الاثنين، 15 مارس 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 9ème année, N°3583 du 15 . 03 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


هام توفيق بن بريك بيان اعلامي

منظمة العفو الدولية :تونس: يتعين على الحكومة وقف مضايقة السجناء السياسيين السابقين

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

السبيل أونلاين : منزل تميم..ضابط الشرطة علي عبد الله يسب الجلالة ويطرد التجار الملتحين

الصباح الأسبوعي:غدا في باريس وبحضور جمع من المتضامنين عائلة حشاد ترفع قضية ضد قتلته

الصباح الأسبوعي:بينهم مجازون وحاصلون على الأستاذية 56 ألف مترشح يتنافسون غدا على 505 خطة في مناظرة القيمين

المنجي المنصوري:الــعــودة والأبـواب الـمـشـرعــة…(1 و2 و3)

سفيان الشورابي:نوادي السينما التونسيّة: هل قلت «سلام؟»

رويترز:البنك الاوروبي للاستثمار مستعد لاقراض تونس 900 مليون دولار

عبدالباقي خليفة :نحن والغرب ( 3  ) سجال السياسة والثقافة .. التاريخ والجغرافيا

– الجزء الثالث من حديث الشيخ راشد العنوشي مع صحيفة  » الأحرار »

د. فهمي هويدي:لا عادي ولا ديمقراطي

عبد الحليم قنديل:إذا هدموا الأقصى

الجزيرة نت:اتهام مصر واليمن وليبيا بقمع فضائيات

الخبر:ملف الأجانب في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي

المصريون: وسط محاولات جزائرية لتدوير المنصب.. مساع مصرية لإقناع عمرو موسى بالتجديد لولاية ثالثة في منصب الأمين العام للجامعة العربية

الداعية داوود عمران ملاسا أبو سيف الله:جنوب نيجيريا جرح خفي

إفتكار البنداري:أردوغان: حظر ارتداء الحجاب أسوأ من هدم الكعبة!

العرب:بوشلر نفى شائعات الإعلام الإسرائيلي حول وفاة مبارك:قصة ساعات حبست فيها مصر أنفاسها

العرب:السلطات المصرية تبدأ بوضع أبراج فولاذية على حدود قطاع غزة

القدس العربي :مصر: الكشف عن صفقة النظام واحزاب المعارضة لتوزيع مقاعد الاخوان يكرّس ازمة مصداقية الانتخابات


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010


هام توفيق بن بريك

بيان اعلامي

وقعت مفاوضات بين الرئاسة ـ بطلب من زوْجَيْ القصرـ  وتوفيق بن بريك وأخيه جلال بن بريك الزغلامي، تم ذلك داخل سجن سليانة في ثلاثة مناسبات: • يوم الأحد 7 مارس 2010 • يوم الثلاثاء 9 مارس 2010 • وانتهت يوم الخميس 11 مارس 2010 ويبدو أن السلطة كلفت وزير الإعلام لإدارة التفاوض وقد كلفت محامي ووجه إعلامي مستشار لدى وزير الإعلام للتنفيذ. وكان التفاوض حول الطلب الذي قدم من ثنائي القصر “ليلى” و”بن علي” : • يتعهد توفيق بن بريك كتابيا “بعدم التعرض والإساءة من خلال كتاباته وتصريحاته إلى فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي” وبالمقابل: • إطلاق سراحه • سحب قضية « بوليستهم » المرفوعة ضده في باريس • إسقاط الأحكام الصادرة ضد جلال بن بريك الزغلامي والسماح له بممارسة مهنة المحاماة • إسقاط الأحكام الصادرة ضد صديقهم لوممبة المحسني كانت إجابة توفيق بن بريك رفضا قاطعا. لأنه كما قال لا يمكنه أن يساوم على حرية التعبير ويرفض أي عفو أكان رئاسيا أم قضائيا أو بمناسبة 20 مارس أو غيره لأن من يستحق العفو هو العجوز الديكتاتور الصغير.. ويؤكد توفيق انه في صحة جيدة وذلك بفعل هواء جبال سليانة النقي الذي يأخذه في رحابه إلى مائدة يوغرطة وجبال الجريصة. كما يؤكد توفيق أننا لا يمكن أن نساوم ولا يمكن أن نعقد الصفقات بيعا وشراءا وليحيا نضال نساء ورجال تونس من اجل الحرية والكرامة.  

(ملاحظة: لدينا نسخة من نص التعهد المقرح مكتوب يخط يد المحامي المكلف من قبل السلطة بالتنفيذ). لوممبة المحسني من تصريحات جلال بريك الزغلامي


منظمة العفو الدولية رقم الوثيقة: PRE 01/092/2010 15 مارس/آذار 2010

تونس: يتعين على الحكومة وقف مضايقة السجناء السياسيين السابقين

 


مع احتفالات البلاد بعيد استقلالها الوطني في 20 مارس/آذار، دعت منظمة العفو الدولية الرئيس التونسي إلى وضع حد للمضايقة اليومية التي يتعرض لها السجناء السياسيون السابقون. فمنذ تولي الرئيس زين العابدين بن علي مقاليد السلطة في عام 1987، سُجن مئات النشطاء السياسيين في تونس، بينهم سجناء رأي وغيرهم ممن حُكم عليهم بالسجن إثر محاكمات جائرة، مما يعكس عدم تسامح السلطات مع المعارضة. وقد أُطلق سراح العديد منهم في الأعياد الوطنية السابقة بموجب قرارات عفو رئاسية. إن عمليات الإفراج عن السجناء في تونس مشروطة بوجه عام، حيث يتم إخضاع السجناء السابقين لقيود خانقة تمنعهم من الحصول على عمل أو أن يعيشوا حياة طبيعية، بما في ذلك المراقبة الصارمة والمضايقة الشديدة التي تمارس ضدهم من قبل موظفي الأمن. وقال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: « إن السجناء الذين يُطلق سراحهم بقرارات عفو رئاسية يجب ألا يتعرضوا لعمليات المضايقة والترهيب المستمرة، وأن يُسمح لهم باستئناف حياتهم الطبيعية. » أما الأشخاص الذين يتجاوزن القيود المفروضة عليهم أو يزعجون السلطات بطرق أخرى، فقد تتم إعادتهم إلى السجن بسرعة.  فقد أُعيد اعتقال صدوق شورو، الذي كان قد قضى 18 عاماً في السجن قبل إطلاق سراحه بشروط في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، وذلك بعد شهر واحد إثر إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، تحدث خلالها عن تجربته في السجن وأعرب عن وجهة نظره في الأوضاع السياسية في تونس. وقد تم إلغاء الإفراج المشروط عنه، وكان عليه قضاء السنة المتبقية من مدة سجنه الأصلية، وحُكم عليه بالسجن سنة واحدة إضافية. ومن المقرر إطلاق سراحه في أكتوبر/تشرين الأول 2010. وأضاف مالكوم سمارت يقول إنه « يتم تقويض الغرض الكلي من العفو عن السجناء السابقين عند إخضاعهم لقيود قمعية لا يستطيعون بسببها الحصول على عمل أو ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والاشتراك في الجمعيات. وينبغي أن تتوقف مضايقة السجناء السابقين. » ويُبرز تقرير موجز لمنظمة العفو الدولية بعنوان: « طلقاء لكن  ليسوا أحراراً: السجناء السياسيون السابقون في تونس »، محنة السجناء السياسيين السابقين الذين يخضعون لقيود صارمة ومضايقة شديدة من قبل سلطات الأمن. ومن بين هذه القيود وأشكال المضايقة: المراقبة القمعية لهم من قبل الشرطة، والطلب منهم مراجعة مراكز الشرطة بانتظام، واستدعاؤهم المتكرر لاستجوابهم، وإعادة اعتقالهم- بعد إطلاق سراحهم من السجن. وحُرم بعضهم من الحصول على الرعاية الطبية. كما مُنع العديد منهم من السفر خارج تونس، ولا يُسمح لهم بالتنقل بحرية داخل البلاد. ويقول عبدالكريم هاروني، الذي وُضع تحت الرقابة القمعية للشرطة بعد إطلاق سراحه من السجن في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، إذ لتلك الرقابة تاثيراً ضاراً على رفاهه وقدرته على التفاعل مع الناس، وعبَّر عن ذلك بالقول: « إن هذه المضايقة ما هي إلا محاولة لعزلي عن المجتمع. فقد شاع مناخ الخوف بين أفراد عائلتي وجيراني وأصدقائي، الذين لا يجرؤون على زيارتنا. » ولم يتمكن عبداللطيف بوحجيلة من الحصول على ملفاته الطبية من المستشفى الذي كان يعالج فيه أثناء وجوده في السجن، وأُلغيت مواعيده الطبية في المستشفى مراراً وتكراراً، مما حرمه من المعالجة الطبية من أمراض القلب والكلى التي كان بأمس الحاجة إليها. إن منظمة العفو الدولية تحث الحكومة التونسية على وقف مضايقة السجناء السياسيين السابقين وترهيبهم، والسماح لهم باستئناف حياتهم الطبيعية كأفراد أحرار. كما تدعو المنظمة السلطات التونسية إلى إطلاق سراح صدوق شورو على الفور ودون قيد أو شرط، وجميع سجناء الرأي الآخرين المعتقلين دونما سبب سوى ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير ، بما فيهم الصحفي توفيق بن بريك.


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 15 مارس 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

إيقاف:على اثر تحرك احتجاجي قام به مجموعة من العاطلين عن العمل بالمظيلة ، تم إيقاف مجموعة من الشباب وهم : ·       عادل عمايدية ·       أمين خالدية ·       أيمن عمايد ·       فتحي عمايد بتهمة تعطيل حرية الشغل وذلك بعد أن احتج الشبان على شروط الانتداب التي تنوي شركة فسفاط- قفصة قبول عمال جدد على أساسها ، حيث اعتبروها  » مجحفة ». وقد اتهمت السلطة هؤلاء الشبان بمنع حافلات الشركة من المرور بإنشاء حواجز. اللجنة الوطنية تعتبر أن معضلة  البطالة في كل مناطق الحوض ألمنجمي هي السبب الأساسي في التحركات الاجتماعية ، ولا ترى من حل لها سوى إيجاد المزيد من مواطن الشغل واعتماد الشفافية في مناظرات شركة فسفاط قفصة ، المشغل الرئيسي في المنطقة.  المناضل عدنان الحاجي يخضع لحصار امني متواصل: مند خروجه من السجن في نوفمبر الماضي يخضع المناضل النقابي واحد قياديي الحركة الاجتماعية بالرديف إلى حصار امني متواصل ، حيث تتواجد قوات الأمن بالزي المدني أمام منزله وتصاحبه سيارات ودرجات نارية حيثما يتنقل , اللجنة الوطنية تجدد مطالبتها برفع الحصار الأمني عن السيد ألحاجي واحترام حياته الخاصة وحياة عائلته . حسن بنعبدالله أمام القضاء يوم 17 مارس 2010: سيمثل بحالة إيقاف الناشط حسن بنعبدالله يوم الأربعاء القادم أمام المحكمة الابتدائية  وذلك بعد ان تم إيقافه يوم 24 فيفري الماضي وإيداعه السجن المدني بقفصة ، وذلك على خلفية الحكم الابتدائي الصادر ضده سنة 2008 والقاضي بسجنه بعشر سنوات نافذة. كما سيعرض على محكمة الاستئناف يوم 23 مارس 2010 بعد أن اعترض على الحكم الغيابي  الصادر ضده. اللجنة الوطنية التي تدعو كل مكونات المجتمع المدني لمساندة السيد بنعبدالله ، تجدد مطالبتها بإطلاق سراحه وإصدار عفو في حقه وفي حق  الصحفي الفاهم بوكدوس و الحقوقي محي الدين شربيب وكل المحاكمين في قضايا التحركات الاجتماعية بمنطقة الحوض ألمنجمي. كما تطالب بإنهاء معاناة المسرحين  ، وذلك برفع الحصار الأمني عنهم وإصدار عفو شامل في حقهم وإرجاعهم إلى سالف عملهم وحل كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الحوض المنجمي سلميا.  
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  


منزل تميم..ضابط الشرطة علي عبد الله يسب الجلالة ويطرد التجار الملتحين

 


السبيل أونلاين – تونس – خاص   نقل مصدر عن شهود عيان قيام مسؤول رفيع في الشرطة بمدينة منزل تميم التابعة لولاية نابل بسب الجلالة وطرد بعض التجار الملتحين الذين كانوا يرتدون قمصان (هركة) دون سواهم .   وأكد شهود العيان للسبيل أونلاين أن الملازم علي عبد الله قدم إلى مكان إنتصاب التجار أمام أحد المساجد في المدينة كما جرت عادتهم وأمر الملتحين منهم والمرتدين لقمصان مغادرة المكان ، وتطاول على مقام الجلالة.   وقال المصدر أن هناك من عبّر عن رغبته من التجار المطرودين في رفع شكوى لمقاضاة ضابط الشرطة علي عبد الله من أجل سب الجلالة .   ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 15 مارس 2010 )
د


غدا في باريس وبحضور جمع من المتضامنين عائلة حشاد ترفع قضية ضد قتلته

 


علمت «الأسبوعي» من مصادر نقابية أن عائلة الراحل فرحات حشاد ستتقدم بشكوى رسمية لدى المحاكم الفرنسية يوم غد الثلاثاء وقد تم تحديد موعد عرض هذه الشكوى على الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ليتسنى جمع عدد من المناصرين بشارع القصر بباريس حيث مقر الحكم… حيث سينظم مجموعة من الحقوقيين الفرنسيين والتونسيين تجمعا أمام قصر العدالة تضامنا مع الشهيد وعائلته وفي الآن ذاته سترافق لجنة حقوقية تابعة لمنظمات إنسانية كل من المحاميين «بيار بودوان» و«ميشال توبيانا». وستقام ندوة صحفية للإعلان رسميا عن رفع القضية ومن المتوقع ان تحضرها بعض الوجوه من الاتحاد العام التونسي للشغل وتجدر الإشارة إلى أن العرف يقتضي أن ترفع عائلة الراحل شكوى تطالب فيها بمحاكمة مغتالي الزعيم فرحات حشاد بينما سيرفع اتحاد الشغل قضية مماثلة عن طريق أمينه العام عبدالسلام جراد باعتبار أن الفقيد كان أمينا عاما للمنظمة الشغيلة بتونس وعضوا للسيزل أثناء اغتياله… علما وانه تم خلال الأيام القليلة الماضية بعث جمعية تسمى «جمعية متتبعي مغتالي حشاد «تتكون من عدد من المحامين والحقوقيين التونسيين المقيمين بفرنسا ومنهم من هو مشرف على منظمة خاصة بالمهاجرين وقد اتصلت الجمعية بالاتحاد لتطلب دعمه في رفع قضية ضد «انطوان ميلرو» بتهمة التباهي بجريمة حرب وهو الشخص ذاته الذي ظهر في برنامج تلفزي بالجزيرة الوثائقية وتحدث عن كيفية اغتيال حشاد باعتباره كان عضوا في اليد الحمراء وواحدا ممن خططوا ونفذوا عملية الاغتيال. وعلمنا أن الجمعية المذكورة ستعتمد القانون الفرنسي الذي يسمح برفع شكوى ضد كل من يتباهى بجريمته وقد وجدت مساندة من عديد الأطراف وستعتمد تسجيل البرنامج التلفزي الذي ظهر فيه أنطوان ميلرو عندما تحدث عن دوره في اليد الحمراء التي خططت للاغتيال ونفذته بإيعاز من حكومة الاحتلال حيث تلقت الأوامر من وزير الداخلية آنذاك فرانسوا ميتران… وتتشابك الأحداث في ملف قضية حشاد فبالإضافة إلى التحركات المذكورة وصلت الاتحاد مراسلات رسمية من شتى النقابات الفرنسية التي عبرت فيها عن استعدادها لمد يد المساعدة والمساندة في تتبع مغتالي الزعيم فرحات حشاد وسيشارك عبيد البريكي الأمين العام المساعد المكلف بالتكوين والتثقيف النقابي (كممثل للمنظمة الشغيلة) صحبة عدد من الجامعيين والمؤرخين التونسيين في برنامج خاص على قناة الجزيرة مساء الخميس 18 مارس الجاري حول اغتيال حشاد وظروف تتبع المغتالين. من جهة أخرى علمنا أن المحامين الذين كلفتهم اللجنة المنبثقة عن اتحاد الشغل لدراسة الإجراءات العملية لرفع القضية ضد مغتالي حشاد ستقدم خلال الأيام القليلة القادمة تقريرا مفصلا للمكتب التنفيذي وقد استقينا من اللجنة ذاتها أن تقديم قضية لمحكمة الجنايات الدولية مستبعد وسيتم الاقتصار في البداية على رفعها بالمحكمة التونسية باعتبار أن تونس مسرح الجريمة وسيتكفل القضاء التونسي بمتابعة المورطين وسيقع في الأثناء اقحام المنظمات الدولية والعربية والمغاربية و«السيزل» في القضية حتى تأخذ بعدا دوليا. عبد الوهاب الحاج علي (المصدر: « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 15 مارس 2010)

 

بينهم مجازون وحاصلون على الأستاذية 56 ألف مترشح يتنافسون غدا على 505 خطة في مناظرة القيمين

 


يجتاز غدا الثلاثاء 56,9 ألف مترشح للمناظرة التي فتحت لانتداب 505 قيما بالمدارس والمعاهد الثانوية موزعين حسب حاجيات المؤسسات التربوية بالجهات على اعتبار أنّ مناظرة جهوية يعمل بمقتضاها المنتدب بالجهة التي اجتاز فيها الامتحان أي التي يقطنها وذلك في إطار تجنيبه تكاليف الإقامة والتنقل. هذا وقد اشترطت الباكالوريا كمستوى تعليمي أدنى للمشاركة في المناظرة إلا أن الملاحظ من خلال المطالب المقدمة أن هناك العديد من الحاصلين على الأستاذية ومن أصحاب مستوى جامعي متقدم (باكالوريا 2+ 3+) ممن طالت بطالتهم أو لم يحالفهم الحظ في مناظرات وطنية أخرى مثل الكاباس وغيرها وخاصة منهم المنتمون إلى شعب صعبة الإدماج ترشحوا لإجراء المناظرة. وتجدر الإشارة إلى أن الحاجيات تختلف من جهة إلى أخرى حسب الشغور المسجل بفعل الإحالة على التقاعد بالإضافة إلى الاحداثات الجديدة بعديد الجهات وتقدر حاجيات مؤسسات تونس 1 وتونس 2 واريانة وبنعروس وزغوان ومنوبة وتطاوين وتوزر وقبلي ومدنين وقابس والمنستير ب15 قيما لكل جهة من المناطق المذكورة كما حددت حاجيات المؤسسات التعليمية بالمهدية وسوسة ونابل وقفصة بـ 20 قيما لكل جهة. وتسجل اكبر الحاجيات في صفاقس (40 قيما) تليها القصرين (35 قيما) ثم بكل من بنزرت وجندوبة والقيروان (30 قيما) فسليانة (25 قيما) بينما لا تتجاوز الحاجيات بكل من الكاف وباجة 17 قيما في كل جهة منهما. وتضم مختلف المعاهد والمدارس الإعدادية حاليا أكثر من 7 آلاف و500 قيم وهو رقم تعتبره مصادر من جامعة التأطير والإرشاد التربوي التابعة لاتحاد الشغل غير كاف بل ترى أن المؤسسات التعليمية نقصا في المؤطرين حيث يشترط ألا يقل عدد القيمين المباشرين عن 10 آلاف قيم ويسجل النقص (حسب مصادر الجامعة) في تونس الكبرى من جهة والمناطق الداخلية من جهة أخرى أين توجد المبيتات المدرسية وبالتالي فان انتداب500 قيم ـ حسب الجامعة- غير كاف.
(المصدر: « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 15 مارس 2010)

الــعــودة والأبـواب الـمـشـرعــة…(1 و2 و3)

 لندن 2010  


المنجي المنصوري
 
العودة هي قرارك الثّاني الوحيد الذي لن يمليه عليك أحد ، ولن يشاركك فيه أو يمنعك منه أحد. كان قرارك الأوّل يوم الهجرة في زمن غابر وفي طريق مغبرّ.أمّا عودتك فقد تكون صيفيّة وعلي سبيل كالجمر… عد إن شئت لتنسى، لتسامح أو لتصالح فلن يعترض سبيلك أحد… ستستقبلك وجوه ثلاثة: وجوه نسيتها ووجوه ستتعرف عليها لأول مرّةٍ ووجوه اخري أينما حللت تحصارك بشوق, تُحسُّها ولا تراها; كما لا تملك أن تضمها أو أن تتهرب منها… ستتسلّل من صخب المحيطين بك لتفتِّش عنها في الأزقة القديمة وبين بيتك والجامع القريب وفي مكان شغلك القديم وبالمدرسة الثانوية وبالجامعة, لكنّك كمن يبحث عن تبر في كومة إبر لن تعود إلاّ بالوخزات. إملأ ما تستطيع من هدايا وكوّمها فوق ذكرياتك الجديدة من اوروبا ثم عد أدراجك الي تونس لتربط طرف يوم العودة بطرف يوم خروجك، ثم انظر اين تجد نفسك في هذا التّجاذب الدائريِّ بين ماض لم يغادرك وبين حاضرتسعى أن تغادره…؟ أنىّ لك العودة…؟ ما بينك وبين ماضيك وحاضرك الجديد بحر أبيض فراغا، تتوسطه سنين الإنتظارالثّقيلة. إنّ السّنين التي قضيتها بعيدا عن تربتك قد أنبتت فيك جذورا غريبةً إن أنت تركتها أقمتَ في غربة أو أنت نزعتها بقيت مبتورا… ستري نفسك وسط الجموع الزائرة غريب السحنة شارد الذّهن لاتقف عند زمن، ترفض أن تكون قد مرت الازمان ولم تشهدها، تصدم حين تقف تحت الفانوس الذي كان يضيء الشَّارع ولا أحد من رفاقك الأربعة يظهر: أحدهم لا زال بالسّجن …والآخر رفض العودة… والثالث قيل إختفي، أما الرّابع فقد فارق الحياة بعد أيّام قلائل من إطلاق سراحه المشروط… عد إن شئت ، وإبحث عن حبيبتك التي كانت ترقبك ذات وعد أخلفته إنك لن تلقاها اليوم كما كانت، سترى ما يشبهها وتتفرّس في أخاديد جافة قد رُسَمت على وجهها لا تدري هل بيد الزّمن أم بفعل المحن…؟ كما ستحسّ لِيدها إرتعاشة ولِصوتها تقطّع ولا تدري ألِبرد المكان أم بسبب زيارات فرق الأمن الليليّة…؟ عد إن شئت، وخيّم مع أشيائك الجديدة واسمك الجديد في جبال عين دراهم أو الشعانبي وإسبح طويلا في بحور سوسة والحمامات ونابل واملأ وقتك بالحديث عن الماضي الذى يعزّ أن تلقى لك فيه مشارك .فكلامك قديم ونكاتك بارد كثلج اوروبا أنت كما قيل لك كالشبح لا يظهر الا مع الخوف او الظلمة او الوحدة ,انت محاط بالغرائب,لا احد يطيل البقاء مع زمنك .. تؤزك أعينهم بأسئلة لا ينتظرون جوابا عنها فقد إكتفوا…أما أنت فتودّ أن لا تصمت, تودّ ان تخبر هذه الكائنات انّك عدت وانّ لديك حكاية تري انّك لم تعد تحتمل الإحتفاظ بها في صدرك ويري غيرك ان لا زمن ولا مكان لها بينهم… ستعود مرهقا في آخر اللّيل بعد أن يملّ تقاطُع حديثك الجميع لتقول لنفسك: » لقد عدت ووصلت لكن إلي غير عالمي…! » ستنزوي في أوّل يوم عودتك، عند ركن بالغرفة العتيقة التي حرصت علي تأثيثها بالقديم كما كانت قبل أن تهاجر منذ عقدين، وعند ضوء خافت ستبكي بكاء مرّا كابرت ان لا يعلو نحيبه ويأبي إلا أن يفعل… فقط امّك ستشق خلوتك لتضمّك كبرت أم صغرت، نسيتَ أم ذكرتَ، عدتَ أم هجرتَ وتهمس في أذنك: » بنيّ أعلم أنّك لم تنس… ولم تسامح.! » ….

العـودة والأبــواب الـمـشـرعــة…(2 من 3)

عد إن شئت فلا إيقاف ولا إعتقال! لقد نادى « العفو » أن قد أجرتك…! ستدسّ »العفو » علي عجلٍ فوق ذلك الحكم الصادر ضدّك بلا جرم إقترفته…فلربّما محاه أوأنساك إيّاه…! ستتمايل علي إستحياءٍ معلقا شارة « العفو » علي صدرك منبئا العيون من حولك أنّك « ماركة مسجّلة »! لكنّك وأنت تقرأ أو تشاهد أو تسمع أخبار المسجونين، سوف تري إسمك مكتوبا في كلِّ القوائم وإن برموزمختلفة.ستضطر ان تجاري… وأن تحس وتتألم دون ان تملك التعبير أو حتي التّباكي سرّا… ستبحث عن آثارك المبثوثة هنا وهناك،فالضّحية لا تفتأ تحوم حول مصارعها ومراتع جلاديها… وتنسل عند العتمة من بين العيون الرقيبة لتسترق النّظر طويلا الي منطقة الشّرطة حيث تشاهد يوم أغمضوا عينيك ورفعت « روتي »…ستسمع صرخاتك من بعيد لازال صداها يتردد في الارجاء وأنت تتوسل أن يكفّوا عن التّعذيب فقد إعترفت بما قالوا أنّك فعلته وبماقلت أنّك لم تفعله… لكنهم أبدا لم يتوقّفوا،وتختلط صرخاتك بضحكاتهم ويخيّم السّكون بعد إغراق طويل « بالبانو »… ستراهم يحملونك كشيء نحو المستشفي بعدما نزفت وأُغمي عليك وكسرت يد لك ورجل… ستشغّل سيّارتك لتلاحقهم نحو المستشفي فتزور تلك الغرفة التي وضعت فيها تحت الحراسة مربوطا إلى السّرير من يدك التي نجت من الكسر. فتشكر ربّك أنّك عشتَ و بعد عشرين سنة عدت ولم ترى نفسك في هذا الموضع، وأنّك… لازلت تحاول أن تنسي! عد إن شئت فلن تقوى على عدم الركض نحو قصر العدالة.وقع حذائك الاوروبي ورفرفة ربطة عنقك لم يغطّيا علي يومك الاسود هنا وأنت حافي القدمين مغلولا بالتُّهم إلي عنقك ،حيث تراهم يحشونك بعد زمن الإيقاف والتعذيب في جحر تحت أرض المحكمة… ستهرول قادحا بحذائك المُلمّع ارض القاعة السّوداء بحثا عن ذلك القاضي الذي حكم عليك ولم يرك أو يسمع منك…فقط تتمني لو تسأله أو تعلمه عن تلك الأقوال « المفبركة »… تدافع الواقفين وتجاوز رقاب الجالسين نحو هيئة المحكمة فتتسمر في مكانك…! إنّ ملفك لايزال هناك منذ عشرين سنة…! ولا يزال القاضي يحتفظ بحكمه ضدك… ولازال الحاجب يصرخ مناديا اسمك القديم والجديد… ولا أحد يعرف الحكم غير البوليس السّرّيّ المنتشر بكل علانية في كلّ أحجار و غرف وملفّات قصر العدالة… وإذا بهم لم ينسوا ،وإذا بك تحاول أن تنسى…! عد إن شئت فسيارتك الزاهية الجديدة يمكنها ان تتبع تلك السيارة السوداء القديمة ذات الثقوب الكثيرة والتي أقلّتك وبقية الجثث الي السجن…هناك أُقيم لك حفل الاستقبال « بطبِّس كُح » ،من يومها لم يتوقّف سعالك ومن يومها آمنت ان الحيوان إنسان في وضع « طبّس كح ». وأن الانسان ليس سوى كائن لابس… ومن يومها إكتشفت وجها آخر لوطن ينحني فيه أبناؤه للسّجّان قسرا ويشربون فيه كأسا مزاجها الذّل والهوان! يستقبلك « الكبران » باللغة التونسية الثالثة: »جابوك يا ولد… » وتتكدّس ليال طويلة علي الأرض في انتظار سرير يقيك بعض لسعات البرد ودهسات الارجل… لانك تعود توا من اوروبا بعد عشرين سنة لم يسألك فيها شرطي « الي اين؟ » أو « من أين؟ » ستتعجّب كم كنت جبَّارا في إمتصاص الذّلّ وآلألم…!

الـعـودة والأبـواب الـمشرعة… (3 من 3)

عد إن شئت وتناسى صديقك أحمد الذي قاسمك بالسجن كل همِّك ونصف سريره وكلَّ ملابسه وأكله القليل… لم يكن أحمد يعرف عن السّياسة شيئا سوى ما كان يقوله له أبوه: « وليدي سايس روحك »…ولم تكن روحه كما كان يقول إلاّ فاطمة خطيبته …فكان يسايسها… حتّى مرّ « بالخطإ » ليصلّي بجامع الزّرارعيّة…وكانت حملة أمنيّة حملته إلى السّجن ثمّ إلى المستشفى ،بعد سنين، مليئا بالعلل… ومنه إلى مثواه الأخير! لا تدري  أين ستبكي بسرّيّة وأنت تذكر يوم أُذِن بعد عذابات بترحيله إلى المشفى؟ كان أحمد يومها يُجهد النّفَس أن  يسأل  : »يا عمّي  لحبيب… هل صحيح أنّ الواحد… مع من أحبّ… في الجنّة…طيِّب ماذا لو… تزوّجت فاطمة من بعدي… يا شيخ…؟ » ويضمّه عمّ لحبيب برفقٍ لكثرة مواطن ألمه… ولا ندري أيٌّ  منّا قد بكى أكثر… ستبتسم وأنت تذكر عشقه لفاطمة ذات السّبعة عشر ربيعا وصيفا كما كان يقول. كأن يحدثك عنها مبتهجا كأنما ينظر إليها أمامه بغنجها وعيونها السوداء الحالمة وكأانها تبادله النظرات ويسمع صوتها وهو في قعر السِّجن تصبّره بحبهما الخجول..وبعد أن يغرق ويغرقك معه في حلم مسموع إذا هو يفتح عينيه،فيراك فاغرا فاك والى جانبه « الباكية » فيمسك وجهك بعنف وهو يصرخ باتجاه « الكبران »: « ياربِّيييي هذا وجه تبليني بيه!؟ »… فتضحكا عاليا وطويلا حتي يغضب « الكبران »… كان أحمد لا يأبه للسّجان وكان » يقول لا فرق بينه وبين السّجين إلا ساعات النوم بالبيت » وكان يقول « لقد تركوا فيك آثارا فاحرص أن تترك فيهم اثرا ينغص عليهم ساعات نومهم  » كان مشاكسا رافضا لسجنهم حتّى كان ما كان…! عد إن شئت، وانسه، ان أنت استطعت فلا أحد من بعدك سيُلام. ستسير مندفعا نحومقهى يقع مقابل السّجن الذي قضيت فيه عمرا لتجلس علي كرسيٍّ وحيدا …منفردا… تنشر أمامك كلَّ الجرائد والمجلات نكايةً في يوم حُرمت أن تُعطى فيه ورقة مكتوبة تؤانسك داخل زنزانتك. ستطلب من القهواجي « كابوسان » وقهوة عربي و » بوقا » و »كسكروت بالتّن حار »  و »لبلابي سخون »… وتتشهّى بشراهةٍ كلّ ما حُرمتَه من نعيم « السِّيفيل » لمّا أن كنت داخل هذا السجن… لكن لن تجد ذلك الطّعم الذي كنت ألِفته … ستري جموعا منذ غادرتَ وهاجرتَ وهي وهي، لا تغدر أو تهجر هذا المكان…إنّهاتقف في صفٍّ طويل يمتدّ لعشرين سنة لتسلم « القفّة » ثم تعود لتصطف من جديد في صفٍّ أطول لرؤية حبيب لمدّة عشر دقائق وبينهما أمتار وأسلاك شائكة تحجب الرّؤية وأعوان السّجون بينهما في جيئة وذهاب يمنعون النّظرات أن تصل بعمقٍ فتمدّد زمن العشر دقائق… وأنت ترشف قهوتك التونسيّة المرّة ستهبّ نسمة صيفيّة فتذكر تلك اللّيلة القارصِ بردُها حين جرّدوك من ملابسك وأُخرجت إلى ساحة السِّجن لتركض خلفك الكلاب، بجُرم كتابة كلمات تشبه الشِّعرعلى ورق علبة السجائر..وتضيق أنفاسك فتستذكر الرّبو والدّواء الذي لا يُعطى… ستشعر بحكة تذكّرك « بالقمل » الذي نهش جلدك  لسنين بالسِّجن وتري وجه « الكبران » يسب الدّين ووالديك ويسقطك بدفعة على الأرض لأنّك تصلي فأزعجت السُّلطات… سترى أمّهات يبكين، فتذكر أمّك التي تسافربين ثلاثةِ سجون بحثاعنك وحين تجد سجنك الجديد لا يسمح لها بالزّيارة لأنّها وصلت متأخّرة بثلث ساعة…! ستتزاحم وتتحلّق من حولك الذّكريات التي عُدت  ووعدت بمحوها، فترشف آخر قطرة من قهوتك المرّة وتغادر المقهي مرتبكا متأبِّطا وعدك الكاذب وأنت تتمتم، لتُسمع العيون من حولك،شاكرا ربّك أن ترى نفسك خارج هذا السِّجن… وأنك تقريبا… نسيت!؟ عُد إن شئت وستتأكّد أكثرأنّ السِّجن الذي خرجت منه قد بنى بداخلك أسواره…وأنّ الأبواب الحديديّة المشبكة والتي طالما ادّعيت نسيانها صارت تحيط بك  من كلِّ الجهات، وأنّ أعوان السجون بلباسهم الأسود ما غادروا مطلع الشّمس… وأنّ « الكبران » الذي « طيّح قدْرك » في سنين ولّت أضحى مرافقا لك في كلِّ السِّنين القادمة… وإذا « بالراقو » في دمك يشوِّه لون الكريات البيضاء والحمراء وينتج كيانا تائها بين خطوط الزّمن الثّلاث… ستصرخ في صمتٍ : « ليس أنا من عاد… من عاد غيري… أمّا أنا، لكأني لم أُهاجر، بل لمّا أخرج من سجني بعد! » سترى الأرض متشققة من أسراب فرق الأمن … والقمر لا يكاد يضيء خيالات العسس …وأشجار اللّوز والزيتون التي تنعّمتَ بخضرتها في أعالي الوادي تيبّست عيدانها وجيء لهم بها  حطبا وفحما… الهواء العليل  لجبل الشّعانبي يختنق ويعتلّ بدخان سيّارات التّفتيش و بعجاج الخطى  الرّاحلة… وهذا سفحه الوسيع صار أضيق من الأزقّة القديمة… هنالك سيهزّك الحنين إلى زيارة ذلك المعبر الحدوديّ  وتعجب: ما أكثره وما أكثر التّدافع من حوله…! ستستقلّ سيّارتك وسائقك يقود ولا يتكلّم ، أمّا أنت فتعبّ المناظر من حولك عبًّا وتملأ عيونا جوعى وعطشى لم يشبعها رحيل ولم تروها عودة…وحين  تصل إلى ذلك المكان الذي عبرته نحوهجرتك  منذ عشرين سنة ، بسرعة تترك أشياءك لتتسلّل نحو الحدود كجدول ماء ينساب من أعلى الجبال لا يملك  إلاّ أن يُجاري المسار المرسوم… قدلا أحد ينتظرك هنالك… غير أنّك ستفتش في كلِّ الخطوات الماضية والآتية عن خطوة تعترف لك بك وتقبل أن تكون البداية لتوقف إدمان الرّحيل والعودة وترقبك  العيون من خلفك بالعتمة حائرة تتساءل: نسيت أم لم تنسى… !؟ تعود أم لن تعود…!؟ (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 9 و10 و13 مارس 2010)  


نوادي السينما التونسيّة: هل قلت «سلام؟»


تونس ــ سفيان الشورابي على مدى عقود، أسهمت «سينما السلام؟» في تعريف التونسيين على سينمائيين من طينة كين لوتش ومايكل مور. رغم محدودية إمكاناتها المالية، حافظت هذه التظاهرة السينمائيّة على برنامج أفلام من خارج شبكات التوزيع الكلاسيكية. بين 15 و21 آذار (مارس) الجاري، سيسأل المهرجان في طبعته العاشرة عن السلام الذي تسوّقه السينما في عالم أصبحت فيه الصورة عنواناً للدمار! التظاهرة التي تنظّمها «الجامعة التونسية لنوادي السينما» و«نادي سينما جبريل ديوب ممبتي»، ستحتضنها «دار الثقافة المغاربية ـــــ ابن خلدون». «سينما السلام؟» عنوانٌ يحاول أن يكون بريئاً، ربما لتحاشي المنع والعرقلة من السلطات التونسية. إلا أن المحاور التي تعرض الأفلام فيها ليست بريئة تماماً، من الحق في الحياة والمقاومة والمرأة إلى أفريقيا والتطرّف والبيئة. رئيسة «الجامعة التونسية لنوادي السينما» سعيدة الشريف قالت لـ«الأخبار» إنّ ««سينما السلام؟» تظاهرة تعرّي وتكتشف وتكشف. هي دعوة للتفكير في عالمنا اليوم المسكون بالآلام والأوجاع». الجامعة التي لا تتلقى أي تمويل حكومي، تعمل بـ«تمويل ذاتي، إضافةً إلى تمويل بعض الجمعيات غير الحكوميّة، كما في حالة «فريدريش إيبرت» التي تدعمنا هذا العام»، تقول الشريف. ستعرض التظاهرة فيلماً كلّ يوم، إضافةً إلى ورشتي عمل في كتابة السيناريو وتحليل الأفلام. الافتتاح عند الثالثة من بعد ظهر اليوم سيكون مع شريط «أنا سام» (2001) للأميركي جيسي نيلسون، مع شون بين في دور سام المتأخر عقليّاً الذي تأخذ منه ابنته لوسي. أمّا غداً، فيعرض «الجوع» للأميركي ستيف ماكوين الفائز بجائزة «الكاميرا الذهبيّة» في «مهرجان كان». يدخلنا الشريط إلى أحد سجون إيرلندا الشمالية، حيث يقبع سجناء من الجيش الجمهوري الإيرلندي. شريط «أميرات» للإسباني فيرناندو ليون دو أرانوا (١٧/ ٣)، سيحكي قصّة بائعتي هوى، كاي الثائرة وزولما المنفصلة عن جذورها. ضمن محور «أفريقيا»، اختار المنظّمون شريط فرناندو ميريليس (١٨/٣) «البستاني المخلص» (2005) المقتبسة عن رواية جون لو كاريه. ثمّ سيكون جمهور المهرجان على موعد مع شريط وثائقي بعنوان «إعادة خلق» (2007) للأردني محمود المساد (١٩/٣) ضمن محور «تطرّف». يروي العمل مشوار أبي عمار الأردني الذي انقشع عن عينيه وهم تحرير أفغانستان في الثمانينيات، وقرر كتابة مؤلف عن الجهاد بعد عودته إلى مجتمع لفظه. الختام مع وثائقي Food, inc (2008) لروبرت كينير الذي يتتبع رحلة صحافي بريطاني بحثاً عن حقيقة المأكولات الطازجة التي تعرض في المتاجر الكبيرة.
(المصدر: « الأخبار » (يومية – بيروت) بتاريخ 15 مارس 2010)


البنك الاوروبي للاستثمار مستعد لاقراض تونس 900 مليون دولار


 تونس (رويترز) – قال البنك الاوروبي للاستثمار وهو الذارع التمويلية للاتحاد الاوروبي يوم الاثنين انه مستعد لاقراض تونس 900 مليون دولار هذا العام لتمويل مشاريع في عدة قطاعات لدعم نمو الاقتصاد التونسي. وقال فيليب دي فونتان فيف نائب رئيس البنك الاوروبي للاستثمار لرويترز على هامش مؤتمر عن التجديد التكنولوجي « منحنا لتونس خلال العام الماضي تمويلات تجاوزت 440 مليون دولار ومستعدون لمضاعفة هذا المبلغ خلال العام الحالي ». وقال ان قطاع البحث العلمي والتكنولوجي في تونس من القطاعات التي سيغطيها البنك الاوروبي للاستثمار اضافة الى القطاع الخاص والطاقة والبيئة. والاتحاد الاوروبي اكبر شريك تجاري لتونس التي تصدر اليه 70 بالمئة من صادراتها وتستورد منه 70 بالمئة من وارداتها (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 مارس2010)


نحن والغرب ( 3  ) سجال السياسة والثقافة .. التاريخ والجغرافيا


عبدالباقي خليفة عندما نتحدث عن الغرب ندرك تمام الادراك بأنه ليس كتلة واحدة ، وإنما هو متعدد ومتناقض أحيانا ، وهو لا يختلف عن الكثير ، من المناطق في العالم على المستوى الثقافي ، لكن لديه الكثير من المشترك الناجم عن المؤسسات التطبيقية ، في المجال السياسي باعتماده النظام الديمقراطي ، وبالتالي توليد حكومات تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا بالانتخاب الحر . ولديه مؤسسات قضائية مستقلة إلى حد كبير ، ولديه شبه وحدة سياسية ، وشبه وحدة قضائية ، وشبه وحدة ترابية نقتقدها جميعا . هذا صحيح ، لكن الغرب في علاقته معنا ليس ديمقراطيا ، وليس شرعيا ، ويحول دون شورانا ، ودون وحدتنا ، ودون اتخاذ النظام القضائي الذي نختاره نحن كشعوب وأمة . والاستشراق ليس كتلة متجانسة ، وهو في القرنين العشرين والواحد والعشرين ، مختلف نسبيا عما كان في القرنين الثامن والتاسع عشر . هناك العشرات من المستشرقين الذين تحدثوا عن الاسلام بشكل ايجابي ، ولم يخونوا الأمانة العلمية ، وإخلاقية البحث ، بعيدا عن الحسابات السياسية . وقد ساعدت بحوثهم المسلمين ، على اكتشاف كنوزهم المخفية . ومن بينهم سيغريد هونكة ،وإيفا دافيتراي مايبروفيتش ، وكانت ترجمتها للمثتاوية ، للغة الفرنسية من أفضل الترجمات ، وطلبت دفنها في تركيا . وأندريه كوري ، ورينيه غينون أسلم وتوفي في مصر ، وغيرهم كثير . ومن جملة ما ينقصنا في البلاد الاسلامية ، ما نراه فريضة و ضرورة ، ايجاد مراكز لدراسة ثقافتنا ولدراسة الغرب ، فلدينا وجود كبير في الغرب ، وحقائق كثيرة عنه، خلاف ما كان في السابق ، مما يساعد على إنشاء مراكز توازي مراكز الاستشراق .  وعندما نتكلم عن الغرب ، وعن النصرانية تحديدا ، نلاحظ أن هناك تفتت مستمر على المستوى الداخلي  » تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى  » كل يوم تؤسس كنيسة جديدة ، وكل يوم تكتشف خلافات جديدة ، والتيار العلماني في الغرب لا يزال قويا ، رغم ما يحدث من تهرئ على هذا الصعيد ، وهو تيار منتشر أفقيا وعموديا على مستوى النخب والشعوب ، ويعتبرون النصرانية مجرد قناع فلكلوري يلبسونه حينا وينزعونه أحيانا أخرى ، وهذا ما تريد تكريسه بعض النخب في بلادنا . والسؤال المطروح بقوة هو هل أن أوربا قارة نصرانية حقا ، وهو سؤال بدأ البعض يطرحه في ربوعنا قارعين بذلك طبول الحرب ، أو أصوات الفزع ، أو نواقيس الخطر  ؟!!! المسلمون يزداد عددهم ، سواء كمهاجرين تجنسوا بالجنسيات الاوروبية المختلفة ، أو أوروبيين أصلاء كالبوسنيين والألبان وغيرهم ، أو دخلوا في الاسلام في القرن العشرين والواحد والعشرين ولا سيما في السنوات التسع الأخيرة . وفي السنوات القادمة سيكون التعدد الإثني والثقافي في أوربا واضحا للغاية ، وبصورة كبيرة . وهناك نبوءات في هذا الخصوص ، بل حقائق على الأرض ففي سبعينات القرن الماضي كتب امبرتو ايكو رواية  » الوردة  » وفي حوار مع صحيفة كوريرا ديلاسيرا ، ذكر بأن بين 2010 و2020 م ستكون أوربا ملونة . وهذا صحيح إلى حد كبير في وقتنا الحاضر. المسلمون يمكن أن يضيفوا الكثير لأوربا ، ويمكن أن يتعلموا منها الكثير أيضا ، وهناك فرص كثيرة للجميع ، لأوربا والاوروبيين وللاسلام والمسلمين . ومراكز البحث التي يجب على المسلمين إقامتها لمعرفة الغرب ، لا يجب أن تكون ردا على الاستشراق ، وتعمل لتحقيق أهداف في الاتجاه المعاكس كرد فعل ، بل من أجل أوربا نفسها ، ليفتحوا أعين أوربا ، بأن الاسلام ليس طارئا على أوربا ، بل دخل لأوربا قبل أن تدخل النصرانية بعض الدول الاسكندنافية . الاسلام له أكثر من ألف سنة في أوربا ، والمسلمون كتبوا أفضل الكتب في أوربا وعلى انتاجهم الأندلسي قامت حضارة أوربا الحديثة . وهذا مهم جدا لمسلمي أوربا والعالم ، حتى لا يشعروا بأنهم أغراب وطارئيين وأجانب ، جذورهم المتنوعة هنا . وعلى الجميع فتح أعينهم على هذه الحقائق ، وعليها يجب أن تركز الدراسات المستقبلية . لأن صورة جديدة لأوربا تتشكل سواء على المستوى السياسي أوالاقتصادي أوالثقافي . ولا شك فهناك أناس يدافعون عن قواعدهم في أوربا ، بشكل يمثل تحديا للطبيعة وللتطور ولسنة الحياة . وإذا ما حقق المسلمون خارج أوربا الوحدة السياسية ، ومن ثم الوحدة الاقتصادية ، فسيكون لذلك تأثير كبير ليس على مستقبلهم فحسب ، بل على مستقبل العالم بأسره . المهوسون في أوربا لا يستطيعون فرض هوية ثقافية على أوربا ، فالهويات الثقافية في أوربا متنوعة وبدأت تظهر بشكل جلي منذ خمسينات القرن الماضي بصور متعددة، يحلو للبعض وصفها بالمتناقضة  ، فهناك مسلمون يزدادون جيلا بعد جيل ، وساهموا في نهضة أوربا كما كان انتاج أجدادهم قمة العطاءات الثقافية التي كانت الأسس واللبنات الضرورية لنهضة أوربا . وعندما نتحدث عن اسهامات المسلمين لن نتحدث فقط عن دور ابن رشد ، وإنما عن زرياب ، والواقدي وابن الخطيب  وغيرهم . وفي مثل هذه التحديات كثيرا ما يتساءل المسلمون ، ما الذي يجب علينا فعله ، لننفع أنفسنا وننفع الآخرين ، ولا سيما أوربا والغرب والعالم عموما ؟ والجواب الذي يردده الكثير من عقلاء المسلمين في الغرب وفي الشرق أيضا هو ، على المسلمين أن لا يتطرفوا .. هذه فرصة للمسلمين في الغرب لإعادة الوعي للغرب بأهمية الاسلام والمسلمين في ماضي وحاضر ومستقبل العالم . يجب على المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم للخروج من التخلف التقني ، وأن يبحثوا على الآليات التي تنهي خلافاتهم . الكثير من الحلول المطروحة أستئصالية ، وتوتاليتارية ، وعلى أكثر من جانب . يجب أن يؤمنوا بأن الأفكار يجب أن تنشئ وتصعد وتختفي وفق قانون الانتخاب الطبيعي ، وليس الانتخاب القصري ، الذي فشل وجر الويلات على أمتنا . وكان الغرب منذ شارلمان مرورا بنابليون بونابرت وانتهاءا بهتلر قد جرب تلك الحلول ، ورأى ما أدت إليه . الحرية أولا ، وقبل كل شئ ، فتحرير الفرد يجعله أنفع للدولة كما يقول نيرون . يجب أن نقبل بتعدد الأفكار وتعايشها ، مثل الاحزاب والجماعات والطوائف ، وأن يكون هناك عدل في تقسيم الثروات وكل ما هو مشترك في إطار سلمي ، وإلا فإن التمردات التي تظهر هنا وهناك ستتفاقم . ويجب على المسلمين في أوربا أن يدخلوا إلى المؤسسات الاوروبية ويسجلون حضورا في البرلمان الاوروبي وكل المؤسسات والمعاهد البحثية . الحكمة ضالة المؤمن ،ولذلك أدعو للتعلم من اليهود ، وكيف استطاعوا تحويل كراهية الاوروبين وازدرائهم إلى قوة فعالة ، وأصبحوا مؤثرين في القرارات الاوروبية . أوربا لم تغير رأيها فجأة من اليهود ، ولم تكتشفهم حديثا ، بل ساهموا هم في تغيير نظرة أوربا نحوهم ، سلبا وايجابا وكذلك نحن . لماذا لا يعمل المسلمون على أن تكون لهم وسائل اعلامهم في الغرب ، ولماذا لا يساهمون في شراء وسائل الاعلام ويساهموا في أسهمها ويؤثرون بذلك في توجهاتها أو يقللون من عدائيتها .. الآخرون يفعلون ذلك في الغرب ، ويحرضونه من خلال اسهاماتهم ، على الاسلام والمسلمين والعرب خصوصا . بعضهم اخترع اسم أورابيا ، لبديل عن اسم أوربا لتخويف الاوروبيين من العرب والاسلام . يشوهون التاريخ الاسلامي ويتحدثون عن أهل الذمة .. نحن المقيمون في أوربا نطالب الغرب بأن يعامل المسلمين في دياره معاملة أهل الذمة . يجب أن يقف المحرضون عند حدهم مثل بلافوتشي ، والاسكندر دوفالي ، وباني أوور ، وسالمون تشاورتز ، وغيرهم . يجب أن نقول للغرب أن الديمقراطية التي تفتخر بها ، ليست كذلك ما لم توقف دعم الدكتاتوريات التي تعيرنا بها . وتحريض الأنظمة الحاكمة على ثقافتنا وشعوبنا كما يجري في أكثر من قطر اسلامي . الديكتاتورية عقبة رئيسية في وجه التقدم ، وكل المساحيق الحداثية لن تجدي نفعا .. الديكتاتورية لا يمكنها صنع حداثة حقيقية ومنتجة ، وإنما مسخ مشوه ، بينما الديمقراطية يمكنها فعل ذلك من خلال التجربة . 

– الجزء الثالث من حديث الشيخ راشد العنوشي مع صحيفة  » الأحرار »

الجمعة, 12 مارس/آذار 2010  


حاوره الصحفي : عامر محمود – بعض الحركات الاسلامية اندمجت فى الأنظمة فصارت جزءا من منظومة الفساد – كل التيارات السياسية تمارس العنف‮القوميون انقلبوا علي‮ ‬الأنظمة واليساريون فجروا وخربوا باسم الثورة  – من حق الإخوان وغيرهم الاتصال بالأمريكيين والاوروبيين فالأنظمة تعيش بالدعم الخارجي – الإسلاميون قادرون علي‮ ‬تحريك الشارع ولولا الملاحقات الأمنية لما تمكنت الحكومات من الاستمرار‮.‬ ‮- ‬كيف‮ ‬يمكن دمج الحركات الاسلامية بالأنظمة؟ ‮- ‬دمج الحركات الإسلامية في‮ ‬مجتمعات‮ ‬غير اسلامية ليس مطلوبا ولا صالحا بل هو كارثة،‮ ‬وهو من أشد الأخطار المتربصة بها،‮ ‬هي‮ ‬أشد عليها من رفض الأنظمة لها واستهدافها بالاقصاء والاستئصال،‮ ‬لأن العقائد لا‮ ‬يفنيها القمع بل هو حري‮ ‬بتأصيلها،‮ ‬مع أنها ما‮ ‬ينبغي‮ ‬أن لا تسعى اليه أو ترغب فيه بل‮ ‬يجب عليها توقيه ما وسعها ذلك،‮ ‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‮ ‬‭ »‬لا تطلبوا لقاء العدو ولكن إذا لقيتموه فاسألوا الله الثبات‭  » ‬المسلم‮ ‬يألف ويؤلف‭ ‬والمسلم القوي‮ ‬هو الذي‮ ‬يخالط الناس ويصبر على أذاهم‭ كما نبه الى ذلك صاحب الدعوة‭. ‬والدعوة الإسلامية تطلب السّلم مع مجتمعها باعتباره الأصل في‮ ‬علاقة المسلم بغير المسلم‮ ،‮ ‬وليس العداوة والحرب،‮ ‬شريطة أن لا‮ ‬يكون الثمن تنازل المسلم عن دينه وكرامته ‬إن أصحاب العقائد معرّضون للبوار والإندثار إذا هم أخذوا‮ ‬يساومون على مبادئهم رغبة في‮ ‬التأقلم والإندماج في‮ ‬الواقع القائم إذا كان مصادما لمبادئهم‮  ‬وقيمهم‭. ‬تغيير ذلك الواقع وليس الإندماج فيه هدفهم ومبرر وجودهم‮ ‬‭ »‬كنتم خير أمة أخرجت للناس‮ ‬،‮ ‬تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر‭ » ‬ خيريّتهم إنما جاءت من رسالتهم التغييرية لواقع فاسد وليس الإندماج فيه‭. ‬أما إذا كان الواقع صالحا فقد تحقق المطلوب‭. ‬وجود الحركة الإسلامية مبرره واقع فاسد مطلوب للتغيير فتكون الحركة الإسلامية الأداة‮ ‬،‮ ‬فإذا اندمجت فيه الإندماج الذي‮ ‬يحولها جزء منه فهو الخسران المبين‮ ‬يا أهل العلم‮  ‬ياملح البلد‮  ‬ما‮ ‬يصلح البلد إذا الملح فسد؟ ولا‮ ‬يحسبن أحد أن هذا الخطر،‮ ‬خطر اندماج الحركة الإسلامية في‮ ‬واقع فاسد جاءت لتصلحه وانتهى بها الحال جزء منه،‮ ‬أنه خطر موهوم،‮ ‬كلاّ بل هو أشد خطرا عليها من استهدافها بالإستئصال‭. ‬والأمثلة‮ ‬كثيرة من حركات التغيير الإسلامية وغير الإسلامية التي‮ ‬انتهى أمرها الى اندماج في‮ ‬واقع طالما بشرت بتغييره وبذلت التضحيات الجسام من أجل ذلك،‮ ‬وإذا بسنن الله في‮ ‬التغيير المضاد تعمل فيها عملها دون انتباه كاف منها للتصدي‮ ‬باستراتيجية مضادة،‮ ‬إذ الواقع كما‮ ‬يقول علماء الاجتماع‮ ‬يدافع عن نفسه،‮ ‬ولكم حذر القرآن الكريم والسنة النبوية المؤمنين من العودة الى الجاهلية عقائد وأخلاقيات،‮ ‬وهو ما حصل على مر التاريخ‭. ‬وكم من حركة ثورية‮ ‬يسارية اشتراكية ناضلت لأمد بعيد وبتضحيات جسام،‮ ‬من أجل تقويض الرأسمالية وبناء علاقات عادلة،‮ ‬انتهى بها الأمر الى الاندماج في‮ ‬الواقع الرأسمالي‮ ‬حتى تحولت سمادا في‮ ‬تربته وخادما مطيعا له‭. ‬وكم من حزب إسلامي‮ ‬أسسه علماء مثل حزب الاستقلال في‮ ‬المغرب والدستور في‮ ‬تونس انتهى جماعة علمانية،‮ ‬لا تكاد تختلف في‮ ‬شيء عن الأحزاب العلمانية الأصلية‭. ‬وفي‮ ‬أكثر من تجربة لحزب إسلامي‮ ‬معاصر شارك في‮ ‬نظام للحكم فاسد بقصد إصلاحه،‮ ‬ما لبث الفساد والتنازع عن المغانم أن أنشب أظفارهما في‮ ‬أبنائه وقياداته فتنازعوا ولم‮ ‬يتورعوا حتى عن اضطهاد بعضهم بعضا ليس بأقل مما‮ ‬يفعله العلمانيون‮.‬ وإذن فاندماج الحركة الإسلامية في‮ ‬الواقع على إطلاقه،‮ ‬ليس هدفا مشروعا بل هو من أشد الأخطار المتربصة بها بالمعاني‮ ‬التي‮ ‬ذكرنا‮.‬ أما إذا كان قصدك من الإندماج في‮ ‬الواقع حسن التفاعل الإيجابي‮ ‬معه وتجنب الصدام ما أمكن أقصد الصدام العنيف،‮ ‬أما ما دون ذلك من مستويات الصدام فكثير منها من مستلزمات حركات التغيير وخصوصا الصدام الفكري‮ ‬وسائر ضروب الصدام المدني،‮ ‬إذا كان القصد من الإندماج تأسيس علاقات وفاق مع مخالفينا تقوم على مواثيق واعتراف متبادل بين الحركات الإسلامية وبقية القوى الأخرى القائمة من نظام سياسي‮ ‬وأحزاب وجماعات،‮ ‬قد تبلغ‮ ‬حد التعاون على ما فيه مصلحة عامة،‮ ‬ودفع للمفاسد،‮ ‬على أي‮ ‬صعيد سواء أكان على صعيد المجتمع أم كان على صعيد الحكم بالمشاركة فيه‭. ‬فكل ذلك مباح وقد‮ ‬يكون مطلوبا مرغوبا ما دام محققا للمقاصد العامة وللصالح العام وليس فيه تنازل عن مبادئنا وقيمنا،‮ ‬إذ التعدد سنة كونية واجتماعية‮ ‬‭ »‬ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة‭ » ‬ وندر وجود مجتمع خالص لدين واحد أو مذهب واحد،‮ ‬بما‮ ‬يفرض البحث الجاد عن إدارة حضارية للإختلاف بها تتميز المجتمعات المتقدمة عن المتخلفة‭. ‬ولقد ضرب القائد المعلم‮ ‬صلى الله عليه وسلم مثلا لما‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون عليه أهل كل مجتمع من تعاون‮ ‬يجلب المصلحة للجميع ويدرأ عنهم المفاسد،‮ ‬إن حالهم‮ ‬يشبه المرتحلين على سفينة،‮ ‬مصيرهم مشترك،‮ ‬بما‮ ‬يفرض عليهم التعاون على صيانة السفينة من كل خرق وإلا هلكوا جميعا‮.‬ – ‬البعض‮ ‬يرى أن الحركات الإسلامية كانت السبب الرئيسى وراء موجات العنف خلال العشرين عاما الماضية ؟ ‮- ‬هذا من قبيل ما أدمن عليه سحرة الفرعون لسان حال المستبد من تجريم وإدانة الضحية وتبرئة لساحة الفرعون المسكين المعتدى عليه وساوجز ذلك فى عدة نقاط‮:‬ ‮١- ‬لا‮ ‬يختلف النظر الموضوعي‮ ‬للأنظمة العربية في‮ ‬أنها أنظمة مستبدة فاقدة للشرعية الشعبية التي‮ ‬تتقوّم في‮ ‬زمننا بالعملية الإنتخابية الديمقراطية التعددية،‮ ‬فبقدر وجود هذه الآلية واحترام نتائجها في‮ ‬نظام،‮ ‬بمنآى عن كل‮ ‬غش وإقصاء،‮ ‬بقدر ما‮ ‬يكون شرعيا وعادلا مرضيا عنه من قبل الغالبية من شعبه،‮ ‬والعكس بالعكس‭. ‬وواضح من واقع هذه الأنظمة أنها موزعة بين صنفين‮: ‬صنف لا‮ ‬يقر بهذه الألية أصلا،‮ ‬أساسا لحكمه،‮ ‬وصنف آخر‮ ‬يقر بها شكلا وينتهك جوهرها‮.‬ ‮ ‬ومعنى ذلك أننا إزاء وطن عربي‮ ‬محكوم بالعنف،‮ ‬بأنظمة بوليسية تصادر أرادتنا وتنتهك كرامتنا وتنهب ثرواتنا وتفرط فيما تبقى من استقلالنا وتستظهر علينا بالظهير الأجنبي،‮ ‬حتى بالصهيوني‭. ‬وإذن فتهمة العنف متلبّس بها هذا الحاكم العربي،‮ ‬وشعبه‮- ‬بكل توجهاته‮- ‬الضحية‭. ‬ولو أن معارضيه لجأوا الى وسائل العنف رد فعل على ما هو مسلط عليهم من عنف رسمي،‮ ‬لكان رد فعلهم مفهوما،‮ ‬بصرف النظر عن مشروعيته وجدواه‭. ‬وهو ما‮ ‬يفرض علينا البحث عن العنف الأصلي‮ ‬الإبتدائي‮ ‬أعني‮ ‬العنف الرسمي‮ ‬لتحميله المسئولية الأعظم عن العنف الأصلي،‮ ‬قبل أن نتجه بالإدانة الى‮ ‬عنف الضحية رد فعل‮.‬ ‮ ٢- ‬ليس التيار الإسلامي‮ ‬وحده هو من إختص دائما بالرد العنيف على عنف الدولة،‮ ‬فقد مارست ذلك معظم تيارات المعارضة إن لم تكن كلها في‮ ‬فترات صعودها وازدهارها،‮ ‬بسبب ما لاقته من صدود وكبت وقمع‭. ‬مارسه اليساريون تحت شعار العنف الثوري‭. ‬ومارسه القوميون عبر الإنقلابات وغيرها‭. ‬وفي‮ ‬الأربعينيات من القرن الماضي‮ ‬كان مألوفا في‮ ‬مصر مثلا أن‮ ‬يكون للأحزاب أجنحة عنيفة حتى اللبرالية منها‮.‬ ‮٣-  ‬ومع ما سلط على التيار الإسلامي‮ ‬من مستويات للعنف‮ ‬غير مسبوقة بسبب أنه‮  ‬المعارضة الأساسية المعتبرة تهديدا للأنظمة الفاسدة،‮ ‬فإن جماعات العنف في‮ ‬الحركة الإسلامية هي‮ ‬أقليات محدودة،‮ ‬لا تمثل تيارها العريض المعروف باعتداله ووسطيته وحرصه على العمل في‮ ‬إطار القوانين حتى وإن تعسفت عليه وحابت خصومه،‮ ‬وهو ما‮ ‬يجعل القضية الحقيقة والعقبة الكؤود في‮ ‬طريق مجتمعاتنا لإكتساب الحرية والكرامة‭: ‬أهم مقومات النهوض والتطور الحقيقي‮ ‬والإندراج في‮ ‬ركب التحولات الديمقراطية التي‮ ‬اجتاحت العالم عدا الثقب العربي‮ ‬الأسود،‮ ‬لا تتمثل في‮ ‬الحركة الإسلامية وما تمارسه بعض أجنحتها من عنف محدود،‮ ‬غالبا هو رد فعل على العنف الرسمي‮ ‬،‮ ‬المشكل الحقيقي‮ ‬ليس في‮ ‬عنف الحركة الإسلامية المدعى ولا في‮ ‬عدم اقتناعها المزعوم بالحلول السلمية والديمقراطية،‮ ‬وإنما في‮ ‬أنظمة القمع المدعومة دوليا،‮ ‬من‮ ‬يقنعها بالتواضع والنزول عند حكم الناس‭. ‬والإحتكام للناس في‮ ‬مجتمعات إسلامية‮ ‬يعني‮ ‬من بين ما‮ ‬يعنيه الإحتكام للإسلام‭. ‬ويعني‮ ‬المساواة بين الناس ومنع المال أن‮ ‬يكون دولة،‮ ‬واعتبار أمهات الأمور شورى بين الناس،‮ ‬وتوحيد صفوف الأمة وتحرير أرضها من الإحتلال‭. ‬وكل ذلك مما‮ ‬يكره الحكام وظهيرهم الدولي،‮ ‬ولا سبيل لهم لضمانه دون فرض القهر والكبت على شعوبنا‮.‬ ‮٤-  ‬ثم إن العنف سلاح الأقلية الضعيفة‭. ‬ولماذا تفكر الحركة الإسلامية في‮ ‬العنف والرأي‮ ‬العام معها،‮ ‬بشهادة كل انتخابات تحمل قدرا من النزاهة،‮ ‬بينما الأقليات من أجل أن تحكم وتستمر في‮ ‬حكمها لا مناص لها من العنف‭. ‬والوطن العربي‮ ‬اليوم محكوم من طرف أقليات تشبه الأقلية البيضاء الهالكة في‮ ‬جنوب افريقيا لولا أن القوم من جلدتنا الجرباء‭. ‬وكل ذلك‮ ‬يشهد على أن موطن الداء في‮ ‬أمة العرب هو استبداد الحكام وليس عنف هذه الجماعة أو تلك،‮ ‬فهذا النتيجة وليس السبب‮.‬ ‮ ٥- ‬يشهد على ارتباط تفجر العنف في‮ ‬مجتمع بوجود صنوف من المظالم تحكمه،‮ ‬أن ما‮ ‬يسمى بالإرهاب اليوم إنما تفجر وتفشى في‮ ‬مجتمعات محكومة بأنظمة قاهرة اتخذت من الدولة أداة لقمع مواطنيها الأحرار ومن البلاد عامة ملكية خاصة بالأسرة الحاكمة،‮ ‬بينما البلاد التي‮ ‬يقوم فيها الحكم على التراضي‮ ‬بين الحاكم والمحكوم عبر آليات الشورى الديمقراطية المعروفة تعيش أوضاعا طبيعية الصحافة حرة والانتخابات دورية نزيهة لا‮ ‬يقصى منها طرف بما‮ ‬يحقق التداول السلمي‮ ‬للسلطة،‮ ‬والقضاء مستقل،‮ ‬مثل تركيا وماليزيا وأندونيسيا‮  ‬هذه البلاد مستقرة،‮ ‬التيار الإسلامي‮ ‬فيها معترف به،‮ ‬سواء أكان معارضا في‮ ‬البرلمان أم مشاركا،‮ ‬مثل هذه البلاد بمنجاة من العنف،‮ ‬وحتى إذا وجد شيء منه‮ ‬يكون هامشيا معزولا والنهب للثروات العامة‮.‬ ‮٦- ‬الساحات التي‮ ‬كانت مسرحا للعنف الواسع بين الدولة وبين جماعات إسلامية هي‮ ‬التي‮ ‬انحدر فيها الحكم الى دركات خطيرة من المظالم من مثل الانقلاب على خيار الشعب في‮ ‬الجزائر حيث خرجت الدبابات وسط هتافات علمانية محلية ودولية تسحق صناديق الإقتراع التي‮ ‬شهدت بفوز الإسلاميين‭. ‬وتم شبيه به في‮ ‬تونس عقب انتخابات‮  ‬1989‮ ‬التي‮ ‬فازت فيها حركة النهضة فاستهدفت بالإستئصال‭. ‬والأمثلة متعددة‮.‬ ‮- ‬هناك اتهامات متكررة لكم باجراء حوارات سرية مع الادارات الامريكية المتعاقبة‮ ‬‭.. ‬ما مدى صحة هذه الاتهامات؟‮ ‬ ‮- ‬كثير من الأنظمة بحكم استعاضتها للشرعية الشعبية بشرعية الدعم الخارجي‮ ‬أمريكيا وصهيونيا واروبيا فإنها‮ ‬غدت مصابة بمرض‮ ‬يشبه الهلوسة والكابوس المقض لمضجعها وكأن الكارثة وشيكة الحصول في‮ ‬كل لحظة وتتمثل في‮ ‬إشاعة هنا أو هناك مهما كانت بعيدة عن التصديق فحواها أن لقاء حصل بين هذا المعارض أو ذاك من معارضيها مع مسئول أمريكي‮ ‬كبير أوصغير حتى وإن‮ ‬يكن صحفيا،‮ ‬وحتى ولو كان هذا المعارض اسلاميا رغم‮ ‬يقين هذه الأنظمة من أن الود ليس حاصلا بين الإسلاميين عموما وبين السياسة الأمريكية التي‮ ‬يعلم الجميع أنه مصنوعة في‮ ‬مطابخ صهيونية،‮ ‬ترى في‮ ‬الخيار الإسلامي‮ ‬حتى وإن‮ ‬يكن في‮ ‬الصين خطرا عليها سيصب خراجه‮ ‬يوما في‮ ‬القدس‮ ‬،‮ ‬لقد بلغ‮ ‬الخوف المرضي‮ ‬لدى هذه الأنظمة من أي‮ ‬اتصال امريكي‮ ‬أو‮ ‬غربي‮ ‬مع أحد معارضيها حد الهلوسة والإستعداد للبطش بالمعارض المتهم دون دليل،‮ ‬ما حمل بعض الحركات الإسلامية مثل اخوان مصر على مصادرة ذاتية لحق من حقوقهم في‮ ‬الإتصال بأي‮ ‬جهة دبلوماسية في‮ ‬بلدهم باعتبارهم هيئة سياسية على‮ ‬غرار بقية الهيآت السياسية،‮ ‬فطفقوا‮ ‬يكررون أنهم لن‮ ‬يتصلوا بأي‮ ‬بعثة دبلوماسية إلا بحضور ممثل عن الخارجية المصرية ليشهد على براءة هذا الاتصال وخلوّه من أي‮ ‬صفقة لتولية الاخوان على عرش مصر،‮ ‬وذلك إدراكا منهم لحالة الهلوسة التي‮ ‬يعيشها‭. ‬أذكر أنه لما سافر الشيخ عمر الى الولايات المتحدة كتب رئيس تحرير الأهرام افتتاحية مطولة‮ ‬يتهم فيها الولايات المتحدة بعقد صفقة مع الشيخ عمر لتولية الجماعة الإسلامية ملك مصر إن اتصال بين الأحزاب وبين البعثات الدبلوماسية المعتمدة في‮ ‬بلدها أمر معتاد وعرف متبع وليس هو بالتهمة‭. ‬وفيما‮ ‬يخصنا كنا‮- ‬قبل أن تشن علينا حملات الاستئصال بسبب نجاحنا في‮ ‬الانتخابات‮- ‬ندعى وزملاؤنا من الهيآت السياسية الى لقاءات مع الدبلوماسيين المعتمدين أو البعثات الزائرة‭. ‬فما المشكل في‮ ‬ذلك حتى‮ ‬يتحول الى تهمة‮ ‬يتوارى منها المرء ويستتر؟‮  ‬ – ‬كيف ترى آليات التغيير فى الوطن العربى؟ ‮-‬لاتبدو في‮ ‬هذا الثقب الأسود من العالم فرص كثيرة للتغيير الديمقراطي‮ ‬عبر ما متعارف من الأساليب السلمية المتمثلة في‮ ‬صناديق الإقتراع،‮ ‬وذلك بسبب إحكام الاستبداد قبضته مدعوما بميزان قوة دولي‮ ‬متغلب لا‮ ‬يجد من مصلحته وجود حكومات في‮ ‬هذه المنطقة الحساسة تمثل شعوبها،‮ ‬التعامل مع حكومات منبتة عن شعوبها أيسر إذ تكون عادة طيعة مستجيبة للإملاءات الخارجية لضمان دعمها،‮ ‬وما حصل مع حماس شاهد‭. ‬صناديق الإقتراع في‮ ‬هذه المنطقة‮ ‬غائبة أصلا أو مفرغة مكفوفة عن جوهر مهمتها تحقيق تداول السلطة وإفراز الشرعية‭. ‬وهذا ما فتح أبواب العنف سواء عبر الانقلابات أم من طريق العنف الشعبي،‮ ‬والتجربة أثبتت كارثية كل منهما،‮ ‬الأول لئن نجح في‮ ‬استلام السلطة في‮ ‬معظم بلاد العرب إلا أنه فشل فشلا ذريعا في‮ ‬إدارتها إدارة ديمقراطية أو تحقيق شيء مما وعد من تحرير فلسطين أو التنمية أو توحيد بلاد العرب،‮ ‬بل انتهى الى الضد بالكامل مما وعد‭: ‬طبّع مع العدو الصهيوني‮ ‬وكرّس التجزئة‮ ‬،‮ ‬وحول الدولة مزرعة لعائلة حاكمة وغدا التوريث في‮ ‬أنظمة جمهورية النموذج المتبع‭. ‬والجدير بالملاحظة أن فرص التغيير عبر الانقلاب قد تضاءلت جدا في‮ ‬الثقافة السياسية السائدة اليوم،‮ ‬وهو ما واجهه في‮ ‬موريتانيا انقلاب ولد فال ثم انقلاب خلفه ولد عبدالعزيز‮.‬ ‮- ‬ماذا عن محاولات الانقلاب التى قامت بها بعض الجماعات المسلحة؟ ‮- ‬لم‮ ‬يكن لمحاولات التغيير من طريق الجماعات المسلحة حظ أسعد بل لم‮ ‬يكن له من نتيجة‮ ‬غير التمكين أكثر للأنظمة الانقلابية أن ترسخ أقدامها وتحكم قبضتها على رقاب الناس بذريعة حمايتهم من الإرهاب‭. ‬وكشفت التجربة المتكررة لاستخدام عنف الجماعات ضد الدول عما تتوفر عليه الدولة الحديثة المدعومة دوليا من إمكانات للعنف‮ ‬غير محدودة قادرة على البطش بأي‮ ‬عمل شعبي‮ ‬مسلح‮.‬ ‮-‬هل من سبيل للتغيير عبر المشاركة ضمن المساحة الصغيرة التي‮ ‬تفسحها بعض الأنظمة ؟‮ ‬ ‮-‬التجربة كشفت أن المشاركة قي‮ ‬سياق الأنظمة الفردية القائمة لم تجد شيئا في‮ ‬تغيير طبيعتها بنقلها من أنظمة إطلاق وفساد الى أنظمة دستورية إرادة القانون فيها والشعب أعلى من إرادة الحاكم،‮ ‬وهو ما جعل المشاركة في‮ ‬إطار هذه الأنظمة تضفي‮ ‬الشرعية على أنظمة‮ ‬غير شرعية دون أن تدفع خطوة نحو تغيير طبيعتها الفوقية المتسلطة،‮ ‬بل قد تفضي‮ ‬الى التغيير المضاد أي‮ ‬إفساد المشاركينالذين حدثوا أنفسهم بإصلاحها‮.‬ ‮- ‬هل تكون بذلك سبل التغيير قد أقفلت؟ ‮- ‬كلا فالغرب الداعم لهذه الأنظمة ليس الها‮ ‬يقول للشيء كن فيكون بل هم بشر ممن خلق تأتي‮ ‬عليه من القوة وأخرى من الضعف وهو اليوم متورط في‮ ‬أكثر من ساحة من ساحات العالم ولا‮ ‬يدري‮ ‬لنفسه مخرجا بما‮ ‬يحد من قدراته على إسعاف أتباعه،‮ ‬إذا عرفت قوى التغيير كيف تؤزم الأوضاع المتجهة من تلقائها الى التأزم باثر السياسات الخرقاء للأنظمة،‮ ‬وتقديم البدائل المعقولة على صعيد السياسات وعلى صعيد النخب البديلة بتأسيس جبهات تمثل الجماعة الوطنية بكل أطيافها الإسلامية والعلمانية‭. ‬فإذا جمعت رأيها وصفها على التغيير ونجحت في‮ ‬تحريك الشارع عبر المسيرات والإعتصامات والإضرابات وثبتت على ذلك‮ ‬غير هلعة من موالاة التضحيات في‮ ‬الشارع بدل دفعها بالتقسيط في‮ ‬مسالخ التعذيب،‮ ‬فلن تجد الأنظمة مسوغ‮ ‬لاستصراخ أوليائها في‮ ‬الغرب المشغولين بأنفسهم‭. ‬والحاكم الذي‮ ‬يفقد سلطته على الشارع لن‮ ‬يرسل اليه أحد بجيش من البوليس لمساعدته‭. ‬ولم‮ ‬يعد مقبولا في‮ ‬الثقافة السياسية المعاصرة وفي‮ ‬زمن الفضاء المفتوح الضرب بالملآن في‮ ‬الجماهيرالمتظاهرة سلميا النظام الذي‮ ‬يتورط في‮ ‬ذلك‮ ‬يكون قد أجهز على نفسه إذا كان في‮ ‬مواجهة معارضة مصممة على التغيير ودفع ثمنه‭. ‬غير أن هذا النهج من التغيير هو ما تبقى من سبيل وهو السبيل الي‮ ‬انتهجته كل الشعوب التي‮ ‬أطاحت بدكتاتورياتها خلال العقدين الأخيرين‮ ‬،هذا الجهاد السلمي‮ ‬يحتاج من بين ما‮ ‬يحتاجه الى ثقافة تؤصّله وتؤسسه على أنه أفضل الجهاد حسب التعبير النبوي‮ ‬والجهاد الكبير بتعبير القرآن الكريم السلمي‮ ‬‭ »‬وجاهدهم به جهادا كبيرا‭ »‬هذه الثقافة ضحلة في‮ ‬فكرنا الإسلامي‮ ‬السني‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يعرف‮ ‬غير سبيلين في‮ ‬مواجهة الظلم والطغيان‭:‬سبيل الخروج المسلح الذي‮ ‬كانت نتائجه‮ ‬غالبا كارثية بما حمل الفقهاء الى الإنتهاء الى سده وحظره‮ ‬غير مستبقين أمام المسلمين في‮ ‬مواجهة الطغيان‮ ‬غير الصبر والخضوع،‮ ‬حفاظا على وحدة الجماعة وسدا لأبواب الفتنة وذلك مقابل التزام الطاغية باحترام ظواهر الشرع والدفاع عن الثغور،‮ ‬إلا أنه حتى لما تراجع الحاكم عن هذا الإلتزام فخرق قواطع الشريعة واستسلم للأجانب استمر العلماء على منح الشرعية للطغيان‭. ‬وكان‮ ‬يسعهم أن‮ ‬يبتغوا سبيلا آخر‮ ‬غير سبيل الخروج المهلك أو سبيل الطاعة بلا مقابل حقيقي‮ ‬للأمة،‮ ‬هو سبيل الثورة الشعبية السلمية،‮ ‬وهو السبيل الذي‮ ‬ارتبط في‮ ‬تراث الإسلاميين بالفوضى والهرج والتخريب وتهديد السلم الإجتماعي‮ ‬وذلك ما‮ ‬يفهم من كلمة الثورة في‮ ‬أدبيات أهم مؤسسي‮ ‬الحركة الإسلامية الإمام حسن البنا‭. ‬لقد انتهت تجربة الإسلاميين في‮ ‬معظم الخط الوسطي‮ ‬العريض الى الإعراض ظهرييا عن سبيل الإنقلاب وسبيل العنف الشعبي‮ ‬غير مستبقين‮ ‬غير سبيل التغيير عبر صناديق الإقتراع،‮ ‬وهذا قد سده وتحكم فيه لدرجة العبث الطغيان،‮ ‬بما جعل المشاركة المحدودة المحسوبة تشبه شهادة الزور تقدمها الحركة الإسلامية للطغيان شاهدة له بشرعية مزورة،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬الإنتهاء الى مأزق،‮ ‬فقد اختارت سبيلا للتغيير سده الطغيان في‮ ‬وجهها،‮ ‬وسدت هي‮ ‬على نفسها طرقا سلكتها أمم أخرى مثل سبيل التغيير عبر الثورة الشعبية وهو ما دعا اليه القانوني‮ ‬الكبير المفكر الاسلامي‮ ‬طارق البشرى في‮ ‬مقاله الشهير‮ « ‬أدعوكم الى العصيان المدني‮ » ‬فهل من مجيب ؟ – نقلا عن صحيفة الأحرار المصرية 13 فيفري 2010

لا عادي ولا ديمقراطي


د. فهمي هويدي
لا يستطيع المرء أن يكتم شعوره بالغيظ، حين يقصده مذيع إحدى القنوات وسط الحراك المثير الذى تشهده مصر الآن، ويسأله: ما الذى يمنع من أن يترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية، شأنه فى ذلك شأن أى مواطن عادى، ولماذا يحرم من ذلك لمجرد أنه ابن رئيس الجمهورية؟ وما الضرر فى أن يشارك فى أى انتخابات ديمقراطية مقبلة؟ ألقيت علىّ هذه الأسئلة، فذكرتنى بما كدنا ننساه، لكننى نظرت مليا إلى السائل لكى أتعرف على ما إذا كان يتخابث ويستعبط أم أنه رجل عبيط من أصله. كنت أعرف أن أحد المنافقين فعلها فى اجتماع خاص برئاسة الرئيس مبارك، حين انبرى مشيدا بمواهب وفضائل جمال الابن، ثم تهدج صوته بعد ذلك. وأسبل عينيه ثم توجه إلى الرئيس برجاء حار متمنيا عليه ألا يظلم جمال ويحرم البلد من مواهبه وقدراته لأنه ابنه! (فهمت من راوى القصة أنه كان يقصد إسناد منصب تنفيذى كبير إليه). إذا نحيت وصلة النفاق المكشوفة فى الفقرة السابقة، وعدت إلى أسئلة البداية ستجد لأول وهلة أن الكلام لا يخلو من منطق. لكنك إذا دققت فيه جيدا ستكتشف أن الفرضيات، التى انبنت عليها الأسئلة مغلوطة ومغشوشة، خصوصا الادعاء بأن جمال مبارك مواطن عادى من حقه أن يتنافس مع غيره على منصب الرئاسة، كذلك القول بأنه هو وغيره سيحتكمون إلى صناديق الانتخابات فى ظل ممارسة ديمقراطية حرة ونزيهة. دعك من الفرضية الأساسية التى تسلم بأنه سيرشح نفسه للانتخابات ضمن آخرين، لأن كثيرين يرجحون أن ذلك لن يحدث، وأن الرئيس مبارك سيرشح نفسه للمرة السادسة، وأن الزيارات والجولات التى يقوم بها فى الآونة الأخيرة تمهد لذلك. كان ردى ولا يزال أن جمال مبارك إنسان عادى ومواطن غير عادى. هو إنسان عادى شأنه شأن ملايين الشباب فى مصر، ولابد أن تكون له فضائله على المستوى الإنسانى، التى يشاركه فيها الملايين أيضا، لكنه أيضا مواطن غير عادى لسبب جوهرى هو أنه ابن للرئيس الذى يمسك بكل خيوط البلد فى يده، الأمر الذى أتاح له أن يتصدر المشهد السياسى. ويصبح شريكا فى القرار السياسى، إذا تحرك فهو يصطحب معه فريقا من الوزراء ويتقدم عليهم بطبيعة الحال. وإذا تكلم فإنه يتحدث باعتباره صانعا للسياسة (أليس أمينا للجنة السياسات كلها، وليس السياسة فى مجال معين؟). ناهيك عن أنه يتنقل فى موكب تتقدمه سيارات الأمن، وحركته تستصحب احتياطات من نوع خاص، بعضها على الأرض وبعضها فى الجو. وأى مكان يقصده لابد أن يكون مؤمنا تماما، ولابد أن تكون القيادات التنفيذية والشعبية على الباب، فى انتظاره ورهن إشارته، أما سفرياته خارج مصر، فلها ترتيبات أخرى سياسية وأمنية ومالية، لا تعرف حدودها، إلى غير ذلك من الأوضاع الاستثنائية شديدة الخصوصية التى تحيط به، الأمر الذى يدعونا إلى التساؤل عن المعيار، الذى يحتكم إليه فى وصفه بأنه مواطن عادى، وعن المشترك بين هذه الترتيبات التى تحيط به أينما حل، وبين أى مواطن عادى آخر فى بر مصر. لا يقف الاستعباط والاستهبال عند هذا الحد (لاحظ أننى لم أطرح احتمال العبط لأن أى عبيط يستطيع أن يكذب الادعاء بأنه مواطن عادى، بالنظر إلى موكبه وليس بالعقل). لكنه يشمل أيضا القول بأنه وأقرانه من المرشحين سوف يحتكمون إلى الصناديق فى انتخابات ديمقراطية، حرة ونزيهة. ليس فقط لأن مصر منذ قامت ثورة يوليو عام 52 لم تعرف انتخابات ديمقراطية حقيقية. أدت إلى تداول السلطة ناهيك عن حق الشعب فى المشاركة والمساءلة. ورغم أن هناك من يقول بأن البلاد شهدت انتخابات حرة نسبيا فى الستينيات. حين كان السيد شعراوى جمعة وزيرا للداخلية. لكن حتى هذه كانت مجرد لقطة ديمقراطية وليست حالة ديمقراطية. ثم إنها ظلت الاستثناء الذى يؤكد القاعدة ويثبتها. من ناحية أخرى، فإن احتكار الحزب الوطنى للسلطة طوال الثلاثين سنة الأخيرة على الأقل. أحدث نوعا من الذوبان للحزب فى الأجهزة التنفيذية، بحيث أصبح يعتمد بالكامل على مساندة تلك الأجهزة وليس على التأييد أو المساعدة الشعبية. وذلك يشكل حائلا يحول دون إجراء أى انتخابات نزيهة، الأمر الذى يجعل فكرة الاحتكام إلى الصناديق مجرد فذلكة لغوية وفرقعة إعلامية، لا علاقة لها بما يجرى على الأرض ــ حتى الكذب خبنا فيه ولم نعد نتقنه.    (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 15 مارس 2010)

إذا هدموا الأقصى


عبد الحليم قنديل
ربما لا يفرحنا الخبر، لكنه الحقيقة الباردة للأسف. فقد تسارع العد التنازلي للحظة هدم المسجد الأقصى، ولن يندهش أحد إذا تحول هدم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إلى خبر صادم بعد طول التوقع البليد الراكد. من زمن، تحول الأقصى الشريف إلى ‘مسجد معلق’ بتعبير أحد كبار الآثاريين العرب، لا تنقصه سوى هزة ينهار بعدها، أنهكته الحفريات الإسرائيلية المتصلة تحت أساساته، والإغارات المنتظمة على بنيانه، والاستعدادات الجارية لبناء ‘هيكل سليمان’ على أنقاضه، وبدءا بإقامة ‘كنيس يهودي’ توقع الشيخ رائد صلاح أن يتم تشييده هذا العام. ولم تعد إسرائيل تخشى ردود الفعل المتوقعة فلسطينيا أو عربيا أو إسلاميا، فقد أجرت ‘بروفة’ أخيرة، واختبرت نهايات الطرق بقرارها ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح في الخليل إلى قائمة التراث اليهودي، وعدا مظاهرات غضب محدود للفلسطينيين، فقد مرت الكارثة بهدوء، وكأن لاشيء حدث، وصدرت تمتمات ـ أشبه بالاستنكارات ـ عن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وأقوال ‘برو عتب’ صدرت عن الملوك والرؤساء والأمراء، ثم كان الرد الحاسم بردا وسلاما على قلب إسرائيل، فقد قررت الجامعة العربية تغطية رغبة عباس في استئناف المفاوضات مع نتنياهو، والعودة للنكات السخيفة إياها، عن جولات جورج ميتشل، وعن عطف الرئيس أوباما، وعن لقاءات مع جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي، والذي أكد التزام أمريكا المطلق بأمن إسرائيل، ونعت حركات المقاومة بالإرهاب. فماذا نتوقع ـ إذن ـ لحظة إعلان نبأ هدم المسجد الأقصى؟ لاشيء أكثر مما تعرف، بسالة محاصرة للفلسطينيين المقدسيين، وبكائيات مشايخ في الفضائيات، ودعوات لتسيير مظاهرات ضخمة في العالم العربي والإسلامي، وتقدم قوات أمن النظم لقمع المظاهرات، وشروع في دعوات لاجتماعات طارئة في الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي، ونصائح من أمريكا بضبط النفس، وربما قمة طارئة للحكام تنتهي ـ كالعادة ـ بترديد معزوفة السلام. .. خيارنا الاستراتيجي. هل بالغت ـ قليلا أو كثيرا ـ في تصوير ردود الفعل المتوقعة؟ ربما، وربما تنتهي القصة وقتها إلى تسويات عبقرية، كأن يجري تقسيم مساحة المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، أو أن يسمح للمسلمين بأداء الصلاة في هيكل سليمان، أو أن يجري تعيين حاخام يهودي شيخا للمسجد الأقصى، وإعلان الوحدة الاندماجية بين الدين اليهودي والدين الإسلامي. قد تبدو الصورة المتوقعة كابوسية، لكنها كذلك من الآن، ودون حاجة لانتظار وقوع المكروه، فلا السلطة الفلسطينية فلسطينية، ولا السلطات العربية كذلك، وفي كل العواصم ضباط أمن ومفرغات صواعق، وأمريكا هي ربهم المعبود، والبيت الأبيض هو مسجدهم الأقصى، وطاعة إسرائيل فريضة مرعية، وقمع الناس هو الصلوات الخمس، ووضع الأحذية في الأفواه هو واجب الوقت. السلطة الفلسطينية غير مشغولة بالأقصى، ولا بالقدس، ولا باللاجئين، ولا بالحدود، ولا بالمياه، ولا حتى بتوحش الاستيطان اليهودي في القدس والضفة الغربية، شيء واحد يشغل بال الرئيس عباس، وهو كيف يضمن اتصال الرضا الأمريكي والإسرائيلي، ويضمن تدفق معونات اللجنة الرباعية، وجدول أعماله معروف، عليه دائما أن يبدو كفلسطيني من متحف الشمع، وأن يتحدث عن الحقوق الفلسطينية بلا انقطاع، وأن يبيعها بلا توقف، وأن ينهض إلى روتينه المعتاد، مرة للقاء مسؤول أمريكي في رام الله، ومرة للقاء صديقه مبارك في القاهرة، ومرات للقاءات مع جورج ميتشل في الغرف المغلقة، وترديد نفس الكلام في المؤتمرات الصحافية، والانتهاء إلى ذات النتائج، والتفاوض لمجرد التفاوض، فقد تحول التفاوض الفلسطيني إلى حرفة في ذاته، ولها دوائرها ومخصصاتها المالية المتضخمة، وبدلات وحوافز التمثيل والديكور والملابس وزهور الزينة، والحديث عن التعنت الإسرائيلي أحيانا، وعن أزمات في المفاوضات، ثم العودة للدوران في لعبة الحلقات المفرغة، والانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة وبالعكس، ثم لاشيء إلا ما تصنعه إسرائيل على الأرض، استكمال لتهويد القدس، والتهويد المتصل للضفة، واعتقال الناشطين الذين يفكرون في ارتكاب معصية المقاومة، والاطمئنان لدعم الجنرال دايتون، وفتح النار على حركة حماس، وكأنها هي التي تحتل الأرض وتقيم المستوطنات وتهدد بهدم المسجد الأقصى. وفي قصور الحكم وعواصم العرب، لايبدو أحد مهتما بقضية فلسطين، ولا بالمسجد الأقصى، فقد انفكت الصلة من زمن، كانت النظم ـ زمان ـ تبدي عطفا على قضية فلسطين، تناصرها، أو تتظاهر بنصرتها، وعلى سبيل اختصار الطرق إلى كسب عطف الشعوب، لكن الشعوب لم تعد تهم أحدا، فهي لا تنتخب أحدا ولا تقيله، والذي يخفض ويرفع هو السيد الأمريكي، فليس للنظم العربية مجمع انتخابي داخلي، ومجمعها الانتخابي الافتراضي عنوانه معروف، وهو الرعاية الأمريكية الإسرائيلية، ومعادلة البقاء صارت مرعية، ومنطوقها بسيط، وهو : إخدم إسرائيل تكسب رضا الباب العالي في واشنطن، وتتجدد لك أوراق الاعتماد وتراخيص القيادة، البعض يخدم إسرائيل على نحو مباشر، ويدفع ‘الجزية’ علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ويدمج قوات أمنه في مفهوم الأمن الإسرائيلي، والبعض يخدم من وراء ستار، ويستغني عن صداقة الموساد بصداقة المخابرات المركزية الأمريكية، والوحدة الإندماجية مع رغبات إسرائيل لها الأولوية، فقد تحولت النظم العربية ـ في غالبها ـ إلى حليف ضمني أو ظاهر لإسرائيل، وتحت القيادة الأمريكية المشتركة، والشراكة في المجهود الحربي والمخابراتي ظاهرة، وباتجاه التعبئة ضد إيران بالذات، وأحيانا يجري استيراد أوراق توت، وبهدف تغطية العورات المكشوفة، وتأليف روايات غاية في الفجاجة عن المفاوضات تلو المفاوضات، واستئناف المفاوضات بعد توقف المفاوضات، واكتشاف العلة والعقبة التي هي في حركات المقاومة، وليست في إسرائيل، وفتح النار على حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد والجبهة الشعبية، واعتبارها ضارة بمبادرة السلام العربية، والتي يشاع ـ زيفا ـ أنها مقايضة للسلام مقابل الأرض، بينما المعنى المرئي لها تحول من زمن، وصرنا بصدد مبادلة السلام مع إسرائيل مقابل سلامة حكامنا، وما دام حكامنا في خير وسلامة، فكل شيء في مكانه، وحتى لو تحولت دورة النجوم، وجرى هدم المسجد الأقصى، وأصبح كل الذي هو عربي ناطقا بالعبرية. ما نقوله ليس دعوة لليأس، فلدينا من اليأس ما يكفي ويزيد، لكنها دعوة لليقظة، ومغادرة خيمة البلادة، والاعتصام بالثقة في نصر الله، وتطليق الرجاء في النظم، فقد انتهت النظم إلى طرف ثالث يستقوي بأمريكا وإسرائيل، تحولت إلى طرف مشارك في عدوان ثلاثي ضد الأمة بشرا وحجرا، والمطلوب: إعلان الحرب على النظم بموازاة الحرب ضد أمريكا وإسرائيل، والاحتشاد وراء حركات المقاومة بالسلاح في فلسطين ولبنان والعراق، ودعم المقاومة بالسلاح بمقاومة بالسياسة ضد النظم، هذا إن كنا نغضب حقا للمسجد الأقصى، ولا ننتظر نبأ هدمه على شريط الأخبار، ثم نكفكف الدمع بالريموت كنترول. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 مارس  2010)


اتهام مصر واليمن وليبيا بقمع فضائيات

الجزيرة نت-القاهرة دانت منظمة حقوقية تعنى بمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في عشرين دولة عربية وإقليمية ما سمته الهجمة الحكومية على القنوات الفضائية محذرة من تصاعد « حدة العداء الحكومي » للإعلام الحر في المنطقة سواء أكان مقروءا أو مسموعا أو مرئيا. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه إن ثلاث قنوات فضائية هي الجزيرة والساعة والعالم تعرضت لعمليات مصادرة أجهزة وقطع للبث بسبب بعض المضامين التي عرضتها وأثارت حفيظة القيادة السياسية في مصر وليبيا واليمن. وذكر المدير التنفيذي للشبكة جمال عيد في تصريح للجزيرة نت في هذا الصدد بقيام السلطات اليمنية باقتحام مكتب قناة الجزيرة بصنعاء ومصادرة جهاز البث الخاص بالقناة ليلة الخميس الماضي « بسبب تغطية القناة لفعالية اللقاء المشترك المعارض التي نظمها في ثلاث محافظات يمنية ». وأوضح عيد أن قناة الساعة الفضائية الليبية، التي تبث من القاهرة، تعرضت لوقف بثها بقرار من الحكومة الليبية « بعد يوم واحد من إذاعة حلقة لبرنامج ساعة بساعة ». وأضاف بعد شهور من قيام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بتأميم قناة الليبية التي يديرها نجله سيف الإسلام « قامت الحكومة الليبية بالتعاون مع القمر الصناعي المصري نايل سات بقطع البث عن قناة الساعة، بسبب برنامج يتناول بالنقد الحكومة المصرية بزعم الحفاظ على صفو العلاقات بين البلدين ». وأشار عيد إلى تعرض قناة العالم الإيرانية في وقت سابق لوقف بثها بقرار مماثل من الحكومة المصرية. معاداة الحرية وقالت الشبكة في بيانها « اختلفت الحكومات العربية في الشكل ولكن جمعها تطابق الجوهر المعادي لحرية وسائل الإعلام وحرية الرأي والتعبير، بدءا من المدونات، وصولا إلى الصحف المستقلة و المعارضة، ومرورا بالمحطات الفضائية ». ووصفت هذه الممارسات بأنها « ممارسات منطقية لحكومات لا تعي أي أسس للقيم الديمقراطية أو الاعتراف بحقوق مواطنيها في إعلام مستقل بعيدا عن إعلامها الحكومي المغرق في النفاق والسطحية ». ووجهت الشبكة العربية « نداء لكل المؤسسات المدافعة عن حرية التعبير وحرية الإعلام في العالم لأن يكثفوا جهودهم جنبا إلي جنب مع المؤسسات الحقوقية العربية المستقلة دفاعا عن إعلام عربي مستقل وفضحا للحكومات التي اختزلت دورها في أجهزة الأمن والممارسات البوليسية ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 مارس  2010)


تحقيقات الخبر الكبرى 

ملف الأجانب في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي

عددهم زاد عن 160 عنصر من 17 جنسية وثلاث قارات لهم صلة بعناصر جزائرية  


أثارت قضية الإرهابيين الأجانب في صفوف القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الكثير من الاهتمام، خاصة استخبارات الدول الأجنبية التي ينحدر منها هؤلاء. ورغم تحفّظ السلطات على معطيات تخصّهم، إلا أن معلومات هامة توفرت حول نشاطهم وطبيعة المهام المنوطة بهم.   »الخبر » تكشف تفاصيل أكثر عن هؤلاء الذين اصطلح عليهم بـ »الجهاديين الأجانب بقاعدة المغرب » المنحدرين من أكثر من 17 جنسية مختلفة أوروبية وعربية وإفريقية وأسيوية ويزيد عددهم عن 160 فرد. وتم توصّل الأمن لهذه المعلومات من بعض من تدرّب في معاقل القاعدة بالصحراء كولد محمد مختار الموريتاني الجنسية، حيث كشف عن أزيد من 160 أجنبي تدربوا معه في معسكرات التنظيم، وأكد أن عدد الموريتانيين بلغ 53  شخصا، منهم 30 عنصرا في كتيبة  »الملثمين » بقيادة أبو العباس  »الأعور ». وكان وزير الداخلية يزيد زرهوني قد اعترف بتواجد إرهابيين من تونس، ليبيا والمغرب بمعاقل التنظيم في الجزائر، وهو ما يعكس حالة التجنيد المتردية التي يواجهها على الأراضي الجزائرية، بسبب عزوف المتعاطفين من الجهاديين الجزائريين الانضمام إليها، مما حتم على قاعدة الساحل التوجه إلى الأجانب لسد الخلل الحاصل في عدد عناصره ومواجهة الخيانة في صفوفه. البداية عند انطلاق العمل المسلح البداية كانت عند انطلاق شرارة العمل الإرهابي في الجزائر، أيام الجماعة الإسلامية المسلحة، خلال الفترة الأخيرة من إمارة جمال زيتوني أبو أمين لـ »الجيا ». وتشير معطيات أن عدد الأجانب الذين انخرطوا في صفوف الإرهابيين خاصة في منطقة الوسط، كان أهمهم ليبيون ينتمون للجماعة الإسلامية المقاتلة وتونسيون، إضافة إلى عدد من السوريين والسعوديين الذين كانت لهم بعد رحيلهم من الجزائر، مناصب قيادية هامة في تنظيم القاعدة الأم بزعامة بن لادن أو فرع قاعدة الجزيرة العربية في المملكة العربية السعودية. وتوضح ذات المصادر، أن فكرة التحاق جهاديين أجانب بالعمل المسلح في الجزائر تم رصدها عند بداية الإرهاب، لكنها لم تتجسد إلا بعد تولي أبو عبد الرحمان، جمال زيتوني، إمارة  »الجيا »، حيث سجل أول التحاق أجانب تمثل في تسعة ليبيين على الأقل سنة .95 وكان عبد الحق العيادة أثناء فترة تحقيق مصالح الأمن الجزائرية معه بعد توقيفه، صرح أنه أثناء إمارته للجماعة الإسلامية المسلحة طلبت منه جهات مغربية نافذة في السلطة توريط عناصر من البوليزاريو في الأعمال المسلحة التي عرفتها الجزائر خلال سنوات التسعينيات. أسباب أوجدت الأجانب في صفوف جماعة دروكدال                                               يكشف مصدر أمني لـ  »الخبر » أن أسبابا مختلفة، أوجدت الإرهابيين الأجانب في صفوف ما عرف سابقا بالجماعة السلفية للدعوة والقتال. ولعل أهمها الظروف الاجتماعية الصعبة، كما هو الحال بالنسبة لبعض المغاربة الذين تتوفر مصالح الأمن على معلومات حولهم، كالمدعو  »عزيز الشكاني » من مواليد 86 بطنجة، مغربي الجنسية، كان محل بحث من طرف مصالح الأمن منذ سنة 2006،  إضافة إلى العناصر الموريتانية التي تنحدر أغلبها من مناطق فقيرة بضواحي العاصمة نواكشط ونواديبو وتيارت. أما البعض الآخر من المجنّدين الأجانب، فقد دفعهم التنقل إلى معاقل قاعدة الساحل إلى الرغبة في الانضمام إلى المقاومة العراقية، حيث كان يروّج بين الجهاديين في الدول الإفريقية، أن مراكز للتدريب مفتوحة للمتطوعين الذين يودون التوجه إلى العراق. وكانت أهم هذه المراكز والمعسكرات بولاية تيزي وزو وباتنة وجيجل وتبسة وعلى الحدود مع مالي. وتؤكد تصريحات الموريتانيين، سيدي ولد سيدينا وولد شبرنو ما تم الإشارة إليه سابقا، حيث أكدا على مكوثهما أكثر من أربعة أشهر في معاقل التنظيم بالصحراء الجزائرية، كانت إمارة المنطقة الصحراوية تتماطل في تسريحهما لرغبتها في بقاء العنصر الأجنبي وسط صفوفها، لهدفين هما رفع معنويات الإرهابيين المحليين وكذا الدعاية أكثر في الإصدارات المرئية التي تبثها على المواقع الإلكترونية لجلب المزيد من المجنّدين الأجانب. كيف ربط الأجانب اتصالا بعناصر القاعدة تذهب تصريحات الموقوفين في قضايا الإرهاب، سواء الأجانب أو الجزائريين، إلى أن حالاتهم تختلف من واحد إلى آخر، فقد تم تجنيد الموريتانيين بحكم تواجد جهاديين جزائريين المقيمين بموريتانيا، كالمدعو أبو خزيمة الجزائري وبلال الجزائري المقيمان في موريتانيا والطاهر أيضا، وأكد هذه المعلومات موقوفين موريتانيين وهما ولد شبرنو وزميله سيدي ولد سيدينا، وأضافا أن الجزائريين رفقة الموريتانيين في قائمة الانتحاريين بالمنطقة الصحراوية.طريقة أخرى لربط اتصال الأجانب تمثلت في التواصل عبر البريد الإلكتروني بالمنتديات الإلكترونية الجهادية، حيث تمكنت مصالح الاستعلامات بالعاصمة من توقيف جزائري مغترب بفرنسا ينحدر من ولاية البويرة، كان على صلة بإرهابيين أجانب على الحدود الباكستانية الأفغانية وحاول من خلالها تقديم الدعم المالي، كما أنه كان على صلة بأبو محمد صلاح يعتقد أنه صلاح قاسمي الناطق باسم قاعدة المغرب، إضافة إلى قضية أخرى تتواجد على مستوى مجلس قضاء العاصمة تمثلت في إماطة اللثام عن تجنيد سعودي لأحد التونسيين عبر الانترنت وتمكينه من ربط اتصال بإرهابيين بالجزائر. أما الجزائريين الذين كانوا في أفغانستان والعراق والبوسنة، فقد كان لهم الدور البارز في ربط علاقات مع الأجانب انتهت بتسهيل التحاقهم بما عرف بجبهة القتال الجديدة في شمال إفريقيا، خاصة بعد مغادرتهم للبلدان التي كانوا ينشطون بها. ولعل ما عرف بـ  »بيت المجاهدين العرب » في بيشاور الباكستانية أيام الجهاد الأفغاني، أو معسكرات التدريب بخوست وقندهار المتمثلة في معسكر الفاروق، كان لها الدور الفعال في ترتيب تنقّل إرهابيين أجانب إلى الجزائر، مثل حادثة الجزائري المدعو عبد الحميد القسنطيني وشخص آخر من نفس المنطقة، حيث توفرت معلومات أنهما رتّبا تنقّل أشخاص سعوديين إلى الجزائر كعبد العزيز المقرن، أمير قاعدة الجزيرة العربية فيما بعد. كما أن احتكاك الجزائريين بنظرائهم الأجانب من السوريين واللبنانيين المقاتلين في العراق كان له أثر في محاولة التجنيد. فعقب توقيف مصالح الأمن الجزائرية لـ 03 أفراد وسط العاصمة، تتراوح أعمارهم بين 25 و30 سنة خلال سنة 2007،  كشفوا عن اتصال كان يربطهم بلبنانيين كأبو شعيب في بيروت وآخرين في دمشق عن طريق الأنترنت. هذه العملية أحبطت التحاق هؤلاء الأجانب المدربين بنظرائهم في الجزائر، حسبما كان متفقا عليه. وفي وقت قريب خلال الأسابيع الماضية فقط، كشفت مصادر عن توقيف عناصر الأمن بمصلحة مكافحة الإجرام بالدار البيضاء منسق الاتصالات الجزائري، بين قاعدة الساحل وعناصر بالمملكة العربية السعودية.                      عامل آخر دفع بمجندين، هذه المرة من دول في عمق إفريقيا، بالالتحاق بالجهاديين الجزائريين، وهو صلة النسب والاحتكاك المباشر بأجانب في دول البنين وبوركينافاسو ومالي والنيجر والتشاد، كما هو الحال بالنسبة للعناصر خالد أبو العباس المعروف بـ  »الأعور »، حيث جاء في تصريحات موقوفين من طرف مصالح الأمن الجزائري خلال شهر، أنهم تنقلوا إلى المناطق  المذكورة أيام إمارة عبد الرزاق البارة أبو حيدرة بسبب علاقة بعض عناصر المجموعة الذين صاهروا قبائل كبيرة، مثل البرابيش العربية وغيرها.                 الأخطر من هذا، تقرير لمصالح الأمن يشير أنها في وقت سابق، تمكنت من القضاء على مسؤول تجنيد الأجانب بشرق البلاد المدعو شافعي خميس والمنحدر من مروانة بباتنة، وتوصل التحقيق إلى أنه وراء الاتصال برعايا ليبيين، أشرف على تجنيدهم وإلحاقهم بقاعدة المغرب. وراهنت إمارة قاعدة دول الساحل، على العائدين من العراق كتجربة الجزائريين العائدين من أفغانستان لإعادة تفعيل التجنيد، خاصة وأنهم تعرفوا على أفراد من جنسيات مختلفة، فشلوا في الالتحاق بالجهاديين في العراق، كان أغلبهم ليبيون، تم تحويلهم إلى معاقلها بالجزائر بعد تهريبهم عبر الحدود. والتحق العشرات من الليبيين بمعسكرات الإرهاب بالجزائر في السنتين الأخيرتين، قدّرتهم مصادر غير رسمية بأكثر 20 عنصرا. وأكد مسؤول عسكري أمريكي أبلغ السلطات الجزائرية أن العديد من المقاتلين يحتمل عودتهم إلى شمال إفريقيا لاستعمال الأساليب العسكرية التي طوّروها في العراق. وقال الجنرال كرينكو  »واحدة من مخاوفنا هي أنهم قد يذهبون إلى العراق للحصول على التدريبات واكتساب بعض التقنيات لنقلها إلى إفريقيا ». وكمؤشر  »للصلة » بين المجندين الأجانب بالجزائر والمسلحين الجزائريين بالخارج، كان نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، قد تحدّث قبل سنوات عن ما وصفه بـ »زحف » مسلحين باتجاه المغرب العربي بعد مغادرتهم للعراق، وقال المالكي آنذاك إنه وجه  »تحذيرات » مكتوبة للبلدان المعنية من بينها الجزائر. إقحام الأجانب في مناصب قيادية لتطويق الخيانة والاختراق الأمني  كشفت تقارير مصالح الأمن عن عدد من القضايا التي تخص القضاء أو توقيف الأجانب، يحملون جنسيات مختلفة أهمها، مغربية موريتانية ومالية ونيجيرية وتشادية ونيجيرية، خاصة بعد إعلان جماعة  »بوكو حرام » انضمامها إلى قاعدة المغرب ويمنية وفرنسية وسعودية وسورية وتونسية والليبية ومصرية واللبنانية وبوركينابية وسينغالية، مع حديث غير رسمي يدور عن جنسيات أخرى كالباكستانية. ومن بين الحالات الأجانب تلك، أبو هاجر عبد العزيز المقرن، السعودي الجنسية الذي سجل نشاطه خلال التسعينيات بمنطقة تيزي وزو وبومرداس، إضافة إلى سعوديين آخرين كانوا على وشك الالتحاق بالجزائر خلال سنة ,2009 عن طريق وسيط أبو مصعب عبد الودود الموقوف من طرف مصلحة مكافحة الإجرام بالدار البيضاء بالعاصمة. وأبو مصعب مصطفى بن عبد القادر ذو الجنسية السورية من مواليد 1958 بسوريا، إضافة إلى أبو محمد اليمني مبعوث بن لادن إلى نبيل صحراوي الذي قتل في مروانة بباتنة خلال 2001،  وشخص آخر من مدينة تعز يدعى عبد الحميد عماد. كما تم الكشف أيضا عن شخص آخر من جنسية نيجيرية هو سيدي أحمد حبيب الله، مولود بـ »أبنغاريت » بالنيجر. وتحدثت مصادر أمنية، أن تجنيد الأجانب كان عبر إعطائهم مناصب قيادية كقاضي الجنوب كأبو أنس عبد الرحمن الشنقيطي، وكمستشار عسكري لتونسي يدعى  »الشيخ منير بمنطقة الشرق بتبسة وخنشلة، وتم التوصل إلى تواجد 53 موريتانيا، حيث يعتبرون الأكثر عددا في جماعات الصحراء، حسب شهادة مختار ولد محمد، كما تم تسجيل انخراط 13 إرهابيا نيجيريا، فضلا عن وجود 7 أشخاص من الصحراء الغربية. وصرح أيضا بتواجد أفراد من أصول ترقية، حيث أكد ولد مختار تواجد اثنين من جنسية بوركينابية وثلاثة من المغرب وثلاثة من التوارف وواحد من ليبيا وآخر من تونس. وأكدت مصادر متطابقة، أن قوات الأمن قضت على 22 أجنبيا في عدد من المناطق، كبرج بوعريريج والمسيلة وتبسة وتيزي وزو وخنشلة والوادي والبويرة وبسكرة والمناطق الحدودية الصحراوية، منهم الموريتانيين اللذين تم القضاء عليهما بمنطقة البيبان بولاية البرج قبل زيارة عمار غول لها خلال صائفة 2009،  وأبو زينب الموريتاني الذي فجّر نفسه في عملية انتحارية بولاية البويرة خلال أوت 2008 ضد حافلة نقل عمال الشركة الكندية، خلّف 12 قتيلا. وتمكنت قوات الجيش من القضاء على إرهابيين موريتانيين خلال شهر جانفي الفارط بالمسيلة، ويتم الرهان على العنصر الأجنبي كثيرا لتطويق الخيانة والاختراق والتوبة، إضافة إلى ظهور أجانب خلال التدريبات في إصدارات مرئية لقاعدة الساحل. وبولاية تيزي وزو تم كشف هوية الإرهابي الذي كان يرافق  »أبو سفيان » أمير سرية بوناب آكلي مازري، حيث تعلق الأمر بليبي التحق بتيزي وزو منذ أقل من عام، في فترة قصيرة أهّلته لتعيينه في منصب قيادي في كتيبة  »النور ».   إضافة إلى هذا، كشف تقرير لمصالح الأمن أنه تم القضاء على عنصر ليبي، اتضح فيما بعد أنه مسؤول  »معسكر الغرباء  » بالمنطقة الشرقية، حيث تم القضاء عليه بـ  »زرارة » في نواحي بلدية مشونش بولاية بسكرة لملاحقة المتسببين في مقتل 9 من المظليين.       ( المصدر: صحيفة « الخبر » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 16 مارس  2010)  

وسط محاولات جزائرية لتدوير المنصب.. مساع مصرية لإقناع
عمرو موسى بالتجديد لولاية ثالثة في منصب الأمين العام للجامعة العربية


كتب عمر القليوبي (المصريون):   بات مرجحا أن تشهد القمة العربية المقرر انعقادها في ليبيا نهاية الشهر الحالي خلافات شديدة بين الدول الأعضاء حول تسمية اسم الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية قبل عام من مغادرة الأمين العام الحالي عمرو موسى، بعد أن أبدى الأخير مرارا رغبته في عدم التجديد له بالمنصب. وتبذل الجزائر تحركات مكثفة مدعومة من بعض الدول العربية وفي مقدمتها قطر المستاءة من موقف مصر والأمين العام الحالي من قمة الدوحة التي دعت إليها إبان العدوان على غزة في العام الماضي، ترمي من خلالها إلى تدوير المنصب بين الدول العربية وعدم اقتصاره على مصر دولة المقر. وتسربت أنباء عن رغبة الجزائر في طرح الأمر على قمة طرابلس من أجل انتزاع قرار بالتدوير، في المقابل تتمسك مصر مدعومة بتأييد العديد من الدول العربية من بينها السعودية وعدد من دول الخليج العربي باستمرار سيطرتها على المنصب، كما جرى العرف منذ تأسيس الجامعة في عام 1945، باستثناء الفترة التي تولى فيها الشاذلي القليبي التونسي المنصب إبان نقل الجامعة لتونس. وعلمت « المصريون » أن هناك محاولات حثيثة تهدف لإقناع موسى بالعدول عن رغبته في التعاقد والتجديد في منصبه لولاية ثالثة، وذلك حتى لا يتسبب ابتعاده في خروج المنصب من مصر كما ينادي الحلف الذي تقوده الجزائر. غير أن مصادر تحدثت عن اتصالات مصرية جزائرية للترطيب الأجواء بين البلدين وثني الجزائر عن المطالبة تدوير المنصب، وإن كانت المساعي تحوطها صعوبات بالغة في ظل تسك الجزائر بطلب التدوير. ولم تستقر مصر حتى الآن على تسمية خليفة لموسى رغم اقتراب موعد القمة نهاية هذا الشهر وهو ما يرجح معه استمرار في منصبه. وعمل موسى وزيرًا لخارجية مصر لمدة 10 سنوات في الفترة ما بين عامي 1991 و2001, قبل أن يعهد إليه الرئيس مبارك بخلافة الدكتور عصمت عبد المجيد في منصب الأمين العام السابع للجامعة العربية منذ تأسيسها عم 1945. وفي تصريحات له قبل شهور، قال موسى (76 عاما) إنه لا يستبعد ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر وأكد في تصريحات نشرت في أكتوبر الماضي أن رئاسة مصر تحق لأي مواطن لديه الكفاءة، وبالتالي يحق له ولجمال مبارك الترشح، إلا أنه لم يتخذ قراراً بذلك بعد، وقد استقبل الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى عودة الأخير إلى مصر الشهر الماضي، حيث تردد في أعقاب اللقاء أن الأخير سعى للحصول على دعم الأول في سباق الترشح للانتخابات الرئاسية.
(المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 14 مارس 2010)
 

بســــم الله الرحمن الرحيم

جنوب نيجيريا جرح خفي

 


لم أفكر في جمع هذه المعلومات لنشرها حتى طلب مني بعض الإخوة الصحافين المحبين للشعب النيجيري المسلم والمهتمين بقضاياهم وأحداثهم الأليمة.  ثم هناك سبب آخر هو وجود شبكات إعلامية وصحافية متآمرة معادية تعمل في السر أحيانا وأمام الجميع أحيانا أخرى لإخفاء حقائق الاحداث الأخيرة وانتهاز الفرصة لتشويه صورة المسلمين والإسلام لخدمة محاولات تنصيرية وتغريبية وانفصالية.
مسلمو جنوب نيجيريا بين الأمية والتنصير
لا شك في أن المسلمين يعانون من الشياطين المجندين من الخارج والمدعومين بملايين دولارات من الدول المسيحية وذلك قبل وبعد استقلال نيجيريا من الإستعمار البريطاني الذي كون في مدننا قبل انسحابه دويلات مسيحية في داخل الدولة وحول جنوب نيجيريا إلى القاعدة الرئيسية للتنصير.  وانقطاع أو فقدان الدعم العربي والإسلامي لمسلمي الجنوب أيد بقاء هذه الحركات التنصيرية في المناطق الإسلامية ويتنصر المستسلمون من فقراء وأيتام المسلمين والأرامل والمساكين والغارمين والممرضين والمحتاجين وهؤلاء عانوا من فقدان الإمارة أو الحكومة الإسلامية، فلعل وجود جمعيات إسلامية وجهود فردية قليلة وضعيفة ورفض الكثير من بيع دينهم لسبب المال هو السبب الوحيد لبقاء الإسلام في عدد من المدن الأخرى. وكما أن انتشار الجهل والأمية بين المسلمين في الجنوب والشمال هو المشكلة الثانية والشيطان الصائد للمسلمين في نيجيريا عامة وفي جنوبها خاصة. فالظاهرتان المذكورتان فرضت على الكثير من المتحمسين والفقهاء من الدعاة تأسيس جمعيات ومراكز إسلامية لحفظ المسلمين من التنصير ولحماية المدن الإسلامية من تحويلها إلى الفاتكان وإعادة المنصرين من المسلمين إلى حظيرة الإسلام ومحاربة البدعات والإنحرافات الفكرية وتربية الشباب المسلمين بالمنهج الإسلامي الصحيح وفهم الكتاب والسنة واقوال السلف الصالحين.   ماذا تملكه الكنائس لتنصير المسلمين؟
إن الدول الغربية والمسيحية والكنائس والمؤسسات التنصيرية قد تمكنوا من إنشاء دويلات مسيحية داخل الدولة عبر توفير الدعم اللوجيستي للجمعيات التنصيرية والكنائس النيجيرية وتمويل برامجها التعليمية والصحية والإعلامية والثقافية والسياسية.   قوة تفوق القوة الحكومية   – عدد الجامعات المسيحية في نيجيريا 37 تقريبا وعدد جامعات الحكومة الفيدرالية 25 فقط، وللمسلمين 5 فقط أحدها تم تأسيسها بدعم مباشر من الندوة العالمية للشباب الإسلامي .      -عدد المستشفيات التابعة للكنائس أكثر من المستشفيات الحكومية بالمضاعفة. – أكثر من70% من الموظفين في البنك المركزي للحكومة الفيدرالية من المسيحيين. – 85 % أو أكثر من ذلك من البنوك النيجيرية بأيدي الموظفين المسيحيين. – تملك الكنائس المجلات والجرائد الأخباربة والإذاعات والقنوات الأرضية والفضائية وكما أسست هذه الكنائس معاهد لإعداد الصحفيين والإعلاميين. – 90 % من موظفي الشركات البترولية في نيجيريا من المسيحيين. – للمسيحيين تنظيمات عسكرية معروفة أشهرها وأكبرها  ’’جيش المسيح‘‘ المدعومة من دول غربية وشخصيات مسيحية في نيجيريا، بالإضافة إلى كنائس كبرى ومشهورة في جنوب نيجيريا تحولت إلى معسكرات التدريب للقتال ومخازن الأسلحة.   ففي الأربعاء 10 -3- 2010م نشرت جريدة بونشي النيجيرية’’ The Punch ‘‘ عدد 20,562 خبر اعتقال خمسة من أساقفة كنيسة نيجيرية معروفة ومشهورة في لاغوس بتهمة حيازة وتخزين الأسلحة وتأسيس معسكرات لتدريب المسلحين وامتلاك الملابس العسكرية الرسمية. وتم كشف هذا المعسكر واعتقال المتهمين وذلك عقب عملية سرية نفذتها الشرطة العسكرية التابعة للجيش النيجيري بعد الحصول على معلومات استخباراتية عن المكان. ومن المعلوم أن جماعة تعاون المسلمين دعت ومازالت تنادي وتدعو الحكومة النيجيرية إلى نزع أسلحة المنظمات والمجموعات شبه العسكرية التابعة لكنائس نيجيرية وتفتيش عدد من الكنائس الكبرى لاسيما في لاغوس ومدينة إبادن وغيرهما من المدن الإسلامية في جنوب نيجيريا. وسبق أن حذرت الجماعة عن خطورة وجود علاقات متينة بين جهاز مخابرات خارجية وكنائس جنوبية ووجود دعم مالي وغيره لهذه الكنائس لتحويلها إلى دويلات في داخل الدولة.   الكنائس الجنوبية دويلات في داخل الدولة
 الحديث عن أوضاع المسلمين في شمال نيجيريا ليس كالحديث عن أوضاعهم في الجنوب، فالمسلمون في الشمال يسيطرون على الحكومات المحلية أو المدنية ويرأسون دائما حكومات الولايات والعكس في الجنوب.   نجح الرئيس السابق المسيحي المتطرف ’’ أوباسانجو‘‘ خلال حكمه في تطوير القدرة التعليمية والإعلامية والإقتصادية للكنائس المسيحية في نيجيريا وخاصة في الجنوب فهم الآن كدولة في الدولة. وكما ساعدتهم دول ومؤسسات غربية على بناء القوة التعليمية والإعلامية والإقتصادية وغيرها، فجهاز الإستخبارات الأمريكية (سي أي إي) لعبت الدور الرئيسي في هذه الناحية وكذلك مجلس اتحاد الكنائس العالمية وكنائس أمريكية وبريطانية.   القوة التعليمية : استطاعو أن يأسسوا حوالي 40 جامعة أهلية، والمسلمون الذين أسسوا 5 جامعات أكثرها علمانية لا تهتم بالدين وذلك في الفترة التي يهرب النيجيريون –لاسيما الأغنياء- من الجامعات والمدارس الحكومية لضعف النظام التعليمي أو لسبب عدم إهتمام الحكومة الفيدرالية بالمدارس التابعة لها. مع العلم أن المدارس الحكومية من الإبتدائية والإعدادية إلى الجامعية يسيطر المسيحيون على حوالي 80% منها لاسيما في جنوب نيجيريا.   القوة الإعلامية : الإذاعة المرئية والسماعية في ولايات الجنوب كلها بأيدي المسيحيين، كما يسيطرون على الانترنيت والصحافة والمطابع ومراكز التسجيلات ( استوديو ). مثلا يملك المسيحيون حوالي 20 معاهد لإعداد وتدريب الصحافيين في نيجيريا ولا يملك المسلمون ولو واحد.   القوة الصحية : لهم السيطرة شبه الكاملة على هذه الناحية ، فشعار الصحة في نيجيريا هو الصليب باللون الأحمر، فأكثر من 90 من الأطباء في نيجيريا مسيحيون، ويسيطرون على المستشفيات الحكومية لاسيما في شمال نيجيريا. كما تمكنت الكنائس النيجيرية من تأسيس المستشفيات في كل مدن نيجيرية وذلك لاستخدامها لتنصير عدد ممكن من المسلمين.   القوة الإقتصادية : أكبر الشركات البترولية في نيجيريا هي شركة ( شل ) وشركة ( شيفرون ) فحوالي 95 من موظفي الشركتين من المسيحين أغلبهم من كنيسة بابتيس ( كنيسة الرئيس المسيحي السابق أوباسنجو) ومن كنيسة رديم. وكما يسيطر المسيحيون على الشركات الحكومية الأخرى لاسيما في الجنوب التي يوجد فيها 90% من هذه الشركات والمصانع – فضلا من الشركات الأجنبية الأخرى. مع العلم أن لهذه الكنائس شركات عدة ، وكما يسيطرون على البنوك النيجيرية الحكومية والأهلية.   كنيسة ’’رديم ‘‘ أنفقت حوالي 300 مليون دولار في عام 2005م للبناء والإعمار وذلك لتوسيع مستوطناتها الموجودة بين مدينة لاغوس الإقتصادية ومدينة إبادن، حيث أسست الكنيسة مدينة كبيرة للمسيحيين فيها المطار الصغير ومحطات السيارة والمباني والدكاكين ومراكز الشرطة الخاصة بالمدينة والمدارس الإبتدائية والإعدادية والكليات ومركز التدريب التكنولوجي وغير ذلك.   في عام 2008م أنفقت كنيسة ’’ بابتيست ‘‘ 102 مليون دولار على الأقل لبناء مباني جامعة بووين التابعة للكنيسة ، والجامعة هي من أكبر مشاريع الكنيسة لتنصير مدينة ايوو التي هي أكبر مدن إسلامية في جنوب نيجيريا.   والأمر كذلك عند بقية الكنائس.   لا تملك الجمعيات الإسلامية النيجيرية 10 % من هذه القدرة المالية التي جعلتنا وغيرنا من المحللين والمراقبين والكتاب أن نأكد ونصارح أمام الإعلام النيجيري وأمام العالم أن الجمعيات المسيحية في نيجيريا تحولت إلى  دويلات في داخل الدولة.   الدولة أو الحكومة الإسلامية هي من تحمل مسؤولية حماية الحياة والدين والثروة  وهي أحسن من تحمل مسؤولية نشر الإسلام وتعاليمه وتهتم بحياة الفقراء والمساكين والممرضين… فمسلمو شمال نيجيريا قد يتمتعون بنوع من الحرية والتمكين لوجود حكومات إسلامية في ولاياتهم، فالأمر ليس كذلك في الجنوب..  الجمعيات الإسلامية هي البديلة التي تهتم بنشر الدين وحمايته وتهتم بالفقراء ولكن للأسف أن هذه الجمعيات غير قادرة على حمل جميع المسؤوليات إلا عشرة في المائة مما أدت إلى الكارثة واستغلت الكنائس فرصة ضعف هذه الجمعيات في تنصير آلاف المسلمين في الجنوب.     احتمال انفصال الجنوب عن نيجيريا
عندما نحذر من مشروع تقسيمي لنيجيريا تسوق له الصهيونية العالمية عبر جماعات تبشرية تنشط في الجنوب النيجيري، وذلك على غرار ما يحدث في السودان فإننا نتكلم ماضي أليم وحروب أهلية من أجل ايقاف أو منع قيام دولة بيافرا المدعومة من اسرائيل وواقع معروف يؤكد مدى الكراهية والبغض من المسيحيين للمسلمين. فالانفصاليون المسلحون في ولاية نيجا دلتا وغيرها مازالوا يهددون وحدة دولتنا وأمنها. والحركة الإنفصالية التي يقودها مسيحيون متصهينون الذين يطالبون باستقلال قبيلة ايبو وقيام دولة بيافرا مازالوا يؤمنون بنصر قريب ويتحركون ويخططون ويتدربون ويستعدون لمعركة فاصلة وحازمة قادمة . وهناك العديد من الجمعيات تتبع هيئات أمريكية متصهينة تسوق لإسرائيل وتدافع عن حق مزعوم لها باغتصاب الأقصى وتؤيد سياساتها وتبرر إجرامها، وهذه الجمعيات تسعى لتأسيس دولة في الجنوب النيجيري تكون حليفًا أكيدًا لإسرائيل وحلفائها في المنطقة مما يعني محاصرة العرب والمسلمين في جنوب الصحراء الإفريقية.
 الأحداث الدموية الأخيرة وأسبابها
قبل سنوات حذرنا من قوع ما سميناه ’’ بوسنه ثانية ‘‘ في نيجيريا ونشرنا مقالتنا بنفس العنوان في عدة مجلات ومواقع عربية معروفة وكاد الكثير أن لا يصدقوا الخبر. فنحن نكرر ونحذر من جديد أن حادثة تصفية جماعة اسلامية باسم ’’ بوكو حرام ‘‘ ومقتل أعضائها بدم بارد ومجزرة جوس حلقة من سلسلة حلقات الحروب والأحداث القادمة.   مجزرة ’’ بوكو حرام‘‘ في مدينة ميدوغوري  
الصور التي بثتها قناة الجزيرة الفضائية سابقا عن الحادثة وذلك عن تصفية جماعة ’’بوكو حرام‘‘ وقتلهم بدم بارد وبطرق غير قانونية واطلاق النار على أعضاء من الجماعة بعد استلام أنفسهم للشرطة وقتل الجريح الذي يمشى مستندا على العصا فكل هذه التسجيلات حقيقة من الحقائق التي تخفيها وسائل الإعلام في نيجيريا كافة . ونحن في جماعة تعاون المسلمين أصدرنا بياننا لإثبات الحقائق ولشكر قناة الجزيرة الفضائية والمسؤولين في مكتبها على بث هذه الصور ليعرف العالم حقيقة الصراع والحروب والمجازر في عدة مدن إسلامية في الشمال والجنوب. فإذا كانت حادثة تصفية جماعة بوكوم حرام ومقتل زعيمها بدم بارد وقعت في وسط الولايات الشمالية الإسلامية فماذا سيمنع المتطرفون من ارتكاب أكبر مجازر ضد الأبرياء من المسلمين في الجنوب الذي هو أكبر معاقلهم ومركز المؤمرات ضد المسلمين في نيجيريا، فما حدث في جوس يثبت ما نقول. وللأسف أن الإعلام النيجيري حول الحقيقة إلى الكذب وارتكب جريمة إخفاء الحقائق عن الشعب وضلل الجميع حتى الحكومة. مع العلم أن الضغوط من قبل الجمعيات الإسلامية في الشمال والجنوب وتدخل رئيس الدولة شخصيا ( عمر موسى يارادوا) قبل دخوله المستشفى في المملكة العربية السعودية له دوره في كشف الحقائق. ومن الجدير بالذكر أننا في جماعة تعاون المسلمين طلبنا من الحكومة الفيدرالية – بالشدة – التحقيق في ملابسات مقتل محمد يوسف زعيم جماعة بوكوم حرام، في البيان الذي أصدرته الجماعة بتأريخ 30 – يوليو – 2009م وأرسلنا نسخة البيان إلى الحكومة ولكن الحكومة لم تهتم بذلك. .  
مجزرة جوس في وسط نيجيريا
حاولنا في جماعة تعاون المسلمين لحماية الحقائق التي تخفيها وسائل الإعلام العلمانية والمسيحية عن ذبح المسلمين في مدينة جوس وأعلنا للعالم أن المعلومات التي ننشرها هي الحقائق وما دونها مجرد الأخطاء أو أكاذيب اخترعها الإعلام المسيحي الحاقد وعملائهم: فعدد القتلى من المسلمين في مدينة جوس-حتى كتابة هذه المقالة بين 500 و600 مسلم كلهم مدنيون وأطفال ونساء وأبرياء وتم تشريد أكثر من عشرة آلاف من سكان مدينة جوس ومن القرى المجاورة. ورفض جماعة متطرفة من الشبان المسيحيين من إعادة بناء المسجد ومنزل للمسلم في المدينة والذي تم تدميره في عام 2008م على أيدي المسيحيين هو السبب وأول أو بداية الأحداث الأليمة.   ضحايا العنف المسيحي
تحولت مساجد ومدارس إسلامية بمدينة « جوس » إلى أماكن ولادة، عقب المجزرة التي ارتكبتها عصابة مسيحية متطرفة؛ حيث تم وضع أكثر من عشرين من البنين والبنات بالمساجد، فضلاً عن عشرة أولاد في ثلاث مدارس إسلامية، بعدما لم تتمكن الحاملات من الذهاب إلى المستشفى.   ويعاني أهالي المدينة أشد المعاناة بعد فقدان منازلهم؛ حيث أصبح المأوى الوحيد لهم هو المساجد أو المدارس، والتي وصل عدد المشردين فيها إلى نحو 1500 يتيم، لا يجدون طعامًا، فضلاً عن إصابتهم بأمراض شديدة الخطورة.   كما يعاني 95% من الضحايا من عدم وصول مساعدات من أي جهة، رغم شدة الحاجة إلى هذه المساعدات وفي أسرع وقت ممكن!.   جذور الفتنة
فمنذ اعلان تطبيق الشريعة الإسلامية في ولايات شمالية ظهرت دعوات عنصرية وطائفية تطالب بتصفية المسلمين ونزع السكان المسلمين وهم أكثر من 30 % من مجموعة سكان الولاية انتقاما من فشل رابطة الكنائس النيجيرية في جهودهم لإيقاف قرار تطبيق الشريعة الإسلامية في شمال نيجيريا، هذا الفشل بدأ برفض المحاكم النيجيرية من اصدار قرار منع تطبيق الشريعة الإسلامية، وكما فشلوا سياسيا عندما رفض النواب الشماليون في برلمان نيجيريا التصويت ضد تطبيق الشريعة الإسلامية وفشلت أمريكا واسرائيل وبريطانيا مع كل محاولاتهم وتهديداتهم لمنع تطبيق الشريعة الإسلامية. وكما شهدت المنطقة سلسلة من الهجمات المسلحة من قبل المتطرفين المسيحيين أدت إلى مقتل آلاف وتدمير البيوت وتشريد قرابة مليون أكثرهم من المسلمين. ففي سبتمبر/أيلول 2001 م، شهدت المدينة (جوس ويلوا) حادثة دامية أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص أغلبهم من المسلمين، وتجدد الصراع مرة أخرى في عام 2004 في اشتباكات دامية خلفت 700 قتيل أكثرهم من المسلمين، كما قتل حوالي 300 شخص في اشتباكات أخرى  التي وقعت عام 2008م بين المسيحيين والمسلمين. وأما على صعيد توقعاتنا في المستقبل ، فغالبية المسلمين في شمال نيجيريا وفي جنوبها في قلق شديد منذ إختيار السيد عمر موسى يارادوا ونائبه المسيحي كمرشخ الحزب الحاكم لإنتخابات الرئاسة مع العلم أنه مريض ويعاني من مرض لا يسلم منه أحد، ولكن سيطرة أوباسانجو على الحزب وهو رئيس الدولة فرضت على الجميع قبول يارادوا، مع علمهم أن الرئيس قد لا يعيش طويلا وسيخلفه مسيحي يريده أوباسانجو رئيسا للدولة ولكن خوفه من الشماليين المسلمين وأن مرشخ المعارضة مسلم متدين جعله يغير موقفه ويستخدم من ظن أنه لا يعيش طويلا. الآن يزداد خوفنا في نيجيريا إذا كانت مثل هذه المجازر تقع الآن وما سيحدث ان لم يسلم رئيسنا المريض من مرضه وهو حتى اللحظة يرفض نقله إلى أمريكا أو إسرائيل أو بريطانيا لعدم ثقته بهذه الدول ولوجود صفقة سرية بين إستخبارات هذه الدول وأوباسانجو ونائبه المسيحي –كما يقول البعض- أو لأسباب أخرى، ولأن الحكام السابقين الذين تم إغتيالهم إنما إغتيلوا على أيدي عملاء هذه الإستخبارات. فنائب الرئيس جوناتان المسيحي هو قريب إلى منطقة ثورة بيافرا.. وهناك معلومات تثبت أن والد الرئيس السابق أوباسانجو من قبيلة ايبو المنحدرة من اسرائيل كما تدعي القبيلة والتي تطالب بإقامة دولة مستقلة لها باسم ’’بيافرا‘‘. ومن الجدير بالذكر أن الرئيس أبو بكر تفاوا بليوا تم إغتياله بعد رفضه تطبيع العلاقة السياسية والإقتصادية مع اسرائيل والذي قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي لما سأله لماذا تدعم نيجيريا العرب ضد اسرائيل فقال ’’ العلاقة بيننا في كلمة لا إله إلا الله وليست في العروبة‘‘ وعندما سأل الوزير الصهيوني ما الخطوات لوجود السلام والعلاقات بين نيجيريا واسرائيل ؟ دعا الرئيس النيجيري أبو بكر حارسه الشخصي فطلب منه أن يعطيه سلاحه ثم رفعه وأشار به أن لا سلام معكم إلا بالجهاد!! فرد الوزير الصهيوني : ’’ مثلك لا يبقى رئيسا لمثل نيجيريا‘‘ وبعد شهر من الحادثة إغتيل أبو بكر وأستاذه أحمد بلو رحمهما الله وذلك في عام 1966م، والشيخ أحمد بلو هو زعيم ومجاهد وعالم ومرشد روحي لجميع الساسة الشماليين والمسلمين… ثم بعد سنة من هذا الإنقلاب الأسود وفشل الإنقلابيين وهم ضباط الجيش من قبيلة الايبوا التي تدعي انها تنتسب إلى اسرائيل قام أوجوكو بإعلان الإقليم الشرقي جمهورية مستقلة باسم بيافرا ولكن فشلوا في تحقيق أهدافهم، واستسلم قائد الانفصاليين بعد انقطاع المساعدات الإسرائيلية وذلك في عام 1970م. و اغتيل بعد الرئيس أبوبكر الرئيس المتدين محمد مرتضى عام م1976م لرفضه بعض سياسات استعمارية وبعده محمدالثاني أباشا الذي لم يزر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا إلا السعودية وليبيا ودول عربية وإسلامية وتم تسميمه كما سمم السيد مسعود أبيولا الذي فاز في الانتخابات الحرة عام 1993م خلال فترة رئاسة الرئيس العسكري إبراهيم بابانغدا ولكن ألغيت نتائج الانتخابات وسمم السيد مسعود أبيولا عام 1998م قبل انتخاب أوباسانجو عام 1999م ؟!!… ويجب لمن يقرأ عن الجنوب أن يعلم أن في جنوب نيجيريا أكثر من 30 مليون مسلم يجب للدول العربية والإسلامية الإهتمام بهم على أساس أنهم في منطقة المؤمرات واللعبة الإستخباراتية وهم بحاجة إلى الدعم الثقافي والسياسي والإعلامي وغيره.     جماعة تعاون المسلمين والأحداث الداخلية
هذه الجمعية تم تأسيسها لحماية المدن الإسلامية والمسلمين من التنصير والتغريب ومن الحركات والعقائد المنحرفة وكذلك لإصلاح المجتمع وتحكيم شرع الله.   فالجمعية نجحت في تعريف القضية والوضع في الجنوب للعالم العربي والإسلامي وذلك ببيانات صحفية ورسائل إلى المواقع والصحف العربية والإسلامية. وكما نظمت الجمعية ملتقى اسلامي باسم (الملتقى الإسلامي لحقوق المسلمين في نيجيريا ) دعت إليه الأئمة والزعماء والمسئولين والمثقفين والجمعيات والهيئات والمدارس والمراكز الإسلامية في جنوب نيجيريا وشمالها، والذي ُعقد في مقر الجمعية بمدينة إيوو ولاية أوشن في السابع من مارس هذا العام.   وأكدت الجماعة في بيان لها أن هذا الملتقى عُقد من أجل آلاف من المسلمين الذين قتلوا بدم بارد في مايدوغوري الشمالية، ومن أجل أكثر من 500 مسلم قُتلوا في مدينة جوس الجنوبية، ومن أجل مساعدة الأيتام والأرامل والمرضى والجرحى وغيرهم من ضحايا المجازر والتصفية، ومن أجل جبهة إسلامية أو صف إسلامي واحد لمواجهة التحديات والمؤامرات والأخطار، ومن أجل حل إسلامي واقعي ومناسب لمشاكل المسلمين هناك.    مراكز لإيواء الناجين من المذابح في نيجيريا
ودعت الجماعة في بيانها ورسالتها إلى الملتقى إلى تأسيس لجنة وطنية إسلامية للدفاع عن حقوق المسلمين في نيجيريا، ولتأسيس صندوق مساعدة الضحايا المسلمين، ولملاحقة ومعاقبة مرتكبي جريمة تصفية جماعة بوكو حرام ومجزرة جوس، ووضع حد نهائي لتكرار الحادثة، وبداية عمل جاد لتأسيس المؤتمر الوطني لمسلمي نيجيريا لتوحيد صفوف المسلمين هناك، ووكما أعلنت الجمعية  انطلاق مشروع تأسيس أول إعلام إسلامي في جنوب نيجيريا. وقد سبق أن قدمت الجمعية مساعدات مالية وغيرها لمسلمي جوس وذلك لمساعدة الممرضين والأيتام والجرحى وهم مئات .   الدول العربية والإسلامية ومشاكل مسلمي الجنوب
للأسف أن قوافل من المساعدات المختلفة من الدول الغربية وجمعياتها التنصيرية تتدفق إلى ضحايا العنف والتطرف الصليبي من المسلمين في جوس وغيرها ولم نجد مساعدة عربية لا دولة ولا جمعية ولا فرد وصلت إلى المدينة مع شدة حاجتهم إلى ذلك. فلشدة حاجة الإخوة الضحايا إلى ما يسهل لهم صمودهم أمام المنصرين وقوافلهم للمساعدة المتدفقة إلى المدينة أسست جماعة تعاون المسلمين لجنة باسم لجنة مساعدة مسلمي جوس وهي لجنة تابعة للجمعية وتعمل لجمع التبرعات لمساعدة جوس وغيرها من أماكن العنف في نيجيريا. فصرف بعض الدول العربية والإسلامية ومؤسساتها كل اهتماماتها بشمال نيجيريا بينما يُنْسَى الجنوب ويُهْمَلُ ساعد الحركات المعادية للإسلام من ترسيخ نفسها، و العزل العربي والإسلامي للجنوب النيجيري، بالإضافة إلى فقدان المؤسسات الإسلامية الخيرية والتعليمية والتثقيفية أو ما نسميه بـ ’’غياب الدعم الإسلامي‘‘ شجع التنصير وسبب الضعف للأنشطة الدعوية وللجمعيات الإسلامية في الجنوب.   الانتقام بالمثل
في ليلة السبت 6 – 3 – 2010م جاء الانتقام لمجزرة جوس وذلك بعد شهر من المجزرة دون ملاحقة مرتكبي المجزرة من الشبان المسيحيين المتطرفين وصمت حكومة الولاية والحكومة الفيدرالية في أبوجا وعدم تلبية نداء بعض الحقوقيين ومطالب الجماعات الإسلامية بمعاقبة المجرمين.   والهجوم أو ما تسميه وسائل الإعلام بالإشتباكات نفذتها مجموعة قبلية تنتسب إلى قبيلة ’’ فولاني ‘‘ المسلمة وهي – حسب إعتقاد المهاجمين- انتقام لمقتل مئات من أبنائهم المسلمين وإختطاف أزواجهم واغتصاب المسلمات وقتل المصلين وتدمير المساجد والمدارس الإسلامية على أيدي مسلحين مسيحيين في العام الماضي وقبل شهر، ولما أن الحكومة لم تلاحق أو تعاقب القتلة من المليشيات المسيحية المتطرفة فلذلك نفذوا هذا الهجوم اتقاما. فقد أدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 500 من المدنيين أكثرهم من الشيوخ والنساء والأصغار، وذلك في قرية دوغونهاوا و قرية كمات ورمسات والقرى الثلاثة قريبة من مدينة جوس عاصمة ولاية بلاتو.     ونحن في جماعة تعاون المسلمين ضد قتل الأبرياء من المدنيين والأطفال والنساء من المسلمين ومن المسيحيين وطلبنا في بياننا من الجميع إلى ايقاف الإقتتال والإشتباكات والمجازر وتدمير المنازل وأماكن العبادة. وكما دعونا الحكومة الفيدرالية إلى التدخل بالقوة وملاحقة المجرمين ومرتكبي المجازر وممولي العنف وتجار الأسلحة .   وكما رفضنا تدخل الفاتيكا وتصريح البابا حول الحادثة فقلنا في بياننا ’’ أين البابا عند بداية الأحداث التي قتل فيها متطرفون من الشبان المسيحيين من نفس المنطقة عددا مماثلا من المسلمين قبل أكثر من شهرفكلاهما إبادة وعنف وتطرف وكلهم مخالفون لتعاليم الدين الإسلامي والمسيحي. فنأمل من الجميع الانصاف في المواقف والادانات‘‘.   وكما دعونا وسائل الإعلام إلى نشر الخبر كما حدث وذكر القتلى من المسلمين كلما ذكروا قتلى المسيحيين وعدم تضخيم الأحداث وتحويلها أو تغييرحقائقها لمصلحة جانب دون الآخر.   الحلول حسب الواقع والوضع
تعلمنا في مدرسة التربية والتغيير والإصلاح والبناء أن لا نتوكل على مساعدات الأفراد والأعيان والمؤسسات والحكومات وأن الحركة الإسلامية أو الجماعة العاملة لابد أن تبتعد عن أماكن الأعيان والكبار من الأغنياء والساسة !!. وتجربة العمل والدعوة في جنوب نيجيريا تختلف قليلا في جزء من هذه القاعدة القديمة والحديثة لأن لسان الحال وأحداثه وواقعنا تفرض على العمل الإسلامي أن يسيطر على قدر من الإمكانيات ليستطيع أن يتصدى للمشاكل الداخلية وللتحديات التنصيرية والتغريبية. فالعمل الإسلامي في الجنوب يجب أن يملك مدارس ابتدائية واعدادية وثانوية للتصدي ضد التعليم الغربي والمدارس التنصيرية ولابد من املاك مصادر مالية مستقلة لتنفيذ مشاريع اسلامية ولابد للعمل الإسلامي أن يملك وسائل الإعلام والدعاية وكذلك المستشفيات … وهناك عشرات من الجمعيات الإسلامية اختفت وانتهت وافترق أعضائها في أنحاء الدولة يبحثون عن أرزاقهم بعد أن فقدوا الأمل في تحقيق هذه الجمعيات الأهداف من أجلها أسست وهم ينتمون اليها لمساعدتها في تحقيقها. وعندنا أفراد وشخصيات تقعدوا وابتعدوا عن العمل الدعوي وفي الأمس هم أشهر الدعاة والواعظين والعاملين في الجنوب وتركوا العمل الدعوي وتحولوا إلى التجار وبعضهم انضموا إلى السياسيين والبعض مازالوا في داخل قصور الأغنياء ينتظرون منهم شيئا لأبنائهم وزوجاتهم وأهلهم…. والله، هم بحاجة إلى الزكاة والصدقات مائة مرة وهم في الأمس من موزعي الصدقات للفقراء أو من الموظفين العاملين في مراكز الزكاة  أو يعملون مع مؤسسات خيرية أو مع وزارات لدول عربية تعمل في هذا المجال…… ولكن عندما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الحرب على الإسلام ومؤسساته كانوا أول ضحايا الحرب فحسبنا الله ونعم الوكيل.     فقدان الوعي الشعبي الجماهيري لما يجري
الشماليون المسلمون وأغلبية مسلمي الجنوب مغيبون عن القضايا الداخلية وبقية قضايا الأمة الأساسية وينقصهم الوعي والدراية ، ولا يعلمون شيئا عما يخطط لهم أعدائهم من الداخل إلا قليل من المثقفين، لذلك نفكر في جماعة تعاون المسلمين ونسعى لإنشاء مؤسسات اجتماعية وتربوية لتعليم المسلمين والنهوض بهم علميًا وثقافيًا واقتصاديًا ليقف العملاق المسلم النيجيري على قدميه من جديد ليساهم في النهضة الإسلامية وليكون شريكًا فعالاً في حلبة النهوض الفكري والاقتصادي والمواجهة ضد المستكبرين والمستعمرين المتحكمين بالعالم وثرواته.   إلى العالم العربي والإسلامي إلى من يظن فينا خيرا إلى أهل الخير والإحسان   إلى الشماليين المسلمين النيجيريين أولا، ثم إلى المسلمين في العالم: إن بقاء المسلمين أقوياء وأعضاء جمعياتهم ناشطين ومؤسساتهم أو أنشطتهم حية مؤثرة هو في دعمكم لهم بالدعاء والمال والإعلام والإهتمام. وبوجود قوي لجماعات إسلامية في الجنوب قد تلعب الدور الرئيسي لفشل المحاولات والجهود والأنشطة الانفصالية والتقسيمية.. فثرواتنا من المعادن والنفط كلها أو أغلبها في الجنوب وما يخططون لجنوب السودان هو ما يخططون لنا هنا… وحتى لا نتحول ضحايا الإنفصال أو أقلية مستضعفة ومظلومة ندعوا الجميع إلى دعم المسلمين في الجنوب في جميع إحتياجاتهم وبالإعلام والتعليم والتثقيف والتدريب والزيارة…         المسلم أخ المسلم… من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم….   أخوكم / الداعية داوود عمران ملاسا أبو سيف الله الرئيس العام لجماعة تعاون المسلمين في نيجيريا ومدير الملتقى الإسلامي لدعم الشعب الفلسطيني  

أردوغان: حظر ارتداء الحجاب أسوأ من هدم الكعبة!

إفتكار البنداري في تشبيه جسَّد الضيق المتصاعد في تركيا من حرمان النساء المحجبات من حقهنَّ في التعليم والعمل بسبب حجابهنَّ، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: إن حرمان الناس من ممارسة حقوقهم، ومن بينها حق النساء في ارتداء الزي الذي يرغبنَّ، أسوأ من « هدم الكعبة »، وذلك وسط تزايد حوادث « الاعتداء » على الحجاب والمحجبات في الأيام الأخيرة. ومن بين هذه الحوادث قيام شخصيات حزبية بتمزيق عدد من الأحجبة في أحد الشوارع، وإبعاد طالبات من مدارسهنَّ لارتدائهنَّ الحجاب خارج المدرسة رغم التزامهنَّ بخلعه داخلها، وطرد طالبات من قاعة المحاضرات بالجامعة لارتدائهنَّ قبعات تحايلنَّ بها على قرار منع الحجاب. وأمام قمة حقوق المرأة التي استضافها فرع المرأة في حزب العدالة والتنمية الحاكم قبل أيام قال أردوغان تعليقا على هذه الحوادث: « دعوا الناس يرتدون ما يحبون، ودعونا نحترم بعضنا البعض، ونترك لهم الحرية في اختياراتهم الشخصية؛ لأن كسر القلوب (بحرمان الناس من ممارسة حقوقهم) أشد سوءا من هدم الكعبة »، بحسب تعبيره الذي نقلته صحيفة « حريت » التركية هذا الأسبوع. وجاء انتقاد أردوغان لما يسميه عدم احترام حق النساء في ارتداء ما يخترنَه بعد يوم واحد من قيام قياديين في حزب الشعب الجمهوري، أشد الأحزاب معارضة وعلمانية، بتمزيق الحجاب ظهرا في أحد شوارع مدينة ميرسين جنوب غرب البلاد. فخلال الاحتفال بالذكرى الـ 86 لسقوط الخلافة الإسلامية (التي سقطت في مارس 1924 بإلغاء نظام الخلافة بعد عام واحد من إعلان الجمهورية التركية العلمانية) قام عدد من أعضاء حزب الشعب، تقودهم حواء أونجونسيل، رئيسة فرع المرأة في الحزب، ويلماظ شانلي، رئيس فرع الحزب في ميرسين، بالتظاهر في أحد شوارع المدينة، ومزقوا عددا من الأحجبة السوداء المعروفة في تركيا باسم الشادور، وهم يهتفوا بعبارات تندد بالحجاب باعتباره « رمزا لنظام الحكم الإسلامي والمجتمع الذي يهيمن فيه الذكور على النساء ». وتعهد المتظاهرون بالحفاظ على مبادئ النظام العلماني الصارم الذي أرساه مؤسس الدولة التركية، مصطفى كمال أتاتورك، ويعتبر حزب الشعب الجمهوري والجيش وهيئات التدريس في الجامعات والمحكمة الدستورية العليا « الحارس الأمين » لها. وتعليقا على هذا التصرف قال أردوغان في كلمته أمام قمة حقوق المرأة: « هم (حزب الشعب) حاولوا العام الماضي التظاهر أمام الناس بتغيير موقفهم من الحجاب، ولكنهم لم يكونوا مخلصين في ذلك.. فها هم الآن يمزقون هذا الزي الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الزي التقليدي والأصيل لمجتمعنا ». وقد اضطرت أونجونسيل إلى تقديم استقالتها الجمعة الماضية أمام عاصفة الانتقادات التي واجهتها، وبعد تعرضها لتحقيق داخلي بهذا الشأن في الحزب؛ ربما لكونها أضرت بمصداقية الحزب الذي أعلن في 2008 احترامه للمحجبات لأول مرة في تاريخه، وقبوله عضويتهنَّ في الحزب. وفرضت السلطات التركية المحكومة من الجيش في عام 1997 منع الحجاب في المدارس والجامعات والهيئات الحكومية، من بينها المستشفيات، بزعم الحفاظ على علمانية الدولة، وقال رئيس أركان الجيش وقتها إن مثل هذا القرار الذي يعد مادة في الدستور الحالي سيبقى آلاف السنين. وسعت حكومة حزب العدالة قبل عامين إلى تعديل هذه المادة من الدستور بحيث يسمح بارتداء الحجاب، ونجح بالفعل في الحصول على تأييد أغلبية برلمانية لصالح التعديل، إلا المحكمة الدستورية العليا (إحدى معاقل العلمانية) ألغت التعديل عام 2008 بحجة أنه « مخالف للمبادئ العلمانية ». ورغم إصرار أردوغان عن أن هذه المادة « غير دستورية » فإنه صرح بأن خوض معركة جديدة مع المؤسسات العلمانية لتعديلها « تم تأجيله » للتفرغ لخوض معارك أكبر لإحداث تعديلات دستورية تتعلق بإصلاح مؤسسات القضاء والجيش والجامعات وقوانين الانتخابات والأحزاب السياسية، باعتبار أن هذه التعديلات ستفتح الباب تلقائيا لتعديل « سهل » للمادة المتعلقة بالحجاب والحريات. خارج المدرسة وفي حادثة ذات صلة طردت مدرسة متوسطة عددا جديدا من تلميذاتها، ليس لأنهنَّ ارتدينَّ الحجاب داخل المدرسة وهو ما يمنعه القانون، بل اللافت أنها طردتهنَّ لأنه نما إلى علمها قيامهنَّ بارتدائه خارج المدرسة أيضا. ومن هؤلاء الطالبات صبيحة ألاش التي قامت بخلع حجابها أمام مبنى المدرسة قبل دخولها إليها لتجنب رفض إدارة المدرسة دخولها، ولكن أحد موظفي لجنة تقييم الطلاب بالمدرسة رآها وأبلغ الإدارة التي طالبت الفتاة بعدم ارتداء الحجاب حتى خارج المدرسة، ولما رفضت أصدرت اللجنة قرار إبعاد الطالبة إلى مدرسة نائية عن مقر إقامتها. ورغم إعلان أردوغان تأجيل تعديل المادة الدستورية الخاصة بالحجاب تتعالى أصوات في تركيا تطالبه بأن يدرج هذا التعديل في إطار التعديلات الدستورية التي تجريها حكومة حزب العدالة والتنمية حاليا. وخلال قمة حقوق المرأة التي نظمها حزب العدالة قدمت منظمة « نساء من أجل الدفاع عن حقوق النساء ضد التمييز » المعروفة اختصارا باسم « أكدار » مذكرة إلى أردوغان تحمل 30 ألف توقعيا تطالب برفع الحظر عن ارتداء الحجاب. القبعة وفي محاولة للفكاك من أسر المادة التي تحظر ارتداء الحجاب في الجامعات ارتدت بعض الطالبات قبعة تخفي الشعر والرقبة؛ على أمل أن ينجحن في التوفيق بين قوانين الجامعة ورغبتهنَّ في الالتزام بمعتقداتهنَّ الدينية. ورغم أن رجال الانضباط وحرس الجامعة يغضون الطرف أحياناً عن هذه الحيلة، إلا أن الكثير من أساتذة الجامعة (معظم الأستاذة علمانيون) ظلوا على موقفهم « المتعنت » من الحجاب، وأخذوا يطردون من قاعة المحاضرات كل طالبة ترتدي هذه القبعة، بحسب تقرير نشره موقع « أخبار العالم » التركي بهذا الصدد الخميس 11-3-2010. وباستمرار هذا « التعنت » لجأت زينب نور، الطالبة بكلية الطب، والتي تعرضت لإحدى حوادث هذا الطرد، إلى إدارة حقوق الإنسان التابعة لرئاسة الوزراء، وبعد بحث الموضوع وطلب الرأي من المجلس الأعلى للتعليم جاء القرار « بعدم جواز طرد الطالبات من قاعة المحاضرات، وأن على المؤسسة التعليمية إعادة تنظيم قواعدها ». غير أن محللين رأوا أن هذا القرار لن يحسم مسألة ارتداء الحجاب في الجامعات، ولن يلزم الأساتذة بعدم التعرض للطالبات المحجبات ما بقي حظر الحجاب مادة أصيلة في الدستور. (ملاحظة من موقع صامدون: لا يوجد مادة في الدستور التركي تحظر حجاب الطالبات، لكن المحكمة الدستورية التي يهيمن عليها علمانيون متشددون اعتبرت ان حجاب الطالبات يتعارض مع علمانية الدولة). (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 13 مارس 2010)  


بوشلر نفى شائعات الإعلام الإسرائيلي حول وفاة مبارك

قصة ساعات حبست فيها مصر أنفاسها


2010-03-15 القاهرة – العرب  جاء إعلان الدكتور ماركس بوشلر رئيس الفريق الطبي الألماني المعالج للرئيس المصري حسني مبارك في بيانه الليلة قبل الماضية -حول لقائه مبارك وتحسن حالته الصحية- ليضع حدا لشائعات انتشرت على نطاق واسع أمس الأول السبت روجتها وسائل إعلام إسرائيلية حول وفاة الرئيس المصري بمستشفى هايدلبرغ الجامعي الألماني إثر إجرائه عملية جراحية لاستئصال المرارة وورم حميد في الاثني عشر. وزيادة في تأكيده للنفي غير المباشر لتلك الشائعات قال بوشلر في بيانه « لقد التقيت مع الرئيس صباحا بغرفته لإجراء الفحص الطبي اليومي المعتاد‏.‏ حيث دعاني لتناول القهوة معه،‏ وكان في حالة معنوية جيدة،‏ ويتمتع بروح الدعابة التي اعتادها مع فريقنا الطبي‏ ».‏ وأضاف بوشلر: « إن قدرة الرئيس على الحركة تتحسن بشكل ملحوظ‏،‏ وجميع الفحوص والتحاليل المعملية التي أجريت لسيادته تسير نتائجها في الاتجاه الصحيح‏ ».‏ وكانت شائعات قد أطلقها موقع إسرائيلي يدعى « بكرا » وموقع آخر يدعى »الرادار » قد تسببت في حالة شديدة من القلق وسط جموع المصريين أمس الأول، في ظل تردد السلطات المصرية في نفي الخبر وترك الأمور تسير طبيعية، حيث علق أحد المسؤولين على ذلك قائلا « إننا لن نرد على كل شائعة والكل يعرف أنها شائعات والإعلام الألماني قوي، ولو حدث شيء لكان أول من أعلن ذلك وليس من جهات مجهولة ومغرضة ». ورغم تعامل المسؤولين المصريين الهادئ مع تلك الشائعات فإنه يبدو أن هناك اتصالات عدة تلقوها قد أثارت حالة من القلق لدى فريق منهم، حيث ألح البعض على ضرورة ظهور الرئيس مبارك في التلفزيون الرسمي، وهو يتحرك داخل غرفته وكان هناك اعتقاد عام ببث تلك اللقطات الليلة الماضية مع خبر عن تحسن حالة الرئيس، لكن هذا الأمر لم يحدث حيث تغلب الرأي القائل بضرورة الاكتفاء بالبيان اليومي لرئيس الفريق الطبي المعالج حتى لا يتم تضخيم تلك الشائعات والاضطرار لنفيها كلما خرجت من أحد مواقع الإنترنت المعادية أو المجهولة. لكن أحد أشهر مقدمي البرامج في التلفزيون الرسمي المصري وهو الإعلامي المعروف محمود سعد حاول بشكل غير مباشر نفي تلك الشائعات عندما قال في برنامج « مصر النهاردة  » الليلة قبل الماضية إنه اتصل بمرافقين للرئيس، حيث أكدوا له أنه بخير وتتحسن حالته باستمرار. كما أن الإعلام الرسمي المرئي والمسموع أبرز بيان الدكتور بوشلر في صدر نشراته الإخبارية وأفردته الصحف الحكومية أمس الأحد في صدر صفحاتها الأولى كرسالة غير مباشرة للمواطنين. ولا يزال يرافق الرئيس مبارك في رحلته العلاجية أفراد أسرته،‏ وهم زوجته السيدة سوزان مبارك ونجلاه علاء وجمال وبعض أحفاده.‏ والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية بعد أن غادر الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة مستشفى هايدلبرغ إلى الولايات المتحدة الأميركية لمتابعة الحالة الصحية لزوجته التي تعاني من مرض عضال. وشائعة وفاة الرئيس مبارك وتردي حالته الصحية ليست مسبوقة فقد سبق أن تناولت بعض وسائل الإعلام المصرية ذاتها هذا الأمر قبل فترة، وهو ما تسبب في محاكمة الصحافي إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور الخاصة، وحكم عليه بالحبس شهرين، لكن الرئيس مبارك ذاته أصدر عنه عفوا رئاسيا. وقد ترافقت تلك الشائعات الجديدة مع معلومات نقلتها صحيفة « المصريون » الإلكترونية عن أن مؤسسات سيادية في الدولة تدرس حاليا سيناريوهات طوارئ لما بعد تنحي الرئيس مبارك عن الحكم في حالة تزايد المتاعب الصحية التي يعاني منها الآن بما في ذلك الترتيب لانتخابات رئاسية مبكرة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها قولها « إنه في حالة تنحى الرئيس عن الحكم لظروفه الصحية سيتم الترتيب العاجل لانتخابات رئاسية مبكرة أواخر الصيف القادم، على أن يتم تأجيل انتخابات مجلس الشعب عدة أشهر لتتمكن الدولة من إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، وترتيبات ما بعد الانتخابات ». وقالت المصادر إن أبرز السيناريوهات المطروحة حاليا في حالة تنحي الرئيس هو ترشيح قيادة سياسية وحزبية بارزة تحظى بثقة الرئيس مبارك وثقة مؤسسات نافذة وذات خبرات سياسية كبيرة لمنصب الرئاسة كمرحلة وسيطة، بحيث تكون قادرة على بناء علاقات غير متوترة مع كافة مؤسسات الدولة، وتفرض سيطرتها على الحزب الوطني (الحاكم)، على أن يسمى في أثناء الحملة الانتخابية جمال مبارك نائبا أول للرئيس بحيث يتولى مهام منصبة فور نجاح القيادة السياسية في الانتخابات، كتقليد جديد -كما هو متبع بأميركا- رغم غياب النص الدستوري على هذه الطريقة وبعدها عن التقاليد الجمهورية في مصر ما بعد ثورة يوليو. وأشارت الصحيفة إلى أن جهود ترتيب أوراق قيادة الدولة المصرية جاءت بعد أن أعلن البروفيسور ماركس بوشلر الذي يرأس الفريق الطبي في مستشفى هايدلبرغ التعليمي في بيان طبي أنه أجرى عملية جراحية مفتوحة -ليست بالمنظار كما أعلن من قبل- ناجحة لاستئصال الحويصلة المرارية وورم حميد من الاثني عشر للرئيس مبارك، وهو ما يعنى أن الرئيس مبارك سيخضع بعد تعافيه من الجراحة إلى متابعة طبية دقيقة، وعلاج تحفظي غير تقليدي لفترة قادمة. وربطت تلك المصادر بين تصريحات صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى (الغرفة الأدنى للبرلمان) الأمين العام للحزب الوطني بشأن عدم وجود نية لدى الحزب الحاكم في إجراء تعديلات دستورية وبين ما تسرب من أنباء عن اعتقاد مؤسسات في الدولة بإمكانية ترشيح قيادة حزبية بارزة لمنصب رئاسة الجمهورية كأحد السيناريوهات الأفضل لما بعد التنحي في حال حدوثه. يذكر أن الأطباء الألمان قد سمحوا للرئيس مبارك بمغادرة غرفة العناية المركزة صباح الخميس الماضي بعد أن تحسنت حالته الصحية، لكن لم يتقرر بعد موعد عودته لمصر، ووفقا لبيان الفريق الطبي فإن نتائج التحليل الثاني لأنسجة الورم المستأصل من الاثني عشر أشارت إلى أنه من النوع الحميد. وتعتبر أورام الاثني عشر من أخطر الأورام في حال كونها من النوع الخبيث، وتحتاج إلى إمكانات طبية متقدمة لإزالتها والتعامل بعد ذلك مع المريض، أما في حال كونها من النوع الحميد فإن المريض يخضع بعد إزالتها لفحص دوري بالأشعة المقطعية، والمسح الذري، كما يتم علاجه بأنواع مخففة من العلاج الكيماوي كعلاج وقائي تحفظي لمدة عدة أسابيع. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 15 مارس 2010)

السلطات المصرية تبدأ بوضع أبراج فولاذية على حدود قطاع غزة

2010-03-15 غزة – DPA  قالت مصادر فلسطينية إن قوات الشرطة وحرس الحدود المصرية بدأت خلال الساعات الأخيرة بإزالة أبراج المراقبة القديمة المنتشرة في الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، تمهيدا لوضع أبراج فولاذية مقاومة للرصاص محلها. ونقلت صحيفة «الأيام» المحلية الأحد عن مصادر محلية أن عددا من الأبراج أزيلت خلال ساعات صباح أمس الأول، وبدأ العمل لتجهيز المنطقة لوضع أبراج فولاذية مكانها أقل من حيث الارتفاع، لكنها أفضل من حيث التحصين والتجهيزات. وأشارت المصادر إلى أن وضع الأبراج الجديدة تزامن مع انتشار مصري مكثف في الجانب الآخر من الحدود، خاصة في محيط الآليات التي تقوم بعملية استبدال الأبراج. وأوضحت أن آليات وجيبات عسكرية مصرية مصفحة جابت المنطقة الحدودية بشكل مكثف منذ ساعات الصباح خاصة قرب بوابة صلاح الدين. يذكر أن السلطات المصرية كانت أعلنت في وقت سابق نيتها استبدال أبراج ونقاط المراقبة القديمة المنتشرة على طول الحدود بأخرى حديثة مقاومة للرصاص، وذلك بعد مقتل جندي مصري على الحدود خلال تظاهرات لأنصار حركة حماس في 6 يناير الماضي. يأتي ذلك تزامنا مع شروع السلطات المصرية منذ أكثر من شهرين في بناء جدار فولاذي في باطن الحدود مع قطاع غزة؛ لوقف نشاط الأنفاق المنتشرة بالمئات في المنطقة لغرض تهريب البضائع إلى القطاع المحاصر إسرائيليا منذ ثلاثة أعوام. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 15 مارس 2010)

(23) للوفد و(20) للتجمع والناصري مقابل مواجهة الجماعة وعدم دعم البرادعي مصر: الكشف عن صفقة النظام واحزاب المعارضة لتوزيع مقاعد الاخوان يكرّس ازمة مصداقية الانتخابات


3/15/2010 القاهرة ـ ‘القدس العربي’ من حسام أبوطالب: اثار الكشف عن صفقة انتخابية بين النظام واحزاب المعارضة حرجا واسعا للطرفين، خاصة انه جاء بعد اجتماع مشترك لاحزاب المعارضة اعلنت فيه نبذ خلافاتها وطالبت بتعديل الدستور. وتقضي الصفقة بتقسيم تركة جماعة ‘الاخوان’ في البرلمان بين احزاب المعارضة مقبل تعاون تلك الاحزاب في محاربة الجماعة وعدم تأييدها للبرادعي. وبمقتضاها يحصل حزب الوفد على 23 مقعداً مقابل الناصري والتجمع على عشرين مقعدا لكل منهما وتحصل الأحزاب الصغيرة على خمسة مقاعد لكل حزب. واشارت الأنباء المتسربة من كواليس الحزب الحاكم أن المفاوضات بدأت أولا مع قيادات في حزب الوفد ثم التجمع وخلال الأيام المقبلة سوف تحسم مع الناصري. أما بالنسبة للأحزاب الصغيرة فالصفقة شبه محسومة، فوفقاً للأنباء شبه الموثقة فقد عقد المليارديرأحمد عز أمين التنظيم بالحزب ‘الوطني’، اجتماعا سرياً مع عدد من رؤساء أحزاب المعارضة في مقر الأمانة العامة للحزب الحاكم بكورنيش النيل، وذلك في إطار التنسيق في الانتخابات الرئاسية القادمة، وضمان التزام تلك الأحزاب بموقفها الرافض للترشح المحتمل للدكتور محمد البرادعي مقابل زيادة الدعم المخصص لتلك الأحزاب خلال الانتخابات. كما طالب رؤساء الأحزاب برفع الدعم المخصص لكل حزب من 100 ألف جنيه سنويا إلى 250 ألف جنيه. وتعهد عز بدعم الأحزاب المعارضة ولو من جيبه الخاص في حال إذا ما رفض وزير المالية بطرس غالي زيادة الدعم الممنوح لها. ووجه كلامه للحاضرين قائلاً ‘اتعهد أمامكم برفع دعم الانتخابات لثلاثة ملايين جنيه بدءاً من الإنتخابات المقبلة وأنا مسؤول عن دفع المبلغ كاملاً’. كما طالب رؤساء الأحزاب بتعيينهم في مجلس الشعب ورفع الدعم المقدم لكل نائب من الأحزاب إلى 250 ألف جنيه سنويا مثل نواب الحزب ‘الوطني’ بدلا من خمسة آلاف جنيه التي تقدمها الحكومة حاليا كدعم إضافي عن كل مقعد يفوز به مرشحو الأحزاب. وطالبوا أيضا بإعفائهم من شرط الحصول على نسبة من المقاعد بالبرلمان كشرط للسماح لهم بخوض الانتخابات الرئاسية، حيث يشترط حصول أي حزب على 5′ من مقاعد البرلمان للترشيح لرئاسة الجمهورية، بحجة أن جميع الأحزاب السياسية قد تفشل في الحصول على هذه النسبة. وعلمت ‘القدس العربي’ أن شروطاً وضعها النظام من اجل فتح خزائنه أمام احزاب المعارضة على رأسها البدء في حملة ‘تجريس’ لمحمد البرادعي وغلق الأبواب في وجهه ومحاصرته إعلامياً والمشاركة في حملة مضادة بالنيابة عن النظام من أجل تخويف الرأي العام منه. كما اشترط الحزب الحاكم على رؤساء احزاب المعارضة البدء في حملة موازية ضد الاخوان المسلمين. وفي هذا السياق أشار صبحي صالح القيادي بالجماعة وعضو البرلمان الى أن الإخوان يدركون أن النظام لن يتيح لهم الفرصة كي يتنافسوا في الإنتخابات البرلمانية وسوف يقوم بقمع مرشحي الجماعة ولو وصل الأمر لحد إعتقالهم وذلك من اجل كسر شوكة الجماعة. واشار إلى أنه حتى ولو نجح النظام في منع نواب الجماعة من الوصول للبرلمان مجدداً فإن ذلك لن يسفر بأي حال من الأحوال عن تراجع نفوذ الإخوان في الشارع وهذا هو الأهم. وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ أكد المستشار محمود الخضيري أحد قيادات جبهة التغيير التي يرأسها البرادعي انه في حال قبول احزاب المعارضة الكبرى المشاركة في الحملة ضد البرادعي فسوف تقضي على ما تبقى لها من مصداقية وسوف تجد نفسها في نهاية الأمر معزولة تماماً عن الشارع. وفي ذات السياق حذر وزير الخارجية السابق أحمد ماهر قوى المعارضة خاصة التاريخية منها مثل الوفد والناصري والتجمع من السقوط في براثن النظام إذا ما قررت الدخول في حرب ضد البرادعي. وانتقد ماهر حالة الذعر التي تتملك تلك الأحزاب من الرئيس الاسبق للطاقة الذرية وعدم توجيه الدعوة له والعمل معه في نفس الجبهة الرامية للتغيير والإصلاح. وقال الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة إن شعبية البرادعي بالرغم من السهام التي توجه له آخذة في الإرتفاع ولايمكن النظر للهجوم المتزايد ضده من قبل صحف النظام والتي ستزيد التعاطف معه بسبب السياسة الجوفاء ضده. وقال إن البرادعي ساعد مصر على تنفس الصعداء وإعادة الحماس إلى المشهد السياسي المصري المحتضر والذي يخرج في الروح منذ أعوام. وفي سياق متصل أشارت مصادر في مجلس الشعب إلى أن عدداً من مستشاري الرئاسة وكتاب النظام تربطهم علاقة حذروا الحزب الحاكم من مغبة المشاركة في حرب ضد البرادعي بهدف تشويهه أو تلفيق إحدى التهم له خشية جرغضب دولي على نظام الرئيس مبارك. وفي سياق متصل شهد العديد من المواقع وغرف الدردشة على الشبكة العنكبوتية خلال الأيام الماضية حالة من الزخم على الموقع الإجتماعي الفيس بوك حيث قام المناصرون لجمال مبارك بتدشين حملة جديدة بهدف الضغط على النظام المصري من أجل ترشيح مبارك الابن في انتخايات الرئاسة المقبلة. وعبر أفراد موقع جديد يحمل عنوان’تجمع مصري للضغط على جمال مبارك كي يقبل الرئاسة’ عن رغبتهم الجارفة في أن يكون جمال هو الرئيس الذي سوف يحكمهم خلال الفترة المقبلة ليحمل الراية عن والده الذي خدم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود سواء في منصب نائب الرئيس أو الرئيس. وتضم المجموعة نحو ألفي عضو، ويتصدرها علم مصر وصورة لجمال مبارك بجوار النسر الشهير وكتب عليه ‘لا البرادعي ولا نور ده جمال هو المنصور’. وأسس زهاء الف عضو آخرين مجموعة أخرى بعنوان ‘أصدقاء جمال مبارك’ تحت شعار ‘لست حلماً في الخيال أنت مطلب يا جمال’. أما أنصار البرادعي من الشباب فوضعوا على صفحة ‘البرادعي رئيساً’ رسماً بيانياً يوضح ازدياد أعداد مؤيدي البرادعي من الشباب حتى وصل لمليون شاب. واشار محمد علي إبراهيم رئيس تحرير صحيفة ‘الجمهورية’ الى أن المصريين لفظوا البرادعي منذ وصوله لمصر وأنه لامكان له هنا طالما انه يحاول ان يستأسد على النظام الشرعي بقوى أجنبية. وشدد إبراهيم على أن المسؤول السابق في وكالة الطاقة النووية يتخيل أنه ‘المنقذ’ لمصر وشعبها ويتخيل أنه ‘الساحر’ الذي أتى من فيينا لكي يصلح كل شيء ويتوقع أن يهرول خلفه المصريون عن بكرة أبيهم وهو امر غير صحيح بالمرة. النيابة المصرية تحقق بمنح أراضٍ لهشام طلعت بأسعار متدنية القاهرة- يو بي اي: بدأت النيابة المصرية امس تحقيقات بشأن تجاوزات منح بموجبها رجل الاعمال هشام طلعت مصطفى، المسجون في قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، أراضي تفوق قيمتها 25 مليار جنيه (أكثر من 4.5 مليار دولار أمريكي) بأسعار متدنية. وقالت مصادر قضائية ان نيابة الأموال العامة العليا استمعت الى اقوال اعضاء في مجلس مجلس الشعب بشأن التجاوزات في عقد مشروع سكني تم بموجبه منح مصطفى 33.6 مليون متر مربع بأسعار متدنية. وذكرت المصادر ان اعضاء مجلس الشعب يتهمون وزير الاسكان السابق محمد إبراهيم سليمان بتخصيص تلك الاراضي لمصطفى لاقامة مشروع ‘مدينتي’ السكني بالأمر المباشر وعدم عرضها للمزايدة العلنية. ويقول النواب ان تلك الاراضي لو بيعت بالحد الأدنى بأسعار المزاد العلني يوم تخصيصها لكانت وفرت للدولة 25.6 مليار جنيه. وأكد ان النواب تصرف سليمان كان غير قانوني الأمر الذى من شأنه أن يمثل إهدارا للمال العام وتفريطا في أملاك الدولة. ويقضي مصطفى فترة حبس احتياطي على ذمة إعادة محاكمته في قضية اتهامه بالضلوع في جريمة قتل تميم، بعد أن قضى مؤخرا بنقض الحكم الصادر بإعدامه وإعادة محاكمته. كما ان النيابة تحقق مع سليمان في قضايا عديدة تتعلق باهدار الاموال اثناء توليه منصبه قبل سنوات. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 مارس  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.