TUNISNEWS
8 ème année, N° 2725 du 07.11.2007
حرّية و إنصاف: إطلاق سراح عدد قليل من السّجناء السياسيين دون المأمول بكثير
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: إطلاق سراح عدد من المساجين السياسيين يوميات الاضراب: اليوم السابع الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: دعوة لمساندة المحامين الباكستانيين .. يو بي أي: بن علي يؤكد عزم تونس الإرتقاء بالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية يو بي أي: تقرير: الحريات مثار الخلاف الأكبر بين السلطات التونسية ومعارضيها بعد 20 عاماً على قيادة بن علي يو بي أي: جمعيات وشخصيات تونسية تستنكر ما وصفته الإساءة المتعمدة لتونس جريدة « الصباح »:جمعيات وطنية تثمن المكاسب وتُـديـن كل أشكال الإساءة لتونس رويترز:الرئيس التونسي يُـكْـمـل عشرين عاما في السلطة آكي: حقوقية تونسية: باسم محاربة الإرهاب يشدد بن علي الإجراءات التعسفية صحيفة « الوسط التونسية »:على أمل أن تقطع تونس مع سياسة « الحل الأمني »… صــابـر التونسي :سـواك حار (55) عشرون عاما من « الأفراح » صــابـر التونسي:ســـواك حار (27) إن الله يحب الفأل ويكره التطيّر « لوموند »: »بن علي إلى الأبد »! عبد الرحمان الحامدي: إفعل ماشئت فلست القادر الوهاب محمد العروسي الهاني: من وحي الذكرى العشرين لا للتساهل في أموال المجموعة ومكاسبها 7 نوفمبر 1987 أخبار تونس: خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الذكرى العشرين للتحوّل النفطي حولة: حصاد السنين المر الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين: بــيـــان النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالقصرين: إلى السيد وزير التربية و التكوين من المدير الجهوي للتعليم بالقصريــن إلى عناية السيد والــــــــي القصريــــن النفطي حولة: حصاد السنين المر د. محمد الهاشمي الحامدي: التعليم ثم التعليم ثم التعليم موقع إيلاف:الفاضل الجزيري: سنقدم صورة لعذابات الناس وهمومهم زهير الخويلدي :حاجة الثقافة العربية إلى نمط الفيلسوف الديمقراطي
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …
عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟
وصلتنا الرسالة التالية من جمعية « تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس » www.takaful.fr بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم
نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)
إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،
إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،
إننا في أرض الزيتونة والقيروان، ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.
إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد. فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.
تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم « لا يسألون النّاس إلحافا » نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم :أطعموني إني جائع، والمَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.
إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة، والإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا: تأخر في الزواج حيث وصل بعضهم إلى الخمسينات من عمره ومازال أعزبا، إضافة إلى تفشي الأمراض لدى أغلبهم، مثل أمراض المعدة، وأمراض المفاصل، وغسل الكلي وحالات فشل تام، وظاهرة العجز الجنسي، وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.
ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.
هذا غيض من فيض، ونكتفي بهذا القدر المر.
إخواني الكرام »ارحموا عزيز قوم ذل » مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها
ومن كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.
أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.
إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا ولكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون والدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.
أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى وعليها نموت و بها نلقى الله. » من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة » حديث
كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حافظ و هو أرحم الراحمين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
* رسالة وصلت أخيرا من تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، و نحن نبلّغها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا و اجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.
و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين، فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبّوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
قال تعالى ( و ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه و هو خير الرازقين ) سورة سبأ 39
و قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ) سورة البقرة
وجزاكم الله خيرا
* من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل بإحدى الطرق التالية:
· تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي الجمعية
· إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة TAKAFUL على العنوان التالي:
TAKAFUL – 16 Cité Verte
94370 Susy en Brie
FRANCE
· تحويل مباشر على الحساب الخاص للجمعية التالي:
· La banque postale
30041 00001 5173100R020 42
France
رقم الحساب الدولي
Iban
FR54 30041 1000 0151 7310 0R02 042
· أو عبر شبكة الإنترنت www.takaful.fr
· أو عبر البريد الالكتروني
Email : contact@takaful.fr
حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 07/11/2007 الساعة: 11:59
حرّية و إنصاف * إطلاق سراح عدد قليل من السّجناء السياسيين دون المأمول بكثير
علمت منظّمة « حرّية و إنصاف » أن السلطات أطلقت مساء اليوم 7 / 11/ 2007 سراح عدد من السجناء السياسيين و تأكد فقط إطلاق سراح 8 سجناء سياسيين إلى غاية إعداد هذا البيان ، أغلبهم تبقّى له من مدّة العقوبة المحكوم بها أقلّ من عاميْن فيما قارب أحدهم على إنهاء مدّةالعقوبة تقريبا، و فيما يلي القائمة : – عبد الكريم الهاروني . – فاخر الفاطمي . – محمد عون . – علي شنيتر . – عبد اللطيف بوحجيلة . – محمد صالح قسومة . – رمزب بالطيبي . و تأكّدت مصادر المنظّمة من حقيقة عدم إطلاق عديد السجناء السياسيين الآخرين إلى حدّ الآن بينهم قيادات سابقة بحركة « النهضة » في مقدّمتهم الصادق شورى الرئيس السابق للحركة ، فضلا عن عدم الإفراج عن مئات من السجناء السياسيين المُحاكمين بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب ، مع ملاحظة تواصل إعتقالات عديدة في الأيام القليلة الماضية لعدد كبير من الشباب التونسي بمقتضى هذا القانون دون أن يثبت عليهم أي فعل موجب للمؤاخذة . إنّ منظّمة « حرّية و إنصاف » : – ترفع تهانيها إلى المٌطلق سراحهم و إلى عائلاتهم . – تُجدّد المُطالبة بإطلاق سراح كلّ السجناء السياسيين في تونس و بسنّ عفو تشريعي عام . – تعتبر الإفراج مساء اليوم عن عدد قليل جدّا لا يكاد يعدّ على الاصابع من السجناء السياسيين بعد أكثر من 15 سنة قضاها أغلبهم في المعتقلات ، أمرا لا يستحقّ الذكر تقريبا و يعدّ دون مطالب منظّمتنا و المنظمات الحقوقيّة التونسية و الدوليّة . – تُندّد بالخروقات الحاصلة في محاكمات السجناء السياسيين في تونس و بحالات التعذيب المقترفة في حقهم ، و تستنكرالإعتداء على حقوق السجناء المسرّحين في التنقل و الشغل و العلاج . . – تهيب بالمجتمع المدني الوطني و الدولي إلى ترفيع نسق الجهود من أجل تحرير جميع السجناء السياسيين . * عن المنظمة الكاتب العام عبد الرؤوف العيادي
حرّية و إنصاف:
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تعلن حرية و انصاف انه وقع اطلاق سراح اغلب المساجين السياسين من حركة النهضة الذين بقي من الحكم الصادر في حقهم سنتين و قد استثني البعض منهم و نذكر من الذين استثنوا السجين السياسي الدكتور الصادق شورو رئيس حركة النهضة سابقا
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 7 نوفمبر2007
إطلاق سراح عدد من المساجين السياسيين
علمت الجمعية أن عددا من المساجين السياسيين قد تم تسريحهم مساء اليوم وإلى حد كتابة هذه الأسطر تأكد إطلاق سراح كل من : كريم الهاروني : محكوم بالسجن المؤبد . علي شنيتر: محكوم بالسجن المؤبد. محمد الصالح قسومة : محكوم بـ 35 سنة سجنا . وهم من مساجين حركة النهضة . عبد اللطيف بوحجيلة : محكوم بـ 11 سنة سجنا . فاخر الفاطمي : محكوم بـ11 سنة سجنا . و هما مما عرف بـ » مجموعة الأنصار » . رمزي بالطيبي : محكوم بـ 4 سنوات و نصف سجنا . و هو المعروف بـ » سجين الأنترنيت » . و الجمعية إذ تهنئ المناضلين المفرج عنهم ، وعائلاتهم فإنها تدعو إلى الإفراج عمن بقي من المساجين السياسيين خلف القضبان ، و سن عفو تشريعي عام ينهي سنوات طويلة من المظالم . عن الجمعية الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي
عـــاجل….إطلاق سراح بعض المساجين السياسيين بتونس
بسم الله الرحمن الرحيم بلغنا الان أنه وقع اطلاق سراح الإخوة :عبد الكريم الهاروني و لطفي السنوسي و محمد الصالح قسومة وعلي شنيتر و عبد اللطيف بوحجيلة وفاخر الفاطمي ومحمد عون اليوم 7 نوفمبر2007 ولا زلنا بصدد إنتظار إتصالات أخرى لتؤكد لنا إمكتنية إطلاق سراح عدد آخر من المساجين السياسيين التونسيين… والحوار نت إذ يتقدم بالتهاني لكل المسرحين يأمل أن تكون هذه الخطوة نهاية لفترة مظلمة من تاريخ تونس على أمل فتح صفحة جديدة ترفع فيها المظالم وترد فيها الحقوق… (المصدر: »الحوار نت » (ألمانيا) بتاريخ 7 نوفمبر 2007)
تونس : خبر عاجل الافراج عن العديد من قيادات وأعضاء حركة النهضة
تونس-عاجل الوسط التونسية/مرسل الكسيبي: في خبر وردنا للتو من العاصمة تونس علمت الوسط بنبأ اطلاق سراح مجموعة بارزة من أطر وقيادات حركة النهضة التونسية الى جانب عدد اخر من المعتقلين في قضايا ذات علاقة بالانتماء الى مجموعات سلفية : هذا وقد وردت علينا مجموعة أولية لبعض الشخصيات المفرج عنها : -عبد الكريم الهاروني- قيادي بحركة النهضة -لطفي السنوسي – قيادي بحركة النهضة التونسية -علي شنيتر – حركة النهضة -محمد صالح قسومة – حركة النهضة -فاخر الفاطمي -عبد اللطيف بوحجيلة رمزي بالطيبي -اعتقل في اطار قضايا الابحار على مواقع انترنيت محظورة تونسيا. يذكر أنه تم الافراج على هؤلاء مع عدد اخر من المعتقلين ضمن اطار عفو رئاسي خاص صدر بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لتقلد الرئيس بن علي لمنصب رئاسة الجمهورية . مرسل الكسيبي-7 نوفمبر 2007-الساعة 22+30 دق مساء
(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 7 نوفمبر 2007)
* من أجل حرية التنقل *
يوميات الاضراب
اليوم السابع
* اضراب جوع جماعي
اليوم 07 / 11 /2007 دخل العديد من المحرومين من حق السفر و التنقل داخل البلاد و خارجها و من الخارج إلى تونس لأسباب تتعلق بآرائهم في اضراب جوع جماعي تضامنا مع المضربين على الطعام الأستاذ محمد النوري والصحفي سليم بوخذير و ذلك ليوم واحد يوم 07 نوفمبر 2007 و كان في طليعة المضربين:
– تمام الاصبعي / ناشط حقوقي و سجين سياسي سابق .
– علي الاصبعي قيادي بحركة النهضة .
– عبد الله الزواري/ صحفي .
– أحمد زكرياء الماقوري / ناشط بالتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحرّيات .
– المنصف بالهيبة / متقاعد .
– سيد مبروك / ناشط بالحزب الديمقراطي التقدّمي .
– رياض الحجلاووي / أستاذ جامعي باريس
– حمزة حمزة / عضو الجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدّمي .
– العربي القاسمي رئيس منظمة الزيتونة بسويسرا .
– عبد الحميد العداسي / ناشط حقوقي – الدانمارك .
– عبد الرحمان الحامد / ناشط حقوقي – سويسرا .
– عماد دايمي / المسؤول الإعلامي لموقع حزب المؤتمر من اجل الجمهوريّة – باريس .
– سيف بن سالم / ناشط – باريس
– محمد الكريف /نابل تونس
– محمد بن رمضان نابل تونس
– محسن الذهيبي / باريس
– عمر قوادر / مكتب جمعية الزيتونة سويسرا.
– اسماعيل الكوت
– زهير مخلوف / مناضل حقوقي تونس .
– سعيد الجازي / تونس
– فوزي قار علي / تونس
– فتحي الماجري / مناضل حقوقي تونس
– نورالدين الخميري / ناشط حقوقي -ألمانيا
وقد فاق عدد من أعربوا عن المساندة إلى حد الساعة للمضربيْن و من أبدى استعداده في المشاركة في الإضراب الجماعي الثلاث مائة من أشخاص و هيئات و مؤسسات و أحزاب سياسية..
* الحالة الصحية للمضربين
أكدت اللجنة الطبية المكلفة بمتابعة الحالة الصحية للمضربين اليوم الأربعاء ارتفاعا ملحوظا لضغط الدم للأستاذ محمد النوري و تسارع جسيم لدقّات القلب الصحفي سليم بوخذيرو إضطراب في نسبة السكّري ممّا ادى به إلى تكرّر حالة الأغماء ، كما إنخفض وزنه لأكثر من 5 كيلوغرامات و طالبه الطبيب بأخذ أمصال تحتوي على فيتامينات و إلّا فعليه أن يوقف الإضراب لكنّه رفض أخذ الأمصال و إيقاف الإضراب و الإنتقال إلى مصحّة مكتفيا بالماء و السّكر فقط و اصيب أيضا بنزلة برد … و حصل الإغماء أيضا للأستاذ النوري في المساء .
* ملحق الندوة الصحفية ليوم أمس
عقدت العديد من اطياف المجتمع المدني مساء أمس الثلاثاء 06/11/2007 بمشاركة المضربيْن محمد النوري وسليم بوخذيرندوة صحفية بمقر الاضراب عن الطعام.
أكد المضربان محمد النوري وسليم بوخذيرندوة على استمرارهما في الاضراب ما لم يقع الإستجابة لطلبهما المشروع.. و قد أرسل الألأستاذ النوري مطلب إستئناف للقضاء و ارسل الصحفي بوخذير عن طريق البريد السريع من خلال محامييه ملفا كاملا لجواز سفره في إطار ما أسمياه المضربان ب »المحاججة الرمزية للسلطة » .
و قد قال الأستاذ محمد النوري إنه قدم استئنافا للحكم الصادر في حقه بمنعه من السفر حتى يبين للجميع أن القضية ليست قضائية كما تدعي السلطة .
و قال بوخذير إن المصالح الأمنية على مدى أكثر من 3 سنوات ترفض بشدة تسلّم مطلب جواز سفري بتعلات واهية .
و قد لاحظ جميع المشاركين حالة الهزال و الضعف للمضربيْن و سجلوا إشارة الدكتور المباشر لهما بضرورة ملازمة الفراش .
و قال الأستاذ نجيب الشابي عضو لجنة المساندة الوطنية في الندوة الصحفيّة إن المجتمع المدني كلّه ملتف حول مطالب المضربيْن و طالب الحكومة فورا برفع يدها عن حق بوخذير و النوري في السفر .
و قد أشارت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي السيدة ميّة الجريبي لأهمية البعد النضالي للإضراب و دعت كل أطياف المجتمع الوطني و كل ضمير حر إلى التضامن و مساندة المضربين في حقهما المشروع.
من ناحيته قال الأستاذ محمد عبو رئيس لجنة المساندة إن النيل من حق النوري و بوخذير في السفر ينسحب على حالات عديدة أخرى هو واحد منها وقد طالب السلطات برفع القيود على حق السفر ، و أعرب عن عميق انشغاله وتعاطفه العميق مع المضربيْن خاصة و أنه جرب فيما مضى تجربة الإضراب عن الطعام معتبرا إياه طريق بطيء نحو الموت .
و فضلا على حضور عديد الوجوه الاعلامية البارزة حضرت الندوة جملة من القيادات السياسية ومنهم مناضلو الحزب الديمقراطي التقدمي و ممثلين عن التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات و حزب تونس الخضراء و حزب المؤتمر من جل الجمهورية و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوب الإنسان و المجلس الوطني للحريات .
* تواصل قوافل المساندة
لليوم السابع من الاضراب استمرت قوافل الزيارات للمضربين من مختلف أطياف المجتمع المدني، و قد عبر الزائرون عن مؤازرتهم و مساندتهم وتضامنهم مع المضربين في مطالبهما المشروعة و المكفولة في الدستور . و قد كان من أبرزهم السيد عمر المستيري و لطفي الحيدوري عن المجلس الوطني للحريات و الأستاذ العياشي الهمامي الناطق الرسمي لهيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات و الحقوقي السيد منصف الطريقي و السجين السياسي السابق السيد عبد اللطيف المكي ..
* اتصالات هاتفية متواصلة
وفاء منهم للمضربين في المطالبة بحقهما في حرية التنقل ، استمرت الاتصالات الهاتفية بهما من مختلف الأصقاع في طليعتهم السيد مرسل الكسيبي و السادة من قيادة حركة النهضة : المهندس حمادي الجبالي و حبيب اللوز و منصف بن سالم و الدكتور زياد الدولاتلي ، و المناضل الحقوقي السيد خميس الشماري و أم أيمن و جلال الماطري من جينيف عن إتحاد التونسيين يسويسرا و صحفييين من القدس العربي بلندن و محي الدين شربيت من كنفدرالية المغرب العربي لحقوق الانسان من باريس و السيد خليفة مبارك من الكنفدرالية الوطنية للشغل و نائب رئيس حزب المؤتمر الأستاذ عبد الرؤوف العيادي و المسؤول بالمكتب الإعلامي للحزب السيد عماد الدايمي و الحقوقي من ألمانيا السيد نور الدين الخميري ….
*استمرار المحاصرة الأمنية
لليوم السابع من الاضراب لاتزال قوى الأمن تحاصر مقر الاضراب بكثافة ، وقد عمدت صباح اليوم إلى إغلاق باب مكتب الأستاذ النوري مقر الاضراب لأكثر من مرّة في محاولة لمنع الزائرين ، ولم تنته المضايقات المسلّطة على كل الزوار بمنع بعضهم و التحرّش بالبعض بتعلة طلب بطاقة الهوية..
*رسائل الكترونية حارة
تلقى مقر الاضراب على عنوانه البريدي greve_infos@yahoo.fr مجموعة هامة من الرسائل الالكترونية المعبّرة عن فائق تضامن مراسليها و بعض الرسائل الأخرى المتحدثة عن عمق المأساة التي يعانيها البعض نتيجة حرمانهم من حق التنقل و السفر … اللجنة الإعلاميّة للاضراب إرتأت أن تنشر بعضها حرفيا كما وردت له عبر البريد الالكتروني..
….. و هاتان رسالتان معبّرتان وردتا على البريد الغلكتروني للجنة الإعلاميّة ننشرهما كاملتيْن :
1)
عريضـــــة مساندة
على إثر إعلان الأستاذ محمد النوري و الصحفي سليم بوخذير الدخول في إضراب مفتوح عن االطعام يوم 01 / 11 / 2007 للمطالبة بحقهما في التنقل والسفرداخل البلاد وخارجها أصالة عن نفسيهما و نيابة عن كل المحرومين من هذا الحق . نحن الممضون أسفله نعبر عن تضامننا مع المضربين ومساندتهما في تحركهما المشروع حتى تحقيق مطلبهما المكفول دستوريا .
إن هذا المطلب يعكس مدى تدهور أوضاع الحريات في بلادنا و اتساع محنة النشطاء و المناضلين الشرفاء ، و لكن كل القوى المخلصة لهذه البلاد و كل الأخيار يقفون اليوم ويشدان أزركما حتى الاستجابة لمطلبيكما المشروعين : رفع تحجير السفر عن الأخ محمد النوري و تمكين الأخ سليم بوخذير من جواز سفره .
و نحن واثقون من كون نضالكما سيتوج حتما بالنصر ، فالصمود ، الصمود و نحن معكم إلى آخر الطريق.
انور عزالدين – وكيل تجارى: فرنسا
2)
بسم الله الرحمان الرحيم
ممنوع من الرجوع الى تونس منذ 14 سنة
أنا المسمى حسين بن خليفة الشامسي مواليد قرية القلعة من معتمدية دوز ولاية قبلي سنة 1972 ، حوكمت سنة 1991 في قضية الإنتماء الى جمعية غير مرخص فيها وكانت سني حيناذاك 18 سنة وكنت قد إجتزت على الحين إمتحان الباكالوريا ، وحكم عليّ بسنتين سجنا
ظلما وعدوانا ذنبي الوحيد اني كنت من المتفوقين في الدراسة والسلوك حيث كنت مواضبا على الصلاوات الخمس في المسجد بالقرية المذكورة أعلاه.
قضيت سنوات السجن في سجن قابس سيأ الذكر وكانت عائلتي تزورني هناك وبعد إنقضاء المدة جاءت عائلتي الى السجن حتى نرجع سويّا الى الأهل والأحباب ولكن هيهات ….!!!!
هل تعرفون ماذا فعلوا بي :؟؟؟؟
جاءني مدير السجن وأخذني الى المكتب وهددني بالموت إن رفضت أيّ أوامر فسالته : ما الجديد فانا ساغادر غدا السجن وقد قضيت المدة فما الجديد ؟؟؟ قال لي أنت مطلوب الى وزارة الداخلية غدا !!! يا الاهي ماعساني ان أفعل ؟؟؟
اخذوني على جناح السرعة ليلا الى تونس ( بلد الأمن والأمان ) الى وزارة الداخلية ( وزارة التعذيب والإهانة البشرية ) وفي الصباح خيروني بين ان أرحّل الى الجزائر لأني احمل جنسيتها بالنسب حيث أبي من أصل جزائري ( مع العلم أن إخوتي الكبار وأخواتي وأعمامي وكل أبناء عمومتي كلهم يعيشون في تونس وهم تونسييون ولا نعرف عن الجزائر الا الورق) او أسجن مرة أخرى وأقضي بقية عمري في السجن وبقيت هناك 40 يوما تحت السياط وكل انواع التعذيب وأرفض أن أرحل الى بلد لا أعرف فيه احدا ….!!!!! من الجانب الآخر أهلي أتووا ليستلموني من السجن بقابس فقيل لهم انهم لا يعرفون أحدا إسمه الحسين بن خليفة !!!
سبحان الله هذه الوثائق ورخص الزيارات السابقة تثبت انه كان هنا مع مجموعة من التلاميذ الآخرين ؟؟؟؟ أين نحن ؟؟؟ في دولة أو عند عصابة؟؟؟ الجواب لا نعرف عن شخص اسمه حسين بالبتة……
بقيت اقاوم علهم لهم قلوب يفقهون بها او آذان يسمعون بها …. ولكن لا حياة لمن تنادي…
بعد تقريبا 30 يوما احسست باني مرضت نفسيا واصبحت ( في دائرة المرفوع عنهم القلم ) الا بعض الأحيان افيق ويرجع لي العقل ولكن سرعان ما أغيب مرة ثانية… لا حول ولا قوة الاّ بالله ….
وفي يوم من ألأيام جاؤوني وسالوني ماذا قررت ؟؟ قلت أرجع الى أهلي في دوز
أخذوني وذهبوا بي الى الحدود التونسية الجزائرية ( ليس بعيدا على مدينة تبسة ) ورموني قرب مركز الحدود الجزائري وقالوا لي إن عدت الى هنا سنقتلك وأشهروا في وجهي سلاحهم!!!!!
تقدمت من الشرطة الجزائرية وكان وجهي كله منتفخ من جراء التعذيب، كذلك الأيدي والرجلين… فسالوني ما بك قلت وكنت خائفا من كل شيئ اني تخاصمت مع التوانسة فضربوني فقالوا لي اين تسكن قلت في تبسة قالوا إذهب وإرجع الى أهلك …
دخلت المدينة وانا لا اعرف فيها شخصا توجهت الى المسجد بعد ما سالت عن مكانه صليت الضهر وبينما انا بين الصلاوات سالت رجلا شيخا كبيرا غن كان يعرف كيف يذهب الواحد الى مدينة الوادي ( وادي سوف مدينة مسقط راس أبي ) أخذني الرجل المسن الى محطة الحافلات وقطع لي تذكرة سفر وذهبت الى هناك أسال عن أصلي حتى وصلت الى قريب لي من الأم وبعد يوم إتصلت بأهلي في تونس وأعلمتهم باني حيّ أرزق ولكني في بلد آخر إسمه الجزائر ( آنذاك كان مشتعل هو الآخر بين السلطة والجبهة الإسلامية للانقاذ ) وبقيت منذ ذلك الوقت أي منذ سنة 1993 وأنا محروم من الرجوع الى أهلي والعيش معهم
فانا أطالب اليوم برفع المظلمة عني والسماح لي بالتنقل الى ومن تونس لزيارة امي التي تيلغ من العمر اكثر من 75 سنة وابي اكثر من 80 سنة اضافة الى اعمامي وعماتي وابنائهم جميعا وكذلك قريتي التي تربيت وترعرعرت فيها …
حسين بن خليفة الشامسي
قرية الدبيلة أكفادوا
39000 الوادي
الجمهورية الجزائرية
حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تونس في 07/11/2007
الساعة: 17:40
* تدهور صحة المضربيْن عن الطعام وتكرر الإغماءات لدى بوخذير
تعبّر منظمة « حرية وإنصاف » عن بالغ انشغالها للتدهور الطارئ على صحتيْ الأستاذ محمد النوري والصحفي سليم بوخذير المضربيْن عن الطعام منذ 01/11/2007 للمطالبة بتمكينهما من حق السفر المحرومين منه منذ أكثر من 3سنوات بقرار من السلطات التونسية.
فالأستاذ النوري البالغ من العمر 69 عاما صار يُعاني من هزال شديد وضعف البصر وفقدان التوازن عند المشي بعد أسبوع من إضراب الجوع المتواصل ، فيما أصيب الصحفي بوخذير صباح اليوم بحالة إغماء تكررت أكثر من مرة بسبب ارتفاع ضغط الدم واضطراب السكري وارتفاع نبضات القلب و فقد 5 كيلوغرام من وزنه وقد رفض اشارة الاطباء عليه بنقله إلى المستشفى أو تناول مصل تحتوي على فيتامينات وأكد أنه سيواصل الاضراب حتى تحقيق غايته مع الإكتفاء بالماء و السكر فقط .
إن منظمة حرية وإنصاف:
– تُحمّل السلطات التونسية المسؤولية فيما يلحق بحياة المضربيْن من خطر بسبب تعنّتها في رفض مطلبيهما المشروعين.
– تهيب بالمنظمات الوطنية والدولية مزيد التجند للدفاع عن حق النوري وبوخذير في السفر.
– تطالب السلطات التونسية برفع حظرها فورا عن حق المضربيْن في السفر.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ عبد الرؤوف العيادي
مقــــر الإضراب عريضـــــة مساندة
على إثر إعلان الأستاذ محمد النوري و الصحفي سليم بوخذير الدخول في إضراب مفتوح عن االطعام يوم 01 / 11 / 2007 للمطالبة بحقهما في التنقل والسفرداخل البلاد وخارجها أصالة عن نفسيهما ونيابة عن كل المحرومين من هذا الحق . نحن الممضون أسفله نعبر عن تضامننا مع المضربين ومساندتهما في تحركهما المشروع حتى تحقيق مطلبهما المكفول دستوريا .
للإمضاء على هذه العريضة يرجى إرسال الإسم والصفة على العنوان التالي :
Greve_infos@yahoo.fr
ملاحظة :
للإتصال بالأستاذ محمد النوري :
الهاتف : 0021622821225
و للإتصال بالصحفي سليم بوخذير :
الهاتف : 0021698670881
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “
“الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr
تونس في 7 نوفمبر2007
دعوة لمساندة المحامين الباكستانيين ..
لا يزال المحامون الشرفاء يرسمون عبر أرجاء العالم صورة ناصعة للإلتزام بالدفاع عن الحق و الحرية ، ولا يدخرون جهدا في فضح الإنتهاكات و مساندة المظلومين ،
إن الهراوات المنهالة على رؤوس المحامين الباكستانيين ، و المعتقلات التي يزج فيها بالمئات منهم ، لدليل على أن جميع منتهكي حقوق الإنسان في جميع البلدان يضيقون بشهود حق يراد تكميمهم و تغييبهم ،حتى تمر الإعتداءات و التعذيب و خرق حقوق الإنسان دون محاسبة و لا مساءلة .
إن معركة المحامين في أرجاء العالم واحدة ..فضحا للتعذيب في تونس ..و تنديدا
بـ « عدالة » المحتلين في العراق ، و بالمحاكمات السياسية في مصر و غيرها من الدول العربية ،
لم يعد مقبولا تواصل الصمت عن الجرائم المرتكبة في حق المحامين الباكستانيين ،
إن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تعتبر أن الدفاع عمن وهبوا حياتهم للدفاع عن المظلومين واجب لا يحتمل التأخير ..و تتوجه بنداء عاجل لكل المنظمات و الجمعيات الحقوقية عبر أرجاء العالم ، و لكل نقابات المحامين في بلدان العالم ، و لكل الضمائر الحية ..لرفع أصوات الإستنكار لما يستهدف له محامو الباكستان وللمسارعة بتنظيم تحركات عاجلة لمساندتهم و دعمهم..
عن الجمعية
الرئيس
الأستاذة سعيدة العكرمي
بن علي يؤكد عزم تونس الإرتقاء بالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية
تونس / 7 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: شدد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على عزم بلاده الارتقاء بمنظومة الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، وعلى أن التعددية السياسية والحزبية هي خيار لا رجعة فيه. وأعلن في خطاب ألقاه اليوم الأربعاء لمناسبة الذكرى العشرين لوصوله إلى الحكم، عن جملة من القرارات الجديدة لدعم الديمقراطية ولدفع المسار التعددي لجهة تعزيز دور الأحزاب والمرأة والشباب في بلاده، أو لجهة تطوير الآليات الضامنة للحريات وحقوق الإنسان. وقال في خطابه، الذي استعرض فيه ما حققته بلاده في مجال التنمية الشاملة، إن بناء المجتمع الديمقراطي التعددي « قوامه حرية الرأي واحترام حق الاختلاف، والتعبير، وثقافة سياسية راقية تحترم علوية القانون ومبادئ الجمهورية ». وأضاف أن « خيار التعددية السياسية والحزبية لا رجعة فيه، وأن الأحزاب السياسية في الحكم وفي المعارضة هي أطراف المعادلة الديمقراطية والتنافس النزيه، ولا بد لها أن تكون في مستوى من الفاعلية يخول لها الاضطلاع بأدوارها على أفضل الوجوه ». وأعلن في هذا السياق،عن مراجعة القانون الانتخابي بما يكفل الترفيع في عدد المقاعد المخصصة للمستوى الوطني في انتخابات أعضاء إلى مستوى 25 %، إلى جانب مراجعة أحكام النظام الداخلي للبرلمان المتعلقة بالمجموعات البرلمانية وذلك بالنزول بعدد المقاعد المشترطة لتكوين مجموعة برلمانية من 10 % إلى 5 % فقط. وأعلن كذلك عن تنقيح القانون الانتخابي باتجاه النزول بالسقف المحدد لعدد المقاعد بالنسبة إلى القائمة الواحدة بشكل لا يسمح لأية قائمة الحصول على أكثر من 75 % من المقاعد بالمجالس البلدية مهما كان عدد الأصوات التي تحصلت عليها. كما أعلن أيضا عن تخفيض السن الدنيا للانتخاب من 20 عاما إلى 18 عاما، لتمكين الشباب من المشاركة في الانتخابات العامة، إلى جانب مضاعفة المنح المالية القارة لتمويل الأحزاب الممثلة بالبرلمان، والترفيع في المنح المخصصة لدعم صحفها. إلى ذلك، أكد الرئيس التونسي على عزمه على مواصلة الارتقاء بمنظومة الحريات وحقوق الإنسان ومزيد تطوير آلياتها، حيث »أدرجنا في الدستور أسس حماية حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها وترابطها وأكدنا احترام حرمة الأفراد وكرامتهم ». وأمر بإعداد مشاريع قوانين تلزم قاضي التحقيق تبرير قرار إيقاف المشتبه فيه تحفظيا، ولمراجع شروط استرداد الحقوق لجهة التخفيض في المدة المشترطة أو لجهة شروط استردادها بحكم القانون، ولمنع إقامة الأطفال مع أمهاتهم السجينات وإحداث مراكز خاصة لرعاية الأم الجانحة وإيوائها عندما تكون حاملا أو مرضعة وذلك طيلة فترة الحمل والرضاعة. وأكد أن القانون يبقى الفيصل بين الجميع « فلا مجال للظلم والتجاوزات ولا مجال لاستغلال النفوذ، و لا مجال للإقصاء والتهميش، ولا مجال للرأي الواحد والفكر الواحد واللون الواحد ولا مجال للاستقالة عن المشاركة ».
تقرير: الحريات مثار الخلاف الأكبر بين السلطات التونسية ومعارضيها بعد 20 عاماً على قيادة بن علي
من الجمعي قاسمي تونس / 6 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: تحتل حقوق الإنسان رأس المسائل الخلافية بين السلطات التونسية ومعارضيها مع اقتراب الذكرى ال 20 لتولي الرئيس زين العابدين بن علي منصبه. ففي الوقت الذي تشير فيه السلطة إلى أنها جعلت هذه الحقوق بنوداً دستورية وتركز على نجاحها في خفض نسب العجز والفقر، تتهمها المعارضة بالتضييق على الحريات والفشل في معالجة البطالة. وتعيش البلاد التي تحتفل غداً الأربعاء الذكرى العشرين لتولي بن علي، 72 عاماً، الحكم بعد قيامه بما وصف بأنه انقلاب أبيض عام 1987 خلع بموجبه أول رئيس بعد الاستقلال الحبيب بورقيبة الذي كان يعاني من حالة صحية صعبة، على وقع حراك سياسي واقتصادي وأمني متسارع. ويتزامن هذا الحراك السياسي والإعلامي مع جدل حول الوضع العام في تونس، خصوصاً في ما يتعلق بتقييم حصيلة العقدين الماضيين من حكم بن علي، وطبيعة الاستحقاقات والتحديات التي تنتظر البلاد، وكيفية الاستعداد لمواجهتها. وتشدد السلطات على أنهت تمكنت خلال حكم بن علي من بلورة تجربة تنموية أبرز عناوينها ترسيخ الديمقراطية والتّعددية الحزبية، وبناء اقتصاد متين، وبنى اجتماعية سليمة، ساهمت في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد. وتدعم هذا الرأي غالبية أحزاب المعارضة التونسية المرخص لها،حيث قال الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية التونسي المعارض محمد بوشيحة ليونايتد برس إنترناشونال إن حزبه « يرى أن ما حققته تونس خلال العشريتين الماضيتين، يبعث على الإرتياح في مختلف المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ». ووصف بوشيحة ما أنجزته تونس على الصعيد السياسي بأنه « هام لأنه سمح بالانتقال من الأحادية الحزبية والسياسية إلى مرحلة تكريس التعددية، وإيجاد آليات التحول الديمقراطي، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات ». ورأى أن التحول الذي قاده الرئيس التونسي الحالي « كان عملية إنقاذ وطني ساهمت في إيقاف نزيف عاشته تونس في آواخر سنوات الحكم البورقيبي وكاد يؤدي إلى مخاطر جمة ». وفي هذا الإطار وصف الأمين العام للحزب الإجتماعي التحرري المعارض المنذر ثابت الرئيس التونسي بأنه « المنقذ الذي وضع البلاد على درب الحداثة والنمو في كنف الديمقراطية والتعددية ». واعتبر ثابت أن أبز الإنجازات التي تحققت خلال حكم بن علي تمثلت بتعزيز أسس الوفاق الوطني، إلى جانب المكاسب والنجاحات « الهامة » التي شملت الميادين الإقتصادية والإجتماعية. من جهته أقر رشيد خشانة، الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي الذي يعد من أكثر الأحزاب انتقاداً للسلطات بأن فترة حكم بن علي شهدت « تحولات جذرية » أهمها تحقيق نسب نمو اقتصادي متفاوتة، لكنه قال ليونايتد برس إنترناشونال، إن « نسب النمو الإقتصادي التي سجلتها تونس لم تنجح في امتصاص البطالة،التي تبقى من أهم التحديات الماثلة أمام البلاد ». لكن السلطات التونسية تشدد على نجاح بن علي في تحقيق نسبة نمو سنوي يقارب ال 5% وتقليص نسبة التضخم بالإضافة إلى تحقيق استقرار في عجز الموازنة عند حدود 2.9%. وتوضح أنها عملت على تطوير البنى التحتية في مجالات الصحة والتعليم، وكذلك القضاء على الفقر الذي تراجعت نسبه إلى أقل من 3%. وترتفع حدة التباين بين السلطات التونسية ومعارضيها حين يتعلق الأمر بحقوق الإنسان على خلفية تزايد المحاكمات بموجب قانون الإرهاب الذي فٌعّل بشكل ملحوظ بعد الإشتباكات المسلحة بين قوات الأمن التونسية وعناصر سلفية إرهابية، خلّفت 12 قتيلا في مطلع العام الجاري. وساهم الإضراب المفتوح عن الطعام الذي نفذه قياديان من الحزب الديمقراطي التقدمي الشهر الماضي في تسليط الضوء على هذه المسألة، حيث تزايدت تقارير المنظمات الدولية التي تنتقد بشدة أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في تونس. وفي هذا الإطار قال خشانة إن حزبه « يسجل بأسف شديد التراجع في مجال الحريات،من خلال محاصرة الإعلام الحر وحق التنظيمات السياسية والجمعيات الأهلية في النشاط المستقل، وتزايد انتهاكات حقوق الإنسان، والمحاكمات السياسية بحجة قانون مكافحة الإرهاب ». وترفض السلطات التونسية بشدة هذه الاتهامات مدافعة عن سجلها في هذا المجال،من خلال التأكيد على أنها جعلت من الديمقراطية ومن النهوض بحقوق الإنسان والحريات العامة « خياراً لا رجعة عنه عبر إدراجها في دستور البلاد ». ولكنها تعترف بالمقابل بأن الطريق أمامها « ما تزال طويلة »، مشددة على تصميمها على مواصلة مسيرتها في هذا المجال من خلال الحرص على احترام المسائل المتصلة بحقوق الإنسان والحريات بصورة دقيقة على صعيد الممارسة. وكانت تيارات معارضة دعت الأحد الماضي السلطات التونسية إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين لا تعترف الحكومة بوجودهم وتقول إنهم سجناء حق عام، وتحظر السلطات إنشاء الأحزاب على أساس ديني. من جهتهم يرى مراقبون ومتابعون للشأن التونسي أن التقييم الموضوعي لفترة حكم بن علي يتعين أن تأخذ بالحسبان تداخل وتشابك عناصر التنمية والديمقراطية والأمن، والمقارنة بين ما تعيشه تونس اليوم من تطور اقتصادي واجتماعي ،وحريات سياسية وتعددية حزبية، وما كانت عليه قبل 20 عاما. ويذكرون أن بن علي تسلم حكم دولة كانت على شفير الإنهيار بعد أن أوشك إقتصادها على الإفلاس، وعانت من إنغلاق سياسي تميز بهيمنة الحزب الواحد. وتولى بن علي الحكم في السابع من نوفمبر/تشرين ثاني من العام 1987، إثر إطاحته بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي كان حكم البلاد لمدة 31 عاما. يشار إلى أنه توجد في تونس حالياً 9 أحزاب سياسية، خمسة منها حصلت على الترخيص القانوني في عهد بن علي، كما تنشط فيها أيضاً أكثر من 900 جمعية ومنظمة أهلية. يشار إلى أن حزب « التجمع الدستوري » الحاكم يسيطر على 156 من مقاعد البرلمان ال 189، في حين لا تحتل خمسة أحزاب معارضة هي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي، والوحدة الشعبية والحزب الاجتماعي التحرري وحركة التجديد سوى 33 مقعداً الباقية. وتجمع أحزاب المعارضة التونسية نتيجة ذلك على المطالبة بمراجعة قانون الانتخابات لتعميق أسس التنافس النزيه بين الأحزاب، إلى جانب مطالبتها بمواصلة التحرير الشامل للإعلام والحد من بعض القوانين التي تفرضها السلطة في هذا المجال.
جمعيات وشخصيات تونسية تستنكر ما وصفته الإساءة المتعمدة لتونس
تونس / 7 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: إستنكرت جمعيات ومنظمات أهلية وأكثر من 3 آلاف شخصية فكرية وثقافية وحقوقية تونسية ما وصفته « الإساءة المتعمدة » لتونس،وأكدت تمسكها بالمشروع الديمقراطي الذي تنجزه تونس منذ عقدين. وإتهمت 14 جمعية ومنظمة أهلية تونسية ناشطة في مجالات مختلفة في بيان وزع اليوم الأربعاء،مجموعات تونسية لم تذكرها بالإسم بأنها تحرض على أمن وإستقرار وسيادة تونس عبر الإستقواء بالأجنبي. وإعتبرت في بيانها أن هذه المجموعات « محسوبة زورا وبهتانا على المعارضة، وقد نهجت على تعمد تشويه الحقائق والهرولة وراء منابر الإثارة لتنفث من خلالها حقدها ». وكانت بعض الشخصيات الحقوقية التونسية قد نددت أمس الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس بما إعتبرته « التعذيب المنهجي الذي أصبح أداة للحكومة » في تونس. وجاء هذا التنديد في الوقت الذي تحتفل فيه تونس بالذكرى العشرين لتولي الرئيس زين العابدين بن علي السلطة في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1987. إلى ذلك،وقّع أكثر من 3 آلاف من المثقفين ونشطاء المجتمع المدني والحقوقيين التونسيين على بيان وزّع اليوم الأربعاء،أعربوا فيه عن إرتياحهم « لحصيلة المكاسب التي تحققت لتونس في جميع الميادين خلال حكم الرئيس بن علي ». وأكدوا في بيانهم أن تونس « تمكنت في ظرف وجيز من تحقيق الإستقرار والتماسك الإجتماعي،وتوثيق عرى التضامن بين مختلف مكونات المجتمع في إطار وفاق وطني شامل ». وأعربوا بالمقابل عن رفضهم لمحاولات بعض الأطراف « تعطيل المسار الديمقراطي في تونس، وإرباك حيويته وتشويش نسقه،من خلال ممارسات بعيدة كل البعد عن العمل السياسي الجدي والنزيه ».
جمعيات وطنية تثمن المكاسب وتُـديـن كل أشكال الإساءة لتونس
اتصلت «الصباح» ببيان صادر عن عدد من الجمعيات الوطنية تضمن ما يلي: «في الوقت الذي يحتفل فيه الشعب التونسي بكافة شرائحه وفئاته بالذكرى العشرين للتحول المبارك في كنف الاعتزاز بالانجازات والمكاسب التي تحققت للبلاد منذ فجر التغيير فاعادت لها اشعاعها الذي تؤكده تقارير دولية صادرة عن مؤسسات معروفة مثل البنك العالمي ومنتدى دافوس وغيرها والتي صنفت بلادنا في افضل مراتب الامتياز في التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وشهدت لها بحسن التصرف والحكم الرشيد والقدرة التنافسية العالية، اختارت شرذمة قليلة لا ترى الا بالمجهر الاحتفال على طريقة العمالة والانتهازية واستجداء العطف الخارجي. نهجت هذه الشرذمة المحسوبة زورا وبهتانا على المعارضة الاساءة المتعمدة لتونس وتشويه الحقائق والهرولة وراء منابر الاثارة والفرقعة لتنفث من خلالها احقادها وعقدها وشذوذها. وان وجدت هذه الجوقة الناشزة الدعم من منظمة دولية غير حكومية تقودها سيدة تخلت عن أبسط مشاعر الانتماء والولاء وحولت هذه المنظمة الى منبر للحقد والكراهية وأداة للإساءة المجانية لبلادها والتحريض ضد أمنها واستقرارها وسيادتها، فذلك دليل على عزلتها وتهافت خطابها امام شهادات التقدير والتنويه التي ما انفكت تحظى بها بلادنا من الأشقاء والأصدقاء بكل نزاهة وموضوعية وتجرد. وإزاء إصرار هذه الشرذمة من الضالين على نهج الإساءة والكذب وتزوير الحقائق والعمالة للأجنبي فإننا نعبر عن ادانتنا واستنكارنا ورفضنا لهذه التصرفات المنبوذة، كما نؤكد إدانتنا الشديدة لمواقف بعض المنظمات المعزولة التي خرجت عن نطاق دورها وأصبحت أبواق دعاية وواجهة للانتهازية السياسية والشطحات اليسراوية واليمينية.. ونؤكد اعتزازنا بما تشهده تونس من اصلاحات متواصلة مستندة الى ارادة سياسية قوية لتدعيم المسار الديموقراطي في كنف التعددية والولاء للوطن والالتزام بالدفاع عن سيادته وأمنه واستقراره -الجمعية التونسية للمساعدة على إدماج الشباب – الجمعية التونسية للجامعيين – جمعية التضامن الدولي – جمعية تونس بلا حواجز – الجمعية التونسية لتنمية التكنولوجيا والموارد البشرية – جمعية منتدى المربين – اتحاد الكتاب التونسيين – الجمعية النسائية تونس 21 – الجمعية التونسية للدفاع عن ضحايا الإرهاب – الجمعية التونسية للمحامين الشبان – جمعية البرلمانيين التونسيين – الجمعية التونسية لاتصال – الجمعية التونسية للتضامن الرقمي – جمعية تونس الرقمية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 نوفمبر 2007)
حقوقية تونسية: باسم محاربة الإرهاب يشدد بن علي الإجراءات التعسفية
باريس (7 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – قالت المحامية التونسية راضية نصراوي رئيسة (جمعية مناهضة التعذيب) في تونس إن الرئيس زين العابدين بن علي يشدد الإجراءات التعسفية باسم محاربة الإرهاب، وأعلنت عن عزمها إصدار تقرير حول حالات التعذيب في السجون التونسية. وصرحت « هذه طريقتنا لإحياء العيد العشرين لوصول بن علي إلى السلطة »، في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 1987 ورأت نصراوي، بمناسبة الذكرى العشرين لحكم بن علي، أن التونسيين يعيشون اليوم في ظل « الخوف والخنوع »، وقالت « بن علي يسمح بأمور ما كان سيتجرأ على السماح بها قبل سنوات »، وأشارت إلى الاعتداء على الناس في الشوارع كما حصل معها قبل سنتين، وذكرت برفض النائب العام شكوتها. ونددت أيضا بتكثيف حالات التعذيب التي باتت تتم بطريقة « آلية » منذ توقيف أي شخص لأسباب سياسية وأوضحت الناشطة التونسية في مقابلة مع صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية أن بن علي سن قانون جديد عام 2003 باسم محاربة الإرهاب، وقالت إن هذا القانون يشدد « الإجراءات التعسفية »، ونوهت بوجود آلاف السجناء السياسيين يتعرضون للتعذيب في تونس. وذكرت أن الشكاوى التي تقدم بشأنهم تتجاهلها النيابة ولا تجري أي تحقيق بشأنهم وكانت نصراوي شاركت إلى جانب ناشطين تونسيين آخرين بإحياء ذكرى وصول بن علي إلى السلطة خلفا للحبيب بورقيبة، المعروف بأبو الاستقلال. وأحيى الناشطون هذه الذكرى على طريقتهم في مقر (الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان) في باريس، إذ ندد الناشطون بانتهاك حقوق الإنسان في تونس ووصفت الفيدرالية الدولية حصيلة حكم بن علي بـ »القاتمة » من ناحية احترام الحريات. (المصدر: وكالة وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بتاريخ 7 نوفمبر 2007) الرابط: http://www.adnkronos.com/AKI/Arabic/Politics/?id=1.0.1523972513
الرئيس التونسي يُـكْـمـل عشرين عاما في السلطة
تونس (رويترز) – يتوقع انصار الرئيس التونسي زين العابدين بن على ان يسعى للبقاء في منصبه بعد انتهاء ولايته الحالية في عام 2009 ويثقون بان الزعيم المخضرم سيحقق رخاء أكبر في اكثر دول المغرب العربي تقدما. ويقول منتقدون ان بقاء بن علي (71 عاما) الذي يكمل عامه العشرين في السلطة يوم الاربعاء ينطوي على مخاطرة باستمرار حكم سلطوي يفرض قيودا صارمة على السياسة والصحافة. ولم يؤكد بن على بعد ما اذا كان يرغب الاستمرار في قيادة البلاد التي يقطنها عشرة ملايين نسمة ولكن الشعور العام لمؤيديه يعيد للاذهان الثقة التي اعترتهم في عام 2002 حين منحه استفتاء حق البقاء في الحكم مدى الحياة اذا شاء. وتزين اعلام البلاد الحمراء شوارع تونس العاصمة والمدن الاخرى وكذلك صور بن علي ولافتات وشعارات اخرى تفيد انه سيكون أفضل اختيار في عام 2009. ويقول معلقون ان بن على صاحب الفضل في جعل الشعب التونسي اكثر شعوب شمال افريقيا صحة وافضلها تعليما. ويوجد في البلاد اكبر طبقة متوسطة في شمال افريقيا ويمتلك أكثر من ثلثي الاسر منازلهم الخاصة كما يمتلك خمس السكان سيارة خاصة ارتفاعا من العشر قبل عشرة اعوام والتعليم والرعاية الصحية الاساسية متاح للجميع. ويقولون ان أمامه الكثير لفعله لسد العجز الديمقراطي الذي يجعل العملية السياسية تجربة عقيمة في ادارة الدولة. ويقول المحلل السياسي صلاح الجورشي « لا تشكو تونس من فقر وفقا للمقاييس الدولية. … ولكنها تشكو من الجوع على المستوى الفكري بغياب المبادرة وضعف حرية التعبير والصحافة. » واضاف « يمكننا التأكيد بأن النظام السياسي في تونس تمكن من توفير استقرار اجتماعي خلال عشرين عاما بنجاحه في تبني التمشي الليبرالي دون ان تؤدي هذه السياسة الى المس بمصالح الطبقة المتوسطة. » وتابع « ولكن هذا النمو غير المتوازن سبب فقر المبادرة السياسية وسطحية التعددية. » وبقاء حكام في السلطة لفترات طويلة ليس بالامر الجديد في دول المغرب العربي. فالزعيم الليبي معمر القذافي امضى 38 عاما في الحكم وهي نفس الفترة التي اعتلى فيها العرش العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني وخلفه ابنه محمد السادس في عام 1999. وفي الجزائر توالى على البلاد قادة يدعمهم الجيش منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962. ويقول منتقدو بن علي ان توليه الحكم لولاية اخرى يدفع البلاد نحو نظام اشبه بالملكية مما يجعل من اعلان بن علي عند توليه الحكم في السابع من نوفمبر عام 1987 ان تونس لن يكون فيها رئيس مدى الحياة مرة اخرى مثار سخرية. واصبح بن علي رئيسا بعد ستة اسابيع من توليه منصب رئيس الوزراء اثر اعلان اطباء الرئيس الحبيب بورقيبة مؤسس تونس الحديثة انه يعاني من شيخوخة وغير لائق لتولي مقاليد السلطة. وتقول مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي « فعلا حققنا استقرارا اجتماعيا وفائضا اقتصاديا خلال العقدين. لكن سجلنا ايضا تراجعا ملحوظا على المستوى السياسي. » وتابعت « في الماضي كان يوجد جدل ونقاش وحوار سياسي حقيقي اما الان فيوجد تصحر تام دون حرية صحافة ودون احترام حق التجمع ودون اعادة تهيئة. » وحذر الاتحاد الدولي لحقوق الانسان البلاد من انها تخاطر بالسقوط في براثن العنف مالم تسمح بحرية أكبر للتعبير وتعزيز حقوق المعارضين. وتقول سهير بلحسن من الاتحاد الدولي لحقوق الانسان « وضع حقوق الانسان في تونس مقلق …وبلا مجتمع مدني حر ستواجه (تونس) المزيد من احداث العنف مثلما حصل في ضواحي العاصمة. » وعكر هدوء تونس في اوائل العام تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الامن واسلاميين سلفيين متطرفين مما اسفر عن مقتل 14 مسلحا. وتحظر الحكومة الاحزاب الاسلامية لان تسييس الدين يؤدي الى صراع واراقة دم في نهاية الامر. وفي مارس اذار قال بن علي انه ينبغي ان تهتم تونس اكثر بتنمية شبابها وحمايتهم من تيارات التطرف والارهاب والقدرية. وتصر الحكومة على انها ملتزمة بنشر مزيد من الديمقراطية والحرية وتقول ان اقلية من المعارضين اعتادت محاولة تشوية سجل حقوق الانسان في البلاد. وبدأ تطبيق نظام التعددية الحزبية في اوائل الثمانينات وتقول الحكومة انها بدأت في الاونة الاخيرة تمنح دعما ماليا للمجموعات المعارضة المشروعة لدعم الديمقراطية. ويهيمن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم على المجلس التشريعي وينص القانون على تخصيص 80 في المئة من المقاعد في البرلمان المؤلف من 189 مقعدا للحزب الحاكم. وتتنافس الاحزاب الستة المعارضة على نسبة 20 في المئة الباقية. ويقول عزام محجوب الاقتصادي والاستاذ بجامعة تونس « حاليا تونس في مفترق الطرق … حققت نسب نمو معقولة وحافظت على مردودية اقتصادية جيدة لكن لا يمكننا الحصول على نمو مستديم اذا اوصدت المجالات السياسية. » وتابع « يجب ان يكون المناخ مناسبا للتطور مما يعني الشفافية ونشر المعلومة ونظام قضائي ناجع. لكن يوجد لدينا نقص في الحكم الرشيد ونحتاج للاسراع بالاصلاحات للمحافظة على التقدم. » من سونيا ونيسي (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 نوفمبر 2007)
انحراف قطار في تونس
تونس – و أ س – انحرف قطار للركاب عن مساره في إحدى المحطات القريبة من العاصمة التونسية فى حادث هو الثاني من نوعه خلال شهر . وقد تسبب الحادث في عشر إصابات متفاوتة وأدى إلى حالة من التدافع والهلع بين المسافرين قبل إخلائهم. فيما شهدت حركة المرور تعطلا دام لنحو ساعة تم خلالها إعادة القطار إلى مساره ومغادرته باتجاه احد المستودعات القريبة. (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (و أ س) بتاريخ 7 نوفمبر 2007)
إرتفاع صادرات قطاع المناجم والفوسفات التونسي بنسبة 22.4%
تونس / 7 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: أظهرت إحصائية تونسية رسمية أن حجم صادرات قطاع المناجم والفوسفات التونسي سجل خلال الأشهر التسعة الماضية إرتفاعا بنسبة 22.4%. ووفقا لهذه الإحصائية التي نشرتها اليوم الأربعاء صحيفة الصباح التونسية،فإن قيمة هذه الصادرات بلغت خلال الفترة المذكورة 992.7 مليون دينار(800.56 مليون دولار)،مقابل 811.3 مليون دينار(654.27 مليون دولار) خلال نفس الفترة من العام الماضي. وأشارت إلى أن الواردات التونسية من المواد المرتبطة بقطاع المناجم والفوسفات تراجعت خلال نفس الفترة بنسبة 4.9%،حيث بلغ حجمها 333.4 مليون دينار(268.87 مليون دولار). يذكر أن تونس تعتبر رابع دولة في العالم في مجال إنتاج الفوسفات،وذلك بطاقة تحويلية تقدر بنحو 6.5 مليون طن،كما تحتل المركز الأول في التجارة العالمية لمشتقات الفوسفات بحصة تناهز 10%. ويستأثر قطاع المناجم والفوسفات التونسي الذي يتوقع أن يرتفع إنتاجه إلى 8 ملايين طن في العام 2010،بإهتمام المستثمرين الأجانب،وخاصة في إيران والهند،وبعض الدول الأوروبية. وكانت تونس والهند قد أعلنتا في وقت سابق عن تأسيس شركة لإنتاج الأسمدة الكيميائية برأسمال قدره 90 مليون دينار (72.58 مليون دولار)،يمثل 40 %من إستثمارات مشتركة تصل إلى 225 مليون دينار (181.45 مليون دولار)، وذلك ضمن إطار برنامج شراكة تونسي ـ هندي في مجال الفوسفات.
«التونسية» تُطلق شركتي طيران وتوسع خطة انتشارها في افريقيا
تونس – سميرة الصدفي تعتزم شركة «الخطوط التونسية» إطلاق شركة طيران في موريتانيا بالاشتراك مع مستثمرين محليين، ضمن خطة للانتشار في القارة الإفريقية. وتمتلك «التونسية» 51 في المئة من رأس مال «موريتانيا آرويز» المُقدَر بـ 10 ملايين دولار، فيما تتوزع بقية الأسهم بين مجموعة «بوعماتو» الموريتانية الخاصة (39 في المئة) والحكومة الموريتانية (10 في المئة). وتعمل مجموعة «بوعماتو» في قطاعات أبرزها المصارف والصيد البحري واستخراج الغاز الطبيعي. وستربط الرحلة الأولى للشركة بين باريس ونواكشوط، وتؤمن طائرات الشركة، التي اختير محمد الأمين ولد ديدح رئيساً لمجلس إدارتها، رحلات بين دول غرب أفريقيا في مرحلة أولى، تليها رحلات إلى الشرق الأوسط وباقي أوروبا. وتنطلق «موريتانيا آرويز» بثلاث طائرات اثنتين من طراز «آرباص أ320» والثالثة من طراز «آي تي أر» مُخصصة للرحلات الداخلية. وفي سياق متصل، أعلن وزير النقل المالي حامد دياني سيميقا أول من أمس في ختام زيارة لتونس، عن التوصل إلى اتفاق تُنشئ بموجبه «الخطوط التونسية» شركة طيران إقليمية تربط مالي بالبلدان الإفريقية المجاورة. وتعهدت «الخطوط التونسية» تسيير عشر رحلات بين مالي والسعودية لنقل 1500 من الحجيج الماليين إلى البقاع المقدسة أواخر الشهر الجاري في انتظار تأسيس الناقلة الجديدة. ويزور فريق عمل تونسي مالي قريبا لوضع الاتفاق الخاص بتأسيس الشركة. وحققت «الخطوط التونسية» أرباحاً السنة الماضية للمرة الأولى منذ 2001، وانتقلت إلى مرحلة توسع إقليمي وتجديد الأسطول. وتملك الشركة التي تنقل 3.8 مليون مسافر سنوياً، 40 طائرة من طرازي «بوينغ» و»آرباص»، وهي عضو في مجموعة «أرابيسك» التي شكلتها سبع شركات طيران عربية. وسيّرت «التونسية» خطوطاً جديدة في السنوات الأخيرة إلى عواصم عدة في غرب القارة الإفريقية ووسطها. وباشرت الشركة خطة لتجديد أسطولها فتسلمت الشهر الماضي طائرة «آرباص أ 319» وضعتها على خط تونس – دبي، وهي الأولى من أصل 15 طائرة جديدة. وباشرت بإنشاء شركة لصيانة الطائرات بالاشتراك مع «لوفتهانزا» الألمانية، مركزها في تونس، لخفض تكلفة الصيانة المرتفعة للطائرات في أوروبا. وفي سياق متصل، كثفت شركات طيران عربية اهتمامها بتونس، وتستعد ثلاث منها لتسيير رحلات إلى مطار تونس، بينها «الإماراتية»، التي باشرت تسيير رحلاتها من دبي وبواقع أربع أسبوعياً على أن تتحول إلى رحلة يومية أواخر السنة، و»القطرية» التي سيّرت عام 2005 خطاً مباشراً بين تونس والدوحة ورفعت عدد رحلاتها إلى خمس أسبوعياً. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 نوفمبر 2007)
« بن علي إلى الأبد »!
« لوموند »: تونس الأوهام الخائبة بعد 20 سنة بعد الإطاحة ببورقيبة ترجمة لمقال نشر يوم الثلاثاء 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007
عرفت تونس رئيسين منذ استقلالها. وحكم مصر 3 رؤساء « مدى الحياة » منذ ثورة 1952 وخضعت سوريا لرئيسين (الأب مدى الحياة، والإبن أيضا..) منذ العام 1970. وخضع العراق لحاكم واحد بين 1970 و2003. المغرب، أيضاً، عرف ملكين منذ الإستقلال، ولكنه نظام ملكي والسلطة فيه انتقلت بصورة طبيعية. والقائمة طويلة.. « جميعنا صدّقنا أن بن علي هو المنقذ. في 7 نوفمبر 1987، قلت لنفسي: « أيا كان النظام القادم، فسوف نتنفّس »! كان صبرنا قد نفد من 30 سنة من البورقيبية. وكان وصول بن علي إلى السلطة بمثابة أمل كبير ». ثم أضاف: « لكن آمالنا سرعان ما خابت. وجاءت الوقائع مخالفة للتعهّدات. في البداية، أقنعنا أنفسنا بأن هنالك نزاعات داخل السلطة. ثم جاءت إعتقالات الإسلاميين، ثم قمع اليسار، وبعده قمع جميع الديمقراطيين. ولم يتوقّف القمع في يوم من الأيام…:. هكذا بدأت مراسلة « لوموند »، فلورنس بوغيه، مقالها عن تونس لمناسبة ذكرى وصول زين العابدين بن علي إلى السلطة قبل عشرين عاماً. تضيف المراسلة: أن كلام « لطفي » الوارد أعلاه، وهو صيدلي يعمل في قرية قريبة من « منتسير »، هو نفس ما يقوله الناس في كل أنحاء تونس في هذه الذكرى العشرين.. ففي يوم 1987، قام رئيس الحكومة آنذاك، زين العابدين بن علي، بإزاحة الرئيس بورقيبة، الذي كان قد أصيب بالخَرَف، بهدوء وبدون أن تُراق نقطة دم. وشعر شعب تونس، يومها، بالإمتنان للرئيس الجديد خصوصاً بعد أن وعد الناس بالديمقراطية وبعد أن أعلن أنه « لا يجوز أن يكون هنالك رئيس مدى الحياة ». وبعد 20 سنة، يات الناس يتحدّثون بمرارة. وإذا كان التونسيون يعترفون، بدون حماسة، بأن البلاد تطوّرت وأن مستوى المعيشة ارتفع، فإنهم يعبّرون، بغالبيتهم، عن تذمّرهم وعن شعورهم بالإحباط. إن تونس اليوم هي بلد الأوهام الخائبة. ويصعب على السوّاح الذين يتمتعون بشمس البلاد، والمنعزلين عن أهل تونس، أن يتخيّلوا مدى خيبة الآمال. حقوق الإنسان؟ هنا، في الساحل، على بعد 250 كلم إلى الجنوب من العاصمة، لا أحد يكترث بالموضوع. ويقول أحد أهل المنطقة: « هذا ترف بالنسبة لنا ». فهمّ الناس الرئيس ليس سلطة الرئيس بن علي الإستبدادية، بل وضعهم الإقتصادي والإجتماعي. ويقول « صلاح »، وهو مدرّس وأب لثلاثة أطفال يغرق تحت وطأة الديون مثل معظم التونسيين: « المعجزة التونسية؟ ينبغي، بالأحرى، أن نتحدث عن البطالة. المعطيات الإقتصادية الشاملة قد تكون حسنة، ولكن حياتنا اليومية تتدهور أكثر فأكثر ». ويقول البروفسور حسين ديماسي، أستاذ الإقتصاد في جامعة « سوسه »، أن « المشكلة الأساسية في تونس ليست خلق الثروات، بل توزيعها ». ويضيف أنه إذا كان التونسيين ناقمين فذلك لأنهم يشعرون بأن « حقوقهم مهدورة بصورة عامة »، وذلك مع أن وضعهم الموضوعي قد لا يكون كارثياً. في تونس، أكثر من سواها من بلدان المغرب العربي، فإن المجتمع يعاني من وباء « حملة الدبلوم العاطلين عن العمل ». وهذا الوضع هو سبب أعمال الشغب التي وقعت في أنحاء مختلفة، مثل « بيزرت » قبل أشهر حينما قام شبّان ناقمون بإحراق سيارات ونهب كل ما وقع تحت أيديهم بعد انتهاء مباراة كرة قدم. وفي كل عائلة، يوجد خرّيج واحد على الأقل من العاطلين عن العمل. وبالنسبة للأهل، الذين قدّموا تضحيات كبيرة لدفع أقساط دراسة أبنائهم، فإن هذا الوضع لا يُطاق، ونقمتهم على السلطة بلا حدود. ويقول البروفسور ديماسي أنه في كل سنة يتخرّج 60 ألف من الطلاب، أي ضعف قدرة الإقتصاد التونسي على الإستيعاب. وهو يتّهم السلطات باستخدام النظام التعليمي كـ »أداة للحكم الديماغوجي » منذ 20 سنة، وبتوزيع شهادات جامعية على « طلاب شبه أمّيين ». هاجس معظم الشبّان، بتشجيع من أهلهم، هو مغادرة البلاد بحثاً عن عمل، حتى لو كانت النتيجة وظيفة غير ثابتة ومتدنية الأجر. وإذا كانت حالة « نجيب » تخرج عن المألوف، فإنها تكشف مدى يأس البعض. فمنذ سنة 2000، حاول هذا الشاب العاطل عن العمل مغادرة تونس إلى إيطاليا 4 مرات، بواسطة قوارب صغيرة. وفي المرّات الثلاث الأولى، دفع لمهرّب، ثم بات هو نفسه المهرّب في المرة الرابعة. وأخفق في المرات الأربع بسبب يقظة حرس السواحل الإيطاليين. ويقول نجيب، الذي يتحدث بحنق: « أريد أن أعيش في أوروبا، وسأنجح في ذلك. في تونس، ليس للإنسان قيمة. نحن عبيد حديثون ». هل يعي أنه يعرّض نفسه للموت في كل محاولة؟ « هنا، نحن أموات في كل حال! ». مضيفاً أنه، ورفاقه، يؤمنون بأن « كل واحد يعمل لمصلحته ». ويشعر كثير من التونسيين بالقلق أزاء هذا الإبتعاد عن النضال الجماعي. وتروي « حميدة دريدي »، وهي طبيبة تعمل في « منتسير » وتنشط في حركات الدفاع عن الحريات أن أحد أبنائها يقول لها: « لديك عمل وراتب. ممّ تتذمرين، إذاً؟ أنا لا أتعاطى السياسة لأن ثمن التعاطي بالسياسة مرتفع. ولا يهمني ما يحصل »! ويطال هذا الإبتعاد عن السياسة معظم الناس. مع ذلك، تتكاثر حالات المقاومة السلمية، حتى في أبعد أنحاء تونس. مثل أستاذ الفلسفة أو أستاذ اللغة العربية الذي يبدأ دروسه بمناقشة طلابه وبدعوتهم إلى التفكير. ويوقل أحد طلاب الصف النهائي في الثانوية: « في مدرستي، هنالك ثلاثة أساتذة مثله. وهم لا يتردّدون في اعتبار أن الإنتخابات في تونس هي مهزلة ». في « قصيبات » المعروفة بنفسية أهلها المتمردة، يناضل « رفيق » و »عبد الرحمن »، وهما مدرّسان، مع المزارع « محمد »، في إطار جمعية « أصدقاء الكتاب والحرية »، ويطالبون برفع الحظر المفروض منذ أكثر من سنتين على نشاط « الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ». مع أن الخوف يتراجع بقدر ما تتزايد النقمة، فإن الحذر يظل القاعدة. فالناس يخشون جيرانهم، ويخافون العدد الكبير من مخبري السلطة. ويتحدث الناس بسخرية متزايدة عن العشيرة الحاكمة- وخصوصاً عن عائلة « طرابلسي، التي تنتمي إليها زوجة الرئيس، والتي يتّهمونها بنهب البلاد. ولكن معظم التونسيين يشعرون بالعجز: « لقد سأمنا! ولكن، ماذا بوسعنا أن نفعل؟ » « بن علي إلى الأبد ». هذا الشعار ليس من نسج الخيال. فقد رفعت مؤسسة عامة يافطة تحمل هذا الشعار بمبادرة من حزب « التجمع من أجل الدستور والديمقراطية » الحاكم. وفي كل يوم، تكتب الصحف الحكومية عن « الصورة البرّاقة لتونس، وهي ثمرة فكر بن علي المتنوّر ». لكن أحداً لا يصدّق هذه الدعايات، بما فيهم الذين « يتوسّلون » لبن علي لكي يقبل بتولّي الرئاسة مجدّداً بعد 2009. اليوم، كما بالأمس، فهنالك من يعجبهم الوضع القائم في تونس. ولكن عدد هؤلاء بات نادراً. ويشعر البعض الآخر باليأس. ويعتقد سواهم أن من العبث الدخول في مواجهة مباشرة مع السلطة، وأن من الأفضل محاولة تغيير الأمور من الداخل. ويقول هؤلاء أن الرئيس بن علي لا يستطيع أن يتمسّك بالأمر الواقع إلى الأبد. وأنه سيكون مضطرّاً لإرخاء الحبل، آجلاً أم عاجلاً، لكي تتقدم البلاد. لكن، ألا تكمن قوة النظام، في نهاية المطاف، في قدرته المدهشة على إثارة الأوهام؟ ففي كل 7 نوفمبر، يشعر التونسيون بالأمل مجدداً، ويحلمون مجدداً: بأنه سيتم الإعلان عن إنفتاح ديمقراطي، وعن عفو عام، وعن معجزة… وما زالون ينتظرون منذ 20 عاماً. ظل بورقيبة في مقال منفصل، تتحدث مراسلة « لوموند » عن الرئيس السابق الحبيب بورقيبة الذي توفّي في 6 أبريل عن عام ناهز 96 سنة. وتقول المراسلة أنه « طوال سنوات، كانت السلطة تشعر بالإستياء ممن يذكرون إسم بورقيبة وإنجازاته. أما اليوم، فالناس باتوا يتحدّثون بحرّية عن الرجل الذي دفع تونس نحو الحداثة وأعطاها هالة دولية. « ولم ينس التونسيون أنه، منذ العام 1957، أعطى بورقيبة للمرأة حق الإقتراع والترشيح، وأبطل الخلف وتعدد الزوجات. وما تزال التونسيات اليوم تتمتّعن بوضع لا يضاهيه أي وضع في العالم العربي، حيث أن الرئيس بن علي تابع سياسة سلفه في هذا المجال. وإذا كان الشبّان لا يكترثون لذكرى بورقيبة، فالأكبر سنّاً يتحدثون عنه بإعجاب مبالغ. ويقول البروفسور حسين ديماسي: « سنوات حكم بورقيبة الأخيرة كانت مؤلمة ومثيرة للقلق. فالرجل كان فقد الكثير من رصيده. أما اليوم، فقد تحوّل إلى شخصية أسطورية، لأن الناس يشعرون بخيبة أمل من السلطة الحالية ». ويتردّد إسم بورقيبة في كثير من الأحاديث. وينسى الناس إستبداديته وتخبّط سياساته في سنواته الأخيرة ليركّزوا على « صفته الأهم »، وهي أنه « غادر السلطة بدون أن يملأ جيوبه ». ويعني ذلك أنه « لا يسعنا أن نقول الشيء ذاتع عن عائلة بن علي »، التي يتّهمها البعض بأنها « تتسلّل وتقتنص وتفرض نفسها » حيثما يكون هنالك مجال للكسب في تونس. إن قلة من التونسيين تصل إلى حد القول بأن « عهد بورقيبة كان أفضل ». فالتونسيون يقولون، بالأحرى: « لو كان هو اليوم في السلطة، فسيكون الوضع أفضل ». الوصلة إلى مقال « لوموند » بالفرنسية: La Tunisie des illusions perdues Florence Beaugé
على أمل أن تقطع تونس مع سياسة « الحل الأمني »…
مرسل الكسيبي ليس بخاف على المراقب السياسي بأن الحركة الاسلامية شكلت ملفا سياسيا ثقيلا وملفا أمنيا أثقل لدى بعض الحكومات العربية , وليس بخاف أيضا بأن ملف الاسلاميين انتخابيا ومشاركة في الحياة السياسية ظل أعسر الملفات وذلك لتداخل البعد الدولي فيه مع البعد المحلي. أثبتت تجربة الانقاذ الجزائرية بأن الخيار الانتخابي الحر والشفاف يمكن أن يؤدي الى التهام البرلمان واستلام مقاليد الأمور لولا تدخل الجيش في عملية انقلابية من أجل ضبط الأوضاع على عقارب البوصلة الدولية والاقليمية واعادة الدولة الى مشروعها « المدني » الذي كان مهددا في ظل شعارات » لا قانون ولا دستور ,قال الله ,قال الرسول « . ولعله من غريب هذا الشعار الذي رفعه جناح بارز من أجنحة تيار جبهة الانقاذ ,أن قام بوضع الاسلام والقانون والدستور في تضاد مطلق مع امكانيات التعايش والاستلهام مع روح المنقول ومقاصد التشريع الاسلامي , وهو ماهيأ الأجواء في ظل خطابات ملهبة وغير واقعية روج لها الشيخان علي بلحاج وعباسي مدني الى انهيار سريع للأوضاع في ظل تحرش من الطبقة العلمانية وأمام تربص خارجي من بعض القوى الاقليمية والدولية. على الضفة الشرقية للجزائر كانت التجربة في تونس تعيش مخاضا عسيرا في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات في ظل شعار فرض الحريات الذي ناضلت حركة النهضة من أجله ,غير أن مفهوم الحريات الذي تجندت له النهضة كليا دون تحسب لعواقب الزمان والمكان ,اصطدم بدولة مركزية قوية ذات جهاز أمني وحزبي نافذين ونخبة علمانية صاحبة علاقات خارجية أقوى , وهو ماجعل هذا المشروع يعرف طريقه الى الاخفاق والفشل في ظل تحالف الحقيقة مع الهواجس , وفي ظل قرار دولي صارم بافشال كل تجربة « اسلامية » تصبو الى الانفراد أو المغالبة في مناهج الحكم. لم ينقذ اعتدال خطاب النهضة حزبها من التصفية التنظيمية والاخصاء السياسي في ظل تتالي الضربات الأمنية وحرص القيادة السياسية الرسمية على التحالف مع خصوم الحركة من أجل استئصال الظاهرة مجتمعيا, غير أن ماعمق من أزمة النهضة هو جملة من الأخطاء الاستراتيجية المرتكبة من بعض العناصر القريبة منها أو المتعاطفة معها في ظل سواد منطق التنظيم السري , الذي لم تفلح القيادة السياسية في السيطرة عليه, أو أن تغييب عناصرها المركزية وراء القضبان ساهم في تقوية بعض أجنحته , لتنفلت الأمور الى بعض الحوادث الشاذة التي تعاملت معها السلطة بصرامة القبضة الحديدية . كانت السلطة على بداية التسعينات أمام هدية تاريخية لم تحسن توظيفها كما أحسن الأشقاء في الجزائر التحكم في أوراقها باقتدار,حيث أن تقدم الأستاذ عبد الفتاح مورو رفقة مجموعة من القياديين المنسحبين من الحركة أو من الذين جمدوا عضوياتهم بملف قانوني في تأسيس حزب الشعب , قوبل برفض رسمي وغرور وزهو سياسي كان من دوافعه الشعور بتملك عناصر ربح المعركة من زاوية أمنية محضة. لعب الأشقاء الرسميون في القطر الجزائري على تمايزات الانقاذ مع حركة مجتمع السلم بقيادة محفوظ النحناح -رحمه الله-والنهضة بقيادة جاءبالله , في حين وأدت السلطة في تونس كل تمايزات الساحة سياسيا وقصرتها على أنصار الغلو الأمني المتحالف مع أحزاب تقاسمت الغنائم البرلمانية والمجالس العليا الرسمية الى حدود سنة 1995 , حين استيقض جزء من النخبة على واقعة هزيمة ساحقة للديمقراطيين الاشتراكيين وأحزاب العشرين بالمائة في الانتخابات البلدية, وهو ماشكل لاحقا منعرجا تنازليا في مسيرة الزهو السياسي الذي اعتمل في مخيلة الطبقة الرسمية بعد القبض على الالاف من المناضلين السياسيين مع انطلاق أشد مواجهة سياسية وأمنية عرفتها البلاد منذ اعلان دولة الاستقلال. فشلت السلطة في استيعاب تمايزات الساحة السياسية بعد أن تحكم العقل الأمني في القرار , وانطفأت شموع التفكير أمام سطو منطق التحقيق والاعتقال , وأغفلت السلطة ابداعا سياسيا اخر عرفته الساحة المغربية عبر قرار المؤسسة الملكية بالانفتاح على تيار الاسلام المعتدل ممثلا في حزب العدالة والتنمية المغربي , وهو ماأتاح للمغرب الأقصى فرصة تاريخية في محاسبة التيار الاسلامي على البرامج السياسية والتنموية بدل تحويل الظاهرة الى مشروع احتقان سياسي أو غضب اجتماعي يذهب باستقرار البلاد. حزب سياسي مدني ذي مرجعية اسلامية وسطية ومعتدلة كان خيار الاخوان في الجزائر والمغرب والأردن ومصر-بشكل غير رسمي-ولبنان والأراضي المحتلة والكويت واليمن وتركيا وماليزيا واندونيسيا ومناطق أخرى من العالم العربي والاسلامي, وهو ماشكل خيار الطريق الثاني بدل مواجهة التيار الاسلامي المغالي والمعتدل بنفس الأسلوب الأمني . أهدرت السلطة طاقات مالية وفكرية وسياسية وأمنية واعلامية في غير وجهتها الحقيقية أمام منطق الحلول المستندة الى الهواجس والاقصاء السياسيين. معركة أمنية لم تجن تونس من ورائها الا رداءة اعلامية وانغلاقا سياسيا وسوء سمعة حقوقية , واحتقانا اجتماعيا في ظل شعور الالاف من التونسيين بالهضم والضيم. بعد مرور 17 سنة على تاريخ هذه المواجهة السياسية والأمنية التي خسر من ورائها التونسيون جميعا الكثير من الأوقات والطاقات المادية والبشرية , أذكر بأن الجهاز الحاكم في تونس مدعو ومن منطلق المصلحة الى تغيير المنطق والاليات , بل انني أدعو التجمع كحزب حاكم الى ارجاع الاليات الأمنية الى مربعها الأول , حيث حفظ أمن المواطن والتصدي للجريمة الفردية والمنظمة , وفض النزاعات بين المواطنين تحت اشراف سلطة القضاء … ان تونس اليوم تقف أمام معركة تحديات جديدة تختلف اطلاقا عن تحديات مرت بها البلاد في حقبة تاريخية مضت وطويت , وليس أمام قادتها الرسميين سوى الالتجاء الى الحلول السياسية كبديل عن المنطق الأمني , وذلك عبر الدخول عمليا في مرحلة جديدة يعلو فيها صوت الحوار الوطني على منطق الكرباج , وليس من المستحيل على حزب عريق بحجم التجمع الديمقراطي الدستوري ورئيس دولة قوي يحكم بلدا ناميا ومستقرا , أن يفكرا في ترتيب أوضاع عامة وسياسية جديدة يدشنانها بمرحلة حوار وطني موسع تكون مبشراته ايقاف حملات الاعتقال على خلفية الاشتباه واطلاق سراح كل من تبقى من معتقلي الرأي ,وتدشين حقبة اصلاحية جادة تمهد للاستحقاق الرئاسي القادم بمناخات بعيدة عن التشكيك والقدح في سجل تونس الحقوقي أو السياسي . في الذكرى العشرين لتسلم الرئيس بن علي مقاليد هرم السلطة , تبقى النخبة بلا شك في مرحلة الانتظار والترقب ولاسيما أمام تسليم الكثيرين بقدرة الحزب الحاكم على توجيه الدفة السياسية للبلاد عبر تطعيم الحياة العامة بجرعة قوية من الاصلاحات السياسية , في مقابل تمديد سلس لدورة رئاسية جديدة سوف لن تمر في أجواء من الاعتراض والاحتجاج القوي اذا ما قدمت السلطة ثمنها الاصلاحي الحقيقي. (*) رئيس تحرير الوسط التونسية (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 7 نوفمبر 2007)
سـواك حار (55)
عشرون عاما من « الأفراح «
صــابـر التونسي
نُعت قبل مدة بالمتشائم والمتطير بسبب حلقة من حلقات السواك الحار* كانت تعليقا على أحداث تاريخية حصلت يوم 7 نوفمبر وأعترف أن الصورة التي « كنت » أحملها عن 7نوفمبر 87 قد جعلتني أفسر كلما حصل في مثل ذلك التاريخ من خلالها! واليوم وقد بدأ شيء من رشدي يعود ـ بسبب الجلبة والضجيج المتعالي الذي يرافق قدوم الذكرى العشرينية « المتميزة » التي تطرق بيوتنا بعنف وتدخل من غير استئذان كما دخل « صاحبها » ذات يوم ـ أحمد الله أنني صرت أرى في الذكرى مناسبة « للفرح والبهجة » ولا يعقل أن ننكر « الجميل » لصاحبه الذي أغرقنا في الأفراح والمسرات منذ أول يوم حل فيه! أعلم أن كثيرا من الحاقدين والمتنطعين سيغيظهم هذا الكلام وسيعترضون عليّ ويصفونني بأنني أحد المتساقطين على طريق مقاومة الإستبداد لذلك أرى وجوب الإنتقال إلى التفاصيل وعرض وجهة نظري وبالمثال يتضح الحال!! ـ 7نوفمبر 87 أزيح العجوز بورقيبة سلميا وفرح الشعب التونسي بأسره والمهم هو الفرح ولا تهم طريقة الإزاحة أو طريقة التولي! إعلان « لا ظلم بعد اليوم » و « لا رئاسة مدى الحياة » قوبل بفرحة عارمة لا توازيها خيبة الأمل التي حصلت بعد ذلك!! ـ إطلاق سراح الآلاف من المساجين رافقه أفراح في كل بيت وشارع وإن لم ترفع المظلمة وترد لهم الحقوق، وإن ظل بعضهم أو جلهم تحت المراقبة وبقيت أسماء الجميع مأرشفة للطلب في مقبلات الأيام! المهم أن الفرح قد عمّ! ـ انتخابات 2 أفريل 89 وما سبقها كانت مهرجانا وطنيا للفرح شارك فيه معظم أفراد الشعب التونسي رغم ما تخلله، وليس مهما أن تُزوّر النتائج وتُغيّر إرادة الشعب فالعبرة بالفرح الذي تم وليس بالنتيجة التي لم تشذّ عما يمكن أن يتوقعه عاقل!! ـ السماح للإتحادات الطلابية بالعمل القانوني استبشر به عموم الطلبة وفرحوا، وإن تحولت الجامعات إلى ثكنات بوليسية فذلك أيضا أمر مفرح لمن حصل على عمل وانتشل من البطالة والإجرام غير المقنن! ـ حملات التجنيد الإجباري للطلبة رافقتها أيضا أفراح عديدة فالذين جندوا قد أفرج عنهم لاحقا وكان في الإفراج عنهم مناسبة لفرحهم ولفرح أهاليهم وزملائهم! وكذلك الذين نجوا من التجنيد كانوا يفرحون في اليوم مرات ومرات عند تجاوزهم كل حاجز أو محطة!! ـ وأما ما لحق ذلك من عسكرة للبلاد واعتقالات جماعية وعشوائية فأفراحها كانت ولا تزال مستمرة!! فالذين سقطوا على الدّرب شهداء فهم ـ إن شاء الله ـ فرحين بما آتاهم ربهم ومستبشرين ـ إن شاء الله ـ بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم! وقد رافق الفرح كل الذين فروا من البطش وكان لهم مرافقا كلما قطعوا واديا أو مفازة تحول بينهم وبين الطلب ثم يشمل الفرح بنجاتهم أهاليهم وأحبابهم! ويستمر الفرح مع من وقع في الأسر عند كل زيارة من أهل أو حفظ لكتاب الله أو خروج من سجن مضيق إلى آخر أوسع!! والأفراح بفضل صاحب الفضل مستمرة!! لايشك أحد أن فرح الأهل بخروج سجين أشد من حزنهم يوم سجنه كما لا شك عندي بأن فرح السيدة سامية بن حمودة وأبنائها بخروج محمد عبو من سجنه كان أشد من حزنهم على فراقه وكذا يكون الأمر مع العم عمر الهاروني وهند وكريمة يوم عودة عبد الكريم إن شاء الله وبقية إخوانه، عبد الحميد والصادق وكل الشباب الذين ينتظرون الخلاص لتعم تونس أفراح حقيقية!! إن الإسترسال في تعداد أفراح « عهد الأفراح » قد يأخذ منا كثير وقت وجهد ولكن نكتفي بهذا القدر من غير أن نغفل على ذكر فرحة « التقدمي » بالإنتصار في معركة المقرّ!! وإلى اللقاء قي ذكرى « الأفراح » القادمة وعسى ربكم أن يزيل ما علق بأفراحكم من منغصات!! ها قد نظرنا إلى العُشر الملآن من الكأس وأغفلنا الأعشار التسعة الخاوية حتى لا يتهمنا أحد بأننا متشائمون ومتطيررون!! … فعوضوا الدمعة فرحة واضحكوا وافرحوا فأنتم في بلد « الأفراح »!!… أتعس الله من أتعسكم!![
وكل عام وتونس بخير!! وتصبحون على …… مصالحة!!
ســـواك حار (27) إن الله يحب الفأل ويكره التطيّر
صــابـر التونسي إن الله يحب الفأل ويكره التطير ولكن جرمني شنآن قوم فتطيرت ولذلك فإنني أقول: *(في النهاية) 7 نوفمبر1862 : وفاة السلطان بهادر شاه الثاني آخر سلاطين الدولة الإسلامية في الهند، وبموته انتهى الحكم الإسلامي في هذه المنطقة بعد أن استمر فيها ثمانية قرون ونصف، وشهدت فترة حكمه الثورة الهندية التي كادت تقضي على الإنجليز وتُخرجهم من الهند، وكان الثائرون قد اختاروه قائدًا لهم على الرغم من كبر سنه، لكن الثورة لم تنجح، حيث قبض الإنجليز على بهادر شاه، ونفوه خارج الهند يبدو أن 7 نوفمبر يوم نحس على المسلمين منذ القدم ولو لا أنهم مأمورون بعدم التطير لألحقوه بالرقم الـ 13 عند المسيحيين!! 7 نوفمبر1911 :صدر في تونس القرار المسمى « ألا بتيت » والذي عطلت بموجبه جميع الصحف العربية وانسدل الستار بسببه على حركة التأسيس الاولى وأصيبت الحركة الفكرية بأولى انتكاساتها التي جعلتها تنكمش في انتظار ما ستأتي به الاحداث. ما أشبه الليلة بالبارحة!! 7 نوفمبر 1914 :الحرب العالمية الاولى: القوات البريطانية الهندية تقوم بانزال عند مصب شط العرب شكل الخطوة الاولى من احتلال جنوب العراق. « شيء من الحنّة (7 نوفمبر) وشيء من رطابة اليدين (تقهقر الأمة) » 7نوفمبر 1918 – سقوط مدينة بيروت التي كانت تحت سيطرة العثمانيين في أيدي الحلفاء، أثناء الحرب العالمية الأولى بما أنها سقطت يوم 7 نوفمبر فهي معذورة!!7 7نوفمبر 1921 :ـ موسوليني يعلن نفسه « دوتشي » الحزب الفاشي. وعلاقتنا مع إيطاليا وطيدة و »دوتشينا خير من دوتشيهم »! 7نوفمبر 1962 ـ صدور الحكم بالسجن مدى الحياة على المناضل نلسون مانديلا. لو أن الحكم صدر يوم 6 أو 8 نوفمبر لكان مستغربا! ولكن الشيء في يومه غير مستغرب! 7نوفمبر ـ 1987 تولى زين العابدين بن علي رئاسة تونس إثر انقلاب سلمي أطاح بالرئيس بورقيبة. أكلما اغتال عبد السوء سيده ** أو خانه فله في « مصر » تمهيد!! ( القائل هو المتنبي، وأنا لم أقل في تونس) [color= »purple »]7نوفمبر1988: « تونس » تحتفل بالذكرى الأولى للتغيير السعيد والعهد الجديد وتستعد للاحتفال بالذكرى الثانية! 7نوفمبر1989: « تونس » تحتفل بالذكرى الثانية للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الثالثة! 7نوفمبر1990: « تونس » تحتفل بالذكرى الثالثة للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الرابعة! 7نوفمبر1991: « تونس » تحتفل بالذكرى الرابعة للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الخامسة! 7نوفمبر1992: « تونس » تحتفل بالذكرى الخامسة للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى السادسة! 7نوفمبر1993: « تونس » تحتفل بالذكرى السادسة للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى السابعة! 7نوفمبر1994: « تونس » تحتفل بالذكرى السابعة للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الثامنة! 7نوفمبر1995: « تونس » تحتفل بالذكرى الثامنة للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى التاسعة! 7نوفمبر1996: « تونس » تحتفل بالذكرىالتاسعة للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى العاشرة! 7نوفمبر1997: « تونس » تحتفل بالذكرى العاشرة للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الحادية عشر! 7نوفمبر1998: « تونس » تحتفل بالذكرى الحادية عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الثانية عشر! 7نوفمبر1999 : « تونس » تحتفل بالذكرى الثانية عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الثالثة عشر! 7نوفمبر2000: « تونس » تحتفل بالذكرى الثالثة عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الرابعة عشر! 7نوفمبر2001: « تونس » تحتفل بالذكرى الرابعة عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الخامسة عشر! 7 نوفمبر2002: « تونس » تحتفل بالذكرى الخامسة عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى السادسة عشر! 7نوفمبر2003: « تونس » تحتفل بالذكرى السادسة عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى السابعة عشر! 7نوفمبر2004: « تونس » تحتفل بالذكرى السابعة عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى الثامنة عشر! وتعلن عن رئاسة حتى الممات! 7نوفمبر2005: « تونس » تحتفل بالذكرى الثامنة عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى التاسعة عشر! 7 نوفمبر 2006: « تونس » تحتفل بالذكرى التاسعة عشر للتغيير السعيد والعهد الجديد و تستعد للاحتفال بالذكرى العشرين! 7نوفمبر2007: « تونس » تحتفل ـ كان عشنا ـ بالذكرى العشرين للتغيير السعيد والعهد الجديد وتستعد لاحتفالات الشوط الثاني للتغيير السعيد والعهد الجديد بعد انقضاء الشوط الأول « بأمن وسلام » ولمن تعب من قراءة هذه الفقرة المملة التي امتدت من 7نوفمبر 1987 حتى 7 نوفمبر 2007 (المأمول) أقول له أنت معذور ولكن فكر في المسكين الذي كتبها والمساكين الذين عاشوها بأيامها وشهورها وأعوامها، يهن الأمر عليك! ومن يهن يسهل الهوان عليه!![/COLOR *وأستغفر الله من التطيّر!! وغفر الله لمن كان السبب! وكل عام وتونس بخير! ســـواك: صابـر التونسي
إفعل ماشئت فلست القادر الوهاب
عبد الرحمان الحامدي
حكمت
فخضعت لك رقاب
وخلت بأنك
القوي الوهاب
حكمت
بالقهر
بالتشريد
بالإرهاب
فدانت لك عبيد
وثارت على حكمك
أقطاب
حكمت
خدعت
حلمت
بشعب كله
أذناب
فخبت
وخابت أمانيك
فأضحت
سراب
شعبي حر
أبي
صامد
على الدوام
مهاب
يرفض عيش العبيد
وأن تصادر،أنت، منه
الألباب
توقف
فسنك السبعون
باتت على الأبواب
تذكر
فإنك ضعيف
آيل إلى التراب
أوإفعل ما شئت
فلست القادر الوهاب
سيأتي زمان
تستوي فيه بشعبك
وتخذلك الألقاب
وتعلم أنك لست
بعادل
ولا عاقل
ولا أواب
فتجني غدر
حاشية وجلادين
كانو لك
أحباب
قمعوا و نهبوا
شعبا
وصنعت منهم
ذئاب
هكذا التاريخ
يفعل بجاهل
يعشق
الأذناب
هذه محاولة شعرية ،إن جاز التعبير، هي إحتفال على طريقتي بمناسبة مرور عشريتين على حكم السابع من نوفمبر. فسبحان الذي جعل هذا السابع ينطقني على آخر الزمن » شعرا »
سويسرا في 07-11-2007
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
الرسالة رقم 331 على موقع تونس نيوز
الحلقة الرابعة : من وحي الذكرى العشرين لا للتساهل في أموال المجموعة ومكاسبها 7 نوفمبر 1987
تونس في 2007/11/05 بقلم محمد العروسي الهاني
أواصل على بركة الله الكتابة حول الذكرى العشرين للتحول وبعد الحلقات الثلاثة على امتداد الأيام الاولى من شهر نوفمبر 2007 حول النقاط الواردة في البيان التاريخي بيان 7 نوفمبر 1987 حول استغلال النفوذ والتسامح والتضامن ولا ظلم بعد اليوم. أشرع اليوم بعون الله وتوفيقه في الحديث عن النقطة الرابعة للتساهل في أموال المجموعة ومكاسبها وفي نقطة هامة وردت على لسان الرئيس بن علي بوم التحول 7 نوفمبر 1987 ولها مدلولها وأهميتها ووقعها في القلوب والنفوس واهتوت لها مشاعر الناس لأن كل مليما من أموال المجموعة إذا صرف في غير محله أو في مظاهر التبذير فهو حرام والمجموعة تتأثر بهذه الخسارة وهذا ما جعل المواطنين بمختلف شرائحهم ومشاربهم السياسية يتجاوبون مع هذا البيان ومع هذه الفقرة البليغة الهامة كما أسلفت…وبعضهم قال الرئيس بن علي وضع يده على النقاط الحساسة والهامة والمؤثرة وتنفسنا الصعداء ولكن ما نشاهده اليوم ونسمعه ونلمسه هو عكس ذلك. فقد لاحظنا أن إحياء ذكرى التحول والإحتفالات التي تقام بهذه المناسبة أصبح مبالغ فيها فنلاحظ الإستعداد إليها مبكرا وتستعد البلديات 266 بلدية إلى الأعداد لمعالم الزينة من بوم 30 اكتوبر أي قبل الذكرى بأسبوع كامل ويقع التفريط في معالم الزينة وتتفنن البلديات وهياكل التدمع الدستوري في إقامة معالم الزينة وتعليق ملايين الأعلام واَلاف اللافتات المكتوبة بشعارات مختلفة والصور بالالوان وشرائط طويلة من الصور ترفع في كل الأماكن والواجهات وفي الشوارع والساحات و أمام الوزارات أكداس مكدسة وأمام الإدارات وفي كل حرب وصوب وفي المدينة والقرية والريف آلاف اللافتات وملايين الأعلام والصور. إذا اعتبرنا ان كل بلدية تخص بميزانية بـ3 آلاف دينار للزينة والفوانيس والاعلام واللافتات بمعدل عام يكون المجموع قرابة المليار وإذا اعتبرنا 7800 شعبة دستورية كل شعبة 150 دينار يكون المجموع قرابة المليار وإذا اعتبرنا 300 جامعات دستورية و28 لجنة تنسيق كل واحدة تخص ألف وخمسمائة دينار يكون المجموع نصف مليار وإذا حسبنا المؤسسات والبنوك والدواوين والوزارات يكون المجموع حوالي 1500 مؤسسة وإدارة وكل واحدة تخص ألفي دينار يكون المجموع قرابة 3 مليار الجملة حوالي 5 مليارات و500 ألف دينار لمظاهر الزينة طيلة أسبوعين ثم تتلاشى وتأكلها الشمس والرياح والعام الموالي تجدد الكمية من أموال المجموعة الوطنية وإذا اعتبرنا تكاليف النقل والندوات والطائرات وتكاليف ونفقات رجال الأعلام من كل مكان والنزل والأكل والتنقل حتى إلى الجنوب ومصاريف إضافية وهدايا ومصاريف يصبح المبلغ حجمه كبير وليس لي حاسوب أو اَلة حساب كي أجمع المبالغ بالتدقيق وأعرف كم خصص من اعتمادات هامة لا أتكهّن حجمها بالتحديد ولكن أعرف أنها هامة وميزانية وكالة الاتصال الخارجي ميزانية عالية وهامة وتنفق على الأعلام الخارجي أموال طائلة وأعتقد أن هناك نفقات أخرى مخصصة للاحتفالات وأن مجموع المبالغ المالية يمكن أن تغطي أجور تشغيل 2000 طالب أصحاب الشهائد العليا وتمتيع 10 اَلاف من العائلات المعوزة يعيشون اليوم على الصدقات والإعانات الظرفية في المواسم الدينية وتمكن 3 آلاف مقاوم ومناضل وأبناء الشهداء الذين ليس لهم دخل آخر وأن إدخال الفرحة على 15 آلاف عائلة في اعتقادي أهم وأجدر وأنفع من نفقات هامة 80% تتلاشى بعد أسبوع وأن الفقرة الهامة التي جاءت في بيان السابع من نوفمبر 1987 على لسان الرئيس بن علي صانع التغيير لا للتساهل في أموال المجموعة ومكاسبها هي فقرة تكتب بماء العين ومن واجبنا الوطني الحرص على تطبيق هذه الفقرة والعمل على المحافظة على أموال المجموعة ومكاسب الوطن وأن نضع كل مليما في مكانة خاصة والبلاء تعج بالعاطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا وبالعائلات المعوزة الفقيرة وليس صحيحا أن نسبة الفقر 3% هذه المعلومات بعيدة عن الواقع فالعائلات الفقيرة تفوق 5% الذين يعشون على الصدقات والإعانات الظرفية أو العائلات التي تتحصل على إعانة بـ150 دينار كل 3 أشهر أي معلوم رغيف بسيط يوميا بـ1700 مليم لا تغني ولا تسمن من جوع. ولوخصصنا هذه المبالغ لإخواننا لكان أفضل وانفع وأجدر. فرنسا في عيدها الوطني 14 جويلية من كل عام معاليم الزينة تدون 48ساعة فقط وبكمية متواضعة. حضرت عام 2000 احتفالات 14 جويلية بعاصمة النور باريس وشاهدت يوم 13 جويلية إضافةعدد من الأعلام من الحجم الكبير في أماكن هامة وساحات ايذانا بحلول الذكرى الوطنية وبعد الاحتفالات بيوم يقع حفظ الأعلام ورفعها حالا وقد تقدمت بسؤال لماذا بعد 48 ساعة ترفع الأعلام وبعض معالم الزينة المتواضعة أجابني أستاذ مؤرخ من مرسيليا كي نحافظ على قيمة الذكرى وحتى يشعر المواطن الفرنسي بمعاني الذكرى…أما إذا بقيت الأعلام فإن الذكرى تفقد قيمتها هذا هوالشعور الوطني عند الفرنسيين وتقديرهم للذكرى. نرجو أن ننسج على هذا المنوال مستقبلا. قال الله تعالى : وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا » صدق الله العظيم. فهل تصبح تونس العام القادم مثل فرنسا ؟ هذا ما أتمناه إذا تخلى أصحاب المنافع…. العروسي الهاني هـ : 22 022 354
خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الذكرى العشرين للتحوّل
رادس، في 7 نوفمبر 2007 بسم الله الرحمان الرحيم أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، بكل نخوة واعتزاز يحتفل شعبنا اليوم بمرور عشرين عاما على لحظة الإنقاذ وانطلاق مسيرة التغيير والإصلاح والبناء فجر السابع من نوفمبر 1987. عشرون عاما ارتقت فيها بلادنا إلى درجة متميزة من التقدم والازدهار، وحققت خلالها مكاسب وإنجازات كبرى، نفخر بها بين الأمم. إن في هذا الاحتفال تأكيدا متجددا لوفائنا الدائم لشهداء التحرير ولأجيال المصلحين والرواد والمقاومين والمناضلين، بناة الاستقلال ومؤسسي الدولة الحديثة وفي مقدمتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. وهي مناسبة نحيي فيها التونسيين والتونسيات من كل الأجيال والفئات والجهات، ونكبر التفافهم حول رسالة التغيير وخياراتنا الوطنية والمشروع الحضاري الأصيل الذي نشيد أركانه مرحلة بعد مرحلة، ولاء مطلقا لتونس، لتونس وحدها، تفانيا في خدمتها وإعلاء لرايتها. ويسعدني بهذه المناسبة المجيدة أن أمنح « جائزة 7 نوفمبر للإبداع » للشاعر العربي الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي نقدر إبداعه ونضاله ووفاءه لقضية شعبه ولمبادئ العدل والحرية في العالم، فقد كانت كلماته دوما تعبيرا خالص الصدق عن إرادة الشعب الفلسطيني الشقيق وكفاحه. وإذ أهنئه بهذا التكريم، فإني أحيي من خلاله كل المبدعين الفلسطينيين مقدرا لهم صمودهم ومكبرا عطاءهم الذي لم ينضب رغم صعوبة أوضاعهم. كما أهنئ أيضا كل من سينالهم التكريم هذا اليوم بوسام السابع من نوفمبر، مقدرا جهود كل من أسهم في دعم أركان المشروع الحضاري الذي نبنيه معا بنخوة واعتزاز. إن بيان السابع من نوفمبر الذي توجهنا به إلى شعبنا في ذلك اليوم التاريخي، سيظل مرجعنا ورائدنا في كل ما نقوم به لأجل تونس، لأجل رفعتها وعزتها، ولأجل كل مواطن ومواطنة على أي شبر من أرضها أو خارجها. نعمل مخلصين لتحقيق طموحاتهم في حياة متطورة في كل المجالات يعمها الرفاه والسؤدد، مستمدين عزمنا من حبنا لتونس وغيرتنا عليها، والتفاني في تعزيز مكاسبها والدفاع عن مصالحها والرفع من مكانتها بين الأمم. عشرون عاما من الإصلاح والتحديث، كان فيها إيماننا راسخا بقداسة الأمانة التاريخية التي نتحملها، وبثقة شعبنا بخياراتنا والتفافه حول توجهاتنا. لقد كانت بلادنا قبل التغيير، بلدا من العالم الثالث بكل مقاييس التخلف المرتبطة بذلك التصنيف؛ تأزم سياسي خانق، وشروخ اجتماعية عميقة، وغياب للاستقرار والطمأنينة، وأحوال اقتصادية متدنية، ومخاطر جمة تغذيها الأطماع في الداخل والخارج… لقد كانت الأوضاع متردية في كل الميادين ومهيأة للانفجار في كل حين. أما اليوم، فها هي تونس بلد صاعد يتقدم بثقة واقتدار نحو المستقبل ليلتحق بركب البلدان الأكثر نماءا وازدهارا.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، إن مسيرة التنمية الشاملة التي اعتمدناها على مدى العشريتين الماضيتين، أولت التكامل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية منزلة المبدإ الثابت والقيمة الراسخة، وأحكمت التفاعل مع الإصلاحات السياسية والتحديث الثقافي والحضاري الذي تشهده بلادنا منذ سنة 1987. وهو ما مكن من تحقيق نسق نمو لم يعرف التراجع رغم الصعوبات المناخية، والأزمات الدولية المتتالية، والارتفاع المشط في الأسواق العالمية لأسعار المحروقات والمواد الأساسية والحبوب. فكان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي على مدى العشرية الأولى في مستوى 4.3% وارتفع خلال العشرية الثانية إلى 5%. ومن المنتظر أن يسجل هذا العام نسبة 6.3%. ونحن ساعون إلى المحافظة على هذا المستوى على مدى المخطط الحالي للتنمية خدمة لأولوياتنا وأهدافنا في مختلف القطاعات وفي مقدمتها التشغيل. ومكنت الإصلاحات التي اعتمدناها من انفتاح الاقتصاد الوطني على محيطه الدولي فتطورت الصادرات منذ التحول إلى اليوم بمعدل يفوق 12% سنويا. وتراجع عجز الميزانية ليبقى في حدود معدل 2.9% خلال العشرية الأخيرة. كما انخفضت نسبة التداين الخارجي من الدخل الوطني من 56.2% إلى 45.6% حاليا. ومن المرتقب أن تنخفض إلى حدود 42.8% مع موفى سنة 2008. كما انخفضت نسبة خدمة الدين الخارجي من المقابيض الجارية من 26.8% سنة 1987 إلى 11.5% فقط مع نهاية هذا العام. وقد عملنا منذ التغيير على تحسين مناخ الاستثمار وإحداث المؤسسات، وعلى تطوير البنية الأساسية في كل جهات الجمهورية. وهو ما فتح القطاعات الواعدة أمام المبادرة والاستثمار، وعزز حصة القطاع الخاص من إجمالي الاستثمارات بحوالي عشر نقاط. وقد سجلت بذلك هيكلة الاقتصاد التونسي نقلة نوعية مكنته من تحقيق ارتفاع مهم في مؤشرات الاقتراب من اقتصاد الدول المتقدمة. وإذ يمثل قطاع الخدمات حاليا 57.2% من الناتج الوطني، فإن في ذلك خير مؤشر على تلك النقلة النوعية خصوصا وقد ارتفعت مساهمة قطاع الخدمات وحده في النمو إلى 51.8% هذا العام. وقد حرصنا في برنامجنا لتونس الغد على تعزيز هذا التحول النوعي والإسراع بنسقه حتى يكتسب الاقتصاد الوطني مقومات الحداثة التي تميز اقتصاد البلدان المتقدمة. ولئن قطعنا أشواطا في إنجاز ذلك البرنامج حسب نسق عال تجاوز 88.8% إلى حد اليوم، بالنسبة إلى الأهداف والإجراءات التي أنجزت كليا أو تلك التي تشهد نسقا جيدا من التقدم، فإننا سنواصل دعم برامجه ومشاريعه بمبادرات جديدة. وإذ تنتفع المؤسسات الصغرى والمتوسطة حاليا بعدة منح استثمار تتعلق بالإحداث والتوسعة والتأهيل، فإننا نعلن قرارنا بسحب نفس الامتيازات الجبائية التي تنتفع بها المؤسسات المذكورة على تلك المنح. وسعيا إلى مزيد دفع الاستثمار في المؤسسات الصغرى والتقليص في كلفة الاستغلال والنشاط، نعلن قرارنا بإعفاء هذه المؤسسات من الأداء على التكوين المهني والمساهمة في صندوق النهوض بالمساكن لفائدة الأجراء، وذلك لمدة السنوات الثلاث الأولى ابتداء من تاريخ الدخول في طور النشاط الفعلي، بالإضافة إلى ما يتمتع به إحداث المؤسسات الصغرى حاليا من حوافز مالية في شكل منحة استثمار واعتماد مالي لاستكمال هيكلة التمويل يتم إرجاعه على عدة سنوات. وفي إطار مزيد حفز المبادرة الخاصة ورفع نسق إحداث المؤسسات وتطوير الاستثمار والتشغيل بمناطق التنمية الجهوية، نعلن قرارنا بالترفيع في أسقف الاستثمارات المخول لها الانتفاع بتدخلات صندوق تطوير اللامركزية الصناعية لفائدة الباعثين الجدد والمؤسسات الصغرى والمتوسطة من 4 إلى 5 ملايين دينار، وكذلك بالرفع في أسقف منح الاستثمار لتبلغ مليون دينار بمناطق التنمية الجهوية ذات الأولوية. وفي السياق نفسه، نأذن بالرفع من نسبة مساهمة صندوق التطوير واللامركزية الصناعية في رأس مال المؤسسات الصغرى والمتوسطة بمناطق التنمية الجهوية ذات الأولوية من 30 إلى 40% من رأس المال الأدنى. ولما كانت الإدارة العمومية عاملا مؤثرا في دفع التنمية، فإن ذلك يحتم مزيد تفعيل الارتقاء بأدائها إلى الأفضل مركزيا وجهويا ومحليا. واعتبارا إلى أهمية العنصر البشري في تحقيق ذلك الهدف، فإننا نأذن بالقيام باستشارة وطنية لتحديث الوظيفة العمومية ودعم قدرتها على مواكبة التحولات الجارية.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، لقد أقررنا في العام الماضي برنامجا تنفيذيا للتحرير المالي الخارجي، كان لتطبيقه أثر إيجابي على المعاملات مع الخارج بالنسبة إلى الأفراد والمؤسسات. وإذ نتدرج بخطوات ثابتة نحو التحرير الكامل للدينار، فإننا نعلن قرارنا بالسماح للبنوك في التصرف في حدود 20% من موجوداتها بالعملة بالأسواق العالمية مع اعتماد قواعد تصرف حذر في هذا الميدان. كما نأذن باتخاذ مجموعة إضافية من الإجراءات تفوض للبنوك تسعير آليات تغطية مخاطر الصرف وتداولها وتحديد نسبة الفائدة وتمديد آجالها. ونحن حريصون في تمويل المخطط الحادي عشر للتنمية على دعم الادخار الوطني والموارد الذاتية. وهو ما يحتم الترفيع من نسبة الادخار من 20.5% حاليا إلى 23.5% مع نهاية المخطط. ولمزيد تفعيل آليات السوق في هذا المجال، وضمان التناسق لأسعار الفائدة، وإدخال تنافسية أرفع بين البنوك في تعبئة الادخار، نأذن بتحرير نسبة الفائدة الموظفة على الادخار مع إقرار نسبة دنيا لهذا التأجير توازي نسبة السوق النقدية ناقص نقطتين حماية لصغار المدخرين. وإذ نعتبر التأمين على الحياة ادخارا طويل المدى يجدر تدعيمه سواء لدوره في توفير الموارد المالية أو لمعاضدة صناديق التقاعد الوطنية، فإننا نأذن بتنقيح الإطار الجبائي الخاص به وذلك برفع سقف الطرح بعنوان منح التأمين على الحياة من 2.000 إلى 3.000 دينار سنويا. وبإدخال مزيد من المرونة عليه بتمكين المكتتبين فيه من إعادة شراء عقودهم بعد خمس سنوات شريطة تسوية وضعيتهم الجبائية ودون دفع خطايا التأخير.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، إن التشغيل أكبر رهاناتنا التنموية والاجتماعية، وقد كثفنا المبادرات والبرامج والآليات لرفع نسق إحداث مواطن الشغل والحد من البطالة. وأمكن بفضل السياسات والبرامج التي اعتمدناها تحسين نسبة تغطية الطلبات الإضافية للشغل التي تطورت لتفوق نسبة 92% خلال المخطط العاشر بعد أن كانت في حدود 68% في بداية التغيير. ونظرا إلى الترابط المتين بين الاستثمار والمبادرة والتشغيل، نأذن كذلك بتمكين الأشخاص الطبيعيين من تحويل حسابات ادخارهم إلى حسابات ادخار للاستثمار، دون مطالبتهم بإرجاع الامتيازات التي تحصلوا عليها بعنوان الحساب الأول. كما نأذن بإحداث نظام للادخار من أجل الاستثمار والتشغيل على غرار نظام الادخار من أجل السكن، لتوفير الموارد المالية من جهة، وتمكين الباعثين الجدد من التمويل الذاتي من جهة أخرى. ولما كانت سوق الشغل مفتوحة أمام الطلبات الجديدة التي ستشهد نسقا تصاعديا يفوق معدله 87 ألف سنويا حتى موفى سنة 2014، علاوة على ما سيميز هيكلة هذه الطلبات من تغير جذري بسبب ارتفاع عدد حاملي الشهادات العليا، نأذن اليوم بتنظيم استشارة وطنية واسعة خلال سنة 2008 حول التشغيل و فاقه، تأخذ في الاعتبار التحولات التي ستطرأ على الاقتصاد التونسي والتطورات التي ستلحق منظومة المهن والتقنيات. ووعيا بالتغيرات الكبرى التي تعصف بالاقتصاد العالمي، بسبب التقلبات المناخية والارتفاع المشط لأسعار الطاقة والمواد الأساسية، فإننا سنولي خلال الفترة المقبلة كل الاهتمام لترشيد استهلاك الطاقة وتحسين نجاعتها واستعمال الطاقات المتجددة، وتوجيه الاستهلاك نحو الطاقات الأقل كلفة ودعم بعض القطاعات المرتبطة بذلك وفي مقدمتها النقل الجماعي. ونحن ندعو التونسيين والتونسيات في كل مواقع حياتهم اليومية سواء كانوا بالمنزل، أو في أماكن العمل ولاسيما بالمؤسسات الاقتصادية، أو خلال استعمالهم لمختلف وسائل النقل، إلى توخي سلوك واع واكتساب عادات جديدة للاقتصاد في الطاقة الكهربائية وفي المحروقات، والتوجه عند الإمكان إلى البدائل القائمة على استهلاك الطاقات المتجددة، والتقنيات التي توفر التكاليف وتحد من خسائر المجموعة الوطنية، ومن الضغط الذي فات الحدود على ميزانية الدولة بسبب الدعم. وليكن واضحا بالنسبة إلى الجميع أن كل المؤشرات تدل اليوم على أن سعر النفط سيواصل ارتفاعه، وأن هذه المادة في ذاتها ستنضب مخزوناتها العالمية بعد فترة زمنية غير طويلة. فلا بد أن يكون الوعي بذلك عميقا والاستعداد له محكما. وستبذل الدولة خلال الفترة القادمة مجهودا إضافيا لمزيد التركيز على استغلال الطاقات المتجددة وتطوير البحث التكنولوجي والتطبيقات الاقتصادية في هذا المجال. ونظرا إلى ارتفاع الأسعار العالمية للحبوب، فقد بادرنا في الفترة الأخيرة بإجراءات تعزز قدراتنا الوطنية في قطاع الزراعات الكبرى وتحسن أداء الفلاحة التونسية وتؤهلها لتحقيق اكتفائنا الغذائي. ونحن نعول على وعي المواطن التونسي وشعوره بالمسؤولية لتفادي التبذير، وترشيد الاستهلاك نظرا إلى الارتفاع المطرد لأسعار المواد الفلاحية. ودعما للإجراءات التي بادرنا بها لدفع إنتاج الحبوب ولتسوية مديونية قطاع الزراعات الكبرى، نعلن قرارنا بطرح 50% من الفوائض التعاقدية وكامل فوائض التأخير بالنسبة إلى ديون الفلاحين في هذا القطاع، وجدولة أصل الدين وباقي الفوائض على مدة أقصاها 51 سنة بدون تسبقة، مع تمكين الفلاحين الذين تولوا جدولة ديونهم من الانتفاع بقروض جديدة. ولما كان تدعيم مكاسبنا في الميدان الفلاحي يرتبط كذلك بخدمات المساندة المتصلة به، ومنها الخدمات التي يوفرها قطاع التأمين، في ضمان استمرارية الاستثمارات الفلاحية ومردوديتها والمحافظة على ممتلكات الفلاح، وبعد اطلاعنا على نتائج الاستشارة الوطنية حول نظام التأمين الفلاحي التي كنا أذنا بتنظيمها منذ شهور، نعلن قرارنا بتعميم الإعفاء من الأداء الوحيد على التأمين ليشمل كافة مؤسسات التأمين في مجال تغطية المخاطر الفلاحية. كما نأذن بالتخفيض بـ 40% من التعريفات المطبقة لخطر نزول البرد والحريق الزراعي بالنسبة إلى الزراعات الكبرى والأشجار المثمرة بالمناطق الأكثر عرضة لتلك المخاطر وبـ 30% بالنسبة إلى خطر هلاك الماشية. وحرصا منا على التقليص من ثار تشتت المستغلات الفلاحية وتجزئتها، نأذن بتطبيق تخفيضات تصل إلى 20% عند إقبال الفلاحين على التأمين بصفة جماعية أو عند الانخراط فرديا في عقود متجددة سنويا. واعتمادا على دور الصندوق التونسي للتأمين التعاوني الفلاحي في هذا المجال، نأذن بتغيير الشكل القانوني لهذا الصندوق بما يمكنه من الارتقاء بخدماته وتدعيم شبكة توزيعه بكلفة أقل وبجودة تستجيب لتطلعات الفلاحين.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، لقد شهد معدل الدخل الفردي تطورا متواصلا بنسبة 7.3% سنويا منذ 1987، علاوة على تقلص نسبة الفقر إلى حدود 3.8% بفضل سياساتنا التضامنية وإحكام توجيه الدعم وبرامج الإحاطة والمساعدة إلى أكثر الفئات احتياجا. وهو ما مكن بلادنا من أن تصبح قدوة ومثالا على الصعيد العالمي في مجال التنمية الاجتماعية ومقاومة الفقر. إننا جعلنا من تأمين مقومات الكرامة للمواطن التونسي هدفا جوهريا في سياساتنا. واعتبرنا الارتقاء بجودة الحياة، وترسيخ التنمية المستديمة خطا ثابتا في مسيرتنا. وقد ساعدنا التحكم في التوازنات المالية والاقتصادية وفي نسبة التضخم على تدعيم القدرة الشرائية للمواطن، حيث تعتبر أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية في بلادنا الأقل ارتفاعا مقارنة بالبلدان المماثلة، والتي مازال متوسط الدخل ومستوى الأجور فيها دون ما هو عليه في تونس. ولم نتخل في أي عام ورغم صعوبات بعض الفترات، عن تكريس الحوار الاجتماعي والتفاوض الدوري بشأن الأجور وظروف العمل في كل القطاعات، بما مكن من زيادة متواصلة دون انقطاع في الأجور، وتحسن مطرد لظروف العمل والإنتاج ولمسارات الارتقاء المهني لمختلف أصناف العاملين بالفكر والساعد. ونحن نحيي بهذه المناسبة منظماتنا الوطنية وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، مقدرين دورها في ترسيخ هذا الخيار السياسي والاجتماعي وتعزيز أركان السلم الاجتماعية، وما تتحلى به قياداتها وإطاراتها من وعي بالمصلحة الوطنية وحرص على الإسهام الفاعل في مسيرة تونس نحو مزيد التقدم والازدهار. إن مؤشرات تطور نوعية الحياة بالنسبة إلى المواطن التونسي في المدن والأرياف بلغت اليوم مستويات مرموقة نوهت بها العديد من المؤسسات والهياكل الدولية المختصة. وقد ارتفع مؤمل الحياة عند الولادة ليبلغ حاليا 74 عاما مقابل 67 عاما سنة 1984. ومن المتوقع أن يقترب من 80 سنة مع حلول سنة 2020. وتدخلت الدولة في نطاق عنايتها بالفئات الاجتماعية الضعيفة، بإرساء شبكة للوقاية مكنت إلى حد هذا العام من مضاعفة حجم التحويلات الاجتماعية إلى أكثر من 5 مرات أي بما يمثل 19% من الناتج المحلي الإجمالي. وهو ما يعني أن كل أسرة تونسية تنتفع حاليا بمعدل دخل شهري إضافي غير مباشر بقيمة 277 دينارا.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، لقد سبق أن أكدنا أن المرأة التونسية عنوان حداثة وضمان لأصالة شعبنا، وركن من أركان الجمهورية حيث لا يكتمل مفهوم المواطنة بدون مواطنة المرأة. واليوم أصبحت الشراكة بين المرأة والرجل واقعا ملموسا راسخا بالنص والممارسة في الأسرة والمجتمع والوسط الاقتصادي والثقافي والحياة السياسية. وهو ما تؤكده كل المؤشرات الكمية والنوعية، التي تجعل بلادنا في صدارة دول العالم في هذا المجال. وقد اقترب حضور المرأة في الحياة الاقتصادية من ثلث الناشطين، دون اعتبار المرأة العاملة في القطاعات غير المهيكلة. وإذ نعتبر المرأة التونسية اليوم نموذجا يحتذى في محيطها الإقليمي والدولي بفضل ما تمارسه من حقوق وما تنعم به من مكاسب، نحن حريصون على صونها ودعمها في الحياة العامة خاصة، فإننا ندعو الأحزاب السياسية إلى العمل على الترفيع من نسبة حضور المرأة في القائمات التي ستقدمها للانتخابات التشريعية والبلدية، بما يكرس خيارنا الوطني في تعزيز حضور المرأة في المؤسسات الدستورية. ونعلن قرارنا اعتمادا على موقعنا على رأس التجمع الدستوري الديمقراطي، بأن تكون نسبة حضور المرأة في قائماته للانتخابات التشريعية والبلدية 30% على الأقل. ونعتقد بأن هذا التمييز الإيجابي للمرأة يتناسق مع تطور مجتمعنا، ويحمل المرأة التونسية مسؤولية كبرى في الحفاظ على مكاسبها وتنميتها. إننا نزلنا الشباب مكانة جوهرية في خياراتنا وسياساتنا وفسحنا أمامه المجال رحبا للإسهام في الحياة العامة والمشاركة في بناء المستقبل. واتخذنا من الإصغاء إليه والحوار معه منهجا ثابتا، للوقوف عند مشاغله واهتماماته والأخذ بآرائه وتصوراته في رسم المخططات ووضع المشاريع والبرامج. وأمام التحولات التي يشهدها مجتمعنا والعالم بصورة عامة بفعل التطور الاقتصادي والتكنولوجي وتغير أساليب العمل والإنتاج وأنماط العيش والنشاط الثقافي، نأذن بتنظيم حوار شامل مع الشباب خلال سنة 2008، تشارك في فعالياته كل فئات الشباب التونسي بالداخل والخارج، ويغطي أوسع نطاق من المجالات، ويفضي إلى صياغة ميثاق شبابي حول الثوابت والخيارات الكبرى التي يعمل شبابنا من أجل تكريسها. وإن في مقدمة تلك الثوابت حب تونس والولاء لها وحدها والتمسك بمقومات شخصيتنا الوطنية والشعور بالانتماء إلى هذا الوطن العزيز والذود عنه والوعي العميق برهانات الحاضر والمستقبل. كما ندعو كل من يضطلع بدور في مجال التنشئة سواء في مستوى الأسرة أو في مختلف مؤسسات المجتمع وفي مقدمتهم أعضاء الأسرة التربوية والمسؤولون عن دور الثقافة وهياكل الترفيه والنوادي الرياضية، إلى مزيد الحرص على الاضطلاع بالمهمات الموكولة إليهم في تنشئة أبنائنا وبناتنا على السلوك الحضاري وأخلاقياته، ومساعدتهم على تفجير طاقاتهم الإبداعية وقدراتهم الخلاقة في كل الميادين. ونحن نعمل باستمرار في إطار خياراتنا الكبرى وأولوياتنا الوطنية على تكثيف الاستثمار في الذكاء والمعرفة، وفي الثقافة وفي التعليم والبحث العلمي، لأنها تشكل رهانات المستقبل، ومستقبل شبابنا خاصة. إن الثقافة سند للتغيير وركن أساسي في مسيرة التنمية الشاملة وتعزيز مقومات الهوية وبناء صرح الحداثة. وقد حققنا للثقافة وأهلها ومبدعيها مكاسب وإنجازات دعمت إشعاع بلادنا ومكانتها في محيطها الحضاري. ونحن نعلن قرارنا بإحداث مجلس أعلى للثقافة يتركب من شخصيات بارزة من مختلف حقول الثقافة والفن والإبداع يسهم في بلورة الأفكار والتصورات التي تساعد على تطوير هذه القطاعات وتعزيز إشعاع بلادنا في الخارج. إن حقول الثقافة والإبداع لا تزهر بغير الحرية. وقد حرصنا في التشريع وفي الممارسة على صون حرية الرأي والتعبير وحماية الملكية الفكرية وحقوق المؤلفين. وتعزيزا لهذا الخيار الثابت الذي اعتمدناه منذ التغيير، قررنا إلغاء الرقابة الإدارية على الكتب والمنشورات والأعمال الفنية عند الإيداع القانوني، وجعل الرقابة وإصدار قرارات المنع من النشر من أنظار القضاء وحده، مع الحفاظ على الإيداع من أجل صيانة الذاكرة الوطنية واستمرار تغذية مكتبتنا الوطنية بكل ما ينشر في بلادنا. ونحن نأذن اليوم بتخصيص مجهود هام انطلاقا من نهاية هذا العام للارتقاء بمختلف الفضاءات الثقافية في المدن والقرى والأحياء الشعبية، وتحسين أداء دور الثقافة بإعطاء الأولوية لتأهيلها وصيانتها وتطوير برامجها وتدعيم تجهيزاتها وإطارها البشري. ونعلن قرارنا بترفيع الاعتمادات المخصصة للصيانة والتعهد والتجهيز بنسبة 10% سنويا وبرمجة انتدابات جديدة لخمسمائة من إطارات التسيير والتنشيط والتقنيين والعملة. كما نأذن بوضع اتفاقيات شراكة بين دور الثقافة وبين المؤسسات التربوية والجامعية والجمعيات والهياكل المحلية المختلفة، وتفعيل دور المبدعين والمثقفين في كل جهات الجمهورية في تنشيطها وتأطير روادها، فلا حياة لمجتمع لا ينبض حيوية ثقافية.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، إن بناء المجتمع الديمقراطي التعددي قوامه حرية الرأي واحترام حق الاختلاف والتعبير، وثقافة سياسية راقية تحترم علوية القانون ومبادئ الجمهورية. وهو مشروعنا الذي دأبنا على التقدم به خطوة بعد أخرى منذ فجر التغيير. وقد سبق أن أكدت أن خيار التعددية خيار لا رجعة فيه وأن الأحزاب السياسية في الحكم وفي المعارضة هي أطراف المعادلة الديمقراطية والتنافس النزيه. ولا بد لها أن تكون في مستوى من الفاعلية يخول لها الاضطلاع بأدوارها على أفضل الوجوه. وكنا دعونا في العام الماضي، الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والحساسيات الفكرية إلى تعميق التأمل في حاضر بلادنا ومستقبلها، ومدنا بآرائها ومقترحاتها، لنستأنس بها بمناسبة احتفالاتنا بالعيد العشرين للتحول. وإذ نشكر لهم مساهماتهم، ونقدر ما تقدموا به من راء ومقترحات لقيت لدينا كل الاهتمام، فإننا نؤكد للجميع عزمنا الراسخ على مواصلة الارتقاء بمنظومة الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية ومزيد تطوير آلياتها وممارستها، إيمانا منا بأن تونس للجميع، يملي علينا حبها واجب الولاء لها والتضحية من أجلها ويعطي كل تونسي وتونسية حق المشاركة في بناء مصيرها. ولما كانت الأحزاب السياسية تقوم بتأطير المواطنين وتنظيم مشاركتهم في الحياة العامة، نعلن عن مضاعفة المنحة القارة المخصصة لتمويل الأحزاب الممثلة بمجلس النواب بما يساعدها على تعزيز دورها وتكثيف نشاطها. ونعلن عن الترفيع في المنحة المخصصة لصحفها دعما لقدراتها على إبلاغ صوتها والتعريف ببرامجها و رائها. كما نسدي تعليماتنا بتيسير النشاط بالفضاءات العمومية بالنسبة إلى هذه الأحزاب السياسية وذلك وفقا للتراتيب الجاري بها العمل وكلما كان ذلك ممكنا. وحرصا منا على إثراء تعددية المشهد الإعلامي الوطني، ومزيد تكريس تنوع الآراء والمواقف، نجدد الدعوة إلى تكثيف فضاءات الحوار في قنواتنا التلفزية ودعم حضور المعارضة في الملفات حول القضايا الوطنية والمستجدات العالمية. وترسيخا لمسار تطوير مؤسسات قطاع الإعلام، نعلن قرارنا بجعل المجلس الأعلى للاتصال مؤسسة لها ذاتيتها واستقلالها المالي، وسندعم صلاحيات هذا المجلس ليتولى متابعة أداء المؤسسات الإعلامية وخصوصا منها المرئية والمسموعة، وتقويم برامجها ومضامينها، واقتراح التصورات لتطويرها بما يستجيب لخياراتنا وتوجهاتنا الوطنية، ويتماشى مع أخلاقيات المهنة الصحافية والعمل الإعلامي.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، إننا نعمل على توسيع مجال المشاركة في الشأن العام بكل الوسائل المتاحة، ولاسيما بواسطة الانتخاب الذي يعد من أهم مظاهر النضج السياسي في الأنظمة الديمقراطية. واعتبارا للمنزلة الرفيعة التي يحظى بها الشباب في بلادنا وفي اختياراتنا وبرامجنا، نعلن اليوم قرارنا بتخفيض السن الدنيا للانتخاب من عشرين سنة إلى ثماني عشرة سنة لتمكين شباب تونس من المشاركة على أوسع نطاق في الانتخابات العامة. وسعيا إلى تقليص عدد مكاتب الاقتراع، نعلن قرارنا بإدخال تنقيح على المجلة الانتخابية يمكن البلديات التي يساوي عدد الناخبين فيها 7000 أو أكثر، من الترفيع في عدد المسجلين منهم في المكتب الواحد من 450 إلى 600 ناخب. وتعزيزا لمقومات الشفافية والسلامة في العمليات الانتخابية، فإننا نعتزم دعم تركيبة المرصد الوطني لمراقبة الانتخابات بحضور مختصين في القانون وشخصيات وطنية مشهود لها بالاستقلالية والكفاءة. وتبقى إرادتنا راسخة كذلك في توسيع حضور التعددية بمؤسساتنا الدستورية، ونعلن بهذه المناسبة قرارنا بمراجعة المجلة الانتخابية، بما يكفل الترفيع في عدد المقاعد المخصصة للمستوى الوطني في انتخابات أعضاء مجلس النواب إلى مستوى 25%. ولمزيد تفعيل دور الأحزاب في هذا المجلس فإننا نحث على مراجعة أحكام نظامه الداخلي المتعلقة بالمجموعات البرلمانية قصد تيسير تكوينها وذلك بالنزول بعدد المقاعد المشترطة لتكوين مجموعة برلمانية من 10% إلى 5% فقط. كما نعلن عزمنا على تدعيم حضور مختلف الحساسيات السياسية ضمن قائمة الشخصيات والكفاءات الوطنية المنتمية إلى مجلس المستشارين، وضمن قائمة الشخصيات والكفاءات الوطنية المنتمية إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وإذ اعتمدنا منذ تحول السابع من نوفمبر أسلوب الاستشارة الوطنية رافدا من روافد الحكم الديمقراطي، وفسحنا المجال أمام أحزاب المعارضة لعضوية عدد من المجالس العليا الاستشارية، فإننا نعلن قرارنا بمراجعة النصوص المنظمة للمجالس العليا الاستشارية لتمكين الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس النواب من عضوية كافة هذه المجالس بما يعزز تقاليد التشاور وتبادل الآراء والأفكار بخصوص سير مختلف القطاعات وإثرائها. ونعلن في مجال دعم الديمقراطية ودفع المسار التعددي عن قرارنا بتنقيح المجلة الانتخابية في اتجاه النزول بالسقف المحدد لعدد المقاعد بالنسبة إلى القائمة الواحدة بكيفية لا تسمح لأي قائمة بأن تتحصل على أكثر من 75% من المقاعد بالمجالس البلدية مهما كان عدد الأصوات التي تحصلت عليها.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، لقد أدرجنا في الدستور أسس حماية حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها وترابطها، وأكدنا احترام حرمة الأفراد وكرامتهم. وفي ذلك الإطار يخضع الاحتفاظ وجوبا للرقابة القضائية ولا يتم الإيقاف التحفظي إلا بإذن قضائي. وتكريسا لهذه المبادئ والقيم وتواصلا مع الإصلاحات التي أرسيناها منذ الأيام الأولى للتحول، نأذن اليوم بإعداد مشروع قانون يدعم الضمانات القضائية في فترة الاحتفاظ وذلك بإلزام الجهة القضائية بتعليل قرار التمديد في آجال الاحتفاظ حتى يقع تفادي كل تمديد آلي في هذه الآجال. كما سيتضمن مشروع القانون إلزام قاضي التحقيق بتعليل قرار إيقاف ذي الشبهة تحفظيا تأكيدا للصبغة الاستثنائية للإيقاف التحفظي. وقد عرفت المنظومة الجزائية تطورا لضمان الترابط بين العقوبة والإصلاح من خلال إرساء عقوبة العمل لفائدة المصلحة العامة، وإحداث خطة قاضي تنفيذ العقوبات. والواقع يبين أن عقوبة السجن لا تؤدي بالضرورة وظيفتها الردعية بالنسبة إلى المخالفات والجنح البسيطة، لذلك نأذن اليوم بمزيد تطوير هذه المنظومة لتوسيع مجال العقوبة البديلة للسجن بإقرار عقوبة التعويض الجزائي، بحيث يصبح بإمكان المحكمة بالنسبة إلى المخالفات والجنح البسيطة التي تستدعي عقوبة بالسجن قصيرة المدة، أن تلزم المحكوم عليه بأداء تعويض للمتضرر من الجريمة أو برفع الضرر الناجم عنها في أجل تحدده له على أن تقر السجن إذا لم يحصل التعويض في ذلك الأجل. وقد تبين لنا من خلال متابعة وضعيات بعض المواطنين أن العديد منهم ومن الشباب خاصة يلاقون صعوبة في الحصول على الشغل نظرا للمدة المشترطة لاسترداد الحقوق. لذلك نأذن بإعداد مشروع قانون يراجع شروط استرداد الحقوق وذلك بالتخفيض في المدة المشترطة للحصول على قرار باسترداد الحقوق أو لاسترداد الحقوق بحكم القانون. ونأذن أيضا بإحداث منظومة إعلامية متطورة تربط بين المحاكم والقباضات ومصلحة السجل العدلي، بما يمكن من تحيين بطاقة السوابق في أسرع وقت والحصول على استرداد الحقوق بمجرد توفر الشروط القانونية، وذلك حتى نوفر للذين سبق أن زلت بهم القدم إمكانية الحصول على الشغل في أيسر الظروف ونحفظهم من الرجوع مجددا إلى الانحراف. لقد حرصنا دوما على رعاية حقوق الطفل وتوفير ظروف تربيته السليمة والمتوازنة ووضعنا الآليات الكفيلة بوقايته من الانحراف. وسعيا إلى مزيد حماية حقوق الأطفال الرضع من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تنشأ من تواجدهم مع أمهاتهم المحكوم عليهن بالسجن، نأذن اليوم بإعداد مشروع قانون يحجر إقامة الأطفال مع أمهاتهم السجينات ويقر إحداث فضاءات خاصة لرعاية الأم الجانحة وإيوائها عندما تكون حاملا أو مرضعة، وذلك طيلة فترة الحمل والرضاعة، على أن تكمل قضاء عقوبتها بمؤسسات السجون والإصلاح العادية المعدة للنسوة عند انتهاء تلك الفترة.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، لقد تمكنا منذ التحول من رسم سياسة خارجية أهلت بلادنا لمسايرة التطورات العالمية ولحماية مصالحنا وتعزيز حضور تونس وإشعاعها بين الأمم. ثوابتنا في ذلك احترام مقومات السيادة الوطنية ومبادئ الشرعية الدولية. ولم تدخر تونس جهدا للإسهام في خدمة السلم والأمن الدوليين وفي إشاعة قيم الاعتدال والحوار والتضامن في علاقاتها مع سائر بلدان العالم. واعتمدت المجموعة الدولية العديد من المبادرات التونسية على غرار تبنيها سنة 2002 اقتراحنا بإنشاء صندوق عالمي للتضامن لمكافحة الفقر، وتبنيها سنة 2003 اقتراحنا الداعي إلى جعل الرياضة أداة لنشر التربية والصحة والتنمية والسلام في العالم، ودعمها لتنظيم القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي احتضنتها تونس سنة 2005. وكان لبلادنا دور فاعل في تركيز مقومات الأمن والاستقرار والتعاون في محيطها الإقليمي العربي والإفريقي والمتوسطي، من خلال استضافة عديد المؤتمرات والقمم الناجحة مثل القمة الإفريقية سنة 1994 وقمة 5 زايد 5 سنة 2003، والقمة العربية سنة 2004 التي شكلت محطة بارزة في مسيرة التطوير والتحديث بالمنطقة العربية. وإننا حريصون على مواصلة الاضطلاع بمسؤولياتنا إزاء التحديات القائمة في العالم ومن بينها انخرام التوازن البيئي، إذ تستعد تونس خلال هذا الشهر لاحتضان الندوة الدولية حول « التضامن الدولي من أجل حماية إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط من تأثيرات التغيرات المناخية ». كما أننا لا ندخر جهدا للإسهام في معالجة القضايا الدولية المستعصية مثل ظاهرة الإرهاب، وكنا سباقين إلى التحذير منها وإلى الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة للوقوف على الأسباب والعوامل المغذية لها ولوضع مدونة سلوك دولية لمكافحة الإرهاب تلتزم بها كل الأطراف. وانطلاقا من مبدئنا الثابت إزاء القضية الفلسطينية باعتبارها قضيتنا الأولى، عملنا دوما على نصرتها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. وساهمنا في دعم كل الجهود الرامية إلى تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط. وإننا نأمل أن يتوفق المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده قريبا في التطرق إلى جميع القضايا الجوهرية وفي التوصل إلى تحقيق نتائج ملموسة تمهد إلى تسوية تعزز مقومات الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة. وإننا نجدد الدعوة إزاء التحديات الجسيمة التي تواجهها منطقتنا العربية، إلى تكاتف الجهود الإقليمية والدولية من أجل وضع حد لتردي الأوضاع الأمنية والإنسانية في العراق ومساعدة الشعب العراقي الشقيق على تحقيق الوفاق الوطني والتفرغ لإعادة إعمار بلاده في كنف الوحدة والاستقرار. كما نأمل أن يتجاوز الشعب اللبناني الشقيق الظروف الصعبة التي يواجهها بما يجنبه ويلات الفتنة ويمكنه من الحفاظ على وحدته الوطنية. واقتناعا منا بأن اتحاد المغرب العربي خيار استراتيجي لا محيد عنه، فقد عملنا منذ تحول السابع من نوفمبر بمعية أشقائنا قادة الدول المغاربية على بناء صرحه وتركيز مؤسساته تجسيدا لتطلعات شعوبه. ونحن ندعو اليوم إلى مضاعفة الجهود والمساعي من أجل تجاوز الصعوبات الظرفية التي تحول دون تقدم المسيرة المغاربية وتفعيل دور المؤسسات المغاربية بما يحقق مستويات أعلى من التعاون والاندماج. كما عملت تونس منذ تحول السابع من نوفمبر على تطوير علاقات الأخوة والتعاون مع الدول العربية الشقيقة وتفعيل العمل العربي المشترك وتحديث هياكله ومؤسساته. وانطلاقا من الأهمية الإستراتيجية التي نوليها لعلاقات تونس مع أوروبا، عملنا على تطوير علاقات التعاون مع دول هذا الفضاء وإرساء شراكة بناءة مع الاتحاد الأوروبي في إطار الاحترام المتبادل. ونحن نستعد للدخول معه مطلع سنة 2008 في منطقة تبادل حر كأول بلد متوسطي يبلغ هذا المستوى المتقدم من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. كما إننا حريصون على دعم مختلف أطر التعاون الأوروبي المتوسطي. وفي هذا السياق نجدد ترحيبنا بمبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الداعية إلى إنشاء اتحاد متوسطي واستعدادنا للإسهام في صياغة مضمونه وتحديد أهدافه. أما على الصعيد الإفريقي، فقد حرصنا دوما على تطوير قاعدة التعاون مع مختلف الدول الإفريقية والإسهام بفاعلية في استكمال تركيز مؤسسات الاتحاد الإفريقي وتفعيل دوره في إرساء مقومات الأمن والاستقرار والتنمية بقارتنا. كما حرصنا من جهة أخرى على تفعيل علاقاتنا المتميزة مع أصدقائنا في مختلف أنحاء العالم وفي مقدمتهم دول القارتين الأمريكية والآسيوية.
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، إن طموحنا لتونس طموح كبير، يغذيه تاريخنا العريق وتلاقح الحضارات على هذه الأرض الطيبة التي أنجبت القائد حنبعل والقديس سانت أوغستان والإمام سحنون والعلامة ابن خلدون والمصلح خير الدين والزعيم الحبيب بورقيبة، هذه الأرض التي منها انتشر الدين الإسلامي فعم ربوع المغرب العربي الكبير وجنوب الصحراء والأندلس وتخوم أوروبا. إن طموحنا لتونس طموح لا يحد، يستمد جذوره من حركة الإصلاح التي ظهرت في القرن التاسع عشر ونادت بالحكم المقيد بالقانون والتي انبثق عنها عهد الأمان سنة 1857، وهو أول ميثاق لحقوق الإنسان وأول دستور مكتوب في العالم العربي. إن طموحنا لتونس طموح كبير، تغذيه مآثر الحركة الوطنية التي تمتد جذورها إلى حركة الشباب التونسي، والتي أنجبت رجالا بررة وزعماء أفذاذا كتبوا صفحات خالدة في تاريخ بلادنا المجيد. إن طموحنا لتونس طموح كبير، يستند إلى بيان السابع من نوفمبر، وإلى القيم الخالدة التي جبل عليها شعبنا، قيم التسامح والتضامن والتآزر والتآخي. فلا مجال للإقصاء والتهميش ولا مجال لبقاء أي كان، متخلفا عن مسيرة النماء والتقدم، كما لا مجال لأن تبقى منطقة واحدة ببلادنا معزولة عن حركية التنمية في الريف كانت أو في المدينة، وفي الشمال كانت أو في الجنوب؛ فالجمهورية التونسية وحدة جغرافية متماسكة تجمع بين كل التونسيين والتونسيات في نسيج متين من التمازج والتكامل والتوافق والتآزر قل نظيره شرقا وغربا. ومن حق كل أبناء تونس وبناتها، أن يشاركوا في دعم حاضر بلادهم وبناء مستقبلها وأن ينعموا بخيراتها ويجنوا ثمار نموها وازدهارها. إن طموحنا لتونس طموح كبير، يقوم على الوفاق دعامة للاستقرار السياسي، وعلى الحوار قاعدة للسلم الاجتماعي، في ظل دولة القانون والمؤسسات واحترام مبادئ حقوق الإنسان، وتكريس قيم الحرية والمساواة والعدالة. وسيبقى القانون الفيصل بين الجميع، فلا مجال للظلم والتجاوزات ولا مجال لاستغلال النفوذ. كما أنه لا مجال للرأي الواحد والفكر الواحد واللون الواحد، ولا مجال للاستقالة عن المشاركة لأن تونس في حاجة إلى جهود كل أبنائها وبناتها. ذلك هو مشروع التحول، المشروع الذي أردناه من أجل تونس ولتونس الغد، هذا المشروع الذي عملنا على تجسيمه معا على امتداد العشريتين الماضيتين والذي أردنا أن تكون الذكرى العشرون للتغيير منطلقا لإعطائه نفسا جديدا، نفسا يستمد جذوته من بيان السابع من نوفمبر، وترتكز قاعدته على الإنجازات والإصلاحات غير المسبوقة التي تحققت في بلادنا. عاشت تونس عزيزة منيعة أبد الدهر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 7 نوفمبر 2007) الرابط: http://www.akhbar.tn/akhbar/akhbar.html
الإتحاد العام التونسي للشغل
الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين
القصرين في 31 أكتوبر 2007
بــــــــــــــــيـــــــــــــان
إن المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين المجتمع اليوم 31 / 10 / 2007 بشكل طارئ على إثر تلقي الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي لمكالمة هاتفية من المدير الجهوي للتعليم ردا على مراسلة وجهها له الإتحاد الجهوي بتاريخ 30/10/2007 طلب منه فيها توضيحا حول المراسلة الموجهة إلى السيد والي القصرين بتاريخ 11/07/ 2006 مسجلة تحت عــــــ5467ـــدد مذيلة باسمه و ما تضمنته من تهم خطيرة للنقابيين و نيل منهم و تهجم على الإتحاد العام التونسي للشغل و إضمار لعداء صارخ تجاهه و عوض أن يرد المدير الجهوي على المراسلة التي وجهت إليه بادر بمواصلة التهجم على الإتحاد و هياكله و قيادته الجهوية في مكالمة هاتفية مع الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين .
إن الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين يعتبر هذه التصرفات اللامسؤولة ضربا لتوجهات الدولة التي تعتبر الإتحاد العام التونسي للشغل مكونا من مكونات المجتمع المدني و شريكا فاعلا في كل ما يهم استقرار البلاد و أمنها ونموها ومثل هذه التصرفات تتناقض والإرادة السياسية الداعمة للحوار مع الأطراف الاجتماعية وهذا النمط من التفكير خلناه ولى مند زمن بعيد.
إن المماطلة والالتفاف على ما يتفق في شانه مع الهياكل النقابية في عديد الجلسات وتعقيد الإجراءات الإدارية وخصم الرخص القانونية النقابية منها والعادية لعديد المدرسين وعسكرة الإدارة الجهوية وتوتير المناخ الاجتماعي وتعطيل العمل بعديد المؤسسات التربوية جراء سعيه الدائم إلى ضرب الحق النقابي والتهرب من الحوار وعدم متابعة المشاكل المطروحة وعدم احترام الاتفاقيات الممضاة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وسلط الإشراف وهو السمة الرئيسية لسلوك المدير الجهوي وما المذكرة الأخيرة الصادرة عنه والتي تم توزيعها على كل المؤسسات التربوية والتي بموجبها أصبح ممنوعا على المدرسين دخول الادارة الجهوية لاستخراج وثائق إدارية يحتاجونها بشكل طارئ إلا خير دليل على بحثه الدائم عن تعكير الأجواء وخلق متاعب وتعقيدات إدارية تتنافى والسياسة العامة للبلاد الهادفة إلى تقريب الخدمات من المواطنين.
إن الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين :
1) يسجل باعتزاز التفاف الشغالين بالفكر والساعد حول منظمتهم العتيدة واستعدادهم التام للدفاع عن وحدتها والتصدي لكل من يسعى إلى النيل منها.
2) يندد بشدة ويدين ما صدر عن المدير الجهوي للتعليم تجاه الأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين وما تضمنته مكالمته من استفزاز ومواصلة لهجة التصعيد والتهجم والافتراء على الاتحاد وقياداته.
3) يدعو السلط المعنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذا المدير الجهوي الذي ما فتئ يمعن في تعكير المناخ الاجتماعي الذي نحرص بكل مسؤولية على المحافظة على استقراره.
4) يعبر عن دعمه التام لمطالب الأسرة التربوية ولحقها في النضال من أجل تحقيقها بكل الوسائل القانونية مشددا في ذلك على التشبث بالحوار والتفاوض البناء والمسؤول كخيار استراتيجي من أجل فض كل الإشكالات المطروحة لما فيه خير الناشئة خصوصا والبلاد عموما .
5) يدعو إلى وقف سياسة تصفية الحسابات وتكوين الملفات الباطلة للنقابيين قصد الضغط عليهم وإذعانهم.
6) يؤكد استعداده وتجنده للدفاع عن كرامة النقابيين والحق النقابي ومطالب الشغالين بالفكر والساعد بكل الوسائل القانونية والمشروعة بما في ذلك الإضراب الجهوي العام.
عاش الاتحاد العام التونسي للشغل
حرا مستقلا مناضلا
عاشت الوحدة النقابية
عاشت نضالات الشغالين بالفكر والساعد.
عن المكتب الجهوي
للاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين
الكاتب العام
محمد الأمين حسني
(المصدر نشرية » الديمقراطية النقابية و السياسية » عدد 27 ليوم 06 نوفمبر 2007 )
الرابط : / http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
الإتحاد العام التونسي للشغل
الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين
النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالقصرين
القصرين في 31 أكتوبر 2007
إلى السيد وزير التربية و التكوين
نعلمكم أن الإدارة الجهوية للتعليم بالقصرين ، في إجراء تفردت به دون باقي الإدارات الجهوية، تمتنع عن تسليم المدرسين بعض الوثائق التي يحتاجونها في بعض الأوقات بشكل عاجل و طارئ و تصدهم طالبة تقديم مطالب عن طريق التسلسل الإداري و هو ما يستدعي وقتا طويلا من تاريخ تقديم المطلب في الوثيقة إلى تاريخ الحصول عليها.
كما نعلمكم أنها وزعت مذكرة على المؤسسات التربوية في هذا الأمر.
إن هذا الإجراء يعطل مصالح المربين و يعقد الإجراءات الإدارية و قد أثار استياء كبيرا لدى عموم المدرسين.
لذا نرجو منكم التدخل لفض هذا الإشكال.
عن النقابة الجهوية
للتعليم الثانوي
الكاتب العام
محمد الصغير السائحي
(المصدر نشرية » الديمقراطية النقابية و السياسية » عدد 27 ليوم 06 نوفمبر 2007 )
الرابط : / http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
الجمهورية التونسية القصرين في 11 / 07 / 2006
وزارة التربية و التكوين
الإدارة الجهوية للتعليم بالقصرين
عـــــــــ5467ــــــــــدد
من المدير الجهوي للتعليم بالقصريــن
إلى
عناية السيد والــــــــي القصريــــن
الموضوع : حول التجاوزات النقابية بالمؤسسات التربوية بجهة القصرين
***
و بعـــــد ، فقد تفاقم الاستبداد النقابي بالمؤسسات التربوية و أضحى ُسوًسا ينخرها و يعيقها على التقدم و الرقي و لم تستطع هذه الفئة الضالة التأقلم مع المستجدات التي تعيشها البلاد و المتمثلة خاصة في إرساء ثقافة حقوق الإنسان و حرية الرأي و الصحافة و التعددية السياسية ، و وجدت نفسها غير مؤهلة ثقافيا و معرفيا لاستيعاب هذه المفاهيم الحضارية الجديدة فأساءت التعامل معها أصلا.
فالديمقراطية في نظر النقابيين غوغائية و سفسطائية و مس من كرامة الناس و ثلب و تجريح ، والحق النقابي اعتصام واقتحام للمؤسسات التربوية و تشكيك في المناهج التربوية و في قدرتها على مسايرة التقدم و الحداثة ، فالافتراء و التضليل و الادعاء بالباطل و التشكيك في توجهات الوزارة في كل المناسبات هو القاسم المشترك لدى هؤلاء النقابيين الذين يتميزون بمحدودية مستواهم العلمي، ذلك أن معظمهم من حاملي شهادة البكالوريا فقط، و السب و الشتم و الإهانة و الصياح في الوجه و التهديد و افتعال المشاكل هو السلاح الأمثل المعتمد من قبلهم في التعامل مع مديري المؤسسات التربوية و مع الادارة. و قد أثرت تحركاتهم داخل المؤسسات التربوية بموجب أو بدونه سلبا على عقول التلاميذ و أوليائهم فأضحت هذه……………………………….المنظومة التربوية……….شاذة نذكر من بينها ما يلي : الاعتصام ، الرفض ، التعنت ، الاضراب و أضحى الولي و التلميذ على حد السواء في حيرة من أمرهما و في شك من جدوى المناهج التربوية ، فعديد المؤسسات التربوية أضحت معاقل نقابية لأفراد جبلوا على التطرف في المواقف على غرار اعداديات الفتح و الزهور و العيون و البساتين و معاهد فريانة و سبيبة و تالة و المنار و الشابي بالقصرين ، و قد تغلغل هؤلاء النقابيون في المؤسسات التربوية و في أخرى على مراحل من جراء النقل الاستثنائية التي فرضتها النقابات على الوزارة و الادارة الجهوية.
و فضلا على التطرف في الآراء و المواقف و افتعال المشاكل ، فإن غيابات هذه الفئة الضالة فاقت كل التوقعات و نسفت المنظومة التربوية في عمقها و أربكت عملها و حدت من استفادة التلاميذ بتعلة حضور المؤتمرات و الاجتماعات النقابية العشوائية المعادية للنظام ، فعديد الاعضاء منهم ينتمون إلى أحزاب سياسية محضورة أصلا : (الاتجاه الاسلامي ، الحزب العمال الشيوعي التونسي Poct) و قد استغلوا انتماءهم للاتحاد التونسي للشغل لتمرير ايديولوجياتهم السياسية المعادية للنظام و قد وصل التطرف النقابي بهؤلاء إلى :
· شن الاعتصامات لأسباب واهية يمكن حلها بالحوار.
· شن الاضرابات لأسباب تافهة يمكن حلها بالحوار.
· محاولة الزام الادارة بمواقف الطرف النقابي حتى و إن كانت غير موضوعية و واهية.
· فرض اجتماعات بالقوة بعديد المؤسسات التربوية.
· السعي المتواصل للتشكيك في مصداقية الادارة و اعتماد مبدإ التضليل و المغالطة ( انظروا مثلا الأمر المنظم للحياة المدرسية).
· فرض عطل لأسباب واهية أو لأسباب شخصية.
· التواجد يوميا بمكاتب الادارة بدون سبب لمراقبة عملها.
· الاخلال بالتوازنات البيداغوجية بسبب النقل العشوائية فاكتظت الأرياف و خفت الفصول بالمدن.
و تأسيسا على ما تقدم نرجو :
ü عدم تشريك النقابات مستقبلا في النقل و في إمضاء محاضر الجلسات مع الادارة و في أي عمل آخر تنجزه الإدارة.
ü العدول عن الوضع على ذمة الاتحاد التونسي للشغل.
ü إلغاء العمل نهائيا بالمعلم المعوض الموضوع على ذمة الدائرة ، فهذا الاجراء استغل بصفة فادحة من قبل النقابيين و أضحت هذه الخطة مطلب النقابيين باعتبار أن من يقوم بها لا يعمل طوال السنة إذ لا يقوم بتعويض المعلمين الغائبين أصلا.
ü التفكير في التعددية النقابية على غرار الدول الأوروبية.
ü حث التجمعيين على الانخراط في المسالك النقابية.
إن المتأمل في الآونة الأخيرة يتألم شديد التأمل لما آل إليه الوضع التربوي بسبب الممارسات النقابية الضالة : ( الاعتصام ، الاضراب ، التحركات داخل المؤسسات التربوية).
و لوضع حد لهذا الصلف النقابي لا بد من بتر هذه الخلايا السرطانية بترا قاطعا حتى يعود للمنظمة التربوية اشعاعها المعتاد.
و السلام
المدير الجهوي للتعليم بالقصرين
محمد نجيب قراري
(المصدر نشرية » الديمقراطية النقابية و السياسية » عدد 26 ليوم 05 نوفمبر 2007 )
الرابط : / http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
حصاد السنين المر
النفطي حولة
لطالما سمعت إلى بعض الشباب العاطل عن العمل من أصحاب الشهائد الحسرة واللوعة التي سكنت حياتهم طيلة السنوات العجاف التي يمرون بها وهم لا زالوا يعانون الفاقة و البطالة و هم في عز . لقد تعرفت عن قرب على بعض هؤلاء وهم يشكون حالة المصير المجهول وسط أمواج التيه والحيرة بعد أن قضوا أحلى سنوات العمر في الدراسة الجامعية وهم يمنون أنفسهم بان يتبوءوا أعلى المناصب في الشغل ما داموا في سنوات العطاء والبذل حتى يعوضوا ما صرفته عليهم المجموعة الوطنية في سبيل عزة البلاد والعباد . إلا أن الواقع الاجتماعي المريض والمأزوم أبى إلا أن يستعصى على حل معضلتهم التي أصبحت أو تكاد أن تكون أبدية . فها هم يتنقلون من وزارة إلى أخرى ومن جمعية وطنية مستقلة إلى أخرى يعرضون عليها مشكلتهم المزمنة إيمانا منهم بأنه ما ضاع حق وراءه طالب ويطالب به الطلبة الواعون بمشكلتهم والمتمسكون بحقهم في الشغل الكريم الذي به تصان حياتهم ويستردون شيئا مما سلب منهم زورا وبهتانا . وفي كل مرة حاولوا طرق أبواب الوزارة إلا وصدوا عنها ومنعوا بل لعل البعض منهم تعرض للاعتداء والعنف لا لشيء إلا لأنه تمسك بحقه المشروع وبطريقة سلمية حضارية في الحصول على شغل يسترجع به أنفاسه المتقطعة والمنهوكة . ومنهم من حوكم على ثورة الجوع التي يرفضها ولا يستكين للأمر الواقع طلبا للعيش بعزة. كما يقول الشاعر العربي لا تسقني ماء الحياة بذلة بل …………. فاسقني بالعز كاس الحنظل أو ليس من حق شباب متعلم ومتحفز للعلم والمعرفة أن يتمتع بقليل من ثروة بلاده مقابل شغل يحفظ به كرامته ؟ أو نتركه عرضة للذئاب التي تترصده بمناسبة أو بدون مناسبة. هل نتركه لقوارب الموت التي لن تنتهي بالمتاجرة سرا وجهرا بشبابنا الذي خير الهجرة السرية أو الموت غرقا على أن يبقى في بلده معرضا لموت أبشع منه وهو بين أبناء جلدته يصرخ ولا من مجيب ؟ هل نتركه عرضة لغسيل الأدمغة من التيارات الدينية الموغلة في السلفية تبتزه حتى يعوض حبه للحياة بحبه للموت والكراهية للآخر وان كان الآخر يشترك معه في الهموم والمصير ؟ والطامة تكون اكبر إذا ما علمنا أن بعضا من هؤلاء الشباب اسقطوا عمدا في امتحانات الكاباس أو اطردوا من العمل بعد سنة بدون موجب حق ذنبهم الوحيد أنهم كانوا ناشطين نقابيين في صلب منظمة الاتحاد العام لطلبة تونس كمنظمة قانونية معترف بها . فهل نحكم على شبابنا وهو في عز العطاء بان لايمارس نشاطا نقابيا أو فكريا وان لا يكون له رأيا في الشام العام السياسي أو الثقافي ؟ فالحقيقة الموضوعية هي عكس ذلك تماما فالشباب في الأصل مدعو بحكم سنه أولا وبحكم محيطه الجامعي والقومي والعالمي ثانيا إن يتفاعل ايجابيا مع قضايا مجتمعه وأمته وينتصر لقضايا الحق والحرية والعدل في العالم. فالحركة الطلابية مثلا كظاهرة اجتماعية شبابية لا يمكن أن تعيش إلا في إطار الصراعات الفكرية والسياسية التي تخوضها تأثيرا وتأثرا بواقعها الاجتماعي والسياسي التي تعيش فيه من اجل تقديم البديل الجدلي والتقدمي لحل قضايا المجتمع والأمة . ,. ومن هذا المنطلق من حق الطلبة تبني أراء وأفكار للدفاع عن مبدأ وقضية يرونها عادلة. ولو القينا بنظرة خاطفة في كل قطر عربي لرأينا أن هذا المشكل وغيره من المشاكل يتخبط فيه شبابنا العربي وجماهير امتنا قاطبة.فإذا أرجعنا سبب ذلك إلى اختيارات الأنظمة العربية الإقليمية التي اثبت الواقع أنها ليست شعبية ولا ديمقراطية فهي بحكم طبيعتها الشمولية لا تقبل برأي الشعب بل تراها تمعن في تزييف إرادته والتحكم في مصيره أضف إلى ذلك فشل الإقليمية وعجزها في التنمية فهذا. وفي الختام أقول إن كانت الإقليمية عاجزة عن تقديم الحلول في أي قطر عربي لهؤلاء الشباب فلماذا لا تتقدم خطوة عن طريق التكامل الاقتصادي البيني؟ فإلى متى يظل التبادل الاقتصادي والتجاري والخدماتي ضعيف جدا بين الدول العربية بينما يكون على العكس من ذلك متطورا جدا مع الدول الغربية ؟ نحن لم نقل الطريق إلى الوحدة الذي سيسطره الشعب العربي لأنه صاحب المصلحة الحقيقية في الوحدة كحل صحيح لواقع التجزئة من العديد من المعضلات التي يتخبط فيها لان ذلك ما يؤكده الواقع وحتمية الوجود القومي للأمة , بل نقول للأنظمة الإقليمية إن التقارب العربي العربي وفتح الحدود الاقتصادية للمستثمرين العرب و القيام بمبادرات مثل إيجاد سوق عربية مشتركة بالفعل لا بالكلام حقيقة ولا وهما على غرار ما هو واقع في الغرب هو خير ضامن للوقوع في أزمات اجتماعية واقتصادية خانقة .
التعليم ثم التعليم ثم التعليم
د. محمد الهاشمي الحامدي
الإنسان المتعلم، الذي تتوفر له الخدمة الصحية الراقية والسكن اللائق، قادر على أن يكسب رزقه ويخدم مجتمعه ويصنع الثروة لنفسه وبلاده. وهو أهم من كل ثروة أخرى، من البترول والغاز والفوسفاط والنحاس والذهب! الثروات الطبيعية لا تصنع الإنسان المتعلم الماهر بالضرورة، لذلك فقد تضيع هباء منثورا ولا تأتي منها فوائد حقيقة ملموسة للشعوب التي تملك تلك الثروات، ذلك أن إدارة الثروة تحتاج إلى عقول متعلمة مدربة ومبدعة، من أجل الحفاظ عليها وتنميتها وتوظيفها في خدمة الناس. وهناك اليوم دول كثيرة في أوروبا وآسيا، مثل سنغافورة واليابان وهولندا، تبين صحة هذه النظرية، وتشهد لقدرة الإنسان على إنجاز أفضل مستويات التقدم الاقتصادي رغم قلة الموارد الطبيعية. يكفي أن الدخل السنوي لكل واحدة من هذه الدول يفوق دخل الدول العربية مجتمعة. من هنا يتحتم على المجتمعات العربية أن تعطي الأولوية المطلقة للتعليم، لأنه استثمار مضمون في الإنسان، يضمن للأجيال المقبلة الأهلية لتطوير الاقتصاد وايحاد فرص العمل وصناعة الثروة. ثلث الميزانية في الدول العربية يجب أن يصرف في التعليم، من أجل حماية المدرسة العمومية، والحفاظ على جودتها وتفوقها، وتوفير أفضل المعلمين والأساتذة لها، وكل الشروط الضرورية الأخرى لنجاح التعليم وتطوره. أما ما نراه اليوم من انهيار لثقة الناس بالمدارس العمومية، أو الحكومية، وتوجههم للمدارس الخاصة، ينفقون عليها وعلى الدروس الخصوصية الكثير من الأموال، فإنه يعني أن أموال العرب التي تنفقها حكوماتهم تضيع سدى، وأن الغالبية الساحقة من أبنائهم لن يكون بوسعهم منافسة نظرائهم في أوروبا وفي آسيا في مجال صناعة الثروة مستقبلا. المدارس العمومية، أعني الحكومية، قوية جدا في بريطانيا وموثوقة من السكان، والحكومة الحالية في لندن جاءت إلى السلطة أول مرة بشعار: التعليم ثم التعليم ثم التعليم. على الحكومات العربية أن تحمي التعليم العام وتضمن تفوقه على التعليم الخاص، لأنها تنفق عليه من أموال الشعب. وليس مستساغا أبدا ولا مقبولا، أن تضيع تلك الأموال، وتتبدد الثقة في المدارس الحكومية، ويتضرر أبناؤنا الأبرياء الذين مازالوا في عمر الزهور، بسبب عجز القائمين على أمر التعليم حاليا أو سوء تصرفهم. سيقول وزراء التعليم العرب ومساعدوهم أنهم أحرص الناس على التعليم العام، لكن ماذا تنفعنا نواياهم؟ مجتمعاتنا تحتاج الأعمال لا الأقوال. ثم إن المطالبة بحماية التعليم العام يجب ألا تلقى معارضة الحكام العرب. نفهم أن يتصدى بعضهم لدعوات الإصلاح السياسي وتوسيع المشاركة الشعبية، لكن ماذا يزعجهم في أمر الحفاظ على مستوى التعليم العام، ولماذا يعجزون عن تلبية هذا المطلب؟
الفاضل الجزيري: سنقدم صورة لعذابات الناس وهمومهم
على إبراهيم
– سنعرض الفيلم في التلفزيون التونسي يوم خروجه لقاعات السينما. – الفيلم هو تحقيق لجانب من حلم الشباب. – « ثلاثون » إعتراف بدور مثقف الأمس ومغازلة لمثقف اليوم حتى لا ينسى دوره. – المهم أن نواجه المشروع بكثير من الجديّة لأن السينما هي صناعة وليست سحرا. – سنقدم صورا عن عذابات الناس وهمومهم ومعاناتهم زمن الإستعمار.
علي إبراهيم من تونس : هو أحد أهم الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي التونسي منذ مايزيد عن ثلاثين سنة، كاتب ومخرج وممثل سابقا، في رصيده عديد الأعمال المسرحية منها : جحا و الشرق الحائر (1972)، سيرة محمد علي الحامي، البرني والعترة، الجازية الهلالية، الكرّيطة، العرس، الورثة، التّحقيق، غسّالة النوادر، عرب والعوّادة (1989) … وعديد العروض الفنية، الموسيقية والفرجوية التي تنطلق من فكرة البحث في الموروث الصوفي والشعبي ومحاولة تقديمه بشكل جديد يسابق الزمن في القراءة الموسيقية والكتابة الجديدة له منها : النوبة (إنطلاقا من الموروث الشعبي)، الحضرة (إنطلاقا من الموروث الصوفي)، نجوم، زغندة وعزوز، باني باني، الصابة، مزود والزازا في إفتتاح مهرجان قرطاج الدولي سنة 2005. وقدّم للسينما مجموعة من الأعمال : العرس(1978)، عبور(1981) وعرب (1988). وحاز الفاضل الجزيري عديد الجوائز منها جائزة أفضل إخراج بأيام قرطاج السينمائية سنة 1988 عن فيلم عرب، إضافة إلى مشاركته في مهرجانات عالمية مثل البندقية وكان … ويعود الفاضل الجزيري من خلال هذا الفيلم إلى السينما ليقدم مرحلة هامة جدّا من تاريخ تونس المعاصرة، تعود إلى فترة ثلاثينات القرن العشرين زمن الحركة الوطنية المناضلة ضدّ المستعمر الفرنسي من أجل الحرّية والإستقلال، ويتعرّض السّيناريو لمسيرة المصلح الطاهر الحدّاد في العشريّة الأخيرة من حياته حين خرج عن الحزب وانشغل بالحركة النّقابيّة رفقة صديقه محمّد علي الحامّي وعندما انهمك في تأليف كتاب « العمّال التونسيّون » بعد حلّ « جامعة عموم العملة التونسيين » ومحاكمة زعمائها ثمّ نفيهم. ويتواصل مسار الرّجل بنضاله الاجتماعي عند معالجته لأمراض المجتمع و إصداره لكتاب « امرأتنا في الشريعة والمجتمع » الذي لقي مناهضة كبيرة من طرف بعض عناصر الحزب وثلّة من أقطاب النظارة العلميّة لجامع الزّيتونة المعمور عرّضته لمهاجمات شرسة لردعه. وتتقاطع مسيرة الحدّاد في هذا العمل مع مسارات شخصيّات أدبيّة وفكريّة طبعت بحضورها وإبداعاتها فترة الثلاثينات الصّاخبة بالأحداث اللاّفتة كالمؤتمر الإفخارستي ومناورات سلطة الحماية لإحباط كل عمل نقابيّ أو سياسي يطالب بالحقّ في حياة كريمة. كما يركّز السّيناريو على أحداث أليمة أثــّرت في الحدّاد تأثيرا بالغا كموت صديقيه الحامي والشابي اللّذين منحهما من كيانه حيّزا هامّا. ويحرص السّيناريو أن يراوح ويمازح بين أطوار الحياة الخاصّة للشخصيّة وأطوار المجتمع في تلك الآونة نظرا لانصهار حياة الحدّاد في الخضمّ العام للبلاد. وينتهي العمل إلى تقديم قراءة للواقع الثقافي والسياسي والإجتماعي في تونس في فترة ثلاثينات القرن الماضي ويعرض لجوانب من حياة بعض أعلامها: الطاهر الحداد، محمد علي الحامي، أبو القاسم الشابي، علي الدوعاجي والزعيم الحبيب بورقيبة في فترة شباب هذه النخبة النيّرة باهتماماتها الثقافية ونضالها السياسي والإجتماعي الذي مثل مرحلة بداية الوعي في أوساط الشباب والعزم على إنهاء فترة الإستعمار. فيهذا الحوار الذي إقتطعنا زمنه من فترة التصوير المتواصلة هذه الأيام باح الفاضل الجزيري بأشياء كثيرة. • لماذا العودة إلى السينما للخوض في فترة هامة من تاريخ تونس، هل هو إقرار بقدرة السينما على التأثير والوصول إلى الناس أكثر من المسرح والتلفزيون؟ • (ضاحكا) لعلّه غرام الطفولة، لأن أهم شيء عشته جماليا في علاقتي بالفنون هو عشقي للسينما. لكن قوّة السينما وقدرتها على التأثير هذا إكتشفته فيما بعد. • ماذا كنت تشاهد في فترة الصغر؟ • كان لدينا في المدرسة الصادقية (وهي من المدارس العريقة في تونس) موعد أسبوعي مع نادي السينما، كنّا نتسابق إلى حضورها ونتودد إلى أبائنا حتى نحصل على المعلوم الرمزي الذي يمكننا من حضور حصص المشاهدة والنقاش. • وهذه النوادي تخرّج منها أغلب مخرجي السينما التونسية اليوم؟ • لكن أنا لم يكن يخطر ببالي في ذلك الوقت أن أكون مخرجا سينمائيا، بل كانت علاقتي بالموضوع على سبيل المتعة والراحة النفسية التي أعيشها عند مشاهدة الأفلام، لكن فعل الكتابة هو الذي أتي بي إلى هذا المجال من خلال التجربة المسرحية رفقة الفاضل الجعايبي وجليلة بكار ومحمد إدريس. • يعني مجموعة المسرح الجديد أنذاك؟ • نعم، « الله يذكرهم بالخير » ومعهم الفنان الحبيب المسروقي كنّا نتحدث كثيرا عن السينما، ونحن في سنّ العشرين سنة كنّا نحلم بصناعة أفلام، ولعلّ ما أقوم به اليوم هو نوع من تحقيق أحلام الشباب. • كنت قدمت سيرة النقابي محمد علي الحامي في عمل مسرحي سنة 1973 لماذا عدت إلى هذه الفترة من خلال هذا العمل السينمائي؟ • لأنها مرحلة هامة ودقيقة من تاريخ تونس، خلال هذه الفترة إتضحت عديد المسائل في تاريخ الحركة الوطنية. • هل هي لحظة الوعي؟ • نعم، والمعاصرة أيضا. • ماهو السياق العام الذي يتنزل فيه هذا الفيلم ورسالته؟ • هو من أجل إبراز الدور الذي لعبه المفكر في المجتمع التونسي، ولعلّه رسالة إلى المثقف التونسي اليوم حتى يعي أكثر واجبه ودوره في المجتمع من خلال الرجوع إلى فترة ناضل فيها المثقف من أجل واقع أفضل. • هل أن المثقف اليوم هو دون واجبه الحقيقي؟ • عليه أن يعمل أكثر وأن يعي واقع الأمور أمام المتغيرات الحاصلة في عالمنا، وعليه أيضا أن يحسن التفاعل مع عصره وأن يجدد آلياته في البحث والتوعية حتى يصل إلى قلوب الناس وعقولهم. • كان يفترض إنجاز العمل في مسلسل تلفزيوني بـ 15 حلقة، لماذا عدلتم عن الفكرة؟ • لأسباب مادية لا غير، لآن تكلفة مسلسل من هذا النوع كبيرة جدّا، خاصة وأنني أسعى إلى تقديم عمل يتوفر على حرفية عالية وتقنية متطورة، وهو ما لا نستطيع تحقيقه بالإمكانيات المادية المتاحة. • لكنك صرحت أن الميزانية التي توفرت للفيلم إلى حدّ الآن في حدود 2 مليار من المليمات التونسية، فالفيلم محظوظ لأن عديد الأفلام التونسية تم إنجازها بميزانية أقلّ من هذا بكثير؟ • هذا صحيح، فنحن وجدنا دعما من وزارة الثقافة التونسية، ومؤسسة التلفزة التونسية مشكورة، وكذلك التلفزيون الجزائري والمنتج السينمائي العالمي التونسي طارق بن عمّار الذي وفر لنا وحدة تكييف الإنتاج، إلى جانب بعض الممولين الذين آمنوا بالمشروع وساندونا حتى نحقق هذا الحلم. • كان لدينا في المدرسة الصادقية (وهي من المدارس العريقة في تونس) موعد أسبوعي مع نادي السينما، كنّا نتسابق إلى حضورها ونتودد إلى أبائنا حتى نحصل على المعلوم الرمزي الذي يمكننا من حضور حصص المشاهدة والنقاش. • لكن أنا لم يكن يخطر ببالي في ذلك الوقت أن أكون مخرجا سينمائيا، بل كانت علاقتي بالموضوع على سبيل المتعة والراحة النفسية التي أعيشها عند مشاهدة الأفلام، لكن فعل الكتابة هو الذي أتي بي إلى هذا المجال من خلال التجربة المسرحية رفقة الفاضل الجعايبي وجليلة بكار ومحمد إدريس. • نعم، « الله يذكرهم بالخير » ومعهم الفنان الحبيب المسروقي كنّا نتحدث كثيرا عن السينما، ونحن في سنّ العشرين سنة كنّا نحلم بصناعة أفلام، ولعلّ ما أقوم به اليوم هو نوع من تحقيق أحلام الشباب. • لأنها مرحلة هامة ودقيقة من تاريخ تونس، خلال هذه الفترة إتضحت عديد المسائل في تاريخ الحركة الوطنية. • نعم، والمعاصرة أيضا. • هو من أجل إبراز الدور الذي لعبه المفكر في المجتمع التونسي، ولعلّه رسالة إلى المثقف التونسي اليوم حتى يعي أكثر واجبه ودوره في المجتمع من خلال الرجوع إلى فترة ناضل فيها المثقف من أجل واقع أفضل. • عليه أن يعمل أكثر وأن يعي واقع الأمور أمام المتغيرات الحاصلة في عالمنا، وعليه أيضا أن يحسن التفاعل مع عصره وأن يجدد آلياته في البحث والتوعية حتى يصل إلى قلوب الناس وعقولهم. • لأسباب مادية لا غير، لآن تكلفة مسلسل من هذا النوع كبيرة جدّا، خاصة وأنني أسعى إلى تقديم عمل يتوفر على حرفية عالية وتقنية متطورة، وهو ما لا نستطيع تحقيقه بالإمكانيات المادية المتاحة. • هذا صحيح، فنحن وجدنا دعما من وزارة الثقافة التونسية، ومؤسسة التلفزة التونسية مشكورة، وكذلك التلفزيون الجزائري والمنتج السينمائي العالمي التونسي طارق بن عمّار الذي وفر لنا وحدة تكييف الإنتاج، إلى جانب بعض الممولين الذين آمنوا بالمشروع وساندونا حتى نحقق هذا الحلم. • في هذا العمل تقدم المصلح الطاهر الحداد كشخصية محورية، إلى جانب النقابي محمد علي الحامي والأديب علي الدوعاجي والشاعر الكبير أبو القاسم الشابي والزعيم الحبيب بورقيبة، واخترت لتقديم هذه الرموز الكبيرة في تاريخ تونس المعاصرة ممثلين من جيل الشباب الغير معروفين بالشكل الكافي، الجمهور سيحاسبك بشدّة؟ • نعم، لكن أبو القاسم الشابي عندما توفي كان عمره 24 سنة والحبيب بورقيبة نتحدث عنه وهو في سنّ 27 سنة، كلّهم شبان. وأنت تعرف أن الممثلين الشباب ليس لهم حظا في السينما التونسية وخاصة الذكور منهم عكس الممثلات اللواتي تحصلن على فرص وهن صغيرات السنّ وحققن نجاحا مهما. وعندما يكون العمل متقنا يحقق نجاحا وكذلك المشاركين فيه. فنحن عندما بدأنا صغارا لم يكن يعرفنا أحد، ومن خلال عمل غسّالة النوادر إشتهرت الممثلة جليلة بكار وكذلك محمد إدريس والحبيب المسروقي … من خلال عمل مسرحي عرض في التلفزة . المهم أن نواجه المشروع بكثير من الجديّة لأن السينما هي صناعة وليست سحرا، لا بدّ من حفظ النصوص والنطق السليم والملابس المعدّة بعناية والإنارة الجيّدة والديكورات المقنعة الدالة على مضمون الحكاية التي لا بدّ من أن تكون متماسكة ومقنعة • لماذا الإختيار على تصوير حوالي 70 في المائة من مشاهد الفيلم في الأستوديو، وفي ديكورات تم بناؤها خصيصا للغرض؟ • أولا لا بدّ من توجيه الشكر الخاص للشركة التونسية للكهرباء والغاز التي مكنتنا من أحد مستودعاتها لبناء الديكورات الخاصة بالعمل حتى نكون أكثر قربا ووفاء للفترة التي يتناولها الفيلم وهذا يمكننا أيضا من التصوير في ظروف حسنة لأن عملنا لا يتأثر بعوامل خارجية، لكننا سنصور بقية المشاهد في فضاءات موجودة ومازالت تحافظ على خصوصياتها ومميزاتها كجامع الزيتونة المعمور وبحيرة إشكل وجبل بوقرنين وتوزر … كما أننا لأول مرّة سننجز فيلما في تونس بتقنية سينما سكوب وأغلب مشاهده في الأستوديو، ورهاننا فيلم متميّز. • أسندت دور الطاهر الحداد الشخصية المحورية للعمل إلى إبنك علي الجزيري الذي عرفناه مغنّ وليست له تجربة لافتة في التمثيل، لماذا؟ • هو يتوفر على مواهب عدّة، وعاش معي مخاض العمل منذ سنوات وله قدرة لافتة على الإستيعاب وفهم الأشياء، ولم أسند له الدور في بداية المشروع لكنني أحسست منذ سنة أنه قادر على أداء الشخصية فعرضت عليه الأمر بعد أن تعبت في البحث عن الطاهر الحداد. وطلبت منه جهدا كبيرا، فعمل على إنقاص وزنه وتحمل أعباء التمارين لأشهر قبل بقية الممثلين، الذين إنطلقوا في التمارين منذ شهر مارس الماضي. • بقية الأدوار الرئيسية أسندتها لممثلين شبانّ : ماهر الحفيظي (الشابي)، وليد النهدي (الدوعاجي)، الفلسطيني رامي حفّانة (محمد علي) وغانم الزرلي (الحبيب بورقيبة)، أنت تحملهم مسؤولية كبيرة لأن من تقدمهم في هذا الفيلم هم من أعلام تونس المعاصرة ويعتبرون من المشترك الجمعي بين كل التونسيين؟ • أنا كما ترى غزى الشيب رأسي وبتعويلي على أكثر من 200 عنصر من الشباب في التمثيل مساهمة منّي لمنحهم المشعل، ووجدت لديهم حماسا كبيرا وتضحية غير مسبوقة حيث أنهم واظبوا على التمارين لأشهر دون أن يتقاضوا منح مالية لقاء حضورهم التمارين، وأعوّل على وجوه غير مستهلكة حتى لا يكون للمشاهد حكم مسبق لها أو عليها، لأنه عندما يخرج المشاهد من وضعية الحكاية في الفيلم نكون قد فشلنا في مهمتنا، لأننا نريد إقناعه بالحكاية حتى نحقق غايتنا. • أنت ممن يرون بأن السينمائي يقدم قراءة للتاريخ ولا يكتب التاريخ. • نعم، ومن يزعم عكس ذلك هو مغرور. • لكنّ سياق الفيلم يتناول جزء من تاريخ تونس، يستعرض جانبا من تاريخنا المهم؟ • نحن نعمل على الجزئيات، فعلى سبيل الذكر نهتم بالصحن الذي يتناول فيه علي الدوعاجي وجبة الفول، الفيلم يعود إلى تلك المرحلة، نحاول في هذا العمل أن نكون معاصرين لتلك الفترة لعلّنا نقنع المشاهد بصدق الأداء والسرد ومختلف المكونات في المشهد السينمائي… لذلك كنّا مضطرين للدخول إلى الأستوديو لأنّ المدينة العتيقة تغيّرت بأسواقها وأنهجها ومقاهيها. وأحداث الفيلم تجري سنة 1924، وهي السنة التي توفي فيها المناضل الدغباجي، وتنطلق أساسا بالإجتماع الأول الذي أشرف عليه محمد علي الحامي بفندق الحرايرية، مع ثلة من العمال الذين جاؤوا من مختلف الجهات من أجل إحداث جامعة عموم العملة التونسيين. • تراهن على الدعاية الإعلامية للفيلم بقوة، لماذا؟ • وليس غريبا أن أتحدث معك في إيلاف التي لها نجاح واسع حتى يصل العمل إلى أكبر عدد من الناس من مختلف الأجيال وخاصة الشباب التونسي الذي أريده أن يقترب أكثر من تاريخه عبر عمل فني. • وماهي مراجعكم في هذا العمل؟ • عندما توّد الحدث عن شاعر أنجليزي تجد العديد من المراجع حوله، وعندما تسأل عن الشابي شاعر تونس الكبير صاحب رائعة : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابدّ ان يستجيب القدر، لا تجد الكثير من المعطيات حوله. • بامكانكم العودة إلى عائلات هؤلاء • أكيد نحن عدنا إلى عائلاتهم لمساعدتنا على الإقتراب أكثر من هذه الشخصيات، لذلك ذهبت إلى الحبيب بورقيبة الإبن لنعرف أشياء كثيرة عن الزعيم الحبيب بورقيبة كيف كان يعيش وماذا يلبس، نفس الشيء مع الحداد وغيره عدنا إلى النصوص المتوفرة وأصدقاء الشخصيات ممن هم على قيد الحياة. • تعوّل على فريق عمل تونسي سبق أن تعودت العمل معه، أنت ممن لايغيّرون الفريق الرابح؟ • إنشاء الله نكون موفقين، أكيد يكون التواصل أسهل مع من تعودت العمل معهم. • وتضمن السيطرة على بلاتوه التصوير، لايناقشك أحد؟ • (ضاحكا) نقاش دائم حول مختلف الجزئيات، أنا أعمل مع أناس محترفين لا يتركون شاردة أو واردة يدققون في كل شيء وهذا هو هدفنا. • وكيف تتفاعل مع وجهات النظر المختلفة؟ • أنا تربيت على الحوار والتفاعل بين الأفكار وأقبل بالفكرة الجيّدة مهما كان مصدرها. • أغلب الصور التي يوزعها المكتب الإعلامي للفيلم تقدم الفاضل الجزيري وهو باسم أو يفكر ويوجه، ولم نرى لك صورة واحدة وأنت متوتر أو منفعل، هل تخشى على صورتك عند الناس لذلك تسعى أن تلقاهم وأنت متجمّل؟ • لا، ذلك هو طبعي وأسلوبي في العمل، لا أتوتر بسهولة ولا بدّ من التريث في مثل هذه الأعمال. • من طموحاتك وصول هذا العمل ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2008، لماذا؟ • سنعمل على تحقيق المواصفات العالمية في صناعة الفيلم وهذا ممكن مادامت قد توفرت لدينا الإمكانيات التقنية والفنية وهذا هدفنا، لأنه لابدّ لنا من قطع خطوات إضافية تتقدم بالسينما التونسية. • تجربة فنية لأكثر من ثلاثين سنة ماذا غيّرت فيك؟ • (ضاحكا) شاب شعري. • وماذا على مستوى الأفكار والقناعات؟ • في البداية كنت أعتقد أن الأمور سهلة وبسيطة لبلوغ المستويات العالمية، اليوم أصبح بالإمكان في تونس تحقيق مثل هذه الطموحات في مختلف المجالات الفنية، من ناحية الكم توفرت لدينا عديد الخبرات، أما في مستوى الكيف لابدّ لنا من العمل أكثر لتطوير أدائنا، كنت أظنّ أنّ الأمور أسهل ممّا هي عليه. • على الرغم من تقديمك لعرض الزازا في قرطاج 2005 لكنه لم يحقق النجاح الذي بلغته عروضك الفنية السابقة : الحضرة والنوبة، لماذا؟ • الزازا سينتبه إليه الناس مع الأيام لأنه عرض سابق لأوانه، متطور موسيقيا. وبالتعوّد سيزداد الإقبال عليه. أما الحضرة والنوبة فهي عروض حركت ماكان كامنا فينا من تراثنا، لذلك حققت نجاحا سريعا. • موسيقى فيلم ثلاثون ستكون بإمضائك؟ • نعم، وتجربتي في الحضرة والنوبة من أجل البحث في موسيقانا وسأعمل على تقديم الموسيقى التي تساعد الصورة على إيصال المعنى المراد. ولا يمكن أن ننسى أن سنة 1932 شهدت ولادة الرشيدية المؤسسة الموسيقية الكبرى التي بقيت مؤتمنة على حفظ وتجميع التراث الموسيقي التونسي والأندلسي. ولنا في الفيلم مشهد عن ذلك. ولأن شخصيات العمل التي كانت تعمل في الميدان السياسي هي نفسها لتي تعمل في المجالات الثقافية والفنية وقريبة من بعضها البعض. أما اليوم فكلّ يعمل في ميدانه. • عنوان « ثلاثون » هو من نوع الإستثمار الجيّد لنجاح مسرحية « خمسون » للفاضل الجعايبي، أليس كذلك؟ • « الله يهديه الجعايبي » لأنه كان يعلم بمشروع الفيلم الذي سبق مشروع المسرحية بسنوات، وليس في الأمر مشكل. • هل شاهدت « خمسون »؟ • للأسف، لم أتمكن من مشاهدتها إلى حدّ الآن، لكنني أعرف أن الجعايبي فنان كبير ويتقن صناعة المسرح. • من يقنعك من السينمائيين التونسيين؟ • (يصمت) • لا يعجبك أحد؟ • السينما مهنة صعبة، ولدينا من هم بصدد التأسيس لتجربة مهمة مازالوا في مرحلة البحث أمثال النوري بوزيد وعبد اللطيف بن عمّار ولا يمكنني أن أفضل واحدا عن الآخر أضف إليهم المنصف ذويب والمرحوم إبراهيم باباي وغيرهم. وفي مختلف تجاربنا نحلم بأشياء لكننا مازلنا نصرّ على بلوغ الهدف الذي هو المقياس العالمي. • وهل ستستعيد التاريخ من خلال أغاني هذا الفيلم؟ • هو من قبيل الإدعاء القول بأننا سنعيد كتابة الواقع كما هو، نحن سنحافظ على الروح، وعلى كلمات الأغاني كما هي، لكننا سنقدمها وفق كتابة موسيقية جديدة بمقاييس فنية جديدة وعالية الجودة، نفس الشيء بالنسبة للشعر، سنعمل على تقديم صياغة شعرية لنصوص لم تصلنا من الشابي. • معنى هذا، أنكم ستكتبون عوضا عن الشابي؟ • نعم، سنتحدث عنه بشعر لم يكتبه هو، لكن كتب بنفسه هو وحساسيته الشعرية المرهفة. • هل سيتضمن العمل وثائق مصورة تاريخية؟ • بعض الصور مادامت الوثائق متوفرة، سنتحدث عن الإستعمار وماذا فعل فينا، لأننا نسينا اليوم حال ذلك الوقت المتمثل في الفقر والأمراض المعدية، وكذلك سنطرح سلطة المعمّر على الشاشة، سنقدم صورا عن عذابات الناس وهمومهم ومعاناتهم في ذلك الزمن. • من يعجبك من الفنانين اليوم؟ • الجعايبي، بوشناق، سمير العقربي، زبير التركي … • لم تذكر المسرحي محمد ادريس؟ • (يتردد) نعم هو أيضا جيّد. • تقولها باحتراز؟ • (يضحك) • الفيلم ورشة كبيرة لجيل جديد من الشباب، هل هذا مقصود؟ • ورشة الديكور بها 80 طالبا وأستاذا مختصا في المجال لأن العمل يتطلب هذا الكم الهائل من الناس، فالعمل يطرح قضية عامة وتنجز بأموال عمومية… نحن نعمل والشباب الذي يشاركنا العمل يساهم في هذا العمل بحيوية ويتعلم دون أن يكون ذلك هو هدفه المباشر. ونحن نعمل في شريط مكلف وميزانية العمل محترمة لكنها لا تفي بالحاجة لذلك هذا الشباب يتقاضى أجرا زهيدا لقاء مساهمته. • هل سنشاهد هؤلاء الأعلام بمثل ما قدمتهم لنا كتب التاريخ، والبرامج الدراسية؟ • سنقدم هؤلاء بشكل جديد وربما مختلف من خلال رؤيتنا للتاريخ لكن بنفس الحب والإحترام لمجموعة من رموز الحركة الوطنية التونسية. سنشاهدهم في وضعيات مختلفة في عملهم الثقافي والسياسي وكمواطنين في حياتهم العائلية. • ماذا تقول للجمهور؟ • ماأحلم به أن يشاهد التلاميذ الفيلم، وسنعرض الشريط على قناة تونس 7 يوم خروجه للقاعات التجارية. • هذا منطق معكوس في ترويج السينما؟ • إنطلاقا من تجربتي عندما أقدم عملا فنيا في التلفزة يزداد الإقبال عليه في المسارح، وأحباء السينما يريدون مشاهدة الأفلام في إطارها الطبيعي الذي هو قاعة السينما، وآمل أن تكون قاعات السينما في حالة جيّدة كما وعدونا. • لكن حالها يشكو إنتشار القرصنة وتوزيع الأفلام على محامل رقمية بشكل سريع؟ • القرصنة في خدمة الإبداع والجمهور وتساعد على تقريب الأعمال من الناس وتعمل على إنتشارها، أقول هذا لأنه ليست لي طموحات مادية. • هل هنالك نية لإستثمار الستوري بورد Story board لنشره في كتيب حول العمل؟ • هذا ما أرجوه، لكن لابدّ من الإشارة إلى أن الفيلم هو جهد يومي ومازال لم ينته الإشتغال عليه بعد، لذلك أنا في صراع دائم مع هواجسي الفنية حتى ننتهي من العمل. (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 7 نوفمبر 2007)
حاجة الثقافة العربية إلى نمط الفيلسوف الديمقراطي
زهير الخويلدي » خلق ثقافة جديدة لا يعني مجرد قيام كل فرد باكتشافات أصيلة بل يعني أيضا وبالتحديد نشر حقائق اكتشفت من قبل نشرا نقديا بحيث تصبح هذه الحقائق اجتماعية وتتحول إلى أسس لأعمال حيوية وعناصر تنسيق وتنظيم ثقافي وأخلاقي »[1] أنطونيو غرامشي الوضع الطبيعي المطلوب بالنسبة للعلم والحضارة والتنوير هي أن القسم الأهم من البشر مثقفون وأن تقوم هذه الطبقة المثقفة بدورها الوظيفي في المجتمع من أجل التوعية والتربية والتوجيه وصنع الرأي العام والحرص على احترام المصلحة المشتركة بشكل مرموق ولكن الوضع الموجود الطارئ والمداهم هو حالة الاستقالة واللامبالاة والعزوف التي يتصف بها معظم المتعلمين والمتعالمين أي أن القسم الأهم من البشر لا يمارسون وظيفة المثقف في المجتمع بل يصدرون مجموعة من الأحكام المسبقة ويفضلون أن يتم معاملتهم كطبقة تعيش في برجها العاجي في عالم من الحريات المجردة والمثل الأفلاطونية البعيدة كل البعد عن الواقع اليومي وغير القابلة للانطباق على التجربة التاريخية للدول والشعوب. إذا نظرنا إلى حالة الثقافة والمثقفين عندنا فإننا نستنتج تدهور الثقافة وضعفها على مستوى الإنتاج الكمي والتأثير الذوقي في الناس والحضور النوعي في المحافل الدولية ونستخلص كذلك قلة المثقفين واهتمام الموجودين منهم بقضايا شكلية وخوضهم صراعات وهمية واستنجادهم بجهات رسمية أجنبية إذ يظن البعض أن صفة المثقف ينبغي أن يوصف بها من يبشر بقيم الحضارة الغربية ويستعمل مناهجها وينشر علومها ونظريتها ومن ينظر إليها على أنها هي الحقيقة الموضوعية والفكر الكوني ويحرم منها الدارس الذي مازال يستشهد من كتب التراث ويجتر ثقافات الماضي حتى وان ادعى الانتماء إلى العقلانية والعلم والفلسفة ومارس النقد والتفكيك فالي أي مدى يصح هذا الرأي؟ من هو المثقف؟ وكيف يكون مثقفا عضويا؟ لكن لماذا يعاني المثقف العربي من احتباس معرفي على مستوى النظر واحتباس عملي على مستوى الفعل؟ ما المقصود بالاحتباس المعرفي؟ وأليس من المنطقي أن يخلف احتباسا عمليا؟ وهل يمكن أن نعثر لهما عن حل أم أن الحالة العربية الإسلامية ملقحة ضد الوعي والثقافة؟ مدار الأمر هنا هو الاعتراض على أن يكون المثقف من فئة التكنوقراط سدنة الأنظمة الشمولية وعرابي الايديوليجيات المعولة والعمل على تفعيل شخصية المثقف النقدي الحامل لهموم أمته والقادر على الاندماج في المجتمع والمؤهل على إحداث التغيير في الواقع. 1- الاحتباس المعرفي: » لا تنقرض ثقافة ما إلا بمقتضى ضعفها الخاص » مالرو الاحتباس مفهوم أنتجه علم المناخ ليدل به على ظاهرة طبيعية مستحدثة أضرت بالبيئة ورفعت درجة سخونة الأرض وسببت الكوارث والأعاصير وجعلت جميع الفصول تظهر متعاقبة في اليوم الواحد وأدت إلى إمكانية ابتلاع مياه البحار والمحيطات لقسم هام من اليابسة كل ذلك بسبب تكون غلاف من الغازات حول الأرض ناتج عن التلوث المتأتي بدوره من حمى التصنيع والتسابق من أجل التسلح حال دون عكس أشعة الشمس على سطح الأرض وانتشارها بحرية خارج الغلاف الجوي. ونحن هنا نستسمح علماء المناخ لكي نستخدم هذا المفهوم في المجال الأنثربولوجي ونصف به حالة ثقافتنا المهترئة وبالتالي يجوز لنا أن نقول عن المثقف العربي أنه يعيش وضعية الاحتباس أو بين محبسين: محبس الجمهور الذي ينظر إليه بريبة كبيرة ويتهمه بالتقاعس والإهمال لدوره الطليعي ومحبس الأنظمة الشمولية وإمبراطوريات العولمة الاختراقية التي خلعته عن عرشه ووضعت المستشار التكنوقراطي والمحاسب والوكيل التجاري مكانه ودجنته وجعلته مجرد موظف تابع يستجدي العطايا والهبات من السلطات ويلاحق المسابقات من أجل تحقيق الشهرة الناقصة والثروة النادرة. من البين أن المثقف العربي يعاني من الاحتباس المعرفي تماما مثلما تعاني أمه الأرض من الاحتباس الحراري وإذا كان هذا الأخير قد سبب للأرض الاختناق وارتفاع درجة الحرارة فان الاحتباس المعرفي لم يرفع من درجة سخونة الإنسان العربي بل زاد في درجة البرودة لديه وتثاقلت همته نحو العلم والمعرفة ولم يعد يجد في الكتاب خير جليس ولم يعد يرى النور متأتيا من العلم بل من الدرهم والدينار ويظهر هذا الاحتباس المعرفي في تراجع الإنتاج وندرة الترجمات وارتفاع نسبة الأمية وهجرة الأدمغة إلى الخارج وضعف التشجيع على البحث العلمي وإصابة الجامعات بالعقم وتردي مستوى الشهادات العلمية المحرز عليها وتفشي الفساد والرشوة والمحسوبية في هذه الدوائر الأكاديمية. كما أن قيمة الإنتاج المعرفي محدودة ولا ترتقي إلى مستوى العالمية فالثقافة العربية كماهي الآن وبهذا المستوى من الرداءة هي ثقافة محلية تعبر بصدق عن حالة ما قبل ثقافية لمجتمعات هجرت دور الثقافة واحتمت بالمقاهي والأسواق العامة من أجل الثرثرة ونشر الإشاعة تنتظر المخلص والمدد من السماء. العرب في زمن العولمة يعتقدون أنهم يعرفون ولا يعلمون أنهم لا يعلمون وهم معذورون في ذلك لأن ركام الأجوبة قد ردم ميلهم الفطري إلى التسآل ولأن شهيتهم في المعرفة متأثرة بنقص التغذية التي تعاني منها معداتهم في ظل الوفرة الفارغة والندرة المكلفة. صحيح أن هناك بعض المحاولات وأن البعض من العلماء هنا وهناك يبذلون جهود جبارة من أجل مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي وفهم ما يحدث داخل الساحة الفكرية للثقافة المتقدمة وصحيح أيضا أن البعض منهم حقق بعض الابتكارات وكان له السبق في اختراع هنا واكتشاف هناك ولكن مؤسسة العلم بالمعنى الحقيقي للكلمة مازالت لم تظهر بعد عندنا وتخضع لوصاية المؤسسة السياسية والعسكرية وفي الغد المؤسسة الاقتصادية والثقافة مازالت تحت رحمة الإيمان والعقل مسيج بالخرافة والأسطورة والفلسفة يداهمها الرأي والدعاية. هل يعقل أن يغيب العلماء والشعراء والأدباء منذ نجيب محفوظ عن جائزة نوبل؟ كيف نفسر هذا الغياب لعلماء وكتاب عرب عن هذه الجائزة؟ لماذا ليس لنا فلاسفة حقيقيين يفكرون في الكوني ولا ينشغلون فقط في همومهم الخصوصية الضيقة؟ أليس هذا دليل على انحسار الثقافة العربية واحتباس المثقف فيها داخل عباءة الفقيه؟ كيف يؤثر شيخ حوزة دينية في القرار السياسي بينما يسبب مقال لصحفي ركود اقتصادي؟ ألا يسمى هذا قصور على صعيد العمل؟ 2- الاحتباس العملي: » لدى الشخص المثقف رغبة طبيعية في أن يكون قائدا عادلا وإنسانيا بيد أن السلطة تغير جذريا طبع من يمارسها » ألان لم يعد أحد في دائرة السكان الافتراضيين لحضارة اقرأ ينصت للمثقف ويقرأ ما يكتب ويلتزم بما يقول ولم يعد المثقف نفسه فارس المرحلة ورجل الميدان وأصبح بعيدا عن النصح والإرشاد والتوجيه وحل محله علم السبيرنيتيقا أو هو كثيرا ما ينعت بالإصبع ويتهم بالكذب والنفاق وذلك لكثرة مقالاته وكتبه وتزايد مشاريعه ومقابلاته المرئية وقلة حيلته وضعف تأثيره وعجزه عن تغيير الأوضاع فهو لا يقنع ويثرثر ويتكلم لغة صعبة ولسان حاله يقول: »على من تتلو كتابك يا داود » لأن الذي يدخل من الأذن اليمنى للمتقبل يخرج من أذنه اليسرى ونحن أمة لا تقرأ وان قرأت لا تعرف وان عرفت لا تعمل بما عرفته ومبدؤها هو « أعوذ بالله من علم لا ينفع » وما الحاجة إلى مشقة التفكير والعلم مكنوز في التراث والحداثة ولماذا نغامر بالعمل ونجتهد في الممارسة وأقطاب الطريقة يرتقون بنا في المقامات التي توصلنا إلى الصراط المستقيم. المثقف العربي مستقيل ومنتظر على الدوام ويستجدي غيره دائما وأبدا،يطلب العون من رجل الدين غير المثقف للاتصال مع الجماهير ويحتمي برجل السياسة المتشبع بثقافة البطش من أجل الظهور بمظهر محترم فتنهال عليه الصفات من كل جانب فهو المتنور والتقدمي والمتأنق تنعشه أنوار العلوم الغربية وتمتعه الفنون الكلاسيكية وتصاعد أسهم اليقين الديني تدفعه نحو ترميم روحانيات الذات دون تساؤل أو استنكار ومعايشته الحروب والعنف والمرض كأوضاع القصوى تدفعه إلى الهروب نحو المجهول أو الدوران حول شمس وهمية إن أحسن صنعا كما أن الثورة الرقمية ومكننة الحياة تزيده خمولا وعزوفا عن الإنتاج وترفع من معدلاته في الترفيه والاستهلاك. وبالتالي فهو في جميع الظروف مثقفا هائما ينظر الوقت كله دون أن تكون له أية صلة بالتجربة وبعالم الحياة،إذ ترى متى كان الدكاترة والشعراء والعلماء وأساتذة الجامعات فاعلين اجتماعيين؟ ومن منهم الآن قادر على ترك بصمات له في الواقع وقلب الأوضاع رأسا على عقب؟ أليس ما ينقصهم هو النظر الفاعل والعمل الناظر؟ ألا ينبغي أن تتجسد كل نظرية معرفية في تخطيط استراتيجي تستثمر الماضي في قراءة الحاضر و تستشرف المستقبل؟ ما أبعد مثقفينا عن جون بول سارتر الذي كان رجل البراكسيس في شوارع باريس وأنهجها وفي عقول الشبيبة ووجدانها والكراسات التي يرسلها إلى الشعب ويوزعها بنفسه في المظاهرات هي الواسطة وعن صديقه الأسمر فرانس فانون الذي كان مناهضا للاستعمار وللتمييز العنصري كاشفا الأقنعة البيضاء وراء الوجوه السوداء مرافقا المرض والموت والفقر الذين خلفه العلم المتقدم لإفريقيا الشابة المغلوبة على أمرها المولعة بتقليد الغالب،ثم قبل ذلك ما أبعدهم عن أسلافهم القراء في زمن التأسيس الذين لم يكونوا فقط حملة الوحي يحفظونه عن ظهر قلب بل فرسان فاتحين يبنون الحصون ويشيدون المدارس ويرفعون الجهل ويساعدون المحتاج ويفعلون في واقعهم طبقا لحاجيات عصرهم، إنهم لم يكونوا مقعدين ومحتبسين بل كانت أعماله آيات على فضائلهم وكانت أقوالهم شهادات على الدافع الحيوي الذي يحركهم وتحفزهم الوجودي الذي يجعلهم يتدخلون في ما لا يعنيهم.أما اليوم فالعرب يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يعرفون ويوجد منهم السريالي والبوهيمي والمتعصب والمنبطح والفوضوي والامتثالي والطوباوي الحالم والمغرد المتشائم والإيماني واللاأدري دون تبني الأفكار الحقيقية لهذه المذاهب والنظريات وكأنها أسماء دون مسميات أو بيوت دون عناوين والسبب في ذلك أن العرب أضاعوا عنوانهم المعرفي ومقصدهم العملي. من هذا المنطلق يظهر الاحتباس في تكاثر عدد المتزلفين من المثقفين التقليديين الذين يسايرون السائد ويبررون ماهو موجود ويخدمون رأس المال ويسندون السلطات ويناصرون كل الأفكار الشمولية مع ندرة المثقف العضوي الذي يتشجع على استعمال عقله وتنمو لديه ملكة النقد ويزداد عنده حس الرفض والرغبة في التغيير فيحمل على الظلم والاستغلال ويفضح أشكال التشويه الذي يتعرض لها الإنسان ويردم الفجوة بين فكره وقوله وفعله ويعطي للعمل الأولوية المطلقة على النظر أو يجعل النظر في خدمة العمل،فكيف نطالب الثقافة العربية بالتجدد والاستئناف وهي في زمنها الحاضر لم تعرف مفكرين أحرار من طينة بشار وأبي نواس والرازي وواصل ابن عطاء وابن الرواندي والحلاج والمعري والتوحيدي الذين جعلوا من كلامهم مقاما لوجودهم وجعلوا من نمط وجودهم تحضيرا لثورات اجتماعية قادمة؟ كيف لشعب يريد أن يعانق الإبداع ويشارك المطلق المتعالي في الخلق وهو لم يشهد بعث مجانين مثل ابن الهيثم والبيروني والخيام والفارابي يكتب باستهلاك ما تبقى من نفسه؟ الاحتباس العملي هو العجز عن التغيير وبطء في الحركة وثقل الإيقاع ورطانة الأسلوب والاحتماء بالأبراج المشيدة للراحة وهو صفة ملازمة للمثقف العربي اليوم تدل على نخبويته ومماطلته وفي نفس الوقت تبلده وجبنه فأين لنا بفولتير حتى يجرم هؤلاء الثقفوت المتكسبين المسترزقين؟ أين هو هذا الفيلسوف الديمقراطي الذي يوائم بين النظر والعمل سعيا إلى تحرير الناس بالرغم عنهم؟ 3- المثقف النقدي هو الفيلسوف الديمقراطي: « إن فلسفة البراكسيس لا تهدف إلى إبقاء السذج على فلسفتهم البدائية فلسفة الحس العام بل إلى النهوض بهم نحو تصور أعلى للحياة ولئن قالت بضرورة الاحتكاك بين أهل الفكر والسذج فهي لا ترمي بهذا الإثبات إلى الحد من نشاط العلم ولا إلى إبقاء الوحدة على المستوى الأدنى بل إلى إنشاء كتلة فكرية أخلاقية تجعل التقدم الفكري ممكنا من الناحية السياسية لا لبعض الزمر الضيقة من أهل الفكر وحسب بل للجماهير عامة » [2] يمكن للمثقف في ساحات الفكر العربي أن يتجاوز حالة الاحتباس المعرفي والعملي وحالة التشرذم والتشتت ويلعب دوارا بارزا في تحقيق التحرير والوحدة والنهضة والتقدم والتقسيم العادل للثروة ويضمن الحرية لكل فرد في جميع المجالات إذا ما سعى إلى انتشال الفردانية من سيطرة النزعات الجمعانية وحرص على بناء كتلة تاريخية تضم جميع الفرقاء وتتخذ من الدين ومجمل الثقافة الوطنية بما في ذلك الفلسفة منهاجا للعمل، وإذا ما تخلص من النمط التكنوقراطي الذي يقضي حياته في خدمة الأنظمة الحاكمة وفي السهر على تمرير المشاريع الاستعمارية وتلطيفها وقام بالتسلح بروح الثورة والاعتراض والنقد من أجل قلب الأوضاع رأسا على عقب وتثبيت مشروع الممانعة والمقاومة على أرض الواقع. وبالتالي ينبغي على الفيلسوف أن يكون ديمقراطيا وفي خدمة ثقافة شعبه إذا ما أراد أن يكون فيلسوفا بحق ويجب على المثقف أن يرتفع إلى مرتبط الفيلسوف الديمقراطي إذا ما رغب في أن يكون مثقفا عضويا فاعلا في مجتمعه وله تأثير في دفعة حركة التاريخ إلى الأمام. يقول غرامشي: » لا يستطيع أن يكون فيلسوفا أي صاحب تصور للعالم متماسك بصورة نقدية إلا إذا وعى تاريخيته ووعى مرحلة التطور التي يمثلها هذا الواقع التاريخي،هذا إلى جانب وعيه للتناقض بين هذا التصور والتصورات الأخرى أو بينه وبين بعض عناصرها »[3] ويقصد أن كل واحد يغير ذاته ويبدلها بقدر ما يغير أو يبدل العلاقات المركبة التي يشغل منها مركز الارتباط.بهذا المعنى نقول إن الفيلسوف الحقيقي هو السياسي ولا يمكن أن يكون غير ذلك انه الإنسان الفاعل الذي يبدل البيئة ومعنى البيئة جملة العلاقات التي تنظم حياة كل إنسان بمفرده »[4] شخصية الفيلسوف الديمقراطي تقوم على النضال المشخص من أجل الإنسان بالتسلح بالروح العلمية وبإنصاف خصومه عند ممارسته للعمل النقدي وهو كذلك الذي تربط بشعبه روابط عضوية بحيث يحس بمشاكله ويفهم تطلعاته ويلتصق به بروابط فاعلة وتاريخية ويمارس التفكير الذاتي الحر يقول غرامشي في هذا السياق: » حيث توجد هذه الحرية يتكون بصورة تاريخية نمط جديد من الفلاسفة يجوز أن يطلق عليه اسم النمط الديمقراطي وهو الفيلسوف الذي يعتقد أن شخصيته لا تقتصر على شخصه المادي بل تتضمن أيضا علاقة اجتماعية فاعلة تغير المحيط الثقافي »[5] صحيح أن البشرية لا تطرح أسئلة لا تكون قادرة على حلها والمجتمع لا يكلف نفسه القيام بأفعال لم تتوافر لديه الشروط الكافية لتحقيقها وبالقياس إلى ذلك يمكن أن يطمح العلماء إلى معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري بالوسائل العلمية والتقنيات المناسبة لذلك لكن ماهو غير صحيح أن العرب سيضعون حدا لحالة احتباسهم لأنهم كانوا على الدوام الاستثناء فهم ما انفكوا يشخصون أمراضهم دون أن يعثروا على الدواء الملائم لها، إنهم عندما يتقدمون للفعل يختارون الأشياء الممكنة ولكن إرادتهم تقع على الأشياء المستحيلة فيقعون فريسة أوهامهم ويتيهون في صحراء الوجود كالعادة، ولكن بارقة الأمل التي تظهر الآن تتمثل في ازدهار الثقافة الالكترونية والدخول من الباب الكبير إلى عصر الصورة وبروز الكتاب المسموع والمنتدى الفكري كوسط محايثة لتبادل الآراء والتواصل بين الذوات، فهل تقدر موجة المقالات والتحاليل المنشورة على الإنترنت من معالجة ظاهرة الاحتباس المعرفي والعملي في الثقافة العربية بعدما يأس الناس من المقالات والتحاليل المدفونة في الكتب؟ المرجع: جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1972 + كاتب فلسفي من تونس [1] جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1972 ص154 [2] جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1972 ص158 [3] جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1972 ص193 [4] جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1972 ص185 [5] جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1972 ص175