الأربعاء، 6 ديسمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2389 du 06.12.2006

 archives : www.tunisnews.net

وصول الدكتور المنصف المرزوقي إلى العاصمة وسط  مراقبة أمنية من سيارات البوليس و الحرس آكي: انتقادات أوروبية للحكومة التونسية حول الحقوق الأساسية يو بي أي: حزب تونسي معارض يحصل علي ترخيص لإصدار صحيفة ناطقة باسمه الصباح: معاناة «الإبحار» في الانترنات حـزب التحريـرر تونس: بيان شبكة نور الإسلام: هل ستسقط تونس كما سقطت الأندلس نورالدين الخميري: معا لإنهاء معاناة مساجين الرّأي في تونس صــابر التونسي: نداء إلى السيد الجلاصي وحرمه! محمّد القوماني : بلاغ – سحب ترشّحي المعلن لخطّة الأمانة العامّة للحزب الموقف: افتتاحية : من المسؤول عن الهزيمة؟ أحمد نجيب الشابي: استعدادا للمؤتمر الرابع: الديمقراطي التقدمي ينتخب مندوبيه جمال الدين أحمد الفرحاوي: وإلى العلا  نحو العلا فالتزحفوا نورالدين بن رمضان: أيمكن للتعاضديات أن ترى النور من جديد؟ محمد الصالح فليس: الخوف… وخوف الخوف! محمد لعروسي الهاني: ذكرى 5 ديسمبر 1952 ذكرى إستشهاد الزعيم الوطني فرحات حشاد رحمه الله الحبيب الذوادي: في ذكرى اغتيال المناضل الوطني فرحات حشاد رمز العالمية للنضال من أجل الكرامة والحرية والاستقلال مقالات مختارة للشهيد فرحات حشاد بنعيسى الدمني: في تلازم التحرر والإصلاح محمد كريشان: الانتخابات والإسلاميون توفيق المديني: مقولة « الشارع العربي « بين الوهم والحقيقة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان دعــــــــــوة      بمناسبة ذكـرى الإعـلان العالمـي لحقـوق الإنسـان تتشرف الهيئـة المديـرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بدعوتكم لحضور الجلسة الإفتتاحية للندوة التكوينية التي تنظّمها يومي 08 و09 ديسمبر 2006 حول :  » مجلـس حقـوق الإنسـان التابـع للأمـم المتحـدة «  وذلك بداية من الساعة الثالثة بعد زوال يوم الجمعة 08 ديسمبر 2006 بالمقر المركزي للرابطة  21،  نهج بودليــــر – العمــران – تـونـس.  


دعـــــــــــــوة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان يتشرف الحزب الديمقراطي التقدمي والتكنل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بدعوتكم للحضور بالندوة السياسية التي ينظمانها حول حـــق التنـظــم وذلك يوم الجمعة 08 دبسمبر على الساعة الخامسة مســـاء بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي نهج إيف نوال تونس


في إطـــار الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنســان تحت شعار حق التنظـــم يتوجه وفد من مؤسسي وأعضاء الجمعيات والأحزاب غير المعترف بها  إلى مقر ولاية تونس للتأكيد على حقهم في الإعتراف القانوني وذلك يوم السبت 09 ديسمبر 2006 على الساعة العاشرة صباحا وبالمناسبة تدعو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات كافة المناضلات والمناضلين والفعاليات الجمعياتية والسياسية إلى دعم هذه المبادرة بالحضور والمشاركة

عاجل : الدكتور المنصف المرزوقي يتحدّى الحصار ويشرع في العودة إلى العاصمة

 

قال لي  الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية  منذ حين ، إنّه تحدى  قرار منعه  من الخروج من منزله بسوسة و التنقل إلى العاصمة الذي كان مُورس ضدّه  بأعداد مهولة من البوليس و الميليشيات المأجورة  للحزب الحاكم  الأحد  الفارط و قد قرر الخروج  ، متابعا  » أنا الان في سيارة رفيقي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي   بمرافقة الأخ رياض البدوي  في طريق الخروج من ضاحية القنطاوي و التوجّه إلى العاصمة لممارسة كلّ حقوقي في التنقل و التعبير والإجتماع  و النشاط السياسي »  . و أضاف الدكتور المرزوقي  قائلا « سوف إتّصل بكلّ من أرغب و في نيتي زيارة فارس الحريّة الأخ الأستاذ محمد عبو السجين بالكاف « . و أوضح  الدكتور المرزوقي أنّ الحصار الشامل الذي تضربه عليه السلطات  منذ قراره قطع منفاه  و العودة إلى أرض الوطن ، هو مشكلة تتجاوز  كونها مشكلة حقوقية بقدر ماهي مشكلة سياسية ، و أنّ القضية تتجاوزه  كشخص لتشمل إرادة شعب  في إزالة النظام الدكتاتوري الذي يحكم الوطن  . * القلم الحرّ سليم بوخذير   مراسلة  كُتبت و أُرسلت إلى « تونيس نيوز » على الساعة الثالثة ظهرا و 35 دقيقة بتوقيت تونس.

عاجل 2 : وصول الدكتور المنصف المرزوقي إلى العاصمة وسط  مراقبة أمنية من سيارات البوليس و الحرس

إستطاع الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أن يكسر الحصار الأمني المضروب على بيته بمدنة سوسة  و على حقّه في التنقل إلى العاصمة تونس أو غيرها ، و قد أمكن له  بمرافقة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي نائب رئيس حزب المؤتمر و عضو هيئة 18 أكتوبر و الأخ رياض البدوي القيادي بحزب المؤتمر ، أن يصل إلى العاصمة  مساء اليوم  وسط  مراقبة  أمنية شديدة  طوال الطريق من سيارات البوليس و الحرس ، و  يتواجد الان الدكتور منصف بالعاصمة  مع رفاقه و محبيه .  للإتصال بالدكتور  المرزوقي  الهاتف : 0021624190400  *القلم الحر ّ * هذه المُراسلة كُتبت و أرسلت إلى « تونيس نيوز » على الساعة السادسة و30 دقيقة بتوقيت تونس  من مساء  اليوم الإربعاء .

 

حزب تونسي معارض يحصل علي ترخيص لإصدار صحيفة ناطقة باسمه

 

تونس ـ يو بي أي: قال معارض تونسي ان سلطات بلاده وافقت علي تمكينه من ترخيص قانوني لاصدار صحيفة ناطقة باسم حزبه، لتكون بذلك سابع صحيفة معارضة تحصل علي اجازة صدور في البلاد. وأوضح مصطفي بن جعفر الأمين العام لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات(حزب معارض معترف به) في تصريح لـ يونايتد برس أنترناشيونال أن الصحيفة التي يعتزم اصدارها ستحمل اسم مواطنون . ولم يحدد بن جعفر تاريخ صدور الصحيفة، واكتفي بالاشارة الي أنه بصدد الاستعداد لاصدار الصحيفة الجديدة التي ستكون أسبوعية،وناطقة باللغة العربية، مع امكانية اصدار ملحق لها باللغة الفرنسية. وأكد أن صحيفته لن يعكس مضمونها آراء ومواقف حزبه فقط،وانما ستسعي لأن تكون مفتوحة أمام مختلف الآراء . ويعتبر حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات من الأحزاب التونسية المعارضة حديثة النشأة، وهو غير ممثل بالبرلمان،حيث يعود تاريخ الاعتراف القانوني به الي الخامس والعشرين من شهر تشرين ثاني/أكتوبر من العام 2002 . وتنشط في تونس اليوم تسعة أحزاب سياسية،منها ثمانية أحزاب معارضة،خمسة منها ممثلة بالبرلمان، بالاضافة الي أربع منظمات وطنية كبري،وأربع هيئات استشارية، وأكثر من 700 جمعية ومنظمة اجتماعية وثقافية وعلمية وانسانية وحقوقية ورياضية،تساهم جميعها في تنشيط المجتمع المدني. كما تصدر حاليا في تونس وبانتظام ثلاث صحف معارضة هي الوحدة الناطقة باسم حزب الوحدة الشعبية، و الطريق الجديد الناطقة باسم حركة التجديد(الحزب الشيوعي سابقا)، و الموقف الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي. وتتمتع صحف المعارضة بحوافز مالية هامة من الدولة تمكنها من استرجاع نحو 60 بالمئة من تكاليف اصدار الصحيفة، علما أن الاعلام المكتوب في تونس شهد تطورا ملحوظا، حيث تصدر اليوم أكثر من 245 صحيفة ومجلة تونسية أغلبها تابعة للقطاع الخاص، وتعبر عن أراء مستقلة.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 ديسمبر 2006)  

انتقادات أوروبية للحكومة التونسية حول الحقوق الأساسية

 

 
جنيف (6 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – انتقد المرصد العالمي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، ومقره جنيف، والإتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان (باريس) بشدة الحكومة التونسية بسبب « انتهاكاتها المستمرة لحقوق الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد ». وعبر المرصد والإتحاد في بيان مشترك صدر اليوم عن « عميق القلق » تجاه استمرار السلطات التونسية في « إعاقة » عمل هؤلاء الناشطين، خاصة في الفترة الأخيرة، وتعطيل نشاطاتها، « الأمر الذي يشكل مخالفة صريحة لأحكام إعلان الأمم المتحدة المتعلق بحماية الناشطين في مجال حقوق الإنسان، والذي تم تبنيه في 9 كانون الأول/ديسمبر 1889″. وطالب معدو البيان الحكومة التونسية بـ »وقف كل الممارسات التعسفية » التي تستهدف الناشطين و »تحد من حريتهم » في الحركة والتعبير، مذكرين بأن المادة 12 من الإعلان العالمي تنص على « واجب الدولة العمل على صيانة حرية الناشطين في مجال حقوق الإنسان وضرورة حمايتهم من كل عمل عنف واعتداء قد يتعرضون له أثناء تأدية نشاطهم السلمي ». وتطرق البيان إلى قيام السلطات التونسية بتوجيه مذكرات إلى عدة سفارات أوروبية في البلاد توصي فيها بـ »عدم رغبتها » رؤية الدبلوماسيين الأوروبيين يستقبلون أعضاء من الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمحامين والكثير من المدافعين عن الحريات الأساسية في البلاد. وأوضح أن « توجيه هذه المذكرة أثار عدم رضا الدبلوماسيين الأوروبيين، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى التوجه إلى مقر الرابطة كعلامة تضامن مع أعضاءها وأنشطتها ». وتحدث البيان أيضاً عن « الانتهاكات المستمرة » التي يتعرض لها أعضاء الرابطة بـ »منعهم » من عقد اجتماعاتهم، « محاصرة » مقر الرابطة من قبل القوى الأمنية، « تقييد حركتهم، حجز بريدهم، بل وتعرض الكثير منهم إلى الشتم وسوء المعاملة على يد القوى الأمنية، وكان آخرها ما حدث يوم 3 من الشهر الجاري ». واعتبر البيان أن « مثل هذه الممارسات تشكل انتهاكاً صارخاً ومستمراً للحريات الأساسية للأفراد في التعبير والتظاهر السلمي ».   (المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بتاريخ 6 ديسمبر 2006) الرابط: http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=Politics&loid=8.0.366290439&par=0

إنّا لله و إنّا إليه راجعون كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) الرحمان يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنّـــــــَتِي (30) الفجر بمزيد من الأسى و الألم بلغنا نبأ وفاة والد أختكم جميلة القاسمي فجر يوم الأربعاء 06.12.2006 نسأل الله له الرحمة و المغفرة و أن يسكنه فسيح جنانه مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا كما نسأل الله الرحمان الرحيم أن يتحنن على أهله و ذويه و يرزقهم جميل الصبر و عين اليقين. لأداء واجب العزاء: هاتف البيت:0327213921 جميلة القاسمي: 0793602902 العربي القاسمي.0794522436 

 
انا لله وانا اليه راجعون بلغ الوسط التونسية مساء هذا اليوم الثلاثاء 16 ذو القعدة 1427 ه,خبر وفاة الشيخ حسين الفطناسي والد المناضل والمعارض التونسي المنجى الفطناسي المقيم بألمانيا منذ مايناهز العقد ونصف نتيجة ظروف سياسية قاسية حتمتها عليه محاكمات قضايا الرأي لحقبة التسعينات . واذ تعزي الوسط التونسية وكافة أعضاء أسرة تحريرها عائلة الفقيد وعلى رأسهم الأخ المنجي الفطناسي في والدهم وراحلهم العزيز الذي غادر الحياة الدنيا بعد صراع مرير مع المرض عن سن تناهز 79 سنة ,فانها تسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد الشيخ حسين الفطناسي بواسع رحمته وأن يسكنه فراديس الجنان وأن يجمعنا به مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا. لتعزية الأخ منجي ابن الفقيد الشيخ حسين الفطناسي يرجى الاتصال على :004917623390024 الامضاء : أسرة تحرير صحيفة الوسط التونسية:16 ذو القعدة 1427 ه

 


َATI: …Atawwa Tarja3 Inchallah    

توّة عندها 3 أيام والكوناكسيون متاع الأنترنات تاخو وتعطي تقريب عند الناس الكلّ. حاسيلو شطر المواقع ماعادش تمشي،والسبب حسب ما فهمت هو مشكلة على مستوى الوكالة التونسية للأنترنات، الله أعلم آشنوّة قاعدين يصلّحو ولاّ يبدّلو. عادة حبيت نقوللهم بالمناسبة ياخويا ربي يعينكم، أما ماذابينا كان تزربو شويّة على خاطر الحكاية بدات تطول والكرويّة اللّي ندفعو فيها ماهيش من الواد. ياخويا فسّرولنا آشنوّة المشكل خلّي نعاونوكم. آشبيه الموتور متاعكم بيّل؟ ولاّ المشكلة متاع تبديل باتري وبوجيّات؟ ولاّ بالكشي الفيلتروات اتمسّخو؟ يا خويا أنا نفهمكم، حتى هي الماكينة عليها برشا دهك. مفيد الهدرة، كان تحبّو نعاونوكم يا خويا قولولنا، أتوّة نلمّو الوخيّان المدوّنين و يد يد نعطيوها دزّة فمّاش ما تخدم ويهديها ربّي. وما عندنا عليكم حتّى مزيّة، راكم محسوب متاعنا.   (المصدر: مدونةExtravaganza   التونسية بتاريخ 3 ديسمبر 2006) الرابط: http://trapboy.blogspot.com/2006/12/ati-atawwa-tarja3-inchallah.html  


معاناة «الإبحار» في الانترنات

 
يكتبـــه: كمـــال بن يونـــس تونس من بين دول الجنوب التي انفتحت منذ أكثرمن 10 أعوام على الشبكة العالمية للمعلومات ـ الانترنات ـ وعلى التكنولوجيات الحديثة.. لا سيما الهاتف الجوال.. (أو المحمول أو النقال.. ).. وفي تونس يتخرج سنويا آلاف المهندسين والفنيين السامين في قطاع تكنولوجيا الاتصال.. وبعيدا عن المبالغات التي تسمعها هنا وهناك.. فإن من بين ما يميز جل الاطفال والشباب في تونس اليوم أن قسما كبيرا منهم اصبح «يبحر» بسهولة في مواقع الواب.. وأكثردراية في فنون الابحار.. من آبائهم وأمهاتهم وإن كانوا مثقفين وحاملي شهائد عليا.. لكن الابحار عبر شبكة الانترنات العالمية لا يزال يتعثر أحيانا في بلدنا بما في ذلك للمشتركين في نظام «السعة العالية» ADSL ..وخاصة في عدد من المدن والاحياء.. والابحار عبر مواقع «ياهو» YAHOO أصبح أحيانا شبيها بالابحار عبر زورق تقليدي صغير بين الامواج الغاضبة.. فإذا بالزورق يفقد كل مرة توازنه.. أو يضطر إلى العودة إلى الشاطئ.. دون صيد.. ( إن لم يغرق ).. ولست أدري ما الذي جعل الابحار عبر شبكة الانترنات مضطربا أوغير مضمون منذ مدة.. بما في ذلك ليلا وفي عطلة آخر الاسبوع.. هل هو ارتفاع الضغط.. وعدم مواكبة الشبكة لارتفاع عدد المشتركين؟ أم تراكم مياه الامطار (وهي في كل الحالات دون المعدل السنوي بكثير هذا الموسم) في الحفر (المكشوفة أحيانا) المخصصة لتجميع اسلاك الشبكة ومجمعاتها المحلية؟؟ المهم هو أن كثيرا من المبحرين (أو محاولي الابحار) شكوا في تجهيزاتهم وتجهيزات المزودين فتبين أن تلك التجهيزات (المسكينة) بريئة؟؟ من المسؤول إذن؟ لا ننتظر جوابا بقدر ما نتمنى أن تتحسن ظروف الابحار مجددا..   (المصدر: جريدة الصباح الصادرة يوم 6 ديسمبر 2006)


رسالة الى السيد وزير الخارجية الايطالي.

  اتصلت بالقنصلية الايطالية بتونس للاستفسار حول الوثائق المطلوبة للحصول على الفيزا لزيارة ايطاليا، فأبلغني العون و الذي رفض أن أكلمه بالايطالية و انما بالتونسية بأنه قبل الحديث عن أي معلومة  وجب علي أن أدفع 12 دينارا في الحساب الجاري 775796 وباسم SOS Tunisia  وبعد ذلك أتصل به لأستطيع أن أحكي معهم !!!  هكذا بهذا اللفظ. و عندما حاولت إقناع مخاطبي بأن المعلومات يجب أن تعطى بدون مقابل قفل خط الهاتف بكل احترام و تقدير، شأنه شأن الموظفين العموميين … فهل أصبحت القنصلية الايطالية أيضا  تستغل حاجيات المواطنين للمعلومات حول الفيزا أم أن المعلومات تعطى بالمقابل ؟؟؟ و هل على أي مواطن أن يدفع 12 دينارا لصندوق لم يسمع به لمجرد نيته الحصول على الفيزا لزيارة ايطاليا أو أن الأمر غير ذلك أتمنى أن يجيبنا السيد ماسيمو داليما وزير الخارجية الايطالي. أبو عمر – تونس  


إعتصام وإعتداء خطير على سامي عمروسيّة

علمنا في مراسلة من تونس انّ المناضل الطلاّبي النقابي سامي عمروسيّة المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهر بمدينة قفصة ، قد تمّ إدخاله قسم الإستعجالي بمستشفى المدينة ، بعد ان تعرّض إلى الإعتداء من قبل عناصر أمنيّة قامت بإقتحام جامعة قفصة لفكّ إعتصام شارك فيه هو وطلبة أخرون إحتجاجًا على ممطالة رئيس الجامعة لعمروسيّة ورفضه مقابلته بعد ان حدّد معه موعدًا لذلك. مراسلة خاصة بالموقع (المصدر: موقع pdpinfo.org  بتاريخ  6 ديسمبر 2006)   


عدم سماع الدعوى

صرحت محكمة الاستئناف بالكاف في جلستها المنعقدة بتاريخ 21/11/ 2006 بحكم يقضي باقرار الحكم الابتدائي والقاضي بعدم سماع الدعوى في حق السيد المولدي الزوابي الذي دعي للمحاكمة من اجل تهمة الثلب حسب الفصل 50 و53 من مجلة الصحافة . وهي تهمة لفقها له مدير المعهد الثانوي الخاص ابن الهيثم ببوسالم على اثر مقال نشره في »الموقف عدد 364  » بتاريخ 18 مارس 2005 تعرض فيه لمعاناة مدرسي التعليم الخاص ومطالبهم المهنية المهضومة والاستغلال الفاحش الذي يتعرضون له .   مضايقة جاءتنا عريضة من السجين السياسي السابق والقيادي بحركة « النهضة » محمود البلطي قال فيها انه يتعرض إلى جملة من المضايقات كإلزامه بالحضور اليومي إلى مركز الأمن للإمضاء وايقافه في مناسبتين قضى في الثانية منها قرابة ال 24 ساعة بالسجن واخضع لجملة من الأسئلة المتعلقة بقضايا ملفقة وقديمة قضى بموجبها أكثر من 16 سنة سجن . واعتبر ان المداهمة التي قام بها أعوان الحرس الوطني على الساعة الواحدة من صباح الليلة الفاصلة بين 6 و7 نوفمبر، إحدى المضايقات الخطيرة لما سببته من ترويع مس ابنه وزوجته المقيمان معا بنفس المحل. وبرر أعوان الأمن تصرفهم بتطبيق تعليمات تأمر بالتأكد من وجوده بالمنزل آنذاك.   عريضة احتجاج وجه أعضاء اللجنة المحلية للدفاع عن خريجي الجامعة وحاملي الشهائد العليا ببوسالم يوم 31 أكتوبر 2006 رسالة احتجاج إلى وزير التشغيل والإدماج المهني للشباب تعرضوا فيها لوضعياتهم المزرية ومعاناتهم القاسية وطالبوا الوزير بالتدخل لإنهاء مأساتهم باعتبار أن « التشغيل أولوية وطنية وحق مشروع لكل مواطن  » حسبما جاء في العريضة . كما أصدرت اللجنة بيانا إعلاميا تعرضت فيه إلى تردي أوضاعهم الاجتماعية والنفسية والإقصاء الذي مارسته هياكل التشغيل تجاههم وناشدت كل القوى الديمقراطية بالوقوف إلى جانبها و مساندتها في نضالاتها.  

حق العودة … للتونسيات

كشفت مناضلة فلسطينية أن 952 امرأة تونسية تزوجن من فلسطينيين أثناء إقامتهم بدول أوروبية وانتقلن مع أزواجهن إلى فلسطين بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 لم يتمكن من زيارة أهاليهن في بلدهن الأصلي منذ انتقالهن إلى فلسطين مع أزواجهن . وأوضحت المناضلة رانية مادي عضوة الائتلاف العالمي لحقوق اللاجئين خلال أمسية تضامنية مع المقاومة الوطنية في كل من فلسطين والعراق ولبنان نظمتها الهيئة الوطنية للمحامين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت تمكين هؤلاء النسوة من حق العودة إلى أزواجهن وأبنائهن إن غادرن فلسطين .   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)   


محمد الشرفي يتعافى بعد إجراء علاج مكنف في تونس والخارج بدأ الأستاذ محمد الشرفي الرئيس الشرفي لرابطة حقوق الإنسان والوزير السابق يتعافى. وأسرة « الموقف » تتمنى له مزيدا من الشفاء لاستعادة دوره في الحركة الديمقراطية . (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006) 


تنكيل وصلتنا رسالة من السجين السياسي السابق قابيل بن محمّد النّاصري يشرح فيها مايتعرض له من ممارسات أمنية منافية لما اعتبره « أبسط حقوق الإنسان » . فمنذ خروجه من السجن يوم 2 فيفري 2005 اصرت السلط الأمنية ، وخلافا للقوانين المنظمة للمراقبة الإدارية ، أن يحضر يوميأ إلى مركز الأمن ، ولما رفض أن يستجيب لذلك أحيل أكثر من مرة على المحكمة . ورغم تبرئته واصلت السلطة الأمنية نفس ممارساتها و طالبوا والده طرده من البيت،وهومن تبقّى له بعد أن أدخل أخوته الثلاثة السجن ضحيّة قانون « الإرهاب ». وأكد قابيل دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 21 نوفمبر مطالبا بأن يترك له ولعائلته بعض السّلام والحرية . (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006) 

تعميم على رغم الترفيع في المنحة السياحية إلى 4آلاف دينار مازال الصحفيون العاملون في المؤسسات الإعلامية الرسمية محرومين من منحة السفر. وكانت الوزارة الأولى أرسلت تعميما مازال ساري المفعول منعت بمقتضاه الصحفيين من الحصول على منحة سفر إذا ماتلقوا دعوة للقيام بمهمة في الخارج .ورغم أن الدعوات تشمل عادة تغطية بطاقة السفر وتكاليف السكن فإن للمسافرحاجات أخرى تستلزم توفيرها من المؤسسة التي أرسلته .   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)  

طرد ومحاكمة وصلتنا رسالة من المواطن الطاهر الرمضاني الموظف بمصنع التبغ بالقيروان يشكو فيها مما اعتبره « مظلمة » في حقه وذلك بعد صدور حكم قضى بسجنه عامين مع تأجيل التنفيذ وتخطئته بما يفوق 8 آلاف دينار وتغريمه بما يفوق 5 آلاف دينار مع طرده من وظيفته. واحتج هذا المواطن على ما رافق محاكمته من خروقات قانونية تمثلت في ما اعتبره « إدعاء كاذب » بوجود أضرار مادية وتشكيكه في تقرير الخبير لعدلي، ولأن المحكمة لم تأخذ بدفوعاته التي يؤكد على وضوحها، فإنه يلتمس من السلط العليا الإذن بإعادة النظر في كل الحيثيات السالفة وما نتج عن ذلك من تدهور في وضعه الاجتماعي والنفسي.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)  

منع اتصل بجريدة الموقف السيد منصور الشاوي وأعلمنا بأن ابنته هاجر المرسّمة بالمعهد الثانوي الخليج سنة أولى ثانوي منعت من الالتحاق بقاعة الدروس بسبب ارتدائها الفولار التونسي وقد أرسل عدل منفذ وسجل عدم استعداد المدير لقبول عودة ابنته للدراسة المنقطعة منذ 2006/9/19. (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)  


تنوع ديني

تطلق مؤسسة « أنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات » (وزيرة خارجية السويد التي اغتالها متطرفون ) أول دورة تدريبية للمعلمين حول « كيفية التعامل مع التنوع الديني في الفصول » في الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر الجاري بالإسكندرية بمشاركة 34 معلما ومعلمة من 18 دولة أورومتوسطية من بينها تونس. وطبقا لتوصيات اجتماع مجموعة الحكماء رفيعي المستوى الذي عقدته المؤسسة مؤخرا بالاشتراك مع جامعة الدول العربية ، فإن الحد الأدنى من المعرفة بمختلف الأديان هو ركيزة اساسية لتعزيزالاحترام المتبادل بينها. تستمر الدورة لمدة خمسة أيام ويقوم بتنظيمها مؤسسة أنا ليند الأ ورومتوسطية للحوار بين الثقافات بالاشتراك مع مجلس أوروبا والمعهد السويدي بالإسكندرية . تقوم الدورة بتدريب المعلمين المشاركين على مزيد من الوعي بالتنوع الديني والتعددية إضافة إلى أساليب وأدوات التعليم بين الثقافي لتطبيقه في الفصول وخارج المدرسة ، كما تساعدهم الدورة أيضأ على استيعاب دور المرأة والرجل في الحوارالثقافي والديني. وقد عكست أزمة الرسوم المسيئة للرسول (ص ) تلك الفجوة الهائلة في المعرفة المتبادلة خاصة بين الأوروبيين و جيرانهم المسلمين على ضفتي المتوسط ، مما يستدعي وجود أشكال جديدة من الحوارالذي يناقش بوضوح الاختلافات والتنوع بين الثقافات والأديان ويعززالمعرفة والاحترام . (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)  


طرد متواصل رفضت إدارة المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية بماطرالتراجع عن قرارها بطرد خمسة طلبة هم فراس زيود وكمال السياري (طرد نهائي ) وأنيس الزايري و رياض اليرميني ومحمد الهمامي (طرد بسنة). وتأتي عملية الطرد على خلفية التحركات الطلابية التي شهدها المعهد خلال السنة الماضية بسبب منع الطالبات المحجبات من الدخول إلى المعهد وللمطالبة بتمكين الطلبة من شهائدهم مباشرة بعد التخرج دون أن يضطروا إلى الانتظار ثلاث سنوات للحصول عليها. وعلمت الموقف أن الطلبة المطرودين ينوون رفع شكوى للمحكمة الإدارية للمطالبة بإلغاء قرارات الطرد المتخذة بحقهم . (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)   

   

طالب ممنوع من دخول قاعات الدرس

إني الممضي أسفله الطالب عبد الحفيظ بسدوري المرسم بالمرحلة الثالثة ماجيستيرعلوم ثقافية آبالمعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي للسنة الجامعية 2007/2006 ، تم إعلامي شفاهيا يوم 15 أكتوبر الفارط أنه تم سحب تسجيلي بدون أي موجب ، اذ لم يعقد أي مجلس إداري للنظرفي المسألة كما لم يتم مدي بأي نص قرار. اتصلت طيلة شهر كامل برئاسة الجامعة قصد الإستفسارف مارست معي سياسة الوعود الجوفاء وفي الأخيرأجابوني ب « ماوقع لك ..تعليمات !! ونحن غيرقادرين على مدك بأي نص كتابي » ، الأمرالذي دفعني للإستعانة بعدل منفذ قصد تسجيل أقوال إدارة المعهد لرفع قضية أمام المحكمة الإدارية.والى أن يأخذ القانون مجراه فإني أناشد سلطة الإشراف رفع هذه المظلمة عني وتمكيني من العودة الى قاعات الدرس الممنوع من دخولها منذ مايزيد عن شهر ونصف. عبدالحفيظ بسدوري طالب مرحلة ثالثة بالمعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئرالباي   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)   


طلب التدخل وجه عدد من فلاحي منطقة بغورة عمادة بولعابة معتمدية بلطة بوعوان رسالة إلى السيد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة طالبين منه التدخل لدى المؤسسات المعنية قصد الحصول على قروض موسمية في اقرب الآجال . ومما جاءفي الرسالة « لم نعد نملك أي قدرة على تمويل أراضينا واستثمارها لاسيما وان أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية متردية للغاية ، علاوة على قساوة الظروف الطبيعية والتي نعاني آثارها منذ أكثرمن ثلاث سنوات على التوالي،وهي تحول دون قدرتنا على زراعة الأراضي التي بحوزتنا.الأمرالذي دفعنا لمراسلتكم الإمضاءات 16 امضاء (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)   

اعتقال تم اعتقال مجموعة من الشباب من قرية العوابد بصفاقس وهم نضال بن صالح – أيمن العبيدي – عبد الكافي العبيدي – فهمي بن زيو وذلك يوم الاربعاء 22 نوفمبر 2006 وتمت نقلتهم للعاصمة للتحقيق معهم وقد أطلق سراحهم يوم السبت الماضي وتأتي هذه الاعتقالات في إطار محاربة الإرهاب .  

باجة : نداء

وجه متساكنوا هنشيرالحجاج منطقة سيدي إسماعيل من ولاية باجة الجنوبية نداء للسلط العليا طالبين فيها التدخل لحل مشاكلنهم الحياتية و وضع حد لمعاناتهم بسبب العزلة المفروضة عليهم وانعدام المرافق الصحية والتعليمية علاوة على عدم وجود الطريق المعبدة والماءالصاجندوبةلح للشراب وماء الري إضافة إلى ما يعانوه من بطالة مدقعة هجّرت شبابهم وأهملت أطفالهم وأرهقت مسنينهم وأجبرت نساءهم على التنقل لمسافات تتجاوز ال 20 كم بحثا عن لقمة عيش ، فقرهم مقروءا، كما قالوا، على صفحات وجوههم وباد على أجسادهم واخذ منهم أكثرمما أخذته السنون الطوال . عريضة ممضاة من طرف 70مواطن (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)   


منظف المدرسة يتحول إلى مدير

على إثر الإضراب الذي نفذه معلمو التعليم الأساسى بسيدي بوزيد يوم 2006/5/6 تعرض المعلم الخيري منافقي إلى اعتداء لفظي من قبل عون التنظيف بمدرسة حي الهدى بسيدي بوزيد لثنيه عن تنفيذ الإضراب متعمدا إهانته أمام عدد كبيرمن زملائه وفي حضورمدير المدرسة. وأمام اصرار هذا المعلم على ممارسة حقه عمد المنظف التجمعي إلى رفع قضية مفتعلة أمام العدالة وهوسلوك تعود عليه مع الإطار التعليمي بالمدرسة . تقدم الخيري بشكوى إلى الإدارة الجهوية مستظهرا بوثائق منها عرائض وشهادات تثبت أن هذا الموظف تعود على الإدعاء بالباطل وتلفيق التهم ،ولكن الإدارة لم تعرذلك أي اهتمام وبقيت كأنها تنتظر من المحكمة إدانة المعلم . ونتيجة لتواطئ أو لامبالاة الجميع واصل المنظف المذكور سلوكه الاستفزازي طالبا من المعلم تنظيف قاعته بنفسه وصار يصول ويجول في المؤسسة التربوية وكأنه المدير. عطية الغثموني (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)   


لجنة مركزيّة أخيرة تحضيرًا للمؤتمر

التأم يوم الأحد 04 ديسمبر 2006 بالمقرّ المركزي للحزب الديمقراطي بالعاصمة الإجتماع الأخير للجنة المركزيّة للحزب قبل مؤتمره الرابع الذي سيجري أيّام 22،23 و24 من هذا الشهر. وقد نظر المشاركون في مدى تقدّم التحضيرات للمؤتمر، إذ أكّدوا على ضرورة الإسراع في إنهاء أعمال اللجان التحضيريّة لمسودّات اللوائح التّي ستُعرَض على المؤتمرين لمناقشتها وهي : لائحة السياسة الداخليّة، السياسة الخارجيّة، اللائحة الثقافيّة، الإقتصاديّة الإجتماعيّة، التربويّة، هويّة الحزب ولائحة الشباب ولائحة النظام الداخلي. بعد ذلك ناقش أعضاء اللجنة المركزيّة نقطة التحضير المالي والمساهمات الماليّة لأعضاء الحزب وجامعاته، كما سجّلوا عدم تمكين الحزب حتّى الأن من نزل لإحتضان مؤتمره وأكّدوا تصميمهم على المضيّ قُدُمًا في إنجازه رغم كلّ الصعوبات والعراقيل . كما زكّت اللجنة المركزيّة نتائج الجلسات الإنتخابيّة التّي وقعت مؤخّرًا والتّي أسفرت عن انتخاب حوالي 250 مؤتمرًا من 16جهة هي بنزرت، جندوبة، تونس، منّوبة، بن عروس، المنستير، سوسة، القيروان، القصرين، سيدي بوزيد، السواسي، صفاقس، قابس، تطاوين، مدنين، توزر. ثمّ تداول الحاضرون في المقترَحات المُقدّمة لشعار المؤتمر وقرّروا إحالتها إلى لجنة المتابعة للمكتب السياسي لتختار إحداها. مراسلة خاصة بالموقع (المصدر: موقع pdpinfo.org  بتاريخ 1 ديسمبر 2006)


حزب التحرير

 

بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}

 

منذ 15 سبتمبر/أيلول، زمن العودة المدرسيّة ونساؤنا وبناتنا يمنعن من دخول المدارس والجامعات لأنّهنّ يغطّين رؤوسهنّ.ولم تقف محنتهنّ عند هذا الحدّ فقد لاحقتهنّ عصابات النظام في الشّوارع وعند خروجهنّ من المساجد – وبخاصّة بعد صلاة التّراويح – و قادوا بعضهنّ إلى مراكز الشّرطة وأجبروهنّ علي نزع الخمار والتّوقيع علي التزامات بأن لا يلبسن الخمار والجلباب وأن يخرجن عاريات الرّؤوس! وليت الأمر وقف عند القمع والمنع بل تجاوزه إلى شنّ حملة تشويه وتضليل قادها رئيس الدولة وتابعه فيها وزراؤه وحزبه وادٌعوا أنٌ الشٌرع – وهو من ادٌعائهم بريء – لم يوجب على المرأة أيٌ لباس ووصفوا الجلباب والخمار- زورا وبهتانا وتضليلاـ بالزّيّ الطّائفيّ,وادّعوا ظلما بأنّ هؤلاء النّسوة يخالفن السّائد المألوف في الشّارع ابتغاء الفتنة وضربا لمقوّمات المجتمع,واتّهموهنّ في دينهنّ بأنّهنّ لا يرتدين الجلباب والخمار تديّنا وإنّما يرتدينه – حسب زعمهم – تستّرا لمآرب أخرى! {قاتلهم الله أنى يؤفكون}.

 

أيّها المسلمون في بلدنا الحبيب:

إنّ اللّه سبحانه وتعالي قد بيّن لنا في كتابه العزيز بوصف واضح مفهم لباس المرأة المسلمة ولم يترك مجالا لتأويل متأوّل أو لإغراء مرجف أو لمن في قلبه مرض.فقد أوجب اللّه تعالي علي المرأة أن يكون لها جلباب تلبسه فوق ثيابها حين تخرج للأسواق أو تسير في الطّريق العامّ,قال تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) سورة الأحزاب

وفي صحيح مسلم{ عن أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخـدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها}

أي تعيرها أختها (امرأة أخرى من المسلمات) جلباباً لتخرج فيه، قال النووي:

(لتلبسها أختها من جلبابها) أي لتلبسها جلبابا لا تحتاج إليه عارية.

تبيّن الآية الكريمة والحديث الشّريف أنّ الواجب علي المرأة المسلمة أن تلبس جلبابا حين تخرج إلي الحياة العامّة. والجلباب – كما ورد في القاموس المحيط – هو الملاءة أو الملحفة الّتي تلبس فوق الثّياب. ومعني يدنين: يرخين ويسدلن أي يكون الجلباب مرخىً إلى أسفل يغطي كامل بدنها.

 

وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ… الآية} سورة النّور.

 

تبيّن الآية الكريمة بشكل قاطع أنّ الواجب علي المرأة المسلمة أن تغطّي رأسها ,إذ الخمار في اللّغة هو غطاء الرّأس, وأُمرت أن تجعل جزءا من الخمار تغطّي به العنق وفتحة الصّدر. ويزداد الأمر جلاء وبيانا في ما رواه البخاريّ: قالت عائشة رضي الله عنها: “يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله: {وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن} شققن مروطهنّ فاختمرن بها »، وفي رواية عنها قالت: “أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها” (رواه البخاري).

وكل هذه الأدلة تؤكد تأكيدا قاطعا لا يترك مجالا لفهم غيره.فالخمار والجلباب فرض عين على المرأة المسلمة البالغة، أمر به الله سبحانه في كتابه العزيز، وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، وأجمع عليه العلماء قديما وحديثا ولم يشذّ منهم أحد يوصف بالعلم. فهو معلوم من الدين بالضرورة.

إنّ الخمار والجلباب ليس لهما معني غير ما أقرّته العرب في لغتها ونزل به الوحي وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار عليه الخلفاء الراشدون من بعده، والخلفاء من بعدهم، وفهمه كلّ علماء المسلمين,وليس لهما – كما يفتري المفترون – من معني خاصّ أو رمزيّ ابتدعته طائفة خرجت به عن صفّ المسلمين تريد أن تشقّ جماعتهم! {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} هو لباس المرأة المسلمة الطّاهرة العفيفة المحصنة التّي أمرنا ربّنا أن نصُونها ونحميها لا أن نُؤذيها بالافتراء عليها أوالأغراء بها أو اعتراض طريقها وجرّها إلي مراكزالبوليس لإرهابها وفتنتها عن دينها وإلزامها بخلع لباسها لباس العفّة والطّهارة.فهو لباسها وشعارها الّذي تعرف به فلا يؤذيها فاسق أو منافق قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} سورة الأحزاب 59.

 

أيها المسلمون

أيها الأهل في تونس

إن حـزب التحريـر في تونس يتوجه:

– إلى الأهل في تونس، رجال عقبة والقيروان، أحفاد الفاتحين الذين حملوا شعلة الإسلام حتى وصلوا بها إلى الأندلس… يا من آمنتم بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً:

قوموا لله قياماً فانصروا دينه، وذبّوا عن أعراضكم، ولا تخشوا الكافرين ولا عملاءهم… انزعوا عنكم لباس الخوف والذل، واخلعوا أيديكم من طاعة الكافرين وعملائهم المنافقين، فإن الله ناصركم وخاذلهم… ضعوا أيديكم في أيدينا لنقيم دولة الحق، دولة الخلافة، فبها يقام دينكم وتعـزّون ولا تذلون… بها تصان الأعراض، فقد كانت المسلمات الطاهرات العفيفات مصانات لقرون طويلة إلى أن سقطت الخلافة، ولم يكن من قبل من يجرؤ على أن يؤذيهن ولو كان إمبراطور الروم، فقد كان لكل مسلمة معتصم يجيش الجيوش ويقودها ولو كان المستصرخ امرأة واحدة.

 

– وإلى المسلمات الطاهرات العفيفات:  اتقين الله واستمسكن بالذي أنتن عليه، فإنه الحق من ربكن، واستعصمن بالله، واعلمن أنكن مظلومات وأن ليس بين دعوة المظلوم وبين الله حجاب، فادعينه وتوكلن عليه فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه، ثم اعلمن أن لكن أخوة يصلون ليلهم بنهارهم لإعادة الخلافة من جديد لتنتقم لَكُنَّ ممن ظلمكن، وليس ذلك على الله بعزيز:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. النور 55.

 

وإلى أعوان النظام الحاكم الذين ولغوا بيدهم أو بلسانهم في إلحاق الأذى بالمسلمات العفيفات الطاهرات:

لقد ارتكبتم منكراً فظيعاً حيث أطعتم هذا النظام الجائر الفاجر بملاحقة المسلمات وإكراههن على نزع لباس الإسلام الذي فرضه الله سبحانه ورضيه لعباده المؤمنين، فبعتم آخرتكم بدنيا غيركم، وهم لن يغنوا عنكم من عذاب الله من شيء، وليس من نجاة لكم إلا أن تُكَفِّروا عن المنكر الذي فعلتموه بأن تتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وتنصروا الله ورسوله فتخلعوا طاعة هؤلاء الحكام وتغَيِّروا عليهم، فعسى ربكم، إنْ فعلتم، أن يغفر لكم وإلا كان حالكم كحال أشياعكم من قبل {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ (67) رَبَّنَا ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} الأحزاب.

 

– وأما النظام الحاكم بعامة، ورأس النظام بخاصة، فنصعقه بقوله سبحانه: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا(89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} مريم، فقد تجرأت على يدن الله، فخالفت أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، فأمرت زبانيتك بملاحقة المسلمات لخلع (حجابهن)، ومن تجرأ على دين الله فلن ينجو من عذاب الله في الآخرة {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} البروج 10، وكذلك لن ينجو من عذاب الخزي في الدنيا، يوم يكرم الله هذه الأمة بنصره، فتنطبق على أعناق الذين ظلموا، وتذيقهم وبال أمرهم:

{إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} الطلاق 3.

 

8 من شوال 1427هـ                                                       حـزب التحريـر

2006/10/30م                                                                    تونس

 

(المصدر: موقع حزب التحرير بتاريخ 30 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/wshow/114


هل ستسقط تونس كما سقطت الأندلس

تونس ذلك البلد الجميل الهادئ الساكن في غرب افريقيا وتطل برأسها داخلة في البحر المتوسط لتقول للناس تعالوا تاملوا في خلق الله هنا… فهناك بيئة من اجمل ما خلق الله!!

عاصمتها في نقطة وصل رئيسة بين أوروبا وأفريقيا في مسالك الطرق البحرية, فالنتؤ الذي تقع عليه تونس ويطل على جزيرة صقلية يفصل البحر المتوسط إلى شرق وغرب.

تلك البقعة الجميلة التي تعرف عند المؤرخين المسلمين باسم أفريقيا, فإذا قيل فتحت أفريقيا (مجردة هكذا) فمعناه تونس.

في سنة خمسين من الهجرة دخل الإسلام هناك على يد عقبة بن نافع ثم حملة حسان بن النعمان سنة (84) الذي وطد الحكم بافريقية وجعلها مستقلة عن مصر, مع أن مصر فتحت قبلها بسنين. تميزت تونس بتاريخ عريق جداً يعو لحوالي ثلاثة الآف سنة وتنازع عليها الرومان في روما مع أهلها الأصليين, وفعلا كانت الحرب بينهم سجالاً (فيوم لك ويوم عليك).

كانت المدينة العريقة هناك هي (قرطاج), وكانت من الشهرة بحيث أنهم استولوا على البحر الأبيض المتوسط وأحكموا نفوذهم عليه, مما أثار روما وقامت بسبب ذلك الحروب الطويلة التي عرفت في التاريخ باسم (الحروب البونية) والتي حاول الرمان الرحماء!! بتدمير تلك المدينة العريقة.

مرت الليالي والدهور وإذا تونس تدخل تحت الحكم الإسلامي في وقت مبكر بل وتصبح منطلقاً لجيوش الإسلام ومنبعاً علمياً رئيساً بعد إنشاء مدينة القيروان التي أسسها عقبة بن نافع الفهري, وتصبح بعدها القيروان من أهم مدن الإسلام في تلك النواحي علماً وحضارة وتجارة, كل ذلك بعد منتصف القرن الأول الهجري.

عرفت تونس الجوامع العلمية مبكراً مثل جامع الزيتونة الشهير الذي بني في حوالي سنة ثمانين هجرية أي في القرن الأول (قيل أنه نسبة لشجر الزيتون وأصبح أهلها من أكثر الناس نفعاً في مجال العلوم الشرعية, فظهر منها علماء الشريعة مثل الطاهر بن عاشور من المتأخرين, بل إن علم الإجماع كان ابرز علمائه في العالم هو التونسي ابن خلدون الذي لا يخفى على باحث.

فتونس إذاً إسلامية أولاً عربية ثانيا, مهد بطولات, ومنبع فضلاء, ودوحة فاضلة من الجامعات العريقة التي نشرت النور في العالم بأسره.

مثل أي بقعة في العالم تداول السلطة أقوام وممالك هناك فقامت حكومات ودويلات, منها دولة الأغالبة التي حكمت حوالي مئة وعشر سنوات (184- 296) ثم الدولة الفاطمية (296- 362) وهكذا تعاقبت الحكومات الصنهاجية ثم الحفصية حتى الخلافة العثمانية (981- 1298)

 

ثم قدر الله أن تضعف الدول الإسلامية عموماً وتدخل تونس تحت الحكم الفرنسي والحماية المقيتة (هـ 1398- م1881) بغطاء من ملوك ضعفاء لايملكون شيئاً لنفوسهم فضلاً عن أن يستطيعوا نفع أمة بأكملها!!, عرف هؤلاء الملوك باسم البايات مفرد باي.

بعد أكثر من ثمانية وسبعين سنة وبحيلة ذكي خرج الكافر الأصلي ليحل محلة الكافر المرتد (كما أفتى بذلك جمع من علماء الإسلام فيه) وهو المدعو الحبيب بورقيبة.

رضيت فرنسا أن يكون بورقيبة حاكماً بتمثيلية صدقها السذج من العرب سنة (1956_1375) دخلت بعدها البلد الإسلامية في موجة عارمة من التغيير والتزييف والعبث بمقدرات الأمة والاستهتار بالشريعة الإسلامية, بل ونبذها ومحاربتها بكل وسيلة.

في تمسك (عادي طبعاً لحكام العرب) بالسلطة الإنتخابية التي ينص دستورها الانتخابي على أن يتولى السلطة رئيس ينتخب لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مرتين!!!, بعد سنوات معدودة قرر بورقيبة أن ينصب نفسه رئيساً مدى الحياة بدستور جديد ينسخ القديم وذلك سنة (1975)

أعلن أبو رقيبة أنه لابد من وجوب إلغاء الصيام عن العمال لأنه يقلل الإنتاجية!! وأنه لابد من خلع الحجاب في تونس لأنه يؤخر التنمية بزعمه, وفعلاً قام (كما هو موجود في شريط فيديو بث على الشعب المقهور) بنزع الحجاب بيده القذرة أمام الملأ وهتاف المجرمين وقهر المظلومين.

منع بورقيبة الهالك صلاة الفجر للشباب, وبدأت المخابرات تلاحق من يصلي باستمرار واعتبار ذلك من الإرهاب الذي ينبغي قمعه ومحاربته.

من أخطر ما فعل أن تكلم في مؤتمر عام في سنة (1394)هـ زعم فيه أن القران متناقض ومشتمل على بعض الخرافات مع وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه إنسان بسيط يسافر في الصحراء كثيراً ويستمع للخرافات البسيطة السائدة في ذلك الوقت.

كان هذا الخطاب الذي نشر على سلسلة مقالات بعد ذلك كارثة بكل المعاني المعروفة.

حتى قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في ذلك: (وقد أفزع هذا المقال كل مسلم قرأه أو سمعه, لما اشتمل عليه من الكفر الصريح, والجرأة على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله من مسؤول دولة تنتسب إلى الإسلام) الفتاوى (1/84).

بعدها أرسل عدد من علماء العالم الإسلامي برقية يطلبونه الإعتذار والدخول في الإسلام مجدداً لكنه رفض وأصر على ردته وعناده وكفره وكانت الرسالة موجهة من المشايخ:

ابو الحسن الندوي أمين العلماء في الهند,

وعبد العزيز بن باز العالم المعروف,

وحسنين مخلوف مفتي مصر,

وابوبكر جومي رئيس قضاة نيجيريا,

ومحمد أمين المصري.

ومما جاء فيها (فالواجب عليكم المبادرة إلى التوبة والعودة للإسلام, وإلا وجب عليكم المبادرة إلى التكذيب الصريح, ونشره في العالم بجميع وسائل النشر, وإعلان عقيدتكم الإسلامية…. وإن عدم التكذيب دليل على الإصرار على الردة ومثار فتن لايعلم عواقبها إلا رب العالمين…)

وهكذا كأن لم يسمع شيئاً مع اشتعال نار الردود في صحف العالم الإسلامي, ولم يبارك مقالته إلا الشيوعيون العرب والمنافقون والمنافقات كما قال الله تعالى (والمنافقون والمنافقات بعضهم أولياء بعض).

في عهد هذا المأفون الهالك إمتلأت السجون بالعلماء والمصلحين (ولا زالت), وبدأت رياح الإلحاد الصارخ تدب على وجه الأرض, وتطاولت أعناق المفسدين و وبدأت الحملة على كل ما هو شرعي وديني.

يرى بورقيبة أن سبب التخلف هو التمسك بالإسلام, ولما حارب الإسلام لم يحدث أي تقدم أصلاً, فكم دولة تقدمت مثل ماليزيا وأندونيسيا, لم تفعل مثل ما فعل. لم تحرز تونس إلى اليوم أي تميز في ناحية المخترعات والصناعات, بل على العكس تزداد الحالة سوء بسبب القهر والحصار الفكري والشرعي على الناس.

بعد هذا العناد وبسفن حربية فرنسية حملت الفارس الجديد وصل الرئيس الجديد (علي بن زين العابدين) وهو النائب السابق ورئيس الإستخبارات في حكومة بورقيبة, ليعلن عزل بورقيبة وطرده من الحكم لكبر سنه وعجزه عن إدارة شئون الدولة، وذلك سنة (1987م)

وبذلك بدأت مرحلة الحرب العظمى على الهوية المسلمة من جديد, وبأسلوب استخباراتي أكثر صرامة وأكثر ضراوة.

عشرات الآلاف من المساجين بحجة حب الإسلام أو تدريس الدين!!! مما جعل كثيراً منهم يخرج للدول الأخرى هرباً بدينه.

منع الحجاب وفصل كل طالبة أو معلمة في مراحل التعليم العام والعالي ترتدي الحجاب وبقوة القانون!!!.

توحيد الأذان عن طريق المسجل!!! توحيد خطبة الجمعة!! وتكون من الدولة!! الاستهتار بشعائر الدين علناً والسماح لكل شيوعي واشتراكي وملحد بقول ما يريد بحجة الحرية التي يستحقها كل أحد سوى أهل الدين الإسلامي! شتم الإسلام والمسلمين, وعدم السماح بالرد على تلك التهم الفظيعة!! يوم الجمعة لا يوجد إجازة عمل والصلاة لا تكون إلا بعد نهاية الدوام قبل صلاة العصر بقليل.. منع صلاة الفجر للشباب إلا ببطاقة ممغنطة وتصريح من الحكومة.

 

بل ومن المفارقات أن الحكومة التونسية تمنع وتشدد على الحجاج بعدم سماع مواعظ الخطباء في موسم الحج في مكة وتجند الإستخبارات لذلك, وتمنع دخول الواعظين إلى مخيمات الحج التونسية, وتمنع نشر أي كتاب أو نشرة إرشادية لهم مهما كان عنوانها أو موضوعها!!!.

يسكن تونس حوالي عشرة ملايين من البشر يتمتعون بغاية الحرب على دينهم وعقيدتهم, الصلاة ممنوعة اليوم إلا ببطاقة ممغنطة!!! (أي تدخل سافر في الحريات مثل هذا).

السؤال المطروح الآن:

أين منظمة الدول العربية؟؟.

أين منظمة المؤتمر الإسلامي؟؟ وجهودها في إيقاف هذه الحرب السافرة.

أين علماء العالم الإسلامي الذين تحركوا لقضية فتاتين في فرنسا منعا من دخول المدرسة بحجاب!!؟؟؟.

ووزير ما يسمى بالشؤون الدينية في تونس يقول: (إن الحجاب دخيل ونشاز وغير مألوف على المجتمع التونسي) وقد توعد قاتله الله باجتثاثه من جذوره واصفاً إياه بلباس طائفي وبغيض… كبرت كلمة تخرج من أفواههم.

أين خطباؤنا عن نصرة المسلمين هناك؟؟.

أين البيانات التي تستنكر وتشجب ما يحصل هناك؟؟.

أين المسيرات التي نراها وتحركها الجماعات الإسلامية هنا وهناك لنزع حجاب فتاتين, وأمة بأكملها تتعرض لنزع الحجاب قسراً؟؟

هل حقاً نحن أدوات للعب السياسية!!!!!.

هل نستطيع كتابة بيانات استنكار توقع من العلماء والكتاب والوجهاء قبل أن يعمنا الله بغضبه, هل نستطيع أن نبلغ سفارات دولهم استنكارنا وغضبنا من ذلك!!!!!!….. هل سيتحرك علماؤنا وخطباؤنا وكتابنا وشعراؤنا لذلك……!!.

هل ستلحق تونس بأسبانيا وتسقط كما سقطت الأندلس؟؟ (أسأل الله أن يحيها ويحمي أهلها)…

هل سيستمر سكوتنا عن كل هذه الأمور الفظيعة هناك….. اللهم لا تفضحنا ولا تؤاخذانا يا رب بسكوتنا عن ذلك..

(المصدر: نشر يوم 26 نوفمبر 2006 على منتدى صوت نقلا عن « شبكة نور الإسلام »)

الرابط: http://www.saowt.com/forum/viewtopic.php?p=126064&sid=463ab0b27a40a3825a01df4c45238da8


معا لإنهاء معاناة مساجين الرّأي في تونس

 
هل كتب على مساجين الرّأي في تونس أن تتواصل مأساتهم إلى ما لا نهاية ؟؟ ألا يكفي ماارتكبته أجهزة البوليس التّونسيّة من عمليّات قتل وتدمير وتنكيل في حقّهم ؟؟ ألا يكفي ما تتناقله المواقع الإلكترونيّة من عشرات الصوّر لضحايا عنف السّلطة وإرهابها خلال عقد ونصف من تاريخ تونس ؟؟ إلى متى ستظلّ سلطة 7 نوفمبر غير مبالية بنداءات منظّمات حقوق الإنسان لإيقاف هذا النّزيف القاتل ؟؟ فأيّ حرب هذه التي تخوضها السّلطة ضدّ عشّاق الحريّة وأبطال المقاومة السّلميّة ؟؟ أفلا يكفي مثلا ستّة عشرة سنة قضاها السيّد عبد الحميد الجلاصي متنقّلا بين السّجون التّونسيّة من شمالها إلى جنوبها ؟؟ ألا يكفي ما رسمته سنوات الجمر للعائلة من معاناة وقسوة وظلم ؟؟ أما آن الأوان للسّلطات التّونسيّة أن تتعقّل فتوضح حدّا لهذه الجريمة وتعيد الإعتبار لكلّ مساجين الرّأي ؟؟ إنّ ما أقدمت عليه السيّدة منية ابراهيم زوجة السّجين السيّاسي عبد الحميد الجلاصي قبل يومين من توجيه نداء عاجل إلى كلّ الضمائر الحيّة في البلاد وخارجها من منظّمات حقوقيّة وشخصيّات وطنيّة ودوليّة للمطالبة بإطلاق سراح زوجها يضعنا جميعا أمام مسؤوليّة كبيرة للمطالبة بوضع حدّ لهذه المظالم والتّعدّيات ، وإلاّ سيكون صمتنا دليل إدانة لنا جميعا كما هوّ دليل عجز وعدم فاعليّة لهيئات مجتمعنا المدني ونخبه السيّاسيّة . نأمل  أن تكون  رسالة السيّدة منية حافزا لكلّ الدّوائر الحقوقيّة لمزيد التضامن والمساندة وتفعيل النّضال المشترك للعمل على وضع حدّ نهائي لمعاناة كلّ مساجين الرّأي في تونس . نورالدين الخميري ـ ألمانيا           2006.12.06    


نداء إلى السيد الجلاصي وحرمه!

من لا يرحم لا يُرحم

قبل أن أشرع في كتابة هذا النداء تذكرت طفلا من أقربائي حدثني عما أكل فقال: أكلت « قازوزة » وشربت « رُبع خبز ». ثم ذكرت القصة الواردة في الحديث الشريف الذي يبين فرح الله بتوبة عبده والتي فيها أن: رجلا شردت منه دابته في الصحراء وعليها ماؤه ومؤونته،… ولما أيقن من الهلاك إذا بدابته عنده وخطامها في يده فصاح من شدة الفرح قائلا « اللهم أنت عبدي وأنا ربك »……

ومنها انطلق النداء الحالي بهذا الشكل! وشر البلية ما يذهب العقل!!

السيد الرئيس: عبد الحميد الجلاصي، السيدة حرم الرئيس: منية إبراهيم، لقد بلغني اليوم نداء استغاثة من مواطنتكم السيدة ليلى بن علي تشكو من الإهمال الذي يتعرض له زوجها السيد زين العابدين بن علي السجين في قضية من قضايا الحق العام! هذا نصه!

نداء عاجل

أنا زوجة السجين زين العابدين بن علي أتوجه بندائي العاجل هذا إلى أصحاب الضمائر الإنسانية و الهيئات العالمية و الحكومات و الشخصيات و كل الضمائر الحية في تونس والعالم أناشدهم جميعا التضامن معي ومع بناتي وابني الصغير وكل أسرتي في محنتنا القاسية  و المتمثلة في عدم التمكن من زيارة زوجي منذ أكثر من ثلاثة أيام!!  خاصة وهو يخوض إضرابا عن الطعام منذ 30 ساعة تقريبا!! للمطالبة بإطلاق سراحه من سجنه المتواصل منذ 16 شهر!! و16 أسبوع!! و16 يوم!! 16 ساعة!! و16 دقيقة!! و16 ثانية*!!  بسبب التزوير والاعتداء على المال العام وهي تهمة بسيطة لا تستحق كل هذه العقوبة المغلظة!  مع العلم انه وقع نقله تعسفا من سجن المهدية ليُقرّب من أهله بحمام سوسة ويُبعد عني انتقاما منه بسبب إضرابه.  ومازلنا لحد الساعة لم نره ولا نعلم مصيره خصوصا أنه يعاني من مرض مزمن في البروستاتا يزيده إضراب الجوع تأزما وخطورة.

لذلك فإننا نعول عليكم جميعا للوقوف معنا والمطالبة الملحة بإطلاق سراح زوجي ورفاقه السابقين من مساجين الحق العام ووضع حد لهذه المعاناة والمأساة التي طال أمدها وعذابها ولكم منا جزيل الشكر المسبق.  وبالسلامة

وأرى أن من واجبي الإنساني سيدي الرئيس عبد الحميد الجلاصي وسيدتي الرئيسة منية ، أن أستجيب لدعوة السيدة ليلى بن علي  وأنصح لكم فالدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم!

أن تطلقوا السيد زين العابدين من سجنه وتسمحوا له بالبقاء مع أبنائه ما بقي له من أيام في هذه الدنيا خاصة وهو يعاني من مرض مزمن واسمح لي سيدي بأن أقول لك بأن الرحمة واجبة ومطلوبة وكما ورد في الحديث ففي كل كبد رطبة أجر، وهذا يعني أنه يجدر بك أن ترحم أصحاب الذنوب الكبيرة من السياسيين فضلا عن أصحاب الصغائر، أصحاب الاختلاس والتزوير!!

وأنبهك سيدي الرئيس إلى أنك ستُسأل أمام الله عن الجرائم التي يرتكبها وزراؤك وأتباعك من ذلك عمليات النهب المنظم التي يشرف عليها أقاربك وأتباعك من مثل السادة عبد الكريم الهاروني والعجمي لوريمي والصادق شورو وطه بقة وحرمكم السيدة منية إبراهيم!!

سيدي الرئيس، إن الأيام دول « والزمن دوار » فلا تأمن أن تجد نفسك يوما مسجونا وسجانك المسجون الحالي السيد زين العابدين بن علي!! أو أحد أقربائه!!

ولك يا سيد الجلاصي في صدّام عبرة فلا تغرنك اليوم قوتك وجندك فقد ينفضوا من حولك ويتركوك.. قائما…أو قاعدا أو مستلقيا!!

ــــــــ

*مجموع المدة المذكورة حوالي سنتين وهو ثُمُن مدة سجن الأخ عبد الحميد الجلاصي!

 

نـــــــداء: صــابر التونسي


تونس في 5 ديسمبر 2006 بلاغ 
أنا الموقّع أسفله محمّد القوماني عضو المكتب السّياسي للحزب الدّيمقراطي التقدّمي و أحد الإثنين الّذين أعلنا نيّتيهما التّرشّح لخطّة الأمين العامّ للحزب خلال مؤتمره الرّابع المزمع تنظيمه أيّام 22-23-24 ديسمبر الجاري : – انطلاقا من تقييم شخصيّ للأجواء التي يتمّ فيها الإعداد للمؤتمر و للأثر السّلبي للمنافسة التي أمثّل أحد طرفيها على سير الجلسات العامّة لانتخاب نوّاب المؤتمر، و على تشنّج العلاقات بين أعضاء الحزب في مختلف المستويات. – و نأيا بنفسي عن الإنجرار وراء صراعات شخصية لا أرى لها مبرّرا و لا فائدة على الصّعيدين الحزبي و الوطني. – و رغبة منّي في إعطاء الأولوية القصوى للصّراع الدّيمقراطي داخل الحزب و خلال المؤتمر بالذّات حول المقترحات و الرّؤية السّياسية و ليس حول المواقع و النّفوذ. أعلن ما يلي: 1.    سحب ترشّحي المعلن لخطّة الأمانة العامّة للحزب. 2.    عدم ترشّحي لأيّ منصب قيادي يحدّده المؤتمر. 3.    إستعدادي الكامل للعمل بإيجابية من أجل إنجاح المؤتمر و تطوير المشروع السّياسي للحزب الدّيمقراطي التقدّمي الذي أعدّ نفسي أحد مؤسّسيه. محمّد القوماني

 

 


 

افتتاحية : من المسؤول عن الهزيمة؟

 
رشيد خشانة يشعرالتونسي بالأسى والحسرة كلما أخفق مواطنه في الظفر بمنصب هام فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بقيادة منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة. في الأيام الماضية جرت انتخابات في تركيا لاختيار المدير العام الجديد للمنظمة الدولية للإتصالات خلفا لمديرها السابق الياباني الجنسية . تقدم للمنصب ستة مرشحين من ألمانيا ومالي والبرازيل والأردن وسويسرا وتونس ، وكان وصول تونسي لرئاسة منظمة أممية للمرة الأولى هو الفكرة التي أغوت الدافعين إلى هذا الترشيح . لكن أعضاء المؤتمر العام اختاروا المرشح المالي محمدو توري الذي فاز ب 95 صوتا بينما حصل المرشح التونسي (وزير تكنولوجيات الإتصال الحالي) على 9 أ صوات فقط. واذا كان توري آتيا من بلد ازدهرت فيه حرية الإتصال وانتشرت المعطات الإذاعية الحرة والصحف المستقلة ، فإن المرشح التونسي جاء من نظام كمم الأفواه وألغى هامش الحرية الذي كان متاحا في الإعلام المكتوب والسمعي والمرئي، وقيد حركة الإبحارعلى شبكة المعلومات.وما من شك في أن هذا العامل كان عنصرا محددا لدى مندوبي الدول ال 173 التي شاركت في التصويت . كما لاشك أن أغلبهم ، إن لم يكن كلهم ، قد شاهد بطولات الوزيرالمترشح في القنوات الأجنبية أوقرأ تصريحاته الصحفية بمناسبة قمة المعلومات التي برر فيها بشكل مكشوف ملاحقة النشطاء وسجن المبحرين على الشبكة العنكبوتية من شباب جرجيس وأريانة ، فكيف يمكن لأعضاء المنظمة ان يصوتوا لخيارات من هذا النوع في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى المزيدمن الحرية؟   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006)


استعدادا للمؤتمر الرابع: الديمقراطي التقدمي ينتخب مندوبيه

 
أحمد نجيب الشابي شهدت مختلف جامعات الحزب الديمقراطي التقدمي،موفى الأسبوع المنقضي، جلسات انتخابية لاختيار مندوبيها إلى المؤتمرالرابع للحزب المزمع عقده أيام 22و23و29 ديسمبرالقادم والذي سيفتتح أشغاله بجلسة ممتازة تنعقد بقاعة بورصة الشغل بالعاصمة بعد ظهر يوم الجمعة 22ديسمبر. ففي يوم السبت 25 نوفمبر الجاري أشرف الأستاذ أحمد نجيب الشابي، الأمين العام للحزب ، والسيد محمد القوماني، عضو المكتب السياسي وأحد المرشحين للأمانة العامة ، على مؤتمرجامعة قابس الذي انتخب هيئة جديدة لمكتب الجامعة برئاسة الأخ عبد الوهاب عمري ومندوبي الجامعة لمؤتمر الحزب القادم وعددهم 31 مندوبا. وكان حضرالجلسة الافتتاحية عدد من مناضلي الجهة ومن وجوهها الديمقراطية وممثلون عن الأحزاب السياسية بالمنطقة . وفي اليوم الموالي، الأحد 26 نوفمبر، تحول الوفد إلى مدينة طاطاوين حيث أشرف على الجلسة الانتخابية للجامعة بالجهة والتي استهلت باجتماع مفتوح حضره عدد من وجوه الجهة ووفد عن مدينة غمراسن ضم عددا من النقابيين والديمقراطيين ، واختارت الجامعة في جلسة مغلقة مندوبيها إلى المؤتمروعددهم ثمانية. وفي عشية نفس اليوم تحول الوفد إلى مدينة مدنين حيث اختار أعضاء الجامعة بتلك الولاية مندوبيهم إلى المؤتمروعدد 2 مندوبا. وكان السيدان عصام الشابي والمولدي الفاهم قدأشرفا يوم الجمعة 24 نوفمبر على انتخابات جامعة القيروان التي اختارت 8 مندوبين عنها إلى مؤتمر الحزب وعلى انتخابات فرع السواسي بولاية المهدية الذي إختار 10 مندوبين عنه . وكانت السيدمية الجريبي، عضو المكتب السياسي والمرشحة إلى الأمانة العامة ، تحولت إلى مدينة بنزرت حيث أشرفت يوم السبت 25 نوفمبر على انتخابات مندوبي الجامعة في تلك الولاية وعددهم 9 مندوبين وفي صبيحة يوم الأحد26 تحولت إلى مدينة سوسة حيث أشرفت على انتخاب مندوبي الجامعة هناك وعددهم 3 مندوبا. أما الأستاذ منجي اللوز، عضو المكتب السياسي، فقد تحول يوم السبت 25 نوفمبر إلى مدينة زرمدين من ولاية المنستير حيث أشرف على انتخاب مندوبي الفرع بتلك المدينة إلى المؤتمر وعددهم 12 مندوبا وتحول في اليوم الموالي إلى مدينة القصرين حيث أشرف على انتخاب مندوبي الجامعة بتلك الولاية إلى المؤتمر وعددهم 22 مندوبا. وكان السيد اللوز والسيدة الجريبي قد أشرفا قبل أسبوع على انتخابات جامعة صفاقس التي اختارت مندوبيها إلى المؤتمر وعددهم 18 مندوبا فيما أشرف السيد المولدي الفاهم على انتخابات جامعة سيدي بوزيد التي اختارت مندوبيها وعددهم 6 مندوبآ. أما السيد هشام بوعتور، عضوالمكتب السياسي، فقد أشرف من جهته على انتخابات جامعة الحزب بقفصة التي اختارت 4 مندوبين . أما في تونس العاصمة فقد أشرف السيد عصام الشابي على انتخابات جامعة تونس التي اختارت 24 مندوبا فيما يتوقع أن يعرف هذا الأسبوع انتخابات المندوبين في جامعات كل من بن عروس وأريانة ونابل وجندوبة وتوزر وينتظر أن توفد جهة منوبة 3 مراقبين إلى المؤتمر لعدم تشكلها في جامعة إلى حد هذا التاريخ . وبذلك يكون الحزب الديمقراطي قد انتخب 187 مندوبا إلى مؤتمره الرابع إضافة إلى 46 عضوا من اللجنة المركزية الحالية ، المعتبرين وجوبا أعضاء بالمؤتمر وفقا لأحكام النظام الداخلي للحزب ، مما يجعل العدد الجملي للمؤتمرين يناهزالثلاث مائة دون اعتبار عدد المراقبين الذين يمكنهم حضور المؤتمروالمشاركة في أشغاله من غير حق الترشح والتصويت . ومعلوم أن المؤتمر القادم للحزب سيشهد تداولا على الأمانة العامة وتنافسا بين المرشحين وقد تقيد الحزب في اختيارمندوبيه إلى المؤتمر بمساطردقيقة وموضوعية حتي تكون أعمالا ديمقراطية وشفافة وتمثل خطوة جديدة على طريق بناء مؤسسة سياسية حديثة .   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 383 بتاريخ 1 ديسمبر 2006) 

وإلى العلا  نحو العلا فالتزحفوا

 

أسف على أسف ومثلي يأسف                     ولضى يجيش بخاطري وتأفف

جهد البلاء أن نكون كما ترى                      شعب يكـابد وبلاد تــنزف

زمن الرّزيةحل  ّفينا جميعنا                        فمضى يحطم أرضنا وينسّف

وتربّع أهل الجهالة فوقنا                           فتمـلكوا أرواحنا وتصرّفوا

هم صادروا أقلامنا وحروفنا                        هم غيروا كلماتنا هم حرّفوا

هم سفهوا  أحلامنا آمالنا                           هم غيروا وجه الحقيقة زيفوا

هم يابن تونس باعوا كلّ فضـــــــــــــيلة وتسربلوا بالعار فيه تلحّفوا

وتكالبوا على الفساد جميعه                         وتحايلوا وإلى العفاف تزلّفوا

باعوا البلاد وزوّروا تاريخها                         هم في كتابة هجدها ما أنصفوا

قوم تسربلوا بالجهالة والعمى                        وعمت قلــوبـهموا فتعسّفوا

ومضوا يزجون البلاد بسجنهم                        ويعم ّضيمهم الخضراء فترجف

 أنا لست أدري ما الذي يجعلنا                        نهوى التّصبر نحوهم لا نزحف

حتىمتى وإلى متى يا شعبي                           نهوى التصبر والتّجمل والعفوُ

حتى متى نهوى السكوت نرومه                       ونرى الجهالة للعدالة تنسف

حتى متى يبقى البغي يقودنا                            ونروم شكوى الجمعيات ونأسف

حتى متى يبقى الأسى يجتاحنا                           والضيم يجتاح البلادويعصف

هـبوا رجالات البلاد فإنــه                            ما عاد يكفي صمتنا و التّافّف

ما عاد يكفينا التّحسر والأسى                            فتـهيؤوا لغد يجيئ فيـنصف

وتقحّموا عليهموا  أوكارهم                              وإلى العلا  نحو العلا فالتزحفوا

قولوا معي نحن جميعا حتفهم                             نغري الوليد بحتفهم فاليحذفوا

قولوا معي إنا مللنا وجودهم                             فاليرحلوا وفي الجحيم ليقذفوا

 

جمال الدين أحمد الفرحاوي

لاهاي 14/جويليه/2004

 


أيمكن للتعاضديات أن ترى النور من جديد؟

 
بقلم: نورالدين بن رمضان إنه لمن الغرابة بمكان أن تسلط وسائل الإعلام والأدبيات الاقتصادية على كل صغيرة وكبيرة وتحجب عن قراءها ما يخص التعاضديات التي تعد كأثار تاريخية أو بقايا النظم الاقتصادية التي تعداها القرن الماضي أو مؤسسات تعلقت بالاشتراكية الخيالية من أمثال برودون (Proudhin) وتعتبر هياكل حرصت في إنشائها حركات نقابية ضعف شأنها حاليا. فمن جهة نرى دعاة  العولمة المتشبثين بالفكر الواحد لايولون إهتماتهم إلا بالاشتركات المتعددة الجنسيات ويمدحون تأقلمها مع تسارع التكنولوجيا الجديدة ومن جهة أخرى نرى الصف المضاد للعولمة الذي خابت آماله أمام التدعيات الاجتماعية والبيئية يعوّل على تنامي الجمعيات أي المنظمات غير الحكومية ومؤسسات التطوع الخيري وهو ما يسميه أهل الذكر القطاع الثالث (أي الوسط بين المؤسسات العمومية ونسيج الهياكل الاقتصادية الخاصة) . السؤال المطروح هو هل تتسع الفضاءات المحتلة من طرف هذا وذاك لاحتواء التعاضديات وهياكل الاقتصاد التعاوني حتى يمكنها رفع رأسها في المستقبل وتخدم فئات متعددة في المستقبل ؟ أي بعبارة أخرى نتساءل هل ولّى عهدها لأن عالمنا الحاضر يتجه نهائيا وبلا رجعة نحو الكل في سبيل الانتفاع الفردي والربح الذاتي ونعول في تلبية جميع الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية على قواعد السوق التي يدعي انها قانون الطبيعة (وعلى أي طبيعة يتكلمون!) وتباعا سيقع دفن ديناميكية التآزر والتضامن والحكم على مستقبل التعاضد وحتى النقابات. أما فيما يخص بلادنا فإن الاشكالية موضوعة بنفس العناصر تقريبا خصوصا بعد إخفاق التجربة الاشتراكية في الستينات مع العلم انه لم يقع  تقييم لهذه التجربة بصفة علمية موضوعية ومدققة وكاملة ونذكر انها اعتمدت أساسا على الأقطاب الصناعية العمومية الكبرى قصد إشعاع التطور الصناعي وتعميم وحدات الانتاج الزراعي في الريف أي عولت على التعاضد مما جعل أن مجرد ذكر التعاضد يثير في الرأي العام الى حد الساعة شبح انتزاع الأراضي والماشية وكذلك في أوساط صغار التجار وهنا نشير الى خلط متماسك بين المسائل الاقتصادية والتعاضد وما انجر عن الطابع السلطوي المجحف للنظام السياسي وقتها وبقيت دار لقمان على حالها وكأن الكلام عن التضامن الاقتصادي صار غير وارد الى الأبد. فالملاحظ هنا هو التسرع الدائم في الحكم على التعاضد وحتى وحدات الانتاج الفلاحي التي انبنت على فكرة صائبة تقنيا تتمثل بادماج قطع أراضي فلاحية تقليدية حول نواة من الفلاحة العصرية إثر تأميم أراضي المعمرين الأجانب ولكن ظروف التطبيق كانت تسودها الغطرسة وقلة الاعتبار ولوضعية الفلاحين، وهذا التسرع في طي صفحة التجارب الاقتصادية المتتالية نشهده حتى اليوم وتجري الأمور كأن المسار الحالي يوفر كل ما يطمح له الانسان في المجالات الحيوية كالتشغيل والتوزيع المتكافئ للموارد وازدهار العيش والطمأنينة على الحياة الشغلية وكذا التنمية الجهوية أو تنمية البلاد . وهي أمور أقل ما يقال فيها انها قابلة للنقاش!فهذه الندوة هي بمثابة المناسبة الفريدة من نوعها للتفكير والتدارس لما تمثله الحركة التعاونية في التاريخ وفي الابحاث الحالية وفي المحيط القانوني والمالي والمؤسساتي، ونحن نعلم أن التنمية تعتمد على الأفكار والمبادرات الخلاقة ونشعر أيضا أن التعاضد لم يقل كلمته الأخيرة في هذاالمجال، خصوصا ان التعاضديات أثبتت تاريخيا انها نمط مؤسسات تستجيب لأنواع كثيرة من النشاطات والخصوصيات الوظيفية فيما يخص الانتاج والمبادلات المختلفة وتوزيع الدخل والتثبت مليا في هذا النمط يقود حتما الى ابراز المزايا والمنافع وكذلك الصعوبات والمساوي والسلبيات، أي ستكون الندوة فرصة للاهتمام بالتعاضد شأنه شأن المؤسسات الاقتصادية الأخرى من شركات رأس مال أو أشخاص ذاتية أو المؤسسات العامة والخاصة. والجدير بالذكر تاريخيا ليس من باب الصدفة ان التعاضديات والقطاعات التعاونية تأسست وترعرت في كل الانظمة الاقتصادية والاجتماعية السائدة في الماضي والحاضر ومن باب الذكر لا للحصر نذكر أهمها النظام السوفياتي واليوغسلافي والصيني وحتى في أوروبا الغربية  وأمريكا وآسيا. ولاننسى بالطبع ما بتقى من القطاع التعاوني ببلادنا. هذه اللمحة الإخبارية نوردها بمناسبة إحياء الذكرى الثمانينية للتأسيس النقابي.     (المصدر: جريدة « الشعب » التونسية الأسبوعية، الصادرة يوم 2 ديسمبر 2006)  


الخوف… وخوف الخوف!

يكتبها: محمد الصالح فليس  «المهم أن لا نحمل السجن في نواتنا» * ناظم حكمت تعيش شعوب البلدان المتخلفة حضاريا والتابعة اقتصاديا والمهيمن عليها سياسيا على وازع الشعور بالخوف من الترسانات الأمنية والعسكرية الجهنمية التي أقامتها أنظمة الحكم التي أخذت «مشعل» السلطة عن المستعمر المباشر. ورغم مرور النصف قرن على انتقال المشعل فقد ظلّ تحاور هذه الأنظمة مع مجتمعاتها محكوما حصريا بالتعاطي عبر هذه الترسانات التي تورمت وانتفخت أوداجها وساهمت الى حدّ بعيد في أفراغ الوظيفة السياسية وحركة الحياة الجمعياتية ونبض المجتمع المدني من كل محتوياتها متسببة في زرع بذور الاستبداد المقيت والشخصنة السلطوية البدائية والانفراد بالرأي وبالقرار فعاد نظام الحكم في هذه البلدان الى ذات الممارسات التي كان عليها في أزمان سحيقة غابرة خائنا بذلك حركة التاريخ وتطور الأفكار وارتقاء  الوظيفة السلطوية باليتها الحديثة المتحضرة. ومتنكرا لجوهر الرسالة التي قامت عليها حركات التحرير في هذه البلدان وقدمت في سبيلها تضحيات جسيمة طالت الأرواح البشرية واستمدت شرعيتها من العذابات وآيات الغبن التي تعرض لها المناضلون الوطنيون. وأدى استشراء ظاهرة الحكم المشخصن الإنفرادي الى قتل الروح الوطنية لدى كل شرائح المواطنين نتيجة شعور الإحباط الأليم الذي لف الجميع ضرورة ان فضاءات حركة المواطن والمجتمع قد انقضت عليها جحافل المعسكرين الذين ضحّوا بكل ثقافتهم وذكائهم في سبيل القبول بمنطق «التعليمات» القاتل لكل انفتاح فكري على الآخر ولكل اعتراف بحق هذا الآخر في الإختلاف والمعارضة في الإستقلالية الكاملة وفي الوضوح المطلق وفي غالبية هذه البلدان تحتل الميزانيات المعلنة المخصصة للأمنيات مكانة جد متميّزة في سلم المشاغل والأولويات قبل قطاعات حسّاسة وحيوية أخرى! وجانب من هذه الميزانيات يتمّ هدره في عمليات مشبوهة تدير وجهها لمنطق الشفافية والجدوى والفائدة الوطنية، كلّ هذا فضلا عن الميزانيات غير المعلنة والميزانيات الملحقة ونحوها من الأموال العمومية غير المنطوق بها وغير الخاضعة للمراقبة أو المساءلة، وهي أموال ثبت في غير حالة تعرضها لصولات وجولات المنتفعين الشخصيين من كل حدث وصوب في غياب المؤسسات وسلطة القانون وعلوية الشفافية، ومن ثمّة كل وظائف المراقبة والتحرّي فيما يخص المال المواطني العام. ولم نستفد من الشهادات التي أدلى بها بعض وزراء الداخلية لهذه البلدان أنّهم قد جاعوا بعد مغادرتهم للسلطة أو تدنت مستويات حياتهم أو احتاجوا لحياة مهنية بعدها تضمن لهم توفير حاجياتهم. وكما أثبتته التجربة المتكرّرة فإنّ اختيار هؤلاء المسؤولين لا يخضع الاّ لإعتبارات ذاتية أساس قاعدتها الثقة بمعناها العشائري.   (المصدر: جريدة « الشعب » التونسية الأسبوعية، الصادرة يوم 2 ديسمبر 2006)

بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
                                                                        تونس في06/12/2006 
    بقلم محمد لعروسي الهاني المناضل
    رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا .
 
الرسالة رقم 183 على موقع الانترنات تونس نيوز
ذكرى 5 ديسمبر 1952 ذكرى إستشهاد الزعيم الوطني فرحات حشاد رحمه الله
خواطر و اقتراحات حول تطوير هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي
بمناسبة ذكرى استشهاد الزعيم الوطني و النقابي فرحات حشاد رحمه الله في مثل هذا اليوم 5 ديسمبر 1952 من طرف يد الغدر و الطغيان و الظلم اليد الحمراء لغلاة الاستعمار الفرنسي و الذي أغتيل في واضح النهار في مدينة رادس ظلما و عدوانا لأنه زعيم وطني مخلصا ووفيا لوطنه و شعبه و مناضلا وطنيا مدافعا على قضية وطنه قضية التحرير و السيادة و الكرامة و مناضلا نقابيا شريفا طاهرا نظيفا غيورا متمسكا بالدفاع عن كرامة الشعب و عزته و عيشه الكريم شعاره الدائم أحبك يا شعب.
إستشهد الزعيم فرحات حشاد وهو في أوج العطاء و البذل و قد كان زعيما وطنيا و قائدا سياسيا كبيرا و رمزا خالدا للوطن و مساندا للقضية الوطنية التحريرية اليد في اليد مع زعماء الحركة الوطنية و في طليعتهم  الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله و في غياب الزعيم الراحل بورقيبة الذي زجّ به في السجن يوم 18/01/1952 قاد الزعيم الوطني و النقابي فرحات حشاد سفينة النضال الوطني و تحمل قيادة الحزب و الديوان السياسي و ملأ الفراغ السياسي و كان بحق زعيما وطنيا صادقا أدهش الاستعمار و أربك خطتهم و مناوراتهم و مكائدهم فشعر غلاة الإستعمار الفرنسي بالخطر فقاموا يوم 5 ديسمبر 1952 بإغتياله ظنا منهم بأنهم قضوا على الحركة الوطنية و لكن كما قال المناضل النوري البودالي الذي صرح في الذكرى الخمسين للاستقلال أنّ فرحات حشاد خدم الوطن حيّا و ميتا
رحم الله الزعيم فرحات حشاد و بالمناسبة أورد و أنشر المقال الذي كنت أنوي نشره يوم 23 جويلية 2003 بجريدة الصباح قبل مؤتمر الطموح و بعد نية نشره و قع العدول عليه كما وقع تعتيم الحلقة الثانية من الخواطر بمجلة حقائق الاسبوعية و تحدثت عن الاسباب و التعليمات التي صدرت في الغرض لعدم النشر و بدون تعليق يسعدني كمناضل دستوري عريق، أن أتقدم بالخواطر و المقترحات التالية التي كنت وجهتها يوم 21/07/2003 إلى جريدة الصباح لنشرها قبل المؤتمر بأسبوع و كان الوعد صريحا لنشرها بعد أن نشرت الجزء الأول بمجلة حقائق يوم 19/07/2003 و دفن الجزء الثاني نتيجة التعتيم الإعلامي و التعليمات التي أشرت إليها في عديد المقالات و التي أحزت في نفسي و اثّرت في مجرى حياتي السياسية و شعرت بالإحباط و قلت في نفسي لماذا هذا الكبت الإعلامي و التدخل في حرية الراي و حرية التعبير بينما شعارنا حرية الراي … و لكن حتى جريدة الصباح بعد عزمها ووعدها تراجعت …و بعد اسبوعين إتصلت بالأخ علي التليلي و إسترجعت مقالاتي بكل مرارة. وقد فتح الله علينا بهذا الموقع و قررت نشر الخواطر تعميما للفائدة و تقديرا للأمانة و حبا لوطني العزيز و تعلقي بقيم ثوابت حزب التحرير و البناء..
رسالة الحزب لم تنتهي بإنتهاء دوره في التحرير
 بل رسالة متواصلة و مستمرة و هذا دليل آخر على أنّ الحزب ليس حزبا إيديولوجيا أو مذهبية وواصل الحزب رسالته لوضع التشريعات الإجتماعية بوصفه الدعامة الاساسية للدولة و الحزب الحاكم المسؤول على مصير الأمة و لوائح مؤتمر صفاقس في 15 نوفمبر 1955 التي وضعها و ساهم فيها مناضلون وطنيون أحرار في أول عهد الاستقلال الداخلي و في فترة صعبة للغاية و دقيقة تدّل و تؤكد للعيان أنّ للحزب رجالات و مناضلون متشبعون بالروح النضالية العالية و الإيمان القوي و المتتبع للوائح مؤتمر صفاقس عام 1955 يدرك قبل 50 سنة أنّ للحزب الحرّ الدستوري التونسي طاقات و قدرات و رجالات في مستوى ما وضعوه من تصورات و لوائح هامة و مفيدة و عميقة بمنهجية سليمة و فكر حر لا دخل للإيديولوجيات فيه أو القوالب الجاهزة و لو كان للحزب إيديولوجية أو مذهب معيّن لإضمحلّ الحزب منذ أعوام و لكن قيادة الحزب مدركين لخطة العمل المتجددة لرسالة الحزب التي لم و لن تنتهي و الإشتراكية الدستورية البورقيبية هي إشتراكية تونسية وطنية بورقيبية البعد الإنساني لا شرقية و لا شيوعية و لا غربية و لا قوالب جاهزة مثل بعض الدول الاشتراكية لذا واجب التوضيح و التفريق و التصحيح على هذه المسألة التي يجب أن يكون الإجتهاد فيها موكول إلى العقل و الواقع و التاريخ و الأخلاق و التسامح  و البورقيبية هي منهجية عمل مرحلية سليمة بنظرة واقعية و بعين مبصرة و بروح نضالية عالية و قلب رحيم و بحسّ مرهف و حنان أبوي رائعا و متابعة دقيقة و بإستشراف عميق للآفاق و الأفق و رعاية موصولة و عندما أدرك قائد المسيرة أنّ الإنحراف حصل في التعاضد و في التوجهات العامة لسياسة القطاعات الثلاثة التي أقرها مؤتمر المصير ببنزرت 1964 أذن بوقفة التأمل لمراجعة السياسة الإشتراكية إذا ليست مذهبية أو إيديولوجية أو قوالب جاهزة كما قالها الصحفي كمال بن يوسف في مقاله في سنة 2003 و تعقيبا عليه أردت توضيح هذه المساألة و كذلك الأمر بالنسبة للسياسة الجديدة التي أقدم عليها المناضل الكبير الهادي نويرة الوزير الأول رحمه الله عام 1970 هي سياسة واضحة المعالم لإنقاذ الاقتصاد بأكثر حرية و قد إنتعش الاقتصاد و حصلت نقلة نوعية , و إزدهرت الدورة الاقتصادية و تغيّرت الأحوال بعقلية جديدة و منهجية عمل و إستراتيجية واضحة أعطت أكلها طيلة عشرية كاملة و جاءت بقانون 1972 للاستثمار و تحرير التجارة و الاقتصاد و جاءت المبادرات الحرة و الاستثمارات و إستقرت الاسعار لدرجة أنّ الزيادة في الاسعار كانت على غاية من الحكمة مع توازن الأجور و اليوم العديد يذكر بأمانة و صدق فترة العشرية المتوازية و أكرر و أعيد أنّ الحزب لم يتبنى مذهب أو إيديولوجية بل إعتمد منهجية عمل كعادته و تلك عبقرية قيادة الحزب و ذكاء الزعيم الذي جعل من الحزب المحرك الأساسي لكل الدواليب و الأجهزة و الدعامة الاساسية للدولة و الضمير الحي للأمة و الترجمان الصادق لطموحات الشعب التونسي. و لولا هذه النجاحات ما إستطاع الحزب مواصلة مهامه و القيام بالأدوار الموكولة إليه باقتدار و مسؤولية و عن جدارة و كان المؤتمن على إستقلال البلاد و الضامن لمناعتها و إزدهارها و الواضع للتشريعات الاجتماعية و الراعي لمصالح الوطن و المواطن و الرائد لتعميم التعليم و مجانيته و الساهر على بناء الدولة العصرية الحديثة و مؤسستها الدستورية و الموجه الناصح للشعب و العين الساهرة لدعم أركان الدولة و المجسّم لطموحات الأمة في الكرامة و السعادة و الازدهار و التقدم و التطور و السلم الإجتماعية بمنهجية متجددة و مناضلون متطوعون لا موظفون سامون و هذه حقيقة حية في تاريخ الحزب جل مناضليه من الشعب الكريم و أغلبهم عاشوا لغيرهم رحماء فيما بينهم أشداء على الخصوم و معركة التخلف.
نذكرهم اليوم بكل فخر و إجلال و إعتزاز كما يذكرهم الرئيس زين العابدين بن علي ، حفظ الله مناظلون رحرم الله الأموات منهم .
و اعتبارا لهذا الحدث الهام إنعقاد مؤتمر الطموح و تجسيما لثوابت الديمقراطية و الحوار البناء يسعدني كمناضل دستوري أن أواصل مساهمتي في تقديم بعض الاقتراحات لمؤتمر الطموح في نطاق حرية الراي و التعبير التي نعيشها و المشاركة الإيجابية في صلب لجان التجمع و الحوار بواسطة الصحف اليومية و الاسبوعية عسى أن تكون لهذه الإقتراحات الإيجابية صداها و آثارها و جدواها و رغم التعتيم الإعلامي و عدم نشر هذه الخواطر في إبانها فإنها صالحة لكل زمان و مكان.
1-                             أقترح مزيد دعم الديمقراطية داخل التجمع في خصوص إنتخاب اللجنة المركزية للتجمع بإتباع طريقة الانتخابات السابقة مباشرة من طرف المؤتمر دعما للثوابت و التوجهات الكبرى لخيارات الديمقراطية
2-                              دعم توسيع خلية التعبئة العامة في صلب التجمع و من الضروري إيجاد إطار داخل التجمع الحزب الجماهيري الشعبي يهتم بالتعبئة العامة مع تطوير مفهومها كما و كيفا من حيث الأعداد البشري و المادي و القانوني و التنظيمي حتى تقوم هاته الخلية بدورها الفاعل على الساحة السياسية و من المفيد أن يكون في ضمنها و في صلبها مناضلون مخلصون واعون بثقل الرسالة
3-                             تعميم و تطوير خطة مؤطر مزيد دعم خطة مؤطر بكل شعبة دستورية لأنّ للأحزاب رسالة وطنية هامة و قواعد عمل نضالية متطورة و دائمة و عليه فإنّ فكرة تكوين و إنتشار خطة مؤطر مناضل دستوري لتبني نشاط شعبة دستورية من أوكد المسؤوليات الضرورية اليوم في التجمع و قد نجحت هذه الفكرة و المبادرة بلجنة التنسيق بزغوان بصفة عملية و نجحت أيضا في شعبة الحجارة بجامعة الحنشة لجنة تنسيق صفاقس حيث الخطة ناجعة و المقارنة بين شعبة بها مؤطر قار و شعبة ليس لها مؤطر الفرق واضح في التأطير و النشاط و الإحاطة و الحركية و المشاريع و التوعية و الإشعاع و هناك فارق كبير لذا يتعين تعميم خطة مؤطر متطوع في صلب هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي و أعطي مثالا حيا أنّ مؤتمر شعبة الحجارة الذي إنعقد يوم 17 /05/1997 بإشراف السيد كمال الحاج ساسي يعتبر من أكبر المؤتمرات الحزبية أقول هذا للتاريخ
4-                              الحصانة التجمعية إنّ للحزب إطارات و مناضلون متشبعون بالروح الوطنية و لهم ثقافة سياسة واسعة و ملكة تفكير و جرأة في المواقف المصيرية نقترح على مؤتمر الطموح إضافة بندي النظام الداخلي للتجمع الميثاق الحزبي. دعم فكرة الحصانة التجمعية للمناضل عند طرق المواضيع في الحوار التجمعي الواسع دون التعرض إلى الإقصاء أو التهميش أو نعوت أخرى بإعتبار أنّ التجمع كما أكدّ رئيسه زين العابدين بن علي في عديد المناسبات أنه لا يضيق صدره من أي رأي في صلبه
5-                             إزدواج المسؤولية  كان في بداية الاستقلال رغبة ملحة لتعدد المسؤوليات نظرا لقلة الإطارات أما اليوم و تونس تعّج بالإطارات و الكفاءات و الطاقات فإنه بات من الضروري تحديد المسؤوليات و عدم الإزدواجية بين نائب في مجلس النواب و عضو اللجنة المركزية للتجمع لفسح المجال للطاقات و المناضلين و لنجاعة و ضمان نجاح المسؤولية و آدائها على الوجه الأكمل و ما يصح على نواب مجلس النواب ينطبق على بقية الإطارات الأخرى حتى نعطي دفعا جديدا لأهمية و تقدير المسؤولية و ندعم فكرة عدم إزدواج المسؤوليات. قال الله تعالى : و في ذلك فليتنافس المتنافسون صدق الله العظيم
 
6– الإعلام و دوره في الحياة السياسية:
إن نجاح الأحزاب السياسية يكمن في دور الإعلام الناجع الديمقراطي لدعم التوجهات و الاختيارات الكبرى و التعريف بها و شرحها للرأي العام و من جهة أخرى يقوم بدور الإشارة و التوضيح و التنبيه للأخطاء و السلبي و التجاوزات و إستغلال النفوذ و يدعم و يكرّس مفهوم حرية الراي و التعبير و في هذا المجال أقترح دعم دور الإعلام و مزيد الحرص على إعطائه ما يستحق من الرعاية و الحرية و الحصانة نعم الحصانة الصحفية الضرورية
7- الرقابة المشدّة على بعض الصحف لنشر الصور الخليعة
إنّ للصحافة تقاليد و سلوكيات و أخلاقيات المهنة لذا اقترح مستقبلا عدم السماح لأي صحيفة بنشر صور خليعة رديئة هابطة سخيفة و رخيصة لا تمت للواقع بصلة لا من حيث العادات و التقاليد و لا من حيث حرمة و كرامة المرأة التونسية التي نريدها إنسانة شريفة تواكب نهضة البلاد و تقدّمها بصورة مشرّفة لذا واجب مزيد الرقابة و التشديد عليها بإعتبارنا أمة إسلامية عربية أصيلة متماسكة و متضامنة
8-   دعم التكوين السياسي . إنّ النشاط الفكري من أهم ركائز نشاط التجمع في السنوات الأخيرة و أقترح دعم هذا التمشي بإحداث مدارس للتكوين على مستوى مجموعة من الشعب الترابية أو المهنية في إطار السعي لتقريب التكوين للقواعد التجمعية و المناضلين و الشبان و من الضرورة إيجاد مدارس للتكوين السياسي لكل 6 شعب قريبة من بعضها و إختيار المكوّن من عناصر مشعّة و مؤمنة برسالة التجمع و أهدافه و سياسته
9-  التدرج في المسؤليات
ضرورة مزيد العمل على إحترام قاعدة التدرج في المسؤولية الحزبية إنطلاقا من الخلية الأساسية الشعبة ثم الجامعة و لجنة التنسيق و صولا إلى اللجنة المركزية و الديوان السياسي لا العكس حتى نتدرب على تحمل المسؤولية و نذوق لذة و طعم خدمة الشعب بتضحية ووفاء في صلب الخلية الأساسية  » الشعبة »
10- إعطاء مكانة للشعبة ، الشعبة هي الخلية الاساسية للتجمع و هي المرآة الساطعة و المكانة النضالية الحيّة، نقترح مزيد دعمها و تشريكها في أخذ القرار و العمل برأيها و السعي لدعمها معنويا و أدبيا و تشجيعها لمواصلة العمل النضالي و المبادرة و لا نقيدها بل نجعلها حرة في إتخاذ المبادرات
11- أ  ضرورة توسيع المجلس الأعلى للمناضلين و المقاومين و إضافة دم جديد على المجلس ووجوه جديدة واكبت النضال التحريري و بناء دولة الاستقلال و الحرية
ب – إتاحة الفرصة للمناضلين الذين يرغبون في العمل في صلب دائرة المناضلين بصفة تطوعية مجانا  دون منح و لا بنزين لأنّ العمل الحزبي نضالا و عملا و تطوعا و تضحية و العمل في صلب الحزب يجب أن يكون في مفهومه الواسع نكران للذات و عملا تلقائيا تجسيما للشعار النضالي الأبدي
نعم مناضلون لا موظفون سامون يبحثون على المناصب
ج- العمل على مبدأ إنتخاب أعضاء المجلس الأعلى للمناضلين و المقاومين في مؤتمر كل خمسة أعوام يدعى إليه كل المناضلين و المقاومين تجسيما لمبدأ الديمقراطية داخل التجمع و ضرورة تفعيل حضور أعضاء المجلس في مواكبة نشاط و أشغال اللجنة المركزية للتجمع بوصفهم أعضاء فاعلين متحمسين لهم حق المشاركة و الحوار و النقاش في صلب أعمال اللجنة المركزية للتجمع بوصفهم يمثلون شريحة هامة في صلب المجتمع و في حظيرة التجمع الدستوري الديمقراطي دون إقصاء أو تهميش لبعضهم
12-  ترابط الأجيال
دعم سياسة ترابط الأجيال داخل التجمع و عدم القطيعة بين الاجيال و احترام القدامى و دعم فكرة التواصل و الإرث السياسي بأكثر دقة وروح نضالية صافية و صادقة تجنبا للتصدّع و القطيعة التي حصلت في كثير الأحزاب
13 : مناضلون متطوعون
في عديد الأحزاب السياسية الكبرى و العريقة تنمو فكرة النضال و تتغلغل إلى درجة تكوين مناضلين أشداء و أقوياء في المبادئ و القيم مما يجعلهم يفضلون العمل بتطوّع و بصفة مجانية تاركين المادة و المناصب نقترح ودعم هذه الروح حتى يصبح المناضل في الحزب على مختلف الدرجات كما هو معمول به في الشعب الدستورية و بذلك نرتقي إلى مفهوم مناضلون لا موظفون سامون
14- محافظة على التاريخ و الرصيد الوطني : نقترح ضرورة رفع صورة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله في قاعة المؤتمر الوطني للتجمع و في دار التجمع و في مقرات لجان التنسيق و في الجامعات الدستوري و في كافة نوادي الشعب الدستورية في كامل أنحاء البلاد على غرار الإتحاد العام التونسي للشغل الذي يحافظ على صور زعمائه من الزعيم فرحات حشاد مرورا بالزعيم أحمد التليلي إلى الزعيم الحبيب عاشور دعما لمكانة الزعيم الذي تصادف الذكرى المائوية بروز نجمه و الذكرى 50 لإعلان الاستقلال الداخلي 31 جويلية 54 و الذكرى 70 لبعث الحزب الحر الدستوري الجديد 2 مارس 1934 و تلك من شيم و تقاليد حزبنا العتيد حزب التحرير و بناء الدولة و حزب البناء و التشييد و حزب التغيير المبارك و لمثل هذا فليعمل العاملون صدق الله العظيم
15- أقترح دعم الإدارة المركزية ببنك المعلومات للمعرفة الدقيقة للمناضلين و المسؤولين الحزبيين السابقين و معرفة عناوينهم و أرقام الهاتف قصد تمكينهم من حضور التظاهرات العامة و المناسبات الوطنية و الإجتماعات العامة الكبرى و مائوية الزعيم الحبيب بورقيبة و غيرها
16- دعوة المؤتمر الرابع للتجمع قصد التتويج السياسي و الوطني للأخ محمد شاكر نجل الشهيد المناضل المرحوم الهادي شاكر و الأخ نور الدين حشاد  نجل المناضل الوطني و النقابي الشهيد فرحات حشاد و إلحاقهما ضمن تركيبةة القائمة الوطنية لأعضاء اللجنة المركزية للتجمع  و تتويج مناضل عمل طيلة 40 عاما في الحزب و الإدارة و الخارجية و السفارة و شرّف تونس في السعودية و دعم العلاقات الثنائية طيلة 14 سنة الأخ قاسم بوسنينة المناضل المعروف
17- إنتخابات جهوية عاجلة
التأكيد على ضرورة الإسراع أثر المؤتمر الرابع للتجمع على إجراء إنتخابات جهوية للجان التنسيق الحزبي التي لم تشملها الانتخابات منذ سنوات و قاعدة تعميم الديمقراطية داخل هياكل التجمع خيار لا رجعة فيه و من أوكد الثوابت للديمقراطية تعميم قاعدة الإنتخابات  و في هذا الإطار علمنا أنّ النية تتجه إلى إنتخاب لجان التنسيق في مارس 2006 و لكن لم يتم ذلك رغم النية و الإعداد و التصريحات التي تمت في الغرض
18-   تكريسا للعناية الموصولة من لدن رئيس التجمع و الدولة.
مزيد دعم اللحمة الوطنية للعائلة التجمعية الكبرى و جمع شملها و توحيد كلمتها و توطيد أركانها و تصفية الأجواء بينها بعيدا عن كل أشكال و أنواع الإقصاء أو التهميش الذي عشناه في فترات متوالية نتيجة إجتهادات شخصية للأشخاص فالتجمع يوحد و لا يفرق و يبني و لا يهدم و يجمع الشمل و لا يشتت و يصفح و يتسامح و يتعالى و لا يحقد و لا يعاقب. و هو منبر للجميع مفتوح للجميع دون إقصاء أو تهميش أو تفضيل مناضل على آخر إلا بمزيد المثابرة و الإشعاع و العمل
19- التأكيد على فتح ملفات بعض المناضلين من مختلف الأجيال و المستويات و درس و تمحيص ملفاتهم تمحيصا دقيقا عادلا لرفع الكابوس عنهم و إعادة الاعتبار إليهم و في الحقيقة و الواقع و للتاريخ و التاريخ وحده أنّّ ما علّق ببعض الملفات هي إجتهادات فردية لا دخل فيها لقيم و مبادىء التجمع و لا دخل فيها لنزاهة القيادة السياسية بل هي تجاوزات فردية عادية حان وقت ذكرها و كشفها وقد تفطن لها رئيس التجمع شخصيا و تلك من قوة و صلابة هذا الجهاز الحزبي العتيد و عدل القيادة و متابعتها لما يجري بنظرة ثاقبة و عين ساهرة ووعي شامل و دقيق
20– : إقترح تكوين مجالس للشورى في كل لجنة التنسيق للتجمع لدعم و مساعدة لجان التنسيق و إثراء الحوار بناء على التجربة الواسعة و الخبرة و المعرفة و التشبّع بالروح النضالية و الوطنية مع ضرورة تعين مناضلين تحملوا مسؤوليات عالية في التجمع وطنيا وجهويا و محليا و لهم القدرة على الإقناع و التأثير و الرصيد المعنوي و الأدبي الهام لتعزيز النشاط التجمعي في الجهات و الجامعات الدستورية و الشعب.
21- ضرورة تكليف مناضلين متطوعين بدار التجمع و بلجان التنسيق يعملون بصفة تطوعية مجانية لأنّ العمل بالتجمع تطوعي و تلقائي و نضالي و كله تضحية و تفان في سبيل خدمة الوطن و التجمع بيد نظيفة و عمل هادف دون مادة أو منافع شخصية أو سيارات و بنزين و مصالح
22- الأخلاق و القيم الفاضلة :
إنّ من ثوابت الحزب و مبادئه المحافظة على الأخلاق و القيم و قد كنا في نوادي الشعب الدستورية نحترم الكبير و الأم المسنة و الأخت الكريمة و نتحاور بأخلاق عالية و إحترام متبادل و نعتبر المرأة أم و أخت و إبنة لا غير في نوادينا و لا ندخن أمام آبائنا في الإجتماعات و لا نتفوه بكلمة لا تليق بالمقام أمام الكبار و كنا نحافظ على الأخلاق و ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة و حكمة و تأثير . و كنا نتوسط بين الزوج و زوجته عندما يحصل خلاف بينهما تلك هي قيمنا في الحزب يجب المحافظة عليها و كنا نحرص على الحياء و اللباس المحتشم و لا يمكن لفتاة أن تدخل نادي الشبان في لباس غير لائق و كنا نعتقد أنّ نادي الشعبة هو عبارة على مسجد محترم و مقدس تلك هي أخلاقنا في عهد الاستقلال وواصلنا تلك القيم بصدق و إخلاص مما جلب لحزبنا الإحترام و التقدير من طرف الجميع
هذه بعض المقترحات التجمعية الهادفة  النابعة من أعماق مناضل يؤمن بما يقول و يعمل أكثر مما يقول عسى أن تكون مساهمته الصريحة الشجاعة مدخل للحوار و رأي للإفادة و مقترحات صالحة للتنفيذ و كم من رأي قاعدي أصبح مرجعا و قانونا في صلب حزبنا و ألف تحية للتجمع و ألف تحية للمناضلين والله ولي التوفيق
قال الله تعالى : كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها صدق الله العظيم 
بسم الله و كفى و الصلاة و السلام على المصطفى
ابيات شعرية بقلم محمد العروسي الهاني
لكنك تجمعي غيور          إبتعد عن الغرور
لكنك تجمعي صريح                إبتعد عن التجريح
لكنك تجمعي بالنيّة          إبتعد عن الأنانية
لكنك تجمعي نظيف                 إبتعد عن التزيف
لكنك تجمعي صافي                 إبتعد عن التجافي
لكنك تجمعي مزيان                 إبتعد عن النكران
لكنك تجمعي عاقل          إبتعد عن التواكل
لكنك تجمعي صميم                 إبتعد عن التعميم
لكنك دستوري صاحب شهامة       واصل معركة الكرامة
لكنك دستوري صاحب شخصية     واصل بناء الديمقراطية
لكنك دستوري صاحب شجاعة      واصل دعم الروح المناعة
لكنك دستوري صاحب وفاء         حافظ على تاريخ الزعماء
لكنك دستوري صاحب راي         حافظ على رفاق الراي
لكنك دستوري عزيز                حافظ على دعم حزب التركيز
لكنك دستوري قدير                 حافظ على حزب التحرير
لكنك دستوري ديمقراطي    حافظ على الحوار الديمقراطي
لكنك دستوري كريم                 حافظ على روح التكريم
لكنك دستوري عتيد                 حافظ على الحزب العتيد
لكنك دستوري قوي                 حافظ على الحزب الثري
لكنك دستوري محبوب              حافظ على الحزب المحبوب 
لكنك دستوري متين                 حافظ على حزب آداء اليمين
لكنك دستوري رباني                حافظ على الحزب الحقاني
لكنك دستوري رصين               حافظ على حزب عاش ستة و ثمانين
لكنك دستوري رحيم                حافظ على حزب الرحيم
لكنك دستوري مليان                حافظ على تراث الزعيم بالفم المليان
لكنك دستوري مسامح               حافظ على حزب التسامح
لكنك دستوري قنوع                 حافظ على تاريخ العملاق القنوع
لكنك دستوري كبير                 حافظ على الرسيد الكبير
لكنك دستوري شبعان               حافظ على قوة الإيمان
لكنك دستوري حكيم         حافظ على كتاب الله الحكيم
قال الله تعالى : وقل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون صدق الله العظيم
ملاحظة هامة : في سنة 1990 تشرفت بمقابلة الأخ عبد الرحيم الزواري الأمين العام للتجمع و تحدثت معه حول تطوير هياكل الحزب و رفع المظالم على أبنائه وفي 1994 تقابلت مع السيد الشاذلي النفاتي الأمين العام للتجمعأكثر من ساعة في نفس الموضوع وفي عام 1997 تقابلت مع الأخ عبد العزيز بن ضياء الأمين العام للتجمع لمدة ساعتين حول تطوير هياكل التجمع حسب الحوار الذي جرى في اللجنة السياسية بإشراف السيد محمد جغام وبعد هذه الفترة انقطعت المقابلات في عهد الأخ علي الشاوش الذي قام بمعاملة مميزة للاخ الوسلاتي على الأخ الهاني تكريسا للجهوية .
بقلم محمد لعروسي الهاني المناضل
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا .

 


في ذكرى اغتيال المناضل الوطني فرحات حشاد رمز العالمية للنضال من أجل الكرامة والحرية والاستقلال

 
بقلم: الحبيب الذوادي تحيي منظمتنا النقابية الاتحاد العام التونسي للشغل هذه السنة ذكرى مرور أربعة وخمسون سنة على اغتيال الشهيد فرحات حشاد مؤسس الاتحاد العام التونسي للشغل، والزعيم الوطني والأممي الفذّ الذي دفع حياته ثمنا لإستقلال الوطن والتحرر الاجتماعي وحرية العمل النقابي. ولد فرحات حشاد يوم 2 فيفري 1914 بقرية العباسية بشرقي شمال جزيرة قرقنة في اسرة متواضعة تعيش من صيد السمك، وكان فرحات تلميذا نجيبا آية في الذكاء، وفي سنة 1928 تقدم الى امتحان الشهادة الابتدائية ونجح فيه نجاحا باهرا، ولم يتمكن من مواصلة تعلمه بالمدارس الثانوية لحالة عائلته الفقيرة. اضطر حشاد الى دخول معترك الحياة صغيرا والارتزاق من منصب متواضع شغله بالشركة التونسية للنقل بالسيارات في الساحل، فكان قدوة لبقية موظفي الشركة لأمانته في العلم، واستقامته في السيرة ولقد أحرز على ثقة كل العملة لتواضعه وطبعه الكريم واعتنائه بشؤون اخوانه العمال والاهتمام بمصالحهم. خلال سنة 1936 انخرط حشاد في نقابة عملة النقل التابعة للجامعة العامة (F.S.M) الفرنسية، وما كاد يشارك في النشاط النقابي حتى احتل بين العملة والمسؤولين النقابيين بالجهة من تونسيين مسلمين ويهود ثم فرنسيين مكانة مرموقة لما أظهره من فكر نيّر، وبُعد نظر، وحيوية متدفقة ونشاط وإقدام وعزيمة خلاّقة. سطع نجم النقابي حشاد من خلال قيادته لإضراب عملة النقل بسوسة في أواخر سنة 1937 قصد إرغام الشركة على الاعتراف بحقوقهم والاذعان لمطالبهم، وبنجاح هذا الاضراب نقلت الشركة فرحات للعمل بفرعها بصفاقس نتيجة ما لحقها من ضرر. تفرغ فرحات حشاد للعمل النقابي الصرف بعد ان غادر فرع ادارة الاشغال العمومية العامة بصفاقس رغم نجاحه في مناظرة الوظيفة العمومية في أ واخر سنة 1940، لقد أدرك حشاد خلال هذه الفترة مدى انسياق الجامعة الفرنسية للشغل لتعليمات الحزب الشيوعي الفرنسي، وبدأ بالفعل يفكر في الانسلاخ عن هذه المنظمة الاجنبية وذلك بداية من سنة 1944، وأقر العزم عن تكوين وانشاء حركة لا تهدف لحماية مصالح العمال التونسيين التي أهملها وتباعد عنها مسيرو منظمة «س. ج. ت». وتمكن بالفعل خلال سنة 1944 من انشاء النقابات المستقلة بالجنوب الذي ضم معظم عملة جهة صفاقس وما حولها، وكان لهذا النجاح حافزا ودافعا لقدوم فرحات الى تونس المدينة اين أنشأ اتحاد النقابات المستقلة بالشمال الى جانب الجامعة العامة للمتوظفين التي كانت موجودة من قبل. وازداد عزمه على بعث منظمة وطنية تونسية مدافعة عن حقوق عمالها خلال محاضرته الملقاة بباريس بنادي طلبة شمال افريقيا للمسلمين، وبالفعل ففي 20 جانفي 1946 تم عقد المؤتمر التأسيسي لبعث منظمة نقابية واحدة تجمع بين «اتحادات النقابات المستقلة بالجنوب واتحاد النقابات المستقلة للشمال والجامعة العامة للمتوظفين» ومنذ ذلك التاريخ تم الاندماج فيما بينها وتحققت الوحدة وبرز الاتحاد العام التونسي للشغل، وانتخب فرحات حشاد كاتبا عاما له. ولم تمض سنة واحدة على تأسيس الاتحاد حتى تم تنظيم شبكة من الاتحادات الجهوية والمحلية وفروع للجامعة العامة للمتوظفين في كافة المناطق الهامة في البلاد، مع الازدياد الكبير لمنخرطيه الشيء الذي نتج عنه سخط السلط الاستعمارية تجاه حشاد ومسؤولي نقابات «س. ج. ت» في الآن نفسه. أدرك الراحل فرحات حشاد ان الحركة النقابية التونسية لتنجح ولتتمكن من ارساء رسالتها الاجتماعية لابد لها ان تحظى بمساندة منظمة نقابية أممية، وتمكن حشاد بالفعل من الحصول على دعوة من الجامعة النقابية العالمية لحضور ندوتها العالمية في فيفري 1947 والاجتماع العالمي في براغ وذلك رغم مضي مدة وجيزة من تأسيس الاتحاد اضافة الى العراقيل والهجومات الاستعمارية، وكللت هذه المجهودات سنة 1948 بقبول الاتحاد بصفة رسمية داخل المنظمة العالمية، وحضر فرحات مؤتمرها المنعقد في جويلية 1949 أين ألقى خطابا شرح فيه أطوار الكفاح النقابي في تونس، وأنواع الاضطهاد الذي يتعرض اليه شعبنا من القوة الاستعمارية الغاشمة. لكن سرعان ما خاب ظن فرحات من هذه المنظمة ذات النزعة الشيوعية، وتمكن من اقناع زملائه بذلك فانسحب بالاتحاد العام التونسي للشغل منها، وتقدم بطلب للانخراط في الجامعة العالمية للنقابات الحرة فتم له ذلك سنة 1950. لقد كان حشاد الى جانب عمله النقابي وطنيا متعاونا مع الحزب الحر الدستوري التونسي، وتحمل بشجاعة مسؤولية حركة المقاومة التحررية مع بقية زملائه في الاتحاد والحزب بعد اعتقال بورقيبة في 18 جانفي 1952، فالكل يعمل من اجل الاستقلال والسيادة والتأسيس من اجل الدولة الوطنية الجديدة. نتيجة لذلك إشتد حقد المستعمرين على فرحات في شهر ديسمبر 1952 وتمكنوا من إقتراف جريمتهم البشعة والشنعة، بعد ان بدؤوا يطاردونه في كل مكان فامتدت أياديهم القذرة عن طريق منظمة اليد الحمراء اليه وهو في طريقه من مقر سكناه برادس الى دار الاتحاد العام التونسي للشغل بتونس صباح يوم 5 ديسمبر 1952. يومها حزنت تونس حزنا شديدا وعمت جميع مدنها المظاهرات وازدادت نقمة المستعمر، بل وخرجت المظاهرات الشعبية تضامنا مع تونس في المغرب والجزائر… وهو ما أضحى على شهيدنا رمز العالمية للنضال من اجل الكرامة والحرية والاستقلال. ثمانون سنة مرّت على تأسيسها: ميلاد جامعة عموم العملة التونسيين يحيي الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الاحد 3 ديسمبر الذكرى الثمانين لميلاد أول تنظيم نقابي تونسي حرّ ومستقل على أيدي زارع البذرة الاولى الزعيم محمد علي الحامي. وبالمناسبة، أصدر الباحث الفذّ الاستاذ المبرز أحمد خالد كتابا بعنوان، محمد علي الحامي،  رائد الحركة النقابية الوطنية بتونس، وقد إخترنا منه هذه المقتطفات التي تعرّف بالجامعة: لأوّل مرة في تاريخ البلاد التفّ العمال التونسيون حول قيادة نقابية وطنية مخلصة لهم بعد ان كانوا أشتاتا، فخرجوا من عزلتهم وأرسلوا نوابهم الى العاصمة للتشاور مع محمد علي الذي كان «القوّة العاملة لجمع المساعدات الممكنة» للمضربين كما وصفه الطاهر الحداد في كتابه. وفي الحقيقة عرف العمال التونسيون الفكرة النقابية في أواخر العشرينات عندما انخطروا في الاتحادية الفرنسية للعمال (CGT) منذ أن تأسست في سنة 1919، الا انها كانت مستوردة من بلد يستعمرهم فلم تحقق ما أملوه من انصاف وعدالة اجتماعية فانفصلو عنها يائسين منها كما قال الطاهر الحداد والبشير الفالح كاتب هيئة الاضراب الا ترى الاتحادية الفرنسية جنحت في تونس الى التمييز العنصري ففوقت الأجانب على أهل البلاد وحرمت هؤلاء من حقوقهم كانت تتمتع بها الجالية الفرنسية في الشغل وتتمثل في الثلث الاستعماري المضاف الى الاجور والمرتبات (Tiers Colonial). ومع الايام وبسرعة اتّسع نطاق الحركة النقابية التونسية، وتضخم دور محمد علي فاحسن الاشتراكيون الفرنسيون المسيطرون على الاتحادية العمالية (CGT)بالخطر فأوفدوا كاتبهم العام «جواشيم دوريل» (Joachim Durel)   الى باريس ليعلم الهيئة العليا لمنظمته بان الايالة التونسية مهدّدة بشغب حركة عمالية «وطنيّة معادية للاجانب مستندة الى الحزب الشيوعي» حسب قوله.   مشارب سياسية متباينة في حركة محمد علي: تمادى الاشتراكيون في اتّهام قادة الحركة العمالية التونسية بالتعصّب الديني والعنصري، وردّدوا انّ اولئك الانفصاليين صدّعوا الوحدة العمالية، فعرّضوا الكادحين لتعسّفات رأس المال، واخذوا يلعبون دورا سياسيا مقنعا بالعمل النقابي ووجدت ادارة الحماية ذريعة للتدخل في ذلك الصراع فسلطت ضغوطا على ثلة من المسؤولين النقابيين الموقوفين ليقلعوا عن مساندة حركة محمد علي ويجهروا بأنّها «قومية اسلامية تنافي الاتجاه العمّالي الوحدويّ وتعادي الاجانب»، فانصاع للمكيدة أحمد بن ميلاد كاتبٌ نقابة الطرازين على الجلد وكان عضوا في الحزب الشيوعي وقد سجن بعد حادثة بنزرت وكان يدرس في معهد كارنو ويعدّ لنيل شهادة الباكالوريا فلما أعلن تخلّيه عن «جامعة عموم العملة التونسيين» متعللا بما روّجه اعداؤها رفضه حزبه الذي ساندها واعتبره متخاذلا بقرار رسمي ثم صدر في جريدة «لافنير سوسيال» يوم 26 أكتوبر 1924 بلاغ باسم الهئة التنفيذية الوقتية لجامعة عموم العملة بامضاءات الطاهر عجم وبودمغة والمختار العياري يدحض فيه هؤلاء ما ادّعاه أحمد بن ميلاد المتخلي عنهم وكان هذا المنشق عضوا بارزا في اللجنة الوقتية المكلفة بالاشراف على العمل النقابي قبل تأسيس «جامعة عموم العملة التونسيين» بصفة رسمية مما يدل على ان اول حركة نقابية تونسية جمعت في البداية على الاقل بين شبّان ذوي مشارب سياسية واديولوجية متباينة فمنهم الشيوعيون كأحمد بن ميلاد والمختار العياري والطيب دباب ومنهم الدستوريون كالطاهر صفر وأحمد توفيق المدني والطاهر الحداد وأحمد الدرعي وهنهم من لا ينتمي الى حزب سياسي لكنه على كل حال يتمسك باصالة الانتماء الى قوميته التونسية العربية الاسلامية وينزع نزعة اشتراكية تقبل تعايش الفئات الاجتماعية واعني خاصة محمد علي الحامي الذي لم يذكر اسمه في الجريدة الشيوعية «المستقبل الاجتماعي» الا بعد مضي ثلاثة اشهر على ظهور حركته النقابية رغم كونه دماغها الاول فلم تخبر تلك الجريدة عن حركته طوال تلك المدة الا بواسطة افراد ينتمون الى الحزب الشيوعي كأحمد بن ميلاد والمختار العياري. وكان محمد علي ـ كما علمت من قبل ــ ديجهر بعدم رضاه عن الطريقة التي توخّاها الدستوريون في كفاحهم وإن ربط صلة ببعض رموزهم. ووجد اعداء اول حركة تونسية نقابية في تباين المشارب السياسية لقادتها ذريعة لايهام الرأي العام بانهم يمثّلون تجمّعا توفيقيا بين الحزب الشيوعي والحزب الدستوري هدفه مقاومة الحماية الفرنسية. ولما تكرّر على ألسنة الاشتراكيين الفرنسيين وفي مقالاتهم بجريدة «تونس الاشتراكية» وصف نواة جامعة عموم العملة التونسيين بانها قطرية وطنية اسلامية يكره قادتها الاجانب اصدرت لجنتها التنفيذية الوقتية «إعلانا للعموم» يوم 20 نوفمبر 1924 بجريدة «إفريقيا» تدحض فيه بعض تلك النّعوت وتُعلم الخصوم بان نقاباتها ستكون في الحقيقة مستقلة الاّ أنها ستنخرط في عالمية العملة وأن أبوابها مفتوحة لكل عمل بقطع النظر عن جنسيته وديانته». ورغم المضايقات التي تعرضت اليها الجامعة تكاثر انصارها فتأسست نقابات محلية في العاصمة ثم في بنزرت وماطر وهرع من باريس الى تونس «ليون جوهو» (Léon Jouhaux) ليتقاوى على الوضع ويعيد الامور الى نصابها وفق التصور الاستعماري وكان يتمتع بشهرة فائقة في الاوساط السياسة والنقابية الفرنسية بصفته كاتبا عاما لاتحـادية العمــــال بفرنـــسا (CGTT) وكاهية رئيس المنظمة العالمية الثانية للشغل بأمستردام ونائب بلاده في عُصْبَةِ الأمم (Société de Nations). قدم «جوهو» الى تونس في 24 أكتوبر 1924 ليضع قوّة نفوذه في الميزان فيرجح كفة الاشتراكيين الفرنسيين على كفّة النقابيين التونسيين ويقنع هؤلاء بالعدول عن تأسيس جامعتهم بصفة قانونية، وعقد في العاصمة اجتماعين أولهما يوم 31 أكتوبر ببورصة الشغل وثانيهما بالبلْماريوم ليحثّ العمال المنشقين عنه على مغادرة نواة الجامعة النقابية التونسية، فجادله المختار العياري في الاجتماع الاول ثم اراد مناقضته في الاجتماع الثاني، فتعرض لعنف انصار «جوهو» وطعن بخنجر في يده. حلّ فاتح نوفمبر سنة 1924، فاجتمع محمد علي ورفاقه في قاعة بنهج الجزيرة مع العمال لينظروا في تأسيس جامعتهم النقابية، وانتخبوا لرئاسة الجلسة هيئة تضم محمد علي والطاهر الحداد واحمد توفيق المدني والمختار العياري ثم دخل عليهم «جوهو» وحاول احباط عملهم وتوعدهم بالعودة الى تونس بعد سنة ليعاين فشلهم وكاد ينجح في مسعاه إذ تفرّق المجتمعون دون ان يتمخّض اجتماعهم عن قرار التأسيس القانوني  لجامعتهم النقابية وانتظروا اجتماع 3 ديسمبر ليعلنوا بعثها وقبل ذلك التاريخ بيوم نشرت جريدة «الزهرة» بيانا بإمضاء محمد علي كان ردا على تصريحات «جوهو» في اجتماع فاتح نوفمبر 1924 وهذا نصّ البيان الذي تخلّت فيه الشخصية التونسية قويّة رغم المواراة بفتح ابواب جامعة عموم العملة التونسيين» للاجانب: «إنّ الشغالين التونسيين أخذوا اليوم طريقهم الى الوعي والرشد فشعروا بأنّ انتماءهم الى النقابات الفرنسية ليس فيه اية فائدة فبصفتهم ابناء أمّة لها شخصيتها قرّروا انشاء اتحاد مستقلّ سينخرط بإحدى الجامعتين الدوليتين الاثنتين كجامعة تونسية مستقلة فجامعتنا الوطنية النقابية ليست مؤسسة على الميز الديني والملّي (أي القوميّ) هي بالعكْس مفتوحة في وجه العمال الاجانب. وقد علّمتنا التجاربُ أنّ اتحاد النقابات الفرنسية لا يهتمّ بمصالح التونسيين». ويظهر أنّ عزوف القادة التونسيين عن الجهر باسم الجامعة العالمية التي ينوون الانضمام إليها وتعمّدهم ترك المجال مفتوحا لاحتمالين إمّا الانضمام الى العالمية الثانية للعمال بأمستردام international وهي التي يعترف بها الحزب الاشتراكي الفرنسيّ، وإما الالتحاق بالعالمية الحمراء التابعة لموسكو  تهديد مقصود لمناوئيهم الاشتراكيين  بإنضمام الجامعة التونسية الى العالمية الحمراء إذا ما سلط هؤلاء ضغوطا على عالمية أمستردام لئلا تعترف بحركة محمد علي وقد يكون سبب تردّد قادة تلك الحركة في الجهر باختيار نهائيّ لإحدى العالميتين انقسامهم الإيديولوجي السياسي الى نزعتين إحداهما شيوعية يمثلها في قيادة «جامعة عموم العملة التونسية» أحمد بن ميلاد والمختار العيّاري وفي هذا المعنى يصدع المختار العياري في اجتماع نقابي بمحضر «جوهو» بقوله: «إذا قرّرت جامعة عموم العملة التونسيين الانضمام الى العالمية الاشتراكية الحمراء فنحن نهتف لتحيا العالمية الحمراء» ولكنّه لا يرفض الاحتمال الثاني وهو انخراط الجامعة في العالمية بأمستردام. والنّزعة الثانية وطنية تونسية اراد اصحابها للتخلص من تأثير الاحزاب السياسية رغم انتماء بعضهم الى الحزب الحرّ الدستوري كالطاهر الحدّاد وأحمد  الدرعي بيد انّ الفئة الأولى لا ترفض الانخراط في عالمية امستردام اذا ارتأتْ القيادة جدوى ذاك الانخراط كما يفهم من تصريح للمختار العيّاري في «بورصة الشغل» بالعاصمة يوم 31 اكتوبر 1924.   ورغم تأكيد محمد علي ورفاقه ان منظمتهم تقبل جميع العمال دون تمييز عنصري او ديني توقيا من تهمتين بدتا لهم خطرتين وهمـــا كـــــره الاجانب  (xénophobie) ورفض التضامن العمالي العالمي فإنهم كشفوا عن اتجاههم السياسي الوطني فندّدت به الصحافة الاستعمارية وشهر به المقيم العام «لوسيان سان» وحذّر الفرنسيين من اخطاره «دوريل» اثناء اقامته بباريس في سبتمبر 1924.   للأستـاذ أحمـد خالــد   تونس تحيي ذكرى استشهاده: فرحات حشاد، مفكّرا ومنظّرا تحيي تونس يوم الثلاثاء القادم (5 ديسمبر 2006، التحرير) الذكرى 54 لاستشهاد الزعيم النقابي والوطني خالد الذكر فرحات حشاد رحمه الله وبرّد ثراه. ففي يوم 5 ديسمبر 1952، قطعت السلطات الاستعمارية الفرنسية خطوة اللاعودة في مقاومتها للحركة الوطنية، وأقدمت، من خلال منظمة «اليد الحمراء» التي أسستها للغرض، على تنفيذ عملية اغتيال الزعيم الوطني فرحات حشاد لما كان متجها، صباحا، الى مقر عمله في الاتحاد العام التونسي للشغل. وقد صار معروفا لدى الجميع ان طريقة تنفيذ الجريمة، تقيم الدليل على ان الجريمة منظمة وان الهدف منها كان توجيه ضربة قاضية للحركة الوطنية بالقضاء على قائدها، فلا يكفي ان مجموعة أولى من «القتلة» اقتفت أثر سيارة الزعيم وأطلقت عليه الدفعة الأولى من رصاصات الغدر والحقد… لكن هذه الدفعة لم تنل من جسد الزعيم، خاصة وأنه تحامل على نفسه وطلب نجدة مواطنين كانوا مارين من هناك. الا ان «القتلة» تهيأوا لهذا الاحتمال لذلك وصلت سيارة ثانية ادعى راكبوها أنهم فاعلي خير وأنهم أقدر على نجدة المصاب وأسرع، فيما الواقع أنهم أخذوه في غير اتجاه المستشفى، وبعيدا عن الانظار، أفرغوا في جسده المنهوك ما في خزانات مسدّساتهم من رصاص قاتل، حاقد وخرّبوه تخريبا لا مزيد عليه. كان تذكيرا لابد منه، فلا يمكن ان ننسى أطوار هذه الجريمة، لانها بشعة، قذرة، تكشف إفلاس أصحابها بل هزيمتهم امام المدّ الجماهيري الذي فرضتها عليهم الحركة الوطنية. لكن جرت الامور عكس ما خطط له المجرمون، فخدمت العملية القضية الوطنية اكثر مما كانت تتوقع، وخدم الشهيد قضية بلاده ميتا مثلما خدمها حيّا. لن نقول أكثر، لأن بقية الأطوار معروفة من الجميع. لكن نريد بهذه المناسبة ان نقدم وجها اخر للزعيم الخالد فرحات حشاد، وهو وجه المفكّر، وجه المنظّر، وجه المناضل الذي كان يفكّر، في نفس الوقت الذي كان فيه يعمل، الذي كان يكتب المقالات، يلقي الخطب والمحاضرات ويحرص على نشرها في الصحف المتوفرة في ذلك الوقت. وحتى نمكّن قراءنا، وخاصة الشباب منهم، من التعرف على أفكار هذا الرجل العظيم، نقدم لهم فيما يلي هذه المجموعة من المقالات التي تكشف معدن الرجل وقيمته الفكرية.  


** مقالات مختارة للشهيد فرحات حشاد
 

اللهم اشهد أني بـريء

 
بقلم: فرحات حشاد ما على العمل التونسيين اليوم، اذا كانوا مخلصلين حقيقة، لوطنهم ولذاتيتهم التونسية ثم لانسانيتهم ايضا الا ان يلتفوا حول اتحادهم هذا الاتحاد الذي لا ينبغي ان يوجد غيره للدفاع عن حق العمال بهذا الوطن العزيز. وان تلك المنظمات الاجنبية عنا لم تؤسس للدفاع عن التونسيين وانما اسست للدفاع عن غيرنا وما اجر العامل التونسي اليوم ازاء اجر الاجنبي الا اكبر دليل على ذلك وما دعايتها الفارغة الا اسكات لدقات قلب العامل التونسي النابض بحب الحياة وتمويه وتضليل عليه حتى يبقى مغمورا لا ينتبه لما يجري حوله. ولما تكون اتحادنا هذا شعرت تلك المنظمات بالخطورة فحارت وقاومت وكتبت ما كتبت من الاضاليل ولكنا سرنا قدما الى هدفنا السامي رغم جميع العراقيل. تدعى تلك المنظمات انها تدافع عن حق العامل التونسي ولكن العامل اصبح يشعر انها تدافع عن غيره لا عليه فأصبح يفر الى احضان مؤسسته التونسية الحقيقية الشاعرة بشعوره والمتألمة لآلامه. وارادت تلك المنظمات ان تضلل الجاهلين فأصبحت تسمى نفسها ايضا بالاتحاد التونسي وكتبت بطاقاتها اخيرا باللغة العربية تلك اللغة التي لم تستمعلها منظمة «س.ج.ت» منذ عهد تأسيسها الا اليوم حين احست بالهزيمة. كما نسيت ان لغة التونسي عربية ولم تتذكر ذلك الا اليوم. فمنظمة الس.ج.ت ببلادنا هي عبارة عن فرع لجامعة باريس ووجودها اذن ببلادنا غير شرعي. يقولون ان حركتنا اسست لتمزيق وحدة العملة وتفريقهم ومؤازرة الحكومة ورؤساء الاموال في اعمالهم ولكن اعمالنا ومواقفنا المشهودة ترد هذا الزعم الباطل فلو كنا نؤازر الحكومة لقبلت مطالبنا من طرفها ولسمعت كلمتنا كما سمعت كلمة الس.ج.ت ومن غير شك ان الحكومة تميل مع الشق الذي يؤازرها بأعماله الظاهرة والباطنة. نعم نحن لا نحاول ابدا بذر الشقاق بين العرف والصانع لاننا نعلم ما في ذلك من التأثير السيئ على الاقتصاد المحلي التونسي واننا نحاول جهد المستطاع التوفيق بينهما بالحصول على رغائب العامل مع عدم الاضرار بالعرف ولم نوجه جهودنا في يوم من الايام ضد هؤلاء الاعراف وانما وجهت وسنوجه رأسا ضد تلك الشركات الاجنبية عنا التي تستثمر خيرات بلادنا وتسخر العامل التونسي لفائدتها بفرنسا فيجب ان يكون الاتحاد العام التونسي للشغل على رأس الهيئات النقابية بتونس ان لتونس ـ كما ـ لفرنسا ـ ملكها وعلمها وشخصيتها وذايتها المقدسة من الجميع وعمالها يساوون عمالهم في الاعمال والحقوق واذا طلبنا حقوقنا واعتبارنا على قدم المساواة مع عمال العالم في الخارج فاننا لم ننس ايضا طلب حقوقنا في الداخل وهي وجوب اعتبار الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة شرعية وحيدة للعمال التونسيين يجب ان تمثل في جميع اللجان ولا نرضى بشيء ولا نقبله من الان ما لم نكن حاضرين للمفاهمة فيه ان الحكومة لا تزال مقيدة لحريتنا ولا تسمح لنا منها الا بمقدار كأنها اخذت في ذلك بمبدأ التقسيط الجاري به العمل في المعاش ولكننا لم نقف مكتوفي الايدي ولم نكتف بتقديم المطالب لاننا نعلم ان المنظمات النقابية لم تخلق لتقديم المطالب وانما خلقت للعمل المباشر مع الشركة والعرف بل شرعنا في العمل الذي ستكون له قوته وتأثيره بعد اتحاد شملنا ونجاحنا العظيم وسنتمكن من حرياتنا الكاملة، لا نقتصر ايها الاخوان على طلب (راسيون خبز وبنطلون) ولكن اهدافنا اسمى واعظم من الخبز والبنطلون. يجب ان لا نتأخر عن التطور العالمي الحديث وان على التونسي ان لا يترك حرياته الممنوحة له بأمر 1932 لانه يصبح غير اهل بحريات اخرى اذا ترك امره لغيره وانكمش في بيته.   جريدة النهضة عدد 26 – في 29 افريل 1946  


الإدارة مجعولة لخدمة البلاد

 
بقلم: فرحات حشاد   ان الادارة مستمرة في اعمالها الخبيثة لانها تعودت بكثرة الاقوال وقلة الاعمال الجدية الفعالة والا كيف تتجاسر على رفع اسعار الخبز والسكر والحليب واثمان النقل والكهرباء والماء وغيرها من الاشياء الضرورية للحياة بدون ان تتوقع المظاهرات الشعبية وربما امر العصيان لمقرراتها المصوبة في صميم الشعب البائس؟ ان المنظمات الشعبية الديمقراطية قد تحركت قواها لمجابهة تلك الحالة واعدت برنامجا لمقاومة سياسة التجويع وكونت من نفسها لجنة للعمل ضد غلو المعاش التي شرعت في تجهيز القوات الشعبية لتوقيف هذا التيار واخفق سياسة التعنت التي تسوقنا جميعا الى سوء العاقبة. لقد مللنا هاته الحالة المسلطة علينا وادارة تعمل ضد مصلحتنا وشركات رأسمالية تستغل خيراتنا وحكومة واقفة الى جانبنا مؤيدة لها ومعاضدة اياها ومجلسا كبيرا يتصرف تحت حكمها في ميزانية الدولة حسب شهوات اناس لا يعرفون للصالح العام معنى ولا يريدون للبلاد خيرا. كفانا ما تحملناه من جور وارهاق فاليوم يوم عمل لا مجال فيه للجدال فقد تراكمت علينا المظالم من كل جانب وطغى الاستعمار على جميع نواحي حياتنا. فهل لنا ان نسير في طريق النهوض موحدي الصفوف تاركين وراء ظهرنا شقشقة اللسان وانواع الهذيان وهل لنا ان نفيق من غفلتنا ونتلافى الامر فقد اصبحنا نهيم في بلادنا تقذفنا الايادي والغايات والمطامع وخصومنا يزدادون في كل يوم قوة جديدة باكتسابهم الاراضي واحتلالهم للمصانع واستحواذهم على النفوذ وطبقاتنا الضعيفة تئن تحت الضغط وتتخبط في البؤس وصعوبة العيش وهل لنا ان نقف وقفة الجد فنعلن للحكومة اننا من اليوم فصاعدا سنشرع في المقاومة الفعلية لسياسة الافلاس فنطالب بل ونفتك؛حقوقنا في الاشراف على دواليب بلادنا الاقتصادية لنتمكن من معرفة الاسباب التي تجعلنا فقراء ونحن ننتسب للبلدان التي تنتج افخر المنتوجات وتصدر الى الخارج اثمن المواد ونطلع على الاسرار التي تجعل المحظوظين يملاون خزائنهم اموالا والشركات تزدهر بصفة عجيبة بينما الشعب يتقهقر بسرعة مخيفة وهل لنا ان نقول كلمتنا فتسمع وتكون  القاضية على المحتكرين وكل من يمد اليهم يد المساعدة مهما كانت درجتهم في السلم الاداري والاجتماعي وهل لنا ان نجعل حدا لهاته الحالة بالعمل لا بالقول. ان لجنة العمل لمقاومة غلو المعاش تنوي اعلان الحرب ضد سياسة التجويع وهي تتمتع بتاييد جميع الجماهير الشعبية العاملة من عمال وصغار تجار وصنائعية وصغار الفلاحين والعائلات الكثيرة الاولاد وتعاضديات الاستهلاك واتحادات النسوة وقد اخذت في تطبيق برنامجها بالاتصال بالجماهير قبل كل شيء ثم تدخل في طور الكفاح الذي لا نخاله الا مكللا بالنجاح. يجب ان تعلم الادارة انها موجودة في البلاد لخدمة مصالح الشعب وان اوامرها ومقرراتها ليست في نظرنا ذات قيمة الا متى كانت ترمي الى صالح الشعب ويجب ان تعلم الادارة انها وان كانت غير مسؤولة لدى الشعب فان الشعب لا يمكن له ان يتحمل اكثر مما تحمله من العبث وسوء التدبير وهو مستعد للدفاع عن نفسه بجميع الوسائل.   جريدة الحرية عدد 35،  25 ديسمبر 1948  


الاتحاد قـوة
بقلم: فرحات حشاد كلما تجولنا بأنحاء القطر التونسي وكلما اتصلنا بجماهير العمال بمختلف المناطق ازداد اعتقادنا في قوة اتحادنا وتضاعف ايماننا في نجاحه. ذلك ان حركتنا المباركة اخذت تتغلغل في النفوس وتستنهض الهمم وتنادي الى العمل والى النهوض والى التحرر من المذلة والكسل والاستسلام. لقد تحدثنا عن تقدم الحركة وازدهارها في جهة باجة كلها وبينا كيف اصبحت الاوساط الشعبية تتقد حماسا وكونت من ضعفها قوة وهي سائرة في طريق النهوض بعد ان كاد يقضى عليها الخمول الاستعماري الوهم الذي يستعمله اقطاب الانانية لتسخير البشرية لخدمة مصالحهم وقلنا في شيء من الاطناب ما نؤمله من وراء تلك العزيمة الوثابة التي تحرك النفوس وتكتل الصفوف. وهذا الامل وهذا الاعتقاد وهذا الايمان يزداد رسخوا حين نلتقي بأفواج الشغالين الذين منحوا اتحادهم العام ثقتهم الكاملة من يوم تأسيسه فأصبحوا هم العماد الذي يقام عليه المستقبل الاجتماعي الذي نريده لشعبنا. فلقد رجعنا من رحلتنا الاخيرة بجهة الكاف والسرور يملأ القلب والضمير مرتاح لما بلغته طبقتنا العاملة من نصج ولما يمتاز به اتحادنا العتيد من مكانة في نفوس اولئك العمال البواسل الذين يناضلون ليلا ونهارا في سبيل العزة والكرامة والرفاهية وفي سبيل التخلص من براثن الاستعمار والتغلب على الخصم الرأسمالي الطاغي. ولم يقل سرورنا  حين نشاهد ما وصل اليه رجال العمل والحزم اولئك المسؤولين عن الحركة من جدارة في التسيير وحذق في التدبير ومهارة في التعبير وخبرة وامعان في التفكير واخلاص في اداء الواجب حقا ان اتحادنا كون الرجال واصاب في بناء الهياكل المتينة على اساس لا يتزعزع لما احتوى عليه من دقة في تسطير البرامج وبعد في النظر. كيف لا ونحن نعتمد على انفسنا في نضالنا مخلصين لمشروعنا الجليل ومنقذين بلادنا من هوة الفقر والجهل وفساد الاخلاق وشاهرين سلاح المقاومة لكل جبار عنيد يحاول تدعيم نظام السيطرة والامتيازات ونفوذ الباطل على الحق ونصرة الظالم على المظلوم والقوى على الضعيف ومعولين في كفاحنا هذا على ما تنطوي عليه صفوفنا المتراصة من قوة معنوية ومادية وايمان وثبات واستعداد للتضحية التي هي شرط كل نجاح. اين نحن من ذلك العصر التعيس الذي تنادى فيه بأعلى صوتك حي على العمل فلا ملبي ولا مجيب واين نحن من تلكم الجماهير التي تساق كما تساق الاغنام الى حيث يشاء الراعي واين نحن من الجمود الذي ساد بوادينا وكل القرى حتى استقر بها الطغيان وصارت الانسانية تندب فيه حظها. فاليوم اصبحت قوة جبارة بأتم معناها عارفة مآلها وما عليها تفرض ارادتها عند الدفاع عن حقها في الحياة وتسلك الطريق الرشيد في سيرها الحثيث منقادة انقياد المطمئن المرتاح لمنظمتنا الكفيلة بتوجيهها حسب المصلحة والجديرة بالسهر على مصيرها.   جريدة الحرية، عدد 80 في 16 أكتوبر 1949  


تضامن العمال أقوى من كل المؤامرات

بقلم: فرحات حشاد كلما حاول الرأسماليون المتعنتون القضاء على معنوية العمال واحباط مساعيهم الا وردوا على اعقابهم خاسرين ذلك لان الطبقة الشغيلة التونسية المنظمة في اتحادها القومي المتين اصبحت تشعر بمدى الجهود التي يجب بذلها لتحطيم الاجهزة الاستعمارية البالية التي تقيد العمال وتسخرهم لخدمة المصالح الرأسمالية الطاغية. والشعب التونسي يتتبع اليوم بمزيد الاهتمام والابتهاج ذلك الصراع العظيم الذي يظهر فيه العامل بسالته النادرة واقدامه وثباته. ان هذا الكفاح الذي يقوم به العمال التونسيون لهو من اكبر عوامل النهضة الاجتماعية التي ننشدها لبلادنا وامتنا جمعاء والعامل الذي يتصدى لرد الهجومات الرجعية ويناضل بكل قوة واخلاص لهو جدير بكل اكبار وتقدير فلم يتراجع العامل الفلاحي بسوق الخميس عن موقفه الشريف ولم يرضخ للقوة الغاشمة التي لم تنل من ارادته شيئا ولم يتقهقر عامل المناجم حين اعلنت الشركات الطاغية عليه الحرب. بل نراه ثابتا في موقفه لا يتزحزح مؤمنا بنجاح قضيته موقنا بأن النصر حليفه مهما تكاثرت الويلات ومهما عظمت المصائب. ولقد شاهدنا تلكم الجماهير المتقدة حماسا وايمانا ورايناها تتقبل الهجومات العدوانية بقلب ملؤه الصبر على المكاره وهي مع ذلك تبذل ما في وسعيها لمد يد المساعدة لبقية الاخوان المضربين بالفلاحة وغيرها. وما قولكم في المناورة الخبيثة التي يحاول الاستعماريون بواسطتها احداث القلاقل وتطاحن العمال لإراقة الدماء. ان الشركات الاستثمارية لم تتأخر عن بذل ما في وسعها من مساع لانتخاب العاطلين والاتيان بهم في العربات الضخمة واغرائهم بالاجور المرتفعة وذلك لتكسير الاضراب واثارة الاضطرابات بين المضربين والعمال الجدد وافساح المجال للقوات المسلحة للفتك بأرواح اولئك الذين يدافعون عن حياتهم متمسكين بحق الاضراب بالحرية النقابية التي اكتسبوها بفضل نضالهم الطويل وتضحياتهم الجسيمة ولكن لم تنجح تلك المناورات حيث ان يقظة الشعب وشعوره بواجب التضامن لم يبقيا للخصم ادنى شك في خيبة مساعيه ولم يقبل عامل واحد مباشرة الشغل لافساد الاضراب بالنفيضة الامر الذي جعل مسيري تلك الشركة يقبلون المفاهمة لارضاء رغائب عمالهم الشرعية. وهل تأثر العمال بالمناجم من التهديد والوعيد وهل تأخر العمال بالمناطق الاخرى عن القيام بواجب التضامن خوفا من العقاب الذي سلطته الرجعية على اخوانهم ؟ كلا … ان جنود الاتحاد يتأهبون في كل جهة ومكان لخوض معمعة اراد المغرضون ان تكون حاسمة فهي معمعة سوف لا تقتصر على تحقيق الرغائب الحيوية العاجلة بل تهدف الى اقرار المبادئ التي انبنى عليها الهيكل النقابي والاجتماعي مبادئ حرية الاضراب واحترامها. ان الاتحاد العام لهو يخوض تلك المعمعة الجبارة بعشرين الف من المضربين حيث ينضم غدا الى صف الكفاح المباشر كافة العمال المنظمين بجهة صفاقس ويستمر النضال ببقية المراكز الاخرى في وحدة تامة بين المنظمات وسيتسع العمل الى بقية فروع النشاط حتى تتعطل الاشغال وتضطر الحكومة الى اتخاذ ما يتحتم عليها من مواقف تضمن للعمال مصالحهم وتفرض على اصحاب رؤوس الاموال احترامها. ان سياسة الارهاق لم يعد مفعولها يفتك بالصفوف الشغيلة بل يزيدها تكتلا وقوة وها هي الجماهير الشغيلة تقيم الدليل على اخفاق سياسة القمع والعنف وها هي تواصل الكفاح غير هيابة ولا مكترثة بما يدبره الخصوم وهذه الازمة الاجتماعية التي تزداد تعكرا منذ ستة اسابيع متوالية سوف لا تنفرج الا بفوز العمال وانتصارهم احب ذلك المغرضون أم كرهوا. واذا تمادت الحكومة على تشجيعها للاعمال الفظيعة فسيكون انتصار العمال اقوى وابعد مدى بتغلبه على اعدائه وبالقضاء على الفكرة الرجعية التي تحاول الرجوع بالشعب الى الانحطاط والتقهقهر. فالطبقة العاملة التي اخذت على نفسها مقاومة الاستثمار الفاحش ومجابهة الاخطار وهي جادة في طريقها تسير سيرها الحثيث الى حيث العزة والرفاهية والكرامة وما دامت الامة متراصة الصفوف متضامنة فلا شك في نجاحها.   جريدة «الحرية» عدد 88 ـ 11 ديسمبر 1949  


نصيب أولاد العمال من التعليم

بقلم: فرحات حشاد
لقد جاء شهر اكتوبر وملئت قلوب الاباء والامهات حسرة ولوعة لحرمان اطفالهم من التعليم. انها المأساة العظيمة تلك المصيبة التي تتكرر كل سنة دراسية عندما تغص المدارس العمومية والخاصة والحرة بناشئتنا المتطلعة بكل شغف الى الثقافة ومقاومة الامية محاربة الجهل ويبقى التسعة اعشار من ابنائنا يجوبون الطرقات وينظرون الى مصيرهم التعس بدون ان يتمكنوا من دفع تلك البلية العظمى. واذا نحن تعرضن لهذا الموضوع الهام الحيوي بمناسبة افتتاح السنة المدرسية لعام 1949 ـ 1950 فذلك لان اتحادنا العام التونسي للشغل لم ينفك يناضل في سبيل نشر العلم والنهوض بشعبنا من كابوس الجهل الذي يتخبط فيه ولاننا نعتبر انه لا نهضة ولا تقدم ولا خلاص لبلاد لم يتمتع ابناؤها ورجالها بنعمة العلم وفوائده الجمة ولذا كنت ترى المجالس النقابية بمختلف الجهات وحتى البعيدة منها والمنعزلة تراها في اوائل رغائبها توفير اسباب التعليم لابناء العمال قبل المطالبة بتوفير الخبز وان كان العمال في اشد حاجة الى تلك المادة الضرورية لما يتقاضونه من اجور تافهة لما يقاسونه من بطالة وحرمان. وترى جامعتنا القومية للتعليم تسطر البرامج الواسعة للنهوض بالثقافة وتعميم التعليم وتعريبه وتسهر على مستقبل بلادنا الثقافي قبل الاهتمام بمصالح اسرة التعليم المادية. ونرى وفد الاتحاد العام لتونسي للشغل يتداخل في المؤتمرات العالمية ويبسط بكل وضوح مشكلة التعليم ببلادنا ساخطا على تهاون المراجع الحكومية بهاته الناحية الحيوية معبرا عن رغبة الشعب التونسي في الخروج من هذه الحالة المؤلمة بجميع الوسائل ولكن هل تحسنت الحالة بالرغم عن الجهود المبذولة في هذا السبيل؟ وكيف لا نذكر النتائج الباهرة التي احرز عليها اولى العزائم الصادقة اولئك الذين شمروا على ساعد العمل معولين على تاييد الشعب بأكمله واخذوا يشيدون المدارس الحرة والعصرية مخففين بذلك وطأة الجهل المخيم على نشأتنا التي نرجو لها كل الخير واحسن المستقبل ان شعور الامة التونسية بخطر الجهل قد بلغ اقصاه وجعل كل فرد من افرادها يفكر في التعليم قبل وسائل العيش لعلم الجميع ان لا حياة بدون علم ولا نهوض بدون رفع الجهل الذي اصبحت وصمته تسود جبين الاستعمار وتزيد قلوب الناس حقدا عليه وغضبا. غير ان الجهود الخاصة مهما بلغت لا تكفي لسد حاجيات الشعب اذ ان مسألة التعليم مسألة حكومية لا يمكن علاجها بصفة ناجعة فعالة الا بواسطة الحكومة التي بيدها ثروة البلاد العامة وهي التي تسيطر على توجيه السياسة العامة وتقوم بأعباء المسؤوليات التي يجب على كل حكومة الاضطلاع بها. واذا نظرنا الى حالة الجماهير الشغيلة والاوساط الشعبية نجدها على غاية الاضطراب من جراء عدم توفير اسباب الراحة وفقدان الوسائل اللازمة لتسديد الضروريات العائلية فكم من اب يتلوع حسرة ويندب حظه حين ينظر لأولاده متروكين بدون تعليم بسبب قلة المدارس وكم من اب يتذمر لرؤية ابنائه مهملين يسبحون في بحر الجهالة وفساد الاخلاق معرضين الى الرذيلة ومقبلين على حياة كلها شقاء وانحطاط، اننا لم نذكر المصاعب التي تعترض اولياء التلاميذة الذين اسعفهم الحظ فارسلوا بابنائهم الى المدارس الدولية او الحرة ولا نتعرض قصدا الى الشروط التي اصبحت لا تطاق في كثير من الحالات حتى صار يعسر على الانسان توفير كل اللوزام المفروضة على التلميذ ونعتبر تلك العراقيل ثانوية بالنسبة للمشكلة الرئيسية في التحصيل على ترسيم التلميذ بالمدرسة. ان التعليم بالنسبة لطبقتنا العاملة لهو من الاسباب الاصلية لنهضتنا اذ الجهل هو الذي صير العمال التونسيين جيشا يعرض سواعده بأبخس الاثمان للمستثمرين واذا استمرت الحالة على ما هي عليه وبقى اطفالنا بدون تعليم ولا توجيه صناعي فستتأخر نهضتنا في جميع الميادين. ان الاتحاد العام التونسي للشغل لشاعر بما يتحتم عليه من مسؤولية الدفاع عن تلك القضية الهامة وانه ليقوم بهاته المهمة ويواصل في سبيلها اقصى الجهود فحرض الامة التونسية على الاستمرار بل وعلى مضاعفة الجهود المبذولة في سبيل التكثير من المدارس الحرة حتى تسد الفراغ الملاحظ في هيكل التعليم الدولي. والاتحاد يحرص من جهة اخرى كافة العمال على توجيه الاحتجاجات الصارمة ضد تقاعس الحكومة ازاء واجب السهر على التعليم الذي يعد من الواجبات الاولى لكل دولة تهتم حقيقة بمصير الشعب وازدهار البلاد.   جريدة الحرية عدد 79 (في 9 اكتوبر 1949)   (المصدر: جريدة « الشعب » التونسية الأسبوعية، الصادرة يوم 2 ديسمبر 2006)

 

في تلازم التحرر والإصلاح (1 من 2)

 

 
بقلم بنعيسى الدمني لن يخشى المرء على نفسه من أن يكون نصيرا لنظرية المؤامرة إذا التزم نهج التوصيف وقال إن العالم الإسلامي يتعرض اليوم لهجمة منهجية تشنها عليه القوى الغربية العظمى وما سار في ركابها من دولٍ أسلمت قيادها للتحالف الصهيو- أمريكي. وهي هجمة تُعَد امتدادا متطورا لأسلوب الهيمنة الشاملة التي أخضِعت لها البلدان الإسلامية إثر انعتاقها من الاستعمار الأوروبي المباشر، والتي كانت تهدف إلى إبقاء العالم الإسلامي تحت ما عُرف بالاستعمار الجديد أو غير المباشر. ومن المعلوم أن الدول الأوروبية قد استعاضت عن الاحتلال العسكري، في تلك الحقبة، بالاعتماد على أنظمة حكم تابعة لنفوذها في أغلب مستعمراتها السابقة، وأن كثيرا من تلك الأنظمة في العالم الإسلامي قد ساهم في تمكين تلك الدول من الاستمرار في استغلال ثروات البلدان الإسلامية – وبخاصة الطاقة – وفي تعميق حالة التجزئة إلى أبعد مما ترتب على اتفاقية سايكس بيكو، وفي حرمان المسلمين بالتالي من استئناف بناء كيانهم الحضاري الخاص؛ حتى يبقى الغرب هو المركز، وتظل البلدان الإسلامية، إلى الأبد، من ضمن الأطراف؛ وفق اصطلاحِ المفكر المصري سمير أمين في التنمية اللامتكافئة. غير أن الهجمة الحالية قد اتسمت بالعودة إلى أسلوب الاحتلال الذي ظننا أن عهده قد ولى بدون رجعة، وبالإفراط في استعمال الوسائل العسكرية، تحت عناوين تضليلية وأغطية تبريرية متنوعة. وقد ظهر ذلك بشكل خاص في الحروب التدميرية والغزو المباشر الذي بلغ عدد ضحاياه إلى حد الآن أربعة بلدان، بعد أن التحق لبنان الباسل بكل من فلسطين وأفغانستان والعراق ضمن قائمة البلدان المستباحة أرضا وشعبا وسيادة، بأداة صهيونية، وبتفويض أمريكي وتسهيل لوجستي بريطاني. ولا يدري أحد، على وجه اليقين، على أية دولة عربية أو إسلامية سيأتي الدور الموالي، في ظل غطرسة القوى الأعظم في العالم، من جهة؛ وفي ظل انخرام الجبهات الداخلية، وتعدد بؤر النزاع المحلي والإقليمي القابلة لأن تستغلَّ في هذا الاتجاه العدواني، من جهة أخرى. على أن الهدف من هذه الصفحات ليس تحليل أوضاع منطقتنا السياسية، ولا هو قراءة رزنامة الاستعمار العائد إليها، أو تحليل أبعاده و آثاره المحتملة على خارطتها. بل الهدف منها هو التأمل في تداعيات كل ذلك على توجهات التغيير واستراتيجياته في المنطقة تحديدا. و إذا ما اقتضى الأمر تسليطَ بعض الضوء على تلكم الأوضاع المشار إليها، فلن يكون ذلك إلا بالقدر الذي يساعد على تحقيق الهدف المرسوم.         وقد بدا لنا أن من أكثر الإشكاليات تأثيرا في لحظة الوعي السياسي العربي والإسلامي الراهنة بشكل عام، وفي نظريات التغيير وتوجهاته الاستراتيجية على وجه الخصوص، تلك التي تتعلق بتصريف ضرورات المقاومة مع خيارات المشاركة. فمما لا شك فيه أن المرحلة الراهنة تفرض على العاملين بجد من أجل التغيير مهامَّ تحررٍ وطني تفرضها الردة الاستعمارية التي تتسارع وتيرتها في أكثر من بلد إسلامي. الأمر الذي يَلزم معه البحث عن مدى إمكانية تصريف تلك المهام التحررية مع مهام الإصلاح الديموقراطي التي تزداد إلحاحا في ظل واقع الاستبداد المستشري عربيا وإسلاميا. والهدف الأبعد الذي يُرتجى تحقيقه من هذا البحث هو: إيحاد صيغة تأليفية تنهي ذلك التنافر الذي طبع العلاقة بين النزعتين الوطنية والديموقراطية في الوعي السياسي لجيل واسع من العرب والمسلمين عاش ردحا من الزمن تحت هيمنة الأيديولوجيات القومية واليسارية، وظل يحمل معه مخلفات تلك الهيمنة حتى بعد تراجع بريق تلك الأيديولوجيات، ورغم ما أنتجته من إخفاقات على صعيد الواقع. فإلى متى سيستمر فتور المناضلين من أجل التحرر الوطني كلما تعلق الأمر بمناهضة الاستبداد؟ وإلى متى ستظل أبصار دعاة الإصلاح السياسي ترنو إلى الخارج منتظرة الدعم والمدد؟ وهل ثمة من إمكانية لأن تكون العلاقة بين العمل من أجل التحرر والعمل من أجل الديموقراطية غير محكومة بقاعدة ترتيب الأولويات، بل قائمة على أساس الائتلاف والتلازم؟ جدلية الداخل والخارج من اللافت أن الهجمة العدوانية المتصاعدة على العالم الإسلامي لم تساعد على توحيد صفوف الأمة، ولم تكن حافزا لقيام جبهاتِ مقاومة وتصد يتلاحم فيها المستويان الرسمي والشعبي، على الصعيدين القطري وما فوق القطري إلا نادرا. أما على مستوى البناء السياسي الداخلي، فهي لم توفر مناسبة لحل المشكلات المحلية لجهة المصالحة الوطنية، وإطلاق الحريات، وكفالة حقوق المواطنة، ويناء دول مدنية على أساس من الشرعية الانتخابية. كما لم تكن حافزا على رأب الصدع بين كثير من الأنظمة المتنافرة، ولم تتقدم بدول المنطقة خطوة نحو أي مشروع للوحدة، حتى على المستوى الإقليمي، ناهيك عن المستويين العربي والإسلامي. فقد جاء العدوان ليضاف إلى ما تعاني منه الأمة أصلا من مشاكل الديكتاتورية والفساد والتشرذم الفئوي والتنازع المحوري الإقليمي. ورغم ما بينته الأحداث من أن المعتدين لا يستثنون أحدا، حاكما كان أو محكوما، ولا يحرصون كثيرا على انتقاء ضحاياهم، لأنهم في واقع الأمر يستهدفون وجود الأوطان ووحدتها وأركان قوّتها، فقد رأينا كيف نجح المعتدون في اختراق الصفوف الداخلية، ووجدوا من ضمن شخصيات وحركات وأحزاب بعينها من غابت عنهم هذه الحقيقة فراحوا يتعاونون مع المعتدين بانتهازية، لقاء مكاسب سياسية وأحيانا مادية، مثلما هو الحال في أفغانستان والعراق وغيرهما. ولم يكن شأن الأنظمة بأفضل من ذلك. فقد بلغ الأمر ببعضها، في الخليج وفي غير الخليج، حد التنافس فيما بينها من أجل حيازة رضا القوى العظمى والظفر باستضافة قواعدها العسكرية، طمعا في امتيازات إقليمية غير مضمونة العواقب. وليس لكل هذه الأوضاع من تفسير سوى حالة اليأس التي وصل إليها كثير من المنادين بالإصلاح في أغلب بلدان العالم الإسلامي بسبب انسداد آفاق التغيير السلمي، من جهة؛ مقابل أنظمة حكم شديدة التوجس إزاء كل تغيير، لكونها ترى فيه تهديدا لأصل وجودها. فهي تدرك جيدا أنها بالإضافة إلى افتقارها للشرعية الانتخابية، لم تعد تملك مشروعا نظريا تستند إليه بعد أن ولى عصر الإيديولوجيات. لذلك فإن استمرارها صار يتوقف على توفير المصلحة. وذلك برهن كل أفراد المجتمع ومؤسساته، لتبعية مادية اقتصادية إزاء الدولة التي تأخذ صفة « الراعية »، رغم أنها هي ذاتها في حقيقة الأمر مرتهَنة ماديا واقتصاديا لرعاياها وفق هذا النمط من العلاقة. وتلك هي فلسفة الإخضاع السلطوي التي تتخذ من الفرد أو الحزب أو العائلة أو الطائفة مرجعية عصبية بديلة عن الشرعية الانتخابية. ولا غرابة في ظل هذه الأوضاع في أن تتفشى خطيئة الاستقواء بالخارج للوصول إلى ما تم القصور عن تحقيقه بوسائل الديموقراطية والوئام في الداخل. لكن هذه الأوضاع المشحونة بالتحديات المضاعفة قد ساعدت، في المقابل، على ظهور عدة حركات تغيير غطت كل أرجاء العالم الإسلامي، وكان لكل واحدة منها تجربتها النضالية الخاصة. ولئن أثمرت تلك التجارب مصالحات وإصلاحات في بلدان مثل الجزائر والمغرب واليمن والبحرين والكويت وغيرها، فإن تأثيرها الأهم قد تركز على وعي الشعوب وعلى بنى المجتمع المدني، ولم يمس طبيعة الأنظمة القائمة ولا جوهر سياساتها وولاءاتها إلا لماما. فنشأت عن ذلك مفارقة كبرى ترى آثارها اليوم في ذلك التقابل الشنيع بين شعوب إسلامية معبأة ضد الديكتاتورية والتبعية، ومفعمة بروح التحرر وبقيم الإسلام من ناحية، وبين أنظمة حكم محلية ظلت على حالها العتيق من التكلس والفساد والولاء للخارج. لا بل إن عددا غير قليل منها قد دخل مرحلة الهرم، بالمعنى الخلدوني، وازدادت بذلك قابليتها للاستعمار، وفق عبارة مالك بن نبي. فباستثناء الثورة الإيرانية التي مضى اليوم على انتصارها ما يقارب الثلاثين عاما، حققت أثناءها قدرا لا بأس به من التمكن الداخلي والمهابة الخارجية، وباستثناء الحالة الماليزية التي شهدت قفزة نوعية على مستوى الإصلاح السياسي والاقتصادي، والحالة التركية بدرجة أقل،  والحالتين الإندونيسية و السينيغالية اللتين عرفتا تداولا سلميا على السلطة؛ يمكن القول إن أنظمة الحكم في العالم الإسلامي – ولا سيما في جزئه العربي –  قد ظلت في أغلبها أبعد ما تكون عن التصالح مع شعوبها. فهي لم تستجب لمطالب الإصلاح الداخلية إلا بصورة قشرية. لا بل إن ما أبدته بعض الأنظمة من استجابة للضغوط الدولية في هذا الاتجاه – رغم ما يكتنف تلك المطالب من شبهات وانعدام مصداقية – كان أكبر من استجابتها للضغوط الداخلية وأسرع. وهذا ما جعل الاحتقان السياسي على أشده في بلدان عربية وإسلامية كثيرة مثل مصر والسعودية والأردن وباكستان وطاجيكستان وأوزباكستان وغيرها، خصوصا بعد أن أدركت شعوب هذه البلدان أن انسداد سبل التغيير فيها يعود، في جانب كبير منه، إلى دعم القوى العظمى لتلك الأنظمة وأمثالها، مكافأة لها على سياساتها التابعة؛ وافتضح خصوصا زيف تبشير قادة البيت الأبيض بالديموقراطية فيما يسمونه بمشروع « الشرق الأوسط الكبير » أو « الجديد ». من الواضح إذن أن حصيلة النضال الشعبي في العالم الإسلامي، طيلة العقود الستة الماضية، كانت جد متواضعة بمقاييس الحريات والديموقراطية. وهذا ما قاد المعنيين بشأن التغيير والعاملين في سبيله، داخل البلدان الإسلامية، إلى القيام بأكثر من وقفة تأمل من أجل تجديد فهمهم لطبيعة المرحلة، وإعادة صياغة أهدافهم ووسائل عملهم، بما من شانه أن يسدد نضالهم ويجعل نتائجه أكثر إيجابية. وإنك لترى الساحة الإسلامية الكبرى تمور اليوم بغليان سياسي وتململ أمني ومراجعات نقدية عميقة، بالتوازي مع ما يهزها بين الفترة والأخرى من مواجهات هنا وهناك، ومعارك ذات رهانات داخلية وخارجية متشابكة. ولا شك عندنا في أن هذا الحراك يؤشر لبداية انتقال العالم الإسلامي إلى مرحلة تاريخية جديدة لن تكون مواصفاتها مماثلة لتلك التي ميزت الستين سنة الماضية، وعيا وإرادة، وأخذا بأسباب القوة الحديثة، وعملا من أجل تبوئ منزلة حضارية أفضل من تلك التي ورثها المسلمون عن حقبة الانحطاط، وازدادت فداحة بفعل نُظم الهيمنة الغربية الثلاثة المتعاقبة: الكولونيالية، فالاستعمار الجديد، فالعولمة الراهنة. وإن سعي أنظمة الحكم المتزايد في منطقتنا إلى استرضاء القوى العظمى بكل وسائل الولاء والطاعة بات يشكل واحدا من أكثر المعطيات حضورا في المراجعات الداخلية، وتأثيرا على استراتيجيات حركات التغيير؛ خاصة بعد أن اتخذ هذا الاسترضاء صيغا خطرة مثل الهرولة إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، بدون مقابل يُذكر لفائدة الشعب الفلسطيني، والانخراط فيما وُصف  » بالحرب على الإرهاب »، دفعا لتهمة « الضدية لأمريكا » واتقاءً للتصنيف ضمن ما سمي « محور الشر »؛ وطمعا بالتالي في التمتع بدعم سياسي وبغطاء أمني من الخارج لا تخفى أهميته في ضبط أوضاع الداخل. الوطن والديموقراطية: المقايضة المستحيلة لم يعد خافيا، في ظل ميزان القوى هذا الذي يسود عالم اليوم، أن واقع العلاقات الخارجية قد انزاح عن معناه الأصلي وانحرف عن أهدافه المثالية. فتحول من واقع يُفترض أن يحكمه القانون الدولي وأن يهدف إلى توثيق عرى التعاون بين الشعوب، واستتباب الحرية والعدالة والسلم في العالم، وفق المعاني الواردة نظريا في ميثاق الأمم المتحدة، إلى واقع علاقات يحكمها منطق القوة،  تستغلها القوى العظمى من أجل تشكيل محاور صِدامية حامية لمصالحها، وتستخدمها الأنظمة التابعة كورقة داخلية تستقوي بها على معارضيها وتحسمٍ بها الخلافات معهم بغرض فرض الأمر الواقع واستمرار الجمود تحت عنوان الاستقرار. وقد تولد عن ذلك، في صفوف أنصار التغيير، ثلاثة توجهات أساسية مختلفة في التعامل مع هذا الانحراف الخطِر:    1- توجه أول انتهى التحليل بأصحابه إلى اعتبار أن المعطى الخارجي يمثل الورقة الأهم في معادلة تغيير الداخل، بناء على أن أنظمتهم تعيش تحت وطأة التبعية الكاملة للقوى العظمى التي تملك من القوة الاقتصادية والعسكرية ومن النفوذ السياسي ما يؤهلها لأن تتحكم في مصائر الشعوب وترسم خرائط العالم وفق ما تشاء. لذا فإنه لا أمل في نجاح أي تغيير ما لم يمر عبر تلك القوى ولم يحظ بموافقتها وتأييدها. وقد ترسخ هذا الاقتناع لديهم خصوصا بعد أن باءت محاولاتهم إحداث التغيير بالوسائل السياسية، وحتى العسكرية في بعض البلدان، بالإخفاق الذريع، وعادت تلك المحاولات أحيانا بالوبال على أتباعهم، ووفرت مزيدا من الذرائع لبطش السلطات بشعوبهم، دون أن يصطدم ذلك بمؤاخذات أو احتجاجات دولية تذكَر. فراح أولئك المعارضون بالنتيجة ينافسون الأنظمة في ربط علاقات « صداقة » مع الدول الأكثر نفوذا في العالم، ويزوّدونها، سرا وجهرا، بشتى أنواع التقارير والإفادات التي تزيد أو تقل صحة، حول أوضاع بلدانهم الداخلية، أملا في استخدام ما يسمونه « المجتمع الدولي » لصالحهم عسى أن يخلصهم من جور أنظمتهم؛ غير عابئين بتهم العمالة والخيانة التي قد ترميهم بها أكثر من جهة في أوطانهم، بما في ذلك – يا للمفارقة – ذات الأنظمة المتورطة في أكثر مما هم متورطون فيه من تبعية ومن ولاء للخارج. ورغم محاولات أصحاب هذا التوجه إضفاء الصفة السياسية والدبلوماسية على استخدامهم ورقة الخارج، وتذرعهم بنبل غاياتهم الإصلاحية والديموقراطية، إلا أنهم لم ينجحوا في التعتيم على أن ذلك الاستخدام هو في حقيقة أمره أقرب إلى التآمر المخابراتي وإلى الاستعداء العسكري، منه إلي العمل السياسي الوطني الشفاف. وقد رأينا كيف أدى في العراق وأفغانستان وغيرهما إلى كوارثِ إباحة الثروات والحرمات للأغراب، ورهن الأوطان لأعدائها الخارجيين. ومع التأكيد على أن انتقاد هذا التوجه لا يعني بأية حال من الأحوال تبريرا لسياسات نظام البعث العراقي ونظام طالبان الأفغاني سابقا، أو دعوة إلى عودتهما إلى الحكم لاحقا بغير السبل الديموقراطية؛ فلا بد من ذكر الأشياء بأسمائها والقول: إن مهمة تغيير النظامين المذكورين كان ينبغي أن يضطلع بها الشعبان العراقي والأفغاني من الداخل. وإن استخدام ورقة الخارج بدلا عن ذلك لا يعدو أن يكون محاولة غبية لمقايضة الوطن بالديموقراطية مع الأجانب. ومن طبيعة هذه المحاولة وطبيعة الأطراف الذين قاموا عليها أن تؤدي إلى التضحية بالوطن وبالديموقراطية معا، وأن تؤول في نهاية المطاف إلى إعادة إنتاجٍ ذات النمط الاستبدادي التابع، المعترَضِ عليه في الأصل. إذ لا معنى لديموقراطيةٍ لم يكن منبتها الوطن. فلقد غاب عن مؤيدي هذا التوجه أن الديموقراطية ليست بضاعة قابلة للتوريد بثمن – فضلا عن أن تكون موضوع عمل خيري أو مساعدات مجانية من الخارج – ولم يدركوا أنها ثمرةُ تجربة تاريخية طويلة المدى ينبغي أن يخوضها كل شعب، بوسائله الخاصة، وانطلاقا من خصوصياته المجتمعية والثقافية، في مجالات التربية والسلوك والنضال الاجتماعي والسياسي اليومي. كما ينبغي أن تتوافر لها قاعدة اقتصادية وطنية تسندها، وقوة مادية تحميها من كل أنواع العراقيل والمخاطر التي قد تتهددها من الداخل والخارج. وفي حال عدم توافر أيّ من هذه المقومات، أو توافرِ بعضها دون الآخر، وإذا عمد بعض الأحزاب المحلية على التدخل الأجنبي لتعويض قصورها الذاتي في مجال التغيير ومغالبة الخصوم، فإن ذلك سيكون مطية يتخذها الأجنبي المستقوَى به لينتصب بجيوشه الجرارة على أرض الوطن لخدمة مصالحه الاستراتيجية الخاصة، ويتسلط على كافة أبناء الشعب بدون تمييز بين حكام ومحكومين، فيقيم ما يشاء من قواعد عسكرية تسمح له بالسيطرة المطلقة، وبنهب الثروات الوطنية، والبقاء جاثما على صدور الجميع، رغم أنوفهم، إلى آماد غير محددة. فتصبح نجوم السماء عندئذ أقرب إلى من يطالب بجدول زمني لانسحابه طوعا، ناهيك عن إلزامه بالمغادرة الفورية. ولنا في حال العراق الراهن أبلغ شاهد على ذلك. ومهما حاول خطباء الشيعة من فوق منابر النجف الأشرف تبرير استقواء أحزابهم بالأمريكان، واعتبروا ذلك « استخداما للمجتمع الدولي من أجل تحرير العراق من حكم البعث الديكتاتوري »، ومهما أصروا على بطر نصائح إخوانهم العرب والمسلمين وحاولوا تصوير وضع البلاد الراهن على أنه على أحسن ما يرام… (1) فإنهم لن يفلحوا في التعتيم على حقيقة أن بعض أحزابهم قد تسببت، بمعية أحزاب كردية، في إخضاع بلادهم لاحتلال أجنبي بغيض لم يعد إخراجه منها بالطرق السياسية طوعَ أيديهم – في حال قرروا ذلك – فضلا عما حاق بالبلاد، في ظل هذا الاحتلال، من فتن عرقية وطائفية، ونهبٍ للثروات الوطنية، وتقاتل داخلي، ومخاطر تقسيم وتشرذم. مما سيُسألون عنه أمام التاريخ وأمام الله. أما أولئك « المثقفون » الليبراليون الجدد الذين انتصبوا يشرّعون للاحتلال بحذلقات لغوية سخيفة من مثل قول بعضهم إن ما حصل في أفغانستان والعراق ليس احتلالا وإنما هو « إحلال » نظام محل آخر، في محاولة بائسة منهم « لإثراء » القاموس السياسي (2)، فإن مجريات الأحداث كانت كفيلة بأن تخفت أصواتهم، بعد أن اتضح أن ما أسموه « إحلالا » لم يكن في حقيقة الأمر سوى استحلال للأوطان والثروات والأعراض من قبل الأعداء. 2- على النقض من ذلك، ظهر توجه ثان، بات يرى في الأنظمة الحاكمة امتدادا للمركز المهيمِن لا جزء من الأطراف المهيمن عليها، ويقطع أي رجاء في صلاحها من تلقائها أو إصلاحها بالوسائل السلمية. ومن ثم فقد تعالت دعوات أصحابه إلى مواجهتها بنفس أساليب العنف التي يواجَه بها العدو الخارجي، بناء على أنه لا فرق عندهم في الخطر على الوطن وعلى الأمة بين قوى الهيمنة الدولية وبين وكلائها في الداخل. وبصرف النظر عن المرتكزات الدينية، يمكن القول إن هذه الفكرة تمثل الأساس السياسي لظاهرة الخروج بالقوة، أو المعارضة المسلحة، التي تمثل حالةُ « القاعدة » أو تيارُ السلفية الجهادية، بشكل أعم، أبرزَ من يمثلها اليوم في العالم الإسلامي.       وعلى خلاف بعض التنظيمات المعارضة التي سبقت زمنيا إلى استعمال العنف السياسي، في بلدان مثل الفيليبين وسورية ومصر والجزائر والصومال وغيرها، والتي قاتلت من أجل أهدافٍ محلية والتزمت بمجالات عملٍ لم تتعد الحدود القطرية، فإن التوجه الحالي الموصوف بالجهادي ـ الذي اجتذب إليه بعضا من تلكم التنظيمات ـ بات يتخذ من العالم كله ساحة كبرى لأنشطته وعملياته، دون مراعاة الخصوصيات المحلية وحدود الدول. واللافت أن هذا التوجه بات يجد له أنصارا نشيطين في قارّات الأرض الخمس، وفي جميع الأوساط الثقافية والاجتماعية، بما في ذلك أوساط الغربيين والأوروبيين حديثي العهد بالإسلام، إضافة إلى البيئات الثقافية الإسلامية التي لا علاقة لها بمدرسة هذا التوجه الفقهية، مثل بيئة المغرب العربي المعروفة تاريخيا بانسجامها السني المالكي، عدا بعض الحضور المحدود للمذهب الإباضي في كل من جزيرة جربة بالجنوب الشرقي التونسي، وفي منطقة بني مزاب شرق الجزائر؛ وبعض الحضور العلمي والإفتائي للفقه الحنفي الذي كان يدرَّس في جامع الزيتونة بتونس. ومن الواضح أن هذا المنزع الأممي نابع من مركزية مفهوم الأمة في تفكير التيار الجهادي. وهويعبر بوجه من الوجوه عن أهمية الانتماء الثقافي لدى هذا التيار. إلا أنه قد اقترن من ناحية أخرى بنوع من الاستخفاف لديه بقيمة الدولة الوطنية ومنجَزاتها. وقد تجسّد هذا الاستخفاف في لجوء أبنائه إلى رفع السلاح في وجه دولهم، وتعمدهم ضرب رموزها ومؤسساتها والمنشآت الاقتصادية العامة التي ترجع ملكيتها ومنافعها في حقيقة الأمر إلى الشعوب لا إلى الحكومات، إضافة إلى تسببهم في قتل المدنيين في أكثر من مكان. مما يعكس خللا مزدوجا في مستوى وعيهم الفكري والاستراتيجي تتجلى معالمه الرئيسية في: – عدم التفريق بين منهج إصلاح الوضع الداخلي ومنهج مقاومة العدوان الخارجي – عدم التفريق بين مفهوم الدولة ومفهوم الحكومة وقد أدى هذا الخلل بأصحابه إلى رفض الإقرار بما تحقق في مرحلة ما بعد سقوط الخلافة الإسلامية من مكاسب في أوطانهم، والعزوف بالتالي عن المشاركة في تنمية مجتمعاتهم بدعم الحقوق المدنية والتشجيع على توسيع مجال الحريات العامة بالطرق السلمية المتدرجة. وراحوا في بلدان مثل السعودية والمغرب والأردن وباكستان يحاولون الإطاحة بدولهم بقوة السلاح، بدل أن يخوضوا معارضة سياسية ضد حكوماتهم ويسعوا إلى تغييرها بالوسائل السلمية والشعبية. وإن هذا لعمري توجه عدميّ لا تخفى محاذبره من المنظورين الوطني والديموقراطي معا. لأن حصر منهج التغيير الداخلي في الجهاد المسلح هو دعوة ضمنية لتنازل الشعوب عن الحرية من أجل الغُنم بالسيادة الوطنية؛ على اعتبار أنه لا معنى للحريات الفردية والعامة، وفق هذا المنظور، في ظل وطن يستبيحه الأعداء بشكل مباشر أو بواسطة وكلاء وأتباع محليين، وأن ذلك يُعد من كبائر المنكَرات التي ينبغي أن يكون تغييرها من أولى الأوليات. لكن للمرء أن يتساءل: ألا يحتمل أن يؤدي السعي إلى تغيير هذا المنكر الكبير بواسطة السلاح إلى إنشاء منكر أكبر منه، فيكون عندئذ تركه أولى؟ إنه لا نزاع في أن مقاومة الاحتلال، أو أي ضرب من ضروب الغزو الخارجي المباشر على الوطن، بكل الوسائل السياسية والعسكرية، هو واجب ديني تقتضيه فريضة جهاد الدفع، وحق إنساني مشروع تكفله القوانين والمواثيق الدولية. لكن اللجوء إلى السلاح من أجل تغيير أنظمة الحكم المحلية غير الواقعة تحت الاحتلال هو منهج محفوف بمخاطر ومنزلقات ميدانية لا حصر لها – فضلا عما يكتنفه من شبهات دينية عديدة. ومن أظهر تلك المخاطر والمنزلقات أن يؤدي، بقصد أصحابه أو بدون قصدهم، إلى مآلين منكَرين لا أحسب أن أحدا يتمناهما لوطنه: – الأول هو نسف أسس الاجتماع المدني والسلم الأهلي، والقضاء على أي هامشٍ لحياة دستورية تقوم على مبدإ التعاقد وتستند إلى سلطة القانون، وتكفل الحقوق والحريات للأفراد والجماعات. فيسود منطق السلاح، وينشأ عن ذلك فراغ سياسي تسعى الجماعة الغالبة إلى ملئه بوسائلها التي يُرجَّح أن تكون قهرية، ووفق رؤاها وخططها التي قد لا يشاركها فيها عموم الشعب. وللمرء أن يتصور عندئذ مدى ما سيُقترَف باسم « الشرعية الثورية » من مظالم كفيلة بأن تبعِد المجتمع عن الديموقراطية أشواطا متطاولة. – والثاني هو إنهاك الدولة، وربما نسفها من الأساس، وتقديمها لقمة سائغة لأعدائها المتربصين في الخارج، خصوصا عندما تؤول الأمور إلى فتن منكَرة، وإلى حروب أهلية مزمنة تدمر البنيات الأساسية، وتغتال الكفاءات العلمية، وتضعف الموارد البشرية، وتنسف بالتالي عوامل قوة الوطن المادية ومناعته العسكرية. أين المشكلة؟ لا مجال لإنكار أن تيار الاستقواء بالخارج من جهة، وتيار استعمال القوة المسلحة لتغيير أوضاع الداخل من جهة أخرى، يمسكان بزمام المبادرة في بعض بلدان العالم الإسلامي، ويصنعان الأحداث الجارية اليوم فيها، وأن التنازع القائم بين التيارين على مستوى المشاريع والأهداف الحضارية ووسائل العمل السياسية والتداعيات الميدانية قد زاد الأوضاع في تلك البلدان تعقيدا، وجعل الصراعات المسلحة داخلها أشد ضراوة واحتداما.  لكن في المقابل، لا بد من القول إن هذين التيارين لا يحتكران حركة التغيير في منطقتنا، ولا يشكلان استقطابا ثنائيا في ساحة العمل السياسي داخلها. ولن أكون مجانبا للصواب إذا زعمت أنهما بعيدان عن أن يكُونا التيارين الأكثر تمثيلا لتوجهات التغيير على الصعيدين العربي والإسلامي. ففي منزلة وسطى بينهما، يقف تيار واسع، تحتل موضوعة التحرر مركز الاهتمام لديه، ويجتهد أصحابه في التعامل مع المعطى الدولي دون المساس باستقلال أوطانهم وسيادتها. ويمثل هذا التيار محصلة تلك التجارب المتنوعة التي شهدها تاريخ العمل السياسي المعاصر، والتي خاضتها حركاتٌ ذات توجهات أيديولوجية مختلفة في بلدان إسلامية عديدة، فاكتسب أصحابها نتيجة لذلك أقدارا لا بأس بها من النضج الفكري ومن الخبرة الاستراتيجية والتكتيكية.      ويضم هذا التيار الواسع ومتعدد الأطياف عددا من الشخصيات والأحزاب الوطنية، وعموم الحركات القومية العربية التي تبنت خيار الديموقراطية التعددية، وأنباع اليسار الوطني الذين لم ينقلبوا إلى ليبراليين جدد ولم يلتحقوا بأنظمة الحكم القهرية، وعموم تيار الإخوان المسلمين،  وحزب العدالة والتنمية في تركيا، والجماعة الإسلامية ومثيلاتها في باكستان وفي شبه الجزيرة الهندية عامة، وأهم أحزاب الإسلام السياسي في مملكة ماليزيا التاريخية. وما فتئت فعالية هذا التيار تزداد، ومكوناته تتقارب وتتآلف نتيجة لما قام به أصحابها من نقد ذاتي ومراجعات فكرية وسياسية، خصوصا في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وبعد أن اكتشف الجميع عدم جدوى تجربة الاعتماد على أحد المعسكرين في تحقيق التنمية، بله النهضة الشاملة، في البلدان الإسلامية؛ واكتشفوا خصوصا زيف مقولة صداقة المعسكر الاشتراكي للبلدان الفقيرة. وقد كان لانهيار هذا المعسكر وما تلاه من هيمنة وحشية لقيم الغرب الرأسمالية ولسياساته العدوانية والإقصائية إزاء العالم الإسلامي دور كبير في بلورة تصورٍ للتحرر الوطني يرتبط بالهوية الثقافية وبمفهوم الأمة. وقد انعكس ذلك عمليا على نوع العلاقات التي أقامها هذا التيار مع الخارج. فقد اتسمت تلك العلاقات بكثير من  التحرر. وحرص أصحابها على عدم مبادأة الدول العظمى بالمصادمة والعداء، دون الوقوع في التزلف لها أوموالاتها. وسعوا دائما – حتى وإن كانوا في مواقع المعارضة والاستضعاف – إلى التعامل مع تلك الدول من موقع الاستقلال وبروح الندية، ولم يتأخروا في انتقادها عند الاقتضاء، والتصدي لما صدر عنها أحيانا من مظالم وسياسات عدوانية. لكن في مقابل هذا الوضوح النسبي في الرؤية التحررية وفي المواقف المرتبة عليها، تدل بعض المؤشرات على أن الرؤية الإصلاحية لدى بعض مكونات هذا التيار ظلت مهددة ببعض الاهتزازات والمخاطر، نتيجة لعدم تأصل الفكرة الديموقراطية لديها، ولعدم رسوخ تجاربها الميدانية في هذا المجال، فضلا عما التبس بالفكرة ذاتها من شبهات نتيجة لاستخدامها في سياق الصراع الدولي من أجل النفوذ والهيمنة: فقد انتشرت في كثير من الأوساط الشبابية والشعبية حالة من العداء للديموقراطية. إذ غدت هذه الفكرة مقترنة في الأذهان بالمشاريع الأمريكية « الشرق أوسطية » المشبوهة، ولم يعد يُنظر إليها في ذاتها، أي في ضوء التحديدات المبدئية، إلا نادرا. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل انتشرت حالة من العداء الأخطر لمبدإ العمل السياسي مطلقا، باعتباره قد غدا في نظر فئات متزايدة أسلوبا غير مجد للتغيير. نظرا إلى أن أنظمة الحكم ما فتئت توظفه، بمباركة دولية، من أجل المناورة، وإطالة آماد حكمها، وتلهية قوى المعارضة بالإصلاحات الجزئية، واستنزاف طاقاتها في المشاريع الترميمية الهزيلة، وذلك بغاية تأخير التغيير الحقيقي في المنطقة إلى أجل غير مسمى. لأنها، بكل بساطة، لا ترغب في تغييرٍ قد يأتي إلى الحكم بقوى إسلامية ووطنية قد تهدد مصالحها. وقد استغل من لا يؤمنون بالخيار الديموقراطي ابتداءً هذا الانسداد في سبل التغيير السلمي لتغذية هذه الحالة، والتشنيع، الذي يصل حد التكفير، على كل فصيل تحرري أو حركة معارضة تتبنى خيار العمل السياسي وتخوض غمار الانتخابات في بلدها. وليس أدل على ذلك مما صدر عن الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد من انتقاد لاذع، نشره على شبكة الأنترنت، ضد مشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. فهو قد نهاها عما أسماه « دخول مجالس الكفر »، غير مراعٍ صفتها الإسلامية، ولا باعها في مجال المقاومة المسلحة، وغير محترم حقها المشروع في تبني البرنامج السياسي الذي يتوافق مع منهجها ويلائم حالها. وقد بلغ الأمر بالبعض حد التطاول، عبر شاشات التلفزيون، على علماء ومفكرين مرموقين من أمثال الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور محمد عمارة والدكتور سليم العوا، بسبب تشجيعهم على خيار العمل السياسي السلمي وعلى المشاركة في الانتخابات. إن هذه المواقف التي لا يخلو من مثلها بلد تقريبا، والتي باتت تمارس تأثيرا سلبيا على قطاعات واسعة من الشباب الإسلامي في ظل الفراغ التوجيهي الناجم عن محاصرة الشخصيات والحركات الإسلامية الكفأة والمعتدلة، لبليغة في الدلالة على حجم التناقضات الفكرية والسياسية المتزايدة التي تشق الساحة الإسلامية الكبرى في جميع الاتجاهات، وتنذر بتفجرات محلية وعالمية غير متوقعة العواقب. ولعل هذه النذر هي التي جعلت أحد أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين هو د. عبد الله النفيسي أستاذ العلوم السياسية الكويتي يشبّه المرحلة الحالية ببداية الخمسينات التي مهدت لظهور تحولات سياسية كبرى على الساحة العربية، ويتوقع عودة ظاهرة الانقلابات العسكرية في ظل حالة الاحتقان السياسي وموجة الكفر بالديموقراطية التي تغطي الساحة حاليا(3). ورغم اقتناعنا بأن الدكتور النفيسي قد تكلم في هذا الصدد بمنطق عالم الاجتماع الذي يرصد الواقع ويجتهد في تحليل ظواهره، وليس بمنطق المنظِّر الذي يبشر بمشروع للتغيير، على اعتبار أن ما سبق أن كتبه الرجل، ولا سيما في مؤلفه الذي بعنوان « عندما يحكم الإسلام »، يَرشح بروح ديموقراطية مؤصلة في القرآن والسنة، ومستنيرة بتراث الخلافة الإسلامية الراشدة؛ إلا أن في كلامه الأخير ما يدل على أن موجة المراجعات والتململ صارت تغطي العالم الإسلامي طولا وعرضا، وأن جوهرها هونزوع الوعي نحواختزال الواقع واختصار طريق التغيير واستعجال نتائجه. أي إخضاع مشروع التغيير لمبدإ الثالث المرفوع وحصره بالتالي في أحد خيارين لا ثالث لهما: إما العمل المسلح من أجل تحرير الأمة من الاستبداد الداخلي والتسلط الأجنبي معا (والأفق الأقصى هو إقامة الخلافة)، وإما الانخراط في العمل السياسي بغاية إصلاح تدريجي بعيد المنال، تمسك بأهم خيوطه وتتحكم في آلياته أنظمة الحكم وقوى الهيمنة التي تدعمها، مما يجعل الأمل في تحققه من قبيل الوهم. فما السبيل إلى التحرر من منطق الثالث المرفوع هذا الذي ضيق على حركة التغيير أفقها، وبات يهددها بالتآكل والشلل؟
(يتبع في العدد المقبل) هوامش 1- كل هذه العبارات والمعاني وردت على لسان الشيخ صدر الدين القابنجي ضمن خطبة الجمعة التي ألقاها بالنجف الأشرف بتاريخ 14رمضان1427 الموافق 06/10/2006 وتم بثها على الهواء مباشرة عبر قناة الفرات الفضائية الموالية لأحد الأحزاب الشيعية المشاركة في حكم العراق تحت الاحتلال. 2- هذا ما درج على الترويج له د. شاكر النابلسي الأكاديمي المقيم في أمريكا في كتاباته وتصريحاته الإعلامية التي تعددت خصوصا قبل افتضاح جرائم الاحتلال في كل من أفغانستان والعراق، لكنها تقلصت بعد ما أسفر عنه الاحتلال هناك من مآس ومآزق. 3- من حوار تلفزيوني شارك فيه د. عبدالله النفيسي، وبثته قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 11/08/2006، بمناسبة مرور شهر على انطلاق الحرب الصهيونية على لبنان.
 
(المصدر:العدد التاسع عشر من مجلة أقلام أون لاين السنة الخامسة / نوفمبر – ديسمبر 2006)

 

 
الانتخابات والإسلاميون
محمد كريشان   انتخابات البحرين الأخيرة لم تفعل سوي تكريس قاعدة أثبتتها تجارب عربية سابقة وستحافظ عليها التجارب اللاحقة علي ما يبدو: ما من انتخابات حرة وشفافة جرت في البلاد العربية وأعلنت نتائجها كما هي دون تزوير إلا وفاز فيها الإسلاميون بغض النظر عن تلويناتهم السياسية والمذهبية وأي حديث آخر عن درجة تشددهم أو اعتدالهم أو طبيعة ارتباطاتهم إن كانت الإقليمية مع دول الجوار أو التنظيمية الإسلامية العالمية، حدث هذا في العراق وفلسطين، أما في تلك الانتخابات التي شابتها علات هنا أو هناك فلم تخل النتائج الملفتة للإسلاميين وهو ما حدث في الأردن والمغرب واليمن ومصر والكويت. لو عدنا إلي أول ما سجل في هذا الاتجاه لذكرنا بالتأكيد انتخابات الجزائر البرلمانية مطلع عام 1991 والتي فاز في دورتها الأولي آنذاك مرشحو الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المنحلة حاليا) قبل أن يتدخل الجيش ويلغي الدورة الثانية وينقلب علي كل ما جري مرة واحدة مما أدخل البلاد في عشرية من الدماء لم تخرج منها إلا مؤخرا بعد خسائر باهظة. لقد كانت تلك محطة حاسمة إلي أبعد حد في كل ما جري لاحقا إذ ان إجهاض التجربة، بغض النظر عن أي تقييمات إيجابية أو سلبية تتعلق بطبيعة الحركة الإسلامية في الجزائر، قد حرم الجميع من تجربة الوقوف علي محاسبة الإسلاميين علي أدائهم في مؤسسات الحكم أي أننا لم نحظ بفرصة متابعة كيف كان يمكن للقواعد الشعبية التي أتت بهم أن تقوم فيما بعد جودة عملهم ونجاعته وبالتالي معرفة ما إذا كانت ستعطيهم تفويضا جديدا في أية انتخابات مقبلة أم لا، إذا استبعدنا طبعا أن هؤلاء الإسلاميين أنفسهم قد لا يسمحون بانتخابات حرة في ظل حكمهم وهو أمر له خلاصاته هو الآخر إذا ما حدث. صورة الضحية التي اقترنت بالإسلامي الذي قبل باللعبة الديمقراطية فإذا بها لا تقبل به بدأت من هنا، ثم تكررت بعد سنة في تونس في سياق مختلف، في حين أن هذه الصورة كان يمكن أن تكون العكس تماما لو أن الناس جربت الإسلاميين في الحكم فوقفت إما علي نجاحات محدودة أو علي إخفاقات وخيبات لم يكن يتوقعونها، وبالتالي كان يمكن أن يتحول جمهور الغاضبين الذين صوتوا لهم إلي جمهور غاضب عليهم أيضا، وكل ذلك عن طريق صناديق الاقتراع واحترام رأي الشعب دون وصاية أو تزييف. وهنا تجدر الإشارة إلي ضرورة استبعاد تجربة كل من السعودية والسودان عند تقويم أداء الإسلاميين في الحكم لأن لكل من التجربتين خصوصية مختلفة وإن اشتركتا في نقطة واحدة هي أن كلتيهما لم تأت به إرادة الناخبين في انتخابات حرة وبالتالي لا معني لمعاقبتهم أو مكافأتهم في انتخابات جديدة سواء جرت فعــلا أم لا. وإذا ما أضفنا لما سبق أن أداء الحكومات العربية طوال السنوات الماضية وما اتسم به من استبداد وقمع وفساد ومحسوبية ورهن للقرار الوطني وتعثر مذل في الخيار السلمي مع الإسرائيليين قد راكم غضب الناس لمصلحة القوي الأبرز في المعارضة، وهي بلا شك من الإسلاميين، معطوف عليها ما بدا من تكالب أمريكي علي كل ما له صلة بالعرب والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) وما أعقبه من موجات تدين واسعة في أكثر من بلد، كل ذلك صب لمصلحة أناس لمس الناس فيهم نظافة يد شخصية واستقامة فصوتوا لهم بكثافة نقمة علي الواقع وتوسما للخير فيهم، دون أن نلتفت بتمعن إلي أن ذلك لا يعني بالضرورة وبشكل آلي موافقة كاملة ولا غبار عليها لأطروحات الإسلاميين دفعة واحدة في السياسة والدين وتصوراتهم لطبيعة الحريات العامة والخاصة، وإن كانت الأمانة تقتضي الاعتراف أن نسبة كبيرة قد يعني تصويتها لهؤلاء أن الأمر فعلا كذلك وخاصة في دول المشرق العربي أو في تلك الدول التي عرفت عموما بأنها محافظة. نحن الآن أمام مرحلة تفترض محاسبة يقظة للإسلاميين الذين أتت بهم صناديق الاقتراع في العراق وفلسطين والبحرين ـ لكن دون أي خلط بينهم فلكل تجربة ظروفها وسياقهاـ ففي ضوء أدائهم سيتحدد كثيرا ما إذا كانوا سيعودون ثانية لنفس النتائج في انتخابات مقبلة. إنها مرحلة تبدو أن لا مفر من معايشتها، وربما مكابدتها في بعض الحالات، حتي تتبين الحقائق علي الأرض دون دعاية أو تشويه فيعطي كل فرصته كاملة علي أن يبقي الفيصل دائما الانتخابات النزيهة الحرة في مواعيدها. وبالمناسبة، هذا هو السبيل الوحيد للحد مما استمرأت اللجوء إليه بعض القيادات العربية التي عمدت، مستفيدة من مناخ دولي يناسبها، إلي تخويف الناس من بدائل مجهولة لتبرير استمرارها في دفة الحكم وبالتالي استمرارها في القمع وتوأمه الفساد.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 ديسمبر 2006)

مقولة « الشارع العربي « بين الوهم والحقيقة

 

 
توفيق المديني *     تعود مقولة  » الشارع العربي  » في تاريخها إلى نهاية حرب الخليج الثانية ، وتجدداستخدامها في الحرب الصهيونية العدوانية على لبنان ،من قبل أولئك الذين يتحدون سطوة الغرب ، منطلقين مما يمكن أن يساعد على العموم موقفا معاديا للإمبريالية الأميركية و قاعدتها الاستراتيجية في المنطقة ممثلة بالكيان الصهيوني . و لما كان العالم العربي يبدو للكثير أشد المناطق تأزما و تفجرا في حقبة ما بعد نهاية الحرب الباردة و انهيار المعسكر الاشتراكي ، إذ يمكن القول بأن العالم العربي شكل ساحة للحروب بين الدول أكثر مما شكلته أية منطقة أخرى من العالم ، فقد تنبأ العديدون أن تلعب مقولة  » الشارع العربي  » دورا مركزيا في مواجهة الأعمال العدوانية الموجهة ضد العرب و المسلمين .     و في الواقع ، نقول اليوم  » الشارع العربي  » مثلما كنا نقول في السابق  » الجماهير الشعبية   » و  » الشعب العامل « و  » الطبقة البروليتارية  » و  » الثورة الوطنية الديمقراطية « . و لكل مرحلة تاريخية معينة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 ، و الموجات التي استتبعتها من حركات تحرر وطني معادية للاستعمار ، و حركات قومية راديكالية علمانية ، و أحزاب اشتراكية وحركات إسلاموية ، تبحث كل مقولة من هاته المقولات الآنفة الذكر في تعيين الأطراف الفاعلين الذين يحددون مجرى الأحداث السياسية . و لكل مقولة من هذه المقولات دينامية تؤكد دفعة واحدة خضوع العالم العربي للهيمنة الداخلية ممثلة بالأطر النكوصية السلطوية الموروثة من مرحلة الحرب الباردة, و للهيمنة الخارجية ممثلة بالإمبريالية ، و توفر فرصا لمستقبلات بديلة ، أكثر ديمقراطية و سليمة ، و بصرف النظر عن مدى تطابق هذه المقولات مع حاجات الواقع و عملية تغييره نحو الأفضل .     و في ظل العالم العربي الذي دخل القرن الواحد و العشرين و هو محفوف بالمخاطر حقا ، إذ أن العلاقة بين العالم العربي و الاقتصاد العالمي مازالت علاقة ضعف ، و إلى حد كبير علاقة تبعية ، و لا زالت سياسة الولايات المتحدة الأميركية منحازة بإطلاقية للكيان الصهيوني ومتواطئة مع الأطر السلطوية ، و لا زالت اللامساواة الصارخة في توزيع الثروة و السلطة والحقوق , و هي لا مساواة تعرف أيضا باسم الإمبريالية – قائمة ، في ظل هذا الوضع الشارع العربي ليس في المحصلة النهائية ، سوى المصيبة الأخيرة ، و هو يدق جرس إنذار عن مأزقه لأن الانتقال من البروليتاريا ، و الفلاحين الفقراء ، و الجماهير الشعبية ، و القوى الاجتماعية المعادية للإمبريالية و الصهيونية ، إلى مقولة  » الشارع العربي  » ، يعني الانتقال من الدقيق نسبيا إلى المرونة على وجه الخصوص ، من العياني إلى الجمهور الضبابي الصامت ليس بسبب شرطه الاجتماعي ،- و بدرجة أقل من قبل إيديولوجيته السياسية – و إنما بسبب الغضب الشديد بلا شرط ، أي غياب الوعي السياسي المطابق الذي ينشد التغيير الراديكالي .     قد تكون مقولة  » الشارع العربي  » ، مفيدة بالدرجة الأولى ، للمثقفين العضويين بالمعنى الغرامشي المتميزين عن النخب العربية( أكاديميين ، مؤرخين ، روائيين و صحافيين ) المتواطئة مع السلطات ، و التي تعيد إنتاج الدوغما الرسمية ، بدلا من لعب دور الانتلجنسيا في مواجهة التحديات . كما أصبحت مقولة  » الشارع العربي  » تحتل موقعا مركزيا في الخطاب السياسي لقوى المعارضة على اختلاف مشاربها الفكرية و السياسية في العالم العربي ، نظرا لأن الشارع العربي من وجهة نظرها يجسد الملاذ الأخير للآمال التي تم هدرها ، و هي تعتقد أنه يتمرد و ينتفض ضد مضطهديه . إذ إن التاريخ المعاصر للعالم العربي كان و لا يزال مسألة الحرمان من الحقوق لكل الاتجاهات الفكرية و السياسية التي انخرطت في نضالات شعوب المنطقة منذ الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي ،إذ كانت قوام هذه النضالات مناهضة التدخل الإمبريالي  الخارجي بشقيه الأميركي و الصهيوني ، و مقاومة القهر المسلط على مستوى الجنسين ، و ضد قمع الصحافة و مصادرة الحرية الأكاديمية و نفي الأمن ، و من أجل الظفر بالحريات الفردية و العامة المتساوقة مع حقوق الفئات الاجتماعية .     و لكن التاريخ السياسي العربي منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية ، و بعد رحيل الاستعمار الفرنسي و البريطاني عن معظم الأقطار العربية ، و بعد هزيمة حزيران 1967 ، حين بدأت حركات راديكالية تتحدى الأنظمة العربية  » البرجوازية الصغيرة  » ، و بعد حرب تشرين 1973 التي استخدم فيها العرب سلاح النفط لأول مرة ، و بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979  التي بشرت بلاهوت التحرير في العالمين العربي و الإسلامي, بوصفه وسيلة حقيقية جديدة للتحرير ، وفي عام 1991 حين تضافرت هزيمة العراق، هذا التاريخ السياسي الداخلي للأمة العربية ، والتاريخ المعوق بالضغوط الاستعمارية و الإمبريالية و لا سيما الأميركية منها ، و بالاحتلال الاستيطاني  الصهيوني ، و السياق الفكري المتغير في الغرب ، طعنا في المشروع القومي العربي التحرري من بعض النواحي . و نأتى فيما بعد إلى عزو المسؤولية ليس إلى شطط المراقب الذي لم يستوعب الديناميات الاجتماعية و السياسية للدول العربية ، و إنما إلى سمات الشيء المراقب , والحال هذه ، جانبه غير المتوقع .     فمن جهة ، ليس الاضطهاد, و مصادرة الحقوق ,و الديكتاتورية,و العدوان و التدخل العسكري من امتياز الدول الخارجية ، لكي نلقي بالمسؤولية على عاتق الإمبريالية و العدو الصهيوني لوحدهما فقط . فـ  » الشارع العربي  » في هذا الإحساس ،هو الفاعل السياسي المثالي ، وهو بامتياز غير قابل للحجز أو الموت السياسي ، أمام تفاقم التهديد لحقوق الإنسان ، و العدوان الإمبريالي الأمريكي و الصهيوني الخارجي .فهو يمثل في آن معا الاستقالة و الاعتزال عن السياسة في مواجهة الخمول السائد و الحالة الانتظارية المتجددة بلا انقطاع  التمرد فجائي و غير متوقع .        هذا الأمل المهدور من  » الشارع العربي « الذي لم يحرك ساكنا أمام حرب الإبادة التي تخوضها حكومة الإرهاب شارون في فلسطين المحتلة ، و الحرب الأميركية في أفغانستان المسلمة ، و في عز شهر رمضان الفضيل ، و في ظل العدوان الصهيوني  الحالي على لبنان يتوطد قبلاً في سياق التحليل الاجتماعي أو السياسي ، و يتمسك اليوم يائسا بالحدس.      مع تفاقم النزعة العدوانية الصهيونية إلى حدها الأقصى ، لاسيما بعد أن اعتلى سدة الحكم في الكيان الصهيوني مجموعة من أكثر الصهاينة إرهابا و تطرفا ، و بعد أن بات التفوق الأميركي ساحقا ، و الهيمنة الأميركية مطلقة عقب أحداث 11 أيلول ، إذ إن الذي سيعاد ي الولايات المتحدة الأميركية و الكيان الصهيوني  سيجد نفسه وحيدا أمامهما دون أي حليف بجانبه ، أصبح مفهوم  » الشارع العربي  » يخدم حاجات الدول العربية نفسها و قسما من أوروبا ، التي في نظرها يشكل الشارع آخر متراس في مواجهة المخططات الأمريكية – الصهيونية ، التي تصدر القوائم بالدول العربية و الإسلامية المحتمل أن تكون هدفا لضربات أميركية مقبلة .     فأحداث 11 أيلول استغلتها الولايات المتحدة لتكريس هيمنتها الكونية بإطلاقية كما فعلت منذ عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، إذ اعترفت عواصم أوروبا و آسيا ضمنيا بهذا التفوق الأميركي ، و بدت الدول الغربية الكبرى و روسيا و الصين أمام هذا التفوق الأميركي قزمة ، والحال هذه فإن  » الشارع العربي  » يعيش حالة من الموات السياسي.     لقد أثبتت التجربة التاريخية المعاصرة القريبة منا زمنيا ، و الحاضرة في وعينا ووجداننا ، أن التحرك الفعلي و المتبقي للشارع العربي ، يتقدم بتوافر شرطين أساسيين ضروريين : أولهما وجود دولة وطنية كدولة مصر الناصرية هي جنين دولة قومية أو دولة قومية بالقوة ، يمكن أن تصبح كذلك بالفعل عند توافر الشروط الذاتية و الموضوعية اللازمة,   و ثانيهما نمو الحركة الشعبية في مناخ الحرية الفكرية و السياسية . فلم يتبلور ملامح المشروع القومي الديمقراطي العربي المناهض للإمبريالية الأميركية و للكيان الصهيوني واقعيا و جديا ، إلا في ظل نمو هذه الحركة التي ركبت موجها الأحزاب السياسية ، ثم ما لبثت أن خذلتها إن لم نقل خانتها .     و ليست ظاهرة الصمت السائدة في  » الشارع العربي  » و انطلاق مسلسل العدوان الإمبريالي – الصهيوني المذل و المدمر ، و عملية التهميش المضاعف الذي يتعرض لها الرأي العام العربي ، و القوى السياسية ، في ظل الرأسمالية المتوحشة الأميركية و الدول المرتبطة بها ، التي عملت في كل مكان إلى تقليص مساحة الحرية ، و محيط الديمقراطية ، و سعت إلى ما يمكن أن يدمر جهاز أمن العولمة ، سوى مظهر من مظاهر أزمة السياسة في العالم العربي .     و يتساءل المحللون الأكاديميون في الغرب ، كيف يمكن تفسير التعايش ، من جهة بين إفرازات العولمة التي عمقت هوة عدم العدالة ، و عدم المساواة ، و الفقر على المستوى العربي ، وإعطاء بعض العرب القوة لأميركا الامر الذي جعلها قادرة أن تفرض الكثير من شروطها المذلة على الأمة العربية و أن تستخف بالمواقف العربية ، و أن تستهين بالحقوق العربية ، و من جهة أخرى الصمت السياسي في  » الشارع العربي  » . و ماذا يمكن القول عن العالم العربي ، الذي يبدو أنه أفلت من رياح الهجمة الشاملة نحو الديمقراطية ؟     عندما تخور الدولة و المجتمع في العالم العربي ، تخور بالدرجة الأولى المدينة العربية و تتحول إلى صحراء قاحلة ، حتى و إن كانت مسكونة بملايين من البشر . و يتجلى هذا بوضوح في موت  » الشارع العربي  » . * كاتب تونسي (المصدر: صحيفة الأخبار اللبنانية الصادرة يوم 6 ديسمبر 2006)


 

Home – Accueil ا

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.