الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3108 du 25 .11.2008

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:اعتقال الرئيس السابق لحركة النهضة السيد الحبيب اللوز

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:احتجاز الشيخ الحبيب اللوز « الرئيس الأسبق لحركة النهضة »..!

السبيل أونلاين : التحقيق مع القيادي السابق في حركة النهضة الحبيب اللوز

حــرية و إنـصاف: السجين السياسي السابق السيد حسونة النايلي يتعرض للمضايقة

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: نداء من أجل إطلاق سراح شبان سيدي بوزيد ..  حتى لا يتكرس تجريم الإحتجاج السلمي .. !

حــرية و إنـصاف: جواز السفر : العقاب الجماعي من جديد

مراسلون بلا حدود: بيان: تونس :اعتقال صحافية على هامش تظاهرة طلابية

معز الجماعي : « غزالة محمدي » في إعتصام مفتوح

الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان : اعتداء على عبد اللطيف البعيلي عضو الهيئة المديرة وانتهاك حرية التنقل

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : من اجل الإفراج الفوري عن نقابيي سيدي بوزيد

الحزب الديمقراطي التقدمي جـــامعة نابل:بيـــــان للرأي العام

أ ف ب : تونس : 11 عاما سجنا لمتهم بالارهاب

الاتحاد العام لطلبة تونس : رسالة الى الراي العام الطلابي

مواطنون : اخبـــــــــــــــار متفـــــــــــــــــرقة

أبو وائل : ٍحقائق حول أحداث مدينة فريانة : ما الذي أدّى بالوضع إلى الانفجار؟ (الجزء الثّاني)

محمد بوعلي، تونسي منفي: المنفيّون المنسيّون وحق الهويّة

الحبيب أبو وليد المكني: مبادرة العودة في المسار الصحيح

عبد الحفيظ خميري : قف بالخضراء وحيّ أبطالها رغم الداء والأعداء

آفاق : محمد الكيلاني لـ »آفاق »: المعارضة التونسية ليست واعية بضرورة توحيد صفوفها

 

الفجر نيوز: تجري حوارا مع الصحفي والكاتب التونسي الطاهر العبيدي

موسى : في وداع الأصدقاء.. والحنين إلى الله…. : محسن بومعيزة في ذمة الله

مواطنون : زكية الضيفاوي لـ »مواطنون « : هذا ما وقع يوم 27 جويلية الفارط … وأطالب بالعودة إلى شغلي …

العربية.نت: قال إن السنة أو الأحاديث النبوية لا تحرمه طبيب تونسي: الرقص الشرقي علاج طبي لكآبة النساء العربيات

قدس برس: تونس: في سابقة غير متوقعة..سلمان العودة في قصر قرطاج للمشاركة في مؤتمر الشباب الإسلامي  

د ب أ: مؤتمر إسلامي بتونس يدعو لوضع برامج لحماية الشباب من « الإرهاب » والتطرف الديني

من طارق عمارة: مؤتمر دولي بتونس لحفظ الشبان المسلمين من التطرف

زكية الضيفاوي : قصّة قصيرة….الحُلم

مراد رقية : وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والبنك الدولي؟؟؟

هيئة مهرجان قفصة الدولي : رد على مقال  » إدارة مهرجان قفصة تحوّل المسرح إلى فضاء للمساندة الرئاسية » : هذه هي الحقيقة…

مختار الأحولي : ورد علينا من الساحة الحمراء

مواطنون : ابنة الطيب المهيري تطالب الدولة بفتح تحقيق في وفاة والدها ومحمد مزالي يعرب عن ندمه لعدم استقالته من الحكم !

الصباح: مداولات مجلـــس النــــواب حول مشـــــروع ميزانيــــة الدّولة لسنة 2009 المصادقة على ميزانية رئاسة الجمهورية:

الصباح:يعد لإنجازها بيت أبو ظبي للاستثمار: قريبا مدينة عالمية للموضة ومدينة ترفيهية ضخمة في تونس

إسماعيل الفالحي : بعد إغلاق المطعم الجامعي 2 مارس بأريانة : أكثر من 500 طالبة مهدّدة بالجوع !

الأخبارالموريتانية : الأمن التونسي يعتقل طالبا موريتانيا

قدس برس : تونس : احتدام الجدل بين كتاب وأدباء حول قضية « سرقة » نص أدبي

محمد العروسي الهاني : الرجل المناسب في المكان المناسب : يشرف الوطن ويفيد المواطن

وليد نويهض:الإسلاميون ومأزق السياسة في مجال الممارسة( الجزء الرابع )

حسين بوجمعة : الجزائر تؤكد استعدادها لاستقبال معتقليها بغوانتانامو


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 manfiyoun@gmail.com 


 

أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27 ذو القعدة 1429 الموافق ل 25 نوفمبر 2008

اعتقال الرئيس السابق لحركة النهضة السيد الحبيب اللوز

 

اعتقل أعوان البوليس السياسي حوالي الساعة الرابعة من مساء اليوم الثلاثاء 25/11/2008 الرئيس السابق لحركة النهضة السيد الحبيب اللوز و اقتادوه إلى منطقة الشرطة بساقية الزيت بمدينة صفاقس أين احتجزوه لمدة ست ساعات و قد تركز الاستجواب حول مشروع بحث كتبه بخصوص  »فك الارتباط بين الدعوي و السياسي » و حول وضعه الاجتماعي و قد رفض الإمضاء على محضر البحث فما كان من رئيس المنطقة و مساعديه إلا أن أجبروه بالقوة على وضع بصمته على المحضر فاحتج بشدة على هذه المعاملة المهينة و المخالفة للقانون و لأبسط قواعد التعامل المتحضر. و حرية و إنصاف 1) تدين بشدة اعتقال السيد الحبيب اللوز الرئيس السابق لحركة النهضة و الاعتداء على حقه في حرية التعبير و تستنكر سوء معاملته أثناء الاستجواب. 2) تدعو إلى رفع المضايقات الأمنية على المسرحين من المساجين السياسيين و احترام حقهم في حرية التعبير و التنظم و التنقل و تمكينهم من استرداد حقوقهم السياسية و المدنية بما يضمن اندماجهم في الحياة العامة و المساواة بين جميع التونسيين في حقوق المواطنة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


  “الحرية لجميع المساجين السياسيين “
الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 25 نوفمبر 2008

بعد « إطلاق » سراح مساجين  النهضة :  » إطلاق » يد البوليس السياسي في التنكيل بالمسرّحين  : احتجاز الشيخ الحبيب اللوز « الرئيس الأسبق لحركة النهضة »..!

 

يتواصل احتجاز الشيخ الحبيب اللوز منذ الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 بمنطقة الأمن بساقية الزيت من ولاية صفاقس ، و قد أمكن للرئيس الأسبق لحركة النهضة و السجين السياسي السابق أن يتصل بمحاميه و يخبره أن احتجازه تم بعد توجيه استدعاء له في  اليوم السابق لـ  » تسوية وضعية المراقبة الإدارية  » ليفاجأ بمساءلته حول مضمون مقال سياسي كتبه مؤخرا يرى فيه مستجوبوه خرقا لمتطلبات المراقبة الإدارية .. ! و قد أصبح من الجلي أن مسلسل الإيقافات المتكررة للمساجين المسرحين و المساءلة حول المداخلات على الفضائيات أو الإسهامات الفكرية في الصحف أو على شبكة الإنترنيت يندرج ضمن حملة تستهدف إسكات الأصوات الوطنية التي تنتقد الإنتهاكات و  مزيد التضييق على حريات غير معترف بها أصلا .. ! و إذ تطالب الجمعية بوقف اضطهاد السجين السياسي السابق و الرئيس الأسبق لحركة النهضة السيد الحبيب اللوز   و تعتبر احتجازه تصعيدا في التنكيل به بعد حرمانه من العمل و من المشاركة في الحياة العامة ،  فإنها تجدد الدعوة لاحترام القوانين و دستور البلاد ومحاسبة المعتدين على حريات المواطنين و حقوقهم  .. !    عن لجنة السجناء المسرحين رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي

التحقيق مع القيادي السابق في حركة النهضة الحبيب اللوز

 

السبيل أونلاين – خاص – زهير مخلوف – تونس اتصل ممثل السبيل أونلاين في تونس ، زهير مخلوف ، للسؤال عن سبب إيقاف والتحقيق مع السجين السياسي والقيادي السابق في حركة النهضة الحبيب اللوز ، فأعلمنا أنه وقع استدعاءه عشية أمس الإثنين 24 فيفري 2008 ، إلى المنطقة الأمنية بمدينة صفاقس ، فتعذر علي الحضور ، وعشية اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 ، وعلى الساعة الرابعة بعد الزوال توجهت الى المنطقة المذكورة ، فوقع التحقيق معي حول نشاطي الدعوي ، وإتهموني  بأني أعمل ضمن خطة جديدة متكاملة لحركة النهضة ، ولكني شرحت لهم أني أتصرف ضمن خطة فردية خاصة بي أساسها فك الإرتباط بين ما هو سياسي وما هو دعوي ، ضمن رؤية وطنية وليست حركية ، أساسها تأطير الصحوة في تونس وتهذيبها وترشيدها حتى لا تنفلت إلى مزالق العنف , وإلى الرؤى التكفيرية المغالية ، وتوجيهها إلى التمسك بالسماحة والإعتدال والوسطية من أجل صالح البلاد والعباد وشباب الصحوة . وقد تعرضت للإستفزاز من قبل أحد إطارات البوليس السياسي ، الذى خاطبني بقوله : « أنت تتعذر بهذه الأسباب لأنك تخاف من العودة إلى السجن « ، وهو ما أثارني ، فردّدت عليه بحدة وبصوت مرتفع : أنا لا أخاف السجن ومستعد للعودة إليه ، وما صرحت به هو من صلب قناعاتي الشخصية .   وأضاف.. و بعد نقاش طويل معي حول الإمضاء على محضر أعدوه لي ، حاولوا إجباري بالقوة على الإمضاء بإبهامي ، ويبدو أن هذا الإجراء كان نتيجة أوامر صدرت لهم . وقد أطلق سراحي على الساعة التاسعة ليلا ..   فهل أن الدعوة إلى الله أصبحت جريمة وجريرة يعاقب عليها المواطن التونسي ؟!!!!.. ومامعنى أن يجبر الحبيب اللوز على الإمضاء بإبهامه على محضر بالقوة ؟!!! .. وهل آن الأوان لوقف سياسة إنتهاك حرية التعبير عن القناعات الشخصية ؟!!!.    ( المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 25 نوفمبر 2008 )

 

أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27 ذو القعدة 1429 الموافق ل 25 نوفمبر 2008

 السجين السياسي السابق السيد حسونة النايلي يتعرض للمضايقة  

 
تعرض السجين السياسي السابق السيد حسونة بن محمد بن عبد الله النايلي صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 00461476 ( تاجر متجول أصيل مدينة القلعة الصغيرة ) للمضايقة من قبل رئيس مركز شرطة القلعة الكبيرة المدعو عبد الواحد مبارك الذي طلب منه تفتيش سيارته عندما كان منتصبا للتجارة بسوق القلعة الكبيرة و استجوبه عن تواجده بالسوق و عن مصدر الأموال التي يتاجر بها و طلب منه مصاحبته إلى المركز حيث سجل عليه بطاقة ارشادات ، و قد احتج السيد حسونة النايلي على هذا التصرف المخالف للقانون و أعلم رئيس المركز بأنه سيتقدم بشكاية في الغرض لوكالة الجمهورية . و حرية و إنصاف تدين بشدة المضايقات الأمنية المسلطة على السيد حسونة النايلي و التي تستهدف حرمانه من حقه في الشغل و التضييق عليه في رزقه و تدعو إلى وقف هذه الاعتداءات و تمكين المسرحين من المساجين السياسيين من حقهم في الشغل و التنقل و العلاج و الدراسة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

  “الحرية لجميع المساجين السياسيين “ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 25 نوفمبر 2008  

نداء من أجل إطلاق سراح شبان سيدي بوزيد ..  حتى لا يتكرس تجريم الإحتجاج السلمي .. !

 

يقضي المناضلون الموقوفون في سيدي بوزيد  محمود غزلاني و علي بوعزيزي و الهادي خليفي و عبد الرزاق العياشي و عبد القادر نصيري و لسعد بوعزيزي  و سفيان السعيدي  ليلتهم الثالثة خلف القضبان  بعد اعتقالهم يوم الأحد 23 نوفمبر 2008 لارتكابهم    » جريمة  » ..الإحتجاج السلمي .. ! علما أن الموقوفين ينتمون للحزب الديمقراطي التقدمي و قد كانوا يعبرون عن رفضهم لاستمرار المظلمة المسلطة على زميلهم الشاب وحيد البراهمي المعتقل منذ ما يقارب السنتين بتهم ، يؤكد محاموه ، أنها كيدية و لا تستند لأي دليل أو حجة ،  و إذ تجدد الجمعية لفت الأنظار لتسارع وتيرة الإعتقالات  العشوائية و المحاكمات السياسية  في الأشهر الأخيرة  لتطال النشطاء الحقوقيين ( علي الوسلاتي ، محمد بن سعيد ، عثمان الجميلي ، فوزي الصدقاوي ، علي النفاتي خالد بوجمعة ، طارق السوسي ..) و المناضلين السياسيين  و عودة ظاهرة   » تهم الحق العام  » الملفقة للنشطاء السياسيين  ، فإنها تطالب بالإفراج الفوري عن معتقلي سيدي بوزيد  الذين مارسوا حقهم الدستوري في التجمع السلمي  و لم يرتكبوا عملا يعاقب عليه القانون ، كما تطالب الجمعية بفتح تحقيق في التجاوزات الخطيرة التي ارتكبت بحق السجين وحيد البراهمي  و غلق ملفه نهائيا بعد أن تحول إيقافه التحفظي المطول إلى حالة احتجاز تعسفي خارج إطار القانون .. ! عن  الجمعيـة        نائب الرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر  

أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27 ذو القعدة 1429 الموافق ل 25 نوفمبر 2008

جواز السفر : العقاب الجماعي من جديد

 

 
تقدمت السيدة لطيفة بن عرفة زوجة السيد علي قعليش اللاجئ السياسي بفرنسا إلى السفارة التونسية بطلب لتجديد جواز سفرها  منذ 12 أوت 2007 و هي تنتظر إلى الآن استلام جواز سفرها دون جدوى حيث لم تلق من العاملين في السفارة إلا المماطلة و الدعوة إلى الانتظار.  علما بأن زوجها الذي تحصل على اللجوء السياسي بفرنسا منذ سنة 1981 قد شمله العفو التشريعي العام الصادر سنة 1989 و لكنه مازال محروما من حقوقه المدنية و السياسية و قد تقدم هو الآخر عديد المرات بطلب للحصول على جواز سفر و لم يُمكّن من ذلك.

و حرية و إنصاف

1)   تعتبر أن وضعية عائلة السيد علي قعليش ليس لديها أي موانع قانونية تحول دون تسوية وضعيتها و تمكينها من حقوقها الدستورية في الحصول على جواز السفر و العودة الكريمة. 2)   تعتبر مماطلة السفارة في تمكين السيدة لطيفة بن عرفة من حقها الدستوري في الحصول على جواز سفر عقاب جماعي واعتداء على حق المواطنة و هو ما يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان. 3)   تدعو السفارة التونسية بباريس إلى تمكين السيدة لطيفة بن عرفة و زوجها السيد علي قعليش من حقهما الدستوري في جواز السفر دون مماطلة. 4)   تطالب السلطة بتمكين المهجرين من حقهم في جواز السفر دون مماطلة أو مساومة حتى يتمكنوا من العودة الكريمة و الآمنة إلى وطنهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


مراسلون بلا حدود بيان 25.11.2008

تونس :اعتقال صحافية على هامش تظاهرة طلابية

 

أقدمت الشرطة على احتجاز الصحافية العاملة في الإذاعة الخاصة راديو كلمة فطين الحمدي لمدة أربع ساعات في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2008 بعد تعرّضها للتعنيف في خلال اعتقالها الذي تم لدى تغطيتها تظاهرة طلابية. فقد شدت بشعرها وضربت بالعصا قبل اقتيادها إلى مركز الشرطة في سيدي بشير حيث خضعت لاستجواب مطوّل. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: « إن المعاونين للمؤسسات الإعلامية المستقلة النادرة في تونس شأن كلمة وقناة الحوار التونسي يخضعون للمراقبة المشددة وغالباً ما يمنعون عن تغطية أحداث الساعة. والواقع أن هذا الحادث لا يبشر بالخير لإطلاق راديو كلمة المرتقب في الأسابيع المقبلة. فلا يمكن للمشهد الإعلامي التونسي أن يكتفي بصحف الدولة والمنشورات الخاصة المرتبطة بالنظام التي تحترس من تغطية حركات المعارضة في البلاد ». اعتقلت فطين الحمدي أمام المعهد التمهيدي للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية في تونس قبل أن تتمكن من الاقتراب من المتظاهرين. فأقدم عناصر من الشرطة على كسر آلة تصويرها ومصادرة آلة التسجيل. وخضعت لاستجواب مطوّل حول نشاطاتها في راديو كلمة كما حول أعضاء أسرة التحرير. وقد أسرّت الصحافية لمراسلون بلا حدود بأنها تعرّضت لضغوط عديدة لتتعاون مع قوى الشرطة. وأفادت بما يلي: « اقترحوا عليّ العمل معهم بإبلاغهم المعلومات حول مواضيع ستتولى الإذاعة معالجتها ». إن المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع في تونس الشريك لمراسلون بلا حدود ندد في بيان له بتنكيل السلطات التونسية بالصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان داعياً السلطات التونسية إلى وضع حد لهذه الممارسات فيما تستعد البلاد إلى الاحتفاء بالذكرى الستين لإعلان حقوق الإنسان. من المرتقب إطلاق موقع راديو كلمة في شهر كانون الأول/ديسمبر 2008. وقد انضم فريق من الصحافيين الشباب إلى صفوف مراسلي المجلة الإلكترونية كلمة )http://kal.mediaturtle.com/( لبث برامج إخبارية مستقلة عبر الإنترنت والأقمار الصناعية.  تحتل تونس المرتبة 143 من 173 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2008.


« غزالة محمدي » في إعتصام مفتوح

بعد فشل التدخلات التي قام بها الإتحاد العام التونسي للشغل و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من أجل إيقاف الإجراء التعسفي ضد الآنسة « غزالة محمدي » . دخلت الأخيرة صباح اليوم في إعتصام مفتوح داخل المقر الجهوي لإتحاد الشغل بقفصة و الجدير بالذكر أن السلط الأمنية سارعت بنشر عدد مهول من أعوان الأمن السياسي لترهيب المتعاطفين معها . و في تصريح خاص لموقع الحزب الديمقراطي التقدمي ذكرت « محمدي » أنها مصممة على مواصلة الإعتصام ، و أشارت أنها مستعدة لتطوير تحركها الإحتجاجي من الإعتصام إلى تنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام إن واصلت السلطة تجاهل مطلبها ، كما أكدت أن كل محاولات ترهيبها ستفشل كما فشلت الوساطة بينها و بين السلطة. و تناشد « غزالة محمدي » عبر هذا المنبر الإعلامي جميع الأحرار من الشعب التونسي  الوقوف إلى جانبها و مساندتها حتى تحقيق مطلبها و رفع المظلمة المسلطة عليها. معز الجماعي (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي  بتاريخ 25 نوفمبر 2008)

 
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme تونس في 24 نوفمبر 2008

اعتداء على عبد اللطيف البعيلي عضو الهيئة المديرة وانتهاك حرية التنقل

علمت  الهيئة المديرة للرابطة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان أن مجموعة من أعوان الأمن بالزي المدني عمدت في الليلة الفاصلة بين 22 و23 نوفمبر 2008 إلى اقتراف اعتداء سافر على السيد عبد اللطيف البعيلي عضو الهيئة المديرة. ولقد انطلقت العملية بمحاصرته بصفة لصيقة أينما تنقل بسيارته  بمدينتي دار شعبان الفهري ونابل.ووصل الأمر حد وضع ستة سيارات تابعة للشرطة والفرقة المختصة والإرشاد السياسي بالطريق العام لمنعه من التنقل إلى مدينة صفاقس لحضور لقاء داخلي مع بعض أعضاء حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي ينتمي إليها. وحوالي منتصف الليل انقضت عليه مجوعة من الأعوان وتعمدوا تهشيم بلور سيارته وصدمها من الخلف والأمام والاعتداء عليه بالعنف ولكمه على فكه الأيسر مما تسبب له في أضرار وجروح هذا علاوة على الاعتداءات اللفظية . وتواصلت محاصرته حتى عشية يوم الأحد 23 نوفمبر مما تسبب في ترويع عائلته جراء مرابطة ثلاث سيارات مدججة بالأعوان أمام منزله. كما علمت الرابطة أن المحاصرة وانتهاك حرية التنقل تعرض لها أيضا عضو فرع بنزرت للرابطة محمد  الهادي بن سعيد وأعضاء من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بمدينة بنزرت والسادة سالم الشهابي بحمام الأنف وبالقاسم المحسني بجندوبة ومحمد بركية بصفاقس مع مجموعات من أعضاء الحركة بجهاتهم. إن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبر عن تضامنها مع عضوها السيد عبد اللطيف البعيلي وكل من تعرض لانتهاك حقه في الجولان فهي تدين بشدة الاعتداءات المختلفة التي تعرض لها وتشجب الممارسات المنتهكة لحق التنقل وهو من أبسط الحقوق الأساسية. وتطالب السلطة بوضع حد لهذه الممارسات اللاقانونية التي تزيد من تعكير الوضع و الكف عن محاصرة المجتمع المدني والسياسي لخنق الرأي المخالف ومنعه من التعبير عن نفسه.  

عن الهيئة المديرة      الرئيس المختار الطريفي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 21 نهج بودلير ـ العمران ـ 1005 تونس ـ الهاتف : 71.280.596 – الفاكس : 71.892.866 البريد الإلكتروني :  ltdhcongres6@yahoo.fr         الموقع على الإنترنت :www.ltdh.org
 


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 25 / 11 / 2008

من اجل الإفراج الفوري عن نقابيي سيدي بوزيد

 

 يعبر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية عن انشغاله الشديد جراء توقيف مسؤولين نقابيين بجهة سيدي بوزيد هما محمود الغزلاني والهادي الخليفي وذلك على خلفية مشاركتهما في اعتصام سلمي أمام مقر ولاية سيدي بوزيد يوم الأحد الفارط 23 / 11 / 2008 . إن المرصد ينبه إلى أن اعتقال النشطاء النقابيين مخالف للمواثيق والمعاهدات الدولية خاصة منها الاتفاقية الدولية عدد 135 , وعلى هذا الأساس يطالب المرصد بالإفراج الفوري عن النقابيين الموقوفين محمود الغزلاني والهادي الخليفي دون قيد أو شرط ويأمل المرصد من كافة التشكيلات النقابية الجهوية والوطنية مساندته في هذا المسعى وتفعيل حركة التضامن والمساندة معهما كما يأمل من السلطة التجاوب السريع مع هذا المطلب رفعا لكل احتقان أو توتر في صفوف النقابيين . المرصد فضاء نقابي ديمقراطي مستقل وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء وهو ليس نقابة ولا مشروع نقابة ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com         http://nakabi.blogspot.com                عن المرصد المنسق محمد العيادي  


الحزب الديمقراطي التقدمي  جـــامعة نابل نابل في 25 نوفمبر 2008 بيـــــان للرأي العام

 

بعد الاستهداف الأمني لمجموعة من مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي ببنزرت من اعتقال وتلفيق للتهم، يبدو أن السلطة قد استهوتها لعبة قضم الأطراف وتقصيب الأجنحة لعلها تشل حركة الحزب وتنال من عزيمة عناصره خاصة بعد تأكيد قيادته العزم على دخول الانتخابات التشريعية في كل الدوائر فقد قامت السلط الأمنية وهذه المرة بمدينة سيدي بوزيد عشية الأحد 23 نوفمبر 2008 باعتقال 07 مناضلين من الحزب الديمقراطي التقدمي بولاية سيدي بوزيد على اثر مطالبتهم باطلاق سراح سجين الحزب الديمقراطي التقدمي المناضل الشاب وحيد براهمي الذي يقبع في السجن منذ ما يقارب السنتين بتهم واهية. وعليه فإن جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي: –  تندد تنديدا صارخا بهذا الاعتقال و تدعو السلطة إلى إخلاء سبيل المناضلين السبعة فورا دون قيد أو شرط. –  تعتبر أن هذا الاعتقال قرار سياسي هدفه تصفية الحساب مع الخصوم السياسيين باستعمال جهاز الأمن. –  تؤكد على أن مثل هذا التعامل الأمني مع المنافسين السياسيين لا يمكن أن يساعد على تنقية المناخ السياسي ويزيد من عزلة النظام بالتناقض الواضح بين شعارات الديمقراطية والحرية والتعددية التي يرفعها ويرددها وبين الواقع الكاتم على أنفاس الجميع والمتسم بهيمنة التعاطي الأمني البحت على المجال السياسي والحقوقي . – تدعو السلطة إلى الاقلاع عن مثل هذا التمشي والمسارعة بالانخراط في العملية الديمقراطية الحقة وذلك برفع اليد عن حق التنظم والاجتماع والاحتجاج والتعبير والترشح والانتخاب. جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي  


 
تونس: 11 عاما سجنا لمتهم بالارهاب

تونس – أ. ف. ب. – حكمت محكمة عسكرية في تونس العاصمة الاثنين على سامي بن خميس بالسجن 11 عاما للانتماء الى تنظيم القاعدة. وادين بن خميس البالغ من العمر 40 عاما بتهمة الاشراف على الجانب اللوجستي لعمليات القاعدة في اوروبا. ونفى المدان تهمة الانتماء الى تنظيمين ارهابيين غير معروفين في افغانستان وايطاليا، حسبما افاد محاميه سامي بن عمور. وكانت السلطات الايطالية قد سلمت سامي بن خميس الى القضاء التونسي في يونيو حزيران الماضي. وكان دفاع بن خميس يحاجج بان التنظيمين المتشددين الافغاني والايطالي لا يوجدان على قائمة التنظيمات الارهابية للامم المتحدة ولا الولايات المتحدة ولا كندا ولا الاتحاد الاوروبي. وكان بن خميس يواجه لدى ترحيله الى تونس السجن لمدة 100 عام اثر احكام صدرت في حقه غيابيا. ومن المقرر ان يحاكم مرة اخرى بتهم متعلقة بالارهاب قد تكلفه 15 سنة اضافية في السجن. وكان المتهم قد قضى السنوات الست الاخيرة في السجن في ايطاليا حيث كان من بين 7 تونسيين حوكموا في ميلانو، حيث صدرت في حقهم اول ادانة متعلقة بتنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في اميركا. وادين السبعة بالمساعدة على تجنيد ناشطين لصالح تنظيم القاعدة بتزويدهم بهويات مزورة.  وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان قرار السلطات الايطالية تسليم بن خميس لتونس قبل ان تنظر المحكمة الاوروبي لحقوق الانسان في دعواه بانه قد يتعرض للتعذيب في بلده. ونفى محامي بن خميس ان يكون موكله اشتكى من اية انتهاكات لحقوقه خلال اعتقاله في بلده. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 24 نوفمبر 2008)  

 
رسالة الى الراي العام الطلابي

تحية صادقة ملؤها الاكبار والاجلال لكافة الطلبة والطالبات و مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس في جميع الاجزاء الجامعية . في ظل الظروفة الراهنة و على ضوء حالة الفرار التي اعيش على وطئها منذ اشهر اتوجه الى الاخوة الطلبة بهاته الرسالة رجائي منها لفت نظر كل من يهمه الامر الى تداعيات الملاحقة القضائية ضدي و ضد المحالين في احداث الحوض المنجمي خصوصا منهم الطلبة و خريجي الجامعة. لا يفوتني ان انبه الى خطورة التعامل الامني « الدموي » في قمع الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي لا سيما وانه يندرج ضمن مساعي السلطة لنفي الطابع الاجتماعي و السلمي المدني للتحركات.نقف خشوعا امام جثامين كل من سقطوا تحت وابل الرصاص من ابناء الرديف الكرامة في ذروة الشباب و العطاء( في سنة الحوار مع الشباب ؟؟؟).و قد كرست السلطة القضاء لتجريم و محاسبة كل من رأت له يدا في المشاركة او في تاييد و مساندة التحركات. بوصفي عضوا في منظمة الشباب الديمقراطي التقدمي فقد كان لي شرف التغطية الاعلامية لكل مستجدات انتفاضة الشغل و الكرامة لصالح جريدة « الموقف » تعبيرا عن المساندة اللا مشروطة للمطالب المشروعة لاهالي المناطق المحرومة من حقها في الثروة الوطنية. لافاجئ بحشر اسمي في ما يعرف بقضية « مجموعة الوفاق » ( القضية رقم15537) و التي وجهت فيها 12 من التهم الخطيرة و يصل العقاب البدني في بعضها الى اكثر من 10 سنوات.و قد طالت الاحكام الباطلة والتتبعات القضائية الجائرة عديد الطلبة على غرار غانم الشرائطي و هارون الحلايمي اضافة الى اصحاب الشهائد العليا اخص بالذكر منهم الرفيق حفناوي بن عثمان الذي يقبع في السجن و هو ناشط سابق في هياكل الاتحاد العام لطلبة تونس جزء رقادة.و قد امعن جهاز البوليس في التنكيل بابناء شعب تونس في المعتمديات المنجمية الى حد لم يشفع حتى لتلامذة المعاهد الثانوية( مظفر العبيدي…) الاخوة الطلبة و الطالبات لا يخفى على احد الحملة الامنية المشطة التي انتهجها نظام الحكم ضد نشطاء منظمتنا الطلابية العريقة من محاكمات على خلفية نشاطهم النقابي ( اجزاء سوسة,تونس المنار,بنزرت,منوبة,قابس…)الهدف منها شل نشاط الاتحاد و منعه بكل السبل من انجاز مؤتمره.دون ان ننسى الفئة الهامة من الطلبة الذين يتم اختطافهم من المبيتات الجامعية و محاكمتهم تحت طائلة قانون الارهاب.علاوة على تازم الوضع المادي للطلبةلا سيما في ظل ضعف المنحة الجامعية التي لا تعطى لكل مستحقيها و لا تسهم في تغطية مصاريف النقل و الاكلة و السكن… تنضاف لهاته المشاكل ضبابية نظام امد و فقدان الشهادة الجامعية لقيمتها العلمية و انسداد الافق نظرا لتقلص فرص الشغل و الذي يعني مباشرة تدفق المزيد من حملة الشهائد الجامعية كطابور جديد ضمن طوابير مئات الالاف من العاطلين عن العمل ليصطدموا بظواهر الرشوة و المحسوبية و الفساد و الفرز الامني في اعتماد المناظرات الوطنية على غرار الكاباس.وهو ما لا يدع مجالا للشك تصدع منظومة التعليم العالي ناهيك و ان نقابة التعليم العالي مستهدفة في حد ذاتها من طرف السلطة التي عمدت الى اتخاذ اجراءات تاديبية ضد العديد من الاطارات الجامعية. الاخوة الطلبة و الطالبات ان مجمل المحن و الوضعيات التي يمر بها النشطاء السياسيون و النقابيون و الاعلاميون ( سجون , ملاحقات , تضييق , منع..) على مدى الاشهر التي خلت و مضامين الاحكام القضائية المجحفة في حقهم لهي من اوكد الاسباب التي تدفع بكل القوى الطلابية الواعية الى ضرورة التضامن و مساندة كل المتضررين عبر شتى الاشكال و التعبيرات و الوسائل السلمية و تعرية نظام الحكم التسلطي الذي عوضا عن طرح مسالة التشغيل و التنمية الجهوية العادلة بجدية من خلال حوار وطني تشرك فيه مختلف مؤسسات المجتمع المدني و الاحزاب و النقابات فانه يزج بالنخبة المتعلمة و الكوادر النقابية في غياهب السجون جاعلا من منطقة الحوض المنجمي « اقليما معزولا » غير عابئ باجواء الاحتقان و الرفض و اوضاع عائلات المساجين و الملاحقين المزرية. في الختام ارجو التوفيق لكل طالب و طالبة في مسيرة الدراسة الجامعية لنحت مستقبل افضل لنا جميعا. عاشت النضالات الطلابية عاش الاتحاد العام لطلبة تونس        
         رشيد عبداوي صاحب شهادة أستاذيّة في الفرنسيّة           جامعة قفصة  
متّهم رقم 32 في القضيّة رقـ15537ـم في حالة فرار منذ 13 سبتمبر 2008
 

 
اخبار متفرقة
 
** قفصة: تأجيل محاكمة شبّان
قامت محكمة الناحية بولاية قفصة بتأجيل الحكم على سبعة شبان إلى يوم 20 نوفمبر، علما وأنّ هؤلاء تمّ اعتقالهم حديثا أي بعد المواجهات التي وقعت بين الأهالي وقوات الأمن . ومن بين اثنان اعتقلوا في إحدى مقاهي الرديف. كما تمّ تحويل مجموعة من المساجين إلى سوسة وبنزرت وأفادتنا إحدى أمهات المساجين أنها قامت بزيارة ابنها بسجن سيدي أحمد زرّوق في ولاية قفصة، فأعلمها أن المساجين مضربون عن الطعام منذ أيّام وأنّ حالتهم الصحيّة في وضع سيء. في قفصة الشرطة تختطف المتّهمين والمحكمة تتحوّل إلى كمين اختطفت يوم 13 نوفمبر الجاري صباحا عناصر من الشرطة بمدينة قفصة عددا من المتّهمين الذي قدموا إلى المحكمة الابتدائية بقفصة في حالة سراح بعد التقدّم بطلب الاعتراض على أحكام صدرت ضدّهم. وكان كلّ من صالح عكرمي وسامي قويدر وعثمان قويدر قد تقدّموا باعتراض على القضية الجناحية عدد 3989 موكّلين المحامية هاجر قويدر والتي كانت برفقتهم صبيحة يوم أمس الخميس للدخول إلى قاعة المحكمة إلاّ أنّ عددا كبيرا من عناصر الشرطة قاموا باختطاف المتهمين. ** وفد من وزارة الصحة عند عبد اللطيف بوحجيلة
زار يوم 12 نوفمبر الجاري وفد من وزارة الصحة  السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة الذي يضرب عن الطعام منذ أكثر من أربعين يوما من أجل المطالبة بحق العلاج والحصول على جواز سفر. وقد وعده الوفد بحلّ المشكلة مع العلم أنّ عبد اللطيف بوحجيلة يعاني من عدة أمراض بعضها مزمن وخبيث وتدهورت صحته كثيرا خاصة بعد أن دخل في إضراب حاد عن الطعام حيث امتنع عن تناول الماء والسكر. ** سوسيولوجيا التعليمات
زعماء طالبان مدعوّون لمشاركة حميد كرزاي الحكم في أفغانستان بعد ستّ سنوات من الحرب الاستعمارية والاقتتال الأهلي، أمّا في تونس فسجين سياسي سابق، تبنّى موقفا، مهما كانت طبيعته، فليس له الحقّ في الحياة.. أشياء لا تحتمل التأويل ولا التفسير ولا التحليل ولا التفكيك ولا التشريح ولا الاستبطان، لا تحتمل أي إفراز ذهني، ربّما تحتمل إفرازات أخرى!! يبلغ اليوم السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة أكثر من شهر ونصف في إضرابه عن الطعام الذي بدأه منذ يوم 2 أكتوبر المنقضي، ولم يطالب بتأسيس جمهورية منفصلة أو قلب علاقات الإنتاج بل يطالب فقط بحقّه في العلاج وفي جواز سفره. وقد قضّى بوحجيلة قرابة عشر سنوات من السّجن هدّت جسده وخلّفت له مرض سرطان الكلى ومرض القلب وعندما رأى ضوء الشمس بعد إطلاقه نكّلت به إدارات المستشفيات، تحت وطأة التعليمات طبعا، بين أحضر هذه الورقة، لا تأتي في اليوم الفلاني، نَفَذَ الدواء، لماذا أنت تحتجّ؟، من أرسلك؟ ورقتك انتهت صلاحيتها، غادر فورا قبل أن نستدعي الشرطة.. وجواز سفره كالعادة في الصندوق السحريّ الأسود الذي لا يمسّه أحد إلاّ وانفجرت من حوله الأفاعي وحوصر بلون السواد ليلا نهارا وفقد طعم النّوم. أتساءل: هل يمثّل جواز سفر بوحجيلة للعلاج على نفقة إحدى المنظّمات التي تعنى بمعالجة المساجين السابقين، خطرا على أحد؟ هل إنّ إنقاذ ما تبقّى من حياته بمعالجته بشكل جيّد سيضاعف الأزمة الاقتصادية في البلاد؟ أعتقد أنّ هذه المعادلة التي تجعل السلطات، ترفض إنقاذ مواطن من الموت لأنّه خالف القانون يوما وقضّى عقوبته ستؤدّي في وقت وجيز إلى موت أكثر من ثلثي الشعب التونسي. فالواقعة غير منطقية بالمرّة، دون الحديث عن البعد الحقوقي فيها وعن صبغتها الإنسانية، ويبدو أنّه لا تفسير للمسألة من هذه الوجهة. فالسلطة التي تجنّد يوميا عشرات العناصر من الشرطة لمراقبة منزل بوحجيلة تخسر أضعاف ما يمكن أن تدفعه لقاء علاجه.. فلماذا يحصل هذا؟ هذا إذا سلّمنا بأنّ بوحجيلة خالف القانون من الأساس، فما بالك والمسألة تتعلّق بموقف ورأي سياسي.. أضنّ أنّ بعض ما يمارس من أفعال وبعض ما يحصل من أحداث أقرب إلى المهزلة منه إلى الفعل الواعي والمسؤول إذ لا أعرف ماذا سيكون ردّ الحكومة عندما تنتهي حياة شخص لأنه طالبها بالعلاج؟ أم أنّنا لا نزال داخل نفس الدائرة من التفكير التي تقول بأنّه إذا أردت المطالبة بحقّك فكن ذليلا حقيرا، كمرادفات طبعا للطيف ومهذّب، ولا تلمس حساسية السلطة وهي تعلّة مكرورة جدّا ولم تؤت إلاّ السلبي من النتائج. فلو كانت السلطة حسّاسة إلى هذا الحدّ لما تركت مريضا يصل به الأمر إلى وضع حياته محلّ مخاطرة من أجل حقّه في الدواء. في الواقع إنّ ما أصاب بوحجيلة من مرض في السجن هو نتيجة لمرض المؤسسة العقابية في تونس ونتيجة لتخلّف كبير لا يزال يعشّش في الجانب السلوكي للمشرفين على هذه المؤسسات حيث يتمّ التعامل مع السجين على أنّه عدوّ يجب تدميره بالكامل فيما لا ينسحب معنى العداء والعداوة إلاّ على وضعية الحرب ورغم ذلك فإنّ للحرب أخلاقها هي الأخرى, فلماذا تفقد الأخلاق من هذه المؤسسات؟ أمّا ما يمرّ به بوحجيلة منذ شهر ونصف فهو مهزلة حقيقية، إذ أنّ استفحال مرضه بعد السجن ومعاملته بهذه القسوة وتركه للموت هو علامة على استفحال مرض المؤسسات، غير العقابية هذه المرّة.. إنّه مرض مسؤولين غير مسؤولين بالمرّة لا بمعنى المسؤولية ولا بمعنى السؤال فهم لا يُسألون عمّا يفعلون وما لا يفعلون. أمراء الحرب هؤلاء، الذين تدرّبوا على صنع العواصف وكلّما استقرّت صفحة الماء ألقوا بعصاهم ليحرّكوه.. يعملون في حقل زراعة الألغام لا في انتزاعها، وهي قاعدة جديدة في سياسة الدول التي قفزت على الديمقراطية وحقوق الإنسان وتجاوزتها لفرط ما هي ماهرة في القفز العالي. أمراء الحرب أصحاب الكراسي الدوّارة إذا لم يجدوا ما يصنعونه يحرقون المدينة. وأهمّ ما يميّزهم خلق الأزمات وخلق التوتّر سواء كان الملفّ من الوزن الثقيل كمطلب الحريّات والعفو التشريعي العام والديمقراطية الفعلية أو من نوع مواطن تحكم المحكمة لصالحه بالبقاء في منزل يقطنه على سبيل الإيجار أو الحوز فيلقى به وبأبنائه وأدباشه في الشارع.. هي سوسيولوجيا التعليمات التي دمّرت كل احتمالات الترميم والبناء. يرى هؤلاء أنّ عبد اللطيف بوحجيلة نموذج يجب أن يكون ظاهرا للعيان ليرتدع من يفكّر في مسّ هيبتهم الموقّرة أو محاولة خلخلة استقرارهم أو ينتقد سياستهم. الذين يعشقون فتح كيس العواصف، تعلّموا فقط فنّ القتل ولم يتعلّموا أخلاق القتال.. يكتبون فقط على رسائل الحياة عناوين القبور ويدفعون شعبا منهكا نحو نهايات بركانية، يتّخذون من مصائر النّاس وحياتهم هزءا، لأنّ رؤوسهم عاجزة عن استيعاب أنّ العالم يتحرّك. صنّاع اليأس هؤلاء يستبدّ بهم جنونهم الكلسيّ إلى حدّ الوهم، يعتقدون أنّ لا شيء يزحزحهم وينتظرون من الجميع الرّكوع ليستشعروا هيبة مريضة لا علاقة لها بمعنى المواطنة الحرّة التي تمثّل أساس البناء الحضاري للشعوب. وأفضل الهوايات التي يحبّذونها، على ما أعتقد، هي زراعة اليأس في كلّ الناس وفي كلّ مكان، زراعة اليأس وجعله الحالة الطبيعية للمجتمع والوضع الحتميّ الذي لا مناص منه. يعشقون الحشود، التي تهتزّ على إيقاع مقابلة رياضية، ويبجّلون الأذلاّء والمهانين والخانعين على الجباه المضيئة، ويضلّلون بسحابة من الرعب حتّى لا تطالهم أشعّة الشمس.. يخافون الحياة الحقّة ويلهثون وراء موت الناس في عباءة الصمت المقيت لأنّهم يكرهون الكلام الحرّ ويكرهون العقل الحرّ ولأنهم تجلّ لحقبة انتهت ولعقلية اندحرت ولا يمكنهم أن يدركوا أنّ أقسى حالات اليأس هي ميلاد أمل جديد. كلمة أخيرة  » لم نعد قادرين على اليأس أكثر ممّا يئسنا » وما كلّ يأس شديد إلاّ عنوان لأمل جديد. ** عريضة تطالب بمحاكمة وزير التربية السابق
تناقلت مواقع إلكترونية نسخة من عريضة مفتوحة تدعو إلى محاكمة وزير التربية السابق الصادق القربي ومصادرة أملاكه. وأمضى العريضة عدد كبير من الإعلاميين والحقوقيين والنقابيين وخرّيجي الجامعات المعطّلين مطالبين الجهات المختصّة بفتح تحقيق في التجاوزات التي ارتكبها الوزير القربي عندما كان في منصبه الذي أقيل منه منذ شهرين. ودعت العريضة كلّ من لديه وثيقة أو شكوى تتعلّق بجرائم الفساد واستغلال النفوذ إلى القيام بنشرها كما طالب الأساتذة المطرودون الممضون على العريضة بتعويضهم عن الأضرار المادية والنفسية التي لحقتهم أثناء فترة تولّيه الوزارة. وأمضى على العريضة التي تصدر في وقت متأخّر وبعد إقالة القربي من منصب الوزارة منذ شهر سبتمبر الماضي عدد من النشطاء من أقطار عربية ومن تونسيين مقيمين خارج البلاد.   ** استهداف نشطاء حقوق الإنسان في البحرين
عبّر مركز البحرين لحقوق الإنسان في بيان أصدره أوّل عن قلقه الشديد تجاه الممارسات التي تقوم بها سلطات وزارة الداخلية في البحرين من استهداف لنشطاء حقوق الإنسان. وجاء البيان للتنديد باستهداف الشرطة « السرّية » للمحامي البحريني محمد مجيد الجشّي الذي تمّ إيقافه في مطار البحرين الدولي أثناء استعداده للسفر إلى جنيف للمشاركة في تظاهرة تابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان.  وقامت الشرطة السياسية البحرينية بمصادرة الهاتف الجوّال والحاسوب المحمول للمحامي. ويعمل المحامي الجشّي في مجال الدفاع عن المعتقلين في قضايا حقوق الإنسان متعاونا مع المركز البحريني كما قام بدور المنسّق للدفاع عن المعتقلين السياسيين في السنوات الأخيرة. وقامت الشرطة السياسية باستنساخ محتويات الهاتف والحاسوب ثمّ أطلق سبيل المحامي. هذا وقد دعا المركز في بيانه السلطات إلى التوقف الفوري عن استهداف ومضايقة مدافعي حقوق الإنسان والسماح لهم بالعمل في بيئة آمنة . والسماح للمنظمات الحقوقية غير الحكومية بالعمل بحرية وعدم مضايقتها والالتزام بالمواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وخصوصا تلك التي وقعت وصادقت عليها البحرين. ** المجتمع المدني في المغرب يحتجّ على الفساد
أعلن عدد من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية في المغرب خلال اجتماعها الثلاثاء الماضي بمدينة مراكش عن تضامنها مع صحيفة « أصوات مرّاكش » وإدارتها. ورأت هذه الهيئات أنّ هناك تدهورا خطيرا في أوضاع حرية الرأي والتعبير والنشر والصحافة بالمغرب كما عاينت تزايد ما أسمته بمافيا الفساد. وعبّر المجتمعون عن تضامنهم مع الصحيفة التي تخضع للمحاكمة معتبرين أنّ لجوء العصابات الفاسدة للقضاء يهدف على إسكات الأصوات الحرّة وتوريط القضاء في حماية الفساد. وطالبت في الإطار نفسه بتحمّل القضاء لمسؤوليته لتوفير شروط المحاكمة العادلة تقيّدا بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ومؤكّدة على تواصل نضالها من أجل فضح كلّ مجموعات الفساد ومن يقف وراءها بجميع الوسائل النضالية المشروعة. وقد طالبت هذه الهيئات بتغيير قانون الصحافة وفق ما يستجيب لمطالب المهنيين والحركة الحقوقية والديمقراطية تكريسا لحماية حرية الفكر والنقد والتعبير. وأفضى الاجتماع إلى دعوة لتنظيم وقفة احتجاجية مع حرية الصحافة يوم 26 نوفمبر الجاري أمام المحكمة الابتدائية بمراكش. وشارك في الاجتماع هيئة سياسية متكونة من 5 أحزاب وهيئة مهنية متكوّنة من 8 نقابات وطنية وهيئة حقوقية متكوّنة من 5 منظمات وهيئة مدنية متكوّنة من 16 جمعية وهيئة إعلامية متكوّنة من 6 صحف. (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008)  


 
ٍحقائق حول أحداث مدينة فريانة ما الذي أدّى بالوضع إلى الانفجار؟ (الجزء الثّاني)

خيّم الهدوء على مدينة فريانة بعد خمسة أشهر من الاحتجاجات التي انتهت بشكل سريع، حيث غضّ الأهالي الطّرف عن مطالبهم المشروعة، فشمل العفو جميع الموقوفين أحداث ما كان لها ان تقع لولا تضافر عديد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي عكست عجز التنمية بمدينة فريانة. -1-عوائق التنمية الفلاحيّة: تمتّد الأراضي الصالحة للزراعة في معتمدية فريانة على مساحة تقدّر بـ107 هكتار وتمتاز هذه الأراضي بأنها على ملكية الخواص، بعد أن وقع التفويت في الأراضي الاشتراكية والدولية وهي مشكلة رئيسية حيث أدّت عمليات التقسيم إلى تفتيت مساحات كبيرة وتوزيعها على الفلاحين، كما شكلّت ظاهرة توريث الأرض وتقسيمها على الأبناء خطرا كبيرا حال دون تنمية القطاع الفلاحي وصارت التقسيمات الترابية الصغيرة مجرّد مجال لفلاحة معاشيّة يقتصر إنتاجها على توفير الحبوب وزيت الزيتون للاستهلاك العائلي في حين كانت الفلاحة في ما مضى تكفي حاجيات السوق المحليّة وتتجاوزه إلى الأسواق المجاورة محققّة فوائض هامة. يمارس 68% من فلاحّي معتمدية فريانة نشاطهم في أراضي متوسطة الحجم ويملك 397 فلاّحا، ضيعات صغيرة تتراوح مساحاتها بين 5 و 10 هكتارا. هذه الأراضي تفقد يوما بعد يوم وظيفتها كركيزة أساسية للفلاحة على أراضي عقاريّة يتاجر بها لإقامة أحياء سكينة جديدة وبنايات فوضوية تغذّيها ظاهرة النزوح والمضاربات العقاريّة حيث يتمّ تقديم إغراءات لأصحاب الأراضي فيبيعونها إلى النّازحين الذين يشتغلون في مجال التجارة غير المشروعة ، بين تونس والجزائر، وهو نشاط يدر عليهم أموالا طائلة مما يستوجب استقرارهم في هذه المدينة الحدودية. هذا الاستقرار يسهل لهم ربط تجارتهم بالأسواق الأسبوعية ( من بين الأحياء التي أنشأت على حساب الأراضي الفلاحية منذ الثمانينات وإلى الآن : حيّ الازدهار، الأحواش،  » علاّق راسو  » والعرق ). أدّت محدودية المساعدات التي تقدّمها الدّولة إلى إهمال النشاط الفلاحي، ووظفت القروض الفلاحية في التزوّد بمحركات أبار المياه او شراء بعض المواشي والأبقار التي تناقص عددها بشكل ملحوظ أمام مواسم الجفاف. ورغم وجود برامج تنمية فلاحية موازية ونقصد بها البرنامج العالمي للتغذية  » بام  » والذي تشرف إدارته على تسيير 11 تعاضدية خدمات موزّعة على معتمدية فريانة فإنّ هذه المدينة خسرت 335 هكتارا على حساب الأراضي الزراعيّة وهو ما أدى إلى تراجع اليد العاملة الفلاحيّة التي تحوّلت للعمل في الأنشطة الأخرى. كانت أنّ نسبة المشتغلين في الفلاحة تمثل 71% من مجموع السكان النشيطين بفريانة سنة 1966، أما الآن فقد انخفضت هذه النسبة إلى مادون 29%. -2- قضية المياه بمدينة فريانة : توجد بمدينة فريانة منظومة ريّ فريدة من نوعها حيث تنساب المياه من عين طبيعيّة من مكان يسمّى  » رأس العين  » بين فريانة و »تلاعب » شمالاّ، وقد قامت الدولة بمساعدة الفلاحين بمدّ قنوات ريّ وخزانات صغيرة لتوزيع المياه على الفلاحين، ساهمت هذه المياه فيما مضى في تحقيق انتعاشه لقطاع الفلاحة السقوية بالجهة، إلاّ أن هذه المنظومة المائية تعاني منذ سنوات مشاكل كبيرة، حيث تستغلّ مقاطع استخراج الإسمنت الأبيض من الجبال هذه المياه في الصناعة الاستخراجية والتحوليّة. كما أن البلدية تستعمل هذه المياه في مختلف الأشغال. هذه الكثافة في الاستغلال نتج عنها تراجع في منسوب المياه وبصفة أخطر في المدّة التي كان يتمتّع بها الفلاحون لريّ أراضيهم : ففيما مضى كان لكلّ فلاّح الحقّ في سقاية أرضه مرّة كلّ خمسة عشر يوما . هذا التراجع في منظومة ريّ الأراضي الفلاحيّة حوّل النشاط من فلاحة سقوية متنوعة إلى مجرّد عملية ريّ أشجار الزيتون ومحاولة إحياءها بعد أن تراكم عليها الغبار الذي تحدثه المقاطع في الجبال المحاذية للأراضي الفلاحيّة. عدم تمكين الفلاحين من المياه اللازمة لتعاطي الفلاحة ترافق مع ترفيع الجمعية المائية في تكلفة سعر الريّ إلى 1200 مليما للساعة. -3-الصناعة الاستخراجية: استغلال مكثف للمواد الأوليّة وتلويث للبيئة: كثفت المقاطع التي تستخرج الإسمنت الأبيض ( 3 مقاطع على ملك الخواص و 2 مقاطع شبه حكوميّة ) من أنشطتها في السنوات الأخيرة خصوصا بعد الطلب المتزايد على هذه المادة التي يتمّ تصديرها الى عديد الدّول. تقوم هذه المقاطع الكبيرة بسلسلة من التفجيرات على امتداد أيّام الأسبوع تظهر مخلّفاتها على الجدران التي تصدّعت خصوصا في الأحياء الواقعة مباشرة حذو الجبال ( أحياء: الأحواش الغربية والشرقية، الشعبة، الحردوب وحيّ الازدهار ) أما الغبار المتطاير فإنّه يتساقط على المنازل ويتسرّب إلى البيوت، وأصبح من عادة النساء كنس بيوتهن وجمع أسطل من الغبار الذي عوّض القمامة! هذه الوضعية التي احتجّ عليها السكان ولا تزال قضية شائكة يزيدها تعقيدا تفشي الأمراض الحساسة كالرّبو. في المقابل تفطّن المستثمرون لهذه المقاطع الجبليّة إلى ضرورة إخماد غبار الاسمنت المتطاير في الهواء فقاموا باستغلال مياه الريّ الزراعي برشه على الشاحنات والحفريّات. -4-أزمة التشغيل: أنشطة متعدّدة وانتدابات منعدمة: إلى جانب وجود هذه المقاطع، تتركزّ بمعتمديّة فريانة مصانع تحويل المواد المستخرجة، اعتمادها على المكننة وأنظمة التشغيل الآلية وهو ما يفسر قلّة اليد العاملة في قطاع الصناعة. أمّا الصناعة التقليديّة فتتمثل بالأساس في شركة المغرب العربي للصناعات التقليدية والتي تمّ التفويت فيها لأحد المستثمرين الخواص، رغم التقاليد العريقة في صناعة الزّرابي والمنسوجات فانّ هذا القطاع لا يشّغل سوى 280 عاملة فقط، وتقدّر مدّة العمل بثمان ساعات، تشكو العاملات في هذا النشاط الحرفي من عديد المصاعب والتجاوزات أهمها ضعف الأجور وانعدام الضمانات الاجتماعية والعطل غير خالصة الأجر إضافة الى ظاهرة الطّرد التعسفي. يعتبر جني الحلفاء من الأنشطة القديمة في معتمدية فريانة وهو قطاع متأزّم أيضا ولا يشجع على انتداب يد عاملة إضافية وما يحدث هو العكس تماما حيث تقدّر مساحة الأراضي التي تتواجد بها الحلفاء بـ 36 ألف هكتار وتقدّر الكميّة التي توفرها بحوالي 170 ألف طن سنويّا. يشغل 1500 عامل في هذا النشاط وتقدر نسبة اليد العاملة النسائية من مجموع المشتغلين بـ70%، وتتمثل المشكلة الرئيسية لهذا النشاط في السعر الزهيد لبيع المحاصيل إلى معمل عجين الحلفاء بالقصرين، يقدّر ثمن بيع 50 كيلو غرام من الحلفاء بـ 1200 مليم فقط وهو مبلغ لا يشجع على مواصلة العمل في جني الحلفاء خصوصا أمام ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية العائلية ( الغذاء، اللّباس، مصاريف دراسة الأبناء…) وقد تراجع هذا النشاط خصوصا في الأرياف ممّا أدّى إلى تنامي ظاهرة النزوح الى مدينة فريانة والبحث عن بدائل لتوفير لقمة العيش الأمر الذي أدى إلى تفشّي ظاهرة الأحياء العفويّة الجديدة، وقد مثلّث نسبة المساكن الشعبيّة ( دار أوحوش ) 90.9% وظهرت البنايات الفوضوية منذ الستينات وإلى الآن، وقد صرّح احد المسؤولين ببلدية فريانة باستحالة مقاومة ظاهرة السكن العشوائي وبغياب الرقابة الناجعة على المباني. -5- التجارة غير الشرعية: نشاط مكثّف على الحدود ورقابة ضعيفة أدّى تراجع الأنشطة المذكورة وخصوصا الفلاحة وجني الحلفاء بالإضافة إلى ظاهرة النزوح، إلى توّجه السّواد الأعظم من أهالي فريانة إلى العمل في التجارة غير الشرعية حيث تقع هذه المدينة على بعد 18 كيلو مترا من الحدود الجزائرية: مسافة صغيرة ومسالك كثيرة يصعب مراقبتها من الأجهزة الأمنية ( الشرطة، حرس الحدود، الجيش، الديوانة، شرطة المرور والاستعلامات ). كانت البضائع المهربّة تقتصر على التجهيزات المنزلية: ثلاجات، أجهزة تلفاز، مكيفات، هوائيات…أمّا الآن فإنّ البضائع الأساسية متعددة وتتصدرها المحروقات بأنواعها وهي تجارة مربحة بامتياز. هذا النشاط غير القانوني الذي غضّت الدولة الطّرف عنه أدّى إلى إثراء أقليّة من السكان لكنّه أضرّ بالمدينة، حيث تحوّل مدخلها إلى محلات تنتصب يمنة ويسرة تبيع المحروقات بأسعار أقل بكثير من سعر المنتوجات الوطنية. كما أن المدينة شهدت بناء مخازن كبيرة لتجميع وخزن هذه المواد سريعة الالتهاب، وهو ما أدّى الى حدوث حرائق كبيرة تسببت في خسائر فادحة ( سنة 2007 اندلع حريق في 3 خزانات وسط المدينة، سعتها 24 ألف لتر من المحروقات فاشتعلت النيران في المكان كما احترق منزلان وسيارتين…) إضافة على تجارة المحروقات انتعشت تجارة الحديد المعد للبناء، في المقابل يقوم هؤلاء التجار بتصدير المنتوجات الغذائية التونسية ( خلسة على القطر الجزائري وهو ما أضرّ بالسوق المحليّة التي تفتقد في أغلب الفترات إلى هذه البضائع. كما أنّ أسعار بعض المنتوجات الفلاحيّة التي يتمّ ترويجها في الجزائر تتضاعف أسعارها في معتمدية فريانة ( في سنتي 2006و 2007 تضاعف سعر دّلاع ثلاثة أضعاف ثمّ أصبح نادر الوجود في السوق المحليّة ! ) إنّ هدوء الأوضاع بهذه المدينة لا يعني بالضرورة إخماد نيران الاحتجاجات الاجتماعية وما تحتاجه هذه الجهة يتمثل أساسا في ضرورة ردع النزوح الريفي وتنمية الأرياف بإحداث مواطن شغل متنوعة : فلاحيّة وصناعيّة ، كما تحتاج هذه الأرياف إلى مستلزمات الاستقرار من بنية تحتية متكاملة وخدمات عامة وتوفير شبكة نقل تفكّ عزلتها. وتحتاج مدينة فريانة إلى ضرورة تطبيق القوانين الخاصة بحماية الأراضي الزراعية ومزيد العناية بالقطاع الفلاحي عبر تثبيت الفلاحين في أراضيهم من خلال التمويلات الضرورية لتعاطي النشاط وكذلك ضرورة الترفيع في أسعار المنتوجات الفلاحيّة وضبط هذه الأسعار في مستوى الأسعار الصناعيّة. كما يجب تنظيم ظاهرة التجارة غير الشرعية وذلك بتحويلها من نشاط يسّبب أضرارا فادحة للاقتصاد المحليّ والوطني إلى نشاط يوفر مواطن شغل قارة ويراعي حاجيّات السكان الأساسيّة. كما يحتاج العاطلون عن العمل سواء من خريجي الجامعات أو ممن لا يحملون شهادات علميّة إلى ضرورة مساعدتهم وتشغيلهم، إذ يمثلون طاقة يجب استغلالها ولا يجوز إقصاءها وتهميشها وبذلك تتجنبّ البلاد أزمات اجتماعية ( أزمة الحوض المنجمي ) واحتقانا شعبيّا يقود إلى نتائج سلبية على الحاكم والمحكوم. -أبو وائل- (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008)


المنفيّون المنسيّون وحق الهويّة

 

 
 
محمد بوعلي، تونسي منفي  

بعد خروج الدفعة الأخيرة من أبناء حركة النهضة من السجون، وإغلاق ملف المعتقلين في الداخل، كثر الحديث هذه الأيام عن قضية المنفيّين قسرا خارج البلاد. وأنا باعتباري أحد هؤلاء المنفيين لا يسعني إلا أن أبارك للإخوة المسرّحين من سجون النظام خلاصَهم من جحور الموت البطيء، فلا شك أن جرح المعتقلين هو أعمق جرح وأدمى نزيف عرفته حركة النضال ضد الاستبداد في بلادنا عموما وحركة النهضة منها خصوصا. وإنه لمِن الطبيعي أن تكون قضية المنفيين مؤجَّلة في انتظار وقف ذلك النزيف الأدمَى والأشد إيلامًا بإطلاق سراح المعتقلين أولا، باعتبار أن معاناة المنفيين  -مهما عظمت- لا تساوي شيئا أمام مأساة أولائك المعتقلين في الداخل، تقديما للأهم على المهم… فمن الطبيعي إثارة قضية المنفيين الآن بقوّة؛ فهي معاناة قاسية، وهي مأساة مهما كانت وضعية المنفي وحيثما كان، فيكفي المنفي شعورا بمرارة البعد القسري عن موطنه وأهله وأصحابه. ولا أوافق الإخوة الذين لا يرون فائدة في طرحها، بدعوى أنه لم يتغير شيء في سياسة البلاد وأن وتيرة عجلة الاستبداد هي هي لم تتراجع قيد أنملة في نسقها تجاه كل المعارضين وليس الإسلاميين وحدهم. فهذه ليست حجة لنفي الدفاع عن حق مغتصب، ولا ضاع حق وراءه طالب، فلا بد من السعي والطلب في استرجاع هذا الحق، وإن كنت أنا شخصيا من المؤمنين بأنه لا أمل في أن يلين النظام أو يتراجع طالما أنه مرتاح لهذا الوضع الاستبدادي ولا يناسبه غيره تجاه المعارضين له…ولكن ليس كل ما يفعله النظام يريده، بل كثيرا ما يجد نفسه مدفوعا –لأسباب متعددة- على فعل ما لا يريده، فلولا الضغط لما عمد إلى إطلاق سراح من سرّح سواء من المعارضة السياسية أو الاجتماعية (أبناء الرديّف)، ولولا الحسابات لما ترك معارضا تونسيا وحدا يدب على تراب تونس، ولعمد إلى دفن المعارضين الألداء أحياء، وخصوصا ممن لم يجرؤ على سجنهم ولا نفيهم وهم يجولون داخل البلاد أمام ناظريْه. فيخطئ –في نظري- من يظن أن نظاما أمنيا دمويا يطلق سراح إسلاميين أو يتغاضى عن معارضين أشداء طوعًا أو منّة…فلا بد من النضال والمطالبة والمغالبة لكل الحقوق المغتصبة، ومنها ما يسمّيه بعض الإخوة بحق العودة، وهذا ما أريد التركيز عليه فيما يلي من ملاحظات وتنبيهات: أولا: أحسب -والله أعلم- أن الإخوة لم يحسنوا التعريف بقضية سَمّوها بغير اسمها، لأننا منفيّون ولسنا مغتربين، فالمغتربون هم الذين يهاجرون بحثا عن الرزق فيختارون مواطن المهجر التي يمكثون فيها بحثا عن العمل، بينما نحن فقد طُردنا من أعمالنا وجامعاتنا ومعاهدنا بعد التنكيل بنا، ولم نختر مهاجرنا، بل اضطر كل واحد منا أن يمكث في البلد الذي استطاع الوصول إليه بحثا عن ملاذ آمن، ولم نكن نفكر يوما في الهجرة أو ترْك مواطننا وأهالينا، وشتّان بين من يسعى إلى الشيء ومن يضطر إليه. فنحن إذن منفيون ولسنا مغتربين بحال، وإن كان الشعور بالغربة عنصرا مشتركا بيننا، فإن المغترب المهاجر يعود متى شاء أو متى استطاع، بينما نحن المنفيّون قسرا فإننا نريد العودة ونحلم بمواطن الصبا ونبكي بكاء الأطفال شوقا إليها.. ولكنا لا نستطيع الإقدام عليها، فوطننا اليوم مصْيَدة لنا، إن لم تكن في نفوسنا وأبداننا التي لا حُرمة لها، ففي كرامتنا وعزتنا التي أصبحت أسهل شيء قابل للامتهان. لذلك أرجو من الإخوة المعارضين المعنيين بقضية المنفَى عموما، وأصحاب مبادرة حق العودة خصوصا أن يستبدلوا عبارات المهجر والمهاجرين والغربة والمغتربين بعبارة النفي والمنفيين، فنحن كذلك… ثانيا: أن الحديث عن المنفيين في المبادرة الأخيرة وفيما قبلها من مقالات كان في عمومه منصبًّا على الإخوة المعارضين المنفيين في أوروبا، وكأن أوربا وحدها تأوي المنفيين. فكوْن أغلبية المنفيين قد لجؤوا إلى البلدان الأوروبية، لا يعني أنه لا يوجد منفيون غيرُهم، فكثير من المعارضين وخصوصًا من أبناء النهضة مازالوا مشتتين بين البلدان الأفريقية والآسيوية وبعضهم في أستراليا ونيوزيلندا، وإذا كان الذين استطاعوا الوصول إلى أستراليا ونيوزيلندا لا تختلف أوضاعُهم كثيرا عن إخوانهم في أوروبا لكونها جميعا بلدان غربية تتوفر فيها بعض ضمانات الأمان والحقوق المدنية التي تصون البشر.. فإن الذين ظلوا مشتتين بين البلدان الأفريقية والآسيوية لم تنته معاناتهم في البحث عن ملاذ آمن ولم تتم تسوية وضعياتهم القانونية بعد.. ومازالوا يبحثون عن الوثيقة المفقودة التي تُعرّف بهم وبأبنائهم كبشر من حقهم العيش على هذه الأرض ولو في بلدان خط الاستواء الحارقة.. بل ومنهم من مازالوا إلى الآن يتخفّون عن أنظار سلطات البلدان التي هم فيها بأنفسهم وبأسمائهم المستعارة، ومنهم من يدفعون مبالغ مالية مقابل غض الطرف…وهم في كل ذلك محبوسون في تلك البلدان لا يستطيعون مغادرتها. وللإخوة أن يتساءلوا سؤالا بسيطا: لماذا لم يَنظمّ منفيّو أفريقيا وآسيا إلى قائمة ما يُسمى بمبادرة حق العودة؟ فهل تراهم نسوا بلادهم ولا يريدون العودة واستطابوا البقاء في بلاد الشقاء، والحال أنهم يعانون الأمرّين في منافيهم؟ لماذا لم نسمع منهم ولا عنهم؟ الجواب بسيط للغاية، فهؤلاء المساكين لا يجرؤون على رفع أصواتهم والتعبير عن مواقفهم أو المطالبة بحقوقهم، لأن مجرد ذكر أسمائهم والأماكن التي هم فيها، ستكشف أستارهم، وستغري النظام لملاحقتهم والمطالبة بهم أو على الأقل بطردهم، وهم في مكامن لا مآمن هي أوهَي من بيت العنكبوت. فلا يكاد يوجد اليوم بلد أفريقي ولا آسيوي واحد آمن يطمئن فيه الغريب على نفسه ما لم تكن أوضاعه سليمة تماما، بل وحتى من تمكنوا من تسوية وضعياتهم في تلك البلدان بشكل من الأشكال، لن تصمد أنظمتها في الدفاع عنهم ولن تتردد في تسليمهم أو على الأقل طردهم لو طالب النظام بهم، فهو نظام وبيده دولة وسلطة، ونحن مشردون لا حول لنا ولا قوة. فالأوْلى أن نتحدث الآن عن حق الهويّة. ليست -للأسف- هويّة الشعب التونسي في الحفاظ على عقيدته وكرامته ونسبته للشرق لا للغرب، تلك القضية الأمّ التي سُجنّا وعُذّبنا واغتربنا من أجلها، بل هي هذه المرة ما هو أدنى من ذلك بكثير، إنها هويّة بعض التونسيين الذين اختار لهم القدر ولم يختاروا لأنفسهم أن يكونوا تونسيين. لذلك فإن المطالبة بحق الوثيقة هو مطلب طبيعي فطري غريزي من العار أن يتحكم فيه أيٌّ كان، تماما كما من العار أن يتحكم أحد في عقيدة أحد، فهذا استعباد وأكثر من الاستعباد. ففي البلدان التي تحترم نفسها لا يُمنع حتى القتَلة وتجار المخدرات من حقهم في الهوية والإقامة في بلدانهم. ثالثا: أن الهويّة المعرّفة بصاحبها (وهي بالنسبة لمن هم خارج أوطانهم لا تكون غير جواز سفر) هي شرط للعودة لا تتحقق العودة المأمولة إلا بها، وليس العكس..فالوثيقة التي نحن المنفيون محرومون منها هي الشيء الوحيد الذي يُشعر أي مغترب أن له وطنا حتى وإن لم يَعدْ إليه، وبحيازته لها قد يفكّر يوما في العودة. بخلاف المطالبة بما يُسمى حق العودة؛ فإن النظام يقول باستمرار بلادُكم مفتوحة أمامكم عودوا إليها، ثم طالبوا بوثائقكم هناك، وليس هناك تونسي واحد منفي من المغضوب عليهم راسل أقرب سفارة يطلب منها استخراج جوازه، إلا وقالوا له عدْ إلى تونس لتسوية وضعيتك هناك..وكلنا نعرف ما معنى تسوية وضعياتنا في الداخل وخصوصا إذا كانت التسوية في الداخلية. لذلك فلا أرى من الحكمة المطالبة بما يسمى حق العودة في هذه الحال التي نحن عليها، والأوْلى المطالبة بحق الهويّة. لنسترجعْ حقنا الفطري في الوثيقة أولا، ثم من شاء فليعدْ ومن شاء فليبق حيث هو. فأنا شخصيا -وإن كنتُ أومن بأن الأرض التي احتضنتني حيا أوْلى بأن تحتضنني ميتا طالما ظل الاستبداد جاثما- فإنني لن أتوانى في المطالبة بحق هويّتي التي تعرّف بي حيثما كنت خارج بلادي. رابعا: أن الواقع أثبت أن بعض من طمأنتْهم السلطات من داخل البلاد وعبر السفارات بأن جوازاتهم تنتظرهم في تونس، وما عليهم إلا التعجيل بالعودة سواء باستعمال جواز البلد المؤوي أو بوثيقة السفر المؤقتة التي لا تمكّن من السفر إلا إلى تونس.. قد وقع الإيقاع بهم باحتجازهم في الداخل وعدم السماح لهم بالمغادرة ولو بالوثائق التي دخلوا بها، وبعبارة أخرى أن هؤلاء قد وقع الغدر بهم بسابق إصرار وترصد، مع أنهم أحسنوا الظن بالنظام ونسوا مآسيهم الأليمة وقالوا فُرادى بعيدا عن السرب: عفا الله عما سلف. فما أدرى الإخوة المناضلين من أصحاب مبادرة حق العودة ومن يرى رأيهم، أن النظام لا يُقدم على مثل هذا بشكل واسع، بإتاحة حق العودة وحتى الدعاية لها، وفتح آفاقها وتطميع الناس فيها بكل الوسائل، ثم الارتداد على وعوده والإيقاع بالجميع في الداخل. فهل من بادرة لضمان الأمان غير الحصول على الوثيقة أوّلا في الخارج قبل الدخول؟ خامسا: أن شعار حق العودة هو الآن اصطلاح خاص بالإخوة الفلسطينيين المهجّرين نادوا به قبلنا ببضع عقود، ولا يليق منافستهم فيه وهم أسبق منا إليه وأولى منا به. فمع بعض وجوه الاشتراك بيننا وبين إخواننا الفلسطينيين في مرارة النفي القسري، فإننا لا نستطيع الإنكار أن من نفاهم غريب مستوطن مغتصب للأرض، لا يريدهم فيها وإن ذلوا وركعوا، بينما من نفانا نحن هو مِن أبناء جلدتنا نبت في أرضنا وهو منا وإلينا، وهو بالتأكيد سيقبلنا ويرحّب بنا إذا ذللنا وركعنا. فأرجوكم أن لا تنازعوا إخواننا الفلسطينيين في هذا الشعار، وإلا سيجد الصهاينة ذريعة لادعاء أن كثيرين غير الفلسطينيين يطالبون بحق العودة إلى بلدانهم، فهي محنة عامة وقضية عالمية، عسى أن يهتمّ العالم بأولئك قبل أن يلتفت إلى الفلسطينيين، فنحقق بذلك مكسبا لآل صهيون… لذلك كله فإني أرى أن هناك ما هو أهم وأولى من المطالبة بحق العودة بالنسبة للمنفيين، ألا وهو حق الهويّة، تلك الوثيقة التي تُقرّ بأن للمنفي اسما يُعرف به وبلدا وُلد فيه قبل أن يكون مناضلا يدافع عن كرامة شعبه، وليس لقيطا جاء من رحم المجهول… وفي خاتمة المطاف لا يسعني إلا أن أعبّر عن جزيل شكري وامتناني للإخوة القائمين على مبادرة حق العودة، وكل من في نفسه همُّ المغتربين على جهودهم وحسن مسعاهم، حتى وإن لم يقتنعوا بما اقترحته في هذه المشاركة البسيطة من مقترحات وتنبيهات متواضعة، فكلنا على ثغر وكلنا يسعى إلى ما فيه خير. والله المستعان


مبادرة العودة في المسار الصحيح

الحبيب أبو وليد المكني

  يشكل موضوع العودة اليوم أحد المواضيع التي  احتلت مساحات معتبره  على شبكة الانترنيت و بدأت تستأثر باهتمام بعض الفضائيات المهتمة بقضايا حقوق الإنسان مثل قناتي الجزيرة و الحوار و لا شك أن الفضل في ذلك يعود إلى القائمين على هذه المبادرة و في مقدمتهم الأستاذ المناضل نور الدين الختروشي… و المؤمل أن تكون حظوظ المبادرة في النجاح كبيرة خاصة إذا أخذنا في الاعتبار العوامل التالية : أ ــ  إن مدة الاغتراب قد طالت بما يكفي ليصبح موضوع العودة على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لجميع المغتربين … ب  ــ أنه قد أفرج على آخر دفعة من مساجين حركة النهضة التي ترتبط بها معظم الشخصيات المنخرطة في المبادرة وهذا من شأنه أن يرفع بعض الحرج الذي كان يشعر به هؤلاء عند إثارة قضيتهم في الوقت الذي يعاني إخوان لهم شدة بلاء السجن و الحصار ج ــ أن السلطة قد غبرت عن عدم ممانعتها في تسوية أوضاع المغتربين و قد فعلت ذلك مع عدد متزايد  منهم مما يعطي الانطباع على الأقل بأن العودة أصبحت ممكنة دون أن بزج بصاحبها في السجن على أساس الأحكام التي من المفروض أن تكون قد سقطت بالتقادم أو بموجب الإحالة على ذمة قضايا جديدة من السهل عليها تلفيقها… د ــ  أن القائمين على المبادرة يدركون جيدا على ما يبدو مقتضيات الواقع الذي يتحركون فيه و لا يتعلقون بأية أوهام من شأنها أن تجعلهم يعلون من سقف مطالبهم أو ينخرطون في مساجلات سياسوية من شأنها أن تشوش على مبادرتهم و تغلق أبواب الحوار الممكن بينهم و بين السلطة التي يتوجهون إليها بمطالبهم… ه ــ أن المبادرة قادرة على تعبئة عدد كبير من الأفراد الذين تمرسوا على العمل الحقوقي  في بلدان مختلفة تمثل المجال الحيوي لتونس في شتى المجالات و بذلك فهم قادرون على إيصال أصواتهم و إبلاغ مطالبهم المشروعة بما سيشكل ضغطا على دوائر القرار على أكثر من صعيد و ينجح مع الوقت في أن يمثل مصدر إزعاج للسلطة لا ينسجم بالمرة مع الصورة التي نجحت في تقديمها عن نفسها في المحافل الدولية.  و على هذا الأساس نعتقد أن المبادرة قد أصابت لما حرصت على التذكير بمثل هذه  المعاني في نص الإعلان بما يضع الأمور في نصابها و يعني عن أي تأويل غير مفيد …  والمتابع للحوارات و التصريحات التي أدلى بها الأستاذ الختروشي على قلتها إلى حد الآن يلاحظ قدرا لا بأس به من الاتزان و المسؤولية كثيرا ما غابت في مثل هذه المبادرات مما يدل على أن الرهان في هذه الحالة ينصب على تحقيق النتائج المتاحة في مثل هذه الظروف  و ليس تسجيل المواقف المبدئية التي  قد لا يختلف حولها المغتربون و لكن بينت التجارب أنها لا تصلح إلا كأساس لجدل طويل ينتهي في الغالب إلى اندثار مثل هذه المبادرات مع مرور الأيام …     ونعتقد أن هذه البادرة بما جمعته حولها من شخصيات ذات مصداقية وبما توفر لها من ظروف مواتية و بما جددته لنفسها من أهداف مناسبة و إذا ما حافظت على  اعتدال مطالبها و عرفت كيف تفصل بين الملف السياسي و ما يليه من مطالب لم تتوفر بعد شروط تحقيقها و الملف الإنساني الحقوقي الذي يبدو حله من مصلحة السلطة و المعارضة على جد السواء ، هي الرد المناسب و الموضوعي على تلك الخطوات المتسرعة التي قام بها عدد من الأفراد و يعتزم القيام بها إخوة آخرون سيجدون أنفسهم يفرطون في أمور  كثيرة  بعضها يتصل بالرجولة و النخوة  ويعصها قد تخلف الندم و الحسرة وهو نهج لا ترضاه لإخواننا و رفاق دربنا . رغم أنها في الحقيقة غير معنية بالرد على أحد و لا تدعي لنفسها الوصاية على أي كان إنها فقط الطريق الآخر الذي سلكه عدد من المناضلين للكفاح من أجل استرداد حق العودة الكريمة إلى بلدهم … كلمات أحرى نريد أن نسجلها في  سياق عرض هذا الرأي المتواضع وملخصها أننا لا ترى ضرورة في نشر تلك المقالات التي يظن أنها تتصدى لخيار الحلول الفردية الذي اعتمده أخوة آخرون كانوا قد أبلوا البلاء الحسن في المعارك السابقة و لا زالوا مؤهلين للقيام بأدوار أخرى في النضال الذي يخوضه المجتمع التونسي من أجل الحرية والديمقراطية و إشراقة الإسلام ، ذلك أن جركة النهضة تعبر عن تيار شعبي عريض انخرطت طلائعه في شكل حزب سياسي منفتح على كافة شرائح الشعب و ليس جماعة من الجماعات التي تعبر عن وجهة نظر قلة من الناس، فيكون أشبه بالعصابة التي تحكم أفرادها بمنطق  » إما أنت معي أو ضدي  » و المنفصل عنها هو أجد رجلين إما مطرودا تلزم محاصرته أو خائنا تجب لعنته ..  و في المقابل ومع احترامنا لمختلف التوجهات و الآراء فقد علب على ما كتبه العائدون أسلوب المزايدة التي لا تقدم  و لا تؤخر و ليس من شأنها إلا أن تشجع الخصم على التمادي في سياسة الهرسلة و تدمير ثقافة الممانعة و المقاومة التي يدونها لن يكون الشعب التونسي قادرا على حماية حرية الوطن واستقلاله…   benalim17@yahoo.fr


 
قف بالخضراء وحيّ أبطالها رغم الداء والأعداء

 

عبد الحفيظ خميري ـباريس إلى إخوتي الذين أُطلق سراحهم أخيرا.. إلى شموع أرادوا إطفاءها فكانت نجوما.. كلما تراشقتها سهام العداء ازدادت نورا على نور في عيون الأهل والأقارب وفي عيون قطاع كبير من الشعب التونسي.. إلى أسود أرادوا قهرها بحبسها خلف القضبان لعلها تتحول إلى كلاب صيد أو قطط أليفة في سرك الولاء والطاعة.. فأبوا أن يحققوا لجلاديهم هذه المتعة.. فمرت سنة وراء سنة.. وسبعٌ على سبع على سبع أشابت الولدان وشيعت رجالا أحرارا ونساء فاضلات وشيوخا وعجائز إلى مثواهم الأخير وأحرقت قلوبا كانت آمنة في سربها وحطمت أحلاما استوت على سوقها وكسرت آمالا طالما داعبت الآلاف من التونسيين.. أيها الصامدون لقد هبت عليكم عواصف الرعب والموت والعذاب والجحيم فما وهنتم وما بدلتم وما غيرتم وما توليتم ولا نكستم الرايات ولا خنتم ولا غدرتم ولا تبتم ولا نبتم ولا ساومتم رغم طول المحنة ولا هُنتم ولا استسلمتم للقبضة البوليسية الصارمة.. فكان لكم الشرف والمجد وكان لسجانيكم الهوان والخزي.. فإذا أنتم كالجبال الشامخة رغم ما حل بأجسامكم من خراب وتدمير وسرطان يسري في الأوصال كالصل.. وأمراض مزمنة هي صورة رائعة للاستبداد هذا إن كان للاستبداد صورة رائعة غير تلك التي أرغمونا قسوة على الافتخار بها والتسبيح بآلائها في وطننا العربي الكبير الذي لم يفلح إلا في سحق الأبرياء  بتعلة هيبة الدولة والمحافظة على دولة المؤسسات والقانون. دولة المجتمع المدني والحريات وهل ما يجري للمحجبات في تونس إلا قمة في الحرية والعدل والعمران!!!.. أنتم رجال بمعاني الرجولة الكاملة.. أقولها لكم رغم أنني طلقت الحزب الذي من أجله تحملتم الأهوال.. ولكن كلمة حق سيكتبها التاريخ لكم أنكم أبطال في صبركم رغم النهاية المظلمة التي انتهينا إليها جميعا.. حين استهدفت النهضة رأس النظام وناصبته العداء فناصبها هو عداء بعداء كان أشد وأنكى.. وكان الأولى برأس النظام أن يعفو ويصفح طالما هو رئيس البلاد والعفو عند المقدرة من شيم الكرام.. وكان أولى بما تبقى من رموز هذه الحركة المشلولة أن يوقفوا الاستنزاف: يعترفون بأنهم أخطؤوا وتسرعوا واستهانوا بخصمهم ولكن ظلوا على تعنتهم حفظا لمصالحهم ومطامعهم التي يحميها لهم هذا التنظيم الكسيح المقعد المشلول المستبد الذي لم ينجح في شيء مثلما نجح في وأد كل مبادرة تحاول أن تخرج إلى النور بهداية أو رشاد أو بحل أو بمبادرة تحاول خرق جدار الصمت.. وقد فصلت هذا في مقال تحت عنوان: « على تنظيم النهضة أن يعتذر للشعب التونسي ». لا أجد الفرصة مناسبة لنشره احتراما لمشاعر إخوتنا الخارجين لتوهم من السجون. هذا التنظيم بات وصيا على كل من أخذ مسافة منه أو قدم استقالته وكأني به قد أصبح رضوان خازن الجنان يدخل الجنة من يشاء أو سار على درب الكنيسة يوم كانت أوروبا غارقة في ظلامها فكان رهبانها  يوزعون صكوك غفرانهم على من يريدون.. ارفعوا أيديكم يا أصحاب الأقلام المستبدة التي ما زالت ترتع في وهمها وتقبض على غيها وتعض على أن رأيها هو الصواب والبقية الباقية أطفال لم يبلغوا سن الرشد ليس من حقهم أن يفعلوا ما يريدون. إنكم تعيشون في أوربا منذ سنوات فكيف لم تتعلموا أدبيات الاختلاف ولم تتنسم عقولكم وجوارحكم نسائم الحرية ؟؟؟ . اتركوا للناس الخيار ولا توقفوهم على أمر لا يرضي إلا هواكم.. فمن وكلكم على من ولدتهم أمهاتهم أحرارا. واتركوا التاريخ يقول كلمته على هذه الأرض.. واتركوا الله يحكم بين الناس بما يشاء فهو أدرى بالنوايا والعزائم.. وإن من البشاعة والقبح أن تخونوا إخوة لكم لا لشيء إلا أنهم قدموا استقالتهم.. ثمانية عشر سنة سجنا أي رعب ؟؟؟ ثمانية عشر سنة سجنا مدة لا يصدقها عقل ولا يقتنع بها عاقل ولا يقبل بها منطق ولا يستوعبها خيال ولا يدركها إحساس ولا يقوى على هضمها لبيب ولا يحل طلاسمها عبقري.. سنوات جمر مشي على زجاجها الحارق في زنزانات ضيقة شباب تونس ممن اصطادتهم كماشة الرعب الذي جثم على أفواه كل المعارضين للنظام أو حتى المشبوه فيهم وما أكثر الأبرياء الذين اكتووا بالمحرقة النوفمبرية دونما ذنب جنوه أو جرم اقترفوه وهذه جريمة النظام التي لا تغتفر حيث أحرق قلوب شباب لا ناقة لهم ولا جمل مع النهضة لا من قريب ولا من بعيد.. جريمتهم الوحيدة أنهم يصلون!!.. جحيم من فوقه جحيم من تحته جحيم.. أينما تولي بصرك لقلبك رائدا أحرقتك رمضاء السجون.. جحيم يدركه إحساس السجين ولكن أبدا ما حاطت به صفة ولا استوعبه نص أو قصة أو فيلم من أفلام الرعب والخيال.. مهما تطاولت أعناق المخرجين لهتك المستور والمجهول من هذا الكون لتصور لنا الغريب والعجيب والمرعب ورغم ذلك لم يرقوا في تصوروهم في كل الأفلام التي تناولت موضوع السجن إلى ما يحدث في سجون تونس.. تونس التي يتبجح برهان بسيس وغيره بصفاء الديمقراطية التي تحكمها وشفافيتها التي لا توجد حتى في بعض دول الغرب.. لا يصدق أحدهم مهما طالع من الكتب وشاهد من أفلام الرعب والخيال أن الأخ صادق شورو مثلا قضى ثمانية عشر سنة سجنا من بينها أربعة عشر سنة وحيدا في زنزانته لا يصحبه فيها إلا إرادة كالفولاذ تأبى أن تنحني لغير الله.. فإليه وإلى كل الصادقين الذين لم يقايضوا على قضيتهم بقطع النظر أخطؤوا أو لم يخطئوا هذه الأبيات التي أبت أن تستقيم لبحر.. قف بالخضراء.. قف بالخضراء وحيّ أبطالها هامات مَجد كالجبال الشامخة طيور عز.. بعد سنين عانقت أوكارها نسور الجبال الشاهقات.. ما ولت على أعقابها قف أيها الساقي وأسق عُشاقا تفانوا في حبها وفدائها.. سنوات قهر كأنها لم تكن بلا رجعة تناثرت.. وتناثر رمادها.. إني وقفت بباريس مشتاقا إذ شمس الحرية لاح شعاعها ملأت بدفئها عيونا كم سكبت في خلوتها من مائها.. قف بالخضراء يا صاحي.. وسجل على دفاتر الذكرى زفرات تأكل قلب الحديد آه كم أدمت قلوبا ومزقت نياطها إني وقفت والحزن يذبح مهجتي لما رأيت صورة شيخ.. كم كانت مشرقة في سناها صورة بطل اسمه الصادق صدق العهد مع الخضراء وفي حبها تاه  .. وظل يردد في زنزانته : ويل عاشق من عِشقها.. حُمّل العذاب ومُنع وصالها فتاهت سنوات عمره تترى وعن حبها ما تاه..  

 


 

الأستاذ محمد الكيلاني يدعو المعارضة التونسية الى تحمل مسؤولياتها؟؟؟ محمد الكيلاني لـ »آفاق »: المعارضة التونسية ليست واعية بضرورة توحيد صفوفها

 
تونس- أجرى الحوار سفيان الشورابي طالب المسؤول الأول في الحزب الاشتراكي اليساري التونسي محمد الكيلاني بضرورة توفر شروط التنافس الحر في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي من المتوقع انعقادها في خريف سنة 2009. وقال الكيلاني في حوار مع موقع « آفاق » إن المعارضة التونسية ما تزال تسير بخطى وئيدة ولم تحسم بعد أمر تحالفاتها وبرنامجها وأهدافها. وأضاف الكيلاني « لكي تكون الانتخابات في مستوى التطلعات يجب أن تتوفر فيها شروط التنافس الحر وأن تفسح المجال واسعا أمام التعبير السياسي والمدني بالسماح لعموم المواطنين التعبير عن آرائهم كي يحملوا من ينتخبونهم المسؤولية كاملة في احترام البرامج التي انتخبوا على أساسها ». وانتقد الكيلاني المعارضة التونسية وطالبها بتحمل المسؤولية وتطوير أساليب وآليات عملها حتى تؤسس بديلا ديمقراطيا. وأرجع أسباب عدم اتحاد احزاب المعارضة المختلفة إلى عدم وعيها بمهماتها التاريخية، ولأنها لم ترتق بعد إلى مستوى تمثل مصلحة الديمقراطية ومستقبلها في تونس بحسب قوله. وفيما يلي نص الحوار:
آفـاق: ما هي في نظركم ملامح السنة السياسية الجديدة، وما هي أهم الملفات المطروحة والتي تستوجب حلولا عاجلة لها؟
الكيلاني: أعتقد أن هناك للملف الاجتماعي وهو من مشمولات الاتحاد العام التونسي للشغل في علاقة بالمفاوضات الاجتماعية. أما القضية الأكبر التي فرضت نفسها فتتعلق بالاستحقاقات الانتخابية القادمة. إن سنة 2009 تأتي بعد مرور 20 سنة على بيان 7 نوفمبر، وأكثر من 50 سنة على النظام القائم وبعد بروز تطلعات القوى السياسية الديمقراطية وعديد الشرائح الاجتماعية إلى تحقيق التحول الديمقراطي ومن أهم تعبيراتها وأرقاها هي الانتخابات. ولكي تكون الانتخابات في مستوى التطلعات يجب أن تتوفر فيها شروط التنافس الحر وأن تفسح المجال واسعا أمام التعبير السياسي والمدني بالسماح لعموم المواطنين التعبير عن آرائهم كي يحملوا من ينتخبونهم المسؤولية كاملة في احترام البرامج التي انتخبوا على أساسها. وفي حقيقة الأمر، فإني لا أرى  اليوم علامات تدل على أن هذا الأمل سيتحقق خلال الاستحقاق الانتخابي القادم، بالرغم من أني لست متشائما بما أني أفكر دوما في الحلول التي من شأنها أن تحيي الأمل. إلا أن المخارج تبدو وكأنها تُغلق الواحد تلو الآخر، وهو ما قد يدفع إلى حالة من القلق على هذا الاستحقاق الذي قد يكون مثل غيره. أعتقد أنه من الضروري الارتقاء بالحياة السياسية بصفة جذرية حتى تتمكن بلادنا من انجاز عملية التحول الديمقراطي. آفـاق: إلى من تؤول مسؤولية الارتقاء بالحياة السياسية؟ الكيلاني: إن السلطة مطالبة بالتفكير جيدا في اتجاه الارتقاء بالحياة السياسية وإلا فإنها ستدفع المجتمع برمته إلى رد الفعل بشكل يائس وهو ما قد يفتح الباب أمام بروز مخاطر عديدة. ولكني أريد أن أؤكد كذلك أن المسؤولية ليست على عاتق السلطة لوحدها وإنما تعود كذلك إلى المعارضة الديمقراطية. وفي هذا الصدد لا أتوجه بنقدي إلى من اختار طريق الولاء أو من اختار طريق التحالف مع الحركة الإسلامية، إذ لكليهما استراتيجة خاصة وهم لا يطمحون إلى ما نطمح إليه نحن. أنا أتوجه بكلامي هذا إلى المعارضة الديمقراطية التي- مع الأسف- ليست واعية اليوم بأنه عليها تحمل مسؤولية توحيد قواها ومزيد تطوير أساليب وآليات عملها وفعلها حتى تؤسس لبديل ديمقراطي وترتقي بأدائها ووعيها إلى مستوى المسؤولية التاريخية والوطنية وتفتح أمام المواطن آفاق المشاركة الفعالة في الحياة الوطنية وفي تحمل دوره في إدارة الشأن العام.
آفـاق: في رأيك، ما مرد هذا التقصير من طرف المعارضة الديمقراطية؟

الكيلاني: مرد هذا التقصير هو أن المعارضة ليست واعية بمهماتها التاريخية، حيث أن مكوناتها واعية بالتزاماتها الخاصة، لكنها لم ترتق بعد إلى مستوى تمثل مصلحة الديمقراطية ومستقبلها في تونس. وحتى الخطوات التي سرنا فيها معا بمناسبة انتخابات 2004 في شكل المبادرة الديمقراطية والتي أحيت الأمل في إمكانية الوحدة وبناء نواة القطب الديمقراطي، وكانت لحظة متميزة في التعامل الراقي إلا أنها انحدرت بعد الانتخابات بالوعي المشترك إلى مستوى العقلية الانعزالية والحزبية الضيقة. آفـاق: هل أن إعادة بعث المبادرة في شكل « المبادرة الوطنية » من شأنه أن يرتقي بالعمل المشترك؟ الكيلاني: المؤكد أننا نخطو خطوات محدودة لأن ما نحن بصدد القيام به لا يستجيب لمتطلبات الواقع. إن المعوقات كبيرة خصوصا أمام ما ينتظرنا في الاستحقاقات القادمة من جهد وبذل وتجند لكننا لا نشتغل بما يتطلبه منا الواقع. أذكر على سبيل المثال لا الحصر، التنقيحات الدستورية بخصوص الانتخابات الرئاسية التي تمت المصادقة عليها من دون أن نتدخل بمقترحات تكفل حق المعارضة الديمقراطية في اختيار مرشحيها والتقدم بالمقترحات والتنقيحات الضرورية لذلك، بالرغم من وجود المحاولات الخاصة بنواب حركة التجديد المعارضة في هذا الصدد.  
آفـاق: كيف ستتعاطون مع الانتخابات القادمة، من ناحية المشاركة أو المقاطعة؟
الكيلاني: نحن في الحزب الاشتراكي اليساري ندافع عن مبدأ المشاركة لأننا نعتبر أن اللحظة الانتخابية فرصة ثمينة لينخرط الشعب في الحياة السياسية وربط النخب بعموم المواطنين. لقد تجاوزنا ثقافة المقاطعة ونعمل على الدوام على توسيع الحدود المفروضة أمام المشاركة بمفهومها الذي يتجاوز العملية الانتخابية. ونحن نعتبر أن التنقيح الأخير للدستور يقلص الهامش الذي كان مفتوحا أما اختيار المرشحين للرئاسة من قبل أحزابهم وهو ما كان متوفرا في الانتخابات الماضية. ففي انتخابات 2004 تم السماح لأعضاء المكاتب السياسية للأحزاب البرلمانية لتقديم مرشح للانتخابات الرئاسية لكن التنقيح الأخير حصر الترشح في الأمناء العاميين للأحزاب السياسية فقط، وكأن الأحزاب لا تمتلك أي سلطة في اختيار مرشحيها. إن القوانين الخاصة بانتخابات الرئاسية التي أتت لتسهيل مشاركة مرشحين للمعارضة القانونية، بالنظر لصعوبة الإيفاء بشروط الترشح في إطار القانون الدستوري الذي يشترط الحصول على تزكية 30 منتخبا، وبالنظر لما خلقته القوانين الخاصة بالانتخابات الرئاسية من ارتباك وتوتر مفتعل في الحياة السياسية، فإنه يكون من الأقوم والأسلم إدخال تنقيح على القانون الدستوري بما من شأنه أن يزيح ثقل التزكية التي يحتكرها الحزب الحاكم بإمكانية إضافة تزكية الناخبين. وهو تنقيح بإمكانه أن يضمن حق الترشح لممثلي الأحزاب والحركة الديمقراطية والمستقلين عامة، وأن يبعث الحيوية في الحياة السياسية ويؤهل البلاد لنقلة ديمقراطية فعلية.
آفـاق: هل ترى أن الوقت مازال سانحا للاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية؟
الكيلاني: يجب أن نعتمد على أنفسنا خلال المعركة الانتخابية القادمة. فبالرغم من أننا فوتنا مرحلة طرح البدائل بالنسبة لتنقيح الدستور فيما يخص الانتخابات الرئاسية، فإن إمكانية تحويل هذه السلبية إلى عنصر ايجابي مازالت قائمة. والسؤال الذي يجب أن يطرح هو: هل لدينا من القوة والاستعداد والوضوح بما يكفي لتحقيق ذلك؟ لست واثقا من ذلك لأننا مازلنا نسير بخطى وئيدة ولم نحسم بعد بصورة واضحة وحازمة أمر تحالفاتنا وبرنامجنا وأهدافنا، والتي كان من المفروض أن تُحسم خلال الصائفة المنقضية. لكن!!! ومن المؤكد أن امكانية حزم الأمتعة مازالت ممكنة. أما بالنسبة للانتخابات التشريعية فإن فرصة المطالبة بتنقيحات للقانون الانتخابي مازالت قائمة. وإمكانيات التجند مازالت متوفرة. لذلك ينبغى علينا تعديل ساعاتنا على الإيفاء بمتطلبات الاستحقاقات القادمة. ومن الأكيد أن السلطة الحاكمة تسعى دوما لتوفير الظروف لضمان دوامها واستمرارها في الحكم واستقرار نظامها، وهو أمر طبيعي وتبعا لذلك فهي ليست مطالبة بإجراء التنقيحات القانونية على المجلة الانتخابية التي تخدم المعارضة وإذا لم تطالب المعارضة بها ولم تناضل من أجل تحقيقها. ومن هذا المنطلق فإن المسؤولية الأساسية مطروحة على الجهة المقابلة أي على المعارضة الديمقراطية وتتمثل في كيفية حمل السلطة التنفيذية على مراعاة متطلبات انتخابات شفافة ونزيهة. إنه بإمكاننا توسيع نطاق ومجال حرية المشاركة، وخلق دينامكية فعلية في الانتخابات التشريعية القادمة تماما كما كنا فعلنا في المبادرة الديمقراطية. فهل بامكاننا أن نحقق ذلك في المبادرة الوطنية؟ 
آفـاق: في مجال آخر، كنتم قد تقدمتم بمطلب للحصول على التأشيرة القانونية لحزبكم، إلى أين وصل هذا الملف؟
الكيلاني: تقدمنا يوم 18 أكتوبر 2007 بمطلب للحصول على ترخيص من أجل النشاط القانوني، وتم قبول ملفنا من دون أن نتحصل على وصل في ذلك. وإلى غاية اليوم لم نتلق أي إجابة سواء بالرفض أو القبول. نحن نريد أن نعلم مآل طلبنا وأن نعلم هل هناك موانع واخلالات قانونية أو سياسية في ملفنا. ومع ذلك نحن لم نرد إثارة الموضوع بتوتر لأننا لا نعتقد أن الأمر هو مجال أو موضوع مزايدات ومواجهات كلامية. إننا نتبع تمش لجعل العلاقة بين الحاكم والمحكوم مدنية. نحن نريد أن نقدم مساهمة ايجابية في المجتمع من وجهة نظرنا. لكن السلطة تبدو شديدة « الحذر » ولا تطمئن إلى الحرية وكأنه لما تمنح تأشيرة لهذا الحزب المدني أو ذاك ولهذه الجريدة أو تلك سيحدث ما من شأنه تعكير صفو الأمن العام. وبالمناسبة فإني شخصيا كنت تقدمت بأربعة مطالب للحصول على ترخيص لإصدار مجلة نظرية أو جريدة دون أي نتيجة.
 
(المصدر: موقع افاق بتاريخ 25  نوفمبر 2008)


الفجر نيوز تحاور الصحفي ‏ والكاتب التونسي الطاهر العبيدي

حاوره / الحبيب لعماري  

الصحفي ‏ والكاتب التونسي الطاهر العبيدي بمناسبة مرور سنة على ميلاد موقع الفجر نيوز، ارتأينا أن نجري حوارا مع الصحفي والكاتب التونسي الطاهر العبيدي – اللاجئ السياسي بباريس منذ 1993 حول عدة قضايا وطنية ودولية، محاولة منا لجسّ نبض المهتمين والمتابعين في هذا الشأن، قصد الإثراء والاستفادة.. بداية أستاذ الطاهر العبيدي كيف تقيّم تجربة موقع الفجر نيوز بعد مرور سنة من ظهورها، وهل من ملاحظات؟ قبل كل شيء أهنئكم على هذا المجهود الذي سيحفظ في الذاكرة الوطنية، والذي سيحضنه التاريخ الذي سوف لن يختزل سواعد كل المنحازين لقضايا العدل والحرية والكرامة، والمتمردين على الطغيان، والمنتفضين ضد تبييض الاستبداد، وحول رأيي في تجربة الفجر نيوز في عيد ميلادها الأول، أرى أنه من التعسّف تقييم هذه التجربة بمعزل عن الإشارة إلى الواقع والظروف المحيطة بهذا الانجاز، ولعل المتابعين في الداخل التونسي، وغيرهم في بعض البلدان الأخرى، يعتقدون خطأ أن هذا الموقع كما غيره من المواقع التونسية الأخرى في المهجر، يشرف عليها جيشا من المتفرّغين، وطواقم تقنية ولوجستية ومحرّرين، وإمكانيات مادية معتبرة، في حين أن الحقيقة غير ذلك، فهذه المواقع يشرف عليها شخصا أو بالكثير اثنين وغير متفرّغين، وبالتالي فالمهمّة شاقة وغاية في الصعوبة والإرهاق، من هنا فإنّي أحسّ بالخجل حين أقدّم تقييما معمّقا، دون الأخذ بالاعتبار معاناة هؤلاء القائمين على هذه المواقع المناضلة وهمومهم اليومية، لذا أكتفي ببعض الإشارات العابرة منها: ـ أن الفجر نيوز كما غيرها من المواقع التونسية ليست فيها مساحات للفرح، فطابع الحزن يخيّم على الموقع من خلال الأخبار القاتمة والمقالات السوداء، في حين أن المهجر فيه نجاحات، وولادات، وتحقيق العديد من الانجازات… ـ غياب المهاجر العادي من صفحات الفجر نيوز، وعدم الاهتمام بمشاكله وطموحاته، وكأنه مواطن آخر لا ينتمي لكواكب المواقع التونسية، التي لم تفرز له مساحات تشاركه فيها تطلعاته ومشاغله. ـ غياب خط إعلامي واضح لمنبر الفجر نيوز، ولا ندري هل هو منبر حقوقي أم موقع سياسي أم موقع جمعياتي، أم خليط بين كل هذه الرؤى. ـ الملاحظ أن الصفحة الرئيسية شديدة الاكتظاظ، مما يجعل المتصفح وكأنه أمام مغازة للعرض والبيع بالجملة، مع الاعتذار عن هذا التشبيه. شهدت الساحة التونسية أخيرا إطلاق سراح آخر مجموعة من حركة النهضة، فما تعليقك على هذا الحدث؟ لا يمكنني هنا إلا الوقوف إجلالا أمام هؤلاء الذين تحمّلوا كل فصول هذه المأساة، وصبروا أمام القمع الاستباقي بكل مشتقاته، وأحس بالأسى والألم أمام كل العابرين في صمت الحناجر، الذين قدّموا أرواحهم وأجسادهم وقودا لهذا الوطن، ولئن جاء هذا الإفراج متأخرا جدا على حساب خسوف الأعمار وذبول الأجساد، وعلى حساب أمهات ونساء وآباء وأطفال وأهال كانوا عناوين صبر ولافتات وفاء، وكانوا همزة وصل لا همزة قطع، إلا أنه يعتبر نقلة في توريق وطي دفاتر الجراح، حتى وإن كانت هذه الصفحة غبراء، كالحة اللون مرّة المذاق، يمكن للسلطة أن تتدارك ما فات، وأن لا تبقى راسبة في نفس المكان، فما عاد ممكنا أخلاقيا ولا سياسيا ولا إنسانيا أن تظل السلطة تترصّد الأنفاس، وتوصد في وجوه المفرج عنهم جميع الأبواب، فمن العيب أن ّتستمر السلطة في تحطيم ما بقي من الأجساد، ومواصلة تأبيد العقاب، فيكفي أن نتأمل صور المفرج عنهم قبل الاعتقال لندرك حجم المأساة، والأولى طي هذه التراجيديا التي لا تحتمل الصمت ولا تحتمل المزيد من الذبح ولا تحتمل نواقيس التأجيل. في خلال سنة تقريبا ستشهد تونس انتخابات رئاسية، فما رأيك في هذه المحطة السياسية؟ لعلني كأيّ مواطن عربي في هذا الزمن العربي المالح، قدره أن يكون واحد من شعوب دول الملح، ما عادت تشدّه برودة صناديق الاقتراع، ولا تحرّكه أساطير التصويت بالغياب، ولا تستهويه فصول الرقص على الأظافر متى حلت مواسم الانتخاب، طالما النتائج تكون على مقاس أولي الألباب، تحمل نفس الوجوه ونفس الأرقام، وطالما فصمنا الألسن، وصادرنا الأفواه، وطالما احترفنا ختان الدساتير من أجل « النفخ » في الأعمار. كيف ينظر الطاهر العبيدي لأداء المعارضة التونسية، باعتباره أحد المتابعين والمهتمين بالشأن الوطني والدولي؟ يا سيدي الذي يقيّم أدائها هي الجماهير من خلال الفعل الأرضي والانجاز الواقعي، والذي يحكم لها أو عليها هو التاريخ، غير أني ومع احترامي لكل فصائلها وتشكيلاتها وإكباري لدورها في التشبث بمبدأ التغيير المدني، إلا أني أرى أن المعارضة التونسية بقيت حبيسة بعض المربّعات، استهلكت طاقاتها في معارك داخلية، واستثمرت جهودها في الكثير من القضايا الجانبية دون الولوج إلى أعماق الناس، ودون التركيز على هموم المواطن، الذي لا تعنيه كثيرا فصاحة الكلام، ولا يعنيه التنظير والجدال، ولا يعنيه من يجيد التحدث إلى وسائل الإعلام أو من يتقن التلاعب بالحروف والألفاظ، ولا تعنيه تحالفات هذا مع ذاك ولا ندوة أو تجمّع يقام هنا وهناك، ولا تعنيه مشاريع تصاغ في النزل وتدفن في الأوراق، بل يعنيه أن تهتم المعارضة بتلك المدن الذي بدأ يخربها التلوث ويعتصرها الاختناق، يعنيه أن تهتمّ المعارضة بأحوال الفلاحين وارتفاع ثمن علف الأغنام، يعنيه غلاء سعر البصل والحليب والبطاطا… وارتفاع الأسعار، يعنيه أن تهتم المعارضة بملفات السياحة الجنسية وما تخلفه من دمار، يعنيه أن تهتم المعارضة بمئات الشباب الفارين من البطالة والاحتياج، ليتحولوا إلى غذاء للحيتان والأسماك ، يعنيه أن تطلع المعارضة على أحوال تلك المدن التي يغطيها رذاذ الفقر والحرمان، باختصار يعنيه أن لا تبقى المعارضة محلقة في الفضاء، وأن تنزل للأحياء للقرى للمدن للأرياف، للشوارع للمعاهد، للمقاهي للملاعب… لتحتك بمشاغل ومتاعب وهموم الناس. هل يمكن أن يشهد العالم تغييرا على إثر إنتخاب « أوباما » كرئيس للولايات الأمريكية المتحدة؟ نتيجة للمرحلة القاتمة في إدارة السياسة الدولية الأمريكية، الذي قادها النهج البوشي والتي ابتدأت بأحداث 11 سبتمبر، واختتمت بالكارثة الاقتصادية العالمية، فإن العالم ينتظر تغييرا وقطعا مع المرحلة التي اندلعت فيها الحروب العبثية في كل اتجاه، وانكمشت فيها الحريات، ولونتها وصمات « سجن ابو غريب » « وغوانتنامو » وغيرها من المآسي العالمية، من هنا فان الكل ينتظر تغييرا راديكاليا، بيد أننا وإن كنا تعتقد أن الإدارة الجديدة سوف تكون مختلفة عما سبق، وقطعا سوف لن تكرّر إعادة إنتاج فشل الجمهوريين وستستفيد من الدرس، كما استفادت إبّان الحملة الانتخابية، ولن تغامر في الارتماء في مستنقعات أخرى، وستحاول في البداية ترميم الصورة الأمريكية، التي شوّهنها 8 سنوات من التخبط السياسي والعسكري، فإن الإدارة القادمة وإن كانت جديدة، تبقى تستند إلى مؤسسات، وترتكز على شركات عابرة للقارات، وتؤثر فيها لوبيات، وتبقى مصالحها أولوية الأولويات. فلاش الثقافة: دعائم وأسس نهضة الأمم والمجتمعات- مهمّشة في صحافتنا العربية – ثانوية عند معارضتنا السياسية. الصحافة: نبض المجتمعات، ووعاء للضمير. الحرية: أجيبك بما أجاب به جبران خليل جبران لما سئل في هذا الشأن « يقولون لي إذا رأيت عبدا نائما فلا توقظه لئلا يحلم بالحرية، وأقول لهم إذا رأيت عبدا نائما أيقظته وحدثته عن الحرية » الكتابة: نزيف متواصل على الأوراق، وولادة شريفة من رحم القلم والأوراق، وفعل رقيّ وتغيير. المرأة: « مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق » الإنسان: خليفة الله في الأرض ومعنى الاستخلاف هو العدل والاسترحام الهجرة: محنة وشوق وفراق – ومعرفة واطلاع وآفاق.. حقوق الإنسان: « استقلالية القضاء شرط مُسبق لا غنى عنه لوضع حقوق الإنسان موضع التنفيذ » ‏د. إرنست ماركل العفو: قيمة أخلاقية ليست في متناول أيّ كان. المصالحة: اتقاء للأسوأ هل من كلمة أخيرة؟ بعد إذنكم استسمحكم في تسجيل هذا الوجع الشخصي، حيث في يوم الأربعاء 15 جانفي 1992، حين جيء بي إلى محكمة الكاف، لمقاضاتي من أجل نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو الأمن العام – وعقد اجتماعات غير مرخص فيها – وكتابة مناشير- والانتماء لجمعية غير مرخص فيها… وتلك التهم المعروفة، التي أصبحت وصفة مكرّرة لكل المحاكمات السياسية للمخالفين الأحياء منهم والأموات، كانت القاعة ملأ بالأهالي والمحامين والأمن بمختلف تشكيلاته، وقبل دخول القاضي التفتّ إلى الوراء فلمحت والدي جالسا في القاعة وعلى وجهه غمامة من الحزن والأسى، وإلى جانبه والدتي التي لا تملك سواي تتطلع في لهفة وأسى لرؤيتي، فأشرت لهما بالتحية وكانت آخر مرة رأيت فيها أهلي، وبعد النطق بالحكم مباشرة وفي غفلة برقية تمكنت من الفرار من قاعة المحكمة، ومنذ ذاك التاريخ لم أر والدي، وقد تمكنت هذا الصيف من استقدامه، واغتنم هذه المناسبة لأحيّي المناضل- كمال الجندوبي- والأستاذ مختار الطريفي – لتسهيل مهمة التقائي بوالدي، وأشكر، كل الزملاء الصحفيين الذين ساهموا في هذا المجال، ومن المفارقات أن والدي لم يعرفني في المطار، ليس لقصر في النظر فمازال بحمد الله يبصر جيدا دون نظارات، ولكن تغيرت عنه ملامحي كثيرا…عندها أدركت كم طالت رحلة المنفى، وكم تناثرت سنوات الغربة، وكم تمططت معاناة أهالي المهجّرين فما بالك بهموم وأحزان عائلات المسجونين… مع الإشارة إلى أني ما زلت لاجئا سياسيا، أحمل جواز سفر أزرق، ولا جواز سفر تونسي لي، ولا بطاقة تعريف تونسية، ولا حتى مضمون، ولا جنسية ولا هم يحزنون، مع احترامي الشديد لكل من تحصلوا على الجنسيات الأجنبية. أسرة تحرير الفجرنيوز تتقدم للصحفي الطاهر العبيدي بفائق الشكر والتقدير. www.alfajrnews.net  
( المصدر: موقع الفجر نيوز الإلكتروني بتاريخ 21 نوفمبر 2008)


 
في وداع الأصدقاء.. والحنين إلى الله…. محسن بومعيزة في ذمة الله

انظم الى موكب الراحلين الأخ العزيز محسن بومعيزة رحمه الله، الذي انتقل الى جوار ربه مساء يوم السبت 22 من ذي القعدة 1428 الموافق 22/11/2008 كم هي صعبة لحظة الوداع ومؤلمة ولكن لابد منها.. عزاؤنا في ذلك قول جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ((…وأحبب من شئت فانك مفارقه…) جرت سنة الله في الخلق أن كل حيٍّ يموت، وأن لا أحد من البشر يخلد في الأرض والله عز وجل يقول { كُلُّ نَفْس ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَعُ الْغُرُورِ } أل عمران : 185 فالموت حق ولكنه مصيبة ،و المصيبة تكبر وتتعاظم اذا تتابع موت الإخوة الأعزاء في وقت يسير، كما هو الحال في هذه الأيام حتى مات في هذه السنة الكثير من الأحباب كأنما هم حبّات سبحة انفرطت مرة واحدة… ولعل هذا الشعور بمصيبة الموت  مع تزامنه لفقدان صديق وفي بلاد الغربة هو الذي دفعني ان أمسك القلم لأودّع الصديق محسن بكلمات رثاء أنوه بمحاسنه والفجيعة فيه… كان الأخ محسن جنديّا يعمل في الصفوف الخلفية، لا يسعى لأن يكون مشرفا ولا قائدا  يشار إليه بالبنان بل كان همه أن يكون جنديا مجهولا  يكدح حيث لا يراه الناس، ولكن يراه رب الناس الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء… كان محسن من الإخوة  الذين هاجروا ، بل هجّروا قسرا وظلماً من تونس ،  وأعتقد أنه من الأوائل  هو ورفيق دربه الأخ العزيز معاذ الذين حلوا بديار الغربة  وبالضبط بمدينة ميونيخ الألمانية ، …ومنذ أن تعرفت عليه ، حيث لم أكن أعرفه من قبل فهو ينحدر  من حمام الأنف في ضواحي العاصمة ، وأنا ابن القرية الآتي من الجنوب التونسي، الصحراوي رغم ذلك حصل تقاربا روحيا فيما بيننا …وهكذا الشأن لكل أبناء النهضة… كان الاخ محسن  اذا رأيته أحببته، وإذا تعرفت إليه أدهشتك طبيعة شخصيته، ولكنك إذا عايشته لا يمكن أن تنساه… بعد ذلك حطّت رحال الكثير من الإخوة الآخرين الفارين بدينهم من الهجمة الإستئصالية التي عمّت الجميع حيث فرّ من استطاع ذلك ،وتوزعت الجموع على أصقاع العالم تشكو الله فيمن ظلمهم، ومحتسبين ذلك في ميزان حسناتهم ، وكان نصيبا منهم في المانيا …وكالعادة و بسرعة تكونت فيما بيننا جميعا ـ برغم الإختلافات العمرية والجهوية والمهنية والاجتماعية التعليمية ـ رباط الأخوة الذي تربينا عليه وربتنا عليه حركتنا ، الحركة الربانية المباركة، فكان فينا الكبير والصغير، التلميذ والطالب، المهندس والعامل، المعلم والأستاذ، الطبيب والمحامي العازب والمتزوج وهكذا…كنا ولا زلنا نعيش عائلة واحدة… ومن الأيام الأولى ومع مرور الزمن، تعرفت على محسن وانجذبت اليه، فلقد كان هادئا، يعمل بصمت، ذا أدب جم، متواضع!، كان حنوناً، صادقا مع ربه واخوانه، …كان متصدقا، ينفق على من حوله ويفك ضائقة كل من قصده لأنه كان يؤمن بأن العبد إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث..والصدقة والإنفاق احدى الثلاث… عرفته كل مدن ألمانيا، كان حاضرا في المؤتمرات، الندوات،اللقاءات..المخيمات،….كان وراء كل حفلات الزفاف التي أقيمت لإخوانه حيث كان التقني البارع لفرقة الزيتونة الملتزمة … كان أخي محسن رحمه الله، وبرغم من أنه  عاش السنوات الأربع الأخيرة يعاني من المرض …كان الأخ محسن طريح الفراش يشكو بثه وحزنه الى الله، يشكو من سقم ساقه، ويشكو أكثر من صنيع الاستبداد معه ومع إخوانه المحاصرين و المهجرين قسرا لكنه كان صابرا صامتا ،، كان وفيا لدعوته وحركته حتى في آخر أيامه…فلقد زرته وكان طريح الفراش والمرض ينخر جسمه في بيته يوم خروج الدفعة الأخيرة من مساجين الحركة ، وكان الخبر للتوّ وقلت له ان هناك خبرا باطلاق المساجين ، ففرح وسالني: كلهم؟؟ وهل خرج الدكتور الصادق؟؟ قلت له الخبر مازال غير متاكد! فقال ان شاء الله ربي ايسرّح الجميع… لقد طالت محنتهم…. الله الله … يامحسن،، أنت المُبتلى بمرض لاشفاء منه وتتألم لحال اخوانك… كان المرحوم، واثقا في الله، كان شاكرا له، كيف لا وهو يعرف أن أمر المسلم كله خير، في السراء والضراء..، وقد اصابته  الضراء وصبر الى ان انتقل الى جوار ربه… عندما أدخل المستشفى في شهر جويلية 2008 قالت له الطبيبة المشرفة على متابعة صحته، إنك ستموت في غضون ثلاثة أسابيع!!… هكذا هي ثقافة الغرب في علاقتهم بالمريض يسروّن كل شيء،، وبدون مقدمات ، مباشرة للمريض… قال لها وهو الواثق في ربه: أنا لست خائفا من الموت، في عقيدتي الأعمار بيد الله، وان مت فرجائي في الله أن يُبدلني منزلا خيرا من منزلي هذا… ثم قال لها: من أدراك انكِ لا تموتي قبلي؟؟ اليوم او غدا؟؟؟… (ربما ضحكت في نفسها) قالت له قل ما شئت..ولكن التقرير العلمي يقول انك ستموت… بقي أخي محسن في ذلك المستشفى أكثر من شهرين ، وبعدها جاءت تلكم الطبيبة وأمرت بخروجه لأن صحته تحسنت ولا داعي للبقاء بالمستشفى،، ويوم خروجه كانت الطبيبة مرتبكة…قالت اليوم أتذكر ما قلته لي عندما أخبرتك بأنك ستموت بعد ثلاثة أسابيع واليوم وبعد أكثر من ستة أسابيع  تخرج وأنت حي… وأنا ربما…أموت (أضمرتها في قلبها..) لما زرته وكان مازال في المستشفى، جلست بالقرب منه وكانت الغرفة قد امتلأت بالزائرين وبقيت ساكتا، كنت سارحا متألما لحاله …كيف لا وانا قد تلوّعت بنفس الحالة عندما عضّ هذا الخبيث أغلى الناس عندي، عندما أصيبت أمي الغالية رحمها الله رحمة واسعة  به وماتت في 17 من رمضان سنة 1989…بقيت ساكتا فالتفت اليّ وقال وحّد الله يا اخي…شاركنا الحديث…كان هو الصابر …وكنت أنا هو الضعيف… كان ومنذ أن عرف بمرضه، محتسبا صابرا واذا سالته عن حاله اجابك : الحمد لله وبالله نستعين … أخي محسن، اليوم ترحل عنا بعدما جاءتك المنية وأنت في بيتك وعند أهلك واخوانك، تفارقنا اليوم ولكن عملك الصالح مازال لم ينقطع، العداد عنك مازال يسجل الحسنات، كيف لا والرسول عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم أخبرنا ان العبد اذا مات انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جارية، وأشهد الله انك كنت من الذين يتصدقون وبسخاء،،  ولد صالح يدعو له ،، نم قرير العين فلقد تركت هارون ابنا صالحا وقد تقدم البارحة الجموع وصلى بنا جميعا وفي حضرة الشيوخ ، الشيخ محمد الهادي الزمزمي، والشيغ الهادي بريك، وشيخ المركز الاسلامي والشيخ الدكتور احمد الخليفة .. كلهم موجودون ولكن لانك تركت ولدا صالحا تقدم هو وصلى بالناس عليك ……بكى الكثير من اخوانك…وبكيت كذلك ، ليس حزنا بل فرحا …كيف لا وهارون ابنك ، ابن العشرين يصلي اماما للناس وفي صلاة جنازة ابيه …يا الله …انه الإبن الصالح الذي يدعو لأبيه… يكفيك ضُخرا أخي العزيز، وهذه من علامات القبول أنك جمعت جميع اخوانك بالمانيا في جنازتك، فلقد جاؤوا من أبعد نقطة وعلى بعد 900 كم ، جاؤوا من مدينة كيل، من هامبورغ، من برلين،… من شرقها وغربها من جنوبها وشمالها… جاء اخوانك وودعوك ودعوا لك بالغفران… لقد كنا فيما مضى  نتداعى لبعضنا البعض عند زواج احد منا واليوم…عقارب الساعة تدور وفي الإتجاه الآخر… بدأنا في المجيء الى جنائز بعضنا وبعض من بعضنا… تلك هي سنة الحياة …انه الحنين الى الله…فمن الفائز القادم؟؟؟ كفاك أخي فخراً، انك خرجت مهاجرا ومتّ في الغربة فوقع أجرك على الله…اليس هذا ما يتمناه العبد الصالح… أخي محسن، كما كنت الأول الذي وصل هذه البلاد مهاجرا بدينه، ها أنت تعود الى مسقط رأسك تونس كذلك الأول…فاذكرنا عند  نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، عند صحابته الميامين ، عند اخوانك الذين سبقوك، بن عثمان، والهاشمي المكي، ومبروك الزرن… والبوعزيزي… ونحن بكم لاحقون… أخي محسن، بالله عليك: اذكرنا عند ربك…عند ربنا الرحمان الرحيم… {يا أَيَّتُها النفس المطمئنةْ ~ ارجعي الى ربك راضية مرضية ~ فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} رحم الله محسن ، وغفر له، وتقبله في الصالحين، وجازاه عن دينه واخوانه وحركته كل خير رحمك الله يا محسن فقد كنت نعم الأخ ونعم الصديق رحمك الله وأسكنك فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا      أخوك موسى كارلسروه في 25 ذي القعدة 1428 الموافق لـ 24 نوفمبر 2008 الواحدة ليلاً

 

 
زكية الضيفاوي لـ »مواطنون « : هذا ما وقع يوم 27 جويلية الفارط … وأطالب بالعودة إلى شغلي …

زكية الضيفاوي أستاذة التاريخ والمناضلة السياسية والحقوقية ابنة القيروان التي عشقت مهنة الصحافة إضافة إلى مهنتها الأصلية لم تكن تتصور أن تؤدي بها مهمتها لفائدة « مواطنون » إلى زنازين سجن قفصة المدني . ذهبت تحاول تغطية ما يحدث في الحوض المنجمي هذه القضية الاجتماعية التي أقرت الدولة نفسها وجودها وحدّتها  فأصبحت هي نفسها قضية سياسية واجتماعية  إذ سجنت ولم يمكنها السراح الشرطي  من حق العودة إلى شغلها، التقيناها لنعرف حقيقة ما وقع وما هي مطالبها الآن ؟ فكان لنا معها الحوار التالي : *** أستاذة زكية  ماذا حدث يوم 27 جويلية  عندما قصدت الرديف في إطار مهمتك الصحفية لتغطية أحداث الحوض المنجمي ؟ اتجهت يوم 27 جويلية لمدينة الرديف في مهمة صحفية تتمثل في إجراء حوارات مع نساء مساجين الحوض المنجمي دون سابق إعلام ولا تنسيق مع أي جهة كانت وعند وصولي ما بين الساعة العاشرة والعاشرة والنصف صباحا اتصلت هاتفيا بالسيدة جمعة الحاجي فتعذر عليّ ذلك . وارتأيت الانتظار بعض الوقت في مقهى الاتحاد المحلي للشغل وأثناء اتجاهي نحو هذا المقهى فوجئت بوجود تجمع احتجاجي أمام مقر معتمدية الرديف كما فوجئت بوجود  السيّدة جمعة الحاجي وسط المحتجين . وكصحفية واكبت هذا التجمع لنقل الأخبار للجريدة.وفي الأثناء تم رصدي من قبل عناصر الشرطة السياسية بالزيّ المدني ثم انطلقت المسيرة مع الطريق الرئيسي لكني غادرتها عند الاقتراب من منزل زوجة عدنان الحاجي ولم تمر نصف ساعة حتى فوجئنا ونحن في المنزل بعودة بعض الشابات الهاربات واللاتي أعلمننا باستعمال الأمن للعنف لتفريق المسيرة . بعد ساعتين تقريبا بوغتنا بأعوان أمن بعضهم بالري الرسمي وبعضهم بالزى المدني يقتحمون المنزل وتم إيقافي  
*** ما حقيقة ما جرى معك أثناء التحقيق ،خاصة وأن عديد الراويات وقع تداولها ؟ وقع اقتيادي إلى مركز أمن بمدينة الرديف حيث لم أمكث أكثر من نصف ساعة تلقيت فيها بعض الإهانات وسئلت حول اسمي الثلاثي فقط ووقع نقلي إلى منطقة الأمن بقفصة حيث استقبلني وفد من الأعوان بالزي المدني (8أشخاص)بقيادة المدعو محمد اليوسفي الذي بادر مباشرة بلكمي ثم وقع تمريري من مكتب إلى آخر وفي كل مكتب أتلقى الصفعات والإهانات والكلام البذيء دون التركيز على سؤال محدد .بل كانت أغلب الأسئلة بعيدة نسبيا عن التحرك الاحتجاجي الذي واكبته  وتتعلق أساسا بشخصي وبنشاطاتي الأدبية والسياسية والصحفية. لكنني صدمت بممارسات دنيئة من طرف المدعو محمد اليوسفي بلغت حد التحرش الجنسي بالملامسة  وكانت آخر المراحل في مكتب ضخم يدل على أن صاحبه رئيس منطقة فاغتنمت الفرصة لتسجيل شكواي من ممارسات أعوانه  وخاصة اليوسفي لكن هذا المسؤول برر ما أدنته من ممارسات بـ » أن ضغوطات العمل قد تخرج بعون الأمن من حالته  الإنسانية إلى حالة حيوانية « . بعدها مباشرة أُخذت إلى مكتب خاص حيث تواجد محمد اليوسفي ومرافقين له حاولوا إجباري على الإمضاء على محضر منعت من الاطلاع على فحواه بدرجة جعلتني  أشعر أنني بين خيارين لا ثالث لهما؛ إما الإمضاء دون إطلاع وبالتالي الذهاب للسجن أو الاغتصاب فاخترت الحل الأول . بعدها مباشرة حوالي الثامنة أو التاسعة ليلا وقع وضعي في غرفة انفرادية حيث اتصل بي رئيس المنطقة لمحاولة هرسلتي   من جديد فرفضت الحديث معه معلنة أنني وبعد أن أجبرت على إمضاء المحضر أنني اتخذت قرار إضراب صمت حتى أمثل أمام القضاء *** كيف كانت المحاكمة و ما هي الرسائل الموجهة من خلال الحكم الصادر ضدّك ؟ كانت المحاكمة بالنسبة لي مسرحية أهدافها محددة .ولا أبالغ إن قلت أن الحكم كان جاهزا باعتبار أن كل من حضر المرافعات كان في ختامها مبتهجا ومنتظرا الحكم بعدم سماع الدعوى خاصة وأن التهم الموجهة لا تمت للواقع بصلة .فإذا كانت زكية الضيفاوي التي تزور الحوض المنجمي للمرة الثانية في حياتها والتي تجزم بأن ليس لها علاقة مع أهالي الرديف تحديدا ما عدا  زوجة السجين عدنان الحاجي  وكانت قادرة على تجميع 500 شخص  في نصف ساعة وتنظيمهم في مسيرة فإنه يصدق وصف أحد المحامين بأن لنا « تشي قيفارا » في تونس. ورغم ذلك أفردت بحكم خاص أكثر قسوة من رفاقي الذين اعتقلوا معي خلال المحاكمة الابتدائية والاستئنافية  ولا أخفيكم أنني فهمت الرسالة الحقيقية الموجهة لي من خلال هذه الأحكام والتي تتلخص في حرماني من مورد رزقي الوحيد قصد تجويعي وإعجازي عن مواصلة نشاطي الحقوقي والنقابي والصحفي والسياسي العلني التي اخترته. وبالمناسبة فأنا لا أزال متشبثة بحقي بالعودة إلى وظيفتي كمدرسة في التعليم الثانوي ومصرة أيضا على مقاضاة محمد اليوسفي وادعوا بالمناسبة كل الأحرار في تونس وخارجها إلى مساندتي في استرجاع هذا الحق أما الرسائل الموجهة لي فهي بمثابة مجموعة من الرسائل وجهها النظام لجهات مختلفة : -رسالة لي شخصية مفادها: إياك ثم إياك وإعادة ممارسة النشاطات الأدبية والسياسية والصحفية -رسالة لكل صحفي حر تخول له نفسه التوجه للحوض المنجمي -رسالة لكل وطني حر تخول له نفسه مساندة أهل الحوض المنجمي أجرى الحوار :أبو رائد (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008) الرابط:http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_81.pdf

قال إن السنة أو الأحاديث النبوية لا تحرمه طبيب تونسي: الرقص الشرقي علاج طبي لكآبة النساء العربيات الرقص الشرقي.. الرياضة الاسلم 

   

تونس- العربية.نت فيما لا زالت محاضرته الأخيرة التي دعا فيها النساء العربيات إلى ممارسة الرقص الشرقي لفوائده الصحّية تثير الإهتمام، أصرّ الطبيب التونسي د. رشاد الحاج رمضان في تصريحات لـ »العربية نت » على رأيه بالقول إنّ الرقص هو الحلّ للمرأة العربية لتفادي عديد المشاكل الصحّية والاكتئاب، والدين لم يمنعها من ممارسته. الرقص الشرقي.. الرياضة الاسلم وقال الحاج رمضان، وهو رئيس الرابطة التونسيّة لأمراض العظام في مقابلة مع « العربية.نت » يوم 25-11-2008 إنه « ليس محكوما على المرأة العربية المحافظة أن تُحرم من تعاطي الرياضة.. والرياضة الأسلم لها هي الرقص الشرقي » . وتابع « يُوفّر الرقص الشرقي حركات مرنة للجسد تحمي عظامه من تهديد أمراض الغضروف فلماذا لا يكون هو الحلّ  » . وكان الحاج رمضان قد أثار الإهتمام في بعض وسائل الإعلام الجزائريّة بمحاضرته التي ألقاها منذ أيام قليلة في العاصمة الجزائريّة ضمن مؤتمر طبّي دعا فيها النساء المغاربيّات لممارسة الرقص الشرقي بإنتظام كحلّ يقيهنّ من أمراض العظام وعديد المشاكل الصحّية الأخرى. وقال رئيس رابطة أمراض العظام للعربية.نت إنّ « الرقص الشرقي رياضة ناعمة ليست بها أخطار مثل رياضة الأيروبيك مثلا أو رياضات أخرى وهوالأنسب لجسد المرأة « . وأضاف « لا يمكن أن نطلب من المرأة المحافظة ممارسات رياضات ناعمة أخرى مثل السباحة لكن نطلب منها مزاولة الرقص الشرقي الذي بإمكانها أن تمارسه في البيت دون أن يراها الناس وكلّ هذا بالمجان » . وقال « ليس هناك في القرآن أو الاحاديث النبويّة ما يُحرّم الرقص الشرقي وعندما تمارسه المرأة لمدة لا تقلّ عن 20 دقيقة في اليوم أنا أضمن لها فوائد صحّية جمّة  » . وتابع « أعِد ممارسي الرقص الشرقي بفوائد نفسيّة أيضا حيث يمثّل إنطلاقا نفسيّا ومصالحة بين المرأة وجسدها ومع أنوثتها بما يجنّبُها خاصّة مرض الإكتئاب الذي صار يُصيب قسما هامّا من النساء في عصرنا « .  
(المصدر: موقع العربية. نت بتاريخ 25 نوفمبر 2008) الرابط http://www.alarabiya.net/articles/2008/11/25/60807.html

تونس: في سابقة غير متوقعة..سلمان العودة في

قصر قرطاج للمشاركة في مؤتمر الشباب الإسلامي

     

تونس ـ خدمة قدس برس أكد مصدر إعلامي تونسي رسمي حضور الداعية الإسلامي السعودي سلمان العودة إلى تونس لأول مرة منذ عدة سنوات، للمشاركة في المؤتمر الدولي حول « قضايا الشباب في العالم الإسلامي » الذي افتتحه ورعاه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس الاثنين (2411). وأوضح الصحفي التونسي برهان بسيس في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » أن دعوة الداعي سلمان العودة إلى مؤتمر « قضايا الشباب في العالم الإسلامي » تعكس احترام تونس للأصوات المدافعة عن الهوية العربية والإسلامية، وقال إن « حضور الداعية السعودي المعروف سلمان العودة إلى مؤتمر « قضايا الشباب في العالم الإسلامي »، مسألة طبيعية تؤكد احترام تونس للأصوات التي تدافع وتعلي من شأن هويتنا العربية والإسلامية، وتدافع عن الأصالة الإسلامية بعيدا عن كل أشكال التطرف أو الاستغلال السياسي الضيق. وهذا ما يسقط كل الشرعية عن بعض الخطابات التي تحاول تشويه صورة تونس وتقديمها ظلما وتزويرا كنموذج لما يسمونه بالاستئصال أو استهداف التدين ومحاصرة وظاهره »، على حد تعبيره. وأشار بسيس إلى أن الاهتمام التونسي بقضايا الشباب يعتبر تجربة رائدة في العالم العربي تستحق التأمل والقراءة، وقال « الاهتمام بقضايا الشباب في العالم الإسلامي يأتي تتويجا لسنة 2008 التي كانت سنة انصات لمشاغل الشباب بامتياز، وفتح ورشات الحوار معه، هذه التجربة جلبت لتونس الاهتمام والتقدير من طرف عديد الهيئات من بينها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم المهتمة في جزء من انشغالاتها بقضية مهمة ومصيرية تتعلق بمستقبل الشباب في العالم الإسلامي ». وأكد بسيس أن الحوار الحر والمفتوح هو سمة المؤتمر الدولي حول الشباب، وقال: « لقد كانت روح التعبير الحر والحوار المفتوح الذي ميز تجربة الحوار التونسي مع الشباب مصدر تنويه لهذا النشاط الذي جمع ثلة من الأخصائيين المرموقين في أرض تونس لنقاش هذه القضية الحيوية دونما خطوط حمراء أو استثناء أو أي شكل من أشكال المصادرة. وكما لاحظ المراقبون حضور وجوه عديدة من أبرزها الداعية السعودي سلمان العودة بما يؤكد أن أرض تونس تبقى أرضا للحوار المفتوح والتسامح ورعاية الاختلاف الذي من شأنه أن يثري الرؤى وقدرات الأمة العربية والإسلامية على مواجهة تحدياتها »، على حد تعبيره. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد أكد في الخطاب الذي افتتح به صباح أمس الاثنين أشغال المؤتمر الدولي حول » قضايا الشباب في العالم الإسلامي رهانات الحاضر وتحديات المستقبل » أنه بالشباب يمكن للأمة الإسلامية أن تستعيد زمام المبادرة وتتفاعل تفاعلا ايجابيا مع عصرها وتتوفق لاستشراف مستقبلها، ودعا الى وضع سنة 2010 تحت شعار »السنة الدولية للشباب » والى أن يعقد خلالها مؤتمر عالمي للشباب برعاية منظمة الأمم المتحدة وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية ويحضره الشباب من كل أنحاء العالم وينتهي بإصدار ميثاق دولي يكون الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة. ووصف مراقبون استضافة تونس للداعية السعودي المعروف سلمان العودة بأنها خطوة غير معهودة من السلطات التونسية التي كانت قد سمحت منذ أشهر بدخول العلامة الإسلامي البارز الدكنور يوسف القرضاوي إلى البلاد، رغم أنها تمنع كل كتبه ومؤلفاته بما فيها كتابه « التطرف العلماني في مواجهة الإسلام، تونس وتركيا نموذجا ». (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  25 نوفمبر 2008)


مؤتمر إسلامي بتونس يدعو لوضع برامج
لحماية الشباب من « الإرهاب » والتطرف الديني

 

 
 تونس 24 تشرين ثان/نوفمبر (د ب أ)- دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) اليوم الاثنين في تونس « كبار رجالات الفكر والثقافة والعلوم والمسؤولين عن قطاعاته المختلفة في دول العالم الإسلامي، والمنظمات الدولية والإسلامية والعربية ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بقضايا الشباب والتربية والتعليم » إلى التعاون معها « من أجل وضع برامج شبابية شاملة تقوم على التطوير والتحديث في مختلف مجالات حياة الشباب، ومجالات التربية والتعليم والتشغيل، ومجالات الحوار مع الآخر والتعايش والتسامح والوسطية ». وقال عبد العزيز التويجري المدير العام للإيسيسكو في افتتاح مؤتمر إسلامي تعقده المنظمة بتونس حول « قضايا الشباب في العالم الإسلامي: رهانات الحاضر وتحديات المستقبل » إن: « مثل هذه البرامج المنفذة على المدى القصير والمتوسط والطويل، يمكن أن تتغلب على العديد من المظاهر السلبية والمخاطر التي تهدد مستقبل الشباب (الإرهاب) يمكنها أن تفتح أبوابا واسعة للشباب في العالم الإسلامي، وأن ترسم لهم ملامح طريق  سالك وآمن إلى مستقبل يقوم على علم متطور وفكر متجدد ونظرة ثاقبة إلى الغد ». ودعا التويجري إلى « عقد استشارات وطنية للشباب في مختلف بلدان العالم الإسلامي، وإلى جعل عام 2009 سنة للحوار مع الشباب في العالم الإسلامي، تكلل بمؤتمر دولي تعقده الإيسيسكو في نهاية شهر تشرين ثان/نوفمبر ،2009 ويصدر عنه ميثاق عمل وشرف للشباب في العالم الإسلامي ». من جانبه دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في افتتاح المؤتمر المجموعة الدولية إلى وضع سنة 2010 تحت شعار « السنة الدولية للشباب ». كما دعا منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية إلى عقد مؤتمر عالمي للشباب سنة 2010 « يحضره الشباب من كل أنحاء العالم، ويركز موضوعه على محاور ذات اهتمام شبابي وينتهي بإصدار ميثاق دولي يكون هو الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم إلى القيم الكونية المشتركة ». ويبحث المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام وتشارك فيه 30 دولة إسلامية و25 منظمة دولية معنية بقطاع الشباب « أسباب الإرهاب والتطرف والعنف والغلو الديني في صفوف الشبان في العالم الإسلامي » و »الشباب والتربية على قيم التسامح والحوار بين الحضارات والأديان » و »كيفية مشاركة هادفة للشباب في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية ».   (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 25 نوفمبر  2008)  

 

مؤتمر دولي بتونس لحفظ الشبان المسلمين من التطرف

   

من طارق عمارة تونس 24 نوفمبر تشرين الثاني /رويترز/  افتتح اليوم الاثنين بالعاصمة التونسية مؤتمر دولي يناقش //قضايا الشبان في العالم الإسلامي// بمشاركة خبراء ومسؤولين من 15 بلدا إسلاميا و25 منظمة بهدف درء التطرف عن الشباب الذي أصبح فريسة تستقطبه جماعات إسلامية متطرفة. ويناقش الخبراء خلال جلسات المؤتمر عدة قضايا ابرزها //الشباب والتربية على قيم التسامح والحوار بين الحضارات والأديان// وأسباب الإرهاب والتطرف والعنف والغلو الديني في صفوف الشبان في العالم الإسلامي// و//كيفية مشاركة هادفة للشباب في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية//. ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام بحضور عدد من الشخصيات البارزة من بينها عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. ودعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر //إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية لهذه الفئة من خلال مزيد العناية بالتشغيل// وقال انه من أكبر التحديات المطروحة حاليا على مجتمعاتنا//. ويمثل تشغيل الشبان وخصوصا الحاصلين منهم على شهادات اهم التحديات امام الحكومات الإسلامية والعربية ويشكل الخريجون في بلد مثل تونس شريحة كبيرة من 70 الف شاب يدخلون سوق العمل كل عام. وقال بن علي //لا شيء يمكن أن يبنى بدون الشباب ولا يمكن لامتنا الإسلامية ان تستعيد زمام المبادرة إلا بشبابها وليس بمقدورها ان تستشرف مستقبلها استشرافا موفقا الا بشبابها//. ويأتي عقد مؤتمر دولي حول قضايا الشباب بالعالم الإسلامي في وقت يتزايد فيه استقطاب جماعات إسلامية متطرفة لفئات واسعة من شبان يعانون من مشاكل لتجنيدهم لمهاجمة أهداف أمريكية وإسرائيلية وأخرى عربية. كما طالب الرئيس التونسي بإتاحة فضاءات حرة للشبان لممارسة الإبداع بحرية درءا للتطرف الذي قد يهدد هته الفئة الهشة. وقال انه //يتعين ان يكون هناك اعتناء أكثر في مجال الثقافة والإعلام بإتاحة فرص التعبير الحر وإبداء الرأي بعيدا عن كل توجيه او مصادرة//. ودعا عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الى عقد استشارات وطنية للشباب في مختلف بلدان وأقطار العالم الإسلامي. كما طالب الحكومات العربية بأن تجعل عام 2009 عاما للحوار مع الشباب في العالم الإسلامي على ان تكلل بمؤتمر دولي تعقده الايسيسكو في نهاية نوفمبر من العام المقبل. وقال الشاذلي القليبي وهو أمين عام أسبق للجامعة العربية ان الشبان العرب يملكون تاريخا وحضارة عظيمتين وليس لهم ما يخجلون منهم بل من واجبهم ان يعتزوا بحضارتهم وان ينطلقوا منها في البناء. ويهدف المؤتمر الى رصد التحديات التي تواجه الشباب في العالم الإسلامي وترسيخ مبادئ الاعتدال والتسامح واحترام الاخر ونبذ مظاهر التطرف والعنف.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 نوفمبر  2008)  

 
قصّة قصيرة…. الحُلم

زكية الضيفاوي عندما تمدّدت على الأرض تطاول حولها العشب أنعشها عطره فغذته بحنينها حتى تمرّد على الجفاف.  تمدّد غطاها فلم يعد يبرز منها سوى النهدين، رف الحمام وحطّ فوق النهد تماما، غمره الدّفئ تطلع إلى المكان فأعجبه الهدوء، حملق في العشب المتمايل حولهما كأنما يهدهدهما . مدّ منقاره، قطف بعض الوريقات، رتبها جيّدا فأقام في تصميم هندسي عجيب عش فراخه، مكث فيه قليلا، وضع البيض وتركها ترقبه حتى تشقق، تناثرت أجزاؤه، زقزقت الفراخ فضلت تطعمها.  نمت الفراغ، كبرت شيئا فشيئا ، تدربت على المشي، على القفز والطيران،  لكنّها أبت مغادرة العش النهد، وظلت الحالمة نواحا، فتغمرها النهود حنينا، وأبى العشب إلا أن يتواصل تطاوله متمايلا مع صوت الحمام. عندما جاء الغريب  » يصلح الأرض  » كان العش قد تناسل، كان الحمام قد تكاثر، وكانت قد هنئت بمعاشرته. ارتعد الجميع خشية اكتشاف السرّ ، وخوفا من التشتت وانقطاع الودّ وصوت الهديل. استدار الغريب حول المكان مستطلعا كاد يدوس النهد لو لم يتفطن إلى العش.  أراد أن يزيحه عن مكانه حتى يكتشف التربة، زحف العشب عنادا وتشبث بالتربة حتى استعصى اقتلاعه، قفزت فراخ الحمام على الوجه الغريب تضربه بمناقيرها الحادّة حتى فقئت العينين الواسعتين. أصبح الغريب ضريرا يلتمس طريق العودة، قامت ترقبه والحمام يتطاير حولها، حتى تجلّى الخطر. أرادت أن ترقص مع الحمام من شدّة الفرح. حاولت أن تطير إليه، تحتضنه اعترافا بالجميل، فكانت في كلّ مرّة تصطدم بشيء صلب في الفضاء يجبرها على العودة نحو الأرض ترتطم بها،  فإذا الأرض قاسية لا عشب فيها، وإذا الحمام يتحوّل إلى سواد قاتم يغطي المكان، وإذا بيدين غليظتين تطبقان على النهدين بقوة يتألم لها كل الجسد …وأفاقت أخيرا على ظلمة الزنزانة،  تفقدت الثديين فلم تعزلها على أثر لكنها اندهشت لعذوبة الحلم وقررت أن تكمله. (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008)  

 

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والبنك الدولي؟؟؟

 
مراد رقية تتوالى النكبات والملمات على قطاع التعليم العلمي والبحث العلمي والتكنولوجيا التونسي في سنة الخمسينية،والسبب الرئيسي في ذلك إصرار سلطة الإشراف الإداري لا العلمي على مقاطعة الممثل النقابي الشرعي الوحيد للجامعيين التونسيين بمختلف أسلاكهم ورتبهم وهي الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ومساومتها على حرية وسيادة قرارها بوجود نقابة وهمية »افتراضية »موازية،وخاصة برفع شعار يتعارض بامتياز مع توجهات جمهورية الغد ودولة القانون والمؤسسات التي ترفع السلطات القائمة لوائها ألا وهو شعار »أنا أشير وأنتم تنفذون »؟؟؟ ان سلطة الاشراف الاداري التي كان من المفترض عليها تكريم الجامعيين التونسيين لمناسبة الخمسينية التي يصح عليها قولة المتنبي »عيد بأية حال عدت ياعيد »شكرا لهم على تضحياتهم وإبداعاتهم التي لا تدخل تحت حصر تكوينا وتأطيرا واختراعا معترف بها دوليا وفي مرحلة ثانية داخليا،ما فتئت تراكم الانتهاكات والتجاوزات التي تطال كل مظاهر حياة السلك التدريسي الجامعي التونسي انتدابا وترقية وترسيما ونقلا وتقاعدا وحتى عقابا بعدد ألوان قوس قزح،والهدف الأسمى هو تحويل الجامعيين رغما عن أنفهم الى مجرد موظفين عاديين مفقّرين،مجوّعين،منتهكي الكرامة،معترفين بالفضل لمجرد الابقاء عليهم أحياء مثل عبيد القرون الوسطى ضمن المنظومة الجامعية الخاضعة الخضوع الكامل لسلطة الإشراف الإداري عبر حلقات التسلسل الإداري التي يراد تحويلها إلى هياكل رقابية وعقابية أي أمنية بامتياز(بأيدي جامعية مأجورة مسلوبة الإرادة والقرار مملوءة الجيب عبر تكليفها بالخطط الإرشادية والاستشارية وانتسابها الى شعب التعليم العالي التي يتساءل أعضائها عن الزيادات في الأجور قبل النقابيين أنفسهم)؟؟؟ وتراكم سلطة الإشراف الانجازات الفريدة المتفردة في مسلسل الانتهاكات والتجاوزات المستهدفة كرامة ونخوة وجيب الجامعي التونسي على حد سواء بهدف تحويله الى »كائن لا طعم ولا لون ولا رائحة »له من فصيلة »بني وي وي » السائدة والمتنامية بامتياز اليوم في عديد قطاعات حياتنا اليومية التونسية،ولعل آخر هذه الانجازات بلوغ أصداء عن أن سلطة الإشراف الإداري،وفي إطار تنفيذها لمنظومة « امد » تحصلت من البنك الدولي مثلها في ذلك مثل المغرب الأقصى الذي سبقها في تطبيق المنظومة على ميزانية هامة مخصصة وموجهة إلى إرساء مقوماتها التنظيمية والتكوينية.وتقول بعض المصادر العليمة والمطلعة في وجود تعتيم إعلامي قاتل،وفي غياب »علاقة ثقة »بين الجامعيين التونسيين وسلطة الإشراف الإداري بأن من بنود الاتفاقية القائمة بين وزارة التعليم العالي والبنك الدولي توجيه وتخصيص 30 في المائة من هذه الميزانية لتحسين أجور وظروف عيش الجامعيين التونسيين باعتبارهم القائمين على تطبيق منظومة »امد »؟؟؟ ان سلطة الإشراف الإداري احترفت بامتياز وتميز حرمان الجامعيين التونسيين من حقوقهم التي لا زالت تساومهم عليها حتى في سنة الخمسينية وصولا إلى تحييد نقابتهم أي الجامعة العامة بدعوى وجود عديلة أو »ضرّة »لها مع العلم بتحريم تعدد الزوجات عندنا،الزوجات العاديات والنقابيات على السواء،وقبولهم بإفراغ الجيب وغسيل الدماغ والتكفير عن الذنب حتى الذي لم يقترف بعد،وصولا إلى التسليم بالأمر الواقع الرهيب القاتل قياسا على باقي قطاعات المجتمع التونسي الجريح،وهي تساوم حتى في الحقوق المدفوعة من البنك الدولي،ويخشى الجامعيون من منطلق علاقتهم الرفيعة المتميزة بسلطة الإشراف بأن تحوّل وجهة النسبة الأكبر من منحة البنك الدولي الى وجهات غير معلومة أو لتحسين أوضاع الهياكل الرقابية والعقابية بالوزارة لا غير؟؟؟ ونحن نخشى أن نكون في هذه الحال بين المطرقة والسندان،فإما السكوت عن التمتع بالحقوق تعجيلا وتسريعا باغتيال الجامعيين التونسيين وحقوقهم وأملهم في الخلاص من الجبروت الإداري المتجدد،أو المطالبة بمنحة البنك الدولي كاملة دون نقصان أو دفع نسبة وفيرة منها إلى الخزينة العامة للبلاد التونسية فنتهم بالاستقواء بالخارج(وأي خارج والخارج موجود لدينا بامتياز)أو حتى نتهم بالخيانة العظمى لأن مصدر الأموال خارجي كما تتهم بذلك زورا العديد من الأطراف ظلما وعدوانا؟؟؟؟؟؟ (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008) الرابط:http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_81.pdf

 
رد على مقال  » إدارة مهرجان قفصة تحوّل المسرح إلى فضاء للمساندة الرئاسية » هذه هي الحقيقة…

أثار استغرابنا ما جاء في مقال المدعو خيري بن سديرة (؟!) والصادر بصحيفتكم  » مواطنون  » بالعدد 80 وبتاريخ الأربعاء 12 نوفمبر 2008 تحت عنوان مثير  » إدارة مهرجان قفصة تحول المسرح الى فضاء للمساندة الرئاسية  » في تحامل واضح على إدارة المهرجان النشيطة ومغالطات صارخة للحقيقة والواقع. لقد استكثر صاحب المقال على المهرجان مساندته للرئيس بن علي – وهو شرف ينالنا – والتي سبقته إليها عديد التظاهرات الوطنية والجمعيات الرياضية والهيئات الثقافية، في مبادرة تلقائية للتعبير عن استبشار المثقفين خصوصا وجمهور المهرجان عموما لقبول سيادته ترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ورد بعض جميل هذا الرجل الذي أعطى للثقافة الكثير ويرعى رجالاتها ونشطائها على الدوام والذي يدعم جميع المسارات التنموية بولاية قفصة بحرص شخصي كبير. وعلى العموم فمثل هذه المزايدات والترهات لا يمكن أن تنطلي على العارفين والمطلعين وخصوصا سكان قفصة والمثقفين عموما الذين يجدون في المهرجان – الناشط على مدار السنة فعلا – وهي فضيلة مطلوبة لا رذيلة متروكة (كما حاول صاحب المقام الإيهام به ) الوعاء لهواجسهم ونشاطاتهم ناهيك أنه شكل على امتداد الثلاث سنوات الأخيرة فرصة للمبدعين لإظهار طاقاتهم من خلال إنتاجاته الدرامية ومختلف فعالياته كالمعارض الفنية واللقاءات الفكرية والأمسيات الشعرية وغيرها. ويكفي هيئة المهرجان فخرا أنها توصلت في ظرف عام من تصنيف مهرجان قفصة الدولي ضمن المهرجانات الدولية ( بعد 28 دورة كاملة ) بفضل جهدها وعملها ورؤيتها مما شجع وزارة الثقافة مشكورة على اتخاذ قرار التدويل، ثمّ ما يحسب أيضا لهيئة المهرجان التأسيس لتظاهرة هامة جاءت لتثري مما شجع وزارة الثقافة مشكورة على اتخاذ قرار التدويل، ثم ما يحسب أيضا لهيئة المهرجان التأسيس لتظاهرة هامة جاءت لتثري المشهد الثقافي الجهوي والوطني وهي  » مهرجان ربيع قفصة  » كلبنة إضافية تساهم في تنشيط الحياة السياحية والثقافية بتلكم الربوع الفيحاء وتتابعها الآلاف المؤلفة من الجمهور وهي تظاهرة تسجل بإطراد نجاحا ملحوظا وتحتل موقعها في الخارطة المهرجانية الموسمية بتؤدة ورصانة لا كما يحاول كاتب المقال تقزيمها وتهجينها وكأن إعداد الأكلات القياسية بدعة خرج بها على الناس مهرجان ربيع قفصة فقد سبقته إليها عديد التظاهرات المشابهة في توزر ونابل والقيروان وغيرها وهي فقرة طريفة معتمدة في جلّ المهرجانات السياحية في العالم وتجلب فضول الجمهور بالآلاف وليس صحيحا ما ادّعاه المقال من فشل الطبقين ( المطبقة والبركوكش ) إلا في مخيلته . نأتي الآن إلى بعض الإداءات الأخرى لنفيده بان فضاء مسرح الهواء الطلق يعود بالنظر إلى مجلس البلدي وليس إلى أي جهة أخرى وميزانية مهرجان ربيع قفصة لا تتعدى الخمسين ألف دينار ( لا مائة ألف كما ذكر تجنيا) يساهم فيها صندوق دعم أنشطة الشباب بالولاية بألفي دينار فحسب وتذاكر الفنان ثامر حسني لم تتعد العشرين دينار فقط ( لا خمسين ) وأن المهرجان لم يدعي البتة حكاية شفاء الفتاة المقعدة التي أوردها السيد خيري جزافا، علما وأن حديقة 7 نوفمبر هي فعلا كذلك بهذه التسمية حسب بلاغات البلدية وأن التنسيق مع دوائر وزارة الثقافة مركزيا وجهويا قائم وثابت ولا تشوبه شائبة وفي تناغم تام مع السلط الجهوية والمحلية الراعية للمهرجان والحاضرة على الدوام في جميع فعالياته الربيعية والصيفية. وإن نفاخر بهذا المهرجان الواعد الذي يحقق في عامه الثالث على التوالي توازنا ماليا محمودا بل ويسجل فائضا ملحوظا في كل دورة في وقت تسجل فيه أغلب المهرجانات عجزا متعاظما، أليس في ذلك حكمة وترشيدا للمال العام وحسن تصرف ودراية بالرغم من قيمة العروض وأهميتها وكثافتها ومحدودية الميزانية عموما؟ !ومع ذلك فنحن لا ندعي الكمال وكل عمل جاد تعتريه بعض الثغرات والنقائص لذلك فالمهرجان فاتح يداه وأسواره لكل إضافة أو فكرة أو رأي. *هيئة مهرجان قفصة الدولي (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008)  

 
كفاكم إساءة إلينا وإلى أنفسكم

 

د. عمر الزعفوري لن أنس ذلك النص الذي درّسته لتلامذة السنوات التاسعة سنة 1998 والذي يتطرق فيه صاحبه أحمد بهاء الدين إلى مسألة الإشهار في عالمنا المعاصر . ما شدّ انتباهي فيه هو أن المؤلف لامس في العمق جوهر الأزمة الحضارية التي تتخبط فيها شعوب محمولة بوهم الحداثة وحالة الاغتراب التي تشي بها معظم السلوكات اليومية لأفراد هذه المجتمعات تذكرت هذا النص عندما وجدت نفسي في غابة من الشعارات و أنا سائر في الطريق الرئيسي لمدينة سيدي بوزيد ألتفت يمنة ويسرة أقرأ ما جادت به قرائح محترفي السياسة .لم أهتم بمضامين تلك الشعارات لأنها تدخل في باب قناعات لا تلزم إلاّ أصحابها وإنّما توقفت عند فداحة أخطاء اللغة والرسم التي احتوتها تلك الشعارات . قد تبدو لأصحابها أمرا بسيطا لا يستحق منا ملاحظته ولكنها في تقديري اعتداء سافر على هويتنا كعرب و دوس لذاتيتنا طالما أن اللغة مقوم أساسي من مقومات الهوية والذاتية .لا شك أن مهندسي تلك اللافتات هم من الإطارات التي لا يقل المستوى التعليمي للواحد منها عن الباكالوريا ومع ذلك ترتكب أخطاء لا يسمح بها حتى المبتدئون لأنفسهم وهاكم نماذج منها : »المسيرة المضفرة.. »(مظفرة) ، »…تحتفل بالذكرى الواحدة والعشرون « (الحادية والعشرين)، « …يهنأ » (يهنئ)وهلمّ جرّا من الأخطاء التي يهتز لها وجدان كل غيور على اللغة العربية وتقشعرّ لها أبدان المثقفين يقرأها التلميذ والمدرس ورجل الشارع فيأخذونها على أنها الصواب .في فترة تعرف فيها أمنتا حالة من الانتكاس ونعامل على أننا شعوب تصنع الإرهاب وتنظّر له و ذنبنا أن لغتنا غير لغتهم وديننا غير دينهم يعمد بعضنا إلى تعميق هذا التوجه فلا يعير اللغة العربية قيمة عندما يكتب أو يخاطب .نعرف جيدا أن البعض يوكل مهمة كتابة هذا اللافتات إلى حراس المؤسسات وإلى بعض الكتاب من غير المتمكنين من قواعد اللغة العربية ولكن لا بأس من أن يراجعها بعد الكتابة و يستشير من هو أقدر منه لنتجنب مثل هذه الفضائح .قدّرت موقفا لأحد الولاّة في سيدي بوزيد منذ ما يزيد عن الخمس سنوات عندما لفت انتباهه إلى خطأ بدائي في إحدى اللافتات فكان منه أن أمر بإزالتها في الحين وهي حركة لها أكثر من معنى خصوصا وأنها تزامنت مع رشق إخواننا في العراق بأطنان من القنابل عقابا لهم على « امتلاك حكومتهم للسلاح النووي  » . لم أستغرب ما رأيت وما قرأت لأن الأمر لا يقف عند ذاك الحد لأنّ بعض نوابنا في مجلس النواب لا يقدر حتى على التعبير عن رأيه ولا يستطيع تبليغ مطالب من يمثلهم(مع احترامنا لكل نائب كفء ) فيقضي فترة نيابته ضيفا وديعا يكتفي بالحضور والتفرج طمعا في أن تجدّد له تلك الفترة .معنى ذلك أن المشكل ليس خاصا بفئة بعينها لأن تلك الأخطاء نعاينها في نشرات الأخبار وفي الصحف وفي الخطابات السياسية مما يعني أننا مقبلون على مجتمع جديد سنتعامل فيه مع بعضنا بالإشارات أو بالأرقام وسنستغني عن اللغة .لعل ذلك ما يفسر حالة الهوان التي تلقاها أقسام اللغات و الشعب الأدبية في جامعاتنا وما يقابل به الكتاب من إعراض ونفور حتى أن البعض من الطلاّب والمتعلمين يعتبر المطالعة ضربا من الترف الفكري. أنا على يقين من أن ّالكثير من إطاراتنا لم يقرأ في حياته كتابا واحدا وعذره في ذلك أن اختصاصه علمي لا علاقة له بالأدب. ليكن على علم أن اللغة هي أداة تبليغ المعلومة العلمية للمتعلمين اللهم إلاّ إذا كانت له أداته الخاصة في التبليغ.ما أبشع أن يقدم أحدهم نفسه على أنه في خدمة الناس وهو يجهل لغتهم و قواعدها ولا يقوى حتى على تبليغ مقصوده !وما أحط أنّ يتنكر البعض لهويته وذاتيته بدعوى أنّه غير متضلّع في اللغة العربية !أفلا يستحون من الإساءة إلينا و إلى أنفسهم ومن ركوب قضايا لا ترقى إلى مرتبة القضايا ؟ (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008)

 
ورد علينا من الساحة الحمراء
 

مختار الأحولي سنبرم اتفاقا مع إسرائيل بأن يمكن الرياح من رفع راية الهدنة لكي يتمكن البحر من استبطان قوته من مخلفات الوقت هذا ويكون أبعد ما يكون عن غربته حتى لا يدفن همومه في مزبلة أخرى تفضله مع كل مطلع هلال قمري. أما بنود الأنفاق فنحتاج إلى أنفاق عديدة حتى نخطها بعيدا عن أعين المتطفلين والطفيليين وموظفي الدولة والقطاع الخاص سنبين في الآتي مرمى اتفاقية الرياح الأربع ونطيح بالظنون وبكل مفتون بتدابير الفتن واستنباط المحن وإشاعة سوء الظن. إذا كنت أنا المركز فالاتجاهات الأربعة هي رياح تهب علي ليس بقصد اقتلاعي فحسب وإنما ابتلاعي وذلك أضعف إيمانها،  لكني أفتح لها قلبي غربالي المفتون بالإنسان ليأخذ ما يلزم لرفعته كجنس و عدد في هذا الكون ويقوده على إبداع الإضافة أو اختراع وصك نقد يشتري به حريته وتميزه وجدواه ووجوده. هذا النقد لن يكون سوى دمعة في هذا العصر الدموي فوق العادة فإنه يقدمه مع كل ابتكار ليباري به ويبارز الإنسانية كل حسب موقعه على الخارطة التي تجمعونها في الفقر وفي العمر النكد وفي الغربة القسرية وفي الأحلام المتوارثة وفي الأسئلة الجامحة. وفي الطقوس الأغنوصية التي تنبه عمادا وركيزة وتنبؤه بمكان وممكن إسرافيل الغادر المكار. إسرافيل غبار التكوين الذي يهب على مكايل الدول التي تقود سفينة النجاة ( النوحية ) من التكدس على باب الفقر اليومي، كن شتان ما بين القول والفعل،وسيان ما بين الريح الخامسة التي لم يتنبأ بها المها تما غاندي والتي هي في الأصل الريح الوحيدة القطرة التي كان يهابها في ذاته حين رفض الملكية الفردية وانتزع عنه كل ما هو ذاتي وزهد في كل ما يصوره العالم على أنه يقود أو يذود بقوة السلاح عن الذات وإنما سلاحه هو الصبر ودحر العدو بصمت والقوة الناطقة حتما بالصمت حتما بالصمت وبعبر ومعابر للخطاب الكاسح الذي قال عنه وفيه صاحب الكلمات:  
روحت الخيل اللاهدة                    وعيونك شاهدة على غدر الزمان روحت الخيل تشالي                     طالت بينا الليالي وطولت الأحزان روحت الخيل فريدة                      مسلمة المقودة ولفارسها قالت في الأمان روحت خيلك شامخة                    في قلبي بصهيلها شارخة في الخلي بعينها صارخة              ذاقت من العذاب بعدك ألوان روحت الحوشها دائخة                 ولي كان كان روحت خيلك شامخة                   في قلبي بصهيلها شارخة في الخلي بعينها صارخة              ذاقت من العذاب بعدك ألوان روحت خيلك بسرجها المطرز        بدمع العين محرز ونبض القلب هازز                      صورة في خيالي معنقها بحنان روحت الخيل وخلفت ورائها غبار               لعدو فيك حار لازم يكفنك نهار                                    براية الوطن والزمان خيلك يا مصطفي روحت (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008)

 

على منبر مؤسسة التميمي ابنة الطيب المهيري تطالب الدولة بفتح تحقيق في وفاة والدها ومحمد مزالي يعرب عن ندمه لعدم استقالته من الحكم !

انعقدت يوم السبت 15 نوفمبر الجاري الجلسة الثانية المخصصة للمناضل ورجل الدولة الطيب المهيري  من لقاءات الذاكرة الوطنية التي دأبت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات على تنظيمها منذ سنوات .وحضر الجلسة جمع من رجالات الدولة السابقين الذين أدلوا بشهاداتهم وهم السادة محمد مزالي الوزير الأول السابق ومحمد غراب مدير ديوان وزير الداخلية زمن تولي الطيب المهيري مقاليد الوزارة وعمر الشاذلي الطبيب والوزير السابق ونجيب بوزيري سفير سابق .وكان لافتا الطلب الذي تقدمت به عائشة المهيري كريمة المرحوم الطيب المهيري للدولة بضرورة فتح تحقيق في ظروف وفاة والدها  وجاء في تدخلها   » نحن كعائلة لا نتهم أحدا  وكل ما سأقوله هو نقلا عن والدتي التي طلب منها ألا تتحدث عن مرض والدي وموته وأن تكتفي بتربية بناتها الصغيرات . والدي كان مريضا بالسكري وذلك منذ أن كان عمره ثلاثون سنة عندما كان معتقلا  والمرض الذي توفي إثره كان نزلة برد في بداية 1965  حيث نقل للمستشفى وهناك نقل له دم دون أن يكون تعرض لنزيف داخلي .وطبيب والدي « ميار » سأل أمي هل لزوجك أعداء .وعندما كان والدي في مستشفى سان بتريار في قسم الدكتور « درايفوس » لتعديل السكري جاءت بعثة من تونس فيها عبد الله فرحات وعمر الشاذلي وشخص آخر ولكن أبي رفض مقابلتهم . وهناك رسالة كتبت تحت أوامر بورقيبة ممضاة من قبل دكاترة تطلب أن يرتاح أبي باعتبار أن حالته الصحية لم تعد تسمح له بالقيام بمهامه  .وهذه الرسالة رفض إمضاءها الدكتور ميار  .وأمي أتلفت هذه الرسالة ولما سألها عنها الصادق المقدم سفير تونس في باريس آنذاك أنكرت أمي وجودها .وكان هناك صراع كتل داخل الحكم على خلفية اختلافات سياسية حول التعاضد وغيره من المسائل بين كتلة أصيلي العاصمة التي كان ينتمي لها أبي  وكتل أخرى » وتضيف عائشة المهيري « الشيء الذي ضاعف شكوكنا هو ما تم خلال يوم وفاة والدي إذ نجد أن أحمد التليلي غادر البلاد يوم دفن والدي بالذات وكان قد همس لأمي قبيل المغادرة « يا نجاة منع روحك ومنع بناتك والتحقي بي في بلجيكا أنا أتكفل بيكم  « وبعد عامين كان أحمد التليلي على فراش الموت وأرسل طالبا مقابلة أمي ورغم نصيحة وسيلة بورقيبة بعدم الذهاب إليه زارته والدتي فقال لها « أنا تمكنوا بي وبعد عامين المنجي سليم « . وتختم عائشة  المهيري قولها « أنا أشك كثيرا بعد ما حصل مع أحمد التليلي في وجود…….. وفي نفس السياق أدلى رضا التليلي نجل أحمد التليلي  بشهادة ذكر فيها أن أبيهم جمعهم في الصباح على غير العادة يوم وفاة الطيب المهيري وحدثهم عن إمكانية عدم التقائه بهم ثانية  وطلب منهم عدم التعويل على أي كان  ثم سافر دون أن يعود إلى المنزل . أما محمد مزالي الوزير الأول الأسبق فإنه تحدث عن علاقته بالطيب المهيري واصفا إياه بابن العاصمة الذي لم تكن له نعرة جهوية ونفى علمه بما روته السيدة عائشة مؤكدا أن الطيب المهيري كان وطنيا مخلصا عاش فقيرا ومات فقيرا وحول التساؤلات التي طرحت في النقاش من الجامعيين الدكتور محمد ضيف الله والدكتور عبد اللطيف الحناشي حول غياب الديمقراطية والتعددية في فكر وممارسة الجيل الذي أسس الدولة الحديثة بمن فيهم الطيب المهيري أجاب المزالي بأن الذنب هو ذنب الفترة التي عشنا فيها وأنا أتحمل المسؤولية في ذلك وقبلت بعد 1986 المثول أمام محكمة عليا وليس أن أحاكم كتاجر مخدرات وأتحمل المسؤولية أكثر في عدم الاستقالة مثلما فعل أحمد المستيري الذي كانت له الشجاعة الكافية للقيام بذلك . وخلال ملتقيات الذاكرة تبقى دائما الأسئلة قائمة وبحدة لماذا مارس هذا الجيل الذي تكوّن في جامعات فرنسا حيث نشأت الأنوار وحيث تدرّس القيم الديمقراطية أبشع أدوات البطش ولماذا رسخ فكرة الرأي الواحد والصوت الواحد ولا زال يتمسك بها ؟ومثلما أكد ذلك الدكتور عبد اللطيف الحناشي يجب على هذه النخبة التي تربت في فرنسا أن تتحمل مسؤوليتها في تبني الديكتاتورية  والتاريخ لا يرحم أحدا . (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_81.pdf

مداولات مجلـــس النــــواب حول مشـــــروع ميزانيــــة الدّولة لسنة 2009 المصادقة على ميزانية رئاسة الجمهورية: إشادة بمؤسسة الرئاسة في ترشيد النفقات ودفع أنشطة  المجتمع المدني

باردو-الصباح استأنف مجلس النواب عشية أمس المداولات حول ميزانية الدولة بمناقشة تقرير اللجنة الأولى حول ميزانية رئاسة الجمهورية التي تم فيها ضبط نفقات التنمية والتصرف في حدود 67,62 م.د متوزعة بين 60,73 م.د نفقات تصرف و6.8 م.د نفقات تنمية. وخصصت لصناديق الخزينة 40 مليون دينار لصندوق التضامن الوطني و100 مليون دينار للصندوق الوطني للتشغيل. علما وأن القسط الراجع لميزانية الرئاسة من الميزانية العامة للدولة بلغ 0,4% دون اعتبار الحسابات الخاصة بالخزينة. وقد تضمن تقرير اللجنة حوصلة لأنشطة مختلف الأجهزة الملحقة برئاسة الجمهورية لسنة 2008 وبرامجها المستقبلية على غرار صندوق التضامن الوطني، الصندوق الوطني للتشغيل، المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، المجلس الدستوري، الموفق الإداري، والهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية. وثمن النواب خلال فتح باب النقاش العام الدور الكبير لمؤسسة الرئاسة وحرص رئيس الدولة على ان تكون ميزانية رئاسة الجمهورية مثالا يحتذى في ترشيد النفقات وتحقيق الأهداف والاستغلال الأفضل للأموال العمومية لدفع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولدفع أنشطة المجتمع المدني، كما عبروا عن ابتهاجهم بقبول رئيس الدولة القبول بالترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 من أجل مواصلة مسيرة النماء والتحديث وقطع مرحلة أخرى على درب الإصلاح والاستقرار السياسي والاجتماعي. وأكدت النائبة فوزية شقرون عبيد (التجمع) توسيع مجال مؤسسة الموفق الإداري لتشمل خاصة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وأبرز النائب فؤاد القرقوري (التجمع) أبعاد مبادرة الرئيس في خطابه الافتتاحي للمؤتمر الدولي حول قضايا الشباب في العالم الإسلامي وخاصة اقتراحه وضع سنة 2010 سنة دولية للشباب يفضي إلى ميثاق عالمي للشباب. ودعا النائب منجي الخماسي (حزب الخضر) إلى تطوير العلاقات بين مختلف الأحزاب من أجل حركية أكثر ومن أجل تأطير المواطنين خاصة الشباب منهم، مجددا اقتراحه بعث مجلس أعلى للحوار السياسي. واقترح النائب عبد الرزاق ضي (التجمع) تسمية بعض الأنهج باسم مناطق كانت في الماضي معزولة وأصبحت بفضل الرعاية الرئاسية عنوانا لنجاح المقاربة الاجتماعية لرئيس الدولة وحتى تكون هذه المناطق محل عبرة وتأمل خاصة لدور صندوق التضامن الوطني 26-26. من جهته تساءل النائب عبد الله لونيسي (التجمع) عن إمكانية إدراج بعض المعتمديات الأخرى ضمن تدخلات برنامج المعتمديات ذات الأولوية. نوهت النائبة عايدة مرجان (التجمع) بمؤسسة الموفق الإداري ودعت إلى مزيد التعريف بمجالات تدخلها وتعميم صلاحياتها وتعميمها على جميع الولايات. كما دعت إلى نشر الفقه الدستوري لمؤسسة المجلس الدستوري لتكون مرجعا قانونيا. وفي رده على تدخلات النواب افاد السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الأول الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان ميزانية رئاسة الجمهورية التي لا تتجاوز 0.4% منذ سنة 2008 تعطي المثال عن حسن التصرف في الأموال العمومية وذلك تكريسا لارادة سياسية لرئيس الدولة لجعل ميزانية الرئاسة مثالا يحتذى في هذا المجال.ثم صادق النواب على ميزانية رئاسة الجمهورية ونظر المجلس إثر ذلك في مشروع ميزانية مجلس النواب للسنة القادمة التي بلغت 15,59م.د. وتمحورت تدخلات النواب في هذا المجال في مواضيع متصلة بنشاط المجلس على غرار تحديث العمل البرلماني وتطويره، ومواكبته للأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية، والإعلام النيابي، ومراجعة النظام الداخلي، فضلا عن الديبلوماسية البرلمانية والنشاط الخارجي للمجلس، وتطوير موقع واب المجلس وحفظ ورقمنة الأرشيف التشريعي وصيانة التجهيزات الصوتية. كما نظر مجلس النواب في مشروع ميزانية مجلس المستشارين. رفيق بن عبد الله ـــــــــــــــــ هوامش…هوامش…هوامش…هوامش…هوامش…هوامش…هوامش…هوامش…هوامش…هوامش نشرية الأصداء البرلمانية عادت النشرية الداخلية « الأصداء البرلمانية » الصادرة عن قسم الإعلام والصحافة بمجلس النواب إلى الصدور. فقد تم توزيع العدد الأول للنشرية الخاص بالدورة العادية النيابية 2008-2009. وقد تضمن العدد في صفحتين بالألوان عديد الأخبار المتعلقة بنشاط المجلس وطنيا وخارجيا.. 9 ساعات للنقاش العام  دام النقاش العام 9 ساعات كاملة شهد تدخل 53 نائبا. وقد شهد يوم أمس استكمال بقية التدخلات التي لم يسع الوقت للاستماع إليها يوم السبت الماضي، وذلك قبل أن يفسح المجال أمام الوزير الأول للرد عليها. وكان السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب جدد التأكيد على عدم تجاوز النواب لمدة زمنية لا تفوق 3 دقائق خلال مناقشة مختلف أبواب الميزانية و20 دقيقة لردود أعضاء الحكومة.  20 اجتماعا للجان المكلفة بدراسة الميزانية عقدت اللجان المكلفة بدراسة الميزانية القادمة 20 اجتماعا لدراسة  الوثائق المتعلقة بأبواب الميزانية. وكونت فرق عمل للغرض وتوجهت بـ516 سؤالا كتابيا إلى الحكومة دون اعتبار الأسئلة المتعلقة بقانون المالية. كما عقدت إلى حد يوم 21 نوفمبر الجاري 28 جلسة استماع إلى أعضاء الحكومة واستغرق المعدل الزمني لكل جلسة بين 3 و6 ساعات. فضاءان مخصصان للصحافة لتوفير أفضل ظروف عمل الصحفيين المكلفين بتغطية مداولات مشروع ميزانية الدولة، قام مجلس النواب كعادته بتخصيص فضائين بالمجلس للصحفيين تم تجهيزهما بالهاتف والفاكس وحواسيب مرتبطة بشبكة الانترنيت مع إمكانية النفاذ إلى الانترنيت والتراسل الالكتروني للصحفيين الذين يعتمدون على حواسيبهم الشخصية المحمولة. وقد نالت هذه الإجراءات استحسان ممثلي وسائل الإعلام خصوصا وأنه لوحظ حرص مسؤولي قسم الإعلام بالمجلس على توفير كل الوثائق والمتطلبات للصحفيين فضلا عن حسن الاستقبال من قبل أعوان المجلس. وقد علمنا أن عدد الصحفيين الذين عبروا عن رغبتهم في تغطية مداولات الميزانية حقق رقما قياسيا إذ فاق الـ200 صحفي ينتمون إلى مختلف أجهزة الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة لكن أيضا من الصحافة الالكترونية.. حضور لافت شهد يوم أمس حضورو لافتا لعدة إطارات عليا من موظفي الدولة خاصة من الوزارة الأولى لمتابعة أشغال المداولات حول ميزانية الدولة. حول إجابة الوزير الأول دامت مداخلة الوزير الأول التي تولى فيها الرد على تدخلات النواب قرابة الساعة أجاب خلالها بإسهاب وتفصيل ودقة على كافة الملاحظات والاستفسارات التي طرحها النواب في جميع القطاعات والمجالات. وكانت مجالات الاقتصاد والاستثمار والتنمية والتشغيل من أبرز المجالات التي تطرق إليها الوزير الأول. كما أطنب الوزير الاول في تفسير وتحليل مسألة عدم التخفيض في أسعار المحروقات على مستوى الاستهلاك المحلي بعد هبوط أسعارها في السوق العالمية متأثرة بالأزمة المالية العالمية. الأزمة المالية والاقتصادية العالمية * خيمت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية بظلالها على أغلب المداخلات ولم يخل تقريبا أي تدخل من الإشارة إلى الموضوع في علاقته باقتصادنا الوطني والإشارة إلى ضرورة مواصلة اليقظة ومراقبة التطورات والمستجدات. تقريرالميزان الاقتصادي * تذمر بعض النواب من حصولهم على التقرير المحين حول الميزان الاقتصادي بصفة متأخرة نسبيا وهو ما لم يوفر للبعض متسعا من الوقت للإطلاع الكافي على ما تضمنه التقرير المحين من اضافات. 55 تدخلا * بفتح النقاش العام حول الميزان الاقتصادي ومشروع الميزانية، طلب التدخل حوالي 55 نائبا. وتجدر الإشارة أن المداخلات في النقاش العام لا تحدد بحيز زمني معين وهو ما فتح المجال لدى البعض للإطناب في مداخلاتهم بموجب ودون موجب أحيانا. جمع: رفيق ومنى ــــــــــــــــــ الوزير الأول يقدم ردّ الحكومة على النقاش العام: توسيع السوق وتوفير فرص متناميــــة للاستثمار والتشغيل وتحسين الجـــودة باردو (وات) ـ اكد السيد محمد الغنوشي الوزير الاول في تعقيبه على مداخلات النواب ان قبول الرئيس زين العابدين بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة يعزز الثقة في حاضر البلاد والتفاؤل بمستقبلها كون سيادته الاقدر على رفع التحديات المطروحة وكسب الرهانات ومواصلة المسيرة التنموية الموفقة لتونس بثبات ونجاح. وابرز اهمية المكاسب التي سجلها الاقتصاد الوطني رغم الصعوبات العالمية بشهادة الهياكل والمؤسسات المالية الدولية وذلك بفضل دعم قدرته على التاقلم مع المستجدات العالمية والعمل على تنويع قاعدته حيث تمثل الفلاحة نسبة 12 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي والصناعات المعملية نسبة 20 بالمائة وتكنولوجيات المعلومات والاتصال نسبة 9 بالمائة والنقل 7 بالمائة والسياحة 5،6 بالمائة والخدمات المالية 6 بالمائة اما القطاعات ذات المحتوى المعرفي فتمثل 4،23 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي. واضاف ان هذه المقاربة التشاورية دعمت القدرة على استقطاب النخب الوطنية وتعزيز دورها في بلورة الخطط والبرامج الوطنية في مختلف القطاعات واحكام تجسيدها والاستنارة بارائها لمجابهة المستجدات وهو ما يتجلى بالخصوص في تطور مؤشر الاستثمار الذي يسجل سنويا زيادة بنسبة 1 بالمائة حيث مثل نسبة 1،25 بالمائة سنة 2008 من الناتج المحلي الاجمالي مقابل 24 بالمائة سنة 2007 وينتظر ان يبلغ نسبة 26 بالمائة سنة 2009. دور القطاع الخاص  وتطرق الوزير الاول الى الدور الهام الذي يضطلع به القطاع الخاص في دفع قطاع الاستثمار والتفاعل الايجابي مع الخيارات الوطنية من خلال تاهيل وحداته الانتاجية والتجاوب مع البرنامج الرئاسي القاضي بتكثيف احداث المؤسسات مشيرا الى ان القطاع الخاص يساهم بنسبة 61 بالمائة من الحجم الجملي للاستثمار وبنسبة 72 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي و85 بالمائة من التصدير و90 بالمائة من احداثات الشغل. واشار في السياق ذاته الى ما يشهده قطاع الاستثمار الخارجي في تونس من نسق تصاعدي حيث يقدر حاليا بـ6،5 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي مقابل 9،2 بالمائة سنة 2006. وافاد من جهة اخرى ان اسعار البورصة التونسية سجلت في المدة الاخيرة ارتفاعا بنسبة 16 بالمائة لانها لم تدخل في منطق المضاربات على غرار العديد من بورصات البلدان الاخرى وهو ما جعلها بمنأى عن تداعيات الازمة المالية العالمية ملاحظا ان تخلي الدولة عن القطاعات التنافسية لا يعني تخليها عن مسؤولياتها بل انه يتنزل في اطار الحرص على الاستفادة القصوى مما يتميز به القطاع الخاص من قدرة على التواصل مع الاطراف الخارجية ومسايرة مستمرة للمستجدات المسجلة واتخاذ القرارات المناسبة في اسرع الاجال. وشدد الوزير الاول على حرص الدولة على تعزيز دورها الاستشرافي واستباق الاحداث والاستعداد الامثل لمواجهة المستجدات لا سيما في مجالات تعبئة المياه ومقاومة الانجراف والحفاظ على البيئة والسياسة الديمغرافية والحفاظ على توازنات الصناديق الاجتماعية وتطوير البنية الاساسية والنهوض بالموارد البشرية وبقطاع البحث العلمي والتكنولوجيا. أسعار المحروقات  وفي ما يتعلق بارتفاع اسعار المحروقات والمواد الاساسية اكد السيد محمد الغنوشي حرص الدولة على دعم اسعار هذه المواد حتى تبقى في حدود تتماشى والقدرة الشرائية للمواطن مشيرا الى الجهود المبذولة في وضع السياسات والبرامج لدفع مختلف القطاعات كالفلاحة وخاصة الزراعات الكبرى والحبوب وكذلك الطاقة من خلال الحث على ترشيد استهلاكها والاقبال على الطاقات المتجددة والبديلة ومزيد النهوض بقطاع النقل باتجاه التقليص من اكتظاظه والارتقاء بمستوى الخدمات المسداة ومزيد انتظام الرحلات. واشار الى ما يحظى به قطاع التشغيل من اولوية مطلقة لدى الرئيس زين العابدين بن علي بما اتاح التخفيض في نسبة البطالة من 6ر15 بالمائة سنة 1999 الى 14 بالمائة حاليا مبرزا الجهود المبذولة في هذا الاتجاه والرامية بالخصوص الى تشغيل حاملي الشهائد العليا من خلال اقرار برنامج خصوصي لفائدة المتخرجين الذين طالت فترة بطالتهم وملاءمة برامج التعليم والتكوين مع حاجيات سوق الشغل ومزيد تصويب السياسات النشيطة للتشغيل خاصة لفائدة الفئات صعبة الادماج في سوق الشغل فضلا عن تكثيف الاستثمار في القطاعات الواعدة ذات القدرة التشغيلية العالية. التنمية الجهوية  وفي ما يتعلق بملف التنمية الجهوية اكد السيد محمد الغنوشي الدور الهام الذي تضطلع به الدولة والجهود الكبيرة المبذولة في هذا المجال وهو ما يبرز من خلال المجالس الجهوية التي اشرف عليها الرئيس زين العابدين بن علي وتم خلالها اقرار جملة من البرامج والمشاريع الهامة لفائدة عدد من الولايات والمناطق على غرار القصرين وقفصة وجزر قرقنة وذلك الى جانب القرارات التي تضمنها خطاب الذكرى الحادية والعشرين للتحول ولاسيما المتصلة منها بمجال النقل والربط بشبكات الطرقات السيارة والتي سيكون لها انعكاس ايجابي كبير على دعم مقومات التنمية الجهوية. ومن جهة اخرى بين الوزير الاول ان الازمة المالية العالمية الراهنة والتي امتدت الى معظم البلدان المصنعة كما الصاعدة سيكون لها تاثير بدرجات متفاوتة على كافة البلدان ومنها تونس التي قال ان لها اقتصادا متفتحا.  واكد في هذا الخصوص أن التفتح هو خيار صائب وضرورى لانه يسمح بتوسيع السوق وتوفير فرص متنامية للاستثمار والتشغيل ويحفز على تحسين الجودة والاستجابة لتطلعات المستهلك. التفتّح الاقتصادي وأوضح السيد محمد الغنوشي أن من ايجابيات هذا التفتح حصيلة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي والتي دعمت قدرة البلاد التجارية بما مكنها من تحقيق فائض تجارى على حساب عدد من البلدان الاوروبية على غرار فرنسا واسبانيا وذلك نتيجة دعم القدرة التنافسية وتغيير العقلية والحرص على التعويل بأكثر قدر ممكن على الذات.  وأكد في ذات الاتجاه الحرص على دعم التفتح الاقتصادي على فضاءات الانتماء على غرار المحيط الاورومتوسطي والعربي والافريقي وذلك من خلال اتفاقيات شراكة وتبادل حر مع عدد من بلدان هذه الفضاءات.  وأبرز السيد محمد الغنوشي أهمية دعم اتحاد المغرب العربي باعتباره مطمح كافة شعوب المنطقة مبرزا حرص الرئيس زين العابدين بن علي على دعم أسس هذا الفضاء لتستفيد منه كل البلدان المغاربية وتعزيز قدرتها على التعامل المتكافئ مع بقية الفضاءات والتكتلات الاخرى. كما أشار الى أهمية الاستثمارات العربية في تعزيز العلاقات في العالم العربي موضحا في هذا الخصوص أن الاستثمارات العربية الموجهة الى تونس ليست استثمارات عقارية فحسب بل انها تشمل فضاءات من شأنها دعم قدرة البلاد على تصدير الخدمات سيما في مجال تكنولوجيات الاتصال والاعلام والصحة والخدمات المالية وذلك في اطار تعزيز مكانة تونس كقاعدة للاعمال والمال والتجارة.  ومن جهة أخرى أبرز الوزير الاول الحرص في اطار التوجهات والتحديات المطروحة على اقرار جملة من الاجراءات للتقليص بأكبر قدر ممكن من انعكاسات الازمة المالية العالمية الراهنة على الاقتصاد الوطني وذلك من اجل تحقيق الاهداف المرسومة.  واشار في هذا الخصوص الى دعم ميزانية التنمية لسنة 2009 لتبلغ حوالي 3900 مليون دينار أي بزيادة تقدر بـ20 بالمائة مقارنة بميزانية الدولة لسنة 2008 الى جانب توسيع شبكة الطرقات وتهذيب دفعة جديدة من الاحياء الشعبية عبر توفير موارد رزق وتهيئة الفضاءات الاقتصادية وذلك علاوة على الحرص على دفع الاستثمار الخاص والاحاطة بالاستثمار الخارجي والعمل على متابعة المشاريع الكبرى خاصة في المناطق ذات الاولوية. وأكد في ذات السياق الحرص على دعم القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني مشيرا في هذا الصدد الى أن الحكومة بصدد اعداد برنامج جديد لدعم القدرة التنافسية سيكون جاهزا قبل نهاية السنة الحالية وهو يتكون من ثلاثة محاور تتمثل في تحسين خدمات التجارة الخارجية وتطوير منظومة التمويل وتحسين محيط الاعمال.ولاحظ السيد محمد الغنوشي أن انخفاض أسعار المحروقات والمواد الاساسية من شأنه أن يدعم قدرة البلاد على مجابهة المستجدات مشيرا في هذا الخصوص الى أن السنة القادمة ستشهد تخصيص اعتمادات اضافية لميزانية التنمية. واشار في هذا السياق الى أنه رغم انخفاض الاسعار العالمية للمحروقات فان أسعار الطاقة في تونس مازالت مدعمة وهي تبقى دون الاسعار المعتمدة من قبل البلدان المتوسطية سواء المنتمية الى الضفة الشمالية أو الجنوبية.وبعد أن أوضح أن الاسعار العالمية للمحروقات تظل مستقبلا مفتوحة على كافة الاحتمالات بين السيد محمد الغنوشي أن تواصل انخفاض هذه الاسعار سيساهم في انفراج ميزانية الدولة ولكن في ذات الوقت سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي بما ينعكس على مردودية التصدير والاستثمار سيما أن هذا الانخفاض لم يأت في فترة نمو بل جاء في فترة ركود وكساد طالا عديد الاقتصاديات. تنشيط الحركة الاقتصادية وأوضح الوزير الاول أنه في صورة تواصل الازمة المالية العالمية الراهنة يتعين اقرار برنامج اضافي لتنشيط الحركية الاقتصادية والنهوض بالتشغيل باعتبار دوره في تحقيق الاستقرار وتحسين نسبة النمو مشددا على ضرورة التحلي باليقظة والحذر التامين وهما من خصوصيات السياسة المالية في تونس.  وأشار في هذا الخصوص الى خلايا اليقظة التي تم تركيزها في مستوى وزارة الشوون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج والبنك المركزي ووزارة الصناعة والطاقة والموسسات الصغرى والمتوسطة والتي تعمل على توفير معطيات للجنة اليقظة لمتابعة الازمة المالية العالمية وذلك بهدف اقتراح الاجراءات الكفيلة بالحد من انعكاسات هذه الازمة.  وأكد أن ما يزيد من قدرة البلاد على مواجهة صعوبات المرحلة الخطوات الكبيرة التي قطعتها في مجال ترسيخ الحكم الرشيد وهو ما يتجلى من خلال الموشرات التي تحققت في مجال الشفافية والالتزام بالقانون والروية الاستشرافية وحسن التصرف في الموارد العمومية وهو ما يوكده تصنيف تقرير منتدى دافوس الاقتصادي العالمي لسنة 2008/2009 الذي بوأ تونس مراتب متقدمة في هذه المجالات التي تعد اسس الحكم الرشيد.كما أبرز الوزير الاول حرص رئيس الدولة على مزيد تطوير الحياة السياسية في البلاد وهو ما يجسمه التطور المستمر للقوانين المنظمة للحياة السياسية والرامية الى دعم حضور مختلف الحساسيات السياسية في المشهد السياسي والمؤسساتي وترسيخ أسس الديمقراطية والتعددية مشيرا في هذا الخصوص الى أن السنة المقبلة ستشهد تنقيح المجلة الانتخابية باتجاه دعم التعددية في مجلس النواب والمجالس البلدية.  وأوضح في هذا السياق أن هذا الامر لا يعني تحديد سقف نسبة حضور الاحزاب السياسية بل أن الغاية منه ضمان حد أدنى من الحضور بالنسبة لها مؤكدا أن صناديق الاقتراع تبقى هي الفيصل والمحدد لنسبة حضور مختلف مكونات المشهد السياسي الوطني.  وأضاف في هذا الخصوص أن تحديد نسبة الحضور لا يعني تخلي الاحزاب السياسية عن دورها في الاستقطاب والتأطير ونيل ثقة الناخبين لتجاوز النسبة الدنيا مؤكدا ضرورة أن يبقى التنافس قائما بين الاحزاب السياسية الوطنية من أجل مصلحة تونس. وفي رده على ملاحظة أحد النواب حول مراقبة كلمات المرشحين للانتخابات الرئاسية والتشريعية أكد الوزير الاول أن صلاحية تقويم تسجيلات كلمات المترشحين قد أسندت لرئيس المجلس الاعلى للاتصال أو من ينيبه وليس للمجلس مذكرا بأن هذا النظام معمول به في عديد البلدان العريقة في مجال الديمقراطية. وبين أنه يمكن لأي مترشح أن يطعن في قرار رئيس المجلس لدى رئيس المحكمة الابتدائية بتونس حسب اجراءات تضمن حقوق جميع الاطراف وتتماشى مع الاجال المحددة للحملة الانتخابية.  وأبرز الدور الهام للاعلام في التعريف بمشاغل المجموعة الوطنية ودفع الحوار في مختلف الملفات والقضايا الوطنية مشيرا الى الحركية التي يشهدها هذا القطاع والتي تتجلى من خلال تنوع وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية.  واكد الحرص الكبير في أعلى المستويات على أن يكون الاعلام المراة العاكسة لتنوع المجتمع وعلى أن يطرح المواضيع والملفات بأكثر جراة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس)، الصادرة يوم 25 نوفمبر 2008)


 

يعد لإنجازها بيت أبو ظبي للاستثمار: قريبا مدينة عالمية للموضة ومدينة ترفيهية ضخمة في تونس

   

مراكش ـ الصباح   أفادنا السيد رشاد يوسف جناحي عضو مجلس إدارة بيت أبوظبي للاستثمار أن مؤسسته المالية تبرمــج الى جانب بعث مدينة عالمية للموضة بتونس الى بعث كذلك مدينة ترفيهية ضخمــــة ضمن سلسلـة المـدن الترفيهــية التي ستقــــام في قطـر والهند وشمال افريقيا باستثــمارات تفــــوق الـ10 مليـار دولار.   مدينة متكاملة جاء هذا التصريح على هامش حفل وضع حجر الاساس بمراكش لأول مدينة عالمية للموضة أقامها بيت أبو ظبي للاستثمار ضمن سلسلة المدن التي برمج لإقامتها في كل من تونس وأبو ظبي وقطر والهند باستثمارات تفوق الـ 7 مليار دولار.. وتحمل هذه المدن اسم «بورتامودا» وهي سلسلة مدن حقوق ملكيتها الفكرية تعود لبيت أبو ظبي للإستثمار وهي عبارة عن مفهوم جديد للتطوير العقاري المتعدد الاستخدامات يضم مجموعة من الوحدات وهي المدينة او المركز التجاري وفي «بورتامودا مراكش» فإن هذه المدينة تمسح 84 ألف متر مربع وتتكوّن من متاجر بيع بالتفصيل للبضائع الفخمة والأزياء التابعة للدور الراقية للتصميم إضافة للصناعات التقليدية المحليّة وكل المنتجات اليدوية الفنيّة.. كما تضمّ المدينة شققا سكنية تقام على جانبي المركز التجاري من كل جهة بما يجعل مساحتها ترتفع الى 86 الف متر مربع ضمن مجمعات سكنية فخمة.. والى جانب المدينة نجد الفندق الذي يعتبر المكون الرئيسي للضيافة وعادة ما يضمّ فنادق من 5 نجوم وفي اول مشروع سيكتفي الباعث بفندق واحد يطلّ على ملعب غولف.. في حين يتكون المنتجع الصحي من صيدلية ومراكز استجمام وعلاج.. ثالث مكوّنات «بورتامودا» هو المدرسة التي تتسع في مراكش لـ300 طالب وتضمّ متاحف ودور عرض.. كما نجد كذلك مركزا رياضيا ومدينة ألعاب.. وبالنسبة لمشروع مراكش فمن المنتظر ان يوفر 800 فرصة عمل اضافة لقابليته لاستقطاب استثمارات خليجية وأوروبية..   قريبا بورتامودا تونس هذا وأفادنا السيد رشاد يوسف جناحي أن مشروع «بورتامودا تونس» هو على الطريق الصحيح إذ تتوفر حاليا اختيارات على مستوى الارض التي سيقام عليها المشروع وتبذل الحكومة التونسية ـ على حد تعبيره ـ جهودا لتوفير العقار الملائم والخالي من كل الاشكالات العقارية.. وأنه بمجرد توفر هذا العقار سيبدأ بيت أبو ظبي للاستثمار في تجسيم المشروع.. ويرى محدثنا ان فترة الانتظار لن تطول.. خصوصا وأن بيت التمويل الخليجي الذي سينشيء المرفأ المالي بضاحية تونس يحظى بكل الدعم.. وبما أن نفس أسرة جناحي تشرف على البيتين فإن الخبرة والعلاقات المتوفرة ستوفر الكثير من الوقت بما يجعل من «بورتامودا تونس» ثاني مشروع يبعث في سلسلة بورتامودا.. علما أن هذه السلسلة تشرف عليها هيئة استشارية عالمية تضم أشهر صناع الموضة والأزياء والمجوهرات والأكاديميين المتخصصين في تكوين الكفاءات بما يسمح بتطوير المنتجات المحلية ويشرف المجلس الاستشاري الذي يضم كذلك كبريات الشركات الرائدة في العالم وممثلين عن صناعة الترفيه على كافة التطويرات التي تجعل من النتائج متطابقة لتطلعات المشروع.. وعلى سبيل الذكر لا الحصر نذكر ان كلا من كريستيــــان ديور ورالف لورين وسيكس فلاج ولويس فيتون ولندن فاشيون وغيرهم هم أعضاء الهيئة الاستشارية. علما أن التجربة الاولى لسلسلة مدن الموضة العالمية بعث لها صندوق استثماري ساهم فيه بيت أبو ظبي للاستثمار وقام بطرحه في كل دول الخليج وحتى عواصم عالمية على خلفية توفير 230 مليون دولار يوفر عائدا بـ 24%. وقد تم وضع حجر الاساس منتصف الاسبوع المنقضي بحضور عدد من أعضاء الحكومة المغربية وبحضور عضو مجلس إدارة بيت أبوظبي للاستثمار وعدد من رجال الاعمال والمستثمرين.. ويقع هذا المشروع ضمن منطقة سياحية جديدة بعثت في تخوم مدينة مراكش وتضم منتجعات وملاعب غولف. يذكر أن بيت أبوظبي للاستثمار تأسس سنة 2005 بمساهمة عدد من أبرز المؤسسات المالية والمستثمرين الخليجيين ويهتم بادارة طرح الاسهم الجديدة للاكتتاب ويتمحور نشاطه حول عمليات التملّك الاستثماري وتمويل المؤسسات والقطاع العقاري وادارة الاصول وتوظيف الاستثمار.   حافظ الغريبي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 25 نوفمبر  2008)

 
بعد إغلاق المطعم الجامعي 2 مارس بأريانة أكثر من 500 طالبة مهدّدة بالجوع !

فجأة أصبحت طالبات الحي الجامعي 2 مارس بأريانة من مشكل جوع حقيقي حيث بعد غلق المطعم الجامعي للحيّ في مستهل هذه السنة الدراسية 2008-2009 ، رغم أن هذا الحي الجامعي يضمّ مبيتان للطالبات، الأول بجانب المطعم « 2 مارس » والذي يأوي أكثر من ثلاثمائة طالبة، والثاني مبيت الحبيب ثامر تقطنه أكثر من مائتي طالبة يدرسن بكليات مختلفة متعددة الاختصاصات بولايات تونس الكبرى. أثناء لقائنا ببعض الطلبة الذين يأتون لتناول وجبة العشاء الوحيدة التي يوفرها هذا المطعم طيلة يوم كامل قصد الاستفسار عن أسباب غلق المطعم تراوحت الإجابة بين تذمر طلبة من سوء خدمات هذا المطعم من ناحية وبين وعود من إدارة المبيت بنقل المطعم إلى منطقة الشرقية حيث يدرس أغلبهم وهو ما لم يتحقق الى حد اللحظة. ولاحظنا استياء الطالبات من تزايد حدّة المعاناة في الحصول على وجبة العشاء من المطاعم الخاصة التي تعتبر باهظة وتثقل جيوبهن. هذا بالإضافة إلى مشكل عدم توفر مفاتيح كهربائيّة داخل غرف المبيتات حيث لا يمكن للطالبات شحن هواتفهنّ أو استعمال أي وسيلة الكترونيّة أو ميكانيكيّة. ورغم ترديد الدعاية الرسميّة لشعارات المراهنة على الطلبة كرصيد معرفي وقيمة اقتصادية وثروة وطنية متجددة فقد بلغت الأمور في بعض الأحياء الجامعيّة وضعا لا يطاق من حيث تردي الخدمات من أكلة ونقل وسكن من. وقد بات من المفروض على ديوان الخدمات الجامعية ان يتحمل مسؤولياته كاملة في تعرّض طلبة حي 2 مارس الى التجويع  وإيجاد حل عاجل لهذا المشكل.  
إسماعيل الفالحي (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، (أسبوعية – تونس)، العدد 81 بتاريخ 22 نوفمبر 2008)

                                       

الأمن التونسي يعتقل طالبا موريتانيا
علمت وكالة أنباء « الأخبار « المستقلة من مصادر مطلعة أن الأمن التونسي اعتقل فجر يوم الاثنين 24-11-2008 طلبا موريتانيا يدعي محمد محمود ولد محمد الامين ولد سيدنا الملقب (حودي). وحسب المصدر ذاته فإن الأمن التونسي اعتقل « حودي » بدعوي أنه كان مطلوبا لديه من قبل. ويحضر ولد محمد لمين للشهادة الدكتورة في المملكة المغربية إلا أنه ذهب إلى تونس لتلقي دورة تدريبية هناك قبل أن تعتقله السلطات التونسية في مطار تونس. اتحاد الطلاب والمتدربين في المغرب وعلى لسان أمينه العام سيد احمد ولد عمار أعلن عن إدانته للاعتقال الذي أعتبره غير مبرر،وطالب السلطات التونسية بالإفراج عنه فورا،كما دعا السلطات الموريتانية للتحرك من أجل الإفراج عنه. (المصدر: وكالة « الأخبار » (مستقلة – موريتانيا) بتاريخ 25 نوفمبر 2008) الرابط:http://www.alakhbar.info/4137-0–FA-F05CCF-FB-0C-C-.html  

 
تونس: احتدام الجدل بين كتاب وأدباء حول قضية « سرقة » نص أدبي

 

لندن ـ قفصة (تونس) ـ خدمة قدس برس أعرب كاتب وإعلامي عربي في صحيفة « القدس العربي » اللندنية عن أسفه لاستمرار المعركة بين الكاتب التونسي حسونة المصباحي ونائب رئيس اتحاد كتاب تونس ابراهيم الدرغوثي بسبب نص وصفه بـ « المدسوس » نشرته صحيفة القدس العربي منسوبا خطأ للمصباحي بينما هو في الأصل للدرغوثي قبل أن تعود وتصحح الأمر، ودعا إلى الكف عن الانشغال بمعارك هامشية والانتقال لما هو أهم وأجدر بالنقاش. ورجح نائب رئيس تحرير صحيفة « القدس العربي » أمجد ناصر في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » أن يكون أمر إرسال النص إلى صحيفة « القدس العربي » موقعا باسم حسونة المصباحي، كان مكيدة مدبرة، وأن السجال الذي نشب بعدها ولم يهدأ حتى الآن يعكس حالة الاحتقان التي يعيشها الوسط الثقافي، لأن الأمر لا يتعلق بسرقة نص أدبي، وقال: « أعتقد أن الأمر يتعلق باحتقان ثقافي في الأوساط الأدبية والإعلامية العربية، وإلا فإن الأمر لا يتعلق بسرقة نص أدبي، لأن حسونة المصباحي لا يحتاج إلى نص من كاتب آخر مهما كان حجمه، فحسونة له مدونة كبيرة على المستوى الصحفي والأدبي، والأمر يتعلق بطرف ثالث أراد أن يوقع بين المصباحي والدرغوثي وأن يثير لغطا في المنطقة الخطأ، ذلك أن اللغط يجب أن يثار في موضوع آخر، كعلاقة المثقفين بعضهم ببعض أو بالحريات الأدبية والإعلامية، وبالتالي فالمعركة بين المصباحي والدرغوثيهي زوبعة في فنجان، والأولى بالكتاب الانشغال بتحسين وتجويد نصوصهم والعمل على الرفع من مستوى حرية التعبير في الثقافة العربية بدل الانخراطفي معارك وهمية ». وذكر ناصر أنه اتصل شخصيا بالدرغوثي وأوضح له أنه يتحمل الخطأ وأنه صحح ذلك بنشر موقف من المصباحي تبرأ فيه من نسبة النص إليه، ثم كتب هو (أمجد ناصر) توضيحا على أن أمر النص وقع فيه التباس، وأضاف: « كنت أعتقد أن النقاش كان ينبغي أن يتوقف عند هذا الحد لينطلق في قضايا أخرى أكثر أهمية »، على حد تعبيره.      وفي تونس أشاد عضو الهيئة المديرة ونائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين ابراهيم الدرغوثي في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » بآداء وسائل الإعلام التونسية في إدارة الالسجال الذي جرى بينه وبين المصباحي بشأن هذه القضية، وقال: « لقد تعاملت الصحف التونسية الرسمية مع الخلاف الذي نشب بيني وبين الأستاذ حسونة المصباحي بحياد واضح، وباستثناء بعض الأصدقاء الشخصيين الذين وقفوا إلى جانب المصباحي، فإن غالبية الصامتين من الكتاب والمثقفين يقفون إلى جانبي، فأنا هو صاحب القصة لحقيقية، وقد نشرتها في مجلة « الحياة الثقافية » التابعة لوزارة الثقافة التونسية عام 2004 قبل أن تظهر على صفحات جريدة « القدس العربي » في أيلول (سبتمبر) الماضي موقعة باسم الكاتب حسونة المصباحي ». وأشار الدرغوثي إلى أن القصة في الأصل كانت بعنوان « عربة الدرجة الممتازة »، بينما ظهرت في نص المصباحي على صحيفة « القدس العربي » بعنوان: « بسبب تلك البنت.. على الأرجح »، بالإضافة إلى بعض التغييرات الطفيفة على مدخل القصة وبعض استشهاداتها، وقال: « لم أكن أقصد الإساءة للمصباحي، وليست لي معه أي عداوة شخصية، ولا أحمل ضده أي موقف، ولكن الأمر يتصل بنص هو ملكي وابن شرعي لقلمي، من هنا دافعت عن نفسي ». وأكد الدرغوثي أن الضجة الإعلامية التي لا يزال غبارها يحوم في الساحتين الثقافية والإعلامية في تونس، ستنتقل إلى المؤتمر المقبل لاتحاد الكتاب التونسيين، وقال: « الضجة الإعلامية وكتابات بعض أصدقاء المصباحي الذين كانوا بمثابة شهود زور، لا يغيرون من الحقيقة شيئا وهي أن القصة ملكي بكل تفاصيلها، ولكنهم من خلال هذه الضجة يريدون ابعاد التهمة عن المصباحي لا أكثر ولا أقل، وأعتقد أن القضية ستثار أيضا في مؤتمر اتحاد الكتاب المرتقب في كانون أول « ديسمبر » المقبل، لكنني لا أخشاها لأن ما قام به المصباحي هو سطو على نص قصصي ليس ملكه مع سبق الإصرار والترصد »، على حد تعبيره. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 25 نوفمبر 2008)  

 
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
الرسالة رقم 506 
بقلم محمد العروسي الهاني
على موقع تونس نيوز
مناضل كاتب في الشأن
الوطني والعربي والإسلامي
                                                                      

الرجل المناسب في المكان المناسب يشرف الوطن ويفيد المواطن
الحلقة 4   
تحدثت يوم 18/09/2008 في المقال عدد 470 على قيمة ودور الرجل المناسب في المكان المناسب وواصلت الكتابة حول هذا الموضوع في الرسالة رقم 501 المؤرخة في 10 نوفمبر 2008 والرسالة رقم 504 المؤرخة في 22/11/2008. وقد ذكرت بعض المسؤولين في مختلف الدرجات ونوهت بخصالهم وتواضعهم وحرصهم على الإصغاء إلى المواطن والتحاور معه والسعي لإيجاد حلول ملائمة لمشاغلهم بقدر الإمكان وأشرت إلى أن اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، له مزايا وفوائد هامة للوطن وللمواطن ويدعم المصداقية ويعطي صورة حية للمواطنين تخفف من بعض الصور الأخرى التي ذكرتها في رسالة رقم 505 المؤرخة في 23/11/2008. وكذلك التي ذكرتها في مقالاتي السابقة وخاصة رسالة الوضوح والشفافية التي نشرتها عبر هذا الموقع يوم 23/11/2008 وذكرت فيها بعض الصور الحية على عدم الإكتراث واهتمام بمشاغل المواطنين وعدم الرد على رسائلهم والعزلة الموجودة عند بعضهم والعيش فيه ابراجهم العاجية وأشرت إلى النداءات والتوجيهات الرئاسية السامية والحرص من لدن رئيس الدولة لمزيد ودعم طريقة الحوار والإنصات للمواطن والحرص على تحقيق مشاغله وقلت مرارا أن سيادة الرئيس ما انفك يوصي في ندوات الولاة بمزيد الإصغاء إلى المواطنين والإتصال بهم في مناطقهم وفتح الحوار معهم وزيارتهم باستمرار والعمل على تحقيق مشاغلهم ومساعدتهم هذا ما يوصي به سيادة الرئيس دوما وأن مقالي عدد 505 بتاريخ 23/11/2008 يندرج ضمن هذا الاتجاه وقد أطنبت في ذكر الحقائق والصمت والتقصير وأعطيت عينات حية وأمثلة عشتها شخصيا وفي المقابل ذكرت في مقالاتي التي نشرتها وأشرت إليها في مقدمة المقال أن هناك رجال أوفياء دوما على العهد شاعرون،بدقة المسؤولية وأهمية الأمانة وأعون، بمشاغل المواطنين وقضاياهم مدركون، لنبل الرسالة المقدسة ولأهمية القسم على القرءان الكريم أمام رئيس الدولة يوم إسنادهم المسؤولية والتكليف بالأمانة وقد ذكرت بعض الأسماء من باب الصدق والوفاء والأمانة والقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت وهذه أخلاقنا وديننا يصينا بذلك ؟؟؟ ورسالة 470 فيها أسماء المسؤولين وكذلك الرسالة رقم 501 التي أشرت فيها بخصال بعض المسؤولين الذين تنطبق عليهم كلمة الرجل المناسب في المكان المناسب وهم على التوالي السادة : زهير المظفر ، حاتم بن سالم ، ارشيد دحمان ، خليفة الجبنياني ، والمختار الهمامي الذي عينه رئيس الدولة مؤخرا مديرا عاما على رأس الإدارة العامة للجامعات العمومية والمحلية بوزارة الداخلية مكلف بمأمورية لدى وزير الداخلية. واليوم أتحدث وأنصف وأذكر موقف إيجابي ففي يوم الثلاثاء 18/11/2008 سلمت رسالة هامة عاجلة باسم السيد وزير الصحة العمومية الأستاذ المنذر الزنايدي وفي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر اتصلت بي الكاتبة هاتفيا وقالت لي معك السيد الوزير المنذر الزنايدي وبادر بمخاطبتي بلطف وأخلاق عالية كعادته وعهده وأعلمني بأن المديرة العامة المكلفة بالملف ستتصل بكم حالا وبعد 5 دقائق حصلت المكالمة في الغرض كما وعد الوزير ، هذه واقعة عشتها بفضل عناية السيد الوزير وحرصه على الإنصات إلى مشاغل المواطنين. كما لا يفوتني ذكر عناية ثانية حصلت يوم الاثنين 24/11/2008 فقد زرت منطقتي وتعلقت رغبتي بزيارة مدينة صفاقس مقر الولاية التي لم أزرها منذ أشهر ، وقلت في نفسي لماذا لم أزر الهيكل الهام الجهوي الذي ترعرعت فيه منذ عام 1954 ونشطت في صلبه أكثر من 15 سنة قبل الانتقال إلى العاصمة عام 1969 وفعلا ذهبت إلى مقر الهيكل الحزبي فوجدت في استقبالي شبل النضال وابن الحزب البار الشاب هيثم الجبنياني عضو اللجنة المركزية للتجمع الذي انتخب في مؤتمر التحدي أوت 2008 وفرح بقدومي فرحا شديدا كيف لا والشبل من ذاك الأسد فهو نجل الأخ خليفة الجبنياني والي المنستير حاليا وكاتب عام لجنة التنسيق بصفاقس لعدة أعوام سابقا ثم بعد هذا الاستقبال الحار الودي طلبت مقابلة الأخ الحبيب بن محمود الكاتب العام الجديد للجنة التنسيق الحزبي بصفاقس فأسرع فورا بالإذن بتكريمي واستقبلني بكل وفاء ومحبة وروح وطنية عالية واستعرضنا معا فترة هامة من مراحل تاريخ حزبنا ونضالاته. وقد كان شغوفا بالإطلاع على مقالاتي التي أهديتها إليه قصد التفضل بالاطلاع عليها وقد استمتع إلى حديث عن جانب من تاريخنا الوطني واستعرضنا جملة من المواقف الخالدة التي بقت راسخة في أذهاننا.  فشكرا جزيلا لهذه اللفتة الكريمة الخالصة من لدن السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية ومن الإخوان هيثم الجبنياني والحبيب بن محمود أبناء جهة صفاقس وعنايتهم الموصولة لمناضلي الولاية ولو كانوا يعيشون في العاصمة فهم أبناء الولاية ونضالاتهم وبصماتهم لن تمحى هذه لمحة عن خصال ومناقب الرجل المناسب في المكان المناسب أذكرها بكل صدق وأمانة وأرجوا المزيد من هذا المعدن الأصيل الذي هو الضامن بحول الله إلى دوام الاستقرار والمناعة لتونس ودعم المصداقية وفي الطرف المقابل ذكرت العينات الأخرى التي نتمنى اضمحلالها وإبعادها حتى تبقى تونس للجميع كما هو شعارنا ونرجوا لوطننا العزيز تعميم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب فهو الثروة الحقيقة للبلاد والعباد والثمرة التي نجني منها الخير للمواطن التونسي.   قال الله تعالى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان  صدق الله العظيم                                                 محمد العروسي الهاني
مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير


الإسلاميون ومأزق السياسة في مجال الممارسة( الجزء الثالث )
 
 
الإسلاميون ومأزق السياسة في مجال الممارسة (12) مفارقات الحداثة والتقليد وليد نويهض   لاشك في أن الحوادث الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية – الإسلامية تساعدنا على التقاط مفارقات يمكن من خلالها ضبط المشترك السياسي بين الدولة والمجتمع كذلك المشترك التاريخي بين جماعات الدولة نفسها. فقراءة فكرة الديمقراطية في الوطن العربي وتطور منظوماتها الايديولوجية ليست قراءة نظرية تقوم على ترجمة النصوص وتركيب فقرات دستورية بل هي أساساً قراءة تاريخية ترتبط بتطور فكر الجماعات السياسية ودور الدولة في قيادة التحول الاجتماعي والاقتصادي والدستوري للبلاد. يحيلنا الأمر المذكور على إعادة قراءة المشكلة انطلاقاً من محاولة الإجابة عن سؤالين: تحليل طبيعة الدولة (الدول العربية) ودورها في تلبية حاجات المجتمع ومدى استعدادها للقيام بوظائفها الاجتماعية والدستورية. والثاني تحليل طبيعة المجتمع وصولاً إلى تفكيك ايديولوجية الجماعات السياسية وموقفها من الدولة الوطنية. يلاحظ من قراءة حوادث الثمانينات ومطلع التسعينات التي أحدثت صدمات سياسية في مصر والسودان والجزائر وتونس والسلطة الفلسطينية أن الدولة أخذت تفقد وظيفتها التوحيدية وبدأت تنزلق إلى طرف سياسي في مواجهة مكشوفة مع المجتمع أو على الأقل مع أكثرية من جماعاته. الانزلاق المذكور نحو المواجهة ليس جديداً بل نجد تفسيره في نشأة الدولة الوطنية (المعاصرة والحديثة) وتكوينها الاجتماعي التي قامت أساساً على فكرة الانقلاب النخبوي (الحزبي، الايديولوجي، العسكري) على الجماعات والاندفاع نحو تأسيس نزعة سلطوية لا تحترم كثيراً التكوين التاريخي للمجتمع، وخصوصاً تلك الموروثات التقليدية والهيئات الأهلية التي تشكلت في فترات زمنية متباعدة وتقوم بوظائف حياتية مستفيدة من شبكة العلاقات الاجتماعية ومنظوماتها المتوارثة. تصورت النخبة (الدولة المعاصرة) أنها تستطيع باسم التقدم والحداثة أن تحقق قفزات اجتماعية بمعزل عن الجماعات السياسية وهيئاتها الأهلية ومنظوماتها المتوارثة تقليدياً، وبسبب ذاك التصور لجأت إلى ابتكار، وأحياناً ابتداع، أساليب قسرية في صناعة التحول، ولم تدرك أن التغيير بحاجة إلى قوة بشرية تمتلك الإمكانات ومقتنعة بأن التقدم حاجة يخدم مصالحها ولا يصب في إطار تعزيز سلطة النخبة وسيطرتها الكلية على حركة المجتمع وتوازنه الطبيعي. ساهم ضعف الوعي التاريخ عند النخبة الانقلابية في تكوين تصورات، هي أقرب إلى الأوهام، لصوغ العلاقة مع الناس وإعادة إنتاج التقدم في سياقه الزمني. فالنخبة اعتقدت أن التقدم الأوروبي حصل في لحظة زمنية قصيرة وأنه يمكن تقليده إذا ترجمنا دساتيره ومنظوماته المعرفية وقمنا بتطبيقها كأمر واقع، ولم تنتبه النخبة إلى مسألة التاريخ والطبيعة الثقافية للجماعات الإنسانية. فالدستور لا يستورد بل هو أصلاً نتاج التطور الداخلي للشعب ويعبر عن روحيته التاريخية ونظرته إلى الحياة والكون، كذلك الديمقراطية لا تترجم نصوصها وهي مثل قوانين الأحوال الشخصية وغيرها من مسائل تتعلق بالتربية والمعيشة وأسلوب الحياة والتنظيم المتوارث. وخطأ كمال أتاتورك الأساسي أنه تصور أن مشكلة تركيا بعد حصول الانقلاب على السلطان هو في السلطنة والشريعة الإسلامية والأبجدية العربية والآذان والحجاب والصيام وغيرها من أنظمة الملل والنحل التي كانت تعتمدها إسطنبول في تنظيم جماعاتها القومية والدينية والمذهبية، فأقدم على إلغاء السلطنة وشطب الشريعة وبدل الأبجدية ومنع الآذان بالعربية وحارب الدين والتدين واعتمد ترجمات مختلفة للدساتير الأوروبية ظناً منه أن تلك الخطوات ستدفع بتركيا إلى مصاف الدول المتقدمة وتصبح خلال سنوات قليلة على مرتبة واحدة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. كانت النتيجة عكس ما تصور، إذ تراجعت مكانة تركيا وتدهورت سياسياً واجتماعياً، وأدى أسلوبه الانقلابي إلى تكوين فجوة زمنية قطعت تاريخ البلاد إلى نصفين وسلخت الجماعات عن هوياتها الثقافية وحولت الناس في أقل من يوم إلى أميين بسبب تغيير اللغة إلى الحرف اللاتيني. واضطر أتاتورك إلى محاربة الجميع بقصد توسيع القاعدة الاجتماعية للدولة وتوحيد مختلف الجماعات في تصور واحد وساهم الأمر في دفع الدولة العلمانية إلى ارتكاب مجازر ضد الأرمن والمسيحيين والعرب وطرد الآلاف منهم بذريعة عدم انسجامهم مع الدولة القومية التركية. وبدلاً من تحقيق التقدم المنشود لعب الزمن دوره المعاكس إذ انتهت الدولة إلى عزلة سياسية بعد أن توسعت دائرة صداماتها مع الأقليات الأقوامية والمذهبية التي يتكون منها المجتمع، الأمر الذي ترك تأثيره في النمو الاجتماعي والتطور الاقتصادي. يبذل المستشرق البريطاني – الأميركي برنارد لويس جهده لتأكيد فكرة أن «إسرائيل» هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط – إلى جانب تركيا – ليشير إلى ضرورة استمرار التحالف الاستراتيجي بينها وبين الولايات المتحدة لمواجهة الحركات الإسلامية الأصولية في «الشرق الأوسط الجديد» الذي اتسعت برأيه مساحته الجغرافية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. ويؤكد مراراً أن الديمقراطية الإسرائيلية أسستها غالبية «أوروبية من السكان في أعقاب الإدارة الاستعمارية البريطانية. وهي استمرت بشكل ملحوظ على رغم التغييرات الديمغرافية والسياسية، ولم تسقط على رغم ضغط عقود من حال الطوارئ العسكرية». فالمستشرق لويس يلمح إلى أن «إسرائيل» ديمقراطية لأنها أوروبية في تكوينها السكاني، بينما الدول العربية ليست كذلك لأنه ينقصها المجتمع المدني الحقيقي الذي يحافظ على تماسك الدولة، وتفتقر إلى «حس حقيقي بهوية وطنية مشتركة أو ولاء مطلق للدولة – الأمة». (قراءات سياسية، قراءة جديدة للشرق الأوسط، ربيع 1993). ويعتبر لويس في مقاله (قراءة جديدة للشرق الأوسط) أن تركيا هي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي «استمرت فيها الديمقراطية تعمل وتنمو على رغم الصعوبات والعقبات. ففي تركيا لم تأتِ الديمقراطية موروثة من حكام إمبرياليين، ولا مفروضة من أعداء منتصرين. كانت اختياراً حراً من الأتراك أنفسهم». (قراءات سياسية)، نقلاً عن مجلة «فورن افيرز» السنة الثالثة، العدد الثاني، ربيع 1993. ليس صحيحاً قول لويس أن تركيا هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط إلى جانب «إسرائيل»، فتركيا دولة أتاتوركية وخياراتها السياسية ليست ديمقراطية بدليل أن أية قوة تفوز بالانتخابات عليها أن تستجيب لشروط حارس الدولة (الجيش) والخضوع للدستور الذي لم تتم كتابته بالاتفاق ومن خلال الإرادة الحرة للناس. ولولا حكمة الإسلامي أربكان وحاجة النخبة الحاكمة لحارس مساعد لكان حصل في تركيا ما يشبه الكارثة التي وقعت في الجزائر. كذلك «إسرائيل» لا يمكن أن نضعها في خانة الدول الديمقراطية لأنها أصلاً تقوم على احتلال أراضي الغير وممارسة التمييز الديني وأحياناً القومي ضد أصحاب البلاد الأصليين. ليس القصد هنا الحديث عن أسباب إخفاق الأتاتوركية وطبيعة «إسرائيل» وتكوينها ودورها في المنطقة بل محاولة الاستفادة من ذاك الإخفاق الذي تكرر للأسف في الوطن العربي بعد أن أخذت النخب العربية تقلد النهج الأتاتوركي في تركيب الدولة واستيراد المنظومات المعرفية والدستورية متجاوزة بذلك الناس والتاريخ. هناك الكثير من التشابه بين الأتاتوركية والنخب العربية الحاكمة مع اختلاف أساسي واحد وهو أن تركيا استخدمت وسائل السلطة لتحقيق مشروع انقلابي يلغي الأسس التاريخية للدولة السلطانية بينما النخب العربية حاولت تأسيس سلطة جديدة بدأت أحياناً من الصفر لتقوم بمهمة الدولة على الطريقة الأتاتوركية. كانت النتيجة أن الأتاتوركية نجحت في تأسيس الدولة الحديثة لكنها أخفقت في توحيد المجتمع فأخذ يتفكك وتتدهور علاقاته ومنظوماته، بينما انتهت الدولة الحديثة في البلدان العربية إلى إخفاق في تحقيق الوحدة (الدولة القومية) فانعزلت في داخل كياناتها السياسية محاولة إعادة صوغ المجتمع وفق تصورات فوقية انقلابية مستخدمة القوة لتنظيم التجارب الايديولوجية (في تركيا والوطن العربي) فأدى الأمر إلى تحول الدولة إلى قوة معرقلة لتقدم المجتمع في وقت اعتقدت النخبة أن سلوكها السياسي سيدفع الناس إلى الحداثة والتطور. ويمكن هنا قراءة التشابه بين الإخفاقين الأتاتوركي في تركيا والنخب الحاكمة العربية في الأساليب والنتائج، فالأتاتوركية لم تفصل الدين عن الدولة بل حاولت السيطرة على الدين من خلال إلقاء القبض على المجتمع وفرض التجانس القسري على الجماعات المتفاوتة، كذلك نخبنا الحاكمة لم تفصل الدولة عن الدين بل حاولت توسيع وظائف الدولة لتهيمن على الدين من خلال الهيمنة على المجتمع ومصادرة حركته الداخلية وضرب مؤسساته التقليدية الموروثة وتفكيك هيئاته الأهلية وتغيير طبيعته الاجتماعية وتزييف هويته الثقافية من طريق القهر والتسلط. فالدولة الحديثة (الدول العربية) المعاصرة تحولت إلى دولة تسلطية تعرقل التطور من خلال تعطيلها لأدوات المجتمع ومؤسساته الأهلية، الأمر الذي زاد ويزيد من عزلتها وربما يؤدي الأمر إلى تفككها كما كاد يحصل في الدولة الأتاتوركية ما اضطرها أخيراً إلى التراجع لإفساح المجال لتمثيل خيارات الناس في السلطة والحكومة مع الاحتفاظ بحق الإشراف العام على الدولة والتدخل إذا اقتضت الظروف.   الإسلاميون ومأزق السياسة في مجال الممارسة (13) أزمة الدولة العربية المعاصرة وليد نويهض   تنقلنا أزمة الدولة العربية الحديثة وعلاقتها السلبية مع المعارضة إلى السؤال عن طبيعة التكوين التاريخي – الثقافي للمجتمع ودور الأخير في صوغ مستقبله. أدى ضعف القاعدة الاجتماعية للدول العربية الحديثة إلى لجوء الدولة إلى الاستبداد السياسي لتعويض النقص في الشرعية الدستورية والتاريخية، فأقدمت على تشكيل قوة سياسية متراصة ايديولوجياً تعتمد المركزية الشديدة في تنظيم المجتمع وترتيب وظائفه وإخضاعه لرقابة السلطة وإشرافها الدائم (العراق نموذجاً). فضعف بنية الدولة كان الدافع الأساسي نحو تعويض الضعف الاجتماعي بالاستبداد السياسي وتعزيز السلطة المركزية ومنع حرية الجماعات بقصد توحيدها لتوسيع قاعدة الدولة الاجتماعية فانتهى الأمر إلى إلغاء حق المعارضة في التحرك المستقل ضمن سياق المشترك بين الناس والدولة، فباتت الدولة أشبه بالقوة الغريبة التي تمارس سياساتها بمعزل عن حركة المجتمع وتحولاته الداخلية. وبدلاً من أن توحد الدولة الناس وتوسع قاعدتها الاجتماعية من خلال تأسيس وظائف جديدة أقدمت من دون وعي منها أو إدراك لحاجات الناس إلى إضعاف البنية الاجتماعية التقليدية وعزل وظائفها ودفع الناس نحو المزيد من التفكك وتعطيل الاندماج والتوازن الطبيعي المتوارث وأخيراً انكفاء الجماعات إلى هوياتها الثقافية في أضيق حلقاتها، الأمر الذي يفسر اتساع دائرة اضطراب العلاقات بين السلطة والكثير من الجماعات السياسية. ليس دقيقاً القول إن بنية المجتمع الضعيفة أدت إلى نشوء دويلات مركزية تعوض ضعف المجتمع بقوة الدولة. أحياناً ساهمت الدولة المركزية في إضعاف المجتمع من خلال تدمير نسيجه المتوارث وهيئاته الأهلية وشبكة الوظائف التقليدية ولم تنجح محاولات الاستبداد السياسي والمركزية التنظيمية في تعويض ضعف بنية الدولة بل ساهمت في دفع الجماعات نحو العزلة والانكفاء إلى آلياتها الخاصة التي عملت على إعادة تنظيم نفسها في سياقات مستقلة عن الدولة المعاصرة (الحديثة). فالدولة العربية ألغت القديم ولم تؤسس الجديد فأدى الأمر إلى نشوء شكلين اجتماعيين يتنافسان على الشرعيتين التاريخية (الهوية والثقافة) والسياسية (التمثيل النيابي والنقابي والمهني) في مرحلة انتقالية شديدة التداخل وكثيرة التوتر. بدأت الأزمة المزدوجة ورافقتنا طوال القرن العشرين وأطلت معنا إلى القرن الواحد والعشرين وتبقى الأجوبة مطروحة على سؤال ماذا يعني التقدم وكيف يحصل؟ قرأنا الكثير من الكلام عن الدستور والديمقراطية والهوية والثقافة والتنمية والحرية ودور الدولة وحكم الأكثرية وتنظيم الخلافات وابتكار الآليات المعاصرة لإنتاج السياسة. وقرأنا القليل من الكلام عمن يصنع الدستور ومن أين تأتي الديمقراطية، وما هي الهوية وكيف تتكون الثقافة، وكيف تحصل التنمية وماهية الحرية وطبيعة الدولة ودورها في قيادة التحول وتنظيم خطط التقدم، وكيف تصاغ علاقات الحكم بين الأكثرية والأقلية، ولماذا يجب أن تصاغ أدوات إنتاج السياسة جنباً إلى جنب مع تطور أدوات الإنتاج الاقتصادي؟ وأخيراً كيف تستخدم الهوية في صناعة الحاضر والمستقبل وكيف يستفاد من الموروث الثقافي والمنظومات المعرفية والاجتماعية لتحقيق الحياة العصرية والحديثة؟. كثرة الكلام عن الجانب الأول وقلته في الجانب الثاني يفسر أصول الخلل في الفكر العربي المعاصر الذي اعتمد على الترجمة والاقتباس والنقل والتوفيق بين المتناقضات وتأخر في اكتشاف منظومته المعرفية وإعادة إنتاجها في سياق التقاط لحظات التقدم ومعرفة أسبابها وعواملها. لنتصور ماذا يحصل في بلجيكا مثلاً إذا قررت الحكومة في أسبوع واحد تعليق الدستور واعتماد الشريعة الإسلامية كقانون وحيد للمجتمع. لنتصور مثلاً ماذا يحصل لبريطانيا إذا قررت الحكومة فجأة إلغاء الحروف اللاتينية واعتماد الأبجدية العربية أساساً لكتابة اللغة الإنجليزية. لنتصور مثلاً ماذا يحصل للولايات المتحدة إذا قررت إدارة واشنطن إلغاء الأنظمة الليبرالية ومصادرة الدولة للتجارة الداخلية والخارجية وإشرافها العام على القطاعات الاقتصادية والمالية وإعادة توزيع الثروة وفق المنظومات الاشتراكية. لسنا بحاجة إلى القول إن هناك كوارث اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وإنسانية ستحصل في بلجيكا وبريطانيا وأميركا، وربما تؤدي إلى ثورات وانتفاضات ستلعب دورها في إضعاف المجتمعات وتفككها وتمزقها، وستنعزل الدولة في أضيق حلقاتها وستضطر إلى تعويض ضعفها باستخدام الإرهاب والاستبداد لإعادة توحيد الجماعات وضبطها وهو أمر سيدفع نحو المزيد من الدمار الداخلي والحروب الأهلية الدائمة، وأخيراً انهيار التجربة وسقوط دولة النخبة المستبدة وتراجع الدولة وعودتها نحو المساومة ومصالحة الواقع وإعادة تأسيس العلاقات مع المجتمع من جديد بشكل يحقق الانسجام بين الدولة (كنظام سياسي ودستور ومنظومة علاقات) مع المجتمع كثقافة وهوية ودين واجتماع وتاريخ. فالدولة إذاً لابد أن تكون نتاج الجماعة، والمجتمع هو الذي يحدد هيكل الدولة وهويتها الثقافية والحضارية، وأحياناً تلعب العلاقات التقليدية دور القيادة في تحقيق التقدم والتحول. يمكن القول إن الأمثلة المذكورة لن تحصل وهي أشبه بفرضيات خرافية لكن يمكن الاستفادة منها لفهم ماذا حصل في المنطقة العربية – الإسلامية عندما أقدمت النخبة على الانقلاب على الدولة (السلطان والسلطنة) تمهيداً للانقلاب على المجتمع ومحاولة تكوين شخصية تاريخية تنسجم مع تصورات النخبة ومتصادمة مع ثقافات الناس وهوياتهم. الخرافة التي افترضنا أنها لا تحصل ولن تحصل في بلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة حصلت فعلاً في تركيا الأتاتوركية، واستمدت النخبة العربية إلى حد كبير ذاك النموذج الانقلابي الاستبدادي لتعميمه وفرضه على الجماعات الأهلية باسم التقدم والحداثة والمعاصرة، فالخرافي في أوروبا هو واقعي في المنطقة العربية وما لا يمكن تصور حصوله في بلاد الغرب حصل في بلاد الشرق وانتهينا إلى ما انتهينا إليه. لسنا هنا في صدد مراجعة التاريخ وإعادة قراءة حوادثه لكن الخلاصة تؤكد أن النتائج الكارثية هي نتاج الانقلابات الفوقية على المجتمع ومصادرة حركة آلياته المتوارثة تقليدياً. قيل الكثير عن أن الديمقراطية أوروبية المنشأ ومركزية النشوء وقيل أيضاً إنها عالمية المنشأ وتعددية النشوء. وبغض النظر عن صحة الكلام عن أوروبية الديمقراطية أو إسلامية الديمقراطية أو كونفوشيتها أو بوذيتها فإن الأساس هو تاريخيتها الزمانية والمكانية ودور الجماعات الأهلية المعنية بآلياتها في ربط حركتها العمياء بإرادة المجتمع وتكوينه الثقافي وهويته والعناصر التي يتركب منها. فما يصح في بلجيكا أو سويسرا أو النمسا ليس بالضرورة يصح في المنطقة العربية والعكس صحيح. وما هو صالح في الشرق الأدنى ليس بالضرورة صالحاً لفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. فالدستور والديمقراطية والبرلمانية هي أدوات مرنة وغير محددة في أطر قانونية ثابتة ولا يمكن سحبها في تركيبها الكلي على مختلف الشعوب والحضارات والثقافات وذلك لسببين: الأول، أن كل دستور يمثل في النهاية الحد المشترك لتطور جماعة من الجماعات، وبالتالي لا يمكن استيراده وتصديره فهو ليس سلعة بضاعة كالسيارة أو جهاز الهاتف. الثاني، أن كل دستور قابل للتعديل بما ينسجم مع خصوصية الجماعات الأهلية وأسلوب حياتها وطريقة تفكيرها ومنظومة علاقاتها وأدواتها التقليدية المتوارثة. نصل هنا إلى منطق التسوية أو التصالح الذي اعتمده أربكان في تركيا واقترح راشد الغنوشي اعتماده في تونس. والدافع على نشوء المنطق المذكور هو أساساً دافع تاريخي أساسه الحرص على عدم دفع المجتمع والدولة نحو المزيد من التفكك والانهيار وأيضاً محاولة الاستفادة من أخطاء التجارب والكوارث. فالحرية تتطلب المناخ السياسي المعتدل الذي يساعد على اكتشاف قوانين المصالحة من خلال التقاط خصوصية المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة وهي فترة تجمع ما بين الجديد والحديث والتقليدي والمعاصر والموروث. بعد مرور أكثر من 80 سنة على الانقلاب الأتاتوركي لا يمكن الرد على ذاك الانقضاض الوحشي على هوية الجماعات وثقافتها بانقلاب نخبوي مضاد كما حاول حسن الترابي في السودان من خلال وضعه لتصورات دستورية معاصرة يعتقد أنها ستساهم لاحقاً في صنع شخصية تاريخية حديثة للمجتمع الإسلامي. فالدستور يصاغ ولا يترجم، كذلك هو نتاج اتفاق توافقي ولا يفرض بالقوة من طريق الاستيلاء على السلطة. وبما أن الانقلاب الإسلامي على الانقلاب النخبوي لن يؤدي إلى تعديل التاريخ ولا تعديل التعديل بل سيؤدي إلى كسر الجماعات إرادياً ومحاولة دمجها بالقوة في سياق زمني مضاد للفترة السابقة التي امتدت على عقود القرن العشرين وبالتالي ستعود المنطقة من جديد إلى حرب عصابات سياسية بين الدولة وبعض اتجاهات المجتمع الإسلامية. فالحل الواقعي هو تحقيق التسوية بين المؤسسات المدنية والهيئات الأهلية لإعادة تركيب هيكلية تنظيمية تنسق المصالح وتقيم توازنها في إطار سلمي. وإذا نجح الأمر يصبح الخلاف على تسمية ذاك الإطار من الأمور الثانوية، فالاتفاق على الاسم (ديمقراطي، شوري، برلماني، دستوري) ليس الجوهر بل هو الشكل الذي يتم من خلاله حل أزمة التمثيل السياسي ومعالجة مسألة السلطة وأسلوب الحكم.

 
الجزائر تؤكد استعدادها لاستقبال معتقليها بغوانتانامو
الجزائر – حسين بوجمعة  أكدت الجزائر، استعدادها لاستقبال مواطنيها المتواجدين في معتقل غوانتانامو، والتكفل التام بهم، مباشرة بعد أن تفصل العدالة في براءتهم، وقال وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج جمال ولد عباس، في مؤتمر صحافي، أمس، إن الجزائر مستعدة لاستقبال المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو، بما في ذلك أولئك الخمسة، الذين برأهم القضاء الأميركي الأسبوع الماضي. وأضاف يقول: «ما دام أن القضاء الأميركي برأهم، وأمر بالإفراج عنهم، ولم يتم نسب أي تهم لهم، فكيف لنا أن ننسب لهم تهما بذلك، خاصة إذا كانوا جزائريين أبرياء». وأوضح ولد عباس، «لقد برأ القضاء الأميركي هؤلاء المعتقلين، لأنه لم يكن هناك أي دليل لإدانتهم، رغم حبسهم ظلما بتهمة التوجه إلى سراييفو من أجل الالتحاق بالجماعات الإرهابية في أفغانستان». وأضاف يقول: «باعتباري مسؤول عن كل الجزائريين بالخارج، فإنه عندما يتم الإفراج عن المعتقلين الجزائريين بغوانتانامو، فنحن مستعدون لاستقبالهم وتوفير ما يحتاجون إليه من مساعدة». واستبعد نفس المسؤول، إمكانية محاكمتهم بالجزائر، مشيرا إلى أن ملفات هؤلاء المعتقلين ستحول إلى العدالة الجزائرية، التي ستكتفي بالتحقيق معهم لإثبات براءتهم، وذلك بالتعاون مع اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان، التابعة للرئاسة الجزائرية. وبخصوص نوعية المساعدات، التي ستقدم لهم، أوضح ولد عباس، بأنها ستكون، حسب متطلبات المفرج عنهم، أي كل ما يحتاجه خريج السجن. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 نوفمبر 2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.