الاثنين، 11 سبتمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2303 du 11.09.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع صفاقس الشمالية: بيـــــان

الرابطة المغاربية للديمقراطية :البيان التأسيسي

الاساتذة المسقطون عمدا في الكاباس: بيــان

الاساتذة المسقطون عمدا في الكاباس: رسالة الى الهيئة الادارية القطاعية للتعليم الثانوي

البديـل عاجل: مجموعة من قدماء خريجي الجامعة التونسية:نــداء اسـتـغــاثـة

الموقف: أجواء من التصعيد بين الوزارة والأساتذة قبل بدأ العام الدراسي

الموقف: انقسام الشارع النقابي حول تقديم موعد المؤتمر والقواعد تتساءل عن الأسباب

محمد فوراتي: بعد الحملة الأمنية هجمة سياسية على الرابطة

خميس الشماري: ملف رابطة حقوق الإنسان – مبادرات بالجملة….وبالتفصيل

الحبيب أبو وليد المكني:تعقيبا على مقالات الهادي بريك حول جدلية الوصل و الفصل بين الدعوي  والسياسي

الاستــاذ فيصل الزمنــى:  » لا صوت يعلـو فــوق صوت الصندوق « 

محمد العروسي الهاني:أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 و إنعكاساتها على العالم و على المجتمعات و الشعوب قاطبة.

صلاح الدين الجورشي: المكاسب السياسية للإسلاميين بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول:عندما حاولت « القاعدة » تحويل الإسلاميين إلى « رهائن »!

آمـال موسى: الراديكالية الدينية.. في أصعب سنواتها وأزهاها

صالح بشير :هل أضحت أعلام «الفئات» تغلب أعلام «الأوطان»؟

حكم البابا: جلسة تعذيب عظمي بالفضائية الليبية!

صحيفة القدس العربي:وفاة الصحافي المخضرم سيمون مالي:ايقونة اعلامية وابرز المدافعين عن قضايا العالم الثالث

رويترز: بوش يمتدح « الاصلاحيين الشبان » في مصر ويطالب بالافراج عن نور

رويترز: تراجع السلطات الدينية عن خطط لحظر صلاة النساء بصحن الكعبة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع صفاقس الشمالية
 

صفاقس في 11سبتمبر2006
بيـــــان
 
قامت قوات من الأمن بالزي المدني مساء الأحد 10 سبتمبر2006 بمنع مجموعة من منخرطي فرع صفاقس الشمالية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من الدخول إلى مقر الفرع  للتباحث في الوضع الذي تمر به الرابطة بعد سنة من منع انعقاد مؤتمرها وشل نشاطها وطنيا و جهويا . وأمام استمرار هذا التمشي الذي يتعارض مع قانونية المنظمة وشرعية هياكلها:   – نعلن تمسكنا بالعمل القانوني و العلني داخل هياكل الرابطة في مختلف المستويات لنشر ثقافة حقوق الإنسان و لخدمة مصالح المواطنين و قضايا حقوق الإنسان على المستويين الوطني والدولي و لا يتسنى هذا إلا برفع الحصار عن المقر المركزي ومقرات الفروع في مختلف الجهات.    -نشدد على ضرورة الصمود لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة التي تتعرض فيها استقلالية الرابطة للتشكيك ووجودها للتهديد مع العمل على مناقشة كل القضايا التي تشغل بال المنخرطين داخل هياكل الرابطة في كنف الاحترام المتبادل وحق الإختلاف لتدعيم الوفاق الحقوقي داخلها.   -نجدد دعوتنا للسلطات العمومية للمساهمة في تجاوز الوضع الراهن بفتح الحوار مع هياكل الرابطة يحترم استقلاليتها ويدعم دورها الذي أسست من أجله.    -نحيي أنصار حقوق الإنسان وكل الغيورين على سلامة ودوام الرابطة.                                                                       رئيس الفرع  عبدالعزيز عبد الناظر

عناوين العدد الثاني للمغاربي

Le Maghrebin

 
    افتتاحية : موقعي الرابطة المغاربية للديمقراطية تصادر  فقط من قبل السيد بن علي علمنا : أخبار خاصة الجزائر:  »  ميثاق السلم والمصالحة الوطنية » ؛ نداء لتمديد الفشل: بقلم أحمد قاسي. التوتر الإجتماعي على أشده: بقلم مجيد لعريبي المغرب:  » المغاربي » يفتح النقاش حول  هيكلة المصاعب المغربية تونس: زعامة  راشد الغنوشي في الميزان : بقلم فاطمة قبى

المغرب العربي :

أسئلة الوحدة!!!  إشكالية التوحد بفلم : نصر الدين بن حديد   العالم: اللبنانيون ضحكوا أيضا أثناء الحرب،…  أستحيي كونك رئيسي قراءة: إعادة النظر في مفهوم الرشوة  

 
Sommaire du N°2 du « Le Maghrébin » Du 11 septembre 2006   Editorial : les deux sites de l’AMD sont censurés  uniquement par Monsieur Ben ALI, par Omar S’habou Su : informations confidentielles Politique : Algérie : « Charte pour paix et la réconciliation nationale » : appels pour proroger l’échec ! : Par Ahmed Kaci Front social agité : par  Madjid Laribi Maroc : « le maghrébin »  ouvre le débat sur  les maux structurels du Maroc Tunisie : Rached Ghanouchi contesté : par Fatima Kabba Maghreb : La problématique de l’union du Maghreb, par Nasrédine Ben Hadid Monde : Pendant la guerre les libanais ont ri, aussi…               J’ai honte que vous soyez mon président Lu : repenser la corruption  
 

السادة القراء والمشتركون المحترمون، سبق أن نشرنا يوم 5 سبتمبر في القسم الفرنسي من تونس نيوز نص البيان التأسيسي الذي صاحب إطلاق الموقع الرسمي للرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية وأسبوعيتها الإخبارية « المغاربي »، لكن خطأ فنيا وبشريا أدى إلى عدم نشر النص العربي للبيان الذي وافانا به المسؤولون عن الرابطة في نفس الوقت. ونحن إذ ننشره في عددنا لهذا اليوم، نعتذر للسادة القراء والمشتركين والأصدقاء المحترمين في الرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية عن هذا التأخير غير المقصود.

هيئة تحرير تونس نيوز 

الرابطة المغاربية للديمقراطية

البيان التأسيسي

 
  إن البلدان المغاربية تتميز بسمات متشابهة عديدة تأهلها إلى أن تصبح في المستقبل تجمعا إقليميا متكاملا و متماسكا و مكتفيا بذاته  و مزدهرا اقتصاديا. فالشعوب المغاربية تتميز على المستوى العرقي بالتعايش السلمي بين سكانها الأصليين أي الأمازيغ أو « الرجال الأحرار » و بين المغاربة العرب إذ نادرا ما كان هذا التعايش متوترا في التاريخ المعاصر. و أما على المستوى الديني  فإن الشعوب المغاربية  تتميز بانسجام نادر أيضا  إذ أن الأغلبية الساحقة من أبنائها تنتمي إلى نفس الدين و المذهب : أي الإسلام السني المالكي. و يعود هذا الانسجام  إلى أن الفضاء الجغراـ تاريخي المغاربي  متكون من نفس التراكمات  الحضارية التي تعاقبت عليه على مرّ العصور مما أكسب    المغاربة خلال حقبات متعددة من تاريخهم الطويل     قوة إشعاع سياسي و اقتصادي و ثقافي ملحوظ بلغ ذروته  في الربوع الأندلسية. و أما على المستوى السياسي  فإن و حدة  الفضاء المغاربي تحققت في حلقتين تاريخيتين : تحت سلطة الموحدين في القرن الثاني عشر و سلطة الحفصيين في ما بين القرنين الخامس عشر و السادس عشر. و يتجلى اليوم  هذا الانسجام  من خلال التقارب و التناغم في الميولات الفنية والمطبخية والسلوكيات  المجتمعية. إلا أن التأكيد على عناصر التوحد التي ميزت المنطقة المغاربية، لا يمنع من الوقوف عند عناصر الاختلاف التي نتجت عن الأطوار التاريخية المتقلبة التي عرفها الحوض المتوسطي، ممّا أدى إلى نحت هويات   متغايرة انتهى بها الأمر إلى حد انبعاث خمس دول في الفضاء المغاربي  لا يصح  أن نصفها بالكيانات المصطنعة… فالجزائر و المغرب و ليبيا و موريتانيا و تونس  تعتبر  نتاجا ختاميا لمسار تاريخي و تجليات لخصوصيات صنعها التاريخ تجسدت بعد الاستقلال  في اختيار المغرب للنظام الملكي الدستوري و تونس للنظام الجمهوري المدني و ليبيا للنظام الملكي التقليدي و الجزائر لنظام الجمهورية الشعبية و موريتانيا  للنظام الرئاسي. و لكن على الرغم من ذلك، فإنه لاشئ يفرق الدول الخمسة أو يباعد بينها فيما هو أساسي كاللغة والدين والثقافة.  وعلى غرار النمط التنظيمي البريطاني المتكون من  الهويات الانجليزية والايرلندية والاسكوتلندية والويلزية،  و الذي لم يحل دون نحت الهوية البريطانية الجامعة  لهم كذلك يمكن الجزم بوجود هوية مغاربية تجمع البلدان الخمسة دون القضاء على الهويات الفرعية. فالطابع الازدواجي للهوية البريطانية  يمكن أن ينطبق على البلدان المغاربية  . تماما كما هو هام الاستنارة بالمسار التوحيدي الذي  تسعى لتحقيقه الأمم الأوروبية و الذي يقتضي توحيد الطاقات دون القضاء على الهويات. و بصفة عامة و مبدئية فإن  مؤسسي » الرابطة المغاربية للديمقراطية  » لا يكنون عداءا ثقافيا أو إيديولوجيا أو دينيا تجاه الغرب كحضارة و ذلك لأسباب بديهية. اسباب جغرافية و تاريخية أولا: فاستيعاب المغاربة للقيم الثقافية الواردة من الغرب كان عميقا و ممتدا على مرّ القرون كما هو الشأن بالنسبة لقيم الحضارة العربية الإسلامية. لذلك يعتقد مؤسسو الرابطة أنه لن يكون بمقدور المجتمع المغاربي نحت هويته الجامعة إلا من خلال التوفيق بين القيم الايجابية لعناصر انتمائه الأربعة: المتوسطية والغربية و العربية الإسلامية و الإفريقية ضمن وحدة متعددة الثقافات سوف يكون لها أوفر حظوظ النجاح لأنها ترتكز على تجانس ديني ومذهبي لا مثيل له. ثم لأسباب إيديولوجية إذ أن النموذج الديمقراطي الغربي يشكل بالنسبة لمؤسسي الرابطة مرجعا للقياس في مجال تنظيم الدولة والمجتمع، ومن هنا فقد كان لزاما بلورة علاقة  تفاعلية خلاقة مع الأنظومة الغربية   لا  تهدد بمسخ البعد العربي الإسلامي للمجتمع المغاربي  بقدر ما تغنيه و تخصبه.  هذا ما  من شأنه أن يفعّل عملية  إقحام المفاهيم المؤسسة للنظام الديمقراطي الغربي  » كدولة القانون » و  » التناوب على الحكم » و  » فوقية المؤسسات » و « علوية القانون » في النسيج الثقافي و السياسي المغاربي  فيتهيأ بمقتضاه المغاربة للانخراط  في منظومة القيم الكونية و إعدادهم لرفع تحديات المستقبل. إلا أنه على الرغم من كل هذه الثوابت التكاملية ، وفي زمن التجمعات الاقليمية،  يبقى  المجتمع المغاربي في نقطة الصفر على صعيد مشروعه الاندماجي. إن إلقاء نظرة بسيطة على المعطيات الاقتصادية للمنطقة في مجموعها،  يبرز بجلاء إلى أي مدى يمكنها أن تكون قوة اقتصادية معتبرة تظاهي أو تفوق، كسوق داخلية تضم قرابة 90 مليون مواطن، قوى اقتصادية متوسطة كفرنسا أو ايطاليا. إن مؤسسو الرابطة المغاربية للديمقراطية لا ينكرون وجود  و عي  لدى النخب المغاربية والمسيرين المغاربيين بأهمية البعد المغاربي، ولكن الجمود الناجم عن الطموحات الضيقة المصطنعة والنظرة المحدودة للقضايا الاقليمية حال حتى دون تحرير  التنقل للسلع والأشخاص بين الخمسة أوطان. وكما هو معروف فإن زعماء المغرب العربي قد فشلوا طيلة العقد الماضي حتى في عقد و لو قمة رئاسية واحدة…! نقول ذلك ونحن نعلم أن رغبة الشعوب المغاربية في التوحيد والتلاقي تظل عظيمة لأنها إرث التاريخ ووعده الرائع. وأكبر دليل على هذه الرغبة الأخوية في التوحيد مظاهر التضامن العميق والفعال بين هذه الشعوب أثناء النضال ضد الغزوات الأجنبية على مرّ التاريخ. تضامن و طموح مشترك تجلاّ في  أبهى صورة في نداء طنجة التاريخي الصادر في شهر أبريل من عام 1958. إذ  فيه عبر القادة التاريخيون للبلدان المغاربية الرغبة الجماعية لشعوبهم في توحيد  مصيرها.   فكرة المشروع المغاربي وطموحاته
إن الفكرة الأولية التي حركت مؤسسي « الرابطة المغاربية  للديمقراطية » هي الإسهام في تنضيج وعي مغاربي  متسامي على  ما هو خصوصي لكل دولة وهذا هو التحدي الكبير الذي يواجه الجميع و الذي ينبغي أن نرتقي إلى مستواه,  على أن مؤسسو الرابطة مدركون تمام الإدراك  أن تحقيق هذا الهدف النبيل لن  يتحقق إلا  عن طريق إقامة أنظمة ديمقراطية حقيقية في الدول المغاربية الخمس. فالديمقراطية هي وحدها التي تخول لشعوب المنطقة ممارسة حقها في اتخاذ القرار بكل حرية والإسهام في إقامة   ذلك التجمع الإقليمي الكبير الذي يتوقف عليه مستقبلها و مستقبل الأجيال القادمة. وبالتالي فإن مؤسسي « الرابطة المغاربية للديمقراطية » يرومون  المساهمة في تنمية هذا الوعي المغاربي   و تجسيده عبر الأداة المتوازية معه عضويا: أي  نشر قيم الديمقراطية و النضال من أجل إ قامتها في كامل الفضاء المغاربي. ولتكريس هذه المبادئ على أرض الواقع  فإن مؤسسي الرابطة المغاربية لنشر الديمقراطية  اختاروا  بناء جمعيتهم على أساس مبدأ بسيط في عبارته لكنه عميق في معانيه، ألا وهو « حق الاختلاف »، فالرابطة تؤمن بحق كل المغاربة في حرية الاعتقاد الروحي والانتماء الايديولوجي والتوجه السياسي، بدون أية قيود يمكن أن تمس بحريتهم أو حرية الآخرين.   هذه هي فلسفة حقوق المواطن المغاربي التي يتبناها مؤسسو الرابطة, وهي تنطوي أيضاً على حق المرأة المغاربية في الارتقاء إلى  كرامة المواطنة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من أبعاد سياسية، واجتماعية، وثقافية. إن الرابطة للديمقراطية سوف تناضل، وبكل قوة، ضد كل أشكال التمييز والقمع التي تعوق مسيرة المرأة المغاربية أو تعرقل تحررها.كما ستناضل بقوة ضد كل أشكال العنصرية، والتمييز العرقي، أو الديني بجميع أشكاله. إن الرابطة المغاربية للديمقراطية سوف تجعل من  النضال من أجل احترام حقوق الإنسان المعترف بها كونياً عقيدتها المذهبية و  جوهر نضالها.   إن « الرابطة المغاربية للديمقراطية » ستسعى   للمساهمة في نشر الثقافة الديمقراطية لدى  المغاربيين بقدر ما تسمح لها إمكانياتها وظروفها. ستحاول إيقاف التصحير الذي  حلّ في الحياة السياسية المغاربية عن طريق زرع بذور الفكر الحر، الفكر التنويري، فكر الحوار التسامح  في الفضاء المغاربي. فهي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تعيد الاعتبار إلى المثقف والسياسي المغاربي وذلك في أنبل وأعز ما لديهما: أي في سعيهما لتحقيق التقدم للشعوب المغاربية و تحقيق التوازن  المؤسساتي و الحضاري للمنطقة ككل.  هذه الغايات لا و  لن   تكلف  « الرابطة المغاربية  للديمقراطية » أهدافا و طموحات سياسية سلطوية ! سوف لن تنخرط الرابطة إطلاقا   في المسابقات من أجل السلطة و لن ترشح أو تدعم أي كان باسمها أو تحت لوائها. هذا لا يعني بالطبع أنها لن تتفاعل مع الشأن السياسي، و هو الذي يشكل المادة الخام لنشاطها و غاياتها,  فجوهرها سياسي و طموحها مدني كما تحددها بدقة الأهداف العملية التالية التي  ستسعى لتحقيقها :     المساهمة في نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في  البلدان المغاربية الخمسة؛ العمل من أجل   صياغة نمط توحيدي  على غرار النمط الأوروبي الدفاع عن حق الاختلاف لكل المكونات الثقافية والسياسية للمنطقة. الدفاع عن حرية التعبير و الفكر و التجمع و المعتقد الدفاع عن المساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة؛  تكريس مفهوم دولة القانون ومبدأ التناوب على السلطة واعتباره حقاً لا يمكن التراجع عنه؛ الحرص على تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات؛ تطوير التفكير المعمق  حول شروط الانتقال الديمقراطي.   وسائل العمل إن  مؤسسي الرابطة  واعين بضخامة الإمكانيات المادية التي يتطلبها مشروع كهذا، وكذلك بالعراقيل الجيوسياسية الشائكة التي يمكن أن تحول دون  تحقيقه. و لأنهم واعون بكل ذلك  قرروا أن يستخدموا كل علاقاتهم الإنسانية والمعنوية والمادية من أجل تحقيق وسائل العمل التالية: تصميم موقع على شبكة الإنترنت يتولى نشر مجلة أسبوعية الكترونية  توفر  مادة إخبارية جادة  و فضاء رحبا و تعددي للحوار وللنقاش  سيكون عنوانها « le maghrébin » « المغاربي ». وسوف تعالج وقائع الساعة وتناقش المواضيع الكبرى التي تشغل ساحة المجتمعات المغاربية وذلك على ضوء الأهداف المحددة في المشروع. إخراج مجلة فصلية هدفها تجميع المساهمات الأساسية في النقاش ونشرها مع تصنيفها ضمن محاور أو موضوعات محددة. كما تهدف إلى نشر المداخلات والأبحاث الناتجة عن المؤتمرات التي تنظمها « الرابطة تنظيم لقاءات وندوات ورشات عمل ومؤتمرات حول مواضيع محددة.  تلتقي  في مساحاتها  النخب المغاربية  و الوجوه الأكاديمية والسياسية والإعلامية سواء أكانت قومية أو دولية  و حول مواضيع  لها علاقة بأهداف ومشاريع « الرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية ». مشاركة الأعضاء المؤسسين « للرابطة » ، في برامج الإذاعات والتلفزيونات القومية أو الدولية من أجل التعريف بـ »الرابطة » وتحقيق رسالتها وأهدافها. توفير الشروط الضرورية لتأسيس قناة تلفزيونية فضائية مغاربية. إن تمويل هذه النشاطات والفعاليات يتم عن طريق التبرعات التي يمكن أن تقدمها أي مؤسسة قومية أو دولية غير حكومية تشارك الرابطة  في نفس القيم والأهداف التي تنادي بها « الرابطة المغاربية  للديمقراطية ». وسوف يجيش الأعضاء المؤسسون للرابطة شبكة علاقاتهم من أجل الحصول على هذه التبرعات. كما سيتسم عمل الرابطة  بكامل  الشفافية عن طريق الإعلان عن مصدر هذه الأموال ومقاديرها. ولن نقبل تبرعات الدول المغاربية إلا إذا كانت منخرطة في مسار ديمقراطي حقيقي.   المؤسسون، قناعاتهم وصفاتهم

إن الانتماءات الإيديولوجية والسياسية للأعضاء المؤسسين « للرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية » غنية ومتنوعة ويمكن أن تقدم دعماً إنسانياً لطموحاتها. فهؤلاء الأعضاء ينتمون إلى البلدان المغاربية الخمسة لا إلى بلد واحد أو بلدين. وبالإضافة إلى ذلك فإنهم يمثلون كل التيارات السياسية والإيديولوجية التي تحترم حقوق الإنسان بدون استثناء. إنهم يريدون أن يضربوا المثل على أن المغاربيين يعرفون كيف يتقبل بعضم البعض على الرغم من اختلافهم أو من خلال هذا الاختلاف بالذات و أنهم يعرفون كيف يغلّبون الجانب العملي البراغماتي على الجانب الإيديولوجي الدوغمائي ويعرفون أيضاً كيف يعطون الأولوية « للصيرورة المستقبلية » على « العودة الرجعية إلى الوراء ». باختصار فإنهم ناضجون وجاهزون للديمقراطية. وهم يعلمون أنه قبل سعيهم  لنشر الديمقراطية في الفضاء المغاربي الواسع عليهم أن يمارسوها أولاً بين أنفسهم وعلى مستوى جمعيتهم أو رابطتهم.هذا وقد وقع احترام مبدأين أساسيين آخرين في تشكيل الفريق المؤسس « للرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية »: الأول هو تعايش الأجيال المختلفة، والثاني هو التمثيلية الوطنية أو القومية. فكل التيارات الفكرية، وكل الأجيال، وكل الجنسيات أو القوميات المغاربية متواجدة داخل هذا الفريق. يضاف إلى كل ما سبق أننا نحب التذكير بما يلي: إن « الرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية » سوف تستقبل بكل سعادة : كل مغاربية أو مغاربي خدم قضية الديمقراطية أثناء ممارسته لمهامه سواء منها الجامعية أو الجمعوية أو المدنية وأياً تكن الحساسية السياسية أو التيار الفكري الذي ينتمي إليه. كل أولئك الذين يؤمنون  بالوطن المغاربي كحقيقة تاريخية لا مرد لها، وبالديمقراطية بصفتها نظاماً للتعايش وفلسفة للحياة. كل أولئك الذين يعترفون بأن كل مغاربي له الحق في التعبير الحر عن نفسه أياً تكن قناعاته الفكرية. وكل أولئك الذين يؤمنون بالقوة الجوهرية للروح والفكر والمحاجة العقلانية والذين يعتقدون أن النبذ أو الإقصاء أياً تكن أشكاله ودوافعه يؤدي حتماً إلى العنف وزعزعة الاستقرار وانعدام الأمان. كل أولئك الذين يعتقدون بأنه لا يوجد للمشروعية إلا تلك التي تصدر عن إرادة الشعوب كما تتجلى من خلال قناة المؤسسات التمثيلية الحقيقية. فالشعب بصفته مالكاً للسلطة العامة وباعتباره سيداً مستقلاً هو الحكم الأخير فيما يخص المنافسة العامة بين البشر وتيارات الفكر المختلفة.   أخيراً فإن اختيار يوم  27 أبريل من أجل الاحتفال بالولادة الرسمية « للرابطة المغاربية للديمقراطية » ليس مجانياً ولا من قبيل الصدفة. فهو يتوافق مع حدث تاريخي كبير حصل قبل ثمانية وأربعين سنة بالضبط. ففي نفس اليوم من سنة 1958 اجتمع في مدينة طنجة، القادة التاريخيون لحركات التحرير الوطني في البلدان المغاربية الأساسية الثلاث وأعلنوا إيمانهم بوحدة المغرب الكبير. كما أعلنوا تصميمهم على تحقيق هذه الوحدة يوماً ما. ولكن إذا كان ما تحقق في هذا المجال على مدا السنوات الماضية زهيداً للأسباب التي ذكرناها فإنه لا شيء يثبت  أن المشروع غير قابل للتنفيذ أو أن مآله الفشل الدائم. وبالتالي فإن الأعضاء المؤسسين « للرابطة المغاربية للديمقراطية » إذ اختاروا هذه الذكرى المجيدة لإطلاق مشروعهم فإنهم أرادوا إكمال ما لم يستطع القادة التاريخيون المجتمعون في طنجة أن ينجزوه. لقد أرادوا تسريع حركة التاريخ في الاتجاه الصحيح الذي كانوا ينشدونه. ونحن بمعرفة كل القوى الحية المغاربية التي سبقتنا أو التي ستأتي من بعدنا وتسير على هذا الطريق العظيم سنحاول أن نواصل المسيرة بكل إمكانياتنا واستطاعتنا. وإنها لدلالة كبيرة أن يكون أحد القادة التاريخيين الموقعين , الوزير التونسي السابق الطاهر بلخوجة عضواً مؤسسا. وهذا أكبر دليل على أن الشعلة المغاربية لم تنطفئ ولن تنطفئ… على العكس يمكن إشعالها من جديد…

الأعضاء المؤسسون (حسب  ترتيب الحروف الفرنسية)

  حكيم  عداد: كاتب عام تجمع العمل والشباب (الجزائر) جورج عدّة:و جه تاريخي في الحركة التحريرية و الحقوقية (تونس) إسماعيل العلوي: وزير سابق، الأمين العام لحزب التنمية الاشتراكية (المغرب). محمد إبراهيم علاقي: الكاتب العام المساعد لاتحاد المحامين العرب (ليبيا). أحمد علام لحليمي   : وزير سابق بحكومة اليوسفي (المغرب) عبد الحفيظ أمزيغ :مدير المكتب الدولي  للمراقبة ( المغرب) كامل أودجهان: رئيس اتحاد الطلبة الجزائريين بفرنسا (الجزائر). جمعة عتيق:محامي و كاتب عام الرابطة الليبية لحقوق الإنسان محمد بابا: ممثل رئيس اتحاد القوات الشعبية الموريتانية (موريتانيا). صالح بشير:كاتب و إعلامي (تونس) محمد برّادة:رجل أعمال’ مناضل في الحزب الإشتراكي للقوى الشعبية ( المغرب) الطاهر بلخوجة: وزير سابق ونائب رئيس جمعية الوفاء لبورقيبة (تونس). حسن بنعدي:كاتب و مدير شهرية ليسونسيال (المغرب). سميرة بنعلو:صحافية و مناضلة حقوقية (الجزائر). مصطفى ابن أحمد:عضو سابق بالمكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل ومناضل حقوقي (تونس). الطاهر بن حسين:مدير قناة حوار التلفزية ( تونس) أحمد رضا بن شمسي:مدير الأسبوعية  » تال كال »( المغرب) جمال بن شنوف: رئيس جمعية الصحافيين اللاجئين بفرنسا (الجزائر). فوزية بنيوب:مناضلة حقوقية ( تونس) شكيب بوعلو:أستاذ جامعي , مناضل حقوقي (المغرب) خليل بوستة:برلماني وعضو المكتب التنفيذي لحزب الاستقلال (المغرب) نور الدين بن تيشة: رئيس الشبكة الأورومتوسطية للشباب (تونس). أحمد بوشيبة:رئيس الجمعية الجزائرية للمحامين الشبان و الرئيس الحالي للمنظمة العربية للمحامين الشبان (الجزائر). سليمان بوشويقير: رئيس المنظمة الليبية لحقوق الإنسان (ليبيا). مبارك بودركة:عضو اللجنة الإدارية الوطنية لحزب القوى الشعبية ( المغرب) ابراهيم بوجبيت:رئيس الشباب الديمقراطي المغربي ( المغرب) مالك بوكتوش: طبيب ورئيس فرع أوروبا لجبهة القوى الاشتراكية (الجزائر). كريم بوخاري:رئيس قسم الأخبار بأسبوعية « تل كيل » ( المغرب). عادل الشاوش: برلماني و عضو المكتب السياسي لحزب التجديد ( تونس). سهيل شنتوف :عضو اللجنة التنفيذية للوحدة الفرنسية للإتحاد الاشتراكي للقوات (المغرب). خالد شوكات: رئيس مركز تدعيم الديمقراطية في العالم العربي ( تونس). أسماء الشرايبي:عضوة اللجنة التنفيذية الجهوية الأوروبية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( الغرب) عبد الفتاح دحمانة:مهندس وعضو اتحاد الشباب الأورو مغاربي (الجزائر). عبد العزيز دهماني: صحافي ( تونس) عادل دلال فتحي:صحافي بإذاعة الشرق ( الجزائر). زهير الدوادي:رئيس القسم السياسي بقناة 2م (المغرب) صلاح الدين المنوزي:رئيس مساعد لجمعية  » الوصل » ابراهيم حجّام:رئيس الجمعية الوطنية لعائلات المساجين بالصحراء الغربية ( المغرب) إيمان درويش:الكاتبة العامة للشبكة الأورومتوسطية للشباب (تونس). لحسان العواد:رئيس مصلحة بأسبوعية « لصحيفة »(المغرب).  احميدة النيفر:كاتب  و باحث إسلامي (تونس). عبد الوهاب الصافي:مدير برامج التنمية و الطاقات البشرية بكندا ( المغرب) عبد الصمد الفيلالي:رئيس اتحد الشباب الأورو مغاربي ( المغرب). عبد الله فرايقي:إطار قيادي نقابي و مناضل حقوقي ( المغرب) عبد الرؤوف قمبيج:إطار قيادي نقابي و مناضل حقوقي ( المغرب) حسن حاج ناصّار: مناضل تاريخي باليسار المغربي ومناضل حقوقي ( المغرب) الطاهر حماداش: مناضل حقوقي (الجزائر). ليلى حميلي: باحثة وعضوة المكتب التنفيذي لاتحاد الشباب الأورو مغاربي (المغرب) محمد حرمل:رئيس حزب التجديد ( تونس) العياشي حمامي: محامي  و عضو مؤسس لحركة 18 أكتوبر (تونس). مزيان حموش: مناضل جمعوي ونقابي (الجزائر). سليمان حمراني:اقتصادي و مناضل حقوقي (المغرب) عبد الواهاب الهاني: صحافي ومناضل حقوقي (تونس). رشيدة هشور: صحافية ومناضلة حقوقية (الجزائر). مختار حمان:إطار  قيادي بحزب التنمية الاشتراكية ومناضل حقوقي (المغرب). خالد الجامعي:عضو مؤسس لأسبوعية « لوجورنال » (المغرب). صلاح الدين جورشي:رئيس مساعد للرابطة التونسية لحقوق للإنسان (تونس). فاطمة قبى: صحافية ومناضلة حقوقية (المغرب). أحمد قاسي: رئيس مصلحة التحرير ومناضل حقوقي (الجزائر). محمد خويا: نقابي وعضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (المغرب). يوسف لهلالي:مراسل صحيفة الإتحاد الإشتراكي بباريس ( المغرب) مجيد لعريبي: صحافي ومناضل حقوقي (الجزائر). إيزانا العروسي:صحافية و مناضلة حقوقية ( المغرب) محمد لمريني:عضو المكتب السياسي للإتحد الإشتراكي ( المغرب) ربيع اليوفودي: الكاتب العام لاتحاد الشباب الأورو مغاربي (المغرب). عبدل لوكورمو:مسؤول عن العلاقات الخارجية باتحاد القوات الشعبية (موريتانيا). محمد معالي:عضو مؤسس لنقابة للصحافيين الأحرار التونسيين (تونس). محمد لمريني:عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المغرب). عبد الإله منصوري: كاتب ومناضل حقوقي (المغرب). محمد مالكي: مدير مركز الدراسات الدستورية والسياسية (المغرب). جلال الماطري: منسق جمعية  الصداقة التونسية بسويسرا (تونس). عبد العزيز مزوغي: محامي وعضو الهيئة الإدارية بمركز الاستقلالية والعدالة (تونس) نجاة ميلاد: ناشرة (تونس) منعم قلال:الكاتب العام لجمعية الوصل و مناضل في الإتحاد الإشتراكي ( المغرب) محمد مباركي:كاتب و سياسي (المغرب) موهوب نايت معوش: شخصية تاريخية في المقاومة الجزائرية ومناضل حقوقي (الجزائر) عبد السلام نومان:حقوقي و رئيس جمعية الوصل ( المغرب) مراد أوعباس:كاتب وصحفي (الجزائر). عبد اللطيف أوعمو:رئيس لجنة برلامنية و عضو بالمكتب السياسي لحزب التنمية و الإشتراكية ( المغرب) شبيه ولد ماء العينين: رئيس الجبهة الشعبية الموريتانية (موريتانيا). أحسان اومداح : نقابي ومناضل حقوقي (الجزائر). جمال ولد محمد :رجل قانون ونائب رئيس اتحاد الشباب الأورو مغاربي (موريتانيا). بدر الدين ولد مصطفى:نائب رئيس تجمع القوات الشعبية (موريتانيا). محمد ولد مولود:رئيس حزب إتحاد القوى التقدمية ( موريطانيا) عمر ولد يلي: الكاتب العام للإتحاد الشعبي الموريتاني (موريتانيا). ضوء  عون منصوري:عضو عمادة المحامين (ليبيا) بوجمعة الرميلي : عضو المكتب السياسي لحزب التجديد (تونس). سعاد السعدي  : رئيسة جمعية أمل (المغرب). هالة الساحلي : باحثة في العلوم السياسية ومناضلة حقوقية (تونس). عبد المجيد الصحراوي: نائب الكاتب العام للاتحاد النقابات المغاربية (تونس). عمر صحابو :مدير أسبوعية « لمغرب » (تونس). صلح سيدهوم : طبيب ومناضل حقوقي (الجزائر). سيد عثمان مجيد:نقابي قيادي ( الجزائر) سميرة سيطايل: مديرة الأخبار بالقناة الثانية (المغرب). شوقي طبيب : رئيس شرفي لاتحاد المحامين العرب الشباب (تونس). حكيم طيبي  : صحافي ومناضل حقوقي (الجزائر). زينب التازي:عضوة اتحاد الشباب الأورو مغاربي (المغرب). مصطفى تليلي: سفير سابق ومستشار اتحاد النقابات المغاربية (تونس) هادي يحمد:صحافي و مناضل حقوقي ( تونس)  سعيد ز غلول: رجل قانون و عضو الهيئة المديرة لجمعية الوصل عمر الزايدي  : منشط اليسار الاشتراكي الموحد (المغرب). محمد زيتوني : إطار مسير للحزب الاشتراكي الموحد (المغرب).   المكتب التنفيذي   عمر صحابو: رئيس أحمد بوشيبة: نائب الرئيس للجزائر. محمد ابراهيم علاقي: نائب الرئيس لليبيا. محمد أوعمو: نائب الرئيس للمغرب. جمال ولد محمد: نائب الرئيس لموريتانيا. شوقي طبيب: نائب الرئيس لتونس. عبد الصمد الفيلالي: كاتب عام. أحمد قاسي: أمين المال محمد بابا: مكلف بإصلاح المؤسسات المغاربية مالك بوكتوش: مكلف بالتربيةو الشؤون الجامعية والشباب. أسماء الشرايبي: مكلفة بالفنون والثقافة. خالد شوكت:  مكلف بالعلاقات الخارجية بالعالم. إمان درويش: ممثلة الرابطة لدى المنظمات الغير الحكومية بشمال أمريكا. عبد الوهاب الهاني: مكلف بالإتصال. مختار حمان: مكلف بالعلاقات مع اامؤسسات المغاربية والفرنسية. مجيد لعريبي: رئيس تحرير المجلة الأسبوعية للرابطة « المغاربي »  أكيم الطيبي: مكلف بالإندماج الإقتصادي المغاربي. محمد زيتوني: مكلف بملف  حقوق الإنسان.


بيـــــــــــــــان

تونس في  11/09/2006

 

 

نحن الممضين أسفله – الاساتذة المسقطين عمدا في الكاباس ( شيفاهي 2006)- نتوجه الى الرأي العام

بالبيان التالي:

توجهنا اليوم على الساعة الثالثة بعد الظهر الى مقر وزارة التربية و التكوين، حيث تمكنا من الوصول الى الطابق الثالث ( قسم التعليم الثانوي) قصد متابعة ملفنا الذي تلقينا بصدده وعودا كثيرة منذ شهر جويلية المنقضي تفيد التفاعل الايجابي، و أمام امتناع المسؤولين الاداريين عن مقابلتنا، فوجئنا بحصار أمني كثيف من مختلف الفرق و التشكيلات احتلوا أروقة المكان و شكلوا المخاطب الوحيد لنا، قررنا الدخول في اعتصام، و في حدود الساعة الخامسة و عشرة دقائق، اقتحم المكان من قبل عدد كبير من الأعوان بالزي المدني و شروعوا مباشرة في اخراجنا بالقوة و العنف الشديد، مما سبب جروحا عميقة في يد الاستاذ على الجلولي و كدمات و رضوضا على أجزاء مختلفة من جسد الاستاذ محمد مومني، فضلا الالقاء بنا جميعا في الطريق العام بطريقة وحشية و مهينة.

– اننا اذ لا نستغرب هذا الاعتداء الوحشي في معالجة ملفنا الذي أجمع الكل على عدالته، فان ذلك لن يزيدنا الا اصرارا و استماتة في الدفاع عن مطلبنا المتمثل في الاقرار بنجاحنا النهائي في الدورة المذكورة أعلاه و انتدابنا أساتذة بالتعليم الثانوي فورا و دون تسويف أو مماطلة.

– نهيب مرة أخرى بأساتذتنا الجامعيين و السادة المتفقدين أن يخرجوا عن صمتهم دفاعا عن مصداقيتهم العلمية و الأخلاقية.

– كما نتوجه الى عموم الأحزاب و المنظمات و النقابات و الحركة الطلابية بأن يواصلوا اسنادهم لمعركتنا التي سنواصلها بجرأة و كفاحية عالية مهما كلفنا ذلك من تضحيات.

 

 

الامضاءات.

– البشير المسعودي ( 37 سنة) أستاذية فلسفه 1999

– محمد المومني ( 33 سنة ) أستاذية فلسفة   وباحث في ماجستير فلسفة.

-جيلاني الوسيعي( 36 سنة) استاذية عربية 1999

– الحسين بن عمر (30سنه )الأستاذية في الإعلامية 2001  وشهادة الدراسات العليا

المتخصصة في نظام الإتصالات والشبكات 2003

– علي الجلولي ( 33سنة ) أستاذية فلسفة 2001

لطفي فريد (32 سنة ) أستاذية فلسفة 2002

– محمد الناصر الختالي (26 سنة ) أستاذية فلسفة 2005

– حفناوي بن عثمان ( 33 سنة ) أستاذية عربية 2005

 

 

للاتصال : excluscapes2006@yahoo.fr


 

تونس في 12/09/2006

  

 

رسالة الى الهيئة الادارية القطاعية للتعليم الثانوي

 

السادة الاعضاء

الزملاء الأعزاء

 تحية نقابية مناضلة و بعد

نحن الأساتذة المسقطين عمدا في الكاباس ( شفاهي 2006) على خلفية نشاطنا النقابي و السياسي صلب الاتحاد العام لطلبة تونس و الحركة الطلابية، نتوجه اليكم قصد اعلامكم باخر التطورات المتعلقة بملفنا الذي لا شك انكم تتابعونه باستمرار.

     بعد سلسلة من النضالات خضناها مباشرة اثر التصريح بالنتائج النهائية يوم 14 جوان المنقضي، تلقينا في أواسط شهر اوت وعدا صريحا من المديرة العامة للتعليم السيدة ليلي بوزايدي و مدير الانتدابات للتعليم الثانوي السيد محمد الامين، فوجئنا منذ بداية هذا الشهر بتملص هؤلاء من وعودهم و تحول الملف الى ايدي قوات البوليس التي تحولت الى مخاطب وحيد لنا، و كان اخر فصول هذا التعامل ما حدث مساء الاثنين 11/09/2009 من اعتداء همجي طالنا في أروقة وزارة الاشراف و أمام أنظار مسؤوليها. و قد كانت حصيلة ذلك جروح غائرة و كدمات لبعضنا.

ان هذه التطورات الخطيرة لن تزيدنا الا اصرارا و استماتة في الدفاع عن حقوقنا مهما كلفنا ذلك من تضحيات. و عليه نهيب بكم جميعا لمساندتنا من أجل رفع هذه المظلمة.

 

تمنياتنا لأشغال هيئتكم الادارية بالتوفيق. نشد على أياديكم بحرارة.

 

الامضاءات:

 

– البشير المسعودي ( 37 سنة) أستاذية فلسفه 1999

– محمد المومني ( 33 سنة ) أستاذية فلسفة   وباحث في ماجستير فلسفة  .

-جيلاني الوسيعي( 36 سنة) استاذية عربية 1999

– الحسين بن عمر (30سنه )الأستاذية في الإعلامية 2001  وشهادة الدراسات العليا

المتخصصة في نظام الإتصالات والشبكات 2003

– علي الجلولي ( 33سنة ) أستاذية فلسفة 2001

لطفي فريد (32 سنة ) أستاذية فلسفة 2002

– محمد الناصر الختالي (26 سنة ) أستاذية فلسفة 2005

– حفناوي بن عثمان ( 33 سنة ) أستاذية عربية 2005


 

نــداء اسـتـغــاثـة
 
تعدّدت في الأيام الأخيرة التحركات من أجل الحق في الشغل. فمن جهتهم واصل الأساتذة المسقطون عمدا من مناظرة « الكاباس » بسبب نشاطاتهم السياسية والنقابية بالجامعة التحرك من أجل حق الشغل وقد جمّعوا عشرات الإمضاءات الجديدة المساندة لمعركتهم.   كما نظم اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل تجمعا يوم الإثنين الماضي 4 سبتمبر 2006 أمام وزارة التربية حضره حوالي الـ50 نفرا من حاملي الشهادات المعطلين عن العمل، وقد تمكن وفد من مقابلة مسؤول بالوزارة، وفي نفس السياق قابل وفد آخر من الإتحاد مسؤولا بوزارة الشؤون الاجتماعية يوم الخميس 7 سبتمبر وكان موضوع اللقاء مسألتي دفتر العلاج والمناظرات.   أما على الصعيد الجهوي فقد تجمع عدد من العاطلين عن العمل صحبة عائلاتهم بالشارع الرئيسي بمدينة المظيلة يوم الجمعة 8 سبتمبر 2006 للمطالبة بالحق في الشغل، كما رفضت اللجنة المحلية لحاملي الشهادات المعطلين عن العمل بزانوش (قفصة) مقترح السلطات المتمثل في تربصات في إطار 21/21 مطالبة بتشغيل المعطلين عن العمل وفق كفاءاتهم أي شهاداتهم العلمية.   وللتذكير فإن العديد من حاملي الشهادات المعطلين عن العمل بجهة قفصة كانوا قد تجمّعوا يوم 29 أوت الفارط بمقر ولاية قفصة ومقري كل من معتمدتي السند والرديف للمطالبة بحق الشغل.   وفي ما يلي نداء استغاثة أصدرته مجموعة من قدماء خريجي الجامعة التونسية:   تونس في 8 سبتمبر2006   نحن قدماء خريجي الجامعة التونسية المتحصلون على شهادة الأستاذية في عدة اختصاصات. وبعد انتظارنا سنوات دون حل أو أمل في الحصول على شغل. ونظرا للظروف الاجتماعية القاهرة والمتمثلة في:   –   التقدم في السن حيث تتراوح أعمارنا بين 30 وما فوق 40 عاما. –   الارتباطات الاجتماعية (زواج، كفالة).   هذا إلى جانب ما تخلفه البطالة من انعكاسات نفسية ومادية واجتماعية وصحية سلبية على الفرد وعائلته.   وأمام انسداد كل الأبواب رغم اتصالاتنا المتكررة بوزارة التربية والتكوين حيث لم نجد آذانا صاغية أو أيّة جدية في التعامل مع ملفنا وإلحاقنا بالتدريس في الوقت الذي يتسرّب فيه آخرون بطرق ملتوية وعبر الأبواب الخلفية، نعلن الآتي:   1- نحمّل وزارة التربية والتكوين المسؤولية الكاملة لما نعانيه بسبب البطالة وندعوها للتعامل الجدّي مع ملفنا باعتباره ذو أولوية.   2- أنّ العمل حقّ طبيعي لكل إنسان يريد العيش بكرامة، وعليه سندافع عن هذا الحق بكل الوسائل المشروعة.   3- نهيب بكل القوى الحية مساندتنا لرفع كابوس البطالة   الإمضاء: مجموعة من قدماء خريجي الجامعة التونسية   ملاحظة: البلاغات والبيانات القادمة ستتضمن الأسماء والحالات الاجتماعية خبر سريع
 
بمناسبة مرور سنة على منع انعقاد المؤتمر السادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من طرف السلطة، وفي إطار الحملة التي انطلقت من أجل استرجاع مقرات فروع الرابطة، حاول مساء اليوم عدد من مناضلي فرع صفاقس الشمالية (عبد العزيز عبد الناظر، علي زيتوني، لطفي قوبعة، شفيق عيادي، عبد القادر حشاد، رؤوف شعبان، …) دخول مقر الفرع، إلا أن البوليس السياسي تدخل ومنعهم من ذلك بالقوة.   (المصدر: « البديـل عاجل » بتاريخ 10 سبتمبر 2006، عبر قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي)


بسم الله الرحمن الرحيم
 
 

برهان بسيس و*مرسل الكسيبي وبوبكر الصغير و*الحبيب أبو وليد المكني مع د.صباح الشاهر وحازم السامرائيحوار لامس الأوضاع التونسية سياسيا في أحدث تجلياتها ومفاصلها العامة –اضغط على الصورة للاستماع والمشاهدة  تاريخ بث الحلقة مساء 10 سبتمبر 2006
 

تسجيلات صحيفة الوسط التونسية***


أخبار حريات

 

تهديد

قالت أرملة المرحوم احمد التليلي ووالدة السجين عبد الرحمان التليلي أن عدل منفذ طالبها بتسليم البيت الذي تقيم فيه وتنفيذ عقلة على جميع الأثاث بمقتضى حكم قضائي صادر ضد ابنها لفائدة نزاعات الدولة.

وأكدت أنها شرحت لعدل المنفذ بأن البيت كان على ملك المرحوم أحمد التليلي وانه الآن باسمها الشخصي مستظهرة بما يثبت ذلك لكنه هددها باستعمال القوة العامة.

وأضافت في رسالة إلى وزير العدل أنها اندهشت لهذه التصرفات الغريبة والتي يراد منها إرباكها بسبب الدفاع عن حق ابنها السجين في العلاج. مضيفة « ربما هي محاولة لإهانة عائلة بأكملها كانت ضحت بالغالي والنفيس في خدمة هذا الوطن ».

 

رسائل شفوية

اجتمع ممثل عن فرع تونس للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي مع عائلات تونسيين بسجن قوانتانامو ونقل عنهم رسائل شفوية إلى أبنائهم. يذكر ان حوالي 10 تونسيين محتجزون في سجن قوانتانامو.

 

نقلة تم ابعاد السيد أحمد الرحموني الرئيس الشرعي لجمعية القضاة التونسيّين إلى المحكمة الابتدائية بالمهدية بدون رضاه. وبذلك يكون أغلب أعضاء المكتب الشرعي للجمعية قد وقع تشتيتهم بين المناطق الداخلية سعيا لإطفاء بريق الشرعية وانتصارا للمسار الانقلابي.

وفي المقابل تمت مكافأة كل من ساهم في ضرب المكتب الشرعي من الموالين للإدارة فخضعت محاكم إقليم تونس الكبرى ونابل وبنزرت إلى عملية تطهير تم بموجبها ابعاد كل من له نفس استقلالي وترقية كل من اصطف وراء الإدارة، وفتحت أمامهم الآفاق ومكنوا من الارتقاء إلى الرتبة الثالثة التي عممت على كل رئيس محكمة ابتدائية ممتازة (بنفس مركز محكمة الاستئناف) وعلى كل وكيل جمهورية بها.

مع العلم ان نتائج الحركة القضائية لهذه السنة لا علاقة لها بالشغورات التي تم إعلام القضاة بها قبل تقديم المطالب وتميزت بغياب الشفافية وبانعدام مقاييس موضوعية بجدول الكفاءة والترقية. فعلى سبيل المثال كيف يرتقي إلى الرتبة الثالثة من دخل في دفعة نوفمبر 1988 في حين يجمّد في الرتبة الثانية من دخل في دفعات 1983 و 1984 وما قبلها رغم الكفاءة المشهودة والنجاح في الخطط التي اضطلع بها.

كما نشير إلى تغافل الحركة عن تسمية قاضي المؤسسة وقاضي الشغل حتى تترك للإدارة مطلق التصرف فيها.

 

تنقيح أعرج

من جهة أخرى التأمت الجلسة العامة الخارقة للعادة لجمعية القضاة في نسختها الثانية يوم 31 جويلية بعدما تعذر عقدها في مرحلة أولى لعدم توفر النصاب. وكان الحضور ضعيفا جدا رغم حشد الإدارة للقضاة ذوي الخطط والتلويح بالحركة القضائية إذ لم يتجاوز عدد الحاضرين 150 قاضيا، غادر جلهم الجلسة قبل التصويت على قرارها ولم يبق منهم غير 97 قاضيا.

وتم تنقيح القانون الأساسي للجمعية حيث أصبح بمقتضاه حصر الترشحات للمكتب التنفيذي في إقليم تونس نابل بنزرت وحرمان قضاة الداخل من ذلك الحق الذي فرض بعد نضال طويل.

ولا يخفى على أحد خلفيات هذا التنقيح الذي جاء لقطع الطريق على نشطاء الجمعية المستقلين من تجديد ترشحهم خلال المؤتمر القادم.

ولسائل أن يتساءل عن مصداقية هاذ التنقيح الذي يتطلب موافقة ثلثي القضاة ( حوالي 1130 قاضيا) مع الاكتفاء بأقل من مائة قاضي فقط. 

 

وفاة

سمحت السلطات للسجين السياسي والزعيم الطلابي السابق عبد الكريم الهاروني بحضور جنازة والدته السيدة بنت الصادق التركي التي وافاها الاجل المحتوم يوم الاربعاء 16 اوت.  و أبّن الهاروني والدته وقام بنفسه بإمامة الصلاة عليها والدعاء لها.  يذكر أن الهاروني وعمره الآن 45 سنة معتقل منذ 15 سنة وهو مازاد في آلام والدته وعجل برحيلها رحمها الله.

 

رسالة

توجه عبد الكريم الهاروني بعد وفاة والدته برسالة مطولة ومؤثرة لعائلته ومن خلالها للعالم جاء فيها:  » لقد قضيت خمسة عشرة سنة سجنا و توفيت أمي العزيزة علي و أنا في السجن ورغم ذلك لست حاقدا لان الحقد يعمي على الحق، و لكني لست متنازلا على حقي في أن أعيش حرا، في شعب حر، في بلد حر مهما كان الثمن، حتى و لو مت في السجن. فمن اجل ديني و بلادي يهون كل شئ ».

 

بيع

عرض السجين السياسي السابق صلاح الدين العلوي من منطقة بوسالم  أبناءه للبيع.  وفسر الرجل هذه الخطوة الرمزية بخطورة الحصار المضروب عليه وعلى عائلته منذ تسريحه إذ لا عمل له ولا دخل يعيل به أبنائه بالإضافة إلى المراقبة الأمنية المشددة.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 381 بتاريخ 8 سبتمبر 2006)

 
 


 

أجواء من التصعيد بين الوزارة والأساتذة قبل بدأ العام الدراسي

تونس – الموقف – محمد الحمروني

 

دعت النقابة العامة للتعليم الثانوي إلى عقد هيئة إدارية استعجاليه يوم الجمعة 8 ديسمبر الجاري. وينتظر أن تتناول الهيئة في اجتماعها طريقة تعامل الوزارة مع الأساتذة ونقابتهم وطريقة معالجتها لجملة الملفات العالقة. وتأتي هذه الدعوة مباشرة بعد رفض مدير ديوان الوزير يوم السبت 2 سبتمبر الجاري استقبال أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي في مكتبه، وأصر على أن تقدم النقابة مطالبها مكتوبة ومن خارج الوزارة، وهو ما اعتبرته النقابة إهانة لها وللقطاع التربوي الذي تمثله.

 

وكان السيد الشاذلي قاري الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي شدّد في ندوة صحفية عقدت يوم الجمعة 1 ديسمبر على أن النقابة « لا تستطيع أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام عدم جدية الوزارة في تعاملها مع الطرف النقابي » فهي لم تف بأيّ من الوعود التي قطعتها على نفسها ولم تلتزم بما تم الاتفاق عليه وذلك رغم كل الاتصالات التي قامت بها مختلف الهياكل النقابية بمن فيها الأمين العام نفسه مع الوزارة ومع مستويات أعلى منها. ولكن حتى الوعود التي قطعت للامين العام نفسه لم ينفذ منها شيء وهو ما يدعو إلى استنتاج أن الوزارة مستهترة بالنقابة وباللجان المتناصفة وأنها تريد أن تعمل من جانب واحد كما قال.

 

واعتبر قاري أن انفراد الوزارة بحركة النقل العادية وسد الشغورات وحركة التقريب بين الأزواج، التي كانت تتم في السابق بصفة مشتركة وآلية بين النقابة والوزارة، ليست سوى محاولة لإرباك الطرف النقابي لكي لا يطرح القضايا الكبرى والهامة التي بدأ بطرحها نهاية السنة الفارطة وخاض من اجلها ثلاثة إضرابات ناجحة. ومن تلك المطالب: تشريك الأساتذة في وضع البرامج والتصورات التعليمية الكبرى بالبلاد، إيجاد قانون أساسي منظم للمهنة، تحديد سن التقاعد بِـ 55 سنةّ. إلى جانب ذلك إلى ذلك يؤكد الأساتذة على جملة من المطالب المادية كمنحة العودة ومنحة مراقبة الامتحانات، ويضاف إلى هذه المطالب فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات عن إدراج قصيدة لمفكر صهيوني في امتحانات الباكالوريا ومعاقبة المسؤولين عن ذلك، وهو المطلب الذي تجاهلته الوزارة بالكامل.

 

وفي ختام الندوة الصحفية دعا قاري الوزارة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار للنظر في ما قامت به من جانب واحد وقال « إن النقابة لن تتخلى عن دورها في الدفاع عن مصالح العمال وستخوض في سبيل ذلك مختلف أشكال التحركات سواء هنا في العاصمة أو في الجهات التي بدأت في خوض نضالاتها بالاعتصام أمام المقرات الجهوية للتعليم كما حدث في جندوبة ومنوبة.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 381 بتاريخ 8 سبتمبر 2006)


 

 

انقسام الشارع النقابي حول تقديم موعد المؤتمر والقواعد تتساءل عن الأسباب

تونس – الموقف- محمد الحمروني

 

قررت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل عقد المؤتمر القادم للاتحاد أيام 14 و15 و16 ديسمبر القادم بمدينة المنستير بدلا من شهر فيفري وهو ما يعني عقده قبل شهرين من انتهاء المدة القانونية التي حددها النظام الداخلي للاتحاد. وكان المكتب التنفيذي دعا إلى عقد هيئة إدارية استثنائية يوم الاثنين 4 سبتمبر الجاري للبت بصفة نهائية في موعد عقد المؤتمر خاصة بعد الخلاف الذي برز حول هذه المسالة سواء بين أعضاء المكتب التنفيذي أنفسهم أو بين النقابيين.

 

وعلمت الموقف أن جلسات الهيئة الإدارية شهدت تدخلات نوعية ومعمقة واستمامة كبيرة في الدفاع عن القانون. ومن تلك التدخلات تدخل كل من السادة عبد النور المداحي وعلي رمضان عضوا المكتب التنفيذي، وحسين العباسي وعبد الستار منصور والمولدي الجندوبي عن كل من الاتحادات الجهوية بالقيروان والمهدية وجندوبة. كما تميزت تدخلات كل من ممثلي التعليم الثانوي والتعليم العالي. وحسب العديد من المتابعين للشأن النقابي فإن هذه  التدخلات أثّرت بشكل كبير على نتيجة التصويت. فقد عارض ما يقرب عن العشرة مبدأ تقديم موعد المؤتمر وتحفظ عشرة آخرون وهو ما لم يرض  » القيادة النقابية » التي كانت تصر على أن يكون التصويت على النعم بأغلبية ساحقة.

 

ويقول المعارضون لتقديم المؤتمر أنهم كانوا يفضلون حلا وفاقيا يقوم على تأويل مقتضيات نص القانون وأنهم لم يكونوا ينتظرون تصويتا بالشكل الذي تم خلال الجلسة، وشددوا على أن نتيجة التصويت كانت ستكون مختلفة لو تم اللجوء إلى الاقتراع السري.  

 

لماذا التقديم

 

غير أن ما شغل القاعدة النقابية خلال الفترة الماضية، أكثر من مسألة التقديم أو التأخير، هي الخلفيات التي دعت إلى اتخاذ مثل هذا القرار، خاصة وان الظروف إلى تم فيها الإعلان عن هذا التقديم لم تكن عادية بالمرة. فأغلب النقابيين كانوا في عطل والأمين العام نفسه كان في إجازة وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي  كانوا في زيارة عمل إلى سوريا والبعض الآخر كان منهمكا في بعض المسائل الخاصة، بما يوحي بان القرار أتّخذ فجأة وبصفة فردية أو في اطر ضيقة للغاية ودون سابق حوار أو نقاش لا بين القيادة النقابية ولا بينها وبين قواعدها. هذا من حيث الظرفية أما من حيث الدوافع فإن عددا كبيرا من النقابيين لا يرون انه توجد أسباب داخلية بحتة ذات علاقة بخدمة الأجندة النقابية لهذا التقديم. فما الذي يجعل القيادة النقابية تصر عليه؟

 

التفرغ للملفات

 

القيادة النقابية تقول أن مبرراتها لتقديم موعد المؤتمر عديدة منها على سبيل المثال فسح المجال لتناول الملفات النقابية الكبرى التي لن تحتمل انتظار الانتهاء من الانكباب على المؤتمر. ومنها اعتبار المؤتمر تتمّة لمؤتمرات تجديد الهياكل الجهوية والقطاعية، إضافة إلى ذلك يعتبر دعاة التقديم أن إنجاز المؤتمر قبل شهرين من موعده الأصلي لن يغير شيئا إن على مستوى التحضيرات وخاصة فيما يتعلق باللوائح التي يشدد البعض على أنها تقريبا جاهزا منذ انعقاد المجلس الوطني الأخير في قليبيا، أو في ما يتعلق بمعركة التنافس على مقاعد المكتب التنفيذي. و يرى هؤلاء أن فترة الشهرين التي تفصل بين الموعدين لن تأثر في التوازنات الانتخابية، فالإجماع حاصل حسب رأيهم حول الأمانة العامة التي لن تخرج كما يرون من بين أيدي الأمين العام الحالي السيد عبد السلام جراد وان بقية الأطراف قد حسمت منذ مدة تحالفاتها الانتخابية وبالتالي فلن تتغير مجريات الأمور كثيرا بسبب هذا التقديم.

 

رؤية غير واضحة

 

وحسب المتابعين فإن هذه السجالات والاختلافات تعكس حقيقة واحدة وهي عدم وجود رؤية واضحة للأولويات التي على المنظمة أن تنهض بها في هذا الظرف بالتحديد. وان هذه الاختلافات لن تزيد إلا في تأزيم الوضع داخل اكبر واعرق منظمة بالبلاد، وشل حركتها في الوقت الذي تتجه إليها أنظار الجميع للتخفيف من الأعباء والمظالم الاجتماعية التي باتت ترهق كاهل الشغالين. فهل أن تقديم المؤتمر هو لخدمة الملفات الكبرى المفتوحة الآن داخل المنظمة وهي التعليم والتأمين على المرض والصحّة وغيرها؟ أم هو للفت الأنظار عنها؟ وهل تجري رياح المؤتمر بغير ما يشتهي دعاة التقديم؟ أم تظل دار الاتحاد على حالها؟

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 381 بتاريخ 8 سبتمبر 2006)


مؤتمر الكشافة يسدل ستاره

علي فتح الله قائدا عاما جديدا ومحمد التريكي رئيسا للمجلس الأعلى

 
تونس ـ الاسبوعي: اختتمت امس اشغال المؤتمر الوطني التاسع عشر للكشافة التونسية الذي انتظم تحت شعار «الكشفية: عالم واحد، وعد واحد» من 8 الى 10 سبتمبر الجاري تحت سامي اشراف رئيس الجمهورية وبرئاسة القائد الهادي البكوش الوزير الاول الاسبق ورئيس الاتحاد العربي للكشافة والمرشدات. وكانت القائدة خولة العوني نائبة لرئيس المؤتمر باعتبارها اصغر عضوة منتخبة في المجلس الاعلى خلال انتخابات جوان الماضي.   وتوج هذا المؤتمر بتنصيب القائد علي فتح الله قائدا عاما جديدا للكشافة التونسية فيما نصب القائد العام المتخلي محمد التريكي رئيسا للمجلس الاعلى والقائد البشير العربي رئيسا لمجلس الشرف الكشفي.   وجرت ليلة السبت الاحد الماضية انتخابات ديموقراطية وشفافة اختارت فيها القواعد ممثليها في المجلس الاعلى حيث فاز بعضوية المجلس الاعلى 45 عضوا من ضمنهم 10 فتيات بصفة آلية من اصل 102 مترشح ومترشحة.   وحاز القائد وحيد العبيدي الذي كان من المقرر ان يترشح لمنصب القائد العام لكنه ولاسباب شخصية سحب ترشحه قبل انعقاد المؤتمر على المرتبة الاولى في انتخابات المجلس الاعلى بـ 342 صوتا من اصل 441. فيما حاز القائد رشاد الخرباشي على المرتبة الثامنة بـ 285 صوتا بعد ان كان يعتبر المترشح الاوفر حظا لمنصب القائد العام الا انه سحب ترشحه لهذا المنصب اثناء التصويت ليكون القائد علي فتح الله المترشح الوحيد وبذلك تم تنصيبه قائدا عاما جديدا للكشافة التونسية بعد ان حصل على المرتبة الخامسة بـ 304 من الاصوات.   (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 11 سبتمبر 2006)

 

بعد الحملة الأمنية هجمة سياسية على الرابطة

محمد فوراتي

بعد الحملة الأمنية التي استهدفت الهيئة المديرة لرابطة حقوق الإنسان وفروع الرابطة في الجهات طيلة الفترة الماضي، والتي تكثفت مع محاولات عقد المؤتمر السادس، انتقلت السلطة إلى مرحلة الهجوم السياسي بتسخير فريق واسع يتابع الملف يوميا من خلال المبادرات المزعومة والإتصالات بعناصر رابطية سابقة وتوزيع الأحاديث الصحفية بسخاء. وفي المقابل يجري العمل لتهميش الهيئة المديرة ويتم إغفال موقفها وحرمانها من مساحات التعبير لتوضيح الموقف للرأي العام من  خلال وسائل الإعلام، حتى أن صحيفة يومية امتنعت صراحة عن نشر رد الهيئة المديرة على المغالطات التي روجها البعض مُعللة ذلك بأن قيادة الرابطة … طرف في الخلاف.

وننشر في هذا العدد ملفا عن تفاعلات هذا الموضوع يشمل عرضا لآخر التطورات وخاصة تشكيل لجنة المساندة الوطنية، إلى جانب مقال لنائب رئيس الرابطة سابقا السيد خميس الشماري الذي تابع تلك التفاعلات عن كثب.

 

شهدت الأسابيع الأخيرة عدة مبادرات وتحركات وبيانات حول الوضع الراهن للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنع انعقاد المؤتمر الوطني السادس. ورغم تعدد المبادرات إلا انها عبرت جميعها عن انشغالها العميق لما آل إليه وضع أقدم منظمة حقوقية في الوطن العربي وهو ما تسبب في تعطيلها عن دورها الحقوقي والإنساني.

 

بعض هذه المبادرات الذي صدرت عن مسؤولين سابقين في الرابطة مثل الاستاذ عبد الرحمان كريم وعبد الوهاب الباهي وحمودة بن سلامة تمسكت بشرعية الهيئة المديرة وأحقيتها في عقد المؤتمر القادم ولكنها طالبت بحوار رابطي رابطي واكدت على حق منخرطي الرابطة في التسيير الديمقراطي لهذه المنظمة. ويعاب على هذه المبادرات أنها لم تحمّل السلطة أي جزء من مسؤولية هذه الأزمة في الوقت الذي لمحت فيه إلى مسؤولية الهيئة المديرة الحالية.

 

ودفع هذا الحراك والجدل داخل أوساط الرابطيين في تأسيس لجنة وطنية لمساندة الرابطة تتكون من رؤساء سابقين للرابطة ورؤساء منظمات وطنية وجامعيين وأطباء ونقابيين وصحافيين ومحامين وهم السادة والسيدات: سعد الدين الزمرلي ومحمد الشرفي وتوفيق بودربالة وفتحي حفصة وخميس الشماري وكمال عبد النبي وهالة عبد الجواد وهشام قريبع وخديجة الشريف وسهام بن سدرين ومحمد صالح فليس وفرج فنيش ومهدي مسعودي ومحمد كريشان وعبد الكريم علاقي وطاهر شقروش وفتحي التوزري وحبيب الحمدوني والطيب البكوش وأحمد ونيس وهادية جراد وبشرى بالحاج حميدة وأحلام بالحاج ودرة محفوظ وعبد الرؤوف العيادي وعبد الرزاق الكيلاني وشوقي الطبيب وهشام عصمان وشكري بن جنات.  وعبرت اللجنة عن استيائها من حملات المضايقة والتشويه الاعلامي والضغوط على الرابطة ولا سيما التضييق على مقراتها الذي يهدف إلى تعطيل نشاطها الحرّ. كما أكدت التزامها بالدفاع عن استقلالية الرابطة وصيانتها، وناشدت كل الذين تقدموا بقضايا لدى المحاكم بسحبها تمهيدا لحل منصف يمكن من عقد المؤتمر الوطني السادس. وأشار البيان التأسيسي للجنة إلى أنّ الحوار بين السلطات العمومية والرابطة شرط ضروري لتمكين الرابطة من أداء مهمتها بشكل طبيعي وأن المؤتمر هو الجهة الوحيدة المؤهلة لدراسة وحسم القضايا التي تلزم حاضر الرابطة ومستقبلها دون إقصاء.

 

وعلى اثر هذه المبادرات عبرت الهيئة المديرة في بيان لها على ضرورة العمل على تجاوز الوضع الذي تشهده الرابطة من منع عقد مؤتمرها الوطني السادس في سبتمبر وماي الفارطين، ومن سعي متواصل من طرف السلطة إلى شلّ نشاط الرابطة وطنيا وجهويا وذلك بالخصوص بضرب حصار أمني مشدد على مقرها المركزي وإغلاق مقرات فروعها ومنع دخولها حتى عن المسؤولين المنتخبين لتلك الفروع ومنع القيام بأي نشاط داخلها. وقد أكدت الرابطة أن تواصل هذا الوضع لا يخدم مصلحة الرابطة ولا مصلحة البلاد.

 

وسجلت الهيئة المديرة بكل استغراب أن العديد من وسائل الإعلام فتحت صفحاتها طوال مرحلة الأزمة وخاصة منها هذه الأسابيع الأخيرة لأصحاب المبادرات والمواقف المتباينة مع الهيئة المديرة دون تمكين رئيس الرابطة أو أعضاء هذه الهيئة من التعبير عن وجهة نظر الرابطة من مجمل القضايا المطروحة. وفي نفس الوقت تمكن مجموعة من المنخرطين من قاعة بأحد النزل  لعقد اجتماع حول الرابطة في حين تمنع الهياكل المنتخبة لهذه المنظمة من الاجتماع حتى في مقراتها.

وقالت أنها تسجل التفاف كل الرابطيين المساهمين من قريب أو من بعيد في هذه المبادرات والتحركات حول قيادتهم الشرعية المنبثقة عن المؤتمر الوطني الخامس،ولكنها تؤكد على وجوب وعيهم بأن أولوية الأولويات تتمثل في مطالبة السلطة، الطرف الحقيقي الثاني المعني بالأزمة، وبكل وضوح بإيقاف التتبعات العدلية ورفع التضييقات والعراقيل التي وضعتها لشل نشاط الهيئة المديرة الشرعية والهياكل الجهوية.

 

كما أكد بيان الهيئة المديرة أن الإيهام بأن الوضع الذي تمر به الرابطة إنما يعود إلى خلافات داخلية وانعدام الحوار في صفوفها يمثل هروبا من واقع يعرفه الخاص والعام وطنيا وعالميا ويقرّ به. هذا الواقع يتلخص في عدد من الإجراءات العملية والملموسة التي اتخذتها السلطة السياسية والتي وصلت إلى درجة منع مجرد الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس الرابطة أو إقامة موكب تقبل التعازي على إثر وفاة المرحوم عادل العرفاوي، إضافة إلى إجراء له خطورة قصوى تمثل في غلق مقرات الفروع دون موجب قضائي أو قانوني أو حتى إداري. كل ذلك إضافة إلى عشرات القضايا العدلية واحتجاز بريد الرابطة وغلق موقعها على الانترنات والاعتداء بالعنف على مسؤوليها ومناضليها وغير ذاك من العراقيل.

 

وقالت الهيئة المديرة انها تجتهد دوما من منطلق الوفاء لثوابت الرابطة، وهي تخطئ وتصيب  وتعتبر أن كل قراراتها قابلة للنقاش بصفة منظمة داخل هياكل الرابطة وفي إطار الديناميكية الديمقراطية المبنية على ثوابت لا يمكن تجاوزها وهي التعايش والوفاق بين الرابطيين واستقلالية الرابطة وقيامها بدورها كاملا في الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر ثقافتها. كما أكدت استعدادها الكامل للقيام بدورها من أجل إخراج الرابطة من هذا الوضع الخطير الذي يهددها في وجودها ومستقبلها، ودعت السلطة إلى فتح حوار مسؤول وعميق تطرح فيه كافة الإشكالات، الهدف منه الحفاظ على الرابطة كمنظمة حقوقية مستقلة عن الجميع تلعب دورها كاملا في ميدان الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 381 بتاريخ 8 سبتمبر 2006)


 

 

ملف رابطة حقوق الإنسان

مبادرات بالجملة….وبالتفصيل

بقلم خميس الشماري

 

تعاقبت منذ بداية الصائفة المبادرات الصادرة عن عدد من قدماء قياديي الرابطة وعن الهيئة المديرة، وهي الطرف الشرعي الوحيد الناطق باسمها، وفتحت الصحف ومنها بالخصوص التابعة لدار الصباح أعمدتها لحوارات مع رموز العمل الرّابطي في الماضي باستثناء، وهو أمر مقصود، الإخوة محمد الشرفي الرئيس السابق والشرفي للرابطة ووزير التربية سابقا، وهشام قريبع نائب رئيس الرابطة سابقا وكاتب هذه السطور.

 

فما هي حقيقة هذه المبادرات وخلفياتها والحال أن تكاثر التداخلات العلنية بعد صمت طويل والخطب الرنّانة التي رافقت هذه التداخلات من شأنه أن يزيد من خلط الحابل بالنابل، لذلك رأيت من واجبي الإسهام في هذا المخاض بتقديم رؤيتي لحقيقة ما يجري عن طريق عرض موجز لهذه المبادرات جملة وتفصيلا.

 

قبل ذلك من الضروري التذكير، من باب « وذكر فان الذكرى.. »، بالظروف التي تتعرض لها الهيئة المديرة منذ سنتين: فبعد المواجهة الأولى غداة المؤتمر الخامس في سنة 2000 والأزمة التي تلتها والتي تمثلت في تعيين مؤتمن عدلي على الرابطة بمقتضى حكم جائر، تمكنت الهيئة المديرة الشرعية من تجاوز الأزمة والعودة إلى مقرها المركزي (بهدف إنجاز المؤتمر) وهذا الحل جاء نتيجة صمود الهيئة المديرة والتضامن الدولي الواسع الذي حظيت به. لكن سرعان ما اندلعت أزمة جديدة سنة 2003 سببها الأساسي موضوع التمويل القانوني الآتي من الاتحاد الأوروبي تطبيقا لمقتضيات اتفاقية الشراكة بين تونس والاتحاد،  التي صادق عليها مجلس النواب التونسي، بتعلة دمج الفروع والطعون التي أثارها هذا الدمج. ودخلت الرابطة في مارطون من الإجراءات القانونية المفروضة عليها من جهاز قضائي اقل ما يقال عنه انه موجّه سياسيّا. و ألغي على هذا الأساس عقد المؤتمر السادس للرابطة في سبتمبر 2005 قبل القّمة العالمية لمجتمع المعلومات ثم مرّة ثانية في شهر ماي الماضي وفُرض حصار أمني مشدّد على المقر المركزي وخاصّة مقرّات الفروع التي منعت من كل نشاط.

 

لجنة المساعي الحميدة

 

في هذه الأجواء تتنزل إذا مبادرة المساعي الحميدة التي انطلقت في شهر فيفري سنة 2006. وكان المرحوم محمود المستيري الوسيط الذي حاول تسهيل عمل هذه اللجنة التي ضمّت كلاّ من السادة سعد الدين الزمرلي ومحمد الشرفي وتوفيق بودربالة وهم رؤساء سابقون للرابطة، وعبد اللطيف الفوراتي عضو الهيئة المدير سابقا ومحمد الناصر السفير والوزير السابق وكذلك السيد عياض بن عاشور الذي لم يحضر مداولات هذه اللجنة. وتوصلت هذه المجموعة إلى مقترح للخروج من الأزمة تقدمت به للهيئة المديرة من جهة وللسيدين رضا الملولي والشاذلي بن يونس من جهة أخرى بصفتهما رئيسي فرعين سابقين بقيا متشبثين بالطعون القضائية.

 

وفي الوقت الذي قبلت فيه الهيئة المديرة مقترحات اللجنة حاول الطرف الثاني توظيفها إعلاميا، بطريقة غير لائقة، برّرت التأجيل الجديد الذي قررته المحكمة، ولكنهما لم يقوما بالردّ على مبادرة المساعي الحميدة، وهو ما دفع الأخيرة إلى تسجيل أسفها عن ذلك بصفة علنية وقالت أن مهمتها لم تكلل بالنجاح. وتجدر الإشارة إلى الاتصال الذي قام به السيد الشاذلي بن يونس برئيس وأعضاء اللجنة يوم 23 أوت الماضي في شكل رسالة غير مؤرخة وبصفته على ما يدّعي رئيس فرع مونفلوري، يبارك فيها، بعد ستة أشهر، مساعي اللجنة ويبرّر موقفه ويضيف « هذا وإني أرجوكم مواصلة مساعيكم إذ لا يمكن أن ينتهي دوركم بمجرّد تقديم مقترح يخدم مصلحة الهيئة المديرة دون دراسة الردّ على هذا المقترح ومحاولة تقريب وجهات النظر والمقترحات للوصول إلى الغاية التي تجنّدتم لها للتوفيق بين الأطراف ». ولسائل أن يسأل عن الغاية من هذا الإلحاح الذي جاء متأخرا وكأن الغاية منه محاولة قطع الطريق على المبادرة التي تبلورت مؤخرا والمتمثلة في بعث لجنة وطنية لمساندة الرابطة.

 

مبادرة الـ108 

 

في أواخر جوان الماضي طُرحت فكرة مبادرة » قاعدية  » لإيجاد حل رابطي للازمة وذلك نتيجة الموقف الذي اتخذه البرلمان الأوروبي، وأشير هنا إلى لائحة التضامن مع الرابطة، والضغوط الخفية المستمرة من مفوضية الاتحاد الأوروبي ببروكسيل والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجينف وكذلك مواصلة حملة المنظمات غير الحكومية والإقليمية، مغاربية وعربية وأفريقية ومتوسطية، لفائدة الهيئة المديرة. والبيان الذي نتج عن الاتصالات المكثفة التي تمت مع بعض الأطراف بما فيها ممثلي مراكز أساسية في السلطة كان نصا قطع مع الخطاب العدائي المباشر والجدل العقيم الذي اتسمت به خطب العناصر الطاعنة في قرارات الهيئة المديرة، لكنه بقي يتّسم كما نقول بالدارجة  » بالرطوبة وقلة الايدام ». فمع سلاسة اللهجة والإشارة الإيجابية للمبادئ الرابطية يحتوي هذا النص على ثلاثة ألغام موقوتة على الأقل وهي: المقولة-المغالطة التي تحصر الأزمة في مواجهة داخلية للرابطة والحال أن السلطة لها بالتأكيد يد في كل ما يجري، وقضية التمويل الخارجي، وموضوع الوفاق وهي كلمة حق أريد بها باطل، إذ أن محتوى هذا الوفاق يكرس ليس المفهوم السابق الذي تطور داخل الرابطة في الثمانينات والتسعينات بل مفهوم تحالف سياسوي في شكل ما يعرف بالفرنسية بـالكارتال cartel والذي يختلف تماما عن مفهوم الوفاق الحقيقي كصيغة راقية من التعامل من اجل التعايش حول الثوابت المبدئية و الكونية لمنظمة حقوقية تستحق فعلا اسمها.

 

وسرعان ما برزت تناقضات داخل هذه اللجنة بين نزعة قابلة للتنازل مع السلطة في نقاط أساسية ولكنها رابطية في منطلقها ويمثل هذه النزعة نائب الرئيس السابق للرابطة عبد الرحمان كريم ونزعة تمثل الأغلبية التى تعتبر هذه المحاولة مناورة لتلغيم الهيئة المديرة والهياكل الشرعية للرابطة. والجدير بالملاحظة انه في الوقت الذي فتحت أعمدة الصحف الرسمية لهذه المبادرة لم تنشر قائمة الموقعين عليها وهناك من عاب عليّ وصفهم بالملثّمين – و اعتذر للصادقين منهم – و الواقع أن سبب عدم نشر تلك القائمة أننا لا نجد من جملة  108 سوى 16 فقط من أعضائها من غير حاملي بطاقات التجمع وأحزاب الموالاة. وبعد فترة وجيزة قام السيدان حمودة بن سلامة  وعبد الوهاب الباهي بمعية ستة من أعضاء دستوريين من القياديين السابقين للرابطة باستثناء كل عنصر غير دستوري من تركيبة هذه المبادرة، والإعلان في صيغ عديدة بان الموضوع الأساسي لا يكمن في دمج الفروع ولكن في قضية التمويل والتركيبة المنتظرة للهيئة المديرة التي ستنبثق عن المؤتمر.

اللجنة الوطنية لمساندة الرابطة

 

وفي هذا الإطار ولدعم الرابطة وحمايتها مما يحاك لها، بعثت لجنة وطنية لمساندة الرابطة انطلاقا من المقترح الذي حصلت المصادقة عليه على اثر اليوم التضامني مع الرابطة الذي نظمته جمعية النساء الديمقراطيات في أوائل شهر ماي المنصرم وتتكون الهيئة التأسيسية لهذه اللجنة من 31 شخصية من قدماء قياديي الرابطة ومن رؤساء سابقين لمكونات المجتمع المدني التونسية ( انظر ص2) وسيدرس الاجتماع المقبل لهيئة المؤسّسين صيغ التحركات المقبلة للجنة وستفتح قائمة الإمضاءات المساندة لهذه المبادرة الواعدة إن شاء الله لشخصيات جامعية ومهنية ونقابية وإعلامية. كما سينضم إليها عدد من أهل الثقافة تتقدمهم الموجة الأولى من التوقيعات المتمثلة في 15 مسؤول ومسؤولة عن جمعيات مستقلة تونسية تعتبر انه آن الأوان لإنهاء هذه المعضلة- المهزلة والدخول بصفة جادة في السعي إلى حل مرضي للازمة المسلّطة على الرابطة. وفي مقدمة الشروط لهذا المسار سحب القضايا العدلية ورفع الإجراءات الأمنية المضروبة على مقرات الهيئة المديرة وفروع الرابطة المحاصرة.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 381 بتاريخ 8 سبتمبر 2006)

 

تعقيبا على مقالات الهادي بريك

حول جدلية الوصل و الفصل بين الدعوي  والسياسي

 

 
الحبيب أبو وليد المكني    إن تناول ما يكتبه الشيخ الهادي بريك بالنقد و التحليل ليس سهلا ، أولا لأن الرجل يكتب بروح خلاقة و خيال عريض تجعل الكلمات تتدفق على قلمه بمنسوب عال يشهد له بسعة الاطلاع وكثافة المتابعة  . و ثانيا لأن سماحة أخلاقه ونظافة يده وصفاء سريرته تجعل من المستحيل على الناقد الذي يعرفه أن يحيل بعض ما يكتبه على أغراض معينة تستهدف الانتصار لموقف سياسي معين داخل الحركة  إلا أن يكون هذا الموقف متطابقا مع وجهة نظره و محققا لما يراه  من مصلحة الفكرة الإسلامية و ممكنا لها في أرض تونس . وما دفعني للتعقيب على الأجزاء الأربعة لبحثه  » أفكار عامة في مستقبل الحركة الإسلامية في تونس هو رغبة في التفاعل معه  ثم  المساهمة في إثراء الحوار بين أبناء الحركة الإسلامية التونسية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم  و البداية أود أن أجعلها للتعليق على العنوان ، الذي يوحي بأن صاحب المقال كان يريد أن سيسجل ما يزدحم في رأسه من أفكار عامة في مستقبل الحركة الإسلامية في تونس ، وأظن أنه أول من يعلم أننا في مرحلة دقيقة لم نعد فيها في حاجة لأفكار عامة بقدر حاجتنا للدراسات المتعمقة التي تتناول القليل من العناصر ولكنها تقوم بتحليلها و تمحيصها  من أجل بلورة الرؤى الواضحة التي تغني عن كل تأويل تحقق لنا تقدما على خصومنا الكثيرين . و من حيث الأسلوب غلبت على المقال الطريقة الإنشائية بحيث يحس القارئ أن الكاتب الكريم جعل من أغراضه إطلاق قلمه ليعبر كما شاء و كيفما شاء وهذه ليست جديدة على الشيخ الهادي بريك ولكن في مثل هذه المواضيع كان يحسن به التدقيق في المفاهيم و المصطلحات و المضامين المطروحة ، ولا يكون ذلك كما فعل أحيانا بطرح أسئلة لا يقوم بالإجابة عنها بما يفي بالغرض .
 
1 ـ الطرح الشمولي 
 يفيض المقال بفقرات طويلة تفصل في المجالات التي ستعمل فيها فعاليات الصحوة الإسلامية بما يذكرنا بخطاب الحركة في تونس أواخر السبعينات عندما كان شبابها يحرص على إبراز معالم شمولية الإسلام وقدرته على تقديم الحلول الملائمة كرد على ما بزعمه الخطاب البورقيبي من ضرورة حصر الدين في مسائل الأحوال الشخصية  و الشعائر التعبدية  صفة الشمول  و الشمولية هذه يبثها الكاتب في مختلف فقرات المقال  و كأنه يخوض حربا مع التخصص و الخصوصية فهو الحريص أن تكون الحركة وفية لثوابتها في شمولية الإسلام لكل نواحي الحياة وخاصة منها الجمع بين السياسي و الدعوي ، الاجتماعي و الديني ، القانوني و الشرعي ، السياسي و التربوي ، و عندما يتحدث عن الحزب السياسي يؤكد على أن الحركة يمكن أن تؤسس حزبا أو أحزابا سياسية دون أن يبين طبيعة العلاقة التي ستكون بين هذا الحزب أو تلك الأحزاب بهذه الحركة ، و عندما يأتي في مقاله على مجال ما فلا بد أن يتبع ببقية المجالات . من ذلك مثلا : » لا مجال طبعا لمراجعة طبيعة الشمول نظريا ولكن نأتي ما نطيق منه على قاعدة أولوية التوجه نحو المجتمع عامة و الصحوة خاصة و المجتمع السياسي النقابي الحقوقي الإعلامي  »  و ما يمكن أن نفهمه من هذه الفقرة أن الكاتب يؤكد على الطبيعة الشمولية للحركة لكنه يقر بمشروع الأولويات  دون أن يفصل في الأمر بما يجعلنا لا ندرك بالضبط ما يقصده  بالأولويات ما دام قد أتى على جميع المجالات فيما كتبه  . التأكيد على الطابع الشمولي يبدو واضحا أيضا في جملة الحقول التي عددها الكاتب حتى لم يغفل إلا على الحقل العسكري لكن الخصوم سوف يعسر إقناعهم بأن الحركة تخلت نهائيا عن هذا الجانب في عملها ما دامت ستشتغل في كل المجالات الأخرى  و تخوض جملة المعارك التي عددها في كل الميادين ؟ والملاحظ أن الكاتب يتحدث أحيانا عن الصحوة و الحركة و التيار العام بما يوحي أنه يميل إلى عدم التفريق بينها ومن ذلك : »أكبر الحركات الإسلامية عددا لم تعد هي حركة النهضة بل حركة الصحوة الواسعة المتوسعة » .فهو يقع هنا في الخلط بين الحركة و الصحوة ليس سهوا ولكن انسجاما مع شمولية نظرته للواقع ، فهو لا يفرق بين الحركة كتنظيم معين و قاعدة تسنده  و تيار الصحوة العام لأنه يوجه خطابه لكلاهما … و من ذلك أيضا قوله : » العمل هو :تحويل شكل الانتداب من الصحوة و المجتمع إلى الحركة سابقا نحو الانتداب من المجتمع إلى الصحوة كميا ثم من الصحوة إلى المجتمع السياسي و الإعلامي الحقوقي الثقافي نوعيا . فقد  سقطت هنا كلمة  الحركة ليعبر عنها بالمجتمع السياسي الإعلامي …و هكذا يبدو أن الشيخ الهادي بريك   قد قام بعملية إسقاط مفهوم شمولية الإسلام  على شمولية الحركة كجزء من المجتمع ثم جعل المجتمع بكل قطاعاته  الحركة الإسلامية  … و الجدير بالملاحظة أن التداخل بين المجالات و المهام و الوسائل  و الحقول و المعارك هي الطابع المميز لمختلف فقرات المقال المطول بحيث نشعر و كأننا نتابع خطابا رئاسيا أو ملكيا ـ خطاب دولة ـ موجها لجميع المواطنين و مفصلا للمهام الموكولة لأعوان الدولة بمختلف درجاتهم ومراتبهم .. و في كل الأحوال فنحن سوف ننسى أن الحركة المقصودة بهذا المقال  هي حركة النهضة التي تبحث لنفسها عن سبيل لعودة نشاطها  إلى حقلها الطبيعي و أنه لا زالت تقف دون ذلك عوائق لا تعرف كيف ستتجاوزها على وجه التحديد  .لكنه يجد في إشارته إلى ضرورة أن تكون الأهداف عامة و  واعدة ومشبعة بالخيال ما يسكت به المختلفين معه القائلين بأن تكون الأهداف على قدر الإمكانيات . على رأي الشاعر المتنبي : على قدر أهل العزم تأتي العزائم ::و تأتي على قدر الكرام المكارم و لا أختلف مع الكاتب هنا في ضرورة أن تكون الأهداف والغايات كبيرة حتى تخفق إليها القلوب و تنهض من أجل تحقيقها الهمم لكن المبالغة أيضا لا يمكن قبولها خاصة و نحن نتحدث عن حركة معينة نعرف جيدا إمكانياتها و حدود تصرفها و حجم خصومها و مناوئيها .
2ـ الإشكاليات المطروحة     لم بقصر الكاتب في وضع الإشكاليات التي تطرحها المرحلة على الحركة الإسلامية في تونس و غالبا ما يكون ذلك في شكل أسئلة  مفصلية لكنه يجيب عنها بطريقة تطرح جملة من الإشكاليات الجديدة و من ذلك : » رأيي هنا هو البحث عن سبيل لحسن تفعيل علاقة وصل و فصل في ذات الآن بين الحركة وبين حزبها أو أحزابها » …و لا أفهم هنا كيف ستبتكر علاقة وصل و فصل بين الحركة و حزبها  أو أحزابها ، إلا أن تكون هذه الحركة  الصحوة  بعمومها .  و نشير في هذا الصدد أن بعض الإشكاليات التي طرحها الكاتب ليست ذات قيمة من مثل التساؤل عمن يحمي الحركة وقد استرسل في ذكر جملة من الشعارات التي لا تغني عن التحليل ، فأي حركة في مجتمع ديمقراطي لا يحميها إلا القانون أما إذا كان المقصود أن تعود الحركة إلى البلاد كتنظيم سري ليستأنف نشاطه كما قال بما انتهينا به منذ عقدين فهذا يعني فيما يعنيه  أننا سوف  تدخل في مواجهة جديدة لا أظن أن أحد من رجال الحركة يرضى بها ، رغم ـتأكيد الكاتب على أن  الصدام مع السلطة سنة 87 و 91  هو استثناء فرضه انحراف ما أسماه بما فوق السياسة …    لقد حاول الشيخ الهادي بريك أن يقوم بصياغة لجملة الأفكار المتداولة بين أبناء الحركة الإسلامية في تونس مستندا إلى معلومات دقيقة عن تاريخ الحركة وما شهدته من تحولات و منتهيا إلى جملة من الاستخلاصات أراد أن يؤسس عليها تصورا متكاملا لأشكال الاستئناف التنظيمي و الحركي  داخل البلاد و خارجها ، لكنه  على لا يبدو لي قد سقط في إعادة إنتاج  النموذج  الذي نعرف جميعا  المآل الذي يمكن أن يؤدي إليه ، صدام جديد بعد عدد من السنين يعبد الجيل القادم إلى نقطة البداية  ليستأنف  » مشروع الأولويات  »
3 ـ ما المخرج إذن ؟
نبدأ بفكرة الوصل و الفصل بين الحركة و حزبها أو أحزابها ، نحسب والله أعلم أنه ليس هناك طريقة للوصل بين الحركة و الحزب لأنهما في الأخير سيكونان وجهان لعملة واحدة ، زائد على ذلك  » الاقتتال  » بين القادة نتيجة لتداخل مساحات سلطة القرار ، وقد حصل شي من ذلك في السودان و حصل في الحركة التونسية عندما تعايشت قيادتان الأولى في الداخل و الثانية في الخارج و نحن اليوم نخشى أن يحصل شيء من ذلك إذا أعيد القرار إلى الداخل وبقيت معظم الوجوه القيادية السابقة في الخارج .بيد أن هناك طريقة وصل بين الصحوة بوجه عام و حزبها أو أحزابها ، علاقة لا تقوم على وجود تنظيم مشترك و لكنها علاقة جدلية تقوم فيها الصحوة بمهامها الشاملة شمول الإسلام عن طريق شيكة من الجمعيات و المنظمات بمختلف أهدافها ومنخرطيها ، يعبر من خلالها المجتمع على درجة تعلقه بتعاليم الإسلام ومناهجه ، و يقوم الحزب السياسي أو الأحزاب بدورها في استلهام مشروع  أو مشاريع  سياسية ، و برنامج أو برامج سياسية  من الإسلام  ،على أساسه  ستدخل حلبة التنافس من أجل كسب تأييد المواطنين من جماهير الصحوة و من غيرهم تماما كما هو متاح للأحزاب الأخرى ذات المرجعيات المختلفة . يتوقف الحزب الإسلامي هنا عن توظيف فعاليات الصحوة في صراعه مع السلطة لأنها ملك المجتمع بأسره  وفوق كل الأحزاب و لا تحميها إلا قوانين الدولة و قوى  المجتمع المدني ، الصحوة هي تعبيرة دينية ثقافية قبل أن تكون توجها سياسيا ، ومن حق كل الأحزاب الوطنية و الإسلامية أن تدافع عنها فتتقرب لها لنيل أصواتها ، الصحوة ليست معنية بالمعارك الداخلية بين الأحزاب ، ليست معنية مباشرة بمعارك الأحزاب من أجل الوصول إلى السلطة لكنها معنية بتعظيم شعائر الإسلام و بث روح الإخاء و التضامن و تمثل القيم الدينية السمحاء و الدفاع عن الأخلاق الفاضلة و تربية الأجيال على أخلاق النبوة و تعاليم القرآن و من ثم تشجيع الشباب على التأهل ونيل الدرجات العلمية بما يسد الفراغ في هيئات العلماء و الوعاظ و المجتهدين …  من سيشرف على فعاليات الصحوة ؟ . ستقوم بذلك هيئات الجمعيات الخيرية و الجامعات العلمية و الهيئات المسجدية و جموع الدعاة الذين سيتوقفون  عن خوض الحملات الانتخابية و يركزن جهودهم على نشر الفضيلة و الأخلاق الحسنة و قيم الرجولة والشرف و الكرامة ويربون النشء على ذلك دون أن يمنعهم ذلك من الانخراط في الأحزاب السياسية التي تتماشى مع ميولا تهم و مصالحهم ، على شرط أن يعرفوا كيف يفرقوا بين مهامهم التربوية و الاجتماعية ونشاطهم في صلب الأحزاب لدعم موقفها في ساحة الصراع على السلطة ، فالمهمة الأولى هي قيام بالواجب باعتبارهم مواطنون في الدولة التي توفر لهم الأمن و تقدم لهم الخدمات و تتحمل مسؤولية  حاضرتم ومستقبلهم ، أما المهمة الثانية فهي ممارسة لقناعتهم السياسية و نضال من أجل المشاركة في اتخاذ القرار وتقوية فعاليات المجتمع المدني في مواجهة ميل السلطة إلى السيطرة و الانفراد بالنفوذ .  الأحزاب الإسلامية  ستحاول أن ترضي جماهير الصحوة من خلال وضع البرامج التي ستخدم الدين الإسلامي و تمكن فعاليات الصحوة من الاستثمارات اللازمة و تشجعها على القيام بأدوارها الثقافية و التربوية و الإعلامية و الاجتماعية .و محاولة تشريع القوانين التي تتماشى مع الشريعة الإسلامية ، وتقوم بوضع البرامج التحسيسية و الإعلامية التي من شأنها أن تعبئ الناس حولها فيزداد نفوذها و تتسع سلطاتها بما يخدم مشروعها الإسلامي  و يضعف من نفوذ أصحاب المشاريع الأخرى . لن تكون الصحوة شريكا في الصراع على الحكم وبالتالي فلا خطر من انتشارها في أجهزة الدولة المختلفة ، من التربوية إلى العسكرية ، و في نفس الوقت لن تكون للحزب الإسلامي وظيفة تربوية إلا ما كان على نطاق ضيق كبعث منظمة شبابية تابعة للحزب تضمن انتشار مبادئه بين الأجيال الجديدة . الحزب الإسلامي سيكون جزء من هياكل الدولة ينشط ضمن قوانينها و في حمايتها و ليس مشروعا كامنا  لدولة أخرى بديلة ينتظر الفرصة التي ستتاح له لينقض على الحكم و يؤسس الدولة على الطريقة التي يؤمن بها .. هذه علاقة الوصل و الفصل بين الصحوة و الحزب أو الأحزاب ، و أحسب أن ليس هناك بديلا عنها غير بعض التفاصيل الإضافية التي من الممكن أن تختلف حولها ، و ذلك هو  دور الحزب الإسلامي في دولة ديمقراطية نأمل أن تكون دولة الغد في تونس الخضراء . أما  قبل تحقيق هدف إرساء الدولة الديمقراطية فلا مناص من الانخراط في النضال الذي يخوضه الشعب التونسي من أجل فرض الحريات وتعديل موازين القوى السياسية و يكون ذلك في كل الحالات على أساس مشروع سياسي متكامل و برنامج سياسي واضح المعالم يستلهم من الإسلام و لا يكون أبدا بالدخول بالصحوة الإسلامية بالجملة في المعارك السياسية  .  و في النهاية أذكر الأخ العزيز أن أفكاره العامة التي سجلها في مستقبل الحركة الإسلامية في تونس إن قصد توجيهها لفعاليات الصحوة الثانية فهي نوع من الوصاية التي تثير الشكوك حول سعي حركة النهضة إلى توظيف هذه الظاهرة في صراعها مع السلطة ولن يكون ذلك في خدمة الإسلام في البلاد و إن كان حديثه موجها إلى أبناء حركة النهضة في الداخل و الخارج فإن غلبة التعميم وروح الشمولية التي طبعته لا تجعله  يرتقي إلى مشروع  سياسي محدد الفقرات و الملامح نحسب أن هذه الحركة في حاجة ماسة إليه إذا أرادت فعلا أن توفر أحد الأسباب الرئيسية لانطلاقة جديدة  .وهذه ليست إلا دعوة للتفصيل في القضايا المطروحة لنصل إلى توافق حقيقي بدل الوفاق المغشوش الذي قد يجمع الناس و لكن لا يفعّلهم .و التفصيل لا نقصد به تنوع القضايا و تعدد المجالات و الحقول ولكن نريد به تناول كل موضوع بما يستحقه من الشرح و التوضيح بما يضيّق مجال التأويل و سوء الفهم  .      أرجو أن أكون قد أتيت بإيجاز على عنصر من العناصر التي حفل بها مقال الأخ العزيز الهادي البريك و أترك العناصر الأخرى إلي مساهمة جديدة و أسأل الله الهداية و التوفيق. Benalim17@yahoo.fr  
 

 »   لا صــوت يعلـــو فـــــوق صوت الصندوق « 

 
الاستــاذ فيصل الزمنــى   لقد كتب هـذا المقـال بمدينة نـابل و على شـاطئ البحر خلال شهر مـارس المـاضى… و قد شـاءت أمواج البحر .. أن نبقى على هـذا المقـال الـى انتهـــــــاء موسم الصيف … و نــــزول الامطـار الخريفية  » غسالة النوادر  » و نحن نعتقد أن الوقت قد جـاء لكي تعيد أمواج البحر بمدينة نـابل رسم مـا قد تكون قد نسيته خلال بعض من أيام مـارس …   نص المقــــال   انـا , مثلي كمثل عديد التونسيين … صـارت لى عقدة من الصندوق . فلا زالت بذاكرتى قصص الطفولة و فـانوس عـلاء الدين و القنديل السحري .. و اعتقدت أن عقدتى هـذه تعود الـى كل مغلق اذا فتح خرج منه العجب العجـاب… فصرت أخشى حتى فتح الخزانة فى بيتى … أو الادراج… خشية مـا قد يخرج منهـا … و لقد نقش ذاكرتى صوت الفنان الفكـاهى نصر الدين بن المختـار  و هو يضرب الطبـل من الجـانبين و يقول  » صندوق عجب   » فى حصة تلفزية فى ذات يوم أحد … و لا زلت أخشى فتح الصندوق . فكلمـا فتح صندوق أمـامى الا و أخشى أن يخرج لـى منه عفريت علاء الديـن أو « عجب » نصر الدين بن المختـار … و هو مـا كون لى حساسية خـاصة من الصنـاديق ..   كل ذلك برغم أنه لنـا ببلادنـا عدة صنـاديق و الحق يقـال مفيدة كصندوق التقـاعد و الحيطة الاجتمـاعية و هـــو الصنــــدوق الذى يتلقـــف من تدفعهم عجلة القطـــــاع العــــام الـى التقـاعد الاجباري و للادارة  » بلدوزراتهـا و ألياتهـا  » التى تضع على حـاشية السبـاق … كل من تمسك بالعمل أكثر من المدة المسموح بهـا فكل من انتهت مهـامه يحـال جبرا على الصندوق …  .    لا أدرى أين قرأت منذ أسبوع ( مارس)أو أسبوعين أو قل حتى ثلاثــــة أسابيـــع … و لا أين رأيـــت جملة هي  » لا صوت يعلوفوق صوت الصندوق  »  سألت نفسي …  ترانى أين قرأتهـا …؟ فهل كـان ذلك على ورقة جريدة تولى بـائع الخضـار لف ما باعه بهـا ؟ أم أننى سمعتهـا عندمـا كنت واقفـا على شـاطئ بحر هـادر يستعد لصنع موجة » تسونـامى « ؟ أم أنى سمعتهـا من فم سكران شرب الخمر الـى حد الهذيـان  أمـام تلفــــــاز يبث شريطـا للصور المتحركة فى غرفـــة تطل على شواطئ التـاريخ …  فأفشى سرا … و قـال ممنوعـا … و تحدث عن المظروفات المفتوحة و الاخرى التى فتحت فى غرفة مغلقة لم يدخلهـا الا المقربون ….. ؟.    عدت بالذاكرة الـى الوراء …. و تذكرت أن هـذا الشعـار انمـا هو مرسومـا و مقلدا على شعـار أخر من فلسطيـــن  » لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة  » و تسـاءلت مـا الذى جـاء بالانتفـاضة الـى الصندوق و مـا الذى جـاء بالصندوق الـى الانتفـاضة ؟  فهل ينوى صـاحب الصندوق صنع الانتفاضة ؟ أم أن الانتفـاضة ستذهب بالصندوق ؟ كلهـا أسئلـة لم أقـدر على ايجـاد جواب عنهـا ( فى مـارس ..) …   عدت الـى  » قرطـاس الخضـار  » و قرأت مـا كتب عليه . انهـا ورقة من جريدة نعم .. ورقة من جريدة .. نسيت عنوانهـا … بل قل أنهـا تـائهة …  لا عنوان لهـا …  تحدث من كتب فيهـا عن صندوق صوته عـال. يعلو صوته جميع الاصوات … و بينمـا أنـا أتصفح تلك الورقة و قد تلطخ بعضهـا بأثر الخضـار,اذ بصديق يحضر و يقول لـى مـا بالك منشغلا هكذا ؟ فقلت لـه لقد شغلنى كلام هـذا الذى يقول أنه لا صوت يعلــو فوق صــوت الصندوق …. فقـال لـى يـا صـاحبى : و هل سمعت يومـا صندوقـا يتكلم ؟ ان من قـال هـذا يعلم كل العلم أن الصندوق جمـاد لا يتكلم … أمـا اذا أراد ألا يعلو صوتا على صوت مزعوم لجمـاد لا يتكلم,   فهو لا محـالة يريد من الجميع ألا يتكلموا .. و أن يعم السكون المكــان  .. فهـذا هو المعنى الوحيد لهذه الجملـة .و عليك أن تتسـاءل عن مشروع  » الجسور  »  صـاحب الكلام … الذى يريد أن يمرره وسط السكوت … و هو الاقرب الـى المعقول . و ليس أن تبحث عن صوت لصندوق لا يتكلم  !   جـالت بخـاطرى عندهـا فكرة عادت بي الـى الساحـر الماهـرذو الصيـت الذائع و هو الساحر : القصعـاجى … الذى كـان .. و أمـام الحـاضرين … يدخل الـى الصندوق دجـاجة فتخرج منه وهي ثعلبـا يسعــى  … و قلت لنفسي مـاذا لو يستطيع القصعـاجى أن يجعل الصندوق يتكلم … أظنه قـادر على ذلك … طـالمـا أنه حول الدجـاجة الـى ثعلبــا …  فتراه مـاذا يقـــول ؟ و لو كـان للصنـــدوق صوتـــا و قدرة على الكلام ؟ فهل ترى صـاحبنـا  » الجسور  » يقـــول تلــك الجملة  » لا صوت يعلو على صوت الصندوق  » ؟ و تخيلت فى لحظة أن الصندوق تكلم… و رأيت صـاحبنـا  » الجسور  » صـاحب الكلام أول من حضر لاخمـاد صـــوت الصندوق … طبعـا فهو لا يتمسك الا بكلام من لا يستطيع الكـلام ….. . و تخيلت لو أن الصندوق أفلت من قبضة صـاحبنـا  » الجسور  » و جـاء بين يدي القصعـاجى الذى جعله ينطق …و يتكلم … و يروى قصته و تصورته يقول  »  … أنـا الصندوق …. أنـا سبب بليتكم … أنـا من يستبـدل فى الطريـــق .. و أنـا من يفتح من غير بريق … »    تدخلت و قلت للصنـدوق احكـى لنـا أيهـا الصنــدوق كيف علا صوتك فى ذات ليلة من شهر مـارس … على شـــــاطئ البحــــر .. على مرمى  زاويـة مثلث امتد ضلعـه  بيـن  »  قورية »  و  » اللمبيدوزا »  . قل لنـا سر مـا عـلا على كل الاصوات يوم زعم  » الجسور » أنك شكلت هيكلا حزبيا سوف يؤتمن على المعـارضة ببلادنـا و يطـالب بارسـاء الديمقراطيـة و يكون لسـان حـال الجمـاهير الشعبية و يزاحم الحزب الحـاكم على ممـارسة السلطـة صباحـا و عشيـة .   شهق الصندوق بين يدي القصعـاجى …و نظر »للجسور » …نظـرة عبرت جميع التاريخ …و استحضرت جميع الشهـداء… و اختنق الصندوق … و عبثـا حـاول القصعـاجى منعه من الانتحـار … لكنه فعلهـا … أجل, انتحـر الصندوق …. و لم يتكلم … انتحر همـا … و غمــا …انتحر على ضفاف بحر عرفته عليسة… و حنبعل …  و عرفته أســـاطيل  الفـاتحين … و تعرفه اليوم جحـافل الافـارقة المهـاجرين ..  و كأنه يقول لتلكم الحضـارات اننى ملتحق بكم … كل ذلك دون أن  يتكلم …. دون أن يتكلم … دون أن يتكلم .. . فصــاح  » الجسور  »   قـائلا :    »  لا صـــوت يعلـــو فــــوق صــــوت الصنــــــدوق . »  

 

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين  تونس في 11 سبتمبر 2006  

أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 و إنعكاساتها على العالم و على المجتمعات و الشعوب قاطبة. و يجب على الأمريكان الرحيل من البلدان العربية لدعم الصداقة التقليدية

 

 
  بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري   إنّ أحداث 11 سبتمبر 2001 على أكبر دولة في العالم أمريكيا لا يتصوره أحد و لا يخطر ببال بشر و هو نوع من التحدي الكبير و الخطير و مهما كانت المبررات فإنّ الإعتداء على الأبرياء مهما كانت جنسهم و عقيدتهم ولونهم فهو حرام حرّمه الله في شريعته و حكمه الأبدي. و كل عاقل مسلم مؤمن بالله و رسوله و كتابه يرفض العنف و قتل الأبرياء، بدون موجب شرعي حدده الله و شرحه و بيّنه في كتابه العزيز. لذا فالعنف مرفوض شكلا و مضمونا طبعا بدون مبرر هذا في خصوص الإعتداءات الغير مبررة و التي لا شرعية لها و لا أخلاق. و كل المسلمون يرفضونها و يتمسكون بشرع الله و رسوله في القتال الذي و ضحّه الله في كتابه الكريم شروطه و اسبابه و ظروفه و عوامله و قانونه هذا من حيث المبدأ و القانون الإلاهي للقتال و الجهاد للكفار و المشركين موضحا في محكم التنزيل و من الشروط أن يبادر الكافر المشرك بالقتال و الإعتداء على المسلمين قال الله تعالى فمن إعتدى عليكم فإعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم وإتقوا الله  صدق الله العظيم و أعطي أمثلة عندما عمدت فرنسا الاستعمارية الإعتداء على التراب التونسي في 8 فيفري 1958 بساقية سيدي يوسف بالشمال الغربي على دولة مستقلة حرة ذات سيادة فالواجب يفرض الردّ و القتال و المجابهة العسكرية و بالمقاومة دفاعا على حرمة الوطن و شرف الأمة و كرامتها و كذلك الاعتداءات الوحشية البربرية على الشعب الجزائري الشقيق حيث تم قتل أكثر من مليون و نصف شهيد أثناء المعركة الحاسمة من 1954 إلى 1961 و هي أكبر ثورة في العالم في القرن العشرين و إعتداء دولة كبرى عاتية طاغية ظالمة قاهرة على شعب مسلم و أعزل من السلاح مع عدى سلاح الإيمان بالله و رسوله و الإيمان بالقضية الوطنية و تحرير الوطن من الظالم الغاصب المحتل. و في لبنان و فلسطين الاعتداءات متكررة لماذا صمتت أمريكا على إرهاب إسرائيل لماذا لم تحرك ساكنا لأفعال الدولة الصهيونية فهل دفاعا عن حرمة وطنهم أم إرهاب منظما مدعما من طرف أمريكا و حليفتها على دولة لبنان الدولة المستقلة ذات السيادة فهل قتل 1200 من الأطفال و النساء و الأبرياء في لبنان يعتبر دفاعا على الوطن أم هو إعتداء و إرهاب و هل تدمير 15000 مسكنا و تشريد أكثر من مليون نسمة من مساكنهم و بلدانهم هو دفاع أم إرهاب منظم و مشجع من طرف حامية العالم بل قل شرطية العالم و هل ما يجري في العراق من تدمير و قتل و تخريب هو بناء الديمقراطية لا و الله هذا هو الإرهاب بعينه و هذا هو الظلم و القهر و التسلط الذي تستعمله أمريكا منذ أعوام لضرب الإسلام و المسلمين و تضعيف قدرتهم المادية و العسكرية و الإقتصادية  هي حرب على الإسلام و المسلمين بدون منازع وقد قالها بوش مرتين إنها حرب صليبية ضد الإسلام بغطاء الإرهاب وقد اخذ ذريعة إعتداءات 11/09/2001 مبررا لذلك و في الحقيقة هو حرب على الإسلام و المسلمين في العراق و أفغانستان و لبنان و السودان و غدا في إيران و سوريا و بعد الغد مصر و اليمن و السعودية لميلاد شرق متوسطي جديد المشروع الأمريكي الجديد و لكن إدارة الله فوقهم و لن يفلحوا أبدا قال الله تعالى و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين صدق الله العظيم. الإرهاب إذا أردنا نزع جذوره من هنا و هناك. يجب أن ترحل أمريكا على العراق و على أفغانستان و تكفينا شرها و تهديدها لإيــــران  إعتداءات الدولة العبرية و الصهيونية على الشعب الفلسطيني من عام 1948 و إغتصاب أرضه و إحتلال دولة فلسطين و قتل الأبرياء بالقوة و الظلم و تشريد شعب كامل و إخراجه بالقوة من أرضه و دياره و لا زال هذا العدو الغاصب يكرر الإعتداءات من عام 1948 إلى اليوم و ما حصل عام 1982 في صبرا و شتيلا على يد الدولة الصهيونية و بقيادة شارون طريح الفراش الذي تقطعه الموت إربا إربا إربا منذ عام بفضل عدالة الله الواحد القهار أو ما حصل منذ يوم 12/07/2006 من إعتداءات وحشية على لبنان الشقيق من قتل الأبرياء و تدمير المساكن و الجسور و الطرقات و المدارس و البنية التحتية يعتبر أكبر إجرام في العالم و قامت الدولة الصهيونية اليهودية بعنف شديد لم نسمع به حتى في القرون الحجرية. تلك ممارستهم الوحشية تجد الدعم و التشجيع من طرف دولة أمريكا و دولة بريطانية و بعض الدول الأخرى و تحريضها لبث الفتن على لبنان. و غيظها على سوريا… و دعمها الأعمى لإسرائيل و دعمها للإرهاب و الفتنة… في العالم و قتها تنتهي مظاهر العنف و ما يسمونه اليوم إرهاب فهو في الحقيقة مقاومة من أجل إسترجاع الأرض و الكرامة و المجد المقاومة الشريفة ليست إرهابا في حماس و حزب الله و العراق المقاومة خلقت من أجل الدفاع عن الأوطان و دحض المحتل و تحرير البلدان و ترحيل الغاصب الطامع في ثورة الأوطان بشتى الطرق و الفنون و البهتان يقولون تارة العراق يملك السلاح النووي ثم يتراجعون كاذبون ثم حزب الله إرهابي ممولا من أجل العنف و الحقيقة البارزة حزب الله مقاومة طاهرة شريفة من أجل كرامة الإنسان و دحض هيمنة الاستعمار الصهيوني من مزارع شبعا و غيرها من جنوب لبنان. و حركة حماس المعزولة المحرومة من ابسط لقمة عيش السكان هي أقلقتهم لأنها حركة إسلامية مجاهدة من أجل رفع الظلم و الإحتلال عندما تدرك أمريكا أنّ مفهومها مغلوط و حسابها غير صحيح و غير مضبوط وقتها تعود إلى الرشد و ينتهي عهد الزور و البهتان و ضرب الاوطان بدعوى الإرهاب كلمة حق أريد بها باطل تفنن في حذقها الأمريكان و من حذا حذوهم من الحكام العرب من أجل الكرسي و الدوام و لا يهمهم السكان و الأوطان و لكن تغافلوا جميعا أنّ في هذا الكون إلاه إسمه الرحمان و له 99 اسما ينبغي فهمها فهما جيدا حتى لا يغتر بني الإنسان . و لا يظلم الأوطان و لا ننسى أنّ أمريكا في زمان تصفية الاستعمار منذ نصف القرن الماضي 1952 كانت أمريكا الحرة في ذلك الزمان و قفت مع عديد الدول المضطهدة و من طرف الاستعمار و الاحتلال و تونس في تلك الحقبة وجدت مساعدة الأحرار من الأميركان و هذا للتاريخ أقوله لنعطي حق التاريخ و الأحرار في العالم و أتسائل اليوم لماذا إنقلبت المفاهيم و اصبحت أمريكيا على هذا الخط الأحمر للشعوب فهل مات الأحرار من الأميركان أم ماذا و لكن ما حصل مؤخرا في بريطانيا يعطي مؤشرا بأنّ الأحرار من الأنقليز هم دوما يدافعون على كرامة الشعوب المقهورة و هم أحرارو قد قالوا لرئيس حكومتهم يكفي من الذل و العار و أجبروه على الإبتعاد و الإستقالة في الحال و الإبان و الله يحكم لا معقب لحكمه صدق الله العظيم قال الله أن ينصركم الله فلا غالب لكم صدق الله العظيم فشكرا لأحرار بريطانيا و أحرار من العالم الرجال و حبهم لبني الإنسان و تقديرهم لإخوانهم في الإنسانية و حبهم ووفائهم للمظلومين من المسلمين و ألف تحية لأهالي بريطانيا الأحرار الذين يفرقون بين الظالم و المظلوم و لا يغترون بدعاية المغرضين و أنصارهم و لا يعتبرون كل من هبّ و دبّ من رجال الشرف و المقاومة هم إرهابيون و سجل التاريخ مواقف لأحرار العالم حتى من الأمريكان الذين قالوا لبوش و أنصاره كفانا ظلما للعرب و المسلمين و نصحوه بالرحيل من العراق و أفغانستان و الكفّ عن خسارة الأموال و ضياع ماء وجه أمريكا و فقدانها لأصدقائها التقليديين و يجب الرحيل عن أراضيهم و تركهم أحرارا و معركة الإنتخابات جارية على الحوار. قال الله تعالى: فإصبر صبرا جميلا صدق الله العظيم. ملاحظة : إنّ الحوار الذي جرى يوم الثلاثاء الماضي في قناة الجزيرة برنامج الاتجاه المعاكس يدل على حقيقة بارزة نطق بها ممثل وزارة الخارجية الأمريكية حيث قال بالعربية الفصحى  » إنّ لأمريكا خطتين هما القضاء على الإرهاب و الديمقراطية في البلدان العربي و قال إنّ حكام العرب يهرولون إلى أمريكا قصد عرض مساعدتهم للقضاء على الإرهاب مقابل السكوت عن الديمقراطية في بلدانهم  » عجيب و الله عجيب و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال الله تعالى : و قل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون صدق الله العظيم.  


المكاسب السياسية للإسلاميين بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول:

عندما حاولت « القاعدة » تحويل الإسلاميين إلى « رهائن »!

 
صلاح الدين الجورشي (*)   يرى الكاتب والصحفي صلاح الدين الجورشي أن الحركات الإسلامية المعتدلة في العالم العربي استطاعت الاستفادة من التوجه الغربي الجديد بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، ونجحت في كسب الاعتراف كلاعب سياسي رئيسي.   لم تكن عملية الحادي عشر من سبتمبر/أيلول موجهة فقط ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أيضا كانت رسالة قوية مضمونة الوصول إلى الحركات الإسلامية التي لا تؤمن بالعنف، وتعلن عن تمسكها بالخط الإصلاحي. بمعنى آخر، كانت سنة 2001 تاريخا فاصلا بين استراتيجيتين، مختلفتين في الأسلوب، رغم التقاء أصحابهما على بعض المنطلقات والأهداف والمضامين الدينية.   ولهذا لم يكن من الصدفة أو مجرد التكتيك أن تسارع بعض قيادات حركات الإسلام السياسي إلى إدانة تلك العملية التي تبناها تنظيم القاعدة، وحرصت على أن تتخذ مسافة واضحة نسبيا من تلك الحادثة التي زلزلت الجميع. فارتباطها بالإسلام والإسلاميين، كاد أن يحول الصراع إلى مواجهة شاملة بين الغرب والمسلمين، وأن يقض على مكاسب عديدة تحققت لهذه الحركات في أكثر من بلد.   بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، شعرت الحركات الإسلامية الموصوفة بالاعتدال بمخاطر جرها إلى معركة لم تخترها أو لم تستعد لها. لهذا أدان معظم قادتها عملية تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك، مع تحميل الغرب وأمريكا مسؤولية توفير عدد من المبررات لذلك العمل. بعد ذلك عملت هذه الحركات على الاستفادة من الحدث بطريقة لم يتوقعها الذين سارعوا، بمن في ذلك عديد المختصين الغربيين في شؤون الحركات الإسلامية، إلى الإعلان عن نهاية مشروع « الإسلام السياسي ».   مخاطر التعميم   لقد عمدت هذه الحركات إلى مطالبة الغرب بعدم التعميم، وخلط الأوراق، واتخاذ ما أقدمت عليه « القاعدة » مبررا من أجل « تصفية حسابه التاريخي مع الإسلام ». وهو خطاب وجد صداه في داخل الغرب، حيث حذر مثقفون وخبراء وسياسيون غربيون من مخاطر عدم التمييز بين المسلمين والإسلاميين من جهة، وبين الراديكاليين والمعتدلين في الساحة الإسلامية من جهة أخرى.   واعتبر بعضهم، بمن في ذلك باحثون مقربون من مراكز القرار الأمريكي، بأن المصلحة الأمنية والسياسية، تقتضي عزل « جماعة القاعدة » وذلك بتعميق الفجوة بينها وبين التنظيمات الإسلامية غير العنيفة، حتى لو اشتركت معها في الخلفية الأيديولوجية مثل الجماعات السلفية غير المقاتلة.   وقد وضعت لذلك مقترحات ودراسات أكثر تفصيلا. وتزامنت هذه المقترحات مع مشروع « الشرق الأوسط الكبير »، الذي طرحته الإدارة الأمريكية بحجة « نشر الديمقراطية في المنطقة » وإعادة تشكيلها سياسيا.   معادلة الإسلاميين « الوسطيين »   بالرغم من انتقاد السياسة الأمريكية تجاه العراق وفلسطين وأفغانستان، إلا أن معظم الحركات الإسلامية « الوسطية » عملت على الاستفادة من التوجه الأمريكي والأوروبي الجديد، وسعت إلى توظيف الضغوط الدولية على الأنظمة العربية من أجل اكتساب مزيد من المواقع، ودفع الجميع إلى الاعتراف بها كلاعب سياسي رئيسي.   وهكذا وضعت هذه الحركات جميع الأطراف، وخاصة الإدارة الأمريكية أمام خيارين: إما القبول بها وإشراكها في عملية الانتقال الديمقراطي، أو مواجهة خيار « القاعدة »، أي خيار العنف. بمعنى آخر، عملت هذه الحركات على تحويل  » استراتيجية القاعدة  » التي ألبت عليها جميع حكومات العالم، إلى وسيلة ناجعة لإثبات « مشروعيتها ».   وبفضل هذه المعادلة الجديدة، تمكنت هذه الحركات من تحقيق مكاسب سياسية لم تكن متوقعة في المرحلة الماضية. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى ثلاث مكاسب :   اضطرار الغربي، في ضوء قراءته لمصالحهم القريبة والبعيدة، إلى استبدال سيناريو المواجهة مع جميع الإسلاميين بآخر يعيد صيغة تقسيمهم إلى « متشددين » و « معتدلين ». وبالتالي، العمل على حشر الأوائل في الزاوية، ومحاورة الأكثر « اعتدالا » من أجل تشجيعهم على  » التكيف  » والاندماج في المنظومة الدولية الراهنة، حتى لو كانت لهم اعتراضات على بعض السياسات الغربية.   تفويت الفرصة على الأنظمة التي تصورت بأن عملية الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ستمكنها من التخلص نهائيا من  » حركاتها الإسلامية المحلية  » من خلال محاولة إقناع الغربيين بأن كل الإسلاميين يحملون بذور الإرهاب، وأن ما يظهره بعضهم من اعتدال، ليس سوى مناورة وخداع. ورغم الجهود التي بذلتها هذه الحكومات لإقناع الغربيين بمنهج الاستئصال الشامل، إلا أنها فشلت في ذلك.   استثمار تردد الأنظمة، وسماحها بقدر من الحريات، لتحقيق مكاسب سياسية على الأرض من خلال المشاركة في عدد من الانتخابات. وهكذا، بدل أن يأخذ الإسلام السياسي طريقه نحو الاندحار والتراجع كما توقع بعض الباحثين الغربيين والعرب، إذا بالتطورات الجديدة تمنحه فرصة تاريخية للصعود بشكل غير مسبوق. وقد حدث ذلك بعدد من الدول مثل المغرب، والجزائر، ومصر، وفلسطين، والعراق، والبحرين، والأردن، وغيرها.   تدخل في الشؤون الداخلية   رفضت قيادة تنظيم « القاعدة » التسليم بهذا الواقع الجديد، واستمرت في تنفيذ إستراتيجيتها دون تعديلات جوهرية. فالظواهري، من خلال تعاليقه على الأحداث السياسية التي يرسلها عبر أشرطة الفيديو، يحاول أن يتدخل في شؤون جميع الحركات الإسلامية، ل » يصحح ما يعتبره خطأ في مواقفها وسياساتها « ، أو ليهددها بإفساد ما يراه مناقضا لاعتقاداته وخططه.   يظهر ذلك جليا في العراق، حيث سبق لمجموعة الزرقاوي أن عملت على إفشال كل الجهود التي ترمي إلى دعم العملية السياسية. كما حاولت  » القاعدة  » التأثير في الساحة الفلسطينية. وسبق لها أن كادت أن تنسف مسار الإصلاح السياسي في المغرب من خلال عملية تفجيرات الدار البيضاء، التي كادت أن تدفع الحركة الإسلامية المغربية بشقيها ثمنا باهظا، وهو ما حاول أن يدفع إليه التيار الاستئصالي داخل النخبة المغربية لولا إرادة القصر وبعد النظر لدى الملك محمد السادس.   كما حاولت الجماعة السلفية المقاتلة أن تحول دون استسلام جميع حاملي السلاح في الجزائر لإفشال سياسة  » الوئام المدني « . ويندرج في نفس السياق، ما حدث في الكويت حين تمت مداهمة عدد من المنازل واعتقال « متشديين » قاموا بقتل عدد من رجال الأمن.   وقد أرعبت تلك العملية الحركة الإسلامية الكويتية بجميع فصائلها، التي قررت الدخول في حوار معمق بينها من أجل  » وضع آلية مشتركة تميزها عن معتنقي الأفكار المتطرفة ونقدها استنادا على الأدلة الشرعية « .   كما وجدت « جبهة العمل الإسلامي » في الأردن نفسها في مشكلة سياسية خطيرة، عندما نفذت مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة عملية انتحارية في قلب عمان، ثم تكررت المشكلة عندما حظر بعض كوادرها عزاء الزرقاوي بعد مصرعه، حيث وصفه أحدهم بالشهيد. وبالرغم من أن « حزب الإصلاح اليمني » قد حسم موقفه بوضح تجاه  » المجوعات التكفيرية »، إلا أنه يتابع بقلق ما تقوم به الخلايا النشيطة لتنظيم القاعدة داخل اليمن   الإرهاب الإسلاموي في أوربا   هكذا يبدو المشهد، حيث اتضحت الخطوط بين « المعتدلين » ومن الإسلاميين وبين « المتشددين ». وقد تجلى ذلك في عديد المناسبات، خاصة بعد سلسلة العمليات الإرهابية التي شهدتها العواصم الأوروبية. تلك العمليات التي ألحقت ضررا فادحا بالجاليات الإسلامية وبصورة الإسلام، كما خلقت صعوبات كبيرة للإسلاميين الذين يعيشون في أوروبا منذ سنوات طويلة، أو يتمتعون باللجوء السياسي.   لكن رغم التميز في الخطاب، ومواقف التنديد التي تتخذها الحركات ذات « المنهج الوسطي »، فإن هذه الأخيرة لا تزال تتجنب الدخول في معركة كسر عظم مع مجموعات « السلفية الجهادية ». فهل يعود ذلك إلى اعتبارات فكرية وفقهية، أم أن مرده خوف من أن تتهم هذه الحركات بأنها قد استدرجت لتحقيق ما عجزت السياسة الأمريكية على تحقيقه؟   الإجابة تحتاج إلى تمهل، لكن المواجهة بين الطرفين قد تكون مرهونة بما سيؤدي إليه الصعود القوي للتيارات السلفية المتشددة في المنطقة العربية من نتائج ملموسة على أرض الواقع داخل كل قطر.   (*) كاتب وصحفي من تونس   (المصدر: موقع « قنطرة » (ألمانيا) بتاريخ 8 سبتمبر 2006) الرابط: http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-436/i.html


 

الراديكالية الدينية.. في أصعب سنواتها وأزهاها

 
آمـال موسى (*)   لا تزال أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، تحتفظ بنفس الوقع رغم مرور خمس سنوات على تاريخها. فالعالم يعيش منذ ذلك التاريخ التداعيات التي ما فتئت تتكاثف وتتعاظم على نحو يوحي بفشل في إطفاء جذوة الثأر الأمريكي. لذا، فان أحداث سبتمبر لم تدخل بعد دفاتر التاريخ، فهي لا تزال حاضرة وتفعل فعلها في السياسة الخارجية الأمريكية وأيضا الغربية بنحو خاص. بل أن تلك الأحداث أصبحت مع مرور كل سنة، مناسبة لتأمل ومعاينة الى أي مدى نجحت السياسة الأمريكية في حربها على الارهاب، والتي انطلقت فيها كأولوية قصوى بعد تعرض أمنها القومي لتهديد فعلي تمثل في تفجيرات نيويورك والتي أودت بحياة آلاف الامريكيين. أي هل أن العالم أصبح أقل ارهابا أم أن الوقائع والقرائن تشير الى نتائج خائبة.   لا شك طبعا من أنه منطقيا وواقعيا، تحتاج الحرب على الارهاب الى زمن أكبر بكثير من خمس سنوات. فالإرهاب ظاهرة معقدة، يختلط فيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي بشكل يجعل من معالجته عملية شاقة وطويلة المدى. ولكن في نفس الوقت نلحظ ان النتائج العكسية التي أفرزتها الاستراتيجية الامريكية في الحرب على الارهاب، تجعلنا الى حد هذه الذكرى الخامسة في مرحلة الصفر، وذلك لأن الخطة ذاتها، تفتقد الى مقومات النجاعة واستندت الى خيارات أمنية عسكرية، لا تؤمن سوى بالإرهاب كرد على الارهاب.   ولقد تم تبني مثل هذه الخطة في حرب ذات طبيعة خاصة وتشترط الخيارَ الثقافيَّ الحضاريَّ كأولوية تسبق الخيار الأمني والعسكري، بالإضافة الى غض الطرف عمدا عن الأسباب المنتجة للإرهاب.   إن المشكل يتمثل في أن الادارة الامريكية فضلت تبني ما كانت تحسبه علاجا سريعا ضد الارهاب، وها هي بعد خمس سنوات من الغزو تجد نفسها في لحظة الصفر، ومنتبهة الى ما وصفته بالاستراتيجية الجديدة لمقاومة الارهاب بـ«حرب الأفكار».   وبلفت النظر عما إذا كان اللجوء الى إعلان حرب الأفكار يعتبر تصريح ضمنيا بفشل الخطة السابقة، فإن المأزق الخطير يعيشه اليوم العالم العربي والاسلامي، الذي أصبحت فيه موازين الأفكار والميول لصالح الراديكالية الدينية التي تعيش أصعب سنواتها وأزهاها.   ولنا في التحولات الفكرية سواء في صفوف النخبة أو فئات عريضة من المجتمعات الاسلامية، ما يشير الى أن جبهة الحداثة والانفتاح والديمقراطية والتسامح، قد تمت محاصرتها جماهيريا وخنقها مما عزلها وجعلها تلوذ بالصمت، في حين أن الراديكالية الدينية في اكتساح شعبي متوصل حتى بالنسبة الى الذين كانوا يتعاطون معها بحياد وحذر وبرود.   وبقدر ما استنكر المثقفون والمفكرون أحداث سبتمبر وبقدر ما وجدوا فيها فرصة تقيم الدليل على صحة ما نبهوا إليه من مخاطر الارهاب، إلا أن ردود الفعل الأمريكية والدول المتحالفة معها ذات الطابع الأمني والعسكري، جعلت القناعات التي لطالما اشتغل على تجذيرها بعض المفكرين العرب تتلاشى شيئا فشيئا بعد خمس سنوات من تاريخ الجريمة الكبيرة.   وعلى رأس القناعات التي تلقى محاولات الاطاحة بها ما يتلخص في أن الجماعات الاسلامية التي تتبنى العنف هي خطر محلي ودولي وآني وطويل المدى. وأيضا الدعوة الى المضي قدما بالنسبة الى المجتمعات الاسلامية على كافة المستويات وخاصة السياسية والثقافية والتي تتركز على إرساء مفاهيم جوهرية كالديمقراطية والتسامح والقبول بالآخر.   ولكن الحروب التي تعرضت لها دول كالعراق وأفغانستان وفشل مشاريع ما بعد غزوهما، جعلت الخطاب المضاد للعنف الديني والانغلاق يتراجع وعادت الراديكالية الدينية بقوة ومن خلال أشكال مختلفة، بل مستفيدة من وسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة التي تؤمن لها إمكانية التواصل من دون الاضطرار للظهور.   ولعل الحرب الأخيرة على لبنان التي شممنا فيها رائحة الولايات المتحدة الأمريكية بقوة، أظهرت كيف أن التنظيم الديني الشيعي الذي قادها قد جلب أيضا تعاطفا من أطياف سنية كثيرة، بل أن الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، عرض في آخر ظهور له ما سماه تحالف المستضعفين.   وفي الحقيقة، هذه النتيجة لم تكن لتخطر على بال، خصوصا في ظل الصراع الطائفي في العراق، وفي ظل تنبيه عدة أنظمة عربية رسمية من خطورة الهلال الشيعي القادم ومحاذيرها من سيطرة ايران على بلد عربي يتمتع بثقل مثل العراق.   لذا، فإن خلط الأوراق غير المنهجي واللجوء الى سياسة تقاطع المصالح، التي لا شك في أنها تتنامى ضد السياسة الامريكية تحديدا والغربية عموما، قد سببته الحروب الطاحنة في المنطقة الاسلامية التي لم تنته فقط الى إسقاط أنظمة أصبحت غير مقبولة دوليا، بل الى قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية وجعل الشعوب تعيش الفاقة وتفتقد الى الشعور بالكرامة (20 في المائة من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر).   من هذه المنطلقات وغيرها، اختارت فئات كثيرة من الشعوب العربية أن تتواطأ مع ظاهرة العنف الديني. بمعنى أن الخيارات العسكرية الامريكية أغدقت على العالم أرصدة بشرية شابة جديدة بمثابة مشاريع ارهابيين، بدأت تظهر في نحو مجموعات صغيرة وكثيرة لا تقل خطورة عن تنظيمات كبرى. ذلك أنها تعمل على تشتيت التركيز الأمريكي وتوجيه ضربات متفرقة كثيرة، بوسعها أن تسجل مجتمعة ضربة موجعة بلغة الجمع.   والذي يزيد الطين بلة أن الخطاب السياسي الأمريكي المنطوق، يمثل في حد ذاته ذريعة للارهاب. فالخطابات التي استمعنا إليها خلال الحرب على لبنان كانت باعثة لليأس وتجذر خيار العنف والارهاب كحل وحيد. لذلك، فإن العالم بعد خمس سنوات من أحداث سبتمبر، أكثر إرهابا وتوترا والمجتمعات الاسلامية أكثر احتقانا، خصوصا بعد أن اضطرت الإدارة الأمريكية للتحالف مع الأنظمة العربية لمساعدتها أمنيا في ملف الإرهاب، الأمر الذي جعلها تضغط لحظة من أجل الديمقراطية وتتناسى سنوات.   (*) كاتبة وأديبة تونسية   (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 11 سبتمبر 2006)

هل أضحت أعلام «الفئات» تغلب أعلام «الأوطان»؟

 
صالح بشير (*)   هل يكون العَلم من رواسب العراق الذي كان، زائلا بزواله لا محالة مندثرا باندثاره؟ كأنما السجال الذي استعر ولا يزال في بلاد الرافدين حول هذا الشأن سجال حول إرث (لا حول راهن)، بين راغب في الحفاظ عليه، على سبيل الإحراج لا أكثر على الأرجح أو لدواع خصوصية، وبين ساع إلى التخفف منه… وكأنما الأمر ذاك من الأهمية بمكان.   إذ لا بد من افتراض قدر من العقلانية (وإن لم تكن ضرورة من ذلك الضرب الذي نُقرّ) لدى المتساجلين أولئك حتى ينبروا في موضوع العَلم هذا الذي استدعى تدخل السفير الأميركي في بغداد زلماي خليلزاد الذي أصدر بيانا في صيغتيْن متتاليتين، أمارةَ بلبلة واضطراب، وذلك بالرغم مما يشهده العراق من خطوب أدهى وأفدح وأولى، تالياً، بالنقاش: تفجيرات وأرواح تُزهق على مدار الساعة وإرهاب أضحى من المتعذر نسبته حصرا إلى «مجاهدي» تنظيم القاعدة، بل استشرى تطرفا هو «القاسم» (بالمعنى الحرفي لا الاصطلاحي لهذه العبارة) المشترك المتبقي بين العراقيين.   لا بد أن الأمر حاسم، إذاً، حتى يبادر العراقيون إلى طرح موضوع العلم هذا فيحتل صدارة اهتمامهم ويبدو لهم ملحا، مع أن رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، لم يفعل غير «إنزال» راية يبدو أنها لم تُرفع قطّ في إقليمه منذ أمد. بل أن أكثر ما يلفت في ذلك السجال أنه، على الأهمية التي محضها إياه أصحابه، يبدو جاريا بين غير معنيين بمآل الراية العراقية «الجامعة». يصح ذلك على الأقل على فئتين أسياسيتين استراتيجيتين في بلاد الرافدين: الشيعة الذين لا يتعرفون على أنفسهم في الراية الموروثة عن الحقبة الصدامية، والأكراد الذين بات أمر التخلي عنها، بالنسبة إليهم، تحصيل حاصل، في حين اتخذ تشبث السنّة العرب بالراية «الجامعة» صبغة طائفية واضحة، امتدادا لاستراتيجية، أو لمسلك على الأصح، درجوا عليه، قوامه المماهاة بينهم وبين الكيان العراقي التاريخي والظهور بمظهر الحرص على وحدته والاضطلاع بمهمة حراسة معبده.   لا شك، إذاً، في أن الراية العراقية ما عادت تنطبق على واقع قائم وما عادت رمزا لوحدة ماثلة، قسرية، كما في العهد السابق، أم طوعية يتوق العراقيون إليها ويتطلعون إلى إرسائها. ما الذي يريد أن يقوله السجال الدائر بشأنها والحالة هذه؟ قد يكون ذلك السجال عرَضا على تفاوت وعلى لبس بلغا أوجهما، أي بلغا درجة الأزمة والحرج، بين الزوال الفعلي للكيان العراقي وبقائه اعتبارا، أي بحكم القانون الدولي. فحال بلاد الرافدين، بعد أن اندرثرت فيها الدولة بانهيار النظام السابق (في تماهٍ نادر وذي دلالة بين نسقين ما كان يُفترض فيهما أن يتماهيا في الظروف العادية)، كحال الصومال على الصعيد الداخلي، أقله قبل أن تحاول حركة «المحاكم الشرعية» إعادة توحيد ذلك البلد الإفريقي، أي حال خواء كياني، بيد أنه لا يزال يُعامل، على الصعيد الدولي وكأنه كيان قائم، يمثله رئيس دولة، يُتعاطى معه بصفته تلك، وتضطلع بالمسؤولية فيه حكومة تُحظى بالاعتراف، وإن على مضض، حتى من قبل من تحفظوا على إنشائها أو على ملابسات ذلك الإنشاء وآلياته. وأما ذلك الوجود الاعتباري، فقد ظلت الراية، أقله حتى اللحظة، أحد أبرز تعبيراته ورموزه.   لذلك، قد يكون استعار السجال الأخير حول موضوع العَلم، علامةً على بلوغ ذلك التفاوت بين الوجودين الفعلي والاعتباري مبلغ التناقض والخطورة، إما لضيق الفئات العراقية التي باتت ضالعة في اقتتال أهلي مفتوح به، أو ببساطة لتزايد الفجوة بين الصعيدين على نحو ما عاد يطيق التعايش بين واقع ماثل و»خرافة» قانونية… ولعل ذلك بعض ما يفسر مسارعة السفير خليلزاد إلى التدخل في الأمر، وفق ما سبقت الإشارة، تدخلَ من لا يمتلك حيال هذا الأمر «استراتيجية» أو مقاربة، بوغت واستشعر ضرورة المبادرة، فأقدم عليها مضطربا، ببيان في صيغتيْن، أبرز ما تضمنه التحذير من مغبة «الخطوات الانفرادية» التي لن تحظى بـ»مباركة الولايات المتحدة».   غير أن أهمية الواقعة هذه أنها قد تتخطى بلاد الرافدين، وقد تستوي تعبيرا، إضافيا، عن منحى جديد كانت له سابقات، مفاده أن رايات الفئات، في حالات التفكك والهشاشة الكيانية، ربما أضحت بصدد حيازة الغلبة والأولوية على رايات الأوطان. مثال حزب الله، ورايته الشهيرة، و»منافستها» للراية اللبنانية، نموذجية في هذا الصدد. غير أن نموذجية حزب الله لا تتوقف عند هذه الناحية «الشكلية»، بل تتعداها إلى ما هو أهم، إلى انتزاع وممارسة صلاحيات سيادية هي، في الحالات العادية، حكر على الدول، شأن صلاحية إعلان الحرب أو الجنوح إلى السلم، على ما دلت الحرب الإسرائيلية-اللبنانية الأخيرة على نحو صارخ.   وهكذا، ربما وُجد منطق ما، مُضمر، رابط بين سلوك حزب الله اللبناني، كما تبدى جليا في الأزمة الأخيرة، وبين ذلك السجال الدائر في العراق حول موضوع العلم، وهو منطق ربما أنذر بأن طوائف المشرق ومجموعاته العرقية قد تكون عاملة على إرساء علاقة جديدة مع الدولة الكيانية (فارضة لشروط تلك العلاقة على نحو أحادي غير توافقي) تتراوح بين تجاوز الدولة وبين تسخيرها، في حروبها وسلامها ودبلوماسيتها الخاصة وما شابه، فلا يهمها من تلك الدولة غير وظيفتها كوسيط مع العالم الخارجي يعترف به هذا الأخير، لا بوصفها مرتبة سلطة تستوجب الطاعة، مؤتمنة على صلاحيات السيادة تحتكرها.   مثل هذا المنحى باعث على القلق لا مخرج منه بغير التوصل إلى صيغ فيدرالية توافقية، لكن «العقل العربي» عقل سحري، يسند إلى بعض الكلمات شرا مستطيرا، يراها منطوية عليه ملازما لها… ومن تلك الكلمات «الفيدرالية» والعياذ بالله…   (*) كاتب تونسي مقيم بإيطاليا   (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 10 سبتمبر 2006)


 
 


جلسة تعذيب عظمي بالفضائية الليبية!

حكم البابا (*)   لا أظن أن الفضائية الليبية تتبع إدارياً وبرامجياً لهيئة إعلامية مثل وزارة الإعلام الكبري أو مديرية التلفزيون العظمي في الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمي، وأكاد أكون علي يقين بأن الهيئة المشرفة عليها، وتضع خطتها البرامجية هي إدارة المخابرات اللامحدودة أو مديرية السجون اللامتناهية، وأن المؤهلات المطلوبة للمشرفين الفنيين علي البرامج ليست دبلوما في الإعلام، أو ماجستير في الدراما، بل دورات متقدمة في فنون التعذيب، وشهادات خبرة في اللسع بالكهرباء أو نزع الأظافر، وأن البرامج التي تقدم علي شاشة الفضائية الليبية تسمي في كواليس القناة وبين صانعيها جلسات تعذيب، وأن المشاهد لبرامجها يتداول اسمه علي ألسنتهم باعتباره متهماً أو مشبوهاً أو موقوفاً، في حين يسمي في قواميس منظمات مناهضة التعذيب وحقوق الانسان ضحيةً، ولذلك كلّه فالكتابة عن الفضائية الليبية أو أي من برامجها يجب أن تأخذ صيغة الشكوي لا صيغة المقال، وتقدم إلي منظمات هيومان رايتس أو العفو أو العدل الدولية، لا إلي جريدة أو مجلة، ومن حق كل مشاهد قاده حظه العاثر، أو سوء تقديره وتصرفه، أو غضب والديه عليه وعلي ذريته للضغط علي رقم الفضائية الليبية في جهاز التحكم بين يديه، أن يحصل علي تعويض عن الضرر الذي تعرض له أسوةً بضحايا طائرة لوكربي أو مقهي لابيل!   أظن أن التعذيب الذي ألحقته بي ساعتا المشاهدة للعمل نصف الوثائقي وربع الدرامي وثلث التاريخي وخمس الفنتازي رحلة 4000 يوم من العمل السري الذي يروي قصة التحضير للثورة الليبية، أضني بكثير من العذاب الذي تعرض له قائد هذه الثورة في الأربعة آلاف يوم التي ناضل فيها بمفرده ـ كما يظهر ويؤكد الفيلم ـ لدحر الاستعمار الايطالي، والانقلاب علي الملك السنوسي، مما ذكرني بالممثل السوري أيمن زيدان في المسلسلات التي تناولت فترة الانتداب الفرنسي لسورية، والتي قتل فيها بمفرده من الجنود الفرنسيين أكثر من عدد سكان فرنسا كلها، ولفرط بطولته علي شاشات التلفزيون توهم بعض تلامذة المدارس السوريين أن أيمن زيدان أهم الثوار السوريين ضد الانتداب الفرنسي، مما جعلهم يرسبون في امتحانات التاريخ حين ذكروا اسمه جواباً علي سؤال عن أشهر ثوار سورية، ويبدو أن صناع فيلم رحلة 4000 يوم من العمل السري وجدوا أن ثورية أيمن زيدان أقرب إلي ثورتهم وقائدها من أرنستو تشي غيفارا وسيمون دي بوليفار وروبسبير مجتمعين، فاستلهموها لتصوير تجربة قائد ثورتهم، الذي رغم أنه قطع الفيافي واجتمع برجال القبائل وصيادي الأسماك، لم يكن يسانده في التحضير للثورة سوي سيارة الفوكس فاغن القديمة موديل السلحفاة، والتي لولا وجودها ـ كما يظهر من دورها الفاعل في الثورة بشهادة الفيلم ـ ماكانت لتقوم هذه الثورة أساساً، باعتبارها تحملت العبء الأكبر من أعباء الثورة في صبرها علي سائقها كل فترة الثورة والفيلم، ولو أن أدولف هتلر لم يأمر باختراعها لكان تاريخ الفاتح من سبتمبر لن يعني لأحد أكثر من كونه يوم استلام الراتب بالنسبة للموظفين لا أكثر، ولكثرة ظهورها في الفيلم شعرت بأنني أشاهد فيلماً دعائياً عن ميزات سيارة الفوكس فاغن وقوة تحملها لا عن التخطيط لثورة، وبصراحة فإن ما جعلني أتحمل الأذي والتعذيب بمشاهدة الفضائية الليبية هو وجود سيارة الفوكس فاغن في الفيلم لأنها ذكرتني بشقيقتها التي رافقتني لأكثر من ثلاثة سنوات، ولو كنت أعلم حينها بأن الفوكس فاغن هي أحد العناصر الرئيسية التي قامت بالتحضير والتخطيط والتنفيذ للثورة الليبية، لما فوت علي نفسي الفرصة بأن أصبح قائد ثورة!   وباستثناء قصة سيارة الفوكس فاغن لم أستطع أن أفهم من شبه التعليق الذي رافق الفيلم وبعض الحوار المبتور الذي مرّ فيه، إلا اسم قائد الثورة وهو يتكرر إلي الدرجة التي شعرت فيها بأن الفضائية الليبية ستفرض علي مشاهديها في نهاية الفيلم الاجابة علي سؤال إجباري عن عدد المرات التي ذكر فيها اسم قائد الثورة، وهو من الصعوبة بحيث يصبح وقوف المشاهد أمام المرآة لاحصاء عدد شعر رأسه أسهل من السهل، لسببين: الأول أنه سيعثر في ما يعرفه من أرقام علي عدد محدد لشعر الرأس، وثانياً لأنه لن يحتاج إلي عمره كلّه لعد شعر رأسه، بينما سيدخل منطقة مجهولة بالنسبة إليه في حقول الأرقام، ولن يكفيه عمره كله لمعرفة العدد الحقيقي لاسم قائد الثورة الذي تردد في الفيلم، والذي باستثنائه يبدو التعليق والحوار في الفيلم غامضاً ومزعجاً ولايمكن تفسيره، لأنه أقرب إلي صوت مكيف هواء من قطعة واحدة بعد عشر سنوات من الاستعمال اليومي في بلد يقع علي خط الاستواء!   أما أقسي وأمرّ وسائل التعذيب التي مارستها الفضائية الليبية علي مشاهدها في فيلمها رحلة 4000 يوم من العمل السري ، فهي محاولة الربط بين حركة الضباط الأحرار في مصر، وثورة الضابط الحر في ليبيا، باعتبار الثانية ثورة مستنسخة عن رحم الأولي بطريقة طفل الأنابيب، وباعتبار أنهما مصنوعتان من نفس المواد الأولية، من دون ملاحظة الفارق الهام بينهما، وهو نفس الفارق بين فيلم ناصر 56 وفيلم رحلة 4000 يوم من العمل السري حيث يبدو أن الأول هو مرجعية الثاني، رغم أن ما يجمعهما فقط هو استخدام اللونين الأبيض والأسود لاأكثر.   وإذا كانت هناك من نصيحة أقدمها للقارئ بعد أن خرجت من جلسة التعذيب بالفضائية الليبية بأقل الخسائر فهي قراءة ما يتوفر من كتب في الأسواق حول أهوال عذاب القبر، ثم تحضير نفسه لما هو أمر مما قرأه فيما لو فكر بمشاهدة الفضائية الليبية!!   مذيعون وبرامج   نقطة نظام لحسن معوض في قناة العربية أقرب إلي اختبار جهد عضلة القلب في المشافي منه إلي البرنامج التلفزيوني، فالضيف والمشاهد يشعران خلاله بأنهما يمشيان علي جهاز المشي في سرعته القصوي، ولايسمعان شيئاً أعلي من صوت لهاثهما ودقات قلبيهما!   مارسيل غانم في برنامجه كلام الناس علي شاشة الـ LBCI مقدم البرامج الوحيد ربما في قناة عربية الذي يستخدم تعابير وجهه وابتسامته وفترات الصمت باعتبارهما من أدوات الحوار مثلهما مثل السؤال!   حمدي قنديل في قلم رصاص علي دبي الفضائية يشبه مغنواتي يدوزن عوده استعداداً للغناء، وتنتهي حلقة برنامجه مع قرب انتهاء دوزنة عوده، وينتظر المشاهد غناءه في الحلقة التالية فيفاجأ بأنه يبدأ الدوزنة من جديد، وهكذا مرّ عمره وبرنامجه وعمرنا وهو لايزال يدوزن عوده استعداداً للغناء!   كاتب زاوية الرأي في أية جريدة لايستطيع أن يكون مقدم برامج محايداً حتي وإن حاول أداء مثل هذا الدور، هذا مايؤكده علي حمادة في برنامجه الاستحقاق علي شاشة المستقبل!   أهمية أي برنامج تأتي من افتقاد الجمهور لغيابه، وهذا ما لن يشعر به أي مشاهد في حال غابت فقرتي ضيف المنتصف و ما وراء الخبر مع أطقمهما من المذيعين والمذيعات في الجزيرة الفضائية!   (*) كاتب من سورية hakambaba@hotmail.com   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 11 سبتمبر 2006)

 

وفاة الصحافي المخضرم سيمون مالي:

ايقونة اعلامية وابرز المدافعين عن قضايا العالم الثالث

 
باريس ـ القدس العربي صبحي حديدي   عن عمر ناهز 83 سنة توفي في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الجمعة، الصحافي الفرنسي المصري الأصل سيمون مالي، الذي يعد شخصية اعلامية وسياسية أيقونية في نضالات شعوب العالم الثالث علي امتداد القارات، وخصوصا في أفريقيا والعالم العربي.   ومنذ العام 1969، وبعد احتكاك مباشر مع قادة حركات التحرر من امثال جمال عبد الناصر وكوامي نكروما واحمد سيكوتوري وموديبو كيتا، أطلق مالي من باريس باللغة الفرنسية مجلة أفريقيا ـ آسيا Afrique-Asie، التي ستصبح فيما بعد أفريقيا ـ آسيا الجديدة ، تصاحبها طبعة انكليزية، وشهرية اقتصادية بعنوان اقتصادي العالم الثالث .   ولم يخف مالي قناعاته وانحيازه الي صف الشعوب، في تلك المرحلة الزاخرة التي شهدت صعود مختلف حركات المقاومة ضد الاستعمار، وانطلاقة المقاومة الفلسطينية، واحراز الشعب الفييتنامي انتصارات باهرة ضد الاحتلال الأمريكي، وضعف نظام الأبارتيد في جنوب أفريقيا. وعلي امتداد مسيرته الحافلة، فتح مالي صفحات المجلة أمام مختلف المعارضات العربية الوطنية والديمقراطية، حتي صارت أفريقيا ـ آسيا أبرز منابر التعبير عن الرأي العربي الآخر في فرنسا وأوروبا.   ولد الراحل في القاهرة سنة 1923 لأسرة تعود في أصولها الي مدينة حلب السورية، وانضم مبكرا الي حركة اليسار المصري حيث امتزج عنده الحس بالعدالة الاجتماعية بالتوق الي تحرر الشعوب من نير الاستعمار. وبدأ مشواره المهني بالعمل في مجلة التقدم المصري ، قبل أن يغادر الي الولايات المتحدة ليعمل هناك في الصحافة (لفت انتباه الرئيس المصري الراحل عبد الناصر حين التقي به للمرة الأولي، فطلب منه أن يكون مراسل جريدة الجمهورية في نيويورك).   ولقد لعب هناك دورا بارزا، بصحبة زوجته الأمريكية باربرا، في الدفاع عن القضايا العربية عموما، و قضايا تحرر المغرب العربي بصفة خاصة. وتجدر الاشارة الي أن الراحل هو والد روبرت مالي، العضو الأسبق في مجلس الأمن القومي الأمريكي أثناء ادارة بيل كلينتون، ومساعد الرئيس في مفاوضات كامب دافيد بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق ايهود باراك.   التقي مالي بالعديد من كبار قادة العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، سواء لأعراض مهنية ضمن تغطيات المجلة، أو للمشاركة في مؤتمرات عامة أو منتديات تضامن. ولقد حدث مرارا أن دفع ثمنا باهظا نتيجة مواقفه، اذ طُرد من فرنسا في خريف 1980 بقرار مباشر من الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان، وبتحريض مباشر من بعض حكام الأنظمة الدكتاتورية في أفريقيا. وحين فاز الزعيم الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتيران في انتخابات الرئاسة بعد ثمانية أشهر، كان بين أولـــي قراراته السماح بعودة مالي ورد اعتباره.   وغيابه لا يطوي صفحة حافلة من الصحافة العالمثالثية الملتزمة فحسب، بل يؤشر علي غياب طراز فريد من الصحافي الملتزم مهنيا والمناضل سياسيا في آن معا.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 11 سبتمبر 2006)
 

بوش يمتدح « الاصلاحيين الشبان » في مصر ويطالب بالافراج عن نور

القاهرة (رويترز) – امتدح الرئيس الامريكي جورج بوش مجموعة من « الاصلاحيين الشبان » المقربين من ابن الرئيس حسني مبارك ذي النفوذ جمال ومنهم وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد الذي ترشحه صحف محلية لرئاسة الحكومة القادمة. وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية نشرت يوم الاثنين قال الرئيس الامريكي أيضا ان الرئيس المصري يجب أن يفرج عن أيمن نور وهو سياسي معارض شاب صدر حكم بسجنه العام الماضي. وقال « تحدثت… مع مجموعة من الاصلاحيين الشبان المصريين الذين هم في الحكومة الان. هناك مجموعة من الشبان المصريين تثير الاعجاب – وزير التجارة وبعض الاقتصاديين – الذين يفهمون قيمة الديمقراطية وصعوباتها. » ورشيد ووزير المالية يوسف بطرس غالي ووزير الاستثمار محمود محيي الدين هم صناع السياسة في قلب الاصلاحات الاقتصادية المصرية في مصر خلال العامين الماضيين. وهناك من يرون أنهم مقربون من جمال مبارك وهو أحد أكثر الشخصيات نفوذا في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. ويقول محللون ودبلوماسيون وجماعات معارضة انه جرى اعداده لتسلم مقاليد الحكم من والده الذي يبلغ من العمر 78 عاما. وقال بوش للصحيفة ان سجن نور كان محبطا. ووصفت واشنطن سجنه بأنه نكسة للديمقراطية في مصر. ومضى الرئيس الامريكي يقول « لقد تحدثت مع مبارك كثيرا عن الديمقراطية. » وصدر الحكم بسجن نور (42 عاما) لمدة خمس سنوات في ديسمبر كانون الاول بتهمة تزوير أوراق تأسيس حزب الغد الذي يتزعمه. وكان قد جاء تاليا لمبارك بفارق كبير في الاصوات في أول انتخابات رئاسة تعددية في مصر في سبتمبر أيلول الماضي. ويقول نور ان السلطات لفقت الاتهامات. وفي مايو أيار رفضت محكمة النقض وهي أعلى مراحل التقاضي طلبا تقدم به نور لاعادة محاكمته. وأدانت الولايات المتحدة سجن نور لكنها بعد أداء قوي للاسلاميين في انتخابات مجلس الشعب العام الماضي مارست ضغطا علنيا أقل على مصر من أجل أن تسمح بحريات سياسية أكبر. وقال بوش في المقابلة مع وول ستريت جورنال انه تحدث مع جمال (41 عاما) عن نور الذي يعتنق الليبرالية. وقال »أصابنا الاحباط » بسبب الحكم على نور. وسئل عما اذا كان يعتقد أن الرئيس مبارك يجب أن يفرج عن نور فقال « نعم أعتقد لكن من شأنه أن يتخذ القرارات المستندة الى قوانينه. »   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 11 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


 

تراجع السلطات الدينية عن خطط لحظر صلاة النساء بصحن الكعبة

 
الرياض (رويترز) – يبدو أن علماء دين سعوديين تراجعوا عن خطط مثيرة للجدل لحظر صلاة النساء في صحن الكعبة. وفي الوقت الحالي تستطيع النساء الصلاة في الصحن. وكانت خطط للجنة المشرفة على المواقع الدينية وجميع أعضائها من الرجال تنطوي على تخصيص موقعين مطلين على الكعبة لصلاة النساء فيما يستطيع الرجال الصلاة في الصحن. ونقلت صحيفة عكاظ يوم الاثنين عن الدكتور محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام قوله انه « كان هناك اقتراح بزيادة المواقع المخصصة للنساء في صلاة الفرض في موقعين مطلين على الكعبة المشرفة من جهة باب الفتح وباب العمرة نظرا للزيادة المضطردة في اعداد النساء ليكون هناك استيعاب اكبر من المكان المخصص لهن حاليا.. علما بأن الطواف والنوافل متاحة للنساء داخل صحن المطاف. الرئاسة أُخذت بالاقتراح الثاني وهو زيادة الموقعين اضافة الى ما هو موجود حاليا. الرئاسة هيأت ما يقارب 53 في المئة من الاماكن في المسجد الحرام للنساء بحيث تجاوز العدد المخصص للرجال. » وكانت ناشطات سعوديات مدافعات عن حقوق المرأة في السعودية قد وصفن الخطة الاصلية بأنها تنطوي على تمييز وتعهدن بمعارضتها. وأطلقت جماعة تسمى (تحالف الكاتبات المسلمات) التماسا عبر شبكة الانترنت لحشد دعم السلطات ضد هذه الخطط تحت عنوان « للنساء حق مساو في الدخول الى المسجد الحرام. » وقالت الجماعة في موقعها على الانترنت « لنا الحق في أداء الصلاة في هذا المكان. »   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 11 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.