الأحد، 8 يونيو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2938 du 08.06.2008
 archives : www.tunisnews.net   


 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : إعتقال السيد الهادي الرداوي مراسل جريدة  » مواطنون 

حركة التجديد- الحزب الاشتراكي اليساري – حزب العمل الوطني الديمقراطي:بــــــــــــــلاغ صحفي

   

اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان: مرة أخرى يستباح الدم التونسي

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي:تضامن النقابيين والحقوقيين والشباب مع جرحى مدينة الرديف المقيمين بمستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس

النهضة أنفو : حوار مع الشيخ راشد الغنوشي: تنشيطا للذاكرة وتقويما لمفاهيم (الجزء الأول)

بالعربيةCNNتزايد التوتر جنوب تونس بعد سقوط قتيل برصاص الشرطة
العرب:بعد سقوط قتيل وعشرات الجرحى الجيش يتدخل في «قفصة».. والاحتجاجات تتصاعد
د ب أ : وزير العدل التونسي يقلل من أهمية أعمال شغب جنوب تونس
الصباح : وزير العدل وحقوق الإنسان في ندوة صحفية حول الإجراءات الرئاسية الأخيرة المتخذة لتدعيم حقوق الإنسان
قدس برس : السلطات الإيطالية ترحل تونسيا يواجه أحكاما بعشرات السنين بتهمة الإرهاب
الصباح : حول طلب زيارة منظمة العفو الدولية للسجون التونسية… أحداث الرديف… وضعية حقوق الإنسان في تونس..
إيلاف:اثر مقتل شاب في مظاهرة احتجاجية على ارتفاع الأسعار إيلاف ترصد ردود الأفعال حول أعمال العنف في قفصة التونسية
الصباح : توضيح من رئيس فرع السيجومي لرابطة حقوق الإنسان
رويترز : وزير تونسي يشير إلى عدم تنفيذ حكم إعدام بحق سلفي
وات : التنمية مسؤولية جماعية تحتاج الي الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعية
الصباح: السفير الأمريكي روبيرت كوديك في لقاء المنتدى الدولي لمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات…..
 أ ف ب :اعتراض عربي على انضمام إسرائيل لاتحاد المتوسط 
العرب :  الشباب التونسي والهجرة السرية.. إصرار حتى الموت رويترز: أول مهرجان « للأغنية الملتزمة » بتونس يحتفي بالشيخ إمام ودرويش
رويترز: تونس العاصمة تطارد نحو 15 ألفا من الكلاب الضالة
 موقع فضيلة الشيخ عبد الرحمان خليف :سيدة ألمانية تُـشْـهـرُ إسـلامـها في جامع عقبة بالقيروان
بقلم: رضا القدري : النهضة و ظلم ذوي القربى
عبدالباقي خليفة : تونس في الذكرى 27 للاعلان عن حركة النهضة عهد متجدد تكون فيه النهضة رقما مميزا في معادلة الحكم في تونس

اسلام اون لاين: موجة احتجاجات ضد الغلاء والبطالة بـ3 دول عربية

د. المنجي الكعبي: السنة الدولية للغات 2008 الترجمة قضية لغة وتقدّم أمة

توفيق المديني : استراتيجية الدول الخليجية في مجال الاستثمار

مراد رقية: أين نصيب قصرهلال من جهد وانجازات نوابها بمجلس النواب معارضة وموالاة ما الفائدة من كلا النوعين من النواب؟؟؟*

محمد جمال عرفة : أفلام الصيف بمصر « للكبار فقط »

أحمد المناعي : إن لله وان إليه راجعون:  تعزية لعائلة الشرفي

الحياة: «أمير جند الأهوال» لم يعد يعتقد بـ «شرعية» العمل المسلّح… الجزائر «ماريشال القاعدة» يُسلّم نفسه بعد 15 سنة في الجبل

د. أحمد الخميسي :  دمياط تواجه حملة  » أجريوم  » الكندية

افتكار البنداري:يتجه لاستفتاء شعبي على تعديلات دستورية تقلص نفوذ الأتاتوركيين بالمحكمة الدستورية العدالة التركي يستبق الحظر بـ »خارطة طريق »

كامران قره داغي : دور «عثماني» لتركيا بعد 555 عاماً على «فتح اسطنبول»


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


                   

  “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 08  جوان 2008  

إعتقال السيد الهادي الرداوي مراسل جريدة  » مواطنون

 
قام أعوان للأمن بمدينة الرديف بإعتقال السيد الهادي الرداوي مراسل جريدة  » مواطنون  » في مستشفى الرديف بينما كان يُجري مقابلات مع جرحى الأحداث الدامية التي جدّت بالمدينة يوم الجمعة 6 جوان2008 . والجمعية  إذ تطالب بالإفراج الفوري عن الصحفي ، الذي كان يؤدي واجبه المهني و الوطني ، و تحمل محتجزيه مسؤولية أي مساس بحرمته الجسدية و المعنوية ،  فإنها تنبه إلى أن الحل الأمثل للتطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الحوض المنجمي هو الحوار الجدّي مع المواطنين المحتجين  لا حملات الإعتقال العشوائي و المحاكمات الواسعة و إطلاق مزيفي الحقائق و محترفي الكذب على شاشات الفضائيات لتوجيه اتهامات خطيرة بالإرهاب و ممارسة العنف بحق شبان لم يقم على إدانتهم أي دليل أو ..برهان ..!   عن الجمعية الكاتب العام الأستاذ سمير ديلو


حركة التجديد    الحزب الاشتراكي اليساري    حزب العمل الوطني الديمقراطي بلاغ صحفي

      

 
جدت يوم أمس 6 جوان بمدينة الرديف بالحوض المنجمي بقفصة تطورات خطيرة تمثلت في إقدام قوات الأمن على استعمال الذخيرة الحية ضد المتظاهرين،  مما أدى إلى مقتل الشاب الحفناوي بن رضا بن الحفناوي مغضاوي وسقوط عدد من الجرحى.   ومعلوم أن التحركات الشعبية بالحوض المنجمي متواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر وقد برهن أثناءها الأهالي عموما على روح عالية من المسؤولية، إلا أن السلط تعاملت معها بطريقة طغى عليها التردد بين التعهد بإيجاد الحلول لبعض المشاكل الاجتماعية العاجلة واستسهال اللجوء إلى الحلول الأمنية، مبينة بذلك عجزها عن معالجة الأسباب العميقة للأزمة معالجة جدية، مما دفع بمرور الأيام والأسابيع إلى تعفن الأوضاع وارتفاع درجة الاحتقان والتوتر.   ويأتي التدهور الأخير للأوضاع  على خلفية مداهمات ومطاردات متواصلة قامت بها قوات الأمن ضد الشباب وعموم المواطنين رغم توفر إمكانيات التحاور ووجود بوادر حلول جزئية ومقترحات عملية لحلول شاملة كان بإمكان السلط الجهوية والوطنية إدخالها حيز التنفيذ تمهيدا للخروج من الأزمة.      إن الأحزاب الوطنية الموقعة أدناه:   – تتقدم بتعازيها لعائلة الشاب ضحية فاجعة الرديف وتعبر عن تعاطفها مع كافة أهالي المنطقة،   – تشجب استعمال العنف واللجوء إلى السلاح من غير مبرر ضد المواطنين وتطالب بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات وتتبع المسؤولين الحقيقيين عن تدهور الأوضاع،  
– تطالب السلطة بالتخلي نهائيا عن الحلول الأمنية وتوخي نهج التحاور مع المواطنين عبر من يحظون بثقتهم، وبإعادة النظر جذريا في الخيارات التنموية القائمة على انعدام التوازن المزمن بين جهات البلاد وإقصاء الشريط الغربي جنوبا ووسطا وشمالا من أهم مقومات التنمية، كما تدعو  إلى فتح حوار وطني لبلورة مشروع بديل مبني على التضامن الوطني يمكن من انتشال منطقة الحوض المنجمي وباقي الجهات المحرومة من حالة البؤس التي آلت إليها ويضمن لها آليات التطور الاقتصادي والاجتماعي ويكفل لأهاليها الظروف الدنيا للشغل والعيش الكريم.  
حركة التجديد           الحزب الاشتراكي اليساري            حزب العمل الوطني الديمقراطي


اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان

مرة أخرى يستباح الدم التونسي

 

شهدت مدينة الرديف مساء الجمعة 06 جوان 2008 تطورا خطيرا تمثل في سقوط ضحايا جدد لإصرار السلطة على نهجها الأمني في التعاطي مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها منطقة الحوض المنجمي بقفصة على البطالة المستشرية بين شباب المنطقة ( لاسيما من حاملي الشهادات ) وتفشي ظاهرة الرشوة والمحسوبية  . فقد عمدت أجهزة « الأمن » التي اجتاحت منطقة الرديف وحولتها إلى ما يشبه منطقة عسكرية مغلقة وبعد ليلة من الاعتداءات على الأهالي وممتلكاتهم ، عمدت هذه القوات إلى مواجهة تحركات الأهالي بالرصاص الحي هذه المرة ، فقتلت الشاب حفناوي بن رضا الحفناوي وجرحت ما يقارب العشرين آخرين بعضهم في حالة خطيرة .   إن اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان تترحم على روح الشاب الفقيد وتعزي كل أهله وأصدقائه وترجو الشفاء والعافية لكل الجرحى والمصابين وتسجل ما يلي : 1- إن إطلاق النار على المحتجين يمثل منعرجا خطيرا يؤكد إصرار السلطة على خيارها الأمني الأخرق واستهانة بأرواح التونسيين والأخطر منه هو التبرير الذي تسوقه السلطة في خطابها بعد الأحداث الدامية والذي يعتبر تشريعا للقتل واستباحة لدماء شباب كل ذنبهم أنهم طالبوا بحقهم في العيش في وطنهم بشرف وكرامة . 2-  إن إصرار السلطة على التنكر للأسباب الحقيقية التي فجرت الأوضاع وإمعانها في تجاهل معاناة أبناء شعبنا يهدد بمزيد التردي والاحتقان ويدفع ببلادنا إلى المجهول لاسيما في ظل مشهد سياسي وإعلامي بائس تصر فيه السلطة على محاصرة كل القوى الفاعلة في المجتمع وخنق كل الأصوات الحرة . 3-   إن السلطة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن تنصت للأصوات العاقلة التي تدعو للحوار الوطني الصادق مع كل القوى الحية في بلادنا حول كل الملفات الوطنية والمعالجة الجدية لكل الأزمات المتراكمة لتجنيب شعبنا مخاطر المجهول الذي يتربص بالبلاد في ظل سياساتها الحمقاء .  القيروان : 07 جوان  2008                                            
 اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان المنسق : محمود قويعة


 

اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي

co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr

 صفاقس في 8 جوان 2008  
 
تضامن النقابيين والحقوقيين والشباب مع جرحى مدينة الرديف المقيمين بمستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس قوات البوليس تمنعهم من أداء الزيارة للمصابين وتعتدي عليهم بالضرب والدفع  توجهت اليوم 8 جوان 2008 مجموعة من النقابيين والحقوقيين والشباب إلى المستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس لزيارة مواطنين اثنين جرحا من جراء القمع البوليسي بالرصاص الحي الذي أطلق على المواطنين بمدينة الرديف يوم 6 جوان 2008 وكان من نتائجه سقوط الشهيد حفناوي بن رضا المغزاوي وما يقارب الـ25 جريح.  وقد اصطدم الزائرون بحاجز بوليسي منعهم من تأدية زيارتهم للجريحين. وقامت تلك القوات البوليسية بمنع الزيارة والإعتداء على الزئرين بالدفع والصدّ وحتى الضرب. حيث تعرض العديد منهم إلى الضرب المبرح واللكم في الوجه وغير ذلك من أساليب القمع والمنع ومن بينهم مسؤولين نقابيين وعاملين بالمستشفى.  وقد تواصلت المشاحنات أمام الباب الداخلي للمستشفى بالرغم من حضور 3 أعضاء من المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس حيث أصرت قوات البوليس على مواصلة تلك الإعتداءات وقتا طويلا ومنع الزيارة.  وقد رفع الحاضرون شعارات عديدة تندد بتلك الممارسات وبأجواء القمع وانتهاك أبسط الحريات العامة والفردية. كما رفعوا شعارات تندّد بالنظام وبسياساته القمعية ومصادرة الحريات. وعبروا على تضامنهم مع المصابين من مدينة الرديف ومع كافة الجماهير المطالبة بالشغل والكرامة وعن وقوفهم إجلالا لشهداء انتفاضة الحوض المنجمي. اللجنة الجهوية بصفاقس لمساندة أهالي الحوض المنجمي co_sout_bassinm_sfax@yahoo.fr المصدر : http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid


 

حوار مع الشيخ راشد الغنوشي: تنشيطا للذاكرة وتقويما لمفاهيم (الجزء الأول)

 

 
النهضة أنفو : تمرّ الذكرى السابعة والعشرون لتأسيس حركة النهضة – الاتجاه الإسلامي سابقا- والحركة لم تسترجع حريتها التامة في التحرك والنشاط السياسي والدعوي. هل يمكن رسم الملامح الكبرى لتطور وضع الحركة منذ تأسيسها إلى اليوم؟

الشيخ راشد الغنوشي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه يحيي أبناء النهضة في هذه الأيام ذكرى عزيزة على قلوبهم الذكرى السابعة والعشرين لتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي في مفتتح القرن الهجري الجديد(1401)الموافق لـ 6 جون 1981  الذكرى التي مثلت محطة  مهمة جدا في تاريخ البلاد والحركة الإسلامية، باعتبارها مرحلة انتقالية بين « النهضة » حاليا التي تأسست سنة1988 وبين »الجماعة الإسلامية » التي انبعثت قبل ذلك بأكثر من عشر سنوات وعقدت مؤتمرها التأسيسي  سنة1979  باعتبارها أول حركة إحياء إسلامي في دولة الاستقلال . يهمنا في هذه الذكرى العزيزة أن نلقي الضوء على النقاط التالية تنشيطا للذاكرة وتقويما لمفاهيم حلقة أولى: السياقات التاريخية  ١- « الاستقلال » هو أقرب إلى متابعة الاحتلال بوسائل أنجع: لئن نال المجتمع التونسي في ظل دولة »الاستقلال » حظا مهمّا من التعليم والتحديث إلا أن ذلك كان جهدا منبتا لم يتأسس على مرجعية الإسلام وتراثه وثقافته العربية بقدر ما كان ضدا لها مستهدفا تفكيك مقوماتها، فقد كان أقرب إلى اعتباره امتدادا -ولكن بوسائل أنجع- للإرث الاستعماري، عاملا على قطع البلاد عن امتدادها المشرقي العربي الإسلامي لصالح ربطها بما وراء البحار .. ومن ذلك، أن أول قرارات دولة الاستقلال القضاء على جامع الزيتونة أقدم جامعة إسلامية في إفريقيا، لم تتوقف منذ القرن الهجري الأول عن أداء رسالتها وإشعاعها شرقا وغربا إلا خلال سنوات الاحتلال الاسباني. كان يتابع العلم في مركزها وفروعها غداة الاستقلال أزيد من سبعة وعشرين ألف طالبا، بعد أن قطع أشواطا على طريق التحديث استيعابا لمكاسبه على أرضية إسلامية، وذلك مقابل مشروع الاحتلال في تحديث البلاد على طريق استلحاقها به، فكان منظوران للتحديث يتصارعان غداة « الاستقلال »، جاء هذا الأخير انتصار لمشروع التحديث التغريبي الاستلحاقي . كما صدور الوقف أعظم مصدر لقوة المجتمع الأهلي  التونسي الذي كان يتحكم فيما يقرب من ثلث الملكية الزراعية، وألغيت المحاكم الشرعية، تحت شعار توحيد القضاء تمكينا لسيطرة دولة التغريب على القانون والثقافة والناس وتهميش دين الشعب. وبلغ استهتار الطاغية بالدين وبالشعب إلى حد انتهاكه جهارا لحرمة رمضان حاملا شعبه على ذلك حملا، بل بلغت به الوقاحة إلى حد السخرية من عقائد الإسلام من الجنة والنار ومعجزات الأنبياء ومن القرآن الكريم ذاته. ما دعا أئمة العالم الإسلامي إلى استتابته، فاستكبر وعتا. حتى أنه لم يتردد في نزع حجاب امرأة وتمزيقه على ملإ من الناس، وهو ما ورثته دولة البوليس، وحتى الكتاتيب لم تسلم من شره فغلّقت. أما بيوت الله فقد غدت مهجورة إلا من عجوز مدنف أو سائح متطلع.   ٢-  استشعار الخطر على الهوية وبدايات الصحوة الأولى: بعد عقد ونصف من تجربة المشروع التغريبي الشامل العنيف لدولة « الاستقلال »، بدأ المجتمع التونسي يستشعر خطرها  على هويته ومقومات وجوده، فأخذ الطلب يشتد على مقومات الهوية الإسلامية العربية في الأوساط الشعبية، فتنزلت رحمة الله على عباده، إذ انبعثت النواة الأولى للحركة الإسلامية الحديثة ممثلة في ثلة من الشباب الإسلامي، شأن كل دعوة إسلامية،  تنفض الغبار عن عقائد الإسلام تعيد وصلها بالحياة وبالعصر، تحريرا لأصل التوحيد من ضروب البدع والشركيات، وشاهدة لها ولكل أصول الدين بالعقل والنقل،  في مواجهة ضروب الشرك الحديثة التغريبية ممثلة في مختلف ضروب العلمانيات التي تمكنت بقوة الدولة وفي ظروف دولية وإقليمية مناسبة من تهميش كامل للإسلام وتدمير مؤسساته، فأخذت الدعوة الجديدة تقارعها بخطاب جديد يمتد من عمق الإسلام مستفيدا من قوة أدوات العصر ومنطقه،  فاتحة القنوات المنشدة بين عقائد الإسلام وبين آثارها اللازمة في حياة المسلم فردا وجماعة عبادات ومعاملات. كما تنفض الغبار عن كتاب الله عز باعتباره الدستور الأعظم لحياة المسلمين وعن سنة رسول الإسلام  عليه السلام كما وردت في مصادرها باعتبارها الصورة المثلى  للإنسان الكامل وللمجتمع الفاضل ، في كل مجالات الحياة. لقد أمكن للدعوة الجديدة في سنوات معدودات بسبب الجوعة الروحية التي عاشتها البلاد – وعادت إليها  للأسف في عشرية التسعينيات الحمراء- أن تنفض الغبار عن بيوت الله التي كانت قد خلت إلا من عجوز مدنف الى القبر، فتعيد الارتباط المفقود الذي أتى عليه التغريب والانحطاط،  بين العقيدة والحياة، بين الدين والعلم بين المسجد وحركة المجتمع والثقافة، بين الشباب والمسجد ، فدبت الحياة في بيوت الله وما لبثت أن امتدت إلى  سائر مجالات المجتمع وبالخصوص إلى معاهد العلم الثانوية والجامعية، وما مضت غير عشرية حتى امتدت آثارها إلى كل أرجاء البلاد غير مقتصرة على بيوت الله التي عمرت بعد إقفار بالعباد من كل الفئات  وبحلقات القرآن والفقه والثقافة الإسلامية، حتى لم يكد يخلو معهد ثانوي ولا كلية ولا مبيت جامعي من مصلى ومكتبة إسلامية ومجلة حائطية، ثم ما لبثت المصليات أن امتدت تخترق كل مؤسسات المجتمع الثقافية والإدارية والاقتصادية.. لقد كانت حركة مجتمعية ..خطابها موجه إلى الجميع رجالا ونساء متعلمين وأميين، في المدن والأرياف، إلا أنها كانت تتفاعل مع كل وسط دعوي بما يناسبه من خصوصيات، رغم أن المحور العام الذي يلتقي عليه الجميع كان ربط الناس بخالقهم وفق ما جاء في القرآن والسنة،على منهاج السلف متفاعلا مع ثقافة العصر وهموم المجتمع، بما يجعل حياة المؤمنين أفرادا وجماعات عبادة يتجلى فيها الحضور الإلهي الفاعل. لقد كان هذا التصور العقدي الإحيائي الشامل امتدادا لجهود الحركة الإصلاحية التي عمت أرجاء العالم الإسلامي وتأخرت في تونس بعض الوقت بسبب الهجمة التغريبية الشرسة. وكان من أعلام تلك الحركة تونسيون مثل الشيخ عبد العزيز الثعالبي مؤسس الحركة الوطنية والشيخ ابن عاشور ومن قبلهما حركة الوزير خير الدين. ولقد وأدركنا من بقايا جامع الزيتونة المغدور، وشيوخ الإصلاح وتلقينا عنهم :الشيخ سيدي محمد الصالح النيفر والشيخ عبد القادر سلامة والشيخ ابن ميلاد والشيخ الخياري والشيخ محمد الإخوة والشيخ عبد الرحمن خليف..الخ  .. رحمهم الله جميعا.. فامتزج في تكوين الجيل الاول هذا التراث الإصلاحي التونسي مع الوافد الفكري الإصلاحي المشرقي ممثلا في أعمال البنا وقطب والسباعي والمودودي والندوي وإقبال.. الى جانب تراث ابن نبي والفاسي. امتزج كل ذلك مع ما أرسته الثقافة الحديثة من مناهج عقلانية ونقدية لتتشكل من كل ذلك المزيج وتلك الروافد معالم الشخصية الثقافية للحركة الإسلامية في تونس من أجل التحقق بالهدف الإصلاحي العام- آخذا بعين الاعتبار خصوصيات البلاد نهاية- ألا وهو الدخول مجددا بالإسلام وأمته في حركة نهضوية شاملة تستعيد للأمة العزة وللدين قوامته على الحياة  وتستوعب مكاسب الحداثة بشروط الإسلام  ومن أجله، فكانت حركة فكرية اجتماعية شاملة، اتخذت من الكلمة أداتها، ومن التحقق برباط الأخوة بوتقة عملها، فكانت الدروس المسجدية والمحاضرات والمجلات ونشر الكتاب والمخيمات والرحلات والأسابيع الثقافية والاعتكافات المسجدية محاضن للتربية.    ٣-  الخلفية التنظيمية: لم يكن هذا الحراك العام الذي عم خلال أقل من عشرية أرجاء البلاد بلا مركز بل كان مركزه ثلة من الشباب وجدوا احتضانا من قبل بعض شيوخ الزيتونة ممن ذكرنا، ثلة من الشباب بدأت عملها على طريقة جماعة التبليغ في المساجد، بسبب افتقاد المجموعة لأي تجربة تنظيمية سابقة، إلا أنها اضطرت منذ تجمع سوسة سنة1973  الذي تصدى له الأمن إلى أن توزع عملها بين عمل عام وبين عمل اصطفائي تربوي تنظيمي إعدادا للطليعة، توسع، فاقتضى المأسسة، فكان المؤتمر التأسيسي سنة 1979 الذي انبثق عنه قانون أساسي ضبط مؤسسات « الجماعة »: المؤتمر العام ومجلس الشورى والمكتب التنفيذي ومجالس الجهات والأسر التربوية. تلك كانت المحطة الأولى للحركة، محطة الجماعة الإسلامية التي كانت بحكم الطبيعة الخاصة بأي تأسيس إسلامي جديد تغلب عليها الطبيعة العقدية التربوية، فلا تلامس السياسة إلا بالعرض، وبالخصوص في بلد عاش تجربة تحديث هوجاء استهدفت تفكيك مقومات هويته، فكانت معركة الهوية وليست شؤون  الحكم، الساحة الأساسية لعمل « الجماعة » ، وهو ما جنّبها  وهي في المهد الصدام الواسع مع الحكم، لا سيما ولم تكن لأجهزته- حينئذ- خبرة في المجال الإسلامي المناضل، بل قد  حسب  أنه قد فرغ  من الإسلام نهائيا، إضافة إلى أنه كان مشغولا بمواجهة التيارات اليسارية التي  كانت تستهدف وجوده، وذلك قبل أن ينجح في تدجين معظمها ليحوّلها سمادا في تربته وكلاب حراسة على أبوابه. 4  – تطورات في البلاد: مع نهايات السبعينيات،  كان الوجود الإسلامي قد طفح إلى السطح واتسع نطاق عمله وأخذت تتسرب إلى خطابه أصداء متزايدة من هموم الناس المجتمعية، طافحة من الصدام المتصاعد بين المصالح المحتدمة في المجتمع: مصالح العمال تنطق باسمهم النقابات، ومصالح أرباب المال ممثلين للرأسمالية الدولية الزاحفة تحميهم الدولة، بدأت الحركة تستوعب مفردات هذه المعركة، مفردات، ليست مما ألفت وطفحت بها الأدبيات الإسلامية، مفردات الصراع العقدي ضد الإلحاد والشيوعية والعلمانية، وساعدها في استيعاب مفردات هذه المعركة ما أخذ يصلها من أصداء الثورة الإيرانية وما طورته وأشاعته من ثقافة إسلامية كشفت في الإسلام عن أبعاد مجتمعية غير مألوفة في أدبيات النشأة، مثل الصراع بين المستكبرين والمستضعفين، هذا الصراع الذي يقسم العالم تقسيما آخر، حيث يجد المسلم نفسه  مناضلا في جبهة عالمية واسعة جبهة المستضعفين، اتفقوا معه في الملة أو اختلفوا، في مواجهة معسكر ممتد معسكر المستكبرين على اختلاف مللهم. لقد مثّل ذلك نوعا من الإسعاف للحركة الإسلامية من أجل استيعاب الصراع المجتمعي الدائر، في مواعين إسلامية، تتيح لها التموقع في جبهة المستضعفين أي الحركة النقابية، حتى أنها  أقبلت على تنمية الحس الاجتماعي في ثقافة واهتمامات صفّها. ومن ذلك أنها أقامت في سنتي 1980 و1981 احتفالا مهيبا بعيد العمال الأول من مايو، وذلك في أكبر مساجد العاصمة جامع صاحب الطابع، حيث  تحدّث فيه خطباؤها عن حقوق الإسلام في الإسلام وعن إعادة توزيع الأراضي الزراعية. كما أن الحركة مدت خيوط اتصالها مع الحركة النقابية منخرطة في صراعاتها .  غير أن هذه التطورات بقدر ما ضاعفت من شعبية الحركة بقدر لفتت أنظار الخصوم إليها وبالخصوص الدولة وحزبها وأمنها وقد فرغوا لتوهم من اتحاد الشغل، وكان متوقعا أن لا تنتظر الهجمة عليها سنتين إلا أن حادث قفصة جانفي 1980أخر الضربة سنة ونصفا سقط خلالهما حكم نويرة واشتدت أزمة الحكم فجاءت تنفيسات محمد مزالي حاملا مشروعا انفتاحيا لإخراج الدولة من حالة الانسداد ، فأعلن رئيس الدولة في أبريل عن مشروع تعددي خجول، تفاعلت معه الحركة إيجابيا وبسرعة إذ وجدت فيه- أو خيل لها ذلك- مخرجا مما تعانيه من ملاحقة وحرج بعد أن غدا تنظيمها مكشوفا عند السلطة، بل هي كانت عندئذ بصدد مناقشة مشروع للإعلان عن نفسها قبل أن تعلن الدولة ذاتها عن مشروعها التعددي، فطرحت القيادة على صفها « مشروع  الإعلان عن الحركة » . وبعد مناقشات استمرت حوالي شهرين أجرت داخل صفوفها أول استفتاء في تاريخها، حصل فيه الإعلان  على أغلبية 70% من الأصوات. فانعقد مؤتمر استثنائي في نفس السنة 1981 أقر الإعلان  والقانون الأساسي لحركة الاتجاه الإسلامي وانتخب القيادة وعهد إليها وضع التراتيب العملية لتنفيذ المشروع .    5  – حركة الاتجاه الاسلامي:انعقدت يوم 5-6- ١٩٨١ جلسة ببيت الشيخ محمد الصالح النيفر حضرها ثلاثون من الهيأة التأسيسة لحركة الاتجاه الإسلامي، رموز جهوية ومن العاصمة، ناقشوا البيان التأسيسي وتم إقراره نهاية، وقد مثل وثيقة مهمة جدا ليس على صعيد الحركة الإسلامية في تونس بل على صعيد الفكر السياسي الإسلامي الحديث وبخاصة العربية بما بلوره من تصور للإسلام وللدولة المعاصرة ولمناهج العمل السياسي، فقد رفض بحسم كل طرائق العنف سبيلا للتغيير، ودافع عن مؤسسات المجتمع المدني وبخاصة النقابات، وأقر بلا لبس حقوق المواطنة للجميع دون إقصاء أو تمييز، ومن ذلك أنه أقر تعددية لا تستثني أي تيار ما دام يتوسل إلى أهدافه بالوسائل المدنية، ومن ذلك حق مشاركة المرأة ، كما دعا إلى مساندة الشعوب المستعمرة في التحرر من الاحتلال..واعتبر تجديد الفكر الإسلامي مهمة رئيسية من مهمة الحركة.  كما دعا إلى العمل المشترك مع المعارضة تعزيزا لسوابق على هذا الصعيد، نشأت منذ نهاية السبعينيات، حتى تحولت إلى لجنة اتصال جمعت ستة أحزاب كانت لها أعمال مشتركة تكثفت في الثمانينيات. 6-  المواجهة الأولى مع السلطة:خلافا للمنطق ولمصلحة البلاد لم تستقبل السلطة هذا التطور النوعي الذي نقل حركة واسعة الانتشار من طور العمل السري إلى العمل المدني ملتزمة بقوانين البلاد على ما هي عليه من ضيق وبرفض العنف سبيلا للتغيير، بل اشتد خطابها في الهجوم عليها كما استمرت أجهزتها الأمنية في الإعداد على قدم وساق للهجمة عليها، ولم يبخل الإعلام الفرنسي في صب زيته على النار المتصاعد لهبها، فقد كتب مراسل لومند في تونس ميشال دوري تقريرا تحريضيا على الحركة أخرجها في صورة الغول المتوحش الزاحف على مكاسب الحداثة في تونس حاشدا جملة من الأكاذيب والمبالغات، حتى أن المحامين خلال محاكمة قيادة الحركة صرخوا في وجهه وطردوه باعتباره ضالعا في الهجمة. وللحقيقة لم يكن موقف الجريدة عدوانيا خلال محاكمات 1987. في ليلة 17رمضان ليلة الاحتفاء بذكرى غزوة بدر من السنة الأولى من القرن الهجري الجديد وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه رسميا عن استقبال رئيس الدولة للامين العام للحزب الشيوعي في قصر سقانس، ليعلمه  برفع الحظر عن نشاط حزبه، نكاية أخرى في الإسلام وأهله. وبينما كان خطباء الحركة موزعين على المساجد يحيون هذه الذكرى، انطلقت الحملة الأولى على قيادة « حركة الاتجاه الإسلامي » في العاصمة  والجهات، شملت على امتداد سنتين حوالي 500 منهم ،أحيلوا على القضاء المدجن، بعد حمامات تحقيق في مخابئ وزارة الداخلية.  ولأنها كانت مظلمة واضحة فقد انبرى العشرات من المحامين فرسان الدفاع عن الحرية متطوعين للذود عنهم يقودهم العميد السابق الأستاذ محمد شقرون رحمه الله الذي كان يستصرخ « ضمير المحكمة » مهيبا بها أن لا تدمّر هذه الزهرات التي نبتت في هذه المزبلة- حسب تعبيره-، كما أن حركات المعارضة الديمقراطية وقفت لجانب الحركة -عدا الحزب الشيوعي- وكذا جريدة الرأي الغراء، لم تكن التهم تتجاوز ما هو متعارف من تكوين جمعية غير مرخص فيها وثلب للنظام ، إلا أن الأحكام الجاهزة وصلت الى 11سنة لعناصر القيادة. لم تستطع السلطة أن تقنع الرأي العام الديمقراطي في الداخل ولا المنظمات الحقوقية المحلية والدولية التي ظلت أبدا تدرج سجناء الحركة ضمن سجناء الرأي مطالبة بالإفراج عنهم، ثم تولت جريدة الرأي صوت الحرية سنة 1983 قيادة حملة واسعة للعفو التشريعي العام. ومن جانب فإن هذه الاعتقالات الواسعة في صفوف القيادة التاريخية لم تفتّ في عضد الحركة إذ هي استمرت بل تصاعد نشاطها على يد جيل قيادي جديد كان من أهم رموزه حمادي الجبالي وعلي العريض ومحمد العكروت …كما تصاعد نشاط الحركة في المجال النقابي وخصوصا في الجامعة حيث ترجحت كفة الإسلاميين فارضين شعار « الحرية في الجامعة وفي البلاد للجميع، بما وضع حدا للفوضى اليسراوية وللعنف وفرض العود إلى الانتظام النقابي.  ولأن اليسار رفض عقد مؤتمر عام للحسم في الخيارات النقابية فلم يبق أمام الإسلاميين غير الاتجاه إلى عقد مؤتمر تأسيسي لتنظيم طلابي جديد. وهكذا بان جليا أن الضربة التي وجهت للتيار الإسلامي لم تجهز عليه بل زادته قوة ورسوخا، وتكثف الضغط على السلطة،  وأخذت تنطلق مبادرات من بعض المحامين داعية إلى الإفراج عن المساجين أفضت سنة1984 وفي أعقاب انتفاضة الخبز المجيدة إلى إطلاق سراح كل مساجين الحركة. أما مساجين اليسار والنقابيين فقد أطلق سراحهم منذ أوائل الثمانينيات لتنتهي دورات السجون معهم لتستقبل منذئذ وحتى يوم الناس هذا عشرات الآلاف من المؤمنين. 7-  المؤتمر الثالث : انعقد في أعقاب خروج القيادة التاريخية  مؤتمر انتخابي أفرز قيادة مزيجا من الجيلين ، فشهدت الحركة أخصب طور من أطوار نشاطها،  فامتدت في أعماق البلاد وفي كل مؤسساتها، وأنضجت على الصعيد الفكري رؤيتها العقدية الوسطية، أرست مدماكا صلبا لوحدتها، وأخذت تتعمق في دراسة أطوار التاريخ الحضاري لتونس وذلك ضمن مشروع الأولويات الذي بدأت القيادة السابقة طرحه، خروجا من العموميات الإسلامية، أو تواصلا بها مع خصوصيات واقع البلاد، وتوثيقا للصلة معه، إلا أن الصراع على السلطة الذي كان يدور حول خلافة الرجل المريض، سارع إلى قطع الطريق عليها وزج بها وقودا للصراع على المتنافسين على عرشه.  فضلا عما كان يقتضيه دخول تونس في بوتقة السوق الرأسمالية من قضاء على كل قوة جماهرية يمكن أن تعيق عملية الدمج القسري المرادة أو تحتج على تكاليفه الباهضة ، وذلك بعد أن حوصرت حكومة محمد مزالي وأشرفت على الإفلاس تمهيدا للإطاحة بها وبالنفس التعريبي المراد رأسه. كل ذلك كان يقتضي الإطاحة بقوتين أساسيتين أو تدجينهما هما اتحاد الشغل الذي زج  سنة 1986 بقيادته في السجون وتم بعد ذلك تدجينه من خلال شراء عدد من قياداته، بعد أن تمت إزاحة رمزه التاريخي رحمه الله على يد « عهد التغيير ». أما الطرف الآخر فهو التيار الإسلامي الركن الثالث في معادلة القوة في البلاد: السلطة واتحاد الشغل والحركة الإسلامية. وكما لاحظ أحد السياسيين العارفين، أن ضرب ركن من هذه الأركان لا يمكن أن يتم إلا بالتحالف مع الركن الثالث، وهو الذي كان بعد الإطاحة بعاشور، فتحالفت قيادة الاتحاد البديلة الملونة بالأحمر لأول مرة في قوائم انتخابية مشتركة مع حزب السلطة سنة1981 بينما قيادة الاتجاه الإسلامي تدار عليها رحى السلطة في المحاكم ، ومنذئذ استمرت هذه المنظمة العريقة تدور في فلك السلطة متواطئة معها ضد حقوق العمال لمصلحة جهازه البيرقراطي الشخصية. وفي اجتماع للجنة المركزية للحزب الحاكم سنة 1986،أعلن العجوز المهووس بالإسلام وبتألّهه أنه يريد أن لا يخرج من الدنيا وفي تونس اخوانجي واحد، وهكذا توفرت الظروف الدولية والمحلية لتجعل من مشروع استئصال الحركة الإسلامية جزءا من استراتيجيا دولية رأسمالية كما هي جزء من إستراتيجية المتنافسين على خلافة العجوز، الذي ارتكب أكبر أخطاء عمره خلافا لقناعاته الثابتة إذ عهد بمنصب سياسي حساس هو وزارة الداخلية  لجنرال هو الرئيس الحالي من أجل قمع الحركة الإسلامية فوفر له فرصة الانقلاب عليه.مستفيدا من هواجس القوى الدولية والرأسمالية المتلمّظة من  الإسلام والإسلاميين مستخدما إياهم فزاعة للعجوز ولتلك القوى في الآن ذاته ، مزيحا من طريقه  كل المتسابقين على الخلافة. لقد كان العجوز مصمما على هدر دماء قادة الحركة الإسلامية واستشاط غضبا لما وقفت الأحكام الصادرة ضدهم عند الحكم بالسجن المؤبد فقرر إعادة المحاكمة تعسفا، إلا أن الانقلاب عليه حال دونه وإرواء ضمإه إلى دمائهم. إنها سنة الله في التدافع » ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض » البقرة. ٨ – المؤتمر الرابع: كانت الحركة الإسلامية سنة 1986 تتنافس داخلها رؤيتان استراتجبتان: الأولى تؤكد على أولوية السياسي ممثلا في التفكير في سبيل يجنب البلاد الوقوع في قبضة العسكر، بفعل الفراغ البادي في الرئاسة، بينما الثانية تؤكد على أولوية الدعوي الاجتماعي. وفي المؤتمر الذي انعقد في بداية السبعينيات كان للخيار الأخير الفوز ، إلا أن هذا الخيار بمجرد أن وضع موضع التنفيذ إذ باشر بعض رموز الحركة التدريس في المساجد حتى وقفت السلطة في طريقهم فكان ذلك السبب المباشر للتعجيل بضربة كانت الأجهزة تعد لها في الصيف، فبدأت الهجمة الشعواء  في 9-3-1987 باعتقال رئيس الحركة وعلى مدى بضعة شهور بلغ عدد المعتقلين حوالي عشرة آلاف معتقلا  تتابعا بين مسيرة واعتقال. وكانت فرصة الجنرال الطموح للانفراد بالعجوز المهووس، يغذي لديه المخاوف من الإسلاميين والبغض لهم، حتى تمكن منه وانقلب عليه منقذا له من نفسه كما قيل بل منقذا مشروعه التغريبي، بل أكثر من ذلك، مشروع إدماج تونس في السوق الرأسمالية. . نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله: عهد 7 نوفمبر بين حلم  الديمقراطية والمصالحة وواقع الاستئصال وتجفيف الينابيع تطبيقا مسرفا لاستراتيجيا دولية

 
المصدر موقع النهضة أنفو لسان حال حركة النهضة التونسية بتاريخ 7 جوان 2008


 

تزايد التوتر جنوب تونس بعد سقوط قتيل برصاص الشرطة

 

قال سكان في مدينة الرديف، جنوب تونس، التي شهدت اشتباكات بين متظاهرين وقوات أمن أسفرت عن قتيل وعدة جرحى الجمعة، إنّ الوضع مازال متوترا السبت حيث شهدت المنطقة تدفق مزيد من التعزيزات الأمنية. وقال شاهد عيان، في اتصال هاتفي مع CNNبالعربية إنّ المنطقة، والمدن المجاورة لها، تعيش حالة حصار حقيقي، بعد أن دفعت الحكومة بمزيد من عناصر الأمن. وأضاف المتحدث الذي رفض الكشف عن هويته، خشية أن يكون عرضة « لقمع السلطات التونسية » وفق ما قال، أنّ المدينة تعيش إضرابا عاما باستثناء التعليم الثانوي بسبب إجراء امتحانات الثانوية العامة. وقال إنّ كلّ منازل المدينة مطوقة تقريبا بعناصر الأمن ولاسيما الحيّ الذي يقطنه القتيل الذي سقط الجمعة برصاص الأمن. وقال والد القتيل رضا المغزاوي، والد القتيل حفناوي المغزاوي، إنّ اطلع على جثة ابنه الذي لقي مصرعه قرب منزله. وقتل حفناوي فيما كان متجمعا مع عدد من الأشخاص وسط اشتباكات بين متظاهرين محتجين على البطالة وغلاء المعيشة، وقوات الأمن. وفيما اعترفت الحكومة التونسية في بيان بمقتل شخص وإصابة عدد آخر، قالت مصادر نقابية إنّ عدد الجرحى يبلغ 26. ومن جهته، قال الحقوقي التونسي مختار اليحياوي في تصريحات بالهاتف لـCNNبالعربية إنّ عدد القتلى يبلغ 15 أحدهم مصاب برصاصتين. وأوضح أنّ غالبية الإصابات في الظهر وبعضها في الأرجل، مما يعطي صورة واضحة على أنّ الأمر يتعلق بإفراط في استخدام القوة. وقالت مصادر إنّ القتيل لقي حتفه بسبب رصاصة تلقاها من الخلف واخترقت الكبد. ويعدّ استخدام الرصاص الحيّ من الأمور النادرة جدا في تونس التي تقيّد ذلك بقوانين صارمة، حيث لم يسبق أن شهدت البلاد مصرع مواطنين برصاص قوات الأمن سوى سنتي 1976 في مظاهرات للنقابيين، وعام 1984 أثناء ما يعرف بانتفاضة الخبز. وفيما أعلنت الحكومة أنّها الجهات القضائية فتحت تحقيقا في الغرض، أشارت إلى أنّ الأمر يتعلق بشغب، وهو ما أثار استنكار حقوقيين وكذلك شهود عيان في المنطقة. وقال الشاب بشير بن صالح وهو يشارك منذ أسابيع في حركة الاحتجاجات في تصريحات لـCNNبالعربية « إنه من العار أن يتمّ وصف ما نحن بصدد القيام به بالشغب. نحن ندافع عن حياتنا وقوت عائلاتنا ولا نطالب سوى بالعدالة في الفرص. » وقال مصدر حكومي تونسي في بيان نقلته وكالة تونس أفريقيا للأنباء إنّه بلغ إلى علم السلطات أن عناصر بصدد صنع زجاجات حارقة لاستعمالها في أعمال تخريبية مما استوجب تدخل أعوان الأمن الذين تعرضوا للرمي بعدد من هذه الزجاجات. » وأضاف المصدر انه « رغم إنذار المشاغبين فانهم تمادوا في أعمالهم مما استوجب تدخل قوات الأمن ونجم عن الحادثة وفاة أحد المشاغبين وجرح ثلاثة أعوان أمن وخمسة مشاغبين. » وبدأت الاشتباكات بعد أن خرج مئات الشبان العاطلين عن العمل في وقت سابق من الجمعة، بمدينة الرديف الواقعة على بعد 340 كيلومترا جنوبي العاصمة في احتجاجات شعبية على غلاء المعيشة وللمطالبة بمنحهم فرص عمل في المنطقة الغنية بالفوسفات. وكانت مدينة الرديف، المعروفة بتاريخها العريق في النشاط النقابي وكذلك في حركة التحرر الوطني التونسية، آخر مدينة في محافظة قفصة تلحق بالاحتجاجات التي بدأت منذ يناير/كانون الثاني. وبعد أن بدأت تلك الاحتجاجات في مناطق المتلوي وأم العرائس، توسذع نطاقها ليشمل أيضا مدنا من خارج المحافظة من ضمنها مدينة فريانة، في محافظة القصرين، أين قالت مصادر المعارضة إنّ شابا لقي مصرعه أيضا ضمن الاحتجاجات دهسا تحت دواليب سيارة أمن. وفي الوقت الذي اعترفت فيه الحكومة بمقتل شخص في الرديف، ولم تنف فيه مقتل شخص آخر صعقا بالكهرباء في وقت سابق، قالت مصادر نقابية لـCNN بالعربية إنّ بمقتل حفناوي المغزاوي في الرديف، يكون خمسة أشخاص قد لقوا حتفهم في حركة الاحتجاج. وأضافت أنّ حفناوي هو الثاني من مدينة الرديف الذي يقتل بعد شاب آخر يدعى هشام العلائمي قتل عندما كان يتسلق عامودا كهربائيا ضمن احتجاج. ويبلغ حفناوي 18 عاما من العمر فيما كان هشام يبلغ 22 عاما. وأضافت أنّ القتلى الثلاثة الآخرين « هم طاهر السعيدي وهيثم صمادح ونبيل شقرة الذي دهسته سيارة الحرس أثناء ملاحقة جرت في الثاني من يونيو/حزيران بمدينة المتلوي. »   المصدر موقع بالعربية CNNبتاريخ 8 جوان 2008

 

العرب:بعد سقوط قتيل وعشرات الجرحى الجيش يتدخل في «قفصة».. والاحتجاجات تتصاعد

 
تونس – محمد الحمروني  تدخلت قوات الجيش في منطقة الحوض المنجمي بجهة قفصة لتحاصر منطقة الرديف التي شهدت أحداثا خطرة انتهت بوفاة شاب وجرح 25 آخرين، وفق إفادات من مصادر بالمدينة لـ «العرب». وأكد شهود عيان أن الجيش اتخذ مواقع تسمح للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن. وشدّد الشهود على أن الحركة الاحتجاجية بالمنطقة متواصلة وأنها ازدادت اتساعا وعنفا خاصة بعد انتشار خبر وفاة أحد المتظاهرين. من جانبها أدانت الأحزاب السياسية التونسية ومنظمات المجتمع المدني وعدد كبير من الهيئات الحقوقية بالبلاد ما أسمته «الاستعمال المفرط للقوة من قبل أجهزة الأمن التونسية لمواجهة المواطنين في مدينة الرديف». ودعت تلك الأحزاب والهيئات الحكومة إلى الوقف الفوري لكل الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون والكف عن إرهابهم، كما دعت إلى فتح تحقيق فوري في الأحداث ومعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات. وأدانت حركة النهضة الإسلامية المحظورة بشدة «إطلاق النار على متظاهرين، مما نتج عنه سقوط قتيل وجرح عدد آخر من المتظاهرين من بينهم واحد في حالة خطرة». وشجبت الحركة في بيان، حصلت «العرب» على نسخة منه، بكل شدة «إطلاق النار على متظاهرين مسالمين».. وطالبت بفتح تحقيق تشارك فيه منظمات حقوقية محايدة في المجتمع المدني والكف عن استعمال الأسلوب الأمني في معالجة القضايا الاجتماعية. وأعلنت الحركة وقوفها إلى جانب الحقوق المشروعة لأهالي الرديف وبقية مدن الحوض المنجمي المحرومة من أساسيات الحياة الكريمة في تونس. من جهتها نددت منظمة «حرية وإنصاف» للدفاع عن حقوق الإنسان بشدة «بإطلاق الرصاص على المواطنين العزل مما أدى إلى قتل أحدهم وجرح العديد منهم لا لشيء إلا لأنهم خرجوا في مسيرة سلمية للتعبير عن احتجاجهم على عمليات نهب تضرر منها العديد من المواطنين»، على حد تعبير البيان. وطالبت المنظمة «بفتح تحقيق في الغرض ومعاقبة من أصدر الأوامر بإطلاق الرصاص على المواطنين العزل». كما أدان حزب العمال الشيوعي التونسي بشدة ما سماه «الجريمة الجديدة المرتكبة في حقّ أهالي الرديّف العزل». وأكّد على ضرورة معاقبة «مرتكبي هذه الجرائم أمرا وتنفيذا». كما شدد على مواصلة دعمه للمطالب المشروعة لأهالي الحوض المنجمي مكبرا فيهم شجاعتهم وتمسّكهم بحقوقهم رغم ألوان القمع والتنكيل التي ما انفكوا يتعرضون لها». من جانبها قالت الحكومة التونسية في بلاغ رسمي إن المتظاهرين رفضوا الامتثال لإنذار قوات الأمن وتمادوا في أعمال الشغب التي كانوا يقومون بها. وأوضح البلاغ أن تدخل أعوان الأمن جاء بعد أن تلقت السلطات معلومات مفادها أن «عناصر بصدد صنع زجاجات حارقة لاستعمالها في أعمال تخريبية». واعترفت الحكومة بوفاة شخص خلال المواجهات وجرح ثلاثة من أعوان الأمن. وقال البلاغ الحكومي «إن وكيل الجمهورية (المدعي العام) بمحافظة قفصة أذن بفتح تحقيق في الموضوع للوقوف على مختلف ملابسات الحادثة وتحديد المسؤوليات». ورفضت مختلف قوى المجتمع المدني رواية الحكومة للأحداث وقالت إن الضحايا سقطوا جراء إصابتهم بالرصاص في ظهورهم مما يعني أنهم لم يكونوا في وضع هجوم على قوات الأمن. يذكر أن تحركات الحوض المنجمي بقفصة انطلقت منذ 5 يناير الماضي وكانت في البداية احتجاجا على عدم نزاهة مناظرة الانتداب للعمل بمجمّع للفوسفات وهو المجمع الصناعي الوحيد بالجهة قبل أن تتطور الاحتجاجات لتصبح تحركات شعبية وجماهيرية شملت كلا من مدن الرديف وأم العرائس والمظيلة وامتدت إلى مناطق مجاورة مثل أم القصاب وأخيرا مدينة فريانة من محافظة القصرين. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 جوان 2008)  
 


 

وزير العدل التونسي يقلل من أهمية أعمال شغب جنوب تونس

 
تونس- (د ب أ – وكالة الأنباء الألمانية) – قلل بشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي أمس السبت في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس من أهمية مواجهات جرت أمس بين الشرطة و »مشاغبين » في مدينة الرديف التابعة لمحافظة قفصة (350 كلم جنوب العاصمة تونس) وخلفت قتيلا وثمانية جرحى بينهم ثلاثة من رجال الأمن. وقال التكاري ردا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) حول هذه المواجهات « استعملت فئة قليلة العنف بمنطقة الرديف فتدخلت قوات الأمن لحماية الممتلكات والأرواح.. أعمال الشغب توجد في كل بلدان العالم وهي استثنائية جدا في تونس لذلك أثارت اهتمام وسائل الإعلام »، وأضاف المسؤول التونسي بأن قوات الأمن داهمت أمس « مجموعة قليلة من الأشخاص » لمصادرة زجاجات حارقة (مولوتوف) أعدوها لاستعمالها في أعمال تخريبية مضيفا أن هؤلاء « اعترضوا على تدخل قوات الأمن » ورشقوها بالزجاجات الحارقة. وأوضح أنه تم أولا « التنبيه عليهم بمكبرات الصوت لتسليم أنفسهم ووقف رشق قوات الأمن بالزجاجات الحارقة ثم تم إطلاق الرصاص في الهواء قبل اللجوء إلى الطريقة القانونية الأخيرة (رميهم بالرصاص) فوقعت هذه الحادثة التي نأسف لها ». وقال إنه من السابق لأوانه استنتاج محاولة من جانب أطراف لتأجيج الوضع بالمنطقة لتوظيفه سياسيا ضد الحكومة. ومن جهة أخرى قال التكاري انه لن يجرى تنفيذ حكم الاعدام في حق شاب تونسي ادين بمحاولة القيام بانقلاب ضمن مجموعة تضم معه 29 اسلاميا كانت اشتبكت مع الحكومة مطلع العام الماضي في واحدة من اكثر القضايا اثارة للاهتمام في شمال افريقيا. وقال التكاري ردا على سؤال عما إذا كانت تونس ستوقف تنفيذ حكم الاعدام على الاسلامي  » رئيس الجمهورية تعهد بألا يمضي على أي حكم بالاعدام لدوافع انسانية ». وأصدرت محكمة تونسية العام الماضي حكما بالاعدام بحق التونسي صابر الرقوبي المتهم بمحاولة قلب النظام بالقوة بعد ان اعتقل مطلع العام الماضي رفقة جماعة سلفية متكونة من 30 شخصا بينهم الرقوبي في أعقاب مواجهات مسلحة مع قوات الامن تسببت في مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا. واستنفد الرقوبي حقه في التقاضي بعد ان رفضت محكمة التعقيب وهي أعلى درجة طعنه في حكم الاعدام هذا العام ليبقى قرار تنفيذ اعدامه. ولا تنفذ في تونس احكام الاعدام منذ عام 2000 رغم صدورها بحق عدد من المجرمين لكن منظمات حقوق الانسان تخشى ان يتم تنفيذها بحق الرقوبي باعتباره استثناء ولتورطه في قضية تتعلق بالارهاب. وجاء تصريح وزير العدل ليضع حدا لمخاوف جماعات لحقوق الانسان تطالب بالغاء عقوبة الاعدام من القانون التونسي. لكن التكاري اوضح ان من السابق لاوانه الحديث عن الغاء عقوبة الاعدام من القانون مشيرا الى أن الشعب ما زال غير قابل لهذه الفكرة. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 جوان 2008)

وزير العدل وحقوق الإنسان في ندوة صحفية حول الإجراءات الرئاسية الأخيرة المتخذة لتدعيم حقوق الإنسان: تفاصيل مراجعة قانون الإيقاف التحفظي والتوسيع في حالات الإفراج الوجوبي ومساعدة المساجين المسرّحين على الاندماج

 

 
تونس ـ الصباح: عقد السيد بشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان يوم أمس ندوة صحفية بمقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي حول الاجراءات الرئاسية الاخيرة لتدعيم حقوق الانسان في تونس. والمتخذة بالمجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 21 ماي الماضي على إثر زيارة رئيس الدولة إلى سجن المرناقية. خاصة منها المتعلقة بالتعمق في دراسة أسباب العود للجريمة وإقرار برامج إدماج ومتابعة خاصة للحد من الظاهرة، ومتابعة أوضاع الموقوفين قبل المحاكمة بما يضمن عدم تجاوز المدة القانونية للايقاف التحفظي ومراجعة القانون ذي العلاقة لضمان إتمام التحقيق بدرجتيه في أقصر الاجال. ومتابعة المساجين المسرحين ومساعدتهم على الاندماج في الحياة الاجتماعية بما يحد من ظاهرة العود. ومراجعة القانون المتعلق بالصلح بالوساطة الجزائية لتدعيم امكانيات الصلح مع الحفاظ على حقوق المتضرر. وتحدث الوزير عن تكامل وشمولية الضمانات القانونية والقضائية للمتهم في تونس، وتكاملها مع حقوق الانسان. وقال السيد بشير التكاري أنه في إطار متابعة أوضاع الموقوفين تحفظيا تبين أن التشريع ما يزال بحاجة إلى التوضيح وإلى ضمانات إضافية، في ما يتعلق بالجرائم الخطيرة سواء كانت جنحة أو جناية. في حال الجناية يتم حاليا توقيف المتهم لمدة 3 أيام قابلة للتمديد بإذن معلل من وكيل الجمهورية، ثم تحال القضية على قاضي التحقيق الذي ينظر في الملف ويحقق في القضية وذلك في أجل 6 أشهر قابلة للتمديد، لكن المدة القصوى للايقاف التحفظي لا تتجاوز 14 شهرا. أما في صورة الجنحة فيتم التحقيق في ملف القضية في أجل 4 أشهر قابلة للتمديد.  وعندما ينهي قاضي التحقيق يحيل ملف القضية إلى قاضي تحقيق ثان تسمى دائرة الاتهام التي تنظر في الملف وفي صورة عدم ملاحظته أي خلل يحيل المتهمين إلى المحاكمة. لكن في صورة ملاحظة خلل في التحقيق يرجع الملف إلى قاضي التحقيق لاتمامه، في هذه الحالة يعتبر بعض قضاة التحقيق أن الاجل القانوني للايقاف فتح من جديد وهو ما تطلب مزيد الدقة.  وأفاد التكاري أنه بعد معاينة أشخاص في السجون تبين أن طول بقائهم في السجن يعود إلى أن ملفات التحقيق بشانهم رجعت إلى قاضي التحقيق بما يعني فتح آجال جديدة للايقاف، ومن هنا كان قرار رئيس الدولة بمراجعة قانون الايقاف التحفظي في اتجاه اعتبار الاجل الاقصى يشمل طول مدة الايقاف وذلك بمرحلتي قاضي التحقيق، ودائرة الاتهام مع الرجوع إلى قاضي التحقيق إن تطلب الامر ذلك. وفي صورة انقضاء الاجل القانوني للايقاف يتم الافراج وجوبا على المتهم وهو ما يكرس مبدأ الحرية ويرتفع بالضمانات للقانون التونسي إلى أعلى المستويات.  التوسيع في حالات الإفراج الوجوبي  في ما يتعلق بالافراج الوجوبي، ذكر وزير العدل وجود حالات يفرض فيها القانون الافراج عن المتهم وهي في حالة استنطاق المتهم لمدة لا تتجاوز 5 أيام، وإذا تبين انه لم يسبق الحكم عليه بـ3 أشهر وأن العقوبة المستهدفة لم تتجاوز العام. وأضاف ان القانون الحالي يفرض في هذه الحالة وجوبا عدم ابقاء المتهم رهن الايقاف التحفظي، لكن تبين أن حالات الافراج الوجوبي قليلة فتم التوسيع في حالات الافراج الوجوبي، فعوض أن تكون سوابق المتهم 3 أشهر يرفع مشروع القانون الجديد فيها بـ6 أشهر ويرفع في العقوبة المستهدفة بمدة لا تقل عن عامين حتى يتم افراج عنه وجوبا وتتم محاكمته في حالة سراح.  ويتعلق الاجراء الثالث بتفكيك ملف التحقيق. إذ تبين من خلال متابعة الموقوفين وجود بعض الموقوفين تحفظيا تم التحقيق معهم، لكنهم ينتظرون استكمال التحقيق مع شريك أو أكثر في الجريمة يوجد في حالة فرار وتقتضي التحريات التحقيق معهم. وقدم أمثلة على هذه الحالات على غرار إحالة مستهلك للمخدرات ويتم معاقبته لمدة سنة، لكنه يظل في انتظار ايقاف مروج المخدرات الذي يظل في حالة فرار. أو في حالة سرقة سيارة من قبل شخصين الاول تم ايقافه بتهمة السرقة والثاني تورط في جريمة قتل بواسطة السيارة المسروقة، في هذه الحالة ينتظر المتهم الاول استكمال التحقيق مع المتهم الثاني. أي ان القانون التونسي الحالي لا يسمح بتفكيك القضايا فعند اقتران قضية ما في نفس الوقت والمكان يتم التحقيق في ملف واحد. ويتمثل الاجراء الجديد في تفكيك ملف القضية، أي أن سارق السيارة مثلا لا ينتظر اتمام التحقيق في جريمة القتل، والمستهلك للمخدرات لا ينتظر اتمام التحقيق مع المروج. مساعدة المساجين المسرحين على الاندماج  الجانب الاخر من القرارات الرئاسية التي أشار إليها وزير العدل وحقوق الانسان تعلقت بمساعدة المساجين المسرحين على الاندماج في الحياة الاجتماعية. فمن خلال متابعة ظاهرة العود، تبين أن بعض المسرحين يصعب عليهم الاندماج في الحياة الاجتماعية بسبب تضمن البطاقة عدد 3 للسوابق العدلية ويحرمون بالتالي من ايجاد عمل أو المشاركة في المناظرات الوطنية. لذلك تم إقرار إجرائين، الاول يتعلق بحذف بعض التنصيصات في بطاقة عدد 3، ففي حالة وجود خطية أقل من 3 آلاف دينار لا يتم التنصيص عليها بالبطاقة، وإذا كانت العقوبة لا تتجاوز 6 أشهر لا ينص عليها أيضا بالبطاقة عدد3  لكن إذا حصل عود طيلة الخمس سنوات بعد السابقة الاولى فإنه يتم التنصيص على العقوبات الاولى ضمن بطاقة السوابق العدلية.  تيسير إجراءات استرداد الحقوق  وقال السيد بشير التكاري في ذات السياق أنه ولتشجيع المسرحين من السجن على عدم العود تم تيسير إجراءات استرداد الحقوق، إذ أن مشروع القانون الجديد يقر التخفيض في مدة فسخ ما كتب على بطاقة السوابق العدلية، وذلك عن طريق لجنة استرداد الحقوق بوزارة العدل وحقوق الانسان، المعمول به الان فإذا تعلق الامر بجنحة ترد الحقوق بعد عام، وإذا تعلق الامر بجناية ترد بعد 3 سنوات. والجديد في هذا الاجراء هو التقليص من آجال استرداد الحقوق إلى 6 أشهر فقط عوضا عن سنة في الجنحة، وإلى سنتين عوضا عن ثلاث في صورة الجناية. وذلك عن طريق لجنة استرداد الحقوق شرط توفر حسن السيرة.  أما إذا تمت عملية استرداد الحقوق بحكم القانون تم التخفيض في الاجال إلى سنة في حالة الخطية المالية عوضا عن 3 سنوات، وفي صورة الجنحة ستصبح سنتين فقط عوضا عن 5 سنوات، وفي صورة الجناية ستصبح آجال استرداد الحقوق في ظرف 5 سنوات عوضا عن 10 سنوات. وأبرز الوزير في هذا الصدد أنه يتم حاليا إعداد منظومة اعلامية تمكن أي شخص من الحصول على بطاقة السوابق العدلية بسرعة ودون انتظار.  وأشار التكاري إلى وجود ضمانة أخرى للمحكوم عليه وهو نيابة المحامي في القضايا الجزائية وذلك من خلال إعداد مشروع قانون يجيز نيابة المحامي في تعقيب القضايا الجزائية.  رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 جوان 2008)


السلطات الإيطالية ترحل تونسيا يواجه أحكاما بعشرات السنين بتهمة الإرهاب

 

 
تونس – خدمة قدس برس أدانت جمعيات دولية ترحيل السلطات الإيطالية يوم 3 يونيو (حزيران) الجاري للتونسي سامي الصيد المطلوب في تونس بتهم تتعلق بالانتماء إلى تنظيم إرهابي والذي يواجه خطر التعذيب والمحاكمة غير العادلة. وتعلقت بسامي الصيد عدة أحكام غيابية تصل 60 عاما سجنا صادرة عن القضاء العسكري التونسي بين 2002 و2005. واعترضت منظمة « هيومن رايتس ووتش » الأمريكية في بيان اطلعت « قدس برس » على نسخة منه على تسليم سامي الصيد إلى السلطات التونسية ‏‏ وقالت إن التعذيب مشكلة مزمنة في تونس، وإن الأشخاص المحتجزين لاتهامات على صلة بالإرهاب يتعرضون لخطر التعذيب وطالبت المنظمة الأمريكية السلطات الإيطالية باحترام حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي اعترضت على تسليم سامي الصيد بناء على المخاطر التي يواجهها في بلده. واعتبرت « هيومن رايتس ووتش » قرار التسليم « ازدراء من إيطاليا لـ بن خميس وللقانون وخرقا لقرار أعلى محكمة حقوق إنسان أوروبية « . من جهته أدان اتحاد التونسيين المقيمين بأوروبا طرد هذا المواطن التونسي واعتبره استهانة بقرار أعلى محكمة أوروبية وخرقا للمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان وضربا لدولة القانون وتهديدا لحقوق الإنسان في أوروبا وتضع مصداقية مؤسسات الاتحاد الأوروبي موضع تشكيك. وكان من المقرر أن يمثل « الصيد » أمام المحكمة الجنائية في 3 يونية (حزيران) لمناقشة الاتهامات المنسوبة إليه بمزاولة أنشطة إرهابية، لكن بدلا من إحالته إلى المحكمة، قام المسؤولون الإيطاليون بنقله إلى مطار فيوميتشينو لترحيله. وكان سامي الصيد (40 عاما) قد اعتقل في إيطاليا سنة 2001 وحوكم بستة أعوام وستة أشهر بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية. وبناء على اتهامات جديدة بالإرهاب في عام 2005 وبعد أن أمضى مدة العقوبة تم تحويله إلى الاحتجاز على ذمة المحاكمة في يونية (حزيران) 2007. وفي مايو (أيار) 2008 أصدر وزير الداخلية الإيطالي قرارا بتسليمه إلى السلطات التونسية وهو ما اعترضت عليه المحكمة لأوروبية في مراسلة وجّهتها إلى إيطاليا. وبحسب محام ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان فإنّ سامي الصيد قد مثل أمام التحقيق العسكري بعد تسليمه دون حضور محام. وقال المصدر في تصريح لـ »قدس برس » إنّ الصيد متهم في تونس بالانتماء إلى تنظيمات أصولية تنشط بين مدينة ميلانو الإيطالية ولندن وأفغانستان من ضمنها « أنصار السنة » و »أهل السنة والجماعة » و »الجبهة الإسلامية بتونس ». كما يتهم الصيد بتلقي تدريبات في أفغانستان ضمن تونسيين آخرين منهم من هو معتقل في غوانتنامو حاليا وفي بلجيكا. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 7 جوان 2008)


 

حول طلب زيارة منظمة العفو الدولية للسجون التونسية… أحداث الرديف…

وضعية حقوق الإنسان في تونس من خلال تقرير اللجنة العليا لحقوق الإنسان

 

 
  ردا على استفسارات الصحفيين، أفاد السيد بشير التكاري أن منظمة العفو الدولية لحقوق الانسان هيومن رايتس ووتش، طلبت فعلا زيارة السجون التونسية وتم إعلامها بأنه لا يوجد مانع لذلك وأنه تتم حاليا مناقشة مشروع اتفاق معها، مشيرا إلى وجود اتفاق بين تونس وهيئة الصليب الاحمر الدولي لزيارة السجون التونسية وهي الان تواصل زياراتها، وقال إن التعامل مع لجنة الصليب الاحمر ايجابي.  وعن سؤال حول الانتقادات الموجهة من قبل بعض المنظمات غير الحكومية لوضع حقوق الانسان في تونس، قال الوزير إن بعض التونسيين يحاولون الاتصال بهذه المنظمات للحديث عن خروقات لحقوق الانسان، لكنه أبرز دليلا دامغا يدحض تلك الادعاءات وهو التقرير الصادر عن اللجنة العليا لحقوق الانسان بالامم المتحدة بتاريخ 17 مارس 2008، والتي اعترفت فيه بخطورة استغلال وتوظيف الدين في تونس لاهداف سياسية، وأن هناك بعض الحواجز التي يمكن أن تمس بالمكاسب التونسية وتمثل خطرا على المجتمع التونسي وعلى حقوق الانسان في تونس. وأضاف إنه مقارنة بالدول العشر الاوائل في مجال حقوق الانسان يمكن تصنيف تونس في مرتبة متقدمة استنادا إلى ذات التقرير.  بخصوص الاحداث التي شهدتها منطقة الرديف بالحوض المنجمي، قال الوزير إنه لا يخلو بلد بالعالم من أحداث شغب، لكنها في تونس تعتبر استثنائية جدا. وأشار إلى أنه تم منذ 1968 سن قانون ينظم التعامل مع التظاهرات وأحداث الشغب في الطريق العام. فإذا كانت التظاهرات سلمية فإنه لا يتم تدخل الامن إلا للحفاظ على ممتلكات الغير وتفادي العنف.  وأفاد الوزير إن المعطيات المتوفرة تشير إلى أنه تم ضبط مجموعة من الاشخاص بصدد إعداد كوكتال « مولوتوف » (زجاجات حارقة) يشكل خطرا على سلامة الاشخاص في هذه الحالة من واجب الامن منع استعمال مثل هذه الوسائل. فتمت مداهمة المجموعة التي اعترضت المداهمة فتم استعمال الوسائل القانونية من قبل وحدات الامن وهي التنبيه ثم استعمال الرصاص في الهواء ان اقتضى الامر، ثم استعماله في آخر المطاف بالطريقة القانونية. وعبر الوزير عن أسفه لحادثة وفاة أحد المشاغبين، مبينا أنه في هذه الحالة يتحول وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق على عين المكان ويتم جمع المعطيات المتصلة بالحادثة والاذن بنقل الجثة وعرضها على التشريح قبل أن يتم تحديد المسؤوليات. كما أفاد أن بعض الافراد استغلوا هذه الظروف لسرقة بعض المحلات لكنها معزولة.  وأكد الوزير على أن أحداث الحوض المنجمي لم تعالج أمنيا إلا عندما تم المساس بالامن العام، مبرزا أن معالجة المسألة تمت من عديد الجوانب قبل وقوع الاحداث الاخيرة اجتماعيا وتنمويا واقتصاديا. مشيرا إلى أن المخطط 11 للتنمية تضمن اقامة مشاريع تنموية واعدة بجل الجهات منها جهة الحوض المنجمي. وأكد أن كل معتمديات ولاية قفصة شملتها عديد البرامج التنموية والبحث في فرص الاستثمار فيها.   رفيق   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 08 جوان 2008


اثر مقتل شاب في مظاهرة احتجاجية على ارتفاع الأسعار  إيلاف ترصد ردود الأفعال حول أعمال العنف في قفصة التونسية

 

 
إسماعيل دبارة من تونس: قال شهود عيان في بلدة الرديف التابعة لمحافظة قفصة (جنوب) لإيلاف اليوم إن الأمن التونسي دفع بتعزيزات كبيرة إلى المدينة بغية التصدي للاحتجاجات الاجتماعية و أعمال الشغب العنيفة التي أدت الجمعة إلى مقتل شاب و جرح العشرات. وقال الشاب صابر(22سنة) و هو من المشاركين في المظاهرات بالبلدة المتوترة :’ شاهدنا حضورا مكثفا لوحدات التدخل الخاصة و العشرات من آليات الجيش التي تم إرسالها على جناح السرعة للتصدي للمتظاهرين الغاضبين على مقتل الشاب الحفناوي بن رضا الحفناوي أمس…حالة من الاحتقان الشديد تسود البلدة و المناطق المحيطة بها منذ مساء أمس والمناوشات بين المحتجين و الشرطة  لم تنقطع إلى حدّ اللحظة.’ وأكد شهود آخرون في اتصال هاتفيّ بـ « إيلاف » أن الجيش اتخذ مواقع تسمح للفصل بسرعة بين المتظاهرين وقوات الأمن في سابقة هي الأولى منذ قرابة العشر سنوات. إلى ذلك، توالت ردود الفعل المنددة بمقتل الشاب و باستعمال العنف الشديد لتفريق المتظاهرين. ففي حين اعترفت الحكومة بمقتل الشاب وأذنت بفتح تحقيق في الغرض قال البشير التكاري وزير العدل و حقوق الإنسان اليوم السبت إنه يأسف لمقتل الشاب و أن الحادثة حصلت لما استنفدت قوات الأمن كل الوسائل التي يحتمها القانون مثل التنبيه على المتظاهرين واستعمال الرصاص في الهواء قبل أن يتم اللجوء إلى  إطلاق الرصاص. » واعتبر’ التكاري’ لجوء عدد من المشاغبين إلى استعمال العنف وإعدادهم لزجاجات حارقة (مولوتوف) لمهاجمة قوات الأمن أمرا غير مقبول مهما كان سبب الاحتجاج. من جهة أخرى، نعت حركة النهضة الإسلامية المحظورة في بيان حصلت ‘إيلاف’ على نسخة منه الشاب القتيل . و شجبت الحركة بشدة ‘إطلاق النار على متظاهرين مسالمين’ وطالبت  بفتح تحقيق تشارك فيه منظمات حقوقية محايدة في المجتمع المدني. كما طالب السلطة بالكف عن انتهاج الأسلوب الأمني في معالجة القضايا الاجتماعية. و أعلنت وقوفها ‘إلى جانب الحقوق المشروعة  لأهل الرديف ولمدن الحوض المنجمي المحرومة’ على حد تعبير البيان. أما حزب العمال الشيوعي التونسي ( غير قانوني ) فقد دعا كافة القوى الديمقراطية من أحزاب وجمعيات ومنظمات وهيئات نقابية وحقوقية إلى تكثيف أعمال المساندة لأهالي الحوض المنجمي و’الضغط على السلطة كي توقف أعمال القمع والتنكيل وتخلي كافة المدن من قوات البوليس وتعوّض للأهالي ما لحقهم من أضرار مادية ومعنويّة وتستجيب لمطالبهم المشروعة’. وقال سامي نصر مسئول الإعلام بمنظمة حرية وإنصاف الحقوقية في اتصال مع إيلاف إن ‘منظمته ترفض  بشدة إطلاق الرصاص على مواطنين عزل و إصابتهم من الخلف كما حدث مع الشاب القتيل.’ و اعتبر أن لجوء عناصر الأمن إلى العنف المفرط أدى إلى ‘ إلى  جرح العديد من المحتجين بطرق مشروعة ، لا لشيء إلا لأنهم خرجوا في مسيرة سلمية للتعبير عن احتجاجهم على عمليات نهب تضرر منها العديد من المواطنين . أما الناشط السياسي وزعيم ‘حزب المؤتمر من أجل الجمهورية’ المنصف المرزوقي فقد نعى هو الآخر الشاب القتيل و توجه بتعازيه إلى عائلته معلنا عن   تضامنه الكامل مع من سماهم « ضحايا العدوان الغاشم الذي ارتكبته سلطة فاقدة للمسؤولية فقدانها للشرعية ضد مواطنين عزل هبوا بكل شجاعة وبطولة للدفاع عن حقهم في العيش الكريم وفي التنمية متحدين كل أشكال المحاصرة والتنكيل التي تعرفها منطقتهم منذ أشهر عديدة ». من جهة أخرى، طالب الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض  الحكومة بفتح تحقيق حول الأسباب التي أدت إلى فتح النار على متظاهرين عُزل ومحاسبة المسؤولين عن استخدام الرصاص الحيّ. وقال عصام الشابي عضو المكتب السياسي للحزب في تصريح لإيلاف إن ‘الإنكباب على إيجاد حلول للبطالة والسيطرة على التهاب الأسعار وتحسين المقدرة الشرائية للفئات الشعبية، هي السبيل الوحيد للحد من تدهور الوضع الاجتماعي وتجنيب بلادنا الهزات والاضطرابات و الديمقراطي التقدمي يشدد على أن الحلول التسكينية والاستشارات الصورية لا تؤدي إلا إلى تعفين الأوضاع وزيادة التذمر، فلا بديل عن حوار وطني شامل يضع ملفي البطالة والتنمية الجهوية أمام طاولة البحث و بمشاركة كافة القوى الحية في البلاد.   وقال نقابي من مدينة الرديف المتوترة رفض الكشف عن اسمه إن أسباب التصعيد الأخير تعود حتما إلى ‘ التواجد الأمني المكثف مع ما رافقه  من استفزازات واحتكاكات وتجاوزات بالإضافة إلى بطء نسق المفاوضات مع اللجان التي تكونت في الغرض و انسداد باب التفاوض . و يخشى متابعون أن يكون التصعيد الأخير إيذانا باستيفاء كل الحلول مع المحتجيين و قادتهم في الحزام المنجمي الغني بالفسفاط جنوب البلاد.   و يرى متابعون أن السلطة راهنت منذ اندلاع الأزمة الاحتجاجية بقفصة على  عامل الوقت وتوقعت أن تنتهي التحركات تلقائيا  قبل أن تعمد إلى استعمال القضاء لما أوقفت في وقت سابق عددا من قادة الاحتجاج  ورموزه.   وجدير بالذكر أن احتجاجات الحوض المنجمي بقفصة انطلقت في  5 يناير الماضي و استُهلّت بتظاهرة بسيطة احتجاجا على عدم نزاهة مناظرة انتداب للعمل  بمجمّع للفسفاط قبل أن  تتطور لتصبح تحركات شعبية وجماهيرية شملت بلدات عدة  كالرديف وأم العرائس والمظيلة وامتدت فيما بعدُ إلى مناطق مجاورة مثل أم القصاب و فريانة من محافظة ‘القصرين’.   المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 07 جوان 2008


 

توضيح من رئيس فرع السيجومي لرابطة حقوق الإنسان

 

 
ورد علينا من الدكتور عبد الرؤوف الجمل رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالسيجومي، التوضيح التالي:  
«اطلعت على اعمدة احدى الصحف اليومية على خبر صدور «بلاغ» منسوب للهيئة الحالية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تدعو فيه «منخرطي اقليم تونس» لحضور سلسلة من الاجتماعات للنظر في «كيفية وضع القرارات المتعلقة بالحوار مع كل الرابطيين موضع التطبيق».   واني استغرب من ان يتحدث البلاغ المذكور عن «مناطق» في اقليم تونس عوضا عن الحديث عن «الفروع» لأن مصطلح «المناطق» لا وجود له في النظام الداخلي ولا في القانون الاساسي للرابطة، واذكّر بما جاء في النداء الذي اصدره عدد من الزملاء رؤساء فروع الرابطة بتاريخ 27/05/2008 والمتضمن رفض الخطة التي اقترحتها الهيئة الحالية للرابطة باعتبارها مقدمة من جانب واحد وبانها تتضمّن شروطا وروزنامة ومراحل لم يقع التشاور بشأنها بين مختلف الاطراف.   كما أني أجدد التأكيد على ما جاء في ندائنا المشار اليه اعلاه من أن الهيئة الحالية للرابطة قد فقدت شرعيتها منذ ان حددت لها المحكمة فترة سنة واحدة لاعداد مؤتمرات الفروع والمؤتمر الوطني لا غير بصفتها مؤتمنا عدليا، وأدعو اعضاءها الى احترام القوانين المنظمة للرابطة والالتزام بالاحكام الصادرة ضدهم، وبالخصوص تلك التي اقرت «ايقاف اي اعمال تمهيدية او تحضيرية ترمي الى انعقاد «المؤتمر الوطني» الى حين فصل النزاع القائم» بين الاطراف المتنازعة.   لذا، واعتبارا بما سبق ذكره، فاني أحمّل اصحاب البلاغ كامل مسؤولياتهم في ما قد ينجر عن هذه التصرفات غير القانونية وادعو الرابطيين الغيورين الى الوقوف مع الحق والى المطالبة بان يتم الاعداد للمؤتمر الوطني للرابطة على أسس قانونية سليمة وشفافة وان تشارك فيه كل الاطراف على قدم المساواة».   الدكتور عبد الرؤوف الجمل رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان السيجومي   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 07 جوان 2008


 

وزير تونسي يشير إلى عدم تنفيذ حكم إعدام بحق سلفي

 

 
تونس (رويترز) – قال بشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي يوم السبت انه لن يجرى تنفيذ حكم الإعدام في حق شاب تونسي أدين بمحاولة القيام بانقلاب ضمن مجموعة تضم معه 29 إسلاميا كانت اشتبكت مع الحكومة مطلع العام الماضي في واحدة من أكثر القضايا إثارة للاهتمام في شمال أفريقيا.   وقال التكاري ردا على سؤال ما اذا كانت تونس ستوقف تنفيذ حكم الاعدام على الاسلامي « الجواب.. رئيس الجمهورية تعهد بأن لا يمضي على أي حكم بالاعدام لدوافع انسانية. »   وأصدرت محكمة تونسية العام الماضي حكما بالاعدام بحق التونسي صابر الرقوبي المتهم بمحاولة قلب النظام بالقوة بعد ان اعتقل مطلع العام الماضي برفقة جماعة سلفية متكونة من 30 شخصا بينهم الرقوبي في أعقاب مواجهات مسلحة مع قوات الامن تسببت في مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا.   واستنفد الرقوبي حقه في التقاضي بعد ان رفضت محكمة التعقيب وهي أعلى درجة طعنه في حكم الاعدام هذا العام ليبقى قرار تنفيذ اعدامه.   ولا تنفذ في تونس احكام الاعدام منذ عام 2000 رغم صدورها بحق عدد من المجرمين لكن منظمات حقوق الانسان تخشى ان يتم تنفيذها بحق الرقوبي باعتباره استثناء ولتورطه في قضية تتعلق بالارهاب.   وجاء تصريح وزير العدل ليضع حدا لمخاوف جماعات لحقوق الانسان تطالب بالغاء عقوبة الاعدام من القانون التونسي.   لكن التكاري اوضح ان من السابق لاوانه الحديث عن الغاء عقوبة الاعدام من القانون مشيرا الى أن الشعب ما زال غير قابل لهذه الفكرة.   المصدر وكالة رويترز للانباء بتاريخ 7 جوان 2008

التنمية مسؤولية جماعية تحتاج الي الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعية

 

 
تونس 8 جوان 2008 (وات) ثمنت الأحزاب السياسية الخيارات الوطنية القائمة على التوازن بين الفئات والجهات وما حققته من مكاسب هامة على جميع المستويات يشهد بها الجميع وهو ما يعد دافعا لمزيد تطوير نسق الاستثمار فى مختلف الجهات سيما بالمناطق الداخلية. وذكرت الأحزاب السياسية فى بلاغات أصدرتها يوم الأحد انه بقدر ما يسجل فى الحوض المنجمي بقفصة من تطلعات الى مزيد دعم نسق التنمية فان ذلك لا يبرر ما أقدم عليه البعض من عنف وشغب في ظرف يستوجب تضافر الجهود لكسب رهانات التنمية ودعم الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعية. وقد عبر المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية عن انشغاله إزاء تعمد بعض المشاغبين تصنيع زجاجات حارقة لاستهداف المواطنين في ممتلكاتهم وتهديد سلامتهم. واعتبر ان هذه الممارسات لا تمت بصلة لأبناء الرديف المناضلة ولا علاقة لها بالتقاليد السلمية والمنافية للعنف التي يتمسك بها التونسيون والتونسيات مؤكدا رفضه كل أشكال العنف والممارسات التي تتولد عنه ومبرزا أهمية الحوار في تجاوز كل مظاهر التوتر. وعبرت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين عن أسفها لما حدث بمنطقة الحوض المنجمي بقفصة وعن تفهمها لتطلع ابناء المنطقة الى تحسين أوضاعهم الاجتماعية داعية كافة الأطراف المعنية والقوى الحية بهذه الجهة للتعقل وتغليب المصلحة الوطنية والنأي عن كل أشكال العنف. واكدت الحركة ان مجهود التنمية هو مسؤولية وطنية وجماعية لتوفير بنية اقتصادية متطورة تكون خير كفيل لتلبية انتظارات الجهة التي تحتاج ايضا الي الاستقرار والامن والسلم الاجتماعية لانجاز الاهداف الوطنية للمخططات التنموية. ومن جهته اكد الحزب الاجتماعي التحررى ان النقد والاحتجاج حقوق مدنية اساسية تحتاج ممارستها الى الانضباط الكامل لاحكام القانون وتراتيبه وان المطالب مهما كانت شرعيتها لا تبيح لاصحابها انتهاك القوانين واشاعة الفوضي وتهديد السلم المدنية. (المصدر: وكالة تونس افريقيا (وات – رسمية) بتاريخ 8 جوان 2008)


 
 

الصباح: السفير الأمريكي روبيرت كوديك في لقاء المنتدى الدولي لمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات:  «انضمام إسرائيل إلى مشروع الاتحاد من أجل المتوسط يستحق التشجيع»  «الاندماج الاقتصادي لـ 90 مليونا من سكان الاتحاد المغاربي ضروري لاستقطاب المستثمر الأمريكي»

 
اسيا العتروس تونس الصباح:  اذا كان موضوع اللقاء الذي احتضنه صباح امس فضاء مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات اريد له أن يتمحور اساسا حول سياسة الولايات المتحدة تجاه المغرب العربي بمختلف جانبها الاقتصادية والسياسية والامنية حاضرا ومستقبلا   فقد وجد السفير الأمريكي السيد روبير غوداك الذي استضافته المؤسسة نفسه مدعوا للرد على مختلف التساؤلات التي تهاطلت عليه من الحضور المكثف للجامعيين والباحثين والديبلوماسيين والاعلاميين الذين واكبوا اللقاء الذي تحول في احيان كثيرة إلى جدل ساخن انطلاقا من الاهداف الأمريكية في المنطقة والحرب على الارهاب وما يحدث في العراق وفلسطين من استنزاف للدماء وصولا إلى محاولات التبشير المتزايدة في الجزائر ومفهوم الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان ودعم الانظمة العربية وغير ذلك من المسائل المثيرة والحساسة بالنسبة للمتتبع العربي الامر الذي جعل من الصعب على مدير المؤسسة السيد عبد الجليل التميمي مواصلة ادارة الحوار دون التدخل لتذكير الحضور بموضوع اللقاء الاساسي…  في هذه الاجواء اذن كان هذا اللقاء الذي اكد مجددا اهمية ما توفره مؤسسة التميمي من فرصة للاكاديميين والمفكرين للنقاش وتبادل الاراء فضلا عما تكتنزه من ارشيف ووثائق ودراسات قد تشكل بنكا للمعلومات ولاجيال الباحثين…   – أمريكا والمغرب العربي   لست هنا لاتحدث عن الماضي ولكن بالاحرى للحديث عن الحاضر والمستقبل بهذه الكلمات   استهل السفير الأمريكي مداخلته حول العلاقات الأمريكية المغاربية مستذكرا الجذور التاريخية لتلك العلاقات وتطورها على مدى مائتي سنة قبل أن يستعرض العلاقات الراهنة والتحديات الامنية والاقتصادية وغيرها القائمة وقال السفير الأمريكي أن بين الولايات المتحدة والمغرب العربي اهدافا ومصالح مشتركة من شانها أن تشكل حافزا لمستقبل افضل لشعوب المنطقتين واضاف السفير الأمريكي أن العلاقات بين امريكا ودول شمال افريقيا تعود إلى القر الثامن عشر وان اولى اتفاقيات الصداقة عرفت تحت اسم « اتفاقية مراكش التي وقعت سنة 1787 بين المغرب وامريكا والتي مهدت لارساء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وهي أول اتفاقية توقعها امريكا مع بلد عربي مسلم قبل أن تفتتح واشنطن قنصليتها في المغرب سنة 1797 ثم تلتها اتفاقية التعاون والتجارة مع تونس والتي تم توقيعها في اوت 1797 وافتتاح اول قنصلية امريكية في تونس سنة 1800 وبعد خمس سنوات استقبل الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون مبعوثا خاصا للباي نقل رسالة صداقة للشعب الأمريكي. وقال السفير غوداك أن امريكا كانت اول قوة كبرى تعترف بسيادة تونس بعد استقلالها… أن حكومة بلاده تدرك الاهمية الجيوستراتيجية للمغرب وتامل في الالتزام بدور اكبر سياسيا واقتصاديا وامنيا مضيفا أن المسؤولين الأمريكيين يؤدون زيارات منتظمة إلى دول المنطقة ويشجعون رجال الاعمال والجامعيين والطلبة الأمريكيين على زيارة المنطقة. واوضح السفير غوداك أن بلاده تهتم بالمنطقة كمجموعة متكاملة وقال أن المشاورات التي انطلقت قبل خمسين عاما من اجل الاتحاد المغاربي تشكل اطارا مهما في دعم العلاقات لا بين الاطراف المعنية فحسب ولكن ايضا مع الدول الاخرى على غرار الولايات المتحدة. وحدد السفير كودام اولويات بلاده في المنطقة في اربع نقاط تبدا بدعم التعاون وتحقيق الرفاهية الاقتصادية إلى جانب تحقيق الاصلاح والانفتاح السياسي وتحقيق الاستقرار في وجه التطرف والعنف واخيرا مواجهة التحدي الاكبر في تحقيق التعاون الاقليمي.  واستعرض السفير الأمريكي التحديات القائمة امام دول المغرب العربي بدءا بارتفاع اسعار الطاقة إلى القضايا الديموغرافية والتقلبات المناخية والمنافسة معتبرا انها قد تختلف من بلد إلى اخر مذكرا أن بعض الاحداث التي شهدتها بعض الدول في المدة الاخيرة مرتبطة على الاقل في جزء منها بارتفاع الاسعار الغذائية والبطالة وغير ذلك من القضايا الاقتصادية واشار إلى أن دول المغرب العربي قد حققت بدرجات متفاوتة نسبة من النمو الاقتصادي خلال العقدين الماضيين بما يمكن أن يساعدها على مواجهة هذه المرحلة وشدد على اهمية التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة في جلب الاستثمارات الأمريكية واعتمد السفير الأمريكي على بعض احصائيات البنك العالمي مذكرا بدراسة صدرت قبل سنتين خلصت إلى انه بامكان المغرب العربي أن يحقق ارتفاعا في الناتج المحلي الخام بنسبة خمسين في المائة لكل مواطن بحلول 2015 إذا اقدم على الاصلاحات المطلوبة وحقق اندماجا اقتصاديا افضل واشار السفير الأمريكي إلى أن حجم التبادل التجاري المسجل بين دول الاتحاد المغاربي لا يتجاوز 1.2 بالمائة وهو رقم ضعيف جدا ولا يمكن أن يغري المستثمرين واعتبر أن نسبة النمو في تونس على سبيل الذكر بلغت 5 في المائة سنويا خلال العقد الماضي وان مستوى الحياة والبنية التحتية تطورت مضيفا انه قبل عشرين عاما كانت هذه الارقام سلبية وذلك قبل أن يستدرك متسائلا عما إذا كان من شان هذا النسق أن يكون كافيا لتوفير فرص التشغيل الضرورية… وقال السفير غوداك أن نسبة البطالة في تونس تناهز 14 في المائة وان النسبة في صفوف اصحاب الشهادات اكثر من ذلك بكثير وقال أن المشاكل التي يواجهها كل من المغرب والجزائر مشابهة وان نسبة البطالة في البلدين مرتفعة جدا… وقال السفير الأمريكي انه غالبا ما يجد نفسه امام سؤال متكرر عن سبب تردد بلاده في مزيد الاستثمارات في المنطقة معتبرا ان جزءا من الاجابة مرتبط بحجم التبادل التجاري المحدود بين دول المنطقة مشددا على أن مزيد الاندماج بين دول المنطقة من شانه أن يساعد على تطوير استراتيجية صلبة للتصدير وان الدول الغنية مثل ليبيا والجزائر بامكانها أن تستفيد من التنوع الاقتصادي الاقليمي للمنطقة فيما بامكان دول مثل المغرب وتونس أن تحظى بوجود سوق اكبر للخدمات وقال أن وجود سوق حقيقية مندمجة لاكثر من تسعين مليون من سكان المنطقة من شانها أن تكون اكثر اسقطابا للمستثمر الأمريكي وان تكون حافزا للتجارة وتشجع على اصلاح القطاع المالي وقال أن ارساء منطقة للتبادل الحر في الشرق الاوسط وفق ما اعلنه الرئيس بوش بحلول سنة 2013 سيكون مثمرا لسكان المنطقة وقال أن دعم القطاع الخاص بين المغرب العربي وامريكا حيوي في دعم العلاقات بين الجانبين مضيفا أن حكومة بلاده لا يمكنها أن تدفع المستثمر الأمريكي إلى الاهتمام بشمال افريقيا وقال ان توقيع بلاده اتفاقية تيفا للتجارة والاستثمار  TIFA الى جانب الاتفاقية الثنائية للاستثمارBIT  واتفاقية « السماء المفتوحة  » OPEN SKY  AGREEMENT او كذلك اتفاقية التبادل الحر تؤكد استعداد البلد المعني للالتزام بالاصلاح الاقتصادي والتجاري وتعكس الارادة في تحقيق التنمية واوضح أن بلاده وقعت اتفاقا للتبادل الحر مع المغرب دخل حيز التنفيذ في جانفي 2006 مما ساعد على الغاء الاداءات على المواد الصناعية والمواد الاستهلاكية بــ95 في المائة على أن يتم الغاء بقية الاداءات بحلول 2015 وتواصل الولايات المتحدة مفاوضاتها مع كل من الجزائر وتونس للتوصل إلى توقيع اتفاق تيفا فيما تبحث امكانية التوصل إلى اتفاق مماثل مع ليبيا في المستقبل وقال ان الاهم بالنسبة للمستثمر الأمريكي مرتبط بحجم السوق وتسهيل نقل البضاعة وحماية المستثمر…  واعتبر أن جزء من التحديات القائمة في المنطقة مرتبط بضرورة دعم الحريات وحقوق الانسان وحرية الاعلام والجمعيات وتوسيع المشاركة السياسية للشعوب وضمان درجة من الشفافية وهي المبادئ التي يمكن أن تساعد الدول المعنية في تكوين مجتمعات قادرة على التصدي للتطرف. ولاحظ السفير الأمريكي ان العنف والتطرف خطر حقيقي في المنطقة وان الارهاب قد يكون التهديد الاكبر للمغرب العربي وهو ما يحتم حلى حد تعبيره درجة اكبر من التعاون الاقليمي على مختلف المستويات ولاسيما الامني لمواجهة هذا الخطر وقال ان حادثة اختطاف السائحين النمساويين الذين قد يكونا نقلا إلى مالي تؤكد الحاجة إلى تعاون اقليمي بين دول شمال افريقيا وبين الولايات المتحدة بما يدعو إلى تبادل المعلومات ومراقبة الحدود ودعم قدرات حكومات المنطقة في مواجهة التهديدات وقال ان ظهور تنظيم القاعدة في « المغرب الاسلامي » وتفاقم ظاهرة انضمام شباب من شمال افريقيا إلى شبكة القاعدة جعل من دعم التعاون الامني امرا حيويا لاسيما وان تقارير تم العثور عليها في سوريا اظهرت أن عددا كبيرا من الانتحاريين في العراق ينتمون إلى شمال افريقيا وخلص السفير الأمريكي إلى أن منطقة شمال افريقيا تمثل شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة وانه من المهم دعم اسباب التعاون بين دول الاتحاد المغاربي بالنسبة لشعوب المنطقة…   – بين تونس وامريكا   وفي اطار حديثه عن العلاقة بين تونس وامريكا قال السفير الأمريكي انها ممتازة ونفى وجود فتور في العلاقات وقال ان حجم المساعدات التي منحت لتونس منذ الاستقلال بلغت ستة مليار دولار بما يعكس اهتمام بلاده بتونس مضيفا أن هذه المساعدات تبدا من بناء مطار قرطاج إلى المساعدات الغذائية وغيرها وقال أن المشاريع المشتركة في مجالات التعليم والبحوث العلمية مهمة جدا وان هناك ايضا العديد من المشاريع الاقتصادية والتجارية وان الفترة الاخيرة سجلت زيارة العديد من المسؤولين الأمريكيين إلى جانب وفود مهمة من رجال الاعمال واعضاء الكونغرس وقل ان سياسة امريكا في المنطقة مبنية على التشاور والمصالح المشتركة…   – أمريكا ومشروع الاتحاد من أجل المتوسط   وفي مجمل ردوده على التساؤلات الكثيرة التي صاحبت اللقاء اعترف السفير الأمريكي بان هناك لدى مواطني المنطقة الكثير من مشاعر الغضب والاستياء ازاء ما يحدث في العراق وكذلك بسبب غياب السلام في الشرق الاوسط ونفى من جانبه أن تكون بلاده تصم الاذان عن اهتمامات العالم ومشاغل الشعوب المستضعفة وقال أن بلاده وفرت لدول المنطقة برامج متعددة في قطاع التعليم وخصصت لذلك في 2006 مساعدات قدرت بــ16 مليون دولار للتعليم وللبرامج الثقافية وان تونس حصلت على 4,5 مليون دولار كما نفى السفير الأمريكي مجددا وجود نية لاقامة قاعدة عسكرية في مدينة بنزرت وقال أن الجنرال وارد قائد قوات افريكوم اكد على هذا الامر خلال زيارته قبل اسبوعين إلى تونس وعما يروج بشان عمليات التبشير في الجزائر قال السفير غوداك انه يعتقد في اهمية الحرية الدينية  وحرية التعبير للافراد وحق المجموعات في ممارسة شعائرها الدينية ونفى في ذات الوقت أن يكون لحكومة بلاده دور في نشر أية ديانة في أي بلد كان ونفى الاتهامات الموجهة للسياسة الخارجية الامريكية في تغليب المصالح الاقتصادية الأمريكية على ملف لحقوق الانسان وقال أن ليبيا اقدمت على خطوات ايجابية عديدة وقبلت بتدمير برنامجها النووي والتخلي عن اسلحة الدمار الشامل وهو ما ساعد على تحقيق تقدم مهم في العلاقات بين طرابلس وواشنطن وعن موقف بلاده من مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي قال غوداك أن هذا المشروع يعكس خيار دول المنطقة المعنية وان بلاده لا يمكن الا أن ترحب بذلك مضيفا أن دعوة اسرائيل للانضمام الى الاتحاد من اجل المتوسط ايضا خيار الدول المعنية وهو خيار جيد أن تقبل دول المنطقة بوجود اسرائيل وان تدعم الفكرة لان في ذلك طريق السلام وقال « نعم اشجع هذه الفكرة  » قال أن بلاده ستواصل دعم اولمرت وعباس لتحقيق السلام وهي تطمح لدعم دول المنطقة لجهودها…  قضية الصحراء الغربية لم تتخلف بدورها عن النقاش وقد رد السفير الأمريكي بان بلاده بذلت جهودا كثيرة لحل الخلافات القائمة بشانها وان الوزير السابق جيمس بيكر خصص لذلك الكثير من الوقت ولكن للاسف دون التوصل إلى نتيجة ايجابية وقال انه مقتنع بان دول المنطقة هي الاقدر على التوصل إلى الحل المطلوب وان بلاده ليس من يقرر ما اذا كان على الحكومات المعنية أن تقبل بمشاركة الاصوليين في السلطة…      المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 08 جوان 2008

 

اعتراض عربي على انضمام إسرائيل لاتحاد المتوسط

     

 قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن الدول العربية المشاركة الجمعة في منتدى دول المتوسط بالعاصمة الجزائرية طلبت « توضيحات حول تداعيات » انضمام إسرائيل إلى الاتحاد من أجل المتوسط، وأن الجزائر لن تتخذ قراراً بهذا الشأن قبل الحصول على « توضيحات ».   وضم المنتدى- الذي نُظِّم قبل إعلان الاتحاد من أجل المتوسط في الثالث عشر من يوليو/تموز في باريس- إحدى عشرة دولة من الضفتين   الشمالية والجنوبية للمتوسط، إضافة إلى سلوفينيا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، وليبيا التي تتولى رئاسة اتحاد المغرب العربي. وتمثلت فرنسا وإسبانيا بوزيري خارجيتيهما برنار كوشنير وميجيل أنجيل موراتينوس.   في الأثناء قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- الذي زار الجمعة أثينا- إن وجود إسرائيل في الاتحاد من أجل المتوسط « لا يمثل مشكلة » لبعض الدول العربية مثل مصر وتونس والمغرب.   ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي بشأن طلب دول عربية « توضيحات » حول وجود إسرائيل في الاتحاد من أجل المتوسط، قال ساركوزي: « لقد تناولت الغداء الاثنين الماضي مع الرئيس المصري حسني مبارك ولم يقل أبداً أن وجود إسرائيل يمثل مشكلة ». وأضاف – في تونس التي زارها نهاية إبريل/نيسان- « لم يقل لي الرئيس زين العابدين بن علي إن ذلك يطرح مشكلة »؛ وكذلك الأمر في المغرب.   المصدر:  وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 07 جوان 2008

 

الشباب التونسي والهجرة السرية.. إصرار حتى الموت

 

 
  تونس – محمد الحمروني  مع حلول فصل الصيف وتحسن الأحوال الجوية تزايدت محاولات الهجرة غير الشرعية عبر السواحل التونسية. وأعطت «الكوارث» -التي أعلنت عنها وسائل الإعلام العربية والغربية   والتي أدت إلى غرق العشرات من الشبان الحالمين بالوصول إلى الضفة الأخرى- فكرة عن الحجم المتصاعد لهذه الهجرة وذلك رغم تشديد إجراءات المراقبة على الضفتين. وبعد غرق ما لا يقل عن 50 مهاجرا غير شرعي، من ضمنهم سيدة في بداية مايو الماضي، أعلنت وكالات الأنباء عن إنقاذ 16 مهاجرا آخر بعد أن قضى عدد من زملائهم من الجوع والعطش وألقيت جثثهم في البحر خوفا من تعفنها. وأخبرت صحف تونسية منذ أسبوعين عن العثور على جثث ثمانية شبان غرقوا خلال عملية إبحار غير شرعية من سواحل مدينة المهدية (300 كلم جنوب شرق) أدت إلى وفاة وفقدان 23 شاباً جميعهم تونسيون بعدما جنح المركب الذي كانوا يستقلونه عن السواحل التونسية. بهذه الأحداث المأسوية بدأ «موسم الهجرة إلى أوروبا» الأمر الذي يُنبئ بتزايد محاولات الهجرة وارتفاع الضحايا. وكانت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين قالت في أحد تقاريرها إن نحو 20 ألف مهاجر إفريقي وصلوا العام الماضي إلى إيطاليا على متن قوارب قادمين من شمال إفريقيا غرق من بينهم ما لا يقل عن 471 شخصا. ولم تعد قضية الهجرة السرية أو «الحرقان» كما اصطلح على تسميتها في بلدان المغرب العربي، مجرد خرق للقوانين والتراتيب الإدارية المنظمة للهجرة، أو مجرد حالات شاذة تحصل بين الفينة والأخرى، إذ تحولت في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة اجتماعية وباتت خلفياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية محل دراسة معمقة من قبل المختصين. ورغم صرامة التشريعات التونسية التي عوضت عقوبة الهجرة السرية من شهر سجنا إلى 15 سنة في بعض الحالات، ورغم ارتفاع التكلفة المادية «للحرقان» والمستقبل المجهول الذي ينتظر المقبلين على هذه الغامرة، فإن وتيرة محاولات الهجرة السرية تصاعدت بشكل ملحوظ حتى أصبحت المادة الأولى للصحف المحلية والدولية. وسام (ع) شاب يبلغ من العمر 25 سنة أصيل منطقة جبنيانة (300 جنوب العاصمة)، ارتبطت حكايته مع البحر والحلم الأوروبي المنشود بشبح الموت وبالسجون، فقد قضى سنة وشهرين سجنا بسبب محاولتين فاشلتين للهجرة. ويروي وسام نقلا عمن أوقف معهم حكايات تقشعر لها الأبدان عما لقيه عدد من الحارقين الذين سجنوا معه. ومن بين القصص ما رواه لمراسل العرب عن قيام مجموعة من الحارقين بإلقاء اثنين من زملائهم في البحر بعد أن تعطل مركبهم المطاطي الصغير، كما روى عن آخرين من مصر كيف قضوا أكثر من 10 أيام متعلقين بمركبهم المطاطي بعد أن ثقب جزؤه الأيمن وفرغ من الهواء وبقوا متعلقين بالجزء الثاني حتى كادت تتعفن جلودهم وقضمت الأسماك بعضا من أطرافهم. كما روى بعض الحارقين كيف بقوا يسبحون في الماء يومين أو أكثر متعلقين ببعض الأخشاب وغيرها حتى تحولوا إلى طعام لصغار الأسماك التي قضمت آذانهم وجدعت أنوفهم. ورغم ذلك يؤكد كريم -الذي حاول الهجرة عشرات المرات وفشل وسمع من القصص ورأى من الأهوال ما لا يصدق- أنه ما زال عازما على تكرار التجربة. وفي تصريح للعرب أكد الدكتور مهدي مبروك الباحث في علم الاجتماع والمختص في الهجرة السرية أن إصرار عدد لا بأس به من الشباب التونسي على الهجرة يمكن فهمه إذا وضعنا في الاعتبار: «ارتفاع نسب البطالة وخاصة في صفوف أصحاب الشهائد العليا وتدني مستوى المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة، وعدم تكافئ فرص العمل وهي من الأسباب التي تجعل هذا الشباب يصر على المقامرة بحياته بحثا عن مستقبل أفضل». وأضاف: من الطبيعي أن يحلم كل شاب تونسي بالاستقرار في إحدى دول الشمال إما للشغل أو للدراسة أو غير ذلك، خصوصا بعد أن اكتشف الهوة الشاسعة التي تفصل بين نمط عيش أوروبي وواقع تونسي يزداد صعوبة، وهو ما أدى إلى حالة من اليأس والقنوط تجعلهم يتسابقون نحو قوارب الموت التي أضحت رديفا للخلاص والعيش الرغيد». نسيم (30 سنة) شاب تونسي أصيل منطقة بن قردان، قضى هو ومرافقوه 9 أيام بلياليها في عرض البحر بعد أن ضل مركبهم الذي كان يقل 15 شخصا طريقه ومن ثمة تعطل وتلاطمته الأمواج إلى أن رصدهم خفر السواحل الإيطاليون وأعادوهم إلى تونس. وردا على سؤال للعرب عن سبب إصراره على الهجرة قال نسيم «لما أسمع أن أترابي وجيراني يعيشون بفرنسا الآن عيشا رغيدا ويعودون كل صائفة بالسيارات ينتابني نوع من الغبن والغيظ… وأشعر أن الفرق الوحيد بيني وبينهم أنهم كانوا أشجع مني» وتابع «وبعد أن حسمت أمري قررت السير على نهجهم… لكن الحظ لم يواتني». ويرى الدكتور مهدي مبروك أن الوضعية تزداد سوءا فارتفاع أعداد الغرقى يبرهن على فشل الحلول الأمنية. ورغم تضافر الجهود الأوروبية والشمال إفريقية في هذا الموضوع لا يزال عدد المتسللين بحرا يعد بالمئات الأمر الذي يستدعي حلولا سياسية واقتصادية واجتماعية إضافة إلى الحلول الأمنية.   المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 07 جوان 2008  


أول مهرجان « للأغنية الملتزمة » بتونس يحتفي بالشيخ إمام ودرويش

   

تونس (رويترز) – شاركت مجموعات موسيقية تونسية أغلبها لا تزال مغمورة ليل السبت في حفل أُقيم بمسرح الفن بدار عبد الله بالعاصمة ضمن أول مهرجان « للأغنية الملتزمة » بتونس محتفين باقطاب مثل الشيخ إمام ومحمود درويش.  وبدأ أول مهرجان للأُغنية الملتزمة الذي ينظمه مسرح بن عبد الله بالعاصمة يوم الجمعة الماضي ويستمر ثلاثة أيام.  وغص مسرح دار عبد الله بالحاضرين الذي جاؤوا لتذوق نكهة مغايرة للموسيقى الجادة والقطع مع أنماط موسيقية مألوفة.  انطلق الحفل بوصلة موسيقية غنائية لمجموعة « عيون الكلام » بقيادة الموسيقي خميس البحري أدت خلالها المغنية آمال الحمروني عددا من أغاني الشيخ إمام مثل « واه يا عبد الودود » و »هم هم » وسط تجاوب الحاضرين الذي رددوا معها الأغاني.  كما قدمت أغنية المنفى وأغنية لأحمد مطر يقول مطلعها « فكرت في أن أكتب شعرا لا يهدر وقت الرقباء. »  وقدمت مجموعة أجراس لعادل بوعلاق عرضا موسيقيا راقصا بعنوان « صرخة عطش » أدى خلالها شاب لا يرتدي إلا سروالا أبيض رقصة على أنغام موسيقى حزينة معبرة عن واقع من الآلآم والتهميش والفقر الذي يعانيه آلاف الشبان في العالم العربي.  وقال نور الدين الورغي أحد منظمي المهرجان « أنشأنا هذا المهرجان لنقدم للناس موسيقى بديلة عن التيار السائد. »  وأضاف ان الأغاني الملتزمة لا تزال تلاقي رواجا وإقبالا بين الناس المتعطشين لكلمات هادفة وموسيقى معبرة لانهم سئموا أنماطا جاهزة لا تضيف لهم شيئا.  وقدمت مجموعة أجراس قصيد « ريح الشهوات » و »جدارية » للشاعر الفلسطيني محمود درويش قبل ان تصعد الطفلة سندة لتردد باحساس عال أغنية عن فلسطين يقول مطلعها  » مرة في شوراع جنين شفت صغير على شجرة دمعة على خدو اليمين. »  وأُقيم خلال اليوم الاول للمهرجان معرض وثائقي عن الاغنية الملتزمة وقدمت عروض موسيقية لفرق من بينها مجموعة الحمائم البيض والبحث الموسيقي وأولاد المناجم الذي يغنون للفقراء والمهشمين.   المصدر:  وكالة رويتزللأنباء بتاريخ 08 جوان 2008  

تونس العاصمة تطارد نحو 15 ألفا من الكلاب الضالة

 

تونس (رويترز) – أعلن مجلس بلدية تونس العاصمة عن حملة لمطاردة 15 الف كلب ضال في اطار خطط لتوفير مزيد من الراحة لسكان وزوار العاصمة التي تعد مقصدا سياحيا متميزا.  وركز اجتماع لمجلس بلدية تونس عقد يوم السبت على ضرورة تفعيل جهود صيد الكلاب الضالة بالعاصمة والتي قدر عددها بنحو 15 الف كلب تهدد راحة سكان وزوار العاصمة.  وشدد المجلس الذي ترأسه عباس محسن رئيس بلدية تونس على ضرورة القضاء على نحو ستة الاف كلب سنويا من خلال تشجيع المواطنين على المساهمة في صيد الكلاب للحفاظ على سلامة المارة.  وأوضحت مصادر ان مجلس بلدية العاصمة أعلن عن تخصيص منح مالية عن كل كلب يجرى صيده وتسليمه حيا لمصالح البيئة بالبلدية.  وتأتي هذه الخطة التي أقرتها بلدية تونس ضمن برنامج يشمل ايضا تشديد الاعتناء بنظافة المتاجر والمطاعم وجمع الفضلات المنزلية لدعم الصورة المشرقة للعاصمة التي تعتبر مقصدا سياحيا مميزا يضم جامع الزيتونة الشهير وعددا اخر من المواقع الضاربة في القدم.   المصدر:  وكالة رويتزللأنباء بتاريخ 08 جوان 2008

 

سيدة ألمانية تُـشْـهـرُ إسـلامـها في جامع عقبة بالقيروان يوم  16 جمادى الأولى 1429 – 21 ماي 2008

 
نطقت امرأة ألمانية بالشهادتين أمام المصلين بجامع عقبة بن نافع و بحضور زوجها التونسي وذلك عند صلاة عشاء الأربعاء 16 جمادى الأولى 1429 الموافق 21 ماي 2008. وكان لنا معهـمـا اللقاء التالي: ° سؤال : نهنئك باتخاذك هذا القرار المصيري وهو اعتناقك الإسلام و ندعو الله سبحانه أن يزيدك هدى و أن يثبتك على دينه . و نبدأ بالسؤال الأول: هل تقدمين لنا نفسك ؟ الجواب: أنا سنية هندل Sonja Hendel من ألمانيا متزوجة من تونسي أصيل القيروان , أشتغل في مؤسسة خاصة لجمع الطوابع البريدية في ألمانيا . ° سؤال : حدثينا عن نشأتك و هل كان لها دور في اعتناقك الإسلام ؟ الجواب: نحن مسيحيون في الأصل. و لم يكن والداي ملتزمين بالذهاب للكنيسة . أما أنا فقد بقيت باتصال مع الكنيسة حتى بلغت الثامنة عشر وعندها انقطعت علاقتي بها. ° سؤال: كيف عرفت الإسلام ؟ الجواب: أولا عرفته في صغري عن طريق بعض الزملاء في الدراسة و لكن كانت معرفتي سطحية جدا. إذ لم أكن أعلم عن الإسلام سوى أنه يحرم أكل الخنزير و شرب الخمر و أن المسلمة تلتزم بالحجاب . ولما عرفت زوجي بدأت بالبحث عن دينه و طرحت عليه استفسارات ثم بذلت جهدا شخصيا في البحث عن الإسلام عن طريق الانترنت حتى عثرت على شخص ألماني مسلم يدعى  » بيار » و كان يحاضر كثيرا عن الإسلام . كنت أحيانا أسافر من مدينة إلى أخرى حتى أستمع إلى محاضراته القيمة . حتى هداني الله سبحانه لدين الحق . ° سؤال: هل اطلعت على كتب في الديانات الأخرى ؟ الجواب: لا , لم أطلع . ° سؤال: ما أهم أمر رغبك في الإسلام ؟ الجواب: إنه أمر مضحك أن تكون مجبرا على دفع المال لكي تصبح مؤمنا. هذا ما يقع في الكنيسة : تدفع المال مقابل الإيمان. و أمر آخر هو كيف نعبد المسيح و نترك عبادة الله ؟ هذان الأمران نفراني من المسيحية و رغباني في الإسلام . ° سؤال: ما مدى قبول أهلك وأصدقاءك نبأ إسلامك ؟ الجواب: نحن أحرار نعتنق ما نقتنع به من الأديان و المذاهب. كانوا يقولون لي أنت حرة فإذا اقتنعت بالإسلام فلك اتباعه. ولم أر أي موقف سلبي تجاهي . ° سؤال: ما هو شعورك الليلة و أنت تنطقين بالشهادتين أمام المصلين بجامع عقبة ؟ الجواب: مزيج من الفرح و الخوف. ° سؤال: ألا ترين أن المسلمين مقصرون في تبليغ الإسلام ؟ الجواب: فعلا فأنا قمت بمجهودات لوحدي بحثا عن الإسلام في الانترنت و الاستماع للمحاضرات و التنقل بين المدن و المراكز الإسلامية . و إني لأتأسف لسلوك بعض المنتسبين للإسلام إذ يتصرفون بصورة منفرة لهذا الدين . و هناك جانب آخر وهو قلة معرفة المسلمين بدينهم فهم يجهلون الكثير و لا يقدرون إيصال كلمة الحق إلى من هم في حاجة إليها .بل وجدت مرة في أحد المواقع أن من يزور القيروان سبع مرات فكأنما حج إلى بيت الله الحرام . كذلك لفت نظري وجود مسجد في مدينة دوسلدورف الألمانية في شارع مشهور هناك بالفسق و الفجور فهل يعقل هذا ؟؟ ° سؤال: هل من نصيحة أو كلمة توجهينها إلى بنات جنسك المسلمات ؟ الجواب: أهم شيء لفت انتباهي هو ذلك اللباس الذي رأيته منتشرا كذلك في لبنان و تركيا . فالمرأة تغطي شعرها من ناحية و لكن من ناحية ثانية تلبس البنطلون الضيق و الأقمصة الشفافة و الضيقة .و هذا ينافي حكم الشرع . ترى هل هذا لباس شرعي أم موضة؟؟ °سؤال : في الختام ما أمنيتك ؟ الجواب: أولا أن تستمر علاقتي مع زوجي برباط الإسلام و ثانيا أنا حامل و أدعو الله أن يرزقني بذرية صالحة مسلمة. و إني قرأت أن الجنين قادر على الاستماع في بطن أمه لذلك دأبت على الاستماع إلى القرآن حتى يشب ابني على حبه القرآن . ° بارك الله فيك و في زوجك و أدام الله الود بينكما و أصلح لكما في ذريتكما . (المصدر: موقع فضيلة الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله، تصفح يوم 8 جوان 2008) الرابط: http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=kr&srub=4

 
 

النهضة و ظلم ذوي القربى

 
بقلم: رضا القدري – ايطاليا يلاحظ المتتبع للوضع التونسي عامة و لوضع حركة النهضة خاصة أنه لا تمر فرصة يتحدث فيها عن هذه الحركة الا و سالت أودية من الأقلام تدعي النصح لها والخوف عليها ظاهرا و لكنها تبدي تشفيا منقطع النضير من خلال ما وراء السطور. و ما يحز في النفس و يدفع الى الاستغراب هو أن هذه الأقلام كانت بالأمس القريب تدافع عن هذه الحركة بل ربما تتعصب لأرائها و لقيادتها و لما خرجت أو أخرجت أصبحت هذه الحركة بين عشية و ضحاها تنعت بكل النعوت الشنيعة، بل قد وصل بالبعض أن ينزل فيها حكم آيات النفاق و التولي والكفر و العياذ بالله و هو الذي تربى في محرابها في المساجد ناسيا أو متناسيا أن الحركة ربما تكون قد أخطأت في التوجه أو العمل السياسي و هو ليس بالضرورة يخضع الى عملية حسابية و انما الى اجتهادات آنية قد تجد القبول اليوم و لكن قد ترفض غدا، و ان أغلب الاختلافات لم تتطل القطعي و لا الثابت بل هو في ما يحمل أكثر من رأي. ان اي حركة وجب عليها أن تقيم عملها و تصوب ما يجب عليها أن تصوبه و تثبت ما يجب عليها أن تثبته وفق أهدافها وما تراه صالحا و لذلك جعلت المؤتمرات الحركية و لذلك وجدت الانتخابات الداخلية، لكن الذي لا يمكن بحال قبوله هو أن ينشط فردا في حركة أو حزب لعقدين من الزمن ليكتشف بعد ذلك أن هذا التنظيم قد خرج منذ زمن عن أهدافه أو أن وجوده أصلا كان بمثابة الخطأ ؟؟؟ ان حركة النهضة لم تدعي في يوم من الأيام أنها فوق المحاسبة أو أنها لم ترتكب أي خطأ بل العكس هو الحاصل فأي منصف يرى أن الحركة قامت بعدة تقييمات لعملها و وقفت على أخطائها غير أن الفرق بينها و بين هذه الأصوات أن الحركة و قيادتها ترى أن تحمل الأخطاء وفق رؤية جماعية في حين يرى هؤلاء أن الخطأ لا بد أن يتحمله رئيس الحركة بل لا بد ان يتحمله شخص الغنوشي لحاجة في نفس يعقوب و سيبقى هؤلاء لا تهدئ لهم بال حتى يرون الشيخ راشد خارج رئاسة الحركة. ان الساحة التونسية جد واسعة و لكل تونسي الحق في العمل لها في أي مجال يرى نفسه يستطيع أن يفيد فيه لكن أن نختزل النضال و العمل في حركة من الحركات و تصبح هي المشكلة و ليست السلطة الجاثمة على قلوب التونسيين منذ ما يزيد عن عقدين و تصبح أهم المشاكل هل أن تاريخ اعلان الحركة عن وجودها كان هو بداية الخطأ ؟ و هل أن عدم تغيير القيادة هو سبب مصائب تونس ؟ وهل أنه لابد من أن تنشر الحركة غسيلها أمام الملأ حتى تتوب و تقبل توبتها ؟؟ و هل و هل … ان أي متابع منصف لهذه الحركة لا يمكنه الا أن يعترف بالروح التقييمية و التقويمية لها بقطع النظر الأعمال فنحن لا نحكي عن حركة تعيش في بلد ديمقراطي و تتمتع بكل حرية بل نتحدث عن حركة نصفها مهجر و النصف الأخر بين السجون و الإقامة الجبرية، بل يشهد لهذه الحركة، القريب قبل البعيد عن النتائج و ، السبق في المحاسبة و المراجعة أمام نظيراتها في المشرق الاسلامي أو مغربه متبعة قاعدة سددوا و قاربوا، و ما لايدرك كله لا يفرط في جله. و نحن لو سلمنا بأن الأخطاء التي وقعت فيها الحركة كانت كارثية فانها تعتبر نجاحات مقارنة بأخطاء النظام و جرائمه في حق الحركة و الشعب، فالنظام و لمدة أكثر من عشرين سنة لم يستطع أن يورط الحركة أو يتهمها بأنها وراء الوضع في البلاد و للأسف هناك من يقوم بدوره و نيابة عنه و بدون تكليف رسمي. و بالرغم أن الحركة لم تستدرج الى العنف مع السلطة و لم تتورط في يوم من الأيام في ذلك بالرغم من أن الذي مالها لتنوء به الجبال و لو حدث لغيرها لكان أمرا آخر، الا أنها لم تتبرأ من اللمم الذي حصل في مسيرتها و هذا أمر طبيعي في نطاق التدافع السنني و النضج الحركي، و لابد أن نشير هنا الى سيرة الرسول « صلى الله عليه وسلم » حيث كان يمكن لصحابته أن لا يخطئوا خاصة و هو بين ظهرانيهم و لكن لحكمة الاسلام أراد أن يخطئوا و يتولى عليه الصلاة و السلام التصحيح و التصويب خاصة فيما هو يعتبر اليوم بالجانب السياسي. و في الختام لا بد أن نذكر أن كبرى المشاكل في تونس هي كيف نفرض على السلطة شيء اسمه « الحرية » و التي هي باب الصلح و التصالح و باب كل خير يعود على البلاد و العباد… و دون ذلك فسيبقى صيحة في واد و كما قال بعضهم أن الله لم يخلقنا لجدال بعضنا بل خلقنا لمحاربة الظلم و الله يدعون إلى ذكر الفضل بيننا حيث يقول سبحانه و تعالى  » و لا تنسوُا الفضل بينكم ». (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 7 جوان 2008)  


تونس في الذكرى 27 للاعلان عن حركة النهضة عهد متجدد تكون فيه النهضة رقما مميزا في معادلة الحكم في تونس

 

 
عبدالباقي خليفة (*) 27 عاما على الاعلان عن « حركة النهضة  » أي نحو ثلاث عقود من الكدح والتضحيات الجسام من أجل تونس لكل أبنائها ، ومن أجل ترسيخ قيمة الحرية المفقودة في القاموس الرسمي منذ « زلزال الاحتلال  » 1881 م ، ،وارتداداته السياسية حتى اليوم،مرورا بسنة 1956 م وحتى 7 نوفمبر 1987 م .وفي هذه المدة القصيرة حققت حركة النهضة من المكاسب غير المسبوقة بالمعايير الزمكانية ما لم يتم جرده حتى الآن .ولاقت من صنوف ، الارهاب الحاكم ، ما لم تتعرض له حركة نضال مدني في التاريخ ، إلا إذا استثنينا محاكم التفتيش في القرون الوسطى ، وزمن الإمبراطورية الرومانية المقدسة ،ونسختها المعاصرة في أبو غريب وغوانتنانامو مع فارق يغفله البعض ويتغافل عنه البعض الآخر ،وهو أن « أبو غريب « أقامه محتل أجنبي ،كما هو الحال في غونتانامو، وهو معسكر أقامه المحتل لمقاتلين أعداء حسب الوصف الاميركي . بينما سلط كل ذلك القمع والارهاب في تونس على مواطنين مدنيين ذنبهم أنهم يفكرون خارج الاطر التي وضعها تحالف الجهل مع الاستلاب . أو » تحالف الجهلوت مع الطبع اللئيم  » بتعبير ايفو أندريتش . قد يسأل البعض عن المكاسب التي حققتها حركة النهضة ، والتي يمكن وضعها في نقاط : 1 ) استطاعت حركة النهضة في فترة زمنية قصيرة جدا أن تقلب حسابات الكثيرين رأسا على عقب ، ومن ذلك الاعتقاد الخاطئ الذي ساد في ستينات القرن الماضي بأن الاسلام أصبح أثرا بعد عين . وأن الحداثة المغشوشة سيطرت على كل شئ . وهو ما يقوله البعض الآن في تونس ، وهو ادعاء لا ينطلق من أي استقراء عقلي أو استنتاج واقعي وموضوعي . فالشعب التونسي لا يزال ،بل هو اليوم في أشد الحاجة لبديل عما هو سائد من فساد ومحسوبية وبطالة وسرقة للمال العام ، وفي حاجة لرجال مخلصين يراعون واجب المسؤولية وحق الشعب في تقسيم عادل للثروة ولامركزية في التنمية ، ويؤمنون بأنه لا شرعية سوى لتفويض شعبي عبر صناديق الاقتراع بكل نزاهة وشفافية . 2 ) استطاعت حركة النهضة خلال فترة زمنية قصيرة جدا أن تغير موازين القوى على الساحة السياسية ، وتتصدر المعارضة ،رغم تجربتها المتواضعة على الصعيد الحركي والسياسي والنقابي ، واستطاعت التعلم من الآخرين بما في ذلك الخصوم ، وهو ما تقر به وتشيد به ،مما يبشر بحركة واعية وواعدة في المستقبل ، فالذي لا يخجل من ذكر مصادر وعيه بما في ذلك الخصوم ، يتمتع بقدر كبير من الثقة في النفس ،ومن القدرة على الابداع والاضافة ،وعلى حركية تدفع باتجاه الأفضل والالتقاء مع كل مكونات الوجود الثقافي والاجتماعي و الاقتصادي والسياسي ضمن مختلف الدوائر المحلية والاقليمية والدولية . 3 ) الانجاز الأهم الذي حققته حركة النهضة  » وليس لها يد فيه « هي عشرينية الاضطهاد والقمع والمطاردة ، التي ستكون رصيدا مهما لعقبها في المستقبل .فالاضطهاد عامل مهم جدا في الصيرورة النضالية ،وكل الحركات والأفكار التي عرفها التاريخ مرت بحلقة الاضطهاد قبل التمكين . وليس هناك معيار أفضل من الاضطهاد لتنقية الصفوف ومعرفة المعادن البشرية من الطرفين ، المضطهد والمضطهد . وقد يسأل الكثيرون عن سر الالتفاف الشعبي « محليا  » و »دوليا  » حول الشخصيات والحركات المناضلة في التاريخ من جنوب افريقيا ، نيلسون مانديلا ، وحتى غابات أميركا اللاتينية ، تشي غيفارة ،مرورا بفيتنام وانتهاءا بحماس وحزب الله ، أحمد ياسين وحسن نصر الله ، فلن يجدوا سوى أمرا واحدا هو النضال والتضحية ، فلا شئ يأتي مجانا .حتى بورقيبة لم يصنع تلك الهالة الشعبية وتلك الغلالة الرقيقة سوى من ذلك الفانوس السحري الذي اسمه النضال والاضطهاد ، بل حياة الفقر والحرمان التي عاشها في صغره وظفها في خطاب الاضطهاد والنضال ، كما وظف الصهاينة الهولوكست في اضطهاد الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه ، فبورقيبة اضطهد بدوره الكثير من مواطنيه ، واستخدم عناصر من الجيش من الرتب الدنيا ( رقيب ) في تعذيب المناضلين ومنهم خميس الشماري وغيره .إذن الاضطهاد مرحلة لا بد منها لكسب الشعبية ومن لم يمر بتلك المرحلة يكون نصيبه من  » الشعبية  » نخبة لا تحقق نصاب المشاركة في أي انتخابات فضلا عن الفوز فيها . وهذا هو حال معارضة الديكور في تونس اليوم . وبالتالي فإن آلاف المساجين الاسلاميين وآلاف المشردين في المهاجر، وجوع ورعب آلاف الأسر ومعاناة عشرات الآلاف داخل السجن الكبير لن تذهب هدرا ، فإلى جانب احتسابها عند الله ، فهي رصيد نضالي كبير للاجيال القادمة ، حيث لم يقض الاضطهاد في التاريخ على الافكار وخصوصا الأديان أبدا ، بل ساهم في انتشارها .ولم تنتشر بدون تضحيات جسام حتى إذا أعتقد بأنه تم القضاء عليها ، بزغت شمسها وسادت وظهرت على خصومها . ونحن نرى هذا اليوم بمعايير التاريخ ،قريب جدا في تونس ، ففي يوم الذكرى 27 للاعلان عن حركة النهضة ، سقط الشهيد الخامس ضمن أحداث الحوض المنجمي ،وهو الشهيد ،نحسبه،الحفناوي بن رضا الحفناوي المغزاوي ، في الثانية والعشرين من عمره ، وجرح العشرات . وعادت الاحتجاجات إلى سالف عهدها بعد كسر الشعب حاجز الخوف والرعب الذي ساد تونس بعد وصول بن علي للسلطة على إثر انقلاب 1987 م . كما استمرت المحاكمات ضد الشباب المسلم ، بتهم الارهاب أو الدعوة إليه ،وضد المناضلين من ، الحزب الديمقراطي التقدمي ، وضد الصحافيين ومنهم سليم بوخذير الذي برهن على وحشية ، الارهاب الحاكم ، عبر تهديده بالسلاح الابيض داخل السجن لترويعه والتشفي منه . ولا يزال النظام رغم كل القوة الظاهرية التي يتمتع بها وهي قوة القمع بدل  الاقناع وقوة الكذب بدل الشفافية ، قوة الدعاية بدل الموضوعية ، وهي قوة أوهن من خيوط العنكبوت ، تفضحها حلات الرعب التي يعيشها النظام ، فلا يوجد تفسير آخر غير ذلك يشرح لنا وجود 150 ألف شرطي في تونس مقابل 25 لف جندي وجميعهم معد لقمع الشعب . ومع ذلك هناك رعب من الموطنين العزل ولا سيما الاسلاميين ، وإلا كيف نفسر نفي عبد لله الزواري وهو صحفي لا يملك سوى قلمه . وكيف نفسر المراقبة الامنية اللصيقة للاحرار من أبناء تونس دون خجل ، فالمئآت ، كلف بحقهم متتبعون يرافقونهم دون خجل حتى أبواب منازلهم وكل مكان يتوجهون إليه . والمئآت من المدنيين العزل لا يستطيعون السفر من مكان إلى مكان بدون إذن أمني والمئآت ممنوعون من الالتقاء بأصدقائهم وحتى أقربائهم .والميآت وربما الآلاف ممنوعون من المشاركة في الندوات الفكرية والامسيات الثقافية وغيرها . إنه لا شك وضع غير طبيعي لأن ، الارهاب الحاكم ، يشعر بأنه غير طبيعي ،أي غير شرعي . الآلاف محرومون من جوازات السفر في لداخل و الخارج ، عشرات المواقع على الانترنت محجوبة في تونس ،وهناك محاولات لتدمير مواقع المعارضة كما حصل مع ، الحوار نت ، وحصل مؤخر مع موقع الدكتور منصف المرزوقي وغيره ، واعتقالات في صفوف الطلبة بصفاقس وغيرها وايقافات وعمليات اختطاف لموطنين معارضين كما حصل مع عبد الحميد الصغير وأيمن الغربي .وغير ذلك من الاحداث والحوادث التي تعبر عن افلاس سياسي وثقافي بل وحتى اخلاقي في منظومة ، الارهاب الحاكم .  لقد ضرب أحد المفكرين مثالا على الحاكم الديمقراطي وذلك المغتصب للسلطة بقطين ، أحدهما أعطيته قطعة لحم فجلس إلى جنبك يأكلها ، وآخر سرق منك قطعة لحم وهو مذعور خشية أن تفتكها منه . وحالة الهلع التي يعيشها النظام وتترجمها تصرفاته مع الشعب ولا سيما المعارضين تؤكد بأنه سرق السلطة وسرق تونس وشعبها ،ولذلك يتصرف تصرفات غير طبيعية بحق الشعب والمعارضة . وهذا ديدن الديكتاتورية في تونس وغيرها ، بل ديدن كل من أخذ شيئا بغير حق مثل الاحتلال في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها . لذلك تتسم ردود فعل النظام على المظاهرات الجارية حاليا بالقسوة الشديدة ووصلت الوقاحة ببعض أبواق النظام إلى وصف المتظاهرين بالارهابيين، ( بو بكرالصغير ) لا لشئ سوى أنهم طالبوا بالعدالة  وبالمساواة ، طالبو بالخبز والعمل ، لكنهم في نظر هؤلاء السمج ، مجرد عروبيين من الجنوب ،ريفييين ، ليسوا توانسة وليسو بشرا ،كما ذكر ،الشجاع الاقرع ، بطريقة غير مباشرة . وبالتالي فإن قتل 5 من أبناء الحوض المنجمي آخر الحفناوي ممن تسرق منهم خيرات منطقتهم وتنقل إلى أماكن أخرى وفق نظام الابرتاهيد ، لا يلقى أي استنكار بل تستنكر المظاهرات من قبل وزير العدل وحقوق الانسان، اللي مياتسماش . ومن المفارقات أن يكون الكثير من قوات القمع والتجسس والقوادة بمختلف أنواعهم من أبناء الجنوب والوسط والشمال ويستخدمون في قمع أهاليهم في الحوض المنجمي وغيره ، دون أن يدركوا الوضع المزري لبلدهم و لاهاليهم ، مما يحتم فتح قنوات اتصال معهم لتبصيرهم بحقيقة ما هم فيه . ووضع صورة البنية التحتية في مناطقهم أمامهم ولا سيما الطرقات التي تؤدي بحياة 11 ألف تونسي كل سنة وفق الأرقام الرسمية . وكان حادث انقلاب حافلة تقل 100 تلميذ في مدنين ، وهوالخبر الذي نشرته الصباح يوم 5 / 6 واحد من تلك الحقائق الموضوعية في الجنوب والوسط لا سيما عند مقارنتها بسوسة والمنستير وحتى حمام سوسة  . إن تونس اليوم في حاجة ماسة لكل الوطنيين الاحرار ،فقد سقطت ورقة التوت عن النظام ولم يعد له من شرعية سوى ( شرعية القمع ) وهي ( شرعية العاجز ) و( شرعية الفاشل ) و( شرعية المافيا ) إن جاز وصفها بالشرعية . إن هكذا نوع من الأنظمة لا يمكن أن يستمر ما لم يبادر لمصالحة تونس مع تونس ، والساحل مع الجنوب ، و السلطة مع جميع مكونات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات ومنها منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والمؤسسات الصحافية وإصدار عفو تشريعي عام ، تتنفس فيه تونس الصعداء بعد محرقة استمرت 20 سنة . إن ذلك كفيل باحداث وفاق ،وإلا فإن رياح التغيير الموضوعي وفق قواعد التراكم الكمي من منظور اجتماعي واقتصادي وسياسي وثقافي ستحول كل هذا الهباء إلى الملف الاسود من ارشيف الذاكرة الوطنية ، مفسحة المجال لعهد متجدد تكون فيه النهضة رقما مميزا في معادلة الحكم في تونس .وذلك رهن برفع وتيرة النضال و الاحتجاجات الشعبية وتكثيف الاتصالات بمختلف أنواعها . فهنيئا للنهضة وللنهضويين وفي مقدمتهم الشيخ راشد الغنوشي ،حفظه الله ،ولكل أبناء تونس وكل الاحرار في العالم ، في الذكرى 27 للإعلان عن حركة النهضة . (*) كاتب وصحافي تونسي (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 8 جوان 2008)


موجة احتجاجات ضد الغلاء والبطالة بـ3 دول عربية شملت كلا من مصر وتونس والمغرب وأسفرت عن وقوع ضحايا موجة احتجاجات ضد الغلاء والبطالة بـ3 دول عربية

 

 الأمن المغربي يقمع احتجاج ضد البطالة(أرشيف) شهدت ثلاث دول عربية بشمال إفريقيا (المغرب ومصر وتونس) خلال الـ24 ساعة الماضية احتجاجات شعبية ضد البطالة والغلاء وأزمة الخبز أسفرت عن سقوط ضحايا جراء تحولها لمواجهات مع قوات الأمن. ففي المغرب أصيب 44 شخصا بجروح، بينهم 27 من رجال الأمن، مساء السبت 7-6-2008 في صدامات عنيفة بين الشرطة وعاطلين عن العمل كانوا يفرضون حصارا على مدخل ميناء سيدي أفني (جنوب غرب المغرب) احتجاجا على الفقر والبطالة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن كبير الأطباء في مستشفى سيدي أفني محمد شفيق، قوله: إن 44 جريحا بينهم 27 من الأمن وصلوا المستشفى، نافيا سقوط أي قتيل في هذه الحوادث. لكن وكالة رويترز نقلت عن دبلوماسي غربي -فضل عدم الكشف عن هويته- « أن شاهد عيان موثوقا به بسيدي إفني أبلغه بمقتل ثمانية أشخاص ». وعلى الرغم مما تناقلته وسائل الإعلام عن سقوط قتلى وجرحى في المواجهات، فقد نفت السلطات المغربية ذلك. واندلعت المواجهات بعد أن حاولت قوات الأمن فك حصار قام به عشرات الشباب منذ 30 مايو الماضي لميناء المدينة الذي كانت ترسو به حوالي 89 شاحنة محملة بـ 800 طن من السمك. وأنشأ سكان المدينة لجنة لدعم المعتصمين أمام الميناء، عملت على تزويدهم بما يحتاجونه من أكل وشرب حتى تحقيق مطالبهم بتوفير فرص عمل. ولفت انتباه المراقبين كون المبادرة الاحتجاجية كانت عفوية دون أي تأطير من أي هيئة سياسية أو مدنية. أزمة الخبز وفي مصر، عادت أزمة نقص الخبز لتطل برأسها من جديد بعد فترة هدوء نسبي، حيث شهدت السبت بلدة البرلس الساحلية شمال البلاد مواجهات بين الشرطة وآلاف الأشخاص الذين تظاهروا احتجاجا على قرار للسلطات المحلية بوقف توزيع حصص الدقيق المدعوم من الدولة (الطحين) على الأهالي وقصره على مخابز البلدة. ونقلت وكالة رويترز السبت عن صحف رسمية قولها: إن نحو ثمانية آلاف محتج أغلقوا طريقا لمدة سبع ساعات باستخدام الإطارات المشتعلة لوقف حركة المرور. وبحسب مصادر أمنية فإن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات وطلقات مطاطية لتفريق الحشود، ونقل ثلاثة متظاهرين إلى المستشفى بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع، فيما أشارت مصادر صحفية إلى اعتقال عشرات الأشخاص. وكانت مصادر أمنية قالت في وقت سابق إن الاحتجاجات نجمت عن نقص الخبز، ولكن تقارير تالية قالت إن قرار السلطة المحلية بإنهاء التوزيع المباشر لحصص الدقيق من أجل تزويد المخابز بالدقيق أثار غضب المحتجين وهم أساسا من الصيادين المحليين. وأدى ارتفاع أسعار القمح إلى الضغط بشكل كبير على نظام دعم الخبز الذي تطبقه مصر حيث يعتمد فقراء المدن على الخبز رخيص الثمن. وتنامى الطلب على الخبز المدعم وأدى الدعم الكبير إلى زيادة الإغراء لتوجيه الطحين المدعم إلى استخدامات أخرى بصورة غير قانونية. وقالت الحكومة المصرية في مايو الماضي إنها ستضيف 17 مليون شخص على الأقل إلى حاملي بطاقات التموين من أجل تخفيف أثر تصاعد أسعار الغذاء عنهم. ضد الغلاء بتونس وفي تونس طوق الجيش أمس السبت مدينة « الرديف » (جنوب) بعد يوم من مصادمات دامية جرت داخل المدينة بين الشرطة والآلاف من أبناء « الرديف » الذين تظاهروا؛ احتجاجا على غلاء المعيشة وزيادة معدلات البطالة. وقتل شخص يوم الجمعة وأصيب أكثر من 26 آخرين في مصادمات عنيفة جرت بين قوات الشرطة ومتظاهرين في الرديف التابعة لمحافظة « قفصة » بعد أن نظموا احتجاجا شعبيا للاحتجاج على تردي الأوضاع الاجتماعية وغلاء المعيشة وزيادة البطالة. وسبق أن لقي شاب تونسي مطلع مايو الماضي مصرعه متفحما إثر صعقه بالكهرباء، وأصيب آخر بجروح بالغة خلال احتجاجات مماثلة ضد البطالة في منطقة قفصة. وتعاني مدن ما يعرف بالحوض المنجمي (نسبة إلى مناجم الفوسفات الموجودة بها) في قفصة والمكون من مدن (المتلوي وأم العرائس فضلا عن الرديف) من التهميش الحكومي، حيث لا يوجد أي نشاط اقتصادي يمارسه السكان إلا العمل في مناجم الفوسفات فقط، وهو ما يقودهم إلى الاحتجاج على السلطات، ففي عام 1984 قاموا بما عرف في تونس بـ »انتفاضة الخبز ». وفي عام 1989 انطلقت من هذه المدن الواقعة جنوب تونس العاصمة بنحو 500 كيلومتر محاولة انقلاب على نظام الحكم لكنها فشلت، وهو ما أدى نسبيا إلى إهمال الحكومات لتنمية هذه المناطق منذ ذلك الحين، بحسب مراقبين.    (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 جوان 2008)


 

السنة الدولية للغات 2008 الترجمة قضية لغة وتقدّم أمة

 
بقلم: د. المنجي الكعبي الحاجة الى الترجمة ضرورةٌ قديمة قِدم الإنسان واللسان. ولم تزل الأمم  تُثني على أهمية الترجمة فيما بينها لحسن التعارف والتلاقح وللعلم بما في الحضارات المتقدمة من شرائع وحكمة وعلوم وصنائع وحرف ومن نظم حكم وقوانين للعدل والعمران، مما يعزّز أسباب التقدم والغلبة للدول والجماعات.  وكل ذلك مسطور في الكتب ومكنون في صدور الرجال؛ والترجمة وحدها كفيلةٌ بنقله من لسان إلى لسان ومن إنسان إلى إنسان ومن أمة إلى أمة. وكانت الكتب أوّل ما كانت في خزائن الملوك وهياكل الكهنة، بمثابة سرّ الأسرار المتعيّن حجبه عن الأعداء والخصوم ومنع تداوله بين أيدي العامة والمتطفلين. ولأمر ما كانت الحرائق تأتي أوّل ما تأتي في الحروب على المكتبات والكتب. وربما أتى ذلك في بعض الأحوال من أصحابها أنفسهم، منعاً لوقوعها بيد أعدائهم، فتكون لهم بها قوة أو يزدادون بها قوّة. وربّما أتت أيضاً من قبل الغزاة والفاتحين حرماناً لأصحابها من العودة إليها، كما يحرم المغلوب من سلاحه وحصنه أو قلعته أو أسواره التي كانت تحميه، فتهدم وتخرّب. وربّما أصاب الغزاة غِرّة من بعض الأقوام فغنِموا كتبهم في غنائمهم قبل أن تتلَف، كأثمن ما يغنَمه المحارب من عدوّه، وفاضلوها بالسلاح والجواهر والأحجار الكريمة ونحو ذلك. وكم من نفائس الكتب وقعت للملوك بأخفى المسالك والحيل إذا لم يتيسر لهم اقتناؤها بأغلى الأثمان أو بالمهاداة والمبادلة، أو إذا أعجزهم الحصول عليها بالغزو والغلبة. ولم يكن كل المؤرخين يصدِّق تلك الأخبار المروية عن بعض الغزاة والفاتحين في استهانتهم بكتب الأعداء والأمر بحرقها أو إلقائها في الأنهار؛ لأن الإقرار بأخذها في الغنيمة يترجم  فضل أعدائهم عليهم، وعَزْو كل تقدّم بعدهم إليهم. وغالباً ما يحصل ذلك في الحروب ولا تطيب النفوس بين الخصوم بدونه. وكل حضارة ناشئة لا تنشأ إلا وفي بلاط ملوكها ديوان للترجمة ومترجمون مهَرة، للسفاراة عنهم ولنقل ما تحصّل لديهم من نفائس الكتب بلغات الأمم. إذ هو باب من أبواب جلب المصالح لدولتهم وتعضيد ملكهم. ولذلك كنت ترى في قائمة الكتب التي نقلها التراجمة للسان العربي منذ أوّل عهد الدولة الاسلامية وإلى عصر ابن النديم، كتباً أثبتها في « فِهرسْته » معظمُها في وصف بدن الانسان وفي الأدواء والأدوية وفي وصف السلاح على اختلافه وصنعه وفي الحرف والصنائع والفلْح وفي كيمياء المعادن ونحو ذلك. وكلها معارف وأدوات ضرورية للحضارة ومقومات للملك والتغلب. والتكتّم على أسرار العلوم هو ديدن الأمم في مختلف مراحل التاريخ وليس في عهد الفراعنة فقط. ولم تكن الترجمة أمراً متاحاً في كل الأحوال أو مشهوداً لأهلها به دون ضوابط؛ فقد يقوم الاطلاع على التأليف المحظور مقام التكشف على السرّ العسكري. وكل أمّة ووسائلها في نقل كنوز الآخرين من كتب ونقائش وما في سِيَر قادتها من عِبر وخطوب، لما لا يخفى من الغايات في السلم والحرب. وربما ذهبت مذاهب القوة لاستعادة ما فرط من تراثها وذخائرها ظلماً وعدواناً، والأخذ بناصية العلوم المستفادة منه ومن تراث الآخرين لدى غيرها دون حظر أو حرمان.  ولمّا قامت حضارتنا الإسلامية تميّزت في باب الترجمة كما في كل باب آخر، بوضع آداب لها، دفعاً للضرر من حيث يخفى أو لا يخفى على الفرد والأمة في دينه وخُلقه. فمن ذلك ما تكلم به الفقهاء عن قبول ترجمة المترجم الواحد العدل. واختلفوا كشأنهم في الاختلاف – تقديراً لأثر الحكم المترتب بحسب الحالات والمقاصد – فذهب بعضهم إلى قبول ترجمة المترجم الواحد العدل. وقال بقية الأئمة: الترجمةُ الشهادة لا يُقبل فيها المترجم الواحد. ومن الفقهاء من ذهب إلى قبول شهادة الرجل الواحد الصادق. وإذا لاحظنا في الكلام المتقدم شرط العدالة والصدق في المترجم – كشرطهم ذلك في الشهادة – عرفنا ما يرمي إليه فقهاؤنا من وجوب التحذّر من شهادة الزور وقياساً عليه الترجمة المزوّرة. ومن هنا كان في دواوين الترجمة، من يشرف عليها من أهل الثقة، ومراجعون كثُر لأعمال المترجمين. حتى كان أكثر من مترجم واحد وراء المترجم الأول للكتاب. وتركزت الأنظار في الأوّل على الأمهات والأصول والشروح المفيدة. وفي مقدمتها كتب الطب والكيمياء وعلوم الحكمة، وهي الفلسفة والمنطق وعلوم التعاليم وهي علوم المقادير، كالفلك والموسيقى والرياضيات والهندسة. ثم أعقبت موجة الترجمات الأولى موجة المصنفات التي وضعها المسلمون أنفسهم، شروحاً ومختصرات على علوم اليونان والروم والفرس والهند وربما القبط وغيرهم. وظلّ الكتاب المترجم محدود التداول، مقصوراً في الغالب على أئمة اللغة والأدب والفقه والحديث والتفسير والكلام. ولذلك كانت آثار تلك المترجمات على الفكر الاسلامي لا تشيع بين عامة القراء والمتأدبين إلاّ منخولة مصححة بأقوالهم وآرائهم. وكانت هذه الترجمة، التي عرفها عهد المأمون بالخصوص، وهو أزهى عصورها، تتجه في اتجاه واحد، هو النقل إلى العربية. فهي ترجمة للاغتذاء من مدوّنات الأمم السابقة فيما دون العقيدة، إلاّ على سبيل النقض والحجاج عندما توسعت دائرة الفكر والمناظرة. ولم يخطر ببال أحد في ذلك العصر ولا حتى في وقت متأخر، أن يتولّى العرب ترجمة شيء مما أصبح لديهم أنفسهم من مؤلفات بلغتهم الى ألسنة الأمم الأخرى. فليس من شأن إنسان أن يقدّم سلاحه الى إنسان غيره – إذا صح أن نصف العلم بالسلاح بمنطق بعض الحضارات – أو أن يوفّر على غيره مؤنة التعرّف عليه بنفسه. ولم يسجّل في الاسلام ترجمة للقرآن وشيء من علوم الدين والعربية للروم أو للفرس أو للترك أو للبربر الذين اعتنقوا الإسلام، إلاّ لواجب قيام هذه الأقوام غير العربية بفروض دينها والمساعدة على تعريب ألسنتها، حبّاً في كتاب الله العظيم وإدراكاً لسرّ إعجازه وتبركاً بسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وهو ما يفسّر كثرة علماء المسلمين في حضارتنا من غير العرب، ممن نبغوا في علوم الدين وعلوم العربية بالأخص؛ وذلك نتيجة لسياسة التعريب التي غلبت لا « لسياسة » الترجمة التي عرضت لهم في بداية الأمر. ومضى الأمر على ذلك لعدة عصور شرق الاسلام وغربه، إلى أن انقلبت الأمور بسبب تغلب غير المسلمين عليهم. وقد تميّز العصر الحديث، ومنذ قيام الامبراطوريات الاستعمارية باستباق الدول الاستعمارية رغبة الدول المولّى عليها في التحرّر والنهضة بتقديم الوصفات الجاهزة لها لشدّها الى نفوذها باستمرار. فزيّنت لها الترجمة فيما زيّنت للعَبّ من نظمها وآدابها. وبتأثير التربية والتعليم ترسّخ في أذهان ناشئتها بأن الترجمة والأخذ والاقتباس من الأمم المتقدّمة، هو أقصر طريق تسلكه البلدان المتخلفة للخروج من تخلفها واللحاق بركب التقدّم. وفي خضم ذلك نشطت الترجمة الأجنبية بأسماء مفضوحة وأخرى مستعارة. وما لبثت أن غمرت المشرق العربي والمغرب العربي معاً بتأثيرها السيء على اللغة والفكر والمعتقد. ولم يكد يسلم من تأثيرها الاّ القليل من نخب الأمة. وكانت الترجمة في الاتجاه المعاكس لروح التحرّر والنهضة مقدمةً لمسخ ذاتية الأمة وتذويب كيانها. ثم شاعت الفكرة بأنّ المسلمين لم يتقدّموا إلاّ بفضل ما أخذوه من الأمم السابقة عن طريق الترجمة؛ وأنّ الأخذ من الآخر بات مقبولاً من قِبلهم في العصر الحديث على غرار أسلافهم.  دون بحث قبل ذلك في العلاقة بين الآخذ والمأخوذ منه ونوعية المأخوذ وغير ذلك من الاعتبارات. والحال أن الترجمة عند العرب كانت أصلاً للنقل وحسب، ولم تكن ترجمة في الاتجاهين، كما ابتغتها المدرسة الاستعمارية لخدمة التجسّس، وابتزاز خير ما في تراث المسلمين، عربهم وفرسهم وتركهم وبربرهم قديماً وحديثاً. وكان ذلك أهم ما وظفتنا لمساعدتها عليه طوال تاريخنا الاستعماري وربما الى ما بعده. دون عرفان وامتنان في الغالب، وفي أحيان كثيرة بابتزاز مخطوطاتهم وحجبها عنهم، وفي أحيان أخرى بانتحال ما فيها من علوم ومعارف واكتشافات. فالفرق واضح بين النقل في عهد المأمون ببغداد وأمثاله في مرو وقرطبة ودمشق والقيروان وبين الترجمة في عهد نابليون بمصر أو ألفنسو بطليطلة أو روجر بصقلية. وجاءت مقولة لماذا تأخّر المسلمون وتقدّم الغرب؟ ويقال في الجواب عليها دائماً: لأن الغرب أخذ لنهضته بعلوم المسلمين وعلوم مَن قبلهم، بينما تخلّف المسلمون عن الأخذ عن الغرب، أو تحرّجوا من ذلك لأسباب دينية. ويتصّل بهذه الأسباب الدينية بطبيعة الحال اللغة العربية، التي ينزّلها المتكلمون بها منزلة اللغة المقدّسة، وهي مصدر أحكامهم في دينهم ودنياهم. ولأمر آخر مهم وهو مرجعية الأمم إليهم بسبب هذا اللسان لحسن التفقه في الدين. ولم تكن تلك الترجمات الحديثة المدسوسة على ثقافتهم لتحفَظ لسانهم من الضيم الذي لحقه بسببها في ألفاظه وتراكيبه، فضلاً عما تحمله من تشويه متعمّد لفكره وعقيدته. وما أكثر ما أحدثت الترجمات الأولى من تحريف على الفصحى وامتهان لها إلى حدّ العبث بأصولها وقواعدها، ولم تتردد الاقلام في حمل كل محمل التجديد والإبداع والحرية. وصنّفت في ذلك الأطروحات المؤيدة ومنحت الجوائز المشجعة؛ وكلها تصب في طاحونة الثقافات الغربية والموالاة للخارج. وانتهى الأمر في بعض الأقطار العربية والاسلامية الى ظهور نداءات من نخبها المثقفة – المتنفذة خاصة – للاستبدال باللغة العربية إحدى اللغات الحية، الأكثر استيعاباً لعلوم العصر ومعارفه، حثّاً  لخطى أقطارهم نحو التقدّم؛ وفي أدنى الأحوال تغيير كتابة ما يطلقون عليه « العربية العصرية » بالحروف اللاتينية تسهيلاً للطباعة والقراءة السليمة بزعمهم، وفتح الباب بقوة للاقتراض والدخيل. وحتى الاشتقاق، وهو أعظم خواص اللغة العربية تم تجاوزه في بعض المحاولات لترتيب المعجم تشبهاً بالفرنسية ونحوها. وتحت تأثير كوكبة من المتطرفين من علماء الاجتماع اللغوي، جرت محاولات لحمل الدولة للتصدي لتيار التعريبيين الرجعيين برأيهم، وانتهاج منهج بعض الدول في إفريقيا وآسيا حلاّ للقضية اللغوية فيها، بتبني الازدواجية اللغوية رسمياً، أو دعم اللغة الأجنبية الموروثة عن العهد الاستعماري في التربية والتعليم والإدارة دون عقدة. ومعلوم أن الاستعمار الذي انتهى عهده هو الاستعمار العسكري بمختلف أشكاله، ليخلفه استعمار من نوع جديد؛ واتّخذ كالعادة من الأسماء أحبّها الى الشعوب المغلوبة من حيث مدلول الألفاظ، لا من حيث مقاصد أربابه ومسوّقيه، كمكافحة الفقر والقضاء على الأوبئة والدفاع عن الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان، إلى أن تكلل أخيراً بالعولمة وحتمياتها على اقتصاديات الدول الضعيفة وسياساتها الاجتماعية والثقافية، بل وحتى على سيادتها واستقلالها. وتظلّل كل ذلك بمظلّة الدول الكبرى الداعمة لمنظمات القرض والمساعدات الدولية والصحة والتعليم والتربية والاتصالات ونحو ذلك، وكلّها منظمات دولية عتيدة تتصدّر بقراراتها مصائر الشعوب وتتحّدى حرمة دساتيرها. وأصبح موضوع الترجمة ليس مجرّد مشروع فردي أو مؤسسة خيرية أو جهة أجنبية، أو عنواناً فرعياً في مهام بعض الوزارات التعليمية أو الاتصالية، بل ارتقى في سلم العناية به إلى إنشاء مؤسسة رسمية وطنية مستقلة له صلب الدولة. وإنما دعت الحاجة الى إنشاء مثل هذه المؤسسات الرسمية أكثر من أي وقت مضى لتلافي ما أفرزته المبادرات الفردية والتجارب السابقة في ميدان الترجمة من ممارسات سلبية هنا وهناك، راجعة في أهمها إلى الفوضى وفقدان الضوابط وسوء التقدير وربما ضعف الإنتاج. وكله راجع في التحليل الأخير إلى انعدام سياسة واضحة واستراتيجية وطنية مجمع عليها، قادرة على مواجهة العدد المتنامي للمؤسسات الإقليمية والقومية والدولية المزاحمة للإنتاج الوطني في هذا القطاع؛ وهو قطاع أصبح بحجم تأثيره الأدبي والمادي في غاية الخطورة من حيث انعكاساته على الهوية. وأصبحت الترجمة اليوم تشبه الوضع في الهجرة في استراتيجيات الدول، فهذه الدول الأوروبية، وحتى مع حاجتها الماسة إلى الهجرة، تأبى الإّ أن تتحكم فيها بمفردها وفوق كل منطق. ففي فرنسا مثلاً يتم الانتقاء الصارم بين أسراب المهاجرين في تحدّ  صارخ أحياناً لكل القيم الانسانية. بل لقد تقرر أخيراً في هذا البلد منع قبول كل من لا يحسن اللغة الفرنسية حتى يحسنها. تحسباً لأدنى تغيير في خارطة البلاد السياسية والدينية. وهذا الأمر لم يكن مُراعىً في الزحوف الاستعمارية في عهود مضت، ولا حتى بالنسبة إلى مقاييس التدفق الاعلامي والسياحي والثقافي الأجنبي حالياً في الدول النامية. ولا يخفى من ناحية أخرى أن الترجمة في عصرنا الحاضر غدت في مقدمة قضايا حماية حقوق التأليف. وقد يتجاوز الترخيص بالترجمة أو الاقتباس أو غيرهما من أنواع الاستغلال بالنسبة للمؤلفات ذات الأهمية العلمية والطبية والعسكرية أو الاستراتيجية حدود المبالغ الخيالية. ومع تنامي دور الإنترنات في تبادل المعلومات وتقديم الخدمات الترجمية وتحميل الكتب وغيرها، أصبحت هذه الحقوق محلّ مراقبة ونزاعات كبرى. ولم يعد متاحاً في المواقع المجانية على الشبكة العنكبوتية إلاّ سقْط المؤلفات في الغالب، وإلا أكثرها إهداراً للطاقات وشغلاً للوقت وتضييعاً لفرص الانتاج بوجه الكفاءات الوطنية. ويذكّرنا هذا السيل من الكتب المترجمة إلى لغتنا بتلك المؤلفات التي كانت تنشرها مؤسسة فرنكلين « للثقافة الحرة »، بترجمات رديئة غالباً بين جماهير القراء العرب؛ وتوزعها أحياناً كما توزع أكياس الطحين الامريكية ضمن المساعدات الغذائية للدول النامية. وتنفرد أهم المراكز الثقافية الأجنبية بالإغداق دورياً من رصيدها، من هذه المؤلفات المعلّبة دون مواصفات واضحة، على المكتبات العمومية بالدول النامية، وتمنحها لمسؤوليها لملء رفوف مكاتبهم على حساب الكتاب القيم والمنتج الوطني. وفي الوقت الذي تسهر فيه دول كبرى على تأمين هيمنة لغاتها على المشهد الاعلامي العالمي والثقافي العلمي والأدبي والفني، تقوم منظماتها غير الحكومية المتخصصة في حقوق الأقليات وحقوق اللغات بآسيا وإفريقيا بممارسة الضغط على حكومات تلك الأقطار لكسر المشهد السياسي والديني واللغوي الوحدوي فيها. وهناك إغراق ممنهج لسوق الكتاب العربي بالترجمات من اللغات الأجنبية الزهيدة الثمن الجميلة الاخراج، فضلاً عن المؤلفات الأجنبية ذات القيمة المتوسطة والدنيا، لغياب الكتب القيمة بالمعارض والمكتبات، نظراً لأسعارها المشطة حتى بمعدل الطاقة الشرائية للأستاذ الجامعي أو الكادر القضائي أو الإداري وأمثالهم. ومن هنا جاءت ضرورة مراجعة كثير من المفاهيم السائدة في موقفنا من الترجمة من جميع جوانبها، انطلاقاً من ثوابت واضحة وأهداف حضارية واضحة المعالم كذلك. وأن نؤسّس لعهد من الترجمة يدفع بالانتاج الوطني إلى آفاق أفضل في عالم الفكر والثقافة والفن والأدب، على أن يمثّل فيه الدعم المادي والمعنوي المخصص للترجمة والتأليف بلغتنا العربية نصيب الأسد. فلم يعد خافياً على أحد أنّنا أصبحنا في عهد صراع المعلومات وصراع اللغات، ولم تعد دولة من الدول الأجنبية لا تملك مترجمين في مصالحها الخارجية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها؛ لتقييد كل صغيرة وكبيرة عن غيرها بقدر ما يساعدها على الأخذ بزمام المبادرة تجاهه وفي كل الأمور. ولذلك فمن التضييع التفكير في ترجمة أفكارنا أو فلسفاتنا أو إبداعاتنا لتعريفهم بها بأموالنا، أو حتى بتمويلهم ودعمهم، لأن ذلك سوف يكون أعود عليهم بالفائدة لا علينا. ويكفي في هذا المجال القصير، أن أمثل لذلك بدعوة مستشرقة ألمانية، بمناسبة المعرض الدولي للكتاب بفرانكفورت، الذي استضاف قبل سنتين العالم العربي. فلقد اقترحت هذه المستشرقة بعد أن نعَتْ ضُعف تجاوب الدول العربية للقيام بدورها التعريفي في هذا المعرض وتقصيرها في الانفاق اللازم على متطلبات حضورها فيه، اقترحت على العرب أن يموّلوا ترجمة كتاب ألماني صدر أخيراً في ملايين النسخ يكشف فيه صاحبه عن التحريف الحاصل في القرآن الكريم، ليطلعوا عليه فيوجد لديهم من يتولى الردّ عليه. هذا الاقتراح نشرته جريدة الشرق الأوسط في حينه. وليس أمامنا سوى تصوّر الحال الذي تريدنا إليه هذه المستشرقة بما يصوّره الشاعر في قوله: كناطحٍ صخرةً يوماً ليُوهِنها                   فلم يضُرْها وأعيَى قَرْنَه الوَعِلُ فإذا كان التعريب سينصرف إلى مثل هذا الكتاب الألماني المقترح، والترجمة ستنصرف إلى مثله في اتجاه الردّ عليه. فسيكون الدعم في الاتجاهين للثقافة الأجنبية؛ مع احترامنا لهذه الباحثة المستشرقة التي قدّمت نفسها في الحوار بأنها مُحبّة جدًّا للعالم العربي وقدّمتها الجريدة بكونها «انجليكا بونفرت، مستشرقة ألمانية وأستاذة في جامعة برلين الحرة تعمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية في بلادها والمسؤولين عن معرض فرانكفورت على بعض المشاريع التي يحضّرها الألمان تكريماً لـ « ضيف الشرف » العربي الذي سيحلّ عليهم هذه السنة». ومثال آخر فقط حتى لا نسترسل في الأمثلة، وهو مشروع بيت الحكمة – لدينا – وهي مؤسسة، في ثالوث مهامّها الترجمة. ففي المائوية الثامنة لابن رشد اعتزمت هذه المؤسسة استعادة شرح له على أرسطو إلى العربية، عن طريق ترجمة ذلك الشرح من صيغته الباقية باللغة اللاتينية. هذه الترجمة عُهد بها لجامعي من بيننا متمرّس على الترجمة من اللاتينية وتولت المؤسسة عرض عمله على لجنة مختصة من الجامعيين – من بيننا كذلك – سمّت أسماءهم في تقديم مديرها العام لهذا الكتاب. فماذا كانت النتيجة في عين الناقد المتفحص: سلخ مسلوخ! لا عربية سليمة ولا ترجمة أمينة ولا فهرسة دقيقة ولا حواش علمية حتى بالأهمية التي بحاشية النص اللاتيني، مع مقدمة ضحلة متفككة، وإخراج للنص يفقد أهم مواصفات النشر التراثي المحترم. والأدهى والأمر من ذلك أن أقوال أرسطو نفسه غفل عنها المترجم فبقيت في النص اللاتيني دون أن ينقلها المترجم في موضعها من شرح ابن رشد. فماذا كانت النتيجة إذن من هذه الأموال المهدورة في نشرة غير سليمة. النتيجة أن النص اللاتيني نفسه حقق ظهوراً جديداً أي طبعة جديدة بمناسبة هذا النص الفاشل لمشروع الترجمة العربية. وكأنْ لا سائل ولا مسؤول في قضية هذا الكتاب كما كشفها النقد العلمي الذي نشرنا مقالاً عنه في الصحافة، ثم نشرنا نصه الكامل في كتاب مستقل بعنوان «الشرح المنشور لابن رشد على مقالة أرسطو في النفس». فلم يحرّك مسؤول في هذا البيت المسمى ببيت الحكمة الذي نشر هذا الكتاب في رزمتين إحداهما العربية كما قلنا والأخرى اللاتينية القديمة – لم يحرّك شفة، ولا حتى صاحب الترجمة فضلاً عن مدير البيت، أو واحد على الأقل من أعضاء لجنة المراجعة للكتاب. فإذا كان هذا هو الأنموذج لاحتفائنا بالترجمة واحترام النقد البناء، لتصحيح الأوضاع العلمية وإحكام التسيير في مؤسساتنا الثقافية لإنجاز مثل هذه المشاريع التاريخية، فسوف تكون عيوننا مشدودة أكثر للمجلس الأعلى للثقافة الذي بعث أخيراً للأمل فيه بتسديد الخطى وتقييم النتائج. ومن هنا فإن البحث في قضايا الترجمة لا يجب أن يكون بمعزل عن أهمية اللغة العربية في بلادها وأولويّة دعم الثقافة الوطنية في بلادها. وبالعكس يجب أن يكون بمعزل عن المقارنات السطحية والإحصاءات الملتقطة من هنا وهناك دون منهجية، ودون ربط بواقعها الخاص. لأن المقارنة بالماضي مع وجود الفارق تُلغي تماثل النتائج في الحالتين. ومثله المقارنة بين دول متخلفة اقتصادياً أو مالياً أو علمياً وبين دول ذات حضارات متنازعة أو متنافسة فيما بينها منذ عصور. وبمناسبة هذه السنة الدولية للغات 2008، يجب التقدير بأن حظوظنا في هذا العالم اللغوي المتعدّد جيّدةٌ جدّاً، لأن لغتنا العربية هي إحدى اللغات الستّ المعتمدة رسمياً في المنظمة الدولية الكبرى، هيئة الأمم المتحدة، وسائر المنظمات التابعة لها، إلى جانب الإسبانية والانقليزية والروسية والصينية والفرنسية. ولذلك فلم يعد مجال لترديد مثل تلك المقولات المنبثقة عن جهل أو تحطيم، كافتقار العربية إلى المصطلحات الحديثة في العلوم والمعارف والفنون والآداب، أو ضعف انتشار الكتب المؤلفة بها. فما في رصيد مكاتب الترجمة الأربعة الرئيسية للأمم المتحدة، الموزعة في جينيف ونيويورك ونيروبي وفيينا مع ما في مجامعنا للغة العربية الخمس أو الست في العالم العربي، كاف لخلق حركة تعريب نشطة جدّاً، لاستيعاب علوم العصر وتكنولوجياته ومختلف معارفه، بهدف إثراء ملكاتنا الابداعية بلغتنا في جميع الميادين ومنافسة العالم بإنتاجنا. وطبعاً يستوجب ذلك أوّلاً التنسيق بين مختلف المؤسسات الوطنية للترجمة وبين غيرها من الجهات الرسمية وغير الرسمية، في بلداننا العربية وربما في الخارج كذلك، وثانياً توفير الدعم الكافي لتنفيذ مشاريعنا وبرامجنا وفق أولويات محددة بوعي ودقة، وبصورة إدارية شفافة ومسؤولة. والاحتفاء في بلدنا هذا العام بأهمية الترجمة، يجب أن يكرس اهتمامنا في الوقت نفسه بلغتنا، وتعزيز هذه المؤسسة الوطنية المحدثة للترجمة بمؤسسة للتعريب موازية لها؛ فهذا ميدان بقي متروكاً للمبادرات الفردية والاجتهادات الظرفية، وكان ينبغي أن يظهر بالتساوق مع تلك القرارات الهامة والاجراءات الصائبة التي اتخذتها الدولة في العهد الجديد، لدعم حضور لغتنا في الحياة العامة؛ وهو حضور أصبح مزاحَماً جدّا وأحياناً بطريقة مخلّة بسيادة بلادنا، وهي سيادة تستمدها دستورياً من جملة ما تستمده من سيادة لغتها على أرضها. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 جوان 2008)


استراتيجية الدول الخليجية في مجال الاستثمار
 
توفيق المديني                         إذا كان سعر برميل النفط الذي حطم رقما قياسيا جديدا بتجاوزه سقف 135 دولاراً في 22 مايو/ أيار الماضي، يسهم في خنق الاقتصاديات الضعيفة، فإنه يشكل في الوقت عينه سعادة بالنسبة للبلدان الخليجية المصدرة للنفط والغاز . وحسب دراسة صدرت حديثا في فرنسا، فإن عائدات الدول الخليجية الست ( الكويت، وعمان، وقطر، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية) التي بلغت مقدار 300 مليار دولار في سنة ،2007 ستبلغ بسعر متوسط نحو 100 دولار للبرميل مقدار 1،1 تريليون دولار في سنة ،2008 و8،8 تريليون دولار متراكمة من الآن وحتى العام 2020 . الشيء الجديد، الذي تخفيه الصناديق السيادية التي أصبحت شريكة بصورة لافته في رأسمال الشركات الغربية، هو أن “البترو مليارات” من الدولارات سيتم استثمارها من الآن فصاعدا في الدول الخليجية نفسها . وعلى نقيض عقد السبعينات من القرن الماضي، نلاحظ أن الدول الخليجية الست أصبحت تطبق سياسات اقتصادية مصممة بطريقة أفضل، ومحددة لأهداف واقعية واستراتيجية، إذ إنها ستخصص مقدار 3،2 تريليون دولار للاستثمار في الخليج من الآن وحتى سنة 2020 . بيد أن بلدان مجلس التعاون الخليجي ستخصص مبلغ 1،534 تريليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة . ويمثل الاستثمار في قطاع البناء، حسب البلدان من 40% في كل من (قطر، وعمان، والسعودية)، إلى 83% في الإمارات العربية المتحدة من إجمالي هذا المبلغ، مقابل 3% في البحرين، إلى 45% في (قطر، وعمان، والسعودية) بالنسبة لصناعة المحروقات والبتروكيمياويات، ومن 5% في الكويت، إلى 12% (في قطر، والمملكة السعودية) بالنسبة للمياه والكهرباء وفقط 1% (الكويت) إلى 11% (البحرين) بالنسبة للصناعات الأخرى . وبلغ معدل التضخم السنوي في بداية سنة 2008 حوالي 2،3 في البحرين، و5،1% في عمان، و5،3% في السعودية، و5،8% في الكويت، و9،45 في الإمارات، و11،2% في قطر . ويعزو الخبراء هذا الارتفاع في الأسعار إلى النمو الاقتصادي (أسعار الأراضي والعقارات ارتفعت بسبب الطفرة في البناء) وانخفاض الدولار . وتكاد العملات المحلية المرتبطة بالدولار تغطي تكاليف الواردات من المواد الغذائية وخيرات الاستهلاك وكذلك أجور العمال المهاجرين، التي تأتي بشكل رئيس من بلدان ذات عملات قوية(الهند، الاتحاد الأوروبي) . ويشكل المهاجرون 33% من سكان الكويت، و35% من سكان السعودية، و62% من سكان البحرين، و78% من الإمارات، و80% من سكان دولة قطر . وتهدف هذه السياسات المتعلقة بالاستثمار الاستراتيجي إلى تنويع الاقتصاد، تحسبا لنضوب الآبار النفطية في يوم ما . ففي السبعينات استثمرت السعودية في البتروكيماويات والزراعة، أما اليوم فإنها تركز على الاستثمار في صناعة الحديد والصلب والألمنيوم . والاستراتيجية عينها تطبق الآن في البحرين وأبو ظبي، حيث يقام أكبر مصنع للألمنيوم في العالم، ومناطق صناعية متخصصة مثل ميتالس بارك، وبوليميرس بارك، أو شيميكالس سيتي . واختارت دبي الاستثمار في قطاع الخدمات منذ سنة 2000: البنوك، والنقل، والسياحة والتعليم والبحث العلمي . وهناك استراتيجية أخرى انتهجتها حديثا كل من عمان وقطر أحدثت طفرة في قطاع البناء . أما في باقي بلدان الشرق الأوسط ال ،13 هناك برمجة لاستثمار 363 مليار دولار في قطاع السياحة والنقل الجوي خلال السنوات الاثنتي عشرة المقبلة 900 فندق، و750000 سرير، و875 طائرة نقل كبيرة . لا شك أن الجموح نحو قطاع العقارات الذي اجتاح الشرق الأوسط يتغذى أيضا من المنافسة بين الدول والعائلات الخليجية الغنية، التي تطور كل المشاريع العقارية العملاقة . فالقيمة الإجمالية للمشاريع العقارية في البلدان الخليجية الستة تتجاوز تريليون دولار، منها 40% في دبي وأبو ظبي،و37% في السعودية . وتنفذ هذه المشاريع شركات، تمتلك فيها الحكومات أغلبية أو مجموع رأسمالها، حيث استفادت هذه الشركات أيضا من رخص الأراضي التي تقام عليها هذه المشاريع العقارية، إن لم تكن الأراضي مجانية . وكانت إمارة دبي، هي الأولى التي سمحت للأجانب بحق التملك . فها هي شركة “إعمار” تبني برج دبي الذي يطمح لكي يكون أعلى برج في العالم، أعلى من برج تايبيه 101 في تايوان (509 أمتار): ويحافظ المتعهد على سرية ارتفاع البرج النهائي، الذي يمكن أن يصل إلى حدود 900 متر . ويعتبر برج دبي جزءا من مجموع 20 مليار دولار مستثمرة لبناء مجمع سكني يحتوي على 30000 شقة سكنية، وأكبر مركز تجاري في العالم . ودائما في دبي، تعرض تريدانت الدولية بيع برج بينتومينيوم (516 مترا)، الذي يحتوي على شقق مساحتها 600 متر مربع هي الأكثر فخامة في العالم، حيث توجد فيها حدائق معلقة .أماشركة نخيل فهي تسعى إلى بناء برج بارتفاع 1200 متر، وبقيمة إجمالية 61 مليار دولار . وتريد السعودية بناء برج عالٍ جدا في جدة بارتفاع 1609 أمتار . إن الموارد المالية الضخمة التي تمتلكها البلدان الخليجية الستة، تسمح لها بالاستثمار، والاستهلاك، وتطوير البورصات المالية المحلية، وكذلك الإسراع في تطور المجموعات الخاصة الجديدة . باحث اقتصادي المصدرصحيفة الخليج، آراء وتحليلات بتاريخ  8 جوان2008


 

أين نصيب قصرهلال من جهد وانجازات نوابها بمجلس النواب معارضة وموالاة ما الفائدة من كلا النوعين من النواب؟؟؟*

 
مراد رقية لقد أتيح لي وبمحض صدفة أن تابعت لقاء سياسيا بث على قناة الحوار التونسي انعقد  بمقر حركة التجديد في اطار تفعيل المبادرة الديمقراطية بين مختلف مكونات الحركة التقدمية التونسية المعترف بها،الممثلة نيابيا،أو تلك التي لم تشملها بعد عملية المحاصصة لتطارح مواقف الأطراف المختلفة من الأوضاع القائمة على الساحة،ومن التطورات المنجزة وكذلك المرجوّة حول أبعاد وحدود هذه المبادرة الديمقراطية وقد كان سروري أعظم بتدخل أحد أبناء مدينة قصرهلال في هذا الحوار والذي أسعفه الحظ المخطط له بالوصول الى قبة البرلمان في مناسبتين اثنتين،الأولى كانت تمثيلا لمدينته وجهته الأصلية،والثانية وهي الحالية باعتباره ممثلا لولاية أخرى ريفية لا يمت لها بصلة تقع على مشارف مدينة تونس، لأن الحسابات السياسية وعدم التجديد له ضمن قائمة حركة التجديد بولاية المنستير لم تسعفه،ولم تمنحه فرصة وشرف تمثيل مدينته  للمرّة الثانية برغم انعدام انجازات الدورة الأولى؟؟؟ وقد لفت انتباهي استغلال النائب المحترم هذه « اللمّة »السياسية في مقر حركته للتنظير حول الحداثة والظلامية واطلاق المواقف من المصاعب المعيشية مع أنني أعلم والجميع يعلم بظروف وصول هؤلاء النواب الى قبة البرلمان في قطيعة كاملة مع تمثيليتهم على الساحة المحلية بدليل عدم حضورهم بعد تنصيبهم  في المجلس بأي مناسبة محلية كبيرة أو صغيرة،أو لقاء فكري يقع فيه تطارح أمهات المسائل المتعلقة بحاضر ومستقبل مدينة قصرهلال الشهيدة الحيّة؟؟؟ ومن حظ قصرهلال أو لعل من سوء حظها أن حظيت في مناسبة سابقة بنائبين اثنين،أحدهما للمولاة ممثلا للتجمع الدستوري،والثاني  للمعارضة المحاصصة   أي لحركة التجديد،أما حاليا فهناك نائب واحد من الموالاة تولى تمثيل مدينة المنستير قبل مدينته لمرّتين اثنتين اضافة الى توليه لمهام ادارية وسياسية في صلب اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي الجميع بدأ هذه الأيام يعد العدّة لتعيينات اللجنة المركزية ولتعيينات مجلس النواب لسنة 2009 وحتى  التعيينات البلدية لسنة2010 لكن الذي يجب أن يقال بصراحة ومنذ الآن  هو ما الذي أنجزه هؤلاء النواب موالاة ومعارضة على السواء بعد وصولهم بالسلامة الى قبة البرلمان في الظروف وبالشروط التي يعلمها الجميع،لاشيء بطبيعة الحال  بما في  ذلك الاتصال المباشر بالقاعدة اذا كان هؤلاء النواب يمثلون قاعدتهم الا نتخابية حمراء كانت ،أو زرقاء أو بنية ،أو حتى صفراء؟؟؟؟ النواب المحترمون الذين قبلوا بالدخول في هذه العملية والاضطلاع بهذه المهمة بمواصفات خاصة بالتعيين والتزكية أو بنظام الشحن الالكتروني طبقا للمحاصصة في حال حركة التجديد اكتفوا بتحصيل منافع وامتيازات شخصية خصوصا بعد توليهم هذه المهمة لدورتين اثنتين،لكن الذي يحيّرني أنا شخصيا هو رفع يافطة التنظير والمعارضة واطلاق المقولات والمواقف حول الحداثة والظلامية ووجوب اكتساح اليسار لكل الساحات والمنابر في حين هؤلاء يعيشون قطيعة كاملة مع جماهيرهم المفترضة،وحتى مع مدنهم وجهاتهم التي يفترض فيهم حماية مصالحها والتكلم باسمها داخل قبة البرلمان؟؟؟ ونودّ أن نسأل  وبالمناسبة عن وجود مقرّات أو نيابات لهذه الأحزاب حتى المعترف بها داخل مدينة قصرهلال مثلا التي من المفترض أن تمثّل عبر تعيينات 2009 التشريعية،أو عبر تعيينات 2010 البلدية بأكثر من قائمة واحدة تجسيما للتعددية المحاصصة وربّما …الحقيقية،أم هل سوف يكون نصيب قصرهلال وكالعادة حلول الآجال القانونية لمجرّد طبع قائمات تؤلّف في آخر لحظة بألوان مختلفة لا تعني للناخب شيئا يذكر،تنزّل أو تشحن فيها أسماء ترضى عنها الأحزاب أو الحركات،ولاترضى عنها الجماهير المعنية فرضا بالعملية الانتخابية لانقطاع أي صلة بينها في الأيام العادية في ماعدا النقاشات المتلفزة أو بعض المقالات في الصحف الأسبوعية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 
 

أفلام الصيف بمصر « للكبار فقط »

 
محمد جمال عرفة القاهرة– مع بدء عرض أفلام موسم الصيف في مصر، ظهرت لافتة « للكبار فقط » على قاعات العديد من دور السينما بسبب جرأتها الشديدة في تناول موضوعات شائكة اجتماعيا ودينيا مثل العلاقات الجنسية والشذوذ وتجارة الخمور. وحتى الآن نزلت لأسواق السينما المصرية أربعة أفلام هي: « الغابة » و »بيبي دول » و »كباريه » و »الريس عمر حرب » رفعت عليها جميعا راية « للكبار فقط ». ورغم أن إدارة الرقابة المصرية على المصنفات الفنية يعرف عنها « الانفتاح »، ورفض حجب العديد من المشاهد الساخنة أو الحساسة فإن نقادا فنيين اعتبروا في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » أن وضع هذه اللافتات -بقرار من إدارة الرقابة- يكون بمثابة محاولة لتفادي النقد والجدال المتوقع في الشارع حول مضمون هذه الأفلام أو حول السماح بها. ومع أن لافتة « للكبار فقط » يستغلها بعض المنتجين لرفع قيمة أفلامهم وجذب الانتباه بغرض زيادة الإقبال عليها، يقول نقاد: إن أفلام الصيف الحالي تتناول بالفعل موضوعات تثير قضايا حساسة وقضايا ملغمة ومشاهد صادمة ينتظر أن تثير حالة من النقد الواسع. وفي هذا الإطار يفترض أن ينقل فيلم « ليلة البيبي دول » الذي صاحبته ضجة كبرى من قبل الشركة المنتجة « جود نيوز » صورة لما جرى في سجن أبو غريب بالعراق من انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل جنود الاحتلال الأمريكي. ورغم أن الفيلم ذكرت صحف مصرية أنه أنفق على دعايته قرابة 30 مليون دولار وأن حاجته لتعويض تلك النفقات ضرورية فإن لافتة للكبار فقط وضعت لتفادي مشاهد لبطل الفيلم نور الشريف -الذي يؤدي دور صحفي- وهو يعذب شبه عار في المعتقل الأمريكي. « للكبار فقط » وضعت أيضا لتفادي مجموعة من المشاهد الأخرى عن العجز الجنسي لبطل الفيلم محمود عبد العزيز وهو يحاول التواصل جنسيا مع زوجته ويفشل فيسافر إلى الولايات المتحدة للعلاج. كما أن الفيلم الذي كتبه السيناريست الراحل عبد الحي أديب وأخرجه نجله عادل يتعرض لقضايا سياسية مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأثرها على العلاقة بين المسلمين وأمريكا. « كباريه » الحاج! ومن الأفلام الجديدة التي تعرض حاليا فيلم « كباريه » والذي يتطرق بشكل أكبر لمنطقة شائكة تتعلق بقضية « ازدواجية التدين والدنيوية » حتى إن صاحب الكباريه الذي تدور حوله أحداث الفيلم يظهر كرجل حريص على الحج والعمرة والصلاة وعدم شرب الخمر رغم أن الكباريه تدار فيه جميع الموبقات!. ومدخل الجدل لهذا الفيلم أنه يعيد طرح فكرة أجواء عالم الليل التي كانت تركز عليها أفلام مصر خلال فترة الستينيات، بعد نكسة حرب 1967، في صورة كباريهات وخمارات تدور حولها الأحداث. ويرصد الفيلم -الذي تدور أحداثه أيضا داخل كباريه- مجموعة من النماذج البشرية التي تعاني من ازدواجية في الشخصية بين الخير والشر أو بين الانحلال وبين التدين، وبشكل عام بين حالة الديني والدنيوي. وتظهر غالبية شخصيات الفيلم وهي تقوم بأعمال منافية للدين، والأخلاق، بحجة توفير أموال لعمل ديني سام مثل الحج أو العمرة، الأمر الذي يتوقع أن يثير موجة من الجدل المجتمعي الحاد حول هذه النوعية من الشخصيات. فمالك الكباريه همه الأكبر هو السعي لجمع المال بأي طريقة سواء عن طريق بيع الخمور والتغاضي عن كل الموبقات والزنا في الكباريه، إلا أنه يظهر شخصا لا يقرب الخمر أو النساء ويجلس في مكتبه يستمع لأغان صوفية ويشرب العصير ويؤدي العمرة سنويا، إلى جانب التزامه بأداء الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية!!؟. كما يعرض الفيلم في إطار هذه المفارقة أيضا لفتاة الليل (الممثلة السورية جمانة مراد) التي تجمع الأموال من الحرام لوالدتها كي تمكنها من أداء فريضة الحج، علاوة على ذلك فإن الفيلم يظهر عمالا بالكباريه وهم يصلون الفجر، بينما يسعى إرهابيون وانتحاريون لتفجيره. مشاهد غريبة ومن أفلام « الكبار » الأخرى بالسوق المصرية فيلم « الغابة » والذي يركز على فكرة أطفال الشوارع ولكنه يتضمن مشاهد تدور حول العلاقات الجنسية والشذوذ والاغتصاب وزنا المحارم وتجارة الأعضاء البشرية من خلال الشباب والأطفال الذين اضطرتهم الظروف للحياة في الشوارع. وإضافة للأفلام السابقة جاء فيلم « الريس عمر حرب » للمخرج خالد يوسف الذي لم يخل بدوره من مشاهد إثارة جنسية كفيلمه الأخير « حين ميسرة » الذي تضمن مشاهد اغتصاب وشذوذ وجنس. فقد تضمن الفيلم الجديد مشاهد جريئة أيضا بحكم الاستعانة بنفس بطلة فيلمه الأخير (سمية الخشاب) وبحكم تصوير أحداثه داخل أحد كازينوهات القمار الذي يتردد عليه مجموعة مختلفة من البشر، وتجسد سمية الخشاب من خلاله شخصية فتاة ليل تقوم بمجالسة الزبائن.          (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 8 جوان 2008)


أحمد المناعي : إن لله وان إليه راجعون:  تعزية لعائلة الشرفي

  بلغني بكل أسى خبر وفاة المرحوم محمد الشرفي. وبهذه المناسبة الأليمة، أقدم تعازي الحارة إلى زوجته وأطفاله وأخوته وذويه وأدعو الله عز وعلا أن يمن عليهم بالصبر والسلوان، وأن يسكن الفقيد فراديس جنانه. أحمد المناعي باريس في 08 جوان 2008

 


 

«أمير جند الأهوال» لم يعد يعتقد بـ «شرعية» العمل المسلّح… الجزائر: «ماريشال القاعدة» يُسلّم نفسه بعد 15 سنة في الجبل

 
 
الجزائر – محمد مقدم     أفادت مصادر متطابقة بأن القيادي البارز في منطقة الشرق لـ «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» المدعو «أبو حذيفة»، سلّم نفسه إلى أجهزة الأمن نهاية الأسبوع الماضي برفقة اثنين من أبنائه بهدف الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي أقرها الجزائريون في أيلول (سبتمبر) 2005. ويُعرف هذا القيادي باسم «الماريشال» و «أبو عمار» أمير «جند الأهوال» في ولاية تبسة (500 كلم شرق)، وتضم مجموعته كتيبتين أبرزهما كتيبة «جبل لبيض». وعلمت «الحياة» من عائلة القيادي البارز في المنطقة الخامسة لتنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» («القاعدة» حالياً) أن قراره التخلي عن العمل المسلح جاء بعدما وصل إلى قناعة بعدم «شرعية» القتل وإزهاق دم الجزائريين وكذلك بطلان شرعية «الجهاد» في الجزائر، بعد خلافات حادة نشبت في الشهور الأخيرة بين عناصر التنظيم خصوصاً على مستوى جبال تبسة وجبال باتنة (450 كلم شرق الجزائر). وكشفت معلومات أوردها أفراد من عائلة «الماريشال» أن عدداً من المسلحين سيسلّمون أنفسهم قريباً لأجهزة الأمن بعدما تلقوا اتصالاً منه يطمئنهم على حسن المعاملة وإمكان الاستفادة من تدابير المصالحة. وجاء قرار أمير «جند الأهوال» التخلي عن العمل المسلح والعودة إلى أحضان أسرته المشتتة بعد 15 عاما أمضاها في الجبال بين تبسة وخنشلة ووادي سوف، وهو يعتبر من أقدم عناصر «جبهة الإنقاذ» المحظورة الذين اختاروا حمل السلاح وما زالوا على قيد الحياة. وكانت بداية مشواره مع الجماعات المسلحة في سنة 1993 عندما ترك مهنة التدريس والتحق بـ «الجماعة الإسلامية المسلحة» بعدما كان من كبار المتعاطفين مع حزب «جبهة الإنقاذ» المنحل، واختار هذا الطريق عن اقتناع تاركاً وراءه زوجته وثلاثة أطفال. وفي العام 1997 أمر «عبدالرزاق البارا» (عماري صايفي) الذي كان أميراً للمنطقة الخامسة حينها (سلّمته ليبيا إلى الجزائر في أواخر 2004) أتباعه بأن يُحضروا زوجاتهم وأولادهم إلى الجبال، فالتحقت بـ «الماريشال» زوجته وولداه حذيفة المدعو «أبو ذقوان» (8 سنوات) ونصر الدين المدعو «إدريس» (10 أعوام)، واستقر المقام بالعائلة في جبال أم الكماكم جنوب ولاية تبسة. لكن بفعل القصف المستمر وعمليات الجيش المتتالية في المنطقة سنة 2000، والتي كان من نتائجها إصابة الزوجة برصاصتين في ذراعها والابن نصر الدين في العين اليمنى وساقه اليسرى، إضافة إلى نقص مصادر التموين، قرر التنظيم المسلح الدخول في مفاوضات مع الجيش لتسليم النساء والأطفال، وهو ما تم فعلاً بعد شهر من المفاوضات مع «البارا». حينها هبطت العائلات من الجبال وكانت من بينها عائلة «الماريشال» الذي نزلت زوجته الحامل ومعها ابن جديد هو عبدالرحيم وابنة تدعى خولة، بينما احتفظ الزوج بنصرالدين وحذيفة معه في معقل الجماعة، وكان عمرهما حينها ما بين 10 و12 سنة. وتشاء الأقدار أن يترعرعا في وسط لا يرحم براءة الطفولة، فقد تم تدريبهما على أنواع الأسلحة المختلفة التي يملكها التنظيم، ثم انتقل أحدهما، وهو نصرالدين، مع عبدالرزاق البارا إلى الصحراء وبقي هناك إلى أن وقع البارا في الأسر، فانتقل على مراحل من مكان إلى آخر إلى أن استقر في منطقة سيد علي بوناب وضواحيها، بينما بقي «أبو عمار» وابنه حذيفة في جبال تبسة. وبقيت الزوجة تكابد مصاعب الحياة لوحدها لترعى أولادها في ظروف قاسية جداً زادتها قساوة وفاة إبنها الأصغر حيدرة الذي دهسته شاحنة خلال رمضان من السنة الماضية. لكن منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر بدأت حياة العائلة تأخذ اتجاهاً آخر بعدما قرر نصرالدين تسليم نفسه إلى السلطات قبل أن يتبعه والده. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 جوان 2008)

دمياط تواجه حملة  » أجريوم  » الكندية

 

 
د. أحمد الخميسي  قرر مجلس الشعب في مطلع مايو الحالي تشكيل لجنة تقصى حقائق حول مشروع مصنع  » أجريوم  » الكندي للأسمدة في دمياط ، وما نسب للسفير الكندي من أن مسئولين في الحكومة تلقوا عمولات للتصريح بالمشروع بلغت خمسة وعشرين مليون دولار . كما وافق المجلس على وقف العمل مؤقتا في بناء المصنع الذي أطلق عليه الدمايطة  » مصنع الموت  » لحين إصدار قرار نهائي سيرى النور خلال أيام . ويتوقع أو يأمل الكثيرون أن يأتي القرار لصالح وقف بناء المصنع الذي رأي فيه نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد في مقال بالأهرام أن بناءه يوافق مصالح الطرف الأجنبي لكن  » اختيار مثلث رأس البر مكانا لإقامة المصنع يشكل أسوأ الخيارات من ناحية تأثيره الضار على الإنسان والبيئة  » . وقد حذرت كل الجهات المصرية المختصة في شئون البيئة من أن هذا المشروع الكندي سيضر بالثروة السمكية بالمحافظة التي يمثل أسطول الصيد فيها سبعين بالمئة من أسطول مصر،  وسيؤدي إلي كارثة بيئية بما يهدد به من مخاطر على صحة السكان مثل تشوه الأجنة والإصابة بالسرطانات وأمراض الصدر ، ولهذا تحظر قوانين حماية البيئة إقامة مثل هذه المصانع في المناطق السكنية نظرا لخطورة مادة  » أمونيا بوريا  » التي تنتجها . وما بين محاولة بناء  » مصنع الموت  » وقرار الحكومة بوقف العمل في بنائه ، نشأت حركة شعبية قوية معارضة لإقامة المصنع ، جددت في الأذهان وفي القلوب صورة مدينة دمياط التاريخية التي تمثل 1 % من مساحة مصر ، و 5% من إجمالي منطقة الدلتا ، مدينة عريقة ، عرفت لدي الفراعنه باسم  » تم آتي  » أي مدينة المياه، وفي العصور الإغريقية والرومانية باسم » تامياتس » وقبل الفتح العربي باسم  » تاميات  » ويقال إن معناها بالمصرية القديمة  » الأرض  التي تنبت الكتان  » . وقد تصدت دمياط لثلاث حملات صليبية ، صد الأولى منها عام 1170 م صلاح الدين الأيوبي ، وصد الثانية في 1218 م الملك الكامل الذي احتشد بجيشه في المنصورة وقطع الطريق بين الفرنجة ودمياط ، أما الحملة الثالثة التي قادها لويس التاسع فصدها الشعب في دمياط في 1249 ، عندما تركها الأمير فخر الدين وانسحب بجيشه ، فوقفت دمياط وحدها ، وأحرق أهلها كل متاجرهم  ومنقولاتهم وانسحبوا إلي الأحراش والمستنقعات حول المدينة وبدءوا من هناك إحدى أعظم حروب المقاومة الشعبية التي ضربوا فيها أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة حتى أجبروا الحملة على الانسحاب في 8 مايو سنة 1250 ، فأصبح ذلك اليوم عيدا قوميا تحتفل دمياط  بذكراه كل عام . وقد ذكر المقريزي في كتابه  » المواعظ والاعتبار » دمياط قائلا: » وقد أخبرني الأمير الوزير المشير الإستادار يلبغا السالمين رحمه الله أنه لم ير في البلاد التي سلكها من سمرقند إلى مصر أحسن من هذه فظننت أنه يغلو في مدحها إلى أن شاهدتها فإذا هي أحسن بلد وأنزهه  » ، وجاء ذكرها عند ابن بطوطة ، وعند الطبري في  » تاريخ الرسل  » . وقد وهبت دمياط مصر بعضا من أعظم العلماء والمفكرين مثل د. على مشرفة ، وبنت الشاطيء ، ود. محمد الزيات ، وغيرهم . وتضم دمياط بعضا من أهم الآثار المصرية التاريخية مثل المسرح الروماني ، وكنيسة العذراء ، وكنيسة ماري جورج ، وجامع البحر ، وجامع عمرو بن العاص ، وغير ذلك . ومدينة تمتد في التاريخ بهذا العمق ، إذا أرادت كان لها ما تريد ، إذا دافعت عن أرضها في مواجهة الحملة الصليبية ، أو تصدت لحملة أجريوم الكندية حماية لهوائها وبحرها وثرواتها وصحة أبنائها . وقد بذل الأديب سمير الفيل وهو من أبناء دمياط كل جهد وطاقة ليصوغ موقف المثقفين هناك في بيان جاء فيه :  » إن المثقفين والأدباء الموقعين أدناه يستنكرون الإصرار على إقامة مصنع  » أجريوم » الكندي برأس البر ، ليس فقط لآثاره المدمرة على البيئة ولكن أيضا لآثاره الاقتصادية حيث يستهلك كمية كبيرة من المياه العذبة والغاز الطبيعي بثمن بخس ، ويرفض المجتمع الدمياطي بكافة فئاته وطوائفه إقامة مثل ذلك المصنع  » . وقد وقع البيان أكثر من مئة وخمسين كاتبا ومثقفا وضموا بذلك صوتهم إلي صوت أهل دمياط .  ***  أحمد الخميسي . كاتب مصري ahmad_alkhamisi@yahoo.com

 

يتجه لاستفتاء شعبي على تعديلات دستورية تقلص نفوذ الأتاتوركيين بالمحكمة الدستورية العدالة التركي يستبق الحظر بـ »خارطة طريق »

 

 
افتكار البنداري يعكف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا على بلورة « خارطة طريق » لفترة ما بعد قرار المحكمة الدستورية العليا إلغاء تعديل برلماني للدستور يسمح بارتداء الحجاب في الجامعات، وهو القرار الذي فسره محللون بأنه تمهيد لحكم آخر قد يصدر خلال أشهر بحظر الحزب بتهمة تهديد العلمانية. وفي ضوء « خارطة الطريق » هذه يتجه الحزب لاعتماد خيار إجراء استفتاء شعبي على تعديلات دستورية تحد بشكل أساسي من سيطرة العلمانيين الأتاتوركيين المعادين للحزب في المحكمة الدستورية العليا، بحسب صحف تركية. وقال عبد الحليم الغزالي، الخبير في الشأن التركي، لـ »إسلام أون لاين.نت »: إن قرار المحكمة الدستورية « التمهيدي » لحظر الحزب و »خارطة الطريق » التي يعكف حزب العدالة ذو الجذور الإسلامية على وضعها ومن ثم تنفيذها يمثلان حالة « سباق » مع الزمن بين الجانبين؛ ليحقق كل منهما بغيته في صدور أو عدم صدور قرار الحظر المنتظر في غضون عدة أشهر. ففي اليوم التالي لصدور قرار المحكمة الدستورية العليا (إحدى قلاع العلمانية في تركيا) عقد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الجمعة 6-6-2008، اجتماعا طارئا لقادة الحزب وأعضائه للاتفاق على « خارطة طريق » للتحرك، ليس فقط إزاء مرحلة ما بعد قرار المحكمة بشأن الحجاب، ولكن أيضا لكيفية التقليل من فرصها في إصدار حكم بحظر الحزب، وكذلك للخطوات التالية إذا نجحت المحكمة في إصدار هذا القرار، بحسب صحيفة « تركيش ديلي نيوز » التركية. وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت أن قادة الحزب وضعوا أمامهم خيارين هما: إجراء استفتاء شعبي على تعديلات دستورية تقلص بشكل خاص من نفوذ العلمانيين الأتاتوركيين والعسكريين في المحكمة الدستورية، وإجراء انتخابات عامة مبكرة ». ويفضل معظم أعضاء الحزب الخيار الأول الذي يقضي بثلاثة تعديلات أساسية في الدستور الحالي هي: إعادة تشكيل المحكمة الدستورية العليا لمنحها الاستقلالية عن المؤسسة العسكرية المغالية في العلمانية، وفرض قيود على مسألة إغلاق الأحزاب السياسية، إضافة إلى إقرار التعديل الذي سبق أن أقره البرلمان، وهو السماح لطالبات الجامعات بارتداء الحجاب. وفي السياق ذاته نقلت صحيفة « زمان » التركية اليوم عن مصادر داخل الحزب أن إعادة تشكيل المحكمة الدستورية العليا سيتم وفق مشروع قانون وضعه رئيسها السابق مصطفى بومين. وكانت تلك المقترحات قد ظهرت في أبريل الماضي فور قيام المدعي العام عبد الرحمن يلشينكايا برفع مذكرة إلى المحكمة الدستورية تطالب بحظر الحزب بتهمة السعي إلى تحويل تركيا إلى دولة إسلامية، مستدلا بالتعديل الدستوري الذي اقترحه الحزب حول السماح للتركيات بارتداء الحجاب في الجامعات. انتخابات مبكرة أما خيار إجراء انتخابات مبكرة فيأمل مقترحوه أن ينتهي لصالح فوز الحزب بنحو 400 مقعد في البرلمان المؤلف من 550 مقعدا، وهو ما يجعله صاحب الأغلبية التي تتيح له حق تعديل وتغيير الدستور. وإذا حدث ذلك فإن الحزب سوف يغير تركيبة المحكمة الدستورية، وبعدها يمكن للحزب أن يدعو إلى انتخابات عامة متزامنة مع انتخابات محلية. ولكن مصادر من داخل الحزب ترى أن خيار إجراء استفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة هو الراجح في الوقت الراهن. وبررت هذه المصادر لصحيفة « تركيش ديلي نيوز » هذا الترجيح بوجود مخاوف داخل الحزب من أن إجراء انتخابات مبكرة خلال نظر المحكمة قضية حظر الحزب سيجعله في موضع الخطر؛ لأنه لو صدر قرار بحظره خلال الانتخابات فقد يجمده ويفقده بالتالي فرصة المشاركة في الانتخابات. وفي إطار التوجه السائد داخل الحزب بالعمل على تعديل الدستور ذهب كوكسال توبتان، رئيس البرلمان التركي والقيادي بحزب العدالة والتنمية، إلى أبعد من ذلك عندما صرح اليوم السبت بأنه « يتعين أن تبحث تركيا صياغة دستور جديد »، مضيفا أنه يخطط إلى دعوة زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية إلى إجراء محادثات بشأن قرار المحكمة بإلغاء قانون يسمح بارتداء الحجاب في الجامعات رغم أن البرلمان أقره بأغلبية ساحقة. ويؤيد خبير الشئون التركية عبد الحليم الغزالي توجه قيادات الحزب باللجوء أولا إلى خيار الاستفتاء على التعديلات الدستورية؛ موضحا أن: « إجراء انتخابات مبكرة في الأمد القريب غير مناسب للعدالة والتنمية في ظل الأجواء السياسية الضبابية الحالية في تركيا، خاصة أن بعض استطلاعات الرأي أشارت إلى تراجع شعبية حزب العدالة في الفترة الأخيرة ». وأضاف الغزالي أنه « حتى لو أُجريت الانتخابات المبكرة وفاز بها حزب العدالة فإنها لن تفيد كثيرا؛ لأنه سيعود في أول صدام بينه وبين المحكمة إلى نقطة الصفر، أما إذا طرح التعديلات الدستورية للاستفتاء، بما فيها إعادة تشكيل هيئة المحكمة وحصل على موافقة شعبية عليها – وهو أمر متوقع – فإنه سيضمن بذلك نوعا من الاستقلالية والنزاهة في قرارات المحكمة المستقبلية ». ولا يعد خيار الانتخابات المبكرة جديدا في إستراتيجيات الحزب خلال معركته مع أنصار العلمانية الأتاتوركية في تركيا (المحكمة الدستورية العليا والجيش)، فقد لجأ إليه الحزب في يوليو الماضي عندما رفضت المحكمة تعديلا دستوريا اقترحه حزب العدالة بأن تجري انتخابات الرئاسة شعبيا وليس داخل البرلمان، وهو ما أثمر عن تحقيق الحزب فوزا كبيرا بحصوله على 46.7% من أصوات الناخبين، مما أهله لشغل 340 مقعدًا في البرلمان وتشكيل الحكومة بمفرده بقيادة رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أن تنظر المحكمة الدستورية العليا – التي لا يمكن استئناف قراراتها – خلال الأشهر المقبلة في دعوى مرفوعة تطالب بحظر الحزب بدعوى انتهاكه النظام العلماني للبلاد، وبمنع 71 من أعضائه من بينهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الله جول من الانتماء إلى أي حزب سياسي لمدة خمسة أعوام. وتتهم المؤسسة العلمانية في تركيا – التي تضم قادة عسكريين وقضاة – حزب العدالة بإخفاء أجندة إسلامية، وذلك انطلاقا من اعتبار نفسها حامية لمبدأ العلمانية القائم على فصل الدين عن الدولة، والذي وجد مع تأسيس الدولة الحديثة على يد كمال أتاتورك في عشرينيات القرن الماضي، لكن الحزب ذا الجذور الإسلامية يرفض هذه الاتهامات. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 7 جوان 2008)  

دور «عثماني» لتركيا بعد 555 عاماً على «فتح اسطنبول»
 
 
كامران قره داغي (*) قبل أسبوع شاهدت في اسطنبول احتفالات شعبية بمناسبة مرور 555 عاماً على سقوط المدينة (29 أيار/ مايو 1453) يوم كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية المعروفة باسم القسطنطينية، على يد السلطان محمد الثاني الذي لُقِّب منذ ذلك التاريخ بـ «الفاتح». الاحتفال بالمناسبة كان رسمياً أيضاً قاده محافظ اسطنبول بمشاركة رئيس بلديتها وكبار المسؤولين فيها والقادة العسكريين للمنطقة، وبدأت بوقوفهم خاشعين أمام ضريح «الفاتح» في الجامع المعروف باسمه وقراءة سورة الفاتحة على روحه. ولم يكن مستغرباً أن يشير معلقون وكتاب أعمدة أتراك الى رمزية الاحتفال بهذه المناسبة في ظل حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية مع تذكيرنا بأن «فتح اسطنبول» لم يكن مناسبة يُحتفل بها في العهد العثماني نفسه. الى ذلك لاحظوا ان الاحتفال بـ «الفتح» أخذ يكتسب شعبية، الى جانب مظاهر عثمانية أخرى، خلال السنوات العشر الماضية مع صعود التيار الإسلامي ممثلاً بحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ عام 2000. علماً أن الاحتفال بـ «فتح اسطنبول» بدأه في 1953 رئيس الوزراء آنذاك الراحل عدنان مندريس (1899 – 1961) الذي أطاحه الجيش بانقلاب عسكري في 27 أيار عام 1961 وأُعدم مع اثنين من أعوانه في 15 أيلول (سبتمبر) من العام نفسه بعد إدانته بتهمة العمل على تقويض العلمانية وإقامة دولة دينية. مندريس ورفيقاه دفنوا في جزيرة ياسي حيث حوكموا أمام محكمة خاصة. لكن الرئيس الراحل تورغوت أوزال نجح، يوم كان رئيساً للوزراء في الثمانينات، في الحصول على قرار من البرلمان التركي برد الاعتبار إليهم ونقل رفاتهم لدفنها في ضريح خاص في اسطنبول. أوزال كانت لديه طموحات في أن تلعب تركيا دورها في محيطها الإقليمي في إطار ما كان يصفه بـ «العثمانية الجديدة» (نيوأوتومانيزم) لكن الفكرة ماتت مع وفاته المفاجئة في عام 1993. المفارقة، وما أكثر المفارقات في تركيا هذه الأيام، أن الصحافة التركية عجّت قبل يومين من ذلك، في 27/5، بمقالات وتعليقات بمناسبة ذكرى انقلاب 1961 العسكري أعرب بعض كتابها عن إدانتهم له وخجلهم من العار الذي ألحقه ببلادهم. وقبل ذلك بثمانية أيام شهدت تركيا الاحتفال الرسمي والشعبي بـ «مهرجان الشباب والرياضة» (عطلة رسمية) الذي يُقام سنوياً في 19 أيار، وهو اليوم الذي بدأ فيه الجنرال مصطفى كمال (أتاتورك) عام 1919 حملته المشهورة التي أدت الى إنهاء الخلافة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية على أنقاضها في 1923. لكن لعل أكثر ما لفت في هذه المفارقات ذات المدلولات الرمزية أن المناسبات السالفة تزامنت هذا العام مع عودة قوية لتركيا الى الشرق الأوسط عبر وساطة ما زالت مستمرة لإحياء المسار السوري – الإسرائيلي ودور فاعل في ترتيب مؤتمر الدوحة للمصالحة اللبنانية. المفارقة الأخرى هي انه: فيما أشاد الإعلام الدولي بدور أنقرة فإن الإعلام التركي تجاهله تقريباً مواصلاً التركيز على الوضع الداخلي، وتحديداً قضية الدعوى القضائية لإغلاق الحزب الحاكم وفرض حظر سياسي على 72 من زعمائه وفي مقدمهم رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان وخطته المعلنة لحل المسألة الكردية في إطار المواجهة مع حزب العمال الكردستاني، وهو تجاهل أحبط قلة من المعلقين البارزين الذين استغربوا هذا الموقف تجاه ما اعتبروه إنجازاً مهماً للديبلوماسية التركية الهادئة لتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط. المعلق محمد علي بيراند كتب في عموده في صحيفة «ميليت» (ترجمتها في صحيفة «توركيش ديلي نيوز» الناطقة بالإنكليزية) تساءل: لماذا نحن غير منصفين تجاه أنفسنا؟ في إشارة الى الدور التركي على صعيدي المسار الإسرائيلي – السوري والمصالحة اللبنانية؟ وختم تعليقه بالإشادة بدور تركيا «الفاعل والمهيب»، منبهاً الى أن هذا النجاح ينعكس على بلاده «بغض النظر عن الزعيم الذي حققه» والى «أننا يجب ألاّ نسمح للصراع السياسي الداخلي بأن يغطي على نجاحاتنا الى هذا الحد». ولاحظ بيراند أن الفضل في هذا النجاح يعود تحديداً الى إردوغان وكبير مستشاريه أحمد داود أوغلو. الى ذلك قال الكاتب السياسي دوغو إرغيل (مقاله المترجم في صحيفة «تودايز زمان» الصادرة بالإنكليزية) أن تركيا «يجب ان تشعر بالفخر لقدرتها على أن تجمع معاً خصوماً قدماء، تحديداً إسرائيل وسورية، لإجراء محادثات سلام غير مباشرة بعد 8 سنوات من الجمود». المعلق جنكيز تشاندر المعروف باهتمامه وخبرته في قضايا الشرق الأوسط كاتب آخر بين القلة ممن تناولوا السياسة الخارجية لتركيا تجاه المنطقة في إطار توجهها «العثماني» الجديد. ونقل في عموده في صحيفة «ريفيرانس» (الترجمة الإنكليزية في «توركيش ديلي نيوز») عن أردوغان حديثه للصحافيين الأتراك المرافقين له في الطائرة خلال رحلة العودة من بيروت، حيث حضر جلسة البرلمان اللبناني، عن وساطة تركيا بين إسرائيل وسورية ودورها في لبنان واتصالاتها في إطار ما وصفه بـ «الديبلوماسية الصامتة». أردوغان شكى قائلاً: «قرأنا أكثر من 300 مادة عن الموضوع في الإعلام العالمي(…) لكن الموضوع لم يحظ تقريباً بأي تغطية في الصحافة التركية، ولم تظهر أي حساسية تجاه الأمر برمته»، مضيفاً ان «السياسة الخارجية تعكس شهرة البلد. تركيا تضع أجندة عالمية وتجاهل ذلك ليس صحيحاً». هذه هي «مفارقة تركيا»، بحسب تعبير تشاندر الذي تابع في سياق حديث أردوغان في الطائرة أن المؤسسات القضائية تصدر «مذكراتٍ تحذيرية واحدة تلو الأخرى» مشيرة الى صورة مغايرة تماماً لـ «المناطقية» و «الانطوائية» على رغم ان تركيا تلعب الآن دوراً فاعلاً في الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي تعتبر «مصدراً للمتاعب». ورداً على سؤال من تشاندر أجاب أردوغان: «نحن لسنا بلداً يطوقه ستار حديد. لم يعد وجود لستار حديد في العالم، لكن في بلدنا هناك من يجهد لإقامة ستار كهذا. علينا أن ننفتح اقتصادياً وسياسياً على العالم». في اسطنبول التقيت داود أوغلو الذي حدثني عن الدور الجديد لتركيا. وأوضح انه خلال أشهر زار دمشق تسع مرات مفوّضاً من قبل إردوغان للتوسط بين سورية وإسرائيل (أردوغان كلف مسؤولاً آخر للاتصال بإسرائيل). سألته لماذا يعتقد أن تركيا قادرة على أن تلعب مثل هذا الدور الجديد في المنطقة؟ فأجاب: «نستطيع لأننا الآن في وضع فريد في المنطقة والعالم. لدينا علاقات جيدة مع أميركا وإيران، مع سورية ولبنان و «حزب الله»، مع «حماس» و «فتح» ومع كل جيران تركيا». وهنا يطرح نفسه السؤال الآتي: هل المنطقة جاهزة لقبول دور «عثماني» لتركيا؟ هذا ما سيكشفه المستقبل القريب. (*) كاتب صحفي (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 جوان 2008)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.