الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3109 du 26 .11.2008

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف: وفد فرنسي  برلماني و حقوقي في تونس للتضامن مع أهالي الحوض المنجمي

أ ف ب :تونس تنفي اتهامات بحق قنصل سابق لها في فرنسا

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: »الرئيس الأسبق لحركة النهضة » الشيخ الحبيب اللوز يشن إضرابا مفتوحا عن الطعام ..!

حــرية و إنـصاف: رئيس حركة النهضة التونسية السابق  السيد حبيب اللوز يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام

السبيل أونلاين : الحبيب اللوز يدخل في إضراب عن الطعام

السبيل أونلاين: عبد اللطيف بوحجيلة لم يسعف بالعلاج ويواصل الإضراب

ايلاف:تونس: تدهور خطير في صحة مضرب عن الطعام

السبيل أونلاين: اضراب سجين الرأي وحيد ابراهمي

غزالة محمدي : بيان الى الرأي العام (2)

ايلاف: تونس: الأمن يعتدي بعنف على صحافية

الحزب الديمقراطي التقدمي: نص الرسالة التي أرسلتها جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي إلى السيد وزير الداخلية

اللجنة الجهوية للدفاع عن اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة: تواصل الانتهاكات في حق اصحاب الشهائد

PDPinfo: خبر عاجل:

كلمة:دائرة الاتهام تفرج عن زياد الفقراوي

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: اللاجئ السياسي محسن الدلاجي  في ذمة الله .. : متى تنتهي معاناة المهجرين ..؟!

كلمة: سجين سياسي سابق مهدّد بالموت

مراسلة خاصة:تجمع لطلبة مدرسة المهندسين بصفاقس مساندة لزملائهم المحالين تحت طائلة قانون الارهاب

على الجلولى:عقد مؤتمره التأسيسي في كينيا:انتخاب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي للصحفيين

حركة النهضة : ليبيا تبادر برفع الحصار

حركة النهضة :مرحبا بالشيخ سلمان العودة في تونس

حسين : الحركة الإسلامية في تونس و المرحلة الجديدة

رضا التونسي : ليس دفاعا عن المستقيلين

« الشروق »: الشيخ راشد الغنوشي في حوار شامل : الغزالي توسط لي عند الشاذلي فغض الطرف عن إقامتي في الجزائر

الشروق: الغنوشي: منعت من دخول إيران.. وعلى المتشيعين الكف عن سب الصحابة وزوجات النبي

محمد شمام : المواقف بين مداخل القلوب وحفظ الأقدار

   عادل الرزقي:شكر خاص لموظّّفي القنصليّة العامّة للجمهوريّة التونسيّة بمدينة ميونيخ

كلمة:خمسينية الجامعة التونسية وإنكار المؤسسين

الصباح: رئيس الدولة يهتم بنشاط الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية

الصباح: رقم أخضر جديد للإحاطة بالنساء المعنفات

الصباح: غدا، عيد الترجمة في «بيت الحكمة»: معـارض… إصــدارات… وتكريمــات

الصباح:المؤتمر الدّولي حول قضايا الشّباب في العالم الإسلامي: دعوة إلى تطوير الخطاب الديني ورصد أسبـــــاب الإرهـــاب

كلمة:التفجيرات المنجمية : الدمار المنتج !

محمد العروسي الهاني: الرسالة التاريخية رقم 4إلى عناية السيد الوزير الأول حول عدم الاكتراث بمشاغل المواطنين

عبدالسلام المسدّي : أوجاع الديمقراطية

طلال عتريسي : حوار الإسلاميين والغرب

محمد كريشان: أزمة الكويت السياسية

د.خــالد الطـراولي: اجعلوا أضحيتكم وحجكم المكرَّر لأهل غـزة!!!

 وليد نويهض:الإسلاميون ومأزق السياسة في مجال الممارسة( الجزء الرابع والاخير )

العفيف الأخضر: معجم المفاهيم الضرورية

أنور الغربي: إعلان دمشق العالمي للدفاع عن حق العودة الفلسطيني


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 manfiyoun@gmail.com 


 

أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28 ذو القعدة 1429 الموافق ل 26 نوفمبر 2008 وفد فرنسي  برلماني و حقوقي في تونس للتضامن مع أهالي الحوض المنجمي  
التأمت اليوم الأربعاء 26/11/2008 على الساعة الواحدة و النصف ظهرا ندوة حول أحداث الحوض المنجمي حضرها وفد فرنسي متكون من برلمانيين و حقوقيين و مفكرين و هم أعضاء في لجنة مساندة فرنسية لدعم أهالي الحوض ألمنجمي في تحركاتهم الاجتماعية بمدينة الرديف جنوب تونس.  و بدعوة من رئيس الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  الأستاذ مختار الطريفي  شاركت منظمات حقوقية وطنية و بعض ممثلي الأحزاب السياسية  وقد مثل  منظمة  »حرية و إنصاف »  وفد متكون من عضوي المكتب التنفيذي السيدان حمزة حمزة و عمر القرايدي. و قد تركز الحوار حول أسباب أحداث الحوض المنجمي و ردة الفعل العنيفة من قبل السلطة الى حد إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين و سقوط ضحايا و كذلك الاعتقالات و المحاكمات. و تدخل العميد السابق للمحامين السيد عيدالستار بن موسى ليسلط الضوء على الخروقات الكبيرة التي شابت المحاكمات مما يمس من استقلالية القضاء. أما أعضاء الوفد الفرنسي فقد عبروا عن مساندتهم لأهالي الحوض المنجمي و استنكارهم للتجاوزات الخطيرة التي صاحبت هذه الأحداث و عن عزمهم على مزيد التعريف بهذه القضية لدى الرأي العام الفرنسي و العمل  من اجل إطلاق سراح المعتقلين على خلفية هذه الأحداث. مع  الإشارة أن الوفد الفرنسي سيتحول الليلة إلى مدينة الرديف بالجنوب التونسي للتعبير عن مساندته لأهالي الحوض المنجمي. كما تجدر الإشارة أن قوات البوليس السياسي لم تتواجد هذه المرة حول مقر الرابطة لمنع الحضور و اكتفت بالتمركز بعيدا عن الأنظار بالأنهج المجاورة.

و حرية و إنصاف

1)  تدعم  مثل هذه التحركات المساندة لقضايا شعبنا العادلة و التنسيق بين الأصوات الحرة داخل البلاد و خارجها دفاعا عن حقوق الإنسان في العمل و العلاج المجاني و جواز السفر و حق الاجتماع و التظاهر و التعبير الحر.  2)   تدعو كافة المنظمات الحقوقية الوطنية و كافة الأصوات الحرة داخل البلاد و خارجها للعمل الجاد من أجل الدفاع عن حقوق المعطلين عن العمل و المسرحين من السجون و المهجرين المحرومين من حق العودة بما يضمن حقوق المواطنة للجميع. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


تونس تنفي اتهامات بحق قنصل سابق لها في فرنسا

   

تونس: رفضت السلطات التونسية الثلاثاء مآخذ بحق دبلوماسي تونسي سابق من المقرر أن يحاكم في كانون الأول/ديسمبر في فرنسا بتهمة التعذيب الذي يشتبه في ممارسته بحق امرأة في 1996 في تونس. وقال مصدر رسمي في تونس  » أن هذه الاتهامات عارية تماما عن الصحة وتهدف إلى مغالطة الرأي العام ».   ومن المقرر أن تتم محاكمة خالد بن سعيد نائب قنصل ستراسبورغ (شرق فرنسا) في 2001 في 15 كانون الأول/ديسمبر من قبل محكمة في با-رين (شرق)، على ما أفاد منتصف تشرين الثاني/نوفمبر اريك بلوفييه محامي زليخة الغربي التي اتهمت الدبلوماسي بالسعي إلى انتزاع معلومات منها عن زوجها المعارض المفترض. وأضاف المصدر الرسمي في تونس « ان المزاعم بشأن تعرض زليخة محجوبي الى +اعمال تعذيب+ في 1996 لدى استجوابها في مركز للشرطة (..) حول زوجها مولدي الغربي هي محض خيال ولا تقوم على اي دليل مادي ».   وأبدى المصدر استغرابه من محاكمة « بعد خمس سنوات من الوقائع المزعومة »، وشكه بشأن صلاحية القضاء الفرنسي النظر في الشكوى. وأضاف « انه ليس من المتفق بشأنه أن يكون لدى القضاء الفرنسي صلاحية لبحث شكوى ضد خالد بن سعيد ».   وبحسب محاميها، فان زليخة الغربي تتهم خالد بن سعيد الذي سبق له العمل مفوضا للشرطة، بانه كان على رأس معذبيها الذين قاموا في تشرين الأول/اكتوبر 1996 بتعذيبها لنحو 24 ساعة في مقار الشرطة في جندوبة (شمال غرب تونس).   وأضاف المحامي انه كان يسعى لانتزاع معلومات منها عن زوجها المشتبه به في انشطة مناهضة للرئيس زين العابدين بن علي. وقال المصدر الرسمي التونسي انه بالنسبة للسلطات التونسية، فان مولدي الغربي « متطرف سبق أن تم توقيفه في 24 حزيران/يونيو 1995 بباريس قبل عام من أعمال التعذيب المزعومة ». وأضاف المصدر أن « توقيفه تم اثر تورطه في +قضية بربينيون+ وهي شبكة إرهابية تم تفكيكها في 1994 بفرنسا ».   وتابع المصدر انه تم الحكم على الغربي في 1998 بفرنسا بالسجن عامين احدهما مع وقف التنفيذ « بتهمة الانتماء إلى مجموعة أشرار تهدف إلى تنفيذ أعمال إرهابية ».   (المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية ( أ ف ب ) بتاريخ 25 نوفمبر 2008 ) 


 » الحرية لجميع المساجين السياسيين  » الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 26 نوفمبر 2008 احتجاجا على ما يتعرض له من اضطهاد   :

« الرئيس الأسبق لحركة النهضة » الشيخ الحبيب اللوز يشن إضرابا مفتوحا عن الطعام ..!

أعلن الشيخ الحبيب اللوز الرئيس الأسبق لحركة النهضة و السجين السياسي السابق  اليوم الإربعاء 26 نوفمبر 2008  عن دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ما تعرض له من اعتداء لدى إيقافه أمس الثلاثاء  25 نوفمبر 2008  بتعمد إهانته عبر قيام رئيس منطقة الأمن بساقية الزيت من ولاية صفاقس ، مصحوبا بأربعة من أعوان البوليس بمسكه و إجباره على وضع إبهامه عنوة أسفل محضر لو يمكن من الإطلاع على محتواه ، و للمطالبة  بوقف الإضطهاد الذي يتعرض له منذ مغادرته السجن عبر إخضاعه للمراقبة البوليسية اللصيقة و الضغط على مشغّلي ابنيه لطردهما من العمل  و صولا إلى تسليط ضغوط على مؤجر المنزل الذي يتسوغه للسكنى  سعيا  لطرده منه . أن الجمعية إذ تجدد تفهمها للدوافع المشروعة التي تجعل من إضراب الجوع وسيلة قصوى يلجأ إليها ضحايا الظلم و الإضطهاد حين تسد أمامهم السبل و تنعدم الحلول ، رغم ما فيه من أخطار جدية على صحة أجسام أنهكتها سنوات طويلة من الإضطهاد و التنكيل في الزنزانات و المعتقلات ، فإنها تطالب جميع المنظمات الوطنية و الدولية المستقلة و جميع الضمائر الحرة في العالم بالتجند لوقف حملة ، بدأت تتضح معالمها يوما بعد يوم  ، للتنكيل بجميع المساجين المسرحين بتعلات مختلفة يراد بها إسكاتهم و إثناؤهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة .   عن لجنة السجناء المسرحين رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي


أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28 ذو القعدة 1429 الموافق ل 26 نوفمبر 2008

 رئيس حركة النهضة التونسية السابق  السيد حبيب اللوز يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام  

 
دخل اليوم الأربعاء 26/11/2008 رئيس حركة النهضة التونسية السابق  السيد حبيب اللوز في إضراب مفتوح عن الطعام كاحتجاج على ما سلط عليه من انتهاكات خطيرة منذ خروجه من السجن من المراقبة الأمنية اللصيقة و سياسة التجويع له و لأبنائه و خاصة ما حصل يوم الثلاثاء 25/11/2008 عند اعتقاله من معاملة مهينة و استعمال للقوة لإجباره على و ضع بصمته بمحضر بحث بمنطقة الشرطة بساقية الزيت مدينة صفاقس. و حرية و إنصاف 1)تعبر عن مساندتها للسيد حبيب اللوز في إضرابه عن الطعام احتجاجا على ما يتعرض له من انتهاكات و مضايقات. 2)تدعو السلطة إلى رفع المضايقات على السيد حبيب اللوز و أفراد عائلته و تمكينه من حقوقه المدنية و السياسية.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الحبيب اللوز يدخل في إضراب عن الطعام

 

السبيل أونلاين – خاص – زهير مخلوف – تونس في اتصال هاتفي مع الرئيس السابق لحركة النهضة الحبيب اللوز ، اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2008 ، أكد للسبيل أونلاين ، انه قد دخل في إضراب مفتوح عن الطعام وذلك إحتجاجا على : – أولا : إجباره بإستعمال القوة على الإمضاء بالإبهام ، على محضر لدى إيقافه والتحقيق معه أمس الإثنين 25 نوفمبر 2008، بمنطقة الأمن – ساقية الزيت بصفاقس – ثانيا : من أجل رفع المراقبة الأمنية اللصيقة والمستمرة عليه ( السيارة المرابطة أمام منزله ) – ثالثا : إحتجاجا على سياسة التجويع المسلطة ضده وضد أبناءه ، في كسب الرزق ، ومضايقة المسوغين من أجل إخراجه من البيت . فإلى متى تستمر سياسة التجويع والمضايقة والهرسلة ضد السجناء السياسيين المسرّحين ، وعائلاتهم ؟  وهل أن تعريض المواطن التونسي نفسه للخطر ، بشنه الإضراب عن الطعام ، بات الوسيلة الوحيدة للإحتجاج وايصال الصوت للسلطة التى تصّم آذانها عن مواطنيها ومطالبهم المشروعة والبسيطة ؟ وإلى متى يتواصل الإحتقان ضد شخصيات وطنية يمكن معهم فتح صفحة جديدة لتكون تونس لكل التونسيين بدون تمييز ولا إقصاء ؟   (المصدر: السبيل أونلاين،بتاريخ 26 نوفمبر 2008 )


عبد اللطيف بوحجيلة لم يسعف بالعلاج ويواصل الإضراب

 

السبيل أونلاين – خاص – زهير مخلوف – تونس    بعد أن تعكرت الحالة الصحية للسجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة ، المضرب عن الطعام منذ 02 أكتوبر 2008 ، ونقل على جناح السرعة إلى مستشفى شارنيكول يوم أمس الإثنين 24 نوفمبر 2008 ، حيث بقي بغرفة الإنعاش ، وفي صباح هذا اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 ، وفي سابقة غريبة ، أعلم عبد اللطيف بوحجيلة على الساعة السابعة صباحا من طرف الإطار الطبي بأن عليه مغادرة المستشفى ، وطلبوا منه إعلام عائلته حتى تحضر لتخرجه من المستشفى ، وتم ذلك كما أرادوا .. وقد رابط أعوان من البوليس السياسي أمام بيت عبد اللطيف بوحجيلة بشكل مكثف ومنعوا كل زائريه من الوصول إليه ، وهو الآن تحت الحصار . وقد قرر مواصلة اضرابه عن الطعام نظرا لعدم إستجابة السلطة لإجراءات العلاج ، وأكد بوحجيلة أنه تحقق من أن السلطة ترفض معلاجته وليس لها النية في ذلك ، اذ ان وصوله إلى درجة صحية حرجة في مستشفى شارنيكول ، وإخراجه بهذا الشكل يؤكد عدم صدقية ما وعدت به السلطة من أنها مستعدة لمعالجته . فمتى يسعف عبد اللطيف بوحجيلة وتنقذ حياته ؟ وإلى متى تبقى الإدارة مرتهنة للبولسي السياسي ؟ رابط الفيديو: http://assabilonline.net/videos/mourakaba_boulisse_bouhjila25-11-2008_0003.wmv (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 25 نوفمبر 2008 )

تونس: تدهور خطير في صحة مضرب عن الطعام

     

إسماعيل دبارة    إسماعيل دبارة من تونس: كشف الناشط الحقوقيّ التونسي زهير مخلوف في تصريحات لإيلاف عن « تدهور خطير أصاب الحالة الصحية للسجين السياسي المضرب عن الطعام منذ ما يقارب الشهرين ».   و قال مخلوف: »تدهورت الحالة الصحية للسجين السياسي السابق المضرب عن الطعام عبد اللطيف بوحجيلة بشكل خطير للغاية مما استوجب نقله إلى القسم الإستعجالي بمستشفى شارنيكول بالعاصمة تونس ، وقد زرناه في المستشفى ووقفنا على تفاصيل حالته الصحية ،و أكدت لنا الطبيبة المباشرة لحالته في قسم الإستعجالي أن حالته حرجة حيث يعاني من تسارع دقات القلب ولديه أعراض مشاكل صحية تحتاج فحوصات إضافية لتحديدها ».   و أدخل عبد اللطيف بوحجيلة بعد ذلك مباشرة غرفة العناية المركّزة (الإنعاش) ، ووقع استخدام جهاز طبي لإنعاش قلبه ، ولا يزال خاضعا للعناية المركزة بمستشفى شارنيكول إلى حدّ اللحظة. وفور دخوله العناية المركزة أطلقت عدد من المنظمات الحقوقية في الداخل و الخارج نداءات استغاثة محذرة من أنّ حياة بوحجيلة في » خطر حقيقيّ ».   وكان بوحجيلة وهو سجين سياسي سابق قد دخل الشهر الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بحقه في جواز سفر و علاج مجانيّ نظرا لظروفه الاجتماعية المتدهورة، و سبق لبوحجيلة أن اتهم الحكومة بالوقوف وراء التضييقات المسلطة عليه. و لم تنجح بعض المجهودات الحقوقية في إيجاد حلّ لإيقاف الإضراب الوحشي عن الطعام الذي يخوضه بوحجيلة ، خصوصا لما تمسك منذ أسبوعين بالإضراب و رفض تناول الماء و الدواء حتى الاستجابة إلى مطالبة كاملة.   وقالت سعيدة العكرمي رئيسة الجمعيّة الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان لها : » رغم النداءات المتصاعدة لإنقاذ حياة السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة المضرب عن الطعام منذ 7 أسابيع ، لا يزال أصحاب القرار الأمني / السياسي مصرين على تجاهل مطالبه العادلة و حقه الدستوري في العلاج من مخلفات التعذيب و المعاملة القاسية اللذين تعرض لهما طيلة سنوات سجنه الطويلة ». وجدّدت العكرمي المطالبة بمعالجة عبد اللطيف بوحجيلة « على نفقة الدولة و تعويضه عن كل ما تعرض له من تعذيب و انتهاكات  » ، داعية إلى « تمكين جميع المساجين المسرحين من حقوقهم المكفولة دستوريا و الإقلاع عن سياسة القتل البطيء المتبعة منذ بداية التسعينات ضد المساجين السياسيين و السجناء المسرحين » على حدّ تعبيرها.   و لم تعلق السلطات من جهتها على التطورّ الصحي الذي شهدته حالة المضرب عبد اللطيف بوحجيلة.   (المصدر: موقع ايلاف ( بريطانيا ) بتاريخ 26 نوفمبر 2008)


اضراب سجين الرأي وحيد ابراهمي
السبيل أونلاين – خاص – زهير مخلوف – تونس  
 
دخل اليوم الإربعاء 26 نوفمبر 2008 ، سجين الرأي ، وعضو « الحزب الديمقراطي التقدمي » وحيد ابراهمي ، في اضراب مفتوح عن الطعام في سجن المرناقية وذلك إحتجاجا على ظروف الإقامة والمعاملة السيئة .   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 26 نوفمبر 2008 )  


قفصة في :26/11/2008 غزالة محمدي بيان الى الرأي العام (2)  

في إطار الدفاع عن حقي الشرعي والقانوني في الشغل الذي يضمنه الدستور التونسي والمواثيق الدولية قررت الدخول في اعتصام مفتوح يوم 25/11/2008 داخل مقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة. وبتدخل اعضاء من المكتب التنفيذي الجهوي الذين عبروا عن مساندتهم لحقي في العودة للعمل طالبين مني تاجيل الاعتصام مؤقتا وتمكين الاتحاد الجهوي من القيام بالتدخلات الضرورية مع السلط المعنية فاني اعلن تاجيل الاعتصام حتى تقع الا ستجابة الى مطلبي . واني اؤكد حقي في العودة للعمل وتمسكي بخوض النضال في سبيل ذلك بكل الاشكال المشروعة. غزالة محمدي


تونس: الأمن يعتدي بعنف على صحافية

    

إسماعيل دبارة  إسماعيل دبارة من تونس: تعرّضت صحفية تونسية براديو « كلمة » الالكترونيّ اليوم إلى الإيقاف و الاعتداء بالضرب من قبل عدد كبير من عناصر الأمن. وقالت الصحفية فاتن حمدي في تصريحات لإيلاف: تعرضت للإيقاف من قبل عدد كبير من عناصر الشرطة ،وتمّ جرّي بوحشيّة إلى منطقة الشرطة بجهة « القرجاني » بتونس العاصمة بعد أن تمّ الاعتداء عليّ بالضرب أمام المعهد التحضيري للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية بتونس ». وذكرت الصحفية براديو « كلمة » إنها كانت قبيل الاعتداء بصدد تغطية تحرّكات احتجاجية قام بها طلبة المعهد المذكور جرّاء تعرّضهم لهجمة من قبل عدد كبير من فرق الشرطة، بالزيّ المدني، عقب محاولتهم الخروج في مسيرة احتجاجية. وتقول : » اعتقلت و أنا أمارس عملي ، و تولّى عدد كبير من عناصر الشرطة، ضربي مما خلف عدد من الكدمات في أنحاء متفرقة من جسدي ». كما تم وضعي في غرفة معزولة داخل منطقة الشرطة ليتواصل تعنيفي وافتكاك آلة التسجيل الخاصة بي و عمد احد الأعوان إلى تكسيرها في حين قام آخرون بتفتيش حقيبتي الشخصية وتهشيم بطاقة هويتي بالإضافة إلى تهديدي ونعتي بألفاظ نابية ». و استمرّ اعتقال الصحفية فاتن حمدي أربع ساعات قبل أن يطلق سراحها مع مجموعة من الطلبة تم اعتقالهم في ذات الوقت. من جهته أصدر المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع بيانا أرسلت إلى إيلاف نسخة منه، ندّد من خلاله » بما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية وخصوصا عناصر منطقة الشرطة بالقرجاني من سلوك همجيّ وخرق للقانون واعتداء على الحرمة الجسديّة بالعنف ». و اعتبر البيان الموقع من طرف سهام بن سدرين الكاتبة العامة للمرصد هذه الحادثة « جزءا من سلوك عام تمارسه السلطة في تونس ضدّ الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان ».  وطالب المرصد » بالكفّ عن مضايقة الصحفيين والاعتداء عليهم واحترام حرّية الصحافة والإعلام  » مذكرا بأنّ هذه الممارسات التي تحصل قبيل أيّام قليلة من احتفال العالم بمرور 60 سنة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان « يتناقض بشكل صارخ مع ما تدّعيه السلطة من احترام لحقوق الإنسان وحرّية الصحافة والصحافيين ». و حجب راديو موقع « راديو كلمة » في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ، كما تمّ تخريب محتويات الموقع بما في ذلك أرشيفه. و يعود إشراف الراديو إلى الصحافي و الناشط الحقوقي التونسي عمر المستيري الكاتب العام السابق للمجلس الوطني للحريات بتونس.   (المصدر: موقع ايلاف ( بريطانيا ) بتاريخ 26 نوفمبر 2008)


نص الرسالة التي أرسلتها جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي إلى السيد وزير الداخلية

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس قابس في 25 نوفمبر 2008  

السيد وزير الداخلية المحترم على إثر تجمع سلمي لمناضلي جامعة سيدي بوزيد للحزب الديمقراطي التقدمي للمطالبة بإطلاق سراح رفيقهم الذي زج به ظلما في السجن منذ ما يزيد على السنتين . تدخل أعوانكم بعنف لتفريقهم و أوقفوا سبعة منهم. إن جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي و هي تعايش المضايقات و العراقيل اللاقانونية التي يتعرض لها حزبنا جراء مواقفه المستقلة. – تحتج بشدة على هذا الأسلوب البدائي في التعامل مع الفرقاء السياسيين في البلاد . – تطالبكم بإطلاق سراح الموقوفين من أبناء جامعة سيدي بوزيد فورا. – تدعوكم إلى تطبيق القانون على الجميع دون تمييز أو محاباة

الكاتب العام للجامعة عبد الوهاب العمري بمناسبة المفاوضات الاجتماعية:                                                           هل طرح ملف الأساتذة المطرودين؟             الآن وقد شارفت المفاوضات الاجتماعية على الانتهاء يتساءل الشارع النقابي عن القضايا التي حصلت بصددها مكاسب جديدة أو بعض تقدم عما كان سلفا،وان كانت الجوانب المالية تشد انتباه أغلب للأجراء لما لحق أوضاعهم المادية ومقدرتهم الشرائية من تدهور،فان الجوانب الترتيبية أيضا مهمة حتى أن البعض يعتبرها أهم من الأولى،فهي تتعلق بالإطار التشريعي والقانوني والتنظيمي لشروط العمل،ويعتبر الحق النقابي المستهدف بشكل دائم وممنهج في القطاعين العام والخاص،من أهم القضايا التي تطرح عند مناقشة الجانب الترتيبي ،والخلاف حاصل بشكل دائم بين الاتحاد من جهة والدولة والأعراف من جهة مقابلة،فرغم أن الفصل 8 من الدستور ينص صراحة على أن « الحق النقابي مضمون  » فان الواقع يؤكد أن هذا الحق غير مضمون وتعترضه انتهاكات كبيرة تمس المسؤولين النقابيين رغم مصادقة الدولة التونسية على الاتفاقية رقم 135 وما العقوبات التي تعرض لها الإخوة رشيد الشملى ونورا لدين الورتتانى ومحسن الحجلاوى (من التعليم العالي ) إلا دليل على ما نقول وهى عقوبات انتقامية تمت على قاعدة المسؤولية النقابية لهؤلاء الأساتذة.والأمر أفضع حين نفتح ملف الانتهاكات التي يتعرض لها الأجراء والموظفون في القطاعين بسبب التفافهم حول الهياكل النقابية أو متابعتهم للشأن النقابي ومشاركتهم فيه وخاصة حين يتعلق الأمر بالمشاركة في الإضرابات،وقد تفاقمت ظاهرة الطرد من العمل لأسباب تتعلق بالنشاط النقابي في السنوات الأخيرة،وان نظم العمال وقطاعات الوظيفة نضالات نجحت في فرض المطالب وإعادة المطرودين،فان نضالات أخرى لم تهتدي-لأسباب مختلفة ومتداخلة-إلى تحقيق مطالب المنظورين،ومن أهم النضالات التي شهدتها الساحة النقابية في السنوات الأخيرة،إضراب الأساتذة المطرودين من العمل لأسباب نقابية،والأسباب النقابية ظاهرة في الملف ولا تحتاج إلى تدليل لان ملفهم المهني جيد وممتاز،هؤلاء ورغم تميز نضالهم الذي توجوه بإضراب عن الطعام دام 39 يوما بتأطير من النقابة العامة للتعليم الثانوي وبمشاركة واسعة من القواعد الأستاذية والجمهور النقابي بشكل عام بما حول القضية إلى قضية تهم عموم الحركة النقابية،فان تقدما لم يسجل يصددها إذ تصر وزارة الإشراف على أن القرار في هذا الملف يتجاوزها(؟؟؟؟)وهو ماردده الوزير السابق الذي أمضى بيده قرار الطرد،وكذلك الوزير الجديد ،بما يعكس الموقف الحكومي من العمل النقابي،لذلك يمكن أن تعد المفاوضات الاجتماعية مناسبة لطرح هذا الملف (وغيره من ملفات الانتهاكات).إن الوفود التفاوضية،ومجمع الوظيفة العمومية الذي بهمنا في هذه الحالة،مطالب وجوبا وبحكم حتمية طرحه لملف الحق النقابي،يجب أن يكون من ابرز الملفات المطروحة أمامه هو ملف الأساتذة الثلاثة المطرودين،هذا الملف الذي لازالت أثاره السلبية ظاهرة وبارزة،فطردهم كان هدفه التخويف وإبعاد جزء هام من المواطنين بمن فيهم النخبة، عن العمل النقابي والعمل العام، وعدم إحراز أي تقدم من شأنه أن يعمق تشكيك العديد في قدرة الهياكل النقابية –والمنظمة النقابية برمتها- في الدفاع عن منظوريها وقواعدها.إن إعادة الأساتذة المطرودين إلى عملهم هو مكسب يعزز العمل النقابي، كما يعزز(وهذا أهم)الثقة في الأطر النقابية.                                                                                                           إنها رسالة أتوجه بها إلى القيادة النقابية وتحديدا إلى مجمع الوظيفة العمومية الذي يرأسه الأخ منصف الزاهي،رئيس الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي التي انعقدت عشية فك إضراب الجوع(28 ديسمبر 2007)و عاهدت المضربين والقطاع على مواصلة تبنى الحالة والنضال من أجل حل عادل لن يكون إلا العودة للعمل،والى النقابة العامة للتعليم الثانوي المشاركة في هذا المجمع،حتى تطرح بصرامة ومبدئية هذا الملف الذي يشكل تواصله قصورا في الأداء النقابي العام وانتصارا للعنجهية والظلم. 

قفصة في 25/11/2008

تواصل الانتهاكات في حق اصحاب الشهائد

 

نحن اعضاء ومناضلي اللجنة الجهوية للدفاع عن اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة تعبر عن استنكارها لما يتعرض له اصحاب الشهائد من تنكيل وحرمان بسبب وقوفهم مع القضايا العادلة والمشروعة. نعلن اليوم مساندتنا المطلقة واللامشروطة للرفيقة المناضلة غزالة محمدي التي تواجه سلسلة من الضغوطات الامنية في الشارع وفي مقر اقامتها لتصل الى حدود حرمانها من الشغل وذلك بالطرد التعسفي الذي تعرضت اليه في عدة مناسبات سابقة وذلك بقرار بوليسي وامام الخطاب الرسمي الذي ينادي بالتعددية والديمقراطية والحوار مع الشباب هل هذه لغة الحوار ؟ . كما نطلب من السلطات وكل نفس ديمقراطي وحقوقي التصدي لهذه الظاهرة واعطاء كل ذي حق حقه. التشغيل حقنا ولن نتنازل عن قضايانا. عن اللجنة الجهوي للدفاع عن اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة. الجمعي الزيدي

PDPinfoخبر عاجل  
تم الإفراج عن المناضلين السبعة الذين أعتقلوا منذ الأحد 23 نوفمبر 2008 و هم مـن ‏أعضاء جامعة سيدي بوزيد للحزب الديمقراطي التقدمي.  
(المصدر:موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 26 نوفمبر 2008)

 


 

دائرة الاتهام تفرج عن زياد الفقراوي

 
الصحبي صمارة قرّرت نهار اليوم دائرة الاتهام بمحكمة تونس الإفراج عن سجين الرأي زياد الفقراوي بعد احتجاز دام 5 أشهر دون أن تكون قد وجّهت إليه تهمة محدّدة. وأفرج عن الفقراوي في شهر ماي المنقضي بعد 3 سنوات من السجن عقب محاكمته بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي تمّ إصداره في 10 ديسمبر 2003 . وتعرّض الفقراوي إلى عمليات تعذيب أثبتتها الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب خلال فترة سجنه وبعد إطلاق سراحه في شهر ماي دعا مجموعة من المحامين والحقوقيين إلى منزله فكان ذلك سببا في إعادته إلى السجن مرّة أخرى دون تهمة. واعتبرت الأوساط الحقوقية أنّ الفقراوي اعتقل للمرّة الثانية لأنّه تعلّم من تجربة السجن أهمية النضال الحقوقي ولكنّ الأجهزة الأمنية أرادت صدّه بكلّ الوسائل ولم تجد سوى معاقبته دون تهمة وإيقافه مرّة أخرى لأشهر طويلة في مخالفة صارخة للقانون. إيقاف صحفية براديو كلمة والاعتداء عليها وتكسير معدّات عملها أوقفت مساء أمس الصحفية براديو كلمة، فاتن الحمدي، من قبل عدد كبير من عناصر الشرطة وأكرهت على الدخول إلى منطقة الشرطة بالقرجاني بعد الاعتداء عليها بالضرب أمام المعهد التحضيري للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية بتونس. وكانت فاتن تقوم بتغطية تحرّكات احتجاجية قام بها طلبة المعهد المذكور جرّاء تعرّضهم لهجمة من قبل عدد كبير من فرق الشرطة، بسبب محاولتهم الخروج في مسيرة احتجاجية. هذا وقد أحاط بالصحفية عدد من عناصر الشرطة السياسية داخل المنطقة وفي غرفة معزولة ليتواصل تعنيفها وقد قام عنصران منهما بتكسير آلتي الكامير والتسجيل اللتين كانتا معها، وتفتيش حقيبتها الشخصية وتهشيم بطاقة هويّتها بالإضافة إلى تهديدها واستعمال ألفاظ جارحة. وقام مسؤول أمني بمقايضتها من أجل العمل لدى الشرطة بمقابل مالي ونقل معلومات عن عملها وعندما رفضت أمعنوا في صفعها وركلها. وأطلق سراح الصحفية في حدود الساعة الثامنة مساء بعد أربع ساعات من الإيقاف وهي تعاني من رضوض في أنحاء متفرّقة من جسدها جرّاء الضرب الذي تعرّضت له.
الشرطة توقف عددا من الطلبة وتعتدي عليهم بالعنف تمّ الاحتفاظ بعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس شاكر العوّاضي رهن الإيقاف منذ نهار أمس بعد أنّ وقع اعتقاله من أمام المعهد التحضيري للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية بتونس أثناء تحرّكات طلابية احتجاجية. قالت مصادر في الاتحاد العام لطلبة تونس إنّ منخرطي المنظّمة وعدد من أنصارها تعرّضوا صباح أمس إلى الاعتداء بالعنف من قبل طلبة ينتسبون إلى الحزب الحاكم داخل ساحة المعهد. وأضافت المصادر أن عددا من الطلاّب والطالبات تعرّضوا للتعنيف من قبل عناصر غير طلابية دخلت إلى ساحة المعهد صحبة طلبة التجمّع الدستوري الحزب الحاكم في تونس واعتدت على الطلبة. وفي ردّ من الأطراف النقابية في هذا الجزء الجامعي عقب هذا الاعتداء تمّ تنظيم مسيرة احتجاجية من طلبة الكليّة ومن غيرها من الكليات إلاّ أن عددا كبيرا من الشرطة السياسية حاصروا المعهد التحضيري وتولّوا الاعتداء بالهراوات على الطلبة المحتجّين وأوقفوا قرابة عشرة منهم بمنطقة الشرطة بالقرجاني وكان من بينهم عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس شاكر العوّاضي. وأطلق سراح الطلبة الموقوفين ليلة البارحة باستثناء إحدى الطالبات التي لم يطلق سراحها إلاّ صباح اليوم فيما تمّ الإبقاء على العوّاضي في حالة إيقاف. وقال عزّ الدين زعتور الأمين العام للإتحاد العام لطلبة تونس في اتصال هاتفي به « إنّ الاتحاد ينبذ العنف في الساحة الطلابية مهما كان مصدره والمتسبّب فيه ويدعو إلى الكفّ عن السلوكات التي من شأنها أن تعرقل الطلاب عن دراستهم كما يؤكّد على ضرورة التوقّف عن تدخّل الشرطة في الحياة الجامعية وفي نشاط الطلبة النقابي وكفّ الاعتداء على الطلبة وعمليات الإيقاف ». وأضاف زعتور أنّه يطالب بـ « الإفراج الفوري عن عضو المكتب التنفيذي للمنظمة شاكر العواضي فورا وعدم التعرّض للمسؤولين النقابيين ». اعتصام ناشطة سياسية بالاتحاد الجهوي للشغل بقفصة دخلت صباح اليوم عضوة الحزب الديمقراطي التقدّمي بجهة قفصة غزالة المحمدي في اعتصام بالاتحاد الجهوي للشغل بقفصة بمساندة عدد من النقابيين والحقوقيين ورفاقها في الحزب. وكانت المحمدي وهي ناشطة نقابية وحقوقية بقفصة قد طردت من عملها بإحدى الجمعيات التنموية التابعة لمعتمدية قفصة دون مبرّرات وذلك عقب مناوشات بينها وبين أحد المسؤولين في الشرطة السياسية بالجهة الذي تعمّد استهداف النساء الناشطات في الجهة. وكانت المحمدي قد عيّنت منذ عامين في الجمعية التنموية بقفصة في إطار خطّة جهوية لتشغيل أصحاب الشهادات العاطلين عن العمل محافظة على نشاطها السياسي الذي كان السبب وراء طردها من عملها بعد عامين كاملين. وأفادت المحمدي في اتصال هاتفي بـ « كلمة » أنّها تعتصم اليوم من أجل حقها المشروع في العودة إلى عملها وأنّه من غير المنطقي أن يتمّ حرمانها من حقّها في الشغل الذي يمثّل مصدر قوتها الوحيد لمجرّد أنها تنشط في إطار حزب قانوني معارض ». اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة تحتفل اليوم سائر فروع منظّمة العفو الدولية في مختلف بلدان العالم باليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة. وتنظّم فروع العفو الدولية في هذا الإطار تظاهرات متعدّدة تستمرّ إلى يوم 10 ديسمبر ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتقوم فروع العفو الدولية بداية من اليوم وعلى مدى 16 يوما بورشات وتظاهرات تهدف إلى نشر الوعي بخطورة ما يسلّط على المرأة من عنف على أساس التمييز بين الجنسين. كما تنظّم في السياق نفسه ندوات للتحسيس بأهمية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في رفضه للتمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس بين البشر. هذا بالإضافة إلى تنظيم لقاءات فكرية ومحاضرات ينشّطها أخصائيون حقوقيون ونشطاء من مختلف مكونات المجتمع المدني. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 25 نوفمبر 2008)


 » الحرية لجميع المساجين السياسيين  » الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 25 نوفمبر 2008 اللاجئ السياسي محسن الدلاجي  في ذمة الله .. : متى تنتهي معاناة المهجرين ..؟!  

.. بعد معاناة لداء السرطان المثاني انتقل إلى رحمة الله اللاجئ السياسي محسن الدلاجي يوم السبت 22 نوفمبر 2008 . و كان المرحوم قد  حوكم غيابيا  سنة 1991 بتهمة الإنتماء لحركة النهضة و لجأ إلى ألمانيا حيث بقي إلى حد وفاته محروما من العودة إلى وطنه تتهدده سنوات السجن و شبح التعذيب . و قد تم إشعار عائلته باستقبال جثمانه مساء غد الإربعاء 26 نوفمبر 2008 على أن يتم الدفن يوم الخميس 27 نوفمبر 2008 . و إذ سبق للجمعية المطالبة بتمكين كل ضحايا السجن السياسي ممن عانوا التعذيب و سوء المعاملة و الإهمال الصحي ..من الرعاية المناسبة و العلاج المجاني  ، فإنها توجه نداء لتمكين جميع المهجرين على خلفية قناعاتهم الفكرية و السياسية  من العودة إلى وطنهم دون أن يكونوا تحت طائلة  المحاكمات .. أو المساومات .. !   عن الجمعية الهيئـــــــة المديـــــــــــــرة


 

سجين سياسي سابق مهدّد بالموت

 

الصحبي صمارة نقل البارحة السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة تونس، بسبب دخوله في حالة غيبوبة. وقال الأطباء المباشرون لبوحجيلة أنّه يعاني من هبوط حاد في الكلسيوم إضافة إلى أوجاع شديدة في الصدر وهو ما استوجب الإبقاء عليه لليلة كاملة في قسم العناية المركّزة. ويبلغ عبد اللطيف بوحجيلة يومه الـ55 من إضراب مفتوح عن الطعام كان قد بدأه منذ يوم 02 أكتوبر المنقضي للحصول على فرصة في العلاج من مرضي القلب وسرطان الكلى. وكانت منظّمات حقوقية تونسية ودولية قد عبّرت عن تضامنها مع بوحجيلة وتوجّهت بنداءات للسلطات التونسية للتدخّل من أجل إنقاذ حياته إلاّ أنّ الجهات الرسمية لم تقدّم مقترحا عمليا لإنقاذه من موت أصبح وشيكا بعد أنّ أكّد الأطبّاء أنّ وضعه الصحيّ متدهور جدّا وأنّ حياته أصبحت في خطر محدق. وكان بوحجيلة الذي قضّى قرابة عشر سنوات سجنا قد حوكم على خلفية أفكاره السياسية والدينية منذ 1998 ليطلق سراحه العام الماضي محمّلا بأمراض شتّى أصابته نتيجة ظروف اعتقاله والممارسات التي تعرّض لها في السجن. وغادر بوحجيلة السجن ومعه مرض سرطان الكلى ومرض القلب ليجد نفسه يتجوّل بين المستشفيات في ظروف مادية صعبة بما جعله يطالب بحقّه في العلاج لكنّه لاقى طيلة أشهر ممانعة من إدارات المستشفيات ورفضا من البعض وإهمالا من الجميع. واختار بوحجيلة سبيل المراسلات متوجّها بمطالب إلى الهيئة العليا لحقوق الإنسان وإلى عدد كبير من الوزارات من أجل تمكينه من حقّ العلاج ولكنّه لم يجد تلبية لهذه المطالب. وقد عرضت عديد المنظّمات الدولية التي تعنى بعلاج السجناء المسرّحين أن يسافر إلى الخارج ليعالج على نفقتها إلاّ أنّ وزارة الداخلية رفضت منحه جواز سفر. ووجد بوحجيلة نفسه مخيّرا بين الموت جرّاء المرض أو المجازفة بحياته عبر إضراب جوع مفتوح علّه يحرّك السلطات ويدفعها إلى القيام بواجبها في علاجه من أمراض كانت سجونها هي المتسبّب الرئيسي فيها. وبعد 55 يوما لا تزال السلطات التونسية تحصي مع بوحجيلة أيّام الإضراب في لا مبالاة تامّة بحياته رغم المراسلات التي توجّه بها والده إلى المسؤولين طالبا التدخّل لإنقاذ حياة ابنه. وقدّرت أوساط مقرّبة من السلطة أنّ رفض منحه جواز سفره يعود إلى تخوفات السلطة في تونس من أن ينتهز بوحجيلة فرصة سفره ليكشف واقع السجون وما يعانيه المساجين في تونس وليقدّم شهادة لما تعرّض له خلال سنوات اعتقاله. فيما اعتبرت المصادر نفسها أنّ موافقة السلطة بالسماح له بالعلاج بشكل جيّد لا يمكن أن يتمّ طالما وأنّه مضرب عن الطعام وفسّرت هذا الرأي بأنّ الحكومة لا تستجيب لأي طلب تحت الضغط. وتعتمد السلطات التونسية على هذه التعلّة في رفضها الاستجابة للمطالب ذات الطابع الحقوقي الإنساني وذات الطابع السياسي حيث تسلك طريق سدّ المنافذ وإجبار النشطاء وأصحاب المطالب إلى اللجوء إلى إضرابات الجوع احتجاجا على سياسة الرفض والتصلّب لتدّعي بعد ذلك أن هذا الشخص أو ذاك يسلك معها طريق ليّ الذراع. ويتساءل ملاحظون، من الأوساط الإعلامية والحقوقية والسياسية، عن سبب كثرة إضرابات الجوع في تونس وهل تعدّ الحلّ الأنسب لتلبية المطالب؟ فقد مثّلت إضرابات الجوع ظاهرة سياسية تونسية بامتياز ، ويعود تفسير هذه الظاهرة إلى انعدام آليات الحوار لدى الحكومة التونسية، واعتمادها طيلة سنوات على استضعاف المواطنين الذين يتميّزون بمواقف سياسية مغايرة للسلطة، والذين يقومون بأنشطة حقوقية منتقدة لهذه السياسة. وتحت عنوان فرض الهيبة الواجب من المواطنين إزاء السلطة، تنتهج السلطات في تونس أسلوبا متشدّدا مع معارضيها، ولكنّ مارطون الإضرابات عن الطعام من أجل الحقوق الدنيا في العلاج وفي جوازات السفر وفي استرداد الحقوق وفي احترام كرامة المواطنين، وإن أتى أُكله في مرحلة ما لتحقيق المطالب، فإنّه مع السلطات التونسية تحوّل، تقريبا، إلى وسيلة تلجأ إليها لإقناع المواطنين بكونها ذات طابع قهري واستعلائي لا يمكن المساس به ولا انتقاده ولا التأثير فيه. وقد أدّى هذا التمشّي إلى غلبة الطابع الأمني والقمعي في التعامل مع ملفّات منها ما هو على قدر من البساطة التي تجعل الرأي العام يحتار في الدوافع التي تجعل السلطة في تونس تعتمد هذه السياسة. فالحقّ في جواز السفر وفي السفر في حدّ ذاته وفي الحصول على بطاقة هوية وفي استخراج وثائق رسمية وفي المطالبة بالتوقّف عن انتهاك القانون، هي حقوق قانونية ودستورية وهي من أبجديّات التعايش السلمي للمواطنين داخل مجتمع ودولة فما الذي يجعلها محلّ احتكار وانتهاك من قبل أجهزة هذه السلطة نفسها؟ وأدّت هذه السياسة في السنوات الأخيرة إلى انتشار ظاهرة الإضراب عن الطعام من أجل الحصول على الحقوق في أوساط المواطنين الذين لا علاقة لهم لا بالنشاط الحقوقي ولا بالنشاط السياسي. ويبرز ذلك من خلال كثرة إضرابات الجوع التي أصبح يشنّها مساجين الحق العام الذين ينقلون بشكل تعسّفي أو يعاملون بشكل سيء كما أصبح يقوم بها خرّيجو الجامعات المعطّلون عن العمل. هذا الوضع جعل البعض يرى في أنّ اشتداد قمع الحريات، الذي يكون هدفه الرئيسي خصوم السلطة ويطال بشكل « اعتيادي » بقية المواطنين، يدفع إلى تعلّم آليات الاحتجاج والرفض من أجل الحصول على حقوقه وأنّ انتشار القمع يساهم بالضرورة في انتشار أساليب مقاومته. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 25 نوفمبر 2008)


تجمع لطلبة مدرسة المهندسين بصفاقس مساندة لزملائهم المحالين تحت طائلة قانون الارهاب

   

تجمع عدد كبير من طلبة المدرسة الوطنية لمهندسين بصفاقس صباح يوم الأربعاء 26 نوفمبر 2008 في ساحة المدرسة بعد أن قاطعوا الدروس منذ الساعة العاشرة صباحا للتعبير عن مساندتهم لخمسة من زملائهم الذين سيحالون على المحاكمة يوم 27 نوفمبر 2008،  4 منهم في حالة سراح والخامس وهو سهيل الشيحاوي في حالة إيقاف منذ يوم 8 ماي 2008،  وقد أحيل جميعهم تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب بتهم تتعلق بعقد اجتماعات غير مرخص لها والدعوة للانتماء إلى وفاق وعدم التبليغ عن أنشطة إرهابية بلغت مسامع بعضهم  وتنزيل مواد ممنوعة من الانترنات متعلقة بصنع المتفجرات بالنسبة إلى الطالب سهيل الشيحاوي. هذا وقد كان خمستهم قد أحيلوا على حاكم التحقيق بالعاصمة بعد فترة من الإيقاف بمقرات الشرطة السياسية بصفاقس منذ أن تم إيقافهم وجلبهم من مقر إقامتهم قرب مدرسة المهندسين وذلك منذ تاريخ 8 ماي 2008 كما تم حجز حاسوب الطالب سهيل الشيحاوي منذ ذلك التاريخ،  إلا أن محضر الشرطة المحال على التحقيق ذكر أن بداية الإيقاف كان بتاريخ 15 ماي 2008 نظرا لتجاوز فترة الإيقاف الفعلي للفترة القصوى القانونية المسموح بها، كما أكد محضر النيابة أن الطالب سهيل الشيحاوي قد قام بتنزيل مواد ممنوعة من الانترنات في حاسوبه الخاص، وقد أثبت الاختبار العدلي الذي طالب حاكم التحقيق بإجرائه وجود تلك المحتويات الممنوعة في ملف في الحاسوب كما أكد الاختبار أن الملف يحمل تاريخ إنشائه في القرص الصلب وهو تاريخ 9 ماي 2008!!!!  أي قبل عدة أيام من التاريخ الرسمي للإيقاف – المسجل في محضر الشرطة- وبعد يوم واحد من تاريخ الإيقاف الفعلي للطالب ولتاريخ حجز حاسوبه، وقد ترتب عن هذا الإيقاف  في حينه تحركات عفوية تنديدية في اليوم الموالي للإيقاف من قبل طلبة المدرسة أي يوم 9 ماي 2008.   كما أن أولياء  أحد الطلبة  كان قد نشر بلاغا عن اختفاء ابنه صحبة مجموعة من زملائه في إحدى الصحف الوطنية بعد يوم أو يومين من تاريخ الإيقاف الفعلي. وقد تجند للدفاع عن الطلبة فريق من المحامين من بينهم الأستاذ الجلالي المعروف بمواقفه الحقوقية ودفاعه عن الحريات  والذي تعرض هو نفسه إلى العديد من المضايقات والهرسلة نتيجة تلك المواقف والذي تربطه علاقة قرابة بالطالب سهيل الشيحاوي !!!!!.    من جهة أخرى فقد عبر الطلبة المجتمعون اليوم الأربعاء 26.11.2008 عن مساندتهم لزملائهم الذين وصفوهم بالمظلومين وأكدوا رفضهم لأي أحكام غير البراءة وعن استعدادهم لمتابعة تحركاتهم الاحتجاجية في صورة صدور أحكام ظالمة على زملائهم  بغير وجه حق.   الأربعاء 26 نوفمبر 2008 مراسلة استعجاليه من صفاقس


على الجلولى 
أستاذ مطرود عن العمل لأسباب نقابية 
تونس في  20 نوفمبر 2008  

على الجلولى : عقد مؤتمره التأسيسي في كينيا: انتخاب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي للصحفيين

اجتمع ممثلو 43 نقابة صحفية افريقية يومي 21 و22 نوفمبر 2008 الجاري في العاصمة الكينية نيروبي حيث قاموا بتأسيس الاتحاد الافريقي للصحفيين كهيكل قارّي للاتحاد الدولي للصحفيين (الفيج). وصادق المشاركون على القانون الأساسي للاتحاد، وعلى النظام الأساسي لصندوق التضامن الإفريقي. كما تم انتخاب أول مكتب تنفيذي للاتحاد متكون من 7 أعضاء هم على التوالي: عمرفاروق عصمان (الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين)، رئيس فوستر دونغوزي (اتحاد صحفيي زيمبابوي)، نائب رئيس نداي طافا سوسّــاه (اتحاد غامبيا للصحافة)، أمينة مال زياد الهاني (النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين)، عضو إبراهيم فاماكان كوليبالي (الاتحاد الوطني لصحفيي مالي)، عضو جان مارك صوبوت (النقابة الوطنية لصحفيي الكامرون)، عضو ستيفان أوما بوير (اتحاد صحفيي أوغندا)، عضو علما بأن 13 نقابة افريقية ترشحت لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الافرقي للصحفيين. وكان توزيع الأصوات كالتالي: غامبيا : 45 مالي : 44 زيمبابوي: 43 تونس: 42 الصومال: 36 الكامرون: 30 أوغندا: 22 الكونغو الديمقراطية: 20 كينيا: 16 جنوب إفريقيا: 11 بورندي: 7 نيجيريا: 5 المؤتمر التأسيسي للانحاد الافريقي للصحفيين شهد تحاملا مؤسفا لممثلة النقابة السنغالية كادي سيسّـي (وهي في نفس الوقت نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين) على ممثل النقابة الوطنية للصحفيين مع تدخلها السافر للتأثير على العملية الانتخابية. هذا السلوك كان موضوع احتجاج حيني، في انتظار التقدم بشكوى رسمية للفيج في الغرض مدونة زياد الهاني


ليبيا تبادر برفع الحصار

 

 
في أجواء حصار خانق تعيشه غزة ويكاد يحولها إلى أكبر سجن في التاريخ حيث يعيش مليون ونصف انسان محرومين من الكهرباء والعلاج والغذاء والصرف الصحي. وفي أجواء تواطيء عربي ودولي بادرت الجماهيرية الليبية بإرسال باخرة قالت إنها الأولى في قافلة بواخر محملة بآلاف الأطنان من الغذاء والدواء لكسر الحصار المضروب على أهلنا في غزة   لتلتحق بقوافل الإغاثة التي نظمتها الهيئات والأحزاب الوطنية  في مصر والمغرب   وحركة النهضة تثمن غاليا هذه المبادرة من ليبيا الشقيقة وتشكر حكومتها وشعبها على هذه الوقفة التي تجسد المعاني الحقيقية للأخوّة  والتضامن والتكافل وإغاثة الملهوف كما حث على ذلك ديننا الإسلامي الحنيف كما تشكر كل الهيئات الشعبية العربية والدولية التي قامت بمبادرات هامة لكسر الحصار و تدعو النهضة كل الحكومات العربية إلى أن تحذو حذو الشقيقة ليبيا في المبادرة برفع الحصار وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين وتدعوهم لعدم التصدي للتضامن الجماهيري والسماح لقوافل الإغاثة بالوصول إلى أشقائنا في غزة . كما تجدد حركتنا دعوتها الى الفاعليات الشعبية وخاصة الطلاب والعمال في تونس وفي الوطن العربي للتعبير عن التضامن والضغط على الأنظمة للخروج من حالة الصمت والتواطىء و المشاركة المباشرة في الحصارالتي تمارسها ضد غزة الصامدة. لندن 26 نوفمبر 2008 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة 

مرحبا بالشيخ سلمان العودة في تونس

   

حل الداعية السعودي فضيلة الشيخ سلمان العودة ضيفا على بلده تونس للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي الذي تعقده في بلادنا المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافية بالاشتراك مع الحكومة التونسية حول قضايا الشباب في العالم الإسلامي. ويشارك الشيخ سلمان العودة في هذا المؤتمر ممثلاً لمكتب التربية العربي لدول الخليج. وحركة النهضة تود بهذه المناسبة أن: – تعبر عن بالغ سروروها وترحابها بفضيلة الشيخ العودة وتتمنى له إقامة طيبة في بلده وتدعو إلى فتح ابواب البلاد أمام الدعاة والعلماء من تونس وخارجها للقيام بدورهم في تثقيف وتعليم الشباب الذي يعود إلى الدين في صحوة لم تشهد لها البلاد مثيلا. -تدعو السلطة الى رفع وصايتها عن المساجد وتمكين هذه المؤسسة الحيوية من القيام بدورها في تاطير ورعاية الشباب التونسي عبر المحاضرات والدروس وحلقات الذكر وتحفيظ القرآن. – تطالب بالغاء المنشور 108 وما تبعه من مناشير قاضية بمنع النساء والفتيات من الالتزام بما يعتقدنه شرعيا من اللباس. كما تطالب بإيقاف المضايقات التي يتعرض لها الشباب المتدين عموما. – تطالب برفع الحظر عن المؤلفات الاسلامية وخاصة كتب الدعاة والعلماء والمفكرين من أقطاب المدرسة الوسطية مثل الشيخ العودة والشيخ القرضاوي وفهمي هويدي ومحمد سليم العوا وطارق البشري الذين تمنع كتبهم من التداول في المكتبات التونسية التجارية والعمومية. لندن 26 نوفمبر 2008 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة


الحركة الإسلامية في تونس و المرحلة الجديدة

 

أكاد أجزم أن ما سال من حبر حول حدث الإفراج عن آخر قيادات الحركة الإسلامية التونسية يضاهي في حجمه أو يفوق ما كتب حول الأحداث الوطنية طيلة سنوات.  تعددت الاتجاهات في تحليل الموضوع و تباعدت القراءات و تباينت إلا أن الأقلام ذات المنحى الموضوعي تكاد تغيب عن المشهد الإعلامي ضاربة مع غيرها حصارا يعتم على المتتبع فهم الحدث و دلالاته و إفرازاته. ما يحز في النفس أن واقعة الإفراج كشفت حقيقة طالما غابت عن المتابعين للحركة الإسلامية سواء من أبنائها أو المتعاطفين معها، و المتمثلة في الخلافات الجوهرية بين قيادات الحركة في التعاطي مع الأحداث و قس عليه ما يطرأ من خلاف حول المناهج و الآليات و الأهداف و غيرها مما تعلق بالشأن الحركي . لن أتناول هنا مقاصد السلطة من الإفراج و لا دواعيه و لا ما تنتظره من ردود فعل، إذ الأيام القادم كفيلة بذلك. كما لن أتناول مواقف المتمعشين من غياب الإسلاميين عن المشهد السياسي الوطني و اللذين يعملون تحت راية ،/ هذا قلمي مجبول على الطاعة و الولاء/. بل سأركز على اختلاف كوادر الحركة الإسلامية في التعاطي مع موضوع الإفراج و الذي يكرس اختلافا حقيقيا في المواقف قديم قدم الحركة. 1/ الاتجاه السلبي. يقود هذا الاتجاه معظم قادة الحركة خارج تراب الجمهورية و بعض من قادتها في الداخل و اللذين لم يستوعبوا الدرس و لم تصحح مسارهم النكسة، حيث تفاعلوا مع الحدث بمنطق المنتصر، مع تسليمهم بأن خيار الضغط على السلطة عبر وسائل الإعلام و القوى الحقوقية المحلية و الدولية هي الدافع الأساسي للسلطة نحو تبني خيار الإفراج و أن لا سبيل لتحقيق الأهداف إلا بنفس الوسائل خاصة بعد أن فقدت الحركة بعضا من كوادرها و معظم قواعدها في الداخل. من هذا المنطلق اعتبرت هذه القيادات أن لا سبيل إلى مصالحة مع السلطة إلا باستيفاء الشروط التالية: •العفو التشريعي العام •استرداد الحقوق المدنية و السياسية •تمكين الحركة من حق التواجد القانوني •إقرار تعويضات للمتضررين •إطلاق الحريات العامة •محاسبة المتورطين في المحنة و رغم وجاهة المطالب ، من المنطلق الحزبي الضيق، فإنها سوف تقرأ و تصنف حتما ضمن الشروط التعجيزية التي تهفو إليها النفس دون بلوغها ، بل أن كل الحساسيات العربية و الإسلامية ، المناضلة و المضحية لم تتمكن من إقناع أو إجبار الحكومات على تفعيل هذه الطلبات ذات المرجعية الدستورية أساسا و ذلك للأسباب التالية: •أن القوى الدولية تدعم الحكومات العربية باعتبارها ضمانة أساسية لمصالحها. •أن القوة الأعظم ممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية تتحفظ على التيارات الإسلامية كبدائل للحكومات العربية و عليه أطلقت يدها للحد من فاعلية هذه الحركات تحت عنوان مكافحة الإرهاب. •أن صانعي القرار بالدول العربية و الإسلامية ملزمون بمراعاة الأوضاع الإقليمية و الدولية . •أن أي قرار يزمع اتخاذه لا بد أن يحافظ على جملة من التوازنات و المصالح. و بناء على هذه الأسباب فإن تواجد تيار إسلامي فاعل يمكن أن يدخل إرباكا في العديد من المعادلات و قد تتضرر منه جهات أو أطراف أو أفراد لهم مصلحة حقيقية في ظل الأوضاع الحالية.  و من الطلعات التي أتحفتنا بها القيادات الإسلامية ، أخيرا ، مطالبتها علنا بالإفراج عن مساجين التيار السلفي و لا أعلم الدافع من وراء ذلك أم أنهم أصبحوا يرتزقون من مثل هذه المواضيع / أتمنى من كل قلبي أن أجانب الصواب، رغم وجود من ذهب هذا المذهب/. و في نفس السياق نقرأ من حين لآخر بعض العنتريات ممن يحسبون على الحركة الإسلامية و اللذين حذقوا أدبيات سنوات الثمانين وتكلست أفكارهم فاستعصى عليهم تبني خطاب يقتضيه الواقع و تتفاعل معه مناهج العصر / راجعوا مقال السيد محمد الهادي الزمزمي/. 2/الاتجاه الايجابي. أعني بهذا الاتجاه اللذين اعتبروا أن قرار الإفراج عن آخر قيادات الحركة الإسلامية قرار حكيم و في الاتجاه الصحيح يجب مباركته و دعمه و حث السلطة على أن تمضي قدما نحو مبادرات أخرى تضمد به الجراح و تنقي به الأجواء و تفتح خلاله ملفات آن أوان فتحها في اتجاه تجسيد حق المواطنة لكل الحساسيات بالدعوة إلى العمل ضمن أهداف وطنية يقرها ميثاق وطني تنخرط فيه كل الحساسيات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية دون إقصاء أو تهميش. منطلقات هؤلاء مستندة على التالي: •أثبت تاريخ الحركة أن الصدام لا يحل المشاكل العالقة. •لم تجن الحركة في صدامها مع السلطة إلا دمارا طال كوادرها، قواعدها، مؤسساتها و المتعاطفين معها. •أن انفتاح السلطة على الحركات الإسلامية في العالم العربي تحكمه توازنات محلية ، إقليمية و دولية لا يمكن بحال إغفالها. •أن التدرج في الخطاب تقتضيه المرحلة و كل مرحلة إذ الحكمة في العمل على كسب الثقة من الجميع /سلطة و قوى فاعلة ، سياسية، اجتماعية و اقتصادية/ و السعي للتأكيد بأن الحركة ، فضلا عن كونها جزء من تاريخ تونس ، هي حساسية تعمل على بناء المشهد السياسي وفق أسس حديثة. •تفادي خيار الصدام اللفظي و المادي إذ أن النتائج لا تخدم أي طرف محقا كان أم مخطئا فضلا عن أن التونسي جبل بحكم الإرث التاريخي على السلم و أن الصدامات التي عرفتها تونس لم تولد سوى الدمار و الخراب للمعمر و العمران /أستثني هنا الحرب ضد الاستعمار الفرنسي/. •أن منهج الحركة باعتبارها ذات خلفية إسلامية يقتضي الصبر على الأذى و للاحتساب لله و للحركة في الدعوة النبوية خير دليل. •على الحركة أن تبني مستقبلها على خيار المصالحة و الحسم مع الماضى و أنه من غير الممكن أن تفتح صفحة جديدة قوامها الثأر / لا من منطلق مقتضات المرحلة و لا من منطلق منطق المظلوم /، بل كخيار حضاري واع. و في الختام أقول أن على الحركة الإسلامية ممثلة في قيادتها في الداخل و الخارج أن تفوت الفرصة على المتربصين بها و عليها تأسيسا على ذلك: •أن تتحرك إعلاميا لحث السلطة على فتح آليات المصالحة مع الحركة. •الإعلان عن تمسكها بالخيارات الوطنية و الالتزام بالعمل السلمي قولا و عملا باعتبارها شريك وطني في التنمية. •اعتبار أن ما حدث جزء من الماضي فلا ظالم و لا مظلوم و لا غالب و لا مغلوب. •اعتبار أن تونس في حاجة لجهد الجميع بدون استثناء و للحركة من الكفاءات و الطاقات الفاعلة ما يعز البلاد و العباد. دعوة إلى الجميع سلطة و حركة و قوى فاعلة أن لا تفوتوا هذه الفرصة فتونس أمانه بين أيديكم .  فلتتوحد سواعد أبنائنا من أجل مستقبل أفضل و ما هذا على التونسيين بعزيز. حسين / تونس


ليس دفاعا عن المستقيلين

 

قرأت منذ أيام على صفحات » تونس نيوز » مقالا للسيد رجب العبدلي بعنوان » إلى الذين استقالوا من حركة النهضة » وجّه فيه لوما شديدا للمستقيلين من حركة النهضة ثمّ ختمه بآية من القرآن الكريم شبّههم من خلالها بالمتخلّفين في غزوة العسرة. ولا أريد هنا الدّفاع عن المستقيلين فلكلّ رأيه في هذا الأمروأسبابه ولكن أريد الرّدّ على بعض الأفكار التي وردت في المقال والتي أعتبرها خطيرة. يقول السّيّد العبدلي: »فلو كنت في السجن ثم استقلت من حركة النهضة فأنت معذور. ولو أنت داخل الوطن وضُيق عليك في رزقك حتى ضاقت عليك الأرض بما رحبت واستقلت من الحركة فأنت معذور كذلك. لكن أن تكون خارج الوطن وفي رغد من العيش والحرية وتستقيل من الحركة فهذا لا عذر لك. »فجعل من خلال هذه الكلمات الإستقالة من حركة النهضة من المحظورات التي لا تبيحها إلا الضرورات.      فكأنّ النهضة هي الإسلام ومن خرج منها فكأنما ارتدّ عن دينه, والواقع أنّ جلّنا إن لم نكن كلّنا كنّا نفكّر بهذه الطريقة حتّى أنّ أحدنا كان إذا أُمر بشيء وحدّثته نفسه بألاّ يفعل كان يرى ذلك تولّيا يوم الزّحف ليس له جزاء إلا النّار والعياذ بالله. ثمّ شاء الله سبحانه و تعالى للبعض أن يتعافى من هذا الدّاء و تأخّر شفاء البقية.أودّ هنا أن أنبّه الأخ الكريم ومن كان على نفس هذه الفكرة أنّ النهضة ليست هي الإسلام, بل أقول أنّني قد وصلت إلى قناعة بأنّ النهضة ليست حركة إسلامية بالمعنى الذي أفهمه(أي حركة تعمل لمصلحة الإسلام والمسلمين جميعا في تونس بعيدا عن أيّة اعتبارات أخرى وتلتزم في ذلك بالضوابط الشرعية) إنّما هي حركة سياسية, بل وحركة سياسية فاشلة, وهناك من النّاس من يعتبرها أقرب للعلمانية. يقول السّيّد العبدلي: » كثيرا ما أسمع هذه الإسطوانة: الحركة لم تقدم لنا شيئا. فماذا ستقدم لكم الحركة؟ « والواقع أنّني لم أسمعمثل هذا الكلام بل سمعت نقدا شديدا لقيادة الحركة وعلى رأسها الشيخ راشد الغنّوشي واتّهاما لهذه القيادة بأنّها هي التي جرّت الحركة للصّدام مع السلطة في كلّ مرّة وأنّ هذه القيادة لم تتخذ القرار الأنسب في عديد المناسبات. سمعت هذا من بعض المستقيلين كما سمعته من غيرهم غير أنّ المستقيلين حسموا أمرهم وأمّا غيرهم فمنهم من لايزال ربما يحاول الإصلاح من الدّاخل ومنهم من يخشى شماتة الأعداء ومنهم من يخشى أن يوصف بالخيانة أو ينعت كما نعت غيره سابقا بالمتساقط على طريق النضال. يقول السّيّد العبدلي:  » لكن كيف ستنظر لكم الحكومة التونسية؟ هل ستفرح بكم؟  هل ستصفق لكم؟  ماهي نظرة بقية الأحزاب في تونس لكم؟  ماهي نظرة الشعب التونسي لكم أيها المستقيلون؟ فأنتم تعتبرون خونة عند: الحكومة التونسية والأحزاب السياسية ورفقاء دربكم. هل تظنون أن الحكومة التونسية غبية لهذه الدرجة باستقالتكم هذه؟ فالحكومة التونسية تريد ضرب الحركة باستقالتكم وفي الوقت نفسه تعتبركم خونة ولا أمان معكم. ومستحيل يثقون فيكم. (هذه قاعدة معروفة) »               وهنا أريد أن أستغلّ الفرصة للجمع في الرّد بين هذا الكلام وكلام آخر ورد في مقال لشخص كتب بتوقيع »مسلم الصغير » حيث قال موجها خطابه للشيخ الزمزمي:يا أيها الشيخ الكريم لعلك تقول أن بيان الحق أولى من مجاملة الأشخاص. أقول بلى ولكن اجعل خلافك مع المحسوبين على الصف خافيا عن الناس، وقل ما ترى من حق في نظام بن علي فلا أحد يلومك فالخصومة معه ظاهرة ومفهومة وظلمه ظاهر ومعروف الفكرة التي أريد الرّدّ عليها هنا والتي أقرأها في كلا النّصّين هي أنّ العداوة مع السّلطة أمر قائم ومسلّم به ولا يمكن تغييره و يكاد يكون من المعلوم من الدّين بالضرورة وأنّ النّاس صفاّن لا ثالث لهما صفّ السّلطة وصفّ النّهضة و المعارضة. إنّ حركة الإتجاه الإسلامي عندما تأسّست جمعت في صفوفها كلّ أبناء الصحوة تقريبا من أجل الوقوف في وجه علمانية بورقيبة و جعل الإسلام مصدرا للتشريع في تونس المسلمة,(ذاك كان الشّعار) رغم أنّ الوضع على مستوى الحرّية في ممارسة الشعائر التعبّدية لم يكن بذاك السّوء, فالمساجد كانت مفتوحة وتؤدّى فيها الصّلوات و تقام فيها الدّروس و الحلقات العامّة وحلقات حفظ القرآن في كلّ الأوقات دون أي تضييق. كما أنّه كان يوجد في كلّ مدرسة ثانوية غرفة للصّلاة وفي كلّ ثكنة عسكرية كان هناك مسجد يؤمّه المصلّون من العسكريين بكلّ حرّية بل وتقام فيه صلاة الجمعة كما أنّ ارتداء الحجاب كان أمراعاديا.الإشكال الوحيد الذي كان قائما هو أنّ فهمنا للدّين كان مختلفا عن فهم غيرنا حتّى من أئمّة وخطباء المساجد. ما أريد أن أصل إليه هو أنّ العداء قائم بين حزب في السلطة وحركة طالبة للسّلطة – وكلّ المعارضة طلاّب سلطة –  وليس بين الدّولة و بين الدّين الإسلامي وإنّما حُشر الإسلام  في هذه المعركة حشرا بدليل أنّ المطالب تغيرت اليوم ولم تعد تطبيق الشريعة وردّ الإعتبار للإسلام كدستور للحياة ولكن أصبحت المطالب هي  الحرّية والدّيمقراطية وأصبح أعداء الأمس من شيوعيين و علمانيين أصدقاء اليوم تجمعهم بالنهضة أواصر القربى في العداء مع النظام. فكرة أخرى أريد أن أبلّغها وهي أنّ المقياس الّذي يقاس به صلاح الأمور من فسادها ليس مدى قبول النظام له فإن رفضه النظام فهو حسن وإن قبله ورحّب به فهو سيّء ولكن تقاس الأمور بحسبما تحقّقه من مصلحة دينية  و دنيوية فلو أنّ أحدنا كان في تونس و يخضع للمراقبة الإدارية و توفيت والدته في مكان غير مكان إقامته    و استدعى الأمر أن يطلب ترخيصا من الجهات الأمنية ليتمكّن من حضور جنازة والدته فإنّ الواجب الشرعي يفرض عليه أن يطلب ترخيصا بالتنقّل ليبرّ والدته ولو كان يرى في ذلك إذلالا لنفسه.(و حديثنا قياس) إنّه ليس من العدل ولا من المروءة أن نتّهم شخصا استقال من حركة النّهضة بأنّ سبب استقالته هو ضعفه أمام شوقه وحنينه لتونس فذلك فيه تبسيط للأمور وتزكية للنّفس وظلم للآخرين ولكن اسألوا المستقيلين فلربما نبّهوكم إلى أمور غابت عنكم خاصّة إذا كان المستقيل قياديا سابقا قد رأى و علم ما لم تروا وتعلموا, فقد سألت يوما الأخ صدقي العبيدي عن سبب استقالته وأخوانه بعد حادثة باب سويقة فذكر لي ثلاثة أسباب لم أقتنع بها إلاّ بعد أكثر من عشر سنوات   ولعلّي أذكر هذه الأسباب في مناسبة أخرى إن سنحت الفرصة. ملاحظة أخيرة أودّ أن أسوقها وهي أنّ الإستدلال بالقرآن ليدعم به الإنسان رأيه في مسألة تختلف حولها الآراء لن يضفي قدسية على هذا الرأي ولكن يذهب هيبة القرآن من قلوب النّاس. _____________________________________________________________ ملاحظة: إنّني عندما أنتقد النهضة لا أنتقد الأفراد فإنّي أحسب أنّ أبناء النّهضة ذوو خلق ودين , رغم أنّ الأمر لا يخلو من بعض الإستثناآت, ولكنّني أنتقد السّلوك والمسار.   رضا التونسي     


زعيم حركة النهضة التونسية المحظورة الشيخ راشد الغنوشي في حوار شامل مع « الشروق »:

الغزالي توسط لي عند الشاذلي فغض الطرف عن إقامتي في الجزائر أنا مدين للجزائريين وشديد الإعجاب بشخصيتهم الوطنية  

حاوره مراسل « الشروق » في لندن: حميد بن عمار أكد الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة المحظورة في تونس، أن للجزائر مكانة عظيمة في قلبه، وأنه شديد الاعجاب بالشخصية الجزائرية ومحب لها. وعبّر الغنوشي في حوار اجرته معه « الشروق » في منفاه بالعاصمة البريطانية لندن عن امتنانه لفضل الجزائر عليه وعلى أسرته وإخوانه « إذ آوتنا لعدة سنوات ».كما أشار. وفي رده حول ما اعتبر انحيازا في موقفه نحو جبهة الانقاذ المحلة في تسعينات القرن الماضي، أكد الغنوشي أن له في الجزائر صداقات يعتز بها، ممتدة من زعامات جبهة التحرير الى زعامات جبهة الانقاذ، مرورا بحمس والاصلاح والنهضة وحتى بمناضلي حزب العمال. واعتبر الغنوشي أن ما يحدث في حركة حمس شأن داخلي، غير انه أكد انه لن يتردد في « السعي خيرا » بين الطرفين المتصارعين، لكنه اشار « ان لا مناص في النهاية ( للطرفين) من احترام قرار الشورى والمرجعية وحكم المؤسسات ». وتحدث الغنوشي في الجزء الأول من هذا الحوار عن العديد الامور، من بينها قصة هروبه من تونس واستقراره لفترة في الجزائر، وظروف ملابسات خروجه من الجزائر، وكيف قدمه الداعية المصري الراحل محمد الغزالي الى الرئيس الجزائري الاسبق الشاذلي بن جديد..  إليكم نص الجزء الأول من الحوار: * بداية، ما هو رأيكم في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. أوباما رئيسا؟ **الانتخابات الرئاسية في أي بلد هي شأن داخلي، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، فإن آثار الانتخابات فيها تطال دول العالم سلبا وايجابا، بالنظر الى مركزها وقوتها. ونظرا لسياسات ادارة بوش الكارثية على مستوى السلم العالمي، وتحديدا على منطقتنا العربية والاسلامية، فإن انتصار اوباما الذي كانت له وعود إبان حملته الانتخابية بالتغيير على مستوى السياسة الخارجية، فإننا عبّرنا عن ارتياحنا لهذا النصر، في انتظار ان نلمس تغييرا واقعيا ملموسا في سياسة الادارة الامريكية تجاه العراق وفلسطين تحديدا ووقف الدعم للانظمة الدكتاتورية في منطقتنا والعالم. * مارأيكم فيما يحدث في حركة حمس الجزائرية التي هي الأقرب لكم ضمن الاتجاهات الاسلامية في الجزائر.. وما صحة ما يتردد أنكم ضمن الأطراف الساعية للصلح بين الفريقين المتخاصمين فيها.. وأن أطرافا في حمس رأت أن ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للحركة؟ **ما يحدث في حركة حمس شأن داخلي، ولدى الحركة من الكفاءات والقيادات ما يمكِّنها من تجاوز ما يعترضها من عقبات ان شاء الله، ولن نتردد في السعي خيرا بين اخواننا لو قدر لنا ذلك. ونحن لا نملك إلا أن نوصي بتعميق وتوسيع الشورى والبحث عن وفاقات داخلية، بديلا عن نهج المغالبات التي تفاديناها حتى مع خصومنا، فكيف مع رفاق دربنا.. الوحدة خير والفرقة ضرّ.. ولا مناص نهاية من احترام قرار الشورى وحكم المؤسسات. وما فاته انتصار اجتهاده اليوم فليصبر، فلعل الغد يواتيه. عقارب الساعة لم تتوقف، فلنصبر على بعضنا « واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ». * ذكرت الجزائر وشعبها بخير في كثير من المناسبات.. أي دور لعبته الجزائر في مسيرتكم.. وما ردكم على من يرون أنكم انحزتم الى موقف الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة وخالفتم رأي حركة حمس الجزائرية القريبة أكثر منكم؟ **للجزائر في القلب مكانة عظيمة، وأنا شديد الاعجاب بالشخصية الجزائرية محب لها، وممتن لفضل الجزائر علي وعلى أسرتي وإخواني، إذ آوتنا لعدة سنوات، فظلت بصمة الجزائر فصلا أساسيا في ملحمتنا. ولي في الجزائر صداقات أعتز بها، ممتدة من زعامات جبهة التحرير الى زعامات جبهة الانقاذ، مرورا بإخواننا في حمس والاصلاح والنهضة والتجديد، وبمناضلي حزب العمال. ولا أجدني مضطرا الى المفاضلة بين أصدقائي وأحبابي، فلهم جميعا سكن في القلب مريح، رغم ما يبدو من ميل أكبر الى بعضهم، وهو طبيعي ومفهوم، أخذا في الحسبان وضع مضطهد مشرد مثلي، سيكون الى سرب أمثاله أميل. * كيف كان هروبكم من تونس الى الجزائر في نهاية ثمانينات القرن الماضي.. كيف كانت اقامتكم في الجزائر.. من ساعدكم واستضافكم.. ثم ماهي ظروف وملابسات خروجكم من الجزائر في بداية التسعينات؟ **غادرت تونس آخر مرة صائفة 1989على إثر التزييف الواسع للانتخابات وعودة حليمة الى عادتها القديمة وانكشاف حقيقة موعودات 7 نوفمبر بالديمقراطية، وأنه لا ظلم بعد اليوم!!، إذ عاد الحزب الحاكم يحتل كل مقاعد البرلمان دون استثناء، فكان شعور عام بالاحباط، وتشديد الرقابة البوليسية عليّ، الى حد الاختناق. في تلك الاثناء جاءتني دعوة من جمعية طلابية فلسطينية في ألمانيا لإلقاء محاضرة بمؤتمرها، فكاتبت الرئيس ألتمس الإذن بالسفر، فمكنني من جواز سفر بصلاحية سنة واحدة، فخرجت من البلاد بنية عودة سريعة، وكنت قبلها ممنوعا من مغادرة البلاد طيلة عشر سنوات، أمضيت نصفها في السجن، فتهاطلت عليّ الدعوات للمشاركة في ندوات وإلقاء محاضرات في الشرق والغرب، وكنت خلال ذلك أتابع تصاعد حالة التأزم في بلدي، إذ لم تكتف السلطة بتزييف الانتخابات وسلب النهضة وهي الفائز فيها حقها، بل صمّمتْ على الإزاحة النهائية لهذه القوة الصاعدة التي تأبّت على الاحتواء، فعمدت الى تبني خطة طورّتها عناصر ماركسية استئصالية معادية للاسلام وتراثه ودعاته، لم تحقق شيئا في الانتخابات، فتسربت الى أجهزة الدولة والحزب، سميت تلك الخطة خطة « تجفيف الينابيع » واستئصال الحركة الاسلامية والثقافة الاسلامية جملة، باعتبارها الارضية التي يمكن أن تجدد البناء، فتمّ تعيين رموز منها في مواطن حساسة، كوزارة التربية ولجان التفكير والاعلام في الحزب الحاكم، بل حتى في أجهزة البوليس، وبدأت بالتدريج حملات الملاحقة والاعتقال.. وكنت أتابع ذلك من الخارج وأتشاور مع القيادة في الداخل في مسألة عودتي، فكانت تستمهلني حتى ينجلي الأمر، وكنت أعيش متنقلا بين الغرب والشرق، أشارك في مؤتمر هنا وندوة هناك. خلالها زرت الجزائر مرتين مدعوا من قبل ملتقلى الفكر الاسلامي الذي نظم في تبسة، حيث تعرفت على وزير الشؤون الدينية وقدمني مشكورا الى السيد عبد الحميد مهري، الأمين العام للجبهة، حيث تعرفت عليه لأول مرة، ثم توثقت علاقتنا، وكان الأمين العام لجبهة التحرير شخصية مثقفة متزنة مجرّبة. وبعد أشهر عقد مركز دراسات العالم الاسلامي ملتقى فكريا في العاصمة بالتعاون مع وزارة التربية، كان من بين المدعوين إليه الشيخان القرضاوي والغزالي رحمه الله وآخرون، أنا من بينهم. في ختام الملتقى تم استقبال المشاركين من قبل رئيس الجمهورية آنذاك السيد الشادلي بن جديد، فقدمني إليه الشيخ الغزالي بطلبي، والتمس منه في لقاء آخر له معه الإذن لي بالاقامة مع أسرتي في الجزائر، فسكت، فاستقدمت أسرتي بعد أن بان اتجاه الاوضاع الى مزيد من التازم في البلاد، فالتحقت بي الزوجة وأطفالي الخمسة متسللين، شأن غيرهم من الاخوة والاخوات عبر المناطق الحدودية الجبلية. أجّرت بيتا في بوزريعة وأقمت به دون أي تنسيق رسمي، وفعل مثلي العشرات من النهضويين. واضح أن هناك حالة من غض الطرف، وكان ذلك خلال ربيع الديمقراطية. كنت أتنقل من الجزائر وإليها بجواز تونسي، ثم لمّا انتهى ورفضت السلطة التونسية تجديده، حصلت على جواز سوداني. وقد ربطتّ خلال ذلك علاقات واسعة مع أوسع قطاعات النخبة الجزائرية من كل التيارات في الحزب الحاكم وفي المعارضة الاسلامية وغير الاسلامية، وهي حالة فريدة لم تتحقق لي في أي بلد آخر. ولذلك أحببت الجزائر والجزائريين من كل قلبي، إلا أن تأزم الأوضاع في بلدي قد اشتد بين سنتي 1991 و1992، وبلغ حد إعلان وزير الداخلية عن خطة انقلاب تعد لها النهضة!! وقاد ذلك الى تأزم علاقة السلطة التونسية مع السلطة الجزائرية بحكم إقامتي والعشرات من أخواني على أرضها، مما لم تتحمله السلطة التونسية التي اشتد ضغطها على مثيلتها، فتم إشعارنا بهذا الحرج، فبدأت رحلة تشرّدنا في العالم (موزعين على حوالي ستين دولة)، وما أحسسنا بالغربة حقا إلا يوم مغادرتنا الجزائر، حيث لاقينا كل التكريم من كل الاوساط، وحتى خروجنا كان عموما خروجا كريما سمحا، وتفهّمنا الظروف التي اقتضته، رغم ما لحقنا بعده من تشرد في العالم وأهوال. لعله جزء من قدر الله في التمكين للدعوات لمّا تستكمل بنجاح الامتحانات الضرورية « وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات، فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماما ». وكما قال الشافعي لمّا سئل: خير للدعوات أن تبتلى أو تمكّن؟ فأجاب: وهل تمكّن حتى تبتلى؟ وبعد أشهر من مغادرتي واستقراري ببريطانيا التحق بي أفراد أسرتي لا يحملون أي وثيقة حقيقية أو مزيفة، فقُبِلوا معي لاجئين سياسيين، وفشلت السلطة في إقناع أي دولة أروبية بإرهابية النهضة، إلا أن أولادي وبعد عقد ونصف ظلوا يحملون أجمل الذكريات عن محطة الجزائر وزملاء الدراسة والجيرة الطيبة. الجدير بالملاحظة أيضا أنه رغم أن الحملة ضد النهضة قد بدأت إثر انتخابات 1989، عقابا على فوزنا فيها، حتى ازدحمت السجون بعشرات الآلاف من النهضويين، وإن محاكمتهم لم تبدأ إلا في صائفة 1992، وذلك بعد أن اطمأنت السلطة تماما الى انهيار التجربة الديمقراطية في الجزائر وغرقها في أتون فتنة عمياء وانشغالها بمصائبها وخروجها الى حين من معادلة المنطقة، حتى ما عادت في بعض الظروف قادرة حتى على حماية مواطنيها، فظلوا يتعرضون خلال زياراتهم لتونس لقدر غير قليل مما أدمنت عليه السلطة التونسية من نهج تعامل مع مواطنيها في ذهول تاريخي عن حقيقة إن الشعوب كالافراد وككل كائن حي معرّض للصحة والمرض، إلا أن أوضاع المهانة التي تعيشها شعوبنا لن تستمر طويلا بإذن الله. وعد الله للأمة بالنصر لن يتخلف إذا هي استقامت، وهي بصدد ذلك، تتعافى وتتطهر « إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ». جراح شعوبنا عميقة ومنها الجرح الجزائري الذي ولئن نجح الرئيس بوتفليقة الى حد في كفكفة دمائه وخياطته، إلا أنه يبدو أن عملية تنظيف ضرورية ومتقنة ـ قبل ذلك ـ لم تتم، الأمر الذي ترك مجالا للتقيّح، ما دامت الاسباب الحقيقية التي أدت الى الكارثة: الإقصاء، لم تعالج في العمق. هل بقي مجال للاستدراك؟ ذلك هو الأمل، في بلد أصيل تعوّد على الحلول الجذرية وليس على الترميم؟ وذلك درس ثورته المجيدة. أسال العزيز الرحيم الهداية والتسديد والرشاد لنا جميعا. * هناك الكثيرون في ما يسمى بالمعسكر العلماني الحداثي في تونس وغيرها من يرى أن أفكاركم تنويرية ومعتدلة فعلا وحتى « ديمقراطية »!.. غير أنهم يرون أن أفكاركم ليست إلا تنظيرا و »بيع كلام » فقط.. ولو تمكنتم من السلطة لأظهرتم وجهكم « التيوقراطي » الحقيقي!.. ما ردكم عليهم؟ **هذا حكم على النوايا، وهو سيف يمكن أن يُسلط على الجميع، فمن يضمن ان هؤلاء الحداثيين كما وصفت سيكونون أوفياء لتنظيراتهم حول الديمقراطية عندما يستلمون الحكم، خاصة وأن الانظمة الاستبدادية في منطقتنا أغلبها تزعم الانتساب الى الحداثة والتنوير. نحن نعتقد انه لا يملك أحد الحكم على النوايا، إذ لا يعلم الغيب إلا الله، وبالتالي يجب ان نحتكم الى الممارسة والواقع، وسيكون للشعب حرية اقرار التجربة أو رفضها عبر آليات الديمقراطية التي ستكون لها مؤسساتها التي تحميها. ومصبّ هذه المجادلة هو حوض الدكتاتورية، تسويغا لنهجها الاقصائي مرة باسم الخوف على الحداثة من الاسلاميين ومرة بالخوف على الاسلام من الشيوعيين والحداثيين، فليبرأ الجميع من خدمة الدكتاتورية، فالحرية إما أن تكون للجميع فيجب أن يناضل من أجلها الجميع أو لن تكون لأحد. *كيف ترون الأوضاع في تونس؟ هناك من يرى في تونس سواءً من عامة الناس أو النخب السياسية المعارضة انه ليس هناك حريات وديمقراطية في تونس، لكنهم لو خيروا بين « الأمرَّين »: حكم النظام الحالي وحكم حركتكم لاختاروا النظام الحالي؛ لأنه حتى وإن كان غير ديمقراطي، فإنه على الأقل لا يتدخل في حريتهم الشخصية، كاللباس مثلا.. ما ردكم؟ **تشهد تونس حالة انسداد سياسي بسبب اصرار النظام على الاستهانة بالمجتمع وقواه الحية واعتماده الاسلوب الأمني في معالجة القضايا السياسية وإعراضه عن الحوار، فصار متعذرا حتى على الاحزاب المعترف بها ان تجد مكانا لعقد اجتماعاتها مثلما حصل بالنسبة للاجتماع الاخير للجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الذي افتتح في الشارع، بعد ان أوصدت في وجه الحزب الفضاءات العامة، بالاضافة الى التعذيب والاعتقالات التي طالت ما يزيد عن 1500 من الشباب المتدين في اطار التزلف للقوى العظمى بدعوى مساندتها في حربها على الارهاب، فأصبح العنف هو الخيار الوحيد بالنسبة للسلطة لمواجهة المطالب الاجتماعية مثلما هو الشأن بالنسبة لجهة ڤفصة والحوض المنجمي، حيث سقط عديد المواطنين بين شهيد وجريح، وطال الاعتقال العشرات بسبب مطالبتهم بالشغل والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروة. ورغم نسب النمو التي تدعيها السلطة، فإن تاريخ تونس الحديث لم يشهد هجرة عشيرة بكاملها الى دول الجوار (الجزائر) بسبب الجوع، الا في ظل هذا النظام، كما ظهرت في ظله قوارب الموت التي ذهب ضحيتها العشرات من الشباب الهارب من « الجنة التونسية »، فضلا عن معاناة المساجين السابقين المحاصرين في قوت يومهم والممنوعين من العمل والعلاج والوثائق المدنية، مثل جواز السفر، بل أن بعضهم منفي في وطنه مثلما هو شأن الصحفي عبد الله الزواري الممنوع من الاقامة مع عائلته في الشمال التونسي منذ 5 سنوات. والدكتور أحمد الابيض.. كما تمنع النساء من ارتداء الحجاب. وفي هذا الاطار، تواجه الطالبات حملات طرد ومضايقات مستمرة تتجدد مع بداية كل سنة، فيمنعن من التسجيل في المعاهد والجامعات ويحرمن من حقهن في المبيتات الجامعية ويمنعن من إجراء الامتحانات دون احترام لأبسط الحقوق الشخصية للإنسان في اختيار لباسه، فضلا عن ان يكون ملتحيا؛ فقد عمدت كلية اصول الدين مؤخرا الى اجبار جميع الطلاب على التوقيع على التزام يتضمن عدم ارتداء الحجاب الذي تطلق عليه الجامعة اسم « الزي الطائفي » وحلق اللحية التي لم تعد كما يبدو لإدارة جامعة الزيتونة الإسلامية من السنة في شيء. في ظل هذا الواقع الذي يجمع الجميع حسب سؤالكم على انسداده وغياب الحريات والديمقراطية فيه، وطال تدخل السلطة الشأن الشخصي للانسان المتعلق بمظهره ولباسه، لست أعلم أي فضل لمثل هكذا نظام عن النظام الثيوقراطي الذي تدعي ان البعض يخشى أن يسود في ظل حركتنا. ومع ذلك، نجدد الـتأكيد لمن يصر على تجاهل طبيعة حركتنا، أن ليس في الاسلام مكان لحكم رجال الدين يحكمون باسم السماء وإنما حكم الاسلام هو حكم القانون، حكم الشريعة، حكم مدني يختاره الناس ويتولون مراقبته، وهم أصحاب الحق المطلق في الابقاء عليه أو صرفه عن الخدمة. نحن نرفض الحكم الثيوقراطي، نرفض احتكار النطق باسم الاسلام، وإن كان الاسلام مرجعيتنا الاساسية، وبالتالي فلا مجال في إطار فهمنا للاسلام للتدخل في الحريات الشخصية للمواطنين، أو فرض نظام ضد إرادتهم العامة، المعبر عنها في انتخابات حرة تعددية، لا يُقصى من حق المشاركة فيها والمنافسة مواطن، بصرف النظر عن جنسه ورأيه ومعتقده. * في السياق نفسه، هناك من يرى أن تونس مهما اتفقت واختلفت مع نظامها، فإنها على الأقل تنعم باستقرار ورخاء اقتصادي نسبي بالمقارنة مع امكاناتها الاقتصادية والثروات الطبيعية القليلة التي تتوفر عليها.. والأفضل لها أن تبقى هكذا على أن تفتح الباب لمغامرات ديمقراطية غير محسوبة تعطي الفرصة لتيارات دينية خطرة مثل حركتم.. ما ردكم؟ **الحديث عن الرخاء الاقتصادي هو من قبيل الدعايات السخيفة التي تروِّج لها السلطة ولا يليق بصحيفة محترمة مثل « الشروق » ان تنطلي عليها مثل هذه الدعايات، خاصة وأن بلدكم استقبلت عائلات تونسية فرت من الرخاء بحثا عن لقمة العيش. كيف يمكن الحديث عن الرخاء في ظل نسبة بطالة تصل الى 25 %؟ إن نسبة النمو نفسها التي تدعيها السلطة وتتراوح بين 5 و6 في المائة لا تتيح لأحد الحديث عن الرخاء، فكيف اذا كان الأمر أقل من ذلك، وتشهد عليه انتفاضات الجنوب في ڤفصة والقصرين للمطالبة بالشغل والعدالة في توزيع الثروة وتحقيق التوازن بين الجهات، فضلا عن آلاف الشباب الذين يركبون المخاطر يوميا فرارا من « الرخاء » في اتجاه اوروبا التي تقر بأزماتها الاقتصادية. إن الواقع يشهد على وجود مئات الآلاف من العاطلين، وبالخصوص من حملة الشهادات، يكافحون من أجل إسماع أصواتهم علّ أمثالكم من الاعلاميين يستمعون الى مأساتهم ويعدّلون من صورتهم الوردية للواقع التونسي، ويتحررون من المشهد التونسي السياحي البراق فتقع أنظارهم على تونس الحقيقية.. تونس الأعماق، وأسيجة الفاقة المحيطة بالمدن منذرة بالانفجار والحريق. أما ما تسميه بالاستقرار، فهو نتيجة القبضة الأمنية المسلطة على الشعب، والفرق واضح بين الاستقرار الذي يتأسس على رضى الشعب والأمن والأمان الذي ينعم به عموم المواطنين وحالة السكون التي تنبع من الخوف ويحكمها 130 ألف بوليس (أي ما يوازي عدد رجال الأمن في فرنسا وتعدادها يتجاوز 50 مليون). من الوهم الاعتقاد ان هذا السكون يمثل الاستقرار؛ لأن مثل هذا الوهم سرعان ما سيتبخر عندما يرفع الشعب عن كاهله حاجز الخوف، وهو ما نتمنى ان يدركه الجميع حتى تتجنب بلادنا مزيدا من الكوارث هي في غنى عنها لو أحسن القائمون عليها قراءة الواقع بدلا من الإمعان في التزييف. تتابعون في الجزء الثاني من الحوار مع رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي: * هل تقبل حركة النهضة المشاركة في تحالف رئاسي في تونس يطبق برنامج الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على غرار حمس الجزائرية؟ * لماذا منعت إيران الغنوشي من دخول أراضيها.. وهل لذلك علاقة بموقفه المدافع عن الشيخ القرضاوي في تصريحاته الأخيرة حول التبشير الشيعي؟ * لماذا يعتقد أن السلطة تفسح المجال أمام الدعوة الشيعية في تونس؟ * هل تتحمل التيارات الإسلامية بما فيها الإخوان المسلمون بروز تيار القاعدة السلفي التكفيري في المغرب العربي؟ * لماذا يعتقد أن القرن الحالي هو قرن الإسلام؟ (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 25 نوفمبر 2008)  

الغنوشي: منعت من دخول إيران.. وعلى المتشيعين الكف عن سب الصحابة وزوجات النبي

 

 
حاوره مراسل « الشروق » في لندن : حميد بن عمار يتحدث الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية في الجزء الثاني والاخير من الحوار الذي اجرته « الشروق » مع في منفاه في لندن عن مكانة الجزائر المركزية في المنطقة المغاربية. وأكد الغنوشي ما تردد من ان ايران تمنعنه من دخول اراضيها، غير انه أشار الى ان ذلك لا علاقة له بموقفه الداعم للشيخ القرضاوي مؤخرا في تصريحاته حول التبشير الشيعي، بل ربما يعود الى ما اسماه « خضوع نظام الجمهورية لضغوط النظام التونسي ترجيحا لمصالحه معه على علاقته بحركة اسلامية مضطهدة، وكان من أسباب اضطهادها مناصرتها للثورة الاسلامية ». وكشف الغنوشي ان العلاقات بين طهران و تونس شهدت تطورا ملحوظا كان من نتائجه إفساح المجال أمام الدعوة الشيعية في تونس. وفي هذا السياق، أكد الغنوشي انه يدعم موقف الشيخ القرضاوي الرافض للتبشير الشيعي في المناطق السنية و دعوته المنتسبين الى التشيع الى الكف عن التعبد بالنيل من أصحاب الرسول الابرار وأزواجه الاطهار..  إليكم نص الجزء الثاني والاخير من الحوار: *برغم انتقاداتكم للنظام التونسي الا انكم تؤكدون دائما أيضا ان الصلح بالنسبة لكم خيار استراتيجي.. لو دعتكم الحكومة التونسية لحوار مشروط بالتخلي عن مطامحكم السياسية والتحول الى حركة غير سياسية مثلا هل تقبلون؟.. سيناريو آخر: هل تقبلون المشاركة في حكومة تحالف تطبق برنامج الرئيس بن علي على غرار حمس الجزائرية مثلا؟ **نحن حركة سياسية مدنية نرفض العنف سبيلا للسلطة أو الاحتفاظ بها وبالتالي من الطبيعي ان يكون خيار المصالحة هو الخيار الإستراتيجي بالنسبة لنا، اذ لا بديل عن المصالحة والحوار سوى العنف وهو مرفوض بالنسبة لنا ولكننا لا نساوم على حقوقنا ومطالب شعبنا الوطنية في بناء نظام ديمقراطي حق يتأسس على الارادة الشعبية كما تترجمها آليات الديمقراطية المعاصرة وعلى عدالة اجتمعاعية حقيقية تضع حدا لسياسة نهب الثروات وتوزع المنتوج التنموي بأقصى ما يمكن من العدل، وكل ذلك في إطار قيم الاسلام والهوية العربية الاسلامية. أما حديثك عن التحالفات فهو بالنظر الى واقعنا حديث أماني وأحلام والسياسة مجالها حياة الناس وواقعهم ولا أفضّل الحديث عن الفرضيات. لا سيما إذا كانت في واد والواقع في واد آخر، بما يجعل الحديث الجاد اليوم في تونس وأمثالها ليس الحديث عن المشاركة في المغانم وإنما الحديث عن العمل الجاد والجبهوي من أجل تحرير إرادة شعوبنا مما نكبت به من حكم فردي سلبها حقوقها الشرعية والطبيعية وعمل على تحويلها والبلاد مزارع خاصة وقطعانا ومعتقلات وظلمات من الغش والزيف بعضها فوق بعض، على نحو يوشك معه المواطن أن يفقد أي معنى للانتماء الى وطن ودولة واستقلال وعائلة وحاجة للزواج والإنجاب، فيسأم من الحياة جملة فيبحث عن ضرب من ضروب الإنتحار في قارب موت أو خمارة أو انخراط في جماعة ارهاب أو ذوبان يشبه وحدة الوجود في فريق رياضي. ولولا الإسلام العظيم الذي ظل باستمرار وفي أحلك ساعات الليل قادرا على أن يجدد في الأمة الإيمان والأمل وعرى الجماعة والإجتماع والسعي والمقاومة، لأقفرت ساحات المساجد والفضائل والزواج والنضال من كل مشتاق. وذلك بعد انصراف الشبيبة التونسية عن الزواج حتى قارب النصف عدد الفتيات اللائي فاتهن قطار الزواج وفشا الحديث عن شيخوخة المجتمع التونسي وعن إغلاق مدارس ابتدائية بسبب تضاؤل النسل. كل ذلك ثمرة طبيعية لمشروع التحديث المغشوش الذي قادته دولة الإستقلال والإنفراد بالسلطة ونظام الحزب الواحد وتفسيخ هوية الشعب وتدمير الاخلاق العامة ونهب الثروات وتآكل بقايا الاستقلال، بما يجعل المشروع الوطني الجاد اليوم إنما هو مشروع تغيير هذا الواقع البئيس بالوسائل السلمية قطعا وتحريض الشعب وتجميع صفوفه وراء ذلك وليس البحث عن مشاركة في مغنم مسموم. *أدليتم برأيكم أثناء ما اصطلح عليها مؤخرا الأزمة السنية الشيعية.. ورغم أنكم رفعتم صوتكم مدافعين عن الشيخ الفرضاوي بشعار « كلنا يوسف القرضاوي » الا انكم ترون أن الازمة تطرح اسئلة اعمق امام العالم الاسلامي… فيما يرى كثيرون ان لم يكونوا الاغلبية خاصة لدى السنة في المغرب العربي ان الحوار جيد لكن القضية واضحة وهي أن على الشيعة وقف « تبشيرهم » المنظم في المنطقة السنية الخالصة… ما رأيكم؟ **لقد كان دفاعنا عن الشيخ القرضاوي من منطلق مبدئي يرفض أولا التطاول على عالم جليل من علماء الأمة في وزن وحجم شيخنا العلامة الدكتور القرضاوي، وثانيا نحن نؤيد الشيخ القرضاوي في رفضه للتبشير بأي مذهب في منطقة استقرت على مذهب معين سواء اكان سنيا أم شيعيا. وهذا الموقف هو الأساس الذي يمكن ان يقوم عليه أي حوار بين المذاهب كما أنه الضمانة لوحدة الأمة ومناعتها في مواجهة التحديات الخارجية مما يجعل من عملية التهاون في احترام هذا المبدأ هو المعول الذي يتهدد وحدة الأمة وليس العكس. إضافة الى دعوة الشيخ المنتسبين إلى التشيع الى الكف عن التعبد بالنيل من أصحاب الرسول الابرار وأزواجه الاطهار، فالامة إذا لم تجتمع على ذلك الجيل الفريد فلن تجتمع على شيء. هل أصبحتم فعلا كما تردد على القائمة السوداء في إيران وممنوعين من زيارتها.. وهل لهذا علاقة بموقفكم في موضوع العلاقات الشيعية السنية؟ ** فعلا، لقد منعت من زيارة ايران ولا أعلم ان كنت على قائمة سوداء أو أي لون آخر ولكن لا اعتقد ان للموضوع علاقة بالملف السني الشيعي لأن هناك من علماء السنة من يسمح له بزيارة ايران وربما يعود المنع الى خضوع نظام الجمهورية لضغوط النظام التونسي ترجيحا لمصالحه معه على علاقته بحركة اسلامية مضطهدة، وكان من أسباب اضطهادها مناصرتها للثورة الاسلامية، خاصة وان العلاقات بين النظامين شهدت في السنوات الاخيرة تطورا ملحوظا على الاصعدة الاقتصادية والثقافية كان من نتائجه إفساح المجال أمام الدعوة الشيعية. ومن ذلك تأسيس جمعية « آل البيت » في وقت اشتداد الحملات ضد الحركة الاسلامية وضد الفكرة الاسلامية التي يدين بها عامة التونسيين. ماهو تقييمكم للحركة الاسلامية عموما وفي الجزائر خصوصا.. ومارأيكم في الرأي القائل بانها تفقد بريقها؟ ** صحوة الاسلام لا تزال على امتداد العالم في حالة مدّ غير مسبوق منذ مئات السنين. امتداد الاسلام في الجغرافيا بمساجده وأقلياته وقيمه غطى كل القارات. الاسلام أسرع الديانات نموا. المسلمون في نمو متواصل كما ونوعا. الاقبال على الاسلام يشتد. التعرف عليه من عموم البشرية يزداد. اكتشافه من قبل أهله والالتزام به في ازدياد. الاقبال على المساجد وعلى الزي الاسلامي للنساء وعلى الكتاب الاسلامي وعلى الاقتصاد الاسلامي وعلى الحزب الاسلامي كله في ازدياد، الاسلام في حال فوران وحيوية رغم كل المعوقات من داخله وخارجه، وذلك مقابل ذبول العقائد المنافسة التي لم يبق منها في الساحة حقيقة غير مناهج التفسخ والفنون الهابطة والليبرالية المائعة. لقد كان لسقوط المشروع المادي في صورته الشيوعية ـ وكان للاسلام إسهام كبير في ذلك ــ أثر كبير في تصاعد المد الاسلامي. ويشهد العالم هذه الايام الزلزال الذي يعصف بالمشروع المادي في صورته الليبرالية الرأسمالية، وكان للمقاومة الاسلامية تأثيرها البالغ في ذلك بما يقدم لصحوة الاسلام المزيد من مقومات النمو والترشح لتقديم البدائل. ولم يكن عجبا أن يتصاعد الحديث في غمرة هذه الزلازل عن الاقتصاد الاسلامي الذي طالما اتخذ سخريا في أوساط العلمانيين بناء على ما اعتبروه خرافة قيام اقتصاد على غير أساس الربا بينما اليوم تعد البنوك الاسلامية الملجأ الآمن للراسمال المذعور. وفي محتدم البحث عن معالجات سريعة لانهيار الراسمالية يتحدث الباحثون الاقتصاديون عن ضرورة الاتجاه الى نسبة فائدة تقترب من الصفر. واضح اليوم أن المشاريع الكبرى التي تقدمت بدائل عن الاسلام تداعت وتتداعى إلى السقوط الواحد بعد الآخر. ولم يبق في وجه المشروع الآسلامي من فكرة مجتمعية اللهم غير أدوات القمع ممثلة في النظام الدولي الذي يتمحض نظاما أمنيا عار عن أي مشروع فكري أو خلقي. وليست الانظمة التي تحكم عالم الاسلام عموما غير امتدات له، بما يجعل أوضاعها في مأزق مرشح للتفاقم، وبما يجعل المشروع الاسلامي والنخبة الاسلامية البديل الطبيعي والمسألة مسالة وقت.. يتحقق ذلك في قطر بعد سنة وفي آخر بعد اثنتين وفي آخر بعد عقد.. ولكن لا بديل عن المشروع الاسلامي. وهذا ما يفسر خوف الانظمة من الاحزاب الاسلامية ومنعها من المشاركة إلا بعد الاطمئنان الى أنه تم تدجينها واختراقها طولا وعرضا وإفسادها عن طريق إغرائها بالمشاركة في المغنم ـ فالحكم تحول إلى مغنم ـ وليس في القرارات الاستراتيجية الكبرى التي لا تمتلكها هذه الانظمة نفسها فهي تدار من مراكز السيطرة الدولية، وهو ما يجعل مشروع المشاركة في « حكم » هذه الانظمة ليس مرفوضا بإطلاق ولكنه محفوف بأشد الأخطار. إنه أشد من اضطهاد حركة الى حد استهدافها بالاستئصال توريطها في مغنم من هذا القبيل. الاضطهاد لا يفني الحركات الاصيلة ولكن يؤصلها ويرشحها للمستقبل بينما التمرغ في وحل سلطة فاسدة تابعة يجعل المستقبل وراءنا وليس أمامنا. وفي كل الاحوال، تخطئ أو تظل حركة هنا أو هناك واضح أن المسار العام للاسلام وحركاته يتقدم تحت القصف وعبر معوقات الداخل والخارج ومنها عائق الغلو والتكفير والعجز عن إدارة الاختلاف سلميا والعجز عن العمل مع المخالفين وتشكيل جبهات وطنية لتحرير أوطاننا من الآفة الأعظم آفة الاستبداد ووضع حد لأنظمة التجزئة والنهب، بدل المشاركة، ووضعها على طريق التوحد الذي بدونه لن يتحقق لأمتنا عز ولا مكان تحت الشمس. أعظم شهادة على فساد أنظمتنا وتبعيتها للخارج وعدم تمثيلها لشعوبنا ـ هي تمثل عليها وتمثّل بها ـ إصرارها على تأبيد الفرقة والتجزئة. وإلا ما الذي منع دول مغربنا من التوحد وشعوبها موحدة في كل شيء؟ إن الاسلام عائد من هامش التاريخ إلى منطقة القلب، لتحرير أمته وتوحيدها ووضعها على طريق الحضارة.. هذه العملية جارية وبسرعة مذهلة، تعترضها عوائق من الداخل والخارج لإجهاضها ولكنها لن تفعل غير تنضجيها بإذن الله. ولا مصلحة لحملة المشروع من تعجل النتائج والتزاحم على الغنائم. هذا قرن الاسلام إن شاء الله. حذرتم من خطورة انتشار فكر القاعدة السلفي الجهادي التكفيري في تونس والمغرب العربي عموما وألقيتم اللوم على بروزه في تونس مثلا على النظام و تهميشه للتيارات الاسلامية المعتدلة مثل حركتكم.. ولكن هناك من يرى ان هذا التيار لم يأت من المريخ وان للحركات الاسلامية على اختلافها ومن بينها التي تستمد ادبياتها من الاخوان المسلمين دور مباشر وغير مباشر في بروزها؟ ** على العكس تماما، إن دور الحركات الاسلامية الوسطية وفي طليعتها الاخوان المسلمون كان كبيرا في احتضان اجيال من الشباب وتنشأتهم بعيدا عن عن فكر العنف والتشدد رغم الأهوال المسلطة على هذه الجماعات التي يشهد لها الجميع بالحكمة والصبر غير أن منهج العنف والاستبداد الذي تنتهجه الانظمة الدكتاتورية يقطع الطريق عن هذه الحركات من ان تؤدي دورها في تربية الشباب وتوجيههم فيصبحون عرضة لتيارات العنف والتطرف خاصة وان اصرار الجماعات الوسطية على منهج الصبر رغم توالي المحن عليها وارتفاع كلفته عليه بإزدياد عدد الشهداء والمساجين يغري الشباب الطري بمنهج العنف بديلا عما يعتقد انه منهج استسلامي. هناك من يرى ان الحركات الاسلامية ومن بينها حركتم النهضة لا تختلف عن الانظمة الحاكمة في العالم العربي.. فليس هناك تداول فيها على السلطة.. والزعيم، الذي يسمى أحيانا حتى « مراقبا »! لا يتزحزح هو الآخر عن كرسي الزعامة مثل أي زعيم عربي… ما رأيكم؟ ** ليس صحيحا أن حركتنا لم تعرف التداول على رئاستها بل تداول على رئاستها أكثر من واحد وإن كنت ابتليت بالشهرة من بين اخواني. وكان آخرهم الدكتور صادق شورو الرئيس السابق للحركة والذي أطلق سراحه منذ أيام بعد 18 سنة من السجن معظمها في سجن انفرادي. ومن قبله الشيخ الحبيب اللوز ومن قبله المهندس د. محمد بن سالم، والمهندس حمادي الجبالي. ودستور حركتنا نص في دورته الاخيرة على أن مدة الرئاسة لا تزيد عن دورتين. على أننا لا نرى من لوازم الديمقراطية أو الشورى تحديد الدورات التي يجدد فيها للقائد ما دامت هناك عملية ديمقراطية حقيقية يتم فيها تنافس حقيقي وليس أمرا مغشوشا كالذي يحصل اليوم في بلاد العرب. وفي بلاد الديمقراطية الاصيلة هناك تحديد في بلاد وعدمه في بلاد أخرى ما دامت الانتخابات تجري دوريا وتنافسيا ونزيهة. كلمة أخيرة؟ ** محنة المنطقة جزء من محنة الجزائر بسبب مكانتها المركزية. كل خطوة نحو تعافي الجزائر من مصيبة العنف والاقصاء وتجاوزها لمخلفات كارثة انقلاب 1992 هي خطوة مباركة ومصلحة للجزائر ولعموم المنطقة وبخاصة تونس التي ما كانت لتتردى إلى هذا الحضيض البوليسي لولا ما حل بالجزائر. ولكن شعوبنا العظيمة وبخاصة شعب الجزائر لم يقل بعد كلمته النهائية. رجاؤنا في الله عظيم أن يكون إسهام الجزائر في بناء الأمة ونهضتها عظيما بمستوى عظمة اسهامها في حرب تحريرها وعالم المستضعفين. والسلام عليكم جميعا أحبابنا في الجزائر. (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2008)


المواقف بين مداخل القلوب وحفظ الأقدار

    

 
 
السبيل أونلاين نت – لقد كان المخزي حقاً وضع خطة تجفيف ينابيع التدين بما يخالف كل الأخلاقيات والقوانين والمبادئ والشعارات التي يرفعونها من ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان.إنها خطة قمعية دكتاتورية لا إنسانية تعبر عن حقد سياسي وعقائدي من بقايا اليسار،التقت مع أهواء لا يهمها إلا السلطة والكرسي.وكل ما قمنا به في حركتنا من… بسم الله الرحمان الرحيم دعوة إلى السمو في قضايا العودة والسياسة – الحلقة الرابعة المواقف بين مداخل القلوب وحفظ الأقدار السبيل أونلاين – آراء وتحليلات رأينا في الحلقة الأولى محمد شمام عبدا فقيرا إلى ربه منيبا إليه ، معلنا بوضوح عن اعتصامه بعاصمة الإسلام (القرآن)، العاصمة الطبيعية لأهل الإسلام في كل أمرهم وشأنهم، داعيا إليها كل التونسيين، وعازما أن يقدّم قضايا العودة والسياسة من موقع ذلك الاعتصام وتلك العاصمة. بعد أن رأينا ذلك ، قرأتُ عَرَضا في موقع الحوار نت ، تعليقات تخصّني ، طاعنة طعنا واضحا في مرتكزات هذا العمل ، فلم يعد مناسبا المرور للأمام قبل الوقوف عليها (التعليقات)، مجتهدا أن يكون بما يدعمه (العمل) إن شاء الله ، ومجتهدا أن أعطي المثال من نفسي في كيفية التعامل مع المخالفين . ويبدو أنه لم يكن كافيا تخصيص الحلقة الثانية من هذه السلسلة الجديدة لهذا الوقوف، فعزمنا على مواصلته في أكثر من حلقة ، فكانت الحلقة الثالثة متسائلة عن الخلل، هل هو في العلم أو في الميزان أو في التواصل؟ ونحن الآن بصدد الحلقة الرابعة التي ستتناول المواقف بين مداخل القلوب وحفظ الأقدار، وذلك في الفقرتين التاليتين: 1.من مداخل القلوب والتغيير الأساسية 2.الأقدار محفوظة ولكن حسب ترتيبها الطبيعي أولا: من مداخل القلوب والتغيير الأساسية 1 – التركيز على التوجه إلى الذات: لأن التغيير ينطلق من تغيير النفوس مصداقا لقوله تعالى: ”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » (الرعد11)، فإن أفضل وأنجع طرق التغييرهو البداية من الذات . ولذلك ما ينبغي أن يكون التركيز في الحوارات والتعليقات على الردود ، ولكن على حسن الاستقبال والانتفاع بها ، عملا بقوله سبحانه: ”الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ». فإذا فعل المرء ذلك ، وأدرك منه الطرف الآخر هذه الحقيقة ، فسوف تأخذ منافذ قلبه وعقله في الانفتاح إلى ما يمكن أن يصدر من صاحبه ، إلا أن يكون مختوما عليهما (قلبه وعقله ، وعلم هذا هو لله وحده ) لا منافذ لهما والعياذ بالله . لقد داخلت بديهية التأثير والتغيير إخلالات عديدة أثرت على رؤيتنا لأنفسنا ، وقراءتنا للأوضاع والأحداث، وعلى رؤيتنا لمناهج التغيير والتأثير، حتى أصبحنا مشدودين إلى تغيير الخارج غافلين عن تغيير الداخل، وإلى تغيير الظاهر مهملين الباطن . » لقد ظللنا نهرب من التناولات المحورية ، ونتوخى – كما يقول د.أحمد القديدي – الحلول الخطأ حين نغمض عيوننا عن خطايانا، وندين خطايا الآخرين ، ونسكت عن مآسينا التي صنعناها بأيدينا ، لنصرخ بالمآسي التي تسبب لنا فيها الأعداء والمتربصون بنا .” وأسوأ أحوال الإنسان (فردا وجماعة) هو حال من يطلب من الآخرين أن يتغيروا وأن ينصلحوا، ويبذل كل ما أوتي في ذلك مهملا نفسه غير ملتفت إليها بالتغيير والإصلاح، ولا منتبه لها ، حتى يمكن أن يضيعها وهو على ذلك . ومع الأسف الشديد ، هذا هو السلوك السياسي السائد، وحال عموم من رصدوا أنفسهم للعمل السياسي في تونس . 2 – الانتصار إلى الحق والتجرد له: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)} (سورة المائدة) وقال صلى الله عليه وسلم :  » و أيْمُ الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعتُ يدها « (صححه الألباني) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم : « لا تغضِبه الدنيا وما كان لها ، فإذا تعُوطِي الحق لم يَعرفه أحد ، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له » [البيهقي – له شواهد تشهد له بالصحة] و في هذا أنا متأسٍّ بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن خَبرني جيدا يعرف فيّ ذلك ، حتى يذهب في ظن البعض الظنون، أو أني أقول بالعامل الواحد في الفهم والنظر للقضايا والواقع . أقول هذا حتى يعرف الجميع أن نفسي في هذا المقام تغيب بالكامل ، وكذلك حركتي وإخواني ، وأن الحضور عندي لا يبق إلا للحق وحده… وهذا واضح وجلي في ما نشرت وكتبت. 3 – حديثي عن نفسي بضمير الغائب وتبعا لهذه القناعة الراسخة ، أجد نفسي وبشكل طبيعي ، أتحدث عن محمد شمام بصيغة الغائب ، لأنه بالفعل أنا أتحدث وقتها عن شخص آخر يمكن أن أشتد معه شدة كبيرة ، ويمكن أن أقول بلسان الحال أو المقال : »أنا لا يهمني محمد شمام، ليقال فيه ما يقال، وليُذهب به أيّ مذهب…. والذي يهمني هو الحق.” هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، هناك « الأنا » المتضخمة في هذا العصر، فأنا حذر جدا من هذه الناحية . ولأن الحديث بصيغة الغائب تعين نفسيا على التجرد والموضوعية ، ويصبح وكأن الحديث هو عن شخص خارج ذاتي، وأحزم مع نفسي ما لا أحزمه مع غيري، وأقول في نفسي ما لا أقبل قوله في غيري . ثانيا: الأقدار محفوظة ولكن حسب ترتيبها الطبيعي 1 – قدر حركة النهضة محفوظ : قدر حركة النهضة محفوظ وأنا أعتز به ، ومن هذا القدر ما يتعلق بالماضي . هذا الماضي هو مشرّف بمنطق الاجتهاد والقصد والهدف ، وأما بمنطق الواقع ومقارنة أنفسنا مع الآخرين ، فلا يستطيع أحد أن يقول فينا شيئا ، بل الآخرون في هذا جميعهم تقريبا مدانون، وما ارتكبوه وما سقطوا فيه خزي وعار لولا نكران الذات وسمونا إلى الحق . وقد كتبتُ في هذا ، في حلقة سابقة ، ما يلي: ( لقد كان المخزي حقاً وضع خطة تجفيف ينابيع التدين بما يخالف كل الأخلاقيات والقوانين والمبادئ والشعارات التي يرفعونها من ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان. إنها خطة قمعية دكتاتورية لا إنسانية تعبر عن حقد سياسي وعقائدي من بقايا اليسار ، التقت مع أهواء لا يهمها إلا السلطة والكرسي . وكل ما قمنا به في حركتنا من أيام بورقيبة وبعده لم تكن إلا أشياء مشرفة ، لا يفعلها ولا يفكر فيها إلا الشرفاء… لا شك أنه كانت لنا أخطاء في إدارة هذه المعامع، ولكن مهما كانت فضاعتها لا ينبغي أن تطغى على الأصل وعلى الحقيقة الى درجة قلب الحقائق ، وكأن خطة تجفيف الينابيع هي الشرف ، وأن الشرفاء يستأهلون تلك الخطة…وأن من فكر وتولى كِبْرها وأمرها هم رواد خير وشرف ، بل وأصحاب سبق لهما . وأي خير وأي شرف في التعرض لنا وللبلد ولدينها ولمتدينيها ولأحرارها بكل تلك المخازي ؟ وأي خير وأي شرف في انتهاك كل شيء خيّر وشريف تحت شعارات مقاومة الظلامية والإرهاب حينا أولا، وتحت شعارات مفاهيم الحداثة والحرية وحقوق الإنسان حينا ثانيا ، وتحت شعارات العلم والبحث والدرس حينا ثالثا ؟) أنا معتز إذن بذلك الماضي ، ومن مقتضيات ذلك الاعتزاز تدارك أخطائنا وتصحيح مسارنا ، والانتصار للحق روح مشروعنا وحقيقته وهدفه. ليس في مثل هذا تنكر ولا نسف ولا إدانة له كما ظن أحد إخواننا ، بل فيه ترسيخ وتجذير له. قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26)} (سورة إبراهيم). (إن الكلمة الطيبة – كلمة الحق – كالشجرة الطيبة ، ثابتة سامقة مثمرة . . ثابتة لا تزعزعها الأعاصير , ولا تعصف بها رياح الباطل ؛ ولا تقوى عليها معاول الطغيان – وإن خيل للبعض أنها معرّضة للخطر الماحق في بعض الأحيان – سامقة متعالية , تطل على الشر والظلم والطغيان من عل – وإن خيل إلى البعض أحيانا أن الشر يزحمها في الفضاء – مثمرة لا ينقطع ثمرها , لأن بذورها تنبت في النفوس المتكاثرة آنا بعد آن . . وإن الكلمة الخبيثة – كلمة الباطل – كالشجرة الخبيثة ; قد تهيج وتتعالى وتتشابك ; ويخيل إلى بعض الناس أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى . ولكنها تظل نافشة هشة , وتظل جذورها في التربة قريبة حتى لكأنها على وجه الأرض . . وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض , فلا قرار لها ولا بقاء . ليس هذا وذلك مجرد مثل يضرب , ولا مجرد عزاء للطيبين وتشجيع ، إنما هو الواقع في الحياة ، ولو أبطأ تحققه في بعض الأحيان .)(في ظلال القرآن). 2 – قدر إخواننا محفوظ : قدر إخواننا محفوظ . ومن يتصور نفسه أنه أكثر غيرة مني على إخواني فهو واهم ، وأنه قادر أن يتدخل بيني وبينهم فقد حشر نفسه بين « الظفر واللحم » كما يقول المثل التونسي ، بل أقول بصراحة أنه حدث – وفي إطار التدافع في داخل حركة النهضة – أن أراد أحد الإخوة أن يتدخل بيني وبين الشيخ راشد ، فلم أعبأ به، ولسان حالي ينطق بما سبق. أنا أرفض رفضا قاطعا أن يتدخل أيا كان بيني وبين عدد من الإخوة، ولو أدرك الذي يتدخل ما بيني وبين هؤلاء، مني إليهم ومنهم إلي، لوجد نفسه متطفلا وغريبا. هو معذور لجهله هذه الحقيقة ، وأنظر إليه بعين التقدير لإيجابيته وحسن مقصده، ولكن أرفض تدخله وقد يكون بأسلوب المجامله. إن علاقتنا هي علاقة دين ومشروع إسلامي ، ومحبة في ذلك ، لم تزدها الشدائد إلا رسوخا . أعرف أن كتاباتي جريئة ومؤلمة ، ولكنها هي جرأة على نفسي فردا وجماعة ، لا أشك – بإذن الله – في مآلاتها، ولا تعدو آلامها إلا آلام المخاض. بعد قدومي إلى السويد، ونحن لازلنا في فترة التكتم على وجودي، كانت من الشيخ راشد مراسلة عبّر فيها تجاهي عن مشاعره الفياضة وسروره ومدى محبته ، وأنه سيدفع عني مما يمكن أن يؤذيني فيما يتعلق بالماضي، فأجبته برسالة نقتطف منها بعض ما يتعلق بموضوعنا : (أخي الحبيب راشد ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وعلى أهلكم وأولادكم وإخوانكم . وبعد : لقد بلغتني رسالتك وما أروعها من رسالة ، لم تؤثر فيّ رسالة قط تأثيرها هي . لقد عبرتَ فيها بكل كيانك عن مشاعرك ما أنا عاجز عن التعبير عن قليل منه ، فأحبك الله الذي أحببتني فيه . لقد سررت بها ، وكنت أظن أننا لسنا بحاجة إلى مثل هذه التعابير المكنونة لبعضنا ، إلا أني أدركتُ من أثر رسالتك أننا في الحقيقة محتاجون لذلك بين الحين والآخر. يا أخي راشد  » والله إني أحبك  » ، أقول هذا وقلبي ممتلئ بعواطف جياشة ، ولكن شتان بين ما أعطاك الله من قدرة على التعبير عنها ( ما شاء الله ) وبين هذا التعبير الجاف . أخي الحبيب أعلى الله مقامك عنده ، وخلصك من أن تتعلق بشيء إلا بما يقربك منه . إن محبتي لإخواني والناس هي بقدر ما أحس بإخلاصهم وصدق توجههم إلى الله . نقائص كل منا كثيرة وضعفه كبير ، ومن نعمة الله علينا أن شرع لنا أن نعبده بذلك (توبة وتصحيحا) إظهارا لصفات رحمته ، كما شرع لنا أن نعبده بالمحامد إظهارا لصفات كماله.) 3 – ثلاث هل يمكن الجمع بينها حسب ترتيبها الطبيعي؟ قدر حركة النهضة إذن محفوظ ، وقدر إخواننا أيضا محفوظ ، ولكن فوق كل ذلك هناك الحق. هم ثلاث: حب الإخوان/ وحب الحركة/ وحب الحق/ ، فهل يمكن الجمع بينها حسب ترتيبها الطبيعي هذا ؟ ليس الأمر سهلا ، بل في الغالب يميل المرء مع إحدها، فحبنا للحركة قد يغلو بنا وننصرف ونذهب معه حتى يكون على حساب الحق ، فنُغَلّب مثلا وحدة الحركة أو أمنها عليه…. وقد يذهب بنا حبنا للأشخاص – بالنظر لما رأينا منهم من عمل أو سابقة أو علم أو بلاء…- مذاهب على حساب الحركة أو على حساب الحق. وقد يذهب بنا حبنا للحق فنهدر به قدر الأفراد أو قدر الحركة… وهكذا نرى أن الأمر ليس سهلا الجمع بينها ، وإعطاء كل هذه الاعتبارات حقها. ومن يقدر على ذلك فهو الموفق، وما التوفيق إلا من الله وبالله ، وتلك هي الوسطية التي يرفعها أكثر إخواننا شعارا. والله أعلم بالصواب ، وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله بقلم : محمد شمام العنوان البريدي : mohacham@gawab.com هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته الهاتف النقال : 0046736309986 هاتف المنزل: 004687106373  

 
 
 
 


شكر خاص لموظّفي القنصليّة العامّة للجمهوريّة التونسيّة بمدينة ميونيخ ونعي لفقيد تونس المهاجر المرحوم محسن بو معيزة رحمه الله

 

علّمني ربّي الله عزّو جلّ و نبيّي محمّد صلّى الله عليه و سلّم ووالديّ رضي الله عنهما أن أقول للمحسن أحسنت و للمسيء أسأت لا جلبا لمصلحة شخصيّة و لا درءا لمضرّة يمكن أن تلحقني فالأمّة لو اجتمعت كبيرها و صغيرها على أن تنفع أو أن تضرّ لن يحدث إلاّ ما كتبه الله عزّ وجلّ………… مقدّمة ضروريّة و هامّة لمن تعوّد إساءة الظنّ بالنّاس و لو أنّه لا يضرّ مع رضا الله عّز و جل غضب بعض النّاس فالله هو العليم بالأنفس و ما تخفي الصّدور. لست كاتبا ماهرا ولاأديبا عبقريّا و لكنّي مواطن مخلص للوطن صادق يحبّ صديقا له و أخا عزيزا عليه فقده قبل أيّام و هوّن عليه مصيبته تعاون أشخاص أريد شكرهم لتعاملهم الرّاقى مع حالة الفقيد محمّد محسن بو معيزة. شكرا جزيلا لقنصل الجمهوريّة التونسيّة بمدينة ميونخ و ناﺋبه السيّد توفيق الجندوبي والموظّفين العاملين بالقنصليّة العامّة و على رأسهم السيّد نسيم على تعاملهم الحضاري و الإنساني مع حالة الفقيد محمّد ( محسن ) بو معيزة رحمه الله في إطار ترتيب إرسال جثمانه الطاهر لتونس بعد غياب طويل عن أرض الوطن. لقد تعامل الجميع في القنصليّة العامّة للجمهوريّة التونسيّة بمدينة ميونيخ تعاملا راقيّا جدّا لم تُعط فيه أيّ قيمة لانتماء الفقيد (رحمه الله رحمة واسعة) الحزبي أو الفكري فاختلاف الرأي لم يفسد للودّ قضيّة والبعد الإنساني كان فوق كلّ اعتبار. عمل الجميع في القنصليّة يوم السبت ليلا والأحد والإثنين وهي أوقات خارجة عن مواعيد العمل العادّية مع تيسير كبير جدّا في الإجراءات الإداريّة التي تستغرق في الأصل و قتا كبيرا حتّى تتحقّق أمنية الفقيد رحمه الله في أن يجد مثواه الأخير في أرض الوطن وتلبية لرغبة العاﺋلة في أن يكون السفر في أسرع وقت ممكن. ماذا يسع المؤمن غير أن يقول شكرا لهم على ما قدّموه من تفاعل إيجابيّ وعدم التعامل بأيّ خلفيّة سياسيّة مع حالة إنسانيّة تسقط أمامها كلّ الإعتبارات الثّانويّة فاللهمّ وفّق الجميع لما فيه صلاح العباد والبلاد. الحمد للّه وحده أن تمكّنت عاﺋلة الفقيد رحمه الله من أخذ حقّه في أن يدفن في أرض الوطن بعد فراق طويل و لكن من لا يشكر النّاس لم يشكر الله. لقد فقدت تونس أحد أبناءها البررة الذي عاش محبّا لتونس و توفّاه الله تعالى وهو شامخ الرأس عزيزا أجمع الجميع على حبّه واحترامه فرحم الله الفقيد وأسكنه فراديس جنانه و حشره مع الصدّيقين و الشهداء أستحي أن أرثي عظيما كمحسن فقد كفاني إخواني ذلك فقالوا فيه جزءا صغيرا ممّا فيه من خصال الخير و الرفعة . رحل الفقيد تاركا إبنا بارّا وشابّا هو في حسن خلقه و جَلده ورشده ورجولته قدوة لغيره ولا غرابة في ذلك فهذا الشبل من ذاك الأسد. رحمك الله يا حسونة الغالي كما كنت ألقّبك في الدنيا وإلى اللّقاء عند عزيز مقتدر. الله وحده من وراء القصد وهو وليّ التوفيق عادل الرزقي – ميونيخ


خمسينية الجامعة التونسية وإنكار المؤسسين

 
لطفي حيدوري استثنت وزارة التعليم العالي خلال الاحتفال بخمسينية الجامعة التونسية عددا من أبرز الجامعيين التونسيين من التكريم الذي أقيم « لنخبة من الجامعيين والباحثين التونسيين واكبوا ميلاد الجامعة التونسية واثروا مسيرتها العلمية من التأسيس إلى اليوم ». وقد أقصي الجامعيون الذين عرفوا باستقلاليتهم ومعارضتهم للاستبداد والحكم مدى الحياة. وباستثناء بعض المكرمين مثل عبد الوهاب بوحديبة ومصطفى الفيلالي ومحمد اليعلاوي لا يوجد في القائمة التي فاقت الخمسين شخصية من تجاوز نشاطه العلمي الإطار المدرسي وأصبح له وزن علمي وفكري عربي ودولي في قامة محمد الطالبي وتوفيق بكار وعبد المجيد الشرفي وهشام جعيط. استثناء سياسي يؤكّد الهيمنة الحزبية الضيّقة وتدخّلها في الشؤون العلمية والتربوية. أطبّاء يرفضون التنكيل الجبائي عقد أطباء الممارسة الحرة ببنزرت جلسة عامّة استثنائية لنقابتهم يوم 20 نوفمبر الجاري لبحث مستجدات الحملة الأخيرة ضد الأطباء عبر الجباية. وأكّدت اللائحة الصادرة عن الاجتماع « رفض كل محاولات التنكيل الممنهج للقطاع وذلك بالوسائل النقابية الشرعية التي يخولها لنا القانون ». واستنكر الأطبّاء ما ورد أخيرا في المنشور الداخلي لمصالح الجباية الذي يستهدف كافة أطباء القطاع الخاص والذي يتجاهل الدراسات الموثقة التي عنيت بالقطاع مثل دراسة المعهد الوطني للصحة التابع لوزارة الصحة لسنة1997 المتعلقة بنشاط أطباء الممارسة الحرة. وأجمع الحاضرون على اعتبار الإجراءات الأخيرة « ضربة في الظهر » لتزامنها مع انخراطهم الكلي في مشروع الإصلاح الصحي و ما سيحتمه مستقبلا لكل القطاع من شفافية جبائية كلية.   وأكّدت لائحة بنزرت مساندتها الكلية لقرارات المكتب التنفيذي الجديد لنقابة أطباء الممارسة الحرة. رغم تحقيق الاكتفاء الذاتي الدولة تخضع لضغوط منتجي الحليب تم بداية من 16 نوفمبر الجاري إقرار زيادة بخمسين مليما للتر الواحد من الحليب الطازج في مستوى الإنتاج المخصص لمراكز التجميع والتحويل. وكان قد تم إقرار زيادات متتابعة في سعر الحليب في السنة الماضية لتحفيز الفلاحين والمنتجين على الخروج من الأزمة التي ضربت القطاع وفقدت بسببها هذه المادة الأساسية من الأسواق. لكنّ الزيادة هذا العام تأتي في وقت حققت فيه البلاد اكتفاءها الذاتي من الحليب وتحدثت بعض الأرقام عن مخزون 27 مليون لتر في الأسابيع الماضية مقابل مليوني لتر للسنة الماضية. ورغم ارتفاع الإنتاج تشتكي مركزيات الحليب من خطر إفلاسها، لكن ذلك ليس بسبب أزمة حالية إنّما مخلفات أزمة العام الماضي. وهكذا قد يتمكّن منتجو الحليب مع ارتفاع منتوجهم من ترميم الخسائر الماضية بفعل الزيادة الجديدة التي من المتوقع أن يتبعها كما جرت العادة في زيادة سعر البيع للعموم، زيادة ما يكون لها أن تحصل لو تدخلت الدولة لتعويض الفلاحين والمنتجين من خزينتها لا من السوق. حملة مراقبة البطاقة المهنية لسائقي التاكسيات هل ستشمل أعوان الداخلية انطلقت مؤخرا حملة مراقبة على سائقي التاكسيات تتعلق بحمل البطاقة المهنيّة التي يستوجب عدم حيازتها محضر عقوبة بغرامة قدرها 317 دينارا. تطبيق القانون في نقاط التفتيش المروري محل انعدام ثقة حتى من قبل أعلى هرم السلطة، فما بالك في هذه الحالة إذا كان سائق التاكسي زميلا لمنفّذ القانون أو إذا وضعت المئات الثلاث للمساومة. عون أمن استغل وظيفته لسلب رجل أعمال جزائري تعهّد التحقيق الجنائي بمحكمة الكاف بقضية سلب مئات الملايين بالعملة الصعبة كانت بحوزة رجل أعمال جزائري قادها عون أمن بالزي الرسمي من فريانة قام بإيقاف سيارة الضحية بعد أن حصل على المعلومات الكاملة عن رحلته من الجزائر إلى تونس من أحد معاونيه التونسيين واشترك مع مرافقه في الاستيلاء على السيارة بما فيها. الصحف التونسية التي تابعت القضية لم تشر إلى ذلك الجانب المثير من القضية بل ذهبت إلى الإشادة بأمن تاجروين  » الذي أبلى البلاء الحسن في العثور على السيارة وإلقاء القبض على ثلاثة » (الصباح)، في حين تؤكّد مصادر قانونية أنّ أوراق الجريمة كشفت بسهولة بعد أن أدلى رجل الأعمال الجزائري برقم لوحة العون المذكور. مدارس بلا ماء تشير آخر إحصائيات وزارة التربية إلى أنّ عدد المدارس غير المجهزة بالماء الصالح للشراب يبلغ 503 من جملة 4004 أي بنسبة 1 من كل ثمانية مدارس. وتبلغ أعلى نسبة في ولاية القصرين بـ109 من 301 تليها جندوبة (87 من 231) وسيدي بوزيد (54 من 312) وسليانة (53 من 192) والكاف (47 من 146) منها أربع مدارس بالمنطقة البلدية، ثم القيروان وبنزرت. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 25 نوفمبر 2008)


رئيس الدولة يهتم بنشاط الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية

 

قرطاج (وات) اهتم الرئيس زين العابدين بن علي لدى استقباله ظهر أمس الثلاثاء للسيد منصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية بنشاط الهيئة وسير عملية تاهيلها على ضوء قانون جوان 2008 الذي يهدف الي تعزيز دورها وتوسيع مهامها. واوصى رئيس الدولة باستكمال الاجراءات المتصلة بتجسيم احكام هذا القانون حتى تحتل الهيئة المكانة التي هي بها جديرة على المستويين الوطني والدولي. ومن جهة اخرى قدم السيد منصر الرويسي لرئيس الجمهورية التقرير الختامي للاستشارة الوطنية حول التشغيل التي كان سيادة الرئيس اذن بتنظيمها والتي توجت بالندوة الوطنية حول التشغيل. جائزة الدراسات الاسلامية تفتح وزارة الشؤون الدينية باب الترشحات لنيل جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الاسلامية بعنوان سنة 2009 بداية من غرة ديسمبر 2008 ويغلق يوم 30 جوان 2009. بنك المؤسسات الصغرى والمتوسطة تم – مؤخرا – فتح مكتب جهوي بصفاقس لبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة وسيحتضن مقر مركز اعمال صفاقس هذا المكتب. وبفتحه يكون هذا البنك هو رقم 19 الذي يسجل حضوره بجهة صفاقس وقد كانت المدة الأخيرة شهدت فتح فرع لمصرف شمال افريقيا الدولي ويستعد البنك التونسي الكويتي لفتح 3 فروع له بالجهة وهناك بولاية صفاقس 120 فرعا بنكيا اضافة الى عدد هام من فروع ومكاتب مؤسسات مالية متنوعة. أهمية القوارص أجمع المختصون في التغذية على أهمية القوارص وفوائدها الغذائية حيث انها تحتل نفس الأهمية التي يحظى بها زيت الزيتون، لكنهم يوصون بضرورة غسل البرتقال قبل استهلاكه واستهلاكه كاملا لان الألياف التي توجد به نافعة للجسم واذا تم عصره عليهم تناول العصير في الابان دون اضافة السكر وعدم وضع العصير في الهواء او الضوء او الحرارة لان الفيتامين «ج» يمكن ان يتبخر ويضيع بسرعة. حافلات لا تتوقف في المحطات نظرا لتزايد عدد الركاب خاصة خلال أوقات الذروة الصباحية والمسائية لوحظ ان الكثير من سواق الحافلات بشركة نقل تونس لا يتوقفون في عديد المحطات… وهو سلوك يسبب توتر الحرفاء وانزعاجهم خاصة اذا كانت لهم ارتباطات مهنية او دراسيـة.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2008)  


رقم أخضر جديد للإحاطة بالنساء المعنفات

 

 
تنفيذا للإستراتيجية الوطنية للوقاية من السلوكيات العنيفة داخل الأسرة وفي المجتمع التي أذن رئيس الدولة باعتمادها وتعزيزا لآليات الإحاطة بالمرأة والفتاة ضحايا العنف، بادرت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين انطلاقا من الخامس والعشرين من نوفمبر 2008 بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بتفعيل الخط الأخضر المجاني المفتوح للنساء المعنفات وتطويره على الرقم الجديد 707 100 80. ويُمكّن هذا الرقم من استقبال اتصالات ضحايا العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي والاستماع إليهم وتوجيهم وإحاطتهم بالمتابعة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2008)

تعليق واقتراح من « تونس نيوز »:

بهذه المناسبة، نقترح على المنظمات التونسية المستقلة (الرابطة، المجلس الوطني للحريات، الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، جمعية « حرية وإنصاف »..) السعي إلى تفعيل خط مجاني (مدعوم بفريق إحاطة ودعم طبي وقانوني ونفسي) لتلقي شكاوى ضحايا العنف الرسمي والتعذيب المنهجي الممارس على المواطنين والمواطنات التونسيين في مخافر الإيقاف ومراكز الشرطة والحرس والمراكز الحدودية وجميع المقرات التابعة لوزارة الداخلية والعدل وحقوق الإنسان (السجون والزنزانات الإنفرادية ومراكز الإيقاف التابعة للمحاكم وقصور العدالة….)


غدا، عيد الترجمة في «بيت الحكمة»: معـارض… إصــدارات… وتكريمــات

 

في اطار السنة الوطنية للترجمة يحتفل المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» غدا الخميس 27 نوفمبر ابتداء من الساعة الثالثة ظهرا بمقره بضاحية قرطاج بعيد الترجمة في بيت الحكمة تحت اشراف رئيس المجمع الاستاذ عبد الوهاب بوحديبة برنامج التظاهرة يشتمل على فقرات متنوعة وينطلق بمعرض لاصدارات المجمع وبيع ما هو متوفر مع تخفيض بـ30% عن كل اصدار يليه تقديم آخر اصدارات الترجمة في المجمع والمتمثلة في: ـ كتاب «الترجمة في بيت الحكمة» للأستاذة آمال موسى. ـ كتاب La chrestomatie arabe du Baron Silvestre de Sacy ـ كتاب «مذكرات خير الدين باشا» للأستاذ محمد العربي السنوسي. ـ كتاب «مسرح الأطفال» لايف بونوا للأستاذ محمد بن صالح. ـ «نظريات المعرفة التاريخية وفلسفات التاريخ في العالم الغربي» للأستاذ الهادي التيمومي. كما يشتمل برنامج «عيد الترجمة في بيت الحكمة» على تكريم ثلة من الأساتدة هم على التوالي محمد عاشور (عميد اساتذة الترجمة) والمنجي الشملي وابو يعرب المرزوقي وعبد الرزاق الحليوي وعلي الشنوفي والهادي التيمومي وسعاد التريكي ومنذر الفندري ورشيدة التريكي والمغفور لهم أحمد عبد السلام ومحمد العربي عبد الرزاق وابراهيم الغربي وحمادي الساحلي. «الترجمة في بيت الحكمة» احدث كتب المجمع والذي صدر خلال شهر نوفمبر الجاري في 355 صفحة يحمل عنوان «الترجمة في بيت الحكمة» هو من تأليف الاستاذة آمال موسى التي قامت فيه بعمل بحثي توثيقي تحليلي شمل مختصرا لقصة الترجمة في تونس والدلالات الثقافية لتأسيس مجمع «بيت الحكمة» مع التوقف عند خصوصيات مرحلة المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات وايضا مرحلة المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون التي تميزت بخصائص تقوم على تكثيف النشاط وتنويعه. وكتاب «الترجمة في بيت الحكمة» يعد وليمة من المعطيات والمعلومات والتحاليل التي تعطي فكرة شاملة وفي غاية الأهمية عن مسار الترجمة في بيت الحكمة وتقدم في الآن نفسه برهانا على ما تحظى به مسألة الترجمة في تونس من اهتمام تاريخي وآني حيث تبرز آمال موسى في هذا الكتاب انه منذ تاريخ الاستقلال الى اليوم وبعد حياة اكثر من نصف قرن من الحرية والرغبة الشديدة في البناء والتقدم والجهاد ض التخلّف فان الاعتراف بما للترحمة من دور في مساندة المشروع التحديثي التونسي هو نتاج ايمان بالآخر وبخصوصياته وباضافاته للانسانية قاطبة وهي كذلك ثمرة اعتقاد راسخ وعميق بالترجمة كعنوان عملي وملموس لمقولات المثاقفة بين الحضارات والاتصال بالآخر والتواصل معــــــــــه. وفي أحد مواضع الكتاب تعدد صاحبته ما صدر عن المجمع التونسي للعلوم والآداب  والفنون من عناوين وذلك منذ تاريخ الاعلان عن خطة الترجمة في «بيت الحكمة» عام 2002 والى حد اليوم مع اشارة الى ان افاق الترجمة في المجمع رحبة وواعدة بالتنوع من حيث اللغات المنقول عنها ومن حيث المواضيع والعقول المعرفية المتعاطي معها اضافة  الى ان اجتهاد المجمع في بلورة الافكار المبتكرة وطرق العمل المجدية واستقطاب الكفاءات الخبيرة سيجعل من مركب الترجمة يبحر في مؤسسة تعمل ما استطاعت على تحقيق المثاقفة وتفعيلها لجعل المعرفة في متناول كل التونسيين دون استثناء. كتب مختارة الى كتاب «مذكرات خير الدين باشا» (تحقيق وتعريب محمد العربي السنوسي) وكتاب «نظريات المعرفة التاريخية وفلسفات التاريخ في العالم الغربي» وهو مختارات معرّبة باشراف وتنسيق الاستاذ الهادي التيمومي وهما كتابان قدمتهما «الصباح» في وقت سابق سيقع خلال عيد الترجمة في بيت الحكمة تقديم كتاب ظهر في 2008 تحت عنوان «الكتاب الأنيس المفيد للطالب المستفيد» و«جامع الشدور من منظوم ومنثور» لمؤلفه شيخ المستشرقين الفرنسيين سيلفستر دي ساسي وهو كتاب صدر منذ نحو قرنين وساهم في التعريف بالعالم العربي والاسلامي في أوروبا واليوم يسمح هذا الكتاب ـ الذي اعده الاستاذ أحمد العابد ـ للقارئ بالاضافة الى اهميته العلمية بالعودة الى الماضي لفهم طريقة تكوين اختصاص اضحى علما بأتم معنى الكلمة فالشذور من منظوم ومنثور مستقاة من قسمها الأدبي عن الشنفرى والنابغة الذيباني والاعشى والمتنبي والمعري والطنطراني وابن الفارض والهمذاني والحريري.. اما قسمها التاريخي الحضاري فمنقول عن ابن الطقطقي وابن خلدون والمقريزي والظاهري والانصاري الحنبلي وغيرهم كثير. ـ «مسرح الاطفال» هو عنوان كتاب آخر سيقع تقديمه في امسية الغد لمؤلفه الشاعر الفرنسي ايف بونغوا عن ترجمة للأستاذ محمد بن صالح.. ونصوص كتاب «مسرح الاطفال» كما يقول عنها صاحبها ليست حكايات كما قد يتبادر لذهن البعض اي ليس استحضارا لاحداث قد تكون وقعت في حياة شخص يفترض انه واقع او متخيل ذلك ان الأشخاص الذين يستحضرهم يمثلون في الآصل تجلياته.. تجليات الطفل الذي اختفى تحت الطبقات المتراكمة لحياته الراشدة.. ترى من هو هذا الطفل؟.. الكتاب يلاحق اجمالا كل المهتمين بالشعر فعندما نكون في نفس سن ذلك الطفل اي في بدء سنوات المراهقة نكون اكثر عفوية وأكثر تأثرا بالحضور الكثير للكائنات والاشياء من حولنا.. هكذا يرى ايف بونفوا «مسرح الاطفال» ومن خلاله يخاطب ذلك الطفل فيقول في أحد نصوصه: «لن أنساك ابدا ايها الصبي الذي يرغب في العودة الى حيث لا يعلم انني ألمحك عبر ابسط الكلمات التي اكتبها حتى عندما تمسك جملي العاصمة عند اطراف خيوطها المشدودة بريح خفيفة.. اعرف؛ في خفايا كل الرسوم التي أحبها.. اسمعك تتعثر في العمق الحجري للكتب القليلة التي اقرؤهــــــا والتـــــــي يجب عليّ اتقان قراءتهـــــا». ليليا التميمي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2008)  


المؤتمر الدّولي حول قضايا الشّباب في العالم الإسلامي: دعوة إلى تطوير الخطاب الديني ورصد أسبـــــاب الإرهـــاب التعامل مع الشباب بما يفسح أمامه المجال للمبادرة في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية

 

تونس ـ الصباح: بعد افتتاحه الرسمي أول أمس من قبل الرئيس  زين العابدين بن علي، تواصلت أشغال المؤتمر في جلسة افتتاحية ترأسها الأستاذ سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية وتم خلالها تقديم محاضرة للأستاذ الشاذلي القليبي، وتلا ذلك كلمات للضيوف ورؤساء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية واختتم اليوم الأول من المؤتمر بحفل توقيع على اتفاقيات تعاون. وفي مساء نفس اليوم أنطلقت الجلسة الأولى التي تركزت اهتمامات الحاضرين فيها على موضوع « الشباب والتربية على قيم التسامح والحوار بين الحضارات والأديان »، وقد ترأس هذه الجلسة الدكتور سعيد بن محمد المليص (نائب وزير التربية والتعليم في المملكة العربية السعوية). فماذا عن أبرز المداخلات في هذا الموضوع؟ وما هي أبرز الطروحات الواردة فيه؟ التربية على قيم التسامح والحوار بين الحضارات والأديان حول هذا الموضوع تدخل سماحة الشيخ على التسخيري (الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية) فبين أن نسبة الشباب في العالم العربي تتجاوز 50 في المائة، بل إن في بعض الاقطار تتجاوز ذلك لتصل الى 70 في المائة. وبهذا فإنهم يشكلون التيار الأعظم في المجتمع الاسلامي من حيث العدد. وبناء على هذا دعا سماحة الشيخ الى ضرورة الاهتمام بالابعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للشباب، والتوجه لهم عبر اعلام متزن، بعيدا عن المغالاة والمادية التي يقوم عليها الاعلام الغربي المسوق لنا. أما الأستاذ محمد السماك (أمين عام اللجنة الوطنية الاسلامية المسيحية للحوار ) فقد ركز على مفهوم الكرامة الإنسانية في الاسلام وعلاقتها بقيم التسامح والحوار, وأبرز في هذا الجانب منزلة الإنسان في الكون من خلال 6 نقاط أساسية واردة في القرآن الكريم. كما أبرز أن الاسلام يحض المؤمن على السماحة، وهو يقر أيضا الاختلاف في الرأي. وخلص في حديثة الى أن الحوار يتطلب وجود تباينات واختلافات في الموقع وفي الفكر وفي الاجتهاد، وفي ذلك انعكاس طبيعي للتنوع. وبين أن من مقومات الحضارة الإسلامية احترام الآخر، والانفتاح عليه والتكامل معه، وليس تجاهله أو إلغاؤه أو تذويبه الإرهاب..التطرف.. العنف والغلو الديني ومعالجتها هذا الموضوع كان محور الجلسة العلمية الصباحية للمؤتمر يوم أمس. فماذا عن وجهات النظر المقدمة بخصوص هذا الموضوع؟ وكيف رأى المحاضرون معالجة هذه المسائل مع الشباب في العالم الاسلامي؟ وماذا قالوا عن أسباب ظهورها وكيف تمت مواجهتها في الدول العربية والاسلامية؟ السيد صلاح الدين معاوي (المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية) تناول هذا الموضوع من الزاوية الإعلامية. فأشار الى أن ظاهرة الارهاب قد غدت خلال العقدين الأخيرين عالمية ولو بشكل متفاوت. وبين أن العالم العربي لم يسلم من ظاهرة العنف والارهاب، والتي بحكم تزايدها وتناميها، أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، والى زعزعة الأمن والاستقرار. كما أشار الى أن الظاهرة قد اكتست بعدا دوليا بعد أحداث سبتمبر، مما حول الحديث حولها إلى استراتيجيات وخطط عالمية لمواجهة الارهاب. وبين أن مبادرة الرئيس بن علي كانت صائبة، حيث استبق الأحداث، ونبه الضمير العالمي في وقت مبكر إلى خطر التيارات المتطرفة. وقد أكد أن تراكم المشاكل في عصرنا وما رافقه من تطور اتصالي قد زاد في تعاظم دور المثقفين والإعلاميين بالخصوص في التصدي لمظاهر الغلو والتعصب والعنصرية، وبالتالي في مواجهة الإرهاب بمختلف أشكاله وتداعياته. وختم بالإشارة إلى دور الإعلام في التصدي لهذه الظاهرة وفي المقاربة التي قدمها في الموضوع. أما الدكتور سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على دائرة الاسلام اليوم بالمملكة العربية السعودية) ، فقد دعا في بداية تدخله إلى أن عرض الأسباب يجب أن يكون متسما بالموضوعية والحياد، وأكد على ضرورة حسن النية لكل تناول رشيد لهذا الموضوع، وأشار الى أن تناوله للموضوع اتسم بتوظيف بعض جوانب الخبرة. وبين أن الحلول في مواجهة الإرهاب والغلو الديني والتطرف مربوطة بالأساب، لكن في العالم العربي كثيرا ما تكون الحلول مبنية دون الاستناد الى الأسباب، بل تقوم على المؤثرات الخارجية فقط، كما تقوم المواجهة أيضا على الجوانب المادية والحرب الإعلامية. وأبرز أيضا أنه مع المعالجة الآنية للظاهرة، لابد أن تعتمد جهات علمية واجتماعية دراسة الظاهرة بعمق، الوقوف عند العوامل البيئية والشخصية والتاريخية والسياسية والاقتصادية التي تقف وراءها. وتولى الأستاذ منجي الزيدي (رئيس تحرير جريدة الحرية ـ تونس) تقديم مقاربة سوسيولوجية للنموذج التونسي, وبين أن المجتمعات البشرية تمر اليوم بتحولات اجتماعية وثقافية واقتصادية شاملة وعميقة ومتسارعة، وتتجلى أثار هذه التحولات في جميع الميادين، ولدى كل الأوساط والفئات. وقد أحدثت الثورة التكنولوجية والاتصالية وسطوة العولمة الاقتصادية واقعا جديدا، وأظهرت ظواهر وقيما غير معهودة، وعلاقات مختلفة بين الأفراد والجماعات، وأدوارا ووضعيات اجتماعية مستحدثة لمختلف الفاعلين الاجتماعيين. وتعد فئة الشباب أكثر الفئات تأثرا وتفاعلا مع هذه التحولات، بحكم ما طرأ على المؤسسات الاجتماعية وأساليب التنشئة ومسالك الادماج من تغيرات، وبفعل التأثيرات الثقافية الجارفة التي تعمل وسائل الاعلام، وخاصة الفضائية منها على توسيع دائرتها بما يخدم مصالح القوى العالمية المهيمنة. وبناء على هذا لابد من التركيز على الشباب والتنشئة على قيم المواطنة بناء على المقاربة التونسية التي تقوم على ثلاثة عناصر هي مفهومي الشباب والمواطنة، الشباب والمشروع المجتمعي التونسي، ومن أجل ترسيخ قيم المواطنة وتطوير أشكال المشاركة الشبابية. أما الدكتور كمال عمران (مدير عام إذاعة الزيتونة ـ تونس) فقد قدم مقاربة حول ظاهرة الإرهاب وأسبابها أتسمت بشكل كان مغايرا تماما للطروحات المقدمة، خاصة في ما تعلق بأساليب معالجتها والخطيب الديني بشأنها. وقد أشار في البداية الى أن الإرهاب ظاهرة قلب، تتناول مساحات مختلفة منها الديني والسياسي، كما أن البعد الثقافي يمثل أيضا سببا لظاهرة الإرهاب. وتساءل هنا عن المرجعية الثقافية التي ترجع شبابنا إرهابيا وهل لنا خطاب يناسب الشباب؟ وفي مجال الثقافة ومسائلها فقد بين أننا نعيش أزمة هيكلية أو أزمة ثقافية، ويعود التنازع في هذا الجانب الى خطاب الشيخ وخطاب المثقف. وخلص الى القول بأن خطاب الشيخ عمودي يذكر بالعالم المنغلق، وبهذا يكون قائما على زرع لكل عناصر الغلو في الدين. والأزمة على حد تعبيره تكمن في خطاب عمودي وآخر أفقي، هذا زيادة على العوامل الخارجية . وأكد على ضرورة أن تكون الثقافة منفتحة, الانتقال من مواطنة تقو على الأنا إلى مواطنة تقوم على الكون. واختتمت المداخلات الصباحية في المؤتمر يوم أمس بكلمة الدكتور محمد البشاري (أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي للتعاون والحوار)، فبين أن تحصين الشباب المسلم من التطرف الديني هو عنوان يتفرع إلى ثلاثة مواضيع أو ملفات قائمة بذاتها، وهي الارهاب أو العنف والتطرف والغلو الديني، ثم الشباب، وأخيرا العالم الاسلامي، لأن معالجة عوامل الارهاب والتطرف في صفوف الشباب في العالم الغربي تختلف في بعض تفاصيلها. ومن هذا المنطلق أشار المحاضر الى أن الموضوع لابد أن يدرس من خلال دور المرجعيات الدينية، أدوار مؤسسات المجتمع المدني، الأسباب الخارجية للإرهاب، وبعث مراصد متخصصة في الظاهرة الإرهابية علي الزايدي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2008)


التفجيرات المنجمية : الدمار المنتج !

لسعد القفصي احتل الفرنسيون البلاد التونسية زهاء خمس وسبعين عاما استغلوا خلالها ما جادت به الطبيعة المتواضعة من خيرات أهمها الزيتون و الحمضيات و المنسوجات، وكان الفسفاط أكبر مصدر للثروة، حيث استغلت الشركات الاستخراجية المناجم الباطنية بكثافة، لكن دون أن تصل خطورة هذا النشاط على البيئة ما تعرفه منطقة الحوض المنجمي حاليا. فالفرنسيون كانوا يحفرون الأنفاق بالاستعانة بالعمال التونسيين و لم يتم استعمال المتفجرات إلا في حالات تفتيت الصخور الكبيرة الحجم داخل المنجم، أمّا حول هذه المناجم فأسسوا المدارس والبنايات والأحياء الخاصة بالعمّال ووضعوا الأسس الأولى لشبكة النقل الحديدي، كما تمت غراسة الأشجار وإحياء الأراضي. فغابات الزيتون التي تعدّ عشرات الآلاف من الأشجار في جهة الشعال من ولاية صفاقس وفي مختلف مناطق ولاية قفصة خصوصا حول سكك الحديد المؤدية إلى مواني التصدير (سوسة ثم صفاقس فيما بعد) لم تكن لتعرف الحياة لولا شركة فسفاط قفصة (شركة صفاقس-قفصة) التي أدارها عديد الفرنسيين الأكفّاء إثر الاستقلال. و قد ظلت المناجم الباطنية عبئا على شركة فسفاط قفصة نظرا لكونها تحتاج إلى يد عاملة كثيرة العدد ومعدات متنوعة في حين تسعى الشركة إلى الضغط على التكاليف من خلال التخفيض المتواصل لعدد العمال و كذلك تجنب التعويضات الماليّة الكبيرة للعمال الذين يصابون بحوادث الشغل أغلبها قاتل. كان الحلّ في تعويض المناجم الباطنية، بالمقاطع السطحية (كاف الشفاير- كاف الدّور- كاف الدّور الغربي-الجلابيّة-الجلابيّة الشرقية – مقاطع الرديف – مقاطع أم العرائس ) وهذه المقاطع السطحية احتاجت إلى مئات الكيلوغرامات من المتفجرّات لإقامتها : حيث يتم حفر ثقوب عميقة، متباعدة و يتم التفجير عن بعد فتتطاير مئات الأطنان من الأتربة و تظهر طبقة الفسفاط مباشرة. معالم اندثرت وتغيّر معها نمط الحياة وهذه الطريقة التي يتم اعتمادها بشكل متواصل منذ عقود كانت لها تبعات سلبية على البيئة و المحيط، حيث تغيرت تضاريس الحوض المنجمي فأصبحت المنطقة في شكل حفر عميقة وأحواض فسفاطية واندثرت معالم وجود النباتات والأشجار ولا يكاد المرء يرى سوى الشاحنات العملاقة تجوب المنطقة تنقل الفسفاط إلى المغاسل ومنه إلى جهة الساحل حيث يتم تصديره خاما أو تحويله كيميائيا خصوصا في صفاقس و الصخيرة. وقد طال أثر التفجيرات التي تقوم بها شركة فسفاط قفصة البنايات، فالتجوال في شوارع مدن الردّيف وأم العرائس يكفي لمعاينة الشقوق والتصدّعات التي أصابت الجدران المبنية بالحجارة (فما بالك لو كانت هذه البنايات أقيمت باستعمال الآجر). وتتسبب الرجّات الاصطناعية في إثارة سحب و غيوم من الأتربة التي تتساقط على المنازل و تذّر الغبار على عيون سكّان ولدوا في أرض الفسفاط التي كانت تنتج زيت الزيتون و التمور والقمح والشعير، فأصبحت تنتج الأمراض المزمنة والموت السّريع وتجاوزت هذا كلّه إلى إنتاج « الإقامة بالسجون » لمن لم يعجبه نظام الشركة وإدارتها للمنظومة الطبيعية و البشرية. وقد أصبحت فوائض إنتاج المتفجرات تدّر الربح هي أيضا، ففي السنة الفارطة بلغت الكميات التي تمّ تصديرها 2571 طنّا من المتفجرات و كذلك 3370 كم من الفتيل الصّاعق، و هو ما يعني توفير رقم معاملات قذّر بـ 3616 ألف دينار. وتجاوز استعمال المتفجرات في الحوض المنجمي ليتم استعماله في مدن أخرى أهمّها مدينة فريانة « عاصمة الإسمنت الأبيض »، ففي جبالها عديد الأنواع من الاسمنت الأبيض الذي يستعمل في صناعة الخزف و الجليز والفسيفساء والذي يتم تصديره إلى عديد الدول (ليبيا و المغرب). ويحتاج استخراجه من الجبال إلى قيام المقاطع الخمس المنتصبة في الجهة، إلى القيام بعملية التفجير بشكل متسلسل طوال أيام الأسبوع. تفجيرات قفصة ليست « إرهابية » بل هي « تفجيرات اضطرارية » لكنّها تطال التونسيين في ظروف حياتهم وتظلّ خطرا قائما متعدد العواقب، وقد سجّلت منذ سنة تقريبا حالة وفاة ناجمة عن سقوط حجارة متطايرة على سيارة مارة بمحيط تفجير منجمي، مخاوف تحثّ شركات الاستغلال في بلادنا إلى مراجعة منظوماتها الإستخراجية « ووسائلها القمعية التي تستبدّ بالبيئة » من أجل مصالحة مع البيئة النباتية و الحيوانية والتفكير في الأجيال القادمة. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 25 نوفمبر 2008)

بسم الله الرحمان الرحيم 
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في26/11/2008       الرسالة رقم 507   
بقلم محمد العروسي الهاني على موقع الديمقراطية    
مناضل كاتب في الشأن   
الوطني والعربي والإسلامي 

الرسالة التاريخية رقم 4 إلى عناية السيد الوزير الأول حول عدم الاكتراث بمشاغل المواطنين

 

إلى عناية سيادة الوزير الأول منذ أسبوع وجهت رسالة مفتوحة إلى سيادتكم حول موضوع بعض السلبيات والممارسات الإدارية وعدم الاكتراث بمشاغل المواطنين والرد عن رسائلهم ومطالبهم أو بعض المقالات التي تكتب في الصحف وخاصة في موقع الانترنات والتي هي غزيرة ولا يكاد يوما يمر دون إثارة موضوع أو طرح قضية أو معضلة اجتماعية… وقد شرحت إلى سيادتكم في الرسالة رقم 468 المؤرخة في 15/09/2008 والتي نشرت بموقع تونس نيوز في نفس اليوم وحرصا مني على إيصال الرسالة إلى إخوتكم في الإبان فقد سلمت نسخة من الرسالة إلى مكتب سكرتيرة السيد رئيس ديوانكم قصد الاطمئنان على الرسالة والاطلاع عليها وبعد مرور 8 أيام كاملة لم اتصل بأي رد أو اتصال هاتفي من طرف مصالح الوزارة الأولى رغم ما نعرفه عنكم من حرص واهتمام بمشاغل المواطنين والرد على رسائلهم ومقترحاتهم والمعضلات التي يتعرضون إليها والمشاغل الاجتماعية المتنوعة منها معضلة العون بلقاسم أحمد الناصري العون الفني بالشركة التونسية للكهرباء والغاز الذي شرحت لكم وضعيته بكل التفاصيل والأمانة في الرسالة المشار إليها وطلبت من سيادتكم السعي والتدخل لمعالجة هذه المعضلة الاجتماعية التي مر عليها خمسة أشهر ونصف منذ يوم 10 أفريل 2008 والعون المذكور في حالة إيقاف عن العمل وجاء تتويج المدير العام يوم 16 جويلية 2008 بقرار العزل والحكم كما وصفته بالإعدام نعم الحكم بالإعدام على أسرة كاملة تتركب من 7 أفراد 5 أطفال والأب والأم، والأب في سن الأربعين والأم في سن 33 والأبناء أكبرهم سنة 13 سنة في الثامنة أساسي والأطفال كلهم في المدرسة الابتدائية ولا مورد لهم إلى كد جبين والدهم وشرحت إلى سيادتكم وضعية المعني بالأمر بكل التفاصيل وما قال له ابنه الصغير عمره 6 أعوام التفت إلى والده وقال له بصوت خافت يا أبي العزيز أين الياغورت والحليب والغلال التي كنت تأتي بها إلينا وتقبلنا عند العودة من العمل. وفي افتتاح السنة المدرسية يوم 15/09/2008 قال له أبناؤه نحن في حاجة إلى أدوات مدرسية والكتب واللباس والمحافظ -سكت الأب دقيقة ثم تنهد وقال لهم اصبروا قليلا لعل الله يفرجها….وبدون تعليق هذا الحوار الذي دار بين الأب وأطفاله أمام الأم الحنون و الجد والجدة والله تذوب الحجارة وتدمع القلوب؟؟؟ فهل السيد المدير العام يفكر عند حلول موعد أذان المغرب في أول يوم في شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والبركة والعطف والحنان هل فكر وهو أمام مائدة الإفطار الشهية ؟؟؟ المتنوعة من كل الأصناف هل فكر في حالة العون الذي عمل في الشركة طيلة 22 سنة وأعطى كل جهده ووقته وراحته وصحته وعمل بالليل والنهار بصدق وأمانة إلى يوم المصيبة والكارثة يوم 5 أفريل 2008 وهو قضاء وقدر؟؟؟ هل فكر المدير العام في مصير 5 أطفال في التعليم ليس لهم أدوات مدرسية ووالدهم العائل الوحيد في حالة بطالة وموقوف عن العمل منذ يوم 10 أفريل 2008 وليس له موارد أخرى، وهل فكر السيد المدير العام المحترم في حلول عيد الفطر عيد الفرحة والسرور عيد البهجة خاصة للأطفال الصغار عيد الكرامة والحبور عيد إدخال الفرحة على الأطفال؟؟؟ هل فكر السيد المدير العام في كل هذه المناسبات أم لا يهم وكما قال جحا الكلمة المشهورة أخطى راسي واضرب ؟؟؟ سيادة الوزير الأول إن معضلة الشاب بلقاسم الناصري لم أسمع مثلها إطلاقا 7 أشهر كاملة والعون المذكور موقوف عن العمل بينما زملاؤه من القيروان وبنزرت وجربة جلهم عادوا إلى سالف عملهم وعفا عنهم الرئيس المدير العام للشركة ولست أدري لماذا بقى الرئيس المدير العام مصر على عقاب العون بلقاسم الناصري فقط وليس لدينا تفسيرا لهذا اللغز إلا تفسيرا واحدا هو كتاباتي في موقع الانترنات وفي جريدة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي أو الرسائل المفتوحة التي وجهتها عبر هذا الموقع لسيادة الرئيس وإلى سامي سيادتكم وخاصة الرسالة 473. فهل هذا يعتبر ذنبا يستحق عليها المعني بالأمر كل هذا العقاب ولم يراعي للسيد المدير العام للشركة وضع العون  الناصري والظروف القاسية التي عشها طيلة 7 أشهر كاملة من 10/4/2008 إلى حد كتابة هذا المقال أم أن المدير العام يريد طلب  التملق والتذلل والمسكنة أمامه أم ماذا؟؟؟ وهل مقالاتي هي للسبب في عدم تراجع المسؤول عن قراراه ؟؟؟ بينما الأخرين رجعوا إلى العمل في المدة الماضية فهل للسيد المدير العام له مكيالين أحدهما يستعمله لجامعة بنزرت والقيروان وجربة والآخر يستعمله ضد بلقاسم الناصري لأنه قريبي ومن عائلة مناضلة ؟؟؟ نرجوا من سيادتكم التدخل الحاسم لأن لهذه المعضلة وإعادة الاعتبار للعون الناصري قبل حلول عيد الإضحى المبارك والسنة الهجرية المحمدية: وكما فرح المدير العام للشركة بقرار التمديد له بسنة أخرى بعد التقاعد ، نرجوا أن يقع التدخل وإدخال الفرحة والسرور على قلب العون أبن الريف الذي ينتظر القرار الحاسم في أقرب الآجال.  

ملاحظة هامة :

إن أبواب الصحافة مغلقة والانترنات هي الرحمة المهداة وأبواب بعض المسؤولين موصودة التجأت إلى سيادتكم وإلى سيادة الرئيس لإنهاء هذه المعضلة وشكرا لكما على العناية الأبوية. ونرجوا منكم الاطلاع على نحوي هذه الرسالة المبكية المليئة بالمعاني والعبر والسعي لإيجاد الحلول الملائمة لهذه الوضعية وطي هذه الصفحة السوداء وإعادة الاعتبار لهذه الأسرة وكفى عقوبة لهذا المواطن. كما نرجوا من سيادتكم قبل حلول العيد المبارك إدخال الفرحة والسرور والانشراح على الأطفال وإعادة البسمة إليهم وفي هذا الإطار فإن أكثر من 100 ألف عائلة معوزة في بلادنا تنتظر إعانة قبل العيد مثلما فكر سيادة الرئيس وأذن ل   منحة الإنتاج للأعوان والموظفين وتسبقة على الزيادة في الأجور لعام 2008 قبل نهاية المفاوضات الاجتماعية. ويجب إدخال الفرحة على العائلات المعوزة وعلى شريحة المناضلين بدعم منحتهم وهم جنود البواسل الذين ضحوا من أجل تونس واستقلالها وسيادة الشعب وبناء النظام الجمهوري. هؤلاء في حاجة إلى الدعم لأن المنحة الحالية لا تغني ولا تسمن جوع 140 دينار في الشهر شيء قليل جدا لمن ضحوا من أجل تونس فالنتقي الله في مناضلينا. هذه بعض الملاحظات نتمنى درسها بعمق والتشاور في شأنها مع رئيس الدولة صاحب القلب المفتوح والحسن والمرهف. واعتقد أن هذه الرسالة المفتوحة سيكون لها الأثر البالغ في النفوس الطيبة والعقول النظيفة والضمائر الحية والرجال الأوفياء هم دوما في الطليعة وقلوبهم عامرة بالإيمان والحنان والعطف وقد لمست ذلك من لدن الدكتور زهير المظفر وزير الوظيفة العمومية بالوزارة الأولى الذي تحمس لموضوع العون الناصري وتدخل لفائدته ولكن الطرق المقابل أصر على قراره دون رحمة ولا شفقة ولا حنان والغريب أن التدخل كان في شهر رمضان المعظم شهر الرحمة فأي قلوب تخاطب وأي عقول نوجه كلامنا إذا قرار حاسم من لدنكم بحزم المسؤول وأخلاقه العالية تعود المياه إلى مجراها.     قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس  تأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وتؤمنون بالله             صدق الله العظيم                                                                                                                                                                                                               محمد العروسي الهاني                                                                           مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير                                                                                الهاتف : 354 022 22   


 أوجاع الديمقراطية  
عبدالسلام المسدّي (*)  
إن اللغة هي نواة المركزية الجديدة للكون، وللظواهر التي في الكون، ولإدراك الوجود المتعين في الكون، ولتفسير علاقة الإنسان بالوجود في الكون. إنها مركز «الفعل» الذي يتحول فيه الإنسان من واقع الإدراك والتأمل إلى ساحة تغيير ما يتأمل فيه. ولكن اللغة هي أيضاً مركز الفعل السياسي، وإن السياسة هي تتويج للفعل اللغوي قبل الإنجاز وبعده. ولكن هل يعتبر كل فعل لغوي فعلا سياسيا ناجزا بحكم ما فيه من طاقة إبداعية؟ هانحن وجهاً لوجه –وفي اللحظة الواحدة– بحضرة ضيفين وافدين كأنهما بالأصل متعاجمان: فن السياسية وفن الكلام، هما: القول السياسي والقول الإبداعي.. بل هما: صورة الفعل السياسي وصورة الفعل الأدبي. ولِمَ لا يكونان في مختبر الصناعة المعرفية والاحتراف اللساني علمَ السياسة وعلم الكلام؟ فإن صح أن يكونا كذلك، فلْيكونا علم السياسة من خلال علم الكلام وعلم الكلام من خلال علم السياسة. وأول ملمح يطالعنا هو أن الخطاب السياسي في عالمنا الراهن ما انفك يتزيّن بالصور اللغوية الوافدة إليه من جماليات الأدب وإلهامات الإبداع.. إنه في وئام متدرج مستديم مع الصورة الفنية التي هي في مجال النثر السياسي قائمة مقام الصورة الشعرية في النثر الأدبي. في 3 أبريل 1993 كان الرئيس الأميركي بيل كلينتون متجهاً من واشنطن نحو قمة فانكوفر، ليلتقي الرئيس الروسي بوريس يلتسين، وكان الغرض مساعدة روسيا في إعادة جدولة ديونها البالغة يومها 80 مليار دولار، وكان الرئيس كلينتون متحمساً للمساعدة، ولكنه كان يواجه في بلاده رأياً عامّاً محترزاً جدّاً حيال الخيار الديمقراطي الذي أعلنه يلتسين. نزل رئيس الولايات المتحدة في لندن لاستراحة عابرة فأدلى بالتصريح التالي: «إن آلام روسيا ليست آلامَ ولادة الديمقراطية وإنما هي آلامُ احتضار الدكتاتورية». وإذا بنا أمام تصريح سياسي ارتدى ثوب النص الأدبي بكل حيثيّات المجاز البلاغي، ومقومات النثر الفني، ومستلزمات الصورة الشعرية المتكاملة. ولكن الخصوصية القصوى في هذا المقام الذي هو سياق الخطاب السياسي تتمثل في أن الوظيفة المنشودة ليست النشوة الأدبية، ولا هي الالتذاذ بشعرية القول، وإنما هي تجهيز الآليات الداعمة لإيصال الرسالة الدلالية من خلال مستويين اثنين من التواصل: مستوى ما يتم التصريح به عبر الإفضاء المتحقق، ومستوى ما يتم تضمينه، فهو لذلك يستنبط استنباطاً بواسطة القرائن المحتجبة وراء الصورة الشعرية. فإذا أردنا أن نستشف أبعاد الوظيفة التي يؤديها حضور الصورة الفنية في هذا الخطاب، تعيّن علينا أن نقيس المسافة الأدائية بين صيغة هذا النص كما جاء في ثوبه «السياسي الأدبي»، والصيغة التي كان من المفترض أن يرد عليها لو كان نصّاً سياسيّاً ليس إلا، أي نصّ سياسيّ عارٍ عن البعد الفني البلاغي، وليكن –على سبيل الافتراض الاستنباطي– كما يلي: «إني أدعو الرأي العام الأميركي إلى أن يثق بحسن نوايا بوريس يلتسين في إرساء قواعد الديمقراطية في روسيا». أو ليكن: «لنثق جميعا في مستقبل الديمقراطية في روسيا، ولنترك لها الوقت الضروري لإدراك ذلك» أما الصيغة الواردة على لسان بيل كلينتون، فإنها نصّ محبوك كأنه نثر فني. ومن رام تحليل بنيته تحليلاً يستجيب للأعراف التي يقوم عليها شرح النصوص، فسيلزمه استحضار الجهاز النقدي الذي أنتجته العلوم البلاغية من تشبيه واستعارة، ومجاز مرسل وغير مرسل، ومن كناية وتورية وتمثيل صورة بصورة إلى غير ذلك من عُدّة نقدية محتشدة.. ولن نفعل شيئًا من هذا.. ولكننا نكتفي بإبراز ما واءم بين الوظيفية الفنية والمقاصد السياسية. فالخطاب تبريري، ينتصب فيه كلينتون مرافعا عن يلتسين من وراء ذلك، ثمّ هو فيه يدافع عن نفسه حيال الرأي العام الأميركي ولتحقيق هذه الغاية المركّبة توسل بالتصوير المولد للإشفاق والرحمة، عن طريق لحظة الطلق عند المخاض، ولحظة النزع عند إسلام الروح، ثمّ عمد إلى إقامة تصوير ثلاثي فيه صورة الواقع الروسي، وفيه صورة يوردها لينفي مشابهتها لها، ثمّ فيه الصورة التي يريد ترسيخها في الذهن. وكل ذلك يقوم على مخاتلة بلاغية بين النفي والإثبات، لأن الصورتين –الولادة والاحتضار– هما في هذا السياق شيء واحد بحكم أن إحداهما من لوازم الأخرى: لا تنبعث الديمقراطية إلا إذا ماتت الدكتاتورية، ولا يمكن أن تغيب الدكتاتورية إلا بقيام البديل الديمقراطي، فهما عنصران متلاغيان، إذا حضر الواحد منهما كان قرينة يقينية على غياب الآخر. وكان بيد بيل كلينتون يومها صك مقداره 1.6 مليار دولار هبة لدعم خيارات بوريس يلتسين. ليس شيء من ذلك الشرح والتحليل بقائم مقام البذخ اللفظي أو الترف الشعري، فالسياق، والمقام، والمتحدث، والشعب المتحدث إليه، وكل العالم المنصت إلى رئيس الولايات المتحدة، واللقاء المرتقب في هلسنكي يومئذ.. كل ذلك أرفع وأجل من أن يعمد بيل كلينتون إلى مغازلة اللغة أو العزف على مهارات المجاز. وهنا نصل إلى مشارف الاستحداث: فالكلام يحمل رسالة، وهذا مسلم به، ولكن مفهوم «الرسالة» قد تغير هنا، فهناك الرسالة اللغوية التركيبيّة النحوية القاموسية، وهناك من ورائها «رسالة» أخرى قد تكون «رسائل» ولكنها استقرائية استنباطية في الوقت نفسه. المعضلة هي أن هذه الرسائل المضمَّنة ليست رسائل تأويلية على معنى إثارتها للخلاف، بل هي يقينية جازمة بحكم الأعراف السياسية، ولا تستدعي اجتهاداً كبيراً، ولكننا نظل حيارى لو سألنا أنفسنا: أين تكمن تلك الرسائل؟ فمثال النص الذي بين أيدينا شديد الدلالة بالغ الإفحام: الرئيس بيل كلينتون –بتصريحه ذاك– يوجه «رسالة» إلى بوريس يلتسين أيضا يقول له بها وفيها: عليك أن تنتبه إلى هذا الرهان، وعليك أن تنتبه إلى الضغوط الملقاة على كاهلي، فلا مناص لك من الوفاء بعهودك. ولكن النص يحمل «رسالة» أخرى أيضا، وهي موجهة إلى الشعب الروسي ومؤسساته، ذلك أن أية حركة تخذل يلتسين يترتب عليها إلزام روسيا بديونها وهي 80 مليار دولار، وعلى ذلك يترتب استنزاف اقتصادها، ثمّ مزيد من تعاسةِ الشعب الروسي كلّه. (*) كاتب ووزير سابق من تونس (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2008)

حوار الإسلاميين والغرب
طلال عتريسي (*) يتابع كثير من الحكومات الغربية ما يجري منذ سنوات على الساحة الإسلامية من تطورات سياسية وأمنية. وإذا كانت ملاحقة ما يسمى بالإرهاب واضحة على مستويات عدة، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة منذ العام 2001 حربا على هذا الإرهاب، إلا أن ما يجري بعيدا عن الأنظار يدور حول التطورات التي شهدتها ما يسمى بالحركات الإسلامية المعتدلة. وما يريده الغرب من هذه المتابعة –من خلال الندوات والمؤتمرات التي تشارك فيها هذه الحركات- هو التعرف عن كثب على طبيعة تلك التطورات وما إذا كانت ستؤدي إلى الاستقرار وإلى التفاهم حول المصالح الغربية في المستقبل، خاصة إذا وصلت هذه الحركات الإسلامية إلى السلطة باعتبارها قوى المعارضة الرئيسة في بلدانها ذات النصيب الأوفر والاحتمال الأقوى في الوصول إلى السلطة إذا ما جرت العملية الديمقراطية بشكلها الطبيعي. لكن رغبة الدول الغربية في الحوار مع الإسلاميين عادة ما تكون مشروطة، إذ تريد هذه الحكومات التأكد من أن الإسلاميين الذين يعتبرون أنفسهم معتدلين وضد العنف، يقبلون بالديمقراطية وبحقوق الإنسان وبالحريات كافة. كما تريد منهم أن يبينوا مواقفهم من طبيعة العلاقة بين الدين والدولة. أي أن الحوار المفترض رغم مشاركة الإسلاميين فيه يخضع للشروط من طرف واحد، إذ لا يملي هؤلاء من جهتهم أي شروط. ولا يطالبون الدول الغربية بأي تفسير أو تبرير لسياساتهم. ونظرا لأهمية مثل هذا الحوار وضرورة تطوره في المستقبل في بناء الثقة بين المسلمين والغرب لعزل اتجاهات التكفير والعنف والحد من السياسات العدائية الغربية في بلاد المسلمين لا بد من ملاحظة التالي: 1 – ملاحظة التحول المهم الذي عرفته معظم الحركات الإسلامية باتجاه الاعتدال والتكيف مع المؤسسات والنظم القائمة ودعواتها إلى الإصلاح من موقع الشريك في الحكم أو من موقع المعارضة. وكذلك تزايد رغبة هذه الحركات في العمل السلمي العلني المقبول قانونيا ودستوريا. ولكن بموازاة هذا التحول هيمنت للأسف على الاهتمام العالمي والمحلي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ملاحقة الإرهاب والعنف الذي مارسته حركات إسلامية أخرى. وأصبح هذا الاهتمام أولوية تضررت منها الحركات المعتدلة التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي، بل وضعها البعض في سلة واحدة من التشكيك والاتهام مع الحركات الأخرى العنيفة. 2 – يجب ألا يخشى المحاور الغربي من غياب النصوص الإسلامية المكتوبة التي تقر بالديمقراطية أو بحقوق الإنسان التي يرغب الغرب في جعلها مدخلا لعلاقات سليمة مع الإسلاميين. بل ينبغي متابعة التطور في سياسات هذه الحركات وممارساتها الفعلية تجاه الديمقراطية أو حقوق الإنسان في مجتمعاتها. لأن النقاش حول هاتين القضيتين لم يُحسم على صعيد المفكرين الإسلاميين، كما أن هاتين القضيتين بالمقابل ليستا مرجعية أخلاقية واضحة وثابتة يستطيع الغرب الاحتجاج بها على الإسلاميين. فالتباين واضح في كثير من الحالات في سياسات دول الغرب استنادا إلى مصالحها على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلدان العالم المختلفة. 3 – إن تكيف الحركات الإسلامية شديد التأثر بمدى الحريات السياسية في بلدانها والعكس أيضا صحيح، أي كلما تزايد القمع والاستبداد ازدادت اتجاهات العنف والانغلاق والتكفير لدى الحركات الإسلامية (تجربة حزب الله في لبنان، وتجربة الحركة الإسلامية في الأردن، والحركة الإسلامية والسلفيين في الكويت…) ما يعني ضرورة توسيع مدى هذه الحريات للوصول إلى فضاء أوسع من الاعتدال. 4 – مشكلة السياسات الغربية: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع حركات إسلامية مثل حماس أو حزب الله أنها تجعل من مقاومة هذه الحركات أولوية ومشكلة يجب حلها أولا ولا تنظر إلى كل تحولات التكيف التي شهدتها هاتان الحركتان في السنوات الماضية (الانتخابات، المشاركة في الحكومات…). 5 – بناء الثقة بين صانعي السياسات الغربية وبين الحركات الإسلامية، وما يسمى الحوار البنّاء بين الطرفين، لا ينبغي أن يتحول إلى ضغوط على الحركات الإسلامية للتخلي عن هويتها وعن كل ما يميزها عن غيرها من الأحزاب غير الإسلامية. لذا لا ينبغي في قضية الحريات الذهاب مباشرة إلى أقصى ما يمس الجوانب الدينية الأساسية مثل قضايا الحجاب والمثلية الجنسية وسواها مما يُطرح عادة في مقدمة النقاشات مع الإسلاميين لإحراجهم ولتأكيد رفضهم لقضية الحريات. 6 – من يحتَجْ إلى الحوار مع الآخر لحفظ مصالحه، عليه أن يتفهم هذا الآخر وأن يقبل به أولا ثم يتحاور معه للوصول إلى قناعات مشتركة ومتبادلة. أما منطق فرض القيم كشرط للحوار وللثقة في مستقبل التعاون، كما يفعل الغرب، فلا أعتقد أنه منطق سليم، بل على العكس يعزز مخاوف الإسلاميين ويزيد من شكوكهم ويسترجع ذاكرتهم السلبية من نوايا الغرب تجاه الإسلام والمسلمين. 7 – على صانعي السياسات الغربية في عملية بناء الثقة مع الإسلاميين أن يثبتوا أنهم إلى جانب هؤلاء عندما يتعرضون للاعتقال التعسفي أو المنع من المشاركة السياسية، أو الحصول على الترخيص للعمل السياسي العلني… بدل الانحياز الدائم إلى الحكومات غير الديمقراطية وغير الشعبية في الشرق الأوسط (وهذه مشكلة صعبة ومعقدة في التعارض بين نظام المصالح والالتزام بالمبادئ). إن ملاحظة كل هذه التحولات لدى الحركات الإسلامية وفي السياسات الغربية يمكن أن تسهم إلى حد كبير في إيصال الحوار الذي يحرص عليه الطرفان إلى الغايات المنشودة والمفيدة من أجل علاقات سليمة بين الطرفين ومن أجل بناء الثقة التي لا تزال مفقودة إلى اليوم. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2008)  


أزمة الكويت السياسية

 

 
محمد كريشان 26/11/2008 مرة أخرى، الحكومة الكويتية تستقيل إثر أزمة حادة في العلاقة بينها وبين البرلمان تجلت بالخصوص في انسحاب أعضاء الحكومة من اجتماع لمجلس الأمة يوم أمس احتجاجا على إدراج طلب استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح على جدول الأعمال. هذه الاستقالة جاءت بمثابة المفاجأة بعد مفاجأة الانسحاب من الجلسة البرلمانية أمس كذلك بعد ما تردد أن هناك توجها لتأجيل طلب الاستجواب لفترة وصل البعض إلى حد تحديدها بعام كامل أو كذلك بعد ما أشيع أن الحكومة قد تتقدم بخطاب تتهم فيه المجلس بعدم التعاون. وفي الوقت الذي لم يكن مستبعدا فيه أن توصي الحكومة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح بحل مجلس الأمة استقر الأمر في النهاية على استقالة الحكومة التي مع غيابها يجهض بالكامل مسعى الاستجواب الخاص بالسماح بزيارة رجل دين شيعي إيراني مثير للجدل إلى الكويت وقضايا أخرى أضيفت إلى ذلك واعتبرت من باب التدليل على عدم كفاءة رئيس الوزراء في تسيير أمور البلاد. الملفت في التجربة الكويتية، المتميزة في منطقة الخليج، أن الأمور تسير بصعوبة وسلاسة متفاوتتين إلى أن يتقدم بعض النواب، لسبب أو لآخر لا يهم، بطلب استجواب أحد الوزراء كما حصل قبل أشهر مع وزير الإعلام فترتبك الساحة السياسية أما هذه المرة فقد اهتزت بالكامل لأن المعني بالاستجواب هو رئيس الوزراء وهو ‘خط أحمر’ على حد وصف البعض في الكويت. كان يمكن للأمور أن تسير بسيناريو مختلف هذه المرة لو قبل رئيس الوزراء بهذا الاستجواب، بغض النظر عن خلفيته ومدى وجاهته، فقد دعا مثلا ‘التحالف الوطني الديمقراطي’ في الكويت الذي يرأسه النائب السابق عبد الله النيباري رئيس الوزراء إلى صعود منصة الاستجواب و’عدم الجزع من هذه الأداة الدستورية’ التي ‘لن يستطيع احد مصادرة حق استخدامها من النواب’. مشيرا إلى ضغوط سياسية قال إن عددا من المسؤولين دول الجوار يمارسونها على بلاده لحل مجلس الأمة حلا غير دستوري. لكن الشيخ ناصر فضل الاستقالة على مواجهة هذا التحدي وهو في ذلك كأنه يرد على أحد نواب الاستجواب وليد الطبطبائي الذي صرح بأنه لن يتراجع عن استجواب رئيس الوزراء مخيرا إياه بوضوح بين ‘صعود المنصة أو الاستقالة’ مؤكدا بأن ‘رئيس الوزراء ليس خطا أحمر ومساءلته مكفولة’. لا أحد يدري بالضبط، على الأقل من هم خارج الكويت، لماذا يفضل هناك دائما المسارعة باستسهال حل البرلمان أو استقـــالة الحكومة دون أن يترك للتجــربة البرلمانية أن توضح مزاياها وعيــوبها، عملا بالحكمة القــائلة بأن هنات الديمقراطية لا تعــالج إلا بمزيد من الديمقراطية، اللهم إذا كان في الكويت من يرى أمرا آخر لا يتجاوز النظر إلى البرلمان على أنه جزء من ديكور ديمقراطي لا يسمح له أبدا أن يأخذ الأشياء بجد يزيد على الحد يخيل فيه لبعض النواب أن يتقمصوا الدور كاملا راغبين بدفع الأمور إلى حافتها. بالطبع هذا يجب ألا يجعلنا نغفل أن في معظم الدول العربية لا أحد يحاسب أحدا ولا أحد يمكن له أن يفكر ويتهور فيطرح الثقة في الحكومة أو حتى في أحد وزرائها لأن ذلك يمثل تطاولا غير مقبول على رأس هرم الدولة الذي هو معصوم من الأخطاء ولا يمكن أن يختار لشعبه إلا أفضل الوزراء وأفضل الحكومات، لكن كنا نود لو أن الكويت امتلكت جسارة الإقدام على خطوات غير مسبوقة في تجربتها، على محدوديتها، لأن مثل هذه الخطوات هي الكفيلة في النهاية بتثبيت المكاسب ودعمها على عكس ما يخيف به الكثيرون وهم يدعون الحرص على البلد.  


 

اجعلوا أضحيتكم وحجكم المكرَّر لأهل غـزة!!!

     

د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr   كتبت يوما نثرا عنونته « عذرا لا أريد أن أكتب عن غزة « …[1] كانت مرارة الحديث عن هذه المدينة الصامدة كالحنظل في الحنجرة، سقط النثر والشعر، وتعست قوافل الحروف وتعس كل خطاب إذا لم يحمل قيد أنملة من ممارسة عينية على أرض الواقع لمساندة أهلنا هناك… أعود إلى غزة ولم تغادر مخيلتي، وإذا نسيت ذكراها لمشاغل الحياة تأتي الأخبار من هنا وهناك وتصدمك الصور الحزينة لأطفال وشيوخ وعجز، تذكرك إن كنت ناسيا، تهزك إن كنت غافلا، ترجك إن كنت جاهلا أو متجاهلا، توقظك إن كنت نائما… أن هناك قريبا من حينا، على مرمى حجر من بيتنا، يتعذب إخوة لنا، يبكي صبية لفقدان الحليب، ويتألم المرضى لعدم وجود الأدوية الكافية، ويعجز آباء على تلبية نظرات يلقيها عليهم أبناء رضع، وتبكي نسوة أو يخفين دمعاتهن حتى لا يزدن الصورة ظلاما وظلما… صور حزينة منغصة تترك الحليم حيران وأحوال لا يستوعبها نص أو إطار…[ وأضاف والدموع تملأ عينيه « فور وصولنا للمستشفى بدأت الممرضات بتجهيز زوجتي للولادة.. الكهرباء خانتنا وانقطعت.. لحظتها شعرت بقلبي يسقط بين قدمي وروحي تخرج، زوجتي فقدت الوعي ودخلت في غيبوبة، وعمل الأطباء جاهدين على إنقاذ حياتهما، ولكن كان الوليد يعاني من الاختناق وضيق التنفس ». …وأدى الحصار إلى وفاة 260 مريضا، نصفهم أطفال؛ بسبب نفاد الأدوية ومنع نقلهم إلى المستشفيات في الخارج.] [2]   غزة تموت ولكنها لن تموت، غزة تتعذب تتألم لوحدتها لعزلتها لفقدان النصير والمعين، طوابير أمام محلات الأغذية، استعمال حبوب الحيوانات لتغذية البشر، ليال شتاء باردة تتقارب، وظلام دامس يزحف، على أصوات بكاء طفل صغير يمسك بتلابيب أمه… يريد حليبا فقط… الكهرباء تنقطع حتى يرضى الجار المغتصب للأرض والسماء، طفلة صغيرة تريد إتمام واجباتها المدرسية على نور خافت..، عيونها تؤلمها وتدمع بين الحين والآخر لقلة الضوء وظلمة المكان..، حروف أمامها تتلوى وتلتوي، تزيد نقطة أو تنقصها، تسقط حروفا وتظهر أخرى، لتكتب تارة مأساة أو مواساة، مقاومة أو مساومة، عرب أو غرب، إعدام أو إعلام، عين أو غبن، غيب أو عيب، قوافل أو نوافل، مغرب أو مشرق، إبادة أو إعادة…؟؟؟ قلت لن أكتب ولكني كتبت… لأقول للجميع اجعلوا هذا العام أضحيتكم لأهل غزة، لن نموت إذا لم نأكل اللحم، لن نسقط واجبا إذا لم يكن لدينا ما نتصدق به لإخوة لنا يكادون يموتون جوعا..، صوموا هذا العيد عن اللحم، ولعل الغاية النبيلة من هذه الأضحية والتي كثيرا ما تغيب عنا ونحن نتجمع والأهل والأقارب حول المشواة، أن الأضحية تقرب إلى الله أولا وطلب مرضاته وتراحم وتآلف وتقوى  » لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ  » [الحج 37] من كان يقدر على الأضحية والصدقة بمثلها لأهل غزة فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن لم يستطع فأهلنا هناك أحوج والأضحية أنفع وأفضل، والله عالم بالنوايا والله أعلم. أما من حج الفريضة وتعوّد على الحج نافلة كل عام، فليتخلف هذه المرة عن الداعي وليجعلها صدقة لأهل غزة، كان الإمام أحمد يقول  » يقول أحدهم أحجّ أحجّ, وقد حججت! صِلْ رحماً, تصدّق على مغموم, أحسن إلى جار.   » وقصة عبد الله بن مبارك في هذا الشأن معروفة حيث تخلف عن الحج لما اعترضته امرأة فقيرة تلتقط الميتة من قارعة الطريق فسلمها ابن مبارك ما يملك وعاد إلى منزله فسخر الله له ملكا حج مكانه. حيث أنبأه الجميع بعدما عادوا من الحج أنهم صاحبهم في المشاعر وشكروه على عونه لهم… ولم يفهم ابن مبارك ما حدث وهو الذي لم يغادر بلدته، وفي الليل وفي أثناء نومه جاءه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأعلمه بقصة الملك الذي عوضه في الحج نتيجة كرمه وجزاء صدقته وإخلاص نيته! وإن من النوايا لما يغلب الأفعال إذا كان الصدق شعارها والعزم والإرادة إطارها… غزة سؤال سوف يلقى على الجميع أمام التاريخ أولا وأمام الأجيال القادمة، ولكن أشده وقعا وأصعبه تجاوزا هو سؤال اللقاء الأخير يوم يجعل الولدان شيبا… فأين نحن من غزة وأين غزة منا؟ وكيف بنا وسؤال غزة لم يجد جوابا في رحلنا وترحالنا؟ وسيظل يؤرق ليلنا ويقض أيامنا لمن كان يحمل داخله نطفة من رحمة وجاء الله بقلب سليم. هــوامش [1] موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net [2] موقع اسلام أون لاين « مستشفيات غزة تئن وتحتضر » 25 نوفمبر 2008 (المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.net)

الإسلاميون ومأزق السياسة في مجال الممارسة( الجزء الرابع والاخير )
 
 
 
الإسلاميون ومأزق السياسة في مجال الممارسة (14) نحو تسوية تاريخية وليد نويهض   أوصل الاستبداد الدولة العربية المعاصرة (الدول العربية) إلى لعب دور المعرقل للتحولات بعد أن افترضت النخبة الانقلابية الايديولوجية والعسكرية أنها تقود التقدم، ووصلت الآن إلى نهاياتها التاريخية وفقدت وظائفها وأحياناً مبرر وجودها ولم يعد أمامها من حل سوى التسوية والتوصل إلى صيغة توافقية وتصالحية مع الجماعات السياسية. وبدلاً من أن تستوعب النخب العربية دروس الماضي أخذ بعضها يمعن في الكارثة ويدفع التناقضات إلى نهاية مأسوية كالانقلاب على الانتخابات في الجزائر واحتكار السلطة في تونس واللجوء إلى قوانين التفافية في مصر لتعطيل المؤسسات المدنية والمنظمات الأهلية وتشديد قبضة الدولة على حركة المجتمع. بعض النخب أخذ يتجه نحو المزيد من النهج الانقلابي ليس على المجتمع فقط بل على الدولة أيضاً، وهذا قد يؤدي إلى تكوين مجتمع مغلق يحيط به سور الاستبداد وستكون نتائجه كارثة على الجماعات الأهلية، إذ يرجح أن تندفع نحو المزيد من التمسك بحلقاتها الضيقة التي ستساهم في زرع بذور التفرقة في هيكلية الدولة وهيئاتها المدنية، الأمر الذي سيسرع في تفككها بما يتوافق مع تفكك المجتمع الأهلي وتتوزع على هوياته وثقافته المتنوعة. فالدولة (النخبة) في بعض البلدان العربية لم تعد تلعب دور القيادة للتطور السياسي، بل أخذت تنقلب على فرضية تأسيسها الأول لتلعب دور المعرقل وأحياناً المعطل للحياة السياسية والنيابية والنقابية والثقافية، بقصد تطويل فترة سيطرتها على السلطة، وهو أمر قد يقود إلى كارثة أكبر وهي اختفاء تلك الدول من خريطة الجغرافيا السياسية ونهوض دول بديلة منها قد تكون بأحجام صغيرة أو كبيرة (العراق نموذجاً). تتطلب المرحلة الانتقالية مشروعات إنقاذية تتجاوز مفهوم الإصلاحات ولا يكفي هنا إلقاء المسئولية على مؤامرات خارجية وتبرير الكوارث باتهام الآخر بارتكاب الأخطاء، فالمسألة تتطلب المزيد من الوعي التاريخي الذي يعيد تركيب السياسة بما يتناسب مع مستوى تطور المجتمع وحاجاته وبما يتجانس مع ثقافاته وهويته الحضارية. والمسئولية هنا مشتركة بين الدولة والجماعات السياسية التي يفترض أنها تمتلك الوعي الذي يتجاوز الحدود المذهبية والطائفية الضيقة وتقرأ التحولات بمنظار تاريخي واستراتيجي. حتى تصل التسوية إلى ذاك المستوى الواعي للأزمة في وقت تمر المنطقة في مرحلة انتقالية شديدة التعقيد والتركيب لابد من إعادة التصحيح بتصحيح الفهم لتلك العلاقة بين الدولة والناس وفهم السلطة لطبيعة دورها ووظائفها الاجتماعية وكذلك فهم الجماعات السياسية لموضوعة الدولة والتقاط أهمية السلطة العادلة في التخطيط للتقدم وقيادة التحول. فالتطور يحتاج إلى منظومات معرفية يعاد تأسيس أدواتها من خلال الهوية الثقافية لتاريخ الجماعات. ولا شك ستساعد تلك المنظومات في لعب دورها على تصحيح الخلل. تصحيح الفهم يبدأ من معالجة الخلل العام، أما تلك التصرفات السلبية الصغيرة التي تبرز في السلوكيات الاجتماعية والسياسية فيمكن تصحيحها من خلال تشجيع إعادة حركة بناء المنظومات التقليدية والمراكز الثقافية وتعزيز المؤسسات الأهلية وتطوير منظمات «المجتمع المدني» كما يقال في الايديولوجيات المعاصرة. فدعم الهيئات الخيرية ودور الحضانة والتعليم والتربية والنقابات والجمعيات والأندية والاتحادات ورعاية منظمات الإغاثة والطبابة ومساعدة الأسر المحتاجة وتقديم المعونات الإنسانية وإنشاء المشروعات الخيرية وغيرها من المسائل الضرورية كلها عوامل تخفف الضغط وتنمي المشاعر المشتركة في سياق أهلي – مدني متوازن مع التنمية العامة التي تقوم بها الدولة على مستوى المجتمع كله. فالأعمال الصغيرة إذا تراكمت تؤدي إلى نوع من الوعي المتقدم للعلاقات وتعطي بعض المعنى لدور الفرد في البناء، وتسقط بالتالي تلك التصورات الخاطئة التي تنشأ عن تصرفات سلوكية ناجمة أصلاً عن تبطل المجتمع وعدم اشتراكه أو مشاركته في لعب دور أهلي – مدني ولو صغير في عملية التنمية الكبيرة. تتطلب سياسة إعادة الحياة إلى المجتمع تأسيس أدوات تعيد له الحيوية ليقوم بالتحرك بالاتجاه الصحيح، وهذا لا يتم إلا باتخاذ القوى السياسة خطوات جذرية نحو التصالح مع الدولة ومستجدات الواقع. حركة الإخوان المسلمين مثلاً مرت قبل أن تبلور مفهومها للديمقراطية في محطات زمنية لعبت دورها في إنضاج الفكرة وإخراجها بصيغة نهائية في منتصف التسعينات. سابقاً لم تكن «النظرية» واضحة وإذا وجدت كانت تشكل هماً ثانوياً مثلها مثل الحركات السياسية العربية المعاصرة (العلمانية والقومية واليسارية) التي تأسست في مطلع القرن الماضي. ركزت الحركة الإخوانية في بداياتها التأسيسية على مفاهيم الأمة والجماعة والدولة وشكل النظام والعلاقات العربية والإسلامية والنظرة إلى القضايا الدولية وغيرها من المسائل المتعلقة بفلسطين والهوية والتاريخ والثقافة والايديولوجيات الأوروبية. وتركيز الاهتمام على المسائل الكبرى لم يمنع حركة الإخوان من التفكير بالمسائل الدستورية والتشريعية والقضائية والتربوية ودور الدولة في المجتمع ووظيفة الشرع كإطار ينظم علاقات البشر ويقنن الأنظمة التي يتم التعامل بها على مستوى الاقتصاد والتجارة والمال. لاشك في أن عدم وضوح هوية الإخوان في بداية التأسيس لعب دوره في تأخير حسم الكثير من المسائل المتعلقة بمهمات الحركة وأولويات برنامجها، وهو أمر واضح في رد مؤسسها الإمام حسن البنا على أسئلة تتعلق بهيئة الإخوان التنظيمية، فأجاب بأن الإخوان «دعوة، وجمعية خيرية، ومؤسسة اجتماعية، وحزب سياسي». وأدى عدم وضوح هوية الحركة السياسية إلى تعطيل الكثير من أنشطتها التي تراوحت بين العمل الاجتماعي والدعوة إلى الدين والقيام بمهمات خيرية والتصرف كحزب سياسي منظم وأحياناً كهيئة تحاول الوصول إلى بعض مقاعد البرلمان لإيصال صوت دعوتها ولم تطمح في الوصول إلى السلطة. لذلك حسمت الحركة موقفها باكراً من مسألة خوض الانتخابات وترشيح الأعضاء للبرلمان والاحتكام إلى صندوق الاقتراع لاختيار العناصر الصالحة التي يجد فيها الشارع الفئة الجديدة القادرة على خدمة الأمة، لكنها تأخرت في حسم موقفها من الديمقراطية. فالبرلمانية وسيلة من وسائل التمثيل الشعبي القائم على الاختيار الحر لأعضاء المجلس النيابي بينما تعتمد الديمقراطية على منهج عمل وممارسة تراهن على آلية غير واعية لإعادة تشكيل المجتمع وتحديد الموقف من الآخر المختلف، وتفترض القبول باللعبة السلمية لتداول السلطة وحق الأقلية في التعبير عن نفسها سياسياً. على رغم الفارق بين المسألتين شكلت خطوة القبول بالبرلمانية بداية سياسية للإخوان أدت لاحقاً إلى قبول الحركة بالديمقراطية وشروطها التنظيمية التي تتطلب الحد الأدنى من البرنامج التسووي وعقلية المساومة وما تقتضيه من تحالفات مع الخصوم السياسيين أو الائتلاف مع قوى لا تتفق ايديولوجياً مع خط حركة الإخوان وطموحاتها. وساهمت الملاحقات والاعتقالات والضربات العنيفة التي تلقتها الحركة منذ تأسيسها في تأخير الكثير من المسائل، إذ كانت القيادات تنصرف إلى حماية نفسها بدلاً من إنضاج أفكارها المتعلقة بقضايا المواطن وحقوقه السياسية وخصوصاً مسألة التعددية. إلى ذلك ساهمت الظروف الدولية والإقليمية وأنماط الأنظمة العربية (النخبوية الانقلابية) التي لا تقبل بالمعارضة في تعطيل فرص نمو الفكرة، فانعدام وجود المجتمع السياسي عطل إلى حد كبير نضج فكر سياسي يتطور سلمياً وبهدوء كما يحصل في المجتمعات الأوروبية. فالديمقراطية لا تنمو في مجتمعات غير سياسية ترفض الأنظمة فيها حرية الحركة للخصم وحقه في التفكير ولا تكترث بالرأي العام ودوره في صوغ القرارات الرسمية. على الدولة الحديثة (النخب الحاكمة في الدول العربية) استيعاب الأزمة المركبة وفهم أهمية دور المعارضة السياسية في المشاركة بحلها كما يحصل في تركيا. فالمعارضة في النهاية ليست عدوة للدولة بل هي شريك في الحياة العامة وتقرير مصير المجتمع، وما يصيب المجموع يصيبها وهذا ما حاول حزب النهضة التونسي توضيحه من خلال تطوير مفهومه لفكرة الديمقراطية وربطها بالهوية الثقافية والتنمية الاجتماعية وكذلك تطوير فهمه لموضوع حكم الأكثرية. فالقول إن الديمقراطية ليست حكم الأكثرية أو الغالبية السياسية فقط بل هي حق الأقلية السياسية أو الدينية في المشاركة في صنع القرار السياسي أيضاً هو خطوة صحيحة في الاتجاه التصالحي لطمأنة الدولة والقوى المعارضة الأخرى وعدم تخويفها بالأكثرية السياسية والغالبية العددية. ربما فكرة الديمقراطية التوافقية التي تقوم على مبدأ التراضي السياسي في سياق تأسيس صيغة برلمانية – دستورية تضمن لكل الفعاليات والجماعات حقها في التمثيل عن طريق تعديل خصائص الاقتراع وتطوير أشكاله لاستيعاب الخلافات واحتواء الاختلافات الدينية والمذهبية والأقوامية والجهوية حتى القبائلية، تشكل خطوة مرنة ومتقدمة تلبي طموحات الغالبية من دون أن تغبن حقوق الأقليات السياسية والعقائدية وتخيفهم. لابد من إعطاء الضمانات ودفع العلاقات نحو الطمأنة المتبادلة، إلا أن التسوية أو المصالحة بحاجة إلى فريقين لا فريق واحد، والتراضي هو توفيق بين سياستين، وهذه مشكلة الدولة (النخبة) وليست مشكلة المجتمع (الأهل).


العفيف الأخضر: معجم المفاهيم الضرورية

   

العفيف الأخضر   تمهيد كثيرا ما عاينتُ فوضى مذهلة أحيانا في استخدام المفاهيم في غير حقلها المعرفي أو فيه ولكن بنصف معناها أو غير معناها أو عكس معناها. إذا كان كانط قد اشترط أن تكون الكتابة الفلسفية بالمفاهيم، أي بكلمات ومصطلحات وتصورات ومدلولات دقيقة وتغطي معانيها، فإن الكتابة المعاصرة حيث امتدت التخصصات إلى جميع الحقول الثقافية لا تكون الكتابة فيها بالضرورة إلا كتابة بالمفاهيم. وظيفة الكتابة المنتجة للمعنى، أي التي تستخدم المفاهيم في محلها هي دعوة الفكر إلى أن يفكر فيما لم يفكر فيه بعد بتنشيط فضول القارئ المعرفي وتحرير عقله من الأحكام المسبّقة وغيرها من العوائق المعرفية التي تحكم عليه بالعقم والشلل. نقيض هذه الكتابة، وهو المنتشر اليوم، أدّى إلى تضليل الجمهور المتعلم وإصابته بالجهل المركب: جهل من يجهل ويجهل أنه يجهل، وهو أسوأ أنواع الجهل، لأنه يحرم ضحيته من وعي جهله. والحال أن إنسان العصر السحري – الاحيائي بدأ يعلم عندما وعى أنه يجهل. هذه المعاينة، التي ما فتئت تُكرر على مر السنين، أوحت لي بفكرة كتابة هذا المعجم عسى أن يساعد الكاتب والقارئ معا على امتلاك أداة تحليلية قوية وعابرة للتخصصات لمعالجة وفهْم الموضوعات الثقافية والعلمية المتشعبة التي يستعصي إدراكها في غياب الكتابة والقراءة بالمفاهيم الدقيقة. إذا كانت فكرة تأليف هذا المعجم انطلقت بدافع تصحيح المفاهيم التي استخدمت خطأ في لغتنا، فإني أضفت إليها دافعا آخر لا يقل أهمية هو تقديم المفاهيم الأساسية للمثقفين والجمهور المتعلم والتلامذة والطلبة النابهين لمساعدتهم على فهم مفتوح بعقل مفتوح لمشكلات المعرفة المعاصرة. هذا المسعى سيكون ولا شك – إذ عاونه على ذلك تعليم حقا حديث – محاولة لتدريب الشباب المثقف والمتعلم على التعبير الدقيق عما يقبلونه ويرفضونه في الفكر والحياة. الرفض والقبول الواعيان يشكلان أداة مثالية للتكيف الفعّال مع الواقع بدلا من رفضه العصابي أو الاستسلام السلبي الشائعين كليهما في الثقافة العربية المعاصرة. رائدي في هذا المعجم هو العقلانية النقدية المفتوحة. العقلانية النقدية المفتوحة لا تدعي أية عصمة للعقل بل تعترف بأنه خطّاء. لكنه الوحيد القادر على تقليص مساحة أخطائه للاقتراب من الحقيقة التي هي دائما جزء من حقيقة أشمل برسم الاكتشاف. والحقيقة العلمية، كما يقول غاستون باشلار، هي خطأ تم تصحيحه وأضيف، فيما يخصني، « مؤقتا » في انتظار تصحيحات لاحقة دائما ممكنة. مما يجعل ادعاء امتلاك الحقيقة النهائية في الدين والدنيا تعصبا هاذيا. سيعالج معجم المفاهيم الضرورية زهاء 1500 مفهوم عابرة للتخصصات تنشر بانتظام في إيلاف. ولن أفاجئ القارئ إذا التقى ببعض هذه المفاهيم معرّبة – لا مترجمة – أي مكتوبة بالأحرف العربية مع الاحتفاظ ببنيتها الأجنبية، لماذا؟ لأن ترجمة المصطلحات والمفاهيم أحيانا بعدة كلمات بدلا من تعريبها هو مرض العربية المعاصرة. حتى اللغات السامية، مثل العبرية، لم تعد بمعجمها المصطلحي لغة سامية. فقد استعارت معجمها الاصطلاحي والمفاهيمي من اللغات الأوروبية وهو فيها موحَّد. لكن الذهنية العربية الإسلامية المنغلقة التي صاغتها ذهنية المجمّع القبلي الانطوائي وذهنية إسلام الولاء والبراء الذي لا يقل عنه انطوائية، والذي يحرم تعلم اللغات الأجنبية إلا للضرورة القصوى، ما زالت ترفض إعطاء جنسيتها – تماما مثل كثير من دولها – للدخيل من العلوم ومن الكلمات والمصطلحات المستعصية غالبا على الترجمة ولا يفلح معها إلا التعريب. للتحايل على هذه الذهنية القبلية – الدينية الإقصائية، اخترع الكندي كذبة بيضاء لتحبيب الفلسفة إليها فقال أن يونان هو أخ قحطان. إذن الفلسفة اليونانية هي بنت العم فلا ترتابوا فيها. لكن كذبته لم تجد الفلسفة نفعا فكُفّرت وأحرقت كتبها أحيانا ومازالت مُكَفَّرة في غالبية دول مجلس التعاون الخليجي ومادة اختيارية في مصر. ادخل مترجمو الفلسفة الأوائل وغالبيتهم من المسيحيين المصطلحات والمفاهيم الإغريقية تعريبا لا ترجمة كما فعل بعدهم مترجمو عصر النهضة الأوروبية، لكن الذهنية القبلية – الدينية المغلقة لم تنفتح لها. فلم تتبناها المعاجم القديمة ولا الحديثة. فعربوا ارتميطيقا (= العمليات الأربعة) أما ابن خلدون فكتبها كما في اليونانية « ارتميطقي » وريطوريقا (=فن الخطابة) التي تترجمها المعاجم المعاصرة مرة ببلاغة ومرة ببيان… وقاطيغورياس (= صفة لموصوف مثل الكمية والكيفية أو المفاهيم). ترجمت اليوم بـ »المقولات ». وعبثا تبحث عن هذه الكلمة في المعاجم العربية المتداولة. ولن يجد لها التلميذ أو الطالب فضلا عن القارئ الفضولي أي تفسير في مراجعه العربية. والحال أنه لو أُحتفظ بها معرّبة لأستطاع أن يجد ضالته بالعودة إلى أي معجم أوروبي. في الواقع، العربية، المهددة بالانقراض في هذا القرن مع آلاف اللغات البدائية التي عجزت عن التطور فرفضها قانون الانتخاب الطبيعي، لا ينقصها معجم مفاهيم وبس. بل تنقصها جميع المعاجم الضرورية لبقائها على قيد الحياة. تنقصها أولا المعاجم الأجنبية – العربية التي قد تُخصّبها بالكلمات والمصطلحات والمفاهيم والتعابير لتشفيها من عقمها الحالي إذا صُنعت بطريقة علمية ومن المختصين وليس من الهواة – التجار كما الآن. ثم ينقصها معجم عربي – عربي عام صغير يجد فيه التلميذ والطالب والكاتب والقارئ العادي ضالته. « المنجد » وأخواته تلتقي فيهم بآلاف الكلمات المهجورة التي لم يعد يستخدمها أحد قولا أو كتابة، وفي المقابل لا تجد فيها آلاف الكلمات المتداولة في العربية المعاصرة، وينقصها معجم عربي – عربي كبير مثل لا روس الكبير أو روبير الكبير، يضم كل اللغة العربية، كلمات ومصطلحات ومفاهيم وتعابير وأمثال سائرة، وينقصها معجم عربي – عربي اشتقاقي يساعد على فهم أفضل لعربية المعاجم المذكورة كما يساعد على نحت المصطلحات، وينقصها معجم المترادفات الذي يسهّل على الكاتب اختيار المرادف المناسب لموضوعه والقارئ على العثور على الكلمة المناسبة لفهم موضوعه، وتنقصها عشرات المعاجم المتخصصة في جميع الفروع العلمية والتكنولوجية. وبعد ذلك – وبعد ذلك فقط – ينقصها معجم، مثل المعجم الفرنسي، 2000 صفحة، من تاريخ اللغة أي تاريخ الكلمات والمصطلحات والمفاهيم الموجودة في المعاجم السابقة. متى دخلت إليها؟ ومن أين وفدت عليها وكيف تطور مفهومها في الاستخدام الشعبي والعالِم على مر العصور؟ هذا العمل المعجمي الضروري لإنقاذ لغتنا من موت داهم لا يمكن أن تنجزه إلا المؤسسات المختصة التي تجنّد لذلك آلاف المختصين. مراجعة معجم لاروس سنة 1977 تطلبت تعاون ألف معجمي، فكيف بصنع معجم عربي مماثل لمعجم لاروس؟ خسر أغنياء الخليج 400 مليار دولار في إفلاس البورصة. أقل من 2% من هذا المبلغ كان كافيا لترجمة واصدار المعاجم المذكورة كلها. ولكنها لا تَعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. منذ 30 عاما وأنا أشتغل على إصلاح المعاجم الفرنسية العربية. إصلاح أخطائها المذهلة. فأصلحتُ حوالي 8000 كلمة ومصطلح ومفهوم. وأضفت إليها ما لم تقترب منه. حوالي 3000 كلمة. لكن إصدار هذا المعجم ما زال يتطلب عامين  شغلا وتعاون فريق لا يقل عن عشرة أخصائيين لإضافة آلاف الكلمات و12 ألف مصطلح الموجودة في معجم لاروس الصغير وهو لا يحتوي إلا على 20% من المصطلحات العلمية الموجودة في لاروس الكبير ومعاجمه المتخصصة. هل سيرى هذا المعجم النور يوما؟   نداء الرجاء من القراء التفضل بإرسال ملاحظاتهم النقدية واقتراحاتهم وبدائلهم للمفاهيم التي سأقترحها عليهم في معجم المفاهيم الضرورية عسى أن أستفيد من ملاحظاتهم واقتراحاتهم المشكورة سلفا.   (المصدر: موقع إيلاف ( بريطانيا ) بتاريخ 25 نوفمبر  2008)
 

إعلان دمشق العالمي للدفاع عن حق العودة الفلسطيني

نحن المشاركون في « الملتقى العربي الدولي لحق العودة » الذي استضافته العاصمة السورية دمشق خلال الفترة (23- 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2008)، وبمشاركة أكثر من خمسة آلاف شخصية من المؤتمرات والهيئات والأحزاب والمنظمات والاتحادات الشعبية ولجان حق العودة وممثلي المؤتمرات والشخصيات الفلسطينية العربية والعربية والإسلامية والدولية، الرسمية والشعبية، من الاتجاهات كافة، وتجمعات اللاجئين الفلسطيني ومن أنحاء العالم، والذي جسد حالة تاريخية تضامنية مع الشعب الفلسطيني ونضاله وحقوقه المشروعة وثوابته الراسخة. وانتصاراً لحق العودة الفلسطيني، وتعاهداً على المضي في الدفاع عنه ودعمه في سبيل تحقيقه، فإننا نعلن التالي: 1-إن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى بيوتهم وأراضيهم التي هجروا منها وفي التعويض عما لحقهم من أضرار يقع في صلب القضية الفلسطينية وجوهرها، وهو حق راسخ غير قابل للتصرف، أو التنازل عنه، أو المساومة علبه، أو الانتقاص منه. 2-إن حق العودة هو حق شرعي وطبيعي، فردي وجماعي، تكلفه الأديان والمواثيق والقوانين الدولية، وهو حق ثابت لا يسقط بالتقادم، كما أنه حق مطلق، لا تملك أية جهة فردية كانت أم جماعية، شعبية كانت أم رسمية، الحق في التنازل عنه، كما لا يجوز الاستفتاء عليه. 3-يؤكد الملتقى على ضرورة تعميم ثقافة المقاومة ونهجها لأن خيار المقاومة هو السبيل الأجدى والأقصر لتحقيق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم ويدعو إلى حماية هذا الخيار وتحصينه على المستوى الوطني والقومي والإسلامي والعالمي. 4-إن التمسك بحق العودة هو من أولويات مشروع التحرير الوطني الفلسطيني والمشروع التحرري العربي والإسلامي والعالمي. وإن قيام أبناء الأمة وأحرار العالم بالدفاع عن هذا الحق هو التزام وواجب إنساني وحضاري. 5-ندعم الشعب الفلسطيني في تأكيده الدائم تمسكه بأرضه ووطنه، وإرثه الحضاري وهويته العربية والإسلامية كما أكد تمسكه بوحدته في الداخل والخارج كونها شرط حماية لحقوقه العادلة التي لا تقبل التفريط أوالمساومة ولا التجزئة أو الإرجاء. 6-إن تهجير الشعب الفلسطيني تم على يد القوات الصهيونية عبر مخطط اعتمد أساليب الإرهاب والقتل والمجازر مما يشكل جريمة تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية وهو ما تتحمل مسؤوليته أيضاً القوى الدولية الني أيدت وتؤيد المشروع الصهيوني وتقدم له كل أشكال الدعم والحماية. 7-إن أي مشاريع تنتقص من حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة هي مشاريع مدانة ومرفوضة، سواء أكانت تعويضاَ أم توطيناً تجنيسا ً أم وطناً بديلاً وأياً كانت الجهات أو الشخصيات أو الهيئات أو الأنظمة التي تقف وراءها. 8-إن هيئة الأمم المتحدة مطالبة بتفعيل حق العودة الفلسطيني دونما إبطاء، وإن استمرار معاناة اللاجئين شهادة إدانة صارخة للنظام الدولي ودليل على طغيانه واحتكامه لقانون الغاب. 9-على هيئة الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها في تمكين وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من الاستمرار في أداء واجباتها في جميع أماكن عملها. 10-إن الممارسات الصهيونية التي تستهدف المزيد من تهجير الفلسطينيين هي ممارسات إجرامية خطيرة يجب التصدي لها كما يجب مواجهة مشاريع « التبادل السكاني » و »الترانسفير » والاستيطان والجدار العنصري التي تستهدف تغيير هوية الأرض والإنسان. 11-إن من حق اللاجئين الفلسطينيين أن يتمتعوا بالحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية في مختلف أماكن اللجوء لحين عودتهم، وإن من واجب الدول العربية التي يقيمون فيها العمل على تمكينهم من هذه الحقوق ورفع كل أشكال الظلم والمعاناة. 12- نعتبر ما يسمى بـ « يهودية الدولة » مخططاً لاستكمال تهجير الفلسطينيين المقيمين بأرضهم المحتلة عام 1948، ومحاولة لإسقاط حق العودة، وتكريس « قانون العودة اليهودي » باعتباره شرعنة للنموذج العنصري في فلسطين، وإذكاء لمشروع الاستيطان على حساب الشعب الفلسطيني وهويته. 13- يثمن الملتقى صمود الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ومقاومته وتضحياته على مدى السنين والأجيال، رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً وأحراراً وأسرى، في وجه حملات التهجير والتوطين. 14- إن جميع المؤسسات والمنظمات والهيئات، التي تدافع عن حق العودة، مدعوة إلى تنسيق جهدها، والمساهمة في حشد كل الطاقات والقوى الفلسطينية والعربية، والإسلامية والمسيحية والإنسانية، والإقليمية والدولية، من أجل تحقيق إجماع عالمي لتطبيق حق العودة والتصدي لأي محاولة لإسقاطه والالتفاف عليه. 15- ندعو إلى تفعيل الآليات والوسائل السياسية والقانونية والاقتصادية والإعلامية والتعليمية كافة، للدفاع عن حق العودة ونشر ثقافتها، وتعميقا في نفوس الأجيال، وخصوصاً الناشئة والشباب. 16- وقد مرت 60 سنة على اغتصاب فلسطين دون تحقيق عودة الفلسطينيين إلى بيوتهم وأراضيهم، فإن هيئة الأمم المتحدة أصبحت ملزمة بإسقاط عضوية الكيان الصهيوني وطرده من المنتظم الدولي كون العودة شكلت شرطاً لقبوله. إننا نعلن عهداً لا يقبل التغيير أو التبديل، التزامنا بحق العودة ودفاعنا عنه، وتوريثه للأجيال إلى أن يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه ويعود إلى دياره ووطنه. (المصدر: مراسلة من السيد أنور الغربي من جمعية « حقوق للجميع » السويسرية بتاريخ 26 نوفمبر 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.