الأربعاء، 13 فبراير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2821 du 13.02.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:  » قضية سليمان  » .. أمام محكمة الإستئناف  : متهمون يعرضون آثار التعذيب على أجسادهم ..و يتمسكون بالبراءة.. و النيابة تطلب التشديد في الأحكام عريضة من أجل حق علي بن سالم في العلاج والدواء الفقرة المخصصة لتونس في تقرير منظمة « مراسلون بلا حدود » لعام 2008 أحمد نجيب الشابي: معا نحيي الأمل رويترز: المعارض التونسي نجيب الشابي يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة الصباح: الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف تواصل استنطاق المتهمين في قضية الجماعة الإرهابية بسليمان الحياة : تونس: وفد أميركي يبحث في تطوير التعاون لمكافحة الإرهاب رويترز: فرنسا تمنح تونس 23.7 مليون اورو لشراء عربات مترو رويترز: رجال ينافسون النساء في الإقبال على قاعات التجميل بتونس نور الدين العويديدي: تونس في ظل حكم ابن علي .. حصاد عقدين!! العجمي الوريمي : سوسيولوجيا الصّحوة وصحوة السّوسيولوجيا العدد الحادي والعشرون علي الدريدي: كيف نُـديــرُ المعركة القادمة لتفادي الفشل؟ سليم الزواوي: نداءات أهالي قفصة و تفاعلات المجتمع المدني و السياسي  شادية السلطاني: الشباب التونسي و مقتضيات السلوك الحضاري خميس الخياطي: » إلى أم زياد الصحافة مسؤولية أمارسها… بشير الحامدي : ملاحظات موجهة إلى منخرطي قطاع التعليم الابتدائي – هذا ما يجري داخل منظمتكم محمـد العروسـي الهانـي: فـي الصميـم : التوازن في الإعلام له جدوى ونجاعة وفاعلية وحماية ناصح أمين: ما القضية؟ فريد خدومة: تصنيع الأحلام المحرمة ميدل ايست اونلاين: جامعة الزيتونة قطب تنويري ومنارة للفكر الاسلامي الجزيرة.نت: خبراء: وثيقة تنظيم الفضائيات « مقصلة » للرأي الآخر   الشرق »: وثيقة عربية جديدة لتنظم البث الإذاعي والتليفزيون العربي رويترز:  حزب الله: مقتل عماد مغنية أحد أبرز المطلوبين في انفجار سوريا


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1 الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

إذا عُـرف السبب (الحقيقي) لسجن « ولد باب الله » بـطُـل الـعـجـب!

 

اضغط على هذه الوصلة الصوتية واستمع إلى ما حدث في حفل أقامه نادي الروتاري بصفاقس :

http://www.zshare.net/audio/74365869e8a6db


خبر عـاجـل

لقد وقع إطلاق سراح الشاب محمد ياسين الجلاصي عضو الشباب الديمقراطي التقدمي (الهيكل الشبابي للحزب الديمقراطي التقدمي) منذ 2006، وعضو بجامعة بن عروس للحزب. ونذكر أنه تم اعتقال ياسين وهو في بيته يوم الأربعاء 26 سبتمبر 2007 من طرف أعوان أمن يرتدون الزي المدني دون الاستظهار بأي وثيقة قانونية.

 

(المصدر: مراسلة اليكترونية من السيد إياد الدهماني بتاريخ 13 فيفري 2008)


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 13 فيفري 2008 كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب  » ..! :

 » قضية سليمان  » .. أمام محكمة الإستئناف  : متهمون يعرضون آثار التعذيب على أجسادهم .. و يتمسكون بالبراءة.. و النيابة تطلب التشديد في الأحكام ..!

 

واصلت الدائرة 27 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي حميدان  أمس  الثلاثاء 12 فيفري 2008  النظر في القضية عدد 10604 المعروفة بـ  » قضية سليمان  » ، و قد  استمرت الجلسة إلى حدود الساعة التاسعة ليلا  و شهدت إتمام استنطاق المتهمين و هم بالترتيب : زهير جريد و حاتم الريابي و رمزي العيفي و و وائل العمامي و و فتحي الصالحي و توفيق الحويمدي و و جوهر القصار و عماد بن عامر و جوهر سلامة و محمد أمين الجزيري و  صابر الراقوبي و محمد بن لطيفة و أسامة العبادي و الكامل أم هانئ   و قد روى بعض المتهمين ما تعرضوا له من صنوف التعذيب لإجبارهم على الإعتراف بوقائع لا علاقة لهم بها  بداية بزهير جريد و حاتم الريابي  الذين أكدا أن السبب الوحيد لإيقافهما  هو كونهما شقيقا مكرم جريد و زهير الريابي  الذين قتلا بالرصاص في المواجهات ، و قد روى حاتم الريابي للمحكمة كيف تم اعتقاله في مقهى بمدينة سليمان  اقتحمها مجموعة من المسلحين قاموا بشد وثاقه ووضعوا كيسا أسود على رأسه و بمجرد الوصول إلى مبنى وزارة الداخلية تمت تعريته و تعرض لصنوف شنيعة من التعذيب كما أكد أن حاكم التحقيق قد جلب له القهوة و السجائر و الماء و بمجرد إنكاره ..أخذها منه ..! ، و قد ساد الصمت القاعة حين بدأ رمزي العيفي برواية أطوار التعذيب الذي تعرض له بداية بوضعه في قفص لنقله إلى محلات أمن الدولة حيث تمت تعريته و تعليقه لمدة ساعات طويلة و تم إدخال مفك براغي في دبره و أجبر على أكل الصابون و تم حرقه بأعقاب السجائر حتى وصل إلى وضعية يسأل فيها عن اسمه فيجيب باسم والده .. وأكد وائل العمامي أنه بالإضافة إلى كل أشكال التعذيب التي ذكرها بقية المتهمين فقد تم تهديده باغتصاب والدته و شقيقته ، و ذكر أنه علق عاريا   لمدة عدة ساعات بطريقة  » البلانكو  » ، كما طلب محاسبة الذين عذبوه في سجن المرناقية  حيث كان يجبر على الجري بعد أن يغطى رأسه بكيس أسود ، و أقسم أنه قد بقي 6 أشهر في عزلة تامة و قضى شهرين دون أن يرى الضوء ..، و ذكر فتحي الصالحي أنه قد تم تهديده بمفاحشة والدته إن لم يعترف بأنه شارك في المواجهات كما أراد أن يري للقاضي آثار الإعتداء ، بعقب مسدس ، على رأسه فرفض قائلا :  » لدينا التقارير الطبية  » ، و بدوره أكد توفيق الحويمدي أنه يشكو من إعاقة تمنعه من القيام بأي مجهود بدني  و أنه تم تصوير تعذيبه بواسطة الهاتف الجوال ..! ، و لاحظ عماد بن عامر ( المحكوم بالإعدام  ) للقاضي أنه لا يزال يحمل يحمل آثار التعذيب على رأسه ووجهه و رجليه ، و أنه قضى أسبوعا في وزارة الداخلية عاريا يتعرض للسخرية بعد أن قام أحد الأعوان بحرق لحيته باستخدام ولاعة .. و قد أجاب القاضي حين سأله عن مدى صحة ما ذكره أعوان أمن الدولة من أنه أوقف و بحوزته متفجرات :  » هل يعقل أن أسلم نفسي حاملا ..لقنبلة ..! » ، و توجه محمد أمين الجزيري إلى القاضي قائلا :  » لقد عاين قاضي التحقيق آثار التعذيب على و جهي و جسدي فلم يحرك ساكنا .. و ها هي الآثار ما زالت لم تمح فماذا أنت فاعل ..؟  » ، و أكد أن قاضي التحقيق  قال له :  » أنت و زهير لا علاقة لكما بالقضية  » ثم أحاله بتهم تصل عقوبتها للإعدام ..!  » ، و بالمناداة على صابر الراقوبي ) المحكوم بالإعدام  توجه للمحكمة قائلا :  » الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .. أودّ  قبل الإستنطاق أن أذكر للمحكمة الأسباب التي أوصلتني إلى هنا .. الحكم الذي أمامكم لا يخصّني و أنا لا أخشاه سواء أقر أم لم يقر ..كنت ضالا فهداني الله ..كان يتم اختطافي من أمام المسجد و مساومتي للعمل مخبرا  لرجال الأمن .. و لما رفضت حرقوا لحيتي و تداول 10 أعوان على ضربي بعد أن تم تعليقي عاريا .. و حين فررت لم أجد مكانا يؤويني فصعدت للجبل .. و نسب لي تولي تدريب المجموعة رياضيا .. هل يعقل أن أدربهم و قد كنت مطاردا بلغ بي الأمر حد أكل الحشيش .. يدعون أنهم يكافحون الإرهاب و أنهم يطبقون القانون ..ما رأيك بمن قام بنزع ثيابي و تعليقي مثل الدجاجة ثم شرع في نتف الشعر من كامل جسدي .هل هذا مكافح للإرهاب أم إرهابي ..؟!.. » ، كما ذكر عندما سأله القاضي عن الإحتطاب أنه لا يعقل أن يقوم مسلم بالسطو و السرقة مهما كانت الأسباب   و ختم بالمطالبة بتقديم من اعتدى عليه في السجن إلى المحاكمة و لاحظ أنه فقد خمسة أسنان و أنه قضى شهرا لا يتناول سوى الحليب ، و قبل رفع الجلسة على الساعة الثانية تم استنطاق محمد بن لطيفة الذي بدأ بوصف ما تعرض له من تعذيب في الداخلية و في سجن المرناقية حيث غطي رأسه بكيس أزرق و تم الإعتداء عليه بالصفع و الركل و الضرب بالعصي و لم إلا بعد ساعات ليجد نفسه في زنزانة ضيقة مظلمة ، و قد قطع الإستنطاق تصراخ صابر الراقوبي بأنه تعرض للتهديد لما نزل لغرفة الإيقاف بالمحكمة لأداء الصلاة حيث قال له ضابط رفيع كان يشرف على الأعوان الموجودين بالقاعة :  » الحساب لمّا ترجع للحبس  » ..فوعد القاضي بأن ينظر في الأمر ..! و بعد راحة دامت ساعتين استؤنفت الجلسة باستنطاق أسامة العبادي الذي روى ما تعرض له حين إيقافه في ثكنة ببن قردان بالجنوب التونسي حيث وقعت تعريته تماما في غرفة مفتوحة النوافذ ، في شهر ديسمبر ..!، و صب الأعوان عليه الماء و كان جلادوه يضربونه بالعصي و بكابلات الحاسوب ..بحضور والي مدنين ..و ختم بالقول :  » حسبي الله و نعم الوكيل ، أطلب عرضي على الفحص الطبي لأن على جسدي علامات تعذيب تقشعر له الأبدان ..اتقوا الله فيّ  إنّي مظلوم .. » ، و قد صرح الكامل أم هانئ بأنه لن يتعرض بالحديث عن التعذيب في محلات أمن الدولة لأن ذلك أصبح أمرا معروفا من الجميع في الداخل و الخارج بل عن التعذيب في سجن المرناقية  » الذي هو أسوأ من قوانتانامو  » ،/ و حيث استقبل بالضرب و الصفع و الدوس بالأحذية  و دانت حصص التعنيف أسبوعين كاملين ، و كان عليه كلما خاطبه أحد الأعوان أن يجيب :  » حاضر سيدي و تاج راسي  » و إن سئل عن تهمته أن يجيب :  » سارق دجاجة  » ..تحت طائلة التعرض للضرب و التعنيف ..! و ذكر أنه في إحدى المرات قام الأعوان بإدخاله إلى غرفة ملئت أرضيتها بالمياه و وقف عون على بطنه و آخر على صدره ، و أن المعاملة كانت تتحسن قبل أيام من كل زيارة للصليب الأحمر ، كما أن مدير السجن هدده بعد زيارة محاميه قائلا :  » بعد المحاكمة لن يدوم لك المحامي و لا الصليب الأحمر .. » ، و تمت المناداة في ختام الإستنطاقات على محمد أمين ذياب فلم يجب القاضي باعتبار وضعيته الصحية علما بأن اختبارا طبيا سابقا جزم بعدم مسؤوليته الجزائية ، و قد أفسح المجال إثر ذلك لمحامي الدفاع لتوجيه أشئلة لمنوبيهم قبل أن يفسح المجال لمرافعات نائبي القائمين بالحق الشخصي الذين شكروا المحكمة على رحابة صدرها رغم أن الماثلين أمامها إرهابيون على غاية من الخطورة ، و طالب أحدهم بالقضاء..على هذه الفئة الضالة الرجعية ..! و قال أن أرواح ضحايا قوات الأمن ترفرف على القاعة ..و قد عمد أحد محامي القائمين بالحق الشخصي استفزاز المتهمين فرد عليه بعضهم مما انجر عنه إقصاء علي العرفاوي   من القاعة ، ثم رافعن النيابة العمومية فطالبت بإقرار أحكام الإعدام و الترفيع في بقية الأحكام ..ثم رفعت الجلسة لتستأنف يوم الثلاثاء 19 فيفري 2008  للإستماع إلى مرافعات الدفاع ثم التصريح بالأحكام . و الجمعية تؤكد مجددا أن المحاكمة لم ترتق إلى احترام شروط المحاكمة العادلة رغم ما أبداه القاضي من أريحية و سعي للتهدئة  ، إذ تم منع العائلات من حضور الجلسة مما يخرق مبدأ علانية المحاكمة ، كما تعرض المتهمون لضغوطات داخل السجن و خارجه عبر جلب البعض منهم لإدارة أمن الدولة لإملاء ما يجب أن يقولوه في الجلسة ، كما تطالب الجمعية بفتح تحقيق في ما نسبه جميع المتهمين لحاكم التحقيق الذي تعهد بالملف ( تحت عدد 1/7717 ) من تحيز و حرص على تغييب المحامين و تغرير بالمتهمين حيث ذكر حاتم الريابي أن حاكم التحقيق استنطقه على الساعة التاسعة ليلا و لما رفض الجواب لإلا بحضور محام أخبره بأن هذا التحقيق أولي و أنه سيستدعيه لاحقا بحضور محاميه  ، و هو ما أكده أيضا كل من فتحي الصالحي و جوهر القصار ( الذي ذكر أن أعوان أمن الدولة كانوا أثناء استنطاقه موجودين بقاعة الإنتظار بمكتب قاضي التحقيق ..!) و جوهر سلامة و محمد أمين الجزيري و محمد بن لطيفة و أسامة العبادي ( الذي روى أنه تبرأ مما ورد في محاضر أعوان إدارة أمن الدولة فقال له  حاكم التحقيق  :  » إذا طعنت في أمن الدولة فكأنك تطعن في الدولة بكاملها ..! » ) ، كما أكد الكامل أم هانئ أن قاضي النحقيق قال له : « لا فائدة من المحامي ..أنا محاميك ..!  »  .. و تجدد الجمعية المطالبة بمراجعة تبعات الطور الإبتدائي بما شهده من خروقات قانونية بالغة و أحكام غير مبررة  و تناشد الجميع التجند من أجل ضمان نقض عقوبتي الإعدام الصادرتين في محاكمة لم تتوفر فيها أبسط شروط المحاكمة العادلة .. و النزيهة  ..! عن الجمعية الهيئــة المديـــرة 


عريضة

 

من أجل حق علي بن سالم في العلاج والدواء

                    

 يتعرض السيد علي بن سالم – 76 سنة – المقاوم للاستعمار الفرنسي ورئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت لانتهاكات عديدة ، إذ  يخضع منزله لمراقبة  أمنية مستمرة ويمنع حتى أبنائه وعائلته وأصدقائه من زيارته  رغم وضعه الصحي الذي يتطلب العناية الدائمة .

كما أن تعرضه للتعذيب بمركز البوليس بالمنار -1 – في 26 أفريل سنة 2000 قد خلف له سقوطا دائما بعموده الفقري وكتفيه ورأسه ، و رفض وكيل الجمهورية بتونس تسجيل شكواه ضد أعوان البوليس إلا بعد قبولها  من طرف لجنة مقاومة التعذيب التابعة للأمم المتحدة التي اعتبرت في قرارها  عدد 2005/269 : أن ما تعرض له علي بن سالم في مركز البوليس المذكور يعتبر تعذيبا . وطلبت من الحكومة التونسية أن تقوم  بالإجراءات القانونية في قضية الحال وفقا لالتزاماتها الدولية بالميثاق ألأممي.

 

مع الإشارة أن السيد علي بن سالم الذي أطرد من عمله منذ 11 أفريل 1987 لا تسمح ظروفه المادية بعلاج الضرر الذي تعرض  له من جراء التعذيب المذكور. وإضافة إلى هذا ترفض السلطات التونسية تمكينه ، باعتباره مقاوما سابقا، من حقه في العلاج المجاني الذي أقره قانون عدد 9 لسنة 1974 الخاص بشؤون المقاومين  ورعايتهم ، هذا بالرّغم من صدور حكم عدد 15652 من المحكمة الإدارية – بتاريخ 23 أفريل 1999، الذي يعتبر أن قرار السلطات التونسية منع حق التداوي والعلاج  » خرقا للقانون  »    

ويطالبها بإلغائه فورا – إلا أن الحكومة التونسية لم تأخذ بالاعتبار قرار المحكمة الإدارية.

 

ومن ناحية أخرى لا يمكن للسيد علي بن سالم التّداوي بالخارج على نفقة أبنائه المقيمين بفرنسا وذلك تبعا لقرار قاضي البحث ببنزرت – 3 جوان 2005 قضية عدد 22440 – الذي يمنع عليه السفر خارج البلاد التونسية نظرا لكونه متهما بترويج أخبار زائفة عندما أصدر فرع الرابطة ببنزرت الذي يترأّسه ، بيانا حول تعذيب الحراس لسجين  بسجن الناظور ببنزرت .

لذا فان النشطاء الحقوقيين والسياسيين والمواطنين الممضين أسفله يطالبون السلطة التونسية برفع الحصار عن منزل المناضل علي بن سالم وتمكين عائلته وأصدقائه من زيارته دون قيود . كما يطالبون بتمكينه من حقه في العلاج مثل بقية المقاومين ، احتراما لما قدمه ويقدمه من تضحيات في سبيل الوطن.

الصفة

الاسم

أستاذ – ناشط حقوقي

أستاذ – نقابي وحقوقي

أستاذ – نقابي وحقوقي

صحفي – ناشط سياسي

محام – ناشط سياسي

أستاذ – نقابي وحقوقي

طبيب – ناشط سياسي وحقوقي

محام – ناشط حقوقي

أستاذ – ناشط سياسي

أستاذ – ناشط سياسي وحقوقي

محام – ناشط سياسي وحقوقي

أستاذ متقاعد – ناشط سياسي وحقوقي

محام – ناشط سياسي وحقوقي

 مرشد تربوي – ناشط سياسي ونقابي

مرشد تربوي – ناشط سياسي وحقوقي

 طبيب – ناشط حقوقي

معلم – ناشط حقوقي وسياسي

سجين سياسي سابق – ناشط حقوقي

محام – ناشط حقوقي

– مسعود الرمضاني

– الهادي بن رمضان

– عبد الرحمان الهذيلي

– لطفي ألحجي

– خالد الكريشي

– منجي بن صالح

خليل الزاوية 

صلاح الوريمي

ماهر حنين

نورالدين الصولي

سعيد المشيشي

الطيب الورغي

الهادي المناعي

بلقاسم المحسني

حمدة معمر

مالك كفيف

توفيق القداح

علي البعزاوي

فوزي المقدم

 

    

    ملاحظة: للإمضاء  الرجاء الاتصال ب 97322921 – مسعود الرمضاني

                                                  أو 97456541- عبد الرحمان الهذيلي

romdhani.mas@voila.fr

 

abderrahmenehedhili@yahoo.fr

 


 

الفقرة المخصصة لتونس في تقرير منظمة « مراسلون بلا حدود » لعام 2008   تـونـس  

المساحة: 163610 كلم 2 عدد السكان: 10215000 اللغة: العربية رئيس الدولة: زين العابدين بن علي   يفترض بالرئيس زين العابدين بن علي الترشّح لولاية خامسة في العام 2009 تلبية لدعوة حزب التجمّع الدستوري الديمقراطي الحاكم. فيقود رئيس الدولة البلاد منذ عشرين عاماً بقبضة من حديد وما من خطوة تبشر بأي انفتاح في أي من المجالات. ففي العا 2007، لم تتراجع الرقابة المفروضة على الصحافة قدر أنملة.   في 24 تموز/يوليو 2007 ، خرج المحامي والمخالف الإلكتروني محمد عبو من سجن الكاف بعد قضائه 875 يوماً لتنديده على شبكة الإنترنت بممارسات التعذيب المرتكبة في تونس. إلا أن الإفراج عن الأستاذ عبو الذي اعتبر الخبر السار الوحيد في العام لم يقترن بأي تبعات إيجابية كفيلة بأن تسد العجز الديمقراطي التونسي. ومع أن الرئيس زين العابدين بن علي الذي احتفل بالذكرى العشرين لتسلّمه مقاليد السلطة كرر وعوده بإفساح المجال للرأي والرأي المختلف وطالب الصحافة بالتحلّي بمزيد من الجرأة، إلا أن عدة صحافيين تعرّضوا للاعتداء على يد القوى الأمنية في خلال ممارستهم مهنتهم ومثلوا أمام القضاء لأسباب مضللة في العام 2007 ، دافعين غالياً ثمن هذه « الجرأة » التي أملها الرئيس. أما الرقابة المفروضة على الإنترنت فلا تزال قسرية وقد حجزت عدة صحف أجنبية تتخللها مقالات حول تونس عند الحدود.   لم يسمح لمحمد عبو بمغادرة الأراضي التونسية منذ الإفراج عنه. فمنع عن السفر مرتين في مطار تونس فيما كان ينوي تلبية دعوة وسائل إعلام ومنظمات تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان. إلا أن الصحافي عبدالله زواري خضع لقيود أكثر غرابة. الواقع أن هذا الصحافي الذي يتعاون مع الفجر التابعة لإحدى الحركات الإسلامية قد أطلق سراحه في العام 2002 بعد أن حكم عليه بقضاء عقوبة إدارية متمّمة من خمسة أعوام في مدينة زرزيس على بعد 500 كلم من تونس حيث تعيش أسرته. وتعني هذه الإدانة أنه يفترض بهذا المعتقل السابق المثول باستمرار في أقرب مركز للشرطة. وأقدمت السلطات على تمديد نفيه الإداري في العام 2007 بلا مبرر.   سجن صحافي أقدمت الشرطة على الاعتداء على عشرة صحافيين على الأقل وفرض الرقابة على ثلاث وسائل إعلام في العام 2007 دونما احتساب الصحف الممنوعة في البلاد شأن المنشورتين .Charlie Hebdo وشارلي إيبدو Le Canard enchaîné الفرنسيتين لو كنار أنشينيه وتعرّض ثلاثة صحافيين للملاحقة القضائية وحكم على اثنين منهم بعقوبات بالسجن. وفي هذ ا Al- السياق، نذكر أن عقوبة بالسجن لمدة عام قد أنزلت بحق مراسل الموقع الإخباري العربية سليم بوخضير بتهم « إهانة موظف لدى ممارسته مهنته »، و »النيل من الآداب Arabiya.net العامة »، و »رفض تقديم أوراقه الثبوتية ». وفي تونس، غالباً ما يحكم على الصحافيين لدوافع بعيدة عن مهنتهم لتفادي أي اتهام بفرض الرقابة. فقد اعتقل سليم بوخذير عند حاجز تفتيش فيما كان يستقل سيارة عمومية جماعية في الطريق المؤدي من صفاقس إلى تونس إثر تتبع عناصر الشرطة له. وعلى مدى الإجراءات القضائية، امتنع القاضي المكلّف النظر في الملف منحه الحرية المؤقتة. وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف في 3 أيار/مايو، عمد عناصر بلباس مدني إلى الاعتداء على سليم بوخذير ركلاً وضرباً واصفين إياه بالجاسوس والخائن. وكان الصحافي قبل بضعة أيام قد نشر مقالاً حمّل فيه مسؤولية مقتل عدة أشخاص في احتفال موسيقي في مدينة صفاقس لأحد أقارب الرئيس بن علي.   مراقبة قسرية للإعلام لا يفسح النظام التونسي أي مجال للمعارضة الاجتماعية أو السياسية. فيتولى مصادرة صحف الأحزاب المعارضة القانونية عند أدنى انحراف. وبهذا، تتخذ سيطرة النظام التونسي على الإعلام طابعاً استحواذياً. فتُحكِم الدولة رقابتها على كل المقاهي الإلكترونية علماً بأن يتعرّض للحجب باستمرار. وفي شهر Dailymotion موقع تشارك التسجيلات دايلي موشن Courrier آذار/مارس، لم يسمح بتوزيع المجلة الأسبوعية الفرنسية كورييه أنترناسيونال في البلاد لأنها كانت تنطوي على مقال للصحافي التونسي توفيق بن بريك International بعنوان « حي الأكراد، الوجه الآخر لتونس » الذي يرد فيه وصف لاذع لأحد الأحياء الفقيرة في العاصمة التونسية. ومع أن الصحافيين الأجانب لم يواجهوا مشاكل كبيرة في التوجه إلى البلاد، إلا أن عملهم يخضع للرقابة المشددة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2007 ، منعت مجموعة من الصحافيين كانت تنوي تغطية الاحتفالات المنظمة بمناسبة الذكرى العشرين لتولي الرئيس بن علي مقاليد السلطة عن طرح الأسئلة على الشعب، وعيّنت الوكالة التونسية للاتصال الخارجي موظفين يرافقونها بشكل دائم.   صيّادو حرية الصحافة   منذ ستة أعوام، تندد مراسلون بلا حدود بـ »صيّادي حرية الصحافة »، هؤلاء الرجال والنساء الذين يهاجمون الصحافيين مباشرة أو يأمرون أتباعهم بذلك. وإذا كان معظمهم من المسؤولين السياسيين المرموقين (رؤساء دول، رؤساء حكومات، وزراء، ملوك، إلخ.)، فبعضهم زعماء ميليشيات، أو جماعات مسلّحة، أو حتى اتحادات مخدّرات. وبشكل عام، يتمتع هؤلاء بحصانة تحميهم من المحاسبة على الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبونها بحق حرية التعبير. ولا شك في أن هذا الإفلات من العقوبة يشكل أحد أبرز التهديدات التي تثقل كاهل العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي اليوم.   في العام 2007، دخل رئيس لاوس ورئيس آذربيجان لائحة أعداء حرية الصحافة هذه، تماماً كاتحادات المخدّرات المكسيكية المسؤولة عن اغتيال عدة صحافيين، في حين أن ملك نيبال وزعيم الماويين النيباليين قد خرجا منها، إثر توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار في البلاد واستتباب الأمن فيها.   تونس زين العابدين بن علي، رئيس الجمهورية   يحكم زين العابدين بن علي البلاد ووسائل الإعلام بقبضة من حديد منذ حلوله مكان الرئيس السابق الحبيب بورقيبة في العام 1987 لأسباب ترتبط بـ « الشيخوخة ». وبعد إعادة انتخابه في العام 2004 لولاية رابعة من خمسة أعوام – وبعد تعديله الدستور ليتمكن من الترشح -، أعلن الاستمرار في العمل على تشجيع التعددية في المشهد الإعلامي، عبر توسيع مجالات الحوار، والتركيز على المبادرة الفردية في قطاع الإعلام، وتحسين ظروف عمل الصحافيين ووضعهم. إلا أنه في ظل « الديكتاتورية الناعمة » هذه، يخضع الصحافيون والناشطون في مجال حقوق الإنسان لتنكيل إداري فعلي، وانتهاكات تمارسها الشرطة بحقهم، ورقابة مشددة شبه دائمة تلجأ أجهزة الاستخبارات إليها. ويخضع الإنترنت للرقابة أيضاً. وفي هذا الإطار، لا بدّ من التذكير بأن المحامي لدى محكمة الاستئناف في تونس محمد عبو اعتقل منذ الأول من آذار/مارس 2005 (إلى 25 جويلية ، التحرير2007) إثر نشره مقالاً على الموقع الإخباري Tunisnews قارن فيه التعذيب الذي يتعرّض له معتقلو الرأي في تونس بالعنف الذي يمارسه الجنود الأمريكيون في أبو غريب في العراق.   (المصدر: التقرير السنوي 2008 لمنظمة مراسلون بلا حدود الصادر يوم 13 فيفري 2008)

 


اجتماع

تدعو هيئة المتابعة التي التي أطلقت مبادرة مساندة ترشح الأستاذ احمد نجيب الشابي لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2009

 الى اجتماع عام ومفتوح لعرض هذه المبادرة والنقاش حولها وذلك بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي يوم السبت 16 فيفري على الساعة الثالثة مساءا العياشي الهمامي

 

 


 
جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي تثمن قرارات اللجنة المركزية
 
على إثر انعقاد اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي يومي 9 و10 فيفري بنزل البحيرة بتونس العاصمة عقدت جامعة نابل للحزب يوم الإثنين 11 فيفري اجتماعا داخليا على الساعة الثامنة مساء تناول بالنظر القرارات الصادرة عنها بخصوص الموقف من الاستحقاق الانتخابي التشريعي والرئاسي وبعد الاطلاع على البيان الصادر عن الأمينة العامة للحزب والاطلاع على تفاصيل سيرأشغال اللجنة المركزية من خلال ممثل الجامعة بها فإن الجامعة وبكامل أعضائها تعلن مايلي:
–         تبنيها الكامل لنتائج اللجنة المركزية
–         دعمها للأستاذ أحمد نجيب الشابي كمرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة كما تشكر كل من ساهم في ترشيحه.
–         دعوتها لكافة أبناء الحزب لرص الصفوف ومراكمة الجهد من أجل تجسيد قرارات اللجنة المركزية والعمل على جعل موعد 2009 الميلاد الفعلي للديمقراطية الحقيقية.
–         ارتياحها لتمكن الحزب من عقد لجنته المركزية داخل نزل بالعاصمة مؤكدة في ذات الوقت على حقه القانوني والدستوري في الفضاءات العمومية ومطالبة برفع الحضر الغير مباشر على المقرات الجهوية للحزب.
 
عن كافة أعضاء الجامعة دون استثناء
  المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم
 
—————————————————————————————————
 
بلاغ من جامعة نابل عن تأسيس مكتب الحقوق والحريات
تعلم جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي عن بعث مكتب للحقوق والحريات تابع للجامعة مهمته تقبل شكايات المواطنين المتعلقة أساسا بحقوق الانسان  ومساعدتهم على تسويتها ضمن الضوابط الدستورية والقانونية كما يتعهد بتنظيم ندوات وحلقات نقاش هدفها التثقيف القانوني حول الحقوق والحريات العامة والخاصة.
للاتصال بالمكتب نضع على ذمتكم رقم هاتف المسؤول عنه: السيد الصحبي المبروك 24092131 .


جمعية منتدى الجاحظ

تونس في 13 فيفري 2008

دعوة

يسر منتدى الجاحظ دعوتكم لحضور أمسية فكرية يلقي خلالها الوزير الأسبق الأستاذ:

 البشير بن سلامة مداخلة حول  » مقاربة الحزب الدستوري لمسألة الهوية « 

 و يعقب عليه الدكتور المهدي مبروك

 

و ذلك يوم السبت 16فيفري 2008على الساعة الرابعة بعد الزوال بمقر منتدى الجاحظ.

يسر منتدى الجاحظ حضوركم و مشاركتكم

عن الهيئة المديرة

الرئيس

صلاح الدين الجورشي

 

منتدى الجاحظ 3 نهج السوسن حي فطومة بورقيبة باردو  الهاتف 71661028 الفاكس 71661028 البريد الالكتروني

meljahedh@yahoo.fr  الموقع  www.eljahedh.org


أحمد نجيب الشابي

معا نحيي الأمل

تواجه بلادنا استحقاقا انتخابيا رئاسيا وتشريعيا في خريف سنة 2009. و بدأت الحكومة حملتها الانتخابية منفردة منذ عام دون أن تبدي أية نية لإصلاح الإطار القانوني والمناخ السياسي الذين ستجري فيهما هذه الانتخابات والذين تنعدم فيهما أدنى شروط الاختيار الحر والمنافسة النزيهة.

ولا يمكن لكل من يهمه أمر تونس ومستقبلها أن يقف متفرجا إزاء ما يجري الإعداد له من تحويل لهذا الاستحقاق الانتخابي إلى مناسبة لإعادة إنتاج نظام الحكم الفردي والرئاسة مدى الحياة وهيمنة الحزب الواحد على أجهزة الدولة والمجالس المنتخبة ومؤسسات الإعلام والمجتمع المدني . وقد عانت تونس طويلا من مثل هذا النظام الذي انتفت فيه الحريات وفقد فيه القضاء استقلاله وانتشر في ظله الخوف وتفشت الرشوة والمحسوبية وولد شعورا عاما بالإحباط وبفقدان الأمل.

وحاولت الحكومة تبرير مثل هذا النظام بضرورات التنمية الاقتصادية وكثيرا ما تباهت بنسب النمو التي حققتها والحال أن الإصلاح ضرورة من ضرورات التنمية وأن نسب النمو التي تحققت لم تكن كافية وبنت اقتصادا هشا.

لم تكن هذه المعدلات كافية لأنها عجزت عن رفع التحديات التي تواجه البلاد: التشغيل والرفع من مستوى العيش.

فمعدلات البطالة ضلت تراوح مكانها منذ أربع عقود واستقرت في مستوى 15 بالمائة من قوة العمل وباتت تستهدف اليوم فئات الشباب والمتعلمين منهم على وجه الخصوص، ومن بينهم خريجو الجامعات الذين يعززون صفوف العاطلين عن العمل بعشرات الآلاف كل سنة.

و نهش غلاء الأسعار من جهته القدرة الشرائية للأجراء والفئات الوسطى والضعيفة من المواطنين وعجزت البلاد عن تحقيق هدف اللحاق بالدرجة السفلى من البلدان المتقدمة من حيث مستوى العيش. بل وعمقت السياسة التنموية للسلطة من التفاوت واختلال التوازن بين الفئات والجهات.

وكانت هذه التنمية هشة لأنها راهنت لعقود طويلة على قطاعات تقليدية، معرضة للتقلبات المناخية أو السياسية (السياحة) وعلى إستراتيجية تصديرية لمنتوجات ذات قيمة مضافة متدنية، تشغل يدا عاملة رخيصة الأجر وقليلة المهارة مثل صناعة النسيج والملابس. فنتج عن هذا الاختيار اقتصاد ضعيف الاندماج وشديد التأثر بالطلب الخارجي.

وإلى ذلك، وبسبب ذلك، تواجه البلاد تحدي العولمة في ظروف غير ملائمة فتنقاص نصيبها من الأسواق الخارجية وتشهد الصناعات المحلية منافسة غير متكافئة في السوق الداخلية وما ينجر عن ذلك من غلق للمؤسسات الوطنية وتسريح للعمال بعشرات الآلاف.

وترفض الحكومة أن يكون استحقاق 2009 مناسبة لتقييم مسيرة البلاد التنموية والوقوف على مواطن الوهن والإخفاق فيها ولاقتراح البرامج على الرأي العام قصد معالجتها وتمكينه من أن يختار بكل حرية ومسؤولية ما يراه الأصلح من بينها، وتحاول بدلا عن ذلك ممارسة الوصاية والإقصاء ومحاصرة الرأي المخالف وحجب المعلومة ومنع المجتمع المدني بهيئاته المهنية والأكاديمية والسياسية من وسائل التواصل قصد ثنيه عن كل اجتهاد وشل مشاركته في الحياة العامة في وقت تسعى فيه كل الدول إلى تفجير طاقات مجتمعاتها الإبداعية والمراهنة على ذكائها.

إن رفع مجمل هذه التحديات يمر عبر النهوض بالاستثمار الذي يعرف ركودا منذ منتصف التسعينات، ودفعا للاستثمار الخاص على وجه التدقيق. ففي اقتصاد سوق مفتوحة على العالم كما هو اقتصاد جميع البلدان في عصرنا الحاضر تلعب المؤسسات الصغرى والمتوسطة دور القاطرة في خلق الخيرات وإحداث مواطن الشغل ويلعب المجتمع المدني الناهض الدور الفعال في إعادة توزيع الثروة على أساس من العدل والتضامن.

والنهوض بالقطاع الخاص لا يعني البتة تخلي الدولة عن القيام بوظائفها الأساسية. فبالإضافة إلى دورها التقليدي في حفظ الأمن وإقامة العدل وتأمين الدفاع الوطني تقع على عاتق الدولة مسؤولية تأمين المرافق العمومية من تعليم عمومي مجاني ومتطور وخدمات صحية عمومية رفيعة الجودة وتغطية اجتماعية للجميع ومد البنية التحتية وتهيئة التراب الوطني بما يضمن التنمية المستديمة والتوازن بين الجهات ويحمي البيئة.

و قدرة الدولة على القيام بهذه الوظائف المختلفة تتوقف على مدى حيوية الاقتصاد وقدرته على الإنتاج والمنافسة، فمنه تستمد الدولة وسائلها وتحقق توازن ماليتها وتقضي على الدين العمومي الذي يرتهن مستقبل الأجيال واستقلال قرارنا الوطني.

إن رفع التحديات المصيرية التي تواجه تونس من خلق للخيرات وإحداث مواطن الشغل وتوزيع الثروة على أساس من العدل والتضامن ومواجهة المنافسة الخارجية اعتمادا على صناعات وخدمات ذات قيمة مضافة عالية توطن التكنولوجيا وتشغل يد عاملة ذات مهارة تفرض إصلاحا شاملا للهياكل الاقتصادية والمالية ولنظام التعليم والتكوين والبحث العلمي وفي مقدمتها إصلاح النظام السياسي للبلاد.

إن إصلاح النظام السياسي بما يخلص المجتمع من الوصاية ويخضع السلطة لرقابة المجتمع لا يضمن كرامة المواطن وحسب، وهو هدف عظيم في حد ذاته، وإنما يكفل أيضا دوام الاستقرار والسلم الأهلية ويوفر المناخ الملائم للاستثمار الداخلي والخارجي على حد سواء ويسهم في فتح البلاد على محيطها الإقليمي كشرط ضروري لانفتاحها على العالم الخارجي واندماجها في الاقتصاد العالمي.

ويمثل استحقاق 2009 فرصة لنفض غبار السلبية عن أنفسنا وإنجاز مهمة إصلاح النظام السياسي وتحرير طاقات المجتمع من مكبلاتها.

لذلك واستجابة لنداء الواجب قررت التقدم بترشحي للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 على قاعدة برنامج الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي يستوجبها النهوض ببلادنا والتي سأعلن عن تفصيلها في وقت لاحق، معتمدا في ذلك على الله وعلى تأييد ومساندة مناضلي ومناضلات الحركة الديمقراطية والتقدمية التونسية وفي مقدمتها مناضلو الحزب الديمقراطي التقدمي والشخصيات الوطنية الممضية على « النداء من أجل بديل ديمقراطي« ، هدفي من ذلك بذل أقصى الجهد لإحداث التغيير الذي ينشده شعبنا، وفي الحد الأدنى المساهمة في إنضاج ظروفه وتعبيد السبيل إليه.

وإن ما يحضى به تمشينا من صدقية و احترام لدى الرأي العام الوطني الواسع وما نحضى به من تعاطف في أوساط النخب العربية ومن تقدير من قبل المراقبين الأجانب وأحباء الحرية والديمقراطية في العالم يجعل الموقف من ترشحنا قبولا أو رفضا معيارا من معايير الحكم على صدقية الانتخابات القادمة أو زيفها. فإما أن ترفع الحواجز القانونية الظالمة التي تعودت الحكومة وضعها على طريق ترشحنا وإلا فإنها تقر منذ الآن وأمام العالم بأن الشعب التونسي محروم من حرية الاختيار وأنه معرض لمحاولة مصادرة حقه في اختيار من ينوب عنه في الحكم بكل حرية وشفافية.

إن النظام القانوني الحالي الذي يفرض على المرشح إلى الانتخابات الرئاسية أن يحصل على تزكية ثلاثين عضوا من المجالس التي يسيطر عليها الحزب الحاكم لا يفتح مجال المشاركة في هذه الانتخابات عمليا إلا لمرشح هذا الحزب وحده. لذلك تلجأ السلطة كلما اقترب الموعد الانتخابي إلى تعديل الدستور والسماح للأحزاب الممثلة بإرادة منها في البرلمان بتقديم مرشح عنها مغلقة بذلك الباب في وجه الشخصيات الوطنية و أحزاب المعارضة المستقلة.

وفي المناخ السياسي الحالي تقصر الحكومة المنافسة الانتخابية على حملة باهتة تقرر مدتها ومن يحق له المشاركة فيها وتحدد شروطها من جهة استعمال وسائل الإعلام وتوقيتها وتعيين قاعات الاجتماع وعدد المعلقات وأماكنها فيما تحتفظ لنفسها بحق تسخير وسائل الإعلام وأجهزة الإدارة والمال العام للأغراض الدعائية لحزبها ومرشحيه بما يجرد الحملة الانتخابية من أدنى شروط المنافسة المتكافئة وينفي عنها مقومات الاستشارة الشعبية الحرة.

إننا نرفض هذا الديكور الانتخابي وسوف نعمل من جهتنا على فرض التكافؤ في الفرص بين جميع الفرقاء. لن نقبل بأن يحتكر الحكم حق تعليق المعلقات العملاقة واستعمال الدور العمومية ووسائل الإعلام الجماهيرية طيلة المدة التي لا تزال تفصلنا عن الموعد الانتخابي ليختار في نهايتها وبصفة تعسفية منافسيه ويفرض عليهم التحرك في مربع يحدده لهم في إطار حملة انتخابية لا تزيد مدتها عن خمسة عشر يوما بالعد والحصر.

إننا سنمارس حقنا في تعليق المعلقات وفي استعمال وسائل الاتصال السمعية والبصرية المحلية والأجنبية وعن طريق الانترنت والأقراص المضغوطة والمناشير والاجتماع بالمواطنين في أحيائهم وأماكن عملهم لنعرفهم ببرامجنا ومقترحاتنا ونشحذ عزائمهم وندعوهم ليفرضوا حقهم في الاختيار الحر.

وإني إذ أتوجه بجزيل الشكر وبعبارات العرفان التقدير إلى مناضلي ومناضلات الحزب الديمقراطي وإلى الشخصيات الوطنية التي تبنت ترشحي في إطار « النداء من أجل بديل ديمقراطي » الذي أصدرته اليوم، أتعهد لهم جميعا بالعمل بكل جد وإخلاص وفي تنسيق وتشاور دائمين معهم على تحقيق هذه الأهداف والقيام بحملة مشرفة في نطاق القانون وأخلاق التنافس النزيه حتى نوفر للشعب التونسي حق الاختيار الحر لمن ينوب عنه في الحكم فتحرر طاقاته الإبداعية ويواجه التحديات المحيطة به بهمة واقتدار.

تونس في 13 فيفري 2008

أحمد نجيب الشابي


 

المعارض التونسي نجيب الشابي يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة

 تونس (رويترز) – أعلن نجيب الشابي الزعيم السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض وأحد أشد معارضي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الاربعاء عن اعتزامه الترشح للمنافسة في انتخابات الرئاسة التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني من العام المقبل.

 

 وبهذا أصبح الشابي مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي منذ 23 عاما اول سياسي يعلن اعتزامه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة.

 

وقال الشابي وهو محامي عمره 60 عاما يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي عن سبب اعلانه الترشح قبل 20 شهرا من الانتخابات « منذ اكثر من عام والحكومة تقوم بحملة منفردة والمعارضة لم تأخذ اي مبادرة..ثم ان الفرنسية سيجولين روايال مثلا بدأت حملتها قبل وقت طويل من الانتخابات » الرئاسية الفرنسية التي انتهت بفوز نيكولا ساركوزي.

 

ويدعو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم باستمرار منذ نحو عام بن علي للترشح لولاية جديدة. لكن بن علي لم يعلن حتى الان عن ترشحه.

 

 وقال الشابي « عامل الوقت مهم جدا للضغط منذ الان على الحكومة للقيام باصلاحات سياسية واجتماعية ».

 

 ومنع القانون الانتخابي لعام 2004 الشابي من الترشح لانتخابات الرئاسة الماضية لان حزبه غير ممثل في البرلمان.

 

لكن الشابي قال عن هذا الامر « اعتقد ان قبول ترشحي للانتخابات المقبلة سيكون مقياسا لمدى استعداد السلطة لاجراء انتخابات حرة وتعددية ».

 

ومضى يقول « اذا تم استبعاد حزب تميز بنشاطه السياسي وشخصية لها نضال سياسي فهذا اقرار بان السلطة لا تريد انتخابات حرة بل تسعى الى تعددية ديكور (مظهرية »).

 

وقال انه سيبدأ حملته من الان عبر الاتصال المباشر بالمواطنين داخل البلاد والتركيز على مشاغلهم مثل البطالة والقدرة الشرائية وعرض مطالبه المتمثلة في اصلاح سياسي.

 

 وتنحى الشابي العام الماضي عن منصبه كزعيم لحزبه ليتركه الى مية الجريبي لاعطاء « مثل في التدوال » على حد تعبيره.

 

وفي انتخابات 2004 فاز بن علي الذي يحكم البلاد منذ 1987 بنسبة 94.4 بالمئة من الاصوات.

 

وفي تونس تسعة احزاب سياسية ابرزها التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يضم اكثر من مليوني عضو.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 فيفري 2008)


الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف تواصل استنطاق المتهمين في قضية الجماعة الإرهابية بسليمان

 

واصلت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس امس استنطاق بقية المتهمين في قضية الجماعة الارهابية بسليمان، وكانت في جلسة 8 فيفري استنطقت دفعة اولى من المتهمين وهم 15 على امتداد حوالي 9 ساعات، فيما تواصل الاستنطاق في جلسة امس التي انطلقت حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا وتواصلت على امتداد ساعات، وحضر محامو الدفاع الذين تجاوز عددهم الاربعين وكذلك محامو القائميْن بالحق الشخصي.

 

وباشرت المحكمة استنطاق المتهم السادس عشر الذي تراجع في اقواله المسجّلة عليه لدى الباحث الابتدائي وقاضي التحقيق والتي صرح فيها ان شقيقه الذي يدرس بجهة سوسة قدم مع مجموعة من الاشخاص الى عين طبرنق للقيام بجولة استطلاعية بالجبل القريب من محل سكناه، وقد طلب منه شقيقه ان يساعدهم على نقل حاجياتهم الى الجبل على متن دابته مقابل المال.

 

وقد انكر المتهم امس التصريحات المذكورة واكد على انه فلاح ويقوم بصفة يومية برعي مواشيه وكان في كل يوم يلاحظ قيام مجموعة من الاشخاص بأخذ بغله.. من مكانه حيث كانوا يستعملونه في نقل امتعتهم دون اخذ الاذن منه كما انه لم يكن على علم بانهم ينقلون الاسلحة والمتفجرات على متن دابته.

 

وبسماع متهم آخر كان اعترف امام قاضي التحقيق بان شقيقه الذي قُتل خلال المواجهات عاد في شهر جويلية 2006 بعد غياب طويل واعلمه بانه كان في الجزائر منذ سنة 2000 حيث انخرط مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال وانه تسلّل مع بعض التونسيين حاملين معهم رشاشات وقنابل للقيام باعمال تخريبية قصد الاطاحة بالنظام، وطلبوا منه مساعدتهم بالمال لتدعيم برنامجهم فساعدهم كما تلقى دروسا حول استعمال الرشاش وصنع المتفجرات وقد ساعدهم على نقل اغراضهم.

 

ولكنه انكر امس اقواله المذكورة واكد على انه ليست له اية علاقة بالجماعة الارهابية ما عدا التستر على شقيقه الذي كان على علم بانه تلقى تدريبات عسكرية بمعسكر الفاروق في افغانستان.

 

وبسماع متهم آخر كان صرح انه يقيم بسيدي بوزيد وانه التقى في صائفة 2006 بصهره الذي جاء متسللا من الجزائر مع بعض الاشخاص الذين قتلوا خلال المواجهات وقد ساعدهم على جلب اسلحتهم التي كانت مخفية بأحد جبال القصرين، وقد شارك في توفير منزل مهجور بجهة الرميلة بسيدي بوزيد وانخرط مع نظرائه في تجميع المواد المتفجرة وخلطها واعداد المتفجرات ثم تحول الى مقر الجماعة بضاحية حمام الانف حيث تدرب على كيفية تفكيك وتركيب السلاح الى ان تم ايقافه، وقد تراجع المتهم امس في التصريحات المذكورة نافيا مشاركته في اي عمل ارهابي.

 

كما انكر متهم آخر انخراطه في الفكر الجهادي السلفي او ايمانه به او مساعدته للجماعة الارهابية على جلب الاسلحة والقنابل التي كانوا يخفونها في منطقة جبلية بسيدي بوزيد ونفى استقراره بمقر الجماعة بحمام الانف او تجميعه الاموال لتمويل البرنامج التخريبي او تلقيه دروسا نظرية في كيفية صنع المتفجرات.

 

وواصلت المحكمة سماع اقوال بقية المتهمين الذين تراجعوا في تصريحاتهم السابقة وانكروا ما نسب اليهم.

 

وسوف تواصل المحكمة النظر في القضية وفسح المجال للدفاع في جلسة لاحقة.

 

مفيدة قيزاني

 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 فيفري 2008)


الدانمارك: الشرطة تعتقل تونسيين ومغربي بتهمة التخطيط لاغتيال أحد رسامي الكاريكاتير

كوبنهاغن – خدمة قدس برس   أعرب متحدث باسم المجلس الإسلامي الدنمركي عن رفض المسلمين في الدانمارك لاستخدام العنف تحت أي ظرف أو أي مبرر، وأشاد بسياسات الحكومة الدنمركية التي عمدت منذ صدور الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم إلى معالجة كثير من قضايا المسلمين وتفعيل سياسات الاندماج الإيجابي لهم في المجتمع الدنمركي.   وأكد المتحدث باسم المجلس الإسلامي الدنمركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات خاصة لـ قدس برس نبأ اعتقال الشرطة الدنمركية لعدد من المشتبه فيهم في التخطيط لعمل إجرامي يستهدف الرسام الكرتوني الدنمركي كورت فيسترجارد  من صحيفة يولانس بوستن الذي يبلغ من العمر 73 عاما، وهو من أشهر رسامي الكاريكاتور في الدانمارك، وهو صاحب الرسم الذي يحتوي قنبلة في الرأس، كما قال.   ووصف الحمدي اللجوء إلى العنف بأنه عمل أحمق ولا صلة له لا بالإسلام ولا بالمسلمين، وأكد ثقته بالقضاء البريطاني في أن يكشف بالدليل القاطع صحة الاتهامات الموجهة لهؤلاء المتهمين الخمسة ثلاثة منهم يتمتعون بالجنسية الدنمركية واثنان سيتم ترحيلهما في حال ثبتت إدانتهما، وقال: منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية والمسلمون يدفعون الثمن بقوانين تضغط على حرياتهم، لكن منذ نشر الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم عام 2005 بدأت الحكومة الدنمركية في انتهاج سياسة أكثر قربا من المسلمين وقضاياهم، نحن لنا ثقة كاملة في القضاء الدنمركي أن ينصف كل المتهمين، لأنه سبق أن تم اعتقال مشتبه بهم في العاصمة كوبنهاغن وفي مدينة أوذيسا لكن تم إطلاق سراحهم بعد أن تبين أنهم أبرياء، كما أن التحقيقات الأولية تشير إلى ضعف الأدلة ضد المتهمين الجدد.   وأعرب الحمدي عن قلقه من الانعكاسات السلبية لهذا العمل الإجرامي الذي لا يقره مسلم في الدانمارك، وقال: لو ثبت هذا الاتهام على هؤلاء فستكون له آثاره السالبة على واقع المسلمين في الدانمارك، كما قال. وقد أعلنت الشرطة الدانمركية اعتقال ثلاثة من المشتبه فيهم في التخطيط لقتل رسام كاريكاتير من الذين وضعوا رسومات اعتبرها كثير من المسلمين مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.   وحسب المعلومات التي أوردها رئيس وحدة المباحث في الشرطة الدانمركية جاكوب سكارف فإن السلطات ستقوم بترحيل اثنين من تونس إلى خارج الدانمارك بينما ستجري تحقيقات مع المتهم الثالث وهو من المغرب بتهمة انتهاكه قوانين مكافحة الإرهاب وستطلق سراحه في انتظار نتائج التحقيق.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 13 فيفري 2008)


تونس: وفد أميركي يبحث في تطوير التعاون لمكافحة الإرهاب

تونس – الحياة   أنهى وفد أميركي ضم كلاً من المنسق العام لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية دال دايلاي ونائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى غوردن غراي زيارة لتونس، أمس، اجتمعا خلالها مع مسؤولين حكوميين لدرس آفاق تعزيز التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب. ولم يُكشف رسمياً النقاب عن فحوى المحادثات التي أجراها الوفد، لكن يُعتقد أنها تطرقت إلى التهديدات المتزايدة لـ «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» لبلدان المنطقة. وكانت اشتباكات اندلعت مطلع العام الماضي في الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس بين قوات الجيش والشرطة وعناصر مسلحة أتت من الجزائر بعدما تلقت تدريبات في معسكر تُديره «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية التي أعلنت لاحقاً انضمامها إلى «القاعدة». في غضون ذلك، تابعت محكمة الاستئناف في العاصمة تونس، أمس، مقاضاة ثلاثين متهماً يُشتبه في كونهم شاركوا في الاشتباكات التي قُتل فيها 12 مسلحاً بالإضافة إلى رجل أمن وضابط. وكانت محكمة الدرجة الأولى قضت أواخر العام الماضي بإعدام اثنين من المتهمين وسجن ثمانية آخرين مدى الحياة. لكنهم أكدوا لدى استنطاقهم أمام محكمة الاستئناف أنهم لم يشاركوا في الاشتباكات مع الجيش، وساندهم محاموهم الذين ترافعوا عنهم في جلستي أمس. ويُرجح أن تصدر المحكمة قرارها في شأنهم اليوم أو غداً. من جهة أخرى، أفادت صحف محلية أن محكمة الدرجة الأولى في العاصمة قضت أخيراً بسجن الفنان الكوميدي المعروف هادي بن عمر سنة واحدة بعد اتهامه باستهلاك مخدرات. وراجت أخيراً بواسطة الهواتف الجوالة مسرحية هزلية وجّه من خلالها بن عمر نقداً إلى رموز الحكم والسياسة في البلد. وقال محامون إن تهماً جديدة ربما توجه اليه وتترتب عنها أحكام أشد. وكانت تونس أبعدت الفنان الجزائري الساخر «بعزيز» الأسبوع الماضي قبل يوم واحد من زيارة خاطفة قام بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لتونس. وكان «بعزيز» المعروف بنقده اللاذع لبوتفليقة، اختار الإقامة في تونس منذ سنتين. ويُذكر أن السلطات الجزائرية رفضت السماح للكاتب التونسي المعارض توفيق بن بريك بالمشاركة في ندوات كانت البعثة الثقافية الفرنسية في الجزائر تعتزم تنظيمها في محافظات مختلفة احتفاء بصدور كتاب بن بريك الجديد «لن أغادر أبداً» (بالفرنسية) لدى ناشرين جزائري وفرنسي.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 فيفري 2008)


فرنسا تمنح تونس 23.7 مليون اورو لشراء عربات مترو  

تونس (رويترز) – قال مصدر رسمي يوم الاربعاء إن فرنسا منحت تونس 23.7 مليون يورو لتمويل شراء تسع عربات مترو في إطار خطط تونس لتعزيز أسطول النقل. وأضاف أن الاتفاق وقعه سارج دوجالي سفير فرنسا في تونس ومحمد اليسير مدير عام الشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون لاوروبا في اطار برتكول مالي. وكانت تونس قد اشترت في نهاية العام الماضي 30 عربة مترو مجهزة بكاميرات المراقبة لتعزيز الاجراءات الامنية والحد من ظاهرة العنف والسرقة التي تفشت في وسائل النقل العام. وتوفر خدمات المترو مئات الرحلات يوميا باتجاه ضواحي العاصمة وتنقل ما لايقل عن 100 مليون راكب سنويا.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 فيفري 2008)


رجال ينافسون النساء في الإقبال على قاعات التجميل بتونس

تونس (رويترز) – في قاعة تجميل نسائية بضاحية المنزه السادس الراقي بالعاصمة يستلقي الشاب مهدي على اريكة ينتظر دوره للخضوع الى تجميل أصبح مثار منافسة للنساء من قبل شريحة معينة الرجال في تونس.

ظاهرة اقبال هذه الفئة من الرجال على قاعات التجميل في تونس انتشرت بشكل لافت في السنوات الاخيرة بحثا عن الوسامة وتجديدا للشباب وربما أيضا بسبب سلوك قد لا يكون سويا في نظر البعض.

ويؤكد مجملون ان نسبة اقبال الرجال على هذه القاعات المنتشرة في العاصمة وضواحيها الراقية مثل المنار والمنزه وحي النصر وباردو والمرسى قد تصل الى 30 بالمئة من مجموع الزبائن بعد ان كانت ضئيلة وتكاد لا تكون محسوسة منذ خمس اعوام خلت.

ويقول وحيد الذي يدير صالونا للحلاقة بالمنزه ان الرجال الذين يستقبلهم في قاعته يطلبون منه » تركيز لوك(اي مظهر) خاص لتغيير شخصيتهم والبروز بمظهر شبابي ومظهر يبرز مكانتهم الاجتماعية الراقية اضافة الى من يوصفون بأنهم رجال من الدرجة الثانية والساعين الى مظهر اقرب للنساء ».

ويتحدث مهدي وهو شاب عمره 29 عام لرويترز « جئت الى هذه القاعة عملا بنصيحة صديقة يتردد زوجها على هذه القاعة ».

ويضيف بنبرة فيها شيء من عدم الاكتراث « المظهر مهم في حياتنا اليوم ولا حرج في ذلك بالنسبة لي مادام هدفي ان اكون اكثر اشراقا واكثر جاذبية للفتيات ».

وعادة ما تتراوح اعمار الزبائن المتدفقين على قاعات التجميل النسائية بين 20 و50 عاما بهدف اخفاء تجاعيدهم وتجميل وجوههم والبحث عن مظهر يخفي التقدم في العمر للبعض الاخر.

وفي المقابل يرفض كثير من الرجال مجرد فكرة دخول هذه القاعات النسائية معتبرين ان الجمال المادي صفة انثوية وان جمال الرجل في جمال اخلاقه وطيب سلوكه وافعاله.

وعن هذا الامر يقول مكرم وهو مدرس « اين هي الرجولة اذا يتجرأ رجل على اقتحام قاعة تجميل للنساء بداعي البحث عن الوسامة او غير ذلك من التعلات التي لا اقبلها باي شكل ».

ويوضح مزين بقاعة بمنطقة باردو ان اكثرما يبحث عنه زبائنه من الرجال هو صباغة الشعر والعناية يأيديهم وتجميل وجوههم.

ولاتلقى هذه الظاهرة استهجانا من الرجال فحسب بل حتى من النساء اللاتي تعتبرن هذا الامر مهينا لمكانة الرجل وتفقده هيبته ووقاره.

وتقول لمياء وهي امرأة متزوجة تقيم بمنطقة المنزه انها قررت ان لاتعود الى هذه القاعات منذ تفاجأت العام الماضي بوجود رجال في قاعة تجميل نسائية.

وتصف هذا الامر قائلة بانه » مقرف ».

ويشير تدفق رجال على فضاءات من المفروض انها حكر على النساء الى تغيير عدد من المفاهيم في المجتمع التونسي.

ويقول المهدي مبروك باحث علم الاجتماع التونسي لرويترز مفسرا هذه الظاهرة « هذا الامر ليس حالة تونسية بل موجود في عديد المجتمعات حتى العربية منها التي اصبحت تتنافس لتقليص الحدود بين الرجالية والنساء بما فيها الجماليات ».

واضاف « اذا فهمنا ان السروال مثلا كان لباسا رجاليا وأصبح الان ملبسا للمرأة ايضا فيمكن ان نفسر الامر عكسيا الان حيث ان بعض الرجال يريدون ولوج عالم النساء من باب التجميل »

واعتبر ان انتشار الظاهرة « يشير الى اننا نتوجه الى نوع من الذكور المتشنجين من ذكوريتهم والساعين للاقتراب من عالم النسوة باي شكل ».

من طارق عمارة

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 فيفري 2008)

 


شوقي الماجري يبدأ مملكة النمل

 

تونس-إشراف بن مراد: قرّر المنتج السينمائي نجيب عياد بدء تصوير فيلم مملكة النمل الذي كتبه وسيخرجه شوقي الماجري في ديسمبر المقبل.ويذكر أنّ أحداث الفيلم تدور حول القضية الفلسطينية.

ويعود مشروع الفيلم إلي حوالي خمس سنوات مضت عندما كتبه المخرج شوقي الماجري. وقد عبرت أطراف عديدة من الوطن العربي وقتها علي المشاركة في إنتاج الفيلم، واقترح أحد المنتجين المساهمة ب 350  ألف دولار… أي في حدود 500 ألف دينار تونسي.

ولكن المنتج نجيب عياد كان مصرا علي تشريك وزارة الثقافة والمحافظة علي التراث في الإنتاج حتي يكون الفيلم تونسيا بلا تدخل أي طرف خارجي.

 

(المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 فيفري 2008)

 


الأمن «الاجتماعي»

نحن قضينا في الإبان على يرقات الارهاب… هذه حقيقة يعترف بها لنا الأعداء والأصحاب!

تونس حققت الأمن «السياسي» في الأوان… فلم تترك منفذا لجرثومة «الإخوان»

فمتى سنحقق الأمن «الاجتماعي» بالقضاء على ظاهرة الانحراف والإجرام؟… لقد قهرنا عمالقة الشر فهل سيغلبنا الأقزام؟!!

محمد قلبي

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 فيفري 2008)


 

تونس في ظل حكم ابن علي .. حصاد عقدين!!

نور الدين العويديدي

 

عشرون عاما كاملة من الزمن مرت على تونس تحت حكم الرئيس ابن علي.. كيف كان حصادها؟ هل تقدمت فيها تونس أم تأخرت؟ ما الذي حققه نظام السابع من نوفمبر خلال هذه المدة الطويلة؟ وكيف صار التونسي ينظر لفسه بعد أن عاش طيلة هذه الفترة تحت حكم هذا النظام؟ وما الحصاد المتوقع للبذور التي بذرها النظام خلال عقدين من الزمن؟

 

أسئلة كثيرة قد يصعب الجواب عنها.. لكننا سنحاول اتخاذ بعض المؤشرات لنقيس بها واقع تونس، ونقارن المؤشرات الراهنة بما كانت عليه حياة التونسيين في العهد البورقيبي، كما نعمد إلى مقارنة الحالة التونسية بالحالة المغاربية خاصة، والعربية عامة، لنقدم محاولة للإجابة عن الأسئلة السالفة.

 

المعجزة الاقتصادية

 

لنبدأ جرد الحصاد التونسي خلال العقدين الماضيين بالمجال الاقتصادي إذ يعتبر نظام الرئيس ابن علي تجربته الاقتصادية الأنجح في المحيط العربي والمغاربي. ويبرر المدافعون عن النظام الانغلاق السياسي بأنه شرط لازم للنجاح الاقتصادي، وأن ذلك النجاح يجعل التضييق السياسي الحاصل في البلاد مقبولا ومبررا.

 

لا شك أن وضع البنية التحتية في تونس قد تحسن بالقياس بوضعها في عهد الراحل بورقيبة، وهي عموما أفضل من البنية التحتية في بعض دول الجوار أو في مستواها. وحالة الاستقرار الاقتصادي في تونس معقولة إذا قورنت بإمكانات اقتصاد البلاد، وبحالة عدم الاستقرار التي تعاني منها الدول المجاورة، وخاصة في المغرب العربي.

 

هذا على صعيد واقع الثروة الوطنية. والسؤال كيف كان توزيعها. إن ثمة تطورا سلبيا حصل في عهد ابن علي، قياسا بالعهد البورقيبي، فيما يتعلق بتوزيع ثروة البلاد. فقد كانت الطبقة الوسطى في تونس هي الطبقة الأوسع، وقد تقلصت تلك الطبقة في العهد النوفمبري كثيرا، وتوسعت في المقابل طبقة الفقراء، وزادت طبقة الأثرياء ثرى، بعد أن صارت الدولة خادمة لتلك الطبقة على حساب باقي الطبقات. وفي العهد النوفمبري تمت خصخصة معظم مؤسسات القطاع العام، وتم التفويت في كثير منها بأسعار أدنى بكثير من سعرها الحقيقي في السوق. ولعب الفساد، الذي استفحل في العهد الحالي، دورا كبيرا في تفويت مؤسسات القطاع العام بأسعار بخسة لبعض المتنفذين والمحيطين بهرم السلطة، وخاصة من عائلة زوجة الرئيس والعاملين معهم.

 

استفحلت البطالة في العهد النوفمبري في تونس. وكان ضحاياها أساسا من الشباب وخريجي الجامعات، ممن ضاق عن استيعابهم سوق الشغل. وتمثل قوارب الموت التي رمت بآلاف الشباب أكلة سائغة لأمواج البحر، مقابل الحلم بالانتقال إلى الضفة الشمالية للمتوسط، خير شاهد على زيف النجاح الاقتصادي الباهر، الذي ظلت الحكومة التونسية تفخر به طيلة العقدين الماضيين.

 

صادف عهد بورقيبة امتلاك تونس لثروة نفطية معقولة. أما عهد ابن علي فتزامن تقريبا مع دخول تونس مرحلة الاستيراد. وأثقل توريد النفط، في ظل تزايد أسعاره في السوق الدولية، من كاهل الدولة والمجتمع. وشهدت الأسعار زيادات حادة، كانت الطبقتين المتوسطة والفقيرة أكبر ضحاياها.

 

كما لعبت اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي دورا سلبيا في التأثير على الاقتصاد التونسي، الذي يتحول تدريجيا، مع المنافسة الصينية الهائلة للبضائع المنتجة محليا، إلى اقتصاد بازار، تتولى فيه البرجوازية المحلية أدوارا تقوم على استيراد وتوزيع البضائع الأجنبية، في وقت تتجه فيه الصناعات المحلية إلى الركود وبعضها يؤول إلى الانقراض التدريجي.

 

وعلى الرغم من أن تونس ليست الوحيدة التي تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة، إلا أن ما تؤاخذ عليه الحكومة أنها لم تعمد إلى إعداد المجتمع التونسي ومؤسساته الاقتصادية المختلفة لمواجهة تلك المنافسة، وكيف لها أن تفعل ذلك في ظل نظام لا يسمح بتحويل مشكلات البلاد إلى قضايا عامة يناقشها المجتمع ونخبه، وتتظافر فيها الجهود لمواجهة التحديات الضخام. في تونس مجتمع لا يشعر أن الدولة دولته، وقطاعات واسعة من النخب لا ترى في الدولة إلا مؤسسة ضخمة يمكن أن تتمعش من الاقتراب منها أو أن تسحق إذا عارضتها.. في مثل هذه الأجواء تستفحل أمراض المجتمع، وتتزايد حالة الإفلاس التي تعاني منها معظم مؤسسات البلاد الاقتصادية.

 

وبالنظر للسياسة الاقتصادية القائمة على تشجيع السياحة وتنويعها، وتثمير قدرات البلاد لصالحها من أرض ومياه، فإن تونس تتجه لكي تصير مجرد سوق لترويج البضائع الأجنبية، وللترفيه على السواح الأجانب.. أما المجتمع التونسي فإن أحواله الاقتصادية تسير من سيء إلى أسوأ.

 

مشهد سياسي فقير

 

سنفرد للمشهد السياسي مساحة كبيرة بعض الشيء ضمن هذه المقال. فعندما نجري مقارنة بين حكم الرئيس ابن علي وحكم الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، نجد أنه رغم أن حكم بورقيبة قد عُرف بأنه كان حكما فرديا. فالرئيس الراحل كان راسم السياسات الكبرى للنظام، والساهر على مراقبة تنفيذها، باذلا قصارى جهده أن لا يحيد الحكم عنها. غير أن بورقيبة الذي كان ينظر لنفسه باعتباره أب الشعب التونسي، ويعتبر سائر السياسيين التونسيين العاملين في دواليب الدولة وأجهزتها أبناء له وتلاميذ، فإنه كان يتيح لحكومته هامشا من الحركة يضيق ويتسع، بحسب تقلبات الأوضاع، وبحسب وضعه هو الخاص الصحي والنفسي والاجتماعي. وعلى العموم فقد كان يعطي رئيس حكومته مجالا واسعا للعمل والتصرف، ثم يحاسبه. وكان كل رئيس وزراء يطبع فترة حكمه بطابع خاص، في إطار الطابع البورقيبي العام المهيمن.

 

أما الرئيس زين العابدين بن علي الذي اقتحم الحياة السياسية من بوابة الأجهزة الأمنية، وجاء ليصارع سياسيين في الحكم والمعارضة هم أكثر منه خبرة، وأعرق تجربة، وأشد حنكة ومعرفة بالسياسة وتقلباتها، فقد حرص على أن يدير كل كبيرة وصغيرة بنفسه، بسبب من قلة ثقته في المحيطين به، وبسبب من العقلية الأمنية التي تربى عليها والقائمة على الدسائس والمناورات، الأمر الذي يجعل المسؤول غير مطمئن إلى أن الأمور تسير كما يريد، إلا أن يتابع صغيرها وكبيرها بنفسه، ليتأكد من أنها تمشي كما يحب.

 

كان بوسع بورقيبة أن يراجع سياسات حكومته، بل أن يتراجع عما يلمحه فيها من أخطاء، محملا وزيره الأول والطاقم المقرب منه المسؤولية عن السياسات الفاشلة.. وكان من ثم بوسعه أن يبدأ، في كل مرة، عهدا جديدا في سياسته وتوجهات دولته. أما ابن علي، فلأنه هو راسم السياسة الفعلي ومنفذها، فإن ذلك قد أفقده تلك المرونة، التي كان يتمتع بها الراحل بورقيبة. كان بوسع بورقيبة أن يخفف الاحتقانات التي تعرفها تونس بعزل وزير أو رئيس حكومة، وبمراجعة سياسة يثبت ضررها.

 

فقد أقال أحمد بن صالح مثلا، وحمله وزر المرحلة الاشتراكية، وأقال الهادي نويرة وحمله وزر المرحلة الرأسمالية الجشعة، وأقال محمد مزالي وحمله وزر الخلاف مع ليبيا وأزمة اتحاد العمال. وتصادم بورقيبة مع القوميين واليسار والإسلاميين، لكنه نجح في كل مرة في تخفيف التوتر مع تلك القوى. وحين أراد استئصال خصم وإبادته بشكل نهائي كانت نهاية حكمه. حكم بورقيبة تونس لمدة 31 عاما. وشهد حكمه الطويل ذاك تجارب سياسية مختلفة، ومواجهات ومصالحات، جعلت منه غنيا بالخبرات، وأنتجت تونس في عهده، في الحكم والمعارضة، رموزا كبيرة، عارضته أو تعاونت معه، وعاشت إلى جانبه حاضرة بقوة في المشهد العام.

 

أما عهد الرئيس ابن علي، الذي أقفل هذه السنة 20 عاما من عمره، هي ثلثا مرحلة حكم الراحل بورقيبة تقريبا، فطُبع هذا العهد عموما بالفقر المدقع، وببساطة المشهد. فسياساته تكاد تكون ثابتة، والوجوه من حوله صغيرة ومقزمة إلى أبعد الحدود، وهي أقرب إلى الخدم منها إلى الشريك. أما أعداؤه وخصومه فقد سعى للقضاء عليهم أو تهميشهم إلى أبعد الحدود. نجح في تدجين نقابة العمال، وفرض عليها قيادة موالية له وتابعة، لا تكاد تخالف له أمر، هي ممثلة الحكم في النقابة، أكثر مما هي ممثلة العمال لدى السلطة، وهنا لا يمكن مثلا مقارنة حضور وزعامة الأمين العام الحالي لاتحاد الشغل أو الأمين العام السابق، بقيادة الراحل الحبيب عاشور، الذي عايش العهد البورقيبي وعمل قائدا للعمال فترة طويلة في العهد السابق، وبلغ مرحلة الندية لبورقيبة في شطر من قيادته لاتحاد العمال.

 

نجح نظام 7 نوفمبر في استهداف التيار الإسلامي وأدام معه جو المعركة والحصار والتدمير المستمر منذ نحو 17 عاما. وأما أحزاب المعارضة الأخرى فقد انقسمت في العهد النوفمبري إلى فريقين: فريق موال خاضع مدجن، لا أثر له في الحياة السياسية، وهو غير قادر إلا على المدح والإشادة بإنجازات الحكم، وفريق ثان مقهور ومهمش وراديكالي في معارضته، وهو مثل الفريق الأول عاجز عن التأثير في مجريات الواقع، لكونه مقموعا بأجهزة الأمن، التي تغولت في عهد الرئيس ابن علي، حتى صارت أهم وأخطر تحد يواجهه المجتمع التونسي. وهذا بخلاف العهد البورقيبي الذي كان فيه للإسلاميين ولليسار وللتيار القومي حضورا فاعلا ومؤثرا في المشهد السياسي التونسي، وكانت سياسة بورقيبة تقوم على تحجيم قوة خصمه من دون أن يمحقه، بخلاف سياسة الرئيس ابن علي.

 

في عهد بورقيبة كان مجال الحريات ضيقا، باعتبار أن معارضة الزعيم غير مستساغة، وأن بورقيبة كان يتوقع من الشعب التونسي ونخبه أن تكون وفية له باعتباره الأب المؤسس للدولة، وأن تعترف بنضاله وتحريره لتونس من المستعمر الفرنسي. أما في عهد ابن علي فإن علاقة الرئيس بشعبه لم تعد علاقة أب بأبناء، قد يكونون محبين للأب، مقدرين لدوره، أو معارضين له، رافضين لمنه وتفضله الدائم عليهم. في عهد ابن علي صارت العلاقة بين الحاكم والمحكوم على ضربين: علاقة مخدوم بخادم، أو عدو بعدوه. في هذه الأجواء انتهكت الحريات بشكل واسع، فالخادم أو العبد لا حرية له، وإن أطلقت أيدي الخدم في المال العام، في ما يشبه الاستباحة، ولا حرية للعدو أيضا.

 

حرية الإعلام مثلا لم تكن على ما يرام في عهد الراحل بورقيبة، لكن ذلك العهد شهد، بالرغم من كل ما يمكن أن يقال عنه، ولادة صحافة شبه حرة، وأتيحت أمام عدد من الصحف مثل جريدة « الرأي » وجريدة « المستقبل » ومجلة « حقائق » هامشا من الحرية، لم تحلم الصحافة التونسية بمثله ولا بما هو دونه بكثير في عهد الرئيس ابن علي.

 

عائلة الرئيس بورقيبة كانت تتدخل في السياسة، وخاصة زوجته وسيلة وابنة أخته سعيدة ساسي، وكذلك الحال بالنسبة لعائلة الرئيس ابن علي. غير أن عائلة بورقيبة كانت يدها أعف عن المال العام. أما عائلة الرئيس الحالي فإن تورطها في نهب المال العام، واستغلال النفوذ تكاد تكون اليوم في تونس موضوع حديث الخاص والعام.

 

إذا تجاوزنا الحدود وقارنا الوضع السياسي التونسي في العهد البورقيبي بالوضع المغاربي والعربي فإن أوضاع تونس كانت مشابهة لسائر الأوضاع في المنطقة في جوانب كثيرة، ومتقدمة عليها في جوانب أخرى. فتونس شهدت تعددية سياسية في عهد بورقيبة، حتى وإن كانت شكلية، إلا أنها سبقت في ذلك الكثير من الدول العربية. وفي تونس تأسست أول رابطة لحقوق الإنسان في الدول العربية وإفريقيا، وكان الاتحاد العام التونسي للشغل من أقوى النقابات في العالم الثالث، وشهدت الجامعة التونسية في العهد البورقيبي تجارب سياسية ونقابية وثقافية سبقت معظم الدول العربية.

 

أما في العهد النوفمبري فإن تونس باتت متخلفة كثيرا على الأوضاع السياسية في المغرب العربي وفي كثير من الدول العربية الأخرى. وباتت بلادنا تضرب مثلا لانتهاك الحريات الدينية، وللتضييق على الحريات عامة، وخنق المعارضة، وتخلف العملية الانتخابية وتزويرها، وإن اتخذ التزوير أشكالا ناعمة أحيانا وفجة أحيانا أخرى. أما سائر الإنجازات التي تحققت في العهد البورقيبي فهي إما ضربت أو تعاني من حالة اختناق. فالجامعة تم ضربها وتدجينها بقوة الآلة الأمنية الضخمة، ونقابة العمال تعاني من السيطرة عليها ومن عمليات إضعاف وتدجين مستمرة، ورابطة حقوق الإنسان هي اليوم بمثابة منظمة محظورة، وكذلك العديد من الأحزاب، بما فيها أحزاب حصلت من الحكومة على الاعتراف القانوني.

 

أمراض اجتماعية

 

كانت السنوات العشرين الماضية كافية ليتحسن وضع البنية التحتية، وتتقدم وسائل النقل العام والخاص، وتحصل طفرة هائلة في وسائل التواصل في تونس والعالم. وقد ساهم ذلك في زيادة فرص التواصل بين أقاليم البلاد المختلفة، وساعد على مرونة الحركة، والانتقال بين الريف والمدينة، والعاصمة والأقليم، وهو ما يسر تعارف التونسيين وتواصلهم، لكن تلك الظاهرة ظلت محكومة إلى حد بعيد بحالة الانغلاق السياسي، وتغلغل الفساد المالي والإداري، ولذلك لم يستفد المجتمع التونسي بالشكل المناسب ثقافيا واجتماعيا وحتى اقتصاديا، من كل تلك التطورات.

 

مع تطور البنية التحتية وأدوات التواصل فإن أبرز السلبيات التي سجلتها تونس في العهد النوفمبري، ولم تكن تعاني منها في العهد البورقيبي، هو استفحال الجريمة، التي باتت خطرا محدقا بالبلاد، حتى صار بعض الباحثين الاجتماعيين المتخصصين يتحدثون عن ظاهرة « مسرحة » الجريمة وتحويلها إلى « فرجة« .

 

لعله من الصعب تحديد جميع أسباب ما يمكن وصفه بالانفجار الإجرامي في تونس النوفمبرية، وأن هذا يحتاج إلى دراسات اجتماعية عديدة، تبحث تلك الأسباب، وتحدد شروط ووسائل معالجة المجتمع التونسي حتى يشفى من هذا المرض العضال، إلا أنه يمكننا أن نتحدث عن أسباب متداخلة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. فبلد تكمم فيه الأفواه، وتغلق فيه سائر مجالات تصريف الطاقات، وخاصة لدى الشباب، بشكل نافع ومفيد لهم وللمجتمع، فإن التوجه للجريمة يكون أحد وجوه تصريف تلك الطاقات. كما إن للفقر والبطالة ضلع في توجيه الشباب إلى الجريمة. فجريمة السرقة التي استفحلت في تونس هي واحدة من الثمار المرة لما يعاني منه الشباب من تهميش وقمع وبطالة وفقر وعدم وضوح في آفاق المستقبل الفردي والعام.

 

ولا يمكن أن ننسى أن التضخم الهائل للمؤسسة الأمنية على صعيد أعداد المنضويين فيها، وعلى صعيد الصلاحيات، التي منحت لها، وخاصة في مرحلة الحرب على التيار الإسلامي، التي بدأت بالنهضة، وانتقلت الآن، تحت ذريعة محاربة الإرهاب، إلى استهداف التيار السلفي، قد جعلت الكثير من أعضاء تلك المؤسسة ينخرطون بشكل لا لبس فيه في الجريمة، من خلال العمل مع الكثير من المجرمين، وشملهم بالحماية، بدلا من مكافحة الجريمة.

 

لعل الجريمة المستفحلة هي أخطر ما سترثه تونس عن الحقبة النوفمبرية، وهي من أوكد ما على المجتمع التونسي أن يبذل جهدا لمحاربته، والعمل على تخليص البلاد منه، فهي المرض الأخطر، والتحدي الأشد، وخاصة إذا تحولت إلى جريمة منظمة، وعششت في التربة التونسية، وقد تحول بالفعل، وللأسف، قطاع واسع من المجرمين إلى العمل ضمن شبكات خطيرة، تخترق الأجهزة الأمنية وتعمل من خلالها، وهو ما يجعل مواجهتها أكثر صعوبة

 

تراجع ثقافي شامل

 

ثقافيا وتعليميا فإنه على الرغم من الزيادة الهائلة في عدد المعاهد والجامعات، حكومية وخاصة، وبالرغم من زيادة خريجي الجامعات، في تونس في عهد الرئيس ابن علي، فإن حصاد الثقافة في العهد النوفمبري قد تراجع بشكل واضح. إذ تراجع الاهتمام بالعلم والكتاب والنشاط الثقافي. وتقلص الإشعاع العلمي لتونس، وتقلصت معه حظوظ البلاد في أن تكون وفية لما عرفت به على امتداد فترة طويلة من التاريخ، باعتبارها محضنا للعلم والثقافة والمعرفة في المغرب العربي وإفريقيا، من خلال جامع الزيتونة، وحتى من خلال الجامعة التونسية الحديثة، التي تخرج منها الكثير من طلاب الدول العربية والإفريقية.

وعلى العموم فإن حصاد العهد النوفمبري في تونس في المستويات المختلفة قد كان حصادا ضعيفا وبضاعته مزجاة. ومن المؤسف أن هذا العهد، بالرغم من تحقق إيجابيات عديدة فيه، قد بذر في البلاد بذورا مرة من فساد وجريمة وتراجع خلقي يفرض على التونسيين بذل جهود كبيرة لاجتثاثها من تربة البلاد.

 

(المصدر: مجلة « أقلام أون لاين – تونس »، العدد الحادي والعشرون، السنة الخامسة / فيفري – مارس 2008)


 

سوسيولوجيا الصّحوة وصحوة السّوسيولوجيا العدد الحادي والعشرون

 

 

*العجمي الوريمي توطئة : ازدهرت في بداية الثّمانينات الدّراسات السّوسيولوجيّة المتناولة للحركات الإسلاميّة المعاصرة من ذلك البحوث التي دشّنها وأشرف عليها الدّكتور عبد الباقي الهرماسي وأنجزها عدد من الباحثين الشبّان من طلبة علم الاجتماع بالجامعة التّونسيّة من أمثال كمال الغزّي والمهدي مبروك والمنذر عمّار وعلي سيف النّصر. ولكنّ التّناول السّوسيولوجي لما يمكن أن نسمّيه الظّاهرة الإسلاميّة شهد تراجعا منذ سنة 1991، وغابت الدّراسات الأكاديميّة في الغرض، وهو أمر يدعو للتّساؤل عن أسبابه، خاصّة وقد اقتحم الميدان جمع ممّن ينسبون إلى حقول معرفيّة غير واضحة الحدود، ولم تبرهن عن جدارتها بالاستقلال بالمجال، وإن سعت إلى الاستحواذ عليه، وهو ما يجعلنا نستبعد أن يكون انصراف علماء اجتماع الدّين عن دراسة الحركات الإسلاميّة عزوفا اختياريّا، أو انتقالا إلى موضوعات أخرى اجتذبت الباحثين، نظرا  لراهنيّتها  وجدّتها، إذ لا تكاد تكون هناك ظاهرة سوسيوثقافيّة أشدّ خطورة وخصوبة من المجال الذي يطلق عليه اليوم تسميات عديدة تعبّر عن القلق والارتباك المعرفي كالإسلام السّياسي والسّلفيّة الجهاديّة والأصوليّة والتّكفيريين… وقد سطع نجم باحثين ارتبطوا بمراكز دراسات ودوائر إعلامية، وراكموا خبرة سوسيولوجيّة، يحقّ لنا أن نشكّ في إمكان تطوّرها إلى عمل علميّ، وأن نرتاب في قيمة ما أنجزته وما تدّعيه من فتوحات، وقد تتاح الفرصة لعرض ما أنجز على محكّ النّقد. فأسماء مثل Olivier Roy وBruno Etienne وحمّادي الرّديسي ومجدي علاّم خلطت بين المسائل والمواضيع محلّ الدّرس، وتلاعبت بالمفاهيم وبأدوات البحث، ممّا يجعل الدّعوة إلى يقظة إبستمولوجيّة. وقد تكون بعض الأبحاث تواصلت في سريّة تامّة ولم يعلن عن نتائجها عبر أجهزة بحث ومؤسّسات رسميّة لغايات غير معرفيّة، ولعلّ مخطّط محاربة الجماعات والحركات الإسلاميّة من طرف أنظمة استبداديّة اقتضى غلق باب الاجتهاد، وإلجاء علماء الاجتماع إلى الصّمت، وصرفهم عن استنطاق الظّاهرة الإسلاميّة ومقاربتها، كي لا تجد نصيرا لقضيّتها، أو مدافعا عن شرعيّة وجودها. سوسيولوجيا الصّحوة بحسب بعض السّوسيولوجيين لسنا كفاعلين بأفضل من يعبّر علميّا عن الظّاهرة الإسلاميّة كظاهرة اجتماعيّة باعتبارنا ناشطين، وباعتبارنا جزء منها، ولكن ما العمل ونحن مطالبون بإجراء تقييم موضوعيّ لتجربتنا، ونقد ذاتيّ لأدائنا. وما العمل وهناك كمّ هائل من الكتابات الصّحفيّة المفتقرة إلى الدقّة العلميّة، وكمّ هائل من الخطابات التّشويهيّة تمطرنا بوابل من الأوصاف والتّهم، وآخر همّها الوصول إلى الحقيقة وتحرّي الموضوعيّة. إنّ تحفّظات السّوسيولوجيين وتسرّع الإعلاميين وتشويهات الخصوم تحمّلنا مسؤوليّة الانفتاح على المنهج السّوسيولوجي والعلوم الإنسانية بالإجابة عن تساؤلات الباحثين، وبوضع أدبيّاتنا وخطاباتنا تحت تصرّفهم لانتقاء ما يعبّر عن الصّحوة، ولو بصفة غير واعية، وبالمقابل فإنّ هذا الانفتاح والاستعداد يضع على عاتق علماء الاجتماع وزملائهم مسؤوليّة نقد الخطاب الإعلامي (الصحف والإذاعات والفضائيّات) حول الحركات الإسلاميّة، وهو خطاب اختزالي إسقاطيّ، كما يحمّل الطّرفين -الفاعلين وأصحاب المنهج السّوسيولوجي-  فضح خطاب التّضليل، الذي يلقي التّهم جزافا، كاشفا أو حاجبا استراتيجيّات سياسيّة ذات أهداف فئويّة ضيّقة وخلفيّات أمنيّة، كما أنّه لابدّ من تمحيص ما يكتب تحت لافتة الاختصاص العلميّ، التي تغطّي دائرة واسعة من الفروع العلميّة كالإسلامولوجيا والاستشراق. إنّنا أمام قوى لكلّ منها طرائقه وغاياته في معالجة الظّاهرة وفهمها والتحكّم في مسارها. فالدّولة تريد احتكار المجال الدّيني في عمليّة التّوظيف، تأخذ شكل تلاعب بالرّموز الدّينيّة، أملا في سحب البساط من العنصر الحيّ والمحرّك للمجال، وبحثا عن شرعيّة تفتقدها، وتظنّ أنّها يمكن أن تستعيدها باقتحام الفضاء الدّيني واختراقه بموظّفين ببّغائيين، وخطاب يجمّل صورة الحاكم، ويضفي عليه صفات « ولي الأمر حامي الدّين »، وهو خطاب يكرّس تأويلا معيّنا للنّصوص الدّينيّة، عابثا بوحدتها، وغير عابئ بالشّروط العلميّة الدّنيا في قراءتها. أمّا عالم الاجتماع فيطمح إلى احتكار الكلام نيابة عن الفاعلين داخل المجال وتحليل خطابهم وتعبيرهم غير الواعي، ويرى نفسه الوحيد الذي يملك أهليّة نقد الظّاهرة وشرعيّة نقد خطابها. وفي المقابل فإنّ الفاعلين وهم رموز الظّاهرة ووقودها ومددها لا يعترفون بعالم الاجتماع إلاّ بصفته معترفا بالظّاهرة، مبرزا لخصائصها، مواكبا لتطوّرها، منبّها لإيجابيّاتها، متنبّئا بمستقبلها. فهم يطلبون منه تقريبا ما تطلبه الدّولة من الوسطاء الإعلاميين « أعوان الدّعاية »، والوسطاء النّشطين « موظّفي الشّؤون الدّينيّة »، أي يطلبون من عالم الاجتماع أن يؤكّد على أنّ الحركة الإسلاميّة ذات دور إيجابي من حيث وظيفتها الاجتماعيّة على الأقلّ، ويأملون أن يضفي العلم شرعيّة على دورها التّاريخي، وكأنّما الشرعيّة التي تستمدّها من مرجعيّتها العقائديّة وخلفيّتها الفلسفيّة في حاجة إلى الدّعم بواسطة العلم، صاحب الكلمة الفصل. كما أنّ بعض الحركات الإسلاميّة لا تنظر بارتياح إلى دور السّوسيولوجي، لأنّه يفضح استراتيجيّات في علاقتها بالدّين وبالمجال الدّيني، إذ يبرز ما في تلك الاستراتيجيّة من نفاق ومصالح أبعد ما تكون عن أهداف الدّين وغاياته، فالسّوسيولوجيا تمدّ الحركة الإسلاميّة بالحكم الموضوعيّ. الدّين والدّولة والعلم في المقابل فإنّ عديد الدّول العربيّة والإسلاميّة أخذت هي الأخرى تلجأ إلى علماء الاجتماع للاستعانة بهم في فهم أسباب صعود الحركات الإسلامية وتأثيراتها واتّجاهات تطوّرها وكيفيّة مواجهتها والتّعامل معها بالتحكّم في تناميها وتقهقرها واحتواء تيّاراتها واحتواء رموزها وتحييدهم. إنّنا اليوم أمام تجارب مختلفة في التّعامل مع الحركات الإسلاميّة كلّ تدّعي نجاعتها وتميّزها، فكلّ دولة عربيّة  بات لها من الخبرة الطّويلة في معالجة الظّاهرة باعتماد أساليب ومناهج وخيارات متعدّدة منها الدّراسات النّظريّة والتّطبيقيّة في علوم الاجتماع، ما يخوّلها أن تقدّم رصيد تجربتها للآخرين، خاصّة في هذا الطّور من عولمة القضايا والتّحدّيات، وضمن سياق الحرب العالميّة على ما يسمّى بالإرهاب بقيادة الولايات المتّحدة. صحوة السّوسيولوجيا إنّ السّوسيولوجيا اليوم وهي تبحث في الحركة الإسلاميّة لا تتعامل مع موضوع جامد، أو ظاهرة مستقرّة، حتّى وإن كان لها ثوابت، بل هي في مواجهة ظاهرة ديناميكيّة، تعيش حراكا أسرع في نسقه ومداه من حراك باقي المجتمع، لذلك تعدّ عنصرا فاعلا مبادرا ومؤثّرا، وقاطرة تشقّ به الطّريق إلى المستقبل، فهي قوّة تقدّم لا عامل تأخّر، لذلك تُعدّ موضوع بحث بامتياز لرجل العلم، وموضوع انشغال مستمرّ لرجل الدّولة، وعامل جذب واستقطاب للنّخب والقوى الحيّة، وحافزا على العمل والإنتاج لرجل الاقتصاد. لذلك هي تثير ارتباك الدّولة كقوّةِ مُحافَظة مسكونة بهاجس التحكّم في التغيّرات الاجتماعيّة، وتثير ارتباك البحث الاجتماعي كمتطلّع للطّريف والجديد، لأنّها تراوغ أدوات تحليله، وتستعصي على ما استقرّ من معاييره. أوليست جزءً من حركة التّاريخ التي تفاجئ بموجاتها وتدفّقاتها، حتّى إنّ علم الاجتماع اليوم مطالب بأن يأخذ في حسبانه، وهو يدرس المجتمع دراسة علميّة، عناصر ميتا-اجتماعية méta sociales لأنّنا على عكس ما كان متوقّعا ومنتظرا من الفلاسفة والعلماء نشهد تناميا لدور الدّين، بعد أن أعلن عن تقلّص ذلك الدّور، وقد أيقظ الدّين أبعادا في شخصيّة الإنسان، وفي حياة المجتمعات، كبتت وطمست، وبدا الدّين مخزونا لا ينضب، يمدّ النّاس بالجواب الشّافي، ويتخطّى بهم العتبة التي يقف عندها العلم لا يجاوزها. أجل زال عهد الكنيسة التي كانت تسيطر على كامل المجال السّياسي وحياة الأفراد، بيد أنّ الحداثة التي اكتسحت كلّ المجالات كفّت عن منطق الظّفر، وفسحت من ذاتها مساحات عاد منها الدّين ليستقرّ في حياة النّاس، دونما حنين إلى الوصاية الكنسيّة، وهي أسوأ ما فيها، ودون عقدة تجاه الحداثة خاصّة أفضل ما فيها. إنّه نوع من إعادة التّوازن إلى حياة النّاس، الذين يهمّهم إضفاء الصّبغة الأخلاقيّة على سلوكهم وعلاقاتهم بعضهم ببعض، ويشغلهم سؤال المصير: أي إيجاد جسر بين عالم الشّهادة وعالم الغيب. لقد أيقنّا اليوم مع Jaque Berque أن لا وجود لمجتمع بدون معايير، ومع برجسون Henri Bergson  أن لا وجود لمجتمع بلا دين، والسّؤال هو في أيّ اتّجاه وبأيّة طريقة تطبّق تلك المعايير؟ إنّ عالم أصول الفقه وعالم الاجتماع لديهما ما يشتركان فيه ويجتمعان عليه. إنّ ما فعلته الحداثة كان من قبيل السّطو على المقدّس وعلى القيم، وإنّ ما ينبغي أن يفعله الدّين هو من قبيل التّسامح الأصيل تجاه ضيف كريم، نزل بدون استئذان، وخرق قواعد الضّيافة بادّعاء تملّك ما ليس له بحقّ. مصالحة الحداثة والدّين إنّ عدوّ الحداثة ليس الدّين بالضّرورة، وليس الدّين بواقف على أعتاب مؤسّساته كالغريب. إنّه لم يعد هناك من سبيل ولا مبرّر للبحث في أيّهما الأصيل وأيّهما الدّخيل. الصّحوة المأمورة إنّ تديّن ما بعد الحداثة تديّن صحوة لا تديّن تقليد أو ارتداد ولا هو تديّن استعادة. إنّه يستمدّ مشروعيّته من المستقبل الذي قصرت عن صنعه حداثة أنتجت بنفسها معوّقات تطوّرها، وهي ترمي أن تبلغ أقصى مداها، فلم تفلح في الإيفاء بوعدها أن تكون مشروع تحرّر وعقلنة، ولا في أن تتحوّل إلى مشروع كونيّة أو عولمة، ولكنّ صحوة الحاضر وحداثة المستقبل بحاجة إلى التبصّر والاعتبار قبل إعلان الظّفر والانتصار، لأنّها لم تجد أمامها طريقا معبّدة، وسبيلا ميسّرة، بل تجد أمامها إرثا ثقيلا ووضعيّة معقّدة. لابدّ للصّحوة أن تكون قارئة عصرها، ناقدة نفسها، لا تتردّد في أن تدعو عالم الاجتماع أن يترسّم خطاها، وعالم التّاريخ أن يقتفي أثرها، بعد أن استعصى عليهما العثور على تاريخ مولدها.  إنّ الصّحوة المأمورة حبّة زرعتها يد الله لتصلح ما اكتسبته أيادي البشر، فأنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة… * باحث بالجامعة التونسية

 

 

(المصدر: مجلة « أقلام أون لاين – تونس »، العدد الحادي والعشرون، السنة الخامسة / فيفري – مارس 2008)

 


 

كيف نُـديــرُ المعركة القادمة لتفادي الفشل؟

بقلم: علي الدريدي (*)

 

استبشرت خيرا بترشّح الأستاذ نجيب الشابي للانتخابات الرئاسيّة 2009 لكن تمنّيت لو قع عليه إجماع من طرف المعارضة وأن يقع الإعلان عنه من طرف جبهة تضمّ كلّ التيّارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لخوض معركة واضحة عنوانها الإنسانيّة ضد أللإنسانية والتحضير لتشكيل حكومة وحدة وطنيّة بالتوافق

 

الإنسانيّة = عدالة + أمن + احترام + شفافيّة + كفاءة + حريّة + ديمقراطيّة + تعدّديّة + حقّ الاختلاف ………..

اللاإنسانية = ظلم + إرهاب + فساد + نهب + تجويع + حرمان + قمع + إنفراد + فرض + رفض + الاضطهاد ………..

 

لماذا هذا العنوان للمعركة لأنّ الشعب التونسي لو وجد الحدّ الأدنى للعيش في ضلّ إنفراد بالحكم أيّ الإنفراد بالسلطة ايّ إنحصر صراعه مع نخبة تريد أن تشاركه في بناء الدولة لقبل الشعب واتّقى شرّ الفتنة لكنّ تشخيص للواقع الشعب التونسي حرم من كلّ بما فيه اتلنّنفس نتيجة الضغط النفسي STRESS بما فيهم المحسوبين على الحزب الحاكم .

 

إذا بما أنّ الوضع في تونس لا يخفى على أحد يجب على السّياسيين المعنيين بدخول المعركة السياسيّة التركيز على المهمّ

 

خارجيّا—

على مخاطبة ما وراء الحدود الجهات المؤثّرة وبتذكيرهم أنّ لا مجال لقبول التزييف والإستهتار بخيار الشعب و كيف تؤمّن مصالحهم المشتركة مع الشعب التونسي وتذكيرهم بأمثلة بما توفّره الديمقراطيّة الحقيقيّة من مكاسب للشعوب مثال تركيا و المغرب والعكس وما يفرزه من تدمير وفساد وتقتيل مثال كينيا…….. والجزائر في ما سبق.

 

وعليهم أن يستبقوا و سضغطوا ليستصدروا موقفا من الدّول الغربيّة فرادى ومن الإتحاد الأوروبي ومن منظّمة الوحدة الإفريقيّة ومنظّمة المؤتمر الإسلامي موقف صريح ومعلن في رفض أيّ نتائج مشبوهة بل الضغط على السلطة على سير نزاهة الإنتخابات حتّى تكون لهم مصداقيّة في رفض التغيير بالقوّة برفض التمسّك بالسلطة بالقوّة وما حدث في كينيا أكبر دليل وإعلامهم أنّنا كمعارضة لا ولن نعترض على أيّ مقاومة للشعب للتصدّي لتزوير الإنتخابات بل سيتعامل معه كمحتلّ لقدّر الله

 

داخليّا –

لا يفوتهم استهداف الفآت والفاعلة في الدّاخل خاصّة رجال الأعمال والكتّاب والمفكّرين وأن يلزموهم بدعوتهم لإنتخابات نزيهة والوقوف مع خيارالشعب و أن يوجّهوا نداء الوطن لأعوان الأمن * أن لا ينخرطوا في مواصلة الإضطهاد لصالح الحزب الحاكم وأن غدا لا يوجد التجمّع في الحكم *

والتحضير لعصيان المدني.

 

نجاح التّغيير مرهون بقيادته من طرف النخبة بما فيهم المستقلّين التي ستتبوّأ المراكز والمسؤوليات وأن لا يتركوا عامّة الناس تتعرّض للقمع والإضطهاد في مواجهة التزييف.

 

هكذا ربّما نؤمّن بداية لبناء دولة عصريّة مهمّتها التركيز على التنميّة البشريّة حتّى نستطيع طرح مشاريع إصلاحيّة في كلّ الميادين بدون تنميّة بشريّة لا نستطيع القيام بأيّ شيء فاقد الشيء لا يعطيه وتونس رأس مالها في شبابها وشاباتها للعطاء في الدّاخل أو في الغرب كعمالة فنيّة متخصّصة للخروج من مأزق البطالة ذات كفاءة .

 

الشباب التونسي في حرب غير معلنة مع إنسداد الوضع ووضوح سواد المستقبل ولا نقول غموض المستقبل وووو….

يوميّا مئات يحاولون الهجرة القاتلة عن طريق البحر

يوميّا مئات يتورّطون في قضايا سرقة نتيجة الحرمان

يوميّا مئات يتوقّفون عن الدراسة بحث عن مورد رزق للعائلة

يوميّا مئات يرفعون قضايا الطلاق لعجزهم تلبيّة الاحتياجات

يوميّا ….

يوميّا ألاف الشباب يتخلّون عن فكرة الزواج لعدم استطاعتهم

 

ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله

 

هل من منقذ؟؟؟؟؟؟

 

(*) تونسي محروق

 

(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 13 فيفري 2008)


 

نداءات أهالي قفصة و تفاعلات المجتمع المدني و السياسي

 
لم تذهب نداءات أهالي منطقة الحوض المنجمي بقفصة سدى و لا يمكن أن تجد طريقها إلى أسماع المسؤولين في النطاق الجهوي و الوطني، فقد بدأت فعلا تحصد الحركة الاحتجاجية ضد شركة فسفاط قفصة نتائج متقدمة و إن لم تستجب لجميع مطالب المحتجين. من ذلك أن الشركة المعنية قد أعلنت عن فتح مناظرة جديدة لانتداب 220 عون تنفيذ و 30 إطار، هذه المبادرة قد تكون لغاية امتصاص حالة الغضب من دون أن تبلغ المراد في استحداث آليات مغايرة للسابق في عمليات الانتداب و التشغيل بما يحقق القدرالأوفر من العدالة في توزيع الفرص، في منطقة تعد هي الأعلى نصيبا من البطالة و الأدنى حظوظا في موارد التنمية. إن الحركة الاحتجاجية في الرديف و أم العرائس و المظيلة أبعادا و دلالات تتجاوز المأزق الظرفي الذي تسببت فيه المناظرة المشؤومة لانتداب عمال المناجم، فقد تفتحت العيون على قضايا مزمنة تعانيها بعض الجهات الداخلية لاسيما في الشمال الغربي الأمر الذي يجعل من المنوال المتبع في التنمية الجهوية لعقود عديدة هو موضع المساءلة و مكمن العطب، في هذا الاطار الأوسع تموضعت الحركة الاحتجاجية في منظور الطيف الواسع من الفاعليات السياسية و الحقوقية، و هي في عمومها متفقة على تجنب تسييس القضية و العمل على تحمل المسؤولية في المشاركة لايجاد الأرضية الملائمة للتسويات الظرفية و المعالجات الجذرية، ففي مستوى التشخيص، ثمة إجماع من الأطراف السياسية و كل الأحزاب الوطنية على أن الاضطرابات التي تشهدها منطقة الحوض المنجمي بقفصة تؤشر بوضوح على قصور في السياسة التنموية لاسيما في انعكاساتها الاجتماعية المتمظهرة في ارتفاع نسب الفقر و تدهور القدرة الشرائية و العجز عن تخفيض معدلات البطالة في أوساط الشباب، يضاف إلى ذلك ما يتحدث عنه الأهالي بالجهة عن ضعف مستوى الخدمات المقدمة في القطاعات الحيوية كالصحة و التعليم و حتى في العمل الاجتماعي و النشاط الثقافي. أسباب هذا الوضع التنموي الموسوم بالضعف و الهشاشة ليس وليد السنوات الأخيرة و لا العقد الفارط، فلم تكن هذه المنطقة في يوم ما محضوظة، فالمسألة هيكلية و مزمنة و لهذا هي من الجهات التي تستقطب أكثر من غيرها الهجرة و النزوح. و لعل الأمر إنما يعود إلى محدودية الاستثمار في الجهة و غياب المشاريع الكبرى ذات القدرة العالية على احداث تحولات هيكلية في الأبنية الاقتصادية و الاجتماعية. لا أحد يشك في العبء الثقيل الذي تحملته شركة الفسفاط بحوضها المنجمي الغني و ما نهضت به من دور تنموي استطاع لعقود امتصاص طلبات كثيفة على الشغل لأبناء المنطقة. غير أن تطورات المرحلة بتحولاتها التكنولوجية و ضغوطاتها التنافسية قد فرضت على هذه الشركة التراجع عن دورها التقليدي في امتصاص القدر الأكبر من البطالة، و من هنا فالإشكال لا ينحصر في فساد إدارتها أو تلاعب بعض مسؤوليها بمناظرات التشغيل و فقا لحسابات القرابة و منطق الزبونية، فالواقع أعقد من ذلك بكثير، فالقدرة التشغيلية لهذه الشركة باتت محدودة وصار لزاما توجيه النظر إلى عموم السياسة التنموية بالجهة و ما تحتوي تحت تصرفها من امكانيات و ثروات مادية و بشرية قابلة للاستثمار على نحو أكثر نجاعة و مردودية و أعدل استفادة و توزيعا. في هذه النقطة المتعلقة بالحلول و المعالجات، لا مناص من الإشارة إلى ضرورة تشريك مؤسسات المجتمع المدني و في مقدمتها الأحزاب السياسية في وضع التصورات و البدائل المناسبة مع المتطلبات التنموية لجهة قفصة و سواها من الجهات الداخلية، فاستفراد جهة سياسية من لون واحد بتدبير شؤون الكثير من المناطق الداخلية و منها هذه المنطقة التي يعتبرها البعض منكوبة قد بانت نتائجها المخيبة، فلماذا لا تدعى جميع الأطراف إلى ورشة تفكير جماعي لاجتراح معالجات و تسويات للمشاكل المتراكمة في الجهات الداخلية ذات الأوضاع الخاصة والاستثنائية. على كل حال ان صعوبات التنمية في مناطق الشريط الغربي من البلاد التونسية واقع لا يمكن انكاره أو تجاهله، و إذا كانت الاضطرابات الأخيرة في قفصة قد لفتت إليه الأنظار و أعادته إلى واجهة الاهتمام ضمن مشاغل القوى السياسية بمختلف أطيافها، فإن ذلك لا يعني أن الدولة قد أدارت ظهرها لهذا الواقع، فمخططاتها المرسومة تشهد على اهتمامها و رعايتها الموصولة بهذا الجزء الأصيل من بلادنا. غير أن الاهتمام الحكومي وحده لا يكفي ان لم يعاضده المجتمع المدني بالرقابة الدائمة و المساءلة النزيهة و الحوار المتواصل. سليم الزواوي
 
  (المصدر: صحيفة « الوحدة »، لسان حال الوحدة الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  581 فيفري 2008)


 

الشباب التونسي و مقتضيات السلوك الحضاري

يحظى الشباب هذه السنة بحيز كبير من الاهتمام في جدول أعمال أغلب الفعاليات السياسية و المدنية سواء في السلطة أو في المجتمع المدني بأحزابه و جمعياته و نخبه الإعلامية والثقافية والسياسية، و لعل ما يعيشه قطاع الشباب من تحولات و تحديات و ما يصدر عنه من تصورات و سلوكات تبدو بعيدة عن معايير الاعتدال و التوازن و مصادما أحيانا للقيم المألوفة والمتعارف عليها في مجتمعنا، لعل كل ذلك هو الباعث على الانشغال و المحرض لتناول قضايا الشباب من زوايا مختلفة بحثا عن المعالجات الضامنة لتوجيه شبابنا الوجهة الصحيحة المطلوبة. تفاعلا مع قضايا الشباب المختلفة اختارت جريدة الوحدة التطرق إلى ملف على غاية من الأهمية و الذي يتصل بواقع السلوك الحضاري و الحس المدني وهو ما سنتناوله من ثلاثة مستويات: ـ مستوى تشخيصي لإبراز أعراض من الانحراف السلوكي لدى فئات متنوعة من الشباب. ـ مستوى تعليلي بالوقوف عند العوامل والأسباب التي تؤدي بأفراد و فئات إلى انتهاك بعض القيم الحضارية. ـ مستوى وقائي علاجي يعرض فيه بعض المقترحات والمقاربات للإصلاح و الاستدراك. قبل أن نستعرض تمظهرات الأزمة القيمية لدى العديد من شبابنا من الضروري التنبيه إلى أن هذا الاستعراض لا يقصد التعميم في ظل غياب دراسات علمية وإحصائيات دقيقة وشفافة يمكن الاعتماد عليها حول ما نرصده من سلوكات وظواهر يقيمها الكثيرون على أنها سلبية. مظاهر مزعجة من سلوكات الشباب التونسي  لعل من أبرز هذه الظواهر ممارسة العنف أثناء واثر المباريات الرياضية، فبعض الشباب ينخرطون في حالة هستيرية نتيجة التعصب الأعمى لفرقهم الرياضية، الأمر الذي يدفعهم للتعرض إلى الممتلكات الخاصة والمنشآت العامة كتعبير عن نوع من السخط و الغضب. مظهر آخر يبعث على الانشغال بسبب استفحاله و انتشاره في الشارع العريض وأمام المؤسسات التربوية و داخل قاعات الألعاب و حتى في وسائل النقل العمومية، ونقصد بذلك المظهر ما يمارس من عنف لفظي يخدش الحياء و يتعارض مع مقتضيات السلوك الحضاري و الحس المدني و الالتزام الخلقي يضاف إلى ذلك ما نراه من تهور في السياقة مما تسبب في العديد من الحوادث و التي راح ضحيتها في بعض الأحيان أطفال المدارس و المعاهد، إلى جانب التحرش بأنواعه الذي يمارس ضد المرأة في مختلف الفضاءات بأساليب مبتذلة لاتنم عن وجود أدنى قواعد السلوك الحضاري، و الذي يسترعي الانتباه أن ضعف الحس المدني و الخلقي لا يقتصر و جوده لدى فئة معينة من الشباب التلمذي و الطلابي أو العاطل عن العمل، بل حتى في صفوف العاملين خاصة في مواطن العمل التي تتطلب احتكاكا مباشرا بالمواطنين كالمقاهي و المطاعم و المتاجر و حتى الإدارات حيث نلحظ نوعا من التعامل الخشن و المفتقر لقواعد اللياقة و الاحترام الذي تتطلبه آداب التعامل التجاري والإداري مع الحرفاء. ضعف الرقابة الأسرية: هل هو السبب؟ يمكن تفسير هذه الانحرافات في السلوك لدى العديد من شبابنا، خاصة بتراجع الدور التربوي و التنشئة الاجتماعية لدى الأبوين و الأسرة التي ثبت قصورها   في توجيه الطفل أو الشاب التوجيه الصحيح بمفردها، في ظل ظرفية تميزت بسطوة الشارع الذي فرض قيمه على الأفراد و الشباب مستغلا بذلك ضعف الرقابة الأسرية، يضاف إلى ذلك اهتزازات في مرجعية القيم حيث طغت الفردانية والأنانية على فئات من شبابنا و التي حلت محل الحس الاجتماعي المشترك الذي يكاد ينحصر وجوده في بعض المناطق الريفية من بلادنا، مع عجز المؤسسة الدينية عن تطوير خطاب أخلاقي و قيمي يشكل قوة رادعة مستبطنة على مستوى الضمير الفردي و الجماعي خاصة و أننا نعيش في مجتمع مسلم من المفترض أن ينشأ أفراده على جملة من المبادئ والقيم و التي نادى بها الإسلام بعيدا عن التعصب والتزمت، آخر العوامل المسببة للانحراف السلوكي في صفوف البعض من شبابنا هي الأوضاع الاقتصادية و المادية و التي لا تقل أهمية عما طرحناه من أسباب، منها البطالة سواء نتيجة الانقطاع المبكر عن الدراسة أو بعد التخرج حيث يجد الشاب نفسه بعد كفاح مادي و معنوي طيلة سنوات من الدراسة، يقبع خلف أسوار البطالة في حين تفتح أبواب العمل على مصراعيها لمن يدفع أكثر..، وهو ما من شأنه تدعيم التفاوت الاجتماعي و الطبقي، مما يشيع في نفوس بعض الشباب قدر كبيرا من اليأس والإحباط يدفعه للتمرد على القيم من أجل إثبات الذات بطريقة مشوهة. كيف يتمثل شبابنا السلوك الحضاري؟ من الضروري أن تنزل جميع الأطراف من أبراجها العاجية و تفكر في حلول لمختلف هذه الظواهر السيئة التي أصبح عليها العديد من شبابنا، و الابتعاد عن الخطابات الشعاراتية التي يصور أصحابها شبابنا على أنه سليم و الحياة وردية، و حتى لا نغالط أنفسنا، ما ايلاء الشباب الأهمية البالغة خلال الفترات الأخيرة إلا خير دليل على أن وضعية هذه الفئة تبعث على الانشغال و القلق، ليس في مجتمعنا فقط بل في جل المجتمعات العربية و الغربية، وعليه يجب تفعيل الدور المنوط بالأسرة في التربية و التنشئة و تكثيف رقابتها على أبناءها في إطار من الحوار والعقلانية، كذلك دور الأحزاب السياسية و المنتديات الثقافية هام في بلورة المنظومة الفكرية و السلوكية للشاب و لذا من الضروري محاولة استقطاب هذه الفئة وملأ فراغها الفكري و المادي للانشغال بقضايا أكبر تخدم المصلحة العامة و تنهض ببلادنا و ترتقي بمجتمعنا، و هنا وجب التنويه بتخصيص حزب الوحدة الشعبية هذه السنة 2008 للشباب، وإصدار نشرية شهرية تعنى بقضايا الشباب، و بمجهود الدولة في هذا الاتجاه من خلال تخصيص سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب، غير أننا نأمل ألا يكون ذلك مجرد شعارات لأننا في مرحلة تقتضي منا الممارسة الفعلية بعيدا عن الكلام المحلق في السماء، أيضا أصحاب رؤوس الأموال من المفترض أن يكون دورهم هام في استقطاب الشباب و توفير مواطن شغل عبر إحداث استثمارات من شأنها أن تمتص جزءا من البطالة لأن مؤسسات الدولة لم تعد قادرة بمفردها على إدماج جل الشباب في سوق الشغل، أيضا على وسائل الإعلام أن تنهض بدورها في التأثير الايجابي على سلوكات الأفراد، من خلال جملة من الحملات و البرامج التوعوية و الابتعاد عن نشر ثقافة الابتذال و السطحية. على العموم ما نلحظه في شبابنا في مواكبته للعصر من خلال لباس آخر ما جادت به الموضة على مستوى العالم ، كذلك استعماله آخر الصيحات في أنواع العطورات، مع استخدامه للتقنيات الحديثة من ذلك الهواتف الجوالة و الحواسيب والأنترنات وغيرها، مع الاختلاف حولها يمكن اعتبارها مظهرا من مظاهر التحضر، ولذا نريد أن يعمم هذا التحضر ليشمل التفكير والسلوك، حتى ينمو داخل العديد من شبابنا الحس المدني و الخلقي، و الذي يحضر بقوة لدى فئة أخرى من الشباب التونسي والتي تعتبر فخرا للبلاد و مكسبا بشريا نرجو جميعا أن تستنسخ منه آلاف بل ملايين النماذج.  شادية السلطاني
  (المصدر: صحيفة « الوحدة »، لسان حال الوحدة الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  581 فيفري 2008)


 

إلى أم زياد

الصحافة مسؤولية أمارسها…

قرأت ما جاء في رسالة تونسنيوز اليومية بتاريخ 10 فيفري 2008، نقلا عن موقع «كلمة» العدد 60 لشهر فيفري 2008، قرأت ما حبرته ضد شخصي السيدة نزيهة رجيبة (أم زياد) وتعجبت أكبر العجب من سرعة التهم والخلط في قراءة المعطيات والتندر وغير ذلك من الكلام الساهل… ويتمثل وجه الغرابة في أن السيدة رجيبة تلقفت رأيا نزعته عن سياقه الطبيعي وخلعت عنه منطقه وبنت كما حلى لها إستنتاجاتها بالصفة التي تنتقدها لدى من تعتبرهم أعداءها، فكانت هي الديك وهي الصوت وهي الجناح المرجع للصوت… وليس أبشع من مرض الكتابة التي لا معنى لها.
كتبت السيدة المناضلة الحقيقية (خلافا عن أعضاء مكتب النقابة التنفيذي الجديدة) بأني صحفي منتج في تلفزة غير التي أعمل فيها… والله ما قرأت شيئا مثل هذا الكلام المجاني من قبل لأني حتى هذه الساعة، وإن عملت في القناة الثالثة الفرنسية، لم أعمل إلا في تونس7 وهي تلفزة « عمومية » حتى وإن لم أقدر على التعبير فيها عن جميع مواقفي (كما تقول) علما وأني من المؤمنين بأن التلفزة العمومية ليست « دار بابا » حتى تستعمل كمنصة للجهر بالمواقف الخارجة عن نطاقها. وأتمنى أن تمن علي السيد المناضلة الحقيقية وتدلني على التلفزة التي أعمل فيها لعلي فقدت البوصلة وهي الوحيدة التي تمتلكها. أما وإن كنت الموظف الصحفي (كما تزعم) ففي كلامها الكثير من المغالطات والتجني… طيلة مسيرتي رفضت الوظيفة حتى في التعليم العالي. فما بالك بالصحافة…. أما أن نفهم « التوظيف » بالمعنى المجازي، فلا أخال السيدة رجيبة بهذا الغباء حتى تتهمني بما يتهمها الآخرون… فهي أذكى من هذا ونضالها يدل على ذكائها…
تعلق رد فعل السيدة المحترمة العنيف برأيي ورأي القائمة الانتخابية (الصحافة كرامة ومسؤولية) التي انتميت إليها في انتخابات النقابة التي وصفتها السيدة المناضلة بـ »نقابة خمسة نجوم »، تعلق رأيي في ما حدث للسيد سليم بوخذير والذي أودع من أجله السجن. قلت بالحرف الواحد أن ما جرى له ليس نتيجة « مقال راي » يتطلب مني المساندة، بل نتيجة خلاف بينه وبين عون أمن (مهما كانت الاسباب) وأن السيد بوخذير سقط في « فخ » وأن لا خير في من وضع له هذا الفخ ولا في من قبل السقوط فيه… إني لم أقيم مقالات وآراء صاحب « القلم الحر » (وهو تعبير ساذج يعود بنا إلى صحافة الخمسينيات الشرق-أوسطية) وليست لي صلاحية التقييم ولا شرعيته… ولكن من حقي ألا أساند من لا يحترم القانون ايا كان موقعه في الهرم الاجتماعي (من بوخذير إلى الشرطي إلى من يأتمر الشرطي بأوامر) وألا أكون مع أراء هي نقيض تلك التي أؤمن بها إلا إذا كانت السيدة الفاضلة المناضلة، برفضها حرية الراي التي أؤمن بها، تنبؤنا بنظام سياسي لا يحترم الحرية ولا الاختلاف في الرأي وفي العقيدة وفي غيرهما… وإن لم يعجب كلامي السيدة المناضلة ، فهي حرة شريطة الا تمسني في شخصي وتتعسف علي…
وبالرغم من أني من الذين لا يترقبون اعترافا من « مهني مهنة النضال » رغم احترامي لهم وعديدهم لي بهم علاقات زمالة واحترام متبادل، فإني أذكرها في موضوع العريضة بأني طلبت سحب اسمي ليس خوفا من السلطة كما تزعم – وأصحاب العريضة يعلمون ذلك جيدا – بل لأني وجدت اسمي تحت نص غير الذي أمضيت عليه ثم اكتشفت كذلك أن من بين الممضين مجموعة من أسماء لا تجمعني يهم إلا الجنسية التونسية. فهل تود السيدة أن أترك قناعاتي جانيا وأقبل بالتلاعب غير المقصود وأترك إمضائي حيث لا أريد ولا أرغب؟ إني لا أمتهن السياسة السياسوية ولا أتحالف مع من لا تجمعني بهم مبادئ أساسية ورئيسية ولا أخاف أحدا إلا ضميري… أما الهلع والخوف الذين تكلمت عنهما، فهما من باب مخيالها والحس الإنساني الذي يحدوها نحو الصحفيين الضعفاء مثلي… إن منطق السيدة رجيبة أنموذج من المنطق القائم على أحادية الراي والمنظور وأتمنى ألا يصل إلى دفة الحكم في بلادي… ورغم إحترامي لنضالها، لن تثنيني السيدة الفاضلة عن إيماني بحرية الفكر القائمة أولا وأخيرا على المسؤولية… أما القائلين بغير هذا، فأنا لست منهم ولو كانوا أبطالا….
 خميس الخياطي/صحفي تونسي


تونس في 12 فيفري 2008      هذا ما يجري داخل الإتحاد العام التونسي للشغل ملاحظات موجهة إلى منخرطي قطاع التعليم الابتدائي هذا ما يجري داخل منظمتكم

 
بشير الحامدي   إن ما دفعنا إلى إعلام زميلاتنا وزملاءنا المعلمين وكل منخرطي الإتحاد العام التونسي للشغل بما يجري داخل منظمتهم هو واقع التعتيم الإعلامي السائد اليوم في البلاد حول التجاوزات والمناورات والتخريب الذي تقوم به زمرة المتنفذين داخل هذه المنظمة ولئن كان ذلك غير مستغرب من وسائل الإعلام الرسمية وكذلك من المنابر الإعلامية القريبة منها ومن الصحافة الصفراء والتي نعرف مواقفها وحقيقة سياساتها الذيلية فإن ما لا يقبل هو انخراط أغلب هياكلنا النقابية التي انتخبناها في نفس هذا التمشي[ تمشي التعتيم] وسكوتها لا بل تواطؤها مع هذه الزمرة. أين هياكلنا النقابية التي انتخبناها من كل ما يجري داخل الإتحاد العام التونسي للشغل؟ لماذا لم تتحمل مسؤوليتها في إعلامنا بكل ما يجري؟ لماذا سكتت هياكلنا عن التجاوزات ولم تتصدّ لكل ما يحدث من تخريب ؟ ولماذا انخرطت هذه الهياكل بدورها في سياسة التعتيم؟ أليس من حقنا كمنخرطين أن نعلم بكل ما يجري؟ لماذا يتعاملون معنا كالقطيع؟  لماذا لا تتحمل هياكلنا النقابية مسؤوليتها في إعلامنا بأن المكتب التنفيذي المركزي قد أفشل نضالاتنا في السنة الفارطة وفرض علينا بموافقة نقابتنا العامة اتفاقية 8 أوت 2007 المخزية التي نسفت مطالبنا وأدخلت القطاع في حالة فراغ وكرست موقف الوزارة حول الحركة النظامية ومنحة بداية السنة الدراسية والساعات الزائدة بدون أجر والتي يقوم بها المعلمات والمعلمون الذين بلغت أقدميتهم في المهنة 20 سنة ؟ لماذا لا تعلمنا هياكلنا النقابية بالهجمة التي استهدفت مناضلي القطاع الذين أحيلوا على [لجنة النظام] في الإتحاد و سلطت عليهم عقوبات جائرة لمجرد أنهم نددوا بسكوت [القيادة النقابية] عما تعرض له معلمو جهة القصرين من قمع بوليسي وطالبوا برفع وصاية المركزية النقابية على قطاع التعليم الابتدائي وشددوا على التمسك باستقلالية قراره وأعلنوا أن المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل  وبعد إضرابي السنة الفارطة لم يساند القطاع وأنه ناور مع الوزارة وأوقف نضالاتنا من أجل تحقيق مطالبنا ؟ لماذا لا تعلمنا هياكلنا النقابية بما وقع من ترفيع في معلوم انخراطنا الذي أصبح 24 دينارا عوضا عن 18 دينارا أي بزيادة بنسبة أكثر من 30 % دون الرجوع إلينا وأخذ رأينا؟ لماذا سكتت هيئة القطاع الإدارية على إحالة مناضلي القطاع في كل من تونس العاصمة والقصرين وسبيطلة وقفصة وبنزرت على لجنة النظام دون سبب وجيه ولم تكلف نفسها حتي عناء الإشارة إلى ذلك في لوائحها؟ ممن ننتظر أن يرفع هذه المظلمة على هؤلاء المعلمين إن لم يكن من الهيئة الإدارية للقطاع؟ لماذا لا تعلمنا هياكلنا النقابية بأن الإشراف على الهيئات الإدارية للقطاع من قبل عضو المكتب التنفيذي المركزي للإتحاد المكلف بالوظيفة العمومية قد تحول إلى سيف مسلط على الرقاب لفرض قرارات المركزية النقابية ولمصادرة أي توجه مناضل والالتفاف عليه؟ لماذا لا تعلمنا هياكلنا النقابية بأن المركزية تتفاوض باسم القطاع وتجرى الاتفاقيات المخزية دون الرجوع إليه وتفرض علينا سياسة الأمر الواقع [تعويض مبلغ منحة بداية السنة الدراسية المقدر بما يساوي مرتبا شهريا بـ 180 دينارا على 3 أقساط واتفاقية 8 أوت 2007]. لماذا لا تعلمنا هياكلنا النقابية بمماطلة المكتب التنفيذي المركزي المستمرة ورفضه لعقد الهيئات الإدارية القطاعية ؟ لماذا لا تعلمنا هياكلنا النقابية بما تحصل عليه من أموال لتغطية نشاطاتها؟ وهل يكفيها ما تحصل عليه؟ ولماذا تسكت عن ملف الفساد المالي السائد الآن في منظمتنا ؟أليس من حقنا وكأحد أكبر القطاعات الممولة للإتحاد في أن نحاسب ونسائل عن أين تذهب أموال إنخراطاتنا؟ أين ذهبت نضالات المعلمين؟ إنها ذهبت أدراج الرياح إن الإجابة زميلاتي زملائي على هذا السؤال لاتتطلب الكثير من المجهود إن أي معلم يمكن أن يجيب فيقول لقد ذهبت نضالاتنا أدراج الرياح. بالفعل إن نضالاتنا قد ذهبت أدراج الرياح! على ماذا ناضل المعلمون وأضربوا؟ ما هي المطالب التي رفعناها وتجندنا للدفاع عنها طيلة سنتين خضنا فيهما ثلاثة إضرابات ناجحة . مطالبنا التي رفعناها هي: ـ منحة بمقدار أجرة شهر عمل ماذا صحّ منها؟ ليس إلاّ 180 دينارا تقسيطا مريحا على ثلاث سنوات أمضى عليها عبد السلام جراد دون موافقتنا وقبلتها نقابتنا العامة.هذه هي الخيبة الأولى. ـ عدم تغيير مقاييس الحركة النظامية ـ اتفاقية 8 أوت 2007 نسفت هذا المطلب وتغيرت المقاييس وفرضت الوزارة موقفها وذهبت الحركة النظامية التي نعرفها جميعا دون رجعة.هذه هي الخيبة الثانية. ـ الخيبة الثالثة هي القفز على مطلب 20 ساعة عمل لمن بلغت أقدميته 20 سنة وتناسيه وتغييبه وعدم الحديث عليه. ـ المنحة الجامعية لأبناء رجال التعليم تتكرم علينا سلطة الإشراف بـ 1000 منحة نحن الستين ألفا لا حق لنا إلاّ في 1000 منحة هكذا نعامل و يعامل أبناؤنا نحن من بنينا ونبني دعامات هذا الوطن ! وتوافق نقابتنا العامة على ذلك أليست هذه أيضا خيبة أخرى. هذا هو محتوى الاتفاقية المخزية التي أمضت عليها نقابتنا العامة في أوت 2007 ألم نقل منذ البداية أن مطالبنا قد ذهبت أدراج الرياح. لماذا إذن يتنافسون؟ إن كانت هذه هي الأوضاع في الإتحاد العام التونسي للشغل وفي قطاعنا ألا يحق لنا ونحن بصدد تجديد هياكلنا النقابية الأساسية أن نتساءل ونقول لماذا إذن يتنافس زملاؤنا على الصعود إلى الهياكل النقابية وعلى تمثيلنا سواء في النقابات الأساسية أو الجهوية أو حتي للنقابة العامة ؟ هل هم يتنافسون من أجل إصلاح هذه الأوضاع؟ هل هم يتنافسون من أجل الخروج بالقطاع من حالة الفراغ التي هو فيها؟ هل هم يتنافسون من أجل رفض الاتفاقية المخزية الممضاة؟ هل هم يتنافسون من أجل الدفاع عن الديمقراطية النقابية ؟ هل هم يتنافسون من أجل فرض استقلالية قرار القطاع والنضال من أجل تحقيق مطالبه؟ هل هم يتنافسون ليقولوا لا لسوء التصرف وسرقة أموال الإتحاد؟ هل هم يتنافسون من أجل إعادة ترتيب لائحة مطالبنا  والنضال من اجل تحقيقها؟  ثم وإن كان الأمر كذلك!  لماذا لم نراهم يتنافسون على إعلامنا بكل ما يستجد في الساحة النقابية ولماذا انخرطوا في هذا التعتيم؟  لماذا لم نراهم يتنافسون في رد هجمة التجريد ومواجهة القائمين بها؟  لماذا لم نراهم يتنافسون على النضال من أجل حق التعبير عن الموقف؟ لماذا ركنت الهيئة الإدارية للقطاع ومن قبلها النقابة العامة لضغط المركزية النقابية وصمتتا عن كل ما يحصل لنا في القطاع؟ لماذا سكتت جل النقابات الجهوية والنقابات الأساسية بدورها عن هذه الانتهاكات ولم تحرك ساكنا؟ إذن على ماذا يتنافسون إن لم يكونوا يتنافسون على كل ما تقدّم؟ بلا شك إنهم يتنافسون على التواجد في الهياكل مجرد التواجد في الهياكل ! إنهم يتنافسون على الكراسي ! إنهم يتنافسون على المسؤوليات ! مع الأسف الشديد هذه هي حقيقة أغلب هياكلنا النقابية وهذه خلفيات معاركهم التي يحمى وطيسها في كل موعد انتخابات. في كل موعد انتخابات يتحول كل هؤلاء إلى نشيطين بامتياز فيتنقلون إلى المدارس ويتصلون [بالقواعد] ويقومون بالدعاية لقوائمهم ويوظفون كل ما يستطيعون لصيد الأصوات لأسمائهم ولقوائمهم. أثناء الحملات الانتخابية تراهم فرادى ومجموعات يبذلون كل ما في وسعهم لتبيض تاريخهم وتبرير هروبهم وانعزالهم عن القاعدة العريضة. تراهم يعدون هذا بمنحة للإبنه وتلك بنقلة قريبة من مقر سكناها وهذا بقرض عاجل… أثناء الحملة  الانتخابية [يفتحون لنا في الجنة أذرعا] المهم أن يضمنوا صوتا إضافيا يمكنهم من الصعود إلى المسؤولية النقابية أيا كانت هذه المسؤولية لكنهم وللأسف ينسون أننا نعلم ارتباطاتهم بمراكز النفوذ في الاتحادات الجهوية ونعرف أنهم يكذبون علينا وأنهم يقومون بعملية تسويق لأشخاصهم ولقوائمهم الانتخابية. إننا نعرف أنهم هم أنفسهم من وافقوا على أن تجرى المؤتمرات أثناء العمل وبالشكل الجنائزي الذي نعلمه. إننا نعرف أيضا أنهم هم من تخلوا عن عادة الاجتماع بالقاعدة أيام الآحاد لتتدارس الشأن النقابي وتقرير ما يجب تقريره. إننا نعرف أنهم هم من أفرغوا العمل النقابي من محتواه النضالي. إنهم ويا لسذاجتهم ينسون أننا نعرفهم على حقيقتهم.    الحل بأيدينا الحل بأيدينا طبعا. الحل في أن نتصدّى لأكاذيب الحملات الانتخابية ولهؤلاء المتاجرين بأصواتنا ولن يتأتي لنا ذلك إلاّ برفض المؤتمرات الجنائزية التي تقام في الصناديق الدوارة على المعلمين أثناء العمل. علينا أن نطالب بمؤتمرات لتجديد الهياكل في مؤتمرات عامة يتسنى لنا فيها الإصداح بآرائنا ومحاسبة الهياكل المتخلية. علينا أن ننتخب مرشحينا على قاعدة مواقفهم النقابية وبرامجهم لا على قاعدة الولاء والصداقات والعلاقات والوعود. علينا أن ننتخب مرشحينا على قاعدة برامجهم حول كل ما يخص الشأن النقابي ومشاكل القطاع. إن انتخابنا لمرشحينا يجب أن يكون على قاعدة برنامج هؤلاء المترشحين فالانتخاب كما نعلم مسؤولية وعملية واعية ويجب علينا أن نرتقي بها إلى هذا المستوى إن رمنا تحقيق مطالبنا وهي مسؤولية ملقاة على عاتقنا اليوم أكثر من أي وقت مضى نظرا لما يحدث الآن في الإتحاد العام التونسي للشغل وفي قطاعنا بالتحديد. بشير الحامدي


                                                        

 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالـة رقـم 396على موقـع الحريـة
 
 بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي   

فـي الصميـم : التوازن في الإعلام له جدوى ونجاعة وفاعلية وحماية

 
منذ أشهر استجابت قناة المستقلة إلى دعوة صادقة ونداء حار عبر هذا الموقع الممتاز تونس نيوز. موقع الحرية والمصداقية ومنبر إعلامي لمن لا صوت له. هذا المنبر الإعلامي العصري أعطى نتائج هامة ومفيدة وحقق الكثير من الأشياء. ولكن الكبرياء والغرور وأصحاب أنا الكل لا يعترفون بدور هذا المنبر الإعلامي الذي غايته الإصلاح والتغيير والمعافات من الأمراض المزمنة ومن الغرور والكبرياء… وقد لمست بطريقة أو بأخرى أن أصحاب القرار أو المحيطين بهم لا يعترفون بالفضل لأصحاب الرأي وكذلك أصحاب الرأي لا ينتظرون شكرا أو تنويه من أحد المهم آرائهم وأقوالهم واقتراحاتهم آتت أكلها وأعطت نتائجها واقتراحاتهم إيجابية تهم مصلحة الأوطان والبشر وعباد الله. وفي هذا الإطار والسياق كنت عبر هذا الموقع تقدمت للدكتور محمد الهاشمي الحامدي، مدير قناة المستقلة، خلال شهر أوت 2007 بعدة مقترحات مغاربية تهتم أخبار وذكريات وطنية وأحداث هامة ومواقف وتحاليل تهم المغرب العربي الكبير نظرا للفراغ الحاصل والملحوظ في تلفزتنا بالخصوص ونسبة 70 % منها مخصص للغناء والرقص والمسلسلات الهابطة والرياضة والفن وحتى الطبخ وأصناف الطبخ وبعض العائلات لم تجد رغيف الخبز بالهريسة والآخر يتحدث على أرقى المأكولات الشهية وأصنافها  ومع الأسف هذا يتم بثه في التلفزة الوطنية، وبدون تعليق…، قلت اقترحت على الدكتور الحامدي تخصيص ملفات مغاربية ومشكور استجاب لاقتراحاتي وعمل بها وهذا والله شيء إيجابي… وقد شاهدنا ملفات مغاربية هامة وحوارات مفيدة وأحاديث صريحة ومساهمات قيمة ونقاشات صادقة. وأسلوب حواري راقي وتابعنا بكل اهتمام هذه الحلقات وقد نشرت في مقالي يوم 12/02/2008 أن جل المتدخلين من المغرب والجزائر وموريتانيا. أبدعوا وتألقوا ونجحوا في الحوار وقد استفدنا من هذه الحوارات الصريحة والتي شارك فيها ممثل حزب العدالة والتنمية الأستاذ عبد اللاه بنكبران والأستاذ محمد اليتيم عن حزب العدالة والتنمية بالمغرب، والأمين عبد الحميد نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان بالمغرب. والدكتور محمد الصبار رئيس جمعية الإنصاف والحقيقة في المغرب. والأكاديمي الأستاذ الجزائري والأستاذ محمد الهادي الحسني أستاذ الشريعة الإسلامية، ومقران آيت العربي المحامي والحقوقي وعبد الرزاق قسوم أستاذ الفلسفة في جامعة الجزائر والأستاذ محيي الدين بن عميمور الوزير السابق للإعلام في الجزائر والكاتب والصحافي سعيد ولد الحبيب من موريطانيا. وكان حوارهم صريحا ومفيدا للغاية وعبروا بكل صدق ووضوح وشفافية وهم في بلدانهم أحرار وقد علقت وقلت بودي أبناء تونس الخضراء أبناء جامع الزيتونة البلاغة والبيان واللسان العربي الفصيح أن يعبروا في هذا المنبر الإعلامي بوضوح دون خوف ولا خشية ولا حسابات ولا نفاق، وكذلك دون انبطاح ومذلة ومدح مفرط واقترحت أن يكون الحوار معتدلا لا للتنكر للماضي المجيد ورجالاته وزعمائه وأبطاله ولا للمدح المفرط للحاضر حتى يصبح نفاقا وطمعا ومذلة وغاية لجمع المال وكسبه بطرق ملتوية… مثلما يفعل بعضهم وبدون تعليق… ونرجو بعد الحصص العشرة التي خصصتها قناة المستقلة لإخواننا في المغرب والجزائر وموريتانيا أن تهتم بنقل البرنامج ملفات مغاربية إلى تونس وليبيا وتختار المعتدلين النزهاء الصرحاء المتشبعين بالثوابت والقيم ونرجو من الدكتور الحامدي أن يعطي الفرصة لأبناء الوطن أبناء الصراحة والنظافة المعتدلين الصادقين الأوفياء للتاريخ وللوطن وللدين الإسلامي الحنيف. وأن يبتعد عن أهل النفاق والشقاق والفتنة والغرور وكسب المال المنبوذين المارقين الغارقين في اللهو واللعب. قال الله تعالى :  » مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يظلل الله فلن تجد له سبيلا » صدق الله العظيم ملاحظة : المناضل الوطني لا يملك دراجة عادية والمنافق الجديد الشيوعي له سيارة فخمة ومدخول هام والسيارة 607 وأموال وسهرات وهو من التجار الكبار لبيع الكلام الفارغ من أجل المال… وبدون تعليق…   محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354

 

 
ما القضية؟
ناصح أمين
ما القضية!؟ لو مكثنا الدهر غُرباً خارج السرب نُغنِّي ويُعَـوَّى فيه ذئبٌ يلبس الريش إماماً في صلاة وطنيّـة ما القضية!؟ حين كنا مُعتَمِين أوقد « القائد » شمعة أولاً كانت هدية من وراء البحر جاءت ثم بعد الأقدميّة نترك الماضي تراثاً لنعيش الرفاهيـة ما القضية!؟ حينما الإرهاب خرقٌ يفقد الأمّة أمناً فيمدنا بالأمن عونٌ من بلادٍ أجنبيّـة مَن يسمي العون جُبناً؟ أو يسميه هواناً في العيون الأمريكيّـة؟ ما القضية!؟ حين تسعى العربيّـة خلف ذيل الأعجميّـة حرَّةً تطلب عُرفاً أو موديلا أو رجيماً أو حياة جنسانيّـة تجعل الشبان فينَا عازفين السنفونية ما القضية!؟ لو رقصـنا أو لعبـنا أو ضحكـنا أو طربـنا أو لبسنا العُريَ ثوباً أو طلبنا الكأس فخرا أو شربناها فداءً للسياحة التونسيّـة 


 

 تصنيع الأحلام المحرمة

 فريد خدومة

بسم الله الرحمان الرحيم الإهداء أهدي هذه القصيدة الصاخبة إلى كل الشعراء الذي آمنوا بأن الشعر شر لا بد منه أبو الشهيد

تتثاقل الأشواق تنساب مثل الريح تحاول أن تصرخ في المهد تصارع لأجل أن أراها تشدني أغرسها في القاع أسقيها و قبل الاخضرار أدوسها تدوسني الأشواك لأبقى وحدي في ثراها مُيمّم الوجه لقبلتين ***

ألومها لأنني لا أملك مفتاح رفضي لا أملك قنابل للقصف لا أملك الرغيف للمشرد لا أملك الحليب للرضيع في المنافي خذيني يا أشواق رهينهْ تفتض في معسكر العرب رجولتي ما عدت أحتاج إلى رجولتي فقصة البطولة سرقتها و لفظة البطولة من لغتي أسقطتها مذ …!! ذرفت الدمع كالثكالى و ابتعت من مونيكا (1) علبة السجائر و اخترت للفياقرا(2)

من ثلوج سويسرا قطعتين

*** في غرفتي الصغيرهْ أحاول أن أرسم صورة جديدة لبيل (3) أو مونيكا أحاول في القيد أن أكتب إعتذارا *** أن أقنع الحيارى مونيكا تطعم المشرد همبرقر(4)

تلبسه ملابس جديدة و خالتي تطعمني قديدا تلبسني بقايا من بقايا روبافيكا (5) لأسير في الشوارع لأهتف أمريكا أمريكا أنقذنا من ذنوبنا يا راعي البقر يا سيدي مايك قيفير(6) المشهور في الأثر أعراضنا أمانة لديك تحفظها إن شئت بالشبح سمعت طفلة في الغسق بحمده تسبح تسبني دونما إشفاق ليلتين ***

……………………………… (4)سندويش أمريكي مشهور (5) اللباس المستعمل (6) سلسلة بطولية أمريكية أشتهر البطل فيها بالتهويل إلي درجة خيالية

 

في قمة اعترافي بالألم لا أنكر بأنني قد نمت ألف ليلة لا أنكر بأنني أعوم في البترول و عندي في قصوري ألف ساريه و ألف ألف جارية لا أنكر بأنك جعلتني رسولا لا أنكر بأنك سميتني أميرا أتنكر و أنكر بأننا في آخر المطاف قذارة من طين تِشققت نصفين ………………………………

أشواقي الحزينة أخيرا قررت أن تصنع الحبال من جدائل النساء أن تبقر الصدور أن تفجر الشفاه فجئت بعد عام أهديها ألف آه أفتش عن أثر لباقي الحبال أفتش عن قطعة من حجر أرمي بها الجباه وجدتها ملبده بعرق أطفال تولدت أحلامهم هناك بين الضفتين ……………………………….

تتثاقل الأشواق فوق عيني و الجفون تحاول أن تهمس في سري كي أكون تحاول أن تجمع تبعثري كي يستحي لتستحي يا آخر الذكور في القبيله قررت أن أكون سيد القبيلة أعدمت مرتين …………………………………….. أنا أيتها الأشواق متهم بأنني ثقبت ذات مرة طبقة الأوزون أواه إنني متهم مسكين أستجدي أهل الصين كي يثقبوا الأباري7 لي كي أرقع إزاري …………………… (7)إبرة خياطة

أستجدي أهل جنوة الكرام كي يصنعوا البيتزا8 لي كي يحفظولي جوعتي أستجدي أهل بيل كي يتركوا مونيكا لي كي يحفظوا ذكورتي فكيف يا أشواقي أتهم بأنني ثقبت ذات مرة طبقة الأوزون و ربما غدا أتهم بأنني من أغرق فرعون و ربما غدا أتهم بأنني أهرب الحيارى خلف الكون أبيع في الأفيون و الزيتون بالله يا أشواقي إياك أن تصدقي بأنني أقلعت ذات وعي عن غسلها الصحون

 

………………………………….. (8) الأكلة الإيطالية المشهورة

حاولت ذات مرة أن أفتش بداخلي عن بذرة الرجوله وجدتها أخرجتها ..غربلتها.. نظفتها .. خبأتها.. بداخلي وسرت للميدان صرحت في الصحافة المكتوبة ظهرت في التلفاز ألف مرة شتمت في المذياع آخر الأعراب فخرجت من داخلي منتفخة تطوست9 قطفت زهرتين قبلت قينتين نصبت خيمتي وصحوت في جنودي بأنني جبان لعبت مرتين

 

……………………………….. (9) أصبحت كالطاووس في خيلانه

أحمل لوحدي ذنوب أجدادي العظام أحمل الأخطاء و الأهواء أتوب من ذنوبهم فلا أرى الأحفاد يغفرون أنا المأساة ليست باختياري وكربلاء لم تجسها دباباتي و لم أر الحسين يستغيث لم أرفع المصاحف لم أرتد السواد ما ذنبي إن كنت علي الحياد أحب جعفر أحبه لأنه من صنع التاريخ في الجنوب لأنه من طارد صهيون في الثقوب أحبه لأنه تزوج كاتيوشا10 أنا أتهم بأنني أحبه و كيف لا … وقد ورثت نكبتين

……………………………………. (10)صواريخ أرض أرض

متهم أنا بأنني ثوري بأنني وجدت كي أعيش كالأبي أتسمعين بثروة لصاحب الحمار بالأمس وضعوا القيود في يدي علقت حد الانهيار لا أدري كم سيجارة علي كتفي قد أطفئت لا أدري كم من زهرة من عمري قد قطفت لا أدري من يكون صاحب الحمار أواه إنني متهم بأنني غبي متهم بأنني ثوري في غمرة الهزيمة المقدسة صحت بوجهه أنا أنا … نعم أنا قال أنت أنت قلت نعم أنا الحمار و هذه شكيمتي وشهرتي أبو بردعتين

……………………………….

كسرت يومها زجاجة الأشواق ذاكرتي تلبدت توقفت عقارب الساعات أبحرت للجنوب خلفت خلفي غرناطة إشبيليا و العطور و آخر القصور ولعنة الملوك و الطوائف بالأمس ذات عزة أرسلت نور المعرفة يطوف بالأفاق أحصيتها النجوم غيرت مسرى الريح خرجت من غرناطة جريح أجر خيبتين ……………………………..

ممزق أنا بداخلي بركان أسير مثل التائه إذا رأى الشمال يجري إلى الشمال إذا رأى الجنوب يمشي إلي الجنوب إذا رأى الخطوب يتيه في الثقوب ويبكي رحلتين ………………………………

أنا ولدت في الجنوب وجدت كي أكون كالنخيل في الرمال وجدت كي أكون في الجنوب للجنوب وجدت كي أكون في الشمال للجنوب تبت من الأحلام وجدتني بلا جنوب أو شمال لا الريح بي رحيمه فتكسر الألواح أو تمزق الشراع لأنني أسير لحظتي أسيره جدي هنا و عرقي و قاتلي أشواقي تعافني لأنني أدمر بقلبي حصونه قلبي الذي يدعوني كي أتوب من جنوني أو جنونه يدعوني كي أغادر الشمال للجنوب وعدت فوق الريح أقسمت بالرمال و النخيل أن أغرس في الفجر بقلبي نخلتين ……………………………..

تلموني لأنني كفرت بالعشاق فليلى ليست لي وحبها ما عاد يستهوي شقوتي فليلتي أصيله و ليلتي كالورد في الخميله وقد غيرت وجهتي جاكلين صارت لي و لورا اليوم من مباهجي تبيعني ما شئت من زهورها أقطفها أشمها أدوسها أرميها في الزباله أعلق جاكلين في واجهة البلور أبيعها بالجملة من يشتري من يشتري أبيعها تفصيلا تجفف في الشمس أتركها قديدا أصدرها أبيعها تعليبا حفظت من تمدني بأنني نخاس هذا العصر أشتري غلاما في السماء أبيعكم غدا جاريتين ………………………………….

نعم أيتها الأشواق أنا حقا كما أراك تدعين أصنع الأحلام غدا نصير أمه غدا نوحد الألوان وجدته ذاك الذي قد سمي غدي مكبلا بقيد من حديد أقلعت عن أحلامي المحرمه أخذت قلما أعدته كي أكتب وصيتي صنعت في الخريطة القديمة خطوطا قسمتها أنهارا و شطوطا غيرتها الجبال و الرمال و البيوت تشكلت أوطان أعطيتها السيوف و السياط أعطيتها السجون و المحاكم صنعت لها الأعلام و الأحلام أعطيتها المقاعد أعطيتها الحقائب سلمتها مصيري

فأعدمتني مرتين ……………………………………

كل القضايا علي المقاعد الوثيرة تحل إلا قضيتي تحل في الطريق تحل بالحجارة تحل بالحريق ولدت عند الغاره أنا فتي الحجارة يا سارق الأحلام و البريق من قال أن ساعدي قد كل من قال أنني أصبت بالممل مازلت أقذف الحجارة المقدسة أنا وجدت كي أكون للفداء تبا لنا تبا لنا إن كنا في أوسلو سنصنع قوارب للعودة أوسلو سيدي تعافها الحجاره تمهل سيدي فقدسنا لنا شمالا وجنوبا سنقذف الحجارة إلي مدى الغروب سنقذف الحجارة إن لم يكن غروب سنقذف الأرواح إن لم تكن حجاره لن تعرج يا سيدي إلى السماء لن تعرج علي حجارة النبي لن تعرج معي علي البوراق لحظتين ………………………………….

لأنني لا أملك إرادتي أعيش مثل مارد في قمقم القمقم في أسفل المحيط المارد مكمم ..مكبل.. مقيد في قلبه أشواق في صدره زعيق في قلبه بركان لو أراد يستفيق يفجر القمقم يفجر المحيط يشتاق للحياة كيفما تكون بصخرة بشاطئ بغابة زيتون تمنى لو يبوح بشوقه لرنة القيثار تمنى لو يصيح بالله إمنحوني عطلة صغيرة أجرب لمرة حرية التعبير …………………………………….

أنا فتى صغير أمنيتي من غابر الأزمان لو أطير فوق المنع والتحجير لا أرتضى المقاعد المريحة لا أرتضي العطور أمنيتي قصيدة جديدة لا تدخل القصور عفوا !! إذا أسرفت في الأماني يكفيني بعد اليوم رغيفا من شعير و حبة زيتون يكفيني كل عام أن أصرخ في وجهكم لو حدي مرتين ………………………………..

أشواقي تعثرت تجمعت.. تلبدت.. تكسرت فأنتجت قصيده واعية صادقة محرقه تطوف بالأسواق تعانق الأرامل تراقص اليتامى تسامر العشاق قصيدتي الجديده أثوابها بالية حافية الرجلين تحب الكادحين تراها في المقاهي قصيدتي مشتته تجمعها الطفوله تصنعها الشعوب قصيدتي غضوبه لا أدري كيف جاءت لا أدري كم حملتها أتسعا أم تسعين لا أدري هل تعينني أم قصيدتي أنا لها معين هي غدت مطارده حملتها بصدري خبأتها لأنها تحبني تفجرت بداخلي قصائد جديده جديده جديده كطفل في التسعين ………………………………..

أنا أيتها الأشواق قررت أن أهواه قبل أن أكون ذارته في صدري تنساب مثل الريح تنساب مثل الروح من غابر الأزمان مياهه تدفقت بين الصخور رجوتها أن تمنح الحيارى فرصة أخيرة فأعلنت عصيانها حولتها مجددا فانفجرت بكامل الوطن هنا هناك عند ذلك المنحنى ثائرة غاضبة لا ترضى بالتسويف لا ترضى بالوعود رأيتها الشوارع غارقة في الرفض حتى القارعة بالأمس كانت فارغه يرتادها العسس وجامعي القمامة لاهجة بذكرها الأفواه أوصالها ممزقه تصيح في الجموع تسير في خشوع نحو المقبره قصيدتي مكفنه يفوح منها العنبر قصيدتي شهيده لأنها جديده لأنها الشعوب قد أدركت طريقها قبل الغروب عانقتها مكفنه أشعلتها … تفجرت عرجنا للسماء و المرة روحين سجن برج الرومي بنزرت 1995

 


 

جامعة الزيتونة قطب تنويري ومنارة للفكر الاسلامي

مفخرة تونس والعالم الاسلامي والعربي تواصل نشر العلم والفكر التنويري والحفاظ على الهوية الاسلامية.

 

تونس – من الحبيب الشريف

 

تناقش جامعة الزيتونة التونسية سنويا أكثر من 50 رسالة من درجات الماجستير والدكتوراه في العلوم الإسلامية بالإضافة إلى تكفلها بطبع ونشر بعض الأطروحات المتميزة.

 

ويضاف إلى إصدارات الجامعة ومطبوعاتها مجلتي « المشكاة » و »التنوير » المتخصصتين.

 

ويوجد بالجامعة مكتبة مركزية تحوي أكثر من 60 الف كتاب، و531 رسالة جامعية، وكثير من الإصدارات والمجلدات وأمهات الكتب الإسلامية.

 

وقال رئيس الجامعة سالم بويحي أن الجامعة وبالإضافة إلى ذلك تنضم العديد من الندوات والمؤتمرات واللقاءات المحلية والدولية ولها اتفاقيات مع العديد من الجامعات الإسلامية والعربية والأجنبية.

 

وكشف بويحي عن مشاريع مستقبلية تعتزم الجامعة إنشاءها كمؤسسة جديدة تختص في التكوين في مجال الحضارة الإسلامية والحضارات المقارنة، وإحداث أستاذية ثانية في المعهد الأعلى لأصول الدين في اختصاص الحضارة واللغات، بالإضافة إلى إحداث أستاذية ثالثة بالمعهد الأعلى لأصول الدين في اختصاص « تقنيات صيانة التراث الإسلامي ».

 

وأكد بأن نظام الدراسة بالجامعة يهدف إلى تحقيق ضمان تكوين معرفي يؤهل المتعلم لاكتشاف ما في قيم الإسلام عقيدة وفكراً وحضارة من أسباب الارتقاء بالذات البشرية إلى مصاف الشخصية الحرة المسؤولة المقتدرة على الجمع بين الوفاء لنبل مقاصد الدين وضرورة الاستجابة السليمة لمقتضيات الحياة، وترسيخ الوعي بأن الفكر الإسلامي، في كل أبعاده هو ثمرة الجهد الذي بذلته أجيال العلماء المبدعين والمجتهدين.

 

وأشار إلى أن الجامعة ستضل رمزا يختزل مدرسة فكرية دينية قوامها تسامح دائم ونظرة متجددة إلى الدين والتاريخ، وتوق إلى حياة روحية خصبة، وعمل دؤوب لخير الإنسانية، وتمكين المتعلم مما يؤهله للتفاعل المعمق مع الثقافات والحضارات وإثراء الفكر الإسلامي والإنساني.

 

وعن تكوين جامعة الزيتونة يؤكد سالم إن التكوين الأكاديمي بحكم كونه ينتمي إلى جامعة إسلامية، إنما يعود بالأساس إلى العلوم الإسلامية تضاف إليها العلوم الإنسانية التي تعتبر ضرورية مثل علم الاجتماع، وعلم النفس والانثربولوجيا، وعلم الاقتصاد، ومقارنة الأديان مع الاهتمام باللغات الأجنبية والمواضيع الراهنة مثل حقوق الإنسان.

 

مضيفا بأن الجامعة تهتم بالتكوين الثقافي الذي يعد أساسياً بجامعة الزيتونة، عبر النوادي والرحلات الدراسية والاستطلاعية واللقاءات الفكرية.

 

أما التكوين الرياضي فيتم عبر ممارسة مختلف الألعاب الرياضية.

 

ويتبع جامعة الزيتونة المعهد الأعلى لأصول الدين، والمعهد الأعلى للحضارة الإسلامية، ومركز الدراسات الإسلامية بالقيروان.

 

ويبن رئيس الجامعة بان المعهد الأعلى لأصول الدين يمنح أستاذية في العلوم الشرعية والتفكير الإسلامي، وهو خاص بالتونسيين في المرحلتين الأولى والثانية، كما يقوم بتكوين طلبة الدراسات العليا في جميع الاختصاصات الراجعة بالنظر إلى جامعة الزيتونة « الماجستير » و »الدكتوراه » في العلوم الإسلامية.

 

أما المعهد الأعلى للحضارة الإسلامية فإنه يضطلع بتكوين الطلبة الوافدين في العلوم الإسلامية وبتنظيم تدريس اللغة العربية في مرحلة تمهيدية مدة سنة أو سنتين حسب حاجة الطلبة الذين لا يحسنونها ومراعاة لمتطلبات بلدانهم وتضم المرحلة الثانية ثلاثة اختصاصات: أصول الدين –الشريعة– الحضارة الإسلامية وأغلب طلبة هذا المعهد يحصلون على منح تونسية ويتمتعون بكل الخدمات الجامعية من سكن ونقل ورعاية صحية.

 

أما مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان فيبين بويحي هنا الى أنها مؤسسة للبحث اعلمي تتمثل مهامها بالتعريف بالحضارة الإسلامية وما قدمته للحضارة الإنسانية، وتوفير المعلومات الموضوعية التي تساعد على فهم الإسلام، ودعم البحث العلمي وتطويره وانجاز الدراسات والبحوث في ميدان العلوم الإنسانية والتعريف بإعلام تونس وافريقية في مجال العلوم الإسلامية.

 

واستعرض رئيس الجامعة بعضا من نشاطات الجامعة كعقد ندوات علمية يشارك فيها المختصون من تونس والعالم الإسلامي وباقي بلدان العالم.

 

وعن الشهادات التي تمنحها الجامعة وتخصصاتها أشار الى أن الجامعة تمنح شهادات علمية في الدراسات الجامعية للمرحلة الأولى في العلوم الشرعية والتفكير الإسلامي، والدراسات الجامعية للمرحلة الأولى في العلوم الإسلامية، والشهادة الوطنية للأستاذية في العلوم الشرعية والتفكير الإسلامي، والشهادة الوطنية للأستاذية في العلوم الإسلامية، وفي اختصاص أصول الدين، وشريعة إسلامية، وحضارة إسلامية، و تمنح أيضا شهادة الماجستير في اختصاص أصول الدين، الشريعة الإسلامية والحضارة الإسلامية وتمنح الدكتوراه في العلوم الإسلامية بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية.

 

وحول تطوير مناهج التدريس في الجامعة يؤكد رئيس الجامعة أن نظام الجامعة يتطور باستمرار، ويندرج ضمن إصلاح التعليم العالي مسايرة للتعليم الأوروبي المتقدم، حيث يمنح الطالب إجازة تطبيقية في فنون التراث الإسلامي بعد مرحلة على سنوات من حصوله على الإجازة، وبالتالي تفتح آفاق جديدة للطالب للحصول على فرص عمل في مجالات متنوعة.

 

وبالمناسبة فإن المعهد الأعلى للحضارة الإسلامية التابع للجامعة يخرج الكثير من المتخصصين في مجالات تخصصية معينة سواء للتونسيين أو لغيرهم ممن يدرسون بالمعهد.

 

كما يمنح المعهد الأعلى لأصول الدين التابع للجامعة الماجستير والدكتوراه للدارسين في تخصصات قسمة الفرائض ويتم التنسيق مع وزارة العدل للتونسيين لإيجاد فرص عمل للمتخرج في المحاكم التونسية.

 

كما أن الجامعة تمنح المتخرج شهادة الماجستير، وتعينه في كيفية إحداث وتكوين مؤسسة يستطيع كسب قوت رزقه منها، وهذا نظام جديد تتبعه وتطبقه الجامعة على كل المنخرطين في الدراسة بها.

 

(المصدر: موقع ميدل ايست اونلاين (بريطانيا) بتاريخ 13 فيفري 2008)

الرابط: http://www.meo.tv/?id=58239


خبراء: وثيقة تنظيم الفضائيات « مقصلة » للرأي الآخر

     

    الجزيرة نت-القاهرة   انتقد خبراء وإعلاميون وثيقة تنظيم البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية والتي أقرها الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب في القاهرة أمس. واعتبر الخبراء هذه الوثيقة ردة إلى عصر الوصاية على الجماهير بحجة إسباغ قدسية على المؤسسات الحاكمة. ويقول أكاديميون إن الوثيقة التي نصت على احترام حرية التعبير قيدتها بتعبيرات فضفاضة قابلة للتأويل والتفسير، ما يضيق هامش الحرية إلى الحد الذي يعرض القائمين على الفضائيات العربية إلى الوقوع تحت طائلة تشريعات وطنية مكبلة لعملهم. الجزيرة وأخواتها واعتبر أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور صفوت العالم أن الوثيقة تستهدف مجموعة البرامج والقنوات الفضائية التي تعرض الرأي والرأي الآخر، كونها أصبحت كابوسا لبعض الحكومات العربية التي لم تتعود على سماع الرأي الآخر، وقال إن « الأمر يتعلق بوضوح بالجزيرة وأخواتها ». وأضاف العالم في تصريح للجزيرة نت أن الوثيقة تجاهلت معالجة القضايا المهنية لمشكلات الفضائيات المتراكمة منذ عام 1987، وقال « لم تتعرض الوثيقة للبرامج الإباحية وحلقات الجدل والشعوذة والإعلانات الوهمية، لكنها ركزت في بنودها على كلام فضفاض يصلح كمقصلة لمحاسبة أي برنامج أو قناة لمجرد عرض الرأي المخالف للحكومات ». وانتقد الفقرة التي تتحدث عن ضرورة وجود 30% من مواد القناة من الانتاج العربي المشترك، وقال « قبل إقرار هذه الفقرة، هل سأل الوزراء العرب أنفسهم أين هي البنية والهيكل للإنتاج البرامجي العربي المشترك؟.. الوثيقة تجاهلت البحث في كيفية بناء البنية التحتية للإعلام العربي واكتفت بالحديث عن العقوبات ». لكن وزير الإعلام السوداني الزهاوي إبراهيم مالك نفى أن تكون الوثيقة قد تضمنت قيودا على حرية التعبير، مشيرا في تصريح للجزيرة نت إلى أن التقدم التقني الهائل في وسائط الإعلام يجعل من العبث تصور أن يؤدي تطبيق الوثيقة إلى مزيد من القيود على حركة الفضائيات العربية. وأردف الزهاوي بأن الهدف من إقرار الوثيقة « تهذيب وتقييم » نتائج الثورة التقنية للاستفادة من إيجابياتها والحد من تأثيراتها السلبية، مشيرا إلى أن بلاده اقترحت إنشاء مفوضية عربية للإعلام كآلية لتنفيذ ما جاء في الوثيقة. اعتقال المشاهدين   الإعلامي والكاتب المصري عبد الحليم قنديل وصف الوثيقة بأنها « سياسية بامتياز »، وقال « إنها ووسط نصائح أخلاقية -لا جديد فيها- دست العديد من التعبيرات التي تعيد فكرة القدسية للمؤسسات الحاكمة عبر الحديث عن عدم تجريح الرموز الوطنية وهو تعبير فضفاض، والهدف بوضوح كان مواجهة المعارضة في الفضائيات ». واعتبر أن « أخطر ما تضمنته الوثيقة هو تجريم ليس فقط البث بل الاستقبال، ما يعني أن الأنظمة العربية قد تذهب إلى حد لا يتخيله عقل بأن تعتقل من يشاهد قناة تعتبرها هذه الوثيقة غير مطابقة للشروط ». واستغرب قنديل « دعوة مجلس وزراء الإعلام العرب إلى جلسة استثنائية لمناقشة قضية مطروحة منذ عقود، وكذلك حالة التشنج التي بدت على وزير الإعلام المصري وتهجمه على الإعلاميين خلال الاجتماع ». وقال إن تحفظ قطر ولبنان على الوثيقة ثم معارضة قطر لإقرارها « يؤكد أن هاتين الدولتين هما الوحيدتان في المنطقة اللتان تؤمنان بحرية الإعلام وبالديمقراطية وتعملان على حمايتها ». وأكد أن مصير الوثيقة الفشل لأنها لا تملك آلية عملية لمنع البث الفضائي للقنوات العربية، وقلل من الإجراءات العقابية التي توعدت بها الوثيقة القنوات المخالفة، مستشهدا بقناة الجزيرة التي أغلقت مكاتبها في العديد من العواصم العربية لكنها ظلت رائدة الإعلام العربي. وكان وزير الإعلام المصري أنس الفقي قد قال إن الوثيقة تعد قرارا نافذا بإجماع وزراء الإعلام العرب، مشيرا إلى أن تحفظ دولتي قطر ولبنان على الوثيقة تحفظ قانوني وليس سياسيا.   (المصدر: موقع « الجزيرة.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 فيفري 2008)
 

قطر تتحفظ على اعتمادها في انتظار دراستها من النواحي الفنية والتشريعية… وثيقة عربية جديدة لتنظم البث الإذاعي والتليفزيون العربي

القاهرة – مراد فتحي – وكالات :   تحفظت دولة قطر على نظام جديد أقره وزراء الإعلام العرب لتنظيم البث الاذاعي والتليفزيوني في انتظار دراسته من النواحي الفنية والتشريعية في الدولة، وقال السيد محمد المالكي القائم بأعمال مندوبية قطر لدى الجامعة العربية ان اعتراضه على هذه الوثيقة لا يرجع لموقف سياسي، وإنما لموقف فني لإتاحة الفرصة أمام الجهات المسؤولة في الدولة لتدارس الوثيقة. والنظام الذي تم اقراره تفرض بموجبه الحكومات العربية قيودا على عمل محطات التليفزيون الفضائية الخاصة عبر ضوابط مقيدة للبرامج السياسية.   وقال مسؤولون في الجامعة ان وزراء الاعلام اعتمدوا النظام الذي أعده خبراء من وزارات الاعلام في الدول العربية الذي يضع مبادئ وأطرا لتنظيم البث والاستقبال الإذاعي والتليفزيوني عبر الفضاء فى المنطقة العربية. ويتضمن النظام الجديد 13 بندا تهدف الى وضع مبادئ تنظيم البث الفضائى وعمل اكثر من 400 محطة تليفزيونية عربية تمتلكها وتديرها حوالي 60 هيئة للبث في الدول العربية.   وتضع الوثيقة التي تحفظت عليها قطر، مبادئ حاكمة للبرامج السياسية ومنها منع ما تسميه بالتحريض على فساد الأخلاق والالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع العربي. كما تؤكد الوثيقة ضرورة الالتزام بالموضوعية والأمانة واحترام كرامة الدول والشعوب وسيادتها الوطنية وعدم تناول مادتها أو الرموز الوطنية والدينية بالتجريح. وتدعو الوثيقة ايضا الى ضرورة الامتناع عن بث كل ما يسئ الى الذات الإلهية والأديان السماوية والرسل والمذاهب والرموز الدينية الخاصة بكل فئة.   وتدعو الوثيقة الى الالتزام باحترام مبدأ السيادة الوطنية لكل دولة على أرضها بما يتيح لكل دولة الحق في فرض ما تراه من قوانين ولوائح أكثر تفصيلا والالتزام بمبدأ ولاية دولة المنشأ دون اخلال بحق أي شيء أو كيان في اللجوء إلى أجهزة تلقي الشكاوى وتسوية المنازعات التي تنظمها هذه الوثيقة. وفي ما يخشى من انه موجه اساسا الى البرامج الحوارية اكدت الوثيقة مراعاة أسلوب الحوار وآدابه واحترام حق الآخر في الرد.   ووفقا للوثيقة فان على هيئات البث ومقدمي خدمات البث الالتزام بتطبيق المعايير والضوابط المتعلقة بالعمل العربي وهي احترام كرامة الإنسان وحقوق الآخر في كامل أشكال ومحتويات البرامج والخدمات المعروضة. وتؤكد الوثيقة على المحطات التليفزيونية ضرورة صون الهوية العربية من التأثيرات السلبية للعولمة والالتزام بالصدق والدقة فيما يبثه الإعلام من بيانات ومعلومات وأخبار واستيفائها من مصادرها الأساسية السليمة. وتشير الى اهمية احترام ما تسميه بخصوصية الأفراد والامتناع عن انتهاكها بأي صورة والامتناع عن بث كل أشكال التحريض على العنف والإرهاب مع التفريق بينه وبين مقاومة الاحتلال والامتناع عن وصف الجرائم بكل أشكالها وصورها بطريقة تغرى بارتكابها أو تنطوي على اضفاء البطولة على الجريمة ومرتكبيها أو تبرير دوافعها. وقال مشاركون في الاجتماع الاستثنائي للوزراء العرب ان المشروع الذي تبنته كل من مصر والسعودية يرمي لوضع ضوابط جديدة تلتزم بها جميع المحطات الفضائية العربية التي لديها تراخيص بث من الدول العربية. وتتجه الدول العربية الى جعل الوثيقة ملحقا بالعقد الذي توقعه ادارات المحطات مع جهات البث بحيث يضع عقوبات محددة عند مخالفة هذه الضوابط، تشمل الغاء الترخيص.   وأكد أنس الفقي وزير الاعلام المصري رئيس الاجتماع في مؤتمر صحفي عقده في ختام الاجتماع ان القرار الصادر عن المجلس الذى اعتمد وثيقة  » مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الاذاعى والتليفزيونى في المنطقة العربية  » هو قرار ملزم لكل الدول التى وافقت عليه .. وقال ان قطر تحفظت على الوثيقة وليس على القرار الذي صدر باغلبية الاصوات، مشيرا الى ان رئيس وفد قطر اصر على تسجيل تحفظ بلاده على وثيقة المبادئ لانه يريد عرض الوثيقة على الجهات التشريعية في قطر وليس هذا التحفظ هو موقف سياسي حتى لا تتضمن الوثيقة اعتراضات لا تتفق والقوانين في قطر.. واكد ان هذا التحفظ من حق قطر والقرار الصادر عن الوزراء نافذ.   واضاف ان الخطوة التالية لاعتماد الوثيقة هى اقرار آلية للتطبيق سيتم التوافق حولها بعد التعرف على مرئيات الدول العربية وعرضها على الاجتماع القادم لمجلس وزراء الاعلام العرب في دورته العادية في شهر يونيو المقبل بالجامعة العربية. واوضح ان هذه الوثيقة توجد بشأنها مقترحات عدة منها انشاء مفوضية للاعلام او انشاء مجلس للاعلام او تطوير مهام اللجنة الدائمة للاعلام العربي، وهذه المقترحات كلها ستكون قيد الدرس من قبل لجنة الاعلام العرب وفرق خبراء الاعلام قبل عرضها في شكلها النهائي على الاجتماع القادم لوزراء الاعلام في يونيو 2008. وذكر ان الاعلام العربي الرسمى لا يستحوذ سوى على 20% فقط من عدد القنوات الفضائية العربية مؤكدا ان الهدف من هذه الوثيقة هو تنظيم عملية البث من خلال مجموعة من المبادئ والمعايير لهذه القنوات سواء كانت حكومية او خاصة.   ومن جانبه أكد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية في كلمته التي القاها نيابة عنه السفير محمد الخمليش الامين العام المساعد لشؤون الإعلام ان اعتماد هذه الوثيقة ومناقشتها من قبل وزراء الإعلام هو دليل جديد على اتساع مظلة منظومة العمل الجماعي العربي بحيث اصبحت تغطي كافة مجالات الاهتمام العربي المشترك وعلى النحو الذي يبرهن على جدوى العمل الجماعي العربي.   وشدد موسى على ضرورة مواكبة الإعلام العربي لكل التطورات من خلال تحديث ميثاق الشرف الإعلامي العربي والتوافق على وثيقة مبادئ تنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية. واعتبر ان هاتين الوثيقتين وهما ميثاق الشرف ووثيقة تنظيم البث تضعان المنطقة العربية على قدم المساواة مع اقاليم العالم الاخرى بما توفرانه للإعلام العربي من اسس ومرتكزات مهنية وفق ارقى المعايير الدولية.   واكد على ان هاتين الوثيقتين تعليان من شأن حرية التعبير، وتؤكدان انهما ركيزة اساسية من ركائز الإعلام العربي، وتؤمنان للانسان العربي حقه في الإعلام وفي الحصول على احتياجاته من الخدمات الإعلامية التي تتميز بروح المسؤولية الاجتماعية واحترام كرامة الانسان وخصوصية الفرد.   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 فيفري 2008)
 
 


 

 

حزب الله: مقتل عماد مغنية أحد أبرز المطلوبين في انفجار سوريا

 
بيروت (رويترز) – أعلن حزب الله اللبناني يوم الاربعاء مقتل عماد مغنية القائد البارز في الحزب وأحد أبرز المطلوبين على قائمة الولايات المتحدة واسرائيل في انفجار سيارة ملغومة في دمشق يوم الثلاثاء.   واتهم حزب الله اسرائيل باغتيال مغنية الذي كان يرأس شبكته الامنية خلال الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 في انفجار ناجم عن قنبلة زرعت في سيارته. وحملت ايران اسرائيل مسؤولية قتله ونددت بالهجوم بوصفه من أعمال « ارهاب الدولة » فيما رحبت واشنطن بمقتله. غير أن اسرائيل نفت أي دور لها في الاغتيال الذي ينظر اليه باعتباره ضربة لحزب الله الذي خاض قتالا مع اسرائيل استمر 34 يوما في العام 2006. وكان مغنية (45 عاما) الذي قتل ليل الثلاثاء منذ فترة طويلة على قائمة المطلوبين الاجانب في اسرائيل التي كانت تطالب اما بقتلهم او القاء القبض عليهم كما كان على رأس قائمة المطلوبين في الولايات المتحدة قبل ظهور اسامة بن لادن كعدو اول للولايات المتحدة. وقال ماجنوس رانستروب خبير مكافحة الارهاب بالجامعة السويدية للدفاع القومي بستوكهولم لرويترز « ان مقتله يشكل ضربة قوية لحزب الله. وهو في غاية الدلالة. » والقيت عليه اللائمة في الهجوم على السفارة الامريكية وعلى ثكنة لمشاة البحرية الامريكية وكذلك الهجوم على قاعدة قوات حفظ سلام فرنسية في بيروت عام 1983 مما أسفر عن سقوط اكثر من 350 قتيلا. كما وجه الاتهام لمغنية فيما يتصل بتفجير السفارة الاسرائيلية في العاصمة الارجنتينية عام 1992 وخطف غربيين في لبنان في الثمانينيات. واصدرت الولايات المتحدة لائحة اتهام ضده بالتخطيط والمشاركة في خطف طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية العالمية (تي.دبليو.ايه) في 14 يونيو حزيران عام 1985 وقتل امريكي. واضاف رانستروب « بالنسبة للادارة الامريكية فان عماد كان اكثر الارهابيين المطلوبين اهمية قبل ظهور اسامة بن لادن. ولسنوات طويلة كانت فرق مخابرات عدة تبحث عنه وتحاول ان تجعله يدفع ثمن الهجمات المنسوبة اليه. »  وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان « العالم صار مكانا أفضل من دون وجود هذا الرجل. لقد كان قاتلا شرسا وارتكب أعمال قتل جماعية وهو ارهابي مسؤول عن قتل عدد لا حصر له من الابرياء. » وأضاف « كان سيخضع للعدالة بطريقة أو بأخرى. » ونعى حزب الله المدعوم من سوريا وايران مغنية ودعا انصاره الى المشاركة في تشييعه الخميس وجاء في بيان حزب الله « بكل اعتزار وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الاسلامية في لبنان بركب الشهداء الابرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والانجازات وفي شوق جديد للقاء الاحبة قضى القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الاسرائيليين الصهاينة. »    وأضاف حزب الله « لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا للصهاينة والمستكبرين ولطالما سعوا للنيل منه خلال اكثر من عشرين عاما الى ان اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة انبيائه والمفسدين في ارضه الذين يعرفون ان معركتنا معهم طويلة جدا وان دماء الشهداء القادة كانت دائما وابدا ترتقي بمقاومتنا الى مرحلة اعلى واسمى واقوى. »  وسجي جثمان مغنية ملفوفا بعلم حزب الله في قاعة سيد الشهداء في ضاحية بيروت الجنوبية بين اربعة رجال من حزب الله يرتدون زيا عسكريا فيما كانت عائلته وقادة الحزب يتقبلون التعازي.  وكانت الحرب بين حزب الله واسرائيل اندلعت في صيف عام 2006 عقب خطف جنديين اسرائيليين في غارة على الحدود.  وحسب تقديرات المخابرات الاسرائيلية فان مغنية كان له دور في التخطيط لعملية خطف الجنديين الاسرائيليين. وكان ايضا يتولى شبكة الامن في حزب الله التي برزت في اوائل الثمانينيات خلال الحرب الاهلية.  كما تتهم اسرائيل مغنية بالضلوع بالتخطيط في تفجير مركز يهودي في بوينس ايرس في العام 1994 في هجوم ادى الى مقتل 87 شخصا وتفجير السفارة الاسرائيلية في العاصمة الارجنتينية عام 1992 مما ادى الى مقتل 28 شخصا.  وقال داني ياتوم المدير السابق للموساد الاسرائيلي لراديو اسرائيل ان مغنية لم يكن فقط هدفا لاسرائيل ولكن للامريكيين وجهات اخرى عدة. اضاف انه كان من بين « الارهابيين » الذين تلاحقهم اجهزة مخابرات كثيرة.  وقال ياتوم انه كان من الصعب ملاحقته ووصف قتله بالضربة القوية لحزب الله مشيرا الى انه كان يتصرف بحذر شديد لسنوات طويلة وكان من المستحيل حتى الحصول على صورته ولم يظهر او يتكلم امام الاعلام وكانت هويته سرية وكذلك خطواته مما ادى الى صعوبة الوصول اليه خلال هذه السنوات الكثيرة.  وحاولت الولايات المتحدة القاء القبض على مغنية مرات عدة من ضمنها محاولة العام 1995 للقبض عليه عندما كان على متن طائرة كان من المفترض ان تحط على الاراضي السعودية. وقال دبلوماسيون ان المسؤولين السعوديين رفضوا السماح للطائرة بان تحط على اراضيهم. ولم يصدر اي تعقيب من السلطات السورية على هجوم الثلاثاء الذي وقع في منطقة سكنية تضم مدرسة ايرانية وقسما للشرطة ومكتبا رئيسيا للمخابرات السورية.    وقال شهود في المنطقة لرويترز انهم رأوا ضباط أمن وهم يسحبون الجثة من المكان فيما سارع عشرات من ضباط الشرطة والمخابرات الى الموقع. وقطرت شاحنة للشرطة السيارة المدمرة وهي نموذج جديد من نوع ميتسوبيشي باجيرو.  ويعيش مسؤولون بارزون في حماس بينهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في دمشق.   وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت « اسرائيل ترفض محاولات عناصر ارهابية لان تنسب لاسرائيل اي دور في هذا الحادث. »  وكانت منظمة الجهاد الاسلامي الموالية لايران والتي يعتقد على نطاق واسع أن لها علاقة بحزب الله وراء خطف عشرات الرهائن الغربيين ومنهم امريكيون في بيروت في منتصف الثمانينيات في وقت يعتقد أن مغنية كان يقود فيه المنظمة.  وقتلت المنظمة التي تأسست عام 1982 عددا من رهائنها وابدلت اخرين باسلحة امريكية لايران في ما عرف بعد ذلك بفضيحة ايران كونترا. وكان من بين الرهائن الذين قتلوا انذاك مدير وكالة المخابرات الامريكية المركزية في المنطقة. وكان شقيق مغنية قد قتل في هجوم مشابه في بيروت عام 1994 وقالت التقارير انذاك ان عماد كان الهدف الحقيقي لهذا الهجوم. وامضى مغنية معظم التسعينيات في ايران.  من ليلى بسام وتوم بيري
 (شارك في التغطية نديم لادقي في بيروت وادم انتوس واريا رابينوفيتش في اسرائيل)  

امريكا ترحب بمقتل القيادي بحزب الله

واشنطن (رويترز) – أشادت الولايات المتحدة يوم الاربعاء بقتل عماد مغنية القيادي بحزب الله في انفجار سيارة بدمشق ووصفته بأنه قاتل شرس مسؤول عن قتل الكثير من الناس. وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان « العالم صار مكانا أفضل من دون وجود هذا الرجل. لقد كان قاتلا شرسا وارتكب أعمال قتل جماعية وهو ارهابي مسؤول عن قتل عدد لا حصر له من الابرياء. »    وأضاف « كان سيخضع للعدالة بطريقة أو بأخرى. »  وقال مكورماك انه لا يعرف من المسؤول عن قتل مغنية الذي كان مدرجا ضمن لائحة أهم المطلوبين الامريكية بسبب مهاجمة أهداف اسرائيلية وغربية. واتهم حزب الله اسرائيل باغتيال مغنية ولكن اسرائيل نفت ضلوعها في تفجير السيارة الذي وقع يوم الثلاثاء وأسفر عن مقتله.  وهناك من يقول انه ضالع في تفجيرات وقعت في عام 1983 مستهدفة السفارة الامريكية وثكنات مشاة البحرية الامريكية والفرنسية في بيروت مما أسفر عن مقتل أكثر من 350 شخصا وتفجير السفارة الاسرائيلية في بوينس ايرس وخطف غربيين في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي.  وكان مغنية على لائحة اتهام أمريكية بسبب دوره في تخطيط وتنفيذ خطف طائرة أمريكية تابعة لشركة طيران (تي.دبليو.ايه) الامريكية وقتل راكب أمريكي في 14 يونيو حزيران 1985.   وقال مكورماك ان مغنية « مسؤول عن وفاة عدد لا حصر له من دول كثيرة.. ويمكنك الاطلاع على قائمة الجنسيات الاخرى التي تأذت من أعمال الارهاب التي كان يقوم بها.. القائمة طويلة جدا. »    وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض انه لا يعرف ظروف وفاة مغنية ولكنه أضاف « هذا كان فردا وجهت له اتهامات في محاكم أمريكية. ومن الواضح أنه كان عنصرا سيئا. »   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 فيفري 2008)  

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.