الأربعاء، 22 مارس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2130 du 22.03.2006

 archives : www.tunisnews.net


عائلة السجين محجوب بن مبروك الزياني تدخل في إضراب عن الطعام تضامنا مع إبنها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان, فـرع المنستير:  بــيـــان النقابة الأساسية لكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة: حول ملتقى تكريم الأستاذ الرّاحل Paul Sebag الإتحاد العام لطلبة تونس – مؤتمر التصحيح: بـيـان حول ما حدث بكلية منوبة البديل الأسبوعي: حول أحداث ندوة « بول صبّاغ »: ركوب مشكلة داخليّة في كليّة لتضخيمها وتوظيفها في الداخل والخارج البديل الأسبوعي: جمعيات، نقابات وأحزاب بجهة قفصة تعبر عن مساندتها لمطالب السيدة عفاف بالناصر الشباب العربي البعثي: في الذكرى الثالثة للعدوان – المقاومة العراقية دعامة للنضال في سائر أقطار العروبة جـابر القفصي: في العلاقة بين الاستقلال و العفو التشريعي العام محمد العروسي الهاني: استنتاجات و تعاليق حول الاحتفالات  بخمسينية الاستقلال الوطني فتحي بالحاج: ردا على الغنوشي – لكي يعود القوس فعلا إلى بارئه سعاد الطيف الفيتوري: ليبيا بحاجة لقرار ثوري بحل اللجان الثورية إسلام أون لاين: مصالحة الجزائر تستهدف « الأوزان الثقيلة »  سويس إنفو: محللون: سوريا واثقة من تحمل الضغوط الأمريكية أحمد فتحي: إخوان سوريا: نسعى لتفادي التجربة العراقية   قدس برس: هل بدأت رحلة التغير والإصلاح في العالم العربي؟ .. رشاد أبوشاور: كيف شفت الشرعيّة الدوليّة يا رفيق؟! إسلام أون لاين: أشجع رجل في مصر!!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

منزل بورقيبة في 22/03/2006  

بيان : إعلان إضراب جوع

تعلم عائلة السجين محجوب بن مبروك الزياني الموقوف بالسجن المدني 9 أفريل بتونس منذ 23 أفريل 2005 في القضية التحقيقية عدد 1/721 بموجب قانون سيئ الإسم والصورة « قانون مكافحة الإرهاب »، أن إبنها البالغ من العمر 24 سنة دخل منذ يوم الأحد 19 مارس 2006 في إضراب مفتوح عن الطعام مطالبا بتحسين ظروف إقامته داخل السجن ومطالبا بإطلاق سراحه، كما تعمد عون الأمن وقف الزيارة منذ دخولنا وذلك لا سبب غير أن محجوب أبلغنا عن إضرابه.

وتضامنا مع محجوب قرر والده مبروك الزياني وأمه مريم الزغبي (البالغين من العمر 60 سنة) والتي تعاني مرض القلب الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام تضامنا مع الابن وحقه في الإعلام بالإضراب وتنديدا بتصرفات إدارة السجن. كما أن الأم امتنعت عن شرب الدواء وفضلت الموت على أن ترى ابنها في تلك الحالة.

وختاما نرجو من كل المنظمات الإنسانية والحقوقية وأصحاب الضمائر الحية التدخل لحل هذه المأساة التي يعانيها مساجين الرأي وأهاليهم.   والسلام مبروك بن حمادي الزياني     19حي  حشاد منزل بورقيبة     ولاية بنزرت  


 الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  فــــرع المنستـــــير  بــيــــان 
      15 مارس 2006
 
مازال الأعراف في جهة المنستير يواصلون غلق المؤسسات وطرد العمال دون احترام لأبسط الحقوق التي ضمنتها قوانين الشغل مما جعلهم عرضة للبطالة يعانون الفاقة ويتهددهم الجوع. ولم تستطع المساعدات التي يقدمها صندوق الضمان الاجتماعي ـ لبعض الأشهر ـ أن تخفف من معاناتهم إلا بشكل محدود. أما القضايا العرفية التي تحال على المحاكم وتصدر فيها أحكام، فإنها لا تجد سبيلها للتنفيذ. وبالرغم من أن المُشرّع التونسي وضع خلاص العامل في أولوية الاستحقاقات التي يتعين على المؤسسة أن تسددها، فإن المستثمرين تفننوا في التحايل على القوانين وفي التهرب من تطبيقها، فصاروا يستبقون الأحداث ويعدون لكل شيء عدته، فيتخذون كل الاحتياطات اللازمة التي تجعل إمكانية مصادرة التجهيزات أمرا مستحيلا، فكل وسائل العمل ودواليبه وآلاته يقع التفويت فيها بطرق ملتوية أويتم تحويلها لمواقع أخرى ينتصب فيها هؤلاء المستثمرون من جديد.  هذا ما حصل في العديد من معامل النسيج خاصة في المكنين وزرمدين وبوحجر وجمال وبنبلة وغيرها. وفي المؤسسات الجديدة يعمد الأعراف إلى التخلص من العمال والعاملات القدامى المرسمين ذوي الأجور المرتفعة نسبيا، وفي نفس الوقت ينتدبون عمالا وعاملات جددا بأجور زهيدة،  ومع ذلك لا يقع التصريح بحقيقتها لدى صندوق الضمان الاجتماعي وهكذا ما يجعل العامل مسلوبا من حقوقه في شبابه وفي شيخوخته. أما قوانين الشغل فإنها ما لبثت تتمطط، فاسحة المجال لما أصبح يعرف » بمرونة الشغل » وهي الآلية القانونية الجديدة التي جعلت مصير العامل: ـ انتدابا وترسيما وترقية وأجرا وطردا ـ مرتبطا بإرادة صاحب المؤسسة وبمصلحته، دون اعتبار لأوضاعه الاجتماعية والإنسانية. وقد أحدثت هذه الآلية تداعيات خطيرة على تدهور الوضعية العمالية. هذه كلها آليات صارت معروفة لدى كل العمال، يتذمرون منها ولا يستطيعون مواجهتها، وهذا ما يعيشه حوالي 270 من عمال وعاملات مؤسسة » أولد أمريكاOLD AMERICAIN » للنسيج بـ  » بوحجر » والذين توقفوا عن العمل لأكثر من شهرين ولم يتحصلوا على مستحقاتهم ولم تسعفهم كذلك وزارة الشؤون الاجتماعية بالمساعدات الزهيدة التي وعدتهم بها، والجميع يعرف أن أغلبهم من الأمهات اللواتي مازلن يرابطن بالمؤسسة رغبة في العمل وسعيا للحصول على المساعدة الاستثنائية. نفس الظروف المأساوية يعيشها عمال وعاملات « مؤسسة النهوض » ببلدة بنبلةPROMOTION التي تضم حوالي170 عامل وعاملة. غير أن ما حدث في المؤسسة الأخيرة في هذه المدة كان أفظع، وتجاوز أساليب الابتزاز المعهودة، فقد أعلمنا العمال والعاملات على مرأى ومسمع ممن يهمهم أمن البلاد واستقرارها أن صاحب المؤسسة أغلق الأبواب الحديدية للمؤسسة ثم لحم البعض منها، ولم يكتف بذلك، بل عمد إلى تسريب الكهرباء في الأبواب الحديدية، وهو بذلك لا يهددهم في لقمة عيشهم فحسب بل كذلك في حياتهم. وحتى يُجبر العاملات والعمال على مغادرة ساحة المؤسسة التي يعتصمون فيها، فإنه ضخ عليهم المياه الساخنة. إزاء هذه التصرف المفزع والغريب، فإن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ـ الذي تحول إلى المؤسسة، بمجرد أن أبلغه العملة بهذه الانتهاكات لحقوق الإنسان وأصغى بانتباه إلى شهاداتهم ــ يسجل ما يلي: 1 ـــ يدين هذاالسلوك اللاأخلاقي واللاإنساني الذي ينم ّعن عقلية متعسفة يتنافى مع ما تطمح له بلادنا من استقرار وسلم وتعاون. 2 ـــ يلفت انتباه المسؤولين الوطنيين والجهويين والرأي العام الوطني والنقابي والحقوقي إلى أن هذه التجاوزات تمثل سابقة خطيرة لا تسيء فقط إلى العاملين والعاملات في هذه المؤسسة،  بل إنها ستعمل على تأزيم العلاقات الاجتماعية المتوترة بطبيعتها. ولذا فإن الفرع: أ ــــ يطالب السلط بفتح تحقيق حول هذه الانتهاكات حفظا لكرامة العامل والعاملة وحتى نضع حدا لمثل هذه التجاوزات الخطيرة. ب ـ يدعو كل الأطراف المعنية إلى أن تُولي هذه الوضعية الاجتماعية المتأزمة ما تستحقه من عناية حتى تخفف من معاناة العمال والعاملات الذين طال انتظارهم ونفد صبرهم. 3 ـــ يعلن دعمه وتعزيزه لمجهودات الاتحاد العام التونسي للشغل الساعية لتمكين العملة من كل حقوقهم التي ما لبث الأعراف يتلاعبون بها. رئيس فرع الرابطة بالمنستير سالم الحداد  


 
الاتحاد العام التونسي للشغل النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي النقابة الأساسية لكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة  

لائحة الاجتماع العام المنعقد يوم الخميس 16 مارس 2006

   

عاشت الجامعة التونسية يوم 10  مارس 2006 يوما حزينا      فبمناسبة تنظيم كلية الآداب والفنون والانسانيات منوبة ملتقى تكريما للأستاذ الرّاحل Paul Sebag المؤرّخ وعالم الاجتماع وأحد مؤسسي الجامعة الّتونسية والذّّي ساهم في تكوين أجيال من الجامعيّين الّتونسيين كما ساهم في النضال الوطني من أجل تحرير البلاد، عمدت عناصر من الطلبة إلى محاولة منع اُنعقاد الملتقى بطرق عنيفة واُستفزازيّة استهدفت الأساتذة والضيوف ورفعت شعارات متطرّفة، متعصّبة و منغلقة، منافية للأخلاق و المبادئ الأكاديميّة و القيم الإنسانيّة.      ففي الوقت الذي أهدى الأستاذ الرّاحل كليتنا جزءا هاما من مكتبته مساهمة منه في تكوين الشّباب الطلابي تقابله هذه العناصر المتحجّرة بموقف يندى له الجبين، لا يشرّف طلبتنا و لا جامعتنا و لا تقاليدنا العربّية الإسلاميّة المؤسّسة على الحداثة والانفتاح وعلى الدفاع عن قيم التسامح والعقلانية.     وإزاء هذه الممارسات اللامسؤولة فإن الأساتذة المجتمعين بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة  بدعوة من مكتب  النقابة الأساسية يوم الخميس 16 مارس 2006:   – يدينون كل مظاهر الانغلاق والتحجّر والتعصّب والانحراف عن قيم المعرفة واحترام الاختلاف. – ينددون بشدّة بالعنف الّلفظي الذي استهدف الأساتذة والضيّوف ويشجبون العنف الجسدي الذي تعرّض له بعض الأساتذة. – ينوّهون بموقف هياكل الكلية من نقابة وعمادة ومجلس علمي وإدارة وبموقف الزملاء الأساتدة والطلبة الذين تصدوا بكل شجاعة لهذه الممارسات وأحبطوا محاولة إفشال الندوة. – يعتبرون أن إصرار هذه العناصر المتطرّفة من الكلية على تصعيد الاستفزاز والتجاوزات لتعطيل السير العادي للحياة الجامعية والمسّ من حرمة الأساتذة والجامعة والحرّيات الأكاديمّية وتقديمها على أنها نضال مشروع وهو أمر مرفوض ولا يمثل غالبية الطّلبة. – يرفضون و يستنكرون كلّ الإشاعات و الافتراءات التي وظّفتها   جهات صهيونية مغرضة و في ذلك مسّ بسمعة مؤسّستنا و بلادنا، و تقليل من نجاح التظاهرة. – يطالبون الأساتذة والطلبة والهياكل الجامعية بالتجنّد من أجل الدّفاع عن هيبة الأساتذة وحرمة الجامعة. – يقترحون على المجلس العلمي للكلية  التفكير في برنامج عمل وتكوين يقي طلبتنا من أخطار التعصّب ويرسّخ لديهم قيم التسامح والتفتّح والعقلانية.                                                            رئيس الاجتماع                                                         الكاتب العام للتقابة الأساسية                                                            الأستاذ الحبيب ملاخ

 


 

 

الإتحاد العام لطلبة تونس – مؤتمر التصحيح:

 

بـيـان حول ما حدث بكلية منوبة

 

تونس في 21 مارس 2006

بـيـان

 

على إثر ما جدّ يوم 10 مارس بكليّة الآداب بمنوبة من أحداث أثناء تكريم الأستاذ « بول صبّاغ » يهمّ المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس-مؤتمر التصحيح- أن يعبّر عن الآتي:

 

أوّلا: تذكيره أن الإتحاد العام لطلبة تونس:

 

1- يفصل بكل بداهة بين اليهوديّة بما هي ديانة كبقيّة الديانات وبين الصّهيونيّة بما هي حركة إيديولوجيّة وسياسيّة عنصريّة واستعماريّة.

2- يناضل وفقا لقانونه الأساسي ولوائحه السّياسيّة ضد كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو يلتقي في ذلك مع كل القوى الديمقراطيّة والتقدّميّة والوطنيّة في تونس والتي تشمل عموم الأحزاب والنقابات والجمعيّات والمنظمات المستقلة.

 

ثانيا: تأكيده أن ما حصل من تجاوزات محدودة من بعض الطلبة لا يمكن تعميمه ولا تنزيله في إطار « معاداة اليهود » إذ، خلافا لما يروّجه البعض، لم تصدر عن الطلبة شعارات أو مواقف من هذا القبيل بل إن كل ما رفعوه من شعارات يتنزل في إطار معاداة الصهيونيّة والتطبيع معها. ويعود الخلط الحاصل لديهم حول شخصيّة « بول صبّاغ » و »علاقته » بالصهيونيّة إلى:

 

1- جهل بشخصيّة هذا الباحث وهي مسؤوليّة تتحمّلها في المقام الأوّل الأطراف المشرفة على التعليم في كليّة تدرّس فيها العلوم الإنسانية والاجتماعيّة ولا يعرف الطلبة فيها هذا الباحث التونسي الكبير في مجال العلوم الاجتماعيّة والتاريخ.

2- خلط سبّبه انخراط بعض الأساتذة المنظمين للتكريم في حركة التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت يافطات أكاديميّة.

3- دعوة وزير التعليم العالي للإشراف على الندوة وهو ما دفع الطلبة وهياكلهم النقابيّة للاحتجاج على هذه الدعوة في وقت تستعدّ فيه الوزارة لإقرار نظام « إمد » الذي يعارضه الطلبة والأساتذة على حدّ السواء لما فيه من إضرار بالتعليم العالي وتعميق لأزمته ومن مخاطر جديدة على مستقبلهم.

4- تغييب الطلبة وحتى بعض الأساتذة النقابيّين في الإعداد لهذه الندوة ومعاملة المنظمين للطلبة كقصّر ووصفهم بشتى النعوت المهينة.

 

ثالثا: رفضه حملة التشويه والمغالطة التي تستهدف مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس المعروف بمواقفه التقدّميّة والنيّرة الرّافضة لكل فكر شوفيني، عنصري ورجعي. وشجبه بشكل خاصّ ما ورد في رسالة المجلس التمثيلي للمؤسّسات اليهوديّة بفرنسا « كريف » (CRIF) إلى سفير تونس بباريس وفي مقال ورد في صحيفة « ليبيراسيون » الفرنسيّة بتاريخ 16 مارس 2006 واللذين ينسبان زورا وبهتانا إلى الطلبة التفوّه بشعارات تدعو إلى « قتل اليهود » و »رميهم في البحر »، وهو أمر ينفي حصوله حتى منظمو الندوة علاوة على كونه يخفي محاولة توظيف سياسي لحادثة جزئيّة لتبرير الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني والتغطية عليها وإسكات الأصوات المعارضة للتطبيع وتشريعه مستقبلا.

 

رابعا: استغرابه من محاولة بعض الأطراف المنظمة للندوة توظيف الحادثة المذكورة لتصفية حسابات سياسيّة خارج الجامعة.

 

خامسا: دعوته الأساتذة وهياكلهم النقابيّة إلى خلق قنوات تواصل وحوار مع الطلبة وممثليهم النقابيّين من أجل معالجة الأوضاع بالجامعة لما فيه مصلحة الطرفين خاصّة والبلاد عامّة.

 

نائب الأمين العام

علي فلاح

 

(المصدر: البديل الأسبوعي، بديل إخباري يصدر عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي- عــدد 9 – 21 مارس 2006)


 

عقوبات ضد مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس بمعهد الصحافة

 

تلقى كل من الطلبة صبري الزغيدي (كاتب عام المكتب الفدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس –مؤتمر التصحيح- بمعهد الصحافة)، بدر السلام الطرابلسي، أمينة جبلون وتوفيق العيّاشي توبيخا من طرف إدارة معهد الصحافة على إثر الأحداث التي جدّت بنفس المعهد يوم 4 ديسمبر 2005 والتي تمثلت في منع ندوة نظمها المكتب الفدرالي حول حريّة الصحافة في تونس واستدعى للمشاركة فيها كلّ من محمّد معالي (جريدة الشعب) ورشيد خشانة (جريدة الموقف) والمنذر الشارني (محام). وقد اعتدى الأمن الجامعي يومها بالهراوات على الطلبة الذين منعوا من دخول المعهد وأساسا مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس-مؤتمر التصحيح- وبالخصوص عضو المكتب التنفيذي طه ساسي وأعضاء الهيئة الإداريّة بلقاسم بن عبد الله وصبري الزغيدي والمناضلين زهير الزويدي، ماهر الحراثي، بدر السلام الطرابلسي وأنور العمدوني. وقد تمكن طلبة المعهد يومها من إدخال المناضلين الممنوعين من الدّخول وعقد اجتماع عامّ انتهى باعتصام احتجاجي في إدارة المعهد.

 

(المصدر: البديل الأسبوعي، بديل إخباري يصدر عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي- عــدد 9 – 21 مارس 2006)

 


جمعيات، نقابات وأحزاب بجهة قفصة تعبر عن مساندتها لمطالب السيدة عفاف بالناصر

 

قفصة في: 19 مارس 2006

بـيان

 

أنهت السيدة عفاف بالناصر عشية يوم 18 مارس 2006 إضراب الجوع الذي شرعت فيه الجمعة 10 من نفس الشهر دفاعا عن حقها الطبيعي والقانوني في الشغل.

 

وكما هو معلوم فقد أقدمت على التعليق الوقتي لذاك الإضراب تحت إلحاح شديد من قبل أهم القوى الديمقراطية من حقوقيين ومناضلين ونقابيين.

 

وبهذه المناسبة نود إعلان ما يلي:

–   تثميننا ليس فقط تمسك السيدة عفاف بالناصر بحقها المشروع في الشغل وإنما أيضا إستجابتها لدعوة فعاليات المجتمع المدني جهويا وتغليب الأبعاد الإنسانية العميقة في قراراتها.

–   إلتزامنا الكامل بالوقوف معها في قضيتها وبالأحرى قضيتنا.

–   رفضنا القاطع لربط قضية الشغل بغير المؤهلات العلمية والشهائد وتنبيهنا إلى خطورة ربط الشغل بالقرار الأمني والإستثناء لاعتبارات فكرية وسياسية مثلما هو الحال في مسألة السيدة عفاف بالناصر وغيرها كثير.

–   دعوتنا سلطة الإشراف إلى الإسراع في المعالجة الإيجابية لمشكلة عفاف والبحث الجاد في إيجاد الحلول لمعضلة البطالة التي وصلت حدودا مفزعة بجهتنا ولم يعد بالإمكان السكوت عنها.

 

الإمضاءات الأولية

1- فرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: زهير اليحياوي

2- مجموعة قفصة لمنظمة العفو الدولية: محمد خميلي

3- النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالقصر: إبراهيم ساعي

4- الإتحاد العام لطلبة تونس – مؤتمر التصحيح: كمال عمروسية

5- الحزب الديمقراطي التقدمي – جامعة قفصة: عبد الرزاق داعي

6- حزب العمال الشيوعي التونسي – قفصة: عمار عمروسية

7- النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بقفصة: الناصر قطواني

 

(المصدر: البديل الأسبوعي، بديل إخباري يصدر عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي- عــدد 9 – 21 مارس 2006)


 

حول أحداث ندوة « بول صبّاغ »:

ركوب مشكلة داخليّة في كليّة لتضخيمها وتوظيفها في الداخل والخارج

 

على إثر الجدل القائم إثر ما جدّ بكلية الآداب بمنوبة على هامش تكريم « بول صبّاغ » وإنارة لقراء البديل والرأي العام حول حقيقة ما وقع نمدّكم بهذه التغطية التي قام بها مناضل واكب الأحداث.

 

يوم الجمعة 10 مارس 2006 شهدت كليّة الآداب والفنون والإنسانيّات بمنوبة –تونس- انعقاد ندوة حول شخصيّة « بول صبّاغ »، فقيد الجامعة وعلم الاجتماع وصاحب المواقف الوطنيّة زمن الاستعمار.

 

إلا أن الطلبة كان لهم من خلال ممثليهم بالجزء موقف آخر، خلافا لما رواه الأساتذة الذين نظموا الندوة وعبّروا عنه في إحدى لوائحهم، ونجم عن ذلك أن نشبت مناوشات كلاميّة واحتكاكات مع هؤلاء المتهمين بـ « خدمة مآرب صهيونيّة » والذين يتهمون الطلبة بـ « السّعي إلى تعطيل التظاهرة » و »المسّ من حريّة النشاط الأكاديمي » و »الخلط بين اليهوديّة والصهيونيّة » و »معاداة السّاميّة » و »الجهل بشخصيّة بول صبّاغ ».

 

ودعت النقابة الأساسيّة إثر ذلك الأساتذة إلى اجتماع عام يوم الخميس 16 مارس 2006، وبدأ خبر « الأحداث » على النحو الذي رواه عدد من المنظمين ينتشر بسرعة لا داخل الكليّة فحسب بل وخارجها في الأوساط الجمعيّاتيّة والحزبيّة وينتقل بالسّرعة نفسها إلى خارج البلاد، وتحديدا إلى فرنسا، حيث استغله هناك رئيس « المجلس التمثيلي للمؤسّسات اليهوديّة بفرنسا » (« كريف » CRIF) في بيان أصدره، ينسب إلى الطلبة شعارات لم يرفعوها (« الموت لليهود »، « اليهود في البحر ») وأعمالا لم يرتكبوها (الاعتداء بالعنف على الأساتذة…) وبان حتى للمشتكين من تصرّف الطلبة أن البيان مغرض، واليد الصهيونيّة فيه لا تخفى، وخصوصا حين وقع التوجّه به إلى سفير تونس وإعطاؤه أبعادا واسعة، وربط ما جرى بفوز « حماس » في الانتخابات الفلسطينيّة إلخ…

 

أمّا الطلبة فلهم روايتهم التي عبّروا عنها في لوائحهم وشفويّا والتي يبدو من خلالها أنهم كانوا مستعدّين للاحتجاج على وزير التعليم العالي (الذي قابله أحد المنظمين ودعاه إلى الإشراف) بسبب نظام « إمد » المزمع تطبيقه دون استشارتهم، وأنهم أرادوا دخول القاعة للحضور والمناقشة فمنعهم المنظمون وأن رفض التطبيع الجاري مع الكيان الصهيوني كان وراء موقفهم من التظاهرة مع ما هو معروف لديهم من شبهات حول علاقة النواة المنظمة بالأوساط الإسرائيليّة والأنشطة التطبيعيّة التي شاركوا فيها بغطاء أكاديمي. كما أكد الطلبة بمختلف اتجاهاتهم (يساريّون، قوميّون، مستقلون) أنهم لم يتفوهوا بأي عبارة معادية لليهود واشتكوا من أنهم كانوا عرضة للاستفزازات والإهانات الكلاميّة (إرهابيّون، فاشيّون، معادون للسّاميّة، جهلة، عديمو تربية) بل إنهم يذكرون أن أحد الأساتذة بصق عليهم.

 

وفي الاجتماع العام حضر نفر محدود من أساتذة الكليّة وعدد آخر من أنصار المنظمين في أجزاء جامعيّة أخرى وعلى رأسهم عناصر من النقابة العامّة. ومُنِعَ ممثلو الطلبة من الحضور ومن إسماع روايتهم للأحداث والتعبير عن موقفهم أمام المجتمعين. كما تمّت تلاوة رسالة مسؤول الـ »كريف » بفرنسا وبيان الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان. وتناوب على الكلمة طيلة زهاء ثلاث ساعات عديد المتدخلين من الطرفين: الطرف المنظم الذي تغوّل بعض أفراده ضدّ الطلبة، والطرف الذي يعرف هؤلاء المتغوّلين جيّدا ويعرف مصبّ مائهم، ويسعى إلى فحص الأمور برويّة وبموضوعيّة، ومن جوانبها المختلفة، دون تهويل أو توظيف، وكان الخلاف يشق القاعة ويشمل المشرفين على الاجتماع من أعضاء النقابة الأساسيّة.

 

وكان واضحا منذ البدء وعبر الوجوه التي تمّ جلبها واستحضارها واللهجة التصعيديّة والتوجيه السّياسي، والتجويق الحاصل بين خطباء الجماعة وأنصارهم في القاعة، ومحتوى العريضة « العالميّة » التي نشطوا في تدويرها والتي لم تلق الرّواج المطلوب بين الحاضرين، أنّ ما جرى حول الندوة كان المطيّة فحسب، ووقع استغلاله لتصفية حسابات مع بعض الأطراف السّياسيّة خارج الجامعة (الوحدويّون الناصريّون، حزب العمّال، هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيّات…) حتى وإن كانت لا علم لها إطلاقا بـ « النّدوة ».

 

كان المتكلمون من المنظمين وأنصارهم يذكرون في رواياتهم و »شهاداتهم » وقائع دون أخرى ويركزون على وقائع دون أخرى، وكان لا بدّ في كل مرّة من أصوات ترتفع لتطالب بسماع المسكوت عنه، وكان الدّفع واضحا باتجاه إدانة الطرف الطلابي والأطراف السّياسيّة التي لها علاقة مفترضة بالحادثة وحتى تلك التي لا علاقة لها، لكنها على خلاف مع من سمّوا أنفسهم بـ « المبادرة/الائتلاف الديمقراطي » (وتخصيصا « حركة التجديد »).

 

لكن هذا التوجيه واجه معارضة وسط الحضور ربّما لم تخطر على بال حين ركب أصحابه موجة مناهضة « معاداة السّاميّة » و »الدّفاع عن الحرّيّات الأكاديميّة » وعن « الحداثة » ونبذ « التعصّب والظلاميّة » ودقوا نواقيس « الخطر الدّاهم » الذي جعلهم يغضون الطرف عن الخطر الجاثم بعد والكاتم أنفاس التونسيّين منذ 50 عاما والمنتهك بصورة منهجيّة ودائمة الحرّيّات الأكاديميّة والمدمّر مكاسب الجامعة والجامعيّين والمحوّل الكليّات والمدارس العليا إلى ثكنات تخضع لسلطة البوليس (الأمن الجامعي).

 

لقد واجه عديد المتدخلين من أعضاء النقابة والأكاديميّين الحاضرين هذا التيّار بمستويين من الردّ: أوّلهما: شجب التعرّض للنشاط الأكاديمي وأشكال التعامل التي توخاها بعض الطلبة –إذا ما ثبتت- مع شخصيّة « بول صبّاغ » ومع منظمي الندوة. والثاني: شجب ما قد يكون صدر عن هؤلاء (أي المنظمين) إزاء الطلبة، وما لا يزال يسمع على لسانهم ويلاحظ من تصرّفات تؤدّي إلى حجب الحقيقة. واستغراب بعض المتدخلين التعبئة الواسعة والمريبة التي تمّت حول حادثة داخليّة تعالج عادة في إطار الكليّة، وعابوا على المنظمين الصبغة الانعزاليّة التي طبعت إعداد الندوة وتذمّروا من عدم تشريك العمادة والنقابيّين والأساتذة والطلبة في التهيئة والتهيّؤ لتظاهرة ذات حساسيّة خاصّة في مثل الوضع الحالي وحول شخصيّة تحتاج إلى التعريف بها ورفع الالتباسات حولها عند من لا يعرفها. وعابوا على النقابة أنها لم تتحرّك منذ الإضراب الإداري الأخير قبل قرابة العام كي تدعو إلى اجتماعات تقييميّة أو إخباريّة، لكنها تحرّكت حين تعلق الأمر بحادثة داخليّة وجزئيّة وقع تضخيمها وتوظيفها، وقالوا إن جمهور الأساتذة كان ينتظر اجتماعا احتجاجيّا، على الأقلّ، بعد الإهانة الكبرى الحاصلة في أريحا (اقتحام الجيش الإسرائيلي سجن أريحا وتدميره واعتقال أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ورفاقه واقتيادهم إلى أماكن غير معلومة) والتي تجاوزت رموز المقاومة والشعب الفلسطيني إلى العرب قاطبة وأحرار العالم أجمعين، لكنّ ذلك لم يحصل، وتُدَق نواقيس الخطر لا حول الخطر الصّهيوني والهجمة الأمريكية بل ضد « معاداة الساميّة » (وكأن العرب ليسوا ساميّين) التي يتمعش منها المحتل الإسرائيلي والتي لم تعد تشمل معاداة اليهود فحسب بل تم توسيعها لتشمل كل معارضة للصهيونية ولجرائم الحرب التي ترتكبها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في حق الشعب الفلسطيني.

 

ونادى بعض المتدخلين ضد تيار التوظيف الذي سارت فيه خطب المنظمين وجوقهم بوجوب الربط بين ما جرى وملابساته لأن العزل والفصل لا يخدم الحقيقة ويحول دون الرؤية الموضوعية ودون تنسيب النظرة والأحكام، من ذلك أن الحوار سواء داخل الجامعة أو في المجتمع معدوم وقنواته مسدودة، وأن الطلبة لا يجدون من يسمعهم ولا من يناقشون، وأن الحلول الأمنية هي الرد الوحيد على تساؤلاتهم، وأن الهجمة الإمبريالية الصهيونية، والتواطؤ الرسمي العربي، في ذروته الآن، والفضائيات التي يشاهدها الشباب والطلابي منه خاصة تقدم له يوميا بالصورة والكلمة مشاهد مرعبة عن جرائم المحتلين والغزاة الصهاينة والأمريكان والبريطانيين إلى الحد الذي من شأنه تشويش الرؤية القائمة لديه على التمييز بين يهودي وشارون (أو صهيوني)، بين أمريكي و بوش، بين بريطاني وبلير. وعبّروا عن مناهضتهم للتطبيع ووقوفهم ضد المطبّعين وذكّروا بمواقف وممارسات وأنشطة عدد من المنظمين في علاقة بالأوساط الإسرائيلية داخل تونس وخارجها، حتى أن السلطة صارت تحتاج إلى خدماتهم في المناسبات التطبيعية. وقالوا إن الطلبة يعرفون ذلك، وحمّلوا الوزارة والمنظمين مسؤولية ما حصل ومسؤولية معالجته، حين نصّت المعلقة على إشراف الوزير ثم لم يأت وترك المنظمين في التسلل يواجهون مكانه.

 

لكن هؤلاء كانوا مصممين على تسجيل الهدف السياسي الذي من أجله عبّأوا الاجتماع، وكسبوا بيان التنديد الصادر عن الرابطة رغم عموميته، وقاموا بحملة التشهير بالداخل والخارج، فتعمّدوا عدم التمييز بين مكونات المشهد السياسي الطلابي في الكلية، واختاروا التركيز المباشر وغير المباشر على اليسار وتحديدا حزب العمال و »طلبة حزب العمال » (اتحاد الشباب الشيوعي التونسي)، وكـأن حزب العمال في حاجة إلى دروس في التقدمية أو في ضرورة التمييز بين اليهودية والصهيونية، واختاروا، في الآن نفسه، التركيز على « الظلامية » التي باتت تهدّد حسبهم مكتسبات « الحداثة » بتونس، وعلى الحركة والمنظمة الطلابية (يقصدون مؤتمر التصحيح لأنهم يسندون جماعة « زعتور » العاملة في ركاب السلطة) التي تدخل حسبهم « مرحلة غير مسبوقة من التعصّب والإرهاب ومعاداة الساميّة » (تعليقا على هذا الخطاب بارك بعض المتدخلين للجماعة رقصهم الموحّد مع السلطة). وقام من أجاب بأن الحداثة لا معنى لها دون هويّة خاصة في ظل العولمة/الأمركة الهادفة إلى محو الهوية الحضارية والخصوصية الوطنية للشعوب والأمم، وفرض « هوية » كونية أي أمريكية إمبريالية.

 

ولم يلاق بيان الرابطة ارتياحا وسط المعترضين على توظيف الحادثة داخليا وخارجيا، لأنه جاء وحيد الجانب مستندا إلى رواية واحدة هي رواية الطرف المنظم، وتساءل البعض كيف يعقل أن لا تنصت الرابطة إلى رواية الطلبة المتهمين والأساتذة من غير المنظمين وأنصارهم؟ وازدادت الشبهات حول دوافع الطرف المنظم حين علم المجتمعون بمشاركة « كلود ناتاف » رئيس « جمعيّة تاريخ يهود تونس » الذي يعرفون مواقفه الصهيونية المعادية للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بل إن الذين يعرفون « بول صبّاغ » شخصيا يؤكدون أنه لم يكن يُكنّ أيّة مودّة لهذا الشخص، وعلموا أن خبر الاجتماع النقابي والمضمون المرسوم له من قبل الجماعة نشر خارج تونس يوم الأربعاء 15 مارس أي قبل موعد الاجتماع بيوم (انظر المنشور في إيطاليا) وهو ما يعني إعدادا مسبّقا لاستغلال رد الفعل الطلابي على النحو الذي يخدم الأغراض السياسية للمنظمين وأنصارهم ويوفر موضوعيا، أحب الجماعة أم كرهوا، للدعاية الصهيونية مادة ثمينة، استغلتها كي تستعدي السلط التونسية على الطلبة وكافة أنصار الحق الفلسطيني في تونس، بل كي تحرج هذه السلط نفسها وتملي عليها ما ينبغي أن تفعله حتى لا تحشر ضمن « المعادين للساميّة ». فقد طالب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا (CRIF) السلطات التونسيّة بـ « معاقبة مرتكبي الحادثة المعادية للسّامية ». كما استغربت صحيفة « ليبيراسيون » الفرنسيّة التي كرّرت نفس مزاعم الـ »كريف » حول رفع الطلبة شعارات معادية لليهود، عدم تدخل البوليس التونسي الموجود عادة بكل مكان والذي عوّد الناس بالتدخل في الصغيرة والكبيرة ! (انظر مقال « ليبيراسيون » بتاريخ الخميس 16 مارس 2006).

 

وإذا كان الاجتماع النقابي قد انتقد في اللائحة الصادرة عنه التجاوزات المنسوبة إلى بعض الطلبة فإنه عبّر عن رفضه واستنكاره لـ « كلّ الإشاعات والافتراءات التي وظفتها جهات صهيونيّة مغرضة ».

 

وخلاصة القول إن ما حصل يوم الخميس 10 مارس بكليّة الآداب بمنوبة كان بالإمكان معالجته بشكل عقلاني في إطار الحوار والتنسيق والاحترام المتبادل بين الأساتذة والطلبة المتضرّرين جميعهم من انتهاك نظام الحكم للحرية الأكاديمية ولكافة الحريات. ولكن انعدام التواصل بين الطرفين وخاصة تضخيم الحادثة وتوظيفها من قبل بعض منظمي الندوة وأنصارهم هو الذي جعلها تتجاوز حدود الجامعة بل وحدود البلاد لتستغلها أطراف صهيونية معروفة باصطيادها لمثل هذه الفرص للتغطية على جرائم الصهاينة في فلسطين وتشريعها بل وتقديمها على أنها « دفاع عن النفس ». وإذا كانت الحرية الأكاديمية مقدسة ومن واجب الجميع احترامها والدفاع عنها في وجه أي انتهاك فإن هذه الحرية لا ينبغي أن تتحوّل إلى غطاء لتشريع التطبيع مع الكيان الصهيوني. وإذا كانت معاداة اليهود جريمة مثلها مثل كل أشكال التمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو اللون فإنه لا ينبغي اتخاذها مطيّة لتجريم كل من يعادي الصهيونية وجرائمها العنصرية واعتباره معاديا للساميّة.

 

الإمضاء

مناضل طلابي واكب الأحداث

 

(المصدر: البديل الأسبوعي، بديل إخباري يصدر عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي- عــدد 9 – 21 مارس 2006)

 


 

الشباب العربي البعثي

 

أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

وحدة –  حرية   –  اشتراكية

 

 في الذكرى الثالثة للعدوان – المقاومة العراقية دعامة للنضال في سائر أقطار العروبة

 

بداية نود التأكيد على الحقائق التاريخية التالية:

·        ان ما يشهده العراق اليوم من تصادم قتالي بين المقاومة الوطنية  العراقية بقيادة البعث مع المشروع الإمبريالي في مرحلته المتجددة هو حلقة من حلقات المواجهة التاريخية مع قوى الإستعمار و الهيمنة بصفحاتها العسكرية و السياسية و الإقتصادية و ذلك منذ 1972 تاريخ تأميم النفط العراقي مرورا بأم المعارك سنة 1990 ثم الحصار الجائر طيلة 13 سنة وصولا إلى تاريخ 9 أفريل 2003 و الذي شكل بداية التقابل القتالي بين البعث و الولايات المتحدة الأمريكية،تقابل يتميز هذه المرة بكونه مؤسسا على مفهوم نضالي ثوري للبعث و مدبرا ومصمما مسبقا من قيادة الحزب و الدولة العراقية.

·        إن العدوان على العراق لم يكن وليد أحداث الحادي عشر  من سبتمبر في إطار « الحرب الكونية على الإرهاب » بل كان مرسوما منذ التسعينات و تعزز مع وصول المحافظين الجدد لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية و لذلك ما يبرره وفقا لمنظور هؤلاء الإستراتيجي خاصة في ما يتعلق بالطاقة النفطية والهيمنة على مصا درها وموقع العراق المعرقل لمشاريع الشركات الرأسمالية الكبيرة التي تحتل موقعا متميزا في اتخاذ القرار لدى الإدارة الأمريكية الحالية و يعزز موقعها هذا النظرة الرأسمالية لشخوص الإدارة ذاتها بدءا من ديك تشيني وحتى ريتشارد بيرل.

·        ان مصلحة الصهيونية العالمية متأكدة وحاصلة في ضرب العراق و إسقاط قيادته الوطنية . فالحرب قامت أساسا في  إطار مزاوحة بين تدعيم سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة من جهة و حماية أمن الكيان الصهيوني وضمان تفوقه على الأمة العربية من جهة أخرى.

·        ان العدوان على العراق أبرز دور أنظمة العمالة العربية دون استثناء في تخريب العراق ومساعدة المحتل كما في طور العمليات القتالية التقليدية من 19-20 مارس إلى 9 أفريل 2003 أو في طور المقاومة الشعبية للإحتلال المتواصلة إلى الآن… لقد إنطلقت الحشود الأمريكية و البريطانية من حدود العراق الجوبية (الكويت) وساهمت أقطارمثل السعودية،البحرين،الأردن..في العمليات بشكل نشط وواسع مما يؤكد حجم الإدماج مع المشروع الإمبريالي في المنطقة…

وواصلت الأجهزة الإستخباراتية للأنظمة العربية نشاطها داخل العراق حتى بعد 9 أفريل2003 إما في مسعى إحداث حالة تقابل طائفي في مواجهة من « يلبسون العقال الإيراني »(نظام أبناء عبد العزيز في السعودية) ،أو في إطار القبض على المتطوعين العرب الراغبين في الدفاع عن جزء من وطنهم .وهنا لابد من أن نؤكد أن السجون العربية في المغرب العربي مليئة بمثل هؤلاء نتيجة لتعاون نشط بين الأنظمة العربية العميلة و الإستخبارات الأمريكية.

·        إن الأنظمة العربية المشاركة و المتآمرة على العراق في إطار تلاقي مصالحها في الإمبريالية و الصهيونية إنما تدفع ثمن ذلك بفعل صعود المقاومة العراقية السريع و الأنجع في تاريخ الحركات الوطنية،إذ دخلت هذه الأنظمة حالة من التأزم الإقتصادي و الإجتماعي والسياسي و الأمني نتيجة الضغوط الأمريكية فيما يتعلق بالإصلاح و التطوير و حقوق الإنسان ونشر الديمقراطيةفبعدما   فشلت الولايات المتحدة في جعل العراق نموذجا للمنطقة  و بالتالي  تعثر مشروع الشرق الأوسط الكبير  ،راحت  تبحث عن بدائل أسهل في تونس و ليبيا و مصر و السعودية… ففي ظل ضعف هذه الأنظمة يصبح فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني أسهل و التنازل عن الحقوق الوطنية من موريتانيا مرورا بفلسطين وصولا إلى الخليج شيئ لابد منه في إطار مستلزمات الحفاظ على العرش.

 

يا أبناء تونس العربية

يا أبناء أمتنا المجيدة

 

إن المقاومة العراقية ،وهي تدخل عامها الرابع مستمرة في التصاعد حتى دحر الإحتلال وتحرير العراق و الحفاظ عليه وطنا موحدا لكل العراقيين و العرب ،وهي بفعل التاريخ النضالي و الفلسفة الثورية التنظيمية لحزب البعث عصية على الدحر و الهزيمة .وذلك رغم حالة الحصار المفروضة عليها من قبل الإمبريالية العالمية وحجم الإستهداف الذي تتعرض له من قبل أنظمة عربية و إقليمية متآمرة على المشروع البعث النهضوي في العراق وفي كافة أقطار العروبة التي أصبحت مستهدفة نظرا لتفعيل المشاريع الأمريكية و الصهيونية كتعويض لفشل الإحتلال في العراق المقاوم.وما تسارع عملية الإختراق الأجنبي لتونس و غيرها من الأقطار المغاربية و عملية التطبيع الأكاديمي  و الإقتصادي و السياسي مع العدو الصهيوني إلا جزءا من هذه المشاريع.

إننا و كشباب عربي مؤمن بوحدة النضال من أجل تحقيق نضال الوحدة ندعوا جميع أبناء تونس العربية و الوطن العربي الكبير للتصدي لمشاريع الهيمنة على أرضنا و مساندة المقاومة الوطنية العراقية بكافة الوسائل المتاحة و خاصة كسر الطوق و التزوير الإعلامي الذي تتعرض له و تثوير الشارع وتعبئته ضد قوى الإستعمار و الهيمنة.

 

عاشت المقاومة العراقية مفاجأة الأمة لنفسها

عاش العراق حرا مستقلا

عاش حزب البعث العربي الإشتراكي مدبر و مفجر المقاومة

عاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر

عاشت تونس العربية داعمة للمقاومة العربية في العراق و فلسطين

 

تونس في 20 مارس 2006

الشباب العربي البعثي

 

في العلاقة بين الاستقلال و العفو التشريعي العام

جـابر القفصي     لا شك أن حدث الاستقلال   يمثل حدثا  تاريخيا نوعيا كان يبشر بمرحلة تاريخية  لعل من  أهم وعودها نقل التونسي من  مواطن متخلف يشعر بالغبن و الاحتقار و التهميش إلى مواطن حر مستقل متساو في الحقوق و الواجبات مع سائر المواطنين في الدول الحرة و المتقدمة.       و من  البديهي الاعتراف بــأن دولة  الاستقلال  أو ما يسمى في علم الاجتماع السياسي  بالدولة الوطنية قامت بإنجازات عديدة في مجالات  النية الأساسية و الاقتصاد والتعليم و الصحة …و لكنها رغم كل ذلك لم تنجح في الحقيقة في تغيير الإنسان حاكما كان أو محكوما .حيث  ما زال الحكم عندنا وفيا للنمط  الباتريمزنيالي  – حسب  تعبير ماكس فيبر- أي حكم الإرث الأبوي  حيث يتصرف الحاكم بمنطق الأب الراشد و المتمرس الذي خبر أمور الحياة و الوجود، و يعتبر المواطنين مثل أبنائه الذين هم في نظره  دائما القصّر ، و يجب عليه بالتالي أن يحميهم من أنفسهم لأنهم لا يعرفون مصلحتهم .    بعد خمسين سنة من الاستقلال و من الحكم الفردي  و  احتكار السلطة ، نحن في أمس الحاجة إلى حدث تاريخي مزلزل لا يقل أهمية على حدث الاستقلال  يحرر حقيقة المواطن من هاجس الخوف و الوصاية و يغير جذريا العقد الاجتماعي القئم على الهيمنة و  الخضوع إلى عقد جديد يقوم على الثقة المتبادلة و المشاركة و المحاسبة .    بعد خمسين سنة من الاستقلال لم ننجح بعد في إرساء قاعدة التداول السلمي على الحكم و احترام المؤسسات و فصل السلطات  و اعتماد حقوق المواطنة  لا حقوق الولاء الحزبي و الشخصي . و كل هذه العقد و الانتكاسات تجعل الحكام عندنا لا يملكون القدر الكافي  من الشجاعة و الحس التاريخي  لإجراء عفو  تشريعي عام و انتخابات حرة و تداول سلمي  على السلطة و  طي صفحة الماضي  بدون رجعة.      و  من هذا المنطلق يبقى الاستقلال،  شئنا  أم أبينا ،  منقوصا و مبهما  و غامضا طالما زالت  الدولة تتعامل مع  المواطن المختلف معها  و كأنه عدو يجب  سحقه من على وجه الأرض ،( و تحاكم أبناءها بعشرات السنين من أجل الانتماء إلى  جمعية غير مرخص فيها) لا كعضو فاعل يمكن أن يتسبب انتهاك حرمته في إسقاط حكومة بأكملها.

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين                                                    تونس 22/03/2006
 
                          بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري تونسي
 

استنتاجات و تعاليق حول الاحتفالات  بخمسينية الاستقلال الوطني

 
20 مارس 1956 – 20 مارس 2006
 
 
كنا نتطلع منذ ان اعلن عن الاعداد لاحياء الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني 20 مارس 1956 – 20 مارس 2006 ان تكون الذكرى الخمسين مناسبة وطنية كبرى لابراز ملحمة الاستقلال و مراحل الكفاح الوطني و الوقوف على اهم المحطات التاريخية باسلوب دقيق و بامانة الاعلام و مسئولية عالية و تخصيص ملف كامل بقناة تونس سبعة لمدة 3 ساعات يبرز المراحل التاريخية بالصورة و الكلمة.
 
و كنا نتطلع ان يتخلل ذلك خطب الزعيم بورقيبة رحمه الله.. سواء لتهيئة المعركة التحريرية في 13 جانفي  1952 و خطاب مؤتمر صفاقس 15 نوفمبر 1955 و خطب غرة جوان 1955 عيد النصر 20 مارس 1956 عيد الاستقلال و مقتطفات من خطاب 25 جويلية 1957 بمناسبة اعلان الجمهورية و غيرها.. مع تنظيم حوار وطني بمشاركة السادة محمد المصمودي و احمد المستيري و عبد المجيد شاكر و رشيد ادريس اعضاء الديوان السياسي للحزب الذين بقوا على قيد الحياة و هم اعضاء الديوان السياسي لعام  1955 ..
 
هذه تطلعاتنا التي كنا نعتقد انها هي البداية مساء ليلة 20 مارس 2006  لكن الذي حصل كان عكس ذلك.. وقع بث الشريط الذي سجله المدير العام للتلفزة و الاذاعة الاسبق بصوته و الذي مر مر الكرام…
 
و قد نبهت في مقالي  في الحلقة الرابعة يوم  16/03/2006
 
و الذي نشر بمواقع الانترنات يوم 19/03/2006 نبهت و اشرت الى عدم بث هذا الشريط الذي لم يعط حق الزعيم الراحل بورقيبة و حركة الاصلاح الوطني و حقبة هامة من تاريخ البلاد و رغم ذلك حصل ذلك… و لم تدم الحصة التي تتعلق بالتاريخ اكثر من 10 دقائق.. و الصورة التي تهمنا على فترة نضالات الزعيم من 1934 الى 1987 اختزلت في اقل من ربع ساعة.
 
حديث بعض المسئولين سواء بقناة تونس 7 أو قناة حنبعل يوم 21/03/2006
 
أما من جانب المسئوولين فان ذكر اسم الزعيم لم يحظى بجملة واحدة و لم نسمع واحدا ذكر « بالفم المليان » اسم الزعيم الحبيب بورقيبة.. هذه هي الحقيقة كأن الزعيم نكرة..
 
اما المقالات التي ساهمت بها الصحف الاسبوعية و اليومية و خاصة الافتتاحيات الرسمية فإن رؤساء التحرير أو مساعديهم ذكروا مزايا الاستقلال و انجازته و بصماته دون ذكر الزعيم بورقيبة.. و عندما انتقلوا للحديث على التحول اطنبوا في الشكر و ابراز الانجازات و ذكر الاشياء بأسمائها مع التكرار و التنويه.. و هذا من حقهم و لكن ليس من حقهم طمس ذكر اسم الزعيم الراحل بورقيبة..
 
هذا بالنسبة للاعلام و دوره و مسؤوليته و ما لاحظناه بكل اسف و مرارة و بقت دار لقمان على عادتها.
 
المشاركة و الحضور الشعبي
 
يوم 20 مارس تاريخ العيد الوطني الرسمي و التي تمتاز بالذكرى الخمسين كنا نتصور و نتوقع حضور عدد هام من المناضلين القدامى و خاصة المناضلين الذين وقع تجاهلهم و اقصائهم منذ اعوام.. و قد كانوا حتى عام 1999 من البارزين و الفاعلين و المشاركين في الاحتفالات التي نظمت بهذه المناسبة باشراف رئيس الدولة و التجمع. لماذا منذ عام 2000 وقع تجاهلهم… هل لانهم ابدوا رأيا اخر أم انهم تحمسوا للزعيم الراحل ام انهم متمسكين بحرية الرأي و التعبير ام ان بعضهم لا ينافق و لا يجامل و لا يجاري احد و لا يجري وراء الانتماء للاشخاص … لكسب المنافع الشخصية.. 
 
بينما رئيس الدولة اكد ان « لا انتماء الا الى تونس » و قال عام 1988 لاحدهم « قل تحيا تونس » و في مناسبة اخرى قال « ان التجمع لا يضيق صدره من اي رأي مهما كان نوعه و حجمه »..
 
لكن في التطبيق نجد ان هناك اشخا صا لم يفهموا هذا التوجه و هذا التمشي.. هذا ما حصل  فعلا في عديد المناسبات.. حتى ان بعضهم فقد المصداقية في ظل الممارسات من طرف الاشخاص…
 
و اقصاء البعض يعود الى حرية التعبير او كلمة حق حول شخصية الزعيم الراحل في ذكرى وفاته او حوار حول التجارة الموازية بدار التجمع في 27/03/2001 او يوم 5 افريل 2001 في ذكرى وفاة الزعيم الاولى و هو اخر نشاط بارز و حضور فاعل..
 
هذه هي ضريبة الحرية..
 
 
المكاسب و الانجازات على امتداد خمسين عاما
 
في اعتقادي ان ما ذهبت اليه وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة هذه الايام فيه شيء من الشطط او لغة الارقام التي يجب توضيحها  توضيحا دقيقا و شاملا و صادقا و واقعيا حتى نعطي لكل ذي حق حقه. و لن نقلل من شأن اي فترة ما دمنا اعتمدنا في وسائل الاعلام المقارنة. و لو كنا نحبذ ان تكون فترة احياء الخمسينية دون حواجز و فواصل و تقسيم على عهدين… و تأكيدا على هذا المبدأ الذي اراده الاعلام  أو من سعى اليه فأن المكاسب و الانجازات تذكر كالاتي:
 
مكاسب و انجازات سياسية وطنية   هامة لتخليص البلاد من الاستعمار الفرنسي
 
هذه مرحلة هامة كانت من مشمولات و تضحيات و خطط الزعيم الحبيب بورقيبة و رفاقه و اعضاده و مناضلي الحزب و الشعب الملتف حول زعيمه و دامت هذه المرحلة 22 سنة كاملة: من 1934 الى 1956 الى التتويج الفعلي و حصول البلاد على الاستقلال في 20 مارس 1956 .
المرحلة الثانية
 
من عام  1956 الى 1964 تركيز السيادة و بناء الدولة العصرية و تخليص الدولة من بقايا الاستعمار و تحقيق الجلاء العسكري و الجلاء الزراعي و استكمال السيادة..
 
هذه المرحلة ايضا كانت من مشمولات حكومة الاستقلال الوطني برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة  الذي اصبح يوم 25 جويلية 1957 رئيسا للجمهورية بعد الغاء النظام الملكي و اعلان الجمهورية بقرار من المجلس الوطني التأسيسي المنتخب يوم 26 مارس 1956 اي بعد خمسة ايام من تاريخ كتابة هذه الخواطر.
 
الانجازات و المكاسب المادية و الاجتماعية و الاقتصادية و التربوية و الثقافية
 
المرحلة الاولى من 1956 الى 1987:
 
شملت هذه المرحلة الصعبة بعد الاستقلال كل الميادين و وضعت حكومة الاستقلال التشريعات الاجتماعية  الرائدة و اهتمت بكل المجالات و في مقدمتها التعليم و التربية الذي استأثر بثلث ميزانية البلاد 33% مع اعتماد سياسة التعليم المجاني و العلاج المجاني و المسكن اللائق بثمن رمزي و الشغل و بناء المصانع و الشركات.
 
و كان الرهان على الانسان الذي هو الغاية و الوسيلة في عمل الدولة و سياسة الحزب الحاكم. و انجزت الدولة اكثر من 50 % من طموحات الشعب  التونسي رغم ان 9 اعوام الاولى كانت مخصصة لاستكمال السيادة و بناء دولة الاستقلال.
 
و عندما يقول مدير صحيفة حزبية في افتتاحية  يوم 21/03/2006 بان النظام البورقيبي حتى عام 1986 حقق ضمان 40830 مقعد للطلبة في الجامعة.. او في هذا السياق حتي عام 1986 هناك 40830 طالب.. يعني بلغة الارقام ان العدد الان ارتفع 4 مرات..
 
و القارئ الذي لا يعرف الحقيقة تنطلي عليه هذه اللغة.. لغة طمس الحقائق و لغة الارقام بطرق ملتوية.. و تغافل صاحبنا ان اكثر من 80 الف طالب تخرجوا من عام 1966 الى 1986 و اصبحوا اطارات عليا، اساتذة في الجامعة، دكاترة و محامين و قضاة و اطباء و مهندسين و كتاب دولة و وزراء و اساتذة في الثانوي و رجال بنوك و اطارات في مؤسسات الدولة و دواليبها. و أشعت تونس على الدول المجاورة و بلدان الخليج  باطاراتها و ادمغتها و نوابغها.. هل يجب ان يضاف الى العدد الذي ذكرته الامانة الصحافية الصادقة و الكلمة الصادقة..
 
انجازات العهد الجديد
 
حقا قد واصلت الحكومة  في العهد الجديد هذا التمشي الحضاري و انجزت و اضافت.. و هذا دور الحكومة و مهامها و من مشمولاتها الاساسية.. و اضافت حوالي 35 %  من الانجازات اي وصلت الانجازات بين العهدين  85 %  .. لكن لا نتجاهل المناخ السياسي و الطريق الذي عبده الاستقلال و ابطاله.. كان حافزا لمزيد الانجازات.. هذا مع العلم ان نسبة 40 % من الانجازات الجديدة تعود لارث حكومة الاستقلال و عوائد الخوصصة و بيع المؤسسات و الشركات الوطنية..
 
كنز و ذخيرة  حكومة الاستقلال
 
قال الله تعالى : »و لكل درجات مما عملوا و ما ربك بغافل عما تعملون » صدق الله العظيم. (سورة الانعام). فلنعط لكل ذي حق حقه..
 
اما بقية الانجازات التي تمت فيعود الفضل فيها الى مساهمة الشعب عبر الصناديق الاجتماعية 21-21 و 26-26 .. و بما قيمة 20 % الى 30 % من ارتفاع مساهمة المواطن عبر القيمة المضافة التي شملت كل شيء.. و ارتفاع مساهمته في العلاج و الصحة.. كما و بعض الاداءات في مجال التعليم.. و العنصرين الاخيرين كانا مجانا في عهد الاستقلال. و هذه حقيقة لا غبار عليها.. و كذلك موضوع السكن كانت اثمانه رمزية و هدية الاستقلال و ارتفعت اليوم اثمان المساكن اكثر من 25 مرة ثقلت كاهل المواطن.. هذه حقائق اذكرها للتاريخ و اقف عند هذا الحد..
 
و ساخصص الجزء الثاني بحول الله لموضوع: « الحقوق السياسية و الاعلام و الديمقراطية » و ما تحقق في هذه المجالات عبر نصف قرن.. قال الله تعالى : »و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين » صدق الله العظيم.
 
 
محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري تونسي


 
 

لكي يعود القوس فعلا إلى بارئه

فتحي بالحاج

 

ورد بموقع تونس نيوز العدد:2124   بتاريخ : 16 مارس 2006 مقال للأستاذ راشد الغنوشي تحت عنوان:  » نجاح حماس ومآل القضية والمنطقة » تناول عدة مسائل ومرر عدة مواقف وجب التوقف عندها والرد على جملة المغالطات التاريخية  سنأتي عليها تباعا .

 

مقال السيد راشد الغنوشي الأخير يتجاوز مجرد  خطابات التهنئة والمديح الذي تعودنا عليه في أدبنا السياسي العربي، بمناسبة وبدون مناسبة. اذا كان يريد تمجيد حماس فنعتقد انها ليست في حاجة الى تمجيد بل إلى صياغة موقف سليم يخرجها مما هي فيه دون المس بالثوابت. بالإضافة إلى أن هذا المقال ينضح بالتناقض والازدواجية، كغيره من المقالات الأخرى الذي ما فتئ السيد راشد الغنوشي يتحفنا بها بين الفينة والأخرى، فإنه يتضمن إشارات عديدة لن نتركها تمر.  هذه الإشارات تعبر، بكل أسف، عن رؤية اقصائية لكل ما يخالف « الطرح الإسلامي »!  تصفوية لحقائق التاريخ من حيث انه يتناسى عمدا آلاف الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن فلسطين ودفاعا عن ارساء المجتمع العربي الديمقراطي دون ان يكونوا منتمين لحركة الاخوان المسلمين، احادية من حيث أن صاحب المقال يقدّم قراءته (قراءة الإخوان المسلمين) على أساس أنها الاسلام. ويجعلها الناطق الرسمي باسم الإسلام. فالمقال بكل بساطة يدمج بين حركة الاخوان المسلمين والإسلام. ولسنا ندري أين يصنّف من هم خارج حركة الاخوان المسلمين من التيارات الاسلامية الأخرى؟ وأين يصنف من هم خارج إطار دعاة « الدولة العلمانية » ؟

 

إن هذه الرؤية الاقصائية والأحادية يدفعها إحساس واهم بالقوة، على اساس أن الاخوان المسلمين هم التيار السياسي الأقوى، ورغبة متعمدة في اخفاء كل الحقائق السوسيولوجية والسياسية. هذا الأسلوب الدعائي الذي يهدف إلى إقناع الآخرين بالتسليم لهم بالقوة، من خلال توظيف مبسط لبعض الأحداث لم تغطيه محاولة الغنوشي في نهاية المقال  تقديمه القضية الفلسطينية على انها قضية إنسانية .

 

ان السيد راشد الغنوشي لم يستطع حتى الآن تجاوز الثنائية التي عودنا بها في العديد من مقالاته. ان النزاهة الفكرية والأدبية تفرض على السيد راشد الغنوشي اما تجاوزها عن طريق اعلان صريح بان الآخر لا يمثل شيئا في هذا الواقع المتعدد، واما قبول مبدأ « فكرة الجماعة » الذي يستهدف تجميع كل مكونات الأمة وشحذ كل اطيافها السياسية وتوحيدها في اتجاه العدو المشترك، لا الدخول بها في مهاترات عديمة  المعنى في فترة تحتاج فيها الأمة إلى كل ذرة عمل وطاقة.

 

بدأ الغنوشي مقاله بهجوم عنيف على كل الاطروحات والتنظيمات السياسية وبجرة قلم توصل إلى نتيجة مفادها أن

« الثابت أن قضية فلسطين منذ الاحتلال قد رفعت أيديولوجيات ودولا وأحزابا وزعامات يوم رفعوا لواء تحريرها، حتى إذا سقطت الراية من أيديهم انصرفت الأمة عنهم، بل ربما لعنتهم وانقضّت عليهم، وولت وجهها شطر غيرهم من المترشحين الجدد. ارتفعت رايات القومية وزعماؤها يوم تصدوا للمهمة ثم انصرفت الأمة عنهم لا تلقي لهم بالا بعد سقوط الراية من أيديهم واتجهت صوب الزعامات الوطنية الفلسطينية رافعي راية الدولة العلمانية الديمقراطية من البحر إلى النهر فالتفت حولهم، حتى إذا وهن عزمهم بعد تغير المناخ وموازين القوة لغير صالحهم فأخذوا يساومون على الأصل.… » لينتهي إن الخلاص الوحيد لهذه الأمة يكون بالأيادي المتوضئة دامجا عمدا بينها وبين الاسلام. « أبناء الإسلام« ، « الإسلام وحلفاؤه« .

 

دون ان يحدد ماهي هذه الحركة الاسلامية وهي المتناقضة المختلفة المتصارعة، المتناحرة فيما بينها.. و ما يفهم من المقال ان الاسلام هو حركة الاخوان المسلمين.   « الإخوان المسلمين هم الخيار الحقيقي للشعب المصري حكاما له ومرشدين « ، اذا اخذنا بعين الاعتبار مصر.. وتصبح حركة الاخوان المسلمين منقذ الأمة.

 

الفكرة الخطرة في مقال الغنوشي انه يقدم الاسلام على اعتباره الاخوان المسلمين ويستعمل هنا مصطلح جديد وهو « أبناء الاسلام »، وابناء الاسلام عنده هم المؤمنين بطرح الاخوان المسلمين. وهي الخطوة الثانية التي تلي ذلك الشعار الغائم الهروبي المفتقد لأية مضامين عينية والذي يرفعه الإخوان المسلمون وهو « الاسلام هو الحل « ، لنصل الى تلك التركيبة الخطيرة نحن الاسلام وما عدانا… « حلفاء للاسلام » … خطورة هذا التعبير الجديد  » حلفاء الاسلام » أنه يخرج كل من هو خارج الاخوان المسلمين من دائرة الاسلام  الى حلفاء للاسلام أي « القوى الديمقراطية والمناهضة للظلم المتحالفة معه« …بجرة قلم يضع كل هذه الأحزاب في نفس البوتقة وبجرة قلم يضع حزب الاستقلال وحزب الوفد  والحزب الوطني وحزب الدستور وحزب جبهة التحرير الجزائرية في نفس القيمة. كلام كهذا لا يصدر إلا من خلفية فكرية احادية الرؤيا اقصائية التوجه تهدف الى نسف حقائق التاريخ وكأن التاريخ العربي بدأ مع ظهور الحركة الاسلامية وكأن مبدأ المقاومة والتحرير رأى النور مع ظهور حماس!!

 

هذا الخطاب الهجومي على كل ما هو مخالف لطرح الاخوان المسلمينن معتبرا انهم لعنوا من قبل « الشعب » والخلط المتعمد بين الأفراد والأطروحات مع استبعاد الدراسة التاريخية العلمية التي تفسر الظواهر وعوامل التطورات الاجتماعية والسياسية يتناقض مع اعتبار القضية الفلسطينية قضية الأمة أو من قضايا التحرر الانساني او هكذا يقول!!!

تعبر هذه الأحكام عن نزعة الوصاية والرغبة الدفينة في احتكار الدين الاسلامي. ان هذه التعابير تغذي ادعاء النطق باسم الاسلام الذي تتبناه بعض الحركات التكفيرية.

 

نود أن يوضح لنا  السيد الغنوشي  كيف حسم امره ووضع كل التيارات السياسية العربية خارج ابناء الاسلام!!! نطلب منه ان يحدد لنا من هم « حلفاء الاسلام »، من داخل الأمة العربية ومن خارجها على المستوى الانساني؟؟..

 

(2)

 

أكد الغنوشي أن  قضية فلسطين اصبحت حكرا على الحركة الاسلامية.. « بعد ان سقطت  الراية من اياديهم »!!!.. لا يبين الغنوشي لنا كيف سقطت الرايات ومن اسقطها؟.. أين كانت هذه الحركة الاسلامية عندما كان الصراع على اشده بين حاملي الراية وقوى العدوان؟ أين تخندقت في فترة كانت الأمة في امس الحاجة الى صوت يدافع عن القضية؟ ألا يحق لنا ان نسأل الغنوشي كيف يفسر أن  قضية افغانستان أخذت الجانب الأكبر من تحركات الاسلاميين في تونس؟ لماذا غيبت فلسطين أمام افغانستان؟ ان مثل هذا الموضوع يستحق انتباه الباحثين والمؤرخين وسنعود إلى هذه الحقبة الخصبة من تاريخ أمتنا 1970-1991 في مناسبات أخرى.

 

الحقيقة التي نرجو ألا يتهرب منها الغنوشي وما سماهم ب »ابناء الاسلام »،  وهي انهم شاركوا في انتخابات تحتكم في قانونها الأساسي الى قاعدة اساسية وهي ما يسمى بالسلطة الفلسطينية التي افرزتها اتفاقيات أوسلو! إن المشاركة في الانتخابات هو تسليم بأوسلو و قبول بهذا الاطار الذي تدعي حماس مقاومته..إن حماس الآن  أمام امتحان جديد وخطير والأيام القريبة القادمة ستكشف الاجابة الحقيقة.  ان حماس تعد الشارع في فلسطين لقبول ماكانت ترفضه، ستتعدد الأشكال المقترحة ولكن المضمون واحد، ستقبل حماس ما تمانع الآن في قبوله.. قد تأخذ لحاف المشروع « العربي » للسلام او « الاستفتاء » (وهل تستفتى الشعوب على قبول الاحتلال؟!!!)..الحقيقة التي على الأستاذ الغنوشي الاعتراف بها أن حماس بدخولها هذه الانتخابات قد أوصلت نفسها إلى السد الذي توهمت انها تقاومه… لقد اختارت حماس، عن وعي، طريقها بدخولها الانتخابات التشريعية… نعتقد ان الاعتراف بالكيان الصهيوني وقبول التفاوض معه في أجندة حركة حماس ولا يمكن أن يخفيه الخطاب العاطفي الشعبوي الذي يريد السيد راشد الغنوشي تسويقه إلينا..لذلك لم نفهم معنى هذا الانتصار الذي يصفق له الغنوشي ولم نر فيه  » فوزا باهرا » تم به « استرجاع الكرامة السليبة ».. التي فرطت فيها التيارات السياسية العربية الأخرى.

 

يحق لنا أن نسأل أيضا الغنوشي ما مغزى تقديم  انتخابات محلية لادارة ذاتية  تحت سلطة الاحتلال بهذه الطريقة؟ كنّا نود أن نسمع للأستاذ الغنوشي موقفا واضحا وقاطعا من مشاركة حركة الاخوان المسلمين  في انتخابات الاحتلال الأمريكي في العراق؟

 

نرجو ألا تنتهي  حماس على  نفس الطريق ما انتهت إليه « فتح » من قبلها. فما يمكن ان يقال لحركة حماس كان قد قيل الى حركة فتح في السبعينات..انتهت حركة فتح يوم تحولت الى حركة سلطة وكذلك حماس ستنتهي قريبا وهي تتحول الى حركة للسلطة و ما موقفها المحتشم من اقتحام الكيان الصهيوني لسجن أريحا واعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ورفاقه – عضو اللجنة المركزية للجبهة عاهد أبو غلمة والرفاق الأبطال مجدي الريماوي وغيرهم إلا نذير شؤم وعنوان لمزيد من  ذات التنازلات التي يعير بها الأستاذ حركة « فتح ».

 

إن الديمقراطية ليست آلية فقط كما يذكر الغنوشي يمكن ان استخدامها متى نريد، بل هي مضامين عينية، في ضوء هذه المضامين تمارس هذه الآلية. وابجديات هذه المضامين هي  ان الديمقراطية لايمكن لها ان تتحقق في ظل الاحتلال

 

(3)

 

في هذا السياق نود ان نطرح توضيحا للسيد الغنوشي، العرب الذين وضعوا حماس في قلوبهم وحزب الله لم يكن لأنهم اسلاميين. فسيدي انت تعرف ان الاسلاميين موجودين في الساحة السياسية العربية منذ قرابة قرن وتحديدا منذ 1928 اذا سلمنا ان ميلاد هذه الحركة بتاريخ انشاءها. الجماهير العربية لم تبخل على اي تيار سياسي وعلى اي حاكم عربي رفع شعار المقاومة والتحرير..

 

الأمة العربية بكل مكوناتها واطيافها السياسية والفكرية تحتضن حزب الله في قلوبها وهو « الشيعي » « الطائفي » السلفي لا تبنّيا لأطروحاته وبدائله السياسية بل دفاعا عن شعار المقاومة والتحرير الذي تمسك به ودافع عنه. وسنضرب للأستاذ راشد الغنوشي مثلا من تاريخنا العربي المعاصر: ان الأمة العربية احتضنت « فتح » واسكنتها في سويداء عيونها لا لأن فتح ضمت او تضم تيارات ناصرية، أو إسلامية أو علمانية أو ديمقراطية.. لقد احتضنتها الأمة العربية  يوم احتضنتها لأنها رفعت شعار المقاومة والتحرير.

 

ان الشباب العربي من المحيط الى الخليج، وفي تونس خصوصا، الذين رفعوا صور « سناء محيدلي »، وأطلقوا  اسم « سناء » على فلذات أكبادهم لم يهتموا كثيرا بأن هذه الفتاة  تنتمي الى الحزب القومي الاجتماعي السوري أم لا. لقد اكرموها يوم اكرموها لأنها جسدت طريق مواجهة قوى الظلم والعدوان. ولم يبحثوا في مضمون الايديولوجيا التي حملتها.

 

نعتقد  ان الأصل هو المقاومة وتحرير الأرض لا « الطرح الاسلامي »، كما يحاول تصويره السيد راشد الغنوشي. ألا يحق لنا ان نسأله ما هي معالم هذا « الطرح الاسلامي » الذي ما انفك به يتم ارهاب الناس تحت شعار « الاسلام هو الحل »؟.

 

(4)

 

قد أبدأ من مصر حيث يحلو لراشد الغنوشي الحديث عن فتوحات الاخوان المسلمين الكاسحة وعن انتصاراتهم العظيمة!!! الصراع مع الكيان الصهيوني لم يبدا في برلمان مصر ولن يكون في البرلمان يا أستاذ راشد.. الصراع مع الكيان الصهيوني لم يبدا في معارك تمثيلية ولن ينتهي بمعارك تمثيلية برلمانية. ماذا عن موقف الإخوان في مصر من معاهدة مخيم داود؟ ودور مصر مبارك قبل وخلال وبعد احتلال العراق؟

 

الحزب الوطني والوفد لم يكونا وريث الثورة يا أستاذ راشد  الحزب الوطني كان المولود الشرعي للزواج بين الرئيس « المؤمن » وحركة الإخوان المسلمين!!! إن المطلع على حقائق التاريخ سيقرأ أن أول  بنود عقد هذا الزواج  هو ضرب مكاسب الثورة، بمعنى أوضح ضرب مبدأ التحرير والمقاومة..وإذا أردتم أن التوقيت مناسب وأن موقع تونس نيوز يمكن أن يكون مجالا لفتح ملفات هذه الحقبة التي تعيشها الأمة  منذ 1970 وهي تعاني من مرض عضال اختلط فيه النفط بشراء النفوس والضمائر وبتوظيف الدين الاسلامي في مواجهة الأمة العربية.عندها ستفتح الملفات ويكشف المستور وتنشر الوثائق وسنرى أن ما يعتبر لدى بعض المبدعين في التلاعب بالحقائق كان حالة من حالات الزبد الذاهب جفاء!

 

من ساهم في اسقاط الرايات يا راشد؟ أين تخندقت « الحركة الاسلامية » لما كانت الأمة العربية تقاوم؟ من صلى لله ركعتين يوم النسكة المشؤومة تشفيا في مصر عبد الناصر؟

 

لا يستطيع الأستاذ راشد الغنوشي محو قرن من مقاومة الأمة العربية بكل مكوناتها، قرن من الكفاح والعطاء والتضحية. وستبقى ثور 23 يوليو ثورة عبد الناصر حلقة مضيئة وصفحة ناصعة من نضال امتنا وستفشل محاولات الأيادي المرتعشة في تزوير حقائق التاريخ. لا زالت هذه الأمة العربية تقدم في مواجهة أعدائها تواصلا مع قوافل الشهداء والمناضلين الذين قدموا الغالي والنفيس.فمن يجرؤ اليوم على الخوض في معتقدات آلاف الشهداء العرب دفاعا عن فلسطين هل هم مسلمون أو مسيحيون أو ملاحدة؟ قوميون أو شيوعيون أم إسلاميون؟

 


 

عزباء تونسية تزوجت منذ 30 عاما

 

تونس ـ يو بي آي: اكتشفت تونسية عزباء فجأة أنها متزوجة منذ 30 عاما، من دون أن تجتمع لحظة واحدة بزوجها تحت سقف واحد.

 

وقالت صحيفة الشروق التونسية المستقلة امس الثلاثاء إن امرأة يئست من الزواج بعد أن تقدم بها قطار العمر، وقررت العمل كخادمة لدي طبيبة من محافظة باجة (100 كم) غرب تونس العاصمة.

 

وتفانت المرأة في عملها ونالت ثقة الطبيبة التي قررت تسوية وضعها المهني، فطلبت منها إحضار قيد نفوس لتسجيلها في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

 

وسارعت المرأة إلي قريتها لتنفيذ الأمر وعادت مسرعة إلي الطبيبة لتسلمها الوثيقة المدنية دون أن تقرأ ما تضمنته من بيانات، غير أن فرحتها لم تدم طويلا، حين أبلغتها الطبيبة أنها متزوجة منذ 30 عاما.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 22 مارس 2006)


 

جـدار .. إلي أحمد السعدات

صلاح داودي – تونس

 

أبو غريب ثانية

غوانتانمو ثالثة

أريحا أم المرارات

فارغ هذا الحصي/ دون ستار

أجوف هذا المدي، يبتسم الجدار..

فم اصطناعي، أسنانه كل الزنازين بيَضت دماء الضحايا

حقير هذا الصدي حولي: يقول الجدار:

غبي هذا التراب الأعزل من قبلي،

و من بعدي يسودَ السلام

طوفوا كالمجانين حولي،

نصفي اليمين و نصفي اليسار،

تذرعوا، تمرغوا، تفرغوا للانهيار ،

أطير، يقول الجدار-

أنا الحائط العائم

الصد/الرد

أنا السد الهائم

الضد /الحد

أنا السور العابر للسجون احمي المطلق من المجرد

صدقت/ كذبنا

 

الجنة الآن أو الجنة هناك غدا،

لا نصر للخيالي علي الواقعي

هنا/هناك، عذاب القمر والنهر

عذاب المعبر والجدار

القصة هنا بلا أثر

ولا نصر للواقعي علي الخيالي

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 22 مارس 2006)

 


المغرب العربي: الفشل يفتح الباب للقوة الامريكية

عابد شارف (*)

 

بينما تتشكل في مختلف مناطق العالم تجمعات جهوية اقتصادية أو سياسية، أخذت بلدان المغرب العربي الاتجاه المعاكس، فكرست عزلتها داخل الحدود الوطنية لكل دولة، مع تضاعف التوتر علي الحدود ورفض أغلب أشكال التعاون.

وأغلقت بلدان المغرب كل الأبواب رغم بروز معطيات جديدة تؤكد ان حل عدد من المشاكل لا يمكن ان يتم الا بالتعاون علي مستوي واسع يشمل كل البلدان المغاربية اضافة الي أطراف أخري. ورغم الخطاب السائد حول ضرورة بناء الغرب العربي و المصير المشترك الذي يتبناه القادة، فالواقع يؤكد تراجعا واضحا في المبادلات والتشاور والتعاون، مما يشير الي ان الكوارث التي تهدد المنطقة لن تجد الهياكل الضرورية لمواجهتها اذا وقعت فعلا.

ويبرز هذا الفشل الواضح حتي في التبادلات التقليدية بين بلدان المغرب العربي، حيث كانت الجزائر وليبيا مثلا تتبادلان منذ ثلاثين سنة حدا أدني من الزيارات كما كانت تتشاور في عدد من القضايا. الا ان الأزمة التي عاشتها الجزائر في التسعينات واعادة ليبيا النظر في مواقفها أدت الي غياب شبه كامل للتعاون بين البلدين. وكانت تونس والمغرب حليفين للغرب منذ الاستقلال، لكن انعدام مجالات التعاون الاقتصادي دفع كلا منهما الي البحث عن حلول وطنية في علاقاته مع أوروبا والغرب بصفة عامة، الي درجة ان البلدين أصبحا يتنافسان في جلب السياح الأوروبيين، مع العلم ان السياحة تشكل جزءا مهما من مداخيل البلدين من العملة الصعبة. أما موريتانيا، فتبقي نقطة الضعف في هذه العلاقة المغاربية، لان وضعها الجغرافي ووزنها لا يسمح لها بالتأثير علي ميزان القوي في المنطقة.

وتكرس هذا المأزق في شلل اتحاد المغرب العربي الذي اُنشئ قبل 17 سنة في اجتماع الجزائر وجمع الملك الحسن الثاني والقائد الليبي معمر القدافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي والجزائري الشاذلي بن جديد. فبعد التدابير الأولي التي فتحت مجالات وآمالا كبيرة، عادت الخلافات لتحتل الواجهة، فأغلقت الحدود الجزائرية المغربية سنة 1994، وتراجع التعاون، كما تراجع عدد اللقاءات، وعادت الأزمة الي ما كانت عليه في الثمانينات.

وبذلك يكون القادة المغاربة من جهة قد فشلوا في تحقيق ما وعدت به حركات التحرير قبل أكثر من نصف قرن، لما كان الحلم المغاربي يفرض نفسه علي الجميع. وكانت أول حركة وطنية جزائرية برزت سنة 1924 قد أخذت تسمية نجم شمال افريقيا ، مما يؤكد النظرة الشاملة التي كانت سائدة في تلك المرحلة.

ويري أحد قادة حرب التحرير في الجزائر ان الحدود صنعها الاستعمار وكرسها الاستقلال بدل ان يزيلها . ويقول الأخضر بورقعة، ضابط سابق في جيش التحرير الجزائري، ان ثوارا من المغرب كانوا في الكتيبة التي كان يقودها، قبل ان يكتشف بعد الاستقلال ان عليه ان يحاربهم خلال حرب الرمال التي اندلعت بين الجزائر والمغرب سنة 1963.

ويضيف ان الفاجعة كانت بالنسبة له تماثل تلك التي أصابته لما وجد نفسه مضطرا الي محاربة جزء آخر من الجيش الجزائري أثناء النزاعات التي وقعت مباشرة بعد استقلال الجزائر أثناء ما يعرف بحرب الولايات.

واصبح هذا الفشل في تحقيق أحلام الماضي يشكل خطرا علي البلدان المغاربية في الوقت الحاضر، خاصة أمام الكوارث التي تهدد المنطقة والتي لا يمكن التصدي اليها دون تعاون شامل.

ويصنف أحد الباحثين الجزائريين هذه المخاطر ضمن ثلاثة انواع، منها الاستراتيجية، مثل استحالة بناء اقتصاد حقيقي في كل بلد علي حدة بسبب ضعف السوق والمؤسسات الصناعية، ومنها الطارئة مثل انفلونزا الطيور، ومنها التي تتطلب تنسيقا جهويا مثل التعامل مع الهجرة الافريقية.

فالسوق المغاربية تشكل ما يساوي السوق الألمانية، وسيبلغ عدد سكان المنطقة مائة مليون نسمة بعد 15 سنة، لكن من المحتمل ان يبقي هذا الفضاء سوقا للمنتوجات الأوروبية والآسيوية، بسبب انعدام حد أدني من التنسيق في السياســـات الاقتصادية.

ولا يمكن لأي بلد ان يدخل عددا من النشاطات مثل صناعة السيارات لانها تتطلب سوقا ورؤوس أموال لا يمكن التوصل اليها بصفة انفرادية.

وقال أحد الاقتصاديين بسخرية انه حدث ان اشتري المغرب بترولا جزائريا أو ليبيا من سوق لندن بعد مروره بعدة وسطاء، رغم ان القادة المغاربة يتكلمون منذ عقود عن التكامل الاقتصادي بين بلدان المنطقة.

ولم تتجاوز التبادلات الاقتصادية بين بلدان المغرب العربي 2 بالمئة من مجموع تجارتها الخارجية، حسب تصريحات أدلي بها الثلاثاء الماضي الوزير الأول الجزائري الأسبق اسماعيل حمداني الذي قال انه لا يمكن بناء المغرب العربي اذا كان كل طرف يسبح لوحده. لكنه (حمداني) مثل أغلبية المسؤولين الجزائريين لم يقم بأي عمل يُذكر له في هذا السياق لما كان في السلطة.

وتكلمت صحف كثيرة عن احتمال تجاوز هذا الوضع علي اثر تعيين اللواء العربي بلخير سفيرا للجزائر في المغرب، بعد ان كان في قلب السلطة الجزائرية لمدة عقدين بصفته مدير مكتب رئيس الجمهورية. وقيل ان المهمة الأساسية للواء بلخير ستتعلق بحل أزمة الصحراء الغربية التي يدّعي القادة المغاربة انها العائق الأساسي لتطوير العلاقات بينها. لكن اتضح بسرعة ان الجمود ناتج عن أسباب أخري، خاصة في استغلال المشاعر القومية للحفاظ علي النظام القائم في كل بلد.

ولما ظهرت المخاطر التي من الممكن ان تنتج عن انتشار محتمل لمرض انفلونزا الطيور، قال مسؤولون ان التشاور سيتسع بين بلدان المنطقة لمواجهة الخطر. لكن هذه المشاورات بقيت حبرا علي ورق، حيث لاحظ أحد الأطباء ان الطبيعة، وخاصة الصحراء بفراغها، ستحمي المغاربة أكثر من الوزارات . واقتصر كل بلد علي تدابير لا تتجاوز حدوده.

ويتخوف هذا الطبيب من انتشار انفلونزا الطيور في افريقيا بالحجم الذي عرفه مرض الايدز الذي خلف أكثر من ثلاثين مليون قتيل في افريقيا لحد الآن، مع العلم ان انتشار فيروس انفلونزا الطيور سيكون أكثر تدميرا من فيروس الايدز اذا اصاب الانسان.

أما المشكلة الثالثة التي عجز المغاربة عن التنسيق لمواجهتها، فتتمثل في الهجرة الافريقية نحو الشمال، مرورا ببلدان الغرب العربي. ويقول علي بن سعد، باحث جزائري في الهجرات الانسانية، ان خمسة الي عشرة ملايين افريقي سيجتاحون لبلدان المغرب العربي خلال الخمس عشرة سنة القادمة، سواء ليستوطنوا فيها أو ليستعملوها كمعبر نحو أوروبا.

ولا يمكن مواجهة هذه الظاهرة بصفة انفرادية كما أثبتت التجربة. فكلما اُغلق طريق للهجرة، برز طريق آخر، وآخرها الطريق الذي يمر عن شمال موريتانيا ثم الصحراء الغربية وجزر الكناري باسبانيا. وتقول آخر الاحصائيات ان أكثر من ألف افريقي لقوا حتفهم في محاولة للوصول الي جزر الكناري انطلاقا من موريتانبا منذ بداية السنة، مما يؤكد حجم الهجرة من خلال هذا المعبر الذي يعتبر جديدا نسبيا، كما يؤكد حجم المشكلة التي ستجتاح كل المنطقة.

وحتي الصحراء الغربية التي ما تزال محل نزاع بين المغرب وجبهة البوليزاريو، فانها تعرف تدفقا للمهاجرين. وبينما اجتاحت المنطقة فيضانات دمرت الهياكل الهشة في مخيمات اللاجئين الصحراويين، وجد مسؤولو البوليزاريو انفسهم مضطرين للتكفل بلاجئين أفارقة وصلوا الي الصحراء الغربية مرورا بموريتانيا وغيرها. وبينما كان الصحراويون يقتسمون جوعهم مع الأفارقة، نشب جدل بين الجزائر والمغرب حول أحسن الطرق لمساعدة المنكوبين الصحراويين.

ويقول محلل سياسي جزائري ان البلدان المغاربية ستذهب حتما الي الوحدة، واذا لم تختر هذا الطريق بارادتها، فان القوي الكبري ستدفعها اليه. والارجح ان تتم الوحدة تحت اللواء الأمريكي . ويعتبر ان أمريكا بدأت العمل في هذا الاتجاه بفرض تعاون في محاربة الارهاب، وتوسع هذا التعاون الي ميادين أخري مثل حماية حقول المحروقات ومعابر النفط وغيرها.

أما أوروبا فتريد للمغرب العربي ان يتوجه نحو حد أدني من الوحدة ليضمن نوعا من الازدهار، وهو الطريق الوحيد الذي سيدفع المهاجرين الأفارقة الي البقاء في شمال افريقيا بدل العبور الي أوروبا. واذا تحقق ذلك، تكون البلدان المغاربية قد اضطرت الي طريق الوحدة لا خدمة لشعوبها أو لتحقيق أحلام المغرب العربي الموحد، بل ستفعل ذلك لحماية مصالح أمريكا وأوروبا.

ويلخص ذلك المؤرخ الجزائري محمد حربي بقوله: اذا عجزت القوي الاجتماعية والسياسية الداخلية ان تقوم بالمبادرات الضرورية لتحريك الوضع، فان قوي خارجية ستتكفل بالمبادرة لتحولها لصالحها .

 

(*) كاتب سياسي من الجزائر

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 20 مارس 2006)

 


ليبيا بحاجة لقرار ثوري بحل اللجان الثورية

سعاد الطيف الفيتوري (*)

 

ان فكرة وجود اللجان الثورية فكرة طموحة لتحقيق الكثير من الأهداف المرسومة لها، كتوعية المواطن، نشر الوعي الثقافي والوطني.

 

ووجود مثل هذه اللجان في الأساس هو أمر مطلوب ونافع لأن وجودها يمنح البلد قوة من خلال استيعابها للجماهير وسهرها علي راحة الشعب والحفاظ علي كل مكتسبات الدولة، ونشر أفكار الكتاب الأخضر بالشكل الصحيح والمساعدة علي تطبيق القانون وبث الوعي القانوني بين المواطنين والعمل علي احترام الكفاءات ووضع الانسان المناسب في المكان المناسب، واشعار المواطن بالأمان والتطلع نحو مستقبل أفضل وايجاد أحسن صورة عن ليبيا خارج البلد، وذلك من خلال نشاطات الملحقيات الثقافية في سفاراتنا في الخارج، واعطاء صورة جيدة وحضارية للبلد والتبشير بعصر الجماهير، ولكن من المؤسف أن هذه اللجان الثورية هي أبعد ما تكون عن الثورية لأن الثورة حياة والثورة نظام والثورة حفظ الوطن والمواطن.

 

وعندما نستعرض هذه اللجان من خلال ما قامت به نراها قد فعلت العكس حيث اضطهدت المواطن واختطفت السلطة من بين يدي الشعب ومن المؤتمرات الشعبية، وتحولت الي اخطبوط مرعب يسيطر علي كل مفاصل الدولة ومؤسساتها التعليمية والصحية والاعلامية والقضائية والأمنية والسياسية وشمل تطاولها حتي وصل الي سفاراتنا في الخارج ومؤسسات المجتمع المدني، وتأتي كل هذه السيطرة والاستحواذ من قبل مجاميع ليس لديها الثقافة المناسبة ولا الكفاءة التي تؤهلهم لمثل هذه المواقع الكبيرة والشاملة ولا يؤهلهم ذلك الي تلك المناصب التي يمارسون سلبياتهم من خلالها سواء في داخل البلد أم خارجه.

 

وهذه الحركة وبالتحديد (مكتب الاتصال باللجان الثورية) اختطفت فعلياً السلطة والثروة والسلاح من الشعب، وأصبحت هي التي تمارس بالنيابة عنه، وهي المركز والعقل المدبر لحركة اللجان الثورية، وهذه الحركة لا تخضع لأي مساءلة قانونية ولا يمكن محاسبتها أو مراجعتها من قبل الشعب ومؤتمراته.

 

لقد أسست هذه اللجان لاتجاهات سلبية بين المواطنين حيث أنها أعطت انطباعات سلبية من خلال ممارستها مع الناس، الأمر الذي أدي الي خلق علاقة سلبية بين المواطن والدولة باعتبار أن اللجان الثورية هي واجهة من واجهات الدولة، وهذا الأمر أدي بدوره الي هبوط في الفعاليات الاجتماعية ضمن أعمال (المؤتمرات الشعبية) حيث أن الحس الوطني والشعور بالمسؤولية قد تأثرا بتلك الممارسات السيئة من قبل اللجان الثورية، فلو أردنا أن ننقذ الوطن والمواطن علينا أن نعمل لكشف واقع هؤلاء وتصرفاتهم بأموال الشعب ومقدراته والكيفية التي يعاملون الناس بها، حيث أن المواطن عندهم محتقر ومصلحته لا تعنيهم بقدر ما تعنيهم مصالحهم التي يحققونها علي حساب الشعب علماً أن الشعب الليبي يشعر بوجود هذا الاخطبوط الذي راح يتدخل في كل أموره وشؤونه من دون أن يقدم الشيء الجيد والمفيد، بل علي العكس من ذلك، ولكن الشعب مغلوب علي أمره لأن من يعارضهم يعرض نفسه وعائلته لمخاطر كثيرة قد تصل الي السجن والتصفية، والشيء المرعب أنهم في كل هذه التصرفات الهمجية والوحشية يحاولون تغطيتها بغطاء من الدولة وأحياناً يبلغ بهم التطاول أن يضعوا اسم القائد كغطاء وذريعة لأعمالهم اللاانسانية، علماً أن القائد بريء من كل هذه التجاوزات والأفعال الشنيعة، ولكنه لا يعلم الكثير من هذه الممارسات التي تجري أحياناً باسمه أو اسم الثورة، وكلنا أمل ورغبة شديدة في أن يصل صوتنا هذا الي مسامع القائد، ليتخذ منهم الموقف المناسب والذي سيجعل منهم عبرة للآخرين ولكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات وأرواح المواطنين والاساءة الي سمعة الدولة.

 

ان أغلب أعضاء هذه اللجان هم من المتسلقين والنفعيين والانتهازيين الذين لا يهمهم الا مصالحهم الشخصية علي حساب مصلحة ومستقبل ليبيا، فإن كل هذه المؤسسات التي هي تحت سيطرتهم ونفوذهم أصبحت مشلولة وشبه فاشلة وتساهم في تخلف البلد، وليس رقيه وتقدمه الي الأمام نحو مستقبل أفضل، ولم تكن لديهم القابلية علي استيعاب الآخرين الذين هم أبناء جلدتهم ووطنهم ولكن قصور الوعي وقلة الثقافة يجعلان منهم أداة تنفير لا أداة جذب وتغيير. ولنفس السبب من كونهم قليلي الثقافة ومحدودي العلم فإنهم لا يستطيعون مواكبة مجريات العصر في داخل البلد وخارجه في الوقت الذي يعيش فيه العالم ثورة اتصالات ومعلومات.

 

ومعلوم أن من لا يحظي بقسط من التعليم والثقافة فانه وبشكل واضح يشعر أمام المثقفين والمتعلمين بالنقص، وهذا الشعور بدوره يزيد عندهم عقدة (الانتقام) من الآخر الذي هو أكثر تعلماً وثقافة. ومن خلال هذه العقدة (عقدة الدونية) فانهم يسدون كل الطرق بوجه المثقفين والمتعلمين ليصلوا الي المراكز المناسبة بهم، مما جعل من (مكتب الاتصال باللجان الثورية) وكأنه مركز لتجمع الأميين وقليلي الثقافة، ولتعويض نقصهم يحاولون أن يكونوا هم من يمنح المواطن صفة الوطنية والاخلاص أو عدمه، وهذه الشهادة لا تمنح الاّ منهم ولكنها وللأسف شهادة غير موضوعية ولا منطقية؛ لأن الأمي لا يستطيع أن يقيم المواطنين والمثقفين منهم وهذه جريمة تضاف الي جرائمهم البشعة بحق المثقفين وبحق الوطن.

 

ومعلوم أن المتخلفين في الوعي والثقافة يهربون الي بدائل تمنحهم القيمة والدرجة الاجتماعية فيحاولون أن يكرسوا الروح العشائرية والقــــبلية، مما يجـــعل اللجان هي ملك لقبائل وعشــــائر معينة، في حين انها وجدت لتكون لكل أطياف الشعب من دون تمــــييز، وكانت هذه اللجان ولا تزال هي السبب في ايقاف التوجه المعرفي والعلمي والحضاري للبلد، مما يستدعي أن يُوقف هذا التيار بأسرع وقت قبل فوات الأوان واستفحال حالة الجهل والتخلف.

 

ولا نريد أن نطيل في وصف هذه اللجان الثورية ولكن لا بد من وضع النقاط علي الحروف وتوعية الناس بهم وفضحهم وتعريتهم أمام الجماهير، وكم نتمني أن نري قراراً ثورياً بحل هذه اللجان واحالة المتورطين منهم بجرائم ضد الوطن وضد المواطنين واقترافهم الكثير من جرائم الفساد الاداري والوظيفي باستغلال سلطتهم ونفوذهم والصلاحيات الممنوحة لهم والتي نتمني أن تؤخذ منهم من غير رجعة، ويحالون الي التقاعد، ولا مانع من فتح دورات تثقيفيه لهم لفهم (الكتاب الأخضر) بشكل مبسط حتي يستطيعوا استيعابه وتطبيق ما فيه من فكر وثقافة ثورية. ويا ليت أن تحل الكوادر العلمية المخلصة والمؤهلة محلهم، عندها سيشعر المواطن بالأمن والاستقرار.

 

ولأجل استقرار الأمور ورفع الحيف عن المواطنين، لو تكون هناك عملية محاسبة ومراقبة فعلية وحقيقية ومحاربة الفساد الاداري والمالي ومتابعة الرموز والقيادات الثورية واخضاعهم لسيادة القانون والعدالة.

 

وأخيراً نحن لسنا هنا بموقع الضد السلبي من اللجان الثورية ورموزها وانما هي محاولة منا لإنقاد البلد والمواطنين من سلبيات هذه اللجان باعتبار ذلك جزءا من واجبنا نحو الوطن، وقد حان الأوان لمراجعة أنفسنا ونقد ذواتنا قبل أن يستغل الأعداء نقاط ضعفنا وتقصيرنا فنهاجم من خلال تلك النقاط.

 

(*) كاتب من ليبيا

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 21 مارس 2006)


 

الفرنسي تروسييه المدرب الأسبق للمنتخب المغربي يعتنق الإسلام

الرباط: سعيد أبو صلاح الدين

 

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر موثوق به، ان الفرنسي فيليب تروسييه، المدرب السابق للمنتخب المغربي لكرة القدم، وزوجته دومينيك، اعتنقا الدين الاسلامي ونطقا بالشهادتين امام عدلين شرعيين.

 

واكد المصدر ذاته أن تروسييه اصبح يحمل اسم «عمر» فيما اصبحت زوجته دومينيك تحمل اسم امينة. وقال محمد الخمراني، المسؤول الاداري السابق في نادي الفتح الرباطي، واحد الاصدقاء المقربين من تروسييه لـ«الشرق الاوسط» إن تروسييه اتصل به، وقال له إن العدلين الشرعيين اللذان كانا موجودين عنده في بيته، طلبا منه النطق بشهادة «لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله»، وأن الشهادة التي تعلمها هي «اشهد الا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله».

 

واضاف الخمراني قائلا «اوضحت له انها نفس الشهادة، ولها نفس المعنى، وقد سررت للخبر ولم يفاجئني، لأنني لمست عن قرب أن تروسييه كان يصر ويلح على تعلم فرائض ومبادئ الدين الاسلامي، وكنت اعلمه النطق بالشهادتين، وحفظهما عن ظهر قلب، رغم انه كان يتعثر في النطق بحروفهما».

 

وقال الخمراني إن تروسييه بدأ يصر على مناداته بإسم عمر، وزوجته بإسم أمينة، إلا أن ذلك يسعدهما كثيرا.

 

يذكر أن «عمر» تروسييه، يقيم في حي السويسي أحد الأحياء الراقية في الرباط، قرب السفارة التونسية، ويتبنى طفلتين مغربيتين، هما سلمى ومريم، ويحرص على الاحتفال بالأعياد الدينية حسب التقاليد المغربية.

 

ويقضي «عمر» الآن فترة نقاهة، بعد أن خضع لعملية جراحية على ركبته اليسرى، وحضر اول من أمس دورة كروية للناشئين في الرباط، بعد ان غاب عن الانظار منذ اقالته من قبل الاتحاد المغربي لكرة القدم.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 21 مارس 2006)

 


مصالحة الجزائر تستهدف « الأوزان الثقيلة »

 الجزائر- محمد طيبي

 

أعلن أبو جرة سلطاني وزير الدولة الجزائري ورئيس حزب « حركة مجتمع السلم » (حمس) أن وفدًا من الحركة سيقوم بجولة فى عدة دول غربية بهدف إجراء اتصالات مع قادة للتيار الإسلامي، وصفهم بأنهم من « الوزن الثقيل »، في مسعى لإقناعهم بالعودة إلى البلاد والاستفادة من تدابير « المصالحة الوطنية » التى دخلت حيز التنفيذ.

 

وقال سلطاني في تصريح نشرته صحيفة « الخبر » الجزائرية اليوم الإثنين 20-3-2006: « إن الأمانة الوطنية المكلفة بالجالية في الخارج على مستوى المكتب الوطني للحركة تقود اتصالات مع أشخاص لاجئين ببريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة لإقناعهم بالاستفادة من تدابير المصالحة ».

 

ورغم أنه لم يكشف عن أسماء من وصفهم بأنهم من « الأوزان الثقيلة » فإن مصادر مقربة من الحركة ذكرت أسماء: ببوجمعة بونوة المدعو « عبد الله أنس » المقيم بلندن، وأنور نصر الدين هدام قيادي « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » المحظورة واللاجئ بالولايات المتحدة.

 

وأوضح سلطاني أن « الاتصالات الهاتفية معهم لم تَعُد كافية، وأن الأمر يتطلب التنقل إليهم.. لقد قررنا الدخول معهم في اتصال مباشر ونقاش مستفيض حول ميثاق السلم والمصالحة، وما يتيحه من فرصة لاستعادة الاستقرار ».

 

وبحسب وزير الدولة الجزائري فقد بدأت الترتيبات لهذه اللقاءات منذ فترة، وسيسافر وفد رفيع من الحركة ذات التوجه الإسلامي، وأحد أقطاب التحالف الرئاسي، إلى الخارج قريبًا.

 

وسيتألف الوفد -حسب سلطاني- من نواب رئيس الحركة وأعضاء مكتبها الوطني، مع احتمال أن يكون سلطاني بينهم إذا لزم الأمر.

 

بمبادرة من « حمس »

 

ووصف رئيس حزب « حركة مجتمع السلم » هذه المبادرة بأنها « دور دبلوماسي وسياسي من الحركة يضاف لما تقوم به سفاراتنا وقنصلياتنا »، في إشارة إلى فتح الممثليات الدبلوماسية بالخارج لاستقبال المطلوبين قضائيًّا والمبحوث عنهم؛ لتسهيل عودتهم إلى البلاد.

 

وعن موقف الجزائريين -بالخارج والمحكوم عليهم- من العودة إلى بلدهم الأصلي أكد سلطاني أن اتصالات الحركة بهؤلاء خلصت إلى أن أحدًا منهم لم يتردد في العودة، إلا أنهم يريدون توضيحات حول إجراءات المصالحة التي بادر بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ودخلت حيز التنفيذ يوم 28 فبراير 2006.

 

وكان بعض كوادر الجبهة الإسلامية للإنقاذ المقيمين بالخارج قد عبّروا عن تحفظهم إزاء تدابير المصالحة، وقالوا: إنها تجرّم الجبهة وحدها وتحمّلها مسئولية الأزمة، وتمنع قياداتها من ممارسة السياسة. كما يرى آخرون أن النصوص ليس فيها ما يضمن التزام السلطات بتعهداتها.

 

ويمنح مشروع المصالحة الوطنية للمسلحين المطلوبين قضائيًّا في الداخل والخارج فرصة الاستفادة من عفو رئاسي، شريطة ألا يكونوا ضالعين في المجازر الجماعية واغتصاب النساء ووضع القنابل بالأماكن العامة.

 

ضمانات للعودة

 

 وحول الضمانات التي يمكن تقديمها لقادة التيار الإسلامي بالخارج لإقناعهم بالعودة والانخراط في عملية المصالحة قال رئيس « حمس »: إن الميثاق ونصوص المصالحة هما الضامن الوحيد لمن هو معني بها، شرط ألا يقع تحت طائلة الإجراءات التي تقصيه، ثم إننا نعتقد أن إطلاق سراح (الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ) علي بلحاج وعبد الحق العيايدة (قائد الجماعة الإسلامية المسلحة) هو أكبر مؤشر على صدق نية السلطة، وعلى القبول العام من الجميع لكي تصل المصالحة إلى نهايتها.

 

وتابع أبو جرة سلطاني في تصريحات خاصة لـ »إسلام أون لاين.نت » في وقت سابق اليوم الإثنين 20-3-2006: « الأخ علي بلحاج أخ لنا في الدين والعقيدة، ونحن نسعد بإطلاق سراح كل مسجون، بل إن اليوم الذي لا يبقى فيه سجين رأي واحد وراء القضبان سيكون يوم عرس لحركة مجتمع السلم، وما زلنا ننتظر عفوًا أوسع يشمل كل السجناء إلا المجرمين الذين يعرفون هم أنفسهم أنهم خطر على أنفسهم قبل أن يشكلوا خطرًا على حياة النــاس ».

 

« عقد الجزائر »

 

وأكد سلطاني على ضرورة أن يحل « عقد الجزائر » محل « عقد روما »، في إشارة إلى الاجتماع الذي جمع كافة القوى السياسية الجزائرية بالعاصمة الإيطالية روما عام 1995 تحت لواء المؤسسة المسيحية « سانت إيجيديو »، وقضى بضرورة المصالحة بين الجزائريين وإنهاء الأزمة سياسيًّا.

 

وقال: « ألتمس الأعذار للأحزاب الجزائرية التي شاركت في صياغة عقد روما على اعتبار أن الوسائل التي لجأت إليها بعض القوى السياسية بالأمس كانت وراءها دوافع موضوعية، وقد يكون لهؤلاء عذرهم إذا أدرجنا عقد روما في سياقاته التاريخية، أما اليوم فقد تغيرت الأحوال ولم نَعُد بحاجة إلا إلى عقد الجزائر ».

 

وتابع: « نطمح إلى عقد بين جميع الجزائريين وفي الجزائر، وأعتقد أن المصالحة الوطنية جزء مهم من هذا العقد، ومبادرة العقد الاجتماعي المنتظرة جزء آخر، وما تفرق بين السنوات السوداء العجاف 92 – 2002 يمكن جمعه بين السنوات البيضاء السمان 2002 – 2012 ».

 

وفي سؤال عن حظر مراسم المصالحة العمل السياسي عن قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ومنهم رئيس الجبهة عباسي مدني ونائبه علي بلحاج في حين ينظم مسلحون سابقون تجمعات شعبية مرخص بها، قال سلطاني: « لا أحب الدخول في التفاصيل بذكر الأسماء، لكن الترتيب الزمني للأحداث مهم جدًّا، فالذي بادر إلى وضع السلاح والإعلان عن هدنة سنة 95 ليس كمن ظل متمسكًا بقناعاته لحين صدور مراسيم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ».

 

وأضاف: « مع أننا نؤكد بأن الحق لا يسقط بالتقادم، لكن السبق له مكانته وله كذلك خصوصياته، وهناك نفسيات لا تزال متوترة نحتاج إلى بعض الوقت لتهدأ، والزمن جزء من العلاج، خاصة أن بداية سريان قوانين السلم قد مكنت قيادات ثقيلة من مغادرة معتقلاتها وسجونها ».

 

وراح ضحية أعمال العنف التي شهدتها الجزائر ما لا يقل عن 200 ألف شخص، كما تنتظر آلاف الأسر معرفة أي أخبار عن بعض أفرادها الذين اختفوا منذ أكثر من 10 أعوام.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 20 مارس 2006)


 

هل بدأت رحلة التغير والإصلاح في العالم العربي؟ ..

محللون فلسطينيون يغلب عليهم التفاؤل من الحكومة الجديدة بالرغم من التحديات

 

نابلس (فلسطين) – خدمة قدس برس

 

وصف أحد المحللين فوزها بـ « تسونامي »، وآخر بـ « انقلاب سياسي فلسطيني »، في حين ذهب آخرون لاعتبار فوز حركة المقاومة الإسلامية « حماس » في المجلس التشريعي الفلسطينية، وتشكيلها الحكومة الجديدة بأنها « بذرة الإصلاح والتغيير في العالم العربي« .

 

وما إن قدم إسماعيل هنية تشكيل الحكومة لرئيس السلطة الفلسطينية، والتي رفضت فصائل فلسطينية المشاركة فيها لأسباب تعتبرها « حماس » غير مبررة، حتى بدأ المحللون والمراقبون باستشراف المستقبل القريب، لا سيما فيما يتعلق بطريقة عملها في المستقبل، في ظل التحديات الداخلية منها والخارجية التي تواجهها.

 

ولاحظت « قدس برس » أن آراء المحللين والخبراء السياسيين والأوساط المثقفة، الذي استطلعت آراؤهم، يغلب عليهم التفاؤل من الحكومة القادمة برئاسة « حماس »، وهي الأولى تشكلها على مر الحكومات العشر الماضية، والتي سيطرت على جميعها حركة « فتح« .

 

حكومة ابتعدت عن البعد الجغرافي والعشائري

 

« تكوين الحكومة الجديدة يدعو إلى التفاؤل »، رأي طرحه ماهر الفارس الباحث في الشؤون الفلسطينية، حيث أكد بأن حكومة حماس « شملت خبراء وأخصائيين وتكنوقراط، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الوطنية المعروفة، وقد ميزت هذه الحكومة بأن معظم وزراءها من خارج المجلس التشريعي، وهذا منح فرصة جيدة للتشريعي لمراقبة ومحاسبة هذه الحكومة بشكل أسهل وابتعدت الحكومة في تشكليها من البعد الجغرافي والبعد العشائري في اختيار وزراءها« .

 

ويعرب الفارس عن اعتقاده بأنه ذلك « سيعطي فرصة كبيرة في مجال العمل لإيجاد الشفافية، وفي مجال إفهامها في تطوير المجتمع وفتح العلاقات المختلفة ويجعلها اقرب إلى الجماهير« .

 

ويضيف أنه بالرغم من ذلك إلا أن هناك « معضلات ستواجهها لها علاقة بالمعادلة الدولية، وهذا يتطلب من كافة الفصائل المعارضة وعلى رأسها حركة فتح، مساعدة هذه الحكومة من أجل تمكنها من تجاوز هذه المعضلات، ويتطلب أيضا حالة التفاف جماهيري حول هذه الحكومة لكي تتمكن من التصدي للتهديدات الإسرائيلية« .

 

خيار دخول المجالس النيابية خيار شعبي إسلامي

 

الدكتور محمد الصليبي أستاذ الفقه والتشريع في جامعة النجاح الوطنية يرى أن فوز « حماس » في الانتخابات أحرج الإدارة الأمريكية ورعاة الديمقراطية في الدول الأوروبية، التي فوجئت بهذه الانتخابات، وبالتالي فإن حماس قد تكون « الفتيل الذي سيشعل الطريق للتغير والإصلاح في العالم العربي والإسلامي« .

 

وأشار الصليبي إلى أن الخيار السلمي للحركات الإسلامية بدخول الانتخابات هو الخيار الوسطي « لأن طريق الدماء ليست سهلة، بل مكلفة وأحداث حماة 1982 تؤكد ذلك، لذا فخيار دخول المجالس النيابية خيار شعبي إسلامي، بشرط عدم تدخل القوى المهيمنة في ذلك عبر التهديد بقطع المعونات« .

 

انتصار الإرادة الإسلامية

 

من جانبه يقول الباحث والمفكر الإسلامي الدكتور جبر البيتاوي إنه « لا شك بأن هناك مرحلة جديدة من مراحل الشعب الفلسطيني بل في المنطقة العربية والشرق أوسطية عموما، وهذه المرحلة تمثلت بظهور قياده فلسطينية جديدة للشعب الفلسطيني« .

 

وأشار البيتاوي إلى أن تشكيل حكومة جديدة وزارية تتمثل في الحركة الإسلامية « تأتي انسجاما مع النهج الديمقراطي الذي تمثل في انتصار الإرادة الإسلامية ». معرباً عن اعتقاده بأن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة « تمثل كفاءات وخبرات عالية معروفه لدينا بالاستقامة وتملك من الخبرات الإدارية والسياسية، بحيث أصبحنا نقول بأنها قادرة على أن تكون وجها مغايرا عن الماضي« .

 

وشدد الباحث والمفكر على أن المطلوب فلسطينياً وعربياً وإسلامياً « الالتفاف حول هذه الحكومة، ولتشكيل جبهة عريضة تقوم على خدمة الشعب الفلسطيني بالطرق السليمة والنزيهة لتصل بنا إلى التحرر والحرية« .

 

خمس تحديات تواجه الحكومة

 

ورسم الدكتور يوسف عبد الحق أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح سيناريو المستقبل القريب لحكومة « حماس » وأكد بأن الحكومة الجديدة بقيادة « حماس » ينتظرها خمس مهام كل منها يهد الجبال، « ومع ذلك فإن أمل المخلصين من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج أن يكون عزم هذه الحكومة وإرادتها أقوى من كل الأعاصير »، على حد تعبيره.

 

وأولى هذه المهام، بحسب عبد الحق، « مواجهة الحصار الإمبريالي سياسياً قبل أن يكون اقتصاديا »، ومواجهة حصار الأخوة الأعداء العرب، على حد تعبيره، والحصار الاقتصادي المالي الإسرائيلي الإمبريالي، وحصار « قبيلة أسلو »، بالإشارة إلى حركة فتح، ومهمة حماية منظمة التحرير الفلسطينية على أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني « وهو ما لم يرد في برنامج الحكومة »، كما قال.

 

وأضاف عبد الحق « هذه مسألة، في إشارة إلى تغييب منظمة التحرير الفلسطينية، حسب قوله، « يبدو أن الأخوة في حماس لم يزنوها حق وزنها، وهنا أفضل أن أقول بأن منظمة التحرير بصرف النظر عن عجزها وبحر فسادها واهتراء قادتها، فإنها المؤسسة الوحيدة التي تشكل الوطن المعنوي الفلسطيني في كل مكان، والمعترف بها دوليا فكيف سنحافظ عليها إذا لم تعترف بها« .

 

وأوضح يقول: « هذه مهمة أرجو من الحكومة الجديدة وقادتها أن تنتبه إلى خطورتها، فإذا سحب العالم اعترافه بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيد للشعب الفلسطيني، فلن تستطيع مطلقا في هذا الزمن الرديء، زمن التغوّل الأمريكي، أن تحصل على اعتراف بأي مؤسسة تمثل الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده« .

 

 عقبات إسرائيلية بحاجة لمواجهة

 

لؤي عبده مدير المركز القانوني للدفاع عن الأرض يرى أنه كان من الأفضل أن يأتي تشكيل الحكومة في إطار « اتحاد وطني » يضم جميع قوى وتيارات المجتمع الفلسطيني، فليس لمصلحة أحد أن يكون هناك لون واحد لحكومة فلسطينية أو حتى لأي مؤسسه فلسطينية كانت، إلا أن الوضع بات يشير إلى الحركة الفلسطينية عموما باتت حركة أفراد وليست حركة مجتمع تحرري وطني وأن الديمقراطية الفتية على ساحتنا ما زالت ينقصها الكثير من الأساسيات حتى تتطور وتعم مجتمعنا »، حسب رأيه.

 

وأضاف عبده « لا ننكر أن هناك ميزات إيجابية في هذه الحكومة، لكنها غير كافية، لا سيما وأن الاحتلال عاقد العزم  على زرع المزيد من العقبات والتعقيدات في الطريق « ما لم نساعد هذه الحكومة، مما يعني أن المخطط الإسرائيلي ضد شعبنا وقضيتنا سيتصاعد، وعليه لا بد من الحذر الشديد والانتباه لخطواتنا ودراسة تصرفاتنا وتعميق وحدتنا وإلا سيكون مشروعنا في مهب الريح أمام الصلف الإسرائيلي وصمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال، ومخطط سلب الأرض وعزل المواطنين في كانتونات عنصريه تحرمهم البقاء على أرضهم وتدفعهم إلى الترانسفير الجبري وهذا المشروع الإسرائيلي الذي لم يتوقف« .

قاسم: حماس أرادت احتكار القرار السياسي داخل الحكم

 

من جانبه؛ رصد الأكاديمي والمحلل السياسي البروفيسور عبد الستار قاسم، ما اعتبره محاذير وقعت بها حركة « حماس » من خلال تشكيلها الحكومة. وقال إن « حماس أخذت الوزارات المفصلية وأغلب الوزارات الأخرى، وإذا كان هناك من مستقلين فهم من المؤثرين في الساحة الفلسطينية، وإجمالا يغلب على الوزارة الأفق الفئوي، وهذا أنا اعتبره أول خطأ تقع به حركة حماس« .

 

ويوضح القاسم موقفه بالقول: « الخبرات المتوفرة هي التي كانت متوقعة، كنا نظن أن يتم اللجوء للاستعانة بأصحاب خبرات في مجال تخصصهم مع توفر قدرة سياسية، لأن الحكومة الفلسطينية ليست مجرد هيئة إدارية وإنما هي صاحبة قرار سياسي أيضا، ولهذا اعتبر أن حماس أرادت احتكار القرار السياسي داخل الحكم، واعتقد أيضا أن حماس في مشاوراتها لم تكن موفقة تماما لأنها ركزت على معسكر المناوئين أو المنافسين وأهملت معسكر الأصدقاء ». مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تحركات « حماس » الخارجية تسير في الاتجاه الصحيح، من خلال ثبات مواقفها، والتي انتخبت على أساسها.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 21 مارس 2006)


إخوان سوريا: نسعى لتفادي التجربة العراقية

أحمد فتحي 

 

دعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا إلى مواجهة الطائفية من خلال إيجاد مجتمع سوري « تغيب فيه مصطلحات الأقلية والأكثرية » نهجا وسلوكا. جاء ذلك في وثيقة للجماعة أرجعت صدورها في هذا التوقيت إلى « محاولة تفادي تكرار التجربة العراقية المؤلمة في سوريا، وإزالة حالة الاحتقان الطائفي ».

 

وجاء في الوثيقة التي حملت عنوان « رؤية الإخوان المسلمين في سوريا للتكوين المجتمعي السوري والمسألة الطائفية »، وحصلت إسلام أون لاين.نت على نسخة منها الثلاثاء 21-3-2006 أن « المواطنة هي أساس الانتماء في المجتمع السوري، وهي مناط الحقوق والواجبات ».

 

وأضافت الوثيقة أنه « في دائرة الإسلام يجتمع العرب والكرد والتركمان والشركس، وفي دائرة العروبة يجتمع المسلم والمسيحي، وفي دائرة الانتماء العام للإسلام تلتقي جميع المذاهب والطوائف خصوصاً إذا رجعنا إلى الإسلام الأول، قبل ظهور المذاهب والفرق السياسية في المجتمع المسلم ».

 

وأردفت: « إلى جانب هذين الانتماءين الجامعين، توجد أقليات مجتمعية محدودة، تشترك في الانتماء إلى الحضارة والوطن، ويكفل التأسيس الدستوري لدولة المواطنة حقوقَها، ويحمي مصالحَها، ويصونُ خصائصَها ».

 

« مجتمع اللحمة الواحدة »

 

ولفتت الوثيقة إلى أن رؤية الجماعة للمسألة الطائفية « تحكمها جملة من المبادئ من بينها؛ التطلع إلى مجتمعٍ تغيبُ فيه مصطلحاتُ الأقلية والأكثرية نهجا وسلوكا وليس ادعاء حتى يزول الاحتقان ويحل الحب والتعاون ».

 

وأردفت: « إن إقرار مبدأ لهم ما لنا، وعليهم ما علينا يمثّل الأرضيةَ الحقوقيةَ للعلاقة بين المواطنين، وبناء مجتمعِ اللُحمةِ الواحدة ».

 

وأضافت الجماعة في وثيقتها: « إن مجتمعَنا عربي مسلم، يظلّل الإسلام بعقيدته السمحةِ ما يزيد على 85% من أبنائه، وتربط وشائج العروبة نسبة مقاربة لهذه النسبة من المجموع العام ».

 

التجربة العراقية

 

وحذرت الوثيقة من تكرار التجربة العراقية بسوريا، وقالت: « لا ينبغي أن نستجر إلى المستنقع الذي استُجرّ إليه أشقّاؤنا في العراق. أو نتتبّعَ الوحداتِ لنصغّرَها في إطار عزلٍ طائفيّ لا تخفى آثاره وانعكاساته ».

 

وحول دوافع صدور الوثيقة الجديدة، قال صدر الدين البيانوني المراقب العام للجماعة: « الوثيقة محاولة جادة لاقتلاع بذور فتنة طائفية بسوريا وإزالة الاحتقان الحالي في البلاد على المستويات السياسية والمجتمعية ».

 

واتهم البيانوني في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت الأربعاء 22-3-2006 « النظام المتسلط في سوريا منذ أربعة عقود بالمسئولية عن إثارة الطائفية بالبلاد ».

 

وتابع: « يسعى النظام السوري لحماية نفسه وممارساته في القمع والنهب واغتصاب السلطة، ولذا جمع النظام حوله في ذلك قلة، في حين بقيَ جمهور الإخوة العلويين خارجَ إطار هذا التكتل، وتحملَ مع مجموع الشعب السوري نتائج ممارسات الزمرة الحاكمة من إقصاء وقمع وتهميش ».

 

وأضاف البيانوني: « 90% من ضباط الجيش السوري من العلويين، كما يشغلون المناصب الحيوية والرفيعة في البلاد، رغم أن نسبتهم لا تتعدى 10% من سكان البلاد… الكليات العسكرية بالبلاد حكر على الطائفة العلوية دون سواها ». واستدرك قائلا: إن « المسئول عن تكريس الطائفية في البلاد هو النظام السوري وليس العلويين ».

 

ولا توجد إحصائيات رسمية حول أعداد المنتمين إلى الطائفة العلوية بسوريا إلا أن البعض يقدرها بنحو 10% من سكان البلاد البالغ نحو 18 مليون نسمة، في حين تبلغ نسبة السنة نحو 75% من سكان البلاد.

 

محض مصادفة

 

من جهة أخرى، أكد البيانوني على أن « المصادفة وحدها وراء صدور وثيقة المسألة الطائفية للجماعة في هذا التوقيت الذي يتزامن مع تشكيل (جبهة الخلاص الوطني) ».

 

وشكلت « جبهة الخلاص الوطني » في بروكسل الجمعة 17-3-2006 بعد اجتماع استمر يومين وضمت 17 سياسيًّا سوريًّا معارضا، من بينهم البيانوني، ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، إضافة إلى ممثلين عن المعارضين من الليبراليين والشيوعيين والأكراد.

 

وتهدف الجبهة الجديدة إلى تشكيل حكومة انتقالية مدتها 6 أشهر تكون جاهزة لتولي إدارة البلاد في « اللحظة المناسبة »، كبديل عن نظام الرئيس بشار الأسد الذي « أضعف سوريا في مواجهة التحديات » على حد وصفهم.

 

وقوبل إعلان الجبهة الجديدة بالرفض من قبل أحزاب معارضة في الداخل السوري، وقال « التجمع الوطني الديمقراطي » وهو ائتلاف لأحزاب سورية معارضة في بيان نشر الإثنين 20-3-2006 في دمشق إنه « ليس له أي علاقة » بالمعارضين الذين اجتمعوا في بروكسل وشكلوا « جبهة الخلاص الوطني » ضد النظام الحاكم في سوريا.

 

وذكر المتحدث باسم التجمع الوطني الديمقراطي المحامي حسن عبد العظيم أن « قيادة الداخل هي الأكثر قربا من الأحداث والأكثر فعالية.. قوى الخارج نحترمها وعملها مكمل لقوى المعارضة في الداخل وليس بديلا ».

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 22 مارس 2006)

 


 

كيف شفت الشرعيّة الدوليّة يا رفيق؟!

رشاد أبوشاور

 

ـ 1 ـ

الجرّافات التي هاجمت جدران سجن أريحا، الثلاثاء 14 الجاري، مثّلت مشهداً من سيناريو قرأناه في (التوراة)، ملخصّه: غزاة شرسون قدموا من الصحراء ،يقودهم شخص اسمه يوشع بن نون، تمكّنوا من إحراق أسوار أريحا، ثمّ اقتحموها، وقتلوا كل مواطنيها رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، ثمّ استحوذوا علي كّل مقتنيات أهلها!

تقول (التوراة) ان يوشع بن نون أمر الشمس أن تتوقف في كبد السماء، وأن لا تغيب حتي ينهي معركته مع الكنعانيين (الريحاويين) !، وأن الشمس صدعت لأمره، وقامت بدور بروجكتورات التصوير السينمائي الهوليوودي!

بعدئذ لا نعرف كيف غابت الشمس، هل استأنفت دورانها حول الأرض، في فضاء الله، تلقائيّاً، بعد مدّة التوقّف الاضطراري، أم أن يوشع تفطّن رغم انهماكه في الذبح ونهب ما خّف حمله وغلا ثمنه، فأمرها بالمغيب!

تتّمة السيناريو (التوراة)، أن جيش يوشع استحوذ علي ممتلكات الكنعانيين، من أدوات طبخ، وحلي النساء الكنعانيّات …

لا تخبرنا التوراة عن سّر شهوة أولئك القوم للاستحواذ علي أريحا، ومن أباح لهم حق تدمير أسوارها ـ لم تكن الإدارة الأمريكيّة قد وجدت ـ والقيام بسرقة جماعيّة لمدينة متحضّرة، زراعيّة، والحقد عليها بسبب بناء أهلها أسواراً ترّد عنهم المعتدين …

ما جاء في التوراة لم تثبته الدراسات الآثاريّة، والحفريّات، وبقيت نيّة (الجريمة) نصّاً دينيّاً، وشهوة الاستيلاء علي ما يملكه الكنعانيّون في كّل مدنهم، تحرّك من آمنوا بتلك الخرافات، إلي أن بدأ في عصرنا تنفيذ سيناريو القتل، والحرق، والتدمير، والسرقة، وعلي مدي سنوات بدأت عام 48 وحتي يوم أريحا، يوم الهدم والاختطاف، ، الفصل الجديد في سفر الإبادة والتدمير!

ما وقع يوم 14 آذار فيه إشباع لرغبة دفينة في نفوس الصهاينة تجاه أريحا، إقناع للنفس بتاريخيّة الحدث التدميري، وأقدميّة الاحتلال، ووقوعه في عصور خلت، أي أن التدمير الحالي يقنع مقترفيه بواقعية ما جاء في التوراة، ويعوّضهم عن تكذيب التاريخ، وما أفصحت عنه الحفريّات، وما تقوله الأرض الفلسطينيّة…

فقط من الانتداب البريطاني، والرعاية الأمريكيّة التّامة، يستمدّ هذا الاحتلال قوّته، وقدرته علي التدمير، وبالبث الحي علي الهواء مباشرة، وأمام الرأي العام العالمي العاجز.

بشرعيّة دوليّة ممثلّة بالدولة المهيمنة: أمريكا، والدولة (العظمي) التابعة: بريطانيا، يمارس التدمير، ولا يدان، بل يدعم بالتواطؤ العلني، بتسليم أحمد سعدات ورفاقه وإخوانه، و.. في مجلس الأمن، تمنع أمريكا وبريطانيا صدور بيان يدين الهجوم (الإسرائيلي) علي سجن أريحا، ويطالب بإطلاق سراح سعدات ورفاقه وإخوانه!

أكنّا نحتاج إلي جريمة جديدة تضاف إلي مسلسل جرائم الكيان الصهيوني، وانحياز أمريكا وبريطانيا الكلّي، حتي نتوقّف ونعيد النظر في مفهوم الشرعيّة الدوليّة، وقرارات الشرعية؟

ما زاد ألمي من كل ما رأيت، تصريح (الرفيق) جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، والذي أدلي به للفضائيات عقب جولة مفاوضات مع قيادة حماس لبحث مشاركة الجبهة في الوزارة: قلنا لحماس ان عليها الاعتراف بقرارات الشرعيّة الدوليّة!

ما هذا الحرص علي قرارات الشرعيه الدوليّة يا رفيق ؟!

الشرعيّة الدوليّة هي: الجرّافات، والآباتشي، وتدمير جدران سجن أريحا، واختطاف الرفيق سعدات ورفاقه وإخوانه، بعد مغادرة الحرّاس الأمريكيين والبريطانيين، و..سقوط اتفاقية سجن أريحا، تماماً كما سقطت اتفاقيّة سجن (أوسلو)!

أتري الشرعيّة يا رفيق، ومصداقيتها ؟!

منذ انتداب بريطانيا علي فلسطين بقرار من عصبة الأمم، وحتي يومنا هذا، والشرعيّة الدوليّة تغطّي نهب فلسطين، وتشريد وذبح شعبها …

الشرعيّة الدوليّة هي التي أصدرت قرارات: الانتداب، التقسيم، والكتاب الأسود، وغيره من الكتب، ناهيك عن القرارات التي لم تنفّذ، كقرار حّق العودة، رغم مرور عشرات السنين علي صدوره ..يا رفيق !

ـ 2 ـ

كازينو الواحة:

شيّد كازينو (الواحة) قبالة مخيّم عقبة جبر، أحد المخيمات البطلة التي أسقطت (حلف بغداد) وقهرت الجنرال البريطاني (تمبلر) عام 55، وكان حضر إلي الأردن للتبشير بحلف (بغداد)، فهبّت الجماهير في (الضفتين) في تظاهرات عاصفة، وطردت ذلك الجنرال شرّ طردة .. تلك أيّام مجيدة!

كازينو القمار أنشئ كمنجز اقتصادي سياسي، يرسم طريق ملامح دولة فلسطين القادمة، والتي بشّر بها أقطاب (أوسلو)، واعدين بأنها ستكون نمراً آسيوياً ! فإذا بها بطّة بين شريك السلام، لا تملك أن تدافع عن نفسها، كونها بلا أنياب، ولا مخالب ! نمر من ورق يعني.. وماذا تتوقعون من (دولة) تبدأ أوّل مشاريعها، ومنجزاتها الاقتصادية، بكازينو للقمار و…!

أفّاقون يسرقون مال شعبنا، ويلطخون شرفه، وينشئون اقتصاد (قمرجيّة)، اقتصاد لعب، ونهب، وسمسرة، في فلسطين أرض البطولة والشهادة.. نيّة إغلاق الكازينو أثلجت صدري، وأحسب أنه سيكون من فضائل الوزارة الجديدة . وكوني إبن منطقة (أريحا)، وعلاقتي بها روحيّة، وكوني كتبت لها الكثير من نتاجي الأدبي: روايةً، ومسرحاً، وقصصاً قصيرةً، ومقالات، أجد أنه لي الحّق، بل من واجبي أن اقترح تحويل مبني الكازينو متحفاً فلسطينيّا يعني بتاريخنا القديم، والمعاصر، وهذا سيكون حدثاً له معني وطنيّاً يشي بمرحلة جديدة في حياتنا، علي أن يشرف عليه مؤرّخون، وعلماء آثار، ويدعي للمحاضرة فيه علماء ومؤرّخون عالميون يتمتّعون بالمصداقية، والسمعة، والمستوي العلمي المشهود له، وبخّاصة أولئك الذين انحازوا للحقيقة ودفعوا الثمن، وتحمّلوا محاربة الصهيونيّة عقاباً لهم علي انحيازهم للحقيقة …

ـ 3 ـ

اللي ما حمي عرفات

ما بيحمي أحمد سعدات

وأنا أتأمّل مشهد شباب الأمن الوطني، وهم يخرجون أشباه عراة، تحت رشّاشات دبّابات المحتلين الصهاينة، وجدتني أطلق هذا الهتاف في تظاهرة تتألّف منّي وحدي.: آه لو أن عرفات يوم حوصر في المقاطعة وأمهل بعشر دقائق قبل هدمها علي رأسه ومن معه، وحين زحفت جموع الشعب الفلسطيني (أبو المعجزات)، قارعةً أدوات الطبخ المعدنيّة ـ وهي غير تلك الطناجر، والصحون التي نهبها يوشع ومن معه ـ وأوقفت الدبابات والجرّافات عند حدّها، خرج ببندقيته وانضّم للجماهير، معلناً انتهاء اتفاقات أوسلو ..لما كان حدث كل الذي حدث.. ولما استفحلت الشرعيّة الدوليّة الأمريكيّة البريطانيّة ذبحاً بنا.. الأخوة والرفاق: كيف شفتم الشرعيّة الدوليّة وجرّافاتها في أريحا؟!

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 22 مارس 2006)


 

 أشجع رجل في مصر!!

القاهرة- حمدي الحسيني- إسلام أون لاين.نت/ 22-3-2006  
« يحيى حسين ».. بين عشية وضحاها تحول من مواطن عادي إلى رجل يعرفه الكثيرون من المصريين.. يستوقفه المارة في الشوارع لتحيته، إذا شارك في أي مناسبة اجتماعية ابتسم له كل الحضور تكريما واحتراما لشجاعته وغيرته على المال العام، أما جيرانه فقد علقوا على مدخل البناية التي يقطن فيها مقالات الصحف العديدة التي أشادت بشجاعته واعتبرته نموذجا يجب أن يحتذى به.
هذا التحول كان وراءه بلاغ تقدم به يحيى حسين، رئيس مجلس إدارة شركة الأزياء الحديثة (قطاع عام)، للنائب العام قبل نحو أسبوعين مطالبا بوقف صفقة بيع أشهر سلسلة محلات القطاع العام (عمر أفندي) بـ « أقل من سعرها الحقيقي »، مدعما طلبه بمستندات؛ وهو ما أدى بالفعل إلى وقف إتمام الصفقة.
وأوضح حسين في بلاغه أن الحكومة تعتزم بيع فروع عمر أفندي لشركة « أنوال » السعودية بمبلغ 540 مليون جنيه فقط (950 ألف دولار)، بينما كان تقدير اللجنة التي شُكلت لهذا الغرض هو 1129 مليون جنيه (1.9 مليون دولار).
وإذا كان النائب العام قرر الثلاثاء 21-3-2006 حفظ البلاغ، معتبرا أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة « سليمة » من الناحية القانونية، فإن ذلك لم يقلل من إصرار يحيى حسين على تمسكه بموقفه، كما اعتبر أن الملف لم يغلق، خصوصا أن البلاغ الذي تقدم به دفع عددا من نواب المعارضة للتقدم بطلبات استجواب لوزير الاستثمار المعني بالملف.
« مواطن إيجابي »
داخل مكتبه المتواضع الذي تزينه صورة عريضة للرئيس حسني مبارك كعادة باقي كبار المسئولين في دول العالم الثالث، جلس يحيى حسين (50 عاما) يروي لـ »إسلام أون لاين.نت » رؤيته لكيفية مقاومة الفساد المستشري في معظم قطاعات ومؤسسات الدولة.
صوته خافت، هادئ الشخصية، شديد التفاؤل، يعتصر وطنية، مليء بالجرأة، يفتخر بموقفه الوطني. وجه دعوة لكل موظف، صغيرا أو كبيرا، إلى التخلي عن السلبية، وأن يتحول إلى ما وصفه بـ »مواطن إيجابي » يقاوم بقوة أي شبهة إهدار للمال العام باعتبارها « واجبا وفرضا » على كل إنسان غيور على وطنه ومستقبل أبنائه.
وقدم يحيى حسين عددا من النصائح لمن يسعى إلى أن يحذو حذوه، في مقدمتها أن يتحلى بالصدق مع النفس، وصدق النية وألا يبتغي من وراء موقفه سوى وجه الله وخدمة الوطن، وأن يدرب نفسه على الكسب الحلال، ويعلم بأن رزقه سوف يأتي إليه مهما كانت الضغوط، وأن يكون نموذجا لطهارة اليد وحسن السيرة.
وقال: « مصر مليئة بالشرفاء الذين يكرهون الفساد بالفطرة ويقاومون المفسدين… لكن بأضعف الإيمان وهو الصمت، أما الغالبية العظمى فلم يعتادوا للأسف على أن يكونوا إيجابيين ».
اللافت في موقف يحيى حسين أنه مندهش بشدة من رد الفعل الشعبي المؤيد بقوة لموقفه الذي يراه « عاديا وطبيعيا »، فقد تلقى ربما آلاف الاتصالات من داخل وخارج مصر، من مصريين وعرب، كلها شجعته على موقفه، واعتبرته « أشجع رجل في مصر »، فضلا عن الدعم والتشجيع الذي تلقاه من أبنائه وزوجته.
أما أقاربه في محافظة أسيوط (جنوب) مسقط رأسه فقد حضر وفد منهم للقاهرة لتشجيعه وحمايته من أي مكروه، في حين هدد زملاؤه في العمل بالإضراب في حال تعرضه لأذى أو إبعاده عن موقعه الوظيفي.
أما الاتصال الذي ترك أبلغ الأثر لدى يحيى حسين، فهو ذلك الذي تلقاه من قاض سابق أبلغه فيه أنه على المعاش حاليا، وعندما قرأ قصته في الصحف تذكر المواقف والضغوط التي كان يتعرض لها خلال عمله القضائي، وتأثر كثيرا لأنه لم يتمكن من أن يسلك نفس مسلكه، وهو الآن يرغب في أن يكفر عن مواقفه، بأن يتطوع للدفاع عنه كمحام (مجانا) ضد أي قضية ترفع ضده بسبب موقفه الوطني.
أما المشهد الذي جعل عيناه تدمع فقد حدث في محطة قطارات القاهرة، عندما شاهده وتعرف عليه بائع صحف وعانقه بقوة، ثم ما لبث أن تجمع عشرات المواطنين حوله في ثوان يهتفون له ويحيونه.
 

استمع إلى: نص المقابلة مع يحيى حسين  1 2 3

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ22 مارس 2006 )


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.