To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
بيان خاص بمناسبة اغتيال شهيد الامة الرئيس صدام حسين
دعوة إلى اجتماع عـــامّ
موكب عزاء للمجاد الشهيد القائد صدام حسين المجيد
بدعوة من النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة أقيم اليوم الاثنين 01 جانفي 2006 على الساعة العاشرة صباحا موكب عزاء لشهيد الأمة وبطلها صدام حسين وذلك بدار الإتحاد المحلي بنفطة وقد حضر ثلة من النقابيين والحقوقيين وممثلو مكونات المجتمع المدني حيث افتتح الموكب بتلاوة سورة الفاتحة والوقوف دقيقة صمت ترحما على روح رمز الأمة وفخرها صدام حسين ، ثم تداول على الكلمة جمع من الحضور منددين بجرائم الإحتلال وداعين إلى مؤازرة المقاومة ومطالبين الإتحاد العام التونسيي للشغل بالتنديد بالجرائم الإمبريالية وبالحقد الصفوي في العراق وقد أنهى الحضور موكبهم بالإمضاء على تعزية طالبوا بتوجيهها لعائلة الفقيد وإلى كل شرفاء الأمة.
نص التعزية
بسم الله الرّحمان الرّحيم
{ إنّا لله و إنّا إليه راجعون}
بكلّ ألم و حسرة فجعت الأمّة العربيّة و الإسلاميّة و كلّ أحرار العالم بتنفيذ محور الشرّ الصّفوي ,الأمريكي, الصهيوني المحتلّ في العراق لحكم الإعدام في حقّ الشهيد البطل الأسير : صدّام حسين , الذي كان بطريقة انتقاميّة همجيّة صبيحة عيد الإضحى المبارك و في الأشهر الحرم التي جعلها الله أشهر سلام و حقن لدماء البشر أيّا كانت عقائدهم و أعراقهم.
و بهذه المناسبة الأليمة ترفع الفعاليات النقابيّة و الحقوقيّة و مثقفي مدينة نفطة التونسيّة أحرّ التعازي إلى أسرة الشهيد و عشيرته و أبناء شعبه الأحرار و إلى كلّ الصّادقين في الأمّتين العربيّة و الإسلامية و إلى كلّ أصحاب الضمائر الحيّة أينما كانوا محتسبين الرّمز صدّام حسين شهيدا في علّيين و الخزي و العار للاحتلال و أذنابه .
عمر قويدر
عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة
تضامنا مع عائلات المساجين السياسيين
بمناسبة عيد الاضحى و في سياق التضامن مع عائلات المساجين السياسيين قام وفد عن جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي صباح يوم الأحد 31/12/ 06 بزيارة لعائلة محجوب الزياني و عائلة عقبة و حسان و حسني و قابيل الناصري وعائلة خالد العرفاوي .
كما أد الوفد زيارة لسجين حركة النهضة المفرج عنه السيد احمد البوعزيزي والذي كان محكوما بالسجن لمدة 43 سنة قضى منها 15 سنة وقد غادر السجن وهو في حالة مرض.
ومن الحالات التي خلفت انشغالا و شعورا بثقل و حجم المأساة نذكر عائلة الناصري التي حرمها السجن أبناءها الأربعة . فقد أطلق سراح احد هؤلاء الأبناء بعد أن قضى حكما يقارب السنتين و بقي عرضة للمضايقات والمطاردة من طرف قوات الأمن .كما حكم الابن الأصغر لهذه العائلة وهو لم يبلغ بعد سن العشرين بثماني سنوات سجنا في حين مازال الاثنان الباقيان سجينين ينتظران الأحكام .
وقد نتساءل هنا و بلغة علم الاجتماع عن المتغيرات الظاهرة والخفية الدافعة لهذه الوقائع المرتبطة بشبابنا الذي من المفروض أن يكون و بحكم موقعه المادي والرمزي في المجتمع صانعا للمستقبل و فاعلا اجتماعيا وليس عرضة للأحكام القاسية و القوانين الجائرة ولا من رواد و خرجي السجون؟
السّلطة تستغلّ العطلة لتواصل استهداف مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس
لقد تم حجب مدونتي اليوم
حزب تونسي معارض ينعى صدّام حسين ويصفه بشهيد الأمة
تونس / 31 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي:
نعى حزب تونسي معارض الرئيس العراقي السّابق صدّام حسين،ووصفه بـ »شهيد الأمة العربية »،واٍعتبر أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا وأن روح الرئيس صدام حسين « ستلهب » أرض العراق لتجعلها جحيما تحت أقدام الغزاة. وقال الحزب الديمقراطي التّقدمي (حزب معارض معترف به) في بيان حمل توقيع أمينته العامة ميّة الجريبي وزّعه اليوم الأحد،أن « الاٍدارة الأمريكية أقدمت فجر عيد الإضحى على إعدام الرئيس العراقي الأسير صدام حسين في تحدّ سافر لمشاعر العراقيين والعرب والمسلمين وفي تجاهل تام لكل نداءات أحرار العالم المطالبة بإيقاف تنفيذ حكم الإعدام الجائر ».
وأضاف أنه إزاء هذا المصاب الجلل « ينعى شهيد الأمة الرئيس صدام حسين ويذكر بأن حكم الإعدام صدر عن محكمة صورية نصبها الاٍحتلال الأمريكي في تجاوز سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية، ولم تراع فيها أبسط قواعد المحاكمة العادلة، بل أجمع كل المراقبين على إدانة طابعها السياسي ».
واٍعتبر الحزب أن تنفيذ هذه « الجريمة » يوم عيد الإضحى بالذات ينمّ عن « سيطرة نزعة الحقد والتشفي لدى إدارة الرئيس الأمريكي بوش التي لم تجد من سبيل لكبح المقاومة العراقية الضارية غير تسعير روح الفتنة الطائفية وتصفية رمز الوحدة والسيادة العراقية، بحثا عن نصر وهمي.
وكان حكم الاٍعدام شنقا بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين نفّذ فجر أمس السبت لاٍدانته باٍرتكاب جرائم ضد الاٍنسانية في قضية الدجيل بعدما سارع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى التّصديق على تنفيذ هذا الحكم.
وقد نقل جثمان الرئيس العراقي السّابق صدّام حسين على متن طائرة هليكوبتر أمريكية إلى قرية العوجة،حيث دفن في ساعة مبكرة من فجر اليوم داخل قاعة مسجد بحضور عدد من المسؤولين المحليين ورجال العشائر، والمئات من المشيعين الغاضبين الذين وضعوا أكاليل من الزهور وصورا لصدام على القبر.
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن وكالة يونايتد برس إنترناشيونال بتاريخ 31 ديسمبر 2006)
بيروت في 1/1/2007 الموافق 12ذو الحجة 1427
المؤتمر القومي-الاسلامي يستنكر اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين
بعد جريمة العدوان الأميركي على العراق و احتلاله, و بعد محاكمة صورية, غير شرعية و غير قانونية, باشراف البنتاغون الأميركي, أصدرت محكمتان معينتان من قبل القيادة العسكرية الأميركية قراراً باعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين،ونفذ عمداً صباح عيد الأضحى المبارك بتاريخ 10 ذو الحجة 1427 ه, الموافق 30/12/2006م.
ان المؤتمر القومي- الأسلامي أذ يستنكر هذا الاعدام الشائن بأوامر من واشنطن،والذي نفذته أدوات الاحتلال الاميركي-البريطاني ، يعتبره تتويجاً للعدوان الاميركي واحتلال العراق ، وما أديا اليه من فوضى شاملة وسقوط مئات الالوف من الضحايا البريئة وتهجير الملايين ، وادخال العراق في نفق الحرب الأهلية ذات الطابع الطائفي الدخيل على تاريخ العراق وتقاليده ووحدة شعبه بمختلف أطيافهم الدينية والمذهبية والقومية .
فهذا الاعدام يجب الا يخلط ، أو يسوّغ ، بما يمكن أن يؤخذ على النظام العراقي السابق ورئيسه ، لأن الأهداف الحقيقية وراءه لا علاقة لها بالماضي وانما هي راهنة ومستقبلية . فقد استهدف الاحتلال فيما استهدف ، توجيه اهانة للأمة العربية والاسلامية في عيد أضحاها المبارك، وحجيجها يلقون الجمرات في منى، الى جانب صب الزيت على نار الحرب الأهلية ، وفي محاولة يائسة لحرف المقاومة العراقية الباسلة عن هدفها الأول ضد الاحتلال ، وهو يتداعى ويتهاوى.
ان المؤتمر القومي – الاسلامي اذ يحمّل ادارة بوش المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء التي تضاف الى سلسلة الجرائم المرتكبة بحق الشعب العراقي ووحدته وهويتها العربية والاسلامية ،واذ يشجب الصمت الرسمي العربي وما يبديه من تخاذل ازاء السياسات الامريكية ، يناشد مقاومي الاحتلال وممانعيه تجنب الوقوع في مكيدة الحرب الطائفية .فالرحيل الفوري للاحتلال نتيجة تصعيد ضربات المقاومة المشروعة هو المدخل الأول لانقاذ العراق واستعادة وحدته واحباط التقسيم والحرب الأهلية.
المنسق العام
منير شفيق
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن وكالة يونايتد برس إنترناشيونال بتاريخ 31 ديسمبر 2006)
وداعا يا صدام
رسالة بوش …. أخطأت العنوان
أحمد نجيب الشابي
في جنح الظلام استل صدام من زنزانته وهو أسير حرب لتنفذ فيه إرادة المحتل الغاشم شنقا حتى الموت ويشفى به غليل الأحقاد الطائفية العمياء. وكما عهدناه بطلا في الحياة شاهدناه بطلا في وجه الموت، عالي الهمة مرفوع الرأس مؤمنا بأمته وشعبه مرددا بصوته الجهوري كلمات السر التي تشده إلى وجدان شعبه وأمته بعقد الإيمان الذي لا ينفصم.
غادر صدام الحياة الدنيا إلى الخلود ليلتحق بكوكبة الذين لا يموتون في ذاكرة شعوبهم، كوكبة عمر المختار ومحمد علي وغيرهم كثار من يضيؤون الطريق وتقص حياتهم مأساة أمة بأسرها.
لم يسايرك أحد من شعبك وأمتك في أخطائك، وليس هنا المقام لذكرها، ولكنك سكنت في قلوب الملايين من سواحل موريتانيا إلى شواطئ الهند، لا بل أحبك كل حر مستضعف من أقاصي أمريكا إلى أعماق آسيا.
أحببناك لأننا نذكر لك تأميم نفط العراق وبه فتحت باب استرجاع الشعوب المقهورة لثرواتها المسلوبة، وأحببناك لأنك رفعت سيفك المسلول في وجه الأمية فقهرتها ونشرت العلم والمعرفة في البلد الذي علم البشرية القراءة والكتابة بالقصب.
أحببناك لأنك حولت عاصمة الرشيد من قرية تقبع تحت الغبار خارج التاريخ إلى عاصمة يتنافس فيها العلماء والشعراء والأدباء والرسامون مع الأطباء والمهندسين والباحثين يقدون حاضر العراق ومستقبل العرب الزاهر.
أحببناك لأكنك أصلحت الزراعة و شيدت الصناعة وحررت المرأة وقهرت المرض ومددت الطرقات السيارة ووصلت المدن بالسكك الحديدية وبنيت الجسور والمطارات على طول العراق وعرضه، من تخوم الأردن إلى مستنقعات شاطئ العرب.
أحببناك لأنك انتصرت لكل مقهور ضعيف فأخذت بيده واسترجعت له حقه ولأنك أحببت فلسطين وجعلت منها كلمة السر في حياتك ومماتك.
أحببناك لأنك أحببت العرب وأمنت بهم أمة تسحق الحياة وهديت لهم أعز ما تملك: أبناؤك ونفسك الأخير.
أحببناك لأنك لم تسرق المال العام ولم تخزنه خارج الحدود، أحببناك لأنك لم تساوم ولم تبع أحلام الأمة وأمجادها بمفاتن العرش ولا استهواك المنفى ولو كان ذهبيا كما استهوى غيرك في بلاد الله الواسعة وفضلت الوفاء والمقاومة والصمود كالأسد في عرينه مدافعا عن شعبك وبلدك وأمتك.
أحببناك لأننا فهمنا حقيقة خلافك مع طغاة العالم، الحفاظ على ثروات بلدك والكد والجد في ردم فجوة الزمن التي فصلت الشرق الأصيل عن الغرب الحديث. أردت أن تعيد لبغداد الرشيد مكانتها في النور فأنكروا عليك ذلك. هاجموك فحاصروك ولم تستسلم، أمنت القوت والعلاج لثمانية عشر مليون من البشر تحت الحصار، شيبا وشبابا، سنة وشيعة، عربا وأكرادا، مسلمين ونصارى، مدة اثني عشر سنة بأيامها ولياليها ففرغ صبرهم ولم تفل عزيمتك فأعادوا عليك الكرة دون حجة أو مبرر سوى شموخك وإيمانك الذي عرفته ذات مرة بأنه « القدرة على إدراك الحقائق قبل وقوعها ».
قالوا إنك تكدس من أسلحة الدمار الشامل ما يهدد أمن جيرانك فكذبوا وافتضح أمرهم ثم قالوا أنك وراء هجمات سبتمبر فخابت حجتهم وأقر مجلسهم (الكونغرس) أن لا علاقة لك بذلك فعزفوا على وتر الديمقراطية وحقوق الإنسان فافتضح أمرهم: تعذيب حتى الموت … اغتصاب جماعي للفتيات المحصنات من النساء وحتى للأسود من الرجال … قتل بمئات الآلاف … إشعال لنار الفتنة الطائفية التي لم يكتو الشرق بها من قبل … نهب المتاحف والمباني العامة … سرقات بمليارات الدولارات …. فرق الموت … أنهار من الدماء… أدركت كل ذلك ووعدتهم بمقاومة لا تقهر على أسوار بغداد فصدقت وكان وعدك الصادق. هاهم يعدون اليوم قتلاهم بالآلاف… وها هم جرحاهم اليوم يقصون بعشرات الآلاف على أهاليهم مرارة الحرب ومآسيها. انقسم صفهم وادلهمت الآفاق في وجوههم فدفعهم حقدهم البربري الأعمى إلى مد يدهم عليك واستباحة حياتك وأنت أسير حرب بين أيديهم، قتلوك فجر عيد الأضحى وهم يعرفون قدسية هذا اليوم لدى شعبك وأمتك ويدركون ما ترمز إليه عندهم والمكان الذي تحتله في قلوبهم. سكت القادة العرب وارتجفوا إلا من رحم ربك ولكن بيوت العزاء أقيمت في شوارع موريتانيا المتحررة وفي فلسطين المحتلة وخرجت المظاهرات في عمان ومدن الهند حزنا وتغبنا عليك.
أرادها بوش رسالة إلى العرب والمستضعفين فأخطأ العنوان. لا يريد أحد بعد اليوم ديمقراطيته الدموية، لا يريد أحد عدله القائم على المكيالين مكيال للطغاة من أصحابه، بينوشي الذي لم يعرف حتى المحاكمة وشارون رجل السلام في صبرا وشاتيلا، ومكيال للأحرار من أمثالك فداس باغتيالك على كل ما بنته أمريكا من مبادئ وقيم: المحاكمة العادلة وحقوق الدفاع واستقلال القضاء والسلامة من التعذيب وسيادة القانون قانون الحرب والشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها إلخ من الأغاني الأمريكية التي أضحت مشروخة.
إن كان للرأي العالمي والمنتظم الدولي من معنى فقد خسرت أمريكا الحرب شرعيا حتى قبل أن تبدأها وإن كان لتأليف البشر وتوحيدهم من معنى في السياسة فقد خسرت أمريكا الحرب سياسيا قبل أن تسقط فيها أخلاقيا. وها هي اليوم تخسرها عسكريا فاستقال وزيرها للحربية وأقر بوش ذاته « بأن أمريكا لا تحقق النصر في العراق » والبقية ينبئ بها ما أقدموا عليه من سفالة باغتيالك: هروب مذل من العراق كما هربوا من لبنان والصومال وفيتنام تاركين وراءهم الخراب والدمار والحروب الطائفية والنزعات العرقية التي تهدد بالإتيان على المنطقة بأسرها.
لكن إدارة بوش التي أخطأت الحساب سنة 2003 تخطئ العنوان اليوم: لن يهابها أحد بعد اليوم، لقد مرغ أنفها في التراب، لقد أججت الحقد عليها في كل مكان من العالم.
الشرق لن يموت، سينتفض من تحت الرماد، ويخرج من وراء الدخان واقفا شامخا راسخ القدمين على صخرة مخزونه الحضاري الذي لا ينفذ ولا يسرق ولا ينضب.
نم واهنأ أيها الفارس المقدام لقد حملت نفسك ما لا تتحمله الجبال، نم وأهنأ أيها الفارس الهمام لقد بلغت الرسالة وحفظت الأمانة ووعدك نافذ لا محالة، نم فلك العزة والنصر ولهم اللعنة والخزي.
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 1 جانفي 2006)
بين صـدام وجعد بن درهم
لقـاء تحت جنح الظـلام
د.خــالد الطــراولي
يروي ابن الأثير في تاريخه والبخاري في التاريخ الكبير وابن عساكر وغيرهم أن خالد بن عبد الله القسري أمير العراق خطب الناس يوم عيد الإضحى بواسط، فقال : ايها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم فاني مضح بالجعد بن درهم . ثم نزل من منبره وأخذ سيفه ونحر به ضحيته الذي كان مشدودا إلى المنبر كالشاة. وبقي الجسد يقطر دما مقطوعا على مرمى ومسمع من المصلين الذين لم يحركوا ساكنا سواء مغادرة المسجد لنحر أضاحيهم!!!
كان الجعد بن درهم عالما يرى بعضهم أنه كان زنديقا زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما، ويرى البعض الآخر وخاصة من المعاصرين أن الحادثة تدخل في إطار تصفية حساب سياسي بين الدولة الأموية ومعارضيها. ومهما كانت المستندات والتبريرات فإن ما بقي من الحادثة وما تناقلته أخبار التاريخ من بشاعة الموقف هو هذا التشفي والقسوة والاعتداء الصارخ على المقدسات دون اعتبار لها ولا لحامليها!
كان اليوم يوم عيد الإضحى يوم تكريم الإنسان وفدائه من النحر بكبش، كان الإطار المكاني مسجد وخطبة وتقرب وابتهال، كان السياق فرحة وسرور فاليوم عيد، كانت حرمة المكان والزمان ترمي بأطرافها على الجميع ولم يخيل لمن دخل المسجد للصلاة حينذاك أو لقارئ التاريخ فيما بعد أن يفاجئه الخطيب وهو ينهي خطبته « الإنسانية » بموقف بشع لا يضاهيه إلا مواقف الوحوش وهي تسعى للفتك بضحاياها دون اعتبار إلإ لكسر جوعتها
ويعيد التاريخ نفسه تحت جنح الظلام
تمر ألأيام والسنون والقرون، ولا ينسى وحش الأمس أن يسري بأحفاده تحت جنح الظلام وتطل علينا صور بشعة يلفها إطار من الحقد والتشفي والاستفزاز الصارخ… لن أعيد الصورة فقد حبر العديد حولها الكثير ولعل التاريخ لن ينساها… رجل يتقدم إلى حبل المشنقة ويتم اعدامه في إطار من الصياح والصراخ… كان اليوم يوم عيد، الكل كانوا فرحين إلا المتدلي من حبل المشنقة….
الزوايا كثيرة لقراءة ما حدث، غير أن الزاوية الصلبة والمنغصة والتي يبدو أنها الغالبة والتي لن يستطيع احد غلقها، هي زاوية الفضاعة والتنكيل والتشفي الطائفي يوم العيد….
نعم كان صدام ديكتاتورا دمويا ولم يفلت من دمويته حتى أقرب الناس إليه كصهريه الإثنين..،
نعم نال صدام من شعبه على اختلاف طوائفهم، أرهب الشيعة وقتل العديد من أبنائهم وعلمائهم، وقتل الآلاف من شعبه الكردي في أعنف وأغرب مذبحة بالغاز شهدها شعب من قبل حاكمه…
نعم يستحق صدام محاكمة عادلة في ظروف طبيعية تكشف عن كل المجازر التي اقترفها في حق شعبه… ولكن هل كان يستحق أن يقع إعدامه في هذا الإطار الزماني والمكاني المشبوه والمستفز والمنغص؟؟؟
لقد كانت الحادثة رسالة بعثها أصحابها وحملها سعاة مشبوهون.. أن الأضحية هذا العام كانت إنسانا وقع التقرب به ابتغاء رضوان السماوات والأرض..، نعم وصلت الرسالة وأخطأت العنوان ولن تزيد النار إلا وقودا وما حولها هشيما وغبارا.
هل فكر شيعة العراق، رغم تعرضهم لأصناف العذاب أن الصورة التي بعثوها قد تنسي الناس كل ما تعرضوا له من بشاعة وجور، وأن ظالم الأمس ومستبد الماضي أضحى في أعين الناس ضحية اليوم ومظلوم الساعة، وأنه أصبح ينظر إليه بعين الرحمة والشفقة ولعله الإعجاب والتباهي؟
هل فكر شيعة العراق أن الصورة التي تبقى حول عراق صدام أصبحت مشوشة، فمع الأهوال والفضائع التي ارتكبها، تصطحبها لاحقا صورة رجل شجاع وإطار منهزم وطائفي..، لقد غابت العراق أمام المشنقة ورأينا العراق يموت بدون مشنقة..
هل فكر شيعة العراق لحظة أنهم فقدوا الكثير من السند عند الطوائف الأخرى وخاصة السنة وهم يعكرون عليهم عيدهم؟..، ما دخلت بيتا هذا العام وما زرت أسرة إلا ووجدت القرف والاشمئزاز يعلو الوجوه، وبوادر كراهية عاصفة تسقط ما بناه شيعة لبنان في الصائفة الفارطة من مقاومة وصمود. حتى أن البعض لم يعد يستسيغ ما حصل سايقا ويتساءل عن صحته ويشكك في العديد من المواقف والصور، وهو الذي كان يحلم بالوحدة وقوة الجماعة ونهاية الخلاف.
لقد خلفت مقاومة الصائفة الماضية انبهارا واحتراما وتقديرا من قبل الطائفة السنية ومساندة منها لحزب الله ولأتباعه، حتى أن البعض بدأ يتحدث عن مدّ شيعي وتوغل للتشيع داخل عديد الأوطان منها مصر وسوريا، حيث ارتبط الفكر الشيعي عند البعض بفكر المقاومة والصمود والوحدة ورفض الطائفية مما جعل الكثير ينظر إليه بكثير من الود والحب وحتى التشيع…وولد عند البعض ساسة وفقهاء وعامة بعض التخوفات والحيطة.
إن ما يحدث في العراق من عصابات الموت والقتل والتهجير والتشريد التي تقوم بها جماعات شيعية (مع وجود عصابات سنية متطرفة كذلك) زاد الطين بلة بعد إعدام صدام بهذه الصورة البشعة وفي هذا اليوم المقدس، وكرّس صورة التشفي والعصبية والكراهية والحقد الأعمى وعدم الاعتبار لممقدسات الآخرين، ولا حتى مقدساتهم أنفسهم، ولا نخال الشيعة إلا قد خسروا من حيث ظنوا أنهم انتصروا، فقد عمقوا الخلاف وشيدوا للطائفية والكراهية سياجا من حديد وبناء صلبا من نحاس، وانهزموا إعلاميا فقد هزمتهم الصورة وأصبحوا عنوان السطوة والفضاعة، وأصبح المستبد عادلا وشجاعا وهي الصورة التي لن تمحى بسهولة من صفحات التاريخ.
كثيرة هي زوايا الحدث، وكثيرة هي التعاليق حول ما وقع، ولكن التاريخ كثيرا ما يعيد نفسه بوضوح، ولا معتبر ولا قارئ له عن روية ورشد… ذهب جعد بن جهم في مذبحة بشعة يوم عيد المسلمين وتحت أنظارهم وبجانب منبرهم ومحرابهم، واختلف المكان والزمان والضحية والأسباب، لكن الصورة البدائية التي كانت مباشرة تراها بعض الأعين وتنتهي بجانب المسجد أو بأطراف الحي الملاصق له، قد أصبحت اليوم مركبة يراها مئات الملايين، وتنتشر انتشار النار في الهشيم يقتطفها الواعي وغير الواعي والذي به مرض وهنا مكمن المصائب والعلل.
لقد ذكر لنا التاريخ أن نهاية الجعد بن درهم لم تنته تحت المنبر وهو يتخبط في دمائه، ولكنها تواصلت لتلمس منفذها الأول والمباشر قبل غيره من الأطراف فتروي الأحداث أن خالد القسري قد قُتل بعد قتله للجعد بوقت قصير؛ في خلافات مع السلطة الأموية وذلك على يد الخليفة الأموي الوليد بن يزيد؛ الذي نكل به وحبسه وصادر أمواله وعذبه ثم دفعه إلى واليه على العراق ليزيده تنكيلا فقتله تحت التعذيب في نفس المدينة التي قتل فيها الجعد بن درهم ويقال أنه قتله بشيء وضعه على وجهه وقيل وضع على رجليه الأعواد وقام عليها الرجال حتى تكسرت قدماه... وتلك الأيام ندولها بين الناس…
لن أختم حديثي إلا بكلمات أمل وتفاءل رغم العواصف وشدة الظلمة حيث أني آمل كثيرا في وجود العاقلين والراشدين عند كل طرف وفي كل ضفة، وعليهم ينبني صرح الأمل في الخروج من هذا النفق الذي يصاحبه الظلام ولن ينتهي إلا في الظلام، وليعلم الجميع سنة وشيعة أنه لن يكون هناك منتصر من بينهم فكلهم مهزومون أو كلهم منتصرون، فالإنسان واحد والإسلام واحد والقضية واحدة والعدو مشترك حتى وإن خيل لدى البعض أن الشيطان يبتسم!
المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
إعدام صدام: مأتم لبعضهم، عيد لآخرين
د. سليم بن حميدان صدام حسين لم يكن رئيسا عاديا لدولة عربية بل كان نسيج وحده: دكتاتورا دمويا قاسيا وبطلا قوميا غذى أحلاما عريضة في الوحدة والتحرر والنهضة العربية. توليفة هجينة تحمل في أحشائها تناقضا صارخا بين قيم الخير والشر. ردة الفعل، العربية والدولية، عكست في عمقها حقيقة هذا التناقض الذي يستحيل، نظريا وعمليا، الجمع بين أطرافه. الذين جعلوا من إعدامه عيدا وعبروا عن فرحتهم بالتهليل والتهريج لم يكونوا جميعا عملاء لأمريكا أو أحفادا للكسرويين والصفويين الحاقدين على المسلمين والأمويين، فكثير منهم تجرع علقم القهر وسيم من سوء العذاب ألوانا قبل أن يلقى في دهاليز الموت التي أعدها نظام دموي لخصومه السياسيين دون ذنب سوى التفوه بكلمة أو إبداء رأي لم يرض الزعيم أو أحد أعوانه في المدن والآفاق. حقائق قتل الطلاب واغتيال المعارضين وتعذيبهم وملاحقتهم في عواصم العالم، شرقا وغربا، لا يجحدها إلا مكابر أعمى الحقد الإيديولوجي بصره والحزبية المقيتة بصيرته. أما الذين حزنوا وغموا لقتله وعبروا عن سخطهم جهارا أو في مجالس اللحم الشهي والشاي الساخن يوم عيد الأضحى وهم يتابعون في بيوتهم الدافئة أطوار « جريمة الإعدام » على قناة الجزيرة، فلم يكن حزنهم غباء أو مجرد عاطفة تقودها نوازع الشفقة والمحبة الخالصة. لقد كان هناك شيء من ذلك وأكثر منه قليلا، فصدام حسين قائد عربي « قاوم الغزاة وبنى قاعدة علمية غير مسبوقة، وقضى على الأمية وأمم صناعة النفط وحولها إلى ملكية وطنية، وجعل من العراق قوة مهابة في منطقة ملتهبة …إنه الزعيم العربي الوحيد الذي ألقى أربعين صاروخا على تل أبيب ووقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ورعى أسر الشهداء، ودافع عن دمشق أمام الدبابات الإسرائيلية الزاحفة لاحتلالها في حرب العاشر من رمضان » (عبد الباري عطوان – القدس العربي 30-31 ديسمبر 2006) سوف يتواصل الجدل حول شخص صدام حسين ونظام حكمه كما حدث مع عبد الناصر من قبل. ولربما يبقى الوعي الجمعي منقسما يجتر الأمجاد والمآتم منتجا دوما لسجالية عصابية خالية من أي أفق مثمر. أعتقد أن للمثقفين العرب من العاملين في حقلي الفكر والسياسة دورا محوريا في تجاوز هذه السجالية العقيمة فضلا عن إعادة إنتاجها وتسويقها العبثي المدمر لمستقبلنا القومي. صحيح أن الشعوب والأمم تستلهم من تاريخها وأمجادها القومية غير أن صورة المستقبل المنشود هي التي تزودها بالمعنى فتعقلن وعيها وتوجه حركتها الجماعية. الأكيد أن صورة المستقبل لدينا نحن العرب والمسلمين ليست صورة نظام دكتاتوري مهما كانت إنجازاته القومية ولا صورة بطل تاريخي مغوار يثبت فحولته للرفاق والأعداء داخل السجن وفوق المقصلة. صورة المستقبل المنشود لدينا هي بالتأكيد وبالإجماع تلك التي تسود فيها دولة القانون والعدل ونظام الحرية والمواطنة حيث يكون الشعب هو البطل الحقيقي الذي لا تستطيع أي قوة على الأرض إعدامه.
د.أحمد القديدي
أي معنى للكلام في زمن يفرض الصمت؟ و أي محتوى للخطب في زمن يفضل فيه الخشوع ؟ و أي عبرة من الدهر العربي الراهن أبجل من عبرة البكاء على أطلال أحلامنا ؟ انها ساعة الحقيقة مهما قست، و لحظة اليقظة مهما تأخرت، و موعد مع تاريخنا مهما أجلناه. بلى فالعرب اليوم أمام أنفسهم، لا تنفع الأقنعة و لا تحجب المساحيق. انها مرايا يجب أن نقف أمامها لنتأمل ذواتنا، عسى الله يفرج عن كربتنا جميعا، و يغسل اثامنا، و يغفر لنا سيئاتنا و يستر عوراتنا.
حل العيد يوم السبت، ولم يستطع واحد منا مهما كان انتماؤه و كانت جنسيته أن يهرب من مرايا الفضائيات، وهي ترينا مشهد الاعدام بقوة و بعراء و بما يشبه الجرح النازف الذي لا يفيد معه بلسم و لا يبرأ بدواء. حل عيد الاضحى فاستقبلناه كعيد للضحايا العرب حميعا بلا فداء بذبح عظيم، كما أنعم الله سبحانه على ابراهيم. فنحن الضحايا الذين تأبى الرحمة أن تنقذهم و يأبى العالم أن يفهم مأساتهم و يأبون هم بأخطائهم أن يغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله ما بهم!
ان كل ما يمكن أن يقال قيل حول تنفيذ ما سمي بحكم الاعدام في صدام، سوى ملاحظة أساسية أغفلها المحللون و السياسيون و يدركها القارىء للتار يخ العربي الحديث، وهي أن العراقيين و كل أبناء الأمة العربية انقسموا في هذا الحدث الجلل الى فريقين متضادين: فريق المهلل لاعدام صدام و الفرح بما وقع له و ربما شامت و فريق الغاضب الرافض لاعدام الرجل، و المتأثر بالحدث حتى و لو كان بعيدا عن مسرح الفاجعة و لا تربطه بالسياسة رابطة الالتزام . و بالطبع فالفريق الأول يدين البعث و قائده و الاستبداد و الفريق الثاني يعلن الحداد و ينذر بالانتقام أو يتوقعه من بعيد و يعتبر الضحية شهيدا عربيا و مقاوما جسورا.
هذه الظاهرة الانشطارية في علم اجتماع السياسة لافتة الى أبعد الحدود و معبرة عن حالة الانفصام العربية التي لا تبشر بخير في المستقبل، لأن المستقبل لن يؤسس على شطرين متناقضين تماما لا يجتمعان كأنهما خطان لسكة الحديد مهما طالت مسافة الطريق. وهي ظاهرة تكشف عن حقائق عربية لا بد من فهمها و محاولة تشخيص عللها، من أجل أن تكون في العالم أمة تستحق أمجادها و تستأهل تراثها و تبني مصيرها. و هذه الحقائق هي في نظري المتواضع كالتالي:
1- اخفاق دول ما بعد الاستقلال في تحقيق هدفها الأول وهو توحيد الصفوف وتذويب الطوائف و الطبقات في قالب الشعب الواحد. و يتذكر كبار السن من العرب تلك الشعارات التي كانت النخب المناضلة ضد الاستعمار ترفعها حول وحدة الشعب و ضرورة التخلي عن القبيلة و العشيرة و اتباع الزعيم الملهم الجامع لكلمتهم و القائد لمسيرتهم و الضامن لمصيرهم. ثم أدت عقود متلاحقة من الانفراد بالرأي الى أن تحول القادة أنفسهم مؤسسو الدولة الحديثة أو من ورثهم من أبنائهم الروحيين أو الحقيقيين في الجمهوريات و الجماهيريات الى شيوخ قبيلة سياسية جديدة بعد اندثار القبيلة الأصيلة و استحكم الحكم للبعض منهم باستعمال نفس منطق القبيلة و العشيرة مع بعض اللمسات التزويقية، التي حين حلت الأزمات انفلق حبها و نواها و عاد الانشقاق و برر الزعماء منطق القمع و التمييز و الاقصاء مما فتح أبواب الفتنة التي تحولت الى بديل للتركيبة السياسية التقليدية ، و لبست الفتنة الجديدة أقنعة الشعارات القومية و العدالة و الوحدة الوطنية لتسحق الخصوم و المتربصين بدون رحمة.
2- فشل المشاريع الاستقلالية في الحفاظ على مجرد الاستقلال حتى في معانيه الادارية و القانونية و الشكلية، اذ أنه من نافلة القول بأن مصرع صدام حدث تحت الاحتلال، و مهما اختلفنا في تفسير أسباب الاحتلال حسب انتماءاتنا و ميولنا ومصالحنا فهو يبقى احتلالا أجنبيا لشعب عربي، باعتراف و ادانة منظمة الأمم المتحدة، تماما كما كان الاستعمار البريطاني و الفرنسي في مطلع القرن العشرين ، بل أخطر وأنكى و أطول و أشد تجربة و أكثر اعتمادا على استقالتنا و ضعفنا وعلى موت السياسة في معناها المدني الضوروي لكل نهضة
3- اننا أمام حصاد مر لعقود من احتكار الرأي و مصادرة الفكر، مما غلب العاطفة الجياشة لدى شرئح الأمة الأوسع على التفكير و الحوار و اعمال العقل و البصيرة. فالشعوب التي لا تقرأ و لا تسمع و لا تتلقى سوى رسالة واحدة حتى ولو كانت رسالة خالدة هي شعوب مسكينة يتلاعب بها أعداؤها بأيدي نخبها، تعلمت الخنوع و ألفت المسكنة و قبلت الظلم كأنه قدرها المحتوم، وهي هذه الشعوب التي أفاقت صباح السبت لتأكل شواء العيد فاذا بها تأكل زقوم الموت المطل بوجهه من التلفزيون، والتي ظنت بأنه عيد الاضحى فاذا به عيد ضحايا !
الفريقان سيواصلان التراشق بالشتيمة و التهم و سيتناحران بالأقلام و بما هو أسوأ لكن ذلك لن يغير من واقعنا المأزوم شيئا و لعل القادم أشد ألما و فواجع مما نتوقع.
إعدام صدام وميزان العدل
بقلم : آمال الرباعي
لا يختلف الناس في أن كل من ظلم وتجبر وطغى لا بد أن يلقى جزاءه فإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة وقد ينال جزاءه في الدارين.
كثيرون هم الذين يقولون أن صدام يستحق الإعدام لأنه قتل من شعبه الكثير ولكن المقتولين بأيدي جنود صدام هم من كل الأطياف ومن المذهبين سنة وشيعة ولكل حادث حيثياته. إنه لمن المخزي أن تتفق إيران وكل الشيعة مع أمريكا وإسرائيل على قتل صدام وتفرح بالعملية وبتوقيتها. فهل أن محاكمة صدام في قضية الدجيل حاوية لكل الجرائم التي ارتكبت في عهده في حق العراقيين أم أن دماء الشيعة أغلى من دماء الأكراد السنيين وأهل الرمادي وضحايا حرب إيران والكويت. هل بإعدام صدام في قضية الدجيل تتحقق العدالة لمن يدعي أن في ذلك تحقيقا للعدالة أم أن ذلك عمل عدواني انتقامي يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان وأن ما وقع من تسليمه للعراقيين هو مخالفة لمعاهدة جنيف لأسرى الحرب باعتبار أنه كان أسيرا لديهم.
إن الإنسان يموت موتة واحدة وقد جعل الله لموته علامات تدل على حسن عاقبته أو سوءها ومن سوء العاقبة أن يموت الإنسان غافلا عن ذكر الله زاهدا في كتابه همه دنياه وما يغنم منها حتى وإن فقد كل ما بقي له من كرامة أو دين.
ومن حسن العاقبة أن يموت الإنسان ذاكرا لله موثقا صلته به وفيا لقضايا أمته حاملا مصحفه ناطقا بالشهادة قابلا بما كتبه الله عليه ولا يستكين غير خائف من الموت طامعا في رحمة الله واثقا بأن ما عند الله خير وأبقى.
جاء في صحيح البخاري عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» وَقُلْتُ أَنَا مَنْ مَاتَ وَهْوَ لاَ يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الْجَنَّةَ .
الذين حضروا تنفيذ الحكم في صدام وصفوه فقالوا أنه نفذ كل ما أمر به ولم يبد أي ندم. بدا هادئا قويا وواثقا من نفسه ظل رأسه شامخا إلى أن تدلى جسمه في المشنقة فمات من حينه وظل جسمه على ذلك الشموخ لتسع دقائق قبل أن يزيل أعوان أمريكا الحبل من رقبته .
ظل يردد تحيا الأمة ويحيا الشعب ويحي الفلسطيون.
يحق للفلسطيين أن يحزنوا ويثوروا لإعدام صدام الذي كان يأوي 34 ألف فلسطيني قبل أن يستولي الاحتلال على نظام الحكم في العراق وقد آواهم ونصرهم وكان عونا لهم في محنتهم.
فهل من الصدفة أن يختار الله لصدام هذه الموتة في الأشهر الحرم ذاكرا الله وفيا لقضايا الأمة ساترا عليه ذنوبه الأخرى .
إن الحقوق توزن بميزان العدل فإن علا الميزان لفائدة طرف خف للطرف الثاني وقد ثقل ميزان الظلم لأمريكا وعملائها من شيعة خونة ومرتزقة. في المقابل خف ميزان سيئات صدام فلقد تحلى بصبر حسده عليه أعداؤه وقد وصفه القاضي الذي كان حاضرا في تنفيذ حكم الإعدام فيه فقال : « لقد تحلى برباطة جأشه حتى النهاية. لم يبد أي شحوب على وجهه إلا في اللحظة الأخيرة » .
إن الله سبحانه وتعالى يضاعف الحسنات إلى 700 ضعف ومن رحمته أن يكتب السيئة بسيئة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ » .
كما أن العدد في القتل غير معتبر قال الله تعالى : (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)
وجاء في رواية الإمام مسلم : عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنَ تَوْبَةٍ فَقَالَ لاَ. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ. وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِى صُورَةِ آدَمِىٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِى أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ ». قَالَ قَتَادَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ.
وجاء في سنن ابن ماجة حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ».
فالحسنات تضاعف والذنوب تغفر والرحمة تتنزل وتوزن الأعمال بميزان الله.
والميزان هو ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد ..
دلَّ على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ..
فقال تعالى في كتابه : ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَة ِفَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ
مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ ..
وقال سبحانه : ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾ ..
وقال جل في علاه : ﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾ ..
وثبت ذلك أيضاً في السنة الصحيحة فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((كلمتان ..
خفيفتان على اللسان ..
ثقيلتان في الميزان .
حبيبتان إلى الرحمن :
سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده )).
فالإنسان قد يكسب ذنوبا كثيرة ولكن ميزان الحسنات يثقل بأعمال خير كثيرة ولصدام حسنات معروفة لدى العالم كما أن سيئاته معروفة عند الله وقد يكون ما خفي أعظم ولكن الله سترها عليه بأن قتل ظلما لأن قتله ما كان طلبا للعدالة بل تشفيا وانتقاما وهروبا من العدالة مخالفا كل القوانين والمواثيق.
وقد أشار القاضي رزكار أمين وهو القاضي المستقيل في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن المادة 290 من قانون أصول المحاكمات العراقية تؤكد أنه لا يجوز تنفيذ عقوبة الإعدام في أيام العطلات الرسمية والأعياد الخاصة بديانة المحكوم عليه.
فأن يعدم صدام في يوم عيد جعل كثيرا من المسلمين يتعاطفون مع صدام ويحسون بالظلم والهوان فهرعوا للدعاء بالرحمة عليه والانتقام ممن قتله من أمريكان ونظام طائفي وهذا من رحمة الله به أن جعل كل هؤلاء الناس يدعون له بالرحمة قبل وبعد أن يوارى الثرى.
وقد أكد الشيخ محمود الحسن- أحد شيوخ عشيرة « البو ناصر » التي ينتمي إليها صدام حسين- أنه تعرض للضرب بعد إعدامه من قِبل الحاضرين. وإن لهذا لحقا من المكفرات للذنوب له ومن أكبر الذنوب وأخس الأعمال أن يعتدي الرجل على جثة هامدة.
قال الله : ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ، فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ، وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾ ..
إن من رحمة الله بالعبد أن يمنعه عن المواصلة في ارتكاب الآثام ويجعل له فرص التوبة. كام من الممكن أن يتردد صدام أو يعقد صفقات مع أمريكا وهو السياسي المحنك قبل دخولها أرض العراق لكنه صمد إلى آخر لحظة في المعركة وفي المشنقة.
إن صورة موته وثباته على الشهادة حتى الشنق من علامات رحمة الله به وقد أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق أن الرئيس العراقي صدام حسين مات شهيدًا، مشددًا على أن علاقة صدام بالخالق سبحانه وتعالى كانت طيبة في الفترة الأخيرة.
ختم حياته بذكر الله وختم خطابه للأمة وللشعب العراقي بكلمات تدل على إيمان إذ قال في آخر رسالة له موصيا شعبه بعدم الحقد: لأن الله عفوٌ ويحب من يعفو عن اقتدار
أيّها الشعب الوفيّْ الكريم: أستودعكم ونفسيَ عند الربّ الرحيم الذي لا تضيع عنده وديعة
ولا يخيبُ ظنّ مؤمنٍ صادقٍ أمين.. الله أكبر .. الله أكبر
وعاشت أمّتنا.. وعاشت الإنسانية بأمنٍ وسلام حيثما أنصفت وأعدلتْ..
الله أكبر وعاش شعبنا المجاهد العظيم.. عاش العراق.. عاش العراق.. وعاشت فلسطين وعاش الجهاد والمجاهدون..
الله أكبر.. وليخسأ الخاسؤون.
هذه نهاية صدام برغم كل مساوئه فهل لرؤسائنا بعض ما له من محاسن علها تكون سبب رحمة لهم وإن عظمت ذنوبهم وآمنوا أن لهم رب رحيم.
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 1 جانفي 2006)
رغد صدام حسين تحضر اعتصاما في الاردن
هل قدمت واشنطن رأس صدام لإيران وحلفائها وبأي ثمن؟
صدام مات شهيدا وصلاة الغائب عليه في أكبر مساجد القاهرة
يزينه علم العراق وزهور ونقوش ..
ضريح صدام في العوجه يتحول الى مزار
تكريت (العراق) – خدمة قدس برس
تحول القبر الذي دفن فيه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في قرية العوجة شمال بغداد فجر يوم الأحد (31/12/2006)، إلى مزار يقصده آلاف العراقيين بعد يوم واحد من دفنه.
ووصف مراسل لوكالة « قدس برس » في تكريت مسقط رأس الرئيس السابق، القبر الذي زاره اليوم الاثنين بأنه ضريح بسيط، مشيرا إلى أن القبر يقع في غرفة مجاورة لقاعة الاحتفالات الكبرى التي سبق للرئيس العراقي أن بناها في قريته قبل نحو عشرين عاما، وأضاف أن الغرفة يبلغ ارتفاعها ستة أمتار وعليها قبة مزخرفة وعليها أحجار من المرمر، في حين تتوسطها ثريا كبيرة من الزجاج أصفر اللون، كما أن الغرفة من الخارج مغلفة بخشب من النوع الصاج.
وأوضح مراسل « قدس برس » أن القبر حفر على عجل بعد عملية الإعدام، وهو يقع وسط الغرفة، حيث تم حفره قبل وصول الجثمان بساعات من قبل أقارب الرئيس الراحل، وكُسي بالطين والطابوق ويرتفع نحو 15 سنتيمتراً عن مستوى سطح الغرفة التي دفن فيها، وغلف بالعلم العراقي الذي يحمل لفظ الجلالة « الله أكبر »، ووضعت عليه بعض الزهور وسعف النخيل، كما تم وضع مصحف شريف عند الرأس، ومعه صور شخصية للرئيس الراحل، كما توجد بعض المتعلقات التي بدأ أهالي القرية ينقلونها إلى القبر وكلها تعود لصدام.
وشوهد العشرات من شبان مدينة تكريت وهم يحتضنون القبر ويبكون بحرقة، في حين رفض العديد منهم مغادرة الضريح بعد أن وصلوا إليه، كما توعد آخرون بأخذ الثأر للرئيس السابق.
ومنذ أن تم دفن الجثمان في هذا المكان، والآلاف من أهالي مدينة تكريت والمناطق المحيطة بها يتوافدون عليه مشيا على الأقدام، حيث تخضع المدينة بأكملها إلى حظر للتجول منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك (السبت 30/12/2006).
وقال فراس الناصري من أقارب الرئيس الراحل لمراسل « قدس برس » إن الآلاف من أبناء مدينة تكريت يتوافدون يوميا على القبر، وأضاف فراس الذي يعمل على حراسه القبر « لم نكن نتوقع أن هذه الحشود يمكن أن تصل إلى المكان الذي دفن فيه السيد الرئيس بسبب الإجراءات الأمنية المشددة وفرض حظر التجول، وأتوقع أن الضريح سوف يتحول مزارا لعموم العراقيين ما إن ينتهي الحظر المفروض على تكريت »، وأضاف « هناك مئات الشخصيات ممن اتصلوا بنا من مختلف المدن العراقية وأبدوا رغبتهم بزيارة الضريح ».
وشوهد العشرات من الأهالي وهم يحاولون الوصول إلى المكان الذي دفن فيه الرئيس السابق، في حين تحاول السلطات المحلية في مدينة تكريت التخفيف من زخم الأعداد الواصلة بتشديد الإجراءات الأمنية، خاصة أن هناك العديد من الذين زاروا الضريح راحوا يطلقون شعارات معادية للحكومة العراقية والقوات الامريكية، الأمر الذي أوقع سلطات المدينة في حرج.
وأقام أقارب وعشيرة الرئيس العراقي السابق مجلسا للعزاء في جامع « صدام الكبير » الذي يقع وسط المدينة ويتوافد العشرات من أهالي المدينة يوميا لتقديم العزاء، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها عشيرة الرئيس الراحل، في حين لم يقتصر الحضور على أهالي مدينة تكريت والمناطق المحيطة بها، بعد وصلت أعداد من المعزين من مدينة الرمادي والموصل في شمال العراق، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة.
كما نصب أقارب الرئيس الراحل، مجلسا للعزاء على مقربة من الغرفة التي دفن فيها الرئيس السابق، حيث يتقاطر عليها تباعا المئات من المعزين الذين يأتون لزيارة القبر، ووضعت في مقدمة القاعة صورة كبيرة للرئيس الراحل وهو يرتدي الزي العربي، وعلى جانبها عبارة تقول « بالله نهتدي وبناصر نقتدي وبصدام نفتدي ».
وعلى مقربة من القاعة القريبة من قبره كان هناك العشرات من الشبان من عشيرة البوناصر التي ينتمي إليها الرئيس الراحل يحملون أسلحة خفيفة ويقومون بتدقيق وتفتيش الداخلين إلى القاعة، التي تغص يوميا بمئات المعزين، حيث تقدم لهم القهوة العربية والشاي ليخرجوا فاسحين المجال لغيرهم لتقديم التعزية.
وكانت السلطات العراقية نفذت حكم الإعدام بحق الرئيس السابق فجر يوم السبت أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتم نقل الجثمان بعد نحو عشرين ساعة إلى محافظة صلاح الدين بطائرة أمريكية بعد أن استلمه علي الندا شيخ العشيرة التي ينتمي إليها الرئيس السابق، ومسؤولون في محافظة صلاح الدين، ومن ثم تم نقله في ساعات الفجر إلى مسقط رأسه في قرية العوجه، حيث دفن هناك.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 1 جانفي 2006)
عزاء في صدام.. حتى في الدجيل
الدجيل (العراق) (رويترز) – توافد عشرات الشيعة من سكان الدجيل التي شهدت الجرائم التي أعدم صدام حسين عقابا عليها وقد غطوا وجوههم خوفا من الانتقام لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس العراقي السابق.
وفي إشارة الى الانتماءات الطائفية والعشائرية والسياسية المعقدة في العراق لم يكن السنة العرب الذين كان ينتمي اليهم صدام وحدهم الذين جاءوا لتقديم العزاء بعد تنفيذ حكم الاعدام فيه لادانته بقتل 148 شيعيا من أهالي الدجيل.
وفي قاعة أعدت على مشارف البلدة لهذه المناسبة يوم الاثنين جاء عشرات الرجال من الدجيل لتقديم العزاء.
وفضلا عن الذين قتلوا في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال صدام في الدجيل عام 1982 اعتقل عشرات من سكان البلدة وعذبوا ورحلوا قسرا وأتلفت أراض زراعية في المنطقة.
لكن صدام كان له مؤيدوه هناك منهم المسؤولون الاربعة السابقين في حزب البعث في الدجيل الذين حوكموا معه.
وتوافد بين 50 و100 رجل على قاعة العزاء في الدجيل في مكان رفعت فوقه لافتة كتب عليها نعي عشائر الخزرج في الدجيل في وفاة « بطل الامة الشهيد صدام حسين ».
وقال أحد المعزين طلب الاكتفاء بالاشارة اليه باسم ابو حيدر « طلب منا أن نغطي وجوهنا خوفا من الانتقام ومن الخونة في ايران وميليشياتهم في بغداد ».
وأضاف قائلا بينما كان المعزون يجلسون حول أطراف القاعة حيث تليت آيات من القران ورددت أدعية للميت « نحن في عشيرة الخزرج نؤدي هذا الواجب الانساني نحو زعيم الامة الشهيد البطل صدام حسين. »
ورغم أن كثيرين من الشيعة يتذكرون بمرارة الاضطهاد الذي عانوا منه في عهد صدام تمتع اخرون منهم بمزايا كأعضاء في حزب البعث. وتضم بعض القبائل أفرادا من الشيعة ومن العرب السنة معا لكن المعزين في الدجيل قالوا انهم شيعة.
والشيعة ليسوا قوة سياسية موحدة حيث تتصارع فصائل عديدة منهم على السيادة منذ سنوات. ولانهم عرب يساور الكثير من الشيعة العراقيين ارتياب عميق في ايران المجاورة غير العربية التي اوت جماعات معارضة في عهد صدام وما زالت تقدم الدعم لفصائل لها حظوة لديها.
وفي الوقت الذي تهدد فيه أعمال العنف الطائفية بالزج بالعراق في حرب أهلية يحن بعض العراقيين الى الاستقرار النسبي الذي كان يفرضه صدام مقارنة بالفوضى السائدة منذ أمر الرئيس الامريكي جورج بوش بغزو العراق في مارس اذار عام 2003.
وقال أبو حيدر « نشجب الاعمال الاجرامية لبوش الصغير و(رئيس الوزراء البريطاني توني) بلير وعملائهما في العراق والمرتزقة في ايران » مستخدما تعبيرا ساخرا كان صدام يستخدمه للتمييز بين الرئيس الامريكي وبين والده الرئيس الاسبق جورج بوش.
ورغم أن المشهد في الدجيل كان أكثر هدوءا الا أنه كان تكرارا لمشهد مماثل في العوجة القريبة من تكريت حيث تدفق المعزون لزيارة قبر صدام.
وردد عدد قليل من الشبان المسلحين خارج قاعة العزاء شعارات مؤيدة لصدام ومناهضة للامريكيين. وقال رجل غطى وجهه بلثام أسود « لن نطيعك يا بوش ».
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 1 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
صدام كان يقرأ ويرعى النباتات ويطعم الطيور في محبسه
واشنطن (رويترز) – قال ممرض رعى الرئيس العراقي السابق صدام حسين لصحيفة سانت لويس بوست ديسباتش إنه أثناء وجود صدام رهن الاعتقال لدى القوات الامريكية كان يدخن السيجار ويسقى بعض المزروعات وتذكر أوقاتا طيبة حينما كان أطفاله صغارا.
وقال روبرت ايليس الذي أجريت معه مقابلة في منزله في نورمندي بولاية ميزوري للصحيفة في مقالة نشرت يوم الاحد إنه اعتبارا من يناير كانون الثاني 2004 وحتى أغسطس اب 2005 كان كبير المستشارين الطبيين في مجمع قريب من بغداد يحتجز فيه صدام وغيره من المحتجزين المهمين.
وقال كولونيل لايليس « لا يمكن أن يموت صدام وهو رهن الاعتقال لدى الولايات المتحدة.. وعليك ان تفعل كل ما بوسعك لابقائه على قيد الحياة. »
وأضاف « كنت أعلم طوال الوقت ما سيفعلونه به. وهذا يتناقض مع مبدأي كممرض.. ولكن بوصفي جنديا فان تلك كانت مهمتي. »
خلال فترة خدمته في السجن قال ايليس انه كان يتفقد صدام بشكل منتظم وانه تمكن من التعرف عليه جيدا.
وحينما كان يسمح لصدام بقضاء وقت بالخارج لفترة قصيرة كان يطعم الطيور قطعا من الخبز كان يوفرها من وجباته وكان يسقى بعض المزروعات.
وروى صدام لايليس كيف كان يقضي الوقت مع بناته الثلاث وابنيه حينما كانوا صغارا وكان يروي لهم قصصا قبل النوم وكان يعطي ابنته دواء حينما كانت تشعر بالام في بطنها.
وقال ايليس ان صدام بدأ اضرابا عن الطعام ورفض الاكل حينما كان الحراس يمررون الطعام من خلال فتحة في أسفل الباب. وحينما بدأوا يفتحون الباب ليحضروا له الطعام بدأ يأكل من جديد.
وأضاف انه « رفض اطعامه مثل الاسود. »
ودافع صدام الذي أعدم في ساعة مبكرة يوم السبت عن حكمه خلال مناقشات مع سجانيه الامريكيين.
وقال « في يوم من الايام توجهت لرؤيته فسأل عن سبب غزونا للعراق ». وأضاف أن كل ما فعله كان لاجل العراق.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 1 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
الشرخ الطائفي في العراق يزداد اتساعا بعد إعدام صدام .. مدنٌ فرحت وأخرى حزنت
بغداد – خدمة قدس برس
كما في كل أمر يتعلق بمحاكمة الرئيس العراقي السابق، ومنذ أن بدأت جلسات قضية الدجيل قبل أكثر من عام ولغاية يوم إعدامه الذي تم اليوم، انقسم العراقيون بشأن الرئيس صدام حسين، فإعدامه الذي تم فجر السبت (30/12) في بغداد، عاد ليقسم العراقيين ويزيد من عمق الهوة بينهم، وليس كما يحاول الكثير من الساسة، الإيحاء بأن عملية الإعدام ستساهم في تخفيف حدة العنف والتوتر الطائفي.
وإذا صحّ أن العراق الجديد قد تحول إلى كانتونات على أسس طائفية أو قومية، فإن النظرة العامة لسكان العراق بعد ساعات من تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي، تقول إن الشيعة من ذوي أتباع المراجع الدينية فرحوا بحكم الإعدام وطافت شوارع عدة مدن تسكنها أغلبية شيعية مسيرات ابتهاج، بينما اعترض السنة العرب وحزن الكثيرون منهم وشهدت عدة مدن سنية مواجهات مع القوات الأمريكية، في حين وقف الأكراد بين فرحين وغاضبين كون أن الإعدام تم قبل انتهاء جلسات محاكمته بقضية الأنفال التي يتهم فيها بقتل آلاف الأكراد نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي.
وفي مدينة الصدر الواقعة شرق العاصمة بغداد خرجت مسيرات فرح معلنة عن تأييدها لتنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس السابق، وقال الشيخ كريم آل حجام، إن تنفيذ الحكم بحق صدام « أفضل هدية تقدمها الحكومة العراقية لأبناء الشعب المظلوم »، مشيرا إلى أن هذه المسيرات تؤكد أن الشعب العراقي فرح بهذا الإعلان.
وشاركت مدن أخرى في الفرح بإعدام الرئيس السابق، وخرجت مظاهرات في مدن الناصرية والعمارة والنجف، الواقعة بجنوب العراق، وقال مصدر حكومي لمراسل « قدس برس » إن هذه المظاهرات تعكس من جديد حجم الظلم الذي وقع على هذه المدن.
وأوضح المصدر أن ما حصل للعراق خلال فترة حكم صدام أبشع مما يمكن أن يتصور المرء، وتابع « أعتقد أن تنفيذ الحكم يعكس رغبة الشعب العراقي، ونحن قلنا إننا سنكون تحت إمرة هذا الشعب الذي عانى طويلا ».
الابتهاج الذي عم بعض مدن العراق، عقب تنفيذ الحكم، قابله في الطرف الآخر حزنٌ نتيجة حالة التشفي التي برزت في الساحة العراقية متبوعة بحالات إقصاء وتهميش وقتل واعتقال واختطاف جماعي، كما يقول الإعلامي أسامة عبد القادر، ويضيف في حديث لمراسل « قدس برس » : « لو أن صدام حسين أزيح عن الحكم بأيد عراقية وجاء أشخاص إلى الحكم من بين أبناء الشعب العراقي، وقام هؤلاء بتنفيذ الحكم بحقه لوجدت أن العراقيين لهم رأي آخر، ولكن الذي جرى كان خلاف ذلك، أمريكا دخلت وغيرت النظام بالقوة وقامت بتنصيب أزلام وأعوان لها في الحكم، كلهم من الذين يعرف العراقيين حجم عمالتهم للأجنبي، ثم جاءت بعد ذلك الصفحة الثانية لهذا الاحتلال وتغيير النظام بالقوة، حيث أقصي أغلب أبناء الشعب العراقي وهمش آخرين، كما شنت هذه السلطة الحاكمة في بغداد عمليات قتل وتهجير بحق العراقيين وخاصة من أبناء السنة، فكيف تريد منهم أن يؤيدوا هذا الحكم، أنا كسنّي لم أكن في يوم من الأيام أيد صدام، ولكني اليوم حزين جدا لإعدامه، فنار صدام أرحم ألف مرة من جهنم الاحتلال وأعوانه ».
الرئيس العراقي لا يزال، رغم كل شيء، يحظى بحب العديد من العراقيين واحترامهم، فهو بحسب أحدهم « رئيس رفض الإذلال والخضوع » وهو أيضا « شريف لأنه وقف بوجه إيران وتمددها الصفوي ».
أغلب المدن العراقية الواقعة على الجانب الغربي من نهر دجلة في بغداد، كانت هادئة صباح اليوم، هدوءا يرى فيه بعض المراقبين أنه يعكس مشاعر الحزن التي عمت تلك المناطق التي ينتمي أغلب سكانها إلى السنة العرب.
في منطقة الأعظمية التي شوهد فيها الرئيس العراقي السابق آخر مرة بعد ساعات من دخول القوات الأمريكية إلى بغداد في ربيع عام 2003، كانت البكاء والنحيب يمكن سماعه من هذا البيت أو ذاك، فالرئيس السابق بنظر عدد من أبناء هذه المدينة، كان رئيسا شرعيا للعراق.
تقول الحاجة « أم محمد » التي فقدت أحد أبنائها في قصف تعرضت له مدينة الأعظمية قبل شهر، « إن صدام أشرف من هؤلاء العملاء »، وتضيف وهي تتطلع إلى شاشة التلفاز التي كانت تبث بعض المشاهد الخاصة بعملية الإعدام، « والله كان رجلا شريفا، أشرف من هؤلاء، ماذا جنينا من سقوط النظام، كنا على الأقل ننعم بالأمان ولم نكن نعرف شيئا اسمه شيعة وسنة؟، ماذا قدم لنا هؤلاء حتى نفرح بهذا الحكم؟، صدام حسين على الأقل لم يكن عميلا للأجنبي أو طائفيا » سكتت أم محمد، فعبرة خنقتها وهي ترى الرئيس السابق يقف بين يدي جلاديه وهم يضعون حبل المشنقة في رقبته.
أيا كانت مشاعر العراقيين تجاه إعدام صدام، فإن الأهم بالنسبة لجميع العراقيين، هو هل سيحقق لهم إعدامه الأمن المفقود ويعيدهم إلى منازلهم التي هجروا منها؟
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 1 جانفي 2006)
الحكومة العراقية تغلق قناة الشرقية لاتهامها بالتحريض
أمرت الحكومة العراقية بإغلاق قناة « الشرقية » المستقلة، بعدما اتهمتها بتشجيع النزعة الطائفية، وذلك بعد يومين من إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وأعلن مدير مركز عمليات الشرطة بوزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف أن قرار الإغلاق نهائي لـ »مخالفتها القوانين » العراقية وتعمدها « التحريض على العنف والكراهية« .
وأضاف خلف أنه تم مرارا تحذير قناة « الشرقية » من إذاعة أي أنباء كاذبة من شأنها أن تزيد التوتر في العراق، لكنه امتنع عن تحديد التقارير التي وصفها بالكاذبة وقال إن القناة بثتها.
من جانبه أكد مصدر في مكتب قناة الشرقية ببغداد رفض كشف اسمه « غلق مكتب القناة حسب أمر صادر من وزير الداخلية شخصيا بسبب خلاف في تناول الأخبار« .
وتقول قناة « الشرقية » التي تحظى بشعبية ويملكها رجل أعمال عراقي يقيم في لندن إنها تتبنى نهجا تحريريا مستقلا، لكن كثيرا من المشاهدين يعتبرونها تميل نحو تبني وجهة نظر العرب السنة.
ومازالت القناة تبث برامجها اليوم من دبي ولم يتضح على الفور الأثر الذي قد يترتب على قرار الحكومة العراقية.
وكانت الحكومة العراقية أغلقت في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قناتي « الزوراء » و »صلاح الدين » المستقلتين والمدارتين من قبل شخصيات سنية لأسباب تتعلق بالتحريض على أعمال العنف والكراهية، حسب قولها.
يذكر أن مراسلي قناة الجزيرة ممنوعون من العمل في العراق منذ أغسطس/ آب 2004.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 1 جانفي 2006 نقلا عن وكالات)
للقضاء على ظاهرة الغيابات في الإدارات العمومية:
شــارة خاصة للأعـوان والموظّفيـن وآلـة لتسجيـل الحضـور بواسطـــة البصمـة حمــل الشــارة وجوبــي قبـــل موفّــى جانفــي الجــــــــاري القائمة الكاملة للوزارات والمؤسّسات المعنية بحمل الشارة
قضية وفاة المهاجر التونسي توفيق العامري
مسيرة صامتة ثانية في «ألنسون»… وزوجته تطالب بالحقيقة
تونسيّــــــون فـــي المنتخبات القطرية
صعوبة النفاذ إلى الأنترنيت مشكلة كبرى وأسبابها معروفة