(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
21- رضا عيسى 22- الصادق العكاري 23- هشام بنور 24- منير غيث 25- بشير رمضان |
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1– الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلوش |
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberte_equite@yahoo.fr
***
تونس في 30 جانفي 2008
طلبة رهن الاعتقال..أوقفوا هذه المهزلة
أحال وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة على مكتب التحقيق الثالث بالمحكمة المذكورة ثلاثة عشر طالبا من المسؤولين النقابيين بالاتحاد العام لطلبة تونس بعضهم بحالة إيقاف و هم السادة :
كريمة بوستة – فوزي حميدات –وائل نوار– محمد بن علي – أحمد شاكر بن ضي بالسجن المدني بالمسعدين، وإصدار بطاقات جلب في حق كل من: رشيد العثماني – عبد الله الحاج علي – مجدي حواس – كريم حمادي – جواهر بن مفتاح شنة – عبد الواحد جابلي – علي بن علي غابري.
للتحقيق معهم حول ما نسب إليهم من أفعال من أجل الاعتداء على حرية العمل و جريمة النهب لمواد الأكل !!!
و قد سبق لمدير ديوان الخدمات الجامعية أن قدم شكاية بتاريخ 16/11/2007 ضد الطلبة المذكورين طبقا لمقتضيات الفصول 116 و 131 و 136 و 137 من المجلة الجنائية المتعلقة باقتحام مؤسسة عمومية و العصيان و هضم حرمة الخدمة و النهب لمواد الأكل.
و قد بلغ إلى علم حرية و إنصاف أن السبب في إثارة هذه الدعوى كان بسبب النشاط النقابي للطلبة المذكورين و الذين تقدموا بمطالب تتمثل في صرف المنح – تمكين طالبات السنة الثانية من المبيت – التسجيل الرابع، وقرار الطلبة بكلية الآداب بعد تأخر صرف المنح تناول الوجبات الغذائية بالمطعم الجامعي مجانا، إستغلت الإدارة والسلط ذلك الحدث لاستهداف نشطاء الإتحاد العام لطلبة تونس وأعضاء المجالس العلمية بالكلية.
و حرية و إنصاف :
تندد بمحاولة توريط الطلبة المناضلين النقابيين في قضايا إجرامية لغرض تعطيل النشاط النقابي و الاعتداء على الحريات العامة و تطالب بإطلاق سراح الطلبة الموقوفين.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberte_equite@yahoo.fr
***
تونس في 30 جانفي 2008
أخبار الحريات
اعتقالات و محاكمات
1) ما زالت عائلة الشاب قيس المهيري ( 26 سنة ) عامل بورشة لتغليف الصالونات و قاطن بحمام سوسة تنتظر الكشف عن مآل ابنها الموقوف منذ 11/01/2008 ، علما بأن محاميه الأستاذ الحبيب شلبي أشعر وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة و بتونس باعتقاله منذ مدة و لم يتلق أي جواب عن مصيره.
2) استجابة لدعوة وجهها إليه مركز اقليم سوسة توجه يوم الخميس 24/01/2008 منتصر بن رمضان بن عثمان إلى مركز الشرطة المذكور و منذ ذلك الوقت لم تسمع عائلته عنه شيئا إلى حد هذا اليوم. و قد أُبلغت والدته أن ابنها تمت نقلته إلى تونس العاصمة.
و قد بقي الشاب قيس بن عثمان (سنة رابعة جامعة) و هو مريض بالحساسية رهن الاعتقال دون أن توجه إليه أية تهمة ، و أصبحت عائلته تخشى أن يكون قد حصل له مكروه.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري
محاكمة أربع طالبات بـ » جريمة » .. مساعدة زوجة سجين سابق ..!
..المساجين السياسيون المسرحون : الحصار الإقتصادي ، تسهيلا » للإدماج » ..!
يتعرض السجين السياسي السابق السيد ناصر البجاوي منذ أشهر إلى تضيقات أمنية، تكثفت في الآونة الأخيرة بعد أن تسوغ محلا لبيع الملابس المستعملة، إذ يتعمد أعوان البوليس السياسي بماطر التردد على محله بصورة دائمة للإستفسار عن .. مصدر البضاعة ونوعيتها ..! في رغبة واضحة لترهيب حرفائه و صرفهم عن المحل ، علما بأن السجين السياسي ناصر البجاوي قد غادر السجن في 25 فيفري2006 بعد أن أمضى متنقلاً في مختلف السجون التونسية 15 عاماً ، و كان دعي من قبل مركز أمن ماطر للتوقيع في 2 أوت 2007 على محضر في عدم الموافقة على إستخراج جواز سفر جواباً على طلب تقدم به في أفريل 2006 ، والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تستنكر الحصار الإقتصادي الذي يخضع له السجناء السياسيون المسرحون والذي أصبح سياسة معلنة ونهجاً متبعاً فإنها تدعو السلطات المسؤولة إلى الإقلاع عن المضايقات غير المبررة و التدبر في ما أدى إليه منعهم من العلاج المناسب من تتوالي الوفيات و تفاقم الأمراض الخطيرة ..
إيقافات جديدة في مدينة بنزرت
قام أعوان بالزي المدني يعتقد أنهم من البوليس السياسي باختطاف الشابين بلال الملياني وأيمن حمودة من مقري إقامتهما بمدينة بنزرت اليوم الإربعاء 30 جانفي والتحول بهما إلى جهة غير معلومة ، ويذكر أن إيقافات مماثلة ومتكررة كان يتعرض لها الشابان طيلة السنتين الماضيتين ،و لم تنجح كل محاولات العائلتين في معرفة مصير ابنيهما رغم الإتصال بكل الدوائر الأمنية في الجهة ، و الجمعية تدعو السلطات المعنية لكشف مصير الشابين ، و تحمل من يحتجزهما المسؤولية الكاملة عن أي أذى قد يصيبهما . عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر
يوم السبت 2 فيفري 2008 انطلاقا من الساعة السابعة مساء
Au 21 ter, Rue Voltaire 75 011 Paris – Metro Alexandre DUMAS – Ligne 2
بيان تضامني مع غزة الصامدة
استئناف محاكمة 30 سلفيا في تونس
تونس (ا ف ب) – استؤنفت الثلاثاء في محكمة الاستئناف محاكمة 30 تونسيا متهمين بالارهاب كان حكم على اثنين منهم بالاعدام في المحكمة البدائية نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي ثم رفعت الجلسة الى الثامن من شباط/فبراير المقبل.
وقال المحامي سمير ديلو لوكالة فرانس برس ان تأجيل المحاكمة جاء بناء على طلب الدفاع خلال جلسة قصيرة في محكمة الاستئناف في تونس التي اجلت النظر بالدعوى الى الثامن من شباط/فبراير المقبل.
واضاف ان 29 سجينا من اصل ثلاثين مثلوا امام القضاء.
وكانت محكمة الدرجة الاولى الابتدائية حكمت في جلسة سابقة في 31 كانون الاول/ديسمبر بالاعدام على اثنين من المتهمين بعد ادانتهما بتهم « الانتماء الى منظمة ارهابية والاغتيال وحث السكان على التقاتل ». وحكم على ثمانية اخرين بالسجن المؤبد. وحكم على سبعة اخرين بالسجن 30 عاما في حين نال 13 متهما اخرين احكاما تراوحت بين خمس سنوات و20 عاما.
ويحاكم هؤلاء الاعضاء في مجموعة اطلق عليها « جيش اسد بن الفرات » بشأن ضلوعهم في المواجهات المسلحة التي وقعت في كانون الاول/ديسمبر 2006 وكانون الثاني/يناير 2007 في جنوب العاصمة واسفرت عن 14 قتيلا بينهم ضابط وعنصر امني بحسب السلطات.
وقتل اغلب منفذي العمليات المسلحة وبينهم بالخصوص قائد المجموعة لسعد ساسي وهو عنصر امن سابق ومن العائدين من افغانستان في مواجهات مع قوات الامن التونسية.
وبحسب السلطات فان نواة المجموعة تسللت في 2006 مع اسلحة وذخائر عبر الحدود الجزائرية بعد ان اقاموا لفترة في الاحراش الجزائرية مع عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر التي اصبحت تطلق على نفسها « تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ».
وكان تحالف منظمات غير حكومية يعارض عقوبة الاعدام في تونس ضمنه الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان دعا مؤخرا الى استبدال حكمي الاعدام الصادرين بحق متهمين في هذه القضية.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 30 جانفي 2008)
في قضية الجماعة الارهابية بسليمان:
تأخير نهائي إلى جلسة 8 فيفري
جددت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس امس النظر في قضية الجماعة الإرهابية بسليمان، وتم احضار 29 متهما موقوفين فيها امتنع متهم عن الحضور من غرفة الإيقاف والمثول أمام المحكمة وحضر محامو الدفاع وعميد المحامين وطلب نيابة عن زملائه تأخير المحاكمة الى جلسة قادمة وفي اجل متسع من الوقت، كما طلب أيضا تقسيم المحاكمة الى جلستين واحدة لاستنطاق المتهمين وأخرى لمرافعات المحامين.
في حين حضر محامو القائمين بالحق الشخصي وهم ورثة النقيب الذي توفي أثناء المواجهات بين العناصر الأمنية والجماعة الإرهابية وكذلك ورثة عون الأمن الذي توفي خلال المواجهات، وقد عارضوا طلب التأخير وعبروا عن استعدادهم للترافع في القضية، كما عارضت النيابة العمومية التأخير أيضا، فيما قررت هيئة المحكمة تأخير القضية تأخيرا نهائيا الى جلسة 8 فيفري القادم.
وكانت المحكمة الابتدائية بتونس قضت بإدانة جميع المورطين في القضية وقضت في حق اثنين بالإعدام و8 أحكام بالمؤبد و7 متهمين حوكموا بـ30 سنة سجنا والبقية بين 20 و5 سنوات سجنا في انتظار ما ستؤول إليه المحاكمة في الطور ألاستئنافي.
مفيدة القيزاني
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية– تونس) الصادرة يوم 30 جانفي 2008)
الرئيس التونسي يدعو إلى عدم الخلط بين الإرهاب والإسلام
تونس توقع إتفاقية حول مقاربة النوع الإجتماعي ومقاومة العنف ضد المرأة
تكوين جمعية إدماج المساجين المفرج عنهم
تكوّنت في المدّة الاخيرة جمعية اطلق عليها «جمعية إدماج المساجين المفرج عنهم» تهدف الى المساهمة في ادماج المساجين والاطفال الجانحين المفرج عنهم، في النسيج الاجتماعي وذك بالاحاطة بهم ومساعدتهم على إيجاد مواطن شغل او بعث مشاريع صغرى عبر اقامة علاقات شراكة وتعاون مع الوزارات والمؤسسات والهياكل والمنظمات والعائلات قصد رصد إمكانيات الشغل والادماج المتاحة.
كما تهدف هذه الجمعية الى متابعة وضعية المدمجين من المساجين المسرحين والاطفال الذين أتموا فترة إيداعهم بمراكز اصلاح الاطفال الجانحين الى جانب القيام ببحوث ودراسات والمشاركة في تظاهرات علمية تعنى بالادماج الاجتماعي عموما والادماج الاجتماعي للمفرج عنهم على وجه الخصوص.
وقد تمّ انتخاب الهيئة المديرة لهذه الجمعية حيث أسندت رئاستها الى السيد محمد بن سدرين والسيد فتحي وبصفارة نائبا له وانتخب الاستاذ نعمان بن عامر المحامي (كاتبا عاما) لها والسيد لطفي الهذيلي (أمينا للمال) والسادة لطفي الزكراوي (كاتبا عاما مساعدا) والهادي الزيتوني (امين مال مساعد) ومحمد الحبيب الكباي ودرة شلبي حرم منصور ومحمد شائبي (اعضاء).
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية– تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)
مهرجان الضحك بتونس فرصة لتخفيف الضغط والتوتر
تونس (رويترز) – استقطب مهرجان الضحك الذي بدأت أنشطته في تونس يوم السبت الماضي فئات واسعة من الجماهير التي تدفقت على المسرح البلدي بالعاصمة بحثا عن ضحكات وابتسامات تكاد تغيب بسبب التوتر اليومي والضغط الاجتماعي.
تستمر الدورة الثانية لاسبوع الضحك حتى الثاني من فبراير شباط المقبل وتقام خلالها تسعة عروض من فرنسا وكندا والجزائر وتونس بمشاركة نجوم على غرار الفرنسي ايف لوكوك الذي اشتهر بتقديم مسلسل (لي جينجيول) الساخر.
وقالت دليلة الغرياني عضو اللجنة المنظمة للمهرجان متحدثة للصحفيين « يجب ان تأخذوا الضحك على محمل الجد فهو سلاح ضد امراض العصر. »
ورغم غلاء اسعار التذاكر التي تصل الى 50 دولارا للعرض الواحد فان اعدادا كبيرة تتدفق كل ليلة على المسرح البلدي بالعاصمة حيث تقام عروض المهرجان.
وقالت نجوى التي اصطحبت صديقة لها لمشاهدة عرض للفنان الكوميدي التونسي نصر الدين بن مختار « جئنا الى هنا لننسى توترات يوم كامل من العمل والشد العصبي في البيت. »
واضافت نجوى وعمرها 27 عاما « نحن بحاجة للضحك وبن مختار يقتلني بالضحك. »
وقدم نصر الدين بن مختار مساء الثلاثاء عرضا لمسرحيته « حي الاكابر » التي ينتقد فيها في مواقف هزلية للاثرياء.
وانتزع عرض المقلد الفرنسي الشهير ايف لوكوك اعجاب الجمهور حين قلد عدة شخصيات من بينها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصوره وهو يرقص على انغام موسيقى شعبية تونسية.
وتقول ليليا عثمان شوقي استاذة علم النفس « الضحك ضروري لانه يرمز للسعادة والفجر والبهجة وان غاب الضحك فان ذلك يعني وجود الاكتئاب. »
وتضيف ان نمط العيش قلل مجالات الضحك رغم ان الضحك ضروري لخلق التوازن في شخصية الانسان.
ويلتقي الجمهور ايضا بالفنان آن رومانوف من فرنسا وجعفر القاسمي من تونس وانتوني كافاناج من كندا وبعزيز من الجزائر.
وقال سامي منتصر منظم مهرجان الضحك ان التونسي لا يضحك بما فيه الكفاية بسبب هموم ومشاغل الحياة.
وقال المنظمون ان المهرجان يعتبر فرصة نادرة لاكتشاف المواهب الكبيرة في الكوميديا القادرين على اضحاك الناس بمواقفهم كما أنه يتيح الفرصة لمشاهدة نجوم الكوميديا.
وسيخصص ربع دخل المهرجان لجمعية خيرية تعنى بالتلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم.
من طارق عمارة
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 يناير 2008)
تونس ترفع متطلبات احتياطيات البنوك وتبقى على الفائدة مستقرة
تونس (رويترز) – قال البنك المركزي التونسي يوم الاربعاء أنه رفع متطلبات احتياطيات البنوك لامتصاص السيولة والحد من التضخم وأبقى على سعر الفائدة الاساسي دون تغيير.
وقال البنك في بيان أنه رفع متطلبات احتياطيات البنوك من 3.5 بالمئة الى خمسة بالمئة بهدف خفض فوائض السيولة لدى البنوك والسيطرة على التضخم.
وأضاف البنك الذي يركز سياساته على الحفاظ على استقرار الاسعار أن نتائج أعمال البنوك في عام 2007 جاءت في اطار المستوى المستهدف لكن المناخ الدولي غير المستقر أحدث بعض التوترات في توقعات النمو الاقتصادي والموازنات في عام 2008.
وتابع البنك انه في ضوء هذه المتغيرات قرر المجلس التنفيذي الابقاء على سعر الفائدة دون تغيير وأوصى بمراقبة الوضع الدولي وتحركات اسواق المال بهدف الحد من تداعياتها على الاقتصاد المحلي.
وتتوقع تونس أن يبلغ معدل التضخم ثلاثة بالمئة هذا العام انخفاضا من 3.1 بالمئة في عام 2007 وان يبلغ معدل النمو 6.1 بالمئة في 2008 بالمقارنة مع 6.3 بالمئة متوقع في 2007 .
وارتفع سعر الدينار بنسبة 0.6 بالمئة أمام الدولار العام الماضي وانخفض بنسبة 0.1 بالمئة أمام اليورو.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 يناير 2008)
تونس تبيع ايطاليا انبعاثات غازية بقيمة 23 مليون دولار
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاربعاء أن تونس باعت إيطاليا 50 بالمئة من الانبعاثات الغازية الصادرة من مصب نفايات قريب من العاصمة تونس بقيمة 23 مليون دولار.
وأضافت أن تونس باعت أيضا انبعاثات غازية لتسعة مصبات أخرى في صفقة توسط فيها البنك الدولي مضيفة انها تندرج في اطار برتوكول كيوتو الذي يلزم 38 دولة مصنعة بتخفيض الانبعاثات من الغازات بنسبة 5.2 بالمئة خلال الفترة بين عامي 2008 و2012.
وأوضحت إن عائدات هذه الصفقة ستخصص لتمويل أعمال تهذيب مصب نفايات جبل شاكير القريب من العاصمة تونس وإغلاق عدد من المصبات العشوائية.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 يناير 2008)
صحف تونسية تتعاطف مع أبو تريكة نجم منتخب مصر
عبرت صحف تونسية يوم الثلاثاء عن تعاطفها مع اللاعب محمد أبو تريكة نجم منتخب مصر لكرة القدم بعدما تلقى تحذيراً من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بسبب كشفه عن شعار مؤيد لغزة في مباراة بكأس أمم إفريقيا المقامة حالياً بغانا.
وقالت صحيفة « الشروق » اليومية في مقال بعنوان رجل الألقاب والمواقف أن « أبو تريكة عبر بطريقة حضارية عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني.. لكن مسؤولي الإتحاد الإفريقي والإتحاد الدولي (الفيفا) اغتاظوا وقرروا توجيه لفت نظر للنجم المصري وكرسوا بذلك سياسة المكيالين ».
وبرر كاتب المقال موقفه بالقول « فاللاعب الغاني جون بنتسيل احتفل في مونديال 2006 بفوز فريقه على المنتخب التشيكي برفع علم إسرائيل ولم يتكلم أحد ».
وتابع « أما الآن الكل اعتبر ما فعله اللاعب المصري مخالفاً للوائح والقوانين التي تمنع تمرير شعارات سياسية وعنصرية في مباريات كرة القدم ».
ورفع أبو تريكة قميصه لتظهر تحته عبارة تقول « تعاطفاً مع غزة » في إشارة للحصار الإسرائيلي لقطاع غزة أثناء إحتفاله بإحراز هدف مصر الثاني في مرمى السودان في المباراة التي انتهت بفوز الفريق المصري 3 – صفر يوم السبت الماضي في إطار منافسات المجموعة الثالثة.
وقال أبو تريكة لوكالة رويترز للأنباء « ليست لدي أي أهداف سياسية بل أنا متعاطف إنسانياً مع أهلنا في غزة بوصفي عربياً. لقد تلقيت تحذيراً من الكاف ولن أكرر ما حدث وسيكون تعاطفي خارج المستطيل الأخضر إحتراماً لتعليمات الكاف ».
وتحت عنوان « هل ارتكب أبو تريكة جرماً.. » قالت صحيفة « الصباح » التونسية « فوجئنا برد غريب من قبل عدد من الرياضيين والمسؤولين المشرفين على كأس أمم إفريقيا تجاه الحركة النبيلة التي آتاها اللاعب المصري محمد أبو تريكة المتألق كروياً وأخلاقياً ».
وأضافت « قامت الدنيا ولم تقعد وشن البعض حملة على هذه الحركة مطالبين باتخاذ إجراءات رادعة بدعوى الحيلولة دون خروج الرياضة عن إطارها الصحيح ».
وأشارت صحيفة « الصريح » في مقال بعنوان « أبو تريكة يسجل هدف غزة والكاف يهدده » إلى أن اللاعب « أثبت أنه كبير بكل ما في الكلمة من معنى ».
وقالت « الحركة النبيلة في ظاهرها وباطنها والتي تدعو إلى الإنسانية والحب .. رأى فيها الكاف تجنياً واعتداء على قيم الكرة ».
(المصدر: صحيفة الحقائق الدولية (اليكترونية – بريطانيا) بتاريخ 29 جانفي 2008)
انتحـــــــار تـونســــي «فـقــــد رجــــــولـتــــه»
اليوم ـ تونس – أقدم تونسي على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الرابع بمستشفى في مدينة صفاقس (280 كم جنوب العاصمة تونس ) بعدأن أبلغه الأطباء بأنه أصيب بعجز جنسي مزمن.
وذكرت صحيفة « الإعلان » التونسية في عددها الصادر أمس أن الرجل «57 عاما» دخل المستشفى للعلاج من مرض بالمسالك البولية ، حيث أبلغه الأطباء ـ بعد إجراء الكشف اللازم ـ بأن المرض بلغ مرحلة متقدمة، وأنه أصيب بعجز جنسي مزمن.
وأضافت أن الرجل لم يتحمل « النبأ المشؤوم » ولم يتقبل فكرة فقدان القدرة على ممارسة حياته الزوجية بشكل طبيعي، فغافل الأطباء وألقى نفسه من نافذة الطابق الرابع بالمستشفى.
(المصدر: صحيفة « اليوم » (يومية – السعودية) الصادرة يوم 30 جانفي 2008)
مصادر الخبر
مرة اخرى يقع التركيز على مصادر الخبر من قبل الاطراف المعنية بالصحافة والاعلام.. اذ شهد معهد الصحافة وعلوم الاخبار ظهر أمس ندوة حول هذا المحور حضرها عدد من الصحفيين والملحقين الاعلاميين والأساتذة والطلبة لتدارس العلاقة بين الصحفي ومصدر الخبر.
مؤتمر اتحاد الطلبة
تقرر أن يعقد الاتحاد العام لطلبة تونس مؤتمره الانتخابي خلال النصف الثاني من شهر مارس القادم.
ملتقى دولي حول القانون الدستوري
تنظم كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس وتحديدا وحدة البحث في القانون الدستوري والقضاء الدولي ملتقى دوليا يتناول موضوع «القانون الدستوري: التطورات الحديثة» وذلك في الفترة ما بين 1 و2 فيفري القادم، ويتخلل اللقاء عدد من المداخلات سيقدمها أساتذة في القانون من تونس والخارج نذكر من بينها مداخلة حول مسألة الثغرات في القانون يقدمها السيد فيرديناند ميلان سوكرامنيان أستاذ من جامعة مونتسكيو ببوردو (فرنسا).
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جانفي 2008)
الجزء الأخير من رواية المعارضة في أحداث قضية سليمان السبيل أونلاين – التقرير الصحفي الأسبوعي – الجزء الثالث
« الشيخ كشك لا يزال ممنوعا »
« الجزّارة » بمدينة نفطة يشنون إضرابا
جهة توزر تندد بالحصار الجائر و تتضامن مع غزة
من اجل غزة
رجل يده ممدودة بالمودة رحل وتركنا لزمن آخر الكيلاني البكوشي
نحو تجمع دستوري ديمقراطي أكثر أصالة وريادة وانفتاحا سياسيا
(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية »(اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 30 جانفي 2008)
فـي الصميـم وضـع النقـاط علـى الحـروف المحافظة على الهوية العربية والتمسك بالدين وبثوابت وجوهر الإسلام من أهم ثوابت النظام الجمهوري في بلادنا
تذكرت وأنا أخذ القلم القرطاس للكتابة في موضوع الساعة تبعا للحلقة الأولى تنصر فئة من الشبان والفتيات خاصة من شريحة الطلبة في سن من 20 إلى 24 سنة وخروجهم عن الدين الإسلامي الدين الخاتم وأن دخولهم في الديانة المسيحية هو في نظر الإسلام والشرع الإسلامي هو الردة عن الإسلام ومن ارتد عن دينه فقد خسر الدنيا والآخر وخرج عن ملة الإسلام. قلت هذه الجملة البليغة التي كتبها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله. عام 1933 في الصحافة المكتوبة التي تألق فيها وعمل سنوات في مجال الصحافة بعد رجوعه من فرنسا عام 1927 وعمره 24 سنة بعد إتمام دراسته العليا عاد إلى أرض الوطن واهتم بقضايا شعبه واختار مجال الصحافة المكتوبة ومن حسن الحظ أن مواهب الزعيم الشاب المحامي ومعرفته الواسعة بالتاريخ وحضارات الشعوب وكفاحها من أجل الكرامة والحرية والسيادة جعلته صاحب خيال واسع وجرأة وشجاعة وحرية وصبر وصمود. وقد كتب عام 1933 حول موضوع قضية التجنيس إثر اصطدامات عنيفة جرت في صائفة عام 1933 بين الوطنيين وسلطات الحماية الفرنسية لمنع دفن متجنسين في مقبرة المسلمين وقد أستشهد فيها المواطن شعبان البحوري رحمه الله من مدينة ينية المنستير رحمه الله. واستغل هذا الحادث الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة وكتب مقالات جريئة متحمسة ملهبة زادت في شعور المواطنين وحماس المناضلين القدامى وتوعية الشعب التونسي وبفضل هذه المقالات الحماسية الوطنية المؤثرة تصدى الشعب التونسي لعملية التجنيس ونجح الحزب الحر الدستوري التونسي في تعبئة الشعب والتصدي لمحاولات طمس الهوية الإسلامية العربية في تونسي المسلمة كما تصدى الحزب والزعيم المحامي الحبيب بورقيبة لمحاولة الاستعمار الفرنسي لعقد المؤتمر الأفخارستي لطمس الهوية التونسية وادماج الشعب في الهوية الفرنسية والشخصية الاستعمارية وباتت كل محاولات الاحتلال بالفشل وعام 1934 تألق الزعيم الحبيب بورقيبة صحبة مجموعة من الشبان الوطنيين وانعقد مؤتمر خارق للعادة بقصر هلال يوم 2/3/1934 وكان منعرجا حاسما تاريخيا ونقطة تحول ومحطة تاريخية مشرقة كانت بحق بداية عهد جديد للحياة النضالية والسياسية بأسلوب حضاري وبطرق محكمة وقيادة رشيدة حكيمة قامت بدورها التاريخي والنتائج كانت بارزة وغيرت تاريخ تونس وشكلت هذه المحطة الهامة دعم الهوية التونسية والتصدي لمحاولات الاحتلال. وحققت الاستقلال والحرية والسيادة ونجحت في بناء الدولة العصرية ونحت المجتمع المتطور وإلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية وإصدار دستور رائد من أروع الدساتير العربية. والجمهورية التونسية الفصل الأول في الدستور التونسي ينص نصا واضحا على أن الجمهورية التونسية دينها الإسلام ولغتها العربية والرئيس المترشح لرئاسة الجمهورية يشترط أن يكون من أب وجد تونسي ومسلم وبلغ سن الأربعين تلك هي شروط أساسية مبدئية تدل على التمسك بالثوابت والهوية والدين الإسلامي واللغة العربية في تونس المستقلة : ذكرت هذه المحطات الوضائة المشرقة الشامخة وقلت كيف نسمح اليوم بعد 52 سنة من الحصول على الاستقلال وبعد كفاح مرير وطويل دام حوالي 75 سنة منذ الاحتلال وبطرق مختلفة وكفاح منظم ومحكم دام من 1934 إلى 1955 بقيادة الحزب الحر الدستوري وبزعامة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله ورفاقه… قلت كيف نسمح اليوم لفئة قليلة غير واعية وغير مدركة وغير ناضجة وفاقدة الوعي الوطني والوازع الديني ونتيجة الفراغ الروحي والأخلاقي وعدم تأطيرها وتوعيتها وتلقيحها من الأمراض الخطيرة. نعم وقع تلقيحها من بعض الأمراض الجلدية والحسبة والجدري وغيرها. ولكن لم يقع تلقيحها من الإنحراف والوهن والإنحلال الأخلاقي والغزو الغربي والثقافة الغربية والإغراءات المادية والجنسية والعراء والفجور والدعارة والتفسخ الأخلاقي هذا لم يحصل وربما أكبر خطر أصاب الشباب أو شريحة منه وهو الفراغ الوطني والروحي والأخلاقي والديني. وقد أشرت إلى خطورة تجفيف المنابع حسب ما ذهب إليه الشيوعي وزير التعليم العالي والتربية الوطنية محمد الشرفي كان لبرنامجه الخطير في مجال التعليم والتربية حصول هذا الفراغ الذي أدى إلى ما وصل إليه عدد من شبابنا وهم ضحية هذه الممارسات الخطيرة التي جعلت بعض الشبان التونسيين يصدقون محاولات التشكيك والتبشير النصراني الخطير لفئة من شبابنا باعوا دينهم بحفنة من المال بينما الأوائل ضحوا بالنفس والنفيس وبعضهم استشهد من أجل الهوية والدين والوطن مثل البحوري رحمه الله وشتان بين الجيلين وعقود… وختاما أكد لي شيخ من أجل الدعوة الإسلامية أن إمرأة أجنبية قالت لجماعة الدعوة الإسلامية بارك الله فيكم كنتم منارة مشرقة للهوية ولتوعية شبابنا وكنتم سببا في استقامته ودخوله إلى حضيرة الإسلام والقضاء على الانحراف والسلوك الخطير الذي كان سائدا قبل وصولكم إلى أوروبا من أجل الدعوة هذا ما قالته هذه المرأة وما حصل لشبابنا في تونس وبعضهم ذهب إلى الكنيسة شارع شارل ديغول بالعاصمة القريبة جدا من مركز الأمن. وهذه الفئة خرجت من النور إلى الظلمات والأجانب في أوروبا خرجوا من الظلمات إلى النور. والفرق واضح بين الإسلام والكنيسة وعبادة الوثنية وقلادة الصليب وتركوا النور والمعزة والكرامة. قال الله تعالى : » ان الدين عند الله الإسلام » « وما ربك بظلام للعبيد » صدق الله العظيم محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354
الأمينة العامة للديمقراطي التقدمي التونسي في حديث لـ إيلاف:
التحضير لإنتخابات 2009 سيكون على قاعدة كفاحية .
حاورها إسماعيل دبارة من تونس:
هي المرة الثانية في المغرب العربي والأولى في تونس التي تتزعم فيها إمراة حزبا سياسيا له مكانته بين أحزاب المعارضة. مية الجريبي (47 سنة) التي إنتخبت في أواخر 2006 على رأس الحزب الديمقراطي التقدمي تكشف في حوار مع إيلاف أن مواقفها كـ »مسؤول سياسي هي ما يحدد تعاطي النخب والعامة معها ». كما تطرقت الجريبي في حديثها إلى إستحقاقات 2009 الرئاسية والتشريعية في تونس وقالت إن الحزب سيخوضها » بعقلية كفاحية . » مشددّة على ضرورة إرساء ديناميكية جديدة للإنتقال بالبلاد إلى الديمقراطية ».
وفي ما يلي نص الحوار:
س: أنت أول امرأة تتزعم حزبا سياسيا في تونس.هل تقبلت النخب والعامة منصبك هذا بسهولة ؟
ج: تجدر الملاحظة أولا الى أنه في العديد من البلدان العربية والإسلامية تجارب ثرية لمشاركة المرأة في العمل السياسي، و إن كان الكثير من هذه التجارب غير بارز للعيان بفعل عدم تحمل المرأة للمسؤوليات الأولى في الأحزاب والتنظيمات.
و تجدر الملاحظة ثانية إلى أن النخب التونسية، ومنذ مرحلة النضال من أجل التحرر الوطني، تتعاطى، نسبيا، بإيجابية مع النضال السياسي النسوي، و بعد ذلك ومنذ السبعينات و الثمانينات برزت المرأة مناضلة جنبا إلى جنب مع الرجل خصوصا في الحقلين الطلابي والنقابي وبرزت المناضلة السياسية التونسية بصفة ملحوظة في التسعينات في الحقل الحقوقي. كل هذه التدقيقات تؤدي بي للقول بأني لست استثناء وأن تحملي للمسؤولية الأولى في الحزب – و هو أمر يشرفني غاية الشرف – هو تعبير عن جدارة المرأة ( بقطع النظر عن الشخص) بتحمل المسؤولية، و تؤدي بي للتوضيح، إجابة على سؤالك، أن تعاطي النخب معي هو تعاطي أي طرف مع مسؤول سياسي، أي على قاعدة المواقف المعبر عنها و على قاعدة مدى التقارب أو التباعد مع التمشي السياسي الذي أمثله. ولأكون أكثر دقة أقول أني لم أجد أي صعوبة في التموقع، بل لم أطرح حتى السؤال على نفسي: هل سيقع تقبلي بسهولة أم سأجد صعوبة في ذلك؟ فقد انطلقت في تأدية واجبي وفي ممارسة مهامي و صلاحياتي بصفة جد عادية و كان التعامل معي من طرف الجميع على هذه القاعدة.
س: والآن بعد مضي أكثر من سنة على تزعمك للحزب الديمقراطي التقدمي.هل من الممكن التصريح بأن تونس في مأمن من التمييز الحاد بين الرجل والمرأة على غرار ما نشهده في دول المشرق العربي؟
ج: التمييز بين المرأة و الرجل ليس خاصية عربية ولا إسلامية، هو ظاهرة عالمية جذورها معقدة ومتداخلة الأبعاد (ثقافية، تاريخية،الخ) وقد خطت بلدان عديدة خطوات هامة، خصوصا على المستوى التشريعي، في سبيل ردم الهوة بين الجنسين و في سبيل تحسين العقليات وتحقيق المساواة.
وتونسيا حققت المرأة مكاسب هامة على طريق تحررها كإنسان ومشاركتها في مختلف مجالات الحياة، وهي مكاسب جاءت نتاجا لحركة الإصلاح متعددة التعبيرات التي دافعت عن حقوق المرأة المختلفة ومن أهمها حق التعليم، وغني عن القول أن مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي وقع إقرارها مباشرة بعد الاستقلال وما تضمنته من حقوق وإصلاحات قد ساهمت مساهمة كبيرة في الحد من مظاهر التمييز. لكن القضية في تونس، كما في العديد من البلدان التي قطعت شوطا هاما على المستوى التشريعي، تبقى في الممارسة، وفي العقليات، وفي مدى التقارب بين التشريع وبين الواقع.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، في تونس لا تزال الأمية تنتشر في أوساط النساء، ونسبتها تفوق مستواها لدى الرجال بكثير و لم يمكٌن قانون المساواة في الشغل من القضاء على مظاهر التمييز في الواقع، فالنساء يعانين من البطالة أكثر من الرجال و أجورهن لا تظاهي أجور الرجال و هن يشغلن وظائف أكثر هشاشة من وظائف الرجال. و تجدر الإشارة هنا إلى انعكاس الحالة المدنية و الأسرية على شغل المرأة، دون أن ننسى ازدواجية المسؤوليات مهنيا وأسريا و انعدام الإحاطة الاجتماعية في حالة الحمل والإرضاع و غير ذلك من المصاعب التي تواجهها المرأة ما يجعل حياتها اليومية صعبة للغاية في بعض الأحيان.
س: حزبكم يعتبر وفق عدد من المراقبين أشد الأحزاب إثارة للإزعاج بالنسبة للسلطة، خصوصا بعد مساهمتكم بتشكيل ما يعرف بهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات، وبعد خوضكم لإضراب جوع قاس رفقة السيد نجيب الشابي بسبب أزمة المقرّ. لماذا هذا الخط الراديكالي مقارنة ببقية الأحزاب القانونية ؟
ج: أنا بصدد رصد مصطلح جديد في الساحة السياسية، فبعد المعارضة الراديكالية والمعارضة المتجذرة الخ ها نحن نتحدث عن المعارضة المزعجة !
على كل دعنا من هذه التصنيفات! و لندقق في جوهر سؤالك والمتعلق في رأيي بوظيفة المعارضة والمهام المنوطة بعهدتها، وأعتقد أن الجميع يقر بأن هذه المهام يحددها الظرف والمقتضيات السياسية لا رغبة بهذا الطرف أو ذاك. فالعمل السياسي يقتضي تشخيص الواقع و تحديد الأفق و من ثم تحديد المهام المطروحة والأطراف المعنية بتحقيقها، و من ثم يأتي التموقع.
والخط السياسي الذي عرف عليه حزبنا والذي مكنه من هذا الإشعاع و هذا التموقع الذي يحظى به لم نقرّه « لإزعاج » الحكومة بل للقيام بوظيفتنا في الدفاع عن حق التونسيين في حياة سياسية متطورة أساسها التداول السلمي على الحكم و الفصل و التوازن بين السلطات و الانتخابات الحرة و النزيهة لتكون فرصة لمساءلة الحكام و للتنافس بين البرامج في سبيل حياة أفضل للتونسيين. الوضع التونسي المتسم بالجمود و التسلط على كل مستويات الحياة يحتم علينا شحذ الهمم من أجل القطع معه و إرساء ديناميكية جديدة للانتقال بالبلاد إلى الديمقراطية.
يحتم علينا النضال من أجل كسر احتكار الحزب الحاكم للعمل العمومي و السعي الدؤوب من أجل توسيع دائرة المشاركة الشعبية، يحتم علينا النضال من أجل سن قانون العفو العام و تبديد الخوف من نفوس التونسيين و إعادة الاعتبار للعمل السياسي العلني كعنوان للأمل لا كمرادف للقمع و التشفي، يحتم علينا النضال من أجل إعلام حر و تعددي، من أجل فسح المجال للتنظم الحر.
الوضع التونسي اليوم يحتم علينا التهيئة الجدية لانتخابات 2009 حتى لا تكون مجرد إعادة إنتاج مكررة لمنظومة الحكم و إنما فرصة لمواجهة الرئاسة مدى الحياة التي تكرسها حملة الحكم المبكرة لمناشدة الرئيس الحالي التقدم لولاية خامسة و فرصة لوضع تونس على سكة الديمقراطية بإبراز البديل و ملء الفراغ من حول الحكم و التقدم ببرامج بديلة تفتح باب الأمل أمام التونسيين. إن كان هذا التمشي يزعج بعض الأطراف فإن ذلك لن يثنينا عنه و لن يعطل لحظة مسيرتنا نحو تعهد مختلف محطاته.
س: ألا يعني بحثكم عن التميّز عن أحزاب المعارضة الأخرى خللا في طرحكم السياسي الذي من المفروض أن يقوم على برنامج واضح المعالم؟
ج: مرة أخرى أقول أننا لم نبحث عن التميز ولم نبن تمشينا على أساس التميز عن الآخر بل على أساس مقتضيات الوضع. أحزاب الديكور أرادتها السلطة تزيينا وعنوانا لتعددية زائفة وهي اختارت لنفسها هذا الدور طمعا و تمسكا بامتيازات تنعم بها مقابل هذا الدور فاقتصر دورها على خطاب تمجيدي لم يقنع حتى أصحابه! أما نحن فقد اخترنا امتيازات الدفاع عن حق شعبنا في الحرية و العدل و العيش الكريم، هذا هو اختلافنا عن أحزاب الديكور وهو تمايز جوهري.
س: أنتم تطرحون جملة من المطالب الأساسية والبديهية كحق التنظّم وحرية الإعلام وتطبيق أسس الديمقراطية. ألا يجعلكم هذا محشورين في مربع حقوقي ضيق كغيركم من أحزاب المعارضة في العالم العربي؟
ج: النضال من أجل الديمقراطية هو في صلب العمل السياسي و لا يقتصر على المربع الحقوقي الذي هو جزؤه لا كله. والمشاركة الشعبية الواسعة التي هي أساس كل تطور تفترض تنقية المناخ السياسي عبر تحرير الإعلام و سن قانون العفو العام و توفير حق التنظم، هذه مطالب أساسية لا يمكن أن تتحدث بدونها عن أي برنامج سياسي.
فالمشهد الإعلامي في تونس يقوم على المنع و الأحادية/الخشبية والتجريم، و السلطة لا زالت ترفض حق الأحزاب والجمعيات في الوجود القانوني، ولا زالت تمعن في تقييد النشاط الحر للجمعيات والأحزاب المستقلة مما أدى إلى تراجع روح المشاركة و الالتزام بالقضايا الوطنية و رسخ ذهنية الانسحاب من المجال العام، كل هذه العلامات تبرز إلحاحية الإصلاحات السياسية المشار إليها و تبرز إلحاحية تلبية مطالب المجتمع الدنيا التي وصفتها في سؤالك بالبديهية. نعم هي مطالب بديهية لكن في تونس، المواطن محروم منها.
س: بعد أيام قليلة يعقد الحزب لجنته المركزية للبحث في مبدأ المشاركة في استحقاقات 2009 الانتخابية، وسط جوّ من تباين وجهات النظر الداخلية . لو تحدثينا عن هذه الآراء ؟
ج: فعلا ستخصص اللجنة المركزية القادمة للتداول والبت في موقف الحزب من استحقاق 2009 و هو استحقاق هام بالنظر للرهانات التي يمثلها بالنسبة للمعارضة كما بالنسبة للحكم. فالحزب الديمقراطي التقدمي يؤمن راسخ الإيمان بثراء التعدد داخله و قد برز منذ مؤتمره الأخير تباين في وجهات النظر في ما يتعلق بجوهر العلاقة بالحكم وبوظيفة المعارضة في هذه المرحلة الخصوصية التي تمر بها تونس و التي من بين عنوانيها أن الولاية القادمة للرئيس الحالي ستكون آخر ولاية – وفق الدستور المنقح على قياس الحكم و المفرغ من كل محتوى –
و من الطبيعي أن يكون لهذا الخلاف استتباعه و تداعياته على الموقف من استحقاق 2009. فالتوجه السائر وفق الخط العام للحزب يؤكد ضرورة التحضير المبكر لهذه الانتخابات على قاعدة كفاحية تجعل من هذا الموعد فرصة نحو التقدم لوضع تونس على سكة الديمقراطية والتداول السلمي على الحكم و هو ما يفترض النضال الفعلي و الميداني من أجل فرض الشروط الضرورية لتحقيق الانتخابات الحرة و النزيهة بمستوياتها السياسية و الدستورية و التشريعية بما يفسح المجال أمام منافسة جدية ومتكافئة على الرئاسية و التشريعية (المتزامن موعدهما في تونس) و بما يفسح المجال لرفع الاستثناء عن حق الكفاءات الوطنية و من بينها رموز حزبنا للترشح للرئاسية و هو ما يعني التقدم للانتخابات بشقيها الرئاسي و التشريعي و تقديم التصورات البديلة التي يقترحها الحزب لمواجهة مختلف التحديات الوطنية.
أما الرأي الثاني فيقف عند تعطل الوضع السياسي الذي تعيشه تونس و يؤكد على ضعف المعارضة و تشتتها و يحملها المسؤولية في هذا التعطل و يعتبر أن راديكاليتها و خطابها الموصوف بالمتشنج يقفان وراء تعطل المسار الانفراجي و يدعو جراء ذلك المعارضة إلى الخفض من سقف مطالبها والاقتصار على طرح المطالب القادرة على تحقيقها الآن وهنا، وبالتالي غض الطرف عن موضوع الرئاسية و عن منظومة الرئاسة مدى الحياة التي تكرس فعليا في تونس بفعل تتالي ولايات الرئيس الحالي.
على كل النقاشات المعمقة الدائرة داخل الحزب و خارجه حول هذا الموضوع كانت غاية في الثراء وستكون اللجنة المركزية القادمة تتويجا لها بالبت في الموقف و بالإعلان عنه رسميا و بالمضي قدما في تجسيده في الواقع عبر خطة عمل واضحة.
س: هل من الممكن أن تكشفي لإيلاف عن اسم مرشحكم للانتخابات الرئاسية القادمة ؟
ج: اللجنة المركزية ستبت في مبدا المشاركة و في رهاناتها و في آلياتها ومن الطبيعي إذا ألا أعلن رسميا عن مرشحنا للرئاسية باعتبار أن القرار لم يتخذ بعد. لكن و حتى لا يبقى السؤال عالقا أعلن أن الأمين العام السابق للحزب الأستاذ أحمد نجيب الشابي قدم ترشحه للرئاسية للمكتب السياسي في دورته الأخيرة الذي تبناه بكل حماس وأوكل للجنة المركزية – أعلى سلطة قرار بين مؤتمرين – للبت فيه و للإعلان الرسمي عنه.
س: إلى حد الآن شركاؤكم السياسيون لم يحسموا أمرهم في مبدأ المشاركة من عدمه، ويتعللون بعدم توفّر الحد الأدنى من الشروط للمشاركة الفعلية.ألا تخشون تشرذم المعارضة التونسية وانتم تحملون راية توحيدها؟
ج: نظرا لأهمية الموضوع فقد بادرنا – تحضيرا للجنتنا المركزية – بعقد مشاورات واسعة مع شركائنا و أصدقائنا في المعارضة الديمقراطية بنية رصد مكامن الالتقاء و البحث في إمكانيات المسارات الموحدة أو المشتركة. وبالنظر إلى أن الوحدة ليست هدفا في حد ذاتها و إنما وسيلة لتحقيق الأهداف المرسومة فإن تمشينا اندرج في سياق التباحث في الأهداف المرسومة من هذه الانتخابات والرهانات التي تحيط بها و ارتكز على مقولة « ما لا يدرك كله لا يدرك جله » و قد أبرزت المشاورات تقاطعات هامة في ما يخص النضال المشترك من أجل تحقيق شروط الانتخابات الحرة و النزيهة و منها تنقيح المجلة الانتخابية بما يتيح تعددية فعلية لا صورية ومنها فرض حق الترشح للرئاسيات و منها المراقبة الوطنية للعملية الانتخابية.
أما في ما يخص التعاطي الدقيق مع الانتخابات من حيث طبيعة المشاركة وقاعدتها و آلياتها و رغم أننا نطمح للتدخل الموحد فإننا نتفهم خصوصية كل طرف و أولوياته و أجنداته و نعتبر أن التدخلات المتضامنة يمكن أن تكون فاعلة و مؤدية بل و متكاملة طالما كانت على قاعدة نضالية و مستقلة.و لا أعتقد أن هكذا ذهنية يمكن أن تكون عامل فرقة و تشرذم للمعارضة بل هي عنوان احترامنا لخصوصية اختيارات بعضنا البعض واحترام لاختلافنا و تعبير عن تحفزنا واستعدادنا لتوحيد جهودنا كل ما أمكن ذلك.
س: أدنتم المحاكمات التي صدرت ضد المجموعة السلفية التي كانت تقف وراء الاشتباكات المسلحة التي وقعت أواخر 2006 في ما بات يعرف اليوم في تونس بـ »قضية سليمان « . ألا تعتبرون الإرهاب سببا منطقيا لتوحيد عمل الحكم والمعارضة، خصوصا وان هذه الآفة لا تستثني أحدا من نطاق عملياتها ؟
ج: المحاكمات التي أشرت إليها انتفت فيها أبسط شروط المحاكمة العادلة وانتهكت فيها حقوق الدفاع والمتهمين على حد السواء وصدر عنها حكمان بالإعدام طالبنا بالتراجع عنهما حفاظا على حياة هؤلاء الشابين ودرءا لكل احتقان من شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا. وللتذكير فإن هذه القضية قد أحيطت بتعتيم إعلامي كبير ولم يكن للشعب التونسي، فضلا عن نخبه، الحق في معرفة تفاصيل « الخطر الذي كان يحدق به » كما أردفت بحملات مداهمة واعتقالات واسعة وبانتهاكات صارخة لأبسط حقوق الإنسان و باستشراء للتعذيب في تمش خبره التونسيون جيدا يتمثل في اختزال « معالجة » القضايا الوطنية بالطرق الأمنية.
و إن كنا في الحزب الديمقراطي التقدمي واعين تمام الوعي بأهمية و بخطورة تنامي ظاهرة الأطروحات العنيفة والإرهابية في بلداننا فإننا لن نقبل أبدا بهكذا محاكمات و بهكذا انتهاكات و لا نعتبر أن تمشي الحكومة و مقاربتها في هذا الملف هو الدرع الحامي للبلاد حتى نتوحد معها. و يجدر التنويه الى أن هذه الظواهر و إن كان منطلقها الشعور بالضيم و الاحتقان نتيجة الاحتلال و امتهان الكرامة العربية و الإسلامية فإنها تجد تربة سانحة تتربى و تتغذى منها في أوضاع داخلية عناوينها الانغلاق والاستبداد والحيف الاجتماعي و استشراء الفساد و غياب الأفق و قبل هذا وذاك الفراغ الثقافي والروحي.
لذلك فإن تحصين مجتمعاتنا ضد آفة الإرهاب يمر عبر إطلاق الحريات و فتح المجال للجدل الثقافي والفكري العميق، و تمكين مختلف مكونات المجتمع المدني من تأطير الشباب باستقلالية بهدف إدماجه في حركية إبداعية فاعلة و مثمرة في اتجاه محيطه الوطني و القومي أساسها العمل المدني السلمي و أساسها الحرية و المواطنة و الكرامة. و تحصين المجتمع ضد الإرهاب يمر أيضا عبر التعاطي الجدي مع القضايا الاجتماعية و السياسية التي تشغل بال شبابنا و تحصين المجتمع ضد الإرهاب وطنيا و دوليا يمر عبر إرساء علاقات دولية مبينة على الندية والعدل، و دون هذا فإنه لا يمكن أن نحصن مجتمعاتنا من مثل هذه المخاطر أيا كانت الحلول الأمنية التي يعمد إليها وطنيا ودوليا.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 30 جانفي 2008)
الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/AkhbarKhasa/2008/1/300107.htm
خديجة معلى.. شمس عربية لليل مرضى الإيدز
|
|
|
|
تتنازل عن البقاء وسط مجتمعها وعائلتها وأسرتها الصغيرة في تونس؛ لتحمل راية الدفاع عن مرضى الإيدز في الوطن العربي، حقوقهم وواجب المجتمع تجاههم.. ترعاهم وتتابع شئونهم وتسعى لتحسين وضعهم في المجتمع. أول لقاء لي بها أثارت بداخلي كثيرًا من التساؤلات حول شخصيتها وحماسها تجاه حاملي الفيروس والقضية بأكملها، فقد رأيت الدكتورة خديجة معلى مستشارة سياسات الإيدز ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مشهد يحمل كل الحب والحماس والعاطفة الجياشة متأثرة وبقوة تجاه إحدى حاملات فيروس الإيدز وهي تحكي قصتها مع الإصابة بالمرض، ظللت فترة أفكر كيف يمكن لإنسان أن تصل به قضية إلى أن تملك عليه جوارحه فيعيش لها، وقررت أن يكون لي معها هذا الحوار؛ ليكشف لنا كيف تأثرت الدكتورة خديجة بقضية الإيدز وحاملي فيروسه في الوطن العربي، فأصبحت تتأثر بها وتؤثر فيها. خديجة توفيق معلى ابنة الجنوب التونسي نشأت وتربت بمدينة صفاقس في بيت أهم سماته كما تصف الكرم وحب التعلم، على يد أب يحمل الكثير من القيم الأخلاقية العالية التي ورّثها إلى أبنائه الأحد عشر. كانت خديجة صغرى بنات أب يهتم بتفوق بناته في دراستهن؛ لتتخرج الابنة من كليتها قوية في مجالها نافعة لبلدها وأهلها، بل كان حريصًا على إرسال خديجة إلى إنجلترا في شهور الإجازة لتتعلم اللغة الإنجليزية منذ كان عمرها 14 سنة، إدراكًا منه لأهمية اللغة الإنجليزية وضرورة إتقانها. وكانت الوالدة أيضًا متأثرة بفكر الوالد رغم أمّيتها، فاهتمت بتربية بناتها وتعليمهن، وكانت النتيجة تفوقهن في مجالات مختلفة، وحصول جلّ البنات على رسالة الدكتوراة في علوم مختلفة.
والدي سر نشأتي
تؤكد الدكتورة خديجة أن والدها كان أحد أسرار نشأتها، فتقول: « أثرت تربية الوالد في تكوين شخصيتي، وكنت محظوظة جدًّا، فأبي -رحمه الله- أحبني بطريقة قوية جدًّا، كنت قريبة جدًّا منه وأجلس معه كثيرًا، حبه لي فرق معي وأحلامه لي فرقت كثيرًا معي ». تعلمت الدكتورة خديجة من والدها « الحب غير المشروط » كما وصفته، فكان الوالد يحب الآخرين دون قيود أو شروط، ولم يقتصر حبه على أبنائه، بل كان حبه الكبير للعلم يدفعه إلى مساعدة أي شخص يريد أن يتعلم، فامتد تأثيره إلى آلاف الأشخاص. مبدأ آخر هام تعلمته الدكتورة خديجة من والدها وهو قبول الآخر، تقول: « تعلمت من والدي كيف يكون الإنسان متفتحًا لدرجة قبول الغير وعدم الحكم عليه، وهذه سمة يفتقدها المجتمع العربي، فالفروقات بيننا كثيرة لدرجة أننا نصنف بعضنا ونحكم على بعضنا، وهذه مشكلة كبيرة تجعلك لا تذهب للآخر ولا تستطيع التعامل معه أو تساعده ». وعلقت بمقولة الأم تريزا: « If we love people we do not have time to judge them. » ورغم أن الوالد والوالدة لم يكن يشغلهما زواج البنات، بقدر ما يشغلهما تعليمهن فإن الدكتورة خديجة تزوجت وهي في أول سنة في الكلية وأنجبت بنتين، ولكن لم يمنعها ذلك من مواصلة دراستها في كلية الحقوق بفرنسا، والحصول على رسالة الماجستير والدكتوراة في القانون الدولي. تقول الدكتورة خديجة: « بالرغم من أن مجموعي في الثانوية العامة كان يؤهلني لدخول كلية أعلى، فإن اختياري كان كلية الحقوق؛ لأنه كان لديّ اقتناع شديد بحقوق الإنسان، وأستطيع أن أعطي فيه أكثر ». عادت الدكتورة خديجة من فرنسا إلى تونس لتعمل كأستاذة بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، وكان لديها الكثير مما تعلمته بفرنسا من مظاهر التنمية والحضارة، أصرت الدكتورة خديجة خلال فترة عملها كأستاذة بالكلية (5 سنوات) على تقديم أشياء جديدة على مستوى المواد التي تدرسها، فكانت أول من أدخلت مادة القانون الأوروبي بالكلية، وحاولت تطوير واستخدام أساليب تدريس جديدة، ثم تركت التدريس لتعمل كمحامية حرة لمدة 5 سنوات أخرى.
الإيدز.. مجرد صدفة« علاقتي بالإيدز كانت صدفة كبيرة »، كان هذا رد الدكتورة خديجة عندما سألتها عن بداية علاقتها بقضية الإيدز، فبعد عودتها من فرنسا انضمت كمتطوعة إلى « الجمعية التونسية لمحاربة الأمراض التناسلية والإيدز » بتونس، وذلك عن طريق زوج أختها رئيس الجمعية، فكانت أول حقوقية تنضم إلى الجمعية. تقول معلى: « كان نشاطي بالجمعية ما بين حصص توعوية، وتدريب لمديري السجون، وتقديم محاضرات، ثم بدأت أترافع عن قضايا خاصة بمرضى الإيدز؛ نظرًا لأنني كنت الحقوقية الوحيدة في الجمعية، ونظرًا لخصوصية المرض ». وكانت النظرة الحقوقية هي الجديدة في الجمعية، فبالإضافة إلى الدعم المالي الذي تقدمه الجمعية للمرضى من علاج وفحوصات دورية وغيره، ظهر جانب آخر وهو المعاناة من الوصم والتمييز لحاملي الفيروس، مما أدى إلى خرق حقوق المرضى. وإيمانًا من الدكتورة خديجة بمبدأ حقوق الإنسان بشكل عام، وانطلاقًا من احتياج هؤلاء المرضى لمن يدافع عن حقوقهم نبع اهتمامها بقضية الإيدز وحاملي فيروسه، فترافعت في قضايا المتعايشين مع الفيروس، وكان أكثر هذه القضايا شيوعًا هي الفصل من العمل؛ نظرًا لتكرر الغياب نتيجة الإصابة بالأمراض الانتهازية التي ترافق الإصابة بالفيروس، وغالبًا ما تؤدي إلى أعراض مستمرة مثل الإسهال المتكرر. ولكن كانت نتيجة الحكم في هذه القضايا -دائمًا- ضد المرضى؛ لأنه لم يكن هناك قانون يحمي هؤلاء الأشخاص، فتقول: « كان القاضي يقول لي بعد طرح القضية عليه -وبالرغم من تعاطفه مع الموقف-: « هل لديك قانون يا أستاذة؟ »، فلا يمكن إصدار قرار دون وجود فصل قانوني. استمر نشاط الدكتورة خديجة في الجمعية لمدة 10 سنوات، قدمت خلالها مئات المحاضرات بإفريقيا جنوب الصحراء، وبحلول عام 2001 بدأ عملها مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للإيدز UNDP كمستشارة حقوق الإنسان، حيث قرر البرنامج مع بداية انطلاقه اختيار 100 ناشط في إفريقيا بمجال الإيدز، ثم تم تصفيتهم إلى 30 ناشط كانت الدكتورة خديجة أحدهم، وتقول: « كنت وقتها الوحيدة من منطقة الوطن العربي، والحقوقية الوحيدة أيضًا في هذه المجموعة، وعملت على وضع إستراتيجية الـ UNDP لحقوق الإنسان العالمية بالنسبة للإيدز ».
من تونس إلى مصربدأ البرنامج عام 2002 بجيبوتي وفي شهر سبتمبر 2003 تقرر نقله إلى مصر، وفي شهر نوفمبر 2003 عرض على الدكتورة خديجة أن تكون مسئولة عن مكتب الـUNDP في مصر لمدة سنة، وفي 11 ديسمبر 2003 انتقلت بالفعل للعمل في مكتب القاهرة كمستشارة لسياسات الإيدز ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وخاصة البرنامج الإقليمي للدول العربية. لم يكن القرار سهلاً، حيث تركت الدكتورة خديجة بيتها وأسرتها وعملها كمحامية في تونس؛ لتتفرغ فقط للدفاع عن حقوق حاملي فيروس الإيدز في الوطن العربي. تقول معلى: « تشاورت مع زوجي وشجعني على اتخاذ القرار، فقبلت العرض وبدأت العمل، فتوظيف مجهودي لـ20 دولة عربية خير من أن أفيد به دولة واحدة ». وبسؤالها عن تأثير هذا القرار على أفراد أسرتها، أجابت: « سفري المتكرر كان يخيم على حياتي بشكل عام، ولم يؤثر هذا على تربيتي لبناتي، فمقدار تأثيري عليهن ليس بمقدار جلوسي معهن، لكن بالقيم التي أنقلها لهم في الوقت القليل الذي أقضيه معهن.. بناتي صديقاتي، يفتقدوني كما أفتقدهن، ونحن على اتصال بشكل يومي ». وبدأت العمل بمفردها في مكتب صغير، وجهاز كومبيوتر، وخبرة وتجربة سابقتين في تونس، وشبكة اتصالات تكوّنت عبر السنين. انطلقت من احتياجات المجتمع التونسي فوسعتها على إطار الوطن العربي، وقامت بعمل مفاوضات كبيرة على الميزانية الخاصة بالإيدز في برنامج الأمم المتحدة، وبدأت فعالياتها بعمل دورات تدريبية للإعلاميين، والجمعيات الأهلية لدعم القضية.
القيادات الدينية.. مبادرة وتحد« كنت مقتنعة أن القيادات الدينية لها دور كبير وفعّال في هذه القضية، ووجدت تحديًا قويًّا، حيث لم يقتنع أي من الأطراف بالأمم المتحدة بالفكرة، وكان هناك تخوف منها، ولكني أصررت عليها ». بدأت الدكتورة خديجة مبادرة إشراك القيادات الدينية في مواجهة مرض الإيدز بمفردها و10 آلاف دولار فقط، حيث لم تفلح في إقناع شركاء آخرين بدعمها ماديًّا، وكلّفت مستشارين لمساعدتها لعقد أول اجتماع بدمشق، تجمع به 20 قائدًا دينيًّا ما بين مسلمين ومسيحيين، لهم تجربة وخبرة سابقة مع الإيدز؛ لعمل جلسة عصف ذهني حول أهمية الفكرة، فكان اتفاق دمشق المبدئي في شهر يونيو 2004. لم تتوقف بعدها الدكتورة خديجة، بل استمرت ولمدة 5 أشهر في زيارات ولقاءات واتصالات مع كبار القادة الدينيين بالوطن العربي؛ لتعرض عليهم الاتفاق المبدئي، وكلل سعيها بالنجاح، حيث حصلت على 300 إمضاء من كبار القادة الدينيين في الوطن العربي على اتفاق دمشق المبدئي والذي تحول بعد ذلك إلى إعلان القاهرة 2004 للقادة الدينيين في البلاد العربية لمواجهة وباء الإيدز، وتلاه بعد ذلك إعلان طرابلس 2006 للقائدات الدينيات. لم يختلف أحد على نجاح هذه المبادرة، حيث توالت بعدها الدورات التدريبية الخاصة بالقيادات الدينية، بل إن تلك الدورات كانت بطلب من كبار القيادات الدينية في الوطن العربي. وتؤكد الدكتورة خديجة على أن القادة الدينيين بيدهم تحريك دفة تلك القضية في الوطن العربي للأفضل ويليهم الإعلام، حيث تقول: « الإعلام والقيادات الدينية بيدهم تغيير الوصم والتمييز الذي يهدد حاملي فيروس الإيدز، كما يمكنهم الدفع لوضع قوانين لحمايتهم، إضافة إلى أن تلك الجهات رسالتهم تشمل العفة والامتناع، والوقاية في حال الوقوع في الخطيئة، بالإضافة إلى أنها تصل لأكبر قدر من الناس ». وقد تعهدت القيادات الدينية ببذل كل الجهد في سبيل الحرص على حقوق المتعايشين مع فيروس الإيدز، وناشدوا الحكومات والإعلاميين والقطاع الأهلي للتضامن معهم في التعامل مع حاملي الفيروس دون وصم أو تمييز.
سن قوانين تحمي الحقوقطالبت الدكتورة خديجة بسنّ قانون يحمي حقوق حاملي فيروس الإيدز في كل دولة، وهي تؤكد: « لدينا مسودات لقوانين تم العمل عليها لتحمي حقوق مرضى الإيدز، وذلك من قبل قضاة ومشرعين، وكانت جيبوتي الدولة الأولى والوحيدة التي سنّت قانون للدفاع عن حقوق مرضى الإيدز في إبريل 2007، ومن المتوقع أن تكون اليمن والسودان هما الدولتين التاليتين اللتين سوف تسنّان قوانين لحقوق مرضى الإيدز ». ولكن الأهم من هذه القوانين وتفعيلها هو الوصول لهؤلاء المرضى حاملي الفيروس، فالتقديرات تشير حسب الدكتورة خديجة: « أن هناك مليون شخص بالوطن العربي حامل لفيروس الإيدز، 90% منهم لا يعلمون بإصابتهم و10% منهم فقط قام بالتحليل، وتعاملنا مع 100 فرد منهم تقريبًا، حيث عقدنا أول تدريب في تونس لـ30 مصاب، ثم 50 في مصر، وأخيرًا 104 تم تدريبهم لمدة 5 أيام بمصر في رمضان 1428هـ واعتبرناه أكبر نجاح وقتها ». ثمة لمحة هامة لفتت إليها الدكتورة معلى قائلة: « الدرس الكبير هو أنه حتى أصل لهؤلاء الأشخاص وأعمل على تغيير سلوكهم لا بد من أن أحبهم وأكون قريبة منهم وصديقتهم حتى وإن كان انتقال المرض إليهم من خلال علاقات غير مشروعة وخلافه، فأنا أقبلهم دون حكم عليهم، وليس من حقي أن أحاسبهم، فمبدأ عملنا هو وضع حلول وتغيير سلوك ».
حلم وحب وعطاءستكمل الدكتورة خديجة مسيرتها بنفس المبادئ والقيم التي ورثتها عن والدها، مؤكدة على أن مبدأ بناء الثقة هو الركيزة الأساسية في التعامل مع أي شخص، وحلمها لعام 2008 هو عمل نواة لمجموعة تواجه هذا الوباء في 20 دولة عربية تمثل قوة لإيقاف الإيدز، تقول: « لدينا على الأقل 150 شخصًا في مجالات مختلفة بكل دولة تم تدريبهم لدعم قضية الإيدز ومرضاه ». وسلاحها لإكمال مسيرتها هو الحب الذي يولّد العطاء، فتقول: « أعطاني أبي أطنانًا من الحب، جعل عندي حبًّا أعطيه للآخرين، أعطيته للمتعايشين مع الفيروس الآن ولعائلتي وأصحابي، فعندما يتملك إنسان من قضية هامة لا بد أن يكون لديه حب كافٍ كي يعطيه للقضية ». « وحلمي أن يحب كل أب عربي بناته بنفس الطريقة التي أحبني بها والدي، وحلم لي بمستقبل مشرق ».
محررة القسم العلمي والصحي بشبكة « إسلام أون لاين.نت »، وحاصلة على بكالوريوس العلوم الصيدلية، يمكنكم التواصل معها عبر البريد الإلكتروني الخاص بصفحة علوم وتكنولوجيا oloom@islamonline.net |
المخرج السينمائي محمد الزرن لـ «الشعب»:
ظلام قاعات السينما جزء من ظلام العقول…
أجرى الحوار: ناجي الخشناوي
نادرا ما طوّقتني حالة من الارتباك واللاتماسك اللغوي أثناء تدبيج مقدمة احد الحوارات التي أنجرتها في السابق، ومرد ذلك الارتباك يتأتى غالبا من طبيعة شخصية محاوري او من خلال المتن الذي يقدمه ضمن أجوبته… وكنت دائما، امام تلك المواقف النادرة، أصاب بيأس كبير من جحود اللغة وعجزها عن افاضة تقديم المفردات والعبارات… فأراني ألوذ بسيرة محاوري تفاديا لتهدّل اللغة امام فورة محاوري وهروبا من الحروف الشاحبة امام نضارة نقاط وفواصل كلامه…
المخرج السينمائي محمد الزرن صاحب افلام «كسّار الحصى» (1989) و «يا نبيل» (1993) و «السيدة» (1996) و «نشيد الالفية» (2002) وفيلم «الامير» (2005) الحائز على اكثر من 15 جائزة دولية… تناسلت فواصله وحروفه بين تعاريج اللغة… بين المصطلحات والافكار… الجوائز… الافلام… شارع الحبيب بورقيبة… الارهاب… جرجيس… الموزعين… ظلمة القاعات… الكاريكاتور… أوسكار وايلد… الصغير أولاد أحمد… العولمة… التعليب… الحرية… جرجيس… الخيال… الاحلام… الطاهر وشمعون… أفريكا آر… البترول… والمفارقات…
كلها تناسلت وتقاطعت ضمن هذا الحوار الذي خصّ به محمد الزرن قُرّاء «الشعب» بعد انهائه تصوير فيلمه الجديد منذ ايام.
فيلمك الطويل الاخير «الأمير» كان ـ ولا يزال ـ له حضور عالمي وتم توزيعه بشكل كبير، وقد نلت به عدة جوائز دولية، وكان بالامكان ان يحصل على التانيت الذهبي في ايام قرطاج السينمائية لسنة 2005 لو لم يتم استبعاده في المسابقة الرسمية؟
ـ استبعاد الامير من المسابقة الرسمية كان قرارا غير وطني لأن سنة 2005 كانت سنة الاحتفال بمرور 25 سنة على ايام قرطاج السينمائية، وبالتالي كان على مدير المهرجان ولجنة تنظيمه ان يفكروا في قيمة الحدث ويبرهنوا أكثر على حضور السينما التونسية. وبما ان الفيلم كان له حظ كبير في نيل احدى جوائز تلك الدورة تم استبعاده واقصاؤه لأغراض شخصية بحتة. ولأني كمخرج سينمائي كنت دائما ـ ومازلت ـ أشق طريقي بمفردي فكان سهلٌ جدا ان يستبعدوني.
ومع ذلك الفيلم تم اختياره ليمثل تونس في اغلب المهرجانات الدولية. فما رأيك في هذه المفارقة!!!
فيلم الامير شارك في مهرجان وغادوو ونال جائزة أحسن تركيب، ونال جائزة أحسن ممثل في مهرجان وجدة وتم توزيعه في فرنسا من طرف افضل شركة توزيع لأفلام الكتّاب العالميين مثل «فين فندارس» و «وان كارواي» وعند توزيعه في القاعات السينمائية بعد ركود عشر سنوات ورفض الموزعين التونسيين لتوزيع الافلام الوطنية، أحدث فيلم الامير نقلة نوعية في السينما التونسية وصارح الجمهور مع القاعات، ولن أبالغ إن قلت ان فيلم الامير هو الذي منح الثقة من جديد للموزعين لترويج عدة افلام تونسية كانت مركونة في المخازن.
على ذكر فيلم الامير لماذا قدّم محمد الزرن صورة المثقف بتلك الطريقة الكاريكاتورية الساخرة؟
ـ الكاريكاتور أعتبرها من اهم الوسائل التي ترفد الصورة السينمائية. عبر المشهد الكاريكاتوري يمكنك ان تستفز المشاهد وان تثير فيه نقاط الاستفهام التي يجب ان يثيرها. الكاريكاتور تجسد ما هو غير مرئي.
في فيلم الامير المثقف يعاني من وطأة العولمة، والمثقف المهموم بترويج الثقافة، الثقافة التي هي أكسجين الانسان أينما كان. الثقافة اختنقت والاكسجين انحسر. ربما لأن الثقافة لا تملك النجاعة والمردودية الآنية بلغة العولمة طبيعي ان تحتضر. أنا لا أنظر لاحتضار الثقافة او موتها بالعكس انا أصرخ امام هذا الوضع في وجه كل مثقف ان ينتبه وان يتلمس النور في داخله ويفكر في أساليب مواجهة مصائب العولمة واخطرها الدغمائية الدينية والاصولية المادية.
هناك حدود وحواجز تُرفَع بين الشعوب ووحدها معاول الثقافة القادرة على هدم الحواجز واختراق الحدود، الارهاب اليوم صار سوقا للربح، صار موردا للتمعش من ثروات الشعوب والأمم.
إذن هل ننتظر فلما لمحمد الزرن يعالج ظاهرة الارهاب بشكل مباشر ان صحت العبارة؟
ـ الارهاب! أتمنى ان أعالجه سينمائيا ولكن ليس بالصورة التي تُروّج اليوم. الارهاب يشغلني يوميا، لانه كظاهرة وكمصطلح تشعّب جدا، وأنا أفكر جديا في كتابة سيناريو أعالج ضمنه الارهاب من الزوايا المستعصية على الفهم والتحليل. أريد ان اكتب ظل الارهاب وأصور ما هو قابع في ظل ظله.
لنعد الى فلم الامير الذي شرّعت فيه أبوابا واسعة للحلم، وقد قلت اثناء تقديمك لأول عرض له ان من لا يحلم لا يمكنه ان يفكر، هنا أود ان أسألك عن امكان الحلم في عالم يجهض الحلم؟
ـ نحن نعيش في عالم وفضاء كل ما هو ظاهر فيه ينادي ويستفز القوة الكامنة في الانسان لنفض الغبار عن احلامه رغم أن العولمة وبشكل حاد تنمّط أحلام الناس.
فيلم الامير نادى بالحلم كمكسب انساني فردي هو الاساس في حياته. الحلم هو اساس الحرية ومن دون حلم لا يمكن ان نكون احرارا، ولا يمكن ان نفكر.
بطل الامير لم يعش قصة حب بسيطة وسطحية ولكن السؤال الذي طرحه «عادل» البطل هو الايمان بحرية الحلم وحرية الخيال. الحلم هو طريق الابداع ومسلك الحرية، بل هو يتساوق معها، في هذا العالم الذي يسوّق كل المواد الاستهلاكية لنسأل هل الناس بإمكانهم تحقيق الاحلام في عالم معلّب.
حرب الخليج وحرب العراق جعلتنا نقف على الايادي التي تتقن جيدا اجهاض الحرية وودئها باسم ترويج الحرية ذاتها والديمقراطية…
الحلم… الحرية… الديمقراطية كلها مشاريع مؤسسات القوى المهيمنة.
في الامير، بطل الفيلم يُربّي حلمه فوق أرصفة شارع الحبيب بورقيبة، بل يقتنصه من الامكانات الملقاة تحت عصافير الشارع المنثورة على كراسي المقاهي وفي رحيق زهور ذات الشارع. الحلم هو الذي نكتبه بقلمنا الخاص، لا أعني قلم الكتابة… أعني مختلف وسائل الحياة… محراث الفلاح… ميزان التاجر… عجينة بائعة الخبز… مجاز الشاعر… خطوة الجندي…
هناك مقولة ترى ان السينما هي صناعة الحقائق والاكاذيب معا وأنت صوّرت الامير في شارع الحبيب بورقيبة… شارع الالغام الحقيقية فكيف تفاديت ألغام الواقع تلك التي يصفها المخرج البريطاني مارك كوزينس؟
ـ يقول أوسكار وايلد، الكذب هو أداة ابداع. الكذب هو مجال تخصيب الخيال ولذلك نحب المرأة الكذوب ونستمتع بكذب الطفل الصغير ونصدّق مجاز الشاعر الكاذب…
في الامير تراءى للجمهور بأن ذاك الشارع المزدحم هو شارع الحبيب بورقيبة. هو فعلا الشارع وهو في نفس الوقت ما هو الا الشارع الذي رسمته في خيالي… شارع الحبيب بورقيبة هو في خيالي أكذوبة وهو في ذهن المشاهد حقيقة… أكذوبة لصناعة السينما.
الالغام التي تفاديتها ورقصت كاميرا الزرن امامها تمثلت في عُسر التحكم مثلا في حركة المرور او في حركة جولان الملامح والعصافير. تخيل ان آلافًا من الناس العابرين في الشارع توقفوا لمشاهدة عمليات التصوير… وعندما تنهي الفلم لا تجد تلك الالغام لقد اجتهدت في صياغة خطواتي امام ألغامه لأقدم اكثر من مائة دقيقة عن شارع أحبه واعتبره جزءا مني.
على ذكر الواقع والواقعية، هل تعتبر السينما كتابة تاريخية في احد وجوهها وشاهدة توثق مرحلتها؟
ـ نحن محكوم علينا ان ننتج أفلاما تعبر عن دواخل الناس، أحلامهم وشجونهم، وفي نفس الوقت يجب ان يكون المخرج شاهدا على مرحلته، وبالتالي فالعامل التوثيقي موجود بل هو اساسي لحماية مخزوننا الثقافي والتاريخي، ولذلك ترى في افلامي عمقا وثائقيا على اختلافهم وهذا ناتج عن ايماني بقيمة القيم الانسانية، ومن فلم لآخر أمر بفلم وثائقي طويل وهو بمثابة مصالحة مع ذاتي وتعبير عن القيمة التجريدية التي تعتمل بداخلي كمخرج أو بداخل الممثل او المكان او الزمان…
اذن انت الآن في حالة مرور او لنقل عبور فبعد الامير ها انك تنهي تصوير فيلمك الجديد منذ ايام؟
ـ فلم «الفصول الاربعة للطاهر وشمعون» يندرج في مسار مواصلة بحثي عن حقيقة السينما وهي انسانية الانسان لأنها الجواز الكوني الذي يربط وجودنا ويؤسس تواصلنا.
في هذا الفلم حاولت ان أرصد بعمق التسامح، المحبة، التطوّر وهذه هي غاية الفلم، من ذلك اني أدمجت في الفلم شخصيات كلهم من اصل مدينة جرجيس، شخصيات مختلفة ومتناقضة، ثانوية ورئيسية، كلها تعبّر عن وجود انسان اليوم وعن شكل اقامته في العالم، منهم اليهودي والمسلم والمسيحي على تعدّد أديانهم وجنسياتهم وثقافاتهم، فيه العامل والعاطل ، فيه العجوز والشاب، الأمي والمثقف…
جرجيس اليوم، هذه المدينة تحضن كل هذه الملامح وكل هذه التناقضات والاختلافات وايضا كل هذا التلاقي والتواصل… جرجيس قد تكون مدينة في نيويورك أو في الهند… جرجيس صبغتها بمسحة الكونية وهي بالفعل كذلك.
قبل عشرين سنة كانت في تونس 90 قاعة عرض لم يبق منها الآن الا 13 قاعة وهي لا تعرض بانتظام، فمن يتحمل مسؤولية هذا التراجع حسب رأيك، الدولة وحدها أم أهل القطاع أم الاثنان ومعهما الجمهور؟
ـ أعتقد أن القاعات التي مازالت كلها، صارت هي الاخرى جثثا مفتوحة على ظلمة الجدران وفراغ الكراسي، وأعتقد ان قاعة «أفريكا آر» وحدها الآن قد تؤسس لجسد سينمائي حيّ يتنفس ويتحرك.
ولايات كاملة لا تتوفر بها الا قاعة سينما يتيمة وفي الغالب الأعم تجدها مغلقة!!! في جرجيس مثلا قاعة واحدة تم اغلاقها «بالياجور»، في مدنين هناك قاعتان مغلقتان وبالمثل تطاوين وبنقردان لا وجود بتاتا لقاعة سينما، في جربة هناك قاعة خاصة لا يؤمها الجمهور، آخر مرة دخلتها وجدت فيها 5 مشاهدين فقط !!!
هناك عدة عوامل خلقت ثقافة حينية، استهلاكية، نمّت البُخل بشكل فظيع، ثم الانغلاق الفكري الذي صار حاجزا سميكا، والوضع لا ينطبق على السينما وحدها بل على الشعر والمسرح والكتاب والرسم والموسيقى وكل تعبيرات الحلم…
الأولوية الاساسية التي يجب ان تتضافر من اجلها كل الاطراف، مؤسسات الدولة والمثقف والمواطن، هي بث النور في الظلمة، ظلمة قاعات السينما هي من ظلمة العقول… صحيح اننا بحاجة لطرقات سيارة وجسور وقناطر ولكن ايضا نحن بحاجة لانسان متنوّر يعرف كيف يمشي فوق تلك المنجزات، وهذا لا يخصنا نحن كتونسيين فقط، وانما يخص كل الدول العربية.
لك البياض المتبقي لتنهي هذا الحوار كما تشاء؟
ـ تقفز الى مخيلتي الآن صورة كاريكاتورية تتمثل في أن برميل النفط عندنا نحن العرب فاق المائة دولار، معمار خيالي في العواصم وخيال يرتدُ ويتراجع بشكل جنوني… يا للأسف…
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية– تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)
الـتَّـصْـفِـيـقُ…
يكتبها: ناجي الخشناوي
تمثّل تلك الحَركة البَسيطَة المتمثّلة في ضَرب كَفّ بكَفّ تعبيرَة جسَديّة عن شُعور بالاستحسَان والرضَا والتأييد لفعل مُشاهد أو لقولٍ مسْموعٍ…
والتّصفيقُ ـ في تقديري ـ تعبيرَة نبيلَةٌ ورَاقيةٌ مقَارنَة بالهُتَاف والصّيَاح، وأعتَقد أنّ التَّصْفيق هو فنٌ قائم الذَّات له شُروط ومقَاييسٌ مضبُوطة تُلزمُ من وَجَد نفسَه في مَوْضع تصْفيق بالانضبَاط لهَا وتَطبيقهَا لتُضفي تنَاسقًا وانسجَامًا مَع الفعل المشَاهَد أو القَول المسْمُوع…
طبعًا تلكَ المقاييس والشُْروط والضّوابط ليسَت مُدوّنَةً في الدّسَاتير أو التّشريعَات والقَوانين، وإنّمَا هي نتَاجٌ لتَوافقٍ ومُوَاضَعَة بين النَْاس قد تجمَعهم مَسرحيّة مَا أو فلمًا سينمَائيًا.. أو قد يُدعُون للحضور في بَرنامَج تَلفَزي أو يَلتَقُون في مَدارج مَلعَب للريَاضَة أو في قَاعَة مؤتمَرات وغيرها من الأمَاكن العُمُوميّة…
غير أنّ فن التصفيق النبيل يبدو أنّه صَارَ مِحْنَةً تونسيّة بامتيَاز ـ وهو الذي جلبَه أحَد البَايَات من فرنسَا مثلمَا يُروَى ـ وصَار تعبيرَة هستيريّة تَتَجَلّى في أسوإ صورهَا خَاصة في قَاعَات السينمَا والمسَارح وضمنَ بَرامج التَْنشيط التي تقَدّمهَا الفَضَائيَْات التُْونسيّة… وبصورَة أفظَع في مَنَابر الخُطَب سَواءٌ منهَا السيَاسيّة أو الأدَبيّة…
وفي اشَارَات عَابرَة يمكن أن تَرصُدَ استفحَالَ هَذه المحنَة بشَكلهَا الهستيري من خلاَل أمثلَة مُكَرّرة يَوميّا، فَيكفي أن نَسأَلَ كَمْ من شَاعر ارتَبكَ أمَامَ جمهور لا يُجيدُ الانصَاتَ للمَجَاز بقَدر مَا يُجيد ضَربَ الأكفّ، ويَكفي أن نشَاهدَ جمهورَ قَاعَات السينمَا ـ الضئيل ـ يَنسَحب اثرَ انتهَاء العَرْض في صَمت من دون التصفيق عَلَى العَمَل الذي تَابَعَه تمَامًا مثلَمَا يحدث دَاخل الطائرَات التونسيّة التي لَم يَعد يَسمعُ طيّارُوهَا تَصفيقَ الركاب علَى سَلاَمَة الرحلَة.. ويَكفي أن نتَابعَ مَوجَات التّصفيق المجَاني وهي تَقطَع نَسَقَ المسرحيّات… وتلك الموجَات المجَانية واللاّمبرّرة نَقف عَلَى أشَدّ مَظَاهرهَا أثنَاء الخطًَب الحزبيّة التي يَزدَهر فيهَا سوق اللُْغَة الرّنانَة والتَّصفيق الجَيّاش اللَْذَان يَظَلاّن حَبيسَا الجُدُرَان البَاردَة والأعْلاَم البَاهتَة…
محْنَةُ التَْصْفيق التُّونُسيَّة تَتَجَلّى أيْضًا وبصُورَة «لا َأخلاَقيَّة» أثنَاءَ بَرامج التَْنشيط التَّلفَزي حَيثُ نتَابعُ استنفَارَ حَفنَة من الشَْابَات والشبّان للخَبْط بأكفهم عَلَى أتْفَه الملاَحَظَات من مُنَشّط لا يُتْقنُ تَصريفَ الأفعَال، وبالمثل يَشْحَذونَ همَمَهم ليُقَاطعُوا بالتصفيق فكرَةً مَا ينوي أن يُعبّر عنهَا ضَيف ذاكَ البَرنَامَج…
طَبعًا التَْصفيق ظَاهرَة كَونيّة ولاَ تَقتَصر عَلَى الشَْعب التُْونسي، ولَكن أعتَقد أنّنَا صرنَا الشعبَ الأكثَر تصفيقًا في العَالم، فنَحن نُصَفّق حَتّى عَلَى مَوتنَا اليَومي وعَلى انحدَارنَا الأخلاَقي، ولَن أبَالغ إن قلْتُ أن هُنَاك مَن هُو قَابعٌ الآن في بَيته يُتَابع برنَامَجًا تَنشيطيّا أو يُشَاهدُ خطبَةً ويَجدُ نَفْسَهُ يُصَفّق تلْقَائيّا ـ بَل ميكَانيكيَْا ـ وبكُل حَمَاسٍ!!!
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية– تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)
خواطر حول كتاب البكوش عن عهد بورقيبة
بقلم الأستاذ: علي بالرايس
طالعت كتاب اضاءات على الاستعمار والمقاومة في تونس وفي المغرب الكبير بعد ان حضرت جميع المحاضرات التي ألقيت في العاصمة وهو كتاب في متناول جميع أصناف القراء على اختلاف مستوياتهم الفكرية واعمارهم الزمنية والاطلاع على ما قدمه أبطال تونس وشهداؤها «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا..» (صدق الله العظيم)
ان مؤلف الكتاب لا يناقش الثوابت الوطنية غير انه ترك الباب مفتوحا لجميع الاجتهادات مبينا انه «قد يكون متأثرا بالمحيط الذي ترعرع فيه (والده المرحوم حسن البكوش من كبار مناضلي ومجاهدي حمام سوسة) وشديد الوفاء لبورقيبة رغم الأذى الذي لحقني من بطانة الزعيم.. وهو اعتراف يجعل القارئ يقرأ الكتاب بأريحية كاملة دون التقيد بضوابط الالتزام بتبني ما جاء فيه من اراء مع امكانية نقدها او حتى انتقادها مع احترام ما جاء فيها من وصف احداث وذكر حوادث وبيان غامض وتبيين مجهول او غير معلوم وذلك لما عرف عن المناضل الوطني الكبير الهادي البكوش من صدق وجدية وعمق تفكير واحترام الرأي الآخر وموضوعية برزت جلية عند بيانه لمساوئ الاستعمار الكثيرة والمهينة ولم يحجب رغم هذا جوانب ايجابية لبعض المربين الفرنسيين وكذلك بعض الاداريين الذين ادوا عملهم بكفاءة وتفان وعاملوا أهل البلد باحترام ومحبة…
لكن الهادي البكوش وفي كل الأحوال – ونحن معه- يندد بجميع الذين «يمجدون» ايجابيات الاستعمار مؤكدا ان لا ايجابية اطلاقا للاستعمار ولا غرابة من موقفه هذا وهو الوطني حتى النخاع ومنذ نعومة اظافره مستندا في هذا لا على العاطفة فحسب بل مستندا على أرقام تبين بالحجة الدامغة كيف عمم الاستعمار الجهل وكيف نشرت الحكومة الوطنية العلم والمعرفة في الفيافي والقفار واطراف الرمال بعد ان وحدته وعصرته وعربته فطيلة 75 سنة من الاستعمار وصل عدد الطلاب التونسيين المسلمين الى 320 طالبا ووصل العدد في50 سنة استقلال الى 320 الف طالب اي اكثر من الف مرة في 50 سنة من 75 سنة استعمار لان الاستعمار يريد تجهيل الناس حتّي يسهل له التحكم فيهم بينما عقب الرئيس بورقيبة أثناء مظاهرات الطلبة على من ارجع هذه المظاهرات الى الوعي من جراء نشر التعليم: انني افضل ان احكم شعبا متعلما…
الخلاف بين بورقيبة وبن يوسف
ثم يركز الهادي البكوش في بقية محاضراته على الحركة الوطنية وعلى زعامة بورقيبة ووطنيته واستشرافه للمستقبل واستراتيجيته للحصول على الاستقلال ثم بناء الدولة العصرية عكس جماعة الحزب القديم المكونة من علية القوم والتي تقاوم من برج عاجي وتفتقر رغم وطنيتها الى برنامج عملي واضح المعالم وكانت أكبر كارثة تعرض لها الوطن والحزب والمواطنون هو الخلاف الجذري بين الزعيمين المرحومين بورقيبة وبن يوسف والتي فاق فيها عدد الضحايا ما خلفته حرب التحرير من شهداء والتي تعرّض خلالها بورقيبة لمحاولتي اغتيال. وكانت المأساة سنة 1961: اغتيال الزعيم صالح بن يوسف في المانيا وهو اجرام اثار حفيظة المؤلف وهو البورقيبي على الدوام منددا بهذا الاغتيال البشع في أسف وحسرة «اغتالته الدولة ما كانت لتغتاله لان لها من الوسائل الأمنية والامكانيات القضائية ما يجنبها مثل هذه التجاوزات»…
نزاهة وايمان بالقانون واحترام له صفات لازمت المؤلف في ما تولاه من مسؤوليات جعلت منه في ما بعد رجل دولة محترم باتم معنى الكلمة «فالدولة – خلافا لمعارضيها الخواص – اسمى من ان تلتجىء الى سلوك مناف للقانون فهي الدولة».
يهتم الكاتب ايضا بالمغرب العربي الكبير تاريخا ومقاومة واستقلالا واتحادا مغرب كبير اختار المؤلف الحياد بين عدة تسميات ذات منحى ايدولوجي – المغرب العربي – المغرب الاسلامي – شمال افريقيا – مؤكدا على ابراز عناصر الوحدة وان ما يوحدنا اكثر مما يفرقنا مناديا من اعلى منبر مجلس النواب المغربي يوم 12 افريل 1985 بضرورة التوحيد في اطار مغاربي.
ان الواقع يجعلنا نيأس من هذه الأمنية الغالية علينا نحن الشعوب المغلوبة على امرها ولست عرّفا لأدقق بالضبط تاريخ الوحدة بعد سنوات او قرون خاصة و«انه في عهد الاستعمار كان تنقل الأشخاص أيسر من اليوم وكان لتونس والجزائر بنك مركزي واحد ومجمع واحد للاتجار بالحلفاء كما كان لهما كليات مشتركة» اوروبا تتقدم نحو الاتحاد والتقدم ونحن نتقدم نحو التخلف والتشتت
أخطاء بورقيبية
كما لابد من الملاحظة ان وفاء البكوش لبورقيبة زاد عن الحد فانقلب الى الضد فكان اسلوبه شاعريا ورأيه ابعد ما يكون عن الموضوعية والواقع مكتفيا بالحديث عن ايجابيات بورقيبة وهي في اعتقادي اكثر من سلبياته لكن الواقع يفرض علينا ان «لا نغطي الشمس بعين الغربال»… وان نقر بان الدستور الذي أطنب المؤلف في تمجيده واعتبره مكسبا وطنيا تاريخيا وتحقيقا لاماني الشهداء الابرار في حوادث 9 افريل 1938 كان في الواقع حبرا على ورق لم يؤمن به بورقيبة ولم يطبقه ابدا رغم انه صيغ على مقاسه.
فهل تسمى جمهورية يا سي الهادي ورئيسها معين للأبد وبحكم الدستور فأي دستور هذا الذي تمجده كما ان بورقيبة خريج كلية الحقوق لم يبن دولة تقوم على المؤسسات والقانون فكان حكمه فرديا رغم انه أبعد ما يكون عن صيغة الديكتاتورية التي حاول البعض الصاقها به وأحاط نفسه ببطانة سوء من نساء ورجال كم أساءت ويا للحسرة لزعامته وجهاده وتاريخه بل لم يرحم البعض وأنت يا سي الهادي أعرف الناس بهذا.
والغريب في الأمر أن الهادي البكوش الرجل الوطني النظيف اليدين والسلوك والمسؤول المقتدر والكفء كان اول ضحايا هذا التفرد بالحكم سجنا ونفيا وعزلا ولا أدل على هذا تلك المحاكمة الباطلة والظالمة والتي ذهبت والى الأبد بمصداقية الزعيم وأصابته بمرض عضال لم يشف منه ابدا حسب السيد الشاذلي القليبي في كتابه «الشرق والغرب السلم الصعب» والتي جعلت احد الشعراء يقول:
حياتكم أفيون وعقلكم عاطل فحكّموا المجنون وحاكموا العاقل
رفراف ـ جانفي 2008
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جانفي 2008)
خبراء: السياسات الراكدة تثير التمرد في الجزائر
الجزائر (رويترز) – المفجرون الذين شنوا هجمات في الجزائر يوم الثلاثاء 29 جانفي بعد أسابيع فقط من هجوم على مكاتب الامم المتحدة يجدون مجندين شغوفين وسط مشهد اجتماعي كئيب من البطالة والعزلة السياسية.
ويقول محللون إن السكان غير الراضين الذين يشعرون بغربة وينظرون الى الدولة على انها لا تكترث بمحنتهم من غير المرجح أن يقدموا للشرطة معلومات كافية لتحقيق نصر نهائي على تنظيم القاعدة.
وقال قادر عبد الرحيم الخبير بشؤون المغرب في معهد العلاقات الاستراتيجية والدولية في باريس انه اذا لم يتخذ اجراء لتصحيح الركود الاقتصادي والسياسي فان « الاسلاميين الراديكاليين سيواصلون تجنيد شبان صغار السن ليس لديهم أمل ومستعدون لعمل أي شيء. »
وقال « اليوم هناك حاجة لان يحدث تغيير سياسي حقيقي لان الموقف الامني يمكن ان يبقى على هذا النحو لسنوات عديدة. »
وقال روبرت بي. باركس خبير العلوم السياسية الذي يدير مركز دراسات المغرب في وهران « الممارسات المناهضة للتمرد المتعارف عليها تقتضي أن تكسب الناس الى جانبك. »
وأضاف « لكن عندما يتعامل كثير من الناس اقتصاديا مع السوق السوداء ويتوقف التعامل مع الدولة سياسيا واجتماعيا فانهم لن يقدموا لقوات الامن المؤشرات التي يحتاجون اليها. »
والهجوم بسيارة ملغومة على مركز للشرطة في بلدة التنية الواقعة على بعد 55 كيلومترا شرقي الجزائر العاصمة الذي قتل فيه اثنان يوم الثلاثاء هو ثالث هجوم كبير منذ تفجير مزدوج بالعاصمة الجزائرية في 11 ديسمبر كانون الاول أسفر عن سقوط 41 قتيلا على الاقل منهم 17 من العاملين بالامم المتحدة والذي أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عنه.
ومنذ ذلك الحين شددت قوات الامن الاجراءات الامنية وطبقت العديد من الشركات الاجنبية اجراءات حماية مشددة.
وقال وزير الداخلية نور الدين زرهوني في الثامن من اكتوبر تشرين الاول ان الخطر مازال موجودا وانه لمواجهة هذه الظاهرة هناك حاجة لتعبئة دائمة. وتعمل شركات اجنبية كبرى في الجزائر من بينها شركات نفط رئيسية مثل شل وبريتش بتروليوم وشركات سيارات مثل رينو وبيجو وبنك ناسيونال دو باري وشركة شلومبيرجر لخدمات حقول النفط.
ويقول محللون ان قوات الامن ليس بوسعها بذل المزيد وانه في المدى البعيد لا يملك السياسيون سوى اعطاء أمل لسكان أعيتهم الحرب يبحثون يائسين عن عمل ومسكن ومستقبل.
وقال عز الدين لعياشي وهو استاذ جزائري للعلوم السياسية بجامعة سان جونز في نيويورك « الاجراءات الامنية وحدها لن تفعل شيئا ولاسيما اذا لم تتحسن الاحوال الاقتصادية والاجتماعية واذا لم تتحسن استجابة الدولة لاحتياجات الناس. »
وقالت صحيفة الوطن امس الثلاثاء ان مراكز الشرطة نشرت صور 33 شخصا يشتبه في انهم سيصبحون مهاجمين انتحاريين تتراوح اعمارهم بين 24 و42 عاما يعتقد انهم تدربوا على الهجمات الانتحارية. ومن بين الثلاثة والثلاثين امرأة عمرها 26 عاما.
ورغم ايرادات النفط المرتفعة فان 75 في المئة من شبان الجزائر الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما عاطلون وتسمع نداءات في كل يوم بحثا عن سكن فيما يعكس النسبة العالية من صغار السن بين تعداد السكان الذي يبلغ 33 مليون نسمة.
وموجة التفجيرات الانتحارية في الاثني عشر شهرا الماضية زادت من تفاقم المناخ الاجتماعي المظلم.
وتحاول الحكومة خلق اقتصاد منتج خارج قطاع النفط والغاز. لكن العقبات كثيرة ولاسيما الاجراءات البيروقراطية التي تشمل الروتين والاقتصاديات الموجهة.
وهناك عوامل اخرى مثل السوق السوداء التي يديرها الاسلاميون والتي تم التسامح طويلا بشأنها والتي يقول كثير من الخبراء انها تشغل حيزا كبيرا من الاقتصاد.
وعامل اخر هو اللامبالاة السياسية. وأظهرت الانتخابات البرلمانية في العام الماضي انخفاضا قياسيا للاقبال على التصويت حيث احتج الناخبون على نقص الوظائف والقيود السياسية على الخصوم الاسلاميين والعلمانيين.
وقال جيف بورتر بمؤسسة يوراسيا جروب « اذا اغلقت المجال امام المعارضة السياسية القانونية للدولة فان هذا الاجراء يدفع الناس الى اللجوء الى اشكال غير قانونية مثل العنف كوسيلة لتحدي الدولة. »
وقال خبير امني اخر في سبتمبر ايلول « الجيش قام بمهمة جيدة وليس السياسيون. »
واضاف « ما لم تتعامل مع الجوانب السياسية والايديولوجية للمشكلة فانك لن تنجح في حربك ضد الارهاب. »
ويتوقع ان يحاول الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان يغير الدستور ليتمكن من ترشيح نفسه لولاية ثالثة في الانتخابات المقرر ان تجري في عام 2009 لكي يمكنه البقاء حتى عام 2014 . ويقول مؤيدوه انه يحتاج الى وقت للانتهاء من برنامج كبير لاعادة الاعمار الوطني.
واخرون غير واثقين ان كانت هذه الخطوة حكيمة. وقال قادر عبد الرحيم « يدور حديث .. عن ولاية ثالثة. ورسالة المتمردين ستكون (لا يوجد شيء جيد يمكن توقعه من مثل هذا النظام). هذا الوضع سيدعم المتشددين في صفوف الارهابيين. »
من وليام ماكلين
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جانفي 2008)
امريكا تدين اعتقال معارض سوري
واشنطن (رويترز) – أدانت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء اعتقال المعارض السوري المريض رياض سيف وطالبت سوريا بالتوقف عن التحرش به وغيره من المعارضين.
ودعت وزارة الخارجية الامريكية مرددة بيانات مماثلة صدرت عن فرنسا والمانيا دمشق الى احترام التزاماتها بمقتضى القانون الدولي الانساني.
وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية ان اعتقال سيف يوم الاثنين هو « مثال اخر على احتقار النظام السوري لحرية التعبير المعترف بها عالميا ومحاولاته السافرة لاسكات وارهاب الشعب السوري. »
واتهم سيف وهو مريض بالسرطان بتقويض سلطة الدولة.
ووجهت اتهامات مماثلة وصفها كيسي بأنها « زائفة » الى عشرة اعضاء من جماعة اعلان دمشق المعارضة حضروا الاجتماع في منزل سيف لتنسيق المعارضة للرئيس بشار الاسد.
وقال كيسي « الولايات المتحدة تتوقع من الحكومة السورية ان تنهض بالتزاماتها بمقتضى العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وتوقف تحرشها بالسوريين الذين يسعون سلما الى تحقيق اصلاح ديمقراطي وسياسي في بلدهم. »
وذكر كيسي اسماء اخرين قال انهم سجنوا ظلما في سوريا وقال « انهم يجب ان يعرفوا ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لم ينسهم. » وبين اولئك ميشيل كيلو وكمال لبواني وانور البني ومحمود عيسى وعريف دليلة وعمر عبدالله.
ويحكم سوريا حزب البعث منذ تولى السلطة في انقلاب في عام 1963 ومنع كل اشكال المعارضة. وجددت السلطات حملة على المعارضين في الاشهر الاخيرة.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جانفي 2008)
فرنسا وألمانيا تشجبان اعتقال معارض سوري
باريس (رويترز) – شجبت فرنسا وألمانيا يوم الثلاثاء اعتقال المعارض السوري البارز رياض سيف وطالبتا حكومة دمشق باحترام التزاماتها بموجب قانون حقوق الانسان الدولي.
وكان سيف الذي يعاني من السرطان اعتقل يوم الاثنين واتهم بتقويض سلطة الدولة.
كما وجهت اتهامات مماثلة تصل عقوبتها الى السجن لفترات طويلة هذا الاسبوع ضد عشرة معارضين اعضاء في تجمع اعلان دمشق كانوا حضروا اجتماعا في منزل سيف الشهر الماضي لتنظيم صفوف المعارضة للرئيس السوري بشار الاسد.
وقال باسكال أندرياني المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا تطالب باطلاق سراح فوري وغير مشروط للسيد سيف الذي تشكل حالته الصحية مصدرا كبيرا للقلق وأيضا اطلاق سراح كل الموقعين على اعلان دمشق. »
وأضاف المتحدث « وتدعو فرنسا الحكومة السورية لاحترام التزاماتها الدولية » في اشارة الى أن سوريا صدقت على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
ورفضت السلطات السورية طلبات تقدم بها سيف للسماح له بالسفر للعلاج في الخارج رغم مناشدات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وفي برلين قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير انه لا يجب سجن سيف لممارسته معتقداته. وقضى سيف (60 عاما) وهو عضو سابق في البرلمان في السجن حوالي خمس سنوات لاسباب سياسية.
وقال شتاينماير في بيان « لا يجب أن يسمح بانتزاع حرية من يكافح بوسائل سلمية من أجل الاصلاح السياسي وحكم القانون وحقوق الانسان. »
وتقود فرنسا وألمانيا جهودا أوروبية لاعادة الارتباط مع سوريا دبلوماسيا بعد تجميد العلاقات فعليا مع دمشق في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي كانت تربطه صلات قوية بزعماء أوروبيين.
ووجهت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة اتهاما لمسؤولي أمن سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري وتنفي سوريا تورطها.وكان سيف من منتقدي السياسة السورية تجاه لبنان قائلا انه يمكن لحكومة حزب البعث في سوريا أن تتعلم من النموذج الديمقراطي والاقتصاد الحر اللبنانيين.
ويحكم حزب البعث سوريا منذ أن استولى على السلطة في انقلاب في عام 1963 وحظر كل أشكال المعارضة.
واستأنفت السلطات في الشهرين الماضيين حملة ضد معارضين من بينهم أعضاء فيما بات يعرف باعلان دمشق وهو تجمع يضم أحزابا ليبرالية وقعت وثيقة في عام 2005 تطالب بالديمقراطية في سوريا.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جانفي 2008)
باراك اوباما ضد حق العودة والمفاوضات مع حماس
كلنا وراء البركة بن الحسين نحو البيت الأبيض!
د. أحمد القديدي (*)
ظاهرة النيزك السياسي الأمريكي الصاعد «باراك أوباما» نجم الحزب الديمقراطي للانتخابات الفرزية الأولية لرئاسة الولايات المتحدة هي ظاهرة عالمية كما هي ظاهرة أمريكية في نفس الوقت. والسبب هو ما يسجله المراقبون من تغيرات جذرية تطرأ على توجهات ومواقف الرأي العام العالمي والأمريكي في محطة تاريخية شديدة الحساسية من هذا الزمن. وكما لا يخفى على الجميع فان كل رشح أو نزلة برد تصيب واشنطن فاننا نعطس جميعا ونتناول أقراص الأسبرين أينما كانت مضارب خيامنا.
فالمرشح هو السيناتور «باراك أوباما» 46 سنة نائب عن ولاية «الينويز» الريفية وقادم من بعيد.. بعيد جدا يسعى للمكتب البيضاوي واثق الخطوة يمشي ملكا كما تقول طيبة الذكر أم كلثوم في الأطلال. وقد بدأ الرأي العام العالمي والأمريكي يربط بين هذا الرجل الجديد القادم وبين جون كنيدي الذي جاء للرئاسة في أواخر الخمسينيات في نفس السن الشبابية، ويقارن بين السيدة جاكلين كنيدي وبين حرم «باراك» السيدة ميشال روبنسن أوباما المحامية الدولية الناجحة وخريجة جامعة هارفارد، وكذلك بين «باراك» والمواطنين الإثنين الأشهر من نفس الولاية وهما القس مارتن لوثر كينج شهيد الحقوق المدنية للسود والرئيس أبراهام لنكولن محرر العبيد.
الاسم الحقيقي للمرشح اختاره له والده الكيني المسلم الملقب بالحسين أوباما حيث سماه على بركة الله «البركة» حين ولد يوم الرابع من أغسطس عام 1961 تبركا وتيمنا بهذا الولد الذي وضعته أمه السيدة «شيرلي أن دونهام» في هاواي، ولكن الوالدين افترقا بالطلاق عام 63 وتكفل جده الأبيض للأم بتربيته الى حين تزوجت أمه من طالب أندونيسي أخذها معه الى جاكرتا وأخذت هي ولدها باراك حيث تغذى بتجربة بلاد آسيوية بعيدة ومتعددة الأعراق وإسلامية الأغلبية. ثم رجع وهو مراهق الى هونولولو عاصمة هاواي ليلتحق بجده للأم ويبدأ مسيرته العلمية في جامعتها. ومع عودة أمه مطلقة للمرة الثانية من أندونيسيا لكن مع نصف أخته «مايا» استقر الشاب الطموح في لوس أنجلوس وحصل من جامعة كولومبيا على بكالوريوس في العلوم السياسية ثم التحق بجامعة هارفارد المجيدة لينال شهاداته في القانون و يفوز برئاسة تحرير المجلة القانونية الجامعية «هارفارد لوو ريفيو» ومن خلالها اقتحم عالم السياسة حين بدأ نشاطه في ولاية «الينويز» ضمن صفوف الحزب الديمقراطي وفي عام 1992 نجح في ضخ دماء جديدة في شرايين الحزب بجلب 15000 مشترك جديد للحزب مما جعله محل تقدير من زعماء الحزب وبخاصة المرشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي بيل كلينتون الذي قال حينئذ عن «البركة» إنه عطاء من السماء هذا الخطيب الذي يسحر الجمهور ويحقق مكاسب مهمة للحزب.
وحين حلت سنة 1996 وجدت الرجل السياسي جاهزا لدخول مجلس النواب للولاية بعد أن حظي بثقة النخبة وحماس الجماهير وهما الشرطان الضروريان للفوز، سالكا طريق الهجوم في عمله المحلي حيث كان كما قال عنه عرابه «كيلمان» مصنعا للأفكار الطريفة المقبولة الى أن جاءت الانتخابات للكونجرس عام 2004 فواجه مزاحميه الاثنين بقوة ولكن بهدوء وحالفه حظه السعيد حين سقط منافسه «بلير هول» بتهمة تهديد زوجته بالقتل ثم سقط منافسه الثاني«جاك ريان» بتهمة اجبار زوجته على ارتياد نواد خاصة بالعادات المنحرفة. وحينها لم يبق سوى «البركة بن الحسين أوباما» في السباق نحو الكونجرس!
واليوم يقف «البركة» على أعتاب البيت الأبيض بنخبة متميزة من أصحاب المال والنفوذ والصيت الإعلامي والثقافي الكبير وليس وحده ليصنع معجزة سياسية لم تحدث في أمريكا قط، وتقول الصحف إن وراءه نجد الوجه التليفزيوني الشعبي الشهير «أوبراه وينفراي» والمرشح السابق للرئاسة «جون كيري» الذي قال عنه إنه الأقدر اليوم على طي صفحة الاخفاقات الأمريكية. كما أن وراءه تبرعات مالية تصل الى 100 مليون دولار أي نفس ما حصلت عليه منافسته هيلاري كلينتون! وهو يتمتع بتأييد مستشار الأمن القومي الأسبق زبيغنيو بريزنسكي ويسنده نجوم هوليوود وأبرزهم «جورج كلوناي» و«أدي مورفي» و«سيدني بواتييه» لكن الدعم القوي يأتيه من النقابات والمواطنين الملونين وعدد من زعماء الكونجرس ورؤساء بلديات المدن الكبرى مثل واشنطن دي سي وأتلانتا وجيل الشباب وما يسميه المراقبون «أمريكا الصامتة» تلك التي تتكلم حين يأتي يوم الاقتراع فتغير الموازين وتقلب الواقع وتصنع المفاجأة.
ونحن كعرب ومسلمين لنا مصالح ولا يمكن سوى أي نؤدي أضعف الايمان أي أن نهتف من القلب: كلنا وراء البركة بن الحسين! داعين له من بعيد بالنصر فهو على الأقل لم يساند حرب العراق كما فعلت السيدة هيلاري كلينتون وسبق أن عاش في كينيا وفي أندونيسيا واكتشف هذا العالم الاسلامي عن كثب وأحبه بصدق ووعد بأن يكون رئيسا لأمريكا أكثر عدلا وإنسانية وحماية لحقوق المستضعفين.
(*) رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس
(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 28 جانفي 2008)
« النهار » تنشر تقرير المخابرات الفرنسية حول الإرهاب في الجزائر
بقلم: دليلة بلخير
تنظيم « حماة الدعوة السلفية » الذي ينشط في المناطق الغربية للجزائر كان لديه نشاط في كل من فرنسا واسبانيا، برعاية أفراد تلقوا تدريبات في المناطق الباكستانية التابعة لتنظيم « القاعدة« ،ومنذ 1992 تم التركيز على المناطق الشمالية المجاورة للعاصمة والمناطق الحضرية الكبرى، من قبل مختلف الجماعات الإرهابية آنذاك، على غرار الحركة الإسلامية المسلحة وحركة الدولة الإسلامية والمجلس الأعلى للقوة الإسلامية المسلحة، التي عرفت بالإرهاب الحضري، من خلال التركيز على ضرب الأشخاص الذين يملكون روابط مباشرة أو غير مباشرة بالسلطة، كالصحافيين ورجال السياسة ومصالح الأمن.
ويكشف التقرير الذي تحصلت « النهار » على نسخة منه أن الجماعة الإسلامية المسلحة التي أنشأها عبد الحق لعيادة وموح ليفيي، منذ سنة 1991، ركزت على تجنيد المقاتلين الذين ساهموا في الحرب بأفغانستان، إضافة إلى المنحرفين، الذين قامت الجيا بإعادة « أسلمتهم »، ودعمت صفوفها بهم، وقد ولدت الجيا منذ شهر أكتوبر 1991، بعد العصيان المدني الذي عرفته الجزائر بعد الانتخابات، خلال الحركة العسكرية الأولى التي شهدتها ثكنة « أي قمار » ، حيث حاولت وضع إستراتيجية للحصول على اكبر صدى إعلامي دوليا، وتجنيد اكبر عدد من الإرهابيين، وأعلنت عضوية « حماة الدعوة السلفية »، في الحركة الإسلامية الدولية المرتبطة بالضواحي الباكستانية الأفغانية.
ويعتبر هذا التقرير الصادر عن جهاز المخابرات الفرنسية واحد من مجموعة تقارير تناولت بالتفصيل رصد لتحركات الجماعات الإرهابية في الجزائر منذ نشأتها، داخل وخارج البلاد، بناء على تصريحات أفراد منها تم توقيفهم عقب تفكيك المجموعة التي ينشطون بها والتي ينحدر غالبيتها من ولاية الشلف، والمناطق المجاورة لها بما في ذلك أولئك الذين أوقفوا على الأراضي الفرنسية.
الجيا تمكنت خلال سنة 1995 من تجنيد حوالي 20 الف ارهابي
ويشير التقرير أنه خلال سنة 1993 تم تعيين شريف قوسمي أميرا وطنيا على رأس الجماعة الإسلامية المسلحة، الذي جلب معه إستراتيجية جديدة تستهدف خصوصا الرعايا الأجانب، لحمل الدول الأجنبية على سحب إعاناتها واستثماراتها الاقتصادية من الجزائر بغية عزلها عن العالم الخارجي، حيث وجهت أوامر لكل الأجانب تؤكد فيها على مغادرتهم للجزائر، وتصفية كل من تسول له نفسه بعدم الاستجابة للأوامر، وهو ما تم بالفعل شهر أكتوبر 1993، بعد اغتيال رعيتين فرنسيتين بسيدي بلعباس، ثم بعدها اغتيال أكثر من 50 رعية من مختلف الجنسيات، ما مكنها من حشد الدعم من مختلف الجماعات الإرهابية، باستثناء الجيش الإسلامي للإنقاذ، الذي يمثل الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ سابقا، وأضاف التقرير الذي تحوز « النهار » نسخة منه، أن الجيا تمكنت خلال سنة 1995 من تجنيد ما يقارب 20 ألف إرهابيا، يحكمهم عدد من الأمراء وتم تقسيم التراب الوطني إلى 9 مناطق، وكانت مهمة الأمراء خلق جو تنافسي بين أفراد جماعاتهم، وخلال شهر أكتوبر 1994 تمكنت قوات الأمن من القضاء على شريف قوسمي، في كمين نصبت له، و تم بعدها تعيين جمال زيتوني خلفا له، حيث تابع حملة محاربة الأجانب، والدول الأجنبية خصوصا فرنسا باعتبارها الشريك الرئيسي للجزائر، وتمكن زيتوني في الـ24 ديسمبر 1994 من تحويل وجهة الطائرة الجزائر – باريس، كما قاد حملة التفجيرات التي استهدفت الأراضي الفرنسية بين تاريخي جويلية وأكتوبر 1995، وهي النجاحات التي مكنته من تجاوز كل الخلافات التي عرفتها الجيا، -حسب التقرير- ، بعد أن قام بتصفية بعض المسؤولين في القيادة واستخلافهم بآخرين من الذين عملوا كمتطوعين للحرب في أفغانستان، وأوضحت التقارير ذاتها، أن زيتوني قام بتطوير إستراتيجية الرعب النفسي، ونفذ عددا من المجازر في حق المدنيين، ما جعله عرضة للانتقادات التي نتجت عنها انشقاقات في جماعته انتهت بتصفيته خلال شهر جويلية 1996، من قبل قدماء أعضاء الجيا، النشطين تحت لواء الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد، بإمارة علي بن حجر، وخلف زيتوني، عنتر زوابري، الذي ورث نظاما ضعيفا بعد الانشقاقات التي شهدتها جماعة زيتوني، وكانت الجيا آنذاك أي منذ 1997 لا تملك جماعات دعم وإسناد بالخارج، بعد تفكيك شبكة الإسناد التي كانت تنشط بلندن وروابطها بكل من اسبانيا وايطاليا، وهي الشبكة التي كان يسيرها سفيان قبيلان، وحسب التقريرات الصادرة عن مديرية الاستعلامات والمخابرات الفرنسية فإن شبكات دعم الجيا بأوروبا كانت تتابع عن كثب حركة المنشقين خاصة بعد 1997 ، بعد أن تم تعيين حسان حطاب على رأس المنطقة الثانية « القبائل »، وإنشائه للجماعة السلفية للدعوة والقتال، حيث تمكن من الحصول على دعم الشبكات التي تنشط خارج الوطن، إلى أن تم تفكيكها شهر ماي 1998 ، بكل من فرنسا بلجيكا بريطانيا وألمانيا، وتمكن حطاب من الانتشار بولايات القبائل الصغرى والكبرى والاوراس إلى جانب ولايات جنوب الصحراء، في حين لم يتوصل إلى لم شمل المنشقين عن الجيا بالغرب الجزائري، و بقوا ينشطون حتى بعد إعلان الرئيس بوتفليقة لميثاق الوئام المدني، شهر جانفي 2001، حيث بقيت 3 جماعات تواصل نشاطها الإرهابي، تحت لواء السلفيين، وعلى رأسها الجماعة المقاتلة للدعوة السلفية.
الأهوال وجند الله كتيبتان دمويتان تنشطان بعد قانون الوئام المدني
من جهة أخرى تمكن أمير من بين المنشقين من جمع 400 مسلحا، وأنشأ إثرها كتيبة الأهوال، التي كانت تنشط بالعاصمة وركزت على استهداف المدنيين في مجازر بشعة، قادتها الكتيبة ذاتها في غليزان، حيث سجل اغتيال مئات الضحايا، وخلال سنة 1998 وجهت « الأهوال » نشاطها إلى استهداف الرعايا الأجانب، وعمدت إلى تغيير اسمها عدة مرات قبل أن تستقر على اسم « جماعة حماة الدعوة السلفية » سنة 2000، وهي الطريقة التي مكنتها من الجمع بين المسلحين القدامى والمتطوعين الذين شاركوا في الحرب بأفغانستان، على غرار محمد بن سليم والياس أبو جعفر الأفغاني، وبلغ عدد أعضائها 300 إرهابي، وقامت بتقسيم العمل على مجموعات مكونة من عشرات الأفراد، اغلبهم يقطنون بالمدينة، كانوا يعملون بطريقة منتظمة تحضيرا للعمليات، ثم العودة إلى منازلهم مباشرة، وقد ركزت هذه الأخيرة هجوماتها على نصب الكمائن، والحواجز المزيفة، بمنطقة مستغانم.
كما كان لها وكباقي الجماعات دعم من الشبكات النشطة بالخارج، في الوقت الذي لم تكن هذه الشبكات أكثر فعالية من سابقاتها عكسما أوردته هي في مطوياتها التي حجزتها المخابرات الفرنسية، خلال مختلف الإجراءات القضائية، والتوقيفات التي عرفتها عناصر شبكات الدعم، خلال شهر سبتمبر 2001، والمرتبطة أساسا بالمدعو « عبد الرحمان » ورابح شنين النشطين الأصليين في هذه الشبكات، والمتهمين بالتخطيط لعمليات إرهابية بفرنسا، حيث سبق وان حكم عليهما بالسجن من 5 إلى 6 سنوات نافذة، إلى جانب مروان برحال الذي حكم عليه في الـ16 ديسمبر 2004 في ملف مجموعة فرانكفورت.
من جهة أخرى أفادت التقارير أن المدعو مروان بن حامد صرح بأنه التحق بالنشاط المسلح سنة 1993، وانشأ على إثرها كتيبة جند الله، التي كانت تنشط بولاية عين الدفلى تحت إمارة المدعو نورالدين، وأوضح في التحقيقات انه كان مغصوبا على الالتحاق بالجماعات الإرهابية، لأنه كان مخيرا بين العمل المسلح والموت، غير أن قوات الأمن تمكنت من القضاء على كل أفراد كتيبته خلال صيف 1994.
(المصدر: صحيفة « النهار الجديد » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 28 جانفي 2008)
التعددية الدينية: خروج عن الحق أم فهم أعمق له؟