الاثنين، 12 سبتمبر 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

11 ème année, N°4092 du 12.09.2011  

archives :www.tunisnew .net


الشروق:حول إصلاح المنظومة الأمنية

إيلاف:تونس : تجاذبات بين الجيش ووزارة الداخليّة.. والعمل النقابيّ للشرطة يطرح تساؤلات

الصباح:مستقيلون من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية النهضة طعمت الحزب بأفراد لإتمام قائماته الانتخابية

الحزب الديمقراطي التقدمي:بيـــــــــــــــــــــان

الصباح:تحجيرا للاشهار السياسي بداية من12سبتمبر الهيئة المستقلة للانتخابات تضبط قواعد الحملة الانتخابية عبر وسائل الإعلام

منسق عام «هيئة الإنقاذ بالتنظيم» لـ«الصبـاح»:مجلس وطني مؤقت لتسيير شؤون الدولة.. هو البديل للوضع الضبابي بعد انتخابات «التأسيسي»

كلمة:قافلة الكرامة تنطلق نحو غزة أمس من مطار قرطاج الدولي

سويس إنفو:استطلاع: ثلث الناخبين التونسيين مترددون والاسلاميون يتقدمون في نوايا التصويت

رابطة قدماء الاتحاد العام التونسي للطلبة الهيئة المديرة:بلاغ

كلمة: الائتلاف الديمقراطي المستقل يصدر برنامجه الانتخابي

كلمة:نقابة الأمن تدعو إلى الكف عن الاحتجاج و الانصراف إلى حماية البلاد

الشرق الأوسط: الغنوشي يدعو الشعب التونسي للتيقظ والحذر لتجنب «صدامات أو فتن قد تقود إلى كوارث»

الصادق بلعيد:ننادي بكل قوة بإجراء الاستفتاء كوسيلة ديمقراطية فريدة للمصادقة على مشروع الدستور الجديد

الصباح:ما حقيقة «حزب العزة» لمنذر الزنايدي؟ الراجحي متفاجئا: لا علاقة لي بهذا الحزب!

الصباح:في مؤتمر رابطة حقوق الانسان نحو تشكيل قائمة وفاقية.. وتحديد مدة نيابية استثنائية

فتحي العابد:هكذ وجدتهم

د. نورالدين بوفلغة:تركيا فتونس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور العلمانية الى عدل الاسلام

الشيخ الهادي بريك:بين يدي الذكرى العاشرة لكارثة 11 أيلول 2001:كأن شيئا لم يزل إذا أتى.

البيان:دعاوى تونسية ضد مؤلفة وناشرة كتاب «في ظلال ليلى بن علي»

خالد جلال:معطلون بوادي زم يخوضون اعتصام الكرامة

سعد محيو:في الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر.. هل الربيع العربي « صُنِـعَ في أمريكا »؟

عبد الحفيظ العبدلي: »مستقبل الثورات العربية يتوقف على تجاوز المرحلة الإنتقالية بنجاح »

أحمد الشيخ:كيف تضمحل الإمبراطوريات

الجزيرة.نت:الثوار يهاجمون بني وليد ويستعدون لسرت


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

تابعوا جديدأخبار تونسنيوز على الفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



في مختلف التجارب التي مرت بعملية انتقال ديمقراطي، كانت المنظومة الأمنية أصعب المنظومات وآخرها في عملية الإصلاح. في بعض التجارب التي خرجت من أنظمة بوليسية واستخباراتية على غرار بعض بلدان أوروبا الشرقية، لعبت المنظومة الأمنية العامل الأساسي لإفشال الثورة ومحرك الثورة المضادة. الأجهزة الأمنية هي من أكثر الأجهزة تورطا في الفساد والقمع في أنظمة الاستبداد، فهي ليست سوى أداة قمع في يد المستبد يستعملها كما ومتى يشاء. هي أيضا أدوات تخريب للحياة السياسية والمدنية، ليس فقط بالتضييق على الناشطين في الأحزاب والمنظمات، بل أيضا من خلال زرع المخبرين داخل هذه الهياكل. في نظام الرئيس بورقيبة كانت وزارة الداخلية من أهم الوزارات على الإطلاق، أكثرها تمويلا وسلطة وصلاحيات. أما في عهد، سيّئ الذكر، الجنرال بن علي، فقد تحولت كل مؤسسات الدولة إلى وزارة للداخلية. نظام الجنرال بن علي، الذي مازال لم يفكك إلى حد الآن، كان يتعاطى أمنيا مع كل القضايا والملفات. التقارير كانت تصل أولا بأول عن سكنات وهمسات الحركات والأحزاب السياسية والمنظمات التي كانت إما محاصرة من الخارج أو مخترقة من الداخل، إلى درجة أن ممثلي الداخلية وكتاب التقارير كانوا الأكثر سلطة في عديد الهياكل. المؤسسات التعليمية والاقتصادية والإدارات، دور الثقافة والسينما حتى أماكن العبادة لم تكن بمنأى عن سلطة الأجهزة الأمنية. الآلاف من الأعوان والضباط مارسوا كل أنواع التعذيب والتنكيل بحق مواطنين تونسيين. في مراكز الأمن وفي السجون وغرف الإيقاف، ارتكبت أكثر الممارسات إهانة لكرامة الذات البشرية، أخفها الاغتصاب واقتلاع الأظافر دون الحديث عن القتل تحت التعذيب، ممارسات لم ترتكب حتى في سجون الكيان الصهيوني. نجح نظام بن علي لأكثر من عشرين عاما في تحويل المؤسسة الأمنية التي كانت تمول بأموال دافعي الضرائب، إلى عدو حقيقي للشعب، وحامية العائلة الفاسدة. ولآخر لحظة من عمر النظام، استبسلت هذه الأجهزة في الدفاع عن سيدها، بكل الوسائل، بما في ذلك الرصاص الحي. الشرفاء داخل الجهاز الأمني، كانوا موجودين حتى في أحلك أيام النظام. العديد منهم، رجالا ونساء عانوا بدورهم من التعسف والظلم والإهانة لأنهم راعوا ضمائرهم أثناء أدائهم لمهامهم. عقوبات الفصل التعسفي والنقل التأديبية لم تشمل الفاسدين وحسب. بل شملت نزهاء من كل الأسلاك والرتب والأجيال. الأجور المتدنية وظروف العمل القاسية، صيفا وشتاء، والمعاملات المهينة لم تمنع الكثير من الشرفاء في القيام بواجب حماية الوطن على الحدود وفي طرقات السير وغيرها من المواقع. إن إصلاح المنظومة الأمنية شرط أساسي لإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي. ذلك أن إنجاز الاستحقاقات الانتخابية القادمة وتركيز المؤسسات الديمقراطية، لا يمكن أن يتم إلا في ظل استقرار أمني.هذا دون الحديث عن دور الاستقرار الأمني في دعم النمو الاقتصادي ودعم مناخ الاستثمار والتنمية. كل ذلك يجعل من إعادة تأهيل المنظومة الأمنية أولوية وطنية، ليست من مشمولات الحكومة فقط بل أيضا المنظمات الحقوقية. إعادة تأهيل باتجاه بناء منظومة أمنية وظيفتها الأساسية حماية أمن الوطن والمواطن، بما لا يتعارض مع منظومة الحريات والحقوق. إنّ أولى خطوات إصلاح المنظومة الأمنية تبدأ بمحاسبة الفاسدين والمتورطين في عمليات تعذيب والمسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين خلال الثورة، لأن أهم رسالة يجب أن توجه إلى المسؤولين الأمنيين، وغيرهم ممن لديهم سلطة ما، أن لا أحد بإمكانه، من هنا فصاعدا، الإفلات من العقاب. بقلم: ناجي البغوري (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)
 

<



تونس: أحدث التجاذبات التي يشهدها السلك الأمني في تونس، تنحية آمر الحرس الوطني الذي ينحدر من الجيش التونسي بطريقة وصفت بالمهينة، دفعت بالوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي إلى إعلان حل النقابات الأمنية ووصف بعض رجال الأمن بـ »القردة ».
وتظاهر رجال الأمن في تونس طيلة الأيام الماضية مطالبين الوزير الأول بالاعتذار والتراجع عن القرارات التي تخص حل النقابات وإيقاف النقابيين عن العمل. وفي تصريح لـ(إيلاف)، أكد عبد الحميد جراي الكاتب العام لنقابة قوات الأمن الداخلي: « مطلبنا الأساسي هو اعتذار الوزير الأول على إهانته لأعوان الأمن والتراجع عن القرارات التي تخص حل نقابة قوات الأمن الداخلي وإيقاف النقابيين عن العمل، ونحن لم ولن نتدخل في صلاحيات الإدارة أو الدولة وكل الاتهامات بتسييس النقابة ومن خلالها المؤسسة الأمنية مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، وقرار حل النقابة مبني أصلا على معلومات خاطئة فيما يخص تنحية آمر الحرس الوطني الذي ينحدر من الجيش الوطني ».
وفي نفس السياق قالت مي الجريبي الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي خلال لقاء مع (إيلاف): » نقابات الأمن في رأينا يمكن أن تواصل العمل النقابي لكن المسالة لا يجب أن تتجاوز المطلبية والعمل النقابي، واعتقد أن التونسيين عانوا طيلة عقود من تسييس المؤسسة الأمنية وهذا أمر خطير وهناك مؤشرات على ذلك اليوم كالتدخل في القرارات ورفضها ومناقشتها ونحن نطالب بوجوب تحليها بالحياد لأنها عنصر من عناصر تواصل واستقرار الدولة خاصة وخلال اللحظات العصيبة التي مررنا بها كان الأمن والحرس والجيش متكاتفين لحماية تونس وأملنا أن يبقوا كذلك و فوق الصراعات السياسية وان تكون هذه الانفلاتات ظرفية ».
من جانبه يقول المحلل السياسي الجمعي القاسمي خلال حديث مع (إيلاف): « في اعتقادي هناك تأثير مباشر للتجاذبات بين الحكومة ورجال الأمن خاصة أن تونس على أبواب استحقاقين هامين هما انتخابات المجلس التأسيسي والعودة المدرسية والجامعية، وإذا أخذنا بالاعتبار الوضع الأمني الهش الذي يفتقد إلى عديد المقومات التي تساعد في إجراء انتخابات في مناخ سليم واخشي أن هذه التجاذبات التي بدأت بسبب كلمة الوزير الأول وما تضمنه خطابه من أوصاف وقرارات اعتقد أنها لم تكن في وقتها نظرا لطبيعة الوضع الأمني بصفة عامة ».
وأضاف القاسمي: »النقطة الثانية والتي يجب التركيز عليها هو أن الوضع الأمني ليس داخليا فحسب، إنما له امتداد إقليمي ومرتبط بالأساس بالوضع الأمني في ليبيا وتأثيراته المحتملة على الوضع الميداني في تونس، واقصد بالذات طبيعة الخلافات التي قد تبرز بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي والفصائل المسلحة التي بدأت بالظهور. ومن ناحية أخرى الوضع في الجزائر أو بالأحرى ما يخطط له في الجزائر وتأثيره على الوضع الأمني في تونس ».
وقال الخبير الأمني يسري الدالي لـ(إيلاف)  » التأثير نفسي أكثر منه ميداني عملياتي بكون أن التحركات الاحتجاجية لقوات الأمن خارج حدود العمل وهناك تجاذب قوى بين الحكومة والأمن وأكيد أن له تأثير سلبي ولكن اعرف جيدا أن هناك أمنيين يتخلون بالوطنية ولكن يجب إبعاد رجال الأعمال الفاسدين المتحكمين بالمؤسسة الأمنية والذين سعوا خلال حكم الرئيس السابق إلى « دكتترتها » ولازالوا للأسف إلى الآن يتحكمون ويصدرون الأوامر والسؤال الذي يجب طرحه هو لماذا تمت تنحية آمر الحرس الوطني بتلك الطريقة المهينة؟ »
وتابع الخبير الأمني « لا يمكن الحديث عن تسييس بالمعنى التام ولكن إحداث نقابة موازية لنقابة قوات الأمن الداخلي هو في حد ذاته عمل سياسي في إطار ما يعرف بسياسة تعديل القوى التي لا نفع منها، حيث سعت كل من النقابتين إلى فرض نفسها ومن هنا أقول إن هناك عدم نضج في ما يخص العمل النقابي وكما نعلم المؤسسة الأمنية حديثة العهد بالعمل النقابي ومن الطبيعي أن يكون هناك عدم اتزان في ردود الفعل النقابية حيث أن التحركات التي قامت بها نقابة قوات الأمن الداخلي تنم عن عدم خبرة واندفاع في الفعل وردة الفعل »، على حدّ تعبيره.
ويرى المحلل السياسي جمعة القاسمي أن « هناك محاولة لمواصلة تسييس لمؤسسة شبه عسكرية سمح لها بالعمل النقابي الذي يمكن نعته بالفتي، والواضح من خلال التحركات الأولية لهذه النقابة وسعيها لحرق المراحل بسرعة فائقة في اتجاه تسييس عملها فتجاوزت العمل النقابي في خطوة نحو زج النقابة في عمل سياسي بدا واضحا من خلال بيان نقابة قوات الأمن الداخلي الأخير والذي طالب صراحة بإشراكه في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعيينات والجميع يعلم أن هذه التعيينات شبه عسكرية يتم اتخاذها من قبل الحكومة والرئيس وكان على نقابة قوات الأمن الداخلي فهم طبيعة العمل النقابي أولا قبل التورط في مسالة ذات بعد سياسي كما ورد في بيانها الأخير ».
وفي سياق متصل عززت السلطات التونسية الإجراءات الأمنية تحسبا لأي تهديد بعمليات للقاعدة في الذكرى العاشرة لهجمات 11سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة، حسب ما أعلن عنه المتحدث باسم وزارة الداخلية. وأكد هشام المؤدب في مؤتمر صحافي أن معلومات تناقلتها وسائل إعلام أجنبية تفيد بان تنظيم القاعدة يعتزم القيام بعمليات إرهابية بمناسبة مرور 10 سنوات على أحداث 11 سبتمبر 2001 وتونس احد الدول المستهدفة.
تجاذب وتحصين المواقع
ويرى ملاحظون ومتابعون للشأن التونسي أن فترة ما بعد 14 جانفي/كانون الثاني تميزت بتجاذبات غير معلنة تتجه نحو التوتر بين المؤسستين الأمنية والعسكرية رغم قيامهما بعمليات موحدة فرضتها حالة الطوارئ ومن ابرز مؤشراتها تنحية آمر الحرس والذي ينحدر من الجيش التونسي وإعلان المؤسسة العسكرية في وقت سابق عن القناصة الذين قتلوا متظاهرين إبان الثورة، هم بالأساس أعوان امن وزارة الداخلية التونسية.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي الجمعي القاسمي لـ(إيلاف) « نحن نعي أن هناك نوع من التجاذب بين المؤسستين العسكرية والأمنية والذي اقترب من مرحلة التوتر وهذا واضح من خلال ما حدث في العوينة (ثكنة الحرس في تونس) وتنحية آمر الحرس الوطني من منطلق انه ينتمي للمؤسسة العسكرية وليس للمؤسسة الأمنية وهذا مؤشر خطير جدا، عدا أن التجاذبات كانت شبه واضحة بداية من المسرحية التي وردت على لسان الطرهوني والتي كانت موجهة بالأساس للمؤسسة العسكرية وكلنا يعلم أن المؤسسة العسكرية ردت بأخرى مشابهة بالإعلام عن اكتشاف متفجرات وضابط ليبي كان يخطط لتفجير سفارة عربية في تونس، للإشارة بان قوات الأمن لا تقوم بعملها ومن ثم إعلان وزارة الدفاع أن القناصة من وزارة الداخلية بمعنى آخر التجاذب قائم والتخوف مشروع ولكن لا اعتقد أن الأمر سيصل إلى الصدام المباشر بين المؤسستين لان الجيش لا يزال يحمي النظام الجمهوري والداخلية رغم قوتها الميدانية تعي أن الوضع لن يتحمل أي صدام مباشر من أي نوع كان. »
وبحسب سبر آراء أعلن عنه مؤخرا أبدى 56.7% من التونسيين عن عدم رضاهم على الوضعية الأمنية في تونس و أكد 68.7% وجود علاقة بين أداء الحكومة وتواصل التوتر الاجتماعي و يعتقد 60.1% من المشاركين في الاستبيان أنّ الوضعية الحالية للبلاد غامضة فيما يرى ربع المستجوبين فقط أنّ الوضع يسير في الاتجاه الصحيح.
وفي سياق متصل تراجع تصنيف تونس في تقرير منتدى دافوس الذي يعد واجهة للاستثمار في العالم إلى المرتبة 40 وذلك لحالة عدم الاستقرار السياسي والمؤسساتي وعدم وضوح الرؤية للمستثمرين حسب ما أكده خبراء في الاقتصاد.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 11 سبتمبر 2011)

<


مستقيلون من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية النهضة طعمت الحزب بأفراد لإتمام قائماته الانتخابية


علمت « الصباح » من مصادر من المستقيلين من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية « أن حزبهم لم ينه قائماته بشكل كامل الا بعد تدخل من حركة النهضة التي ساعدت الحزب في اتمام القائمات الانتخابية المترشحة للمجلس التأسيسي ». وقالت ذات المصادر أن إتمام القائمات كان بغاية إظهار شعبية المؤتمر الذي استقال منه عدد كبير من المنخرطين على أن رئاسة القائمات المقدمة للانتخابات من مناضلي الحزب دون سواهم. ومن جهته نفى عضو المكتب السياسي للحزب ومرشحه للانتخابات القادمة عن دائرة تونس 1 سمير بن عمر الخبر جملة وتفصيلا معتبرا أن المؤتمر من أجل الجمهورية لم يعتمد في قائماته على أي عنصر من خارج دائرة الحزب بل انه وجد بعض الإشكاليات في تشكيل القائمات بعد أن تقدمت أكثر من قائمة في أكثر من جهة ». ووصف بن عمر الخبر « بالمغالط والعاري من الصحة » متسائلا عن توقيت طرحه في هذا الظرف بالذات معتبرا « الخبر بمثابة الإرباك للسير الطبيعي للحزب والتشويش عليه بعد أن أثبت قدرته على إكمال قائماته وأبرز بذلك جماهيريته التي لا يشكك فيها أحد ». ويذكر أن الإثنين الفارط قد شهر استقالة مجموعة من المسؤولين الجهويية والمحليين من الحزب بجهة قبلي بسبب ما وصفوه « بعدم ديمقراطية اختيار مرشحي الحزب والقائمات المسقطة على القواعد ».  
خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)

<


تونس في: 10 سبتمبر 2011 بيـــــــــــــــــــــان


إن المكتب السياسي المنعقد يوم السبت 10 سبتمبر 2011، بعد استعراضه للوضع العام للبلاد في ضوء تكاثر وتزامن مظاهر الانفلات الأمني، يعبر عن انشغاله الشديد لتدهور الوضع الأمني الذي بات يهدد سلامة الوطن وينال من السلم الأهلي. وفي هذا الصدد إذ يدعو المكتب السياسي إلى التعقل وتوخي سبل الحوار في معالجة جميع المشاكل المطروحة على أساس تلبية المطالب الاجتماعية والمهنية المشروعة لقوات الأمن، والتزامها بقواعد الانضباط والحيوية وتقيدها بعقيدة المصالح العليا للوطن، وانخراطها الفعلي في تأمين المسار الانتقالي نحو الديمقراطية، فإنه على يقين بأن قوات الأمن التي نهضت بأعباء حماية الثورة جنبا إلى جنب مع جيشنا الوطني في الأوقات العصيبة، لقادرة على الاضطلاع بدورها كاملا في تأمين وإنجاح مختلف الاستحقاقات المعروضة على تونس في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها. وبعد وقوفه على تقدم الحزب الديمقراطي التقدمي في جميع الدوائر الانتخابية الثلاثة والثلاثين وحصول قائماته على الوصولات النهائية، يتوجه المكتب السياسي بالشكر الجزيل إلى كل إطاراته ومناضليه على ما بذلوه من جهود ضمانا لاستجابة قائمات الحزب إلى الشروط والمقاييس القانونية والنضالية، وينوّه بالروح العالية والمنفتحة التي قادتهم في تشكيل هذه القائمات، وبما أبدوه من تجرد ونكران للذات حفاظا على وحدة الصفوف والحزب يستعد لخوض أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ تونس. وفي هذا النطاق يجدد المكتب السياسي التزام الحزب الديمقراطي التقدمي القطعي بالموعد الانتخابي ليوم 23 أكتوبر المقبل مشددا على ضرورة تحديد مدة أشغال المجلس الوطني التأسيسي وضبط صلاحياته وذلك بأن لا تتجاوز مجمل الفترة الانتقالية الثانية مدة سنة واحدة بما في ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة، وبأن تكون صلاحياته تأسيسية في المقام الأول من خلال وضع دستور الجمهورية الثانية، وإلى ذلك سيكون عليه القيام بكل ما من شأنه أن يكفل تنظيم السلط العمومية وإعداد قانون انتخابي في ضوء ما سيحدده الدستور الجديد. والمكتب السياسي إذ يدعو في هذا السياق إلى العمل على حصول وفاق بين الأحزاب السياسية على تحديد مدة وصلاحيات المجلس التأسيسي ، فإنه يؤكد أن أفضل السبل لتثبيت وتأمين ذلك هو إجراء استفتاء شعبي بالتزامن مع انتخابات أعضاء المجلس الوطني التأسيسي لضمان الالتزام بهذا الوفاق، ولتجنيب البلاد أية مخاطر قد تنجم عن عدم التقيّد بالفترة التأسيسية المحددة، ومنع تعطيل العبور إلى وضع الاستقرار الديمقراطي وبناء مؤسسات النظام السياسي الجديد. كما ينبه المكتب السياسي إلى ضرورة التوقّي الصارم من حصول أي فراغ في الحكم، لذلك فهو يدعو إلى العمل على ترتيب نقل السلطات وفق تمشّ مؤسسي، وضمن آجال معقولة حماية لأمن البلاد من أية مخاطر، وحرصا على استمرار دواليب الدولة الحيوية في كل الأحوال. عن المكتب السياسي الأمينة العامة مية الجريبي

<


تحجيرا للاشهار السياسي بداية من12سبتمبر الهيئة المستقلة للانتخابات تضبط قواعد الحملة الانتخابية عبر وسائل الإعلام


أصدرت الهيئة المستقلة للانتخابات مؤخرا قرارا يتعلق بضبط القواعد التي يتعين على وسائل الإعلام السمعية والبصرية التقيد بها خلال الحملة الانتخابية وما قبلها وتحديدا بداية من 12 سبتمبر الجاري التاريخ الذي حددته الهيئة لدخول قرار منع الاشهار السياسي والدعاية الانتخابية عبر وسائل الإعلام الوطنية. وتطبق أحكام القرار من قبل وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة وعلى كل البرامج سواء تعلقت بالأخبارأوالمنابر السياسية أوالحوارات السياسية أوحصص الحملة الانتخابية. لكن القرار لا يشمل الصحف المكتوبة اوالالكترونية إذ حدد وسائل الإعلام السمعية البصرية دون غيرها أي التلفزات والإذاعات الوطنية العمومية منها والخاصة. وشدد القرار الذي نشر في آخر عدد للرائد الرسمي على حق وسائل الإعلام في النفاذ إلى مصادر الإعلام الرسمي الانتخابي وإلى كل أحداث الحملة، وفي الإعلام عن كل مسألة متعلقة بالعملية الانتخابية، والتعبيرعن مواقفهم حسب أخلاقيات المهنة. واجبات وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية وعدد القرار واجبات وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة التي يجب أن تتقيد بها على غرار مراعاة مبدأ الحياد والنزاهة عند بث التقارير، وعدم بث تصريحات تشهيرية أوتضليلية من شأنها إثارة الجدل حول العملية الانتخابية، والسهرعند اختيار مقتطفات من بيانات المترشحين وممثلي الأحزاب وتعليقاتهم على عدم تحريف المعنى العام للسياق. كما يتعين على وسائل الإعلام عند استعمالها لأرشيفها التنصيص على مرجع الأرشيف وتاريخه مع العمل على عدم تركيب الصور بما من شأنه المس من المعنى الأصلي للوثيقة، والمحافظة على التسجيلات السمعية والبصرية التي تم بثها منذ 12 سبتمبر الجاري ووضعها على ذمة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وذلك طيلة الحملة الانتخابية ويوم التصويت وإلى حدود 3أشهر بعد التصويت، حسب ما جاء في القرار. وأكدت الهيئة على ضرورة أن تحترم وسائل الإعلام قبل بداية الحملة الانتخابية مبدأ الإنصاف في تعاملها مع ممثلي الأحزاب والمترشحين المحتملين وتسهيل نفاذهم إلى مختلف البرامج ذات المحتوى السياسي والبرامج الحوارية والنشرات الإخبارية والتعليق والنقاشات المتعلقة بهم وبمناصريهم، والتقيد خلال بث الأخبار بمبدأ الحياد والنزاهة عند تمرير الفقرات المتعلقة بمتابعة نشاط مختلف المترشحين المنتمين إلى مختلف القائمات وكذلك عند تقديم التحاليل المخصصة لمختلف الأحداث والأنشطة المتعلقة بها. وأكدت الهيئة على أن تراعي وسائل الإعلام عند التعليق على المستجدات والأحداث الوطنية الغيرمرتبطة بالانتخابات في استدعاء المترشحين للتعليق عليها الضرورة والحاجة، وأن يخضع وقت التكلم المسند إلى كل حزب أوقائمة مترشحة خلال المنابر السياسية أوالحوارات السياسية إلى قاعدة المساواة المتناسبة. ويقصد بمساواة متناسبة حسب ذات القرار أن يكون وقت التكلم ووقت الظهور المخصصين للمترشحين ولمسانديهم حسب شروط برمجة مماثلة وتتناسب مع تواجد كل قائمة أوحزب أومجموعة سياسية على مستوى كل الدوائر الانتخابية. كشف اسبوعي وينص قرار الهيئة المستقلة للانتخابات على أن تعد وسائل الإعلام كشفا أسبوعيا حول مشاركة مختلف المترشحين في مختلف الحصص الحوارية ذات المضمون السياسي يتضمن رصدا للمساحات التي تم تخصيصها لمختلف القائمات ومناصريها يتم توجيهها إلى الهيئة في أجل أقصاه يوم الأحد الذي يلي بث الحصص. كما يتعين على مختلف الإذاعات والتلفزات العمومية التقيد بقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في خصوص توزيع الحصص ومدد ترتيب وتمرير الحصص المتعلقة بالحملة الانتخابية، ويحجر عليها استعمال أساليب الإشهار التجاري لغاية دعاية انتخابية لفائدة المترشحين ابتداء من12 سبتمبر الجاري. مشاركة المؤسسات الإعلامية الخاصة في الحملة الانتخابية وينص القرار كذلك على أن تقدم وسائل الإعلام الوطنية الخاصة الراغبة في تغطية الحملة الانتخابية مطلبها إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في أجل أقصاه15 يوما قبل انطلاق الحملة الانتخابية، وتتولى الهيئة البت والمصادقة عند الاقتضاء على البرنامج المقدم من قبل وسيلة الإعلام الخاصة في أجل أقصاه خمسة أيام من تاريخ تقديمه، على أن تتقيد بالبرنامج المصادق عليه من قبل الهيئة في خصوص توزيع الحصص ومدد ترتيب وتمرير الحصص المتعلقة بالحملة الانتخابية. وتلتزم المؤسسات الإعلامية الخاصة إنتاج وبرمجة وبث حصص الحملة الانتخابية لفائدة جميع القائمات المترشحة دون تمييز أوتعصب طبقا لنفس الشروط المعتمدة في الغرض من قبل التلفزة الوطنية، ويحجر قطع تدخلات المترشحين خلال الحصص المخصصة للحملة الانتخابية لبث ومضات إشهارية. ويحق لحزب أومترشح تم ثلبه أوتعرض لأي نوع من التعسف جراء تصريح عبر وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية الرد على ذلك، وعلى وسيلة الإعلام أن تجسم حق الرد في أجل لا يتجاوز ثلاثة أيام، والسهر على عدم بث التصريحات التي من شأنها أن تشكل مصدرا لجدل انتخابي في ظروف يكون معها حق الرد مستحيلا أوغير ذي جدوى.. قواعد وإجراءات الحملة الانتخابية كما أصدرت الهيئة قرارين آخرين في نفس التاريخ يتعلق الأول بضبط قواعد وإجراءات الحملة الانتخابية الخاصة بالمجلس الوطني التأسيسي في المجالات المتعلقة بالدعاية الانتخابية، والحملة الانتخابية، والصمت الانتخابي ونفقات الحملة الانتخابية. 13 سبتمبر قرعة توزيع الحصص التلفزية للحملة الانتخابية ويتعلق الثاني بضبط شروط إنتاج وبرمجة وبث الحصص الإذاعية والتلفزية المتعلقة بالحملة الانتخابية. ومن أبرز ما جاء في القرار هو التنصيص ان تتولى مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسية إنتاج الحصص المتعلقة بالحملة الانتخابية وبثها مجانا، على أن تجري الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قرعة لتوزيع الحصص الإذاعية والتلفزية المتعلقة بالحملة الانتخابية يوم 13 سبتمبر الجاري، وتنطلق عملية تسجيل الحصص التلفزية للحملة الانتخابية لفائدة القائمات المترشحة يوم15 سبتمبر وينتهي يوم غرة أكتوبر المقبل. وتشرع مؤسسة التلفزة التونسية في بث الحصص إبتداء من يوم غرة أكتوبر وإلى غاية21 من نفس الشهر طبقا لنتائج القرعة. وبالنسبة للتونسيين بالخارج يشرع في بث الحصص المتعلقة بالتونسيين بالخارج ابتداء من يوم 28 سبتمبر الجاري. ويجيز القرار للمؤسسات الإعلامية الخاصة إنتاج وبث الحصص المتعلقة بالحملة الانتخابية وذلك على نفقتها الخاصة، على أن تلتزم بتسجيل وبث كل الحصص لفائدة كل المترشحين دون تمييزأوتعصب وفي نفس الترتيب الذي تبث به الحصص على قناة التلفزة الوطنية مع اقتراح موعد مخالف توافق عليه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.  
رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)

<


منسق عام «هيئة الإنقاذ بالتنظيم» لـ«الصبـاح» مجلس وطني مؤقت لتسيير شؤون الدولة.. هو البديل للوضع الضبابي بعد انتخابات «التأسيسي»


في حين اقترحت بعض الوجوه السياسية الفاعلة في المشهد السياسي التونسي منذ ثورة 14 جانفي إجراء استفتاء يحدد مدة صلاحية المجلس التأسيسي ومهامه ترى « هيئة الإنقاذ بالتنظيم » حلا آخر حدثنا عنه المهندس الخبير رائد المراكشي المنسق العام للهيئة المتحصل على الإجازة في قانون الأعمال في الحوار التالي: لم نسمع من قبل عن « هيئة الإنقاذ بالتنظيم » فمن انتم ومن خول لكم نقد أعمال الحكومة واقتراح بديل عن المجلس التأسيسي أوطريقة للحد من مدة صلاحيته وتقنين سلطه؟ تضم « هيئة الإنقاذ بالتنظيم » عشرات الناشطين التونسيين في الحقل الافتراضي من المهتمين بالشأن العام وهم إطارات تونسية من مختلف الحساسيات والانتماءات السياسية (مهندسون وجامعيون ورجال قانون وأعمال وإعلام..) أغلبهم مستقلون منتشرون في كامل جهات الجمهورية وخارج حدود الوطن جمعهم حب تونس والاتفاق على مصلحتها التي تقتضي حاليا الاعتماد على الهياكل لا على الأشخاص خاصة وأن المسار الديمقراطي يتعرض لأخطار توجب إنقاذه بإحكام التنظيم للوصول إلى تكريس سيادة الشعب في أقرب الآجال حتى يسترجع المواطن ثقته في السلطة لتستقر وتتضح الرؤيا للمستثمرين هؤلاء الذين لا غنى لتونس عنهم لتنهض باقتصادها وتشغل اليد العاملة العاطلة. مبدأ التناصف إجراء ديماغوجي ترى « هيئة الإنقاذ بالتنظيم » أن قانون انتخاب المجلس التأسيسي يعاني من عدة نواقص وسلبيات وان لها القدرة على التصحيح فهل من تفسير؟ قامت هيئتنا بدراسة قانون انتخاب المجلس التأسيسي وتحليل المسار السياسي المعتمد ورأت أن به نواقص وجوانب سلبية يمكن تصحيحها وهي مثلا: اعتماد الانتخاب على القائمات والنسبية في توزيع المقاعد مع أكبر فواضل يولد مجلسا تأسيسيا متكونا من فسيفساء من الحساسيات السياسية غير المتكافئة التمثيل وفيه تضخيم اصطناعي لعدد المترشحين(أكثر من1500 قائمة لحوالي200مقعد) وهذا مكلف للمجموعة الوطنية ومقلق للناخب ويبعد المنتخبين عن قاعدتهم ولا فائدة منه خصوصا وأن هدف المجلس التأسيسي الأساسي ليس تطبيقا لبرنامج اجتماعي واقتصادي بل التوافق على أرضية مشتركة للعمل السياسي بل إن المجلس المنتخب بهذه الطريقة سوف يمدد في حالة عدم الاستقرار المكلفة خصوصا وأن مدة عمله يمكن أن تستمر لعدة سنوات. كما ترى هيئتنا ان اعتماد التناصف بين الرجال والنساء يتعارض مع مبدأ منع التفرقة بين المواطنين على أساس الجنس ويعتبر إجراء ديماغوجيا لا يؤدي في الواقع إلى التناصف بين المقاعد المسندة بين الرجال والنساء. ثم إننا نرى أيضا أن انتخاب مجلس تأسيسي يوم 23أكتوبر وانتظار كتابة دستور جديد وتفعيله والتمادي في الاعتماد على هياكل مؤقتة وغير ممثلة لإرادة الشعب تشل أجهزة الدولة وتزيد في الانهيارالأمني والاقتصادي والاجتماعي. كما أن إمكانية سحب الترشحات قبل48 ساعة من موعد الانتخابات غير منطقية إذ تفتح الباب لتظليل الناخب ويمكن أن يترتب عنها إسقاط قائمات بطريقة تعسفية. مجلس وطني مؤقت لتسيير الدولة له كل صلاحيات الرئيس المؤقت أصبح تحليل الوضع في تونس ونقد سير هياكل ومؤسسات الدولة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني هواية لدى البعض لعل المقصود بها هو تخويف الشعب التونسي ودفعه لسحب الثقة في من يسير دواليب الحكم بعد الثورة ومن يتأهب للخلافة لان كل هؤلاء النقاد والمعترضين على الكل وعلى كل شيء لا يقدمون اقتراحات ولا بدائل للمعمول به فهل لديكم مقترحات؟ نعم لدينا اقتراحاتنا ونعتقد انه من الأفضل ترك الخيار للمترشح والناخب بين التصويت على القائمات والتصويت على الأشخاص وان تقسم المقاعد بين المجموعتين حسب نسب مجموعة الناخبين كل حسب طريقته (الأشخاص باعتماد أكثر الأصوات والقائمات كما جاء في المرسوم) ونرى أيضا انه بالإمكان تنظيم انتخاب مجلس وطني مؤقت لتسيير الدولة له صلاحيات الرئيس المؤقت التشريعية والتنفيذية بالتزامن مع انتخابات المجلس التأسيسي المقررة ليوم 23 أكتوبر ويقع الترشح والتصويت لهذا المجلس على الأشخاص باختيار مترشح واحد من طرف كل ناخب بشرط أن يكون كل مترشح مدعما من حزب واحد على الأقل مرخص له وعند الفرز يتم إبعاد كل مترشح لا يتحصل على خمسة في المائة من الأصوات ويكون مجلس تسيير شؤون الدولة من باقي المترشحين وتؤخذ قراراته بأغلبية الوزن الانتخابي لكل عضو له صلاحيات رئيس الجمهورية المؤقت حتى يتفرغ المجلس التأسيسي لتحرير دستور جديد ونتجنب إعطاء صك على بياض فيكون من مصلحة أعضاء هذا المجلس إتمام عملهم في أقرب وقت ليتمكنوا من الانتقال إلى المرحلة الدائمة وحتى لا يهيمن أعضاء المجلس الدستوري على الحكومة ويشلوا أعمالها وفي المقابل تنتهي صلاحيات مجلس تسيير شؤون الدولة عند الانتقال إلى الوضع النهائي الذي يفرزه الدستور الجديد. ونقترح كذلك تنظيم انتخاب مجالس البلدية ولجان أحياء في كل العمد بالتزامن مع انتخابات المجلس التأسيسي لتفرز مجالس محلية ومجالس جهوية. ونرى انه لا بد من تنقيح الفصل28 من المرسوم بحيث يمنع سحب الترشحات قبل20 يوما من موعد الانتخابات وهذا الاقتراح إذا وقع تجسيمه في مشروع تنقيح المرسوم عدد35 يمكن من بناء هرم السلطة من جديد وانطلاقا من القاعدة. لا شرعية الا لمن ينتخبهم الشعب لماذا ترفضون الاستفتاء ألن يسهل الانتقال على أساس أردة الشعب؟ إن هيئة الإنقاذ بالتنظيم التي عملت على دراسة هذا الاقتراح منذ شهور تستغرب من عدم تفطن أصحاب القرار لخطورة ديمومة الوضع الاستثنائي الضبابي المؤقت حتى بعد انتخابات المجلس التأسيسي إلا في هذه الأيام، وتؤكد على أن اقتراح إجراء استفتاء بالتزامن مع هذه الانتخابات ليس الحل المناسب لأن السلطة لا يمكن إيقافها إلا بسلطة أخرى من نفس مستوى الشرعية وهذا الاستفتاء المفترض والذي لم يحدد مضمونه لن يسهل الانتقال إلى الوضع النهائي بل سوف يمدد في صلاحية الحكومة المؤقتة الحالية ويعطيها ضمنيا شرعية السهر على تنفيذ إرادة الشعب المجسمة في نتيجة الاستفتاء وهذا غير مقبول فلا شرعية إلا لمن ينتخبهم الشعب. علياء بن نحيلة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)

<



انطلقت مساء أمس قافلة الكرامة التي ينظمها المجلس الوطني للحريات و مجموعة من الشبان التونسيين باتجاه قطاع غزة المحاصر. . وقالت ليلى العياري لراديو كلمة أن هذه المبادرة هدية الشباب التونسي و شعبها و محاولة متواضعة لفك العزلة عن أبناء الشعب الفلسطيني. وأكد السيد محمد السوداني احد شباب المجلس أن القافلة تحوي على كميات من الأدوية و مواد غذائية و أشار أن القافلة ستتجه إلى مطار القاهرة في انتظار أن تتحول إلى معبر رفح يوم 12 سبتمبر الجاري و سيكون في استقبال القافلة مسؤولو الهلال الأحمر الفلسطيني ومدير مستشفى الطب النفسي لعلاج الأطفال في غزة.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 11 سبتمبر 2011)

<



اظهر استطلاع للراي قام به معهد سيغما التونسي ان اكثر من ثلث التونسيين لا يزالون مترددين بالنسبة الى الجهة التي سيصوتون لها في انتخابات المجلس التأسيسي في 23 تشرين الاول/اكتوبر، لكن اسلاميي حركة النهضة يتقدمون في نوايا التصويت ب22,8 في المئة. وجاء في الاستطلاع الذي نفذ بين السادس والتاسع من ايلول/سبتمبر ان 32,1 في المئة من الناخبين مترددون، علما ان الساحة السياسية في تونس تضم 105 احزاب منذ الاطاحة بزين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير. وحلت حركة النهضة الاسلامية في الطليعة لجهة نوايا التصويت بنسبة 22,8 في المئة يليها الحزب الديموقراطي التقدمي (وسط) ب10,9 في المئة. وحصل حزب التكتل اليساري بزعامة مصطفى بن جعفر على 9,2 في المئة من نوايا التصويت فيما حصل المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي على 4,5 في المئة. وجاء نشر نتائج هذا الاستطلاع السبت في تونس عشية تطبيق قرار حظر الاستطلاعات السياسية في هذا البلد اعتبارا من 12 ايلول/سبتمبر. وشمل استطلاع سيغما عينة تمثيلية من 2513 شخصا في مختلف الدوائر الانتخابية في البلاد البالغ عددها 27 دائرة. ودعي التونسيون الى انتخاب مجلس وطني تاسيسي تتمثل مهمته الاساسية في صياغة دستور جديد للجمهورية الثانية في تاريخ تونس وفي اعادة الشرعية الى مؤسسات الدولة حيث سيجسد المجلس التاسيسي سيادة الشعب وسلطته التشريعية ويعين السلطات التنفيذية لحين الفراغ من صياغة الدستور وتنظيم انتخابات جديدة في ضوء فصوله. وسيضم المجلس 218 مقعدا من بينها 19 مخصصة لتمثيل التونسيين المقيمين في الخارج. (المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 11 سبتمبر 2011) وصلة هذا المقال http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=31112394

<



تعلم رابطة قدماء الاتحاد العام التونسي للطلبة كافة منخرطيها وأنصارها والرأي العام أنها عقدت اجتماع هيئتها المديرة يوم الخميس 08 سبمتبر 2011 وأقرّت بإجماع أعضائها ما يلي: 1 – إعادة توزيع المسؤوليات صلب الهيئة المديرة لتصبح كما يلي:

عادل الثابتي: رئيس

فتحي الغزواني: كاتب عام فتحي الجبنوني: أمين مال جميلة الشملالي: عضو سعاد بن عبد الرحيم: عضو 2 – تكوين هيئة مديرة موسعة من مناضلين يمثلون الرابطة في الجهات وفي الخارج وهم:

 

عمار السعداوي: مدنين

حسين بوعزيز: المهدية

سالم القاسمي: القصرين

خالد بدر : سوسة

محمد السعيدي : بنزرت

حسان النوِّي: سيدي بوزيد

مكرم المسعودي: نابل

رشيد المشرقي: جندوبة

نجم الدين غربال: صفاقس

عامر عياد: المنستير

 

عبد العزيز التميمي: أريانة

ناجي السعيدي: الكاف

فايزة الرزقي: كندا

المنصف زيد: فرنسا

الأستاذة عُلا بالنجمة

الأستاذ سليم بن حميدان

عمر الشهباني

حسين بن عمر

سعيدة الجمّالي

 

 

هذا وبإمكان الإخوة المقيمين في الولايات والبلدان غير المذكورة في الجدول والذين تحملوا مسؤوليات في الاتحاد أن يتصلوا للتقدّم لتمثيل الرابطة فيها. للاتصال الهاتف: 95715496؛ البريد الالكتروني:ugte.ligue2011@gmail.com
عن الهيئة المديرة عادل الثابتي

<



أصدر الائتلاف الديمقراطي المستقل –طريق السلامة- و الذي يظم عددا من الأحزاب السياسية و الشخصيات الوطنية بيانه الانتخابي و قال أن القائمات المستقلة التي تقدم بها الائتلاف ترفض الاستقطاب الإيديولوجي و العقائدي و ترفض احتكار الحقيقة و تدين لغة التكفير و التخوين كما تعتبر أن الاستقلالية لا تعني الاستقالة أو الحياد عن الشأن الوطني. وعبر الائتلاف عن أمله في أن يكون المجلس التأسيسي المنتخب يوم 23 أكتوبر هيئة وطنية ممثلة لمختلف مكونات الشعب التونسي تعتمد الوفاق كآلية لإدارة التنوع و الاختلاف و أن يعمل المجلس على وضع دستور ديمقراطي و تقدمي و على طمأنة التونسيين و إعادة الاستقرار وتحقيق التالف بين مختلف مكونات الشعب وطالب الائتلاف بتحديد مدة المجلس التأسيسي عبر توافق جميع المرشحين و الأحزاب و الإعلان عنه في البيانات الانتخابية.
كما فصل البيان الانتخابي البرنامج المجمل للتالف الذي يقوم على احترام الصيغة المدنية للدولة و العمل على ترسيخ المواطنة التعهد باحترام حق الاختلاف الفكري و المذهبي و التنصيص في الدستور على وضع آليات لمحاربة الرشوة و الفساد و الانفراد بالتصرف في المال العام.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 11 سبتمبر 2011)

<



في بلاغ أصدرته أمس قالت نقابة الأمن الداخلي انه تبعا للتطورات الأخيرة و على اثر القرارات الأخيرة المنبثقة عن المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 9 سبتمبر المتعلقة بالملف الأمني و تفاديا لأي تأويل سلبي و خاصة في هذه الفترة بالذات المتزامنة مع ذكرى 11 سبتمبر فأنها تدعو جميع أفراد قوات الأمن الداخلي إلى مضاعفة المجهودات خلال هذه الفترة الحساسة للحفاظ على امن البلاد و الأفراد و الممتلكات العامة و الخاصة و الابتعاد عن كل أشكال الاحتجاج لقطع الطريق أمام من وصفتهم ب »أصحاب القلوب المريضة و النوايا الخبيثة من أي استغلال دنيء يراد به المس من هيبة قوات الأمن الداخلي و وطنيتهم. يذكر أن المتحدث باسم وزارة الداخلية قال أول أمس في لقاء إعلامي أن تونس من بين الدول المستهدفة من قبل المنظمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة و ان السلطات الأمنية عززت من إجراءاتها الأمنية في المواقع و النقاط الحساسة تحسبا لأي هجوم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 11 سبتمبر 2011)

<


الغنوشي يدعو الشعب التونسي للتيقظ والحذر لتجنب «صدامات أو فتن قد تقود إلى كوارث»

زعيم حركة النهضة لـ «الشرق الأوسط»: بعض الأطراف تستعمل فزاعة «النهضة» وتستغل وسائل التشويه والتخويف


نادية التركي
دعا زعيم حزب النهضة في تونس الشعب التونسي وشباب الثورة إلى التيقظ والحذر في هذه الفترة، و«عدم الانجرار إلى أي صدامات أو فتن قد تقود إلى كوارث». وأكد الشيخ راشد الغنوشي لـ«الشرق الأوسط» أن التحدي الأساسي الذي يواجه الجميع في تونس في هذه المرحلة هو إنجاح العملية الانتخابية وتشكيل المجلس التأسيسي، الذي «سيعيد بناء الشرعية لمؤسسات الدولة», وعن تردد التونسيين في التسجيل للإدلاء بأصواتهم، أوضح الغنوشي أن هذا التردد من قبل بعض التونسيين يعود إلى ما يكتنف الساحة السياسية من ارتباك وغموض وتجاذبات سياسية وحالة انفلات أمني، بالإضافة إلى أداء الحكومة الضعيف, وعن برنامج حزبه، قال: «انتهينا من إنجاز برنامجنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي وسوف نعرضه الأربعاء المقبل». وبخصوص التخوفات التي تدور في تونس حول مستقبل البلد المعروف بتحرره، إذا ما وصلت «النهضة» للحكم, أجاب زعيم الحركة أن «من يتخوف من (النهضة) لا يزال تحت تأثير حملات التشويه التي شنها الرئيس المخلوع ضدنا.. كما توجد بعض الأطراف التي تستعمل فزاعة (النهضة) وتستغل وسائل التشويه والتخويف لأنها غير واثقة من وزنها وحجمها الانتخابي». وحول وضع المرأة إذا ما فاز حزبه بالانتخابات، قال الغنوشي: «نحن نؤمن بأن المرأة يجب أن تلعب دورا كاملا في تنمية المجتمع ونهوضه في جميع المجالات النهضة», وبين أنه ضد كل فرض لأي نمط من أنماط اللباس, وأنهم ضد من يفرض الحجاب, وضد من يفرض خلعه بالقوة. كما قام الغنوشي بتحية الجيش التونسي، مؤكدا أن «النهضة» تقدر جهود المؤسسة العسكرية أثناء الثورة وبعدها.وحول إمكانية قيام ثورة جديدة إذا ما فشلت عملية الانتخابات أكد الغنوشي أنه «لا مكان في تونس لصدامات تستهدف الأرواح والممتلكات والحرمات». وبين رئيس «النهضة» أن الانفلات الأمني وراءه أطراف تهدف إلى إفشال الثورة والالتفاف عليها. كما أكد الغنوشي أن «مصدر تمويل حركة النهضة اشتراكات منخرطيها»، ومن يقول غير ذلك فعليه البينة؛ إذ إن البينة على من ادعى.وجاءت تصريحات الشيخ راشد الغنوشي في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني, وهذا نصه: * الانتخابات المقبلة في تونس, ما أهم التحديات التي تواجه «النهضة»؟ وكيف تعملون على مواجهتها؟ – التحدي الأساسي الذي يواجه الجميع في هذه المرحلة هو إنجاح العملية الانتخابية وتشكيل المجلس التأسيسي، الذي سيعيد بناء الشرعية لمؤسسات الدولة والخروج من مأزق اللاشرعية الذي تمر به البلاد، وذلك يعني العمل الجاد مع الجميع من أجل توفير المناخ المناسب لإجراء الانتخابات بتجنب كل مظاهر التوتر والانفلات الأمني، ورفض كل المشاريع التي تعيق مسار الانتقال الديمقراطي في أقرب الآجال، مثل الدعوات المشبوهة إلى الاستفتاء على صلاحيات المجلس التأسيسي وغيرها من الدعوات التي تحاول إرباك الساحة وصرف الأنظار عن المحطة المرتقبة، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والعودة إلى الشعب لاختيار ممثله من أجل إدارة المرحلة المقبلة. * الوضع السياسي في تونس يتسم بالكثير من الضبابية، هذا ما جعل الناخبين يترددون في التسجيل؛ كيف تقيمون الوضع شخصيا؟ – لقد ارتفعت نسبيا معدلات التسجيل مع اقتراب موعد الانتخابات، ولكن ليس بالشكل المنتظر، خاصة بالنسبة إلى أول انتخابات بعد الثورة يعتقد أغلب التونسيين أنها ستقطع مع سلسلة الانتخابات المزورة في تاريخ تونس الحديث، وربما يعود هذا التردد من قبل بعض التونسيين إلى ما يكتنف الساحة السياسية من ارتباك وغموض وتجاذبات سياسية وحالة انفلات أمني، بالإضافة إلى أداء الحكومة الضعيف وما سببه تأجيل موعد الانتخابات من تراجع في مستوى حماس بعض المواطنين للعملية الانتخابية. * في حوار أجريناه مع الوزير المعتمد لدى الوزير الأول التونسي، رافع بن عاشور، حمل الأحزاب مسؤولية الغموض في الوضع السياسي، وبأنهم لا يقومون بالدعاية اللازمة؛ كيف تردون على هذا؟ – ربما يكون ذلك صحيحا، ولكن أداء الحكومة والهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة بعث برسائل غير مشجعة، خاصة مع قرار تأجيل موعد الانتخابات. * لماذا لم تقدموا إلى الآن برنامجا واضحا يمكن للناس فهمه؟ – لقد انتهينا من إنجاز برنامجنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وسوف نعرضه الأربعاء المقبل، إن شاء الله. * ينقسم الرأي العام في تونس بين من يمنحونكم ثقة كبيرة، وآخرين متخوفين تجاه مجال حقوق المرأة ومجال الثقافة ومستقبل السياحة؛ هلا أوضحتم كيف سيكون تعاملكم تجاه هذه المسائل؟ – من يتخوف من «النهضة» لا يزال تحت تأثير حملات التشويه التي شنها الرئيس المخلوع ضدنا مسخرا إمكانات الدولة وأجهزتها, كما توجد بعض الأطراف التي تستعمل فزاعة «النهضة» وتستغل وسائل التشويه والتخويف لأنها غير واثقة من وزنها وحجمها الانتخابي. حركة النهضة عبرت منذ سنة 1988 عن قبولها بمجلة الأحوال الشخصية، واعتبرتها في عمومها مندرجة ضمن الاجتهاد الإسلامي، عدد كبير من أعضائنا من الشابات والنساء وهن ناشطات في مختلف المستويات؛ منها في المكتب التنفيذي والهيئة التأسيسية، وهما أعلى هيئات قيادية في الحركة. نحن نؤمن بأن المرأة يجب أن تلعب دورا كاملا في تنمية المجتمع ونهوضه في جميع المجالات، أما بالنسبة للسياحة فنحن نقدر دور هذا القطاع المهم جدا في الاقتصاد وفي التشغيل، ويحتوي برنامجنا الانتخابي على خطة للمحافظة على أهمية هذا القطاع وتطويره باتجاه تنويع المعروض السياحي التونسي ليشمل؛ ليس فقط السياحة الشاطئية، بل أيضا السياحة الثقافية, وسياحة المعارض والمؤتمرات، فتونس مهيأة لتطوير هذا القطاع بما حباه به ربنا من جمال وتاريخ وثقافة وموقع جغرافي. * هناك تخوفات كبيرة من انتكاسة في طريق التوجه الديمقراطي الذي تسير نحوه تونس إذا ما توصلت النهضة إلى الحكم, هل فعلا ستواجهون رفضا من الجيش إذا توصلتم للحكم؟ – أكد الجيش مرارا أنه مع إرادة الشعب التونسي، ونحن على ثقة من أن الجيش الوطني سيحترم إرادة الشعب، فقد انحاز إلى الثورة وناصرها، فليس يعقل أن ينقلب عليها. * ما علاقة النهضة بالجيش التونسي؟ – الجيش التونسي جيش وطني يسهر على حماية البلاد ومؤسسات الدولة، و«النهضة» تحيي جيشنا الوطني وتقدر جهود المؤسسة العسكرية أثناء الثورة وبعدها. * الشعب التونسي متخوف كثيرا من مرحلة الانتخابات خاصة أن عددا من المحللين السياسيين صرحوا بتوقعاتهم بثورة جديدة وصدامات قد تصل إلى خسارة في الأرواح، كيف تردون على هذا؟ – لا أعلم أن الشعب التونسي متخوف من الانتخابات، فلا أحد فرض على التونسيين اللجوء إلى الانتخابات، بل إن الإرادة الشعبية هي التي فرضت اللجوء إلى انتخابات المجلس التأسيسي، أما تصريحات المحللين الذين ذكرتهم فلا معنى لها إلا في حال النكوص عن تحقيق إرادة الشعب في انتخاب المجلس التأسيسي فهو مسلك لا يحترم الإرادة الشعبية، وفي ذلك انحراف خطير عن تحقيق أهداف الثورة مما يدفع إلى تجدد الثورة وبالنسبة إلى الثورة التونسية فهي سلمية تعود إلى طبيعة الشعب التونسي المسالم، ولا مكان في تونس إلى صدامات تستهدف الأرواح والممتلكات والحرمات. * علمنا أن الحكومة المؤقتة لن تتخلى كليا عن سلطاتها بعد الانتخابات إذا ما مرت العملية بسلام, بل ستحتفظ بسلطات محددة, ما مدى صحة هذا؟ – رئيس الحكومة أكد أن حكومته ستتخلى عن مهامها بمجرد انتخاب مجلس تأسيسي ونحن نتوقع أن يكون عند وعده. المجلس التأسيسي سيد نفسه, فإذا اختار أن يحافظ على هذه الحكومة أو بعضها فله ذلك. نحن نؤمن باستمرارية الدولة التونسية بما هو التزامات وجهاز إداري ناجع. لقد أعلنا مرارا أنه حتى لو تحصلت «النهضة» على أغلبية الأصوات، مما يمكنها من تشكيل الحكومة بانفراد، فإننا نؤمن بأن المرحلة تفرض علينا أن نعمل مع جميع الأطراف الوطنية الجادة لتشكيل حكومة وفاق وطني لمواجهة تحديات المرحلة، على الأقل في الخمس سنوات المقبلة. * يتردد أن الحكومة التونسية المؤقتة صورية، ولا دخل لديها في القرارات المتخذة، لكن هناك قوى خفية تعمل وراء الستار وتختفي وراء الحكومة التي تحميها, ما هذه القوى؟ – أنت أعلم بها؛ فقد ورد في سؤالك تأكيد على وجود قوى خفية؛ من هي؟ * المسألة الأمنية في تونس هل واقع فرضته مرحلة ما بعد الثورة أو صنعته أطراف معينة وتقوم بإدارته لإفشال الثورة؟ – الانفلات الأمني وراءه أطراف تهدف إلى إفشال الثورة والالتفاف عليها، لذا نطلب من شعبنا ومن شباب الثورة التيقظ والحذر في هذه الفترة، وعدم الانجرار إلى أي صدامات أو فتن قد تقود إلى كوارث. كما نطلب من الحكومة أن تقوم بواجباتها في تحقيق الأمن للمواطنين ومتابعة الوالغين في الدماء والأموال، وذلك في ظل احترام حقوق الإنسان والقانون. * كيف ينظر الغرب إلى «النهضة»، وهل تتوقعون أن يتعاملوا معكم بشكل عادي في حالة فوزكم؟ – الغرب ليس متجانسا في الموقف من الحركات الإسلامية، وإن كان هناك تطور في الموقف الغربي عموما بعد الثورات العربية تجاه الحركات الإسلامية المعتدلة، خاصة بعد نجاح التجربة التركية، وهو ما يبشر بنماذج إسلامية أخرى تحترم الديمقراطية وتقيم علاقات متوازنة مع جميع الأطراف. لقد التقينا مع معظم ممثلي السفارات الأجنبية في تونس، ومنها الدول الغربية. والجميع يدرك أن «النهضة» من الأرقام السياسية الكبيرة، إن لم تكن الأكبر، ويعرفون أنها مرشحة لأن يكون لها دور مهم في الحكومة ما بعد الانتخابات, لذا فهم يحرصون على معرفة توجهات الحركة وآرائها. وقد أكدنا في جميع المقابلات رغبتنا في بناء علاقات مبنية على تبادل المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، واستقلال القرار الوطني. * المظاهر الإسلامية المبالغ فيها التي ظهرت في الشوارع التونسية؛ من سيدات يرتدين النقاب ويغطين وجوههن كليا, وملتحين ينتقدون الفتيات غير المحجبات ويطالبنهن بالتزام البيت, ألن يبعث مثل هذا الأمر الرعب في قلوب التونسيين، الذين تعودوا على الافتتاح وتحرر المرأة منذ عهد بورقيبة؟ – أنا أعيش في تونس الآن، ولم أر أو أسمع ما تذكرين من مضايقة غير المحجبات ودعوتهن لالتزام البيت، أما المظاهر الإسلامية من حجاب ولحى؛ فمن المستغرب أن لا تكون هذه المظاهر في مجتمع مسلم، أما الحديث عن النقاب في تونس، فهو ظاهرة محدودة جدا بالمقارنة مع الحجاب، مقابل ظواهر تفسخ فاقعة هي أيضا محدودة، ومع ذلك يظل من حق التونسية أن ترتدي ما تشاء. نحن ضد كل فرض لأي نمط من أنماط اللباس, نحن ضد من يفرض الحجاب, وضد من يفرض خلعه بالقوة، كما كان يفعل الرئيسان المخلوعان, هذا الخيار متروك لكل امرأة فهو من باب الحرية الفردية. * الوضع المالي للنهضة يثير الكثير من التساؤلات والجدل؛ هل يمكن أن تقدموا بعض الإيضاحات حول مصادركم المالية؟ – مصدر تمويل حركة النهضة اشتراكات منخرطيها، ومن يقول غير ذلك فعليه البينة، إذ البينة على من ادعى، «النهضة» أكبر حزب في البلد, لذا لن يجد حزبنا صعوبة في تحصيل أمواله من اشتراكات وتبرعات أعضائه. * أعلنتم في تصريح صحافي سابق أنكم ستتخلون عن العمل السياسي قريبا، ولا مطامع لك في أي مناصب, ألا تعتقد أن وجودك كرمز في النهضة هو أهم عنصر لشرعيتها وقوتها للثقة الكبيرة التي تحظون بها في كل الأوساط خارجيا وداخليا, وأنكم إن انسحبتم، فسيجد الناس أنفسهم أمام أسماء ووجوه غريبة قد يتراجعون عن التعامل معهم؟ – النهضة مشروع إسلامي، ومؤسسات وأعضاء لهم تاريخ نضالي يمتد لعقود، وقيادات «النهضة» ليست وجوها غريبة، فهي معلومة على المستوى الوطني والمحلي وحتى الدولي، مثل الزعيم حمادي الجبالي والأستاذ علي العريض وغيرهما، وعدد كبير منهم ترأس الحركة وأشرف على قيادتها؛ فلا خوف على «النهضة» في المستقبل، فقد ترسخت فيها قيم الشورى والعمل الجماعي واحترام المؤسسات بعيدا عن المشيخية، لو كانت النهضة شخصا واحد لانتهت منذ زمن بعيد, ولكن بنيتها المؤسساتية مكنتها من الاستمرار على الرغم من حملات القمع المتواصل طيلة ثلاثين عاما. ولله الأمر من قبل ومن بعد. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)

<


أستاذ القانون الدستوري والخبير الصادق بلعيد : ننادي بكل قوة بإجراء الاستفتاء كوسيلة ديمقراطية فريدة للمصادقة على مشروع الدستور الجديد


استشارني السيد محمد الغنوشي فأكدت له «على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها في اقتلاع جذور النظام القديم» أتشرف بترؤس قائمة شعارها «الكفاءة» و«لنواصل الثورة» أكدت منذ اليوم الأول من الثورة أنه لابد من اعتماد الفصل 57  
أكد أستاذ القانون الدستوري والخبير الصادق بلعيد أنه متشبث بمبادرته منذ اليوم الأول للثورة بضرورة إجراء استفتاء باعتباره الآلية الديمقراطية الوحيدة لوضع دستور جديد يحظى بالمشروعية وقال إن الدستور الجديد يجب أن يكون في مستوى ثورة 14 جانفي. وكشف الأستاذ بلعيد أنه لما تمت استشارته من طرف الوزير الأول السابق السيد محمد الغنوشي حول كيفية التعاطي مع الوضع إبان الثورة أشار عليه بإلغاء الدستور، وحل البرلمان بغرفتيه، وحل المؤسسات الجانبية وكذلك حل الحزب الحاكم في ذلك الوقت ومحاكمة كل من تورط في خلق هذه الوضعية المأساوية. وشدد الأستاذ بلعيد على أن المعركة مازالت في البداية وهي لن تنحصر في فترة ما قبل موعد 23 أكتوبر بل إنها ستتمادى بأكثر قوة بعد الانتخابات حينها سيظهر الميزان الحقيقي للقوى السياسية وفي آن واحد سيبرز الفرق بين ما يقدر عليه المجتمع السياسي وما سيفرضه في الواقع المجتمع المدني. أستاذ الصادق بلعيد أنتم خبير في القانون الدستوري وعادة ما ينأى الخبراء بأنفسهم عن السياسة، كيف تقدمون ترشحكم للمجلس التأسيسي وهل يعني ذلك أن خبرتكم ستأخذ لونا سياسيا معينا؟ هذا سؤال وجيه ويطرح صميم الإشكالية، لأني فعلا مثل كثير من زملائي الجامعيين نتعاطى مع السياسة من منطلق الخبرة والاختصاص ونتحاشى الدخول في المعارك السياسية، وهذا كان موقفي لمدة عشرات السنين، لكن طرأ على البلاد حدث عظيم ألا وهو ثورة 14 جانفي ، وما فهمته من وراء هذا الحدث العظيم هو أنه نداء الوطن، وآليت على نفسي أن أجيب على هذا النداء مع احترامي لصفتي كجامعي متخصص في القانون الدستوري. وكما تعلمون رأيت من واجبي كخبير أن أعدّ وأن أقدّم إلى الرأي العام التونسي ما هو راجع إلى اختصاصي كأستاذ في القانون الدستوري وهو وضع مشروع دستور جديد لتونس. هذه هي الخطوة الأولى في تطور موقفي من السياسة، إلا أنه من بعد ذلك شاءت الظروف أن أقتنع بأنه لا يكفي فقط نشر نص ولكن أيضا شعرت بأنه من واجبي أن أدافع عن هذا المشروع خاصة على خلفية فرضتها هذه الظروف وهو امتناع أغلبية الأطراف المعنية مثل الأحزاب السياسية عن القيام بدورها في هذا المجال. وقد شعرت بأنه من الأمانة أن أحاول وأن أساهم في سدّ هذه الثغرة العميقة، وإني إذ جازفت بتقديم ترشحي لانتخابات المجلس التأسيسي فإني أؤكد على أن القائمة التي أتشرف بترؤسها وقع وضعها تحت شعار «الكفاءة» وأضيف إليها شعار «لنواصل الثورة» وكذلك الإعلان على أن هذه القائمة مستقلة تماما عن أي انتماء أو تقارب أو تحالف حزبي مهما كان. وأرجو بحول الله أني وزملائي سنكون أوفياء لنداء الوطن مع الحفاظ على استقلاليتنا. قمتم بدور هام في توعية الرأي العام بدقة المرحلة التي تمر بها البلاد كما كنتم وراء التحول من اعتماد الفصل 56 إلى الفصل 57 من الدستور، كيف عشتم تلك اللحظات التاريخية وهل كانت بينكم وبين المسؤولين السياسيين اتصالات؟ ذلك اليوم في 14 جانفي مساء، كنت في هذه القاعة وفي هذا المقعد بالذات في بيتي، وكنت أدرس نصوصا دستورية منها الدستور التونسي على خلفية ما كنا نترقبه من تحولات، وفي تلك الساعة رنّ جرس الهاتف وكان من طلبني على الهاتف هو ممثل قناة «الجزيرة» الذي لم يكن لي به ولا بقناته أي اتصال سابق، وقد طلب مني بصفة مباشرة رأيي في تلك اللحظة السياسية المتمثلة في خبر هروب رئيس الدولة عن طريق الجو وتدخل الوزير الأول آنذاك السيد محمد الغنوشي للإعلان عن هذه الوضعية وعن إدعائه أن هذا التغيب كان إراديا وسيكون مؤقتا مع تفويض زمني لسلطة الدولة لصالحه على أساس الفصل 56 . والحقيقة أنه صادفت الأقدار أني كنت أمسك بيدي نص الدستور التونسي فتصفحته بسرعة، وبنوع من الإلهام، وضعت إصبعي على الإشكالية الحاصلة وشككت بقوة في ظروف تغيب رئيس الدولة وهروبه وفي ما زعم من تفويض للسلطة من طرفه للوزير الأول آنذاك. وعندما سئلت عما هو البديل وما هو المآل، قلت بأننا في حالة ثورية لا رجعة فيها خلقتها خيانة رئيس الدولة الهارب وهو ما يعني وجود فراغ رئاسة الجمهورية وما يترتب عن ذلك حسب الدستور من ضرورة اللجوء في مثل هذه الحال للفصل 57 من الدستور وليس للفصل 56 . وفي اليوم الموالي جاء الوزير الأول آنذاك بتصريح جديد اعترف فيه ضمنيا بالوضعية التي خلفها الرئيس الهارب وبضرورة الالتجاء كما إاقترحناه بالأمس إلى الفصل 57 أي النص الذي يطبق عند فراغ رئاسة الجمهورية. ويوم 15 جانفي استدعاني على عجل السيد الوزير الأول محمد الغنوشي واستشارني في كيفية معالجة الوضع على أساس كل ما حدث بين 14 و 15 جانفي، وكان رأيي أنه نظرا لأننا في حالة ثورة وطنية ضد نظام منهار يستوجب على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها في اقتلاع جذور النظام القديم من عدمه، أي إلغاء الدستور، وحل البرلمان بغرفتيه، وحل المؤسسات الجانبية وكذلك حل الحزب الحاكم في ذلك الوقت ومحاكمة كل من تورط في خلق هذه الوضعية المأساوية. والحقيقة أن الوزير الأول محمد الغنوشي فوجئ بثورية هذه الاقتراحات وكأنه تخوف من إمكانية إنجازها، وكان الرد الذي قمت به هو أنني خاطبت الوزير الأول وقلت له : «سيدي إن ما اقترحته الآن عليكم أن تقوموا به اليوم، وإن لم تفعلوا ذلك فلا مناص من أن تقوموا به غدا». والواقع أن التطورات السياسية اللاحقة أثبتت أن ما قلته وأفجع الوزير الأول، تحقق بالفعل وبكامله. أستاذ، منذ بداية الثورة كنتم مع فكرة الاستفتاء وأبديتم ملاحظات على المجلس التأسيسي، لماذا الاستفتاء ؟ وما هي صلاحيات المجلس التأسيسي برأيكم ؟ في الحقيقة، مشروع الاستفتاء الذي نادينا به منذ البداية، كان يفترض إعداد مشروع نص دستور جديد يخلف الدستور المعلق ويطرح على موافقة الشعب التونسي، وإعداد هذا المشروع يمكن أن يعهد إما إلى لجنة خبراء تعينها الحكومة وإما إلى المجلس التأسيسي. إلا أن ما حسم الأمر هو أنه في تلك الفترة ظهر تخوف شديد لدى الرأي العام حيال تلك اللجنة المفترضة والتي ستعينها الحكومة ، وتساءل الكثير عن خطر الالتفاف على الثورة من طرف الحكومة وغيرها من الأطراف بوسيلة عملية ترقيع جزئي لدستور 1957 المعلق والرجوع بالتالي إلى الحالة السابقة، لكن الكثير من المواطنين، وكنت من بينهم، رفضوا مثل هذا التمشي خوفا من خطورته ، ونادوا بالذهاب إلى انتخاب مجلس تأسيسي يضع دستورا جديدا مطابق لكامل ما صدح به الشعب التونسي يوم الثورة. ونحن نعلم، والحمد لله، أن هذا المبدأ هو الذي وقه إقراره تحت ضغط الشعب في إعتصاماته بالقصبة ، وقد نتج عن هذا التحول استقالة الحكومة السابقة وإقرار رئيس الحكومة المؤقتة الجديد يوم 3 مارس مبدأ اللجوء الى الشعب بخصوص انتخاب مجلس تأسيسي تعهد إليه مهمة صياغة دستور جديد، وهذا بالطبع تحول جذري يكاد يكون في مستوى يوم 14 جانفي يوم الثورة. كيف ترون صلاحيات المجلس التأسيسي ؟ أنا أقولها بكل صراحة بأني أعيب على الحكومة المؤقتة الحالية وعلى مستشاريها أنهم لم يولوا مسالة صلاحيات المجلس التأسيسي العناية اللازمة الكاملة والمعمقة، ونحن اليوم نجني نتائج هذا العجز الراجع أصله إلى شهر مارس الماضي. إن ما جاءت به الحكومة الحالية هو الأمر الرئاسي المؤرخ في 23 مارس والذي اكتفى، بكل أسف، بالقول بأنه سيقع انتخاب مجلس تأسيسي تعهد إليه مهمة صياغة الدستور الجديد في مدة لا تتجاوز السنة. إلا أن هذا الأمر هزيل من الناحية القانونية البحتة، وزيادة على ذلك فإنه لم يتطرق كما كان من واجبه إلى الظروف والشروط الدقيقة التي تصحب بالضرورة كل عملية معقدة مثل صياغة دستور جديد مصيري للبلاد. والثغرات في هذا التشريع كثيرة ومثيرة، نذكر منها الأسئلة التالية: ـ ما هي مهمة المجلس التأسيسي، دستورية حصرا أو دستورية ـ تشريعية ؟ ـ ما هو مصير مشروع الدستور الذي سيحرره المجلس التأسيسي، هل سنكتفي بمصادقة المجلس التأسيسي وحسب وبالتالي إقصاء الشعب ونكون بذلك رجعنا إلى وضعية الدستور القديم الذي لم يقع استفتاء الشعب عليه فحصلت كل التطورات السلبية للحكومة طيلة ستين سنة، أم أنه يجب عرض المشروع هذا على مصادقة الشعب عن طريق الاستفتاء بما يضفي ذلك من مشروعية قوية على نص الدستور الجديد، وما يعنيه ذلك من تطبيق واحترام لمبادئ الثورة المباركة في 14 جانفي بوسيلة تشريك الشعب في تقرير مصيره؟ ونحن الذين نادينا بضرورة انتخاب مجلس تأسيسي وفاء لمبادئ الثورة وأهدافها ، ننادي بكل قوة بإجراء الاستفتاء كوسيلة ديمقراطية فريدة للمصادقة على مشروع الدستور الجديد. كيف يقيم الأستاذ الصادق بلعيد الأوضاع الحالية في البلاد ؟ جوابا على هذا السؤال ، لنبدأ بملاحظة أولى: البلاد تعيش حالة عدم استقرار وغياب للأمن يشعل فتيلها الانفلات الاجتماعي والاقتصادي المضر بالمصالح العليا للبلاد، وهو أمر نأسف له جميعا وننادي جميع المواطنين بالعمل على الحد منه وإلى الرجوع إلى الجادة والعقل وإلى إعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وإن كان الكثير منها مشروعا. الملاحظة الثانية تتمثل في أن هذه الحالة المأساوية التي نسأل الله مساعدتنا على الخروج منها في أقرب الآجال، لم يتورع الكثير من الفاعلين السياسيين المتواجدين على الساحة بيسارهم ويمينهم في استغلالها بصفة شنيعة بل وأقول مزرية لكسب السلطة ولتبوإ الكراسي ولقضاء المآرب والمصالح الحزبية والخاصة، ونحن نصر على هذا الاتهام ، ونقول بأن مآل هذه المؤامرات لا يعدو أن يكون سوى الرجوع بالبلاد إلى الحالة المتأزمة التي عاشتها طيلة ستين سنة، وأنا أقول مثل الكثير من المواطنين إلى هؤلاء المحترفين لسياسة استثمار الظروف والانتهازية: حذار من رجعة التاريخ في وجوهكم، مع ما سيكلف ذلك الشعب التونسي من أضرار وانتكاسات سياسية وتأزم للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. منذ الثورة لاحظنا بروز مقاربتين قانونيتين مختلفتين في تعاطيها مع الشأن الوطني، هل يمكن الحديث عن وجود مدرستين لكل منها مرجعيتها ومنهجها ؟ لقد كان من الواضح منذ اليوم الأول للثورة ظهور نظريتين متخالفتين على الساحة السياسية حول معالجة الوضع وضرورة التقدم بالبلاد إلى مستقبل أفضل. النظرية الأولى هي ما يمكن أن نسميها ببعض التسامح «النظرية الإصلاحية»، والنظرية الثانية هي النظرية «الثورية». لا محالة، لا بد من الاعتراف بأنه وقع تضارب وتجاذب بين هاتين النظريتين، وإن أردنا القيام ببعض التقدير لنتائج هذا العراك فإنه يتحتم علينا أن نقول بأن مساندي المنظومة الثورية ، إن وجب الاعتراف لهم بأنهم بقوا أوفياء لروح 14 جانفي، إلا أن ما يعوزهم هو التقارب والتآزر في خدمة هذه المنظومة الثورية حتى لا يضعف موقفهم تجاه الأطراف الأخرى ويقلص من امكانية تحقيق هذه الأهداف، فما أقوله لهم هو أنه من الواجب عليهم أن يقوموا بعملية معمقة في النظر في توجهاتهم الفكرية وفي الانتقال من التنظير إلى الإنجاز حسب ما تفرضه العملية السياسية والنضال السياسي. أما في ما يخص النظرية «الإصلاحية»، فإنه من المؤسف أن نقول بأنها كانت ضحية تجاذبات مختلفة ومحاولات عديدة للالتفاف عليها من طرف فاعلين سياسيين كثر ينتمون في أغلبيتهم صراحة إلى الاتجاهات الرجعية العقيمة وليس إلى الانفتاح على النظريات التقدمية التي صدح بها الشعب يوم 14 جانفي. وهذا يطرح السؤال التالي: ما هو المآل؟ قولي هو أن المعركة مازالت في البداية وهي لن تنحصر في فترة ما قبل موعد 23 أكتوبر بل إنها ستتمادى بأكثر قوة بعد الانتخابات حينها سيظهر الوزن الحقيقي للقوى السياسية وفي آن واحد سيبرز الفرق بين ما يقدر عليه المجتمع السياسي وما سيفرضه في الواقع المجتمع المدني. أجرى الحديث منور مليتي
(المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)

<


ما حقيقة «حزب العزة» لمنذر الزنايدي؟ الراجحي متفاجئا: لا علاقة لي بهذا الحزب!


الظاهري مؤكدا: غدا نقدم مطلب التأشيرة.. وأركان حزبنا ثابتة… ـ هل تشهد الساحة السياسية في تونس، وبالتحديد المشهد الحزبي «ولادة» حزب جديد، عُقدت جلسته التأسيسية في المهجر، وبالتحديد في فرنسا؟ هذا السؤال يطرح بإلحاح الآن في المشهد السياسي، خاصة إذا علمنا أن هذا الحزب الجديد يتزعمه منذر الزنايدي وزير الصحة في عهد المخلوع، والمطلوب للقضاء التونسي، اضافة الى القاضي فرحات الراجحي، الذي تحمل مسؤولية وزارة الداخلية مباشرة بعد الثورة ثم تمت إقالته… وهو كذلك مطلوب من طرف المحكمة العسكرية، على خلفية التصريحات التي أدلى بها الى موقع الكتروني منذ مدة، والتي أحدثت آنذاك ضجة على المستوى السياسي والأمني.. الاتصالات مستمرة الأستاذ عبد الجليل الظاهري، أحد أعضاء الهيئة التأسيسية لهذا الحزب المزمع بعثه، والذي يحمل اسم «حزب العزة» أكد لـ«الصباح» أنه سيتم غدا تقديم مطلب تأشيرة هذا الحزب الى وزارة الداخلية، موضحا أن رئاسته ستؤول الى منذر الزنايدي، وسيتولى الأمانة العامة فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق، في حين سيكلف سليم البحري بأمانة المال، اضافة الى عديد الوجوه القانونية ورجال الأعمال.. وحسب الأستاذ عبد الجليل الظاهري الذي أكد لنا أنه نائب رئيس هذا الحزب، ومكلف بالهياكل، فإن الأستاذة ريم بن ناصر تم تكليفها صلب «حزب العزة» بشؤون المرأة.. كما أفادنا الأستاذ الظاهري أن الاتصالات مستمرة بعديد الوجوه السياسية والقانونية لتثبيت أركان هذا الحزب، الذي حسب محدثنا، تتمثل غايته في «تحقيق المصالحة واحترام إرادة الشعب من خلال تركيز تصور فاعل للتنمية الجهوية وتطوير القدرة الشرائية للمواطن.. وكذلك ارساء منظومة من العلاقات الديبلوماسية بتونس، تقوم على التموقع ضمن الأقطاب الاقتصادية الكبرى في العالم، والتي من شأنها مساعدة وطننا في اطار التعامل الندي، دون املاءات ولا توصيات».. الراجحي يفند.. .. ولكن ما هو موقف القاضي فرحات الراجحي الذي يمنع عنه القانون حسب علمنا، مجرد الانخراط في حزب سياسي، فما بالك بتحمل مسؤولية الأمانة العامة في هذا الحزب المزمع تأسيسه؟ في هذا الشأن يقول القاضي الراجحي لـ«الصباح»: «لست مستعدا الآن للدخول غمار السياسة.. ولا أنوي أبدا الانضمام الى أي حزب، بل لم أفكر أبدا في هذا الأمر».. كما فند الراجحي أي اتصال به من طرف أي شخص من «حزب العزة» المزعوم، أو غيره.. وبذلك ينفي نفيا قطعيا، ما جاء على لسان الأستاذ عبد الجليل الظاهري من مشاورات معه، واستعداده لتحمل مسؤولية الأمانة العامة لهذا الحزب.. والسؤال المطروح أكثر من غيره حول هذا الحزب هو: «هل يتحصل « العزة » على التأشيرة القانونية، والحال أن مؤسسه مطلوب للقضاء؟ ذلك ما ستكشفه لنا الأيام القريبة القادمة. عمار النميري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)

<


في مؤتمر رابطة حقوق الانسان نحو تشكيل قائمة وفاقية.. وتحديد مدة نيابية استثنائية


اكتمل أمس النصاب في مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الانسان بحضور 116 مؤتمرا تم على اثره اعلان انطلاق المؤتمر إجرائيا بانتخاب رئيسه بمعية نائبين ومقررين وانطلقت تلاوة التقريرين الأدبي والمالي مع تحديد اعضاء هيئات تنقيح القانون الأساسي والاستراتيجيا المستقبلية للرابطة واللائحة النيابية. وقد تأكد لـ « الصباح » من خلال الكواليس واللقاءات التي كانت لها مع عدد من المؤتمرين ان الاتفاق يتجه داخل الرابطة نحو تشكيل قائمة وفاقية للهيئة المديرة، كما أن هناك اجماعا حول جعل المدة النيابية القادمة استثنائية سيحدد مدتها خلال اشغال المؤتمر. ورأى أنور القوصري عضو الهيئة المديرة وأحد المترشحين أن من أولويات الفترة القادم اعادة هيكلة الرابطة والسعي الى تشبيبها نساء ورجالا كما دحض ما يروج عن غلبة تيار فكري سياسي بعينه داخل الرابطة، وقال : « إن من ينشر هذه الاشاعة يسعى الى جني ثمارها « وأشار الى أن الحساسيات داخل الرابطة متنوعة وقوتها في تنوعها ولا يمكن أن يهيمن عليها تيار سياسي ولذلك تبقى التجاذبات موجودة على الدوام وهي علامة صحية دون شك ». أما بلقيس مشري علاقي نائبة رئيس الربطة التونسية لحقوق الانسان ومكلفة بملف حقوق النساء فقد اعتبرت أن ادماج العنصر النسائي داخل الرابطة وكسر حاجز العزوف هو الأهم عندها. اما بالنسبة للمدة النيابية القادمة فقالت أن الرابطة في المؤتمر السادس وكأنها تستنسخ نفسها ومسألة التشبيب وتمرير المشعل في أقرب الآجال مسألة مفروغ منها…مع تأكيدها على مبدأ الأحقية لمن تتوفر فيه المواصفات وليس له انتماء مزدوج. وفي حديثه لم ينف عبد المجيد ضو من فرع الرابطة بمدنين وجود غلبة لتيار سياسي بعينه داخل الرابطة غير أنه رأى أن ذلك لا يقلل من كفاءتهم أو عملهم الحقوقي كما ألقى الضوء على مسألة توزيع الانخراطات التي رأى أنه من الواجب اخراجها من منظومتها القديمة التي كانت تقوم على تمكين الهيئة المديرة بطريقة غير مباشرة لعدد من القوى السايسية من الانخراطات معتمدة في ذلك ميولات شخصية بحتة. أما بلقاسم بن حسن كاتب عام فرع أريانة فقد أوضح أن الرابطة عليها أن تكون مؤسسة مختصة في متابعة ملفات حقوق الانسان كما يجب التأكيد أنها ليست منظمة جماهيرية وبالتالي لا يمكن أن يفتح باب الانخراط بشكل واسع على غرار النقابات ويضيف: « إن هذا المؤتمر حسب اعتقادي يجسم المؤتمر الأخير للرابطة في تصورها القديم ويجب أن يتم الانكباب على تعديل نظامها الأساسي بادخال التغيير اللازم على صلاحيات الهيئة المديرة التي تعد مشطة ومفرطة في مركزيتها ». ريم سوودي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)

<


بسم الله الرحمان الرحيم هكذ وجدتهم

تغمر المرء أحيانا موجة يقف أمامها وجلا وضعيفا، مهما تحجرت مآقيه وتصلب قلبه.. وكم مرت علي تلك الموجات المفرحة والمحزنة وأنا في تونس في عودتي الأولى بعد واحد وعشرين سنة من التهجير، في يومي الأول وأنا أستقبل الأصحاب والأحباب في بيتي.. ولا أجد نفسي إلا ودموعي تسيل من مآقي، وتتسارع نبضات قلبي.. كانوا يقولون لي: الحمد لله على السلامة، الحمد لله لقد انتصرت الثورة في بلادنا، ولا يمكن بأي حال الرجوع إلى الوراء.. فالثورة الفرنسية الذي يتغنى بها العالم دامت من 1789 إلى 1981 أي عامين كاملين لإسقاط رأس السلطة الملك لويس السادس عشر، ونحن أسقطنا رأس السلطة بن علي في ظرف ثلاث وعشرون يوما تقريبا. ثم بعد ذلك تعرف بأن الأمن التونسي بجميع فصائله متكون من 150.000 فرد وقد هزمه المحتجون، أما الجيش فانه متكون من 35.000 فرد فهو أقل من الشرطة، وكان أذكى منها ولم يغامر بحرب ضد الشعب التونسي، لأنه سيدخل في محرقة لن يخرج منها سالما. قلت لهم: مهما صار وحاولوا الإلتفاف على الثورة، فإن النظام المجرم القديم قد قضي عليه قضاءا مبرما، ولا يمكن له الرجوع ولو نبت للدجاج أسنان.. لكن يجب أن يكون الشعب على كلمة واحدة، وعليكم أنتم شباب الثورة أن تكونوا لهم بالمرصاد.. والضامن الأول والأخير للثورة.. قد يكون من السابق لأوانه استقراء التحولات المرتقبة في تونس بعد الثورة التي اطاحت بنظام بن علي في تونس ودفعته للهروب على عجل، لكن رأيت حزما وإصرارا من الشباب خاصة أن ربيعهم لن يتأخر أكثر مما تأخر، وأن ما حدث في شقيقتنا ليبيا يسجل للتاريخ صحوة شعبية، لا يمكن لكل أنواع السلاح المتوفرة لدى الحكام من قمعها، أو إجهاضها، فقد ينجحون في تاجيلها أو منع امتدادها بعض الوقت، ولكنهم لن يسلبوا الشعوب إرادتها كل الوقت، بعد أن ضاقت الأوطان بكل الزعماء الدكتاتوريين، وبدأت تلفظهم تباعا، ويبقى الدرس الوحيد المشترك بين مختلف التجارب أن الشعوب لوعيها وإرادتها وإصرارها على كسب الرهان تبقى وحدها الضامن الأول والأخير لكل ثورة أينما تكون.. لكن في المقابل أرى عودة تدريجية للحزب التجمعي المنحل في عدة ميادين، أهمها على صعيد الوزارات.. وعلى رأس كل هذا… البورقيبي الكبير القايد السبسي، الذي أعطى الصلاحية لرجوع التجمعيين رويدا رويدا، تحت سياسة جس النبض وانتظار رد الفعل، لا ننسى أن البورقيبية هي أم التجمعية ومنها انبثقت، ومحال أن تهمل أم ابنتها.. والأدهى والأمر من هذا هم تلك الفئة من مجتمعا التي وصفتها بـ »الشلايك » … والشلايك خير ممن هم الآن في تونس، ويتكلمون باسم الثورة، وكأنهم هم الذين قادوها.. إعرفوا يا شلايك أن اليوم شباب تونس يحب أن يكافأ رجالها.. جيل التغير الذي أراد بن علي أن يغيره، فغيروه هو… ونادوا بأصوات عالية رغم التعتيم! قالوا: الثورة قادها الرجال، ولن نسمح أن يجني ثمارها الشلايك! سنواصل التصدي لهم بكل حزم، بكل حزم! فتحي العابد

<



د. نورالدين بوفلغة
مرت تركيا في القرن العشرين بأعتى أنواع العلمانية, التي تنفذ سياساتها من فوهة البندقية, والحديد الذي فيه باس شديد, حتى اصبح مصطفى كمال أتاتورك الاها يعبد من الاتراك الى جنب الله, ويسجد له وتقام له الصلوات حيا وميتا. لقد كانت تركيا في القرن العشرين, سيما في النصف الثاني منه, مسرحا للماسونية, تصول وتجول تظن انها قادرة على مسح مظاهر الاسلام من آخر خلافة اسلامية, واذا تحقق لهم ذلك,-لاسمح الله- فهذا وأد لكل طموح يجول بخاطر المسلمين باتجاه احياء فكرة الخلافة الاسلامية او حتى التفكير فيها أصلا, لان نموذجها الاقرب الى الأذهان قد تلاشى واندثر… حتى هبت نسائم التغييربدءا من المصلح الكبير الذي يفتخر الاتراك بتسميته »بديع الزمان مولانا سعيد النورسي »لقد كان بحق بديعا في زمانه, وفي الازمنة العجاف التي جاءت من بعده, اذ مازالت كتبه تطبع ورسائله تدرس وتحفظ وامثلته الماثلة في الوجدان والضمير الاسلامي مازالت ترى النور تباعا,مثل قولته الشهيرة, -تركيا حامل بالاسلام وستلده يوما ما, وأوروبا حامل بالاسلام وستلده يوما ما-. وكأني بالمبدع قد عاش فترة المخاض ثم توفي, كيف لا وهو من بدأ ارهاصات التحول المبكرة وخاض غمارها في زمن,اقل ما يوصف به, انه زمن البؤس والقحط والجهل والبعد عن الدين, لتلد من بعده تركيا الاسلام, لا فقط مولودا يعيش بين الاتراك ولكن ليكون بذرة جديدة لولادة الاسلام العظيم, اسلام الخلافة الذي نحلم به ان يعود يوما ما…وسيعود حتما… تلك هي سنن الله في التداول… كذلك في تونس, صال بورقيبة واذنابه طولا وعرضا يبشرون الناس بالرقي والتقدم والمدنية, على شرط الانبتات التام من الشريعة الغراء وحتى من شعائر ديننا التي هي اصول الدين واسسه,التي ان لم توجد انتفى الدين أصلا… لم يكن لتونس ذلك الموقع الاستراتيجي ولا ما يكفيها من الثروات حتى تكون دولة ذات سيادة بالمعنى الصحيح, أي شعب يملك أرض ويقدر ان يحمي حقوقه وثرواته, فالتجأ بورقيبة الى الارتماء في أحضان فرنسا, تارة وأمريكا أخرى, باحثا عن أمن مفقود أصلا اللهم من الامن الداخلي الذي كان يسلط سيفا موجعا على الشعب ,أما حدودنا فظلت مخترقة سماؤها مخترق, برها مخترق وكذلك بحرها مستغل من القوى الاقليمية للتنقيب عن النفط او لاستخراج مكامن البحر وكنوزه… كانت محاولات التغيير في تونس مراوحة بين العنيفة الثورية حتى قبل الاستقلال نذكر منها انتفاضة علي البلهوان في 8 افريل 1938 وما هي حتى اندلعت ثورة 1952 التي تم على اثرها اغتيال المناضل النقابي فرحات حشاد من قبل اليد الحمراء, تلا ذلك تاسيس جمعية صوت الطالب الزيتوني التي تم من خلالها انعاش المقاومة الاسلامية للمستعمر الفرنسي الغاشم, ثم انشق صالح بن يوسف عن بورقيبة وحزبه وخرج الى العمل المسلح لمقاومة الاستعمار ولنيل الاستقلال… ومحاولات تغيير أخرى كانت سياسية مرنة لم تر النور الا لازمنة قصيرة, حيث ضاعت اهدافها بين متملق لسلطان وراغب في ازدياد… ثم بسط بورقيبة نفوذه على البلاد كما ألمحت بمساعدة فرنسية بحتة… وأتم لهم الاستعمارنفوذهم وسطوتهم على البلاد والعباد بأدواته الجديدة, التي يصبح فيها المواطن التونسي متساو مع الفرنسي في التملك وينقصه درجات في التصرف في أملاكه وأفكاره… طال زمن الفترة البورقيبية في زمن السبات العربي, وفي زمن الحرب الباردة بين القوتين العظميين اللتين كانتا تستثمران الاموال الخيالية في التفوق الحربي على الارض, وفي غزو الفضاء العلوي في السماء… الى ان وضعت الحربين اوزارهما وانهارت المنظومة الشيوعية اللهم من بقاء أذنابها في الاطراف ينعقون ويمجدون ماركس ولينين وهما قد وقع الانقلاب عليهما في البلد الام. خرجت تركيا من ربقة القبضة الحديدية تدريجيا, بمحاولات البروفسور أربكان لعدة دورات انتخابية, فلما ان اشتد عوده حرم وعزل من السياسة وحبس حبسا اجباريا في مدينته بل وفي بيته احيانا لا يغادره, ليطلع علينا شبل جديد متالق متمرس بافانين السياسة ومتشبع بالقيم الدينية والاخلاقية, متاصل في شعبه حتى القدمين,مارس السياسة فنجح في الوصول الى سدة الحكم ولو على جرعات متتالية, ثم انفرد بها ليحكم تركيا ويمسح عنها عار خمسين سنة من التبعية لاسرائيل والغرب, طلع علينا ليقول للعالم انا حفيد السلطان عبد الحميد الثاني, وانا حامل لواء التغيير … رويت من أدبيات شيوخي واساتيذي والان جاء دورنا ليقول الاسلامييون كلمتهم في السياسة, وليعلموا الناس كيف تقاد الشعوب باياد متوضئة تخشى الله, وترقب في كل مؤمن عهده وحقوقه الفردية والعامة… لم يكن لتونس ان تتاخر عن هذا الركب طويلا حتى قامت ثورتها لتبعث في العالم الاسلامي نفسا جديدا بدأ ليتواصل, لا ليقف, وانطلق ليمضي لا ليتعثر ولا يلوي على شيئ.. خرجت تركيا من ظلمات الاستبداد والعلمانية والليبراليةالحاقدة على الاسلام, ثم خرجت تونس عن العصا التي طالما آلمت بنيها وشيوخها واساتيذها… لتقول للعالم اتبعوني فاني خارجة لغير رجعة الى العبودية لادخل في دين الله طائعة مختارة وأخرج من زيف وعسف الجلاد الذي كان يضنيني… واليوم وبعد أيام قليلة تقع القمة الشامخة بين الجهابذة الذين صنعوا مجد امتنا الجديد, وراكموا الاحداث بآلامهم وآمالهم الى ان سقط القناع الذي كان يحجب الحقيقة عن عامة الناس… بين قيادة الحركة الاسلامية التركية وبين قيادة الحركة الاسلامية التونسية ليعلنوا للعالم سويا جاء فجر الحرية وطل نور الاسلام… كما قال ربعي بن عامر يوما: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عباد رب العباد, ومن جور الحكام الى عدل الاسلام…  
بقلم د. نورالدين بوفلغة

<



قال الشاعر : كأن شيئا لم يزل إذا أتى … كأن شيئا لم يكن إذا مضى. بالأمس القريب جدا كنا نعيش على وقع كارثة القرن : 11 سبتمبر 2001. أقصد : بالأمس القريب كنا نموت على وقعها لأنها إعلان موت للمسلمين. اليوم : 11 سبتمبر 2011 لا نعيش ولكن نحيى على وقع الثورة العربية أو ربيع الأمة. قلت في نفسي : سبحان من يحيي العظام وهو رميم. سبحان من يقلب الليل والنهار ليجعل في ذلك عبرة لأولي الأبصار. سبحان من يعز من يشاء ويذل من يشاء. سبحان من يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء. هذه مفردات الذكرى العاشرة. 1 ـ تنظيم القاعدة أو منهاج الإنتقام الأعمى. 2 ـ الولايات المتحدة الأمريكية أو دجال العصر الأعور. 3 ـ الصهيونية العالمية التي تحمي بلوبياتها السرطان الإسرائيلي. 4 ـ الإسلام والحركة الإسلامية والثورة العربية المتواصلة منذ 14 يناير 2011 حتى اليوم. من أراد الكتابة أو التأريخ أو الحديث عن الذكرى العاشرة لكارثة سبتمبر 2001 فلا مناص له من معالجة تلك المفردات مفردة مفردة لأنها مكونات المشهد الكارثي الذي كاد يعصف بالوجود الإسلامي الغربي بصفة عامة والأمريكي والأروبي بصفة خاصة. هل هي كارثة حقا؟ أجل. هي كارثة دون ريب. سوى أن الإسلام ـ ومن ورائه المسلمون ـ يبتلى بالكوارث ليقوى عوده عملا بأعلى سنن الله في كونه وخلقه : قانون الإبتلاء الماضي. ألم يقل سبحانه في ذلك : „ أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون”. أما التحاليل المائعة التي تريد أن تجعل من تلك الكارثة نصرا للإسلام مبينا فهي مواعيد السراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه وفي حسابه. بعض من أولئك أغرار يرتبون نتائج صحيحة على مقدمات خاطئة. بعض من أولئك يستدلون على أن الكارثة نصر بزيادة عدد معتنقي الإسلام فضلا عن المهتمين به إهتماما إيجابيا وغير ذلك مما هو كثير من نتائج تلك الكارثة. قل لأولئك : بعض الأمراض تصيب الأبدان فتزيدها قوة ونشاطا وحيوية من بعد البرء منها.. هل يمكن أن تقول عن الداء العضال أنه عافية؟ طبعا لا. هو داء عضال حقه العلاج والحرب فإذا خلف ذلك الداء العضال عافية زائدة فهو القانون السنني السببي المطرد : كل محنة تواجه بالصبر والتقوى تكون عاقبتها منحة. هل يجعلنا ذلك نسمي المحنة منحة وهي في طور المحنة؟ كارثة سبتمبر 2001 كارثة حقيقية بكل المقاييس بسبب أنها إستهدفت بالقتل آلافا من الأبرياء وكثير من أولئك مسلمون لا ناقة لهم ولا جمل في سياسة الصهيونية التي تهيمن على المؤسسات القيادية في أمريكا. إذا أبدل الله سبحانه عسرك يسرا فلا تقل : كان العسر يسرا ولكن قل : جاء مع العسر يسر لتكون منسجما مع المنهاج القرآني تفكيرا ومبنى : „ إن مع العسر يسرا”. ثبت العسر مرتين وعرفه مرتين ثم أخبرنا أن يسرا ـ بل يسرين ـ يخترمه ليرثه. مازلت عند هذا الرأي. لم أقف إلى حد اليوم على حقيقة مؤكدة قاطعة ولكني مازلت على رأيي القديم : بادر تنظيم القاعدة بإيقاع الكارثة ولما كان العمل لذلك حثيثا إخترقته أجهزة الإستخبارات الأمريكية ثم إتخذ القرار من أعلى سلطات البلاد سياسيا وأمنيا لمواصلة العملية وإسنادها بما يجب من ( لوجستيات) بالتعبير الأجنبي المعاصر وتوظيف ذلك ضمن مرحلة تصعيدية جديدة من مراحل الخطة ( الناتوية = نسبة إلى الناتو الذي صرح أمينه العام بعيد سقوط الدب الروسي مباشرة بأن الإنتصار على العدو الأصفر ( الإتحاد السوفييتي وحلفائه) يجعلنا أمام إستحقاق دولي آخر إسمه شن الحرب ضد العدو الأخضر ( الإسلام والمسلمون ). كلمة السر في الدوائر الإستخباراتيه الغربية ـ سيما الأمريكية والأروبية ـ هي : أمن إسرائيل ـ وهو الخط الأحمر الذي لا تنازل عنه ـ لا يتحقق دون ترويع المسلمين. هما أمنان لا يتعايشان فإما أن تأمن إسرائيل وإما أن يأمن المسلمون. ولا مانع من أن تكون الكارثة قد توخت خيط السير المعاكس أي أن الإستخبارات الأمريكية هي التي بادرت بالكارثة إبتداء فأغرت بها تنظيم القاعدة بمثل ما يغرى فأر ليلتقط قطعة شحم فإذا دخل الحمى وقع في الفخ المنصوب بعناية. لا بطولة لتنظيم القاعدة في تلك الكارثة لولا أن تلك الكارثة لم تندرج ضمن الخطة الأمريكية الجديدة. ولا بطولة لأمريكا لولا أنها لم تعثر على خصم أحمق. فكانت الكارثة نتيجة لمصالح متبادلة : خسرت فيها أمريكا شيئا وربحت أشياء وخسر فيها تنظيم القاعدة شيئا وربح أشياء. تنظيم القاعدة ومنهاج الإنتقام الأعمى. هذا موضوع كتبت فيه مرات ومرات ومن ذلك رسالتين إلى التنظيم قبل موت زعيمه أسامة إبن لادن عليه رحمة الله سبحانه. إبن لادن من الشخصيات التي ظل فيها فريقان من المسلمين: فريق يمطره بالكفر والنفاق والزندقة والهرطقة وأغلب أولئك من وعاظ السلاطين الذين يقبضون من المال بقدر تكفيرهم للرجل. وفريق يرفعه إلى درجة العلماء أو الفقهاء والمصلحين بما يجعل من إجتهاده التنظيمي القائم على : التكفير والتفجير .. حسنة يأمر بها الإسلام أو يبيحها ولا نكير له عليها. تبعا لذلك يمكن أن تقول بأن المرحوم إبن لادن من الكبار الذين تختلف فيهم البشرية. هو كبير بعمله وقيادته لأكبر تنظيم يقض مضاجع الغربيين وحلفائهم في المنطقة العربية. القول العدل ـ فيما أرى ـ في الرجل وعمله : الرجل مؤمن مسلم مخلص صادق مجاهد مقاوم لا يبغي دون الإنتصار للإسلام شيئا ولكنه سلك مسلكا إصلاحيا لا يبغضه الإسلام فحسب ولكن لا يفتأ يحذر من عواقبه. مسلك القتل بالجملة أبغض مسلك شن عليه الإسلام حربا بلا هوادة. ليس للتنظيم سوى مستند فقهي واحد هو مستند سماه أهل العلم : تمترس العدو بالمسلمين في حرب جمعت الكافرين بالمسلمين. النظرية فقهيا صحيحة ولكن تنزيلاتها تتطلب أمورا لا نتطرق إليها الآن لخروجها عن موضوعها. واضح أن التنظيم إضطرب كثيرا في مسيرته العلمية التي بنى عليها جهاده : من نظرية إخراج المشركين من شبه الجزيرة العربية إلى قتال اليهود والنصارى في كل مكان ثم إلى إستهداف أمريكا. حتى يوم الناس هذا لا تشعر أن التنظيم يحضر عنده الهم العربي الإسلامي الأول : فلسطين. ليس هناك قضية جهادية تجمع المسلمين اليوم بمثل ما تجمعهم قضية فلسطين. كما تورط التنظيم مرات ومرات في القتال ضد أنظمة عربية أو إسلامية وبمقاتلين لا ينتمون إلى البلاد المقاتلة. أما آن للتنظيم أن يراجع نفسه على ضوء الثورة العربية؟ يبدو أن المرحوم إبن لادن ـ على تخبطه الشديد في مسألة شرعية محددة في القرآن الكريم ذاته أي مسألة الجهاد والمقاومة والمنهاج الموضوع هنالك لهما بدقة عجيبة ـ أرجح عقلا بكثير من خلفه الدكتور الظواهري. أظن أنه لو بقي الرجل حيا لبادر إلى إصلاحات جوهرية في إستراتيجية التنظيم الجهادية على نحو يعزر فيه الثورات العربية المنداحة بسبب الإلتقاء معها في الهدف الأسنى ذاته وهو : تغيير موازين القوى لصالح الإسلام والمسلمين والمستضعفين في الأرض عامة وهو تغيير لا بد أن يكون متدرجا وشعبيا ومنسجما مع الطابع السلمي للجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية ـ إلا في مواضع الإحتلال العسكري من مثل فلسطين وأفغانستان ـ وهو تغيير لن يفضي مع الأيام إلا إلى إنسحاب تدريجي للقوى الغربية والصهيونية التي تتحكم في السياسات والأموال وتغذي نكباتنا في التجزئة والتمزق والتفرق وهيمنة الدكتاتورية والإستبداد والسلب والنهب والفساد والولاء لأعداء الأمة. أليس الأفضل لتنظيم القاعدة أن يجري عمليات جراحية مؤلمة على إستراتيجيته الجهادية ليبث عقلا جديدا وتربية جديدة وخلقا جديدا في أعضائه والمتعاطفين معه على غرار المراجعات الجريئة التي أجراها كثير ممن يقتسم معه بعض أطروحاته من مثل الجماعة الإسلامية في مصر ـ والتي كان منها الظواهري نفسه على ما أظن ـ ومثلها في الجزائر وليبيا؟ ألا يكون القائد العسكري لطرابلس ـ الشاب عبد الحكيم بلحاج ـ نموذجا يحتذى؟ ألم يكن ذلك الشاب قياديا في الجماعة الليبية المقاتلة وهو اليوم قائد شعبي ميداني ثوري؟ الحكم بالإعدام على تنظيم القاعدة بجرة قلم حلم حالم ووهم واهم. التنظيم واقع حي ملموس وله أثره ويلقي بظلال الروعة هنا وظلال العطف هناك. الحل هو إجراء حوارات مع قياداته لأن الإنسان كائن مفكر عاقل ولا يستبعد أن يفيء منهم كثير إلى المنهاج الإسلامي الأرشد في التغيير والإصلاح سيما بعد أن أصبحت الثورة هي الإطار الأوسع لذلك وهي الإطار الأنسب بسبب أمرين : الطابع الشعبي الجماهيري بما ينفي عنها الطابع النخبوي القديم الذي جرها إلى أن تكون زينة ( ديكورا ) في المشهد ( الديمقراطي ) المزيف وبذلك كانت النخبة في الجملة والأعم الأغلب شاهد زور في وليمة زور. الأمر الثاني الذي ساهم في نجاح الثورات العربية المنداحة هو طابعها السلمي المدني الإحتجاجي الأهلي الذي يسير وفق النظرية الإسلامية القحة الأصيلة : الصبر الجميل. ذلك ما أرجوه من المصلحين و هو ما أرجوه كذلك من كثير من أبناء القاعدة : حوار علمي فكري أساسه : الحجة من جانب والتناصح من جانب آخر حتى تستعيد الأمة جزء من أبنائها الذين إختطفتهم نظريات إصلاحية تغييرية يبرأ منها الإسلام براءة الذئب من دم إبن يعقوب كما يقولون. ما ينبغي للمصلحين أن ييأسوا من تنظيم القاعدة وما ينبغي لهؤلاء أن ييأسوا من ربهم سبحانه أن يغفر لهم ما إقترفوه في حق الأبرياء شرقا وغربا وما ينبغي لهم أن ييأسوا من أمتهم سيما بعدما خلعت أردية الذل والمهانة فثارت كالعواصف الهوجاء ضد المستبدين والطغاة. أمريكا المتصهينة. لم ألف ميزانا أصدق من ميزان القرآن الكريم. ذلك الكتاب الذي يتخذه أكثر المسلمين ـ أجل. ويا للأسف الشديد ـ كتاب بركة وليس فوق البركة شيء. ذلك الكتاب الذي لم يهتم بأمر الصلاة والصيام والزكاة والحج بمثل ما إهتم بالتاريخ قصصا ومثلا لنستل منه ما سماه في جلاء ووضوح : „ لقد كان في قصصهم عبرة”. ذلك الكتاب الذي يعلم الإنسان ـ تعليم يفيد منه حتى غير المؤمنين والمسلمين فما بالك بهؤلاء ـ فقه الحياة وأجل علم في فقه الحياة هو : علم السنن والأسباب. وأجل سنن وأسباب يعلمناها هي : سنن وأسباب نهضة الأمم وتقدم الحضارات ورقي الثقافات وغلبة المجتمعات وأضدادها أي سنن وأسباب تأخرها وإنحطاطها وإندكاكها وتدحرجها. ذلك الميزان الإسلامي الصادق العادل يقول لنا أن أمريكا ستأفل بمثل ما أفلت القوة التي كانت تقتسم معها النفوذ فوق الأرض. أجل. قال لنا ذلك بكلمة لا تحتاج إلى ذكاء وقاد لفهم معناها. قال لنا وهو يقص قصة عاد :“ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة؟ أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة”. إذا كان ذلك لا يعني في زماننا أفول أمريكا المتبرجة بقوتها بمثل ما أفل الدب الروسي الذي كانت نظريته الشيوعية في ذات عقود من عقود أواسط القرن الميلادي المنصرم دينا مدينا يخشع في محرابه الشيوعيون ويعتكف في عتباته الملحدون .. إذا كان ذلك لا يعني في زماننا أفول أمريكا فلا يملك المرء إلا أن يردد مع الكتاب العزيز : „ يا حسرة على العباد”. ستأفل أمريكا لأسباب وسنن منها. 1 ـ أمريكا التي أبادت الهنود الحمر لتحل محلهم في الأرض الأمريكية لا بد أن يطالها القانون ذاته الذي علت به. من السنن الإسلامية الماضية : كما تدين تدان. أي بمثل ما تسيء إلى غيرك يساء إليك جزاء وفاقا. ومن كانت ذاكرته صغيرة قصيرة فليقتن لنفسه حاسوبا ذا طاقة إستيعابية أكبر يتسنى له به تخزين التاريخ الماضي. 2 ـ أمريكا التي قامت على حماية سلطات القهر والظلم والجور في كل مكان في الأرض على إمتداد عقود ـ سيما أعدل قضية اليوم على الأرض أي قضية فلسطين التي قمعتها أمريكا بعشرات المرات مما سمي جورا حق النقض ( الفيتو ) ـ .. أمريكا التي إحتضنت أكبر سفاح في العصر الحديث : الصهيونية وإسرائيل.. تلك هي ( عاد ) العصر التي لن تفلت من صيحة أو إغراق أو ريح أو غير ذلك مما أهلكت به الأمم السابقة لظلمها. لكنها صيحة من ضرب آخر أو صرصر من نوع آخر. لا تختلف سوى صور العقوبات أما النتيجة فهي واحدة. ذلك أمر يتم اليوم بالتدرج عاما من بعد عام ولكن عيون العقلاء فحسب هي التي ترصده وتحصيه. من أعمق أرحام الثورات العربية المنداحة اليوم في ربيع الأمة لا يعدم المتأمل أن يستل عبرة كامنة مفادها أن الثائرين قبلتهم مواطن الإستبداد في بلدانهم ولكن في أفئدتهم أمرا آخر سيأتي زمانه. أمر قد لا تفصح عنه الحناجر الثائرة ولكن لسان الحال يفصح عنه. الثورة العربية المنداحة اليوم لن تتوقف بإذنه سبحانه ـ طال الزمن أو قصر ـ إلا عند تحرير فلسطين. وكلما تقدم مشروع التحرير الفلسطيني فوق الأرض عسكريا وفي السياسة والإعلام والتوازنات تدحرجت القوى الباغية الظالمة في الأرض وعلى رأسها طرا مطلقا : أمريكا.. تدحرجت خطوة إلى الوراء. تركيا هي من كتبت لها الأقدار تدشين ذلك الفضل. أجل. تركيا الإسلامية غير العربية. تركيا تلك الآية الإسلامية والمعجزة السننية. تركيا التي لو تحدث إنس أو جن فوق الأرض قبل نصف قرن فحسب عن تحولاتها الراهنة لصفد بالسلاسل وقبر في مشفيات الأمراض العقلية.تركيا هي التي تصنع الحدث الدولي المتعلق بأعرق وأخطر وأكبر قضية عربية إسلامية : فلسطين. تركيا التي لم تتردد في طرد السفير الصهيوني وتجميد العلاقات العسكرية. لا يعني ذلك سوى أن مكانة أمريكا ترغم في التراب. وتأخر أمريكا لا يعني سوى تأخر إسرائيل. ثم تلتها مصر الكنانة أو مصر الثورة. أجل. مصر تصنع الحدث والعزة عندما تطرد السفير الصهيوني وتهدم فوق رأسه سفارته الخائنة ومنزله الآثم. مصر الثورة وليست مصرا أخرى. مصر ثورة ربيع 2011 وليس مصر ثورة 23 يوليو 1952. إذا كانت تلك الأحداث المتسارعة التي تكاد تصيب المرء بالدوار والدهشة وهي تحط يوما من بعد يوم من مكانة أمريكا .. إذا كان ذلك لا يعني أن دورة حضارية جديدة تتأسس بكل المعاني والمقاييس .. دورة حضارية عنوانها : العدل مكان الجور .. إذا كان ذلك لا يعني ذلك فلا مكان لمن لم يبصر ذلك سوى المشافي. لا. بل المقابر. هي أولى بهم وأحرى. أتراهم لا يفهمون ذلك؟ لا.أبدا. الميزان الإسلامي يخبرنا عنهم فيقول : „ وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا”. أمريكا هي دجال العصر الأعور. ليس تأويلا للأحاديث التي تخبر عن ذلك. لا. ذلك تأويل فاسد. ولكنها كناية لحصول التشابه بين الدجال الأعور وبين أمريكا. كلاهما يعرض ملء الأرض ذهبا وفضة إغواء وإغراء بين يدي الإنسان الجائع الظامئ الخائف ليبيع دينه وعرضه ونفسه في أسواق النخاسة البائسة. وكلاهما يلفى من يتبعه. ثم يرد التحطيم على كليهما. أمريكا دجال لأنها تكذب كذبا يجر إلى الظلم الفاحش. أمريكا عوراء لأنها تزن الإنسان ببرميل من البترول.الإنسان في الإسلام روح ذات أشواق قد تصل حدة ولهها بالحياة إلى حد الإستشهاد سحقا للبدن في سبيل حياة الإنسان وهو في الآن نفسه برميل من البترول يصنع به الرفاه والتقدم والنهضة والإزدهار ويحمي به حقوق المستضعفين. الصهيونية العالمية وإسرائيل الموعودة. لم تنشأ الصهيونية من فراغ لأن الطبيعة تأبى الفراغ. ليس هناك في الكون والإجتماع أحداث ولدت صدفة ولكنها أقدار موزونة بتقدير عجيب. نشأت الصهيونية رسميا في مؤتمر بازل عام 1897 وإنبثق عن مؤتمرها التأسيسي الأول إنشاء دولة للكيان الإسرائيلي بعد خمسين عاما فحسب من ذلك التاريخ فكان ذلك كذلك : 1948. من هذه الزاوية لا تملك ـ كائنا ما كان كذلك على نفسك ـ إلا أن تحيي ذلك. بل لك أن تفيد منه إن كنت من طلاب الحكمة من أي وعاء خرجت. نشأت الصهيونية لتكون أسم خنجر في خاصرة الإسلام وفق شروط وسنن وأسباب كثيرة أكبرها ـ عندي ـ غياب الإسلام عن قيادة الأرض. ومتى غاب الإسلام عن قيادة الأرض التي جاء لقيادتها؟ الجواب عندي كاسح لا يقبله أكثر المسلمين اليوم : الجواب عندي هو أن الإسلام بدأ بالغياب ـ حتى لو لم يغب بالكلية ـ يوم ضعفت الخلافة الراشدة في عهد علي عليه الرضوان ثم تلا ذلك تنازل السبط الحسن عليه الرضوان لمعاوية ـ عليه الرضوان كذلك ـ بالخلافة. من ذلك اليوم سجل الكون سرا ستفصح عنه الصدور يوم تبلى السرائر : بدأت الأرضة تأكل إرث محمد عليه الصلاة والسلام في أكبر قضية إسلامية بعد التوحيد أي : الشورى. تلك هي الضربة شبه القاضية التي وجهت إلى الملاكم المسلم فوق أرض الحلبة فهو يتداعى من إثرها حتى اليوم. تلتها ضربات وتلت الضربات محاولات نهضة. الثورة العربية الراهنة هي آخر حلقة ـ إن شاء الله تعالى ـ في محاولات النهضة الطويلة. ربما تكون تمهيدا لما نؤمن به : خلافة راشدة على منهاج النبوة كما بشر عليه الصلاة والسلام. اليائسون من ذلك والمثبطون والمحبطون يشتركون بالنتيجة مع المرجفين في مدينة الثورة. أما الآملون الراجون العاملون من أرحام الشهداء فهم المقصودون بهذا الكلام. ألم يثبت التاريخ أن المقاومة هي الحل الوحيد الأوحد؟ أجل. لم يعد الأمر اليوم مثار مساجلات بليدة ركيكة فوق طاولات المفاوضات. أثبتت الأحداث ـ ومن لم يتعلم من مدرسة الحياة فهو الجاهل الأجهل والأحمق الحامق ـ أن مقاومة العدو المحتل ـ إسرائيل في فلسطين ـ هو الطريق الواحد وهو الطريق الأوحد. يستوي في ذلك أن يتحقق النصر في عام أو عامين أو عقد أو عقدين أو قرن أو قرنين أو جيل أو مائة جيل. من يرهن الأمر بالنصر المزمن ( المعين بزمان محدد ) فهو منهاجيا خاطئ. من يضع فوق مائدة الحساب معطى إسمه الزمان فهو يقول بلسان حاله ـ حتى لو لم يشعر بذلك ـ : الذين إنتصروا في معركة الأخدود هم الرومان وليس الإسرائيليون. من يقول ذلك يقول أن المنتصر في معركة فلسطين هو شارون ـ لأنه مازال حيا ـ وليس أحمد يسن لأنه مات. معارك القيم وكريهاتها تلفظ معطى الزمان. لأن الزمان جزء من الإبتلاء وليس جزء من المعركة. من يضع معطى الزمان رقما قائما أساسيا في مثل تلك المعارك فهو الذي يخالف السنن الماضية حيث لا يعيش المقاومون في العادة حتى يروا بأعينهم النصر ولكن يورث ذلك النصر لأحفادهم وأحفاد أحفادهم. الإحتلال قدر وقدره المضاد هو المقاومة بمثل قدر المرض وقدر التخلف وقدر الأمية وقدر التفرق والتجزئة وقدر الفقر .. كلها أقدار وهي أقدار مقدرة نبتلى بها ليشتد منا العود بمثل ما يمرض البدن لينفي خبثه. كلها أقدار ولكن لها أقدار مضاده من أخذ بها إقتفى أثر خير الناس الذي فقهوا ـ بحق وعدل وصدق ـ عقيدة القضاء والقدر من مثل إبن الخطاب وإبن القيم وعقد القادر الجيلاني ومحمد إقبال وغيرهم. أولئك الذي قالوا هذه القالة ( الكفرية ) ونعم الكفر ذاك فهو مذهبي : نحارب قدر الله بقدر الله أو نفر من قدر الله إلى قدر الله. هم الرجال الذين لفرط علمهم وجهادهم يختلف فيهم الناس : فريق عابد لهم من دون الله وفريق مكفر لهم مضلل. أولئك الرجال الذين ينتجون القالات التي يحسبها الأغرار كفرا أو زندقة وهرطقة وهي الإيمان الصافي المحلى. إيمان الفاروق الذي قال وهو يقبل الحجر الأسود : إني لأعلم أنك حجر لا تنفع و لا تضر ولولا أني رأيته صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. الإسلام والحركة الإسلامية : وقود الثورة وثمرتها في الآن ذاته. تلك هي الحقيقة التاريخية الصامدة. إندلعت الثورة العربية الراهنة في مناخ تاريخي عربي وإسلامي ودولي أبرز أسمائه : زمن الإسلام والحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية. إندلعت الثورة من تونس والحركة الإسلامية مقبورة في السجون والمنافي على إمتداد عقدين كاملين ثم من مصر والحركة هناك تراوح بين السجون والمنافي والقمع الداخلي على إمتداد قرن كامل تقريبا وهي اليوم مندلعة في سوريا وما على مجزرة حماة 1982 بالعهد من قدم وإندلعت في ليبيا وتاريخ السفاح المجرم القذافي في قتل الإسلاميين بالجملة لا بالتفصيل معروف. كل تلك الأحداث موافقات بتعبير الإمام الشاطبي. هي موافقات الأقدار وهي موافقات الإستحقاقات بالتعبير المعاصر. الحركة الإسلامية وقود من وقودات الثورة. الحركة الإسلامية هي سببها التاريخي البعيد. الحركة الإسلامية مكون من مكونات المشهد دون ريب في أسوإ الأحوال. أفضل تصوير للعلاقة بين الحركة الإسلامية وبين الثورة هو : تلك أم وهذه بنتها. تلك جذر وهذه ثمرتها. تلك أم مرضعة ( ظئر) وهذه مرضعتها. تلك طل حفره جميل أو إبن أبي ربيعة ذات يوم من أيام هيامه ببثينة أو بهند وهذه بثينة بنفسها تعود أو هند بذاتها تجود. تلك وقود وهذه ثمرة.ألم يقل الثاني : ليت هندا أنجزتنا ما تعد وشفت أنفسنا مما تجد .. وإستبدت مرة واحدة إنما العاجز من لا يستبد. من هنا أخذ لفظ الإستبداد معناه العربي القح الصحيح وليس كما يتداول اليوم أولا. ومن هنا أدركنا أن هندا وعدت ثم أنجزت الذي وعدت وشفت النفوس بإستبدادها. تلك هي الثورة : وعدت ثم أنجزت الذي وعدت ثم إستبدت بالظالمين لتكون للمظلومن شفاء. ذاك ثانيا. لا إنتصار للإسلام إلا بالحرية. ليست تلك فكرة من فيلسوف أو مفكر أو متأمل. بل هي من لب القرآن الكريم. وهل بعد لب القرآن الكريم من قول فصل. كيف ذاك وما الدليل؟ أدلة كثيرة منها مرتبة بهذا الترتيب العجيب. 1 ـ قوله سبحانه : „ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا”. أي أن الإسلام فطرة في الجبلة مفطورة. 2 ـ قوله سبحانه : „ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين “. أي أن تلك الفطرة تحييها الذكرى كائنا ما كانت القرون الخاليات التي أهالت من تراب الكفر والشرك والظلم على تلك الفطرة الصافية الجبلية. مجرد تذكير إذ ليس الداعي على الناس بوكيل ولا مسيطر ولا وصي بالتعبير الإعلامي المعاصر : „ وما أنت عليهم بوكيل “ و “ لست عليهم بمسيطر “. 3 ـ قوله سبحانه : „ وعلم آدم الأسماء كلها “ و “ الرحمان علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان “ و “ إقرأ “ و “ الذي علم بالقلم “ أي أن الإنسان كائن معلم أي مؤهل للخلافة والعبادة والعمارة وإقامة العدل بين الناس والحكم بينهم بالقسط : „ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”. 4 ـ قوله سبحانه : „ لا إكراه في الدين “ و “ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين “ و “ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر “. 5 ـ قوله سبحانه : „ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه”. الأصل أن يقول : „ ومن يدع مع الله إلها آخر فإنما حسابه عند ربه “. ولكن عندما قال : „ لا برهان له به “.. فهو ليعلمنا أن الإيمان ـ الذي هو عمدة الإسلام وجذر العبادة والخلق والمعاملة ـ لا يكون إلا بعد برهان مبين. يريد أن يعلمنا أن الإسلام مبناه البرهان والحجة والبيان والسلطان وليس الإتباع ولا التقليد. يريد أن يقول لنا : إذا تأدى بكم البحث الفكر الحر إلى إله غيري فلا حرج عليكم ولا تثريب. ولكن هل تأدى البحث بالناس إلى ذلك؟ العكس هو الذي تأدى بهم إلى ذلك : لا إله إلا هو سبحانه. هذه الكلمة إعتبرتها مفتاحا من مفاتيح حسن فقه القرآن الكريم ضمن قائمة تضم مفاتيح أخرى منها ( منهم ) في أول القصص ومنها ( وبالمؤمنين ) في سورة الأنفال وغير ذلك. أي كلمة : لا برهان له به. لا عبرة بعبادة الله سبحانه ولا عبرة بالإيمان به إذا لم يكن ذلك عن برهان ودليل وحجة وبيان وسلطان. وهل يكون سلطان بإكراه. يمكن لك أن تكرهني على كل شيء إلا على ما يعتقده قلبي ويحتجزه صدري. من أراد ـ إذن ـ من الشباب والمتدينين والدعاة والمسلمين أن ينتصر الإسلام فالباب الوحيد لذلك هو باب إسمه : فتح الحرية أمام الناس كلهم أجمعين. إذا ألفى الإنسان الحرية آمن وأسلم وإذا ألفى الإكراه كفر وأشرك وإبتعد. ينطبق ذلك على غير المسلمين ممن لم يسلم ولا ينطبق ذلك على المسلمين الذين تنقلب تلك القاعدة السننية في بعض منها رأسا على عقب فتكون : إذا ألفى المؤمن الإكراه إزداد إيمانا وإيمانه هنا هو الصبر والمقاومة وإذا ألفى الحرية إزداد إيمانا وإيمانه في الحرية هو الشكر والدعوة والبناء والتواصل والتعاون والتعارف. الثورة ناسخة لكارثة سبتمبر فهل يراجع الناس أنفسهم. من السنن الماضية المطردة الغلابة سنة النسخ أي إلغاء حدث قديم بحدث جديد. لا ريب في أن الثورة العربية الراهنة المنداحة طوت صفحة القاعدة ـ أي صفحة إستراتيجية القاعدة وقوامها التكفير والتفجير ومواجهة كل الناس شرقا وغربا والإستخفاف بالنفوس والدماء والأعراض وجعل الناس في سلة واحدة مؤمنهم وكافرهم وعادلهم وظالمهم وقويهم وضعيفهم ـ. صنفان من الناس مدعوون إلى المراجعة والنسخ. 1 ـ أولهم القاعدة ذاتها كما ذكرت ومن خلفها ومعها التنظيمات الإسلامية التي لا يحضر التاريخ في وعيها حضورا كافيا فلا فرق عندهم بين قرآن مكي وآخر مدني ولا بين آية محكمة وأخرى متشابهة ولا بين قوي من الأدلة وضعيف ولا بين زمن وآخر ومكان وآخر وعرف وآخر. أولئك هم الدغمائيون حقا والأصل أن الدغمائية عقيدة مسيحية لا صلة لها بالإسلام ولكن أولئك يحاولون ـ دون شعور منهم ـ محاكاة جعل الإسلام بإختطافه مكان المسيحية. قصة المسيحية مع الرومان في القديم أن المسيحية جاءت من الشرق ـ من فلسطين ـ ثم جاءت إلى الغرب ـ رومية عاصمة الغرب الروماني يومها ـ.جاءت المسيحية إلى رومية داعية إلى النصرانية ولكن بعد سوء عرض من دعاة المسيحية وإنهزام داخلي روحي وقعت النكبة التي يسميها الفكر المعاصر اليوم بحق : ترومت المسيحية التي جاءت إلى روما تريد تمسيحها وما تمسحت رومية. عندما ينسخ دين بمثل ذلك أي يأتي إلى مكان ما داعيا فما يلبث حتى يخلع على نفسه رداء الذي كان يدعوه .. عندها كبر على ذاك الدين أربعا. لا. بل عشرا. بعض أولئك الحمقى يريدون ـ دون شعور منهم لفرط جهلهم بالتاريخ ـ “ دغممة “ الإسلام أي جعله دينا دغمائيا. عام 1972 كان يدرسنا أستاذ تونسي مادة الحسابيات وكان يقول لنا في محاولة إلى دعوتنا إلى الشيوعية التي هي في تلك الأيام دين مدين المارق عنه مرتد كافر إستحل كل شيء فيه .. كان يقول باللغة الفرنسية : الإسلام دغمائي لا يفسر. L islam est un dogme qui ne s explique pas. طلبة الفلسفة يعلمون معاني القالة وظلالها المخيفة على الإسلام القائم على التعليل كما بين الفقيه الأصولي المعاصر شلبي عليه رحمة الله سبحانه.إختطاف القاعدة للإسلام ودعوته أمر لا غبار عليه عندي. إختطفت القاعدة قيم الإسلام ومقاصده ومعانيه لتجعل منه دينا دغمائيا وعلى ذلك بنوا رؤيتهم الفكرية ثم أيدوها بأكاذيب واهية عن دور السيف في الإسلام والحق أن الإسلام كان دوما ضحية السيف ولم يكن يوما حاملا لسيف إلا مقاوما عن نفسه أو عن المستضعفين. أنظر الفرق بين الإسلام والمسيحية وبين الدعوة الإسلامية والدعوة المسيحية. لما ولدت المسيحية في الشرق ثم وفدت إلى الغرب داعية ( من بيت لحم إلى رومة ) إنهزم أهلها فما تمكنت من تمسيح الرومان ولكن ترومت المسيحية. ولكن لما ولد الإسلام في مكة ثم وفد إلى العراق وجاء التتار غزاة أغرقوا بغداد في بحار من الدماء ( وهي حقيقة لا مجاز فيها حيت تغير لون دجلة بسواد مداد المخطوطات التي ألقاها التتار فيها بمثل ما ولغت الخيول في الدماء حتى ركبها ) .. ما الذي حدث مع الإسلام ودعوته؟ لم يتغول الإسلام ( نسبة إلى المغول وهم التتار أو لم يتتر الإسلام ) ولكن : أسلم المغول وآمن التتار. خذ إليك ذلك الفرق بين الإسلام والمسيحية أو بين الدعوة الإسلامية وبين الدعوة المسيحية النشطة اليوم بإسم التنصير أو التبشير في إفريقيا .. خذ إليك لتزداد إيمانا وتزداد بالدعوة الإسلامة إلتحاما. القاعدة مدعوة إلى مراجعة رؤيتها الفكرية ومنهاجها الإصلاحي كما ذكرت آنفا تعاونا بينها بالحوار وبين المصلحين ممن سفهوا إستراتيجية القاعدة من أول يوم ثم تأيدوا بالثورة التي صدقت ما بين أيديهم. 2 ـ ثانيهم من الذين كانوا يراهنون على أن القاعدة ومن في حكمها من تكفير بالجملة أو تفجير بالجملة يمكن أن يكونوا قارب إثم يبحرون به إلى عباب الإسلام وأهله ورموزه ليشنوا عليه حربا شعواء ضارية. أولئك بدؤوا بالمراجعة ولن نطمع من أولئك بمراجعة فكرية جادة ولكنها مراجعة المصالح السياسية والإستراتيجية والإقتصادية. أولئك بدؤوا ينحنون إلى عاصفة الثورات العربية الراهنة المنداحة بعدما أدركوا أن الثورة معطى عربي إسلامي حقيقي واقعي لا يمكن الوقوف في وجهه إلا بالإعتراف والقبول بالندية. ذاك اليوم يكفينا منهم ثم تجيء سنة الكون والإجتماع الماضية المطردة وهي اليوم تطوي الارض طيا : “ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون “ و “ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق “ و “ ولتعلمن نبأه بعد حين “. أولئك جميعا ـ القاعدة والآخر ـ مدعوون إلى الإنتساخ أي إلى التهيء إلى النسخ لأنه لا مكان للمنسوخ إذا جاء الناسخ. الناسخ جاء وهو الثورة. المنسوخ يحتضر ويتدحرج ويتواجد بالتعبير العربي الصحيح ( لأن التواجد هو الميلان فرحا أو ترحا من شدة الوجد وليس منه الوجود الذي يقصده اللاحنون ممن آمنت قلوبهم ولم تتعرب ألسنتهم ). المنسوخ هو : فكر القاعدة من جهة وتبرج الغرب من جهة أخرى. بالأمس كنت أيها العربي المسلم متطرفا إرهابيا واليوم أصبحت ثائرا. أجل. ذلك هو معنى تقليبه سبحانه لليل والنهار عبرة لأولي الأبصار. يدرك ذلك من يعيش في أروبا من قبل كارثة سبتمبر 2001 ومن بعد ثورة تونس 14 يناير 2011. ذلك هو من يدرك معنى هذا الكلام دون غيره. بالأمس كنا في عيون الناس إرهابيين متطرفين بسبب أننا مسلمون أو عرب أو من أصول إفريقية. اليوم أصبحنا ثوارا. المعنى من ذلك هو أن 11 سبتمبر 2011 هي آخر ذكرى لكارثة 11 سبتمبر 2001 يمكن أن يلتقطها عقل فوق الأرض ومن يلتقطها بعد اليوم فلا يهملها في طي النسيان ومزابل التاريخ ـ إلا للذكرى ـ فهو الحالم وهو الواهم وهو الذي لفظه التاريخ ومن لفظه التاريخ لفظته سننه ومن لفظته سنن التاريخ مات ومن مات مات والسلام. الهادي بريك ـ ألمانيا

<



كلفت الدكتورة آمال القوال محامين فرنسيين برفع دعوى قضائية لدى المحاكم الفرنسية ضد مؤلفة وناشر الكتاب. أثار كتاب «في ظلال الملكة»، الذي يتناول سيرة ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ردود فعل غاضبة في تونس، أدت الى رفع دعاوى قضائية ضد مؤلفته الفرنسية ايزابيل سوراز بوملالة، ومن بين هذه الدعاوى دعوى رفعتها الدكتورة آمال القوال، أرملة الإعلامي التونسي والنجم التلفزيوني والإذاعي الشهير نجيب الخطاب ، الذي توفي في العام 1997 على إثر سكتة قلبية. وقد ادعت مؤلفة كتاب «في ظلال الملكة» اعتماداً على ما قالت إنها شهادة لطفي بن شرودة، الذي كان من بين اقرب العاملين في قصر الحكم، أن الخطاب كان على علاقة حميمية بليلى الطرابلسي جعلتها تندفع الى قتله بمواد سامة، وكلفت الدكتورة آمال القوال محامين فرنسيين برفع دعوى قضائية لدى المحاكم الفرنسية ضد مؤلفة وناشر الكتاب. وقدمت ملفاً قانونياً مدعوماً بشهادة طبية موقعة من قبل ثلاثة أطباء تونسيين يؤكدون وفاة الخطاب بسكتة قلبية مباغتة، كما رفع رجل الأعمال خالد عاشورة شكوى قضائية في نفس الإطار بعد ان جاء في كتاب «في ظلال الملكة» ان عملية دس السم جرت في في مطعم «فينيكس قرطاج» الذي تعود إليه ملكيته، وكان الخطاب من اقرب الأصدقاء الى عاشورة، وقد قضى الساعات الأخيرة من حياته في المطعم المذكور. (المصدر: صحيفة « البيان » (يومية – الإمارات) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2011)

<



شرعت التنسيقية المحلية للمجازين وحاملي الشواهد المعطلين بوادي زم في خوض اعتصام مفتوح أطلق عليه « اعتصام الكرامة » بساحة الشهداء تحت شعار  » لا نعود حتى تحقيق ملفنا المطلبي » ابتداء من يوم الجمعة 09 شتنبر 2011 بعد وصول ملفهم إلى الباب المسدود وسقوط القناع عن الوعود الكاذبة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. وقد تأسست التنسيقية المحلية للمجازين بتاريخ 17/02/2011 للمطالبة بالتشغيل بالمكتب الشريف للفوسفاط أو ببلدية المدينة.وتضم التنسيقية حوالي 50 عضوا من شباب المدينة الذين انسدت أمامهم آفاق الحصول على منصب شغل أو وظيفة بعد حصولهم على شواهد مهنية وجامعية ومروا بفترة عطالة من جراء عجز الحكومة والجهات المسؤولة محليا وإقليميا عن التعاطي الإيجابي مع مطالبهم العادلة والمشروعة. ومنذ تأسيسها، خاضت التنسيقية المحلية مجموعة من الأشكال النضالية من بينها وقفات احتجاجية بساحة الشهداء وبداخل مقر البلدية ومسيرات احتجاجية بعد أن اصطدمت مطالبهم بسياسة الآذان الصماء من طرف السلطات المحلية والإقليمية. وقد نفذت التنسيقية المحلية الاعتصام الأول بساحة الشهداء بالمدينة عقبه فتح حوار مع السيد عامل الإقليم قدم خلاله مجموعة من الوعود لحل مشكل تشغيل هذه المجموعة بمكتب الفوسفاط أو ببلدية المدينة. وأمام اصطدام آمال وطموحات مناضلات ومناضلي التنسيقية المحلية بسياسة المماطلة والوعود الزائفة، قررت التنسيقية في جمع عام خوض اعتصام مفتوح بساحة الشهداء ابتداء من يوم الجمعة الماضي تشبتا بمطلبها الأساسي بالتشغيل وضمان الكرامة . وقد تعرض مناضلات ومناضلي التنسيقية المحلية لمجموعة من المضايقات والاستفزازات من طرف الأجهزة الأمنية التي حاولت في البداية منع الاعتصام وبناء الخيام، لكن إرادة الشباب ونضاليتهم العالية ودعم بعض المناضلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين كسرت مختلف المحاولات التي قامت بها قوات الأمن بمختلف أنواعها وأشكالها. كما حاولت أجهزة الأمن والتدخل السريع يوم الجمعة حوالي الساعة 12 ليلا من هدم الخيام المنصوبة وتهديد المناضلين المعتصمين، لكن باءت كل هذه المحاولات بالفشل أمام إصرار أعضاء التنسيقية على تنفيذ اعتصامهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة. وقد حضر لدعم الاعتصام مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والتي عبرت عن موقفها المبدئي لمواصلة تقديم مختلف أشكال الدعم والمساندة لملف التنسيقية المحلية للمجازين وحاملي الشواهد المعطلين بوادي زم. وتعتبر مدينة وادي زم منطقة منجمية للفوسفاط بامتياز على غرار مدن خريبكة واليوسفية وآسفي وبن كرير (الشريط الفوسفاطي) والتي تعرف تهميشا متواصلا سواء على مستوى تنمية هذه المناطق اقتصاديا واجتماعيا وتشغيل شبابها أو على مستوى العمل على الحفاظ على صحة وسلامة الساكنة من التلوث الخطير الذي تتعرض له هذه المدن، مما يدفع شباب وساكنة هذه المدن إلى الاحتجاج والتظاهر ضد سياسة التهميش والتفقير التي تنهجها الجهات المسؤولة وطنيا ومحليا. خالد جلال

<



بقلم : سعد محيو – بيروت- swissinfo.ch هل ثمّـة رابط ما بين أحداث 11 سبتمبر 2001 وبين ثورات الربيع العربي التي اندلعت في عام 2011؟ السؤال يبْـدو لوهْـلة، صفحة أخرى من صفحات « نظرية المُـؤامرة »، خاصة من جانب الأنظمة العربية التي يتحدّث قادتها هذه الأيام، من الرؤساء حسني مبارك وعلي عبدالله صالح إلى معمر القذافي وبشار الأسد (وحتى إلى الأمراء السعوديين)، عن وجود « مخطَّـط غربي واسِـع النِّـطاق لتغيير كل أنظمة الشرق الأوسط ». المخطط موجود بالفعل، لكنه ليس مؤامرة. كل ما في الأمر، أن صدمة 11 سبتمبر دفعت الولايات المتحدة إلى تغيير استراتيجيتها التاريخية في الشرق الأوسط: من الاعتماد على الأنظمة السُّـلطوية والاستبدادية (الجمهورية كما الملكية)، إلى الرِّهان على المجتمعات المدنية، لتحقيق الاستِـقرار وكبْـح جماح العنف الأصولي أو ما يسميه الغرب « الإرهاب الإسلامي ». لكن، لماذا تسبّـبت أحداث 11 سبتمبر بمثل هذا الزلزال الإستراتيجي؟ وهل يعني ذلك أن الثورات العربية تحمل في طيّـاتها دمغة « صُنِـعَ في أمريكا »؟ سنأتي إلى السؤال الثاني بعد قليل. قبل ذلك وقفة تأملية مع السؤال الأول. تحوّل إستراتيجي ومعرفي
الواقع، أن أحداث 11 سبتمبر 2001 لم تكُـن فقط نقطة تحّول إستراتيجي في الولايات المتحدة والغرب، بل كانت أيضا نقطة تحوّل معرفي، وهذا أخذ شكل « الإنفجار الكبير » في الأسئلة الحارة الموجّهة كلها باتجاه الشرق الاوسط العربي والإسلامي: « لماذا يكرَهُـوننا »؟ ماذا بعد 9/11؟ وهل ستكون هناك 9/11 أخريات؟ ما معنى أن يتكشف لنا (للغرب) أن أقرب حلفاءنا (الأنظمة العربية « المعتدلة »)، هم في الواقع الأعداء الحقيقيون؟ ثم من رَحِـم هذه الأسئلة، كانت تتوالد أخرى: مَـن هُـم الأصوليون الإسلاميون، ما عقيدتهم وتراكيبهم؟ وهل هناك مُـؤامرة إسلامية عالمية ضدّ الولايات المتحدة والغرب؟ ومِـن الأصوليين الإسلاميين إلى الإسلام نفسه: ماذا ذهب خطأ في هذه الحضارة التاريخية العريقة، ولماذا يفشل العرب والمسلمون في التَّـأقْـلم مع قِـيم الديمقراطية والحداثة؟ هل العطب في داخل هذه الحضارة نفسها أم في الظروف الخارجية المُـحيطة بها؟ بالطبع، الولايات المتحدة لم تنتظِـر الإجابة على أي مِـن هذه الأسئلة كي تبدأ تحرّكها. فهي شنَّـت حرب أفغانستان، حيث حلفاءها السابقين أسامة بن لادن والأصوليين المتطرِّفين الأفغان، ثم أتبعتها بحرب العراق ضدّ شريكها القديم صدّام حسين. وخلال هاتين الحربين وبعدهما، كانت الولايات المتحدة تطور استراتيجيتين اثنتين: الأولى، شرق أوسطية، وتتمثل بالتحرّك لتغيير الأنظمة العربية وإعادة تشكيل الشرق الأوسط برمَّـته. والثانية، عالمية وترتكز على مبادئ الرئيس جورج بوش الإبن: مِـحوّر الشر والحروب الاستباقية والقوّة الهجومية. الربط بين تغيير الأنظمة وبين الحرب على الإرهاب، كان فجاً، وهو نفَّـر الشعوب العربية من الدعوات الأمريكية إلى الديمقراطية، خاصة بعد أن أسفرت حربا أفغانستان والعراق عن « فوضى غير خلاّقة »، على رغم كل الجهود الإعلامية – الأيديولوجية التي بذلتها إدارة بوش لتصوير هاتين الحربين على أنهما جُـزء من « استراتيجية حرية » جديدة، هدفها « انهاء تحالف عمره 60 عاماً بين الغرب وبين الأنظمة السلطوية العربية والإسلامية »، على حدِّ تعبير الرئيس جورج بوش الإبن. هذا النُّـفور وصل إلى ذِروته في نهاية ولاية بوش الثانية، وأعاد إنتاج كل أدبيات الاستشراق في الشرق الأوسط، وحتى في الدول الغربية. وهكذا، كتب بول كينيدي، صاحب كتاب « صعود وسقوط الدول الكبرى » الشهير: « من الصعب معرفة ما إذا كان سبب الحالة المُـضطربة للعالم الإسلامي، ثقافي أم تاريخي. النقَّـاد الغربيون الذين يُـشيرون إلى اللاتسامح الدِّيني والتأخر التكنولوجي والعقلية الإقطاعية في المنطقة، ينسون أنه لسنوات عِـدّة، قبل عصر الإصلاح (الأوروبي)، كان الإسلام يقود العالم في الرياضيات وعلم الخرائط والطب والعديد من مجالات العِـلم والصناعة، وهذه الأرصدة تمَّـت التضحية بها لاحقاً عبْـر إحياء الفِـكر التقليدي والانقسام المذهبي بين المسلمين السُـنّـة والشيعة. بيْـد أن تراجع الإسلام إلى نفسه – أي وجوده « خارج إيقاع التاريخ »، على حد وصف أحد المؤلِّـفين – كان في الغالب أيضاً ردّاً على الصعود الناجح لأوروبا التوسعية. فالغرب، الذي أبحرت سُـفنه على طول السواحل العربية وساهم في اندثار الإمبراطورية المَـغُـولية واخترق نقاطاً استراتيجية بخطوط السِّـكك الحديدية والأقنية والمرافئ، وتقدّم بثبات في شمال إفريقيا ووادي النيل والخليج الفارسي (العربي- الكاتب) والهلال الخصيب، ثم شِـبه الجزيرة العربية نفسها، مقسِّـماً الشرق الأوسط وِفق حدود لا طبيعية، كجزء من مُـساومات ما بعد الحرب العالمية الأولى، هذا الغرب ربّـما لعِـب أكثر من دوْر في جعل الشرق الأوسط على ما هو عليه اليوم، وبأكثر أيضاً مما يبدو أن المحللين الخارجيين مستعدِّون للاعتراف به. من الواضح أن الإسلام يُـعاني من العديد من المشاكل التي سبَّـبها لنفسه، لكن، إذا ما كان الموقف الغاضب والتَّـجابُـهي نحو النظام العالمي اليوم سبَّـبته المخاوف المعشْـعة منذ وقت طويل من خطر الابتلاع على يد الغرب، فلن يرجى الكثير من التغيير، إلى أن يتم تبديد هذا الخوف ». أوردنا هذه الفقرة الطويلة لسببين: الأول، أنها تعرض بشكل موضوعي لتأثيرات الاجتياح الغربي للشرق. والثاني، لأنها تضرب على وتَـر حسَّـاس للغاية في الشرق الأوسط: الخوف. الخوف مِـن ماذا؟ من الغرب. الخوف على ماذا؟ على كل شيء تقريبا: الاستقلال والهوية وحتى في بعض الأحيان الإحساس بالخطر على الوجود نفسه، وهذا ميكانيزم يكمُـن في أساس نزعة العُـنف الانتحاري التي تصبح عُـملة رائجة في سياسات أوائل القرن الحادي والعشرين العربي. وهنا، لا يقف أسامة بن لادن كفارس وحيد في هذا المجال ولا حركة حماس الفلسطينية ولا حزب الله اللبناني. فالمسألة كادت تتحوّل إلى ظاهرة عامة أو أسلوب من أساليب العمل السياسي في الشرق الأوسط العربي، قبل اندلاع ثورات الربيع العربي. كتب محمد حسنين هيكل (هيكل: 1995: 10): « العرب بما فعلوه وما لم يفعلوه، وصلوا بأنفسهم إلى حافة الانتحار. فالعالم العربي لم يعُـد منطقة أزمة عامة، بل منطقة أزمات مختلفة ومتعدّدة.. والأمة العربية ليست في حالة مَـلل، بل في حال اكتئاب جماعي ». القول بأن العرب (أي 350 مليونا) وصلوا إلى مرحلة الانتحار، بيان خطير. والقول بأنهم في حالة اكتئاب جماعي، بيان أخطر. ولكي نتصوّر فداحة مثل هذه الخُـلاصات، علينا أن نتخيل أن تنظيم القاعدة لم يعُـد حركة إرهابية معزولة عن التيار الإسلامي العام في المنطقة العربية، بل بات، بعملياته الانتحارية الجماعية، النموذج الذي يقدم « الحلّ الأمثل » للخروج من الأزمات العربية المُـتراكمة. حينها يُـمكن للنظام العالمي بالفعل أن يتوقع هجمات كارثية لا تنتهي، على أسسه ومقوِّماته ورموزه. يوم 27 فبراير 2011، تحول عضوان بارزان في مجلس الشيوخ الأمريكي جوزيف ليبرمان (على اليمين) وجون ماك كاين إلى ساحة التحرير وسط القاهرة للإستماع إلى المصريين والتحاور معهم (Keystone) محصِّـلات إيجابية هذه العُـجالة ربما تجعلنا نفهَـم لماذا أدّت أحداث11 سبتمبر في واشنطن ونيويورك إلى أن لا يبقى السؤال عن أسباب التخلّف والعنف في المنطقة العربية – الإسلامية، سؤالاً عربياً يجب أن يجيب عليه العرب وحدهم. فما يحدُث من تفاعلات داخلية في الرياض والقاهرة وعمّـان والقدس، بات وثيق الصِّـلة بأمن نيويورك وبوسطن ولوس أنجيليز ولندن وباريس. وبرامج التربية والتعليم التي تدرّس في مدارس الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان، باتت جزءا من الأمنين القومي الأمريكي والعالمي. ثم هناك العولمة التي تعمل الآن على محْـو أيّ / وكل فاصل بين ما هو محلّي وما هو عالمي. وفوق هذا وذاك، هناك بعض التطورات الموضوعية التي يجب تسجيلها : فقد انتهت ، على ما يبدو، علاقة « الحب المحّرم » بين الأنظمة السلطوية العربية وبين الديمقراطيات الغربية. « علاقة الحب الغريبة » هذه، وفق تعبير جون كولي John cooley في كتابه « الحرب غير المقدسة »، انتهت إلى علاقة شك وكراهية. المملكة العربية السعودية لم تعُـد مملكة « معتدلة » حليفة للغرب، بل باتت مصدر التطرّف الأخطر الأيديولوجي والسياسي. ومصر، لم تعد ركيزة استراتيجية، بل باتت منتجا مُحتمَـلاً للصواريخ البشرية العابِـرة للقارات. أما استخدام الغرب لمدة نصف قرن للإسلام السياسي كسِـلاح سياسي، فقد تكشّـف عن كونه تأشيرة دخول ذات اتجاه واحد إلى جهنم كما انتهت أيضا مقُـولة التعايُـش بين غرب حديث وما بعد حديث، وبين شرق أوسط ما قبل حديث. أمن النظام العالمي والعوْلمة، بات يفرض جلب الشرق الأوسط، ومرة وإلى الأبد، إلى عالم الحداثة. جون لويس غيديس John lewis gaddis تحدّث قبل ثورات الربيع العربي عن وجود « استراتيجية كبرى » أمريكية لتغيير الشرق الأوسط الإسلامي بأكمله وجلبه إلى الحداثة. وفؤاد عجمي قال، إن الدافع الأمريكي الرئيسي الآن هو « تحديث العالم العربي ». اما مارتن انديك، فتحدث عن ضرورة إدخال إصلاحات كاسِحة في الدول العربية وتشجيع الطبعات المعتدلة من الإسلام، وهذه كلها كانت تأكيدات بأن سؤال الأزمة في الشرق الأوسط، لم يعُـد سؤالا محليا بحْـتا. وفي العالم العربي، تم نفض الغُـبار بسرعة عن المسألة الديمقراطية، بعد تعليق دام حِـقبات طويلة لصالح شعارات تحرّر الأمة ووحدتها، وبات الحل الديمقراطي على كل شفة ولسان في المجتمعات العربية، وهذا ما أعاد الاعتبار للمرحلة الليبرالية العربية التي ازدهرت في حِـقبة ما بين الحربين العالميتيْـن، الأولى والثانية، ولوصل ما انقطع فيها بعد الإفادة من دروس فشلها . وفوق هذا وذاك، فقدت مُـعظم الأنظمة العربية ما تبقّـى لها من شرعية سياسية في الداخل (ومن غطاء أجنبي في الخارج) وباتت في صِـراع مباشر مع شعوبها، وجها لوجه . بالطبع، لن تكون التحوّلات الكُـبرى المُـرتَـقَـبة في الشرق الأوسط، سهلة أو بسيطة. فليس من السهل الآن الحكم على نتائج أو استمرارية الانقلاب الأمريكي على التحالف مع الأنظمة الاستبدادية في الشرق العربي. لكن، ثمة حقيقة لا يمكن القفز فوقها، وهي أن سقوط التحالف الاستبدادي العربي – الديمقراطي الغربي بعد 11 سبتمبر، سيكون حتما لصالح الشعوب العربية. فهو سيجعل الدول « المحافظة » (التي كانت تسمّـى رِجْـعية)، تقف عارية في بَـلاط الأسْـرة الدولية، وهو سيُـعيد إلى حدٍّ ما التَّـوازُن في الصراع بين القوى العربية الحديثة والديمقراطية، وبين القوى التقليدية والسلطوية في الشرق الأوسط من خلال ارتسام موازين قِـوى جديدة بينها، وهو أخيرا، أعطى القوى الديمقراطية والليبرالية فُـرصة العودة إلى « مسرح عمليات » المنطقة، بصفتها قوى فاعلة ومؤثرة فيها. لكن، هنا قد يَـطرَح سؤال آخر نفسه: ما الطبيعة المُـحتملة لهذه القوى الديمقراطية والليبرالية: هل ستكون إسلامية معتدلة أم ستميل إلى إحياء القومية العربية في حُـلّـة ديمقراطية أم أنها ستركّـز على مشروع الدولة – الأمة في كل دولة عربية؟ أم ستقع القرعة على الخيار الذي يحبّـذه الكثيرون في إسرائيل: إعادة تشكيل الشرق الأوسط على أسس قبلية وطائفية ، وبناء دول – أمم جديدة على هذا الأساس؟ هذه الأسئلة مشتركة الآن بين الغرب وبين الشرق العربي. لكن، وإذا ما استخدمنا المقاربة التفاؤلية في تحليل الأمور، سنقول أن التطورات في المنطقة ستسير على الأرجُـح في صراط مستقيم وسليم في العلاقة بين الغرب وبين القوى الإسلامية الرئيسية (أو معظمها على الأقل)، التي تشكّل حتى الآن على الأقل، القوى السياسية الأبرز في المنطقة. فالغرب قَبِـلَ أخيراً أن تصل القوى الإسلامية إلى الحكم، شريطة أن تقبل بالمبادئ الديمقراطية الخاصة بتداول السلطة وعدم مصادرة الحريات العامة، إضافة بالطبع إلى عدم تهديد المصالح الغربية الأساسية، وذلك لتكون هي البديل عن « البنلادنية » والتطرّف الإسلامي. والقوى الإسلامية بدورها، والتي استفادت من دروس الحروب الأهلية الخاسرة التي خاضتها طيلة نصف القرن المنصرم، تبدو مستعدّة لاحتِـساء كأس الديمقراطية حتى الثَّـمالة، مُـستنيرة بتجربتَـيْ تركيا وإندونيسيا الناجحتيْـن. وعلى رغم أن هذه الاستعدادات المُـتبادلة تحتاج إلى مراحل اختيار عدّة، إلا أن المؤشرات حتى الآن تَـشي بغلبة التفاؤُل على التشاؤم. صنع في أمريكا؟
نعود الآن إلى سؤالنا الثاني: هل تحمل ثورات الربيع العربي دمغة « صُنِعَ في أمريكا »؟ حين طرحت إحدى الإذاعات العربية هذا السؤال على كاتب هذه السطور مؤخّـراً، جاءت الإجابة على النحو التالي: « ليس ثمة شكّ بأن هذه الثورات لم تكُـن لتنجح على هذا النحو السريع، لو أن الولايات المتحدة وبقية السّـرب الغربي كانتا ضدّها (خاصة في مصر وليبيا). لكن هذا شيء والقول أن هذه الثورات الشعبية صُـنعت في أمريكا، شيء آخر مختلف تماما. كل ما في الأمر، أن واشنطن أوقفت تحالُـفها غيْـر المقدّس مع الأنظمة السلطوية العربية بكل أشكالها. فهل تريدوننا أن نحزن من أجل ذلك؟ ». ردّ مقنع؟ لا تسألوا الأنظمة السُّـلطوية العربية! (المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 11 سبتمبر 2011)

<



بقلم : عبد الحفيظ العبدلي- swissinfo.ch شهد هذا الصيف عودة الكثير من العائلات العربية المقيمة في سويسرا إلى بلدانها الأصلية مثل ليبيا، وتونس، ومصر،… والبعض من هؤلاء لم تطأ أقدامهم هذه الأوطان منذ عقديْن من الزمن أو يزيد. ولا يُعرف إلى حد الآن، إذا كانت هذه العودة مؤقتة أم نهائية، فالأمر يتوقف لا شك على تطوّرات الأوضاع في تلك البلدان، وعما ستسفر عنه الفترة الإنتقالية من نتائج. ومنذ عهد طويل، عُرفت سويسرا بأنها بلد استقطاب للهجرة، وملاذ آمن للباحثين عن الأمن والاستقرار هروبا من أوضاع بلدانهم السياسية والإجتماعية المتردية، ولم يشذّ عن ذلك الآلاف من الرعايا العرب خاصة منذ الستينات من القرن الماضي. لكن سقوط أنظمة الإستبداد والفساد، وانبعاث الامل لدى شعوب المنطقة العربية في مستقبل مشرق، قد يحد من عدد اللاجئين العرب إلى سويسرا على المدى المتوسط والبعيد. ولقد تبيّن في الأخير أن الخوف من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين من البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي على بلدان أوروبا، وسويسرا خاصة، لم يكن في محله، حيث اقتصر على اعداد قليلة من الشباب التونسي المغامر، وجموع محدودة نسبيا من العمال الأجانب الذين كانوا يشتغلون في ليبيا. انطباعات متفرقة
يظل التفاؤل بمستقبل مشرق، رغم الوعي الحاد بالتحديات الجسام، قاسما مشتركا بين العديد من المهاجرين العرب العائدين إلى مقر إقامتهم الدائم في سويسرا الذين تحدّثت إليهم swissinfo.ch، وبعضهم من مصر، وتونس وليبيا،.. فقد أكّد عصام حاسي، وهو لاجئ ليبي يقيم في مدينة فيفي Vevey بكانتون فو، عاد إلى بلده بعد 15 سنة أن ما شاهده يؤكد أن « ثورة 17 فبراير قد أحدثت منذ أيامها الأولى تغييرا جذريا في بنية المجتمع وعقلية المواطنين، وكان لها الأثر العميق على الصعيديْن النفسي والاجتماعي، كما أطلقت حراكا سياسيا وثقافيا وعسكريا واجتماعيا منقطع النظير ». ويضيف راويا لـ swissinfo.ch ما شاهده خلال زيارته إلى بنغازي، المدينة التي انطلقت منها شرارة الثورة الليبية: « رأيت قادة عسكريين لم يدرسوا في كليات عسكرية، لكنهم قادوا المعركة باقتدار، ورأيت شبابا تواقا إلى الحرية لا يهاب الموت من أجل الآخرين، ووجدت جمعيات إغاثية، وهيئات سياسية، ومؤسسات إعلامية يقودها شباب، وعاينت متطوّعين ينظفون الشوارع، ويحرسون المؤسسات العامة، ومن أطرف ما رأيت طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره 12 سنة يرتدي بدلة حرس المرور، وينظم السير، وكان الناس ينفذون تعليماته بكل انضباط واحترام ». ويعقّب السيد حاسي على معاينته هذه قائلا: « لقد أعادت ثورة 17 فبراير للشعب الليبي أخلاقه وقيمه الأصيلة التي غيّبت قصدا وعمدا طيلة أربعة عقود ». لكن مقابل هذا الإنطباع الإيجابي، ترسّخت لدى المسرحي المصري عمر غايات المقيم بمدينة زيورخ، الذي عاد إلى بلاده بعد خمسة أشهر من ثورة 25 يناير، صورة مخيفة، ويرجع ذلك إلى أن « المصريين قد عاشوا منذ ثورة يوليو 1952 في ظل حكم إستبدادي فردي، وفجأة وجدوا انفسهم امام حالة من الحرية والديمقراطية، فكانت بالنسبة لهم كمن يقود سيارة لأوّل مرة في حياته، وهو ما نتج عنه إصابات، كان بعضها إصابات خطيرة ». ومن هنا يستنتج غايات أن « المصريين يحتاجون إلى بعض الوقت لكي يستطيعوا قيادة الوضع الجديد باحتراف ». بالإضافة إلى ذلك، يقول أحمد وحيد، وهو طبيب مصري يقيم بمدينة فريبورغ معلقا على ما عاينه خلال إقامته في مصر بعد الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك: « لا يزال لدى الشعب المصري الكثير من الهواجس، منها ما يتعلق بمحاكمة رموز النظام السابق، ومنها ما يتعلق بالأمن وبالاستقرار الاقتصادي، وغلاء الأسعار »، لكن الدكتور وحيد يؤكّد على أن « الأولوية لدى الشعب المصري في هذه اللحظة هو ضمان حصول محاكمة عادلة لرموز النظام السابق، أكثر من البحث وراء المطالب الفئوية ». ونظرا للتشابه الكبير بين الأوضاع الحالية في مصر وتونس، يشير طاهر القلعي، وهو لاجئ تونسي سابق يقيم في مدينة ببيل/بيان (كانتون برن)، ويعمل مستشارا ماليا، وله خبرة في مجال التنمية البشرية إلى أن هواجس الشعب التونسي اليوم تتمثل في « الخوف من تكرار تجربة 1989، التي أُجهِض بعدها التحوّل الديمقراطي الذي وعد به الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي عند وصوله إلى السلطة ». ولكن رغم هذا الهاجس، يقول السيد القلعي في حديث إلى swissinfo.ch: « يوجد اليوم في تونس وعي متنامي بضرورة التصدّي إلى ممارسات العهد السابق، ومادام الأمر كذلك، فإن التغيير قادم لا محالة ». التفاؤل بالمستقبل
هذا التغيير حاصل لا محالة بحسب هؤلاء المراقبين الذين يرون أن كل ما يحيط بهذه الثورات « يدعو إلى التفاؤل » على حد قول الطبيب المصري الذي يجد أن « التغييرات التي حدثت في مصر عميقة وحقيقية، وأن رموز الفساد بدأوا يتهاوون، أو ارتخت قبضتهم على مقدرات المجتمع ». ولعلّ من دواعي التفاؤل أيضا التطوّرات التي حصلت أخيرا في ليبيا، ولا يستبعد أن تلحقها تطوّرات إيجابية أخرى في سوريا واليمن والاردن،… وهذا فعلا ما يدفع عصام حاسي للتعبير عن ثقته في أن « المستقبل مشرق ليس في ليبيا لوحدها، بل في المنطقة ككل، وسيقدم العرب نموذجا جديدا سيكون كل العالم شاهدا عليه ». لكن للوصول إلى ذلك يظل الطريق طويلا ومفعما بالتحديات، ويتطلب الامر صبرا وإصرارا من الشعوب العربية على مكافحة أي عودة على الوراء، كما ان هذا الغد المشرق يظل مرتهنا باداء النخب الجديدة، وبقدر قربها أو بعدها من هموم وطموحات شعوبها، وللأسف – يقول عمر غايات، المسرحي المصري – فإن « النخبة المصرية تبتعد حاليا تماما عن القطاع العريض من المصريين، ويوجد لديها أحيانا نوع من التعالي، يتكلمون باسم شعوبهم من دون أي تفويض، وكأنهم استبدلوا دكتاتورية الأنظمة بدكتاتورية النخبة. ونسي هؤلاء تماما أن من صنع الثورة هي الشعوب، وليس النخب ». دروس التجربة السويسرية
لئن أنجزت الشعوب الثائرة الجزء الأوّل من عملية التغيير من خلال الإطاحة بالدكتاتورية والإستبداد، فإن مرحلة إعادة البناء والنهوض تستوجب تعبئة جميع الجهود بما في ذلك أبناء الجاليات العربية المقيمة خارج أوطانها، خاصة أولئك المقيمين في أمريكا وأوروبا الغربية. فالمكاسب العلمية، والفكرية، والثقافية التي بحوزة هذه الجاليات تجعل مشاركتها في عملية البناء ضرورية وحيوية. وحتّى حصول ذلك يدعو عمر غايات أبناء هذه الجاليات إلى « التمسّك بحقهم في المشاركة، والترشّح لمواقع صناعة القرار، لضمان اكثر ما يمكن من الفاعلية، وكذلك إيجاد الفضاءات والقنوات المناسبة لتعزيز التواصل مع بلدانهم الاصلية ». اما عن العناصر الإيجابية في التجربة السويسرية والتي بالإمكان استثمارها في إعادة بناء وإعمار البلدان العربية التي شهدت تحوّلا ضمن ثورات الربيع العربي، فيتوقف عصام حاسي عند اربع نقاط مهمة بالنسبة إليه، والذي يعددها في « الإدارة المتميّزة (النظام، والنظافة،..)، والامن والأمان (الامن الإقتصادي، والنظام الإجتماعي،..)، و القوانين الصارمة (حفظ سلامة المواطن، والرقي المدني)، وثقافة الحوار التي يبدأ بتدريب الصغار عليها منذ مراحل التعليم الاولى في المدارس الابتدائية ». ويعتقد التونسي طاهر القلعي أن « التجربة السويسرية تبقى نموذجا للمجتمعات العربية، وتثبت بأن الرقي والرفاه الإقتصادي يمكن تحقيقه برغم محدودية الموارد الطبيعية، وذلك من خلال التركيز على الإبتكار والتعليم المتقدم، والتنمية البشرية والتنمية المستدامة ». في الختام، يؤكد عمر غايات على أن « العنصر الإتحادي في التجربة السويسرية، والذي يضمن تماسك النسيج الإجتماعي ووحدة الوطن برغم التنوّع الديني واللغوي والثقافي والعرقي، هو أهمّ عنصر يمكن استثماره من التجربة السويسرية ». (المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 08 سبتمبر 2011)

<



أحمد الشيخ قبل عشر سنين بالتمام والكمال في غرفة أخبار الجزيرة القديمة الصغيرة « الدافئة », نظرت فرأيت على شاشة « سي إن إن » الدخان يتصاعد أسود من أعلى أحد أبراج مركز التجاري العالمي, فسألت الزملاء الصحفيين عما يحدث, فقالوا لا شيء حتى الآن على وكالات الأنباء ومع ذلك طلبت, وأنا يومها مشرف التحرير المناوب, من منتهى الرمحي وكانت يومها المذيعة الموجودة في الغرفة, أن تهرول إلى ذلك الأستوديو الصغير « صاحب الأمجاد » لننقل ما تنقله « سي إن إن » وقد كان بيننا اتفاق يتيح لنا أن نأخذ صورها وبثها. دقائق قليلة وجاءني كبير المخرجين يومها جاسم المطوع ليقول, ثمة في الصور طائرة تخترق البرج الأول وأخرى تتبعها تخترق البرج الثاني. وتتالت المشاهد وازدادت قتاما إلى أن تهاوى البرجان, وتهاوى معهما عالم وانداحت الدنيا في دوامة ما زالت تبتلع, مثل ما يفعل الثقب الأسود بمادة الكون, الإمبراطوريات والدول والشعوب والأفراد بالملايين. أُخِذَ جورج دبليو بوش ودهاقنة, بل قل أشرار اليمين المحافظ في العاصمة واشنطن على حين غرة. فلم تكن الإمبراطورية المتلفعة بمحيطيْن هائلين تتوقع حتى في أكثر كوابيسها جموحا أن تُضرَب هكذا, وهي صاحبة الجبروت التي حسمت حروب الدنيا الكونية ونزلت على القمر وتباهت مثل قوم عاد بقوتها وبطشها.  » لم تكن الإمبراطورية المتلفعة بمحيطيْن هائلين تتوقع حتى في أكثر كوابيسها جموحا أن تُضرَب في برجيها, وهي صاحبة الجبروت التي حسمت حروب الدنيا الكونية ونزلت على القمر وتباهت مثل قوم عاد بقوتها وبطشها  » نُقِل بوش وطاقمه إلى مكان سري, ثم عاد ليعلن الحرب على الإرهاب وليجعل من الإسلام والمسلمين والعرب كبش فداء يريق دمه على مذبح كرامته المهدورة. نعم, لقد قتل آلاف الأبرياء في مركز التجارة العالمي ومن ركاب الطائرات المخطوفة, في جريمة بشعة أرهبت الناس وأدمت القلوب وفجعت النفوس حتى لا يقولنّ موتور, إذ يقرأ هذا المقال, إنه تشف أو إحياء إيجابي لذكرى كارثة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. أذكر يومها ونحن نغطي التطورات على مدار الساعة, وقد تحولت الجزيرة وغرفة أخبارها الصغيرة إلى قبلة عالمية يؤمها الصحفيون من كل أنحاء الدنيا, أذكر أن كل وسائل الإعلام الغربية والعالمية انبرت تدين الجريمة, وتتغنى بأمجاد أميركا وحُلُمِها, والويل الويل لمن يخالف أو يحاول أن يتساءل عن الأسباب والدوافع التي أدت إلى تلك الهجمات, مثل صحيفة « الغارديان البريطانية » التي أتاحت الفرصة وحيدة للكتاب العرب والمسلمين ذوي الرأي المختلف كي يخوضوا في أسباب كراهية أميركا في عالمهم, ومثل الجزيرة التي ما جبنت, ونقلت للعالم ما يقوله بن لادن وهو يعلن مسؤوليته عما حدث ويتوعد بالمزيد, وقد فعل. وانبرى كل المنافقين ومن في قلوبهم مرض يسارعون فيهم, مؤكدين ولاءهم لأميركا وهم يرتجفون أمام زبد جورج دبليو بوش وسَوْرة غضبه. وهؤلاء هم من فتحوا زنازينهم ومعتقلاتهم ومطاراتهم أمام أميركا, لتطارد كل المشتبه فيهم, وتنقلهم إلى سجونها وسجون المتطوعين المرتعدين منها. وكثير من هؤلاء عرب لا تجد لولائهم للإمبراطورية حدودا, وإن كانوا من دعاة القومية واليسار في بعض الأحيان. أُخمدت ألسنة اللهب واختفى البرجان من وجه الأرض, وتحول مكانهما اليوم إلى تذكار يؤمه الأميركيون وغيرهم ليتذكروا, إن كان لهم قلوب أو ألقوا السمع وهم شهود. لكن, هل خبا الألم الذي صبه بوش وزبانيته وما زالوا يفعلون, رغم تغير الألوان والوجوه في البيت الأبيض, هل خبا سعيره المتقد كالحميم في نفوس ملايين العراقيين والأفغان والباكستانيين؟ كثيرا ما كان كبار الصحفيين الأميركيين وأعضاء في الكونغرس يزورون الجزيرة, ويسألوننا لماذا نذيع أشرطة بن لادن, ولماذا تأخذ الجزيرة خطا مغايرا لما مضت عليه أغلب صحف العالم ووسائل إعلامه, التي رفعت رايات مكافحة الإرهاب واستبدلت قوانين الوطنية الأميركية بقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة, التي نقسم على احترامها من توازن وتعدد في الآراء ودقة في الطرح والمعلومات. قلة منهم حاولوا أن يبحثوا في دهاليز سياسات إداراتهم المتعاقبة, عن أجوبة لما يستشعرونه من بغض لسياسات أميركا لدى شعوب كثيرة. وحين كنت أقول لأحدهم حين يسألني عن أسباب كره أميركا, رغم اعتراضي على وصف مشاعر المسلمين والعرب تجاه الأميركيين بالكره, عليك أن تبحث عن الإجابة بنفسك بمراجعة سياسات وتصرفات الإمبراطورية, كان لا يحير في غالب الأحيان جوابا. لقد انقضت سنوات عشر منذ واقعة الحادي عشر من سبتمبر الرهيبة, ومنذ ما تلاها, وكان أشد رهبة وقسوة وأكثر سفكا للدماء, وما أظن أن أغلب أولئك الذين طرحوا السؤال السالف الذكر حاولوا أن يجدوا له إجابة. وإن وجدوها يتعامَوْن عنها وينكصون على أعقابهم بين المحيطيْن وفي أرض الأحلام الآخذة في التبدد. لو كنت أميركيا, لراجعت سياسة بلادي منذ أن أنشأ الغرب إسرائيل في المنطقة العربية, مستعينا بتبعية وبتخاذل حكامنا إذ ربما وجدت الجواب على ذلك السؤال, فأن تكون مع إسرائيل « معتدى عليها » مختلف عن أن تكون معها وهي معتدية.  » انقضت سنوات عشر منذ واقعة الحادي عشر من سبتمبر الرهيبة, ومنذ ما تلاها, وكان أشد رهبة وقسوة وأكثر سفكا للدماء, وما أظن أن أغلب أولئك الذين طرحوا سؤال الكراهية حاولوا أن يجدوا له إجابة  » وحين كنت أقول لزوارنا من الصحفيين الأميركيين وأعضاء الكونغرس وبعض المسؤولين الآخرين, إن على أميركا, إن أرادت معرفة الجواب, أن تنظر إلى سياستها تجاه إسرائيل والعرب كان بعضهم يقول إن القضية الفلسطينية لم تعد, خاصة بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفد, هي الهمَّ الأساس للشعوب العربية. إنه الوهم الذي زرعته وسائل الإعلام المتصهينة في نفوسهم, مع أن قلوب بعضهم تستيقن أن الانحياز لإسرائيل هو مُشَكّلُ الوعي العربي ليس بموقف الولايات المتحدة فحسب, بل بمواقف دول الغرب مجتمعة. وإلى أن يدرك الأميركيون والغرب عموما هذه الحقيقة, فإن الإنسان العربي لن يثق بأميركا ولن يغير شكوكه تجاهها. لقد كان بعض زوارنا يقولون, ردا على ذلك إن ما يقوله الحكام العرب للأميركيين في اجتماعاتهم وراء الأبواب المغلقة مختلف. إذ يؤكد هؤلاء الحكام للأميركيين أن الشعوب العربية تثق بالولايات المتحدة وتتطلع إليها, وأن القضية الفلسطينية شأن فلسطيني ولم تعد شأنا قوميا عربيا. وإني لأصدق أولئك الأميركيين, فلا شيء مستهجن عن حكام مُنْبَتّين عن شعوبهم, متمسكين بكراسيهم ولو في بحر من دماء الأبرياء, ودون من يشك في ذلك صنعاء ودمشق وطرابلس الغرب وقبلها تونس ومصر. لو كنت أميركيا لسألت جورج بوش الابن: هل عاد وضع الإمبراطورية كما كان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من حرب على الإرهاب؟ أين أنت يا سيدي الرئيس؟ تقيم في مزرعة أسرتك في تكساس وتنام قرير العين!! دعني أسألك بسذاجة, كما قد يتهمني المؤمنون بضرورات القسوة والبطش في عالم السياسة, كيف تنام؟ بل كيف ينام أقطاب اليمين المحافظ الذين قادوك في حربك ولم تَقُدْهم, إذ كان واضحا أن قدراتك الثقافية واللغوية هي الأدنى بين كل من حكموا أميركا قبلك؟ إلامَ آلت حربك على الإرهاب؟ دعنا نبدأ من داخل أميركا نفسها في محاولة للإجابة. أزمة مالية خانقة واقتصاد يغالب الركود, ولولا الديون التي تحرك نبض الحياة في قلب الخزينة لتهاوى في غياهب ركود أسوأ من كساد 1929, يوم أن كانت أميركا بحق أرض الحلم المتجدد والمستقبل الواعد. مع أنك يا سيدي الرئيس ورثت من بيل كلينتون خزينة متخمة بفائض مقداره خمسة تريليونات دولار, تكدست إثر انتهاء الحرب الباردة وأفول الاتحاد السوفيتي! هل كنت يا سيدي الرئيس تتوقع, حتى في الحلم, أن ترى يوما أميركيين ينصبون في الحدائق العامة خياما مثل خيام الفلسطينيين؟ أو لا يجدون من ينقذ منازلهم من براثن صناديق التحوط والبنوك؟ وهل كنت تتوقع أن ينقسم الأميركيون بمثل ما انقسموا حيال انتخابك لفترة ثانية, وأن يصل الأمر إلى حد الاتهام بالتزوير وإعادة فرز الأصوات كما لو كانت أميركا من دول العالم الثالث؟ أما في العالم الذي جعلته أميركا عالمها في القرن العشرين وآلت على نفسها أن يظل كذلك في القرن الحادي والعشرين فانظر من حولك. ورطة في العراق واستعداد للانسحاب بعد قرابة خمسة آلاف قتيل وثلاثين ألف جريح, ولولا أرباب العشائر وصحواتهم السيئة الصيت والسمعة في مناطق العراق المقاوِمة, لكنت أنت من أمر بانسحاب القوات الأميركية وليس باراك أوباما المثقل كاهله بتركتك. أما في أفغانستان التي اندفعت إليها ظانّا أنها ستكون نزهة وليلة أنس على أنغام القصف, فها هي إمبراطوريتك تواجه ما واجهته سابقاتها من الإمبراطوريات من هزيمة على أرض الأفغان. وإن كنت في شك فدونك الإسكندر العظيم وأباطرة فارس والإنجليز والسوفيات وكأن لأفغانستان ضحية من الإمبراطوريات في كل قرن. وإسرائيل التي برأتها من كل ذنب أو اعتداء فانظر إليها يتلازم ضعفها مع ضعف إمبراطوريتك, وما حرب لبنان وغزة منك ببعيد. أما أولئك الحكام العرب الذين كنت أنت وكل رؤساء أميركا تملون عليهم ما تريدون, فانظر إليهم يكادون لا يجدون في أطراف الدنيا ملاجئ أو مغارات أو أسِرة يلوذون بها وشعوبهم تصدر عليهم أحكامها العادلة. قبل عشر سنين, خرج علينا كتاب وصحفيو المال لينعقوا بالويل والثبور لكل من لا يطأطئ رأسه أمام جبروت بوش وآلته العسكرية الهائلة, ووقف العالم جامدا لا يقوى على شيء, اللهم إلا مقاتلو طالبان المتهمون بالتخلف, وقفوا يقاتلون بما استطاعوا إعداده, أو ما تبقى لديهم إثر احتلال بلادهم وها هم يقلبون السحر على الساحر. ترى ماذا كان سيحدث لو أن كل العراقيين اختاروا المقاومة في الأساس ولو أن من اختاروها منهم لم يُطعنوا في ظهورهم من أهلهم؟ قبل عشر سنين, ومنذ خمسة عشر عاما, ظلت الجزيرة وحيدة تنقل أخبار وصور عمليات المقاومة, وتدافع عن الصحافة المتوازنة, واختار كثير من العرب الذين يخشون أن تصيبهم دائرة من الغرب اختاروا أن يسارعوا فيه, بل إن بعضهم حرض على قصفنا عله يفوز بالرضا.  » هل كان ديك تشيني ودونالد رمسفيلد وبقية زبانية اليمين الأميركي من المحافظين الجدد, وأتباعهم من العرب, يظنون أن العالم بعد عشر سنوات من ارتفاع دخان برجي التجارة واندلاع الحرب على الإرهاب, سيكون مختلفا عما ألفوه أو خططوا له؟  » وظهرت قنوات ومؤسسات لا تستحي أن تكون بوقا للغرب وأميركا بالذات, وتقف في الخط المناهض للأمة ومصالحها. كان زوارنا من الغربيين والأميركان لا يريدوننا أن نستعمل كلمة شهيد في وصف من يسقطون برصاص الاحتلال الإسرائيلي, فحذا حذوهم المتماهون معهم من القنوات الناطقة بالعربية وأدانونا في منتدياتهم لأننا نستعمل الكلمة. هل كان ديك تشيني ودونالد رمسفيلد وبقية زبانية اليمين الأميركي من المحافظين الجدد, وأتباعهم من العرب, يظنون أن العالم بعد عشر سنوات من ارتفاع دخان برجي التجارة واندلاع الحرب على الإرهاب, سيكون مختلفا عما ألفوه أو خططوا له؟ خططوا لشرق أوسط جديد يتماهى معهم وتصفى فيه القضية الفلسطينية, فوصل قطار السلام المزعوم إلى طريق مسدود رغم حماسة ركابه من المفاوضين الفلسطينيين. خططوا لعالم عربي يواصل طريق الخنوع والطاعة, فها هو يثور. خططوا لقرن آخر من الهيمنة الأميركية, فها هو يتفلت من بين أيديهم إذ تنتقل مراكز القوة من الغرب إلى الشرق. من حقهم أن يخططوا, ولكن بعد عشر سنوات من كارثة سبتمبر, من حقنا نحن الشعب العربي أن نطالب حكامنا وكلهم كانوا في الحكم يوم وقعت الكارثة بأن يفسحوا المجال لغيرهم فنساؤنا لم يصبحن عواقر يوم ولدتكم أمهاتكم يا قوم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 سبتمبر 2011)

<



يستعد الثوار الليبيون اليوم الأحد لشن هجمات جديدة قد تكون حاسمة ضد المعاقل المتبقية للعقيد معمر القذافي، ويتأهبون لدخول سرت مع انتهاء المهلة المحددة لاستسلامها. في غضون ذلك أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنفيذ طائراته مهام جوية فوق بني وليد.
فبعد يوم من انتهاء المهلة التي حددت للمدينة للاستسلام، احتشدت الآليات العسكرية التي تحمل على متنها عشرات المقاتلين المدججين بالأسلحة خارج بني وليد استعدادا لهجمات شديدة في إطار « الهجوم الموسع » الذي أعلن عن إطلاقه صباح أمس السبت.
وأكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أن الكلمة أصبحت للسلاح بعد أن فشلت المفاوضات لتسليم المناطق التي لا تزال خاضعة لكتائب القذافي من دون إراقة دماء. وقال « الليلة الفائتة انتهت المهلة. لقد مددناها أكثر من مرة وحاولنا فتح الطريق أمام حل سلمي »، مضيفا أن « الوضع بات الآن في أيدي المقاتلين الثوار ».
وتابع « لقد تحدثنا إليهم عبر قادتهم ونترك لهم خيار اتخاذ قرار الهجوم حين يشاؤون ».
وقال مراسل الجزيرة نعيم العشيبي من مشارف بني وليد إن الثوار يتوافدون على محيط المدينة، وإن القتال لم يتوقف طوال اليوم.
وأوضح المراسل أن الثوار سيطروا على بعض المعسكرات وأبطلوا مفعول بعض صواريخ غراد، وأشار إلى سقوط قتيلين من بين الثوار وجرح 15، وذلك قبل أن يتراجعوا إلى وادي دينار امتثالا لأوامر يعتقدون أنها جاءت في إطار التنسيق مع الناتو.
وقال القائد العسكري للثوار في المنطقة الجنوبية محمد بشير إن الثوار يتقدمون على مشارف المدينة الجنوبية، وإنهم وصلوا إلى نقاط متقدمة في محيطها. وأشار إلى أن الخطة لم تكن تهدف أصلاً إلى التوغل في المدينة والاستيلاء عليها الآن.
وأضاف بشير أن الثوار في الجبهة الشمالية متقدمون مسافة كيلومتر في العمق الداخلي لبني وليد. وأشار إلى أن لكل من الجبهتين إستراتيجيتها الخاصة، وأنه يجري التنسيق العسكري اللازم في إدارة العمليات العسكرية في الجبهتيْن. ثائران ليبيان يلوحان بإشارات النصر عند وصولهما إلى مشارف بني وليد (رويترز)
خلايا نائمة
وأفاد مسؤول المفاوضات عن الثوار عبد الله كنشيل في وقت سابق للصحفيين في مركز على بعد نحو 20 كلم من بني وليد بأن خلايا نائمة من الثوار تحركت داخل المدينة واشتبكت مع عناصر مسلحة موالية للقذافي في شوارعها.
وأوضح كنشيل أن ما يجري ليس هجوما شاملا، بل محاولة للقضاء على القناصة والمواقع التي تنطلق منها الصواريخ.
وأضاف أن « الثوار باتوا يسيطرون حاليا على مواقع في شمال المدينة ويعملون على تمشيط المناطق المحيطة بهذه المواقع بمواجهة قناصة يتمركزون في بعض المنازل وقد استشهد أحد مقاتلينا برصاص هؤلاء القناصة ». لكن كنشيل أوضح « أن الثوار تراجعوا بعد ذلك لأسباب تكتيكية قررها القادة العسكريون على الأرض ربما تكون مرتبطة بعمليات عسكرية ينوي الحلف الأطلسي القيام بها ».
وقد حصلت الجزيرة على صور واعترافات لنحو ثمانية من كتائب القذافي تمكن الثوار من أسرهم خلال الاشتباكات التي وقعت السبت على مشارف مدينة بني وليد.
وأثنى الأسرى في اعترافاتهم على المعاملة الحسنة التي وجدوها من الثوار ونصحوا شباب المدينة بإلقاء السلاح والانضمام إلى صفوف الثوار قائلين إن عهد القذافي قد انتهى. عبد الجليل: الكلمة الآن للسلاح بعد انتهاء مهلة الاستسلام
تأهب لسرت
وعلى جبهة سرت يتأهب الثوار لدخول المدينة مع انتهاء المهلة التي حددوها لاستسلامها، ويمشطون القرى التي سيطروا عليها حول سرت، ويجرون اتصالات مع سكانها لتثبيت الأمن فيها وبحث سبل إعادة الحياة الطبيعية تدريجيا إليها.
وقال مراسل الجزيرة خليل بن الدين إن الثوار الآن يحاصرون منطقة وادي هراوة، وهم ينتظرون الأوامر للانقضاض على بلدة هراوة التي تبعد نحو 65 كلم عن مدينة سرت.
وقال إن القصف لم ينقطع طول اليوم، وإن كتائب القذافي قصفت بقوة مناطق الثوار بصواريخ غراد، وإن الثوار ردوا عليها بمدافع الهاون. ومع ذلك ما زال الثوار يتحدثون عن إعطاء فرصة للحوار.
وأشار المراسل إلى أن الثوار يتقدمون إلى سرت على المحور الشمالي والغربي كذلك، وقال إن الحصار على المدينة أصبح مطبقا، ولفت إلى أن الناتو قصف أمس السبت معدات للكتائب قرب المدينة.
وفي طرابلس قال عضو المجلس الوطني الانتقالي عبد المجيد سيف النصر إن مدينة سبها في الجنوب تعاني من حصار شديد ونقص في الغذاء والدواء، وأكد أن الثوار يستعدون للتوجه إليها استجابة لنداءات وجهها بعض سكانها لإنقاذهم.
وقال إن سبها لم تحصل فيها مفاوضات للاستسلام كالتي حدثت في سرت وبني وليد، وقال إن الثوار لا يجدون من يتفاوض معهم هناك.
قصف الناتو
من جانبه أكد الناتو تنفيذ طائراته مهام جوية فوق بلدة بني وليد في ليبيا أمس السبت.
وقال مسؤول بحلف الناتو « كل ما أستطيع تأكيده هو أن طيران حلف الأطلسي نفذ عمليات في المنطقة اليوم لكننا لا نستطيع التعليق على أي أنشطة حالية تتعلق بالعمليات ».
وقال مراسل لوكالة رويترز على مشارف بني وليد إن طائرات الناتو نفذت خمس ضربات جوية على الأقل في محيط المدينة التي تعد أحد آخر معاقل نظام القذافي إلى جانب مدينة سرت وسط الشريط الساحلي وسبها جنوبا.
وكانت عناصر من الثوار قد انسحبوا في وقت سابق أمس السبت من المدينة بناء على طلب من القادة الميدانيين، وقالوا إنهم يتوقعون أن يشن الحلف ضربات جوية على المدينة في وقت تنتهي فيه المهلة التي منحها الثوار من أجل تسليم المدينة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 سبتمبر 2011)

<  

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.