي يريد المحافظة على الشقف؟  فإن قوة المنظمة تكمن في هذا الهامش النقدي الديمقراطي الذي حفظ للمنظمة وجودها ووحدته وحيويتها واستمرارية دورها الاجتماعي والوطني بل والقومي.
وبالإضافة إلى هذه الرسالة فقد عثرت على العديد من المقالات التي نقدت بعض مواقف حشاد، ومع ذلك لم نعثر على أي رد فعل متشنج يتنافى مع التمشي الديمقراطي للمنظمة أو مع ما عرف به من رصانة واعتدال.
 2 ـ  الرسالة التي بعث بها أحمد التليلي إلى الرئيس بورقيبة في جانفي1966 بعد أن أدرك العديد من الأخطاء التي وقع فيها النظام وساهم فيها هو شخصيا سواء المتعلقة بموقع المنظمة أو بوظيفتها أو بعلاقتها بالنظام، فهذه الرسالة لم تظهر إلى الوجود إلا بعد أن  تحول صاحبها إلى جوار ربه وتآكل النظام وأقر بأنه فشل. ومع ذلك تبقى لهذه الرسالة أهميتها باعتبارها:
أـ ممارسة نقدية يتولى فيها قائد نقابي نقده الذاتي في علاقته بالمنظمة وبالنظام
ب  ـ إدانة للنظام  الذي  قام على الزعيم الواحد والحزب الواحد وغابت فيه  الممارسة الديمقراطية 
 تلك بعض الخواطر التي كانت دائما تخامرني وحفزني إلى كتابتها تكريم الأخ عبد السلام جراد لعائلة المرحوم بلقاسم القناوي الذي كان لي فضل المساهمة في نفض غبار النسيان عن جامعة عموم العملة التونسية الثانية التي كانت سببا في موته وانبعاثه
وعساي بهذه المقالة ـ ونحن على أبواب المجلس الوطني، ونعدّ على نار هادئة مؤتمر  2007 ـ ألفت انتباه الإخوة النقابيين، قواعد وهياكل، إلى أهمية هذه المسائل في دعم مصداقية منظمتنا العتيدة نقابيا وشعبيا. 
 
(المصدر: صحيفة الشعب التونسية الصادرة يوم 15 أفريل 2006)
 

بـــلاغ رقم ألـف

 

دخل بيته، أغلق بابه، أطفأ النور، تحسّس المكان..، لا يوجد أحد..، قرّب المصدح من فمه وتكلم…   أيها الشعب، في مثل هذا اليوم من كل عام، أستطيع الكلام… أيها الشعب، لم أنس الموعد لم أنس المكان، وإن كنت أضعت الساعة ونسيت العنوان!   أيها الشعب، لم نتخلّ عنك حتى عندما غادرناك، حتى عندما مللناك، حتى عندما يئسنا منك وافتقدناك، حتى عندما لفظتنا أو لفظناك!   أيها الشعب، قد مرت عليك أيام سوداء، ظنتُ أن سوادها لا يطالني، فإذا بي في السواد أغرق وفي الظلام أعيش وفي الهمّ سواء!، ظننت أن الذئب يمكن أن يعيش مع الحملان، والفهود مع الغزلان، ولو للحظة من الزمان، ظننت، وبعض الظن إثم وبهتان…    أيها الشعب، يا من يسمعني ولا أسمعه، يا من لا يراني ولا أراه… حانت ساعة الصفر.. يجب إضاءة الشموع، يجب الخروج، يجب العصيان، يجب مغادرة المكان… يجب ويجب ويجب… أيها الشعب…   كان المكان مقفرا كانت الصحراء من حوله تمتد وتمتد… سمع صدى صوته ينطلق من إحدى الزوايا، تحمله نسمة تسربت من تحت الباب، تملكته رعشة والتقى الظلام بالظلام، غيبوبة الوعي وغياب الآمال… كلمات مدوية تنطلق، مزقت وحشة المكان… » فهمتنا ففهمناك، نسيتنا فنسيناك، استضعفتنا فوضّعناك، استخففت بحالنا فأمهلناك… حتى إذا غادرتنا صبرنا وترقبناك، وإذا فكرت يوما وعدت إلينا، رفعناك على الأعناق وقبلناك!   بقلم : مواطــن   المصدر: ركن خواطــر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
 

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

تونس في 14/04/2006

الموافق ليوم 15 ربيع الانور 1427 هجري

 

الحلقة الثالثة والأخيرة

السيرة النبوية لخير البرية في مولده مولد امة

 

بقلم محمد العروسي الهاني

 

أواصل على بركة الله الكتابة حول السيرة النبوية الطاهرة الشريفة في مولده العطر صلى عليه وسلم.. وقد تحدثت في الحلقتين السابقتين حول ميلاده صلى الله عليه وسلم و الرضاعة والزواج و بناء الكعبة والنبوة ونزول القران وإسلام زوجته خديجة وابن عمه الصبي على بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه وصديقه أبي بكر الصديق وعن إسلام عمر والاصداع بالرسالة وإظهار دين الله الدين الإسلامي.. واليوم أتحدث عن..

 

 عام الحزن
 
حيث توفيت السيدة خديجة أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخيم الحزن الثقيل على جو البيت وأهله وترك ذلك في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم جرحا عميقا فهو لا يفتأ يذكر القلب الكبير والوجه المنير واليد الحانية فيجد لكل هذا غصّة في أعماقه تظفر عبرة حرى من عينيه الشريفتين. وها هو أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا شيخ  بني هاشم تتقدم به السن وتقعده الشيخوخة عن الحركة وها هو طريح الفراش ويعاني سكرات الموت ورسول الله عند رأسه في لهفة وضراعة يراجعه في حشرجة الموت ليقول كلمة الإيمان علها تكون له شفيعا يوم القيامة لكن غلبته قبضة الروح فكان هم الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى أبو طالب عمّه مضاعفا..

 

الإسراء والمعراج
 
بعد عودته صلى الله عليه وسلم من رحلة الطائف و قد لقي فيها المشقة والهوان. و بعد ان توفيت خديجة و لحق بها عمه أبو طالب و اشتد أذى قريش الكافرة على المسلمين و قد اجتمعت الهموم و الأحزان على قلب الرسول الكريم كان لا بد من مواساته و كان لابد من دفعة جديدية من العناية الالاهية لشحن قلب النبي صلى الله عليه وسلم بطاقة من العزم و الإصرار و التخفيف عنه لمواصلة المسيرة.

 

ففي ليلة السابع و العشرين من شهر رجب من تلك السنة و بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم نائما في دار ابن عمه جاءه الروح الأمين جبريل عليه السلام بالبراق وهو دابة أشبه بالفرس لها جناحان سريع العدو كالبرق كان يضع حافره عند منتهى نظره فاركبه عليه ثم مضى به إلى بيت المقدس من ارض فلسطين.. عجل الله بتحريرها من الصهاينة.. و حيث المسجد الاقصى الذي ذكره الله تعالى في القران الكريم قائلا  » الذي باركنا حوله ».. و قد طويا مسافات الكون و الزمان بإذن الله.. و بعد أن أم الأنبياء و الرسل في المسجد الأقصى وسلم عليهم عرج به إلى السماوات العلا.. وسورة النجم تروي لنا تلك الرحلة الربانية الرائعة..

 

و كان يمر عليه الصلاة والسلام بإخوانه من الأنبياء في كل سماء حسب قصة المعراج حتى دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى من العرش وسبح صلى الله عليه وسلم في بحر لجي من الانوار القدسية في نعيم ما بعده نعيم.. و رأى من ايات ربه الكبرى ما بهر العيون من زيغ وثبت الفؤاد على اليقين و مده بطاقة من الفيض الرباني و هناك فرضت الصلاة في السماء ليلة الإسراء و المعراج .

 

و اول من صدق برحلته هو سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه. و حدث النبي صلى الله عليه وسلم ام هاني بما رأى وبما حدث الليلة الماضية و قال لها انه ذاهب الى الناس ليحدثهم عن الرحلة الربانية فخافت ام هاني خاصة من تكذيب القوم المشركين و خرج الرسول صلى الله عليه وسلم و جلس في ظل الكعبة الشريفة وراح يحدثهم و ظن أكثرهم انه  قد أصيب بمس.. حتى ان كثيرا من المسلمين المؤمنين اهتزوا من أعمال قريش و بعضهم راوده الشك ناهيك المشركين و الكفار الذين اتخذوا من حديثه العجيب مادة للسخرية و الاستهزاء..

 

و أسرع احد الحاضرين من المسلمين الى ابي بكر رضي الله عنه ليكون الى جانب النبي صلى الله عليه وسلم و في هذا الموقف ولمّا وجده و اخبره بما يجري بادر ابو بكر رضي الله عنه الى الاجتماع و حضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان وصوله في اللحظة التى سال فيها احد المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصف لهم بيت المقدس على سبيل التعجيز.. فجلاّها الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام و كانها صفحة مفتوحة امامه فاخذ في وصفها جزءا جزءا.. وكلما وصف قال ابو بكر الصديق: صدقت صدقت صدقت.. فسمي الصديق .

 

الهجرة المحمدية

 

أمر الله رسول بالهجرة … و قد هاجر أكثر المسلمين إلى المدينة المنورة بعد أن استأذنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه لم يكن احد من المسلمين ليهاجر إلا مستأذنا من النبي عليه صلى الله عليه وسلم فيزوده بدعائه و بركاته.. أما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد كان يأتي رسول الله صلى عليه وسلم ليستأذن في الهجرة فيؤجله و يؤخره ويقول له: لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا..

 

المؤامرة

 

قال الله تعالى  » و اذ يمكر بك الذين كفروا  ليثبطوك او يقتلوك او يخرجوك و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين  » صدق الله العظيم .

 

و دارت رؤوس السادة والزعماء الجهلة بما يرون و يسمعون وهزتهم حركة الهجرة فاجتمعوا في دار الندوة يتشاورون لمواجهة الموقف وقرّ رأيهم على أن محمدا هو رأس الأمر فاذا تم الخلاص منه ارتاحوا الى الابد.. ولكن كيف يتم الخلاص و على أي صورة.. و بينما هم في لجاجهم وتشاورهم رأوا عند الباب شيخا واقفا فسألوه من هو وماذا يريد فقال انه من نجد قد سمع مؤامرتهم فجاء اليهم ليشاركهم الراي و كان إبليس الشيطان الملعون قد تزيّا بهذا الشكل و المنظر.. فرحبوا به ودعوه الى الدخول و المشاركة و قد قال قائل منهم ارى ان تحبسوا محمدا في مكان و تقيدوه بالحديد وتمنعوا عنه الطعام والشراب حتى يقضي فقال الشيخ إبليس اللعين: ما هذا برأي فلا تنسوا ان جل اصحابه قد اصبحوا في نجوة من ايديكم و هم لن يتركوكم تفعلوا هذا.. و بعد تبادل الراي قال ابو جهل: ارى ان نعطي شابا جلدا من كل قبيلة منا سيفا قاطعا فيحيطوا بمحمد ويضربوه ضربة واحدة فيتفرق دمه بين القبائل ولا يقوى بنو هاشم بعد هذا على معاداة كل الناس و محاربتهم و قال الشيخ في صورة ابليس: هذا الراي الصواب..

 

الهجرة النبوية

 

حين اذن الله لرسوله الكريم بالهجرة اتى الى دار ابي بكر الصديق رضي الله عنه فاعلمه بذلك فاشترى ابو بكر راحلتين عهد بهما الى مولاه عامر بن قميرة و جرى كل ذلك الاعداد في كتمان وسرية تامة.. و ليلة الهجرة المحمدية كان فتيان قريش قد احاطوا بدار النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ليفتكوا به عند خروجه من الدار..

 

و قد طلب عليه السلام من على بن ابي طالب الفتى الشجاع ان يتسجى في فراشه ويلتحف ببرده ليهيم الرقباء بانه مازال نائما..

 

و لقد كان هذا التصرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى على كرم الله وجهه ثقة منه به وبكفاءته ولأنه عليه السلام أراد من على رضي الله عنه ان يرد الى الناس اماناتهم المودعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم..

 

ثم خرج عليه الصلاة والسلام من بينهم وهو يتلو قول الله تعالى  » وجعلنا من بين ايديهم سدا و من خلفهم سد فاغشيناهم فهم لا يبصرون  » صدق الله العظيم.

 

وبفضل الله ومعجزاته اصبحوا نياما وكانهم في خدر واجتازهم صلى الله عليه وسلم في ثقة فائقة بالله عز وجل آمنا مطمئنا حتى وصل دار ابي بكر الصديق ثم خرجا معا سويا من باب خلفي.. واتجها جنوبا من مكة بدلا من الشمال الذي هو الطريق الى  المدينة المنورة حتى بلغا غار ثور.. و حين أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار أبى عليه أبو بكر الصديق إلا أن يدخل قبله زيادة في الاطمئنان عليه وحرصا على سلامته من اذى الهوام والسباع و غير ذلك .

 

واستفاق الرقباء القريشيون المخدرون بخدر الضلالة و الجهل ثم اقتحموا الدار شاهرين السيوف حتى بلغوا الفراش و تحلقوا حوله وفوجئوا بعلى بن ابي طالب كرم الله وجهه في الفراش.. فاسقط في ايديهم.. وانطلقوا مع اخرين على جيادهم يتابعون الأثر حتى بلغوا سطح غار ثور الذي غطى مدخله نسيج العنكبوت و يمامتان وضعتا بيضهما.. سبحان الله العظيم..

 

وسمع أبا بكر رضي الله عنه صوت حوافر الخيل فقال يا رسول الله: لو رفع احدهم قدمه لرآنا.. فقال عليه الصلاة والسلام:  يا أبا بكر لا تحزن… ما ضنك باثنين الله ثالثهما.. وفي ذلك انزل الله تعالى قوله  » إلا تنصروه فقد نصره الله ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فانزل الله تعالى سكينته عليه … » صدق الله العظيم.
 
الركب الميمون
 
و انطلق الركب الميمون.. صلى الله عليه وسلم.. في أعظم رحلة عرفها التاريخ و عرفتها البشرية محفوفا برعاية يد الله تعالى تكلؤه الملائكة و تحرسه.. وبعد ان اعيت قريشا الحيل وفلت منها الغرض رصدت مائة ناقة جائزة لمن ياتيها بمحمد صلى الله عليه وسلم حيا او ميتا..

 

فطمع في هذا صعلوك يدعى سراقة بن مالك من جعثم.. فخرج على فرسه يتبع اثر الركب الميمون المحمدي.. حتى اذا قاربه وكز فرسه ليسرع به فساخت قوائمه في الرمال فتشاءم من هذا.. ثم قام الفرس و الفارس و عاد يتبع الركب فلما قاربه ايضا ساخت قوائمه في الرمال ثانية.. فتشاءم سراقة من ذلك ثم قام من موقعه ومضى فلما قاربهم سقط هو والفرس ايضا …. و ادرك ان النبي صلى الله عليه وسلم ممنوع ومحصون بعناية الله تعالى.. عندئذ ناداهم فتوقفوا عن السير وسالوه عن مبتغاه فاخبرهم انه يريد الامان.. فامر النبي صلى الله عليه وسلم ان يكتب له الامان فلم يجد سوى عظم فكتب عليه و اعطى لسراقة الأمان الذي عاد الى مكة المكرمة وضلل قريشا عن اللحاق برسول الله وصاحبه..

 

و عندما وصل الرسول الأعظم المدينة اقبل الناس من كل حدب وصوب يتدفقون من هنا وهناك كانهم سيل عرم تضيق بهم الطرقات رافعين سعف النخيل مرددين في فرح عارم اهزوجة ما تزال يتردد صداها الى اليوم :

 

طلع البدر علينا         من ثنيات الوداع

وجب الشكرعلينا          ما دعا لله داعي

أيها المبعوث فينا          جئت بالأمر المطاع

جئت شرفت المدينة      مرحبا يا خير داع

 

ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء عند بني عمر بن عوف و بنى مسجده هناك وهو المسجد الذي يعرف اليوم بمسجد قباء.. ثم انتقل الى المدينة و بنى المسجد  النبوي الشريف.. و القصة ما زالت طويلة..

 

و هذا جزء من هذه السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة وازكى التسليم ساهمت بها في ذكرى مولده الشريف على ثلاث حلقات..

 

و اعتقد انه لو كتبت مجلدات تزن الأطنان ما اوفت حق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. وهذه قطرة من بحر زاخر بالعطاء و التضحية و الصبر و البذل في سبيل نشر دعوته و إظهار دين الله.. الدين الإسلامي.. في صفاء تام.. و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته للصحابة رضوان الله عليهم  » تركت فيكم ما إن تمسكت بهما لن تظلوا بعدي ابدا: كتاب الله وسنتي  » صدق رسول الله..

 

صدقت يا خير البرية.. صدقت يا اشرف خلق الله.. صدقت يا اكرم خلق الله عند الله.. صدقت يا حبيب الله الصادق الامين الذي لا ينطق عن الهوى.. قالى تعالى  » والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى » صدق الله العظيم .

 

وبهذه المناسبة الكريمة و المولد النوبي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وازكى التسليم يسعدني أن اذكر بما يلي :

 

هل امة الاسلام متمسكة بكتاب الله و تعمل بسنة نبيه الكريم.. و هل نعمل بما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم..

 

اعتقد ان البون شاسع و البعد واضح ابتعدنا كثيرا عن ديننا.. وهذا هو حالنا اليوم .. ولن نفلح ولن ننجح ابدا الا اذا رجعنا الى ديننا و كتابنا.. القران الكريم.. والى سنة رسوله وتمسكنا بهما. قال تعالى  » واعتصموا بحل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا  » صدق الله العظيم.

 

الرد على مواعده

 

و اقول في الختام سامح الله من نعت الحجاب بانه دخيل و نشاز و أن اللحية ظاهرة غربية لها مدلول اخر…..

 

وسامح الله الدكتورة منجية السوايحي التى هاجمت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الفاروق…

 

وكذلك الاستاذ محمد مواعدة الأستاذ و الحزبي الذي تطاول في المدة الأخيرة وقال كلاما لا يليق بالاسلام.. و لا يليق برسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولا اريد الدخول في التفاصيل..

 

و لله المثل الاعلى سبحانه وتعالى عما يصفون.. سبحانه وتعالى عما يشركون.. سبحانه وتعالى منزه من كل وصف.. الواحد الاحد الفرد الصمد …ذو العزة و الجبروت.. هو الأول بدون بداية و الآخر بدون نهاية ..

 

كما ان صاحبنا مواعدة هاجم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه امير المؤمنين الفاروق.. من اعز الله به دينه وكان نصرا للدين و إظهارا له و رحمة عندما تولى شؤون المسلمين … صاحب عدل..

 

ويكفي ان نقول لمواعدة ان عمر رضي الله عنه كان يقول  » لو عثرت بغلة في العراق لسألني ربي لم تعبد لها الطريق يا عمر « ..

 

عمر الذي تطاول عليه رجل مثل مواعدة.. قال فيه رسول ملك الفرس عندما جاء لزيارته.. وكان ينتظر ان يرى حاكما مهابا وحراسا وحجابا.. ولكن عندما وصل لم يجد شيئا من ذلك ووجد عمر نائما في المقبرة وقد وضع تحت رأسه حجرا.. فوقف رسول فارس مندهشا يتأمل ما يرى ولا تكاد عيناه تصدق انه واقف بحضرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه واسكنه فراديس جنانه.. رغم انف الحاقدين والماكرين الذين باعوا أنفسهم للشيطان ببضع متاع الدنيا.. ثم قال ذاك الفارسي المجوسي الشهم قولة حق.. عجز ان يقولها فم لا يحترم قيم الاسلام في أواخر هذا الزمن الرديء.. قال  » عدلت فأمنت فنمت »..  وأعلن الرجل اسلامه..

 

وإني لاستغرب شديد الاستغراب من حديث السيد مواعدة … السياسي الذي تحمل مسؤوليات هامة حزبية و غيرها.. وهو الأستاذ صاحب الطموحات السياسية الكبيرة.. الذي وصل به الأمر في وقت من الأوقات إلى الحلم بمنصب سياسي عال في هرم الدولة.. فضلا على رئاسته لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين…

 

ومع الأسف فان هذا الرجل الذي لم يستطع أن يحقق أيا من أحلامه.. ولا أن يحافظ حتى على موقعه في حزبه.. نجده يتطاول على الذات الإلهية.. و يعتبر أن الوحدانية أي وجود الاه واحد هو سبب الاستبداد الذي يميز حسب رأيه الفكر و النظام السياسي الإسلامي..

 

و لا ندري حقيقة هل يجب ان يكون الكون ناتج عن آلاف الآلهة- أي بعدد أفكار الناس و توجهاتهم – حتى نحقق الديمقراطية.. ام يجب ان نجعل لكل صاحب وجهة نظر الاه خاص به حتى يتحقق التعدد..

 

وهنا أقول لمواعدة إن اكبر الديمقراطيات يحكمها رئيس واحد ولا يتنافى ذلك مع التعدد والديمقراطية.. وهو ما نراه في كل الدول اليوم..

 

ووفقا لرؤية مواعدة -التي لا اعلم حقيقة كيف يمكن وصفها- فلكي تتحقق الديمقراطية في بلد مثل فرنسا و أمريكا أو غيرها يجب ان يكون هناك اكثر من رأس على هرم تلك الدول وهذا منطق اخرق.. اعوج.. لا يستقيم إلا لمن زين الشيطان أعمالهم وضلهم عن السبيل..  » قال ربي لما حشرتني أعمى و قد كنت بصيرا  قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى » صدق الله العظيم.

 

ذاك هو عمر الذي فتح بيت المقدس و حرر المجسد الأقصى بدون قتال و لا حرب و لا إراقة للدماء.. وهو الذي دخل القدس في هيبة و عظمة من الله.. و حرر المسجد الاقصى وقد ارتعدت قلوب الصهاينة و اليهود حينما شاهدوا عمر يدخل القدس ماشيا وخادمه راكبا..

 

ذاك سيدنا عمر.. و عدل عمر.. يا مواعدة …

 

وتم بفضل الله تحرير القدس و استرجاع المسجد الأقصى بحكمة وعدل عمر و قوة شخصية..

 

ارجو من سي مواعدة الرجوع إلى هذه المحطات التاريخية لعله يتراجع ويعتذر للمسلمين و المؤمنين.. و يعتذر للتونسيين وللتونسيات.. الذين اشمأزوا من أقواله..

 

و اعتقد أن رجلا يقول هذا الكلام لا يستحق ان يكون مسؤولا.. و لا مستقبل له إطلاقا.. و نسأل الله تعالى ان يهدي هؤلاء النفر حتى يعودوا الى رشدهم.

 

وأظن ان التعقيب الذي نشرته يوم 5 جانفي 2006 على منجية السوايحي كاف في الرد على مواعدة أيضا.. و أستطيع القول ان مثل هذه المحاولات اليائسة العمياء للنيل من الإسلام و المسلمين لن تزيد المسلمين الصادقين المخلصين الا اعتزازا بدينهم و تمسكا بنهج محمد صلى الله عليه وسلم..

 

و قديما قيل:
 » و إذا اتتك مذمتي من ناقص            فتلك الشهادة لي باني كامل »
 
و الناعقون لا يرحمهم التاريخ.. و لا يحترمهم احد.. ولا يسمعهم العقلاء.. ولا يثق فيهم عباد الله الأتقياء..

 

قال تعالى  » فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض  »

 

« لو كان فيهما الهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله  رب العرش عما يصفون لا يسال عما يفعل وهم يسألون » صدق الله العظيم
 
* ملاحظة : لمحمد مواعدة.. ان ما جاء في مداخلتكم في جريدة الصباح يحتاج الى اكثر من رد.. وبدون تعليق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
 

العاشق لرسول الله                          محمد العروسي الهاني

تونس

 

 

الحياة : تونس تسعى الى استقطاب مزيد من المولعين برياضة الغولف

تونس – سميرة الصدفي     

 

مع اشتداد المنافسة على استقطاب السياح الغربيين سعى التونسيون الى تنويع المعروض السياحي المحلي بتجاوز الصورة التقليدية المرتبطة بالتركيز على البحر والشمس والرمال واستكشفوا مجالات جديدة في مقدمها ملاعب الغولف انطلاقاً من كون هذه الرياضة تستقطب ستين مليون سائح في العالم من ضمنهم ستة ملايين أوروبي.

 

ويُعتبر ممارسو رياضة الغولف من أكثر السياح إنفاقاً كونهم يمثلون فئات ميسورة ما يشكل مصدراً مهماً لتحسين الإيرادات السياحية، خصوصاً أن المُقبلين على سياحة البحر هم عادة من الذين يوضعون في خانة «السياحة الشعبة» المؤلفة أساساً من عمال وموظفين أوروبيين يأتون في إطار رحلات جماعية.

 

وأتاح المناخ التونسي إقامة عدد كبير من ملاعب الغولف في مناطق مختلفة من البلد، لكن يمكن القول إن هذه اللعبة قديمة وأن الاهتمام الذي تحظى به حالياً هو إحياء لرياضة تعود إلى سنة 1927 تاريخ إنشاء أول ملعب غولف في ضاحية سكرة شمال العاصمة تونس والذي ما زال يستقطب اللاعبين التونسيين والأجانب إلى اليوم.

 

وتوجد في تونس حالياً ثمانية ملاعب غولف موزعة بين الشمال والوسط والجنوب أقيمت في محيط مناطق سياحية رئيسية مثل طبرقة وتونس والحمامات وسوسة والمنستير وجربة، ويجري إنشاء ملعبين جديدين الأول في ضاحية قمرت شمال العاصمة تونس والثاني في محيط واحة توزر القريبة من الصحراء، وهناك ملاعب أخرى مبرمجة في إطار المحطات السياحية المنوي إقامتها في السنوات المقبلة.

 

 لكن على رغم الاهتمام الذي أولاه التونسيون لهذا الصنف من السياحة، فإن تونس لا تستقبل أكثر من 50 ألف سائح في السنة، وهم يُقبلون عادة في الفترة من أيلول (سبتمبر) إلى نيسان (ابريل). ويأتي غالبية زبائن ملاعب الغولف من ألمانيا فيما يأتي الفرنسيون في الرتبة الثانية والبريطانيون في الثالثة يليهم النمسويون. وشجعت شدة إقبال الألمان على هذه الرياضة على إقامة ملعب ثان للغولف في منتجع الحمامات في التسعينات على رغم وجود ملعب أول. غير أن هذه الأعداد تُعتبر ضئيلة قياساً للذين يذهبون إلى البرتغال وإسبانيا وسويسرا. كذلك تستقبل تونس لاعبين من أميركا وكندا واليابان وكوريا لكن بأعداد ضئيلة.

 

وتجري في أوروبا منافسات سنوية بين لاعبي الغولف فيما تستضيف تونس الدورة المفتوحة التي تُقام سنوياً في ملعب «القنطاوي» القريب من منتجع سوسة والتي يشارك فيها لاعبون دوليون بارزون. كذلك استضاف ملعب «القنطاوي» أخيراً الجولة الختامية من دوري «بيروني» الإيطالي الذي يجري على مراحل في ملاعب إيطالية ثم تُقام جولة الحسم في تونس. وهذا رابع عام يُبصر إقامة الجولة الختامية من الدوري في تونس ما ساعد على استقطاب أعداد كبيرة من اللاعبين والمولعين برياضة الغولف وفي مقدمهم صناعيون إيطاليون.

 

وكثيراً ما يتفق لاعبون مفتونون بهذه اللعبة على القيام بزيارات خاصة لتونس لإجراء دورة مباريات يُنهونها بتتويج المتفوقين بينهم. ولوحظ في السنوات الأخيرة أن مكاتب سفريات تونسية تعمل في أوروبا، خصوصاً في إيطاليا أقبلت على تنظيم رحلات جماعية للمولعين برياضة الغولف إلى منتجعات مختلفة في تونس.

 

وهناك رحلات أسبوعية خاصة بلاعبي الغولف تُنظم من ألمانيا إلى منتجع طبرقة الواقع بين جبال مطلة على البحر. وعادة ما يستفيد الرياضيون من إقامتهم في تونس لزيارة مواقع سياحية ومناطق أثرية ما يتيح لهم الجمع بين هوايتهم والاستمتاع بجولات يتعرفون من خلالها على تاريخ البلد وميزاته الطبيعية.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 17 أفريل 2006)  

 


«إعمار» تطلق مشروعا سكنياً في تونس

دبي – الحياة    

 

كشفت «إعمار» العقارية تفاصيل خطتها الاستثمارية في تونس التي تهدف إلى تطوير مشروع «مارينا القصور» على الساحل الشرقي، وذلك بتكلفة إجمالية تصل إلى 6.7 بليون درهم إمارتي (2.54 بليون دينار تونسي، 1.88 بليون دولار). ويتميز المشروع السكني الجديد، الذي يحتضن قرية سياحية في وسطه، بموقعه على مساحة 442 هكتاراً في أحد أجمل المواقع الطبيعية في ولاية سوسة باتجاه النهاية الجنوبية لخليج الحمامات.

 

جاء إعلان «إعمار» في حفل خاص أقيم أول من أمس في تونس العاصمة، حيث عرض رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية محمد العبار تفاصيل المشروع الجديد على الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وأكد العبار أن الهدف من المشروع «هو إقامة موقع سياحي على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط يتميز بكونه يوفر الراحة والاستجمام والخصوصية بالقرب من أهم المواقع الأثرية والثقافية في تونس الخضراء».

 

ويأتي مشروع «مارينا القصور» موافقاً لتوجهات الحكومة التونسية نحو تطوير قطاع السياحة وتنميته من خلال التركيز على السياحة الفندقية والسكنية، مما يتيح المجال أمام السياح من ذوي الدخل العالي إمكانية شراء منازلهم في مواقع جذابة من الناحية السياحية. ويذكر أن تونس قد استقطبت أكثر من 6.4 مليون سائح في العام 2005 وتسعى إلى تطوير عوائدها من القطاع السياحي كي تصل إلى 2 بليون دولار في العام 2006.

 

ويتألف مشروع «مارينا القصور» من أكثر 4 آلاف وحدة سكنية متنوعة تشمل الفلل والمنازل والشقق المطلة على البحيرات والشاطئ والمرسى وجانب الميناء، بالإضافة إلى 6 مبان للشقق الفندقية الفاخرة التي تقع بين الشاطئ والمرسى. كما يضم المشروع العديد من المرافق المتنوعة بينها المنشآت الترفيهية الواقعة على المرسى، ونادٍياً لليخوت، ونوادٍي شاطئية ورياضية، وملعباً للجولف مكوناً من 18 حفرة، ومنتجعاً صحياً.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 16 أفريل 2006)  


الأميرال لانكساد لـ «الشروق»:

إيماني بخطإ غزو العراق مازال قائما وليس أمام الأمريكان إلا الانسحاب

 

* حوار: راضية الزيادي

 

* تونس ـ الشروق :

في لقاء مع «الشروق» تحدّث الاميرال جاك لانكساد عن تونس وعن الأوضاع في العراق وايران وفلسطين، ويرأس الأميرال لانكساد، المؤسسة المتوسطية للدراسات الاستراتيجية، وقد مثّل بلاده، سفيرا لها في تونس لعدّة سنوات، كما قاد القوات البحرية الفرنسية خلال حرب الخليج الاولى. حضر اللقاء أيضا، المدير العام لهذه المؤسسة، العميد بحري بنوا لومازن دوشارمون (Vice-amiral)، وأدلى برأيه( لـ «الشروق» في الاشكالات التي طرحت اثناء اللقاء.

 

* هل لكم ان تشرحوا لنا اطار الزيارة التي تقومون بها الى تونس؟

ـ المؤسسة المتوسطية للدراسات الاستراتيجية التي تهتم بالمتوسط، من زوايا مختلفة، وبصفة خاصة من الزاوية الاستراتيجية السياسية ومن منظور هدف أساسي وهو الاستقرار والأمن في المنطقة، ومن ضمن انشطتها، هو التكوين، ولمدة 16سنة تنظم المؤسسة دورات متوسطية للدراسات العليا المتوسطية توجّه الى اطارات المستقبل، في المؤسسات، في الجيش في الجماعات المحلية، وهم اشخاص ما بين 30 و40 سنة من العمر، ويباشرون هذه الدورة لمدّة سنة وبمعدل ثلاثة أيام في الشهر، من أجل التفكير في المشاكل المتوسطية عموما. تتضمن هذه الدورات جولات ميدانية، في المنطقة المتوسطية. وقد زرنا تونس في السنة الماضية، ونزورها هذه السنة ايضا، فتونس هي بلد من جنوب المتوسط، ثم ان زيارتها تمكّن من التفكير في العلاقة بين ضفّتي المتوسط. وينبغي الاعتراف بأن تونس، هي مثال ملحوظ جدا في هذه العلاقة.

يواكب المشاركون جملة من محاضرات اضافة الى الزيارات الميدانية، وبذلك يكون بامكان المشاركين الوقوف على الاشكالات التي تطرح في سياق التنمية المتبادلة بين الضفتين.

 

* عملتم في تونس لمدّة سنوات، وتعرفون البلد واليوم تعودون اليها في سياق آخر، فكيف تجدونها؟

ـ تونس تتابع طريقها، وهي في حقيقة الأمر حالة خاصة ضمن دول جنوب المتوسط، وذلك بالنظر الى مسيرة التنمية التي بدأتها منذ الاستقلال، والتي تجعل من تونس اليوم، البلد الاكثر استعدادا للدخول في المجمع المعولم الذي يتم خلقه في العالم. هناك بطبيعة الحال المكتسبات التي تحققت بعد الاستقلال على يد الزعيم بورقيبة والمتعلقة بوضعية المرأة، وبالتعليم، وبالتنظيم العائلي، وهي تجعل من تونس بلدا، نجح في مراقبة نموّه الديمغرافي السريع، وبالتالي فإن ذلك شكّل عاملا أساسيا في التنمية، وذلك نتيجة لوضع المرأة من ناحية، ولمنظومة التعليم من ناحية اخرى، حيث تستمر هذه المنظومة حاليا بطريقة ملحوظة جدا، من خلال العدد الهام من الجامعات المنتشرة في كل مكان والانشطة…

تونس إذن قامت بمسيرة طويلة، وهي على هذا الطريق تحقق نسب نمو اقتصادية هامة جدا، واذا كانت معلوماتي دقيقة، فإن المؤشرات الاقتصادية، للاشهر الاولى من هذه السنة، تبدو ايجابية، حتى وان لم تكن المؤشرات السياحية جيّدة في بداية السنة ولكن الارقام تشير الى أن السنة ستكون جيّدة على جميع المستويات، وبالتالي، فإن نسق النمو سيكون جيّدا، وإذا استمر هذا النسق متجاوزا النسق الديمغرافي، فإن النتيجة ستكون جيّدة جدا…. تونس، إذن في كل هذه المجموعة المتوسطية، وبدون موارد طبيعية تذكر، تواصل تحقيقها لتقدم هام… ولكن ذلك لا ينبغي ان ينسي التونسيين ان بلادهم يعيش في عالم يتحرّك بسرعة ويحقق التقدم التكنولوجي السريع، وانهم يواجهون، باعتبارهم جزءا من العالم العربي الاسلامي، التحديات التي يواجهها هذا العالم، وخاصة الأزمة التي تمس الشباب والناجمة عن القضية الفلسطينية خاصة، والتي يشعرون معها بانعدام الآمال والآفاق، وتنعكس بالتالي على مستوى هذه الفئة… كما ان هذا العالم العربي الاسلامي يعيش مرحلة انتقالية، وبالتالي فإنه لا ينبغي ان يعكس حالة عدم الاستقرار والتهديد من الحركات الاسلامية. تونس عرفت كيف تتعامل مع هذا التطرف في السابق، ولكن ذلك لا يعني ان تونس بعيدة جدا عن الضغط الذي يشكله هؤلاء في كل العالم.

تونس اتخذت عدة اجراءات ايجابية منها توسيع المجال التشريعي من خلال اضافة غرفة نيابية جديدة (مجلس المستشارين) وغيرها من الاجراءات التي تسير بالبلاد، بتدرّج، نحو الاهداف المرسومة.

كانت لدي خشية السنة الماضية، بشأن المواد الآسيوية وخاصة النسيج ولكن يبدو أن الامور قد سارت بصفة جيدة، واعتقد أن النسيج التونسي سوف يكون قادرا، ولعدة سنوات قادمة، على منافسة النسيج الآسيوي.. وقد لاحظت أن تونس تؤهل اقتصادها بشكل ذكي جدا، وقد زرت عدة مؤسسات خلال هذه الجولة، من المؤسسات التي أعادت توجيه نشاطها وجهات أخرى أكثر مردودية (مصنع لمقود السيارة أو مصنع للكابلات التي تستعمل في صناعة الطائرات) كما انها تشغل بذكاء الشراكة الصناعية التي تربطها مع الدول الأوروبية، في عدة مجالات..

 

* المدير العام للمؤسسة:

من ضمن أعضاء الوفود، هناك ممثلون لمؤسسات اقتصادية فرنسية كبرى، وقد لاحظوا، الأرضية الجيدة الموجودة في تونس للتعاون المتوسطي، وتساءلوا لماذا لا يتم العمل في بعض المراكز هنا في تونس، على تنمية البرمجيات والتطبيقات الاعلامية، وقد زرنا القطب التكنولوجي في بنزرت، ولاحظنا أن هناك فرصا عظيمة ينبغي استغلالها، فلماذا لم يحدث ذلك من قبل، وهناك عوامل عديدة تجعلنا نقبل ذلك. زرنا أيضا ميناء بنزرت، والمؤسسة، هي جزء من قطب بحثي حول المسائل الامنية والاستراتيجية في الموانئ المتوسطية، وقد تم التساؤل لماذا لا يتم التعاون من هذا المنظور في المسائل المتعلقة بالبيئة البحرية أو بالتنقيب عن النفط في البحر أو في غيرها من الانشطة المشتركة.. وقد اهتم المشاركون في الدورات بهذه المجالات.

 

* الأميرال: عندما نعمل مع تونس، فإننا لا نعمل في اطار نقدي.من قبل النقابات أو المؤسسات المعنية، في فرنسا، ولكننا نعمل في اطار مريح، يكاد يكون اطارا تكامليا أو ربما نوعا من «التهيئة للتراب الأورو متوسطي»، وأعتقد أن أمام الدول الأوروبية تحديا كبيرا وهو، تقليص الفجوة التنمية بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط. والفرق هو في حدود واحد من عشرة، وهو أمر يفرز مشاكل هامة، منها الضغط الحالي للهجرة من الجنوب.

 

* هذا التكامل، الذي تشيرون اليه هو الذي رسمته مسيرة برشلونة، ولكن ألا تعتقدون أن مسيرة برشلونة، تعرف بعض التردد والبطء الآن، كما تعرف تركيزا على المسائل الامنية، ومنها مسائل الهجرة؟

ـ نعم أنت محقة، وكما يعلم الجميع فإن مسيرة برشلونة تباطأت بسبب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولكن باستثناء ذلك، هناك عوامل أخرى لم تساعد هذه المسيرة، فدول الجنوب عجزت حتى الآن عن أن تقدم جبهة موحدة ازاء الشمال، (تعطل اتحاد المغرب العربي) مما انعكس غيابا للسوق الموحدة في الجنوب.. أما من ناحية الدول الأوروبية، فكان هناك تراجع هام، حيث أن هؤلاء قد كرّسوا اهتمامهم لتوسيع الاتحاد نحو الشرق، وبعد الانطلاقة التي كانت جيدة في 95، بدأت المسيرة تشهد تراجعا، الى ما نحن عليه الآن من ركود، وهو أمر يؤسف له.

والأكيد أن المسائل الأمنية موجودة، ونحن في أوروبا، لنا جاليات من دول جنوب المتوسط، وتطورات الظاهرة الاسلامية خلقت مخاوف هامة بالنظر الى ما حدث منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001.. ولكن أعتقد أنه لا ينبغي المبالغة في هذه المخاوف، وقد فوجئت، منذ تفجيرات لندن ومدريد، وكذلك خلال الاحداث الاخيرة التي عرفتها فرنسا، بأنه لم يكن هناك توتر بين الفرنسيين الأصليين، والفرنسيين من أصل مغاربي إو افريقي، وربما كان هناك بعض الصدام مع الجالية اليهودية، وذلك بسبب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولكن الفرنسيين يتعاملون بطريقة ايجابية أكثر فأكثر مع الجاليات ذات الثقافة الاسلامية.. ولكني أعتقد أن ذلك ليس المشكل الأساسي، الاشكال الأساسي هو سياسي، ويتأتى من أننا كأوروبيين، لا نقوم بالتأكيد على التحدي الذي يواجه الأوروبيين، وهو التحدي التنموي بين الضفتين.. فأوروبا لا يمكن أن تكون قلعة، تقيم الأسوار التي تمنع القادمين من الجنوب من الوصول اليها، والاشكال، أن أوروبا لم تفكر في الامكانيات المالية والسياسية التي تمكنها من مواجهة هذا التحدي، وقد بدأت تشعر بذلك الآن.. أوروبا اليوم، تعيش على مستواها الداخلي، أزمة حقيقية، وخاصة بعد فشل الاستفتاء على الدستور الأوروبي في فرنسا وهولندا، وأعتقد أنها ستعيش لسنوات عديدة مصاعب عديدة. المؤسسات الأوروبية تواصل عملها، ولكن مشروع الدستور كان يهدف الى السماح لأوروبا بأن تتصرف في وحدتها ولكننا عجزنا حتى الآن عن اجراء هذا التطور المؤسساتي الهام، وخاصة على المستوى السياسي، بما ينعكس سلبا بطبيعة الحال، على تطورات أوروبا للسبل التي تمكنّها من مواجهة التحديات الآنية من الجنوب.

 

* المدير العام للمؤسسة:

اعتقد ان من واجب رجل السياسة ان يركّز في مفاوضاته وفي عمله، وهنا أتحدث عن العلاقة بين ضفتي المتوسط، على المسائل الأمنية… أما إذا تعلق الأمر بالاقتصاد، فأعتقد انه من الصعب ان يحسم رجل السياسة الأمر، لأن الأمر هو شأن رجل الاقتصاد وصاحب المبادرة الاقتصادية، اما رجل السياسة، فإن دوره هو تحفيز التوجه لدى صاحب المبادرة ومساعدته على ايجاد الاطار المؤسساتي المناسب لذلك. وبالتالي، فإن المسائل الاقتصادية، لابد أن تطرح على أصحاب الشأن، وهؤلاء هم المعنيون خاصة باقامة الشراكات فيما بينهم، فالحكومات لا يمكن أن تلعب الدور الذي ينبعي أن تلعبه المؤسسة الاقتصادية، ولذلك فإن ما نستمع إليه الآن في الشراكة الأورومتوسطية، هو صوت السياسيين وليس صوت أصحاب المؤسسات.

 

* وماذا تقترحون، من أجل تفاهم أكثر من المؤسسات ورجال الاقتصاد؟

ـ أعتقد ان المسألة ثقافية أكثر، وانه ينبغي أن نعمل على تعريف مؤسساتنا واطاراتنا بهذا الاطار الجيد الذي توفره الشراكة الأورومتوسطية، وما يمكن أن يوفره ذلك.

 

* المدير العام للمؤسسة:

لقد كانت لي حوارات هامة، خلال هذه الجولة التي قمنا بها، وقد فوجئت بالأفكار التي استمعت إليها. لقد وجدت لدى المشاركين، شعورا بالمفاجأة، إزاء نوعية الاستقبال الذي توفر لنا في تونس، فقد قال بعضهم انه لم يكن يتخيل أبدا ان يجد بلدا، من جنوب المتوسط، بهذا المستوى من التقدم الاقتصادي، واعتقد انه من المهم جدا توفير هذه النظرة الجديدة عن جنوب المتوسط.

 

* الأميرال لانكساد:

ينبغي الملاحظة، ان توس تمثل استثناء في الجنوب، وذلك للأسباب التي طرحناها في البداية، والمهم في تونس، انه بامكاننا ان نتجه إلى تحقيق نجاحات حقيقية وهامة، وربما لم تكن منتظرة، وخاصة على مستوى نقل الأنشطة خارج أوروبا إلى دول المغرب العربي بدل الدول الآسيوية، وهو نقل للأنشطة بما يفترضه ذلك كما هو الأمر لو تم النقل إلى آسيا، ولكنه في نفس الوقت جزء من التنمية المتبادلة التي تنص عليها الشراكة الأورومتوسطية.

 

* المدير العام للمؤسسة:

أذكر ان من ضمن ما استمعنا إليه خلال زيارتنا هذه أن مدير مؤسسة مالية هامة، قد قال لي، ان بين تونس وفرنسا، كل الاتفاقات الممكنة قد أبرمت، على مستوى مركزي، اي انه على المستوى المؤسساتي، كل شيء موجود لتسيير هذا التعاون، وبالتالي اعتقد ان المبادرة الآن ينبغي ان تأتي من رجال المبادرة الاقتصادية للعمل على مستوى اقليمي، فالعمل مثلا بين تونس، ومنطقة الساحل اللازوردي، يمتلك كل مقومات العمل الاقتصادي الناجح، واعتقد انه ينبغي التركيز على مفهوم Co-régionalisation خاصة اذا كان بامكاننا ان نعمل معا وان نستثمر أبعادا مشتركة بيننا.

 

* اليوم هو الذكرى الثالثة لاحتلال العراق أنتم تعرفون القضية جيدا، فكيف ترون الأمر اليوم بعد كل ما حدث؟

ـ لازلت أعتقد ان الولايات المتحدة الأمريكية قد ارتكبت خطأ بتدخلها في العراق، اضافة إلى ان هذا التدخل لم يتم كما ينبغي ان يتم عليه، فقد حدثت عملية عسكرية سريعة، وحققت هدف اصحابها، بسبب قوة وتفوق الآلة العسكرية الأمريكية، ولكن بعد ذلك حدثت أخطاء عديدة، وقد اعترفت بذلك وزيرة الخارجية كوندليزا رايس نفسها، اليوم نحن أمام وضعية مأساوية حيث بدأت الحرب الأهلية، فعليا، بين الطوائف العراقية اضافة إلى ان انهاء أهم القواعد الأساسية للمتطرفين في أفغانستان، جعل المتطرفين ينتقلون للعمل في العراق.

 

* ربما ليس الأمر هكذا تماما في أفغانستان، إذ لم يتم القضاء على هذه القواعد كما تدعي الولايات المتحدة الأمريكية؟

ـ في أغلبها، نعم… بطبيعة الحال الوضع في أفغانستان معقد جدا، والأمر لم يستقر تماما هناك، حيث ينتظر ان تظل القوات الدولية هناك طويلا. ولكن في أفغانستان، هناك مسار لارساء حكم جديد والوضع تم أفضل مما هو عليه الوضع في العراق، فهناك جهد دولي مشترك، وهناك الأمم المتحدة وبالتالي فإنه يمكن التمسك بالأمل في امكانية تحقيق تقدم، ولكن يظل هناك عمل كبير ينبغي القيام به، فقد كنت في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام، وكان لي لقاءات وحوارات مع مسؤولين في البنتاغون، ومن بينهم المسؤول عن افغانستان الذي قال لي ان بقاءنا هنا قد يمتد حتى سنة أخرى اي ان القوات الدولية ستبقى هناك على الاقل سنة، اي ان هناك مسيرة طويلة.

 

* وهل تعتقدون ان الامر سيكون مماثلا بالنسبة للعراق؟

ـ لا، الامر يختلف تماما في العراق. في العراق كان الفشل كاملا. فالامم المتحدة لم تكن جزءا مما حدث ثم بعد ذلك عندما تم حل الجيش العراقي وكذلك حزب البعث، تم دفع البلاد الى عدم الاستقرار والفوضى بشكل كامل واليوم نرى ان لا العراقيين ولا الامريكيين قادرون على ايجاد استقرار وان الوضع يتجه نحو مزيد من الخطورة ليس فقط على مستوى الشعب العراقي، بل في المنطقة المحيطة به، الاردن، السعودية، تركيا وسوريا… اعتقد اذن ان الامر خطير جدا وان الامركيين سيبحثون في مغادرة العراق ولكن لن يفعلوا ذلك دون ان يكون لديهم الشعور بأنهم قد انتصروا وحققوا أشياء هامة هناك وحتى من خلال وجود حكومة عراقية متماسكة ولو ظاهريا. ولكني اعتقد عموما ان الوضع في العراق خطير جدا.

 

* الصحافة الامريكية بدأت تجري مقارنا بين ما جرى في فيتنام وبين ما يجري حاليا في العراق فهل ترون وجها للشبه بين الحالتين؟

ـ لا، اعتقد ان المقارنة ليست موفقة. الامريكيون (بعد خروجنا نحن الفرونسيون) حاولوا الدفاع عن شبه الجزير ة الفيتنامية في مواجهة نظام شيوعي وقد فشلوا في ذلك…

 

* كنتم أذكى منهم عندما فهمتم انه ينبغي عليكم مغادرة المكان!

ـ نعم وغادرنا، ولكنهم غادروا في ظروف سيئة جدا بل مأساوية. ولكن الوضع في العراق يختلف تماما عما كان عليه في فيتنام، ولا يمكن أن يحصل نفس الشيء للأمريكيين في العراق، لأن عدد القوات الأمريكية هناك كبير جدا. والمشكل ان الأمريكيين عاجزون عن ايجاد استقرار في العراق، والسؤال بالنسبة لهم هو كيف يمكن مغادرة العراق، دون أن يمس ذلك من صورتهم أمام العالم. وهناك أيضا اشكال آخر، هو ان دخولهم العراق، ارتبط أيضا بمشروعهم للشرق الأوسط الكبير، وهم يتفطنون اليوم، ان المشروع يتطلب وقتا طويلا، وحذرا كثيرا لأن هذه الديمقراطية إذا كانت تعني المرور إلى أنظمة اسلامية، فإن الأمر يفترض التفكير مرتين.. الأمريكيون كانوا يعتقدون انه بمجرد نشر الديمقراطية فإن كل المشاكل ستحل، ولكن اليوم أصبحوا أكثر حذرا.. لأن الديمقراطية ليست عملية آلية، أو كما يعتقد الكثيرون، انها صوت وناخب، الديمقراطية هي مسيرة طويلة، تتم حسب نسق وظروف كل شعب.. نحن أيضا لدينا مشاكل وتساؤلات حول هذه الاشكالية، فبعدما شهدته الشوارع الفرنسية، يتسائل البعض، هل من المعقول أن تصنع القوانين في الشارع؟ وفي الشرق الأوسط، إذا تبينا ان الديمقراطية هي صوت وناخب، فإننا سنكون في مواجهة حكومات اسلامية، لذلك ينبغي الحذر.. كنت في الولايات المتحدة كما قلت لك، قبل أيام، وقد وجدت انهم في حيرة من أمرهم، فهم يعتقدون ان مثل تلك الأفكار النبيلة التي يطرحونها بشأن الشرق الأوسط (الأمر يتعلق بمصالحهم أيضا) لا تجد القبول المنتظر من المنطقة! وقد قلنا لهم في أوربا ان الأمر ليس بهذه البساطة!

 

* كيف ترون انه على الادارة الأمريكية، ان تعالج تواجدها واحتلالها للعراق؟

ـ الأمريكيون ليس أمامهم اليوم، إلا الانسحاب بصفة تدريجية، واعتقد انه عليهم ان ينسحبوا أولا خارج المدن العراقية، وانه عليهم الابقاء على جزء هام من ترسانتهم، لمنع أي مواجهة بين الشيعة والسنّة. واعتقد انه ليس بامكان الأمريكيين الانسحاب هكذا، فقد أشعلوا النار في هذا البلد، ولا يمكن أن ينسحبوا دون اطفائها. ولكن في نفس الوقت عليهم أن يسلموا السلطة إلى العراقيين تدريجيا، حتى وان كانوا غير متفقين فيما بينهم كما اعتقد انه عليهم أن يكسروا الرابط بين الاسلاميين والمقاومة السنية، وذلك باقناعهم بأن هذه الروابط غير مفيدة على المدى الطويل. واعتقد انه على العراقيين ان يتسلموا مصيرهم بأيديهم، مع مخاطر الانقسام الذي قد يعرفه هذا البلد.

 

* المدير العام للمؤسسة:

ينبغي ان نقف لدى ظاهرة، وهي ان كل العمليات تقريبا هي من عمل انتحاريين، وهذا امر ينبغي ان يدفع للتفكير، فهؤلاء الذين يضحون بأنفسهم، هل سيستمرّون في القيام بذلك، اعتقد انه علينا ان نبحث في الأسباب التي تدفع هؤلاء للقيام بذلك ومعالجتها، ومن ثمة فان النتيجة ستكون مفاجأة للجميع، عندما يرى هؤلاء انه ليس هناك من سبب يدفعهم الى التضحية بأنفسهم.

 

* الأميرال لانكساد:

فعلا، أقول ان ما حدث في العراق، اي ان الاحتلال قد غذّى المقاومة الاسلامية، وبالتالي فان هؤلاء يجدون سببا… وعندما يكون الناس في وضع توتر أٍقصى، وانهم يفقدون الأمل في المستقبل، كما يحدث بالنسبة للشباب الفلسطيني أيضا، فاننا لا بد وان نقف على مثل هذه المواقف، التي تجد فيها نظريات التطرف ميدانا مناسبا والتي تشكل مظهرا من مظاهر أزمة العالم العربي الاسلامي… لكن اعود فأقول انه ينبغي العودة الى الجذور التي تمكّن هذه النظريات المتطرفة من النمو، هناك عمل في المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية.

 

* الا تعتقدون انه في فلسطين وفي العراق، هناك شرعية ما تبرّر أعمال المقاومة، وان ما نراه ليس سوى تعبير عن مظالم ينبغي معالجتها؟

ـ لنأخذ أولا القضية الفلسطينية، فالسياسة التي كان يتبعها شارون، هي سياسة كارثية انتزعت أي أمل من الفلسطينيين، وقد أدّت مباشرة الى انتصار حماس، ومسؤولية شارون وحكومته كبيرة جدا في ما يحدث الآن، اليوم، السؤال الذي يطرح هو كيف يمكن التصرف ازاء هذه المعطيات الحالية؟ هل ينبغي عزل الشعب الفلسطيني وقطع المساعدات عنه؟ ان الامر غير اخلاقي تماما ولذلك ينبغي البحث في حل للوضع الحالي؟ هل تتغير «حماس»؟ العالم العربي واوروبا يتساءلان ولكن الولايات المتحدة لا ترى ذلك، هل يمكن ان تقبل «حماس» بمبدإ الدولتين.

 

* ولكن ليست «حماس» من يرفض مبدأ الدولتين، حماس جاءت الى الاحداث الآن، واسرائيل هل التي كانت ترفض اي تنازل منذ الرئيس الراحل ياسر عرفات، ووصولا الى أبي مازن وبالتالي السؤال هو هل تتغير اسرائيل أخيرا وتقبل مبدأ الدولتين؟

ـ اعتقد انه في الوقت الذي بدأ الاسرائيليون فيه يتغيرون، تأتي «حماس» لتقول انه لن يكون هناك الا دولة فلسطينية واحدة، واعتقد ان التوتر سيزداد اذا بقينا على هذه المواقف، واعتقد ان الاسرائىليين بعد شارون بدؤوا يفهمون انه عليهم ان يتنازلوا.

 

* مع ما يفرضونه من أمر واقع، ومع الجدار الذي يبنونه، لا أعتقد ان هناك تقدما في الموقف الاسرائيلي؟!

ـ الجدار سيسقط في يوم من الأيام، وأعتقد ان على كل طرف ان يقدم تنازلات، وان تتم العودة الى المفاوضات والا فاننا نتجه نحو المأساة، الاوروبيون لا يساندون الموقف الامريكي من «حماس» ويرون انه ينبغي الحوار مع «حماس».

 

* المدير العام للمؤسسة:

كما اعتقد انه على أوروبا ان تستعمل سلطتها الاقتصادية، وكلنا يذكر انه خلال فترة كلود شايسون، عندما كان مفوضا اوروبيا، فانه ضغط على اسرائيل، وقال انه لا ينبغي ان تواصل اسرائيل فرض املاءاتها على العالم، عند ذلك بدأ الكل يفكّر في ما ينبغي القيام به.

 

* اما اليوم فللأسف ان كل الضغوط توجه ضد حكومة «حماس» التي تبدأ حكمها بخزينة فارغة، بعد ان قطع عنها الجميع المساعدات، ثم أنه لا ينبغي ان ننسى ان الرئيس عرفات، عندما أبدى استعداده للقبول بحل عارضه فيه الكثير من العرب والفلسطينيين، لم يدعمه اي طرف دولي بالضغط على اسرائيل، الى أن انتهى كما نعلم جميعا؟

ـ نعم، للاسف هذا صحيح، ولكن فرنسا لم تتخل عن الرئيس عرفات وعن الفلسطينيين، ولكني اقول ان للحكومة الاسرائيلية وسائل ضغط عديدة في العالم، والامر يرتبط بتاريخ الشعب اليهودي، ولكني اعتقد ان اوروبا الآن مصممة على دعم حلّ يحفظ حق الفلسطينيين الوطني، ولكني اعتقد انه على «حماس» ان تطور موقفها.

 

* في فلسطين والعراق، ما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه فرنسا، وهل تعتقدون ان فرنسا التي عاشت وتعيش مشاكل داخلية عديدة، لها القدرة والرغبة في لعب هذا الدور المنتظر منها دوليا؟

ـ ليس لدينا الاحساس، في فرنسا، بأن استقرار مجتمعنا مهدد، لدينا مشاكل مثل كل الدول مثل اشكالات الضواحي، ولكن ليس لنا خشية حول استقرارنا الاجتماعي أو الامني او السياسي… وعلى العكس فان تلك الاحداث دفعتنا للعمل من أجل فك العزلة عن أي منطقة من مناطقنا تفترض مزيدا من الاهتمام والعناية…

ومشكلة فرنسا هي انها في وضعية سياسية غامضة حيث نقترب من الانتخابات الرئاسية، ولكن ذلك لا يمنع ان فرنسا تظل ناشطة على مستوى سياستها الخارجية، بجهود الرئيس شيراك، والوزير الأول ووزير الخارجية، بالتشاور مع شركائهم الأوروبيين… والآن هناك نقاشات واسعة مع الامركيين بعد استعادة قنوات الحوار ونحاول من خلال ذلك التأثير في الموقف الامريكي، وكما تعرفون فان الموقف الاوروبي وقائي جدا، وتشارك فيه فرنسا وبريطانيا كذلك… ولكن الموقف في العراق، هو خاصة بين ايدي الامريكيين والعراقيين، ولا يمكن التدخل لأخذ دور هذا الطرف أو ذاك، اما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فاعتقد ان فرنسا تسعى للعب دورها، عبر اوروبا وتلك هي قوة الموقف الفرنسي.

 

* كيف تحللون الموقف بشأن الملف النووي الايراني، سواء الايراني نفسه او الأمريكي وذلك انطلاقا من خبرتكم كعسكري؟

ـ اعتقد ان الرغبة الايرانية للعب دور اقليمي لا ترتبط بالنظام الايراني الحالي، انها موقف الشاه، الذي عمل من أجل الحصول على الغواصات النووية، الشعب الايراني، اذن لديه وعي وطني بأن عليه ان يلعب دور القوة الاقليمية ذات الدور الاقليمي الفاعل، ومن هنا فان السلطات الايرانية، بصرف النظر، عن طبيعتها، تعتقد انها في حاجة للحصول على السلاح النووي، فهناك اسرائيل وهناك الهند وباكستان… وكلها دول نووية، اضافة الى الاعتقاد السائد بأنه لو كان للعراق سلاح نووي لما تمّ غزوه واحتلاله وبالتالي، فان السلاح النووي ضروري بالنسبة لهم، المجموعة الدولية ترفض الامر، لأن ذلك يضر بنظام منع الانتشار النووي، واذا تم التنازل اليوم امام الايرانيين فان ذلك يفتح الباب أمام دول أخرى تسعى للحصول على النووي. وفي نفس الوقت، فان معاهدة الانتشار النووي، خلقت نوعا من «الظلم» بين الدول المالكة للنووي والقادرة على صنع الوقود النووي، وبقية الدول الاخرى التي تظل محرومة من امكانية الحصول على ذلك في المسائل المدنية، وذلك هو الموقف الايراني. ولذلك اقترح الروس صنع الوقود النووي، تحت اشراف دولي والوكالة الدولية للطاقة النووية، ولكن ذلك، اعتقد انه لا يحل مشكلة الايرانيين الذين يريدون الحصول على السلاح النووي… هناك تصريحات غير مقبولة من المسؤولين، ولكن لا أحد يعرف مركز قوة النظام الايراني، وعموما فاننا اصبحنا اليوم في وضع نخشى فيه من التطورات القادمة، هناك اجماع دولي على منع الانتشار النووي، وهناك تصميم ايراني على نفس الموقف، واخشى ان نصل الى موقف اللاعودة، والخطر فاذا ما تسارعت الاحداث، سنسير باتجاه، انذار يوجه لايران، وعندئذ سيكون الجميع امام خيارين، العقوبات، ويفكّر الامريكيون بأنه ينبغي ان تكون العقوبات مصحوبة بحصار بحري على ايران لمنعها من تصدير نفطها.

 

* وهل بالامكان فرض الحصار البحري، او اعلان حرب جديدة على ايران؟

ـ بامكانهم القيام بذلك بصفة احادية الجانب، فلا تعوزهم الامكانيات، والمشكل الوحيد، هو ما الذي يمكن ان يقوم به الايرانيون ضد الامريكيين في العراق؟

عموما فان التوتر يتصاعد، واذا ما رفض الايرانيون، اعتقد ان المجموعة الدولية ستنقسم على نفسها أولا، ثم ستكون العقوبات…

 

* المدير العام للمؤسسة:

قد نصل الى وضعية، لا يمكن العودة فيها اذا لم يتراجع طرف ما، واعتقد اننا في وضعية تفرض على أصحاب الشأن ان يبادروا فيها الى الحوار وخاصة، الذين قد يتضررون من أي ضربة قد توجه لايران، وخاصة دول الخليج العربية التي ينبغي ان تبادر الى اقناع ايران بضرورة التفاهم وايجاد حل، على هذه الدول ان تعمل من أجل شرح المخاطر المطروحة امام ايران في صورة حصول ضربات. الاوروبيون ايضا يقومون بذلك وعليهم المثابرة حول هذا الموقف، اذ انه على الجميع ان يقتنع بأنه لا يمكن ان ندمر كل شيء في لحظة تعنّت.

 

 (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 16 أفريل 2006)


 

المناضل حسين التريكي:

بن يوسف أراد توريطي مع المخابرات المصرية وكلّف عبد العزيز شوشان باغتيالي

 

* تغطية محمد اليزيدي

 

* تونس «الشروق»:

 

كشف المناضل الكبير حسين التريكي عن تفاصيل دقيقة ومثيرة ربما تنشر لاول مرة عن خفايا وخلفيات الصراع والخلاف بين بورقيبة وصالح بن يوسف والذي رجحت فيه الكفّة في الاخير لفائدة بورقيبة وانتهى بمقتل بن يوسف في المهجر في ظروف غامضة مازالت تثير الكثير من الجدل الى اليوم. كما تطرّق التريكي الذي نزل امس ضيفا على مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات الى الحديث عن العلاقة التي كانت تربط بورقيبة بالدكتور الحبيب ثامر.. وتضمنت شهادته ايضا تفاصيل اخرى عن لقاءات جمعته شخصيا مع بورقيبة وجمال عبد الناصر وعن خلافه الشخصي مع صالح بن يوسف الذي كان من المحسوبين على جماعته.

 

وتغطّي شهادة المناضل حسين التريكي تحديدا الفترة من اكتوبر 1955 الى 20 مارس 1956 وهي الفترة التي شهدت إمضاء اتفاقيات الاستقلال الداخلي وانتهت بحصول تونس على الاستقلال التام وتميّزت باحتدام الصراع البورقيبي ـ اليوسفي.

وذكر ان هناك محاولات كثيرة لتطويع تاريخ تونس خلال هذه الفترة لمصلحة بورقيبة وتنزيهه من الاخطاء وفي المقابل تحميل المسؤولية لصالح بن يوسف في كل ما حصل.

وأشار من جهة أخرى ـ الى ان النقلة الاولى في الحركة الوطنية كانت بعد مؤتمر المغرب العربي وما قام به مكتب المغرب العربي بالقاهرة من تهيئة للارضية وجمع الشعوب المغاربية واطلاق «الانتفاضة» الكبرى التي سيأتي من خلالها الاستقلال لتونس ولكافة اقطار المغرب العربي.

وأشار ايضا الى انه وعندما بدأت المفاوضات التونسية الفرنسية بشأن اتفاقيات الاستقلال الداخلي تتعثّر ظهر خلاف كبير بين اتجاهين في الحزب الحرّ الدستوري التونسي الجديد، الاول هو اتجاه الديوان السياسي بزعامة بورقيبة والثاني اتجاه صالح بن يوسف وخلال المفاوضات كان بن يوسف مقيما بسويسرا وكان حريصا على متابعة مستجدات هذه المفاوضات ويعارضها سواء عبر الاتصالات الهاتفية او عن طريق اتباعه.

وعندما كُلّف بتقديم شكوى تونس لمجلس الأمن ثم انتقل الى القاهرة فتأثر بمصر الجديدة (مصر جمال عبد الناصر) التي لم يكن بورقيبة يعرفها في حين كان لبورقيبة نوع من التأثر الشخصي والافكار السلبية عن مصر لأنه بعدما كابد مشاق السفر عبر الصحراء ووصل الى القاهرة لم يجد هناك ما كان ينتظره من حفاوة تليقان به كزعيم للحركة الوطنية في تونس، ولا يخفى على احد انه كان هناك آنذاك ستار كبير بين المشرق والمغرب العربي، وذلك لاحظناه عند وصولنا الى القاهرة وجدنا جهلا تاما بكفاحنا من اجل الاستقلال الا ان صالح بن يوسف وجد في مصر مدّا عروبيا ودفاعا عن مصالح الأمة العربية.

بن يوسف كان يلحّ على الاستقلال التام وليس على الاصلاحات كما تقول فرنسا وخطابه بجامع الزيتونة بتاريخ 5 اكتوبر 1955 يبيّن ذلك.

 

* توجه جديد

 

وعاد المتحدث الى مؤتمر المغرب العربي ليقول ان هذا المؤتمر نتج عنه توجه فكري جديد كان يتزعمه الدكتور الحبيب ثامر الذي كان يعارض القيادة الذاتية وسيطرة بورقيبة على الحزب ويريد ان تكون القيادة جماعية ويبدو ذلك جليا من خلال مشادة كلامية مع بورقيبة حين بادره الدكتور ثامر بالقول: «انت على رأسنا وعينينا يا سي الحبيب لكن لابدّ ان نتشارك في اتخاذ القرار».

ويُستنتج من ذلك ان بداية الخلاف داخل الحزب الدستوري لم تكن حول الاستقلال في مرحلة اولى ولكن حول طريقة تسيير الحزب.

والديوان السياسي للحزب ارسل في الاثناء وفدا يقوده الدكتور سليمان بن سليمان للتوفيق بين بورقيبة والحبيب ثامر.

ثم تحدّث السيد حسين التريكي عن بن يوسف مجددا فقال انه كان يرفض الاتفاقيات التونسية والفرنسية حتى بعد ان قدمت فرنسا بعض التنازلات بعد اندلاع الثورة الجزائرية وقال انه يتجنب لفظ «اليوسفية».

وأضاف قائلا: كنت اعتقد ان اتفاقيات الاستقلال الداخلي كرّست الاستعمار الفرنسي وتضمنت اعترافا بعدم الرجوع الى المفاوضات قبل سنة 1975 .

 

* مساعدة عبد الناصر

 

وهكذا كانت الاتفاقيات ايضا في تقدير صالح بن يوسف والجماعة التي تسانده خطوة الى الوراء وليست خطوة الى الأمام كما كان يقول ذلك بورقيبة.

وفي أواخر سنة 1952 كُلّفت من طرف صالح بن يوسف الذي كان يرأس المعارضة آنذاك بالذهاب الى القاهرة اين التقيت عبد الناصر وطلبنا منه مدّنا بالاسلحة لتسليح الجيش التونسي (الفلاّقة) للدخول في المعركة الكبرى الى جانب الاخوان الجزائريين لتحرير المغرب العربي. وفي القاهرة قال لي عبد الناصر سنعطيكم السلاح ولكن لا نريده ان يُشهر في وجه عربي.

ويمضي المتحدث قائلا حول المساندة الشعبية لصالح بن يوسف التي كانت كبيرة ولا تقل عن 85 من الشعب حيث كانت الشعب الدستورية تنسلخ عن الديوان السياسي وتنضمّ الى الأمانة العامة للحزب التي يرأسها صالح بن يوسف. وعندما رأي بورقيبة ان شعبيته بدأت تتراجع طالب فرنسا بالاستقلال فأعلمته السلط الفرنسية ان حبر اتفاقيات الاستقلال الداخلي لم يجف بعد.

وبعد الاستقلال تغيّر المشهد السياسي التونسي باعتبار ان اليوسفيين الذين كانوا يعارضون اتفاقيات الاستقلال الداخلي ويطالبون بالاستقلال التام قد سُحب البساط من تحت ارجلهم وعاد بورقيبة الى اشعاعه وشعبيته من جديد وفي ذلك الوقت اقترحت على صالح بن يوسف تنظيم ندوة صحفية موجهة الى الصحافة العالمية ليقول ان الاستقلال حققه الشعب التونسي بتأييده للامانة العامة وان الاستقلال يجب ان يكون تاما بما يعني الجلاء عن بنزرت واستقلال الجزائر فردّ بن يوسف قائلا له أجُننت، بل نقول ان بورقيبة خان فاعترضت على هذا القول واقترحت قول: بورقيبة اخطأ، فضحك بن يوسف وقال لي غلبتك «الهستيرية» (اي الانتماء الى نفس الجهة التي ينتمي اليها بورقيبة).

وفي تلك الفترة اعلمني بن يوسف انه تلقى برقية من جمال عبد الناصر يطلب مني الرجوع الى القاهرة واتضح فيما بعد ان بن يوسف ارسل برقية لفتحي الذيب مسؤول المخابرات المصرية يعلمه فيها ان حسين التريكي خان المعارضة ويجب ان يُسجن حين وصوله الى القاهرة ولحسن حظّي عرض مسؤول المخابرات المصرية البرقية على احمد بن بلّة الذي انصفني كما علمت ان بن يوسف كلّف عبد العزيز شوشان باغتيالي في ليبيا. وبذلك كان بن يوسف بناء ومنقذا في البداية ثم اصبح مهدّما. واجبر الصراع البورقيبي اليوسفي بورقيبة على فتح ابواب الحزب على مصراعيها وهكذا تحوّل الحزب الى مكتب تشغيل يفتحه بورقيبة امام كل ما يسانده وينشقّ عن بن يوسف.

وأبرز قائلا: أنا لم اكن لا بورقيبيا ولا يوسفيا بل كنت تونسيا وطنيا أؤمن بأن الاشخاص زائلون وان الوطن باق واذكر انه عندما كان فرحات حشاد في الولايات المتحدة بدعوى من «السيزل» دافع عن القضية التونسية الا ان ذلك لم يرق لبورقيبة لانه كان يعتبر نفسه هو تونس ولا احد غيره يمثلها او يتحدث باسمها.

 

* اغتيال بن يوسف

 

وحول احتمالات اغتيال بورقيبة لبن يوسف افاد انه عندما التقى بورقيبة بعدما عفا عنه من حكم الاعدام قال له بالحرف الواحد: «المسدّس الذي حاول صالح بن يوسف ان يغتالني به أُغتيل به» وهي نفس العبارة التي قالها في اجتماع بمعهد الصحافة.

وبخصوص مواقف الحبيب ثامر ببورقيبة بين ان الدكتور ثامر قال خلال اجتماع لمكتب المغرب العربي: «لابدّ ان نحمي بورقيبة من الشعب والشعب من بورقيبة واصفا بورقيبة بالحصان الجامح الذي يجرّ وراءه عربة تحمل 4 ملايين انسان و»لازم نحطّ له لجاما حتى لا يقطع رقبته ويقطع رقبة 4 ملايين معه».

وتابع السيد حسين التريكي قوله في السياق نفسه: لم نكن ضدّ بورقيبة وزعامته ولكننا كنا ضدّ طريقته في الكفاح التونسي فبورقيبة كان يرى نفسه هو المعبّر الوحيد عن هذا الكفاح فقد كان يقول: انا زيّ النخلة تقطع عراجينها ويبقى الجذع في اشارة الى استعداده لإزالة كل من يعارضه.

 

————————————————–

 

من هو المناضل الكبير حسين التريكي؟

– المناضل الكبير وأحد أعمدة الحركة الوطنية السيد حسين التريكي أمدّ اللّه في أنفاسه ومتّعه بالصحة، تجاوز سنه التسعين اليوم، مقيم بالأرجنتين وهو تونسي من الرعيل الأول تتلمذ في صفوف الحزب الحر الدستوري الذي كان يتزعمه الأستاذ الحبيب بورقيبة.. وعمل تحت قيادة المرحوم الدكتور الحبيب ثامر الذي أشرف وقاد حركة النضال السرّي للحزب التي تشكّلت على إثر حوادث 9 أفريل 1938 الدامية، والتي اعتقل على إثرها قادة الحزب وعلى رأسهم الحبيب بورقيبة وأعضاده المقربين وعلى إثر اعتقال د. الحبيب ثامر ورفيقه الطيب سليم، والرشيد إدريس، آلت إليه قيادة الحركة السرية واعتقل وحكم عليه بالسجن والنفي.

 

ـ أطلق سراحه مع الدكتور الحبيب ثامر ومئات المساجين الوطنيين في أول ديسمبر 1942 نتيجة للضغط الذي مارسه الملك المرحوم المنصف باي وضغوط السلطات العسكرية الألمانية التي نزلت في تونس في أواخر 1941، كما انضمّ إلى المجموعة «الثامرية» التي انتقلت الى أوروبا (الحبيب ثامر، يوسف الرويسي، الهادي السعدي، الطيب سليم، الحبيب بوقطفة، رشيد إدريس وحسين التريكي) لمواصلة النضال والتي ضمّت جهودها إلى النضال العربي الذي كان يقوده سماحة مفتي فلسطين المرحوم الحاج أمين الحسيني. ثم هاجر الى اسبانيا على اثر هزيمة ألمانيا في فرنسا، ثم هاجر الى مصر في جوان 1946 مع المجموعة الثامرية».. وشارك الدكتور ثامر في الاعداد ثم عقد مؤتمر المغرب العربي في القاهرة 22 ـ 02 ـ 1947.

 

– شارك في تأسيس مكتب المغرب العربي في القاهرة، وانتخب أمينا لصندوقه ورئيسا للجنة المالية للدورتين 48/47 و49/48، وقد حكمت عليه محكمة عسكرية فرنسية غيابيا بالاعدام، ضمن «المجموعة الثامرية» سنة 1947.

شارك الدكتور الحبيب ثامر في معارضته للنهج القيادي الفردي الذي كان يرى الزعيم الحبيب بورقيبة أنه من حقه أن يفرضه على الحزب، وقد أخذ الديوان السياسي برأي الدكتور الحبيب ثامر وعقد مؤتمر «دار سليم» لتكريس القيادة الجماعية.

 

– حكمت عليه «محكمة شعبية» التي نصبها بورقيبة سنة 1957 لمحاكمة قادة المعارضة التي قادها المرحوم الأستاذ صالح بن يوسف الأمين العام للحزب الدستوري والتي لعبت دورا حاسما في تحطيم الاتفاقيات التونسية ـ الفرنسية، التي كان الفرنسيون يهدفون من ورائها الى عزل الثورة الجزائرية من عمقها الترابي والبشري عن أشقائها التونسيين، بجلبهم نحو تعاون تونسي فرنسي تنتفع به شرائح من الشعب التونسي، كفيلة بأن تلهيه عما يجري في الجزائر. وبذلك يكون حسين التريكي التونسي الوحيد الذي نال حكمين بالاعدام: الأول من محكمة عسكرية فرنسية والثاني من محكمة بورقيبة. وقد رجع الى تونس في 1962 حيث رفع عنه حكم الإعدام على اثر استقلال الجزائر (جوان 1962) وعيّن مستشارا في وزارة الخارجية التونسية ثم جمّد نشاطه.

 

– فرّ من تونس هاربا الى ليبيا مشيا على الأقدام (نوفمبر 1957) وقد عين نائبا لمدير مكتب الجامعة العربية في بوينس ايرس 1958 ثم مدير مكتب الجامعة العربية في بيونس ايرس 1961 ـ 1964.

 

– كما كلفته لجنة تحرير المغرب العربي بتمثيل الطلبة الجامعيين في المؤتمر الذي عقدته «المنظمة العالمية للطلبة الجامعيين» أسسها الجنرال بيرون زعيم الأرجنتين (جوان 1955) حيث مثل طلبة تونس والجزائر ومراكش، ودافع عن الحركات التحريرية لأقطار المغرب العربي.. وتمكن من ربط أواصر الصداقة والزمالة النضالية ضد الامبريالية.. وهي التي وظفها في ما بعد للدفاع عن الثورة الجزائرية المباركة حين شارك في الوفد الذي شكّلته لجنة التحرير برئاسة المرحوم فرحات عباس (1956 ـ 1957).

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 16 أفريل 2006)

 

 

كتاب يتناول بعض ظواهرها …

آفاق الرواية التونسية بين التاريخ والرؤية الواقعية

تونس – ماجد السامرائي     

 

السؤال الذي يثيره معظم نقاد الرواية ودارسيها من العرب، ويثيره الناقد والباحث التونسي محمد القاضي في كتابه الجديد: «في حوارية الرواية» (دار سحر – تونس 2005) غالباً ما يأتي سؤالاً عن الكيفية التي استطاعت فيها «الرواية، وهي جنس حديث، ان تكتسح الاداب القومية على اختلافها، وان تقتحم منظومات الاجناس الادبية على تنوعها، وأن تحلّ في اللغات كلها فتصبح في حيز زمني قصير اكثر الاجناس حظوة لدى القراء، وأكثرها استقطاباً لاهتمام النقاد؟»… مجيباً عن السؤال من خلال قراءة نقدية لأعمال احد عشر روائياً تونسياً ينتمون الى اكثر من جيل في الرواية العربية في تونس هم، بحسب رأيه، من «ابرز من تصدى للرواية وسعى للاضافة، وفتح لنا كوى نستطيع من خلالها ان نطل على هذا الجنس العصيّ المتفلت وأن نقف على جوانب من ابداعيته»، موزعاً قراءته النقدية فيه بين «التحديد الاجناسي، ومصادر الابداع الروائي، وآليات اشتغال النص الروائي، والبلاغ الذي ينشده». وللكتاب، في هذا كله، خاصتان أساسيتان:

 

– الاولى: كونه يعرفنا بالرواية (او بطرف منها) في بلد يشهد الفن الروائي تطوراً ملحوظاً، وتستأثر الرواية فيه، موضوعاً، بهموم وانشغالات انسانية وفنية تجسد/ او تعبر عن طبيعة ثنائية البعد والاهتمام: اجتماعية، في ما يخص عمليات التغير والتحول في واقع بلد مثل تونس.. وفنية، في ما تسعى فيه من تكريس ما للحداثة من وجوه الابداع متمثلة في اعمال ادبية هي، في تمثيلاتها، اقرب الى الاصالة روحاً وجوهراً منها الى أي منحىً آخر.

 

– والثانية، انه يجمع في ما كتب بين الممارسة النقدية وأسلوب البحث الاكاديمي، فهو في الوقت الذي يستقصي فيه المكونات، والفواعل، ويحاكم الآراء او يحتكم اليها في ما يسعى الى تثبيته من رؤية للأعمال موضوع القراءة، يأخذ العمل بعين الناقد وعقله، مقيماً قراءته على التحليل، والاستبطان الدلالي، والحكم الفني.

 

وتكون البداية لفصول الكتاب، كما هو البداية التجديدية في الأدب التونسي الكاتب الكبير محمود المسعدي، في محاولة لتجنيس كتاباته. فهذا الاديب «الاشكالي ادباً»، يختار له من بين ما كتب كتابه «حدّث ابو هريرة… قال»، فيجده – كما يجده احد دارسيه – ينسج فيه «على منوال جنس ادبي قديم هو «الخبر» وهو وحدة سردية مستقلة». الا انه يجد ان «تصرف الكاتب في الزمان، وحتى في المكان، هو الذي يكسب هذا الأثر حداثة ما كانت الاحاديث والاخبار التي تقوم على اشكالها لتعرف شيئاً منها»… بل سنجده يذهب في ما هو ابعد من هذا، اذ يرى ما يراه الناقد توفيق بكار من أن المسعدي اعتمد في عمله هذا «احدث أساليب البناء القصصي» حين «كسر خط الزمان وتصرف فيه طرداً وعكساً بما لا تنكره آخر تقنيات الرواية الجديدة». فالمسعدي الذي يرى ان «الادب الباقي الذي لا يختلف من حضارة الى حضارة ومن ادب الى ادب هو ادب التجربة الوجودية» يدفع الناقد، في قراءته هذه له، الى القول إن كتابة المسعدي «كتابة تريد ان تكون لا تاريخية»، ولذلك فهي تخرق الأجناس، «لأن الأجناس، على وجه التدقيق، ظاهرة تاريخية»، ومعنى هذا – بحسب الناقد – «انها كتابة تريد النفاذ الى جوهر الانسان الذي لا يتغير بتغير الزمان والمكان».

 

ثم يقف مع البشير خرّيف في روايتين من رواياته: الاولى تاريخية، والثانية ما يعبر عنه بفكرة «انتماء الشيء الى اصله»… أما التاريخية، فهي «برق الليل» التي تتصل بتاريخ تونس في القرن السادس عشر. ومع ان الناقد يأخذ هنا بالرأي الذي يذهب الى أن الروائي في الرواية التاريخية يبدع «كوناً خيالياً – روائياً يتكون في آن واحد من عناصر متخيلة وعناصر واقعية»، فإنه يتساءل عن الكيفية التي تحققت فيها «علاقة الرواية بالتاريخ في هذا النص؟» ليجد، من خلال قراءته لها، انها رواية «جامعة بين المتخيل والتاريخي»، وأن «كاتبها لا يتردد في اسناد ادوار تاريخية الى شخصيات متخيلة»، مع ان «هذا المتخيل يضمحل احياناً حين تنهض العلاقة بين الروائي والتاريخي على النفي المتبادل»، ليقوم الخطاب هنا – كما يستخلص ذلك من قراءته له – «على مراوحة بين القطبين: فالروائي يبسط نفوذه ويغيب التاريخي، والتاريخ بدوره يحد من غلواء الرواية وينفرد بالمساحة النصية»… وخلاصة هذا الموقف هي ان البشير خريف سار، في روايته هذه، مسار «مجافاة التاريخ والانحياز الى الفن على حساب المرجع، مما جعل التاريخ ثانوياً من جهة، وغيّرَ مجراه، من جهة اخرى، استجابة لمقتضيات الخطاب الروائي وظروف العصر».

 

غير ان للتاريخ الذي تستأثر به غير رواية من الروايات التي يتناولها الكتاب بالنقد والتحليل وجهاً آخر في ما يدعوه «حداثة الماضي»، ليجده متمثلاً في رواية محمد الحبيب براهم: «انا وهي والارض»، فيرى من خلال هذا العمل «ان السردية في معناها الاول تعبير عن التحول»، وان هذا التحول لا يتأتى «الا في سياق زمني». واذا كان «نسيج الاحداث في هذه الرواية يحوم حول مجموعة من المصائر المتقابلة» التي جمعت بينها مدينة متعينة تاريخياً وجغرافياً في طور حاسم من اطوار التاريخ، فإن هذا ما يجعل شخصيات الرواية تتحرك في مستويين: مستوى ظاهر، ومستوى آخر «يسري في احناء هذه الشخصيات وما تضطلع به من اعمال»، جامعاً في هذا العمل بين «ماضي الخبر وحداثة الخطاب» بما يكشف عما يرى فيه الناقد اختياراً فكرياً وجمالياً يتركز في ثلاثة اسئلة يجدها تمثل بؤراً رئيسة في الرواية، هي: الزمان والمكان والكيان.

 

وفي فصل آخر من الكتاب يقرأ رواية حسن نصر «دار الباشا» واضعاً قراءته تحت عنوان دال: «هذه (دار الباشا) فأين مفاتيحها؟»، مؤكداً ان العالم الذي يأخذنا اليه ينوء تحت وطأة الذكريات». واذا كانت الرواية قد جاءت قائمة على حركات اربع، فإن العناصر فيها، هي الاخرى، اربعة، وكذلك الاستقصاءات والاخلاط والفصول… ليجد ان الكاتب فيها قد تعمد «تكسير الزمن، فلم يخرج لنا رواية «كلاسيكية»، وانما جعل البنية الزمنية لولبية، فيها مراوحة بين الحاضر والماضي بأنواعه». والسؤال الذي يثيره هنا – والذي يجده سؤالاً قائماً – هو: «لماذا نخرج من الحاضر الى الماضي، ومنه الى الحاضر في مراوحة لا تني؟»، ليذهب في «ان ما يستنتج من ذلك ان الحاضر لا يفهم الا بالماضي»، وان كان «ذلك الماضي نفسه لا يفهم الا بالحاضر» (المراوحة) «عند حدود الزمن المتكسر، بل تأتي في السرد من خلال الضمائر المضطلعة بالرواية»، وإن كان يرى ان الرواية هي «رواية شخصية تبحث عن معنى حياتها».

 

واذا كانت هذه القراءات النقدية قد تميزت بروحها المنهجي، فإن «المنهج» الذي اتبعه في القراءة يتضح اكثر، وعلى نحو اكبر، كلما مضينا مع فصول الكتاب… لنجده في قراءة رواية ابراهيم درغوثي: «شبابيك منتصف الليل» يتوجه في هذه القراءة ضمن بعدين منفصلين يجدهما في الرواية، وهما: «حداثة التماسات» و «تماس الحداثات»، مؤسساً قراءته على «هاجسين اساسيين: اولهما كيفية اشتغال النص بعامة والنص الروائي بخاصة وقدرته على توليد الدلالة من اللغة بإنشاء نظام يتخذ موقعاً ضمن جملة من الأنساق المحيطة به (…) وأما الهاجس الثاني فمداره على منظومة القيم الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تعيش في خضمها».

 

ويستقصي الناقد موضوع العلاقة بين «الرواية والهوية» من خلال رواية الحبيب السالمي «حفر دافئة». ومع ان تأكيده كون الهوية تمثل «مشغلاً اساسياً من مشاغل الفكر الفلسفي والبحث النفساني والدرس الاجتماعي»، «في حين ان الرواية ابداع»، الا انه يجد بينهما «اتحاداً في الصفة، اذ ان كلاً منهما ظاهرة تاريخية متحركة» بما «ينشئ بينهما علاقة احتوائية متبادلة. فالهوية تحوي الرواية بما هي مظهر من مظاهر التعبير الجمالي، والرواية تحوي الهوية من حيث هي خلفية ورصيد يؤمنان للرواية انتماءها الى مجال اجتماعي وحضاري معين»…

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 16 أفريل 2006)  


 

المتحدثون في جلسة السلطة والمعارضة انتقدوا الالتفاف حول الإصلاح …

فياض: لن يحدث تحول إلا إذا تبنى الإسلاميون الديمقراطية

الغطريفي: التعديلات الديمقراطية في الأنظمة العربية شكلية

 

مالك طه :

 

اتفقت كلمة المتحدثين في جلسة السلطة والمعارضة في الدول العربية على ضرورة تحقيق وتمكين الديمقراطية في المنطقة العربية.

 

وانتقد المتحدثون في الجلسة التي غاب عنها ممثلو السلطة الحكومات العربية واتهموها بالالتفاف حول الاصلاح السياسي عبر إنشاء احزاب ديكورية.

 

وقال السيد ناجي الغطريفي امين عام حزب الغد ان عدم حضور ممثلي السلطة يدل على عدم وجود تصور حقيقي لديهم حول عملية الاصلاح.

 

وأوضح الغطريفي انه حصلت مأسسة لانظمة الحكم الديكتاتورية في مصر والعالم العربي، ولكن مع التطور وغياب الزعامات الكاريزمية والعولمة التي فرضت احكامها وقيودها اقتصادياً واصبحت الانظمة تشعر انها فاقدة القدرة على خلق واقع فيه عدالة واستقامة.

 

وأكد ان الانظمة العربية الديكتاتورية اصابها عجز كامل عن القيام بدورها في إدارة الدولة وتوفير الخدمات الاساسية لشعوبها.

 

وقال: ازاء هذه الوضع وجدت الانظمة نفسها مرغمة على ادخال تعديلات ديمقراطية في الظاهر دون الحقيقة وبذلك يكون التطوير السياسي شكليا فقط.

 

وأضاف: إن الاحزاب في ظل الانظمة الديكتاتورية اصبحت غير قادرة حتى على الاحتفاظ بوحدتها والنظام القائم في مصر وراء ضعف وانقسام الاحزاب، وتساءل الغطريفي هل يعقل ان تكون للاحزاب قاعدة جماهيرية في ظل قانون الطوارئ الذي يسري منذ خمسة وعشرين عاما في مصر؟

 

وقال السيد علي فياض مدير معهد الابحاث والتوثيق في لبنان ان مجتمعاتنا بحاجة الى أمن واستقرار، واشار الى ان المجتمع كي يكون فاعلا يجب ألا يكون مجتمعا مقموعا ومقهورا.

 

وتساءل كيف يمكن ايجاد مجتمع راضٍ عن سلطته دون ان يكون مجتمعا ديمقراطيا.

 

وقال فياض ان من يمسك بعصا الشارع العربي هم الاسلاميون، واشار الى انهم ليسوا دعاة ديمقراطية نقية وانما تعايشوا مع الديمقراطية مثلما هو في فلسطين ولبنان والعراق ولكنها لم تتنزل الى مشروع استراتيجي.

 

وأكد فياض انه لن يكون هناك تحول ديمقراطي حقيقي في العالم العربي إلا اذا تبنى الاسلاميون الديمقراطية.

 

ووصف فياض الديمقراطيين في العالم العربي بانهم اقلية نخبوية واشار الى ان القوى الديمقراطية لم تحول الديمقراطية الى مشروع شعبوي كاسح.

 

وتحدث السيد أحمد الشابي محام «تونس» عن اساس العلاقة بين المعارضة والسلطة وقال ان السلطة في العالم العربي تستمد شرعيتها من عديد المصادر منها القوة والشرعية الثورية والتاريخية والدينية.

 

وأوضح انه في مثل هذه الشرعيات التي لا تحتكم للشعوب قامت النظم العربية وعلى اساس الحكم الفردي، ثم قام نظام الحزب الواحد الذي يحتكر كل الفضاءات ويقوم على مبدأ الزباينية فتجعل المواطن رهينا للحاكم حتى في قوته اليومي.

 

واضاف ان القضاء بدوره في ظل النظم الشمولية اصبح يفتقد الاستقلالية وصار هو الاطار الذي يجر اليه الآلاف في مثل هذه الاجواء التي لا تقوم على الشرعية الديمقراطية.

 

وتحدث الشابي عن الحركات الاسلامية واشار الى انها تؤسس مشروعها على النص الديني، حيث ان هناك اخفاقا للمشروع اليساري واخفاقا ايضا للمشروع القومي، كما ان الحركة الليبرالية لم تكن قوية في العالم العربي.

 

وأوضح ان الحركة الاسلامية حركة متعددة الابعاد فهناك البعد السياسي والاجتماعي والثقافي والتربوي، وقال ان الحركة الاسلامية استفادت الى حد كبير من ضعف منافسيها، وقال ان الحركات الاسلامية كانت تعاني من ازمة في التعامل مع الديمقراطية لكنها بدأت في التعامل معها تحت ضغط التطورات.

 

واكد الشابي ان التطلع الى الديمقراطية في العالم العربي هو الاقوى عنه في اي منطقة اخرى في العالم.

 

وقال ان الولايات المتحدة الامريكية ومنذ بدء الحرب على العراق ادركت ان العلاقة الجيدة مع الانظمة الشمولية لم تعد تبرر غض الطرف عما يحدث من اخطاء.

 

من جهته اوضح السيد جميل مطر مدير المركز العربي لابحاث التنمية والمستقبل في مصر ان العملية الاصلاحية لم تبدأ في الدول العربية فما حدث عمليات شكلية متواضعة، وذكر ان الديمقراطية تنتكس في العالم ولا تشهد تمددا كما يقال.

 

وتحدث السيد حاتم عبدالقادر عضو حركة فتح وقال: نحن في حركة فتح اجرينا انتخابات ديمقراطية شفافة لان المعارضة يجب ان يكون لها دور بغض النظر عمن سيأتي للسلطة.

 

واضاف: من مصلحة السلطة ان تكون قوة المعارضة قادرة على الشراكة الاجتماعية، واشار الى أن المجتمع لا ينحصر في السلطة والمعارضة فقط إذ هناك منظمات المجتمع المدني.

 

(المصدر: صحيفة « الشرق » القطرية الصادرة يوم 13 أفريل 2006)


 

الجزائر: الجبهة الاسلامية للانقاذ من المغالبة الي الأفول

يزيد بوعنان (*)

 

لقد كان مسار الجبهة الاسلامية للانقاذ مليئا بالأحداث المتسارعة والغريبة، فمنذ انشائها في شهر اذار (مارس) من سنة 1989 مستفيدة بذلك من جو الحريات الذي أشاعه الرئيس السابق الشاذلي بن جديد والأسهم السياسية لهذا الحزب في صعود وهبوط، فمن المطالبة والمغالبة الي المواجهة المسلحة مع النظام الذي وقف حجر عثرة أمام تحقيق الرغبات الملحة لهذا الحزب وأنصاره ـ الذين كانوا يعدون بالملايين ـ في الوصول الي الحكم عن طريق انتخابات تشريعية أقر الجميع بأنها كانت حرة ونزيهة، ولكن مسار الأحداث اتخذ الوجهة التي لم ينتظرها أحد حتي وصلنا الي ما نحن عليه الآن، والسؤال المطروح: ما مستقبل جبهة الانقاذ في ظل التوجهات السياسية الراهنة؟ وهل بامكانه أن يسترجع بريقه السياسي بعد حالة الوهن والترهل والانشقاق الذي أصاب مختلف الفصائل والتيارات المنضوية تحت هذا الحزب؟

هل أخطأ الفيس باتباعه سياسة المغالبة؟

 

لم تكد جبهة الانقاذ تكمل هيكلتها التنظيمية سنة 1989 بعد أن استفادت من جو التفتح الديمقراطي الذي أشاعه الرئيس الشاذلي بن جديد بعيد التصويت علي تعديل الدستور في شباط (فبراير) 1989 والذي سمح بانشاء أحزاب ومنظمات ـ اثر اللقاء التاريخي بين زعماء الحركة الاسلامية والذي ضم: احمد سحنون، محفوظ نحناح، علي بلحاج، وغيرهم مع الرئيس الجزائري ـ حتي بدأت جبهة الانقاذ تستعد لدخول حلبة التنافس السياسي، بدءا بالمجالس البلدية في حزيران (يونيو) 1990 والتي فازت فيها بنسبة 55% من المقاعد وانتهاء بالانتخابات البرلمانية الملغاة في كانون الاول (ديسمبر) 1991 والتي حصلت فيها علي 189 مقعداً من أصل 216، ولكن هذا المسار الحافل بالانتصارات السياسية رغم قصر مدته كان حافلا أيضا بأحداث متسارعة وتصريحات نارية ملتهبة من قبل زعماء الحزب وعلي رأسهم عباسي مدني وعلي بلحاج حيث كانت هذه التصريحات متناغمة مع التوجه العام للحزب المبني علي سياسة المطالبة والمغالبة. منذ الأيام الأولي لتأسيس الجبهة الاسلامية للانقاذ اتضح جليا بأن سياسة المطالبة والمغالبة هي التي فرضت نفسها علي التوجه العام للحزب، فبعد سلسلة اللقاءات والحوارات التي كانت تدار في (رابطة الدعوة الاسلامية) بقيادة المرحوم احمد سحنون، اتضح أن هناك تيارات عديدة ومختلفة داخل التيار الاسلامي أبرزها: السيد علي بلحاج الذي دعا الي انشاء جبهة اسلامية موحدة، أما عباسي مدني فقد اقترح اسما آخر هو (الجبهة الاسلامية للانقاذ) معللا هذه التسمية بأن الجبهة تعني المجابهة والاتساع لآراء مختلفة ومتعددة، ورفض محمد السعيد تشكيل الجبهة في البداية قبل أن يلتحق بها مع كوادره التي كانت تؤطر العمل داخل تيار البناء الحضاري (الجزأرة)، كما رفض محفوظ نحناح فكرة تأسيس حزب من الأساس ولكنه عاد ليؤسس (حركة المجتمع الاسلامي)، ونفس الشيء بالنسبة للسيد: عبد الله جاب الله الذي أنشأ (حركة النهضة الاسلامية).

 

لا شك أن الخطابات والتصريحات التي كانت تصدر عن بعض زعماء الفيس واطاراته قد أثارت الرعب في نفوس الكثير من رموز النظام الذين عملوا كل ما في وسعهم للحيلولة دون أن يصل هذا الحزب الي السلطة، وقد تجلت سياسة المطالبة والمغالبة التي تبناها حزب جبهة الانقاذ في الكثير من الخطابات والمذكرات التي قدمت الي الجهات الرسمية، ففي المذكرة التي وجهها الحزب الي رئيس الجمهورية في: 7 اذار (مارس) من سنة 1989 والتي تضمنت البرنامج السياسي لجبهة الانقاذ ومما جاء فيها :

ـ ضرورة التزام رئيس الجمهورية بتطبيق الشرعية الاسلامية ـ استقلال القضاء بغرض الحسبة ـ تحديد مجالات الاصلاح وفق جدول زمني ـ حل البرلمان واجراء انتخابات تشريعية مسبقة ـ اعادة النظر في سياسة الأمن، ـ الغاء الاحتكار الرسمي لوسائل الاعلام ـ وقف عنف الدولة ضد المطالب الشعبية، وغيرها من المطالب والنقاط التي توضح بأن جبهة الانقاذ قد سلكت طريقا مطلبيا، ولكن هذا المسلك كان فيه نوع من المخاطرة وعدم الاحتساب الدقيق للنتائج، وعدم الاكتراث بالمؤامرات التي كانت تحاك ضد الجزائر ناهيك عن المشروع الاسلامي والحركة الاسلامية، ويعود كل ذلك الي كون أن هذا الحزب لم تكن له الكوادر التي بامكانها استشراف المستقبل.

 

وحتي وان كانت هناك بعض الاطارات الكفاءة فانه لم يعتد برأيها، والا لما ذهب الحزب الي ما ذهب اليه من راديكالية في مواجهة نظام متجذر ومتحكم في كل شيء، وأول مظاهر هذه المواجهة الخاسرة هي المظاهرات والاضراب السياسي العام الذي دعا اليه الحزب في حزيران (يونيو) 1990، حيث شلت جميع القطاعات في المدن والقري والمداشر لمدة أكثر من أسبوع، حيث كانت المسيرات تزداد حدة مطالبة بذهاب الرئيس والحكومة ،وازدادت معها استعراضات للقوة من قبل جماعات تكون آنذاك قد خرجت من السيطرة الكلية للقيادة السياسية للحزب، وكانت هذه الجماعات مستعدة للمواجهة حيث بدأت أول فصائل الجماعات المسلحة في التشكل، وحتي وان كان بعض رموز النظام يرون مثلا بأن قادة الانقاذ كانت لهم اليد الطولي في تشكيل الجماعات المسلحة حيث يقول اللواء المتقاعد خالد نزار في مذكراته: (لقد تجسد العنف في استعراضات القوة من قبل ميليشيات يرتدي أفرادها الزي الأفغاني في المسيرات، وكانت كل هذه الميليشيات تحت امرة علي بلحاج الذي كان مقره مسجد بلكور والذي أطلق عليه مسجد كابول)، اذا كان هذا هو الرأي الغالب عند رموز النظام وحلفائهم ممن قادوا الانقلاب علي نظام الشاذلي فان بعض زعماء الفيس لهم رأي مناقض حيث صرح السيد مصطفي كرطالي لصحيفة الحياة اللندنية الصادرة في 8 شباط (فبراير) 2000 قائلا : (الجبهة لم تكن تحضر أبدا للعمل المسلح ففي سنة 1990 ومع بداية مؤشرات التوتر في علاقة جبهة الانقاذ بالسلطة قال أحد الحضور في لقاء مع عباسي مدني : ماذا لو نحضر جناحا مسلحا للجبهة ؟ فرد عليه عباسي مدني قائلا : لو قام أناس بهذا العمل في الجبهة فكأنهم ضربوني بخنجر)، ولكن هذا لا يمنع من القول بأن داخل الجبهة كانت هناك تيارات تؤمن وتمجد العمل المسلح، وحتي وان كانت قيادة الحزب قبل اعلان حالة الحصار واعتقال بعض الزعماء ضد أي عمل مسلح حيث كانت في الكثير من المرات تتدخل لتهدئة الأوضاع، ولكن وبعد حالة الحصار وتوقيف المسار الانتخابي وحملة الاعتقالات التي طالت العديد من أنصار الفيس ومتعاطفيه فان هذه القيادة التزمت الصمت ازاء العمل المسلح وحتي ازاء بعض العمليات العسكرية التي استهدفت المواطنين بل وأصبح للحزب جناح مسلح علي الأقل يتمثل في (الجيش الاسلامي للانقاذ).

 

حدود المسؤولية بين الفيس والسلطة:

 

يجمع الكثير من المحللين والمتتبعين للشأن الجزائري في الداخل والخارج علي أن المسؤولية لا يمكن القاؤها علي طرف دون آخر، بل أن الطرفين المتصارعين يتحملان كل من موقعه النتائج والمآلات التي سارت اليها الأحداث، واذا كان تبيان من المسؤول عن المجازر وحمامات الدم التي كانت تتطاير يبدو في الوقت الراهن علي الأقل أمرا غير ذي جدوي، خاصة وأن البلاد تحاول جبر الكسور ولململة الجراح، الا أن الحديث عن الأخطاء يبدو ملحا من أجل تجاوزها وعدم الوقوع فيها مستقبلا، وبعيدا عن الآراء المتضاربة والمتناقضة التي صدرت عن هذا الطرف أو ذاك فان الأزمة الدامية التي عاشتها البلاد تكون قد تفاقمت واستفحلت بفعل عدة عوامل نذكر منها:

 

1 ـ عدم تفطن الفاعلين في السلطة والمعارضة لما قد ينجر عن الصدام والمواجهة بين الطرفين، ولجوء البعض منهم الي التصرفات الانتقامية التي أضرت بالبلاد وكادت تدخلها في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، فتوقيف المسار الانتخابي يعتبر خطأ تاريخياً غير مسبوق قابله خطأ آخر من قبل بعض أجنحة الفيس يتمثل بالتورط في أعمال العنف التي استهدفت مؤسسات الدولة وبعض الفئات الشعبية الفقيرة في مختلف المناطق من الجزائر العميقة.

2 ـ الأكيد أن الجزائر كانت ضحية لمؤامرات محبوكة لم يتفطن لها الجميع ونتيجة لهذه المؤامرات فان الجزائريين كانوا وسائل في أيدي المتحكمين فيها من داخل البلاد وخارجها.

3 ـ لقد عجزت السلطة وجبهة الانقاذ معا في فرض رؤية واضحة ونتيجة لهذا العجز لجأ الطرفان الي المواجهة والمقارعة، حتي وصلت المجازر ورائحة حمامات الدم الي حدودها القصوي، وبعد أكثر من سبع سنوات من المواجهة والاصطراع والعنف الدموي وصلنا الي أكثر من 100 ألف قتيل ومليون ضحية بين مشرد ومعاق ومفقود وخسارة مادية قدرت بـ 30 مليار دولار، فهل بقي بعد هذا أن لا يعترف الكل بأخطائه ويحاول تصحيحها بعيدا عن التعنت والنرجسية والتهميش والاقصاء.

 

وحتي نعرف مسؤولية كل طرف في الأحداث نكتفي بشهادة اثنين من الفاعلين في مسار الأحداث وهما اللواء المتقاعد خالد نزار وزير دفاع سابق، وكذا مدني مزراق زعيم ما كان يسمي بالجيش الاسلامي للانقاذ.

يقول خالد نزار في مذكراته وهو يبرر موقفه وتحمله مسؤولية توقيف المسار الانتخابي رغم ما انجر عن ذلك من نتائج وخيمة: (لقد قررنا عدم التوجه الي الدور الثاني من التشريعيات منذ الأيام الأولي التي أعقبت الدور الأول من هذه الانتخابات، وكانت الفكرة هي اقناع الرئيس بخطورة الوضع وتقديم الاستقالة، فالبرلمان كان قد أكمل عهدته، وشغور السلطة كان نافذا ولم يكن أمام الجيش أي اختيار آخر غير التكفل بمصير البلاد بعد أن تأكد الرئيس أنه لم تبق أمامه سوي الاستقالة)، بهذه الصراحة يقول رأس الانقلابيين علي نظام الشاذلي ولكنه يتكتم علي أمور أخري تبدو خطيرة حينما يقول في موضع آخر: (التزاما بواجب التحفظ فقد فضلت عدم التطرق علنا الي أحداث كبيرة عاشتها بلادنا خلال تلك الزوبعة التي مرت بها)، فما طبيعة هذه الأحداث وما هي الأسرار التي تكتنفها ؟ نترك خالد نزار لنتوقف عند الشهادة التي أدلي بها مدني مزراق من خلال خطاب ألقي علي أتباعه سنة 1994 ونشر بجريدة اليوم الجزائرية في عدد 11 كانون الاول (ديسمبر) 2000 ومما جاء فيه باختصار:

 

1 ـ الجهاد بدأ في شباط (فبراير) 1992 ولماذا فيفري ففي ذلك الوقت كانت القيادة السياسية تجري حوارا لايجاد مخرج سياسي للأزمة

 2 ـ تكلم عن عباسي مدني وكأنه وريثه الشرعي

3 ـ يشرح مصطلح المطالبة والمغالبة قائلا: المطالبة تعني أن نطالب النظام بتحقيق وتنفيذ أهدافنا المشروعة، والمغالبة تعني اذا وقفوا في طريقنا ومنعونا من اقامة الدولة الاسلامية نجاهدهم كما كنتم تسمعون من شيوخ الجبهة مثل عباسي مدني وغيرهم

 4 ـ الجبهة الاسلامية كانت تهييء الشعب لمثل هذا الموقف، نحن ندخل الانتخابات ونسعي لتحقيق أهدافنا واذا وقفوا في وجهنا نجاهدهم والحمد لله فان عباسي مدني كان أعلن قبل اعتقاله قائلا: من حقنا اعلان الجهاد، وكان علي بلحاج يقول: نظفوا أسلحتكم.

 

هذا بعض ما جاء في الخطاب المذكور لمدني مزراق. من هنا يتضح أن المسؤولية مشتركة بين الجميع وأن الزج بالبلاد الي المآلات الخطيرة هو نتيجة لتعنت كل الأطراف دون أن يحتسبوا العواقب الوخيمة التي انجرت عن هذا التعنت.

 

نجم الفيس لماذا أفل؟

 

لن نجانب الحقيقة اذا قلنا بأن الفيس ليس مجرد حزب ولكن هو ظاهرة اجتماعية حاملة للكثير من الأحلام الدينية والاجتماعية التي كانت تسكن بال الأغلبية من متتبعيه وأنصاره ولكن هذه الظاهرة ـ كما ذكر لنا أحد الاطارات الذين تربوا في أحضان الحرة الاسلامية رفض ذكر اسمه ـ كانت دون تأطير سياسي في المستوي، والذين تولوا المسؤولية في مختلف المواقع لم يكونوا في مستوي الحدث، وأسباب أفول الفيس ـ كما أضاف ذات المتحدث ـ كانت موجودة في طريقة انشائه والتي تمت لأغراض مجهولة ومشبوهة، ولا يستبعد أن تكون هناك أياد خارجية قد أثرت علي السلطة في الجزائر لتسير الأمور وفق ما سارت عليه، واذا سلمنا بأن الفيس هو ظاهرة اجتماعية فانه يمكن تشبيهها بالهزة الأرضية التي تحرك الأشياء وقد تدمرها ولكن سرعان ما تزول مثل باقي الظواهر الطبيعية التي تتسم بالظرفية والمحدودية، وعندما طرحنا سؤالا علي أحد الكوادر الذي كانت تربطه علاقة حميمية مع مختلف رموز الحركة الاسلامية لا سيما تيار الجزأرة المعروف بمتانة بنائه الفكري، لماذا لم يستطع هذا التيار ترشيد العمل السياسي داخل حزب جبهة الانقاذ وعقلنته أجاب قائلا: (جماعة البناء الحضاري دخلوا الحزب متأخرين أي بعد الانتخابات البلدية حيث أن كل شيء كان قد انتهي، ورغم معارضة بعض اطارات هذا التيار لهذا الدخول الا أنه تم ولم يستطيعوا التأثير ويذكر أن هناك تيارات أخري داخل الفيس أصابها الذعر عندما انضم تيار البناء الحضاري الي الحزب وعارضته بشدة مما صعب فيما بعد خلق تجانس بين التيارات ووصل الأمر الي غاية التناحر والتقاتل).

 

وخلاصة القول أن ظاهرة الفيس وما اتخذته من مسارات دراماتيكية مؤلمة تحتاج الي دراسات وكتب، واذا كانت هذه الظاهرة بامكانها أن تكون ظاهرة للاسلام الحقيقي فانها ستعود لا محالة، ولكن ليس بنفس الثوب ولا بنفس الوجوه، أما اذا كانت كظاهرة اجتماعية لأشخاص فليس من الممكن عودتها لأن هؤلاء الأشخاص لم يعودوا يحتملون بعضهم، وآراءهم ومواقفهم مشتتة حيث فعل بهم الزمن كما فعل الماء بالركام المتروك.

 

ونختم هذا المقال بمقولة للمتحدث السابق: (لو كان لجبهة الانقاذ عقل مدبر لفجر القنبلة التي زرعت في قلب الجزائر قبل أوانها أو بعد أوانها أو أنه لفككها دون أضرار)، أما وقد تفجرت كما خطط لها زارعوها فنسأل الله اللطف والصون حتي لا نسقط في مطبات أخري.

 

(*) كاتب من الجزائر

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 16 أفريل 2006)  


 

في أصل الشلل العربي

برهان غليون (*)

 

تعيش المنطقة العربية وأخص منها المشرق العربي، بعد أن فقدت السيطرة على مصيرها، حربا حقيقية تهدف إلى إخضاعها وتطويعها لقبول أجندة السيطرة الأميركية الإسرائيلية.

 

كما أنها تتحول إلى مسرح رئيسي لحروب إقليمية وعالمية جديدة، يقدم النزاع الإيراني الأطلسي والحرب ضد الإرهاب كجزء من إستراتيجية مقاومة الصعود التاريخي للكتلة الآسيوية، أمثلة راهنة عليها.

 

وهذه المنطقة تعيش في موازاة هذه الحرب حربها أو حروبها الخاصة المرتبطة بإعادة بناء موازين السلطة والثروة في مجتمعات تعرضت خلال أكثر من نصف قرن إلى اجتثاث عميق لجذور وعيها الوطني والإنساني، على يد أنظمة قهر ظلامية متوحشة فاقدة لأي شعور بالمسؤولية الوطنية أو الإنسانية.

 

وفي مناخ الحرب المتعددة الأشكال هذه يتنافس بديلان فكريان وسياسيان معا على اكتساب ولاء الجمهور العريض الضائع وتعبئته وتنظيمه.

 

البديل السياسي تمثله أحزاب المعارضة الديمقراطية الصغيرة، أو تلك التي تحولت وتتحول بالضرورة نحو الديمقراطية، بوصفها القاعدة الفكرية والقانونية التي لا غنى عنها لإعادة بناء السياسة ذاتها وممارستها معا.

 

والبديل التعبوي الإسلامي القومي أو الاثنان معا تعبر عنه مجموعة واسعة من الحركات والتيارات والمواقف والتشكيلات الدينية والقومية أو الدينية القومية أو شبه الدينية التي تعكس فقدان الأمل في إعادة بناء الدولة السياسية الحديثة، وتراهن على إحياء الروابط التقليدية القائمة على تعبئة العصبية الجمعية الدينية أو الثقافية أو كليهما.

 

ويعتمد كل متنافس منهما على ترسانة من المفاهيم والشعارات والقيم، والمطالب التي يأمل أن تمكنه من الفوز بعقول الناس وقلوبهم لتطبيق أجندة يعتقد أنها هي القادرة على تحقيق أهداف المجتمعات العربية أو الإسلامية أو العربية الإسلامية.

 

لكن بينما يجعل الطرف الأول من إطلاق عملية التنمية، واستكمال تحديث المجتمعات العربية وإدراجها في العصر، البند الأول في المسيرة الطويلة التي ينبغي أن تمر حتما بتحقيق الديمقراطية وتحرير المجتمعات العربية من نير الاستبداد العقيم والمجمد والمضيع للجهد الوطني، تركز القوى الإسلامية والقومية على مسائل الهوية الخاصة والخصوصية كما تتمسك بشكل قوي بقيم الاستقلال والسيادة الكاملتين كما ولدتا في الكفاح ضد السيطرة الاستعمارية.

 

وإذا كانت هذه القيم المختلفة التي يعبر عنها كلا التيارين محط إجماع لدى الرأي العام العربي، سواء ما تعلق منها بالقضاء على الاستبداد، وما قاد إليه من تعسف وفساد وانحطاط، أو ما ارتبط منها برفض الاستلاب والتمسك بالهوية الوطنية والدينية والقومية، فإن الخلاف يبرز عندما يتعلق الأمر بالممارسة العملية.

 

فما يبدو محط إجماع على مستوى الوعي الثقافي العام يصبح في الممارسة مجال انقسام بقدر ما تطرح الممارسة مسألة الأولويات، ويضطر كل طرف من المتنافسين إلى تقديم قيمة على قيمة أخرى.

 

ومن الواضح أن قطاعات الرأي العام ليست متفقة على المكانة التي تحتلها كل واحدة من هذه القيم، ولا على الأهمية التي تعطيها لهذه القيمة أو تلك.

 

فالتيارات الحداثية التي ترى في الديمقراطية اليوم مدخلا لا محيد عنه للارتقاء بالمجتمعات العربية إلى مستوى التحديات التاريخية وتأمين شروط الالتحاق بالثورة العلمية والتقنية، أي للبقاء في التاريخ المعاصر، تظهر حساسية أقل تجاه مسائل تتعلق بالهوية والخصوصية والسيادة والاستقلال.

 

وربما نظرت بطريقة أخرى إلى مضمون هذه المسائل الأخيرة وكيفية تلبيتها، نظرة تأخذ بالاعتبار تحول حقل العلاقات الدولية وتطور وسائل التفاعل والتواصل بين الجماعات البشرية عبر الدول ومن وراء حدودها السياسية.

 

وبالعكس تنظر الأطراف الإسلامية والقومية، بصرف النظر عن مضمون أفكارها والقومية التي تتعلق بها، عربية أو محلية، إلى مسألة الحفاظ على الاستقلال والسيادة، نظرة خاصة وتطابق بينها وبين الدفاع عن الهوية، حتى عندما يتعلق الأمر بالمظاهر.

 

وهي تنظر إليها بقدر ما تنظر إلى الهوية من منظور الخصوصية، وتجعل منها أساسا لتمييز الذات عن الآخر لا التميز في دائرة حضارة واحدة.

 

وتبدو قيم الاستقلال والسيادة هنا مرتبطة ارتباطا عضويا بالحفاظ على علامات التمايز الثقافية والدينية، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يشوش على هذا التمايز والتباين أو يضعف إرادة المقاومة الداخلية.

 

بهذا المعنى يشكل الحفاظ على الهوية والأصالة عند هؤلاء القيمة الأساسية والمعيار الذي ينبغي أن تخضع له قيم الديمقراطية والاندراج في الحضارة العصرية.

 

فإذا كان الدفاع عن الهوية يستدعي الحد من الحريات أو تأجيل التفاهم مع الدول الصناعية أو الوقوف في وجهها، فلا مانع من الاستبداد ولا من القطيعة مع العالم الخارجي.

 

وهذا ما يفسر الالتقاء المتزايد بين بقايا القوى القومية العربية الكلاسيكية والقوى الإسلامية الجديدة، بعد أن دفع إخفاق الحركة القومية العربية في بناء وطن عربي قوي وحديث منظري هذه القومية إلى الانكفاء على عنصر الهوية والاستقلال كمرجع وحيد أو رئيسي لها.

 

في هذا التنافس المستمر منذ عقود على إعادة بناء الوضع العربي والترتيبات الداخلية بين الأجندة الديمقراطية والأجندة القومية الإسلامية، أي بين أجندة سياسية الطابع وبالتالي علمانية وبين أجندة أيديولوجية ثقافية، تظل القوى صاحبة الخيار السياسي هي الأضعف حتى الآن من دون نقاش.

 

فإلى جانب أن الأجندة السياسية تواجه تحديات كبيرة ومصاعب لا تحصى بسبب التاريخ الطويل من الاستبداد وما نجم عنه من تدهور وعي المواطنين السياسي وما يرافقه من استقالة سياسية وأخلاقية ومن ترسخ التفاهم بين الفئات الحاكمة وقوى الهيمنة الدولية، تغذي الحرب والضغوط المستمرة التي تمارسها الدول الكبرى اليوم على المجتمعات العربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية، في فلسطين والعراق وبقية بلدان المشرق العربي، مشاعر العداء للغرب وسياساته الاستعمارية.

 

وهذا ما يعزز قيم المقاومة ويضاعف من فرص قوى القومية الإسلامية التي تراهن على تعبئة مشاعر المقاومة، لتعزيز مواقعها.

 

هذا ما يفسر الصعوبة التي تواجهها قوى الأجندة الديمقراطية في التقدم على الأرض، بالرغم من تنامي الإجماع ضد الاستبداد والإيمان المتزايد بالنماذج الديمقراطية حتى في أوساط الحركات الإسلامية والقومية.

 

ومع استمرار السياسات الكارثية للتحالف الأطلسي في المنطقة، أي مع استمرار الحرب الكامنة أو المعلنة التي يشنها مباشرة أو بالوكالة على الشعوب العربية المشرقية، وتضاؤل الآمال في المستقبل، يزيد ميل الرأي العام إلى التكور على النفس والانكفاء والانغلاق، وربما أيضا التعايش مع نموذج الحكم الاستبدادي نفسه الذي ينشر نوعا من الأمان الكاذب، بما يخفيه من التناقضات الداخلية وما يقدمه من صورة الوحدة الجامعة التي توحي بالأمان والاطمئنان في وجه العدوان.

 

فلا يوفر الاستبداد على كل فرد مواجهة مسؤولياته الخاصة في الوصول إلى المأزق الراهن وفي تغييره فحسب بإلقائها على القيادة التي تحتكر كل المسؤوليات، ولكنه يوفر للفرد إمكانية التماهي الآلي مع المجموع وبالتالي الهرب من القلق والمخاوف التي يثيرها التهديد الخارجي والعدوان.

 

وكما يشكل الاستبداد مظهرا من مظاهر انسداد الآفاق وغياب الفرص التاريخية عند المجتمعات، تشكل الديمقراطية مظهرا من مظاهر تصاعد الآمال وفرص التقدم التاريخي والازدهار، بل هي تعبير عن الجانب السياسي والفكري والنفسي من هذا الازدهار والتقدم الشامل.

 

ففي كل مرة تغيب الفرص وتتضاءل الآمال تميل الجماعات -في كل مكان وزمان- إلى أن تدفن رأسها في رمال الاستقالة التاريخية والارتهان للطبيعة، وتنمو العصبيات القبلية والطائفية والاستبداد.

 

وإذا لم تتغير السياسات الغربية المتعلقة بالمنطقة، ولم تنجح النخب العربية في بناء قوى فكرية وسياسية قادرة على تثبيت أقدام المجتمعات وإخراجها من الطريق المسدود الذي تعيش فيه منذ سنوات طويلة، فلن يكون هناك مخرج من الأزمة، وسوف تغرق المنطقة لعقود قادمة في حروب داخلية وخارجية، طائفية وإستراتيجية، من الصعب ضبطها أو التحكم بها أو إنهاؤها.

 

من هنا تقع مسؤوليات كبيرة في اعتقادي على المثقفين والنخب العربية في سبيل توضيح المفاهيم ورسم طريق الخروج من الأزمة الطاحنة التي تعيشها المجتمعات، تلك النخب المتمسكة بأجندة الحرب القومية الاستقلالية الإسلامية أو العروبية، والأخرى المنادية بالديمقراطية والدخول في عصر الحضارة العلمية والتقنية.

 

ومن دون الوصول إلى تفاهم حول أجندة العمل للسنوات القادمة سوف تستمر الحرب السياسية الفكرية العربية داخل كل مجتمع وعلى مستوى المجتمعات العربية كافة، موازية للحرب الخارجية العربية الغربية، وبديلا عنها أحيانا، او مكملة لها.

 

ولن نصل إلى أي نتيجة سوى استكمال دمار المجتمعات واستنزافها ماديا ومعنويا.

 

هل هناك بالفعل مقاومة أو ممانعة تشكل أساس ثورة قومية إسلامية ممكنة تحفظ الهوية وتصون السيادة والاستقلال، بصرف النظر عن مسائل الديمقراطية والتحديث أو بالانفصال عنهما؟

 

وهل هناك إمكانية لبناء ديمقراطية ومشروع تحديث عربي وطني أو قومي، مع انعدام حد أدنى من هامش المبادرة والاستقلال والسيادة الإقليمية؟

 

باختصار كيف يمكن الجمع والتوفيق بين أجندة التحولات الديمقراطية وما تستدعيه من تفاهم مع القوى الدولية الكبرى التي تسيطر على مصادر العلم والتقنية والرأسمال والقوة الإستراتيجية في العالم، وأجندة الحفاظ على الهوية والسيادة والاستقلال مع استمرار التمزق والتشرذم والاقتتال الداخلي وغياب أي فاعلية ذاتية.

 

في الإجابة عن هذين السؤالين يكمن الحل والخروج من المأزق الجماعي التاريخي الذي نحن فيه.

 

(*) كاتب سوري

 

(المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 16 أفريل 2006)


 

سيزير يجدد «عوارض» العلمانية ويهدد بوضع ضوابط للعبادات الفردية!

د. محمد نور الدين (*)

 

عادت حكاية ابريق الزيت إلى عادتها القديمة. هذا البلد العظيم الذي اسمه تركيا، والذي يقع على أهم تقاطع جغرافي وحضاري في عالم اليوم، يكاد يغرف في شبر ماء ويتزحلق بسبب نقطة زيت، رماها ماهرون في تسميم حياة مجتمع يتوق للاستقرار والتقدم من دون نتيجة منذ أكثر من ثمانين عاما.

 

ولكن على من يقرأ رئيس جمهورية تركيا أحمد نجدت سيزير مزاميره هو الذي سيغادر الرئاسة بعد سنة؟ إنها الحكاية نفسها والموضوع نفسه: الحجاب أولا وثانيا وثالثا… والتحذير الدائم من خطر «الرجعية» أي الإسلاميين . ولما لم يكن في تركيا حركات أصولية أو «إرهابية» بالمعنى الذي يطلق على تنظيمات مثل «القاعدة» ومثيلاتها، فإن المقصود هنا حزب العدالة والتنمية الحاكم، ذو الطابع الإسلامي جزئيا.

 

يتخطى الرئيس التركي كل حدود التصور، ويبيع بكلمة واحدة كل أسلافه من الرؤساء. لم يتجرأ أحد قبل على مسألتين: الأولى اعتباره أن كل «مكان عام»، هو مكان محظور ارتداء الحجاب فيه ولو كان مستشفى أو ملعب كرة قدم. وبذلك يوسع مجالات الحظر، حتى تكاد تلامس الناس في الشارع، أي على غرار النموذج التونسي. والثانية تدخله في الشأن الشخصي الديني وتهديده بأن حدودا وضوابط قد توضع على الحياة الإيمانية والعبادية للفرد بهدف حماية النظام العام!.

 

يقول سيزير إن قرارات المحاكم العليا، الوطنية وما فوق الوطنية التي اعتبرت أن الحجاب رمز سياسي وانتهاك لمبدأ العلمانية، والتي رأت وجوب تطبيق حظره في المجالات العامة، ملزمة للهيئات القضائية والمقامات الإدارية والأفراد.

 

وبذلك يجدد سيزير ويؤكد على حظر الحجاب وتوسيع مجالات الحظر، وفي هذا الخصوص، يرى فهمي قورو الكاتب الإسلامي المعتدل والمقرب من قيادات حزب العدالة والتنمية إنه ليس في تركيا قانون يمنع ارتداء الحجاب. بل قرارات صادرة عن المحكمة الدستورية وهيئات أخرى. ومن الغريب أن يكون قرار ما في بلد ما له صفة أعلى من القانون. في وقت شعار البرلمان التركي أن السيادة هي بدون قيد أو شرط للأمة. وإذا كانت الأمة هي التي اختارت ممثليها في البرلمان وهؤلاء أرادوا السماح، وبقانون، بارتداء الحجاب. فكيف يكون ذلك اتهاما بتجاوز القانون. فمع تغير القوانين تتغير القرارات انسجاما مع القوانين وليس بقائها كما لو أنها دستور.

 

كذلك يقول قورو إن قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حول تأييد حظر الحجاب في تركيا يستند إلى قرارات المحكمة الدستورية في تركيا، ويأخذ في الاعتبار «ظروف تركيا» كما يترك، ثالثا، لتركيا الخيار بإلغاء هذا الحظر. أي أن قرارات المحكمة الأوروبية، ليست ملزمة لتركيا إلى الأبد، وتغيير قراراتها يعود إلى الأتراك.

 

ولا يهمل سيزير العودة إلى موضوعه المفضل الذي يسكنه كهاجس في يقظته ومنامه، أي موضوع الحركة الإسلامية التي يسميها بـ «الرجعية». يقول سيزير إن الرجعية وصلت في تهديدها إلى أبعاد مقلقة للغاية. وأنها تعمل بصورة منهجية على التسلل إلى الدولة والتعليم والقيام بنشاطات لتمزيق القيم التي اعتنقتها غالبية المجتمع مثل القومية والعلمانية وغيرها من أسس الجمهورية، كما أن هناك سعيا لتطويع النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والقانوني للدولة، وفقا لقواعد دينية وتخلق حساسية تفضي إلى تقسيم المجتمع إلى معسكرات.

 

ومن الواضح أن الرئيس التركي في «تحذيراته» هذه يقصد حزب العدالة والتنمية، وهذا أمر مستغرب. يقول الأكاديمي علي بيرم أوغلو إنه إذا كان من تغيير في الذهنية في تركيا في الآونة الأخيرة، فهي طالت أوساط حزب العدالة والتنمية قبل غيره، الذي جعل الحركة الإسلامية في تركيا مرنة، منخرطة في النظام حتى لامست في جوانب منها علمانية الدولة. وهو حزب يسعى للتوافق على القضايا الخلافية بدلا من فرض تشريعاته في البرلمان وهو قادر على ذلك ولكنه لا يفعل حرصا على الاستقرار والمصالحة والاجتماعية.

 

ويصف بيرم أوغلو هذه الذهنية لرئيس الجمهورية بأنها «مريضة». لكنه يضعها كذلك في خانة الاستعداد لانتخابات رئاسة الجمهورية التي ستجري في ربيع 2007، حيث يتردد اسم رجب طيب أردوغان بقوة على هذا الصعيد، و«الخطر» من جانب سيزير هو أن ذلك يضع الرئاسة بيد «إسلامي» زوجته، إلى ذلك، محجبة.

 

سنة تفصل بين تركيا وانتخابات رئاسة الجمهورية. ولكنها ستكون حافلة بالصراعات السياسية والتوترات والأزمات. وتصريحات سيزير مؤشر ومظهر على صعوبة المرحلة المقبلة. ومشكلة التيار الكمالي في تركيا أنه رفع شعار السيادة للأمة، منذ عهد صاحبه مصطفى كمال. لكن ما يفعله اليوم هو تجيير السيادة إلى أفراد أقل ما يقال عنهم أنهم، مرضى، كما وصفتهم الصحف التركية.

 

(*) أستاذ بالجامعة اللبنانية متخصص في الشؤون التركية

 

(المصدر: صحيفة « الشرق » القطرية الصادرة يوم 16 أفريل 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

27 août 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1560 du 27.08.2004  archives : www.tunisnews.net تونس: إضراب جوع مساندة للأسرى الفلسطينيين الشروق:  في

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.