الأربعاء، 9 يوليو 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N°2969 du 09.07.2008
 archives : www.tunisnews.net   

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي: مثول بشير العبيدي وعادل جيار أمام قاضي التحقيق بقفصة – تواصل الإيقافات – إضراب جوع
 

الحـــــــزب الديمقراطــــــي التقدمــــــي جامعــــــــــــة جندوبــــــــــــــــــــــة : بيـــــــــان

معز الجماعي : بلدية قابس تتجاهل قــــــــــــــــــــــــــــــــــرار وزارة الصحة

الشـــــــاذليّ العيـــــــــّــادي : عريضة موجهة إلى كل من السادة : رئيس مجلس النواب السويدي وزير العدل السويدي

مختار اليحياوي : تونس: حقيقة الصــــــــــــــــــــــــــــــــورة وبؤس السيناريو

صلاح الدين الجورشي : تونس: انقسام الإسلاميين حول مسألتي ‘العودة’ و’المصالحة’

صلاح الدين الجورشي : عبد الفتاح مورو.. هذا الرجل أخـرجُـوه من عزلته الإجبارية!

الشيخ راشد الغنوشي : الإسلام في العـــــــــــــــــــــــالم الجديد

يو بي أي: وزير الخارجية الأسباني يزور تـــــــــــــــونس غداً

الصباح : مشاغل القضاة ومطالبهم محور لقاء وزير العدل وحقوق الإنسان بأعضاء المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين

الصباح : 7500 سائح ألمانـي ونمســاوي من بين الحاصلين على باكالوريا 2008 يزورون تونس

العرب : في الحامة.. تونسي يذبح ابنه من الوريد إلي الوريد

الصباح : في الجبل الأحمر: «براكــــــاج» حصيلتـــــه كلــــــب

د. خــالد الطــراولي : أطفالنا فلذات أكبادنا : عمل اليوم والليل(الحلقة الأولى)

د. محمد الهاشمي الحامدي : إضاءات حول أركان الإيمان من سورة هود

عدنان الحسناوى : الإتحاد من أجل المتوسط …ما الجديد ؟

محمد كريشان : أوروبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الجديدة

توفيق المديني : فرنسا ..رئاسة أوروبا واللا الإيرلندية

موقع قنطرة : لقاء بين يورغن هابرماس وطارق رمضان: ‘لا وجود لأوروبا من دون المسلمين’

هادي يحمد : الأوروبي للإفتاء .. الاندماج من بوابة الاقتصاد

الصباح : قمــــــــــــــــــــــــــــــة بــــــــــــــــــــــــاريس

بسام بونني :الاتحاد من أجل المتوسط: بين آمال فرنسا وواقع الدول العربية

عبدالباقي خليفة : سريبرينتسا 13: مذبحة على قارعة التاريخ
 

مراد رقية : تعقيبا على انتخابات الأقسام والمجالس  العلمية دورة جوان2008


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


مثول بشير العبيدي وعادل جيار أمام قاضي التحقيق بقفصة – تواصل الإيقافات – إضراب جوع

 

 
 مثول بشير العبيدي وعادل جيار أمام قاضي التحقيق بقفصة مثل اليوم الثلاثاء 8 جويلية كل من الإخوة بشير العبيدي وعادل جيار أمام قاضي التحقيق بقفصة في نفس القضية التي أحيل من أجلها الأخ عدنان الحاجي، وأكد الإخوة بشير وعادل أنهم أجبروا على إمضاء المحاضر لدى الباحث الإبتدائي ونفوا كل التهم الموجهة إليهم وأكدوا على الطابع السلمي والقانوني للتحركات الإحتجاجية التي عرفتها الرديف، وقد تم إيداع الاخ بشير العبيدي بالسجن المدني بالقصرين والأخ عادل جيار بالسجن المدني بقفصة، وقد حضر التحقيق الأساتذة: مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الستار موسى عميد المحامين، عياشي الهمامي، علي كلثوم، رضا الروادي، حسين التباسي، شوقي زراوفي، بن بوبكر تواصل الإيقافات -الإثنين 7 جويلية 2008 تم إيقاف الأزهر عميدي (معلم) ومحمود هلالي (معلم) -الثلاثاء 8 جويلية 2008 تم إيقاف محمد الهادي بوصلاحي عند عودته من مدينة صفاقس -الثلاثاء 8 جويلية 2008 تم إيقاف رضا فجراوي بإحدى مقاهي الرديف وهو من المعطلين من أصحاب الشهائد إضراب جوع: منذ 30 جوان 2008 يشن 15 موقوفا من أهالي الرديف إضراب جوع وبنفس الجناح بالسجن المدني بقفصة ويتواصل إضراب الجوع إلى حدود اليوم حسب ما أكدته بعض عائلات الموقوفين مع العلم أن هذه المجموعة تم إيقافها قبل أحداث 06 جوان 2008.  الثلاثاء 08 جولية 2008 عن لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي     مسعود الرمضاني    عبد الرحمان الهذيلي


 

لحـــــــزب الديمقراطــــــي التقدمــــــي جامعــــــــــــة جندوبــــــــــــــــــــــة بيـــــــــان

 
تحت قاعدة التعليمات الفوقية منعت قوات من  الأمن مساء الأربعاء 02 جويلية 2008 أعضاء هيئة فرع رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان التحول للمشاركة في التجمع التضامني مع أهالي الحوض المنجمي  بقفصة ومناضلي فريانة من ولاية القصرين والذي دعت له هيئة جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبـــة . حيث حوصر كل من السادة الهادي بن رمضان رئيس الفرع ونورد الدين الصولي وبلقاسم المحسني عضوي الفرع والحقوقي محمود العبيـــدي على  مستوى مدخل مدينة جندوبــة بقوات من الأمن بالزيين المدني والرسمي وبسيارات تابعة لوزارة الداخلية.  فيما حوصر الأساتذة الهادي المناعي وسعيد المشيشــي على مقربـــة من مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بمدينة بوسالم ومنعا من التحرك باتجاه المقر عن طريق عشرات أعوان الأمن وعدد من رؤسائهم وتحت عدسة آلة تصوير رقمية جيء بها خصيصا لاستفزاز وإرباك مناضلي الحركة الديمقراطية ومئات المواطنين الذين حضروا وشاهدوا عمليتي المنع والمحاصرة . كما ضرب حصار امني مكثف على مقر جامعة الحزب وسدت كل المنافذ الموصلة له وأخضعت بعض السيارات القادمة لمدينة بوسالــم إلى التفتيش الغير مبرر وسط تعزيزات أمنية  متنوعة وضخمة تجاوزت المائة عون. وكعادتهم لم يفوت بعض العمد ورؤساء الشعب وأعضاء من التجمع الدستوري الديمقراطي تحت إدارة الكاتب العام لجامعته الترابية بمدينة بوسالـــــم المشاركة في هذه العملية التي لدولة القانون والمؤسسات بأية صلة. وعليه فان هيئة الجامعة : 1- تدين المنع والحصار اللذان تعرض لهما أعضاء فرع الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بجندوبة  ومنخرطيها وتسجل بإكبار مواقف أعضاء الهيئة من اجل نصرة الحق والدفاع عنـــه. 2-تدين وتستنكر الحصار المضروب على مقر جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي والأساليب المتخلفة والممنهجة من اجل إثناء أعضاء الحزب على نشاطهم العلني والقانوني والمكشوف. 3- تعلن مساندتها المطلقة واللامشروطة لأهالي الحوض المنجمي  من ولاية قفصة وأهالي فريانة من ولاية القصرين وتعتبر أن تحركاتهم قانونية ومشروعة وتطالب السلطة بإطلاق سراح كل المعتقلين. 4-تحمل السلطة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الحوض المنجمي وتطالبها بفتح حوار جدي تشارك فيه كل القوى الديمقراطية في البلاد وتحذرها من استخدام الأمن والقضاء لتصفية الحسابات مع من تعتبرهم خصوم. جندوبــــــــــــــة في 02 جويلية 2008
عن هيئة الجامعـــــــة عضو المكتب السياسي الأستاذ رابح الخرايفــــــــي


بلدية قابس تتجاهل قرار وزارة الصحة

 
رغم قرار مصالح وزارة الصحة الذي أوصى بعدم صلاحية إستعمال المبنى الجديد للمسلخ البلدي نظرا لقصر المسافة الفاصلة بينه و بين المجمع الكيمائي ، تجاهلت بلدية قابس هذا القرار و بعقلية ألامبالاة بصحة المواطن قامت بفتح المبنى المذكور ة و إلزام بائعي اللحوم بإسغلاله بعد غلق المبنى القديم. و أفادتنا مصادر مطلعة على الموضوع أن قرار البلدية جاء نتيجة الضغط الذي سلط عليها بعد نشر جريدة « الموقف » لمقال وضح أسباب رفض وزارة الصحة إستعمال هذا المسلخ و طالب فيه صاحب المقال بمحاسبة المسؤولين عن إنفاق قرابة مليار من المليمات على مشروع لم يقع إستشارة المصالح المعنية قبل بنائه . وخلف تصميم البلدية على إفتتاح المشروع تذمر كبير في صفوف بائعي اللحوم في الجهة و أضطر أغلبهم  على إستعمال المسلخ البلدي بمعتدية « شنني » (قابس الغربية) للمحافظة على ثقة المستهلك حول سلامة اللحوم المعروضة من أي إشعاعات كيمائية. معز الجماعي


عريضة

موجهة إلى كل من السادة: رئيس مجلس النواب السويدي

talmannen@riksdagen.se

وزير العدل السويدي

 registrator@justice.ministry.se  

 
  بكل محبٌة، و بكل ما في الإنسانيٌة من معاني سامية. أتوجه من خلال رئيس مجلس النوّاب و وزير العدل إلى المجتمع السويدي، أرقى في نظري ما في المجتمعات الإسكندنافيٌة من حيث تقديس النفس البشريٌة و احترام الجسد الآدمي. والدولة شبه الوحيدة على وجه البسيطة المبتعدة طوعا عن سياسة التكتلات الداخليّة منها و الخارجيّة من جهة، و في الأصل تمقت الفكر الاستعماري وتحاول  جاهدة الابتعاد عن العمل العنصري بكامل أصنافه من جهة أساسية أخرى. ـ  في الوجه الأول من حيث الخطورة الحينيّة أو في الأمد القصير على النفس السويدية أينما كانت،هو أني قد حذرت في سابق الأيام و الآن أحذر بشدة السلطات السويديّة من خلفيات و ردود أفعال  صنائع و ممارسات السيّد Max Knutsson من المخابرات السويديّة (Sapo )، الذي وضع كل شخص سويدي موجود في أوروبا الوسطى و في منطقة الشرق الأوسط في خطر جسيم من  جرّاء أخطائه المهنيّة و عدم مراعاة العرف الدولي و الخط الإنساني للمهنة.  و عوضا على أن يعمل بالجديّة لمحاولة بسط نفوذ مملكة السويد في الميدان السياسي والاجتماعي وكذلك الاقتصادي.  حاول بدون تفكير في صنائع جهله بحقيقة واقع منطقة الشرق الأوسط ونوعيّة الفرد فيها. و أسقط من ذهنه ما درسه من علوم تلزمه للغوص في النفسيّة العامة لأي ساحة يريد التركيز عليها أو العمل فيها. و أبعد من ذهنيّه حتمية وجوب محاولة معرفة رؤوس مفاتيح نفسيّة مختلف طبقات السواد الأعظم للساحة أو الكتلة المراد التعامل معها لأي سبب كان قبل الشروع في وضع أية خطة و البدأ في أي عمل مباشر، متجاهلا ابسط قواعد الأمن السيكولوجي و سيكولوجيّة الأمن القومي . و بكل حماقة مهنيّة من طرفه وعدم  تفطن مسئوليه لدناءة نفسه، ذهب به الأمر إلى التعامل مع بعض رجال أمراء الحرب في لبنان من قاع المجتمع و مع زمرة الدسائس في السلطة الفلسطينية لجمع معلومات عن المقاومة في  لبنان  وفي الأساس عن مواقع و رجالات نظام عاصمة طالع أمم الزمن العتيق. ذهب به الأمر إلى حد تجنيد منذ بداية سنة 2006 بعض رجال دين و مجموعة مكشوفة من طرف انظمتهم الأصليّة من المنتمين إلى حركة إسلامية  و مقيمين في السويد وفي  دول اسكندنافية أخرى للذهاب و الإقامة في لبنان بعد الزواج منه و اقتناء منازل فيه قصد جمع معلومات عن المقاومة و محاولة تغذية الطائفيّة فيها بتزكيّة من بعض وجوه سوداء من تيّار يتبوأ الطائفيّة على الساحة اللبنانيّة.
 حاول  تجنيد رعايا دول شرق أوسطية وبعض الدول  العربية متواجدين على الأرضي السويدية  للعمل ليس لصالح السويد بل لصالح رجالات مجتمع أمني لدولة معترف بعنصريتها أمميا.  تفتك بكل المقومات الإنسانيّة. و تهتك حقوق الإنسان. و تمتهن الرق السياسي و حبّ سادي لقتل النفس البشرية بدون وجه حق. و ذلك لما في تركيبة نفسية رموزها من عُقد نقص أدى بهم  إلى الخوف المرضي. و أصبح الخوف عند أكثرهم صالحا للمعرفة و نافعا بامتياز للعمل. هنا، بصفتي انتمي إلى سلالة بني آدم وأَحْظى باللجوء السياسي و بإقامة دائمة بدولة السويد و أمتهن استشارية إعلاميّة في احد اللجان المختصة المنضوية تحت السلطة الرابعة بمملكة السويد.أُحمل بالإسم و الصفة رئاسة الوزراء و وزارة العدل  مسؤولية  وقوع أي مكروه على أي فرد من أفراد الشعب السويدي.                                                                                                       و ذلك من جراء عدم محاسبة هذا العنصر من الأمن  الخاص السويدي، الذي قدّمت به أكثر من شكوى و عريضة إلى القضاء لما ألحقه  بي من ضرر معنوي و جسدي و مادي دون النظر أو فتح تحقيق في محتوى الشكاوي رغم مساندة جمعية حقوقيّة متواجدة على الأرض الأوروبية.  كما أني مستعد  للمثوُل في أيّ وقت و زمان أمام أي دائرة من دوائر الدولة لأشرح و أبيّن مدي ضرر هذا العنصر على الأمن العام السويدي بل على العلاقات الخارجية للدولة و على كل أوجه الإستراتجية العامة لمملكة السويد. ـ  في الوجه الثاني من حيث استقطاب بعض صنوف البشر( مدمنين بالدليل على القتل في أوطانهم و ملوك المخدرات بالحجّة على الضفة الشماليّة للبحر الأبيض المتوسط و أصحاب عاهات نفسيّة و اجتماعية بارزة للعموم من إفريقيا الوسطى و الأنجلو- سكسونيّة)، دون وضع خطة إستراتيجية طويلة الأمد. و محاولة دمجهم ضمن المجتمع السويدي دون أي دراسة  اجتماعية و « بسيكو- نفسيّة ».  أصبح لزامًا علي أن أسدي من نصائح ما  أسداه والدي من حيث المضمون سنة 1965 إلى أحد أركان الجمهوريٌة الفرنسيٌة الخامسة بما يرمز أنه يجب على رجالات السويد العمل بكل جديٌة على الحفاظ على نقاوة النفسيٌة السويدية من كل تآكل أو ذوبان ضمن العديد من نفسيات غير سويٌة وافدة من خارج الأصول السويدية   دون تفرقة عنصريٌة حتى لا تندثر من زاوية الأسطورة السويدية المعروفة بتقديسها للنفس البشريٌة واحترامها للجسد الآدمي وعشقها لأركان لما يسمى بالديمقراطيّة.  وكذلك حتى لا تصبح السويد من زاوية أخري على ما صارت عليه العاصمة الفرنسيّة من عدم ‘احترام النظام العام و تفشي ظاهرة انتهاك بعض القوانين،  الشيء الذي غيّر نحو الأسوى  النفسية الفرنسيّة و اخذ من الشخصية الوطنية  و طريقة تفكيرها و تصرفها مأخذ الجد.  كما أقول من النصح لمن يهمه الأمر من مركزيٌة صنع القرار في دولة السويد ما نصحت به الولايات المتحدة الأمركية كتابيا في ذات السيٌد  » واران ـ Warren  » أحد العناصر الرئيسة  بالسفارة الأمريكيٌة في تونس أثناء إسقاطات حرب الخليج الثانيٌة ولأحد عناصر المكتب الفدرالي الأمريكي للأبحاث أثناء العمل الإرهابي على برجيّ التجارة العالمية حتى يتم الحفاظ على ما تبقى من محبّة و احترام جل شعوب العالم لمبادئ الحريٌة في الغرب و احترام حقوق من أختار له الله أن يواطن الأرض الأمريكيٌة الشمالية. وعندما لم يتم سماع النصيحة بإيعاز من أحد أبرز خصومي من رجالات النظام التونسي وقعت الولايات المتحدة في مطبّ لم تتملص منه البتة إلى نهاية الدهور و سيدفع أحفادها الثمن في مستقبل العصور. بالموازية لذلك وبكل أنفة وعزة نفس، ليس هكذا يعامل اللاجئ السياسي لا من حيث الإنسانيّة و لا من حيث الوضع المادي في بلد  كالسويد، يعتقد و يتبجح أمام العالم بأنه يتربع على عرش إحترام سلالة « آدم و حوّاء » ويعتلي درجات عن غيره في رعايته للنفس البشريّة و السهر على تطبيق حقوق الإنسان في العامة و يمقت التفرقة الإجتماعيّة و العرقية في الخاصة . أيتها السيّدات و السادة  في مختلف دوائر الدولة السويديّة،                                                                    بعد تمسكي التام بطلب المثول أمام القضاء السويدي. و يقيني الراسخ في الوقوف أمام باحث منتدب أو احد أقلام التحقيق ما دمت على قيد الحياة، رغم بعض الأعمال الصبيانيّة للنيل منّي بإيعاز من أحد أركان المجتمع الأمني السويدي. وكذلك رغم العملية الأخيرة المُوَثقة لاستقطابي على الأراضي الأوروبيّة. لكم منّي جميعا، و لكل الشعب السويدي بدون استثناء، أسمى ما في الإنسانيّة من معاني مجتمعة و أرقى ما في الوفاء من فضائل على الفرد و المجموعة. و أنبل ما في الاعتراف بالجميل وردوده على النفس البشريّة و على الكتلة و المساحة.   بيروت، في 9/7/2008                                       
 الشـــــــاذليّ العيـــــــــّــادي                                                                                          
إعلامي و خبير في الشؤون الأمنيّة   

صحيفة ‘الموقف’، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي (أسبوعية معارضة – تونس)،

العدد 459 بتاريخ 4 جويلية 2008 http://pdpinfo.org/PDF/459.pdf


 

تونس: حقيقة الصورة وبؤس السيناريو

 
بقلم: مختار اليحياوي يبدو أنه وقع التخلي في النهاية عن الزيارة التي كانت مبرمجة للجنوب الغربي من طرف الرئيس بن علي لهذه المنطقة التي تشهد منذ فترة توترا إجتماعيا تجلى بشكل مشهود في المظاهرات الإحتجاجية التي شهدتها مدن منطقة الحوض المنجمي بقفصة ومعتمدية فريانة من ولاية القصرين. و كان من المفروض أن يشكل تحول رئيس الدولة على عين المكان علامة واضحة على إهتمام الدولة بأوضاع المنطقة و تأكيد للثقة في سعيها إلى حل مشاكلها و هو السلوك السليم الذي يفترض أن يسلكه الرمز الأول للسلطة في مثل هذه الحالات. كما كان من المفروض أن يقع الترفع عن الإعتبارات السياسية الضيقة في مواجهة المشاكل الحقيقية ترسيخا لعلوية الدولة و رفعا لشأنها فوق كل الإعتبارات خاصة عندما تكون أسباب التوتر ناتجة عن الشعور بالظلم بسبب عدم التوازن في معاملة الدولة لمختلف الجهات. و لكن كل المؤشرات الصادرة منذ نهاية الأسبوع الأول لشهر جوان الماضي تشير إلى أن نظام الرئيس بن علي إختار مرة أخرى سياسة العصا و الجزرة في التعامل مع هذه القضية. فبعد إرسال الجيش لمساندة قوات الأمن في تضييق الحصار و تشديد المطاردة على أهالي الرديف و مدن الحوض المنجمي أطلق مسلسل المحاكمات لتطهير المنطقة من كل ‘المناوئين’ لسياسة نظامه و الإعداد في نفس الوقت لمحاكمة سياسية كبرى جديدة ضد رموز الحركة الإجتماعية. وعملا بمكيافيلية سياسة ‘فرق تسد’ و بينما تشهر العصا في وجه أبناء ولاية قفصة يقع التلويح بالجزرة لأبناء ولاية القصرين باستدعاء أعوان النظام غير المغضوب عنهم في مختلف مناطق الولاية للإجتماع بالرئيس في قصره بقرطاج في هيئة ‘مجلس جهوي للولاية’ للإستماع لحصيلة الإجراءات الرئاسية المقررة لفائدة الولاية والتي أطلقت عليها الصحافة عنوان ‘الإجراءات الرئاسية الشاملة لدفع برنامج التنمية و تحسين جودة الحياة في كامل مناطق الجهة’ و التي تذكرنا في عدة فصول منها ببسكويت ‘ماري أنطوانات’ مثلما تعلق بتهيئة المنتزهات العمومية و توسيع الملاعب الرياضية و تعبيد المسالك المؤدية للأولياء الصالحين. و ملخص القول أن أعيان القصرين خرجوا طراطير من لقاءهم بحضرة الرئيس ليعودوا إلى ولايتهم و ينضموا مسيرة ‘عرفان و إكبار’ تناشد الرئيس بن على الترشح لانتخابات 2009. لا أضن هذا التقديم لحقيقة ما يحصل في بلادنا سوف ينظر له المسئولون خارج ما يصنفونه بالكتابات المغرضة في خانة الحاقدين على النظام و ‘إنجازاته الرائدة’ و لكن الموضوع الذي أردت لفت الانتباه إليه في الحقيقة يتعلق بارتداد الممارسة السياسية للسلطة في مختلف مظاهرها و انحباسها داخل توظيف مختلف مقومات الدولة لمحاولة الإيهام بوجود شرعية شعبية لهذا النظام من خلال توظيف كل ممارسة سلطة أو معالجة سياسية لأية قضية إلى بحث محموم عن الزبونية السياسية و لتمرير تواصل إحتكار السلطة من طرف الماسكين بها حاليا لفترة إضافية من خلال موعد إنتخابات 2009 دون تقديم أي تنازل حول مختلف الإستحقاقات الحقوقية و السياسية و الإجتماعية والإقتصادية التي باتت تحاصره من كل الجهات. لذلك لم يبقى الدعاية الرسمية سوى البحث عن إخفاء كل المطالب الحقيقية بالسهر على تقديم الشعب التونسي في صورة الشعب الواله برئيسه و المتمسك بحكمه و المتوسل له بمواصلة رئاسته. فلا يكاد يحصل حدث أو تمر مناسبة سياسية أو ثقافية أو إجتماعية أو حتى رياضية دون أن تنتهي بمناشدة الرئيس بن على للترشح لانتخابات 2009. ويتواصل هذا المشهد السخيف بشكل أكثر إمعانا في الإسفاف عما حصل في الدورة السابقة سنة 2004 عندما كان النظام بحاجة لإيجاد مسوغ لتجاوز الحاجز الدستوري الذي يمنع الرئيس بن علي من الترشح بعد أستيفاء عدد الدورات التي يسمح له بها الدستور و التي حددها بنفسه سنة 1987 عندما رفع شعار ‘لا رئاسة مدى الحياة’. وبينما تحاول هذه المناورة إبراز الرئيس بن على في مظهر المتعالي المنشغل تماما عن الحملة الطاحنة التي تسوق له بمسؤولياته الرفيعة حتى الموعد المحدد لإعلانه التنازل استجابة لتوسلات شعبه يتم الإعداد للنهاية الطبيعية المنسجمة مع السيناريو القائمة عليه الحملة الرئاسية و التي تقتضي الإعلان ليلة ختم الإقتراع عن فوزه بنسبة تقارب الإجماع و التي لا تبقي أي مجال لمعارضته أو للتصدي لاستبداده و استبداد بطانته. هذا السيناريو البائس لم يعد يصلح إلا كشاهد عن تخلف هذا النظام و مدى الضرر الذي هو بصدد إلحاقه بهيبة الدولة في سياقه. و قد غدى مهزلة مكشوفة الأدوار و الأطوار لم تعد تنطلي حتى على أشد الأغبياء حمقا و المتخلفين ذهنيا إختلالا في المدارك العقلية في تونس اليوم. و لكنه مع ذلك يبقى الشاغل الأهم لنظام إنفصمت علاقته عن المشاغل الحقيقية لمجتمعه و القضايا المصيرية لبلده. لذلك نجده يجند دولة كاملة بكل طاقاتها على مدى سنوات قبل أوانه لتنفيذه و يجعل منه الشاغل الأول لإدارتها و حكومتها و قضائها و أمنها و جيشها و نوابها و أحزابها و صحافتها و إعلامها كل يدلي بدلوه و يقوم راضيا أو مكرها بدوره في نحت الصنم الشاهد على غياب حريته و انفراط سيادته في وطنه. كثيرون سينعقون و يزعقون عند قراءة هذا الخطاب و سيرددون على مسامعكم شرعية المكاسب القائمة على ما وقع تحقيقه من إنجازات. و لو كانت إنجازاتهم حقيقية ما لذي يخيفهم و يمنعهم من التقدم بها أمام الشعب التونسي في انتخابات حقيقية. و لكن و قبل كل هذا ما لذي يمكن أن ينتظره مجتمع من نظام يحكم عليه بالقصور السياسي و الوصاية الأبدية. الحالة الحقيقية للوضع في بلادنا تجسمها هذه الصورة التي نشرتها و كالة تونس إفريقيا للأنباء عن مسيرة ‘الولاء و التأييد’ في القصرين حيث يفرش العلم في الأسفل و ترفع صورة بن علي في الأعلى و هو وضع لا يمكن أن يرتضيه حتى التجمعيون لذلك نعتذر عن قلب الصورة في هذا المقال حتى نعيد علمنا إلى وضعه الصحيح. المختار اليحياوي – تونس في 7 جويلية 2009 (المصدر: مدونة Mytunisie  مختار اليحياوي (بالعربية) بتاريخ 7 جويلية 2008) الرابط:http://mytunisie.rsfblog.org/politique/

تونس: انقسام الإسلاميين حول مسألتي ‘العودة’ و’المصالحة’

 

 
صلاح الدين الجورشي – تونس ‘العودة’ و’المصالحة’، مفردتان تتردّدان منذ أشهر داخل أوساط اللاجئين السياسيين والمغتربين من أعضاء وأنصار حركة النهضة بالخصوص، الذين يقيمون خارج تونس منذ ما يزيد عن 20 عاما للبعض منهم. هذا الموضوع أصبح يشكِّـل مصدر صُـداع شديد لقيادة هذه الحركة، بعد أن قرّر العشرات من الكوادر بصفة فردية تسوية أوضاعهم الشخصية والعائلية، وذلك بشدّ الرّحال إلى مطار قرطاج تونس الدولي، حيث وجدوا الأبواب مفتوحة في وجوهم، ولم يتعرضوا لا للاعتقال أو حتى للإهانة، فعلوا ذلك خلافا لتوجيهات قيادتهم التي لا تزال تشدّد على ضرورة أن تُـعطى الأولوية للتسوية السياسية الشاملة والجماعية. عندما حصلت المواجهة الشاملة بين السلطة وحركة النهضة في بداية التسعينات من القرن الماضي، تمكّـن الكثير من الملاحقين أن يتسلّـلوا سِـرّا إلى الجزائر أو ليبيا، ومنها توزّعوا على مختلف العواصم الأوروبية بالخصوص، وبعد أن تمكّـنوا من تسوية أوضاعهم بالحصول على اللجوء السياسي، وعلى جنسيات الدول التي يقيمون فيها بدأت رِحلتهم مع انتظار العودة إلى تونس. لم يتوقع أي واحد منهم بأن انتظارهم سيطُـول كل هذه الفترة دون أفُـق واضح، حتى الشيخ راشد الغنوشي، الذي سبق الأحداث وقرّر المغادرة مبكّـرا، وذلك بعد شهر ونصف من الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 2 أبريل 1989، وشاركت فيها حركة النهضة بكل ثِـقلها، كان يتصوّر يومها أن غيابه عن تونس قد لا يستغرِق بضعة أشهر. كانت تلك المرحلة بمثابة مرحلة الحِـسابات الخاطئة بالجملة، إذ لم تُـضيِّـع الحركة فقط فُـرصة الاستفادة من الانتخابات، وإنما ضاعت كل رِهاناتها الداخلية والخارجية وتحوّلت في فترة وجيزة إلى بقايا تنظيم مهاجر موزع على عشرات البلدان في العالم. وتحملت القيادة يومها مسؤوليتها ووعدت قواعدها بالعمل على تغيير موازين القوى من جديد، لكن استمرت السنوات تِـباعا دُون أن يتحقّـق الوعد أو يقترب موعد العودة. هنا بدأ التململ وأخذت تتوالى التساؤلات، ثم الانتقادات الداخلية غير العلنية ثم أخذت الخلافات تتجذر شيئا فشيئا ويتّـسع نِـطاقها وتخرج شيئا فشيئا للعلن. وفي الأثناء، بدأ البعض ينسحِـب بصمت أو يختار الابتعاد، دون القَـطع نهائيا مع قيادة المهجر. في هذه الأجواء الداخلية الصعبة ورغم محاولات الإنعاش الفاشلة، بدأ البعض يفكِّـر في فصل مساره الشخصي والأسَـري عن مسار الحركة والقيادة الحالية. وبما أن السلطة كانت ولا تزال تُـراقب بدقّـة حالة العجْـز التي آلت إليه أكبر حركة معارضة شهدتها تونس خلال السبعينات والثمانينات، فقد شجّـعت هذا التوجه لدى هؤلاء العناصر، وذلك بتسهيل عودتهم ضِـمن مبدإ الفصل التام بين الملف الإنساني والملف السياسي. ولم يصدّق الذين بادروا بهذه الخطوة من الكوادر النهضوية أعيُـنهم عندما وطئت أقدامهم أرض تونس، فتمّ الترحيب بهم من قِـبل رجال الأمن وسُـئِـلوا في مقر وزارة الداخلية بكل لُـطف عن مسائل قديمة، ثم سلّـمت لهم جوازاتهم وأشعروا بأن ملفهم قد أغلِـق نهائيا. هذا المُـنعرج الذي حدث في تاريخ العلاقة بين السلطة وحركة النهضة أزعج قيادتها وجعلها تشعر بأنها مهدّدة في رصيدها السياسي والنِّـضالي والأدبي، وبناءً عليه، حاولت أن تضع له حدّا بمختلف الوسائل، لكنها – فيما يبدو – قد فشِـلت مع الكثيرين. فعدد الذين أعدّوا حقائبهم هم في ازدياد، حسبما تؤكد بعض المصادر وطبقا لما تثبته قائمة الذين دخلوا تباعا إلى تونس. والكثير منهم ليسوا شخصيات نكِـرة في الحركة، وإنما لهم رصيدهم ومكانتهم ويصعب الطعن بسهولة في نزاهتهم. دعوة لمراجعة جوهرية إن القيادة الحالية لحركة النهضة بالخارج مُـحقّـة عندما تعتبِـر بأن العملية تسحب منها ورقة هامة في مواصلة إدارة المعركة مع السلطة. فخطّـتها مرتكزة على الاستمرار في الضغط السياسي واستغلال ما يصلها من معلومات عن سوء الأوضاع في البلاد، لكي تُـجبر النظام على مفاوضتها، وبذلك تتمكّـن من تحقيق بعض المطالب السياسية، وفي مقدِّمتها إطلاق سَـراح من تبقّـى من المساجين وعودة المُـغتربين، فتؤكِّـد بذلك شرعيتها القيادية. لكن المشكلة، أن هذه الإستراتيجية التي تبنّـتها القيادة الحالية منذ بداية المواجهة لم تؤدِّ إلى أي نتيجة. فأوراق الضّـغط التي لديها ضعيفة وغير مؤثِّـرة، كما أن النظام لم يبلغ حالة الضّـعف التي تصوّرتها بعض المقالات والبيانات أو الأخبار غير الدّقيقة، وأن شروط التّـغيير السِّـلمي أو العنيف مفقودة، وبالتالي، لا يشعر النظام بأي حاجة لفتح قنوات حِـوار مع هذه القيادة أو مع غيرها، ولهذا تعالت أصوات نوعية من داخل الحركة وعلى هامشها، تتّـهم القيادة بالعجز وتدعوها إلى الاعتراف بفشل إستراتيجيتها التي اتّـبعتها منذ قُـرابة العشرين عاما. في هذا السياق، يجري الحديث حاليا داخل أوساط النهضويين عن نصّ جماعي، هو بصدد الإنجاز فيما يبدو، وستوقّـع عليه شخصيات وازِنة داخل مـُحيطها التنظيمي، يتحدّث أصحابه بلُـغة غير مسبوقة ويطالبون بوقفة تأمُّـل والقيام بمراجعة جوهرية لخارطة الطريق، التي اعتمدتها الحركة منذ اندلاع المواجهة مع النظام قبل 17 عاما ونيف. إن النص فيما يبدو مُـحاولة لرفع السِّـتار عن طريقٍ يبدو للكثيرين مسدودا ودعوة أساسية إلى تغيير طبيعة العلاقة مع السلطة في اتِّـجاه إنهاء حالة المواجهة معها. بحثا عن ‘مصالحة ممكنة’ حتى بعض الذين غادروا الأروقة الداخلية للحركة منذ فترة طويلة، يُـريدون أن يساهموا من خلال مواقعهم الرّاهنة وتجاربهم السابقة، في تعميق هذا النقاش عسى أن يؤدّي ذلك إلى فتح باب أو حتى كوة صغيرة نحو ما يسميه هؤلاء بـ ‘المصالحة’، وهي بالمناسبة كلمة لا ترفضها القيادة الحالية للحركة، ولكن المخالفين لها يتّـهمونها بأنها لا تعمل جدِّيا على تحقيق ذلك. القيادة تتحدّث عن مصالحة مشروطة في مرحلة لم تقدر فيها على فرض أي مطلب من مطالبها أو حتى أن تقنع النظام بأن من مصلحته أن يتحاور معها. يعتبر فاضل البلدي (رئيس مجلس الشورى السابق لحركة النهضة) في تصريح خاص لسويس إنفو أن المعركة بين النظام والحركة ‘قد استنفدت أغراضها’، مشيرا إلى أن البلاد تتهيَّـأ إلى انتخابات رئاسية وتشريعية قادمة، ويعتقد بأن المطلوب حاليا هو ‘تهيئة الظروف الموضوعية المُـلائِـمة لهذه المناسبة’، وهو يفترض بأن الفترة المتبقِـية التي تُـقدَّر بسَـنة، تُـعتبر كافية لعقد ‘مصالحة ممكنة’. وعند تذكيره بأن الحركة عبّـرت عن رغبتها في المصالحة ولكن دون جدوى، أجاب ‘نعم، يقولون بأنهم سَـعوا إلى ذلك وعبَّـروا عن رغبتهم، لكن هذه الرّغبة لا تنسجِـم تماما مع ما يُـعلنه زعيم الحركة’، في إشارة إلى الشيخ راشد الغنوشي اللاجئ منذ عام 1991 في لندن، ويؤكد على أن هناك من الإسلاميين مَـن لا يريدون تحقيق المصالحة، عندما يفترضون الرّبط بين ذلك وبين الاعتراف بحركة النهضة. البلدي كتب مؤخَّـرا عددا من النُّصوص، دافع فيها عن وجهة نظره، لكن بقدر ما لقِـيت مقالاته ارتياحا وتجاوُبا من قِـبل بعض النهضويين، فإنها أثارت في المقابل غضب الغنوشي، الذي ردّ عليه في بداية شهر يونيو الماضي في سياق هُـجوم عنيف على السلطة، قاطعا بذلك أي احتمال للتقارب معها. لقد طلب منه ومِـن غيره بوضوح، عدَم التدخل في شؤون الحركة، قائلا ‘ليس لمَـن لم يصلاه في تلك المسالخ جحيم الهولوكوست ‘النوفمبري’، إذ احتمى منه بهِـجرة أو انسحاب… ليس له أن يقوم في ضحايا الهولوكوست واعِـظا، يعظهم في المصالحة والصفح ونسيان جراحاتهم العميقة’، وأضاف ‘ليس من العدل أن يُـفتي معافى في موطنه أو في مهجره لمُـبتلى’. تعديل هنا.. وتصلب هناك في هذه الأجواء، يجِـب أن يتساءل المرء عن موقف السلطة ومدى استعدادها لتسهيل عودة المئات من المغتربين إلى تونس أو إطلاق سراح المعتقلين منذ أزيد من 17 عاما وقبول فكرة ‘المصالحة’؟ فالمعترضون على فِـكرة المصالحة من داخل النهضة ومن خارجها – بمن في ذلك من ينشطون في صفوف بعض أحزاب المعارضة – يعتبرون أن فِـكرة ‘المصالحة’ غير واردة في السياق السياسي الرّاهن، ويركِّـزون انتقاداتهم على السلطة ويستعرضون عشرات الأمثلة للتّـدليل على تصلّـب النظام واعتماده أسلوب العصا الغليظة ضدّ الجميع، وبالخصوص ضدّ الإسلاميين. يتّـفق الجميع، بمَـن في ذلك مَـن يدافعون على المصالحة، حول القول بأن السلطة لا تزال تُـبدي الوجه المتصلّب، الذي يبدو رافضا لتغيير أسلوبها في التعامل مع مُـجمل معارضيها، لكن ذلك يجب أن لا يُـخفي القول بأن هذه السلطة عدلت في سياستها تُـجاه الإسلاميين، مقارنة بما كان يحدُث في التسعينات من القرن الماضي، إذ لم يبق من معتقلي حركة النهضة سوى عدد قليل (أقل من 30 حسب أغلب المصادر)، كما أن العشرات من المغتربين عادوا إلى تونس وسُـوِّيت أوضاعهم بشكل لافِـت للنظر، رغم الأحكام الثقيلة التي كانوا يجرُّونها وراءهم، كما أنه سمح للكثيرين باستئناف حياتهم العائلية والمِـهنية بشكل شِـبه عادي. يُضاف إلى ذلك أن مَـن يُـلقي نظرة موضوعية على المجتمع التونسي حاليا، يرى بكل وضوح اختلاف المشهد الدّيني بدرجة واسعة جدا عمّـا كان عليه الأمر قبل سنة 2000. في مقابل ذلك، لا تزال المُـضايقات مسلّـطة على العديد من كوادِر الحركة ممّـن أطلِـق سراحهم، مثل السيدين علي العريض وعبد الكريم الهاروني، اللذان يواجهان حِـصارا شديدا في الأيام الأخيرة، كما أن المساجين لا يزالون يُـواجهون ظروفا صعبة، ممّـا دفع بالبعض منهم إلى شنّ إضرابات عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهم. وفي سياق متصل، هناك من تسلّـم جوازات سفر أبنائه من السفارة التونسية في العاصمة السويسرية ليكتشف بأن الموافقة عليها تمّـت منذ أكثر من عشرة أشهر، في حين أن الموظفين بالقنصلية كانوا يسوّفون الأسرة طيلة الفترة الماضية؟ وهناك من دافع باستِـماتة عن مبدإ المصالحة وتحدّث عن إيجابيات كثيرة، لكنه اصطدم بنوع من الشروط التي بدت له تعجيزية، مثل الإعلامي مرسل الكسيبي، المقيم كلاجئ سياسي في ألمانيا منذ فترة طويلة. كما أن الأجهزة الأمنية والسياسية تعلَـم بأن الدكتور عبد المجيد النجّـار، الذي يحظى بقيمة معنوية عالية في الأوساط القريبة من حركة النهضة، ينتظر الضوء الأخضر ليحصُـل على جواز سفر ويعود إلى تونس دون مشاكل، وقد تقدم في هذا السياق بطلب إلى سفارة تونس بباريس ولم يتحصل على أي ردّ. وجهتا نظر تتدافعان كيف يمكِـن تفسير هذه السياسة التي تبدو مزدوجة؟ يؤكِّـد السيد برهان بسيس من جهته، أنه لا يعتقد بأن مسألة العودة ‘تشكِّـل مِـحورا للنقاش يمَـس جوهر المسألة السياسية في تونس’، وأنه ‘لا يختلف اثنان في أن مِـن حقّ التونسيين المقيمين خارج البلاد لأسباب شتى من العودة إلى بلادهم متى شاءوا’، والمشكلة من وجهة نظره تكمُـن في أن ‘من يمسكون بالجهاز التنظيمي في الخارج لحركة النهضة، غير المُـعترف بها، يعملون على تحويل هذه القضية إلى مِـلف سياسي وجزء من مقايضة، ولو على حساب مصالح الأشخاص وحقوقهم الطبيعية’، وأضاف بسيس لسويس إنفو بأنه ‘قد تمّ في أعلى مستوى التّـأكيد على أن باب العودة سيبقى مفتوحا أمام كل التونسيين بمُـختلف انتماءاتهم’. ويذكّر الإعلامي القريب من الدوائر الرسمية بأنه ‘قد تمّـت تسوية عديد الملفات وتمكّـن أصحابها من العودة، بعيدا عن منطق المقايضة أو الابتزاز، خلافا لما تدّعيه الأطراف المزايدة، والتي تحرِص على تحويل القضية من بُـعدها الإنساني كحق لا نقاش فيه، إلى قضية سياسية تذوب في خضمِّـها شعارات المزايدة، التي أكّـدت فشلها محطة تِـلو الأخرى’، على حد قوله. هناك من يعتقِـد بأنه، توجد داخل الأجهزة الأمنية والسياسية وجهتا نظر حول معالجة هذا الموضوع، جهة تدفع إلى تفكيك ألغامِـه تدريجيا ويكون البدء بفصل الإنساني عن السياسي، في حين، يعتقد أصحاب وجهة النظر الثانية بأن استمرار تشديد القبضة هو الطريق الأنجع لجعل الجِـسم العام للإسلاميين مجمَّـدا وعاجزا. ويبدو أن الطّـرف الأول قد حقّـق بعض الخطوات وأن ما يجري من تعسّـف، فإنه مسلَّـط بدرجة أساسية على كل من ينوي إعادة إحياء التنظيم ويدافع عن الجسم السياسي لحركة النهضة المحظورة وعن حقِّـها في الوجود والنشاط. لكن المؤكّـد، أن تفكيرا جديدا بدأ يطرأ على مواقف الكثيرين من كوادِر هذه الحركة ورُموزها الفكرية أو السياسية، ويكفي التوقف في الختام عند رأي عبد المجيد النجار، الذي عبّـر عنه في نصّ نشره قبل أشهر قليلة، دون أن يلقى الصّـدى الذي توقعه صاحبه، بل ربما مثَّـل هذا النص نقطة تحوُّل في رأي الكثيرين، وذلك عندما تساءل ‘هل تكون الفرصة اليوم مُـواتية لأن نجاهد جميعا من أجل الوئام (كأنه يشير إلى صيغة الوئام المدني الذي أقدم عليه الرئيس بوتفليقة في الجزائر)، ونتحمّل المشاقّ من أجل الحوار في مسيرته الطويلة التي يتحقّـق فيها شيئا فشيئا رفع الظُّـلم والتّهميش والإقصاء واللّـون الواحد والفكر الواحد’؟. وكان جوابه ‘يقيني أنّ الفرصة مواتية لكلّ ذلك، وعلى الأطراف أن تتحمـّل المسؤولية في هذا المسار، كلٌّ على قَـدْر ما بِـيده من أوراق تكون بها البداية’، وأضاف ‘أما استصحاب مسلك الماضي الذي كان في عمومه قائما على المغالبة المتبادلة، فما أحسب أنه سينتهي إلى نتيجة، سوى البوار وذهاب الريح وضياع الأوقات سدى، وفوات المصلحة الوطنية في جميع المجالات’.. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 9 جويلية 2008)  


 

عبد الفتاح مورو.. هذا الرجل أخـرجُـوه من عزلته الإجبارية!

 

 
صلاح الدين الجورشي (*) لديّ رغبة جامحة في الحديث عن عدد من الشخصيات التي عرفتها عن قرب، وأرى أنها في حاجة إلى إنصاف أو تعريف وتسليط بعض الأضواء. فأخطر ما تعانيه بعض الشعوب أو الأمم هو قِصر الذاكرة أو نكران الجميل. أريد التوقف هذه المرة عند شخصية معروفة جدا في تونس، وفي الآنِ نفسه لا يجهلها كثيرون في العالم العربي، خاصة الذين واكبوا نشوء الحركة الإسلامية التونسية وتطورها. إنه شخصية طريفة تحمل اسم الشيخ «عبدالفتاح مورو». هذا المحامي الوحيد الذي لا يتخلى عن «الجبة» التونسية خارج أوقات العمل، وهو زيّ لازمه منذ أن كان يدرس بكلية الحقوق حين كان اليسار الراديكالي يقود الحركة الطلابية، إذ كان الطالب الوحيد الذي يخترق الحرم الجامعي بزي وطني كاد أن ينقرض من البلاد، لولا القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس بن علي الخاص بإنقاذ الصناعات التقليدية من الانهيار الكامل. كان عبدالفتاح مورو الرافد التونسي ضمن المجموعة التأسيسية للحركة الإسلامية. فأستاذ الفلسفة راشد الغنوشي، عاد من سوريا حاملا معه فكر الإخوان المسلمين، وأستاذ العربية احميده النيفر كان في تلك المرحلة من مطلع السبعينيات لم يمض على انتقاله من الناصرية إلى الإسلام الحركي سوى فترة وجيزة، أما نحن شباب تلك الفترة، فالأفكار مختلطة تماما في أذهاننا، مع تعلق عاطفي قوي بنموذج الإخوان، أما مورو فمساره كان مختلفا تماما. بدأ صوفيا، ثم تم احتضانه من قبل بعض المتبقين من شيوخ الزيتونة الذين كانوا ينشطون بحذر خوفا من سطوة الرئيس بورقيبة الذي كان لا يطيق الزيتونيين، حتى خطابه في المساجد لم يكن أيديولوجيا على الطريقة المشرقية مثل البقية، ولهذا كان يتفاعل معه بالخصوص عموم المواطنين الذين يحسن مخاطبتهم بيسر وبساطة. كان قاضيا، وعندما ارتأت قيادة الحركة في أواسط السبعينيات أن يستقيل من القضاء بحجة أن ممارسته غير جائزة لأن القوانين المعمول بها في تونس «غير إسلامية»، رفض القرار وتمسك بوظيفته. وقد كان محقا، لأن ما صدر عن القيادة يومها يعكس مرحلة فكرية متشددة وغير ناضجة. ثم دخل مورو السجن في أول محاكمة تعقد للإسلاميين في تونس عام 1981. وتعلم الكثير من مدرسة يوسف التي وجد نفسه ضيفا عليها عن طريق الخطأ ودون تمهيد. ورغم أننا اختلفنا بعد ذلك، لكن بقيت بيني وبينه وشائج صداقة نسجتها أيام مرت كلمح البصر. ثم كانت له وقفة شهيرة مع عدد من قيادات الحركة عندما قرروا الانسحاب من التنظيم، رفضا لمنهج التصعيد الذي تم انتهاجه في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، مختلفا في ذلك مع صديقه القديم راشد الغنوشي. واتجهت نيته نحو تأسيس حزب إسلامي مغاير، غير أن المحاولة فشلت، لأن شروطها الذاتية والموضوعية لم تكن متوفرة. هذا الرجل الذي يتمتع بذكاء حاد، وبشخصية مرحة، اختفى تماما من المشهد التونسي والعربي، وتحوّل إلى شبح أو يكاد، وقد زرته مؤخرا في بيته، فوجدت أن الأيام لم تزده إلا نضجا، لكنه بدا لي وكأنه حبيس إطار ضيق لا يليق بمكانته وتجربته وثقافته الدينية والقانونية الواسعة، فتفكيره حديث، ويمكن اعتباره من التيار الوسطي الذي يستطيع أن يسهم بقوة في الحد من تصاعد خطوط السلفية المتشددة. هذا الرجل الذي كان كثير الترحال، لم يغادر تونس منذ أن عاد إليها من السعودية في مطلع (سبتمبر تحديدا – التحرير) سنة 1988، بسبب فقدانه لجواز سفره. وبما أن علاقته بأوساط الحركة الإسلامية قد انقطعت، وليس له نشاط سياسي أو جمعياتي، ولا يسمح له بأن يخطب في المساجد أو أن يكون له نشاط عام، فإنه قد اضطر إلى تأثيث حياته بشكل قد يبدو غريبا، لكنه لا يخلو من طرائف. وعلى ذكر المساجد، فإنه بمناسبة عقد قران ابنه، قام الساهرون على تنظيم شؤون المسجد بغلق أبوابه، مما جعل الشيخ مورو وضيوفه يقرؤون فاتحة العريس والعروسة في الشارع وأمام الجامع الموصد في وجوههم. إنه يقضي كامل يومه في الشغل، كأن الشغل قد تحول بالنسبة إليه إلى الفضاء الوحيد المتبقي له، الذي لا يزال يربطه بالناس وبالمجتمع. أعلَمني بأنه يقاوم الملل بجمع الطوابع البريدية، وهو يملك مجموعة نادرة جدا، كما شغلَ نفسه أيضا بإعداد قاموس لمفردات اللهجة التونسية، وضبط دلالات الألفاظ وأصولها، وقد عالج حتى الآن أكثر من ألفي كلمة. في بيته أيضا مجموعة متنوعة من البرادات (جمع براد المخصص لشرب الشاي)، وهي تبدأ من الحجم الصغير الذي لا يتجاوز الواحد سنتيمتر، وصولا إلى أضخم براد رأيته في حياتي. إلى جانب ذلك، بدأ مورو في إعداد تفسير لعدد من آيات القرآن الكريم، وقد اطلعت على بعض الأمثلة التي تكشف عن قدرة عالية في تأويل النص القرآني. والسؤال الذي شغلني بعد زيارته: كيف تُهدر مثل هذه الطاقة؟ ولماذا يُترك هذا الرجل الذي جاوز الستين يدور في حلقة مفرغة، لا مردود لها على مجتمع يحتاج لكل أبنائه؟ بل كيف يترك هذا الشخص في ثلاجة الإهمال في مرحلة تشهد جنوحا دينيا متزايدا في أوساط الشباب، في حين أنه يملك القدرة على الجدل الديني، ويستطيع أن يساهم من موقعه في ترشيد الآلف من هؤلاء؟ لا نريد الدخول في التفاصيل، فمهما كان حجم المؤاخذات أو التبريرات التي تقدمها الأجهزة الإدارية والأمنية لاستمرار حرمان عبدالفتاح مورو من جواز سفره لفترة تتجاوز العشرين عاما، فإن ما قدمه هذا الرجل لتونس، ولكثير من أبنائها، يفرض إعادة النظر في التعامل معه، وعلى الأقل تمكينه من حق السفر، ليشاهد العالم، ويحج إلى بيت الله الحرام، ويلتقي بالعلماء والمثقفين، وبذلك يتواصل عطاؤه إلى أن يلقى ربه العالِم وحده بقلوب الناس وأقدارهم وأفعالهم. فخطوة مثل هذه سيقدّرها الكثيرون. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جويلية 2008)


 

الإسلام في العالم الجديد

 

 
الشيخ راشد الغنوشي تمثل الهند إحدى أكبر قلاع الإسلام وحضارته وأمجاده التاريخية، ومراكز تجدده وحركاته الإسلامية عبر « الجماعة الإسلامية »، ولقد أخذت السنوات الأخيرة شهرة الجامعة الإسلامية بكيرلا تطفو على سطح الإسلام الهندي فارضة نفسها أحد أبرز معالم المستقبل الإسلامي في جنوب هندي يحقق معدلات عالية من النمو والثقافة.   الإسلام الذي ظلت علاقته بالغرب محكومة بنتائج الحروب بصدد التحول لأول مرة وعبر التعايش السلمي إلى قوة من قوى المستقبل في كل البلاد الغربية، وهو ما فجر أمواجا من العداوة ضده من أجل إلهاب الأجواء من حوله  
وفي سياق هذا النمو ورافعة من روافعه يشق مشروع الجامعة الإسلامية طريقه من كلية للشريعة صغيرة في مبنى صغير جدا متواضع إلى قلعة من قلاع العلم والمعرفة، تثير الإعجاب وتستدعي التهنئة والدعاء لكل من أسهم ويسهم في مسيرة هذا المشروع الواعد الذي يمد كل سنة مسيرة الصحوة الإسلامية بدفعة جديدة من العلماء والخريجين في مختلف فروع المعرفة والتنمية البشرية والدينية.   وها نحن نتشرف بشهود هذا الموسم العظيم من مواسم التخرج العلمي والمعرفي، فمن أعماق القلب أهنئ كل الخريجين وأساتيذهم الذين دربوهم وإدارة الجامعة التي أشرفت على العملية كلها دون نسيان الآباء والأمهات الذين كانوا وراء كل ذلك.   اسمحوا لي أيها السادة والسيدات بين يدي هذه المناسبة العظيمة أن ألقي أضواء كاشفة على أوضاع الإسلام في العالم الجديد، مما دعتني إدارة الجامعة المحترمة إلى تناوله وبالخصوص التحديات والمبشرات وأوضاع التطبيق المختلفة ودور الحركات الإسلامية في كل ذلك.   1- ما المقصود بالإسلام في العالم الجديد؟ عندما يرد الحديث في السياق الغربي عن العالم الجديد تنصرف الأذهان إلى نوع من المقابلة بين أوروبا عالم الغرب القديم وبين العوالم الجديدة للغرب التي غنمها خلال كشوفاته في القرن السادس عشر، يعنون بها الأميركتين وأستراليا ونيوزيلندا التي مثل اكتشافها من قبل الدول الأوروبية ووضع اليد على كنوزها وثرواتها الطائلة بعد إبادة سكانها الأصليين العامل الأساسي في مراكمة الثروات في أوروبا التي أدت إلى ولاة الرأسمالية الحديثة.   كما أدى إلى إحداث خلل هائل في ميزان القوة لصالح أمم الغرب على حساب الأمم الأخرى، وبخاصة الأمة الإسلامية التي ظلت منحصرة في العالم القديم، بل تمت محاصرة عالم الإسلام بعد الالتفاف عليه وتبوير تجاراته وتفليس عملاته والسيطرة على بحاره وكسر بحارته وفرض الاحتلال عليه نهاية.   وكان انقلاب موازين القوة بالكامل ضد الإسلام في شبه القارة الهندية ثمرة من ثمار تلك الكشوفات التي مرت طلائعها الأولى بهذه المنطقة.   وعانى الإسلام وأمته، وبخاصة في شبه القارة الهندية من نتائج ذلك الانقلاب الرهيب في ميزان القوة، وأفضى الانقلاب إلى نتائجه الحتمية ومنها احتلال عالم الإسلام وإسقاط آخر مظلة سياسية استظل بها: الخلافة، وسلب ثرواته ووضع الخطط لتهميش الإسلام وإخراجه من مجالات الحياة مجالات الصراع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري بالتأكيد المتكرر على أنه مثل غيره مجرد دين ينظم علاقة المؤمن بربه ولا شأن له بما وراء ذلك.   وتم إحداث انقلاب في بنية التعليم بما همش المؤسسات الدينية الإسلامية وأقام بموازاتها نظاما للتعليم الحديث لتخريج نخب المستقبل نخب متغربة.   ولقد وصل الاختراق الغربي إلى قلب المؤسسة الدينية فنادى شيخ أزهري سنة 1925بأن نظام الخلافة دخيل على الإسلام بل لا شأن للإسلام بالسياسة بل إن محمدا صلى الله عليه لم يكن إلا صاحب رسالة روحية ولم يكن ملكا ولا رئيس دولة.   2- أمة تقاوم: لم تستسلم أمة الإسلام لميزان القوى المتغلب بل انطلقت تقاوم إحياء للإسلام وتحريرا له من معوقات النهوض العقدي والفكري وشهادة لشمول رسالته العقدية الروحية والاجتماعية السياسية.   وبموازاة ذلك، وثمرة لحركة الإحياء الإسلامي التي بدأت منذ القرن الثامن عشر وكان للإسلام الهندي إسهام معتبر فيها من خلال العلامة المجدد شاه ولي الله الدهلوي. وكانت ثورة حفيده أحمد الشهيد ثمرة طبيعة لعمل الجد، انطلقت ثورات التحرير على امتداد عالم الإسلام وما وصلنا إلى منتصف القرن العشرين حتى كان عالم الإسلام قد نجح في طرد الجيوش الغازية، وما بقيت غير رقع محدودة مثل فلسطين، تشحذ في تحريرها مقومات النهوض والتوحد.   إلا أن ذلك لم يغير من ميزان القوة الذي استمر مائلا إلى الجهة الغربية فارضا على عالم الإسلام طبقة من الحكام المتغربين الفاسدين يمدهم الغرب بالدعم السخي من أجل استمرار استتباع عالم الإسلام وإقصاء الإسلام عن الحكم.   والمعركة أسخن ما تكون حيثما يكون المسلمون أغلبية تقودها حركة إسلامية تدعو إلى تحكيم الإسلام وبخاصة عندما تدور المعركة في مناطق القلب الإسلامي المنطقة العربية المنطقة الإستراتيجية الحساسة بسبب الموقع وتوفر الثروات ووجود الكيان الصهيوني.   هناك يمكن لآلة الاستبداد المدعومة غربيا أن تنطلق بلا حدود من أجل إقصاء القوى الإسلامية عن الحكم وهو ما حصل للإسلام في مصر وسوريا والجزائر وتونس.   قاد التضييق على الإسلام في مراكزه التاريخية إلى جانب عوامل أخرى إلى هجرات أجيال من أبنائه طلبة وعمالا ولاجئين سياسيين في اتجاه ديار الغرب.   استوطنوا تلك البلاد وتحولت أجيالهم الجديدة، جزء من مواطنيها أخذوا يشاركون في حياتها الاجتماعية والسياسية ويجمعون صفوفهم للدفاع عن وجودهم أمام تصاعد الحملات عليهم لقطع الطريق قبل فوات الأوان أمام تحولهم المتسارع إلى مكون أساسي من مكونات تلك المجتمعات، مؤثرة في مستقبلها وهو أمر مقض لمضاجع جهات كثيرة في طليعتها جماعات الضغط اليهودي التي تخشى من مزاحمة الإسلام لنفوذها الساحق في الغرب.   إذا كان المقصود بالعالم الجديد حالة الإسلام وأمته في العصر وما يواجهه من تحديات وما يتوفر له من فرص فيمكن القول بكل اطمئنان إن الأمة بخير، وإن الخلل الأساسي يوجد في القيادة في الحكام، بينما وعي الأمة بالإسلام يتقدم، وممارستها له تتقدم، وعلمها بالعصر ولغاته يتقدم  » الثابت اليوم أن الإسلام الذي ظلت علاقته بالغرب محكومة بنتائج الحروب بصدد التحول لأول مرة وعبر التعايش السلمي إلى قوة من قوى المستقبل في كل البلاد الغربية، وهو ما فجر أمواجا من العداوة ضده من أجل إلهاب الأجواء من حوله.   والمرجح أن تلك الحملات ليس من شأنها إلا أن ترسخ الوجود الإسلامي بشرط أن يقدر زعماء تلك الأقليات على كبح جماح الاندفاعات الجنونية لمتطرفيهم, وعندئذ يمكننا الحديث عن عوالم جديدة للإسلام.   3- حال الأمة في العصر: أما إذا كان المقصود بالعالم الجديد حالة الإسلام وأمته في العصر وما يواجهه من تحديات وما يتوفر له من فرص فيمكن القول بكل اطمئنان إن الأمة في عمومها بخير، وإن الخلل الأساسي يوجد في القيادة أي في الحكام، بينما وعي الأمة بالإسلام يتقدم، وممارستها له تتقدم، وعلمها بالعصر ولغاته يتقدم.   وأهم التحديات التي تواجهها: أولا التحدي السياسي الذي تواجهه الأمة هو أن حكامها عموما ليسوا منها، بمعنى أنهم لا يترجمون إرادتها، يرتزقون من تآكل استقلالها وآلام ومصائب شعوبهم.   والدليل القاطع أن المنطقة الإسلامية عموما والقلب العربي منها خصوصا يعبر عنه لدى الدارسين لحركة الانتشار الديمقراطي في العالم بالاستثناء الإسلامي. وبالتحديد الاستثناء العربي: قلب الأمة.    ويعيد بعضهم السبب إلى الإسلام ذاته، أنه ممانع للديمقراطية وهو خطأ محض لأن التيار الإسلامي في خطه العريض مقبل على المشاركة في الفرص القليلة التي تتوفر للمارسة الديمقراطية وإنما الحكام الدكتاتوريون المدعومون من القوى الغربية هم العقبة في وجه التحول الديمقراطي.   والسبب خوف القوى الغربية من أن الديمقراطية في عالم الإسلام لن تلد الرأسمالية كما في شرق أوروبا وإنما ستلد أنظمة معادية لها وللتبعية للغرب. أنظمة تتبنى توحيد المنطقة وتحرير فلسطين واستعادة الثروات المنهوبة لتوظيفها في مشروع للنهوض أركانه موفورة. وكلها خطوط حمراء، ولذلك هي ليست مطلوبة.   التحدي الثاني الذي يواجه الإسلام المعاصر، والصحوة الإسلامية منه على وجه الخصوص هو ضبط الاندفاعات وردود الأفعال على ما يواجه الإسلام من ظلم محلي ودولي، دفع جماعات صغيرة إلى تنزيل مبدأ الجهاد في غير موقعه المشروع: جزء من جهاز الدفاع عن دار الإسلام عندما تغزى وليس أداة من أدوات تغيير الأنظمة القائمة وإحلال أنظمة إسلامية محلها أو الدعوة الإسلامية وفرض الإسلام دينا وحيدا في العالم فليس ذلك هدفا مشروعا ولا ممكنا للإسلام.   تحد ثالث هو تحدي المرأة: كانت المجتمعات الإسلامية مجتمعات نصفها معطل ومشلول نتيجة قرون الانحطاط, جزء أساسي من إحياء الحركة الإسلامية هو إحياء لدور المرأة في إطار من ثقافة الإسلام وفلسفته، حتى تشارك في مشروع النهضة شقيقة للرجل.   تحد رابع، تحدي الوحدة: إذ الوحدة قرينة المنعة والقوة، والضعف قرين الفرقة والتشتت, ومن شروط الوحدة إدارة الاختلاف سلميا.   تحد خامس، المشاركة لا العزلة: إن التيار الرئيس في الحركة الإسلامية قد استقرت قناعته على الالتزام بالطرائق المدنية في التغيير من خلال الحرص على اهتبال كل فرصة للمشاركة في الحياة الفكرية والسياسية فتؤسس الأحزاب والجمعيات ووسائل الإعلام في إطار ما تسمح به القوانين، وتشارك في الانتخابات في كل مستوياتها.   ولقد بادر عدد من البرلمانيين الإسلاميين منذ سنتين إلى تأسيس منظمة عالمية للبرلمانيين الإسلاميين شارك فيها مئات منهم ينتمون إلى عشرات من الدول من المغرب والجزائر ومصر والسودان والبحرين والكويت وباكستان وبنغلاديش وإندونيسيا وماليزيا. وذلك ثمرة لتبني الحركة الإسلامية –في مراكزها الأساسية- للنهج الديمقراطي في التغيير والحكم والإدارة للشأن العام، باعتبار ذلك اجتهادا إسلاميا مقبولا.   وهذا تطور محمود بالمقارنة مع طور سابق دعا فيه مصلحون إسلاميون إلى حل الأحزاب وإلى تحريم المشاركة في حكم لا يتأسس على مبدأ الحاكمية، كما فعل الشهيد سيد قطب والأستاذ المودودي، في ظروف مختلفة، بينما اليوم قد انخرطت الجماعات الإسلامية الرئيسية في نهج المشاركة على أساس المصلحة المعتبرة في الدين.   وحتى الجماعة الإسلامية في كل من باكستان وبنغلاديش قد ارتضت هذا النهج، وبقي الفرع الهندي للجماعة هو الحالة الاستثنائية في التجافي عن المشاركة عملا بمبدأ الحاكمية بينما مسوغات المشاركة هنا أوفر بحكم أن المسلمين هنا أقلية رغم كثرتهم (180 مليونا)، بما يجعل الأمل في تحولهم إلى أغلبية بعيد المنال.   فلا يبقى من سبيل للدفاع عن مصالحهم وحتى وجودهم ذاته غير ابتغاء سبيل المشاركة وصولا إلى التأثير في سياسات الدولة الداخلية والخارجية، وليست أي دولة، بل دولة هي أكبر ديمقراطية في العالم وتحقق معدلات للنمو من أعلى المعدلات في العالم فضلا عن كونها دولة نووية.   هذا العملاق الذي يشكل المسلمون فيه أكبر أقلية مسلمة في دولة مهدد بالوقوع تحت سيطرة الجماعات العنصرية الحاقدة على الإسلام والمسلمين (…) وذلك ما يجعل المشاركة ليست أمرا مباحا وحسب بل واجبا، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب  » وهذا العملاق الذي يشكل المسلمون فيه أكبر أقلية مسلمة في دولة مهدد بالوقوع تحت سيطرة الجماعات العنصرية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، والمرشحة للتحالف مع القوى المعادية للإسلام بما يشكل خطرا على الإسلام في الداخل والخارج، وبما يجعل المشاركة ليست أمرا مباحا وحسب بل واجبا، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.   والمسلم مكلف بالإصلاح ما استطاع « إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت »، « فاتقوا الله ما استطعتم »، وفي سيرة النبي يوسف عليه السلام إذ شارك في حكم فرعوني وزيرا للاقتصاد، سابقة مهمة عززها إقرار النبي عليه السلام لحاكم الحبشة على ملكه بعد أن أسلم.   وإذا كان لقادة الدعوة في الأربعينيات وما تلاها، من صعود مخيف لتيارات العلمنة ما سوغ دعوتهم لمفاصلة تلك الأنظمة خشية أن تحتوى الدعوة الإسلامية الناشئة، فلم يبق اليوم من مسوغ وقد انحسر المد العلماني وتصاعد المد الإسلامي للتشبث بتلك الفتاوى إذ الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال.   وليس ذلك شان ثوابت الدين، مع أنكم في حقيقة الأمر محظوظون، نغبطكم نحن معاشر العرب على ما تنعمون به من حريات.:.   إخوانكم محرومون حتى من عشرها، وليس حديثي عن الحرية الثقافية التي سمحت بإقامة هذا الصرح الجامعي ومئات من أمثاله دون أي تدخل من الدولة ولا في تأسيس الصحف مثل هذه الصحيفة الشابة (ميدياموم) التي تطبع في حوالي عشرين مدينة، وإنما فيما تتمتعون به من استقلال للقضاء ومن حريات لتكوين الأحزاب وإجراء الانتخابات النزيهة التي تتيح لكل المواطنين حق المشاركة بما يجعل حتى الأقليات الصغيرة إذا وحدت صفها وشاركت قادرة على ترجيح كفة أي حزب كبير والتأثير الفاعل في القرار السياسي.   أقلية في الولايات المتحدة لا تتجاوز 5% تتحكم في سياسات أكبر قوة عظمى بينما أقلية مسلمة في الهند تتجاوز 15% تعيش على الهامش، حرام عليكم هدر هذه الطاقة الجبارة.   حالنا معشر المسلمين يبعث على الأسى، قوم منا يبحثون لاهثين عن كل ثقب للمشاركة فيغلق دونهم، وآخرون منا تفتح أبواب المشاركة على مصراعيها أمامهم فيعرضون عنها.    إن هذا لشيء عجاب، فهلا راجعنا مسارنا والتفتنا إلى الأخطار المحدقة والفرص المتاحة.   وإلى المبشرات، مد متصاعد: الإسلام أكثر الأديان انتشارا، والإقبال عليه من كل الفئات وخصوصا فئة الشباب هي الأعلى، ويمكن مقارنة حالة التدين الإسلامي والمسيحي في بلاد الغرب ذاتها.   حصون أيديولوجية تتهاوى: تراجعات وانهيارات للمنظورات العلمانية، وما سقوط إمبراطورية الإلحاد إلا مؤشر على ذلك.   استيعاب متزايد لعلوم العصر وتقنياته ولغاته: مقارنة بسيطة لما تتمتع به قوى المقاومة رغم وسائلها البسيطة من توفر على علوم الهندسة وسائر العلوم، بأسلافهم من المجاهدين تكشف عن الفارق، وتؤشر على المستقبل.   مبشرات من الله ورسوله، وهي كثيرة تؤكد أن نور الله نور القرآن نور المصطفى عليه السلام سيعم العالم، بما يؤكد حقيقة أن المستقبل للإسلام.   المصدر: الجزيرة. نت بتاريخ 6 جويلية 2008


وزير الخارجية الأسباني يزور تونس غداً

 
تونس / 9 يوليو-تموز / يو بي أي: يبدأ وزير الخارجية الأسباني ميغيل أنخيل موراتينوس غداً الخميس زيارة رسمية إلى تونس تندرج في سياق جولة في المنطقة المغاربية زار خلالها موريتانيا والجزائر. وتهدف زيارة موراتينوس إلى تعزيز العلاقات الثنائية وعملية التكامل في المنطقة المغاربية، حيث ينتظر أن يجتمع خلال تواجده بتونس بنظيره التونسي عبد الوهاب عبدالله، ويبحث معه قمة الإتحاد من أجل المتوسط التي ستنطلق في باريس يوم الأحد المقبل. كما ينتظر أن تتناول المباحثات بين الجانبين التونسي والإسباني جملة من المسائل المرتبطة بتعزيز علاقات التعاون الثنائي، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، منها مسألة التصدي للهجرة غير الشرعية، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وكان وزير الخارجية الأسباني بدأ جولته المغاربية بزيارة موريتانيا، ثم الجزائر، على أن يزور ليبيا بعد تونس، ليعود بعد ذلك لزيارة المغرب يوم الجمعة المقبل ضمن وفد رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 9 جويلية 2008

مشاغل القضاة ومطالبهم محور لقاء وزير العدل وحقوق الإنسان بأعضاء المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين

 

 
التقى السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان اول امس الاثنين 7 جويلية بمقر الوزارة باعضاء المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين يتقدمهم السيد طارق ابراهم رئيس الجمعية. وابرز الوزير في مستهل اللقاء ما يوليه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية رئيس المجلس الاعلى للقضاء من احاطة بالقضاة وحرص دائم على دعم المؤسسة القضائية ومزيد النهوض بها انطلاقا من ان القضاء هو دعامة اساسية من دعائم النظام الجمهوري. وبين أهمية الدور الذي تقوم به جمعية القضاة التونسيين كاطار للاصغاء الى مشاغل القضاة والوقوف على مختلف الاشكاليات التي يمكن ان تعترضهم اثناء أداء مهامهم النبيلة. حركة القضاة ومثل اللقاء مناسبة عبر خلالها اعضاء المكتب التنفيذي للجمعية عن مختلف مشاغل القضاة ومطالبهم المتعلقة بتحسين اوضاعهم المادية وتطوير ظروف العمل بالمحاكم. وجدد رئيس جمعية القضاة الدعوة الى ان ياخذ المجلس الاعلى للقضاء بمناسبة نظره في الحركة الدورية للقضاة بعين الاعتبار طلبات الجمعية المعبرة عن رغبات القضاة وتطلعاتهم في الترقية والنقلة ومراعاة الحالات الاستثنائية الصحية والمهنية وتقريب الأزواج. وطلب اعضاء المكتب التنفيذي للجميعة اعادة النظر في الآثار المالية الناجمة عن انخراط القضاة في النظام الجديد للتأمين على المرض واتخاذ السبل الكفيلة لاعادة النظر في نسب الاقتطاع مع المحافظة بالتوازي على تعاونية القضاة باعتبارها مكسبا لهم مبدين تخوفهم من ازدواجية الاقتطاع المحمول على القاضي لفائدة صندوق التأمين على المرض والتعاونية مما قد يمثل عبئا ماليا على كاهل القضاة. ودعا المكتب التنفيذي الى تعميم الدوائر الجنائية بالمحاكم الابتدائية ولو بصفة تدريجية بهدف التخفيف من حجم العمل المتزايد في بعض المحاكم الى جانب تعميم بعض الخطط القضائية على المحاكم التي لا توجد بها هذه الخطط. مقرات المحاكم واشكاليات الملف العقاري كما دعوا الى حل بعض الاشكاليات المتعلقة بالمقاسم العقارية التي اقتناها القضاة عن طريق جمعيتهم وتمكين منخرطي الجمعية من الانتفاع بعدد آخر من المقاسم التابعة للوكالة العقارية للسكني في بعض المناطق. وطالب اعضاء المكتب التنفيذي بالاسراع في بناء مقر جديد لمحكمة التعقيب يليق بمكانتها واتخاذ الحلول الكفيلة بتهيئة مقر لائق لمحكمة ناحية تونس والعناية بمقرات المحاكم وتعهدها بالصيانة اللازمة ومزيد تدعيم الاطار القضائي والاداري قصد مجابهة متطلبات العمل القضائي، ودعا رئيس جمعية القضاة الى بحث الصيغ الكفيلة باعادة النظر في الاجراءات المتعلقة باحتساب سنوات التقاعد للقضاة. واعرب رئيس الجمعية عن شكر وامتنان القضاة لرئيس الجمهورية رئيس المجلس الاعلى للقضاء على العناية التي ما فتىء يوليها للقضاء وللقضاة وتثمينهم لما اذن به من تطوير للخارطة القضائية باحداث محاكم ابتدائية جديدة بما يكفل تطوير اداء العمل القضائي وفتح افاق الترقية امام القضاة. مساع وحلول وابدى الوزير استعدادا للنظر في مزيد تحسين الظروف المادية للقضاة والامكانيات المتاحة لتعميم الدوائر الجنائية والخطط القضائية كلما اقتضت ضرورة العمل ذلك مؤكدا الحرص على النظر في مطالب الجمعية المتعلقة بازدواجية المساهمة المالية للقضاة في نظام التأمين على المرض وفي تعاونيتهم والسعي لايجاد امكانيات اخرى لتوسيع دائرة القضاة المنتفعين بالمقاسم العقارية. ووعد بتحسيس لجنة اعداد حركة القضاة المنبثقة عن المجلس الاعلى لقضاء للنظر في المقترحات والمطالب التي تقدمت بها جمعية للقضاة بخصوص الحالات الاستثنائية وتقريب الأزواج في الحركة الدورية للقضاة. وأكد حرص الوزارة على بذل كل المساعي لتهيئة مقرات لائقة لمحكمة التعقيب ومحكمة ناحية تونس والاسراع في توفير كل المستلزمات المادية لضمان انطلاق العمل في المحاكم الابتدائية ومحاكم النواحي الجديدة في اقرب الاجال وتزويد مختلف المحاكم بما تحتاجه من تجهيزات (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 جويلية 2008)


 

للسنة الثالثة على التوالي:  7500 سائح ألمانـي ونمســاوي من بين الحاصلين على باكالوريا 2008 يزورون تونس هذا الصيف

 

تونس – الصباح   من المنتظر أن يحل بيننا في الأيام القليلة القادمة قرابة 7500 سائح ألماني ونمساوي من بين الشبان الذين لا يتجاوز سنّهم العشرين سنة ممن اجتازوا منذ أيام في بلدانهم مناظرة الباكالوريا. وتعتبر هذه الزيارة الجماعية والتي ستتم عبر نظام المجموعات (بين 1500 و2000 تلميذ في كل فترة على مدى شهري جويلية وأوت) بمثابة التكريم لهؤلاء التلاميذ والذين سيتعرفون على مختلف المناطق السياحية في بلادنا.   وكانت هذه العملية التي تم تنسيقها مع وزارة السياحة، انطلقت السنة قبل الماضية حيث زار بلادنا صيف سنة 2006 قرابة 1500 تلميذ وتلميذة من ألمانيا والنمسا واعتبرت تلك التجربة ناجحة وأبهرت الضيوف، مثلما أبهرتهم بلادنا وخيراتها الطبيعية والسياحية مما جعل هذا الرقم يتضاعف ثلاث مرات في السنة التي تلتها (صيف 2007) ليكون وفد التلاميذ الألمان والنمساويين في حدود 4500 تلميذ وتلميذة زاروا بلادنا وقضوا عطلتهم الصيفية في تونس وبالتحديد في المنطقة السياحية بالحمامات .وحلّ هؤلاء التلاميذ السياح بتونس على ثلاثة أفواج بمعدل 1500 سائح لكل فوج. وخصصت لهذه الأفواج رحلات ترفيهية داخلية وفقرات تنشيطية مختلفة وأخرى ترويجية للسياحة التونسية نظمت على شرف التلاميذ-السياح داخل فنادق الإقامة وعلى الشواطئ وحتى في المدن نفسها عبر رحلات داخلية وجولات منظمة وأنشطة رياضية وموسيقية أبرزها عروض «الموتو كروس» التي أمنها الفرنسي دافيد رينالدو بطل أوروبا لسنة 2007  ومواطنه فرانك بريون ورومان ازو.   تنشيط السوق السياحية الألمانية   وتهدف هذه العملية اساسا الى تنشيط السوق السياحية الاسكندنافية وخاصة الالمانية باعتبار دور الشباب الواعي والمثقف في التاثير على المحيطين به واقناعهم بجدوى السياحة التونسية وأحقية تونس بالزيارة والاطلاع على خيراتها الطبيعية والسياحية .   وكانت تونس شاركت فى الدورة 42 للبورصة الدولية للسياحة ببرلين التى أقيمت مؤخرا بالمانيا بهدف تنشيط السوق السياحية الالمانية نحو تونس.   وتميز الجناح التونسي في تلك الدورة بالطابع التقليدى التونسي، حيث حمل شكلا هندسيا معماريا تونسيا امتد على مساحة 300 متر مربع وتوزع على خمس فضاءات أبرزت خصوصيات السياحة في الجهات الداخلية للبلاد، فضلا عن تهيئة فضاء خاص لعرض عدة منتجات سياحية على غرار رياضة الصولجان والمعالجة بمياه البحر.   وشارك في تلك الدورة 71 من الباعثين السياحيين التونسيين، بهدف الاسهام في اللقاءات المهنية مع المشرفين على وكالات الأسفار الالمانية.   وكانت السوق السياحية الالمانية بتونس سجلت انخفاضا بنسبة تعدت 6 بالمائة خلال السنة المنقضية.   وتراجع عدد الوافدين الالمان من مليون سائح خلال الفترة 1990/2000 الى 514 الف سائح سنة 2007 وهو ما حدى بمسؤولي السياحة في تونس الى البحث وتشخيص أسباب هذا الانخفاض بغاية إعادة تنشيط السوق السياحية الألمانية.   وخصصت ادارة السياحة التونسية اعتمادات بقيمة 5 مليون دينار اضافية لدفع الاسواق السياحية التي تسجل تراجعا على غرار اسواق المانيا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا، منها 1.5 مليون دينار تم رصدها لتدعيم ميزانية الترويج المخصصة للسوق الالمانية.   كما تمت مضاعفة حجم الاعتمادات الموجهة للعمليات الدعائية من اجل تثمين الوجهة السياحية لتونس وابراز صورتها ضمن وسائل الاعلام الألمانية الاكثر انتشارا والمجلات والصحف المتخصصة، فضلا عن وضع لوحات بالمدن الكبرى الالمانية لابراز الوجهة التونسية.   كما تم رصد اعتماد لتغطية الحملات الترويجية التي تتم بالتعاون مع وكالات السفر الالمانية.    وتمثل السوق السياحية الالمانية ثاني سوق سياحية اوروبية بعد السوق الفرنسية اذ وفرت مدخولي بقيمة 480 مليـون دينار سنة 2007، اي بتطور بنسبة 5.6 بالمائة مقارنة بسنة 2006، ويتوجه السياح الالمان خاصة الى السياحة الشاطئية وسياحة العائلات.   سفيان رجب  

المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 9 جويلية 2008


في الحامة.. تونسي يذبح ابنه من الوريد إلي الوريد

 

 
تونس- يو بي آي: ذبح تونسي ابنه من الوريد إلي الوريد بسبب خلاف بسيط. وقالت صحيفة الشروق التونسية المستقلة الثلاثاء ان الاب اقدم علي فعلته بعد خلاف مع زوجته وذلك في جريمة إهتزت لها بلدة الحامة في محافظة قابس الواقعة علي بعد 406 كيلومترات جنوب شرقي تونس العاصمة. واضافت الصحيفة ان الأب الذي يبلغ من العمر 57 عاما، أقدم علي هذه الجريمة بعد أسابيع قليلة من خروجه من السجن الذي أمضي بداخله نحو تسع سنوات. وأشارت إلي أن الأب تشاجر مع زوجته التي رفعت شكوي ضده في مركز للشرطة عندها تدخل إبنهما (22 عاما) لفض هذا الخلاف لتعود المياه إلي مجاريها.. غير أن الأمر لم يكن كذلك، حيث نشب خلاف بين الأب وإبنه في ساعة متأخرة من نفس الليلة،واحتدم إلي درجة فقد فيها الأب السيطرة علي أفعاله، ليلتقط سكينا حادة ويذبح ابنه من الوريد إلي الوريد . (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 9 جويلية 2008)


 

في الجبل الأحمر: «براكــــــاج» حصيلتـــــه كلــــــب

 

 
نظرت اول امس الدائرة الجنائية الثالثة بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة في قضية سرقة تورط فيها شاب تجاوز عمره العشرين عاما.   وحسب ما جاء على لسان الشاكي فانه كان يقود شاحنته واثناء وصوله الى حي الحبيب بالجبل الاحمر بضواحي العاصمــــــة استوقفه شبان واوهموه ان الكلب الذي كان يحمله بالصندوق الخلفي سيسقط وبعد استئناسه الى تصريحهم توــــقف عن السير وبنزوله لتفقد الامر تقدم منه عدد منهم وانهالوا عليه باللكم والركل وتكفل احدهم بالاستيلاء على الكلب وافاد انه بقي يبحث عن الكلب مدة طويلة وبعد شهرين تقريبا عثر عليه لدى احد الشبان الذي توصل اليه عن طريق شاهد عيان كان حضر عملية الافتكاك واضاف انه باتصاله هذا الاخير طلب منه تمكينه من 50 دينارا مقابل ارجاع الكلب. وبعد استرجاعه للكلب تقدم الشاكي الى مركز الامن وطلب تتبع الجنــــــــــاة.   وبانطلاق الابحاث ألقي القبض على المظنون فيه وبعد التحري عليه احيل على انظار القضاء لمحاكمته وبمثوله امام انظار الدائرة المذكورة اعترف باستيلائه على الكلب ونفى استعمال التهديد وساندته محاميته متجاوزة مبدأ الادانة وطلبت اعتبار الافعال من قبيل السرقة المجردة والتخفيف عن منوبها قدر الامكان في جريمة السرقة الموصوفة باستعمال العنف الشديد وعدم سماع الدعوى في جريمتي حمل ومسك سلاح ابيض بدون رخصة لغياب الحجز وعدم تصريح المتضرر بنسبة الاتهام الى منوبها.   ثم حجزت المحكمة ملف القضية لاخر الجلسة للمفاوضة والتصريح بالحكم.   ابوخالد   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 9 جويلية 2008


 

www.liqaa.net  أطفالنا فلذات أكبادنا : عمل اليوم والليلة (الحلقة الأولى)

 

 
د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr توطئــــة : منذ مدة غير بعيدة وقع في يدي كتاب حول تربية الأولاد للدكتور مأمون مبّيض بعنوان : أولادنا من الطفولة إلى الشباب، وبعد قراءة أولية أحسست بقيمة الكتاب ومدى حاجة الأسرة المسلمة لتبنيه كمنهج لتربية أبنائها. وفرادة الكتاب والإضافة النوعية التي يحتويها تجدان أساسها بداية في تخصص الدكتور في الأمراض النفسية عند الأطفال والمراهقين في مستشفى الملكة فكتوريا في بلفاست بأيرلندا، وثانيا في مدى إلمامه وعلمه وخبرته بموضوع حساس وخطير غفل عنه أصحاب الاختصاص من أهلنا وحسبوه من مشمولات الوعاظ والمرشدين. وثالثا للمنهج العلمي والطريقة العصرية  والمشوقة التي استعملها الدكتور والتي ضاعفت أهمية الكتاب وضرورة الإطلاع عليه. لقد ارتأيت أن أقدم الكتاب للقارئ العزيز بطريقة تجعله أكثر عمليا وتبسيطا لكي يكون منهجا يوميا في التعامل مع الأولاد، نرتقي فيه مع بعضنا آباءا وأبناءا، ساعة بساعة، في هذه الرحلة الشيقة والممتعة في شرح الفضائل و كيفية تنزيلها لتربية هذه الأجيال.. كما عملت على تأصيل بعض المواقف من آيات وأحاديث حتى يزيد يقيننا بأهمية هذا المشروع ومدى المسؤولية الملقاة علينا أمام الله والمجتمع والأبناء. قبل أن نبدأ هذا المسار تساءل يفرض نفسه : ما هي أفضل طريقة للتربية؟ [ص17] هل هي طريقة الأجداد في صرامتها وحزمها ولعله في شدتها وعنفها أحيانا؟ أم في التخلي كلية والاستقالة عن هذا الهمّ وقبول الأطفال كما هم، وتركهم للآخر من مدرسة ومجتمع؟ أم تبني ما تطرحه الأساليب النفسية والتربوية في فهم سلوك الطفل والإجابة العلمية والعملية لتجاوز القصور وبناء المحمود؟ إذا كانت الطريقة الأولى قد استبعدها تطور المجتمعات وسهولة الحصول على المعلومة عبر الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة، فالموقف الثاني يبدو غير واقعي، للحاجة العاطفية والعلمية التي يبقى الطفل ملزوما بها تجاه والديه،سواء تقدم المجتمع أو تأخر، فالفطرة أرادت لهذه العلاقة أن تكون وتستمر ولا فائدة من مواجهتها أو تحريفها (..فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله..) [الروم 30]. أما طريقنا الثالث فهو فهم لجوانب القوة والضعف لدى طفلنا وإعانته على ذلك حتى يستطيع استخراج أحسن وأجود ما عنده كإنسان، فهو توجيه وهداية ومحبة. في هذا الباب يضرب لنا الدكتور مثالا طريفا [ص19] افترض أن ابنك أراد أن يكتشف بلدا وتطوعت لمساعدته! فالطريقة الأولى تملي أن تعطيه ما عندك من خرائط ومعلومات قديمة حول الموضوع وتصر على أن يتبع نصائحك وتلزمه بمنهجك في البحث! وتظهر المشكلة لما يتبين طفلك أن خريطتك قديمة وأن الأحداث تجاوزتها. والحل إما أن يأخذ بها ويتمسك برأيك فتكون النتيجة تدهور لمعرفته وضيق في أفقه، أو أن يلقي بها عرض الحائط ويندفع وحيدا في دروب وعرة نحو مزالق ومخاطر جمّة. وإما أن تتخلى عنه وتتركه لشأنه كما تدعيه الطريقة الثانية فإنك لا تعطيه خريطة ولكن تسلمه للآخرين كفريسة سهلة التطويع والاستغلال والاستنصاح الفاسد والسخيف. ويكون الحل الأصلح في أن تساعده بالتدريج على فهم الأرض الجديدة واكتشاف دروبها ومنزلقاتها ومعرفة أحسن الطرق المؤدية إليها والأصحاب الذين يرافقونه في هذا الاكتشاف وكيف يتعامل معهم وكيف يساعدهم إن ضلوا الطريق بدورهم. إن أولادك أمانة عندك، وسيغادرون منزلك خلال وقت قصير. فاحرص على رعايتهم وتوجيههم، وأعطهم وقتك وجهدك وانتباهك، وراقبهم وهم يكبرون، ادرسهم وافهمهم كأشخاص لهم خصائصهم وميزاتهم الفردية. وإذا مررت بوقت صعب وعسير فتذكّر أنها مرحلة وتمر..[ص21](يوصيكم الله في أولادكم)[النساء 11] في هذا الإطار نقترح أن تكون هذه الرحلة على مراحل ومحطات حتى يتيسر فهمها ومتابعتها وتطبيقها في كل أسرة وبيت، لهذا عملنا على تجميع الأعمال باقتضاب والنصائح على فترات معدودة ليتدارسها الآباء والأمهات ويتناقشونها ويعتمدونها في حياتهم في تربية أبناءهم حتى يجدون المتعة في ذلك ويرون ثمارها الطيبة في سلوكهم و في شخصياتهم … والله من وراء القصد. ـ يتبـــع ـ 06 جويلية 2008 ملاحظـة  : يصدر قريبا للدكتور خالد الطراولي كتاب جديد بعنوان « حــدّث مواطن قــال.. » يمكن الحجز  بمراسلة هذا العنوان:   kitab_traouli@yahoo.fr     المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.net


 

 إضاءات حول أركان الإيمان من سورة هود

 

 
د. محمد الهاشمي الحامدي   بسم الله الرحمن الرحيم   هذه هي الحلقة الثانية من رسالة علمية عن « الإيمان قبل قيام الفرق والمذاهب »، وهي تهدف إلى بيان أركان الإيمان في الإسلام، كما عرضها محمد رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم في حياته على الناس، وقبل تفرق الأجيال التي جاءت بعده من المسلمين إلى فرق ومذاهب. إنها رسالة تسعى إلى بيان العقيدة الإسلامية بلغة واضحة ومبسطة يفهمها المسلمون وغير المسلمين في القرن الهجري الخامس عشر، الحادي والعشرين للميلاد، ومن يأتي من بعدهم، بالإستناد إلى القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة. هذا وبالله التوفيق، هو المستعان، وعليه التكلان.    مادام القرآن الكريم محل إجماع المسلمين فإن المنطق يفرض التوافق والإجماع بينهم حول حقيقة الإيمان الإسلامي. ذلك أن أوضح موضوع في القرآن الكريم، وأعظم شأن تواترت فيه الآيات في مواضع كثيرة من السور، هو الإيمان بأركانه ومقتضياته ومظاهر التعبير عنه. أما خلافات طائفة من علماء المسلمين في القرون الهجرية الأولى حول هذا الموضوع، والمتوارثة في عصرنا، فليس لها أو لنتائجها قدسية تمنع عرضها على القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية ثم أن نرمي عرض الحائط بكل أمر فيها يخالف هذين المصدرين الصحيحين.   من تجاربنا المعاصرة، نعلم علم اليقين أن النخب العلمية في كل عصر من العصور تواجه تحديات فكرية مرتبطة بزمانها ومكانها، ثم تتفاوت استجابة هذه النخب لتلك التحديات. بعض العلماء ينبهر بها، وبعضهم يخضع لضغوطها، خاصة إن كانت ذات طابع سياسي، وبعضهم يثبت ويصمد بما ترسخ في عقله وقلبه من أنوار الحق كما ينطق به القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.   لا يوجد سبب وجيه مطلقا لنعيش في جلباب العلماء السابقين لنا وأجواء خلافاتهم ومساجلاتهم، ليبقى الإنقسام حيا مستمرا في صفوف المسلمين، ما دام المصدر الأصلي للعلم والهداية بين أيدينا، يخاطبنا بلساننا العربي، غير ذي عوج، ومن دون طلاسم تحتار أمامها الألباب.   أما الذين يحاولون الإستنقاص من حجية القرآن الكريم بوجه خاص في أمر العقيدة، فإنهم يسيؤون لأنفسهم، ويتجاهلون آيات صريحة لا لبس فيها ولا غموض. فإذا سألت: لم يفعلون ذلك؟ يكون الجواب صريحا لا لبس فيه: إنهم يفعلون ذلك لأنهم وجدوا آيات القرآن الكريم الصريحة مخالفة لاجتهاداتهم وأقوالهم في شأن الإيمان، فلم يبق لهم إلا تأويلها، ثم الإدعاء بأن التأويل من اختصاصهم واختصاص من هو على نهجهم، وأنه ليس من حق جمهور علماء المسلمين، وعامة المسلمين، أن يقرؤوا القرآن الكريم ويفهموه بظاهره الواضح المبين.   وعلى كل حال، فإنه بالمثال يتضح الأمر من دون حاجة لكثير استدلال. هذا كتاب الله بين أيدينا، وهذه آياته قوية واضحة ناصعة، تقيم الحجة البالغة على كل منصف عاقل باحث عن الحق.   وقد بدا لي في هذا البحث أن أبيّن أركان الإيمان الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم من خلال عدة آيات في كتاب الله. أعرض الآية أو الآيات، وأتوقف عند مضمونها، وفي نهاية المطاف، تكون أركان الإيمان قد اتضحت وظهرت بشكل جلي لا يمكن رده. وأبدأ بالآيات الأولى من سورة هود عليه السلام، راجيا من الله التوفيق والسداد.   يقول الله تعالى في سورة هود:   الـر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ   سورة هود سورة مكية، نزلت بعد سورة يونس، ومن قبلهما نزلت سورة الإسراء. كل هذه السور نزلت وحيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصعب مراحل الدعوة الإسلامية. كان النبي صلى الله عليه وسلم مستضعفا مضطهدا من قبل القوى المتنفذة في مكة المكرمة، وزاد من معاناته وفاة زوجته النبيلة الكريمة خديجة أم المؤمنين، وعمه الشهم الشجاع أبي طالب. وكذلك كان أصحابه مستضعفين مضطهدين.   كان المتسلطون من قادة قريش يضيقون على المسلمين أشد التضييق، ويصادرون منهم حقوقهم الطبيعية المشروعة في حرية الإعتقاد وحرية العبادة. ولم يكن للمسلمين دولة تتبنى مطالبهم وتهب لنصرتهم. كانت عدتهم الوحيدة لمواجهة هذا الظلم الكبير هو إيمانهم بالله وثقتهم بأنهم على الحق، سائرون على الدرب المنير ذاته الذي سار فيه إبراهيم وموسى وعيسى وسائر الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم وأتباعهم، من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم وينزل عليه الوحي خاتما للنبيين.   إن كان هناك من ظروف تبرر المساومة على العقيدة، فإن ظروف المسلمين في فترة نزول سورة هود قد تبدو للبعض ظروفا قاهرة تبرر التنازل والمرونة.   لكن القرآن الكريم ينزل بالحق المبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا مساومة فيه ولا تنازل، فالأمر أعظم من أن يقبل أي نوع من أنواع المساومة، لأنه يتصل بالحقيقة الأكبر والأعظم والأهم في حياة البشرية وفي الكون كله منذ بدء الخليقة إلى نهايتها.   أيها الناس، هكذا معنى الخطاب القرآني الكريم لبني آدم كافة في الآيات الأولى من سورة هود، أيها الناس في القرن الميلادي السابع، وفي كل قرن يأتي من بعد، لقد نزل عليكم قرآن من عند الله الحكيم الخبير، قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مرتب محكم لا خطأ فيه ولا نقصان، مبوب مفصل لكم لكي تفهموه وتتعظوا به، ولكي تقوم عليكم الحجة فلا يتعلل أحد بعد اليوم أنه جهل أو ما وصله الخبر.   أيها الناس، أيها الناس، هكذا معنى الخطاب القرآني الكريم لبني آدم كافة في الآيات الأولى من سورة هود، إن هذا القرآن المحكم المفصل، الذي أوحى به الحكيم الخبير لنبيه صلى الله عليه وسلم، يرشدكم، ويأمركم، ويدلكم على ما فيه صلاحكم وسعادتكم، ورأسه وسنامه: ألا تعبدوا إلا الله.   هذا هو الأساس. لا تشركوا بالله شيئا. لا تدعوا مع الله إلاها آخر. ولا تجعلوا من بينه وبينكم وسيطا.   وتبين الآيات الأولى من سورة هود حقائق أخرى مهمة في عقيدة الإنسان المسلم. إنها تخاطب أهل الكرة الأرضية كافة في كل عصر:  اعبدوا الله وحده لا شريك له. واقبلوا التوجيه والنصيحة من مبلغ الخطاب، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لأنه النذير البشير. الله تعالى اصطفاه واختاره لهذه المهمة العظيمة السامية. فصدقوه ولا تكذبوه.   وهذا هو الأساس الثاني الذي تدل عليه الآيات: الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.   ثم تقول الآيات للناس: أما وقد وصلكم هذا الخبر اليقيني الصحيح، فبادروا إلى التوبة، وأقلعوا عن الشرك، وأبشروا بفضل الله وعطائه. أما إن كذبتم وأعرضتم، فاعلموا أن الله توعد كل من يشرك به بالعذاب في يوم كبير، هو يوم القيامة، وتيقنوا أنكم عائدون إلى ربكم، راجعون إليه في نهاية المطاف، وأن يوم الحساب آت لا ريب فيه. واحذورا أن يظن أحد أنه مفلت من ذلك اليوم، لأن الله على كل شيء قدير، وسيجمع الناس ليوم الحساب، ذلك أمر لا ريب فيه ولا شك.   وهنا ركنان آخران من أركان الإيمان الصحيح:   الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بأن الله على شيء قدير، أي أن قدرته مطلقة، وأمر الخلق كله إليه، يقول للشيء كن فيكون.


 
 

الإتحاد من أجل المتوسط …ما الجديد ؟

 

 
مسار برشلونة بالرغم ما حققّه من مكاسب سياسية و إقتصادية في مرحلتي الشراكة وسياسة الجوار. فإنه فشل في إنجاز كل الأهداف. ففي المجال الأمني وبالرغم من أنه الفضاء الإقليمي الوحيد إلى جانب الأمم المتحدة الذي يجمع دول عربية مثل : سوريا، لبنان والمغرب ومصر والجزائر وتونس وسلطة الحكم الذاتي بفلسطين مع إسرائيل . إلاّ أن التعثر في مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي عطل التقدم في مجال التعاون الأمني بالدرجة المطلوبة بل خلق أحيانا خلافا حتى في تعريف ما إتفقت كل الدول على مكافحته أي « الإرهاب ».  وفي مجال النمو الإقتصادي كانت 70% من الموارد المالية التي ترصدها المفوضية الأوروبية ببروكسيل في شكل مساعدات تذهب إلى الميزانيات العمومية للحكومات بالضفة الجنوبية ولأن 30% فقط من الدعم يذهب إلى المشاريع  التي يستفيد منها بشكل مباشر السكان فإن الأغلبية منهم لم يلمسوا مباشرة حجم المساعدات الأوروبية. وفي مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان هناك تعثر وفشل في التقدم في المسار بالجملة وتكفي الإشارة إلى غياب التقدم بالسرعة المطلوبة في الديمقراطية وضمان إحترام الحريات في تونس والتي كانت الأكثر إندماجا وناجحا في  الاصلاح الاقتصادي. الإتحاد من أجل المتوسط الهدف منه تقريب ضفتي البحر الموسط حول مشاريع إقتصادية وتنموية وبيئية وتمس بشكل مباشر السكان وتحسين ضروف حياتهم. و من بين المشاريع المعروضة على مؤتمر وزراء الخارجية للدول الأربعين المعنية بمسار الإتحاد المتوسطي في 7 جويلية الإنفتاح على الشباب عبر آليات جديدة وعديدة منها تأسيس هيكل للشباب والطلبة في المنطقة الأورومتوسطية. كما أن فرص التمويل هامة حيث أن المفوضية الأوروبية على إستعداد  لإنفاق 700 مليون يورو. خلال 2008/2013 في شكل قروض. وتلتزم الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي بترفيع مساهماتها المالية لتفوق قيمة القروض 4 أضعاف كما وفّر البنك الأوروبي و   » FEMIP » في 2007 وحدها مبلغ 1438 مليون يورو. والغريب أن الحكومات العربية في جنوب المتوسط والتي أعلنت السلام كخيار إستراتيجي والملتزمة بطريقتها في مكافحة الإرهاب. وبالرغم من أنّ الرئيس الفرنسي يتحاشى الحديث علانية عن مطالب الإصلاح السياسي واحترام حقوق الإنسان . هاهي تعبر عن الإنزعاج وان كان في الظاهر على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة فإنه – في الأصل اللاّمصّرح به –  خوفا من أن المزيد من الارتباط بأوروبا يكون الأساس الصلب لتغيير في البنية الإقتصادية و الاجتماعية وللقيم والثقافة . وبالتالي وقوع التحول الديمقراطي فهي بإثارة مأساة الشعب الفلسطيني تهدف وضع السلك الشائك بين أوروبا والرأي العام إلى جانب رغبتها في أن تغض أوروبا الطرف عن إرادة هذه الحكومات في التصرف بلا مراقبة وبلا مساءلة و بالتمييز على أساس الإنتماء السياسي والولاء في الأموال الممنوحة وبالأشكال المختلفة. وحتى تكون هذه الأموال دماءا جديدة لإحياء دكتاتوريات فاسدة تجاوزت معدل عمر حياتها. وعلى النشطاء من المعارضة الوطنية التونسية عدم الوقوع في فخّ الخطاب التحريضي من حكومات لا هم لها غير البقاء في الحكم أو التوريث. وأن لا تكون مثل ( مجنونة و زغرطولها في وذنها ) كما جاء في المثال الشعبي التونسي. لأنه لا سبيل لتحقيق مكاسب للشعب التونسي في الحريات والديمقراطية والعدالة الإجتماعية من دون إلتزام بدون قيد أو شرط بضمان العمل من أجل الأمن والسلام الدولي.وذلك بمكافحة الإرهاب وخطر الإرهاب النووي والحدّ من إنتشار الأسلحة غير التقليدية ومساعدة الشعب الفلسطيني في نضاله عبر التفاوض لإقامة دولة فلسطين على أرض ما قبل 1967 وإلى جانب إسرائيل ووفقا لقرار التقسيم ، الخيار الوحيد الممكن تحقيقه و بالتضحيات المؤلمة. وأيضا فإن التبصر في التجربة التركية الناجحة وفشل « حماس » يكشف أن التداول ممكن إذا إلتزم حزب ما بالقانون ولا يعمد إلى تغيير في الأسس الصلبة التي تقوم عليها الدولة أي الدستور و السياسة الدفاعية و الخارجية والحريات . والإحتكام إلى  صناديق الإقتراع  الطريق الوحيد للوصول للمناصب السياسية العامة . وفي حالة قيام الحكومة بالإضطهاد  وإنزلقت نحو الظلال علينا اللجوء إلى الأمم المتحدة  والآليات الدولية  وفقا للدستور ولما صادقت  عليه  الحكومة التونسية  والتي على أساسه تحصلت على الدعم والتمويل من المجموعة الدولية التي ستتحرك وبالقوة اللازمة إذا كان برنامج عمل هذا الحزب يهدف التقدم في التنمية الشاملة والسلام الدائم و الديمقراطية وفي إنسجام تام  مع مبادىء إعلان برشلونة وأهداف الألفية للأمم المتحدة  . التحدي في هذه اللحظة التاريخية هو كيف نصل إلى وضع مبادئ عامة مشتركة وواقعية و قابلة للإنجاز (2008/2019 ) في برامج كل المعارضة الشريك في إدارة شؤون البلاد.  
 عدنان الحسناوى

فرنسا ..رئاسة أوروبا واللا الإيرلندية

 

 
توفيق المديني تسلم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء 1 يوليو، في ظل تعثر البناء الأوروبي بعد رفض الأيرلنديين معاهدة برشلونة. وقال ساركوزي  في مقابلة مع المحطة الثالثة في التلفزيون الفرنسي (فرانس 3) مساء الاثنين إن « الامور لا تسير بالشكل الصحيح »، مضيفا أن « اوروبا قلقة والاسوء من ذلك ارى مواطنينا يتساءلون رويدا رويدا ان لم يكن الصعيد الوطني في نهاية المطاف افضل لحمايتهم من الصعيد الاوروبي ». واوضح « انها عودة الى الوراء واذا حصلت عودة الى الوراء في هذا الشأن فهذا يعني ان هناك خطأ في طريقة بناء اوروبا » مضيفا « يجب اذن حصول تغيير جوهري في طريقتنا لبناء اوروبا ». تنظرالعواصم الأوروبية الرئيسية :لندن ، برلين او فرسوفيا، بعين الرضى  لوجود على رأس الاتحاد ، قائد سياسي « إيرادوي » متمثلا بالرئيس ساركوزي، الذي يمتلك عاملين إيجابيين حيوته و قدرته على تحريك الأمور بسرعة التي قد تكون الدواء  الناجع للخمول الأوروبي الحالي، و  » قوة التزامه وعفويته » . ونادرا ما اهتمت دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي بعناية شديدة لتهيئة رئاستها للمجلس مثل فرنسا  في سنة 2008.فهذه التهيئة الجيدة تطمئن الشركاء الأوروبيين ، بعد الخطوات غير الصحيحة خلال الأشهر الأخيرة.ففي ظل  بناء أوروبي  متعدد الثقافات ، و متعدد اللغات و يرتكز على تقاليد سياسية مختلفة، يصبح احترام القواعد المشتركة من قبل الجميع هي الطريقة الوحيدة للتقدم.فالشعوب تطلب من المفوضية الأوروبية أن تلعب دور الحكومة، حتى لوكانت مراقبة من قبل  البرلمان الأوروبي ، و لاسيما أنه يوجد الآن هوة سحيقة بين النخبات الأوروبية و الشعوب،في ظل بروز أطروحات غير واقعية مثل الولايات المتحدة الأوروبية. تسلمت فرنسا الاتحاد الأوروبي الذي يواجه تحديات، فهل تكفي حيوية ساركوزي لضخ الدماء في أوروبا العجوز؟ التحدي الأول و يتعلق بأزمة الهوية الأوروبية. أوروبا الآن غريبة عن ماضيها ، عصر فلاسفة الأنوار و الثورات الديمقراطية التحررية،لأن الذين تكفلوا بنقله صرفوا النظر عنه في ظل الانسداد الذي يعاني منه المشروع الغربي.فأوروبا لم تعد حضارة على حد قول الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ماتي، فحضارتها الآن هي عبارة عن بطاقة التي لا تعني لسكانها المفوضية في بروكسيل أو البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ . ففي الوقت الذي يتحدث فيه القادة الأوروبيون عن دخول أعضاء جدد للاتحاد الأوروبي إلى المركب الخاص،نجد اللا الأيرلندية لمعاهدة برشلونة، التي باتت حديث الحكومات الأوروبية، و لا سيما في فرنسا  التي قالت لا للدستور الأوروبي في عام 2005، لتسهم  في تشكيل وقفة جديدة للاتحاد الأوروبي مع نفسه فيما يخص شعبية سياساته.و تعاني أوروبا من عدة أمراض هيكلية سياسية ، و اقتصادية ، و اجتماعية، و لكن أخطرها أزمة الهوية، لأنها تفتقد إلى نفس جديد خلاق، و إلى مشروع ثقافي تنويري حديث. فهاهي أوروبا تدير ظهرها بالكامل للمشروع الثقافي الغربي الذي هو السمة الرئيسة لهويتها ، لكي تهتم بالاقتصاد في عصر العولمة الذي يتعتمد على عقد الصفقات التجارية.فالهوية يتم التعبير عنها بالثقافة لا بالإدارة أو التقنية أو الاقتصاد.من هنا نقول أن أوروبا تعاني من أزمة كبيرة، و تتمثل في صعوبة تقبل تاريخها و هويتها. التحدي الثاني هو  اللا الأيرلندية.إن الرفض الأيرلندي  بأغلبية كبيرة لمعاهدة لشبونة التي يفترض أن تسهل العمل في الاتحاد الأوروبي يفتح مرحلة جديدة من الشك بالنسبة للاتحاد الأوروبي  في الوقت الذي يستعد فيه الانطلاق من جديد مع تطبيق الإصلاحات المؤسساتية المقررة من قبل رؤساء الحكومات و الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي .اللا الأيرلندية تعقد مهمة الرئاسة الفرنسية للاتحا د الأوروبي ، و لاسيما و أن معاهدة برشلونة ستواجه المزيد من العثرات ، نظرا لخطر رفض المعاهدة في البرلمان التشيكي ، مع قول رئيس الوزراء التشيكي  ميريك توبولانيكك « لن اراهن ب100كورون على المصادقة عليها في البرلمان »، رفضت براغ أية صيغة إلزامية. وتكتسب  المصادقة البريطانية على معاهدة برلشونة التي تنتظر القرارالذي ستصدره  المحكمة العليا أهمية خاصة، بعدما سارعت لندن في عام  2005إلى التخلي عن عملية المصادقة على الدستور الأوروبي الذي تشكل معاهدة برشلونة نسخة معدلة منه، فور رفض استفتاءين شعبيين في فرنسا وهولندا. وأعلن الرئيس البولندي ليش كاتشينكسي أنه لن يوقع معاهدة لشبونة حول الاتحاد الاوروبي معتبرا أنها « لا قيمة لها » بعد رفض الناخبين الايرلنديين للمعاهدة، وذلك في مقابلة نشرتها  مجلة دزينيك يوم الثلاثاء الماضي في موقعها على شبكة الأنترنت. التحدي الثالث هوتغير المناخ . إنه الملف الأكثر تعقيدا للاتحاد الأوروبي . فقبل سنة، قررت أوروبا تخفيض انبعاث غازات الاحتباس الحراري الذي يسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض بنسبة 20% من الآن وحتى 2020،و حمل بنحو 20% في المدة عينها ، الحصة  من الطاقات المتجددة في الاستهلاك الإجمالي للطاقة. اليوم ،كل بلد أصبح قلقا بشأن حجم الفاتورة،إذ يخشى الأعضاء الجدد من أن تقود المعركة ضد تغيير المناخ إلى تباطؤفي نموها الاقتصادي.فبولندا لا يمكن أن تتخيل مستقبلها من دون الفحم الحجري بوصفه المصدر الرئيس للطاقة، و لكنه يتسبب في انبعاث  غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري. وتتمنى فرنسا أن على بولندا أن تتوجه نحو خيارإنتاج  الطاقة النووية .و تتخوف ألمانيا من المصير الذي ستلقاه صناعة الحديد والصلب، المستهلكة كثيرا للطاقة. و على الرغم من هذه المعارضات ، فإن أوروبا لن تتخلى عن أهدافها، بما فيها  الهدف المتعلق برفع إلى نحو 10% من الآن  و حتى 2020 حصة البيوكربوران في الاستهلاك الأوروبي للمحروقات   . التحدي الرابع ،هو الملف الزراعي .تؤكد باريس أن إصلاح السياسة الزراعية المشتركة يجب أن يصل إلى مبتغاه. في هذا الملف تتصارع وجهتي نظر. الأولى ، و تتعلق بالليبراليين (بريطانيا، والبلدان الاسكندينافية) الذين يريدون إخضاع الزراعة  كليا  لقوانين السوق . والثانية ، تتعلق بالمحافظين (فرنسا، و المانيا ، و إيطاليا)الذين  استخلصوا الدرس من ارتفاع الأسعار، ويشترطون على الاتحاد الأوروبي  أن يلعب دورا كبيرا في المحافظة على نوعية الأمن الغذائي ، حتى لو أدى الأمر بوجوب تقديم الدعم للمزارعين. إن رهان الرئاسة الفرنسية يتوقف على تحقيق التوازنات بين المطالب الوطنية والمطالب القطاعية. التحدي الخامس، ويتعلق بالهجرة. فقد  اعتبر ساركوزي بالنسبة للهجرة « لا يمكننا أبدا أن نسوي أوضاع جميع اللاجئين بشكل إجمالي وعلى كل إذا قمنا بذلك فيجب على الدولة التي تقوم بهذا الأمر أن تطلب رأي جيرانها لأنه في حال تمت تسوية وضع أي لاجىء في بلد ما فعندها سنستقبل جميع الذين يكونون في فضاء شينغن » مضيفا « يجب اعتماد سياسة هجرة موحدة ».وبعد أن لاحظ « وجود 450 مليون شاب إفريقي تقل أعمارهم عن ال17 عاما وأن إفريقيا تبعد عن أوروبا 13 كلم »، قال الرئيس ساركوزي « يجب أن نعمل على وضع سياسة تنمية كبرى ». هل تنجح الرئاسية الفرنسية للاتحاد الأوروبي على مواجهة هذه التحديات و تقديم أجوبة عقلانية  وواقعية ؟ في مطلق الأحوال كتبت  » لو درنيير نوفيل  دو ألزاس » الفرنسية تقول : إن موعدنا في 31 ديسمبر المقبل  عند نهاية الرئاسة الفرنسية لمعرفة  بحسب لو فيغارو اليمينية ما إذ كان لا يزال هناك ما يدعو إلى الإيمان  بالاتحاد و إن لم يكن يتوجب تصنيف أوروبا ضمن ذكريات القرن العشرين . كاتب من تونس المصدرصحيفة أوان(يومية  كويتية)، بتاريخ 9 جويلية 2008

 أوروبا الجديدة  
 
محمد كريشان (*) قد يكون اجتماع القمة في باريس الأحد بين قادة الدول الأوروبية السبع والعشرين وقادة دول بقية الدول المطلة علي البحر الأبيض المتوسط مناسبة لجس نبض أولي لدول جنوب هذا البحر بخصوص مشروع ميثاق الهجرة الذي وافقت عليه دول الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي في كان بفرنسا ويتوقع أن يقع التوقيع عليه رسميا منتصف تشرين الأول/أكتوبر المقبل في قمة زعماء الاتحاد خاصة وأن فرنسا هي عراب هذا الميثاق والرئيسة الحالية للاتحاد. وإذا كان وزير الداخلية الألماني قد صرح بأننا لسنا بصدد تحويل أوروبا إلي قلعة، لكننا نوجه حركات الهجرة في العالم فإن نظيره الفرنسي لم يجد حرجا في الاعتراف بأنه في حال أقرت هذه الاتفاقية فإن الأمور ستتغير عما كانت عليه من قبل علي أساس أن أوروبا ستنظم عملية الهجرة الشرعية وتقضي علي الهجرة غير الشرعية من خلال التضييق علي عصابات تهريب البشر ومشغلي العمالة السرية بالتوازي مع تشجيع الهجرة الشرعية التي تتحمس باريس إلي أن تكون منتقاة بحيث تأخذ في الاعتبار قدرات أوروبا علي استقبال قادمين جدد من حيث سوق العمل والسكن والخدمات الصحية والمدرسية والاجتماعية مع تشجيع للعمال ذوي الاختصاص والطلبة. فرنسا التي تقول صحيفة لوموند الباريسية إنها تأمل في إقناع نظرائها الأوروبيين بـ إستراتيجية حقيقية للقارة في مجال الهجرة تبدو متحمسة أكثر من غيرها في اتجاه تشديد الإجراءات إلي حد أنها بدت من أكثر الدول الأوروبية استياء من إقدام إسبانيا وإيطاليا مؤخرا علي تسوية وضعية مئات الآلاف من المقيمين غير الشرعيين لديهما وهي تدفع في اتجاه إرساء حصص هجرة محددة وفق نظام كوتا ، عرقية أو حسب المهن والاختصاصات، يشكك كثيرون من الآن في أنه قابل للتطبيق فعليا فضلا عن أنه غير مسبوق في دول أخري ومدان أخلاقيا من قبل أوساط حقوقية مختلفة ومن قبل لجان حكماء نظروا في المشاريع التي تدفع باريس إلي تبنيها أوروبيا، مركزين علي مخالفة ذلك لمبدأ المساواة بين كل البشر وفق كل الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها فرنسا وغيرها. وبالتوازي مع هذا النوع من الإجراءات التي ستتضح أكثر مع التبني النهائي لميثاق الهجرة الأوروبي بعد ثلاثة أشهر يزداد الخوف من التمشي الصارم المتعلق بالمقيمين غير القانونيين في الدول الأوروبية بعد إقرار اعتقال هؤلاء لعام ونصف العام دون محاكمة قبل ترحيلهم في وقت لم يؤد تشجيع هذا النوع من المهاجرين علي المغادرة الطوعية إلي أية نتائج باهرة فقد ذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في عددها لأول أمس أنه من بين 30 ألفا رحلوا من فرنسا بين أيار/مايو 2007 ونفس الشهر عام 2008 لم يفعل ذلك طوعيا إلا 38% فقط. وهنا تزداد المخاوف فيما يتعلق باللاجئين من بين هؤلاء مما دعا المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن تحذر الاتحاد الأوروبي من أن يكون تشدد سياسته في مجال الهجرة علي حساب حقوق اللاجئين فضلا عن أنه وفق للميثاق الأوروبي الجديد للهجرة يتعين علي اللاجئين التقدم بطلبات اللجوء من الخارج وليس القدوم مباشرة والتقدم بذلك إلي السلطات في هذا البلد أو ذاك كما كان معمولا به من قبل. اللافت في كل ما سبق أن أغلب التحفظات علي هذا الميثاق تصدر حاليا في الصحف الأوروبية التي لم تخف تشككها في مدي قابلية أكثر من إجراء للتطبيق والخوف من تحويل القارة فعلا إلي قلعة صعبة الولوج، مع كل التداعيات المترتبة علي ذلك، فيما تلزم معظم الدول المعنية بالأمر كدول مصدرة للعمالة الصمت عدا بعض الامتعاض الذي أبدته بعض دول أمريكا اللاتينية لا غير. (*) صحافي تونسي (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جويلية 2008)  


لقاء بين يورغن هابرماس وطارق رمضان: ‘لا وجود لأوروبا من دون المسلمين’

 

 
لقاء مثير بين يورغن هابرماس وطارق رمضان للحديث عن الإسلام وأوروبا ومواطنيها لم يعد دمج المسلمين الذين هاجروا إلى أوروبا يشكِّل منذ فترة طويلة مشروعًا، بل واقعًا – حسب رأي طارق رمضان. لكن على الرغم من ذلك يتحتَّم دائمًا على المهاجرين إثبات ولائهم لأوروبا. والآن التقى في مؤتمر عقد مؤخرًا الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس مع الشخصية الإشكالية طارق رمضان، الذي يعد أحد أهم ممثلي المسلمين في أوروبا. كيف سيكون في المستقبل شكل العلاقة بين أوروبا والحداثة والإسلام؟ عُقد في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يونيو الماضي في الساعة الثلاثة وخمس دقائق لقاء تاريخي؛ حيث صافح طارق رمضان الذي يعدّ واحدًا من المناضلين المثيرين للجدل والمدافعين عن المسلمين الأوروبيين، مع الفيلسوف يورغن هابرماس الذي يعتبر أحد واضعي نظرية التداخل الجديدة. ولم يدر بينهما بعد ذلك مثلاً جدال أو حوار. إذ لم يتم تحديد ذلك من قبل إدارة هذا المؤتمر الذي شارك فيه أيضًا أشخاص بارزون وحمل عنوان ‘المسلمون واليهود في أوروبا المسيحية’. ألقى طارق رمضان كلمة استغرقت حوالي عشرين دقيقة وبعد انتهائه طرح عليه يورغن هابرماس بعض الأسئلة. تحدَّث هابرماس عن توزيع للأدوار غير متكافئ تمامًا. لكن على الرغم من ذلك كانت هذه الفعالية رائعة ومؤثِّرة جدًا. اعتمد طارق رمضان على بعض الاستطلاعات التي أظهرت أنَّ ثمانين في المائة من المهاجرين المقيمين في أوروبا القادمين من بلدان إسلامية يعتبرون مسلمين لا يطبِّقون تعاليم الدين ولا يلتزمون بها. وعليه فهم لا يواجهون أغلب المسائل الدينية، التي يتم ذكرها بوصفها مشكلات تعرقل الاندماج. ولكن على الرغم من ذلك فهم يتعرَّضون للرقابة والشكّ والاتِّهام. كذلك لا يكفي أن يدفع المهاجر ضرائبه وتأمينه الصحي والاجتماعي وأن يؤدِّي واجباته كمواطن وأن يكون ملتزمًا بالقانون؛ إذ يطالب المرء دائماً بإثباتات جديدة على ولائه، عندما يكون لون بشرته مختلفاً ويحمل اسماً غريباً ولديه صعوبات في استخدام لغة البلاد. المسلمون والإسلام جزء من الهوية الأوروبية رمضان: ‘يجب على من يستخدم في يومنا هذا صيغة ‘نحن’ وصيغة ‘الآخرين’ أن يستوعب أنَّ ‘الآخرين’ قد صاروا ينتسبون منذ عهد طويل ‘إلينا’. يتناقش الهولنديون في هولندا حول عدم معرفتهم بما يقوله المهاجرون لأطفالهم في البيت وما هي اللغة التي يتم بها ذلك، حسب تعبير طارق رمضان الذي قال مستهزئاً: ‘أين يبقى إذن الفصل بين الخاص والعام؟ وأين هي إذن حماية الحيز الشخصي؟’ كذلك أشار طارق رمضان إلى أنَّ الجماهير الليبرالية يجب أن تضطلع الآن بمهمة حماية هذه العناصر الأساسية في المجتمع المدني. وأضاف أنَّه معني بأن يتمتَّع كلّ المواطنين بالحقوق نفسها. تبدو الأمور مختلفة على أرض الواقع؛ إذ يعتبر المهاجرون مواطنين من الدرجة الثانية. وكذلك لا تسري عليهم القواعد والأصول التي تنطبق على سكَّان البلاد الأصليين. وقال طارق رمضان مستنكراً إنَّ هذا لا يمثِّل ما يصفه الأوروبيون بالقيم أوروبية. وأوروبا تحتاج إلى المهاجرين. فهي لا تستطيع المحافظة على مستواها المعيشي من دون المهاجرين. لذلك يجب على أوروبا أن تتعايش معهم. وكذلك لا بدّ لها من إدراك أنَّ عملية دمج المسلمين لم تعد تشكِّل مشروعاً، بل واقعًا. لقد تغيَّرت الهوية الأوروبية -على حدّ قول طارق رمضان- في الأعوام الأخيرة تغيِّراً تاماً؛ إذ أصبح المسلمون والإسلام جزءً من الهوية الأوروبية. ومن الغريب أن يخوض المرء بخصوص احتمال انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي جدالاً بشأن إذا كانت أوروبا قادرة على تحمّل بلد إسلامي -يعتبر بالإضافة إلى ذلك علمانيًا، في حين لقد أصبح منذ عهد طويل ملايين المسلمين مواطنين أوروبيين صالحين، حسب تعبير طارق رمضان. والمهاجرون يعتبرون على كلِّ حال أوروبيين أفضل وأكثر تسامحًا وانفتاحًا من الأوروبيين سكان البلاد الأصليين -أثناء شطر كبير من تاريخهم- على حدّ قول طارق رمضان: ‘يطالبنا المرء بأن نكون أوروبيين أفضل من الأوروبيين أنفسهم’. أوروبا لا تثق أيضًا بنفسها رمضان: ‘ولكن يُطلب من المهاجرين المسلمين أن يكونوا أوروبيين أكثر مما كان عليه الأوروبيون في أي وقت’. يجب على أوروبا أن تصنع لنفسها صورة جديدة. وكذلك يجب على من يستخدم في يومنا هذا صيغة ‘نحن’ وصيغة ‘الآخرين’ أن يستوعب أنَّ ‘الآخرين’ قد صاروا ينتسبون منذ عهد طويل ‘إلينا’. فأوروبا من دون مسلمين أصبحت أمراً مستحيلاً. أجاب يورغن هابرماس بدهشة واضحة؛ يجب على المرء أن يفهم أنَّ أوروبا تعقِّد الأمور على نفسها مع المسلمين. وثقافة الأكثرية المسيحية العلمانية تعرف -في ألمانيا بالذات- ما مدى طول الطريق إلى القيم الأوروبية وكم حدث من انتكاسات وتراجعات، حسب قول يورغن هابرماس؛ وكم اعتمد الأوروبيون مراراً وتكراراً على الضغط الخارجي من أجل التمكّن من تعلّم التسامح. وأضاف يورغن هابرماس إنَّ جذور انعدام الثقة بالقادمين الجدد تعود أيضاً إلى انعدام الثقة بالذات؛ وانعدام الثقة هذا يرجع أيضاً إلى التجارب التي مرّ بها الأوروبيون مع أنفسهم. وثم طرح يورغن هابرماس على طارق رمضان هذا السؤال: ‘ما رأيك في أفكار رئيس أساقفة كانتربري بخصوص السماح للمسلمين البريطانيين في قضايا معيَّنة بالمثول أمام محاكم شرعية وليس أمام المحاكم البريطانية؟’ لسنا بحاجة إلى محاكم خاصة بنا وكان جواب طارق رمضان: ‘رئيس الأساقفة لم يتبنَّى فكرة القضاء المتوازي. وهذا يعني أنَّه لم يتبنَّى فكرة أنَّ البريطانيين المسلمين تتم مقاضاتهم حسب الشريعة الإسلامية والآخرين حسب القانون العام common law، بل يتعلَّق الأمر بإمكانية إنشاء محاكم خاصة ضمن القانون العام من أجل مجموعات معيَّنة. وهذا موجود منذ فترة في بريطانيا لبعض القضايا المحدَّدة؛ على سبيل المثال للطوائف اليهودية. لقد قال رئيس الأساقفة فقط إنَّ هذا يجب أن يكون متاحاً أيضاً للمسلمين. وأعتقد أنَّه محق في ذلك. وجوابي هو إنَّ هذا أمر مشروع؛ بيد أنَّني أعتبره غير ضروري. نحن لا نحتاج إلى محاكم خاصة بنا. وبغض النظر عن ذلك فأنا أعتقد أنَّ الأحكام التي تصدر عن مثل هذه المحاكم الإسلامية لن ترضيني تماماً في أغلب الحالات’. وكان من بين الحضور كذلك الكاتب الهولندي الأصل إيان بوروما. وقد سأل طارق رمضان عن سبب تأييده للتعليق المؤقّت لعقوبة الرجم في البلدان الإسلامية بدلاً من إدانته للرجم. فأجابه رمضان: ‘أنا أعارض عقوبة الرجم. كما أنَّني أعارض عقوبة الإعدام والتعذيب والعقوبات الجسدية. لقد قلت هذا مراراً وتكراراً وبوضوح. لكن لا توجد دولة في العالم ستلغي هذه العقوبة بناءاً على مطالبتي أو مطالبتنا جميعاً بإلغائها. ولذلك دعوت على الأقل إلى تعليق عقوبة الرجم تعليقاً مؤقتاً، حتى لا يبقى أي أحد يتضرَّر منها. وقد اعتبر مفتي مصر أنَّ هذه الفكرة فكرة سليمة، كما أنَّ أصواتاً إسلامية مهمة أخرى قد تبنتها. وأنا أعتبر الرجم وعقوبة الإعدام والعقوبات الجسدية غير إسلامية. وهناك عدد من المسلمين البارزين الذين يرون ذلك تماماً على هذا النحو. وإذا نظرت إلى الجدال الدائر في الولايات المتحدة الأمريكية حول عقوبة الإعدام فستلاحظ أنَّ أحكام التعليق المؤقَّت لعقوبة الإعدام كانت دائماً تلعب هناك دوراً مهماً’. قال طارق رمضان ذلك وهو منفعل جدًا، إذ ارتفع صوته بينما لم يكن من بين الحضور إلاَّ القليلين فقط الذين يعرفون أنَّ هذا الموضوع يمس أزمة خاصة. إذ يبدو أنَّ أخاه، هاني رمضان قد دافع عن رجم الزانيات وثم تحتَّم عليه في بداية العام الجاري الاستقالة من وظيفته لدى كانتون جنيف. وطارق رمضان هو حفيد حسن البنا، الذي يعتبر أحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين التي تعدّ واحدة من أهم الحركات الإسلامية الإصلاحية وقد تأسست في النصف الأوّل من القرن العشرين. اغتيل حسن البنا في عام 1949 على يد السلطات المصرية. أما والد طارق، الدكتور سعيد رمضان فقد اضطر في عام 1954 إلى اللجوء إلى أوروبا؛ وقد تم منحه درجة الدكتوراه في مدينة كولونيا كما أنَّه كان واحداً من أشهر الدعاة الإسلاميين في أوروبا. المهاجرون المسلمون سيصبحون أفضل الأوروبيين رمضان: ‘إذ يطالب المرء دائماً بإثباتات جديدة على ولائه، عندما يكون لون بشرته مختلفاً ويحمل اسماً غريباً ولديه صعوبات في استخدام لغة البلاد’. يُعنى في يومنا هذا الجيل الثالث من عائلة رمضان بقضية العلاقة بين أوروبا والحداثة والإسلام. ولو قدِّر في المستقبل القريب أن تتم صياغة تاريخ أوروبي يكون يبدأ من أوروبا المعاصرة، وليس من فكرة أوروبا المسيحية التي أكل عليها الدهر وشرب، فسوف تلعب عائلة رمضان دوراً محورياً في هذا التاريخ. لقد مضى وقت طويل إلى أن استوعب المرء في ألمانيا أنَّ اليهود الألمان هم أوّل من كانوا ينظرون إلى أنفسهم على أنَّهم ألمان. فمعظم الألمان كانوا يعتبرون أنفسهم من أبناء إقليم هيسِّن أو فرانكفورتيين أو بافاريين أو من إقليم بفالتس قبل أن يعتبروا أنفسهم ألمان. بينما لم تكن لدى اليهود أية فرصة ليعتبروا أنفسهم بافاريين؛ فقد كانوا يريدون أن يكونوا ألمان. ربما تكون أوروبا حاليًا في حالة مشابهة. فالأيرلنديون هم بالدرجة الأولى أيرلنديون والدنماركيون دنماركيون والألمان ألمان والبلجيكيون إما فلامنكيون أولاً أو فالونيون؛ وأما المهاجرون الذين يُحرَّم عليهم أن يصبحوا أيرلنديين أو دنمركيين أو ألماناً، ولكن يُطلب منهم أن يكونوا أوروبيين أكثر مما كان عليه الأوروبيون في أي وقت، فلا يبقى لهم خيار آخر سوى أن يصبحوا أوروبيين. إذ أنَّهم سيكونون أول أوروبيين حقيقيين. ولا توجد أوروبا من دون المسلمين. آرنو فيدمان ترجمة: رائد الباش حقوق الطبع: فرانكفورتر روندشاو/قنطرة 2008 نشر هذا المقال بتاريخ 24 حزيران/يونيو 2008 في صحيفة فرانكفورتر روندشاو. (المصدر: موقع قنطرة (ألمانيا) بتاريخ 2 جويلية 2008) الرابط: http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-471/_nr-676/i.html  


الأوروبي للإفتاء .. الاندماج من بوابة الاقتصاد

 

 
هادي يحمد باريس – بعد مواضيع اجتماعية عدة مثل ‘المواطنة’ و’الاندماج’، وسياسية ‘حول التحكيم في بلاد الغرب’، وغيرها من الموضوعات التي تعالج واقع الجالية المسلمة بأوروبا فتح ‘المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث’ باب البحث حول ‘المعاملات المالية للمسلمين بأوروبا’، وهو ميدان يراد منه اندماج مسلمي أوروبا في واقعهم الجديد من البوابة الاقتصادية’، كما يقول أحد أعضاء المجلس. فلمدة خمسة أيام (من 1 إلى 5 – 7 – 2008) ناقش أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء في دورة انعقاده الثامنة عشرة، والتي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس قضايا اقتصادية متعددة من وجهة نظر شرعية. وإذا كان الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، والشيخ عبد الله بن بية قد قدما رؤيتين إطاريتين للموضوع عن طريق أبحاث من قبيل: ‘المقاصد والمعاملات’ للشيخ بن بية، و’مقاصد الشريعة المتعلقة بالمال’ للشيخ القرضاوي، فإن الشيخ الدكتور ‘علي القره داغي’؛ والذي يعتبر أحد أكبر المختصين في فقه الاقتصاد الإسلامي قد قدم بحثين خلال الندوة: الأول: عنوانه: ‘حكم التعامل في شركات التأمين خارج ديار الإسلام’، والثاني: ‘الإجارة على منافع الأشخاص’، فاتحا عن طريق هذين البحثين سبل التفكير في إيجاد مداخل شرعية للتعاملات المالية بالنسبة لمسلمي أوروبا. حلول استثنائية.. لظروف استثنائية وإذا كانت الخطوط العريضة لمختلف البحوث التي قدمت في الملتقى تنطلق من اعتبار أساسي، وهو احترام الشريعة الإسلامية ومقاصدها، فإن العديد من المداخلات استأنست إلى فقه الواقع، والأخذ في الاعتبار ما يعيشه مسلمو أوروبا من ظروف استثنائية تستوجب حلولا استثنائية غير معارضة لما تقره الشريعة. ففي دراسته، والتي عنونها بـ’حكم التعامل في شركات التأمين خارج ديار الإسلام’ استدل الدكتور ‘علي القره داغي’ بقرار سابق للمجلس في موضوع: ‘التأمين وما يجري عليه العمل في أوروبا’ (الدورة الثامنة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث – بلنسية إسبانيا 2001) والذي يحرم التعامل مع شركات التأمين التجاري الموجودة في الغرب إلا في حالات الضرورة، والتي حددها الدكتور القره داغي في محاضرته بقوله: ‘فالأصل كما قلنا هو عدم الجواز؛ لما ذكرناه’، ويضيف الدكتور قائلا: ‘ولكن بما أن الأقلية الإسلامية لا تجد شركات التأمين الإسلامي في بلادها، أو أنها موجودة بندرة، فإنه يجوز لها التعامل معها في الحالات التالية: 1 – وجود قانون ملزم يفرض على أي مواطن أو مقيم التأمين. 2- وجود حالة ملحة إلى التأمين؛ لدفع الحرج والمشقة’. مثل هذا المثال الذي يتعلق بمسألة التأمين هو مثال مصغر لحالة ‘الاضطرار’ التي أوردتها العديد من الدراسات والأبحاث التي وقعت مناقشتها في الندوة. وهي حالة ‘اضطرار’ تقع فيها الجالية المسلمة في الغرب، والتي تجعل من وضعها استثناء يقبل ‘اجتهادات معينة من أجل إنجاح وجودها’، حيث يقول الشيخ حسين حلاوة في تصريحات خاصة لشبكة ‘إسلام أون لاين.نت’: ‘لا شك أن الواقع الاستثنائي لمسلمي أوروبا والغرب عموما موجود مقارنة بالعالمين العربي والإسلامي؛ لأن المسلمين في البلدان الأصلية لهم مساحات واسعة من التحرك، فلهم بنوك إسلامية، وعندهم شركات تأمين إسلامية، وعندهم المصارف الإسلامية، وأما نحن في بلاد الغرب فليس عندنا ذلك إذا استثنينا بعض البنوك التي نشأت في بريطانيا، والتي لا تزال وليدة، ولا تغطي الساحة الأوروبية كاملة’، ويضيف حلاوة: ‘وهناك الحاجيات التي يتعامل فيها المسلم هنا في الغرب، والتي تختلف عن حاجيات المسلم في البلاد العربية’. ولأن مستقبل مسلمي أوروبا متوقف على الأجيال الجديدة من الشباب المسلمين، والذين أصبحوا يرتادون الجامعات، والذين هم ‘القوة الضاربة لأي وجود اقتصادي إسلامي في أوروبا في المستقبل’، فإن الشيخ ‘سالم الشيخي’ قدم دراسة فقهية متكاملة حول ‘القروض الطلابية في أوروبا’ دعا فيها إلى ‘إيجاد مخرج فقهي وشرعي’ من أجل تمكين الطلاب المسلمين في أوروبا من’القروض الطلابية من أجل إتمام دراستهم’؛ حيث يقول سالم الشيخي في دراسته: ‘تبين لنا من خلال الإحصائيات والدراسات أن عدد الطلبة المسلمين في عام 2007 في إنجلترا وويلز، الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 5 والـ 16 سنة هو نصف مليون طالب مسلم، وهؤلاء جميعا يجب أن يتواجدوا على مقاعد الدراسة الجامعية. وبما أن أكثر المسلمين من أصحاب الدخل المحدود، فإن المستقبل التعليمي والوظيفي لهذا العدد الضخم من أبناء المسلمين مرتهن -وبشكل واضح- بمدى انخراطهم في المؤسسات التعليمية بعد المرحلة الإلزامية، وهذه المؤسسات -كما بينا- تحتاج إلى دعم مالي لا يتوفر لدى الأقلية المسلمة، فالقول -كما يقول الشيخ الشيخي- بحرمة القروض الطلابية يوقع حرجا عاما على الأقلية المسلمة، وهو حرج تأباه قواعد الشريعة وأصولها العامة’. ولا يتردد الشيخ الشيخي بالتذكير على أن الأمر يتعلق بإنجاح عملية الاندماج بحد ذاتها؛ حيث يقول: ‘إن الأمر يتعلق بمستقبل الأقلية المسلمة في الغرب عموما وفي أوروبا على وجه الخصوص، وهو أن الدعوة إلى الاندماج الإيجابي -والتي استقر عليها العمل لدى جميع المؤسسات الإسلامية في أوروبا، ودعا إليها المجلس الأوروبي في دوراته السابقة- أمر حتمي’. لا شك أن الأمر يتعلق بوضعية خاصة واستثنائية لواقع الجالية المسلمة في أوروبا؛ حيث يقول الشيخ أحمد جاب الله في تصريحات خاصة لشبكة إسلام أون لاين نت: ‘من المعروف أن الجالية المسلمة في الغرب هي من أفقر الأقليات في القارة، وبالتالي فإنه لا سبيل إلى تحقيق عملية اندماج حقيقي لهذه الجالية دون قوة اقتصادية تملكها، وهذا لا يتأتى إلا من خلال وجود تأصيلات وفتاوى جديدة، ولكن في نفس الوقت تستجيب لقواعد الشريعة الإسلامية وأصولها’. وفي الحقيقة فإن الوضعية الاستثنائية التي يعيشها مسلمو أوروبا، ووضع ‘الاضطرار الذي يعيشونه قد دفع المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إلى إصدار فتواه بشأن القروض الربوية سنة 1999؛ لمن أراد أن يتملك بيتا في الغرب، ولم يجد بديلا’، وأكد المجلس في فتواه آنذاك على ‘مناشدة أبناء المسلمين في الغرب أن يجتهدوا في إيجاد البدائل الشرعية، التي لا شبهة فيها، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، مثل (بيع المرابحة) الذي تستخدمه البنوك الإسلامية، ومثل تأسيس شركات إسلامية تنشئ مثل هذه البيوت بشروط ميسرة مقدورة لجمهور المسلمين، وغير ذلك’. اقتصاد في ظلال الأخلاق وبما أن المعاملات المالية حتى في حالة استثنائيتها تتأسس على القيم والمبادئ الأخلاقية فقد ألقيت أربعة محاضرات -على الأقل- تركز على الجانب الأخلاقي للتعامل الاقتصادي في الإسلام من قبيل محاضرة الشيخ عصام البشير: ‘مقاصد المال والأبعاد العقائدية والمبادئ الأخلاقية’، ومحاضرة الشيخ مصطفى أوغلو: ‘المبادئ الأخلاقية للتعامل المالي في أوروبا’، ومحاضرة الدكتور محمد النوري: ‘نحو توجيه إستراتيجي للتمويل الإسلامي بأوروبا’، ودراسة الشيخ راشد الغنوشي والتي تليت بالنيابة عنه حول ‘حقوق الإنسان وأثرها على سلوك المسلم الاقتصادي’. كما قدمت في الملتقى أبحاث ودراسات أخرى لمختصين في الاقتصاد الإسلامي، كالبحث الذي قدمه المكباشي طه حول ‘بيع المرابحة وبيع التقسيط مع زيادة الثمن’، وبحث شاهر عباس والمعنون: ‘تجربة البنوك الإسلامية في أوروبا’، وبحث الدكتور عبد الستار أبو غدة ‘تمويل المنافع في أوروبا’، والذي تلاه بالنيابة عنه الشيخ العربي البشري، وبحث الدكتور صهيب حسن بعنوان: ‘المعاملات المالية لمسلمي أوروبا’، وبحث الشيخ عبد الله الجديع والذي عنوانه: ‘الربا والعقود الفاسدة في غير دار الإسلام’. وإجمالا، وفي حوالي أربع عشرة دراسة في فقه الاقتصاد الإسلامي وعلاقته بالوجود الإسلامي في الغرب حاول أعضاء المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء تقديم مقاربات ومداخل متنوعة من أجل ‘التأسيس للوجود الاقتصادي للمسلمين في أوروبا؛ من أجل اندماجهم في مجتمعاتهم’، كما يقول الشيخ أحمد جاب الله. ومما لا شك فيه -يضيف الدكتور جاب الله- أن الموضوع واسع جدا، ويحتاج تعمقا أكثر، وهو الأمر الذي دفع المجلس إلى إقرار مواصلة الموضوع في الملتقى التاسع عشر، والذي سيتم عقده بعد عام. كان اللقاء التأسيسي للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عقد في مدينة لندن في بريطانيا في الفترة من 21 – 22 من ذي القعدة 1417 هـ الموافق من 29 – 30 من شهر آذار (مارس)1997 م بحضور ما يزيد عن خمسة عشر عالما، وكان ذلك تلبية لدعوة من قبل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وفي هذا اللقاء تم إقرار مسودة النظام الأساسي لهذا المجلس. (*) مراسل شبكة إسلام أون لاين بفرنسا (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 جويلية 2008)  


 قمة بـــــــــــــــــــــــــاريس  

 
بدأ العد العكسي لموعد تنظيم القمة الاورومتوسطية بباريس يوم 13 جويلية الجاري.. وهي القمة التي ينتظر أن تعلن عن ميلاد الاتحاد المتوسطي أو « الاتحاد من أجل المتوسط ».. الذي سيكون مفتوحا الى حوالي 40 دولة أوروبية ومتوسطية بينها 10 دول عربية وتركيا واسرائيل. وقد خصص مجلس وزاري أمس الثلاثاء باشراف الرئيس زين العابدين بن علي للنظر في علاقات تونس الخارجية وافاق تطوير التعاون مع عدد من البلدان الشقيقة والصديقة وسبل مزيد تكثيفه على الصعيدين الثنائي ومتعدد الاطراف في ضوء المواعيد القادمة.   واعطى رئيس الدولة تعليماته بخصوص الاولويات والتوجهات الكبرى التي يتعين التاكيد عليها في المرحلة القادمة موصيا بحسن الاعداد لمختلف المواعيد المرتقبة والتحضير الجيد للملفات بما يتلاءم وخياراتنا الوطنية ويخدم المصالح المتبادلة لتونس وشركائها.   إن تونس كانت أول بلد من جنوب المتوسط رحب بالمبادرة الفرنسية ودعم فكرة رصد مزيد من الموارد والطاقات لفائدة البلدان التي تقع جنوبي الاتحاد الاوروبي.. وهي مؤهلة اذن للعب دور في بناء المسار المتوسطي.. انطلاقا من موقعها الجغرافي والسياسي الاقليمي.. وسياستها الخارجية التي التزمت دوما الاعتدال والوسطية مع وضوح المواقف عندما يتعلق الامر بمساندة القضايا العادلة مثل قضية الشعب الفلسطيني وبناء دولته المستقلة.. أو معارضة الحروب والعدوان على ملايين المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين..   كما كانت الديبلوماسية التونسية سباقة في تنديدها الواضح بمخاطر العنف والارهاب وبدعواتها الى ضرورة معالجة اسبابه العميقة جهويا ودوليا.. بما في ذلك عبر احداث صندوق عالمي للتضامن الاقتصادي الدولي يمول خاصة من موارد الدول الغنية.. ومن عملية رصد دولار واحد عن كل برميل نفط.. لفائدة الدول المتضررة من تزايد احتكار موارد الطاقة ومن التهاب اسعار المحروقات..   ولاشك أن قمة باريس الاورمتوسطية لن تحقق كل الاهداف الواردة في المشروع الفرنسي الاولي.. بعد اعتراضات عدة عواصم اوربية غربية على عدد من النقاط الواردة في مشروع ساركوزي ومن بنيها الطاقة والامن.. لكن هذا الحدث يمكن أن يساعد في احداث اليات جديدة للتنمية الاقتصادية والسياسية في بلدان جنوب المتوسط.. كما يمكن أن يفتح جسورا جديدة للحوار الثقافي والاعلامي والسياسي بين شعوب ضفتي المتوسط ونخبه.. وهي مهمة يمكن أن تساهم فيها تونس باقتدار ونجاح .بحكم تميز سياساتها بالانفتاح والوسطية مع الاعتزاز بالهوية الوطنية بمختلف مكوناتها العربية والاسلامية والافريقية والمتوسطية.   من جهة أخرى قد تعطي قمة باريس جرعة ملموسة لجهود التسوية السياسية بين الدول العربية واسرائيل.. وبين القيادات الفلسطينية والاسرائيلية.. في صورة نجاح عقد قمة بين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي أولمرت إذا اقترنت تلك القمة باجراءت اسرئيلية عملية لفائدة الشعبين الفلسطيني والسوري تؤكد حرصها على التسوية والسلام ولن تقتصر على لقاء اعلامي سياسي للايهام بقبولها السلام.. سرعان ما تتراجع عنه.. مثلما سبق أن تراجعت عن تعهدات اسحاق رابين وشمعون بيريز.. بدعوى تغير موازين القوى في الكنيست « المنتخب ديمقراطيا ».   كمال بن يونس   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 9 جويلية 2008  


الاتحاد من أجل المتوسط: بين آمال فرنسا وواقع الدول العربية

 

 
 
بسام بونني تحتضن فرنسا في 13 يوليو/تموز الجاري القمة التأسيسية للاتحاد من أجل المتوسط. ولم يتوقع صاحب المشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن يلجأ إلى دعوة نحو 40 رئيس دولة وحكومة. فالمشروع كان يتمثل في تأسيس اتحاد يقتصر على دول الفضاء المتوسطي. وقد دعا ساركوزي، إلى جانب دول الإتحاد الأوروبي التي يبلغ عددها 27، كلا من المغرب وتونس والجزائر ومصر وليبيا وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن وتركيا وموريتانيا وجامعة الدول العربية. واجه الرئيس نيكولا ساركوزي عراقيل جمة قبل أن يضع الصيغة النهائية لمشروعه هذا. فألمانيا لم تقبل أن ينحصر أعضاء الاتحاد الوليد في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، خشية أن يضرب هذا المشروع وحدة الاتحاد الأوروبي وهويته. وإلى الموقف الألماني، انضمت الدول الوافدة حديثا للاتحاد الأوروبي والتي تخاف تحويل تمويلات ضخمة إلى جنوب المتوسط، في إطار العمل الأورومتوسطي المشترك الذي ستفرضه المرحلة القادمة. وقد اتخذت الدول العربية من جانبها مواقف مختلفة تعكس حدة التوترات الإقليمية بينها. وفي نهاية الأمر يبدو أن غالبية الدول العربية ستحضر القمة باستثناء الزعيم الليبي معمر القذافي والعاهل الأردني الملك عبد الله (الذي سيكون في الولايات المتحدة آنذاك). ويمكن القول أن الدول العربية تنقسم إلى معسكرين، معسكر مشجع للقمة تقوده المغرب وتونس، هذه المجموعة متفائلة تتطلع إلى المنافع الاقتصادية والسياسية التي من شأنها أن تنجم عن مثل هذا الاتحاد. كما تؤيد دمشق القمة حيث تعتبرها مخرجا لعزلتها الدولية. أما المعسكر الثاني الذي تنضم إليه ليبيا والجزائر ينظر لهذه المبادرة بعين تملؤها الشكوك، وقد عبر البلدان، وهما أغنى دول جنوب المتوسط بالموارد الطبيعية عن مخاوف من ضمنها أن تتحول ضفة جنوب المتوسط إلى بديل عن أوروبا يتدفق إليها آلاف الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء بطريقة غير قانونية. كما كان للجزائر تحفظ أخر يتعلق بمشاركة إسرائيل، هذه المشاركة التي ساهمت في تعقيد مواقف دول عربية أخرى تجاه القمة، ولكن يبدو أن ساركوزي تمكن من إقناع نظيره الجزائري بالمشاركة. وعلى لسان زعيمها معمر القذافي، اعتبرت ليبيا مشروع الرئيس الفرنسي بمثابة « إهانة » إذ يضرب، حسب طرابلس، وحدة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي. ولم تتخذ فرنسا نفس المنحى الذي سلكته في تعاملها مع الجزائر، حيث أعلنت جهات فرنسية أنها لن تحاول إقناع القذافي بتغيير موقفه. وليس واضحا إذا ما كان وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم سوف يحضر القمة. أما المغرب وتونس ومصر فقد أبدت تأييدها للمشروع دون إخفاء صراع الكراسي الكلاسيكي بينها. فعلى سبيل المثال، لم تقبل القاهرة دعوة الرئيس ساركوزي للمشاركة في القمة التأسيسية للاتحاد إلا بعد أن انتزعت منه التزاما بمنحها منصب الرئاسة – الذي تتقاسمه دولة من الشمال وأخرى من الجنوب. ورغم هذا الضمان فقد أعلنت مصر غياب رئيسها حسنى مبارك عن القمة وذلك تفاديا للقاء نظيره السوري. ولكن أخيرا يبدو أن الرئيس المصري سيكون من بين الحاضرين. وقد فاجأ الرئيس الفرنسي الجميع بتوجيهه الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد لحضور الجلسة التأسيسية للاتحاد، بعد أن كان البلدان في عداء معلن على خلفية الملف اللبناني. وجاءت الدعوة بمثابة طوق نجاة لدمشق التي تسعى للخروج من عزلتها الإقليمية والدولية. وقد أثارت الدعوة الفرنسية سخط قوى الرابع عشر من آذار المعارضة لسوريا والأطراف التي تدعمها داخل لبنان، فعودة الدفء في العلاقات بين باريس ودمشق قد يهمش الدور الذي تلعبه سوريا في لبنان لصالح طرف على آخر. وأعلنت مصادر فرنسية أن الرئيس الفرنسي سيعقد محادثات مع كل من مبارك والرئيس اللبناني ميشيل سليمان وبشار الأسد عشية القمة. كما يتداول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سوف يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة الفرنسية. وقد تكون فرنسا قد نجحت دبلوماسيا فعلا في جلب أغلبية القادة العرب المدعويين للمشاركة في القمة، لكن تبقى تساؤلات عن الصلاحيات المستقبلية لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط. كما أن هناك تخوفا من إمكانية اقتصار الاتحاد من أجل المتوسط على اتفاقيات اقتصادية وأمنية وثقافية وكونه مجرد عملية علاقات عامة لنيكولا ساركوزي. فقد لوحظ أن جدول العمل يشمل خطط لتحسين مرافق الموانئ وطرق البحرية والأعمال البيئية بالإضافة إلى تأسيس طرق رابطة بين دول شمال إفريقيا. وبما أن جميع الأطر القانونية للتعاون على كل الأصعدة بين الاتحاد الأوروبي والدول المتوسطية حسمت منذ أكثر من عشر سنوات يضل هناك سؤالا مفصليا: هل من حاجة للاتحاد من أجل المتوسط؟ بسام بونني صحفي تونسي مقيم بالدوحة


سريبرينتسا 13: مذبحة على قارعة التاريخ

 

 
عبدالباقي خليفة (*)  قصص سريبرينتسا لا تنته ، في كل بيت قصة ، ولدى كل انسان حكاية ، وفي كل مكان ذكريات أليمة وأجيال تتوارث القصص . ورغم مرور 13 سنة على مجزرة سريبرينتسا 11 / 7 / 1995  والتي راح ضحيتها أكثر من 10 آلف نسمة ،إلا أن تلك القصص لا تزال تروى . فهي مأساة تتوالد وتكشف عن فضاعتها باستمرار المقابر الجماعية التي يعثر عليها تباعا ،و قوافل التوابيت التي تحمل ( بضم التاء ) في ذكرى المأساة من كل سنة إلى مقبرة الشهداء ببلوتتشاري القريبة من سريبرينتسا .. سريبرينتسا ذلك الملف المفتوح على قارعة التاريخ ، تأخذ منه ‘ الشرق الاوسط ‘ في هذه المناسبة بطرف . قليل جدا أولئك الذين عادوا إلى سريبرينتسا ،كما أكد الكثير ‘ للشرق الأوسط ‘ ،أما البقية فقد توزعوا بين مدن البوسنة ،مثل توزلا ، وسراييفو أوهاجرو إلى الخارج ،ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية ،من بينهم ‘ شاهباز اسحاقوفيتش ‘ ( 58 عاما ) والذي هاجر سنة 1999 ، وهو من بين الناجين بأعجوبة من المجزرة الاكبر في أوربا منذ الحرب العالمية الثانية ‘عدت لأشارك في الذكرى 13 لمجازر سريبرينتسا ، فما حدث يجب أن يوثق وينقل إلى الأجيال القادمة حتى لا يتكرر’ وقال شهباز ‘ للشرق الأوسط ‘ إن ‘مسيرة الموت ‘ التي قطعها مع آخرين عبر الغابات أثرت كثيرا على صحته ،فالجوع والخوف والتعب والقلق على الاسرة إبان سقوط سريبرينتسا أصابته بمرض القلب ، ولا يستطيع ممارسة عمله السابق كمهندس ميكانيكا . وأنه يذهب كل شهر إلى الطبيب للمراجعة ‘ . وبالنسبة للكثيرين من الضحايا ،فإن 11 / 7 / 1995 لم تكن سوى محطة كبرى وفاصلة في صيرورة المعاناة والعذابات المتواصلة .فالكثير من سكان القرى البعيدة والقريبة من سريبرينتسا ،عاشوا التهجيروالجوع وضنك الحياة البائسة . تقول عمرة ( 28 عاما ) ‘ للشرق الاوسط ‘ ‘ كنت ابنة 15 عاما عندما ارتكب الصرب جريمة الابادة في سريبرينتسا ، لكن قبل ذلك عشنا حياة ملئها المرارة والرعب ‘ وتضيف ‘ هجرنا ( بضم الهاء وتشديد الجيم وكسرها ) عدة مرات وسكنا في عدة قرى بعد قريتنا ،رافي ليفا ، فكلما قصف الصرب قرية انتقلنا إلى غيرها حتى وصلنا سريبرينتسا ‘ لم يطل المقام كثيرا في سريبرينتسا ، فقد تعرضت للقصف منذ العدوان في أبريل 1992 واشتد في سنة 1993 وبلغ ذروته في يوليو 1995 بارتكاب أكبر وأبشع جريمة إبادة في النصف الثاني من القرن العشرين في أوربا .’ كنا 7 أسر في شقة واحدة ،لم يكن هناك طعام كاف ، كنا نحصل على القليل من الدقيق فنجعل منه حساءا بدون ملح وبدون سكر وذلك طيلة فترة الحصار ‘ . في منزل لأحد الأقارب تعيش ‘خيرية امشيروفيتش ‘ ( 54 عاما ) مع ابنتيها ‘أديسة ‘( 27 عاما ) و’أنيسة ‘ ( 24 عاما ) وكانت قد فقدت زوجها وولدين في سريبرينتسا. وكانت العائلة كما ذكرت ‘ للشرق الأوسط ‘ تنتقل من مكان إلى مكان منذ 1992 ، فقد نام أفرادها في الغابات منذ وقت مبكر ‘كنا نقضي الليل في الغابة وفي النهار نعود للبيت وقد قتل زوجي في سنة 1993 ولحق به ابني أديس ( 12 عاما ) بعد شهرين على إثر قصف صربي حيث أصابته شظية وهو في ساحة البيت ،بعدها انتقلنا إلى سريبرينتسا ‘ .وقالت ‘ أديسا ‘ لقد شاهدنا أخي وهو يموت ، لم نستطع أن نفعل شيئا وكان عمري وقتئذ 10 سنوات ‘. وعن الايام الاخيرة في سريبرينتسا قالت ‘كان هناك قصف مكثف على المدينة ،وكنا كلما اشتد القصف نلوذ بالملاجئ لكن لم يكن هناك قصف بدون دماء فالاطفال كانوا يلعبون باستمرار في الساحات  وقبل أن يتمكنوا من الاختباء يخطف الموت الكثير منهم وهم يلعبون ‘.وعن الساعات الأخيرة في سريبرينتسا ، قالت خيرية ‘اشتد القصف يوم 10 يوليو 1995 ، لم يكن لدى الجيش أسلحة فقد قامت القوات الدولية بمصادرتها بعد أن أعلنتها الامم المتحدة ‘ آمنة ‘ وكان نزع الاسلحة أحد شروط ذلك الاعلان ، ولذلك لجأ الناس للقوات الهولندية التابعة للامم المتحدة ، لكن الهولنديين لم يسمحو لهم بالدخول ، وجاء الصرب وبدأوا بفرزون الرجال عن النساء بما في ذلك الشيوخ والاطفال ‘وأضافت أديسا ‘كان الجنود الهولنديون يلعبون الكرة ، بينما الناس يرتعدون من الخوف وقد شاهدت شيخا يرتعش ولم يعر الهولنديون توسلاته لهم بتوفير الحماية لاسرته أي اهتمام’. لم تفقد خيرية زوجها وابنها أديس فقط بل ابنا آخر أيضا ،كان من ضحايا الابادة سنة 1995 واسمه رامو ، وكان عمره في ذلك الحين 16 عاما . وقد عثر عليه في مقبرة جماعية وأعادت دفنه العام الماضي كما ذكرت ذلك ‘ للشرق الأوسط ‘ . وتصف شاهو أوميروفيتش ( 65 سنة ) ‘ للشرق الاوسط ‘ البدايات المأسوية للابادة في سريبرينتسا ‘في يوم 11 يوليو 1995 ،كان الجو حارا ،والخوف يخيم من كل جانب ،والناس يتوجهون أفرادا وجماعات إلى بلوتتشاري بدون اتفاق مسبق ، لكن أغلب الرجال شقوا طريقهم عبر الغابات إلى المناطق المحررة ‘وتتابع ‘قبل سقوط سريبرينتسا سقط قتلى كثيرون جراء القصف دون أن تتدخل الامم المتحدة وحلف شمال الأطلسي فكل واحد كان يحمل الطرف الآخر المسؤولية وكأن هناك اتفاق بينهما على ما جرى ‘وعن الوضع في بلوتتشاري التي تجمع فيها الناس بعد سقوط سريبرينتسا قالت ‘كان هناك خلق كثير رجال ونساء وكان الصرب يفرزون الجنسين .. كانت مشاهد مقززة ، فقد أغمي على البعض من هول ما رأوا  ومن شدة الاعياء والانهاك والجوع والعطش ‘وعن أسباب فرز الرجال عن النساء قالت ‘علمنا فيما بعد أن الرجال وبينهم شيوخ وأطفال قتلوا جميعا وقد عثر على الكثير منهم داخل مقابر جماعية ‘ . وقالت تيما ‘ للشرق الاوسط ‘الذين راهنو على المجازفة عبر الغابات نجا منهم الكثير، لكن الذين توقعوا أنه لن يصبهم مكروه لكبر سنهم أو صغره ،أو أنهم في أسوأ الاحوال سيؤسرون ويفك أسرهم في مرحلة لاحقة تمت تصفيتهم رميا بالرصاص أوذبحا بالسكاكين  من بينهم شقيق تيما ( 55 سنة ) ويدعى هاسو ‘كان عمره 40 سنة ، ترك زوجة و4 أطفال بعضهم تزوج وله أطفال ‘ . وعن حياة التهجير قالت تيما ( 55 عاما ) ‘ مشينا 4 ساعات على الاقدام حتى وصلنا داكوفيتس ثم بلوتشا ثم كلادينا ثم توزلا ، وفي كلدينيا وجدنا أناس كثيرون كلهم من سريبرينتسا بعضهم وصل في حافلات ،وكان الجيش البوسني وقوات من باكستان تابعة للامم المتحدة توزع الماء والخبز والحليب على المنكوبين ‘ . وتتابع ‘ قضينا ليلتنا في كلادينيا قبل الوصول إلى توزلا حيث بقينا هناك 4 سنوات بدون مال وفي ظروف غاية في الصعوبة ، حيث كنا نعيش على ما تقدمه لنا الهيئات الاغاثية ‘ . أما خيرية امشيروفيتش فقد ذكرت بأن الحكومة البوسنية أسكنتهم بعد تهجيرهم من سريبرينتسا في مدرسة في بانوفيتش قرب توزلا ( 120 كيلومترا شمال سراييفو ) وكانو 14 شخصا في صالة واحدة لمدة شهر ،ثم رحلوا إلى فوينيتسا حيث أقامو لمدة 3 أشهر قبل أن يستقروا في إليجا ،وكل ذلك في ظل ظروف مأساوية ‘ لم يكن عندنا مال ولا حتى أواني بل لم يكن عندنا طعام كاف ‘. وعن المستقبل وما إذا كن يفكرن في العودة لسريبرينتسا ‘ يسكننا حلم العودة والخوف في آن واحد ، ليس لدينا رجل ، لذلك نذهب سنويا لزيارة الأطلال ‘ وأشرن إلى أن ‘ هناك من عاد ويعيش حياة شبه طبيعية ، عادوا لأرضهم يزرعونها ، ونحن لدينا أيضا أرض شاسعة ،لكنها أصبحت غابات فلا يوجد من يعتني بها ‘ وذكرن أن العائدين ‘ يذهبون صيفا ويعودون شتاءا ، فالحياة لا تطاق هناك في فصل الشتاء ،حيث لا توجد مدارس ولا مستشفيات ولا طرق صالحة ‘ إضافة إلى أن ‘ المنازل لم يعاد بناؤها بعد أن تم تدميرها من قبل الصرب حتى لا يعود إليها أهلها ‘ويحتاج أهالي سريبرينتسا إلى’الجرارات والآلات الزراعية والقروض لتعود سريبرينتسا كما كانت ‘ كما شدد الكثير ممن التقتهم ‘الشرق الاوسط ‘ على أنه ‘ لا يوجد من باع أرضه ‘ ولا ‘ يوجد من نسي ما حدث ‘ وأكدت ‘ أديسا ‘ على أنها ستروي لأولادها ولأحفادها ما حدث . وحول عديد الضحايا والجدل القائم في هذا الخصوص قال عمر ماشوفيتش ورئيس الهيئة الخاصة بضحايا سريبرينتسا ‘ للشرق الاوسط ‘إن ‘ الارقام الاولية للضحايا تفيد بأن هناك 8،106 ضحية ،وهناك 6 أسماء يتوجب التأكد منها ،كما توجد  الميئات من الاسماء الاخرى التي يجب ضمها للقائمة بعد التأكد من أنهم بالفعل من سكان سريبرينتسا ‘مما يؤكد بأن الرقم المعلن والذي تسوقه وسائل الاعلام المختلفة في كل مناسبة وهو الثمانية آلاف ليس رقما نهائيا . وقال ماشوفيتش ‘ إن ‘عددا كبيرا من سكان القرى لجأ إلى سريبرينتسا هربا من الابادة ولكنهم لقوا حتفهم بعد اجتياح القوات الصربية للمدينة في يوليو 1995 ‘ ‘وأشار إلى أن الارقام التي تم تثبيتها في السجلات الخاصة بمجازر سريبرينتسا تمت بالتعاون مع المنظمة الدولية للبحث عن المفقودين ومنظمة الصليب الاحمر الدولي .بيد أنه أكد على أن ‘السجل لن يغلق أبدا لأن هناك عدد كبير من الضحايا لم يتم الاعلان عنه من قبل ذويهم لانهم قتلوا جميعا ‘.وقال إن ‘آلاف الضحايا لا يزالون  ينتظرون إلقاء القبض على رادوفان كراجيتش وراتكو ملاديتش وغيرهم من القادة العسكريين الصرب ومحاكمتهم على الجرائم البشعة التي ارتكبوها ‘وواصل ‘ لا يزال آلاف المهجرين ينتظرون العودة إلى بلداتهم ، فعدد الذين قتلوا في المجزرة أكبر من العدد الذي عاد إليها ،نرجو أن يرتفع عدد الاحياء وتمتلئ المدينة من جديد بسكانها ‘ومضى يقول ‘ نحن نعلم أن المنطقة لا تزال مليئة  بالمقابر الجماعية  التي تضم آلاف القتلى ‘ . (*) كاتب وصحفي تونسي مقيم في البلقان (المصدر: صحيفة ‘الشرق الاوسط’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 جويلية 2008)  


تعقيبا على انتخابات الأقسام والمجالس  العلمية دورة جوان2008 أيحق لمنتسبي الشبكات الجامعية المشبوهة، راعية المحسوبية والزبائنية،الافتاء والتنظير في الحالة التونسية،العربية،الدولية؟؟؟؟

 

مراد رقية يطالعنا العديد من الجامعيين الأفذاذ من أقصى اليمين،كما من أقصى اليسار،ومن الخضر والحمر على السواء؟؟) الذين ثبت بما لا يدعو للشك والالتباس ،وبالحجة القريبة والبعيدة،انتسابهم لمراكز القوىوالظلام الجامعية المستفيدة من الشبكات »الاجرامية الأكاديمية »والراعية لها،مكرّسة تعدد المعايير والموازين،من الذين يشتغلون ويتحركون ويتخذون المواقف طبقا لبطاقاتهم الممغنطة المشحونة مسبقا؟؟؟  والذين يتميزون بفرادة مواهبهم وسلوكاتهم الزئبقية التي تنم عن رياء ونفاق وعدم استقرار وتقلب مرضي يكرسونه لخدمة أهدافهم المشبوهة في الارتقاء هم ومنظوريهم في سلم الافتراء العلمي والكذب الاجتماعي والسياسي من خلال احتكار الخطط والمهام الوظيفية  الطلائعية(التي تصمم في عديد الأحيان على مقاسهم)تدريسا وبحثا وتأطيرا في مختلف المناسبات والمحطات الحاسمة،بفتاوى مصيرية لا يشق لها غبار وبخطب عصماء(يستعملونها عند الحاجة للمساومة تسريعا للصعود والارتقاء الصاروخي)باعتبارهم أصحاب رسالة مقدسة ومهمة توعوية أكيدة؟؟؟ فيحاولون كشف العيوب والعورات على أنواعها،منصبين أنفسهم حماة للجنس البشري »المغدور »والمهدد بالانقراض السريع الأكيد مما يقدمهم لقوى المجتمع المدني المتحفز لنصرة المظلومين(حتى عندما يدافع عنهم عن رياء ومكر جلادوهم؟؟ باعتبارهم »مؤمّنين على المصير »ومن منتسبي الصف الأول من المعارضة الديمقرطية،راعية حقوق الانسان والحيوان والنبات وكل قوى الطبيعة ماظهر منها وما بطن؟؟؟ ويدخل كل ذلك في سياق تعددية  لغة الخطاب لدى هذا الصنف المتحول »جينيا وسلوكيا وسياسيا » ليستفيد من كل الفرص المتاحة لدى  ملتزمي الشبكات ولدى مختلف سلط القرار الاداري والأمني والعلمي والبيئي فيناور مع المناورين،ويخادع مع المخادعين، وينظّر مع المنظّرين،ويغني مع المغنين،ويستهجن مع المستهجنين،ويفتي مع مختلف المرجعيات سعيا للفوز الأكبر والأعظم لدىكل الأوساط الوضعية والدينية والسياسية والبيئية بالسباحة في كل المياه العكرة والشفافة على حد سواء؟؟؟ ولعل من الأسباب الرئيسية لـتأخر قيام دولة القانون والمؤسسات »الملاذ الحقيقي لأصحاب الحقوق والحاجات »وتكريس المواطنة وعلوية القانون والحقوق على اختلافها تنصيب العديد من هذه النماذج المستهترة العابثة ،الرامية عرض الحائط بالقيم الأصيلة والمبادىء الديمقراطية الحقة وليست »المسوّقة اعلانيا »نفسها وصية بتوكيل مفوض غير محدود الصلاحية ولدى أمهات المجتمع عبر القارات ،والعابرة للقارات العربيةوالاسلامية والغربية وحتى الآسيوية،معنية أساسية ودون منازع ومنافس بالحفاظ على التوازن البيئي والأخلاقي للأنواع والسلالات المتعايشة بقدرة الله وعظمته على وجه البسيطة ،وذلك بالرغم من ممارستهاللبغاء والبغي بأنواعه المسجلين بأسمائهم كعلامة مميزة حفاظا »على الملكيةالنفاقية »،لأنواع الانحراف والخطايا المختلفة لحساب مصالحهم المشبوهة التي لا يترددون دون أي تردد في التضحية بها،فتساوى هؤلاءمع وزارة البيئة والتنمية المستديمة عندنا التي تدعو وتنظم المسابقات وتسند الجوائز لحماية البيئة والمحيط وتسمح « مضطرة غير عابئة » للمؤسسات البلدية باقامة « براكين القمامة » المكونة من المزابل المتراكمةالتي تعدد فيها الفوهات القاذفة للغازات والروائح الكريهة القاتلة المسرطنة برغم وجود شارع للبيئة بكل مدينة وقرية وتمثال لحبيبنا « المغرّربه »لبيب للطبيعة وللبيئة حبيب….وفي الختام يخيل اليّ كأني بدأت أسمع أصواتا تعلن دون أن ترتفع خشية القصاص والخوف المستشري داخل « دهاليزالجامعة »بمكوناتها المختلفة،تردد وتلوم مستنكرة  مستعملة أبيات قصيدة »مجنون ليلى » للفنان الرائع المغفورله محمد عبد الوهاب: »قالت أو »قال-سررت الأعداء،فمنهم الأعداء(الحقيقيون)ومن يكون الأصدقاء،هل من اجابة شافية ممن يقولون الحق ولو كان مرّا،ولو كان عن أنفسهم….؟؟؟ السلام عليكم ،والى لقاء قريب باذن الله ،القادر على مغتصبي براءة وكرامة جامعتنا التونسيةالتي هي في حاجة الى بعث جديد أكيد لا في مستوى البنية التحتية،ولكن في مستوى العقول والممارسات؟؟؟؟

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.