الأحد، 7 يناير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
 ème année, N° 2421 du 07.01.2007

 archives : www.tunisnews.net


ملاحظات لا بد منها حول « بيان من شباب التوحيد والجهاد بتونس »

كيف تعاملت المواقع الإعلامية التونسية المستقلة مع البيان؟

د.خالد شوكات: بيان مشكوك في أمره

الحبيب أبو وليد المكني: الفتنة الدموية تتربص بالوطن التونسي

رشيد خشانة: أحداث سليمان تطرح أسئلة كبيرة على ضمير الحاكمين

برهان بسيّس: الممكن والمؤجّل في أسرار ما حدث

كمال الطرابلسي: فرصة لمراجعة بعض الجوانب وتحصين الجبهة الداخلية

علي الزايدي: أطـرش في الزفـة

صلاح حسن: تونس نافذة على الحداثة ينبغي أن تبقى مشرعة

الشروق:تفاصيـل جديـدة عن المجموعـة المسلحة: «موريتاني» ضمن العصابة… وبنادق ومسدسات آلية!

بوشيحة يتحدث لـ «الشروق» عن لقائه برئيس الدولة: دعوة رئاسية واضحة لاضطلاع الأحزاب بدورها في تأطير الشباب وحمايته من كل أشكال الارهاب والعنف والانحراف

رشيد خشانة: قائد المجموعة السلفية ومساعده تونسيان قتلا في المواجهات

الجزيرة.نت: دعوات لكشف الحقيقة في تونس بعد المواجهات المسلحة

يو بي أي: إشارات خجولة في تونس اٍلى تنظيم إرهابي وراء الاٍشتباكات الأخيرة

محمد الأشهب: عدوى التطرف في شمال افريقيا

إيلاف: محكمة الاستثمار تفصل في أول نزاع تجاري بين السعودية وتونس

علياء: حول الحجاب

سليم بوخذير: الشّابع من نوفمبر. . عاش عهد العباقرة !

أبو عمر: إلى الدكتور خالد شوكات: لماذا هذا التجني؟

محمد العروسي الهاني: مناطق الظل مازالت تحتاج إلى التعهد والصيانة والمتابعة

فتحي حاج بلقاسم: من أعدم صدام؟

نبيل الرباعي: الشيطان الأكبر  وأقزامها العملاء في الوطن  العربي الإسلامي

طالب إسلامي: الحدث: الجريمة والإهانة لن تُنسى…


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


ملاحظات لا بد منها

 

تلقينا في وقت متأخر من ليل السبت 6 جانفي 2007 عبر البريد الالكتروني نص بيان من جهة تطلق على نفسها اسم « شباب التوحيد والجهاد بتونس ». وبطبيعة الحال تابعنا النقاش والتعليقات التي أثارها هذا النص الغريب والمثير للجدل على بعض المواقع الإعلامية التونسية في المهجر (« نـواة » و « الوسط التونسية ») ولجأنا إلى محركات البحث على الإنترنت وأعملنا الفكر في الموضوع وتوصلنا إلى النتائج الأولية التالية:

 

1-      تبين لنا أن هذا « البيان » قد نشر في وقت سابق على منتدى الأخبار في شبكة أنا المسلم (السعودية) على الرابط التالي:

http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=197589

 

2-    إن التعتيم الشامل الذي فرضته السلطات الرسمية على التعاطي مع هذا الموضوع الخطير يدفع كل المتابعين للشأن التونسي إلى عدم إغفال أي معلومة تتعلق به لتنوير الرأي العام التونسي الذي يريد أن يفهم ما يدور في بلاده بعد أن فقد الثقة بوسائل الإعلام الرسمية تماما.

3-    في اللحظة الحاضرة وبناء على ما نفهمه ونعلمه من معطيات تساورنا شكوك جدية في صحة هذا البيان أو في إمكانية صدوره عن فصيل سلفي  أو جهادي داخل تونس بل ونخشى من محاولة خبيثة جدا لصرف الأنظار عن حقيقة ما حصل خصوصا وقد بلغتنا اليوم أخبار من مواطنين تونسيين قضوا عطلة العيد في البلد وعادوا إلى أوروبا أن جزءا من الشارع التونسي يتداول معلومات وإشاعات عن وجود « صراع بين أطراف داخل السلطة » أدت إلى نشوب هذه « المواجهة المسلحة ».

4-    في ظل التعتيم الحالي ونظرا لبعدنا الجغرافي والواقعي الميداني عن أرض الوطن نقدر أن المسألة تحتاج إلى الكثير من الروية والتمهل قبل الجزم بأي شيء لكن هذا لا يمنعنا بطبيعة الحال من رفضنا المبدئي و الصارم لأي دعوات للقتل أو لسفك دماء التونسيين أيا كان مصدرها وأيا كانت مبرراتها. كما ندعو الجميع سلطة ومعارضة ومواطنين في الداخل والخارج إلى بذل أقصى الجهد للإلتقاء على أرضية وطنية صلبة تنزع فتائل الإنفجار والمواجهة والإقتتال – لا سمح الله – في وطننا.

5-    هناك احتمالان: أن يكون البيان كاذبا وصادرا عن جهة تريد الدس والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد. وهذا أمر قد تكشفه الأيام والتحقيقات – إن أعلن عنها – يوما ما. أو أن يكون بيانا صدر فعلا عن الجهة التي تقف وراء مواجهات الأيام الأخيرة في حمام الشط وحمام الأنف وسليمان. وهو أمر يعني – ونسأل الله أن نكون مخطئين – أن تونس تقف على شفا كارثة قد لا تبقي ولا تذر لا سمح الله.

6-   نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وأهلنا وأن يجنب التونسيين والتونسيات شر الفتن ونجدد الدعوة لمن بيدهم مقاليد الأمر في البلاد أن لا يفوتوا هذه « الضارة النافعة » لتعزيز الوفاق الوطني وفتح مجالات الحوار والتشاور بين كل التونسيين من أجل تجنيب وطننا تونس كل المخاطر والإنزلاقات والفتن.

 

هيئة تحرير « تونس نيوز »

7 جانفي 2007

 


بعض الصور لأماكن الإشتباكات الأخيرة كما نشرتها الصحف التونسية

 

 


هذا شريط فيديو نشر يوم 6 جانفي 2007 على موقع Dailymotion.com  من طرف SeifJr يحتمل أن يكون التقط بواسطة هاتف محمول من طرف شخص كان متواجدا قرب المنزل الذي تحصن به المسلحون في سليمان:

 

http://www.dailymotion.com/SeifJr/video/xxjaj_fusillade-en-tunisie-gunbattle


كيف تعاملت المواقع الإعلامية التونسية المستقلة مع البيان؟

 

موقع نـواة www.nawaat.org نشر البيان المذكور مساء السبت 6 جانفي 2007 ,Hvtri بالتعليق التالي:

 

 

Première revendication et séquence vidéo des accrochages en Tunisie

.

 

Par nawaat.org

mis en ligne le السبت 6 كانون الثاني (يناير) 2007

Les seules images vidéo existantes à ce jour des derniers accrochages armés en Tunisie pourraient être au sein de cette vidéo publiée sur Dailymotion par SeifJr le 06 janvier 2007 à 11h27.

 

Nous avons reçu à Nawaat cet email (voir plus bas) de la part de « la Jeunesse pour l’Unicité et le Djihad en Tunisie » revendiquant les derniers accrochages armés avec les forces de l’ordre Tunisiennes. Ces accrochages ont fait de nombreuses victimes tant au sein des forces de l’ordre tunisiennes que parmi les membres de ce groupe qualifié, par les autorités tunisiennes, de « dangereux criminels« .

Les auteurs de cet email annoncent leur entrée dans une « guerre sainte contre le tyran » -« الجهاد والقتال ضدّ الطاغوت « – afin de mettre un terme aux agressions contre « les musulmans en général et les musulmanes voilées en particulier« . Ils précisent également qu’ils n’ont nullement l’intention de viser des civils innocents.

A l’heure où nous publions l’intégralité du contenu de cet email ci-bas, nous ne disposons d’aucun élément permettant d’authentifier la source de cette revendication. Tout au plus, savons-nous qu’il existe un groupe portant la même dénomination, surtout actif en Irak. Par ailleurs, le contenu du email reçu ne fait aucune référence à ce groupe Djihadiste Irakien. Les auteurs du email insistent plutôt sur leur appartenance tunisienne.

Face au silence et aux déclarations contradictoires des obscures « sources non officielles » auxquelles les Tunisiens sont accoutumés et étant dans l’incapacité d’authentifier le email reçu, la rédaction de Nawaat demeure encore, comme beaucoup de tunisiens, dans le flou total. Aussi, tout comme à l’égard des sources obscures des officines du pouvoir, il convient d’aborder cette information avec toute la prudence nécessaire. Le manque d’information sur ce qui se passe en Tunisie est, tout au moins du côté du régime tunisien, littéralement scandaleux eu égard à la gravité des affrontements. Le public tunisien n’a eu à disposer que d’une image triviale publiée par un journal pro-gouvernemental non moins trivial.

 

Toujours est-il… qu’il est intéressant de noter une certaine similitude au niveau de la localisation géographique entre la photo de la maison mise en ligne sur le site du journal progouvernemental Essabah et celle sur la séquence vidéo en haut de cet article.

Enfin, si cette revendication s’avérait authentique, il nous a paru inconcevable qu’elle ne puisse pas être partagée avec le public tant le mutisme du ministère de l’Intérieur devenait gravissime.

 

لقد وصلنا هذا البيان على التوّ على العنوان الألكتروني للموقع. حرصا منا على تقديم المعلومة للقراّء ننشر هذا البيان. فالرجاء توخي الحذر الشديد وعدم التسرع في التعامل مع بيانات مجهولة المصدر خاصة في أجواء غياب المعطيات و التعتيم الإعلامي الذي يحيط بالأحداث التي تشهدها تونس حاليا.

عن نواة

 

أما صحيفة « الوسط التونسية » الالكترونية www.tunisalwasat.com ، فقد نشرت في وقت مبكر من يوم 7 جانفي 2007 النص التالي:

بيان خطير يعلن تبنيه للأعمال المسلحة بتونس

عاجل-الوسط التونسية:

في بيان تلقته صحيفة الوسط التونسية ورأينا أنه من باب الأمانة الاعلامية-برغم ماورد فيه من طروحات خطيرة وغير مسبوقة – ,ارتأينا تلخيص محتواه الى القراء التونسيين والعرب حتى وان اختلفنا ورفضنا جذريا وكليا مبررات أصحابه في حمل السلاح ضد الدولة ومؤسساتها الأمنية في قضايا كثيرا ماأثارت الجدل السياسي والحقوقي في تونس واعتبرناها مما لايمكن حله بالاحتكام الى نار السلاح وألححنا في أكثر من مناسبة على ضرورة الالتزام بالخط السلمي والمدني في معارضة السلطة بشأنها كما حصل بذلك الاجماع وطنيا داخل كل الصف السياسي التونسي,أعلنت جماعة جديدة في تونس لم يعرف عنها أي شيء من ذي قبل وذكرت بأنها تحمل اسم  » شباب التوحيد والجهاد بتونس  » تبنيها للعمليات المسلحة التي وقعت على مدار الأسبوعين الأخيرين بالبلاد التونسية ,هذا وقد ورد في بيان الجماعة الذي تلقينا نسخة منه عبر البريد الأليكتروني مساء يوم السادس من جانفي 2007 ,بأنها عمدت الى هذا النهج في ظل الاعتداء على الفتيات المحجبات في تونس وكذلك لابسات « السفساري التونسي » و »الفولارة التونسية » وكذلك في ظل  » مايعانيه الشباب المسلم …  »

ومما يلفت النظر كثيرا في هذا البيان استعمال لفظ « الطاغوت » وكلمات على غاية من الخطورة تضمنت تعبيرات « الذبح والقتل » لكل من سيقف الى جانبه -أي الطاغوت-,وذلك في سياق قد يتناقض مع جزء اخر ورد في نص البيان والذي حمل تطمينات الى عامة الشعب والمواطنين بأنهم ليسوا اطلاقا مستهدفين بهذه الأعمال المسلحة ,كما نأى بنفسه عن أي استهداف للمدنيين معتبرا أن شريعة الاسلام على حد ماجاء فيه لفظا « تحرم ذلك« .

كما أكد نص البيان الخطير على رد رواية السلطات التونسية حول هوية الواقفين وراء الاشتباكات مع قوى الأمن وقوى الجيش الوطني,رافضا وصفهم بالمجرمين ومعتبرا اياهم « من خيرة شباب البلاد أخلاقا وثقافة وسلوكا ومنهجا… », كما عرض في نصه بطريقة غير مباشرة ايقاف هذه العمليات مع انتفاء مبرراتها المشار اليها انفا.

وفي وقت لاحق من نفس اليوم، نشرت نفس الصحيفة نص البيان مسبوقا بالتعليق التالي:

 

هل ننشر البيان أم نحجبه عن الرأي العام ؟

مرسل الكسيبي–الوسط التونسية :

 

لاأخفي عليكم حجم شعورنا بالتمزق بين رأيين شقا صحيفة الوسط التونسية بعد أن تلقينا يوم امس نص البيان الذي حمل توقيع « شباب التوحيد والجهاد بتونس » , والذي تبنى رسميا المسؤولية عن الاشتباكات المسلحة الحاصلة بتونس ,وأمام طلب تقدم به زميل اعلامي بالجزيرة القطرية للوسط من أجل امدادها بالبيان المذكور من أجل اعتماده كمادة خبرية- دون الاشارة الى مصدر تقريره الأصلي كما وردنا في رسالة لاحقة – ,وأمام ماتبادر الى علمنا من نشر نسخة منه  منذ قليل على موقع اعلامي اخر مستقل ,وأمام الحاح البعض على اطلاع الرأي العام على مضمونه الخطير والذي شكل في تقديرنا انعطافة تاريخية خطيرة في الحياة السياسية المعاصرة وبعد التبرئ مما ورد فيه من تهديد ووعيد ب »القتل والذبح » وغير ذلك من سياقات لاتليق بمعارضين سياسيين أجمعوا على نبذ العنف وسيلة ومنهاجا في التصدي لمظالم السلطة أو أخطائها  في حق المعارضة أو النخبة أو الشعب ,فاننا نقوم بعد قليل وبناء على أن جهات أخرى قامت لاحقا بعد أن أشرنا ليلة البارحة الى مضمون البيان المفزع في تقرير اخباري سابق,نقوم بتعميم مادته اعلاميا بعد تسريبه الى احدى الفضائيات العربية كما بلغنا عبر البريد الاليكتروني ,كما نقوم بنشره مضطرين على الوسط التونسية محذرين مرة أخرى من خطورة ماحمله من تهديدات سوف يكون لها انعكاساتها المستقبلية على أمن واستقرار تونس ومجتمعها المسالم ,وهو مايعني في هذا المقام رغبة من الوسط في رفع تعتيم رسمي على أحداث أمنية خطيرة لم تشهدها تونس منذ عقدين ونصف مع طي صفحة أحداث قفصة الخطيرة على عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي.

 

نعتذر مرة أخرى عن كل انحراف سياسي أو فكري أو ديني وارد في نص البيان المذكور وندعو النخبة في تونس كما كل المعارضين والغيورين على بلد الخضراء الى النفير المدني والسياسي السلمي من أجل ايقاف هذا النزيف الذي بات يتهدد جميع التونسيين والتونسيات ولعلها تكون فرصة كبيرة أمام السلطة في تونس من أجل مراجعة الخيارات السياسية الكبرى للبلاد وتجنيبنا ويلات ونيران واشتباكات أعتقد جازما ويقينا أن تونس لاتحتملها ,وأن شعبا مسالما وبلدا امنا مطمئنا سوف لن يرحب بها.

رب اجعل هذا البلد امنا مطمئنا وارفع عنه بلاء العمل المسلح الذي اذا دخل قرية أفسدها وجعل مطمئني أهلها في حالة رعب وتيه وبأساء وضراء.

  

حرر بتاريخ 7 جانفي 2007- س 15 و 30 دق .ت.و.اوربا

 

نص بيان يتبنى المسؤولية عن أعمال الاشتباكات المسلحة بتونس

 

ملاحظة

: تقوم الوسط التونسية بنشر مادة البيان الذي تلقته ليلة البارحة من جهة مجهولة وذلك بناء على معلومات أكيدة أفادت بنشره على موقع تونسي قريب من المعارضة التونسية كما استعداد قناة تلفزية عربية مشهورة لبث مادته فضائيا على المشاهدين العرب,حيث بدى لدينا بعد تسريبه الى أكثر من مصدر اعلامي أنه لم يعد هناك داع للتعتيم على مادته أو التكتم على مضمونه الذي وصفناه في اكثر من مرة بالخطير,والذي نحذر من الانسياق أو التسليم بما دعى له من أفكار أو ربما الوثوق التام بالجهة التي تقف وراءه ,حيث أن مجريات الأحداث الأخيرة في تونس أحيطت بكثير من الغموض والالتباس ولا تستطيع أي جهة غير الجهات الأمنية المسؤولة معرفة كثير من التفاصيل والمعلومات الدقيقة عنها.

 

وفيما يلي نقدم للقارئ وفي دعوة للحذر التام مما جاء فيه النص الكامل للبيان:

*************************************************************


بيان مشكوك في أمره

د.خالد شوكات*

 

أقدر تردد الصديق الأستاذ مرسل الكسيبي في نشر بيان الجماعة التي تبنت المواجهة المسلحة مع قوات الأمن والجيش في تونس خلال الفترة الماضية، فالأمر حسب ما يمكن أن يوحي به جلل وخطير، و يحمل في طياته -إن صح- تقليد فاسد لم تعتد عليه الحياة التونسية، حماها الله وأبعد عنها شرور أصحاب الفتن وعطشى الدم.

 

غير أنني أميل إلى أن هذا البيان مزعوم وكاذب، وأنه لا علاقة له بالطرف الذي جرت معه المواجهة، والأقرب أنه محاولة توظيف مفضوحة لتحقيق الجهة التي تقف وراءه لجملة من الأهداف السياسية، مستغلة ظرف البلاد الحساس والحاسم، الذي يقتضي إعلاء للمصلحة الوطنية، والابتعاد عن كل شماتة أو مزايدة، فما عاشته تونس حصل خلال السنوات الأخيرة في أكثر البلدان رسوخا في الديمقراطية وأمنا واستقرارا.

 

و قد بنيت موقفي المشكك هذا على الملاحظات التالية:

1- بالعودة إلى بنية نص البيان وأسلوبه، وبمقارنته مع بيانات تنظيم القاعدة والتنظيمات المرتبطة بها، وعاداتها الدعائية والإعلانية، يلاحظ القارئ اختلافا كبيرا، يشجع على استبعاد أن يكون التنظيم الموقع تابعا للقاعدة، أو هو موجود من الأصل.

2- يأتي إرسال البيان للنشر أياما بعد وقوع الاشتباكات مثيرا للريبة، وليس من عادات القاعدة أو تنظيماتها، التي غالبا ما لا تبطئ في مثل هذه الأمور.

3- لا يمكن للمرء إلا أن يستغرب أن تخص « الوسط التونسية »، أو على الأقل أن تختار كجهة أولى لنشر البيان، وليس قناة الجزيرة على سبيل المثال، التي تخصصت في نشر بيانات القاعدة والتنظيمات التابعة لها طيلة الأعوام السابقة. و التقدير هنا، أن المرسلين يدركون مثلا أن إرسال البيان إلى مواقع تونسية أخرى قريبة من الحركة الإسلامية، لربما شكل إحراجا ومزيدا من توريط هذه الحركة بتهم لطالما عملت على نفيها عن نفسها.

4- على الرغم من ورود بعض العبارات التي تشير إلى « الذبح » و »القتل » …إلخ، وخصوصا « الضحوك القتّال (تصوروا تمجيد الرسول الكريم (ص) بأنه قتال)، إلا أن لغة البيان بدت أقرب إلى ما هو متداول لدى جماعات إسلامية أقل تشددا، لا مانع لديها في قبول « الفولارة التونسية » و »السفساري » زيا شرعيا، على غرار الحجاب تماما.

5- إن التذرع بتعرض السلطات التونسية للحجاب، لتبرير اللجوء إلى العنف المسلح، مستغرب أيضا، فالذريعة لا تبدو واردة في خطاب جماعات السلفية الجهادية، التي عادة ما تركز على أولويات أخرى، ثم إن مرسوم حظر ما يسمى ب »الزي الطائفي » معمول به منذ سنة 1981، وبالتالي فقد مر على الأمر ما يزيد عن ربع قرن، فلماذا قرر شباب التوحيد والجهاد بتونس اليوم فقط التحرك لنصرة المحجبات.

6- ثم لا بد من لفت الانتباه إلى خصوصية لغوية حركية إسلامية تونسية تفضل استعمال حرف الجر « ب » في نسبة الجماعة إلى بلدها، وليس « في » كما هو التقليد في خطابات القاعدة وتنظيماتها، وهو ما يرجح أن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة توظيف وابتزاز لا أكثر.

7 – وفي الختام، فإن محاولة كتبة البيان طمأنة « عوام تونس » إنما يزيد من دواعي الشك والريبة، إذ لم يعتد السلفيون الجهاديون على هذا الدأب من قبل، في سائر غاراتهم وغزواتهم في الجزائر والعراق وأفغانستان وكل مكان، حيث كان هؤلاء العوام هم وقودها وضحاياها في المقام الأول، وليس الطاغوت وأعوانه كما يزعم البيان.

والله أعلم.

 


الفتنة الدموية تتربص بالوطن التونسي

الحبيب أبو وليد المكني

Benalim17@yahoo.fr

 

 

لم تكن إذن ، طلقات الرصاص التي سمعت ليلة الثالث و العشرين من ديسمبر2006م مجرد احتكاك غير عادي بين دورية من قوات الأمن وعصابة مخدرات نجحت في إدخال كمية من السلاح لحماية عناصرها كما هو متعارف عليه في أفلام المافيا على حد تعبير البيان الإعلامي الذي صدر عن ناطق أمني مسؤول ولكنه فاتحة العمليات القتالية التي تقرر القيام بها في إطار » أجندا قاعدة الجهاد في شمال إفريقيا  » بعد أن أكد أكثر من مصدر داخلي و خارجي أن الأمر هو كذلك و أن أعداد القتلى تجاوز أربعة عشر قتيلا إذا صدقنا المصادر الرسمية التونسية وهي غير جديرة بالتصديق أو اعتبرنا الرقم 25 أو 29 بعد الجمع بين ضحايا العمليتين كما تذكر بعض المصادر!

 

و لا شك أن هذه الأحداث تكتسي خطورة بالغة، وقد أكدت على ذلك جملة من المقالات على مختلف المنابر الإعلامية ، و لا أريد أن أثقل على القارئ الكريم بالعودة إلى تفاصيلها ولكن سأحاول تلخيص وجهة نظر، لعلها تضيف شيئا لما قيل و تنجح في استشراف المستقبل على المدى المنظور .

 

1 ــ التعارض الواضح بين وجهتي نظر المعارضة و السلطة

 

ليس غريبا أن تتعارض وجهة نظر المعارضة مع التقييم المنتظر للسلطة لهذه الأحداث الذي بدأ دهاقنة الإعلام الرسمي في الكشف عنه على استحياء حتى لا يصنعوا حدثا لم يصنعه صانع التغيير… فكل منهما ينطلق من رؤية تتعارض مع الأخرى .

 

وإن كانت معظم أطياف المعارضة ترجو أن تكون هذه الأحداث بمثابة ناقوس الخطر الذي سيجعل صاحب القرار ينتبه إلى خطورة الموقف فيعدل من موقفه و يتجه نحو العمل على التخفيف من حالة الاحتقان التي تعرفها البلاد و يستجيب لدعوات الحوار، و الإقدام على وضع خطة لإصلاح سياسي جوهري يقطع بها مع الأساليب القديمة التي أوصلتنا إلى هذه الأحداث ، وخير من دافع عن هذا التحليل الدكتور عبد المجيد النجار (1)… فإن وجهة النظر المنسجمة مع الجماعة النافذة في سلطة بن علي قد أسرعت إلى إعلان فشل القاعدة في تونس وأن طبيعة البلاد ومكاسبها الحداثية « العظيمة » لن توفر المناخ الملائم لنمو عصابات الإرهاب، و أن قوات الأمن تملك من القدرات الفائقة التي ستمكنها من القضاء على الفتنة في مهدها » رغم تربص المتربصين وشماتة الشامتين » وخير من يمثل هذا الرأي الدكتور أبو خولة (2) دون أن يفسر لنا كيف ستنجح تونس بمكاسبها الحداثية فيما فشلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، إلا أن يكون هؤلاء ، أقل حداثة من تونس وأن تكون مكاسبهم أقل من مكاسبها !!… و دون أن بشرح لنا من أين جاءته فكرة خلو التربة التونسية من مناخ الفتنة والمعارضة المسلحة وكان لسنوات عدة و لا زال، بجهد نفسه لإلصاق تهمة الإرهاب بحركة النهضة التونسية مثله في ذلك مثل السلطة التي يدافع عنها و التي حملت ملف الإرهاب لتضعه في كل مناسبة على جدول أعمال المؤتمرات الدولية التي تشترك فيها و منها قمة الأرض التي انعقدت في البرازيل سنة 1992م والتي سعت جاهدة أمام المحاكم الأوروبية والكندية إلى إلصاق هذه التهمة ببعض مواطنيها حتى تحرمهم من حق اللجوء السياسي في تلك البلدان… و هو لم يشر إلى التقارير التي تتحدث عن كون 5% من الأجانب الذين يشاركون في نشاط المقاومة العراقية هم من التونسيين و أن دور هؤلاء صار واضحا من خلال أعداد شهدائهم و نوعية العمليات التي شاركوا فيها في العراق وخارجه ، أم أنه يريد أن يغطي عين الشمس بالغربال!!… حتى يحافظ على موقعه أو موقع أصدقائه ضمن بطانة السوء التي تزين للسلطة خطابها و خيارتها ثم لا تلبث أن تنقلب عليها عند أول بادرة خطر جاد.

 

2 ــ محاولة في استشراف الآفاق

 

وجهة النظر الأولى تمثل حديث العقل و المنطق ولكن لا نظنها ستجد من ينصت لها إلا بعد فوات الأوان، أما وجهة النظر الثانية فهي التي تهمني في هذا المقال لأني مع الأسف الشديد أحسب أنها التي تتوافق مع هوى الاستبداد و قوى الفساد في بلدي، والدليل على هذا أنهم قد اعتمدوا خيار الانخراط في ما يسمونه بالحرب الدولية ضد الإرهاب إلى جانب إدارة جورج بوش ، وهو ما يفسر الحملات الاستباقية التي يقومون بها ضد الشباب التونسي المتدين وما يرافقها من أعمال انتهاك و اضطهاد للذات الإنسانية ، خبرناها سابقا و لا زلنا نعاين آثارها من محاصرة و نفي وتجويع و تنكيل و يقال أن هذه الحملات قد طالت عددا يفوق ألفا وخمسمائة من الفتيان …

 

ومثلما شنوا حربا ضروسا على الحجاب حتى يقضوا على هذه الظاهرة إلى الأبد ويعود لتونس الوجه الحداثي الذي ستستمر الاستفادة منه عالميا من أجل الحصول على المزيد من العطايا و القروض فإنهم كذلك سيجمعون على أن الأجهزة الأمنية التي « حسن إعدادها و تسليحها و تثقيفها و اختبر ولاؤها » هي الضامن الوحيد لمصالحهم وهي القادرة وحدها على استئصال الخطر الجديد مثلما نجحت في تحييد الخطر القديم …

 

وفي النهاية حتى لا تكون واهمين وجب التذكير بأن إدارة مثل هذه القوات هو الاختصاص الذي يتميز به هرم السلطة في تونس ولا أظنه سيتخلى عنه في يوم من الأيام إلا أن يقدر الله أمرا كان مفعولا…

 

و بعد أن حصل المحذور الذي نبه له العديد من حملة الأقلام القريبة من حركة النهضة وبقية حركات المعارضة الأخرى وبدأت الاشتباكات بين قوات الأمن التونسية والمسلحين الذين نعتقد للأسف الشديد أن عددهم لابد أن يزيد مع تزايد الذين سيكتشفون أن جبهة القتال ليست في العراق كما كانوا يظنون ولكنها بجوارهم وحيث يعذب مئات من رفاقهم، وبعد أن قتل من قتل من رفاقهم وبعد ما توفرت شبكة الاتصال التي تربطهم بقاعدة الجهاد في شمال إفريقيا (4) وبعد أن صارت البلاد نموذجا سيئا في التعامل مع الظاهرة الدينية من خلال حملتها على المحجبات منذ مستهل شهر رمضان المنقضي وما راج على صفحات شبكة الانترنيت وبعض الفضائيات من أعمال تدنيس للمصحف الشريف لم تواجهها السلطات التونسية بما تستحقها من الحزم …

 

فإن المؤشرات تدل على أن الأوضاع مرشحة للتعفن في الداخل إلا أن تقتضي حكمته سبحانه و تعالى اللطف ببلدنا و أهلنا…

 

و المؤسف أن المصالح التونسية في الخارج ينتظر أن تكون هدفا لعمليات الانتقام و سينعكس ذلك حتما على اقتصاد البلاد من خلال إضعاف قطاع السياحة لأن المسالة لا تنحصر كما بين الباحث الطاهر لسود في مجموعة مقاتلة تعمل على مستوى القطر التونسي ولكن الأمر يتعلق بشبكة القاعدة الدولية التي أقدمت السلطات التونسية أو بالأحرى الجماعات المتنفذة فيها على استعدائها من خلال جملة من السياسات الخرقاء لم تتردد بعض الأقلام المنتسبة لها من التحذير منها (5).

 

و المؤسف أيضا ،هو أن إي إجراءات تنفسية قد تتخذها السلطة لتخفيف الاحتقان وعزل أنصار هذا التيار ــ ولا أعتقد أن هذا وارد ، بحكم طبيعة الجماعة الحاكمة في البلادــ لن تفيد كثيرا إلا إذا كانت تتجه مباشرة لهذه الجماعات من الشبان الذين تحتجزهم وتمارس التعذيب عليهم ، فتحاول أن تعيد تأهيلهم بحسن المعاملة و الحوار الجدي كما تقول بعض التقارير أن السلطات الليبية تفعله مع الجماعة الإسلامية المقاتلة منذ أشهر(6) ،

 

و المطلوب أن يكون ذلك مصحوبا بمراجعة الدولة التونسية لسياستها تجاه الظاهرة الدينية باعتبارها السبب الرئيسي الذي أقنع هؤلاء باستهداف بلادهم بعد أن كانت أنظارهم متجهة إلى العراق وعيرها من المناطق الساخنة..

 

هذه كلمات صادقة وصريحة أردت أن أتوجه بها لأبناء بلدي في المعارضة وبعض مكونات السلطة التي يهمها حقيقة المحافظة على أمن و استقرار الوطن، أردت أن تكون بعيدة عن كل حسابات سياسية ضيقة لأن الأمر صار على درجة كبيرة من الخطورة… ولأن تضحيات أبناء حركة النهضة طوال العقدين الماضيين حتى لا يستدرجوا للعنف وحتى لا يكونوا سببا في إشعال الفتنة في بلادهم وتضحيات شركائهم في المعارضة الوطنية صارت مهددة بالضياع لا قدر الله .

 

هوامش

 

1. ــ المقال نشرته تونس نيوز يوم 6.1.07 و الحوار نت

2. ــ المقال نشر على الوسط التونسية و موقع إيلاف

3. ــ أنظر ما نشر على تونس نيوز و الحوار نت والوسط من تقارير نشرت على الصحف الجزائرية وتتناول علاقة التونسيين برفاقهم المغاربيين كما يجدر في هذا الصدد مطالعة مقال الباحث التونسي الطاهرلسود المقيم في الولايات المتحدة

4. ــ اقصد هنا مقالات السيد برهان بسيس التي نشرت بالمناسبة في جريدة الصباح التونسية

5. ــ كشف الإعلامي مرسل الكسيبي عن رسالة وصلته وقام بتلخيص بعض محتواها على موقع الوسط تحمل إمضاء  » شباب التوحيد و الجهاد بتونس » تتضمن تبني الأحداث الدامية التي عرفتها البلاد التونسية وتتوعد بالمزيد منها


 متابعات لآخر تعاليق الصحف التونسية   

 

أحداث سليمان تطرح أسئلة كبيرة على ضمير الحاكمين

رشيد خشانة تكثر اللوحات المُشيرة إلى اتجاهات مُختلفة في مدخل بلدة سليمان الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب العاصمة، فالمدينة هي عُقدة شرايين الطرقات التي تنطلق من سفوح جبال بوقرنين نحو مدن الوطن القبلي وخاصة منزل بوزلفى وقليبية والهوارية. لا شيء يدل على أن هذه البيوت الناعسة بين البحر والجبل شهدت أعنف المعارك بين قوات الجيش والعناصر المسلحة الآتية من الجبال، فالسابقة الوحيدة في هذا المجال تعود إلى أكثر من ربع قرن عندما كانت مدينة قفصة مسرحا لمواجهات استمرت ثلاثة أيام في سنة 1980 بين قوات الجيش بقيادة رئيس الأركان آنذاك الجنرال عبد الحميد الشيخ ومعارضين للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة تلقوا تدريبا وتسليحا في ليبيا. هذه المرة لم يكن المسلحون قوميين ولم يوجد بينهم سجناء سابقون مثل عزالدين الشريف وأحمد المرغني اللذين قادا عملية قفصة وحُكم عليهما بالإعدام. كانت العناصر التي نزلت من الجبال المجاورة لسليمان سلفية متشددة هذه المرة، لكن لم يُعرف اسم التنظيم الذي تنتمي إليه في ظل التعتيم الإعلامي الذي أرخى ستائره على وقائع هذه القضية على رغم خطورتها البالغة. ووصف الموظف سمير ج. الذي تابع الأحداث من بيته تلك العناصر بكونها ملتحية مؤكدا أن الإشتباكات جرت على حلقتين الأولى في حي غرة جوان يوم الثلاثاء، أما في اليوم الموالي فانتقلت المعارك التي امتدت من الرابعة فجرا حتى العاشرة مساء إلى فيلا مهجورة متكونة من طابقين في حي مجاور تحصن فيها المسلحون الذين نجوا من الإشتباكات الأولى. وزارت « الموقف » الفيلا التي كانت تحمل آثار معارك طاحنة وهي تقع على الشارع العمومي وفيها جُرح قائد المجموعة الأسعد ساسي وتم أسره قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وأكدت مصادر في الحي أنه ينحدر من مدينة بئر الباي القريبة من سليمان، وتردد أنه رجل أمن سابق تطوع للقتال مع السلفيين في أفغانستان والجزائر. أما مساعده الذي قٌتل يوم الثلاثاء فوق سطح بيته فهو ربيع الباشا (22 عاما) الذي كان غادر المدينة لاستكمال دراسته الجامعية في ولاية قفصة وانخرط هناك في صفوف الجهاديين. وقالت السيدة عزيزة س. إن ربيع درس مع ابنتها التي تتابع الدراسة حاليا في فرنسا وهي لم تكن تتوقع أن « ولدا مُهذبا ينتمي إلى أسرة معروفة سينضم يوما إلى الإرهابيين » على حد تعبيرها. وفي معلومات الأهالي الذين تحدثوا ل »الموقف » أن عناصر الجماعة الذين قُدر عددهم ب32 عنصرا كانوا يتدربون في الجبال القريبة وخاصة في جبل الرصاص وعين طبرنق منذ نحو سنة ونصف السنة، ولم تكتشف سلطات الأمن وجودهم سوى من خلال العنصر الذي كان ينزل يوميا إلى حمام الأنف ليشتري الخبز بكميات كبيرة لفتت انتباه الخبَاز. وهكذا تابعت أجهزة الأمن البحث عن رأس الخيط حتى تعرفت على المعسكر الذي أقامته الجماعة في محيط جبل الرصاص، فحصل الإشتباك الأول مع قوات الحرس يوم 23 من الشهر الماضي والذي ذكر البيان الرسمي الأول أنه أسفر عن مقتل اثنين من المسلحين واعتقال اثنين آخرين. لكن على رغم تطويق المنطقة بعناصر من الحرس الوطني والشرطة والدفع بتعزيزات من الجيش في حافلات شركات النقل، وعلى رغم اللجوء للمروحيات لاستكشاف الأماكن القريبة، استطاع عناصر المجموعة النزول إلى سليمان وكانوا مُجهَزين بأسلحة متطورة من ضمنها رشاشات من نوع كلاشنكوف وقنابل يدوية وصواريخ أر بي جي، مما حمل الجيش على استخدام أسلحة ثقيلة للسيطرة على الوضع. وقال شاهد عيان إن ربيع الباشا قُتل بعد صعوده إلى سطح منزل الأسرة وإمطار القوات التي كانت تحاصره بالقنابل من سلاح آلي ، وهذا ما يطرح أسئلة كبيرة عن ظروف إدخال هذه الأسلحة إلى داخل البلاد من دون أن ينتبه من يُفترض أنهم ساهرون على معرفة الصغيرة والكبيرة؟ وكذلك أسئلة أخرى تتعلق بالأسباب التي دفعت هؤلاء التونسيين إلى اختيار النهج المسلح، في وقت أقفلت فيه فضاءات العمل الشرعي في البلاد أمام الشباب واستوى القانوني مع غير القانوني تقريبا في انعدام فرص التعبير في وسائل الإعلام، وبخاصة المسموعة والمرئية وفي إمكانات النشاط في الفضاءات العمومية، وصار المعارضون بمن فيهم الإسلاميون المعتدلون مُطاردين في كل مكان. أسئلة سنعود إليها في مقال مُقبل من وحي أحداث سليمان التي تشكل علامة بعيدة الدلالات في حياتنا الوطنية، وينبغي أن تكون وخزة ضمير لحكامنا علَهم يُفيقون من السبات. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 6 جانفي 2007)


 
حول حادثة المجموعة المسلحة:

الممكن والمؤجّل في أسرار ما حدث

بقلم: برهان بسيّس أمن الوطن ليس موضوعا للمزايدة السياسية خاصة حين يتعلق الأمر بوقائع متدثرة بلعلعة الرصاص وكوابيس العنف المنحرف في صيغته الإجرامية والارهابية. في مواجهة واقعة الاحتكاك المسلح بين اجهزتنا الأمنية وأفراد المجموعة المسلحة ـ التي شاءت الرعاية الالاهية ونجاعة التدخل الأمني اجتثاثها قبل أن تدخل الطور العملياتي الإجرامي ـ سطعت عديد التعاليق التي تعامل بعضها مع الحدث دون مراعاة لاستثنائيته في انشداد الى خلفية منشطرة بين المطلب العفوي التلقائي والشرعي لمعرفة حقيقة تفاصيل ما جرى والمنطق الآخر المتصيد لبعض المزايدين المستعدين دوما وأبدا لإدانة السلطة وتحميلها كل الشرور الواقعة والقادمة بدءا بشر الجرائم وصولا الى الكوارث الطبيعية وحوادث الطرقات ولم لا الهزائم الرياضية!! بعض الذين وجهوا اللّوم الى المصادر الرسمية بعنوان «التعتيم» و«شحّ المعلومات» لم يقدروا وهم في غمرة تطلعهم المبرّر لمعرفة كل التفاصيل ان قضية الحال ليست قصـــة أمنية بسيطـــــة لتلقى تفاصيلها على قارعة الفضاء الإعلامي العمومــــي في لحظة لازالت التحريات فيها جارية ولم تخفـــت فيها أصداء المطاردة المسلحة طيلة أسبوع سوى منذ 3 أيام فقـط. بقي أن الأصوات المطالبة بمزيد تسليط الضوء على ما وقع، فيها الصادق الغيور على سلامة الوطن وأمنه ولكن فيها من رابط وراء هذا المطلب الشرعي ليفسح لخياله المريض مساحة الابتزاز وتصفية الحساب الرخيص والتشكيك والطعن المترجم الى أماني خيالية لا توجد الا في رؤوس مريضة تتمنى الشر لبلدها فقط لتؤكد سلامة تحاليلها ومواقفها من السلطة والنظام وصلت مع بعض الأصوات الناشزة التي اختصّت في اصدار الدعوات العنتريّة الكوميدية الى حدود الدعوة لقيام حكومة مؤقتة لمواجهة الانفلات الحاصل في البلد!! تفاصيل هوية هذه المجموعة، تركيبتها ووجودها، طبيعة نشاطها وحجم تسليحها، أهدافها وأسلوب وصول السلاح إلى يدها، أشياء مهمة من حق كل تونسي ان يعرفها لكن ليس من حق أي كان ان يطالب الأجهزة المختصة وهي في غمرة المباشرة العملياتية الحاسمة في مواجهة هذه العصابة الإجرامية ان تمده بالتفاصيل ورجالها الأبطال المؤتمنون على أمن الوطن تلبية لنداء الواجب بيقظة عالية واستنفار أقصى ومباشرة ميدانية محفوفة بالخطر الأقصى مازالوا في طور المعالجة والتحقيق لمعرفة الأصول وتقصّي الفروع محاصرة لما وقع وتيقظا لما يمكن ان يقع. نجلس وراء أرائكنا الدافئة، وسط الحضن العائلي ايام العطل والأعياد ثم لا نخسر على الذين تقدموا بشجاعة الاحساس بالواجب لحماية امن الوطن وأبنائه سوى اتهامهم بالتعتيم وحجب المعلومة. من وضع في رأس هؤلاء ان حجم المعلومات التي وردت في البيانات الرسميّة شحيح يندرج ضمن أسلوب التعتيم لم ينبههم ان هذا الحجم مقصود وان التستر على هوية المجموعة في هذا الوقت بالذات ضروري ومهم لعملية التحقيق والأهم للاستقصاء الأمني اللاحق للامتدادات الممكنة لهذه العصابة الاجرامية لان الهويّة لو أعلنت في هذا التوقيت بكامل التفاصيل سواء كان ذلك تسرعا او تخمينا قد تشكل التنبيه الغير مباشر للمخفي من امتدادات هذه المجموعة وهو ما يشكل غباء امنيا لا يمكن ان تقع فيه اجهزتنا الامنية المباشرة للموضوع بكل اقتدار ونجاعة وتضحية. ستعرف التفاصيل لاحقا، وستوضع في أيدي كل التونسيين وهذا حقهم المشروع الذي لانقاش فيه أو اختلاف لكن لا بأس من ضبط النفس لدى المطالبين الصادقين بالحق في المعلومة ولا بأس من الصمت قليلا لدى محترفي الإسطوانة التشكيكية المشروخة المصادرين لحقيقة واقعنا التونسي المستقر لفائدة اوهامهم وامانيهم المرضية. ولا بأس من الهدوء وتقليص السرعة في حجم نشاط وكالة قالوا للإشاعات العامة التي نسجت من الروايات ما لا يحده خيال خصب وليكن وعينا وتعاملنا في حجم هذا التحدّي الاستثنائي الطارىء الذي لن يمس ثقتنا باستقرار الوطن وكفاءة المؤتمنين عليه. ليهنأ بعض المرضى: تونس ليست العراق ولن تكون، ليست ارض عنف وارهاب ولن تكون كذلك إن شاء الله. قصّتنا صغيرة وبسيطة، بساطة التونسيين واعتدالهم، طموحنا الى الاصلاح والتقدم والنّماء ومعالجة الثغرات والتحديات قائم وسيبقى وهاجا في بلدنا الذي لم ندع يوما انه جزيرة سعيدة خارج خريطة زمانه وعالمه. نواجه التحدي المستقر والطارىء بكل ثقة في النفس دون ان ننتظر درسا من احد عدا ان نستخلص الدرس من التجارب المخيفة المحيطة حولنا بمشهد الدم والعنف الممتد من شرق خريطة العرب الى غربها دون ان نفقد القناعة في لحظة صدق بعيدا عن كل ألوان المزايدة السياسية ان قدر هذا البلد ان يبقى ان شاء الله بإرادة كل أبنائه ووعيهم آمنا مستقرا بعيدا عن مرمى أهل الفتنة والكائدين. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 جانفي 2007)


فرصة لمراجعة بعض الجوانب وتحصين الجبهة الداخلية

بقلم: كمال الطرابلسي عشنا خلال الفترة الاخيرة على وقع خير حادثة المجموعة الاجرامية التي تفطنت لها قوات الامن وبدأت في مطاردتها منذ يوم 23 ديسمبر الماضي وبفضل مجهودات قوات الامن الداخلي وجيشنا الوطني البواسل تم تطويق هذه المجموعة والقضاء عليها فردا فردا في ظرف بضعة ايام قليلة لكنها طويلة لانها تزامنت مع عيد الاضحى ورأس السنة الادارية الجديدة ولكن التضحيات تهون من اجل الوطن العزيز لمناعته والذود عن حرمته وحمايته من كل الهزات التي تجاوزهــا منذ فجر تحول السابع من نوفمبر حيـــث دخلت بلادنــــا في امن واستقرار وانخــــرط الجميــــع في المشروع الحضاري للتغبير الهادف الى كسب رهان التنمية الشاملة ببعديها الاقتصادي والاجتماعي. ولكن رغم ما تحقق لنا من مكاسب تبقى مصدر افتخارنا واعتزازنا بوطننا ونظامنا فان هذه الحادثة التي مرت على بلادنا لا يجب ان تذهب هكذا وكأنه حادث عرضي انتهى بمجرد نهاية العملية في حد ذاتها بل لا بد من مراجعة بعض الجوانب والتعمق في دراستها بجميع ابعادها السياسية والفكرية والاجتماعية والنفسية.. من اجل تحصين الجبهة الداخلية للوطن والتصدي بكل حماس وتلقائية الى اصحاب النفوس المريضة وذوي الافكار الرجعية والمتطرفة للنيل من وطننا ومن مكاسبه وانجازاته التي يعتز بها كل تونسي وطني غيور وواع بالمكانة المرموقة التي اصبحت  تحتلها بلادنـــــا في مصــاف الدول المتقدمــــة. ان تونس، هذه القلعة الشامخـة في جنوب المتوسط عرفت على مر التاريخ بالاعتدال والوسطية والتسامح ولهافي ذلك رصيد حضاري وثقافي وفكري  تفتخر به كمنارة لكل هذه القيم الراقية التي قل وجودها في دول اخرى لم ترتق بعد الى مستوى الحوار المبني على العقلانية والرؤية المتبصرة والرأي الحكيم. فالتفاعل مع هذه الحادثة البشعة التي حركت ألسنة الكائدين لوطننا لا يجب ان تأخذ حجما اكبر من حجمها وهو ما يستوجب انارة الرأي العام بكم من المعلومات من شأنها ان توقف سيل الشائعات ويصبح الحديث في موضوع مثل هذا عاديا بعد اماطة اللثام عن رموزه فكلما حضرت المعلومة انتفت الاشاعة وهذا ما نريده ونرغب فيه لا كاعلاميين فقط بل كوطنيين غيورين على هذا الوطن العزيز تونس التي نريد لها دوام الرخاء والاستقرار خاصة وان امامنا عدة رهانات وتحديات مع مطلع سنة 2008 وهو ما يستوجب توحيد الصفوف وتعبئة كل الطاقات لدفع مسيرة التنمية الشاملة لان ما تحقق كثير وما بقي أكثر فالواجب يدعونا جميعا الى الوعي بهذه الرهانات وبمقتضيات المرحلة القادمة ومتطلباتها وعليه فلا بد من تكثيف منابر  الحوار وتفعيلها في جميع المجالات وفي مختلف وسائل الاعلام الوطنية االمكتوبة والمسموعة والمرئية ضمن عمل تحسيسي يستهدف جميع الشرائح الاجتماعية وخاصة الفئة الشبابية في الجامعات والمبيتات الجامعية والمعاهد وحتى المدارس الاعدادية والابتدائية ومراكز التكوين المهني ودور الشباب والثقافة ومختلف الفضاءات التي يرتادهــــا الشبــــاب،. هذا الشباب الذي يبقـــى في حاجة الى المزيد من العناية والاحاطة من اجل تحصين الذات والتلقيح المتواصل ضد كل الآفات والامراض الفكريـــة الفتاكــة. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 جانفي 2007)  


أطــرش في الزفــــة

بقلم: علي الزايدي ليس من الغريب ـ حتى في ظل الثورة الاتصالية الحالية ـ ان يكون الأحد منا غير ملم او عالم بكل الاحداث اليومية.. فذلك أمر طبيعي باعتبار كثرة تدفق المعلومات وتواترها وسرعتها وكثرة مصادرها وقنواتها.. لكن ان يكون صلب الحدث زمانا ومكانا دون ان يعلم عنه أي شيء فتلك هي عين الغرابة، لأنه في مثل هذه الحالة يكون كأطرش في الزفة، وكحاضر غائب.. بهذه الصورة نعت الاعلام والاعلاميون في تونس خلال الأيام الأخيرة وما تخللتها من احداث حول ما يسمى بالعصابة الاجرامية الخطيرة التي اخترقت البلاد، وحول الانتشار الأمني المكثف الذي لاحظه المواطنون في كل مكان وعبر كل مدخل مدينة دون ان يعلموا بسببه الحقيقي. إن هذا الموقف قد احرج الاعلاميين، ولعل الذي زادهم حرجا التأويلات وتعاقب الأحداث والاخبار الطائشة التي ترددت من كل حدب وصوب دون ان يكون لهم تأثير فيها او تصويب لها او حتى فعل فيها، باعتبار ما حصل من حجب للمعلومة والخبر، حتى انهم باتوا كرجل الشارع العادي الذي تتقاذفه الاخبار دون ان يقدر على فرز غثها من سمينها وصحيحها من باطلها. هذا الواقع الذي عاشه كل اعلامي تونسي خلال الأيام الاخيرة بدد لديه حلم بدأ يتراءى حول تطور المشهد الاعلامي في البلاد والدفع الرسمي له من اعلى هرم في السلطة في كل المناسبات. فمن المسؤول عن هذا الوضع ما دام رئيس الدولة ينادي في كل مرة بضرورة تطوير الاعلام واعطائه المكانة التي يستحق؟ فهل الاعلامي هو المتخاذل وغير القادر على القيام بدوره كما يعتقد البعض من المواطنين؟ هذا ما بدا للرأي العام من خلال عديد المكالمات الهاتفيّة الواردة علينا الأيام الأخيرة، حيث اعتقد ان معشر الصحافيين من صنف «القننُّوات» الذين لا يسعون الى الخبر ولا يبذلون اي جهد للوصول اليه. وهذا ما جعلنا في حالة دفاع عن النفس وعن المهنة تجاه ما كيل لنا من نعوت قائمة دلائلها على فراغ الصحف من أخبار حول الاحداث الأخيرة. إن الصورة التي ظهر عليها الاعلام التونسي في علاقته بالتونسيين جميعا وبوسائل الاعلام الخارجية التي تكالبت على اخبار الاحداث وتناقلتها بأشكال مغرضة ومبيتة كانت في الحقيقة صورة لا يحسد عليها. فمن المسؤول عن هذه الصورة؟ هل هو الاعلامي؟ ان كل ما نملك ان نقوله الآن ـ وقد مرت كل الاحداث بسلام ـ ان الاعلام التونسي وطني حتى النخاع، وأنه لا بد ان يكون دوما في قلب الحدث، لأن دوره أعمق مما يتصوره البعض وهو أيضا قادر على التصدّي لكل سموم النفوس المريضة التي تريد ان تنال من الاستقرار والتقدم في البلاد، والطمأنينة التي ينعم بها كل الشعب التونسي. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 جانفي 2007)

 

تفاصيـــل جديـدة عن المجموعـة المسلحــة:

«موريتاني» ضمن العصابة… وبنادق ومسدسات آلية!

*تونس ـ الشروق:

 

تتواصل الآن التحقيقات مع عناصر المجموعة المسلحة التي تم القبض عليها وعددهم 15 عنصرا في حين تمكنت قوات الأمن الداخلي من قتل 12 فردا من أفراد هذه المجموعة في الاشتباكات التي وقعت في مناطق جنوب العاصمة.

 

وتؤكد مصادر وثيقة الاطلاع لـ «الشروق» أنه لا يمكن الآن المجازفة بالتخمين بشأن التعريف الدقيق لهذه المجموعة وخلفيتها قبل الانتهاء من التحقيق وانتظار النتائج التي سيبينها بشأن هذه المجموعة ومخططاتها. لكن الثابت الآن بعد تمكن قوات الأمن الداخلي من القضاء على هذه المجموعة واعتقال عدد مهم من عناصرها أن الأمر يتعلق بمجموعة خطيرة لعناصرها خبرة على استعمال السلاح اضافة الى أن عناصرها مجهزة ببنادق آلية ويبدو أن لها تدريبا على تقنيات استعمالها.

 

وما يتأكد الاشارة اليه هنا أن تونس لم تعرف طيلة عقود وسنوات مثل هذه المجموعات المسلحة والخطيرة التي تتولى تبادل اطلاق النار مع القوات الأمنية كما لم تعرف كل مدن وأحياء تونس على مر تاريخها مثل هذه المواجهات.

 

ونؤكد هنا على شيء مهم وهو النجاح أولا في القضاء على هذه المجموعة واحباط كل خططها قبل الانطلاق في أي تحرك لها وهو معطى له أهميته الكبيرة بصرف النظر عن مدى خطورة هذه المجموعة ومدى تمكنها من استعمال السلاح والمواجهة وعن حجم العتاد الذي كان بحوزتها واستعملته في المواجهات مع قوات الأمن التي تمكنت من السيطرة المطلقة على هذه المجموعة.

 

واذا كان لابد من انتظار نتائج التحقيق لمعرفة حقيقة هذه المجموعة فإن اشاعات وأخبارا كثيرة راجت حول هذه المواجهة التي تمت بين المجموعة الاجرامية الخطيرة والقوات الأمنية.

 

وتؤكد مصادر رفيعة المستوى أن المجموعة الاجرامية تضم في صفوفها مواطنا أجنبيا واحدا وهو «موريتاني» الجنسية وتقول بعض الأخبار من مصادر متفرقة بأن هذه المجموعة تنتمي الى ما يُعرف «بالمجموعة السلفية» دون أن يتم بدقة تعريفها باعتبار أن المجموعات السلفية تنشط وتتحرك تحت عناوين كثيرة ومتعددة وأن عناصرها كانت بحوزتهم بنادق ومسدسات آلية.

 

وتُشير المعلومات الى أن هذه الجماعة تعمل بالأساس من خلال استقطابها للشبان على تقويض الاستقرار وزعزعة الأمن بعد تدريبهم وتوجيههم نحو بلدانهم

 

وتؤكد المعلومات أن هذه المجموعات تضم عناصر من جنسيات مختلفة يتم تلقينهم وتدريبهم على حرب العصابات ثم تمكينهم من التسلل الى بلدانهم لضرب مجموعة من الأهداف… لكن ينبغي الاشارة هنا الى نجاح تونس طيلة عقود في ضمان الاستقرار والأمن والأمان لشعبها في الوقت الذي تتتالى فيه الضربات الارهابية في بلدان عديدة تعرف بقوة امكانياتها الأمنية حتى أن الاستقرار والأمان تحول لدى التونسي الى تقليد يرتبط بتونس وبالحياة فيها. و لا شك أن المجموعات «السلفية» تدرك جيدا هذا المعطى ولكنها مرة أخرى تفشل في ضرب الاستقرار الذي تعيشه تونس.

 

وهنا لابد لنا من التأكيد على حقيقة ثابتة وهي أن المعادلة الأمنية في تونس ليست مرتبطة برجال وأعوان الأمن وبالامكانيات الامنية المتوفرة بل إن المحافظة على الأمن والأمان وضمان الاستقرار صار ضمن تقاليد الحياة اليومية للتونسي لذلك ـ رغم خطورة الأمر ـ يعتبر التونسي أن هذه الحادثة تبقى مجرد حادثة معزولة خاصة أن الحياة سارت بشكل طبيعي حتى في المنطقة التي شهدت المواجهات وكان التنقل والحركة يتمان بشكل عادي جدا عدا طبعا بعض الاجراءات التي كنا نلاحظها في بعض الطرقات وبعض مداخل المدن.

 

هذا رغم تعبيرهم عن حاجة التونسي الى معرفة مزيد من التفاصيل… ثم إنه منذ الاعلان عن وجود هذه المواجهة المسلحة لم يُخامر المواطنين أي شك في قدرة قوات الأمن التونسي على المعالجة الفعالة للموقف وقدرتها على حسم الأمر وهو معطى مهمّ في مثل هذه الحالات.

 

ورغم أنه يمكن لنا أن نعتبر ما حدث أمرا عاديا وأن المطاردة وتبادل اطلاق النار هو أمر عادي قد يحدث في أي وقت وفي أي مكان وأن أقوى وأكبر دول العالم تشهد دائما مثل هذه المواجهات الا انه من الواجب التأكيد على أن الموقف يقتضي من الجميع ومن كل الشرائح والفئات الوقوف وقفة رجل واحد.

 

فكل مكونات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات وجمعيات معنية الآن بضرورة التصدي لكل محاولات تقويض وزعزعة استقرار وأمن تونس وادراك أن النار اذا اشتعلت فإنها تلتهم الجميع وأن من يضع نفسه الآن في موقف وفي موضع المتفرج سيكون غدا في صف الخاسرين

 

* سفيان الأسود

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 7 جانفي 2007)

 


 

بوشيحة يتحدث لـ «الشروق» عن لقائه برئيس الدولة:

دعوة رئاسية واضحة لاضطلاع الأحزاب بدورها في تأطير الشباب وحمايته من كل أشكال الارهاب والعنف والانحراف

 

* تونس ـ «الشروق»:

تواصلا مع فلسفته في الاستماع إلى مختلف مكونات المجتمع المدني والسياسي التقى رئيس الدولة أول أمس السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، لتفعيل سنة الحوار والتشاور تشخيصا للواقع الحقيقي والموضوعي للبلاد واستشرافا لما يمكن احداثه من اصلاحات ومبادرات لتأمين مستقبل البلاد وتحصين المسار الديمقراطي والتعددي الذي تعيشه البلاد منذ 7 نوفمبر 1987 خاصة في ظل التداعيات والمستجدات المحلية والاقليمية والدولية.

«الشروق» التقت السيد محمد بوشيحة وسألته عن المضامين العميقة التي تم تناولها في لقائه مع سيادة رئيس الدولة.

بوشيحة توقف عند إلمام رئيس الدولة الشامل بمجمل التحديات التي تواجه البلاد وحرصه على تحقيق المزيد من الاصلاحات على ضوء ما سيرفع إلى سيادته من مقترحات وتصورات.

 

* أجرى الحوار: خالد الحداد

 

* بعد لقائكم رئيس الدولة ما هي أبرز الانطباعات التي خرجتم بها؟

 

ـ رئيس الدولة عودنا بصراحته وجرأته، وخلال هذا اللقاء وجدت الرئيس أكثر تصميما على مزيد تكريس سنة الحوار والتشاور، وهذا مهمّ جدّا لأن فيه تعبيرا عن ترابط وثيق بين السلطة في أعلى هرمها ومختلف مكونات المجتمع، وهكذا لما يأتي القرار السياسي أو المبادرة تكون نابعة من تطلعات المجتمع والمواطنين ومن الواقع المعيش للبلاد.

ومن جهة أخرى عمّق في هذا اللقاء تأكيد وعزم رئيس الدولة على اجراء المزيد من الاصلاحات السياسية وهو ما يدفعنا إلى القول بأن الحديث الرئاسي عن الاصلاح السياسي وتكريس مبادئ التغيير في مثل هذا الظرف بالذات يدلل على أن مسار الاصلاح السياسي هو خيار استراتيجي وأن الأشياء العارضة من نشر للاشاعات وتردد على السفارات وغيرها لن تثني هذا الخيار ولن تضعفه.

رئيس الدولة مصمم على أن يكون هناك حوار واسع حول جملة القضايا والملفات المطروحة وهو ما يعني أننا ننتظر أن تشهد سنة 2007 المزيد من المبادرات الرئاسية التي ستساهم بكل تأكيد في تكريس وتعميق الاصلاحات السياسية وحماية المكاسب التي تحققت في البلاد خلال السنوات الأخيرة.

 

* ما هي طبيعة الموضوعات التي تطرقتم إليها في حديثكم مع رئيس الدولة، المتصلة منها بنشاط الأحزاب وبشواغل الشارع التونسي؟

ـ رئيس الدولة ملم بكل القضايا وهو على علم دقيق جدا بكل ما يشغل المواطن التونسي، وقد دعانا رئيس الدولة للاضطلاع بدورنا خاصة في مستوى تأطير الشباب وحمايته وتأطيره من كل أشكال الانحراف والتطرف.

ونحن بوصفنا نناضل من أجل الديمقراطية وتكريس المبادئ والقيم المدنية فإننا أكدنا رفضنا المتجدد لكل أشكال الارهاب واللجوء للعنف وكل مظاهر الانحراف، وبقدر ما نعتبر هذا الرفض أساسيا وضروريا فإننا نؤمن ان لدينا دورا هاما في ما يتعلق بالقضاء على كل أسباب انتشار هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدّد أمن المواطنين وسلامة مناخ الاستثمار والأعمال، وهذا الايمان كان واضحا لدى الرئيس زين العابدين بن علي خلال اللقاء الذي جمعني بسيادته أول أمس حيث اعتبر ان الأحزاب السياسية مدعوة للاضطلاع بدورها في هذا المستوى.

 

* يعني ان الشباب يتطلب العناية الخاصة في هذا الظرف بالذات؟

ـ نعم، وهذه مسألة محل توافق بين جميع الأطراف وقد بادر رئيس الدولة في العديد من المرات إلى اقرار مبادرات تتوجه للشباب كان من آخرها البرامج التي تهم التشغيل وتحسين ظروف العيش في الأحياء الشعبية المتاخمة للمدن الكبرى بالاضافة إلى الاستشارة الوطنية حول الشباب التي أذن بها سيادته وقدمت العديد من المعطيات التي ستكون منطلقا لعمل جماعي لمزيد الارتقاء والاهتمام بمشاغل شبابنا وايجاد أكثر ما يمكن من الآليات والحلول لضمان مساهمته الفاعلة في تواصل نهضة البلاد وازدهارها.

وفي تصورنا فإن الأحزاب السياسية مدعوة للتوجه للشباب ببرامج خصوصية تقدر من خلالها على ملامسة مشاغله وعلى تحصينهم وسنواصل في حزب الوحدة الشعبية في هذا المستوى نشاطنا مع احترام خصوصيات هذه المرحلة العمرية الدقيقة والهامة لاخراج شبابنا من حالة الفراغ والعزوف عن العمل الجمعياتي والسياسي لأننا متأكدون ان التنظيم السياسي والجمعياتي القانوني هو أكبر الضمانات لتحصين شبابنا من كل المظاهر السلبية كالانحراف والتطرف وبما أننا نعتبر أنفسنا شركاء في المسار التعددي وبما أمكن تحقيقه لحدّ الآن من مكاسب فإننا نعتبر أنفسنا معنيين بالدفاع عن هذه المكاسب بنشر الوعي المدني من ناحية وبتقديم مقترحات وتصورات لتجاوز بعض السلبيات وعلى هذا الأساس سنواصل تقديم  مقترحاتنا وهناك بالتأكيد الجانب الوقائي لأننا نبقى معنيين جميعا بحماية هذه المكاسب وبالحفاظ على مناخ الاستقرار وهذا ـ بحسب قناعتي ـ يستدعي اسهام الأحزاب السياسية في تطوير الوعي المدني من ناحية ويستدعي أيضا انتاج خطاب اعلامي قادر على تشريك المواطن في هذه الحماية من خلال تمكينه من المعلومة الواضحة ومن خلال تحديد دوره في عملية تلقيح المجتمع وخاصة الشباب من أخطار الفكر الارهابي.

وفي هذا الصدد فإن اللقاء بالرئيس زين العابدين بين علي تطرق إلى كل هذه المسائل ووقفت على رغبة واضحة وصريحة تحدو رئيس الدولة في أن تبادر الأحزاب السياسية إلى بلورة تصوراتها ومقترحاتها في ما يتعلق بطبيعة المرحلة القادمة التي نستعد جميعا لولوجها وما يدفعنا إلى الاطمئنان هو تصميم سيادته على تفعيل الحوار والاستشارة وعلى مزيد دعم تلك الروح في المستقبل بما يخدم مستقبل البلاد.

 

 * تحركتم في المعارضة مؤخرا وشكلتم فضاء «اللقاء الديمقراطي».. كيف تنزلون هذه المبادرة في السياق العام الذي تعيشه البلاد؟

ـ ننظر إلى تجربة «اللقاء الديمقراطي» بوصفها اشارة من الأحزاب المكونة لها على ما ترغب في القيام به من فعل سياسي معارض وذلك في سياق السعي لتفعيل الاصلاح السياسي، ونحن مع إدراكنا للتمايز السياسي والايديولوجي الموجود بين الأحزاب السياسية المكونة لـ «اللقاء الديمقراطي» فإننا نعدّ هذه التجربة فرصة للحوار وبما أننا ديمقراطيون فإننا نرحب بكل مناسبة تُتاح للحوار لأن الحوار لا يخيف إلا من هم غير ديمقراطيين في عمقهم.

كما أننا نودّ من خلال هذه التجربة ان نؤكد على بداية ظهور ثقافة سياسية جديدة تؤمن بالاختلاف ولا تريد القفز على الواقع ولا تجري وراء السراب، ثقافة تؤسس للحوار والتشاور والقبول بالرأي والرأي المخالف وهذا تدعيم للمسار الذي يرعاه رئيس الدولة، مسار الحوار والتفاعل بين مختلف الأطراف لتأمين الغد الأفضل لبلادنا وللأجيال القادمة التي لها علينا جميعا سلطة ومعارضة وجمعيات ومنظمات مسؤولية كبيرة جدا مسؤولية تاريخية بحكم الظرف الدقيق والتحديات الموجودة على أكثر من صعيد وفي أكثر من مجال.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 7 جانفي 2007)

 


 الصحافة الأجنبية «الحياة» زارت الفيلا حيث تحصن المسلحون جنوب العاصمة …

قائد المجموعة السلفية ومساعده تونسيان قتلا في المواجهات

سليمان (تونس) – رشيد خشانة     على مدخل مدينة سليمان، على بعد 30 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس، تكثر اللوحات المُشيرة إلى اتجاهات مُختلفة. فالمدينة هي عُقدة شرايين الطرقات التي تنطلق من سفوح جبال حمام الشط التي كانت في الثمانينات مقرا لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية نحو مدن السواحل الشرقية وخاصة نابل وقليبية والهوارية. لا شيء يدل على أن هذه البيوت الهادئة بين البحر والجبل ستشهد أعنف المعارك بين قوات الجيش التونسي وعناصر مسلحة قادمة من الجبال. فالسابقة الوحيدة في هذا المجال تعود إلى أكثر من ربع قرن عندما كانت مدينة قفصة المنجمية الجنوبية مسرحا لمواجهات استمرت ثلاثة أيام العام 1980 بين قوات الجيش ومعارضين للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة تلقوا تدريبا وتسليحا في ليبيا. هذه المرة لم يكن المسلحون قوميين ولم يوجد بينهم سجناء سابقون أسوة بعزالدين الشريف وأحمد الميرغني اللذين قادا عملية قفصة وحُكم عليهما بالإعدام. كانت العناصر التي نزلت من الجبال المجاورة لسليمان سلفية متشددة هذه المرة، لكن لم يُعرف اسم التنظيم الذي تنتمي إليه. وروى الموظف سمير. ج الذي تابع الأحداث من بيته ان هذه العناصر كانت ملتحية، مؤكدا أن المعارك بدأت في «حي الأول من حزيران (يونيو) 1955» (تاريخ عودة بورقيبة من المنفى) الثلثاء، وفي اليوم التالي انتقلت إلى فيلا مهجورة من طابقين في حي مجاور تحصن فيها المسلحون الذين نجوا من الاشتباكات الأولى، واستمرت من الرابعة فجرا حتى العاشرة مساء. وزارت «الحياة» الفيلا التي كانت تحمل آثار معارك طاحنة. وهي تقع على الشارع العام وفيها جُرح قائد المجموعة أسعد ساسي وأسر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وأكدت مصادر في الحي أنه يتحدر من مدينة بئر الباي القريبة من سليمان، وتردد أنه رجل أمن سابق تطوع للقتال مع السلفيين في أفغانستان والجزائر. أما مساعده الذي قُتل الثلثاء فوق سطح بيته فهو ربيع باشا(22 عاماً) الذي كان غادر المدينة لاستكمال دراسته الجامعية في محافظة قفصة وانخرط هناك في صفوف الجهاديين. وقالت السيدة عزيزة. س إن ربيع درس مع ابنتها التي تتابع الدراسة حاليا في فرنسا، وهي لم تكن تتوقع أن «ولدا مُهذبا يتحدر من أسرة معروفة سينضم يوما إلى الإرهابيين». وفي معلومات الأهالي الذين تحدثوا الى «الحياة» أن عناصر الجماعة الذين قُدر عددهم بـ32 عنصراً كانوا تدربوا في الجبال القريبة وخاصة في جبل الرصاص وعين طبرنق منذ نحو سنة ونصف السنة. ولم تكشف سلطات الأمن وجودهم سوى من خلال العنصر الذي كان ينزل يوميا إلى بلدة حمام الأنف ليشتري خبزا بكمية كبيرة لفتت انتباه الخبّاز. وهكذا حصل الاشتباك الأول مع قوات الدرك في 23 الشهر الماضي، لكن على رغم تطويق المنطقة استطاع عناصر المجموعة النزول إلى سليمان وكانوا مُجهّزين أسلحة متطورة من ضمنها قاذفات صواريخ «آر بي جي»، ما حمل الجيش على استخدام أسلحة ثقيلة للسيطرة على الوضع. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 7 جانفي 2007)  


دعوات لكشف الحقيقة في تونس بعد المواجهات المسلحة

 

لطفي حجي- تونس استنكرت أحزاب ومنظمات وهيئات إعلامية تونسية ما أسمته التعتيم الإعلامي الذي ضربته الحكومة على المواجهات المسلحة التي دارت مؤخرا جنوب العاصمة تونس بين قوات الأمن ومجموعة مسلحة وصفتها وزارة الداخلية بأنها « إجرامية خطيرة » وقالت إن 12 من عناصرها قد قتلوا في حين تم اعتقال 15 منهم. الحق في الإعلام وطالبت المنظمات والأحزاب بكشف حقيقة ما يجري نظرا لخطورة الأحداث التي لم تعهدها البلاد من قبل. وأكدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان على أن إعلام المواطنين حق أساسي من حقوقهم، وأن إخفاء الحقائق عنهم مضر بسمعة البلاد، ودليل إضافي على ما تعانيه الصحافة من رقابة شديدة ومنع للصحفيين من الوصول إلى مصادر الخبر. ودعت حركة النهضة الإسلامية المحظورة في تونس إلى تجنب الاعتماد على المعالجة الأمنية لمثل تلك الأحداث، معتبرة أن تلك المعالجة لا تزيدها إلا تعقيدا واستفحالا، مطالبة بمعالجة شاملة تنصب على نزع أسباب الأزمة التي تردت إليها البلاد. احترام حقوق الإنسان من جانبه حذر حزب العمال الشيوعي التونسي من استغلال السلطة مثل هذه الأحداث لمزيد من التضييق على الحريات بما فيها حرية التنقل وإخضاع المواطنين للتفتيش مثلما يحصل في الأيام الأخيرة بشكل مكثف منذ انطلاق الأحداث المذكورة دون أن يعرف التونسيون أسباب ذلك على حد تعبير الحزب. وفي إشارة إلى ما قد يحدث من تجاوزات باسم مقاومة العنف حذرت رابطة حقوق الإنسان من مخاطر الخلط بين من يحمل السلاح ويهدد أمن المواطنين بالاستناد على أفكار متطرفة وتكفيرية، وبين غيرهم من المواطنين بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية وعقائدهم الدينية. وأعربت الرابطة عن قلقها من الممارسات المنافية لحقوق الإنسان، خاصة في ضوء المعطيات التي تشير إلى اعتقال العشرات ممن تصفهم أجهزة الأمن بـ »المشتبه فيهم ». وطالبت باحترام الذات البشرية، وعدم اللجوء إلى التعذيب مهما كانت المبررات، وعدم إيقاف أي مواطن دون إذن قضائي، وعدم الاحتفاظ بأي كان خارج الآجال القانونية، كما دعت إلى ضرورة التعجيل بإحالة الموقوفين على القضاء، واحترام كل شروط المحاكمة العادلة. رفض العنف وأبرزت المواجهات رفض القوى السياسية التونسية لكل أشكال العنف فقد حثت حركة النهضة التونسيين على تجنب العنف والعنف المضاد، في حين أدانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لجوء بعض التونسيين إلى العنف كوسيلة للتغيير السياسي معتبرة أنه يهدد استقرار البلاد، ويعرض أمن المواطنين ومصالحهم للخطر. واعتبر حزب العمال أن الأحداث تمثل مؤشرا لمرحلة خطيرة في الحياة الوطنية تفنّد مزاعم السلطات التونسية حول تحقيقها « الأمن والاستقرار » وتبيّن الفشل الذريع للاستبداد ولسياسة « القبضة الأمنيّة » على حد تعبيره. وكانت الأحداث غير المعهودة والتي توصف في تونس بالخطيرة مناسبة لبروز نداءات سياسية ومدنية تدعو جميع الأطراف الوطنية على اختلاف توجهاتها ومواقعها إلى العمل المشترك الجاد من أجل تحقيق الإصلاح الجوهري والضروري, ومواجهة تبعات هذه الأحداث وانعكاساتها على أوضاع الحريات التي تصفها القوى السياسية بالمتردية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 7 جانفي 2007)  


عدوى التطرف في شمال افريقيا

محمد الأشهب     لأكثر من سبب، يبدو الإعلان بين فينة وأخرى عن تفكيك عواصم شمال افريقيا خلايا متطرفة لافتاً، إن لجهة تزايد أعداد المتورطين المحتملين أو في نطاق الربط بين تحركات هذه الخلايا وتنظيمات «القاعدة» أو «الجماعة السلفية للقتال» الجزائرية أو «الجماعة الإسلامية المقاتلة» المغربية. ومع أن رهانات دول المنطقة في تسويق مظاهر الاستقرار وجلب الاستثمارات والتبشير بفوائد الأمن والوئام ذات أهمية استراتيجية يفترض أن تقلل من المخاوف الناشئة حيال تنامي التطرف الذي يعيق دعم خيار التنمية، فإن التعاطي بقدر من الشفافية مع هذه الأعباء التي فرضت نفسها حتى على الدول التي كانت تعتبر وضعها استثناء في انتشار عدوى التطرف، يعني أنها تحللت من فكرة أن ذلك لا يحدث إلا للآخرين. غير أن تعهداتها بأنها ستفعل كثيراً من الأشياء لاستئصال الظاهرة عبر إقرار المزيد من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والانتباه إلى التفاوت العميق الذي يفكك أواصر المجتمعات، ويزيد في أعداد المحتاجين إلى العمل والمأوى والمدرسة، لم يتجاوز النيات الأخلاقية التي يتردد صداها من دون انهاء حالات الاستياء المتغلغل في القلوب والعقول. يصعب حقاً إحداث تغيير كبير في النظام الاجتماعي حين يكون له ارتباط وثيق بأوقات وتقاليد روحية وسياسية وموروث ثقافي هائل. ففي منطقة شمال افريقيا تحديداً، اعتبرت المرجعيات التاريخية والثقافية عنصراً مساعداً في مقاومة الاحتلال الأجنبي، واستطاعت حركات التحرير المغاربية أن تجد في الموروث المشترك في الدين واللغة والانتساب الحضاري حافزاً قوياً في مواجهة الاستعمار، ويعرف كل مغاربي من نواكشوط إلى سرت أن أكثر العلامات اشراقاً في التاريخ الحديث لمنطقة تتمثل في وحدة المنطلقات والأهداف. غير أن المعادلة في حرفيتها وملامحها لم تنسحب بالسلاسة نفسها لدى التوقف أمام تباين مشروعات بناء استقلال دول المنطقة الذي أصبحت له عناوين مختلفة باختلاف النظم السياسية والرؤى الاقتصادية، فقد خرج الوفاق التاريخي عن زمام السيطرة في مقابل استشراء نزعات اقليمية شبه شوفينية عاودت طرح اسئلة الزعامة ودور الدولة وتمركز حوافز الانكفاء. في المغيب الحاضر في التجارب المغاربية – مع تعدد مستوياتها وتباين درجات النجاح والاخفاق – فإن اشكالات فرضت نفسها حول الصدام بين الحداثة والأصالة. وفي موضوع المسألة الإسلامية والأحزاب الدينية وقضايا المرأة والتحرر والتعاطي مع التحولات السياسية، لذلك كان يكفي أن يظهر ضوء باهت في نهاية نفق سيطرة الحزب الوحيد في الجزائر ليبدأ صراع السلطة عنيفاً ودموياً كما في العقد الأخير من نهاية القرن الماضي، وبدا واضحاً أن اندلاع المواجهات الأخيرة بين قوى الأمن والمتطرفين في تونس يخفي تناقضات تم التغاضي عنها قبل ان تنفجر في صورة جدل حول حجاب المرأة الذي لم تغيبه مساحيق التجميل. والحال ان المغرب الذي كان يعتبر نفسه بمنأى عن تنامي ظاهرة التطرف لم يستوعب كيف تحول بعض أبنائه الى قنابل موقوتة. فالقضية الحرجة لم تعد تطرح ان كانت المنطقة ابتليت بعدوى التطرف المنتشر على نطاق واسع في كل العالم، وانما حول حظوظها في تجاوز المأزق بأقل قدر من الخسارة. فالمشاعر النبيلة في رفض الارهاب وإدانته لا تحقق حياة ناعمة وهادئة بعيدة عن هدير التطرف الأعمى، ولكن القدرة على ابتكار الحلول واشاعة الثقة والاطمئنان تحد من المغالاة. انكفاء منطقة الشمال الافريقي عن القيام بدورها في ملامسة راهن الازمات العربية من لبنان الى السودان، ومن العراق الى الصومال كان واحداً من بين الاسباب التي حركت مشاعر الشارع. فإقدام عشرات ومئات الشباب المتحدرين من اصول مغاربية على مغامرات من أجل الانضمام الى المقاومة العراقية وتنفيذ هجمات انتحارية ليس عفوياً، فقد تكون قوة الاستقطاب جغرافية الى حد الانصهار في غضون تأثير الخطاب الجهادي المتمحور حول خصائص دينية وسياسية واخلاقية. إلا ان هذا الانجذاب يغذيه وضع التفرج الذي تلتزمه العواصم المعنية رسميا. وللتاريخ فإن منطقة الشمال الافريقي حين كانت على خطوط التماس مع القضايا العربية في أزمة الشرق الأوسط والحرب الأهلية في لبنان وتطورات أزمة الخليج من بدايتها، لم يكن وراداً هذا التباعد القائم بين الموقفين الرسمي والشعبي في حال افتراض ان التطوع الى جانب المقاومة موقف سياسي وان آليات التعبير عنه لا تتم بالضرورة من خلال تحركات تنظيمات اصطلح على وصفها بالتطرف، طالما ان هناك قنوات مشروعة أمام العمل السياسي المسؤول عبر الأحزاب والفاعليات الحقوقية ومكونات المجتمع المدني. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 7 جانفي 2007)


 

تعاليق وكالات الأنباء

 

 

إشارات خجولة في تونس اٍلى تنظيم إرهابي وراء الاٍشتباكات الأخيرة

من الجمعي قاسمي

 

تونس / 7 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: مازال الغموض يكتنف طبيعة وأبعاد الاٍشتباكات المسلّحة بين عناصر مسلّحة مجهولة الهوية،وقوات الأمن التونسية التي خلّفت 12 قتيلا خلال الفترة ما بين الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، والثالث من شهر يناير/كانون الثاني الجاري.

ولم تتمكّن المعلومات والتّقارير الحذرة لوسائل الاٍعلام المحلية،التي تحرّرت نسبيا من الرواية الرسمية لتطوّر الأحداث،لجهة الاٍشارة بخجل اٍلى اٍمكانية اٍرتباط المجموعة المسلّحة بتنظيم اٍرهابي،من تبديد هذا الغموض،وما رافقه من قلق مازال يساور الشارع التونسي.

وفي هذا السّياق،كشفت صحيفة « الشّروق » التونسية اليوم الأحد النّقاب عن أن شخصا يحمل الجنسية الموريتانية كان ضمن المجموعة المسلّحة التي اٍشتبكت مؤخرا مع قوات الأمن التونسية،وتساءلت حول ما اٍذا كانت هذه المجموعة تنتمي اٍلى « المجموعة السلفية » المرتبطة بتنظيم القاعدة بزعامة المنشق السعودي أسامة بن لادن.

وقالت الصحيفة نقلا عمّا وصفته ب »مصادر رفيعة المستوى »،أن المجموعة المسلّحة « تضمّ في صفوفها مواطنا أجنبيا واحدا،وهو موريتاني الجنسية،كما أن عناصرها كانت بحوزتهم بنادق ومسدّسات آلية ».

وتزامن الكشف عن هذه المعلومة الجديدة مع تأكيد مصادر من المعارضة التونسية اٍقدام السلطات الأمنية على شن « حملة اٍعتقالات » في صفوف بعض العناصر المتشددة في تونس العاصمة وضاحيتها الجنوبية، ومدينتي بنزرت (شمال) والكاف (غرب)،اٍلى جانب اٍخضاع عدد من الطلبة الموريتانيين

والجزائرين المقيمين بتونس للتّحقيق ضمن إطار التّحريات الجارية لمعرفة اٍرتباطات العناصر المسلّحة التي شاركت في الاٍشتباكات الأخيرة.

وأضافت الصحيفة أن بعض المصادر تقول « اٍن هذه المجموعة تنتمي اٍلى المجموعة السلفية »،ولكنها نقلت بالمقابل عن مصادر « وثيقة الاٍطلاع »، قولها اٍنه لا يمكن الآن « المجازفة بالتّخمين بشأن التّعريف الدّقيق لهذه المجموعة وخلفياتها قبل الاٍنتهاء من التّحقيق ،واٍنتظار النّتائج التي سيبيّنها بشأن مخطّطاتها ».

ومن جهتها، توقفت صحيفة « الصّباح » التونسية أمام حجم هذه المجموعة من الناحية البشرية ومن حيث العتاد الذي تمتلكه،ونقلت عن أطراف وصفتها ب »القريبة من الحكومة »،أن عدد عناصرها بلغ نحو الثلاثين شخصا، كانوا يملكون أسلحة « كلاشينكوف ».

وأضافت أن أفراد هذه المجموعة « مدربون على السلاح واٍستخدامه في معارك من هذا القبيل،وأن حجم عددهم يعكس وجود مخطط كانت تنوي تنفيذه في البلاد،يستهدف منشآت ومواقع مهمة، اٍقتصادية وسياحية، كان يمكن ان تحوّل بلادنا الى بؤرة للعنف والعنف المضاد، والارهاب المنظم ».

ويرى مراقبون أن الحديث « الخجول » في وسائل الاٍعلام التونسية حول اٍمكانية اٍرتباط هذه المجموعة بالاٍرهاب،يعود اٍلى تزايد التّقارير في وسائل الاٍعلام الأجنبية التي تكاد جميعها ترجّح أن يكون ما جرى في تونس خلال الفترة ما بين 23 ديسمبر،و4 يناير مرتبطا « بجماعات مسلّحة تنتمي اٍلى بعض التّيارات الاٍسلامية المتطرفة،منها الجماعة السلفية للدعوة والقتال النّاشطة في الجزائر،والتي تعتبر جناح تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا « .

اٍلى ذلك،نشرت صحيفتا « الشّروق » و « الصّباح » صورا لعدد من المنازل التي تحصّن بداخلها بعض عناصر هذه المجموعة المسلحة أثناء اٍشتباكها مع قوات الأمن،الى جانب عدد من المقالات التي تبرّر وتدافع عن آلية التّعاطي الاٍعلامي الرسمي مع هذه الأحداث التي طغى عليها « الغموض والتّعتيم »،بينما لم تتردّد صحيفة « أخبار الجمهورية » في المطالبة في اٍفتتاحيتها بكشف حقيقة ما جرى للرأي العام الوطني.

وهذه المرّة الأولى التي تحاول فيها صحيفة تونسية الاٍشارة اٍلى هوية المجموعة المسلّحة،ونوعية تسليحها،ومخطّطاتها،منذ اٍعلان السلطات الأمنية التونسية في بيانين مقتضبين عن اٍشتباكات مسلّحة عرفتها بعض أحراج الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة بين مجموعة وصفت ب »عصابة مجرمين

خطيرين »،ووحدات من الأمن التونسي.

وكانت وزارة الدّاخلية التونسية قد أعلنت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي عن مقتل شخصين اٍثنين في اٍشتباك مسلح بين وحدة أمنية وأفراد عصابة « مجرمين خطيرين »،وقع في الضّاحية الجنوبية لتونس العاصمة،نتج عنه أيضا اٍصابة رجلي أمن بجروح،واٍعتقال شخصين من أفراد العصابة .

وعادت في الثالث من الشهر الجاري لتعلن عن اٍنتهاء عمليات مطاردة أفراد « عصابة المجرمين الخطرين »،بقتل 12 فردا،واٍعتقال العناصر الـ15 المتبقين من هذه العصابة « الاٍجرامية »،دون تقديم تفاصيل حول هذا الاٍشتباك المسلّح الجديد،ما أدّى اٍلى تضارب المعلومات،وتزايد الاٍشاعات حول هذه التّطورات الأمنية الخطيرة التي لم تشهد تونس مثلها منذ العام 1980.

ورغم هذه الاٍشارات الواضحة،وتأكيد السلطات الرسمية على اٍغلاق هذا الملف نهائيا، فاٍن أحزاب المعارضة وبقية مكوّنات المجتمع المدني التونسي مازالت تتعامل بحذر شديد مع هذه التّطورات،إذ غابت ردود الفعل،باٍستثناء بيانين صدر الأول عن حركة « النّهضة » الاٍسلامية المحظورة، والثاني عن الرابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الاٍنسان.

وأعربت حركة « النّهضة » في بيانها عن رفضها لما وصفته ب « سياسة التّعتيم الاٍعلامي »،وقالت اٍنها « تذكّر الجميع بحرمة الدم التونسي وحرمة قتل النفس وتحت أي مسوغ كان »،بينما اٍستنكرت الرابطة « لجوء بعض التونسيين إلى العنف كوسيلة للتّغيير السياسي ».

وبغض النّظر عن هوية هذه المجموعة،وطبيعة مخطّطاتها،وأيا كانت المعلومات التي قد تكشف خلال الأيام المقبلة،فاٍن مسارعة تونس للقضاء بسرعة على هذه العناصر المسلّحة،يعود اٍلى نجاحها في اٍستباق ظاهرة الاٍرهاب وفق مقاربة أساسها التّلازم بين الأبعاد السياسية والاٍقتصادية والاٍجتماعية، لجهة ترسيخ التّعددية السياسية،وتعزيز حقوق الإنسان، وتطوير التنمية،والقضاء على الفقر،والتّهميش والاٍقصاء.


 

تونس نافذة على الحداثة ينبغي أن تبقى مشرعة

صلاح حسن (*)

 

يستطيع المواطن العربي أن يفهم ما يحدث في العراق في ظل الاحتلال والاحتراب الطائفي الذي يؤججه المحتل وتزيده قوى الشر والظلام القادمة من وراء الحدود . كما يستطيع المواطن العربي ان يفهم ما يحدث في لبنان جراء الحروب الداخلية والخارجية والاحتقان الطائفي البغيض الذي تغذيه دول الجوار المحاصرة . يستطيع هذا المواطن ان يفهم ما يحدث في فلسطين ومصر وسورية والسعودية والجزائر والسودان والصومال وباقي المناطق العربية المأزومة .. ولكنه بالتأكيد لن يفهم ما يحدث في تونس ؟؟

 

لان تونس تشذ عن القاعدة ولان تونس تكاد ان تكون البلد العربي الوحيد الذي تمتع بالاستقرار منذ ما يزيد على ربع قرن ، وهذا ما لم يحدث في أي بلد عربي على الإطلاق . ينبغي علينا ان نبحث عن السبب الذي جعل تونس بلدا مستقرا كل هذا التاريخ ولماذا تريد قوى الظلام إن تدمر هذا الاستقرار ؟

 

ببساطة شديدة لان تونس بلد يستجيب لشروط الحياة الحديثة ويواكب تطوراتها المتسارعة في قيم الديمقراطية وحقوق المرأة والمجتمع المدني . ولم يكن كل ذلك من فراغ ، ففي تونس مجتمع مدني متحضر ناضل لسنوات طويلة من اجل الحرية والقيم الديمقراطية ، وفي تونس طبقة وسطى تحمي هذا المجتمع وتمده بالطاقات الخلاقة على المستويات كافة ، إضافة إلى طبيعة المجتمع التونسي المتسم بالوئام الاجتماعي والطيبة وحب الحياة .

 

ولو عقدنا مقارنة بين تونس الدولة والمجتمع وبين بعض الدول العربية ومجتمعاتها في الشرق الأوسط ( باستثناء لبنان الذي نراهن على حريته ) لكان الفارق شاسعا .. اذ تعج دول المنطقة بالدكتاتوريات القبيحة والحروب الأهلية وتمتلئ سجونها بالأبرياء من الناس وتسود شعوبها ثقافة العنف والطائفية جراء السياسات القذرة التي تنتهجها هذه الحكومات بحيث حولت شعوبها إلى قطعان بدوية أو ريفية تفتقر إلى مقومات المجتمع المدني الأساس لكل تقدم والأساس لكل حرية وديمقراطية .

 

إن تونس نافذة حقيقية وكبيرة للحداثة وينبغي لهذه النافذة أن تبقى مفتوحة على العالم ومتغيراته لأنها الطريق الوحيدة لترسيخ قيم المحبة والخير والسلم المدني وحقوق المواطنة . نريد لتونس ان تبقى مستقرة لان استقرارها يسهم في استقرار المنطقة العربية المقبلة على كارثة شاملة . لا نريد لتونس أن تتحول إلى جزائر أخرى .. لا نريدها أن تتحول إلى عراق أخر أو لبنان ثان لان التجربة التونسية جديرة بالرعاية والحب أيضا . لا نريد للشعب التونسي الطيب المسالم ان يتحول إلى ضحية للعنف الهمجي القادم من خارج الحدود . وفي الوقت نفسه نناشد هذا الشعب الطيب المسالم أن يحمي حياته وحقوقه ومنجزاته من هذه الهجمات القذرة التي تريد أن تعيده إلى قرون الظلام والكوابيس.

 

(*) شاعر وكاتب مسرحي عراقي.

 


محكمة الاستثمار تفصل في أول نزاع تجاري بين السعودية وتونس

 
 
محمد الشرقاوي من القاهرة 
 تستأنف محكمة الاستثمار العربية، التابعة لجامعة الدول العربية، بمقر الجامعة بالقاهرة، يوم الأربعاء القادم، العاشر من يناير، النظر في الالتماس الذي تقدمت به شركة « تنمية للاستشارات الإدارية والتسويقية »، وهي مؤسسة سعودية، والحكومة التونسية حول إعادة النظر في الحكم الصادر من المحكمة بخصوص العقد الموقع بين الطرفين لاستثمار شركة « تنمية » لحقوق البث الإذاعي والتليفزيوني والإعلامي والإعلاني لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في تونس 2001 وتوابعها، وهو العقد الذي قامت الحكومة التونسية بالغائه من طرفها مما تسبب في تكبد « تنمية » خسائر فاقت الـ 79 مليون دولار أمريكي. وكانت « تنمية » قد تقدمت بتاريخ 10 / 3 /2005م بالتماس إعادة النظر في الحكم الصادر من محكمة الاستثمار العربية في 12/10/2004م، ليكون التماسها أول التماس يقدم للمحكمة. وقد حددت المحكمة موعد جلسة النظر في الدعوى بتاريخ 7/2/2006م، أي بعد 11 شهراً من تاريخ تقديم الالتماس. وخلال تلك الجلسة، طلبت المحكمة الإطلاع على مستندات الطرفين المتنازعين، وقررت تأجيل نظر القضية إلى يوم 10/1/2007م اي بعد احد عشر شهراً. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، قد شدد على ضرورة تفعيل عمل محكمة الاستثمار العربية التي تنظر تلك القضية، مؤكداً أن تفعيل المحكمة يعكس أهمية اللجوء للقانون العربي لمعالجة القضايا الاستثمارية العالقة. وكانت القضية قد بدأت حين تعاقدت « شركة « تنمية للاستشارات الإدارية والتسويقية » مع الحكومة التونسية بتاريخ 16يوليو1999م لاستثمار حقوق البث الإذاعي والتليفزيوني والإعلامي والإعلاني لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في تونس 2001 وتوابعها . إلا أنه في أواخر أغسطس 1999م، اكتشفت « تنمية » تعاقد الحكومة التونسية مع الخطوط التونسية بذات موضوع العقد، أي قبل أربعة أشهر من تعاقدها مع « تنمية »، رغم نص مقدمة العقد الموقع بين الطرفين على أن الحكومة التونسية « لم يسبق لها أن تعاقدت بأي صفة حول موضوع هذا العقد مع أي طرف كان ». وقد حاولت « تنمية » حل الموضوع وديا، وتم توقيع محضر بين طرفي العقد بتاريخ 15سبتمبر 1999م، أقر فيه الجانب التونسي بالمخالفات وتضمن المحضر التزامه بتصحيح الوضع وإزالة المخالفات، وهو ما لم تلتزم به الحكومة التونسية. كما حاولت « تنمية » حل المشكلة عبر وساطات عدة أهمها وساطة الدكتور أحمد السالم، أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب في حينه، ووكيل وزارة الداخلية حاليا، و سفير خادم الحرمين الشريفين في تونس. وعرضت « تنمية » حلولا عملية للمشكلة ولم تستجب الحكومة التونسية لكل تلك الجهود. وكان الجانب التونسي قد ادعى بعدم التزام « تنمية » بالعقد رغم اعترافه بمخالفته للعقد بموجب المحضر المشار إليه سابقاً، ورغم إشعار « تنمية » له للالتزام بنصوص العقد. وقد عقدت « تنمية » اجتماعا مع دولة رئيس الوزراء التونسي بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين بتونس لحل المشكلة لكنها فشلت في حمل الجانب التونسي على الاستجابة للحق. من ثم لجأت « تنمية » للتحكيم حسب نص العقد في 11/3/2000م أي منذ ما يقارب ثماني سنوات، وبدأت هيئة التحكيم أعمالها بتاريخ 8/12/2000م أي بعد 15 شهراً تقريبا من تاريخ المحضر الموقع في 15سبتمبر 1999م. ويعلق المحامي عبدالرحمن خالد السعد، رئيس هيئة الدفاع عن شركة « تنمية » على ذلك الموقف بقوله: » كان من الغريب أن يقوم الجانب التونسي بتعيين محكمه، المحامي سمير عنابي، وهو أحد محامي المدعي العام (وهو المختص بتمثيل الحكومة في نزاعات الدولة التونسية ) أي أن المحكم هو محامي الحكومة وهذا إجراء غير سليم وبعيد كل البعد عن الحياد والأمانة ويتناقض وقانون التحكيم التونسي، وهو يدلل بشكل واضح على سوء النية المبيتة. ومع ذلك تجاوزت « تنمية » عن تعيينه علها تصل لحل عبر التحكيم. ولم يكتف الجانب التونسي بذلك، بل قام ومن طرف واحد، بإلغاء العقد مع « تنمية » دون مسوغ قانوني مخالفاً الفصل الرابع عشر من العقد ». وويضيف: » وعلى ذلك، تقدمت « تنمية » لمحكمة الاستثمار العربية بجامعة الدول العربية بتاريخ 14/1/2003م وكانت أول قضية تنظر من قبل المحكمة. وطالبت « تنمية » بتعويضها عن الخسائر والأضرار المالية التي تكبدتها جراء إلغاء العقد مع الحكومة التونسية، وتقدر بـ 79 مليوناً و58 ألفاً و170 دولار أمريكي ». ومن جانبه، أشار المحامي فيصل الجربا، عضو هيئة الدفاع عن شركة « تنمية » لقد صدر حكم محكمة الاستثمار بالأغلبية في 12/10/2004 وقضى برفض الدعوة إلا أن رأي رئيس المحكمة كان مخالفاً لرأي غالبية أعضائها، حيث قال:  » ولما كان الطرفان لم يتقدما بدعوى خلال سريان الاتفاق يطالب أي طرف الآخر الذي ماطل بالتنفيذ ويستصدر حكما بفسخ العقد يبقى العقد قائما، كما هو مقرر في اغلب التشريعات العربية. وعملا بنص الفصل (373 ) من مجلة الالتزامات والعقود والذي تنص على (… وفسخ العقد لا يكون إلا بحكم )، خلافا لرأي الأكثرية المحترمة، أرى أن تقوم المحكمة باختيار عدد من أهل الخبرة والفن ليقوموا بتقدير التعويض العادل لرفع أي ضرر لحق بأي طرف نتيجة مخالفات نصوص العقد، إن وجد ضرر فعلي نجم عن هذه المخالفات، وعلى ضوء صدور مثل هذا التقرير وقبوله يصدر القرار المقتضي قرارا. وأضاف الجربا ويؤكد ما ذكره رئيس المحكمة حق « تنمية » في التعويض فيما طالبت به، وهو ما استندنا إليه في طلب الإلتماس الذي تعاود المحكمة النظر فيه » يوم الأربعاء القادم العاشر من يناير 2007م » . (المصدر: موقع إيلاف  بتاريخ  06 01 2007 ) 


حول الحجاب

 
بقلم :علياء »

بسم الله الرّحمان الرّحيم والصّلاة و السّلام على نبيّنا محمّد و على آله و صحبه و سلّم تسليما كثيرا

 

قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء*-الآية 18

« بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل ممّا تصفون »

 

سورة الصّف *الآيات من  7 غلى 11

« من أظلم ممّن افترى على الله الكذب و هو يدعى إلى الإسلام و الله لا يهدي القوم الظّـالمين -7-يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم و الله متمّ نوره’ ولو كره الكافرون-8-هو الّذي أنزل رسوله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون-9-يا أيّها الّذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم-10-تؤمنون بالله و رسوله’ و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون »-11

 

سورة الجنّ * الآية 18

« 

« وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا

 

سورة الشّعراء*الآيات 5 و6

« 

وما يأتيهم من ذكر من الرّحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين-5-فقد كذّبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون »-6

 

سورة الأعراف الآيات 174 إلى 178

« 

وكذلك نفصّل الآيات و لعلّهم يرجعون-174-واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشّيطان فكان من الغاوين-175-و لو شئنا لرفعناه بها و لكنّه أخلد إلى الأرض و اتّبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم  الّذين كذّبوا بآياتنا فاقصص لعلّهم يتفكّرون-176-ساء مثلا القوم الّذين كذّبوا بآياتنا و أنفسهم كانوا يظلمون-177-من يهد الله فهو المهتدي و من يضلل فأولئك هم الخاسرون »-178-

 

سورة الأعراف الآيات 180 إلى 183

« 

ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها و ذروا الّذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون-180-وممّن خلقنا أمّة يهدون بالحقّ و به يعدلون-181-والّذين كذّبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون-182- وأملي لهم إنّ كيدي متين »-183

 

سورة الأعراف الآية 186

« من يضلل الله فلا هادي له’ و يذرهم في طغيانهم يعمهون »-186 

صدق الله العظيم

 

 

تصعيد في شهر رمضان 2006 لحملة لمحاربة الاسلام في تونس بتفعيل منشور  108 الّذي  يعود تاريخه الى سنوات عديدة و يمنع ارتداء الحجاب :

 

بالقوّة الأمنيّة

و ماذا بعد الالتزام ؟

 

آراء :

تسمية الأمور بأسمائها و بوضوح لا غبار عليه

 

 

السّلطة التّونسيّة سمحت بارتداء الّباس التّقليدي ومنعت الحجاب  و لم تذكر لباس آخر تقليدي أيضا إذا كان المسموح به فقط هو الّباس التّقليدي’

 

 

السّفساري و الفولارة أو  المحرمة و ماذا عندئذ  عن  الخامة إذا  أليست هي أيضا  تقليديّة كانت تلبسها المرأة التّونسيّة مع   لسّفساري  و هي تشبه النّقاب منذ عهد حكم  البايات و الاستعمار الفرنسي أي الرّجوع الى الفترة التّي عرفت

 

من قبل ما قيل عن تحريرالمرأة  و كتاب الطّاهر الحدّاد الّدي هو رمز لهم عندما يتحدّثون عن تحريرها فها هم اليوم يتناقضون مع أنفسهم

 

الحبيب بورقيبة نزع السّفساري بنفسه  من امرأة وبثّوها في التّلفزة التّونسّية آنذاك والآن الحزب الحاكم هو نفسه يطلب من المرأة التّونسيّة ارتداءه أي أنّ الخلاصة هي المهمّ منع ارتداء الحجاب في تونس في كلتا الحكمين و لا يحتاج الأمر الى تفسير هم  يحاربون الدّين الاسلامي

 

أي أسلوب تعويض قيمة دينيّة لا يجب بأيّ حال من الأحوال المسّ بها لأنّها منزّلة من عند الله بأمر آخر يخترعونه على مساقهم و حسب مصالحهم الدّنياويّة عن طريق المغالطة و محاولة فرض بديل عن طريق المغالطة و الفرض بالقوّة و الغرض هو القضاء على القيمة الأصليّة المتّفق عليها شرعا وفرضت على المسلم من الله و رسوله محمّد صلّى الله عليه و سلّم الّذي دلّنا للطّريق الّذي لن نضلّ بعده أبدا وهو التّمسّك بكتاب الله و سنّة رسوله و لأنّهم يعلموا جيّدا أنّ قوّة المسلم في دينه و في أيمانه فإنّنا أصبحنا  نسمع عن كلّ أنواع الإساءات للمسلمين؟

الآن سنصبح نرى نساء و فتيات  في المؤسّسات التّونسيّة  سواء منها الحكوميّة  أو الخاصّة و في الجامعات و المدارس و غيرها من لمحافل الدّوليّة و المحلّيّة و في كلّ مجالات الحياة و هنّ يرتدين ‘السّفساري التّونسي و هو الّباس  الّذي يغطّي الجسد شبه كامل ؟؟

 

و حتّى التّي سترتدي السّفساري أو الفولارة لن تقبل به كما هو في كلّ المجالات لأنّهم سيرونها  في الصّورة نفسها لأنّها ستبقى بالنّسبة لهم رمزا أي يصنّفونها دائما بأنّها

 

      »كانت تلبس’ لباس طائفي حسب تعبيرهم ‘ و أصبحت ترتدي الزّ يّ التّقليدي » رمزا

 

و هذا هو أسلوب التّدرّج نحو التّعرية بسياسة المراحل

 

و الملية أيضا لباسا تقليديّا ريفيّا فلما و قع نسيانها أو عدم إدراجها و هي لباس تقليديّ أيضا ؟,,

 

—- و عندها سوف يقولوا لا لا يمكن السّماح بذلك كذلك لأنّ ذلك معناه انّنا  سنرجع البلاد الى العصور القديمة

 

 

منع الحزب الحاكم في تونس  المحجّبات من لباس حجابهن لمحاربة أي صحوة اسلاميّة في البلاد

 

 » يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحقّ »

 

فقط الحزب الحاكم هو الوحيد المتفرّد بهذا القرار و لا أيّ طرف سياسي آخر في البلاد لا من الأحزاب المعترف بها و لا المعارضة الغير معترف بها و لا في أوساط أغلبيّة الشّعب التّونسي قي بلاد الأصل أنّ دينها إلاسلام و لن تكون غير ذلك في أيّ يوم من الأيّام  بإذن   الله الى يوم لقاه و الله عزّ و جلّ ناصر دينه  لامحالة والله  مثمّ نوره

 

التّعلّة الّتي فكّروا فيها هي : نعت الخمار بالّباس الطّائفي و هو نعت في صورة لفظ مشوّه و فيه لغم ومصلحة سياسيّة يرجوها من و رائه و ليحاول في نفس الوقت تسويق هذه الحرب الى دول  أ خرى عربيّة وإسلاميّة و أجنبيّة لتنسج على منواله و قد شهدنا على ذلك في فرنسا و بصورة أخرى في مصر عن طريق تصريحات وزير الثّقافة وقد تبعه في ذلك فنّانون مثل حسين فهمي في مداخلة له في  إحدى للقنوات العربيّة ثمّ ظهر مباشرة في نفس البرنامج ليعتذر عمّا قاله في حقّ المرأة المتحجّبة التّي وصفها  بأنّها متخلّفة و معاقة إلى غير ذلك من السّبّ ليظهر بعد ذلك فيناقض نفسه كلّيّا ليقول انّه قد جرح مشاهر المتحجّبات في تصريحاته السّابقة … أي أنّ هذه طريقة أخرى و هي المسّ بالواجب الدّيني و إطلاق الفكرة المشوّهة أوّلا عسى أن تأثّر في شريحة معيّنة و محاولة استفزاز المسلمين من خلال المسّ كلّ مرّة بشعيرة من شعائرالإسلام أوأيّ فريضة  و خلق فتنة  فقد لحق بعد ذلك في المغرب الأقصىعزل عدد كبير منأئمّة المساجد و سمعنا أيضا عن قرار فرنسي لترحيل إمام تونسي ,,, زد على ذلك أنّ في تونس مثلا المساجد كانت و لا تزال دائما تغلق بعد انتهاء  كلّ صلاة و لا حلقات و لا دروس دينيّة و لا فرصة    لإ  مكانيّة طرح الأسئلة عاى الامام  للحصول على أجوبة يحتلج  إليها  السّائل في تصريف أمور دنياه وفق ما يمليه عليه دينه الإسلاميّ   . أي ما يسعون اليه هو محاولة تبديل أصول تطبيق الشّريعة الاسلاميّة و فق مصالحهم : قال الله تعالى في القرآن الكريم : « في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه بالغدوّ و الآصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله » و قال تعالى « وانّ المساجد لله فلا تدعوا مع  الله  أحدا » صدق الله العظيم في حين أنّ في بلاد كتونس يذكر الأيمّة  فيها بل ويثنون في خطبهم على رئيس الدّولة

 

-المساجد تبنى و تزوّق و تزخرف كدليل على الاعتناء ببيوت الله و يحرم كثير من الدّخول اليها ويقع ايقاف الكثير منهم من المساجد و اتّهامهم بكلّ سهولة بأسهل تهمة يريد أيّ طرف أن يقصي بها أيّ رأي حرّ يخالف المصالح الأمريكيّة و الصّهيونيّة في العالم. ولكنّ أساليب محاربة الاسلام بمحاولة تغيير مفاهيمه و تشويهها و تطويعها من أجل غايات بشريّة و من خلال محاربة من يتمسّكون بدينهم وباسلامهم يعدّ حربا على الله و رسوله سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم عن طريق عباده باضطهادهم عسى أن يبتعدوا عن هذا الدّين و يكتفوا فقط بالامتثال الى القوالب التي يريدها الحاكم خاصّة في البلدان التّابعة و زد على ذلك الاساءات التي أطلقتها جهات لا تخفى على أحد لمحاولة الاسائة للنّبيّ محمّد صلّى الله عليه والرّسوم الكاريكاتوريّة…   كما انّ الإعانا ت و موائد الافطار التّي تقدّمها السّلطات للمحتاجين تصوّرها في الاعلام 

 

نأتي الى مفتي الجمهوريّة . في تونس مثلا لا يظهر و لا يتقدّم بحديث مقتضب الا نادرا و أساسا عند الاعلان عن رؤية الهلال و اليوم التّاريخ الهجري أو يحضر عند القيام برئيس الدّولة لخطاب في القصر حتّى أنّه لم يتكلّم أبدا   في التّلفزيون ليشجب محاولات الاسائة للنّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم و لا يلقي دروسا و لا يقدّم لا مواعض دينيّة و لا فتاوى

 

جامع الزّيتونة في تونس كمدرسة دينيّة عالميّة في التّاريخ الاسلامي و قع افراغها من مضمونها ,,, الأصلي

 

 

,,, تونس دولة اسلاميّة هل رأيتم مرّة في تاريخ هذه الدّولة أحدا من الحكومة التّونسيّة و بيده سبحة

و لا حتّى أحد في التّلفزة التّونسيّة

لا مذيعات حتّى ولو ب ‘فولارة على الرّأس’

 

برامج التّلفزيون التّونسي : أين  هي الدّروس الدّينيّة و درس واحد يوم الجمعة أو حلقة بمناسبة الأعياد و بعض المناسبات  الدّينيّة

 

قرار بمنع الحجاب في دولة اسلاميّة من برامجها التّي تعرضها من خلاعة و كليبات و السّهرات الفنّيّة الّتي تقام على الشّاشات التّونسيّة  كما أنّها تقوم  بعرض  إعلانات عن نوعيّة السّهرات التّي تقام في النّزل في شهر رمضان

 

مذا عن لباس البلو دجين المرقّع و الممزّق للفتيات أيضا وتسريحة الشّعر بال كو دو شفال للشّبان وقصّ الشّعر على طريقة  المارينزالأمريكيّة  و حلقة الأذن الفتيان  أليست هذه بدخيلة على تونس التّي تعتبر الحجاب بدخيل عليها….

و الّحية ممنوعة على الرّجال في تونس و  ليست » دخيلة » و هي أيضا « تقليديّة أيضا كما الفولارة و السّفساري و غيرها » فأجدادنا كانت لهم لحية

 

و الفتاة التّي تجول في كلّ الأماكن « عارية الصرّة….خاصّة في الصّيف

 

و أين الحرّيّة الفرديّة في اختيار اللباس المحترم اذا سمح للعراء لمذا لم يسمحوا للحجاب ؟

 

ثمّ أنّ السّلطات التّونسيّة دعت في التّطبيق في المؤسّسات و غيرها  الى أنّ المرأة أو البنت التّي منعت من ارتداء الحجاب  و ‘أحلّوا لها الفولارة التّقليديّة’  التّي ارتدت ال’فولارة’ يطلب منها أن تعرّي مقدّمة رأسها و تكشف عن الشّعر ,,, و هذا اعتداء صارخ لما طلبه الله عزّ و جلّ من المرأة في الآية 31 من سورة النّور قال لله تعالى  » و قل للمؤمنات يغضضن من  أبصارهنّ و يحفظن فروجهنّ  و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهّن إلى جيوبهن و لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهنّ أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التّابعين غير أولي الإربة من الرّجال أو الطّفل الّذين لم يظهروا على عورات النّساء و لا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ و توبوا إلى الله جميعا أيّه المؤمنون لعلّكم تفلحون » صدق الله العظيم  ,,,

  كيف عندما يتعلّق الأمر بممارسة شعائر الاسلام يقال إنّها ‘رجعيّة’ في حين أنّهم عندما يحاولون تعويضها ينسون الحداثة و يتبنّون الرّجوع الى الوراء و يحتكمون الى العادات و التّقاليد  هذا يذكّرنا أيضا  عندما بعث الله الأنبياء و الرّسل قال الكافرون أنّهم لا يتّبعوا إلا ما و جدوا عليه آباءهم من قبل و قد كانت عاقبتهم الضّلال المبين  و استكبروا في الأرض فنجّى الله الأنبياء ومن اتّبعهم من المؤمنين وأهلك الكافرين

 

 هذا خلط لأنّ الحجاب ليس قيمة سياحيّة بل ستر للمرأة أمرها الله بارتدائه « لا مبدّل لكلمات الله » « 

ماذا عن اللواتي يلبسن الحجاب في الدّول المسلمة الأخرى ما هو لرأينّ عندما سمعن بهذا النّعت ب’الّلباس الطّائفي ؟

كتب تفسير القرآن ممنوعة في السّجون التّونسيّة ;  حتّى من انحرف في حياته لا يمكّنوه من حقّه في إصلاح نفسه والرّجوع الى الله

 

الإسلام دين ودولة وسياسة واقتصاد  وعلم   اجتماع وثقافة فهو منهج حياة  و  اتّباعه نجاح في الدّنيا و فوز في الآخرة  والقرآن صالح لكلّ زمان و مكان و لكن ليس من الإسلام أن يريد الإنسان أن يبدّل و يغيّر آياته و تفسيره للمصالح الّتي يريدها هو أو أي إنسان آخر أو أيّ مجموعة فالبشر لا يغيّر كلام الخالق الله الواحد الأحد و لن يقدر على ذلك أبدا رغم محاولاته لأنّ الله يحمي هذا الدّين و له الحمد والشّكر و المؤمنون أيضا بما أنزل من الحقّ قال الله تعالى: »و من أظلم ممّن افترى على الله كذبا أو كذّب بالحقّ لماّ جاءه أليس في جهنّم مثوى للكافرين و الّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين » صدق الله العظيم-68 و 69 سورة العنكبوت

 


 

الشّابع من نوفمبر. . عاش عهد العباقرة !

* القلم الحرّ سليم بوخذير لم تنتظر السلطات في تونس طويلا حتّى تضع أياديها العابثة على أوّل مُدوّنة أبعثها في حياتي في شبكة الانترنت، فمنذ 3 أيام لاحظت أنهم أقفلوا عليّ أبواب الدخول الشخصي إلى المدوّنة لتحديث محتوياتها، وظلّت فقط مُتاحة إمكانية الدخول العادي للإطلاع عليها . لكن إبتداء من أمس الجمعة تيقّنت أنهم تكرّموا عليّ بقرار حجب المدوّنة، وصارت الصفحة التي تظهر لي بعد كتابة عنوانها في خانة العنوان هي impossible d,afficher la page »  » هذه الجملة الشهيرة التي صارت معهودة لكلّ الراغبين في تونس في الدخول إلى أي موقع محجوب دون تزوّدهم ب »بروكسي » تجود به عليهم قريحة بعض العقول الصينية أو اليابانية أو الأمريكية لفكّ شفرات الحجب التي طالت مواقع المعارضة التونسية و عديد المواقع الإعلامية العربية و الدولية التي لا تُحظى برضاء الحُكم . ومن اللافت أنّ هذه المدوّنة لم يمض على بثّها أكثر من أسبوع ، ومن الواضح أنّ حجبها كان يمكن أن يكون حتى قبل هذا الوقت إذا ما إعتبرنا أنّ المصالح الرقابية على شبكة الأنترنت في بلدنا قد تكون أخذت إجازة بمناسبتي العيد ورأس السنة الميلادية . و ليت الأمر توقّف عند حجب المدوّنة ، فقد عجزتُ منذ 3 أيام عن فتح أيّ من « إيمايلاتي » كلّها سواء التابعة للمشغّل « ياهو » أو غيرها ، ناهيك و أنّني وضعت قائمة بها في « معلوماتي » بالمدوّنة (أي أنّ الأحمرة ذات الآذان الطويلة إطّلعت عليها) فيما سبق أن أعلنت في مواقع أخرى تدخُل إليها السلطات عن باقي « إيمايلاتي » ، و نظرا لأنّ الأماكن التي أدخل منها إلى شبكة الأنترنت ، معروفة لدى الرقباء الأعزّاء ، فقد عجزت اليوم و أمس و أمس الأوّل عن فتح حسابات إلكترونية جديدة رغم فائق المحاولات، و لذلك عجزت عن إرسال أي شيء إلى أي كان من ذلك عجزي عن إرسال تقرير إلى « العربية نت » عن الأحداث المسلّحة الأخيرة إلاّ بطرق أخرى لا تجعل إطلاع الزملاء في مقرّ القناة في دبي متاحا في الحين . و بشأن المواقع التونسية ، لم يظلّ مُتاحا أمامي إلاّ مراسلة موقع واحد هو موقع « النواة » بإعتباره الوحيد بين مواقعنا التونسية الذي يحتوي على خدمة إرسال الرسائل إليه عبر صندوق خاص برسائل الزوّار . ولمّا كنت من المحظوظين بسلاح « البروكسي » ، فقد أمكن لي دخول الموقع والإستفادة من هذه الخدمة في إرسال ما أريد إلى « النواة » . و حتّى « لا نُطيلها و هي قصيرة » ، أوضّح أنّني لم أرْو لكم حكاية حجب مدونتي و إقفال « إيمايلاتي » ، لأُهاجم لا سمح الله شرطة الأنترنت في تونس و أُندّد بهذا الصنيع المُتجدّد كلّ يوم من قبل السلطات في بلدي الذي ينمّ عن حجم معاداة حكومتنا لوسائل الإعلام الحرّة و إنتهاكها لمعاهدات وقّعتها بإحترام حرية الإتصال و تبادل المعلومات و حق التعبير . أنا رويت الحكاية فقط لأُقدّم فائق إعجابي بهذه القدرات القياسية للأيادي التونسية في الفتك بمواقع الأنترنت و العناوين الإلكترونية بسرعة قد لا تتوفّر لعفاريت الجان .. فالأكيد أنّه سيأتي يوم تفتح فيه الأجيال القادمة صفحات التاريخ لتُحاول تبيّن إن كان عهد « الشابع من نوفمبر » ( كم تعجبي عبارتك هذه يا صديقي قاسم ) قد صنع لتونس عباقرة أم لا (في أي مجال) ، وعندها لن يعثروا فقط سوى على عباقرة الفتك بمواقع الأنترنت التي لا تُعجب الحُكم . . فشكرا لهم ، لأنّهم قد يجعلون في المستقبل بلادنا تونس تدخل مرّة على الأقلّ في تاريخها في كتاب غينيس ، حتى و لو كان ذلك في مجال غير المجالات التي تتشرّف البلدان الأخرى بتسجيل الأرقام القياسية فيها . . . فبرافو . . ألف برافو .. . . و سلّمولي بالله ، على عمّنا الدّكت. . تا. تور. . ! * تونس / 6 جانفي 2006 (المصدر: موقع نواة بتاريخ 6 جانفي 2007 على الساعة 21 و40 دقيقة مساء)

 


إلى الدكتور خالد شوكات: لماذا هذا التجني؟

قرأت باستغراب رسالتك الموجهة إلى السيد ناجي الجمل و إلى سائر الأخوة الإسلاميين في تونس تحت عنوان إصلاح حركة النهضة جزء من الإصلاح الوطني وقد خصصت سبعة نقاط للحديث عن تجربتك الشخصية و التي لم تدم كما قلت أكثر من ثلاث سنوات، استطعت حسب ما تدعي أن تصل إلى قناعة مفادها أن حركة النهضة إذا أرادت أن تدخل المجتمع عليها أن تخرج من قشرتها و ذلك بتغيير قيادتها التي حملتها الجزء الكبير من مسؤولية الانسداد السياسي و الاجتماعي التي تعيشه تونس، و تغير من برنامجها السياسي و الفكري، و لئن كان هذا الكلام من إنسان عادي فممكن قبوله لكنه أن يأتي من دكتور مثقف فلي أن أرفضه للاعتبارات التالية:
1. قلنا ولازلنا نقول أن حركة النهضة هي حركة مؤسسات و ليست حركة مشيخة فيها الشيخ و المريد و كما هو معلوم في أدبياتها أن رئيس الحركة ينتخبه مؤتمرون نيابة عن بقية الأعضاء ضمن أسس و شروط معروفة و ليست موضوعنا الآن. 2. لم يكن الشيخ راشد الغنوشي هو الوحيد الذي تحمل مسؤولية قيادة الحركة بل تحملها الشيخ الحبيب اللوز و الدكتور صادق شورو إضافة إلى ناطقيها الرسميين و مكاتبها التنفيذية، و ما الشيخ راشد الغنوشي، و على أهميته، إلا أحد مؤسسات الحركة تسيرها نظمها الداخلية، و لو أخطأ فانه يحاسب كأي عضو فيها و لم يدعي الشيخ يوما ما أنه يحمل الحقيقة المطلقة أو أنه فوق المسائلة، بل ينتقده البعض في جرأته المبالغ فيها في بعض الأحيان. 3. إن كانت الحركة كما تقول تتحمل جزءا من الأزمة في تونس فلابد أن تشير إلى من يتحمل الجزء المتبقي أم أن قطار الإصلاح وقف بك عند حركة النهضة الغائبة عن البلاد منذ ما يزيد عن ستة عشر سنة، و لي أن أسألك من يتحمل الفساد السياسي و الاقتصادي في تونس؟ من يتحمل الركود الاجتماعي؟ من يتحمل المتابعات الأمنية للشخصيات الوطنية؟ من يتحمل … ؟ من يتحمل…؟ من يتحمل ..؟ . 4. كعضو بهذه الحركة أذكرك أنه ليس من الآداب في شيء أو من الذوق الديمقراطي السليم أن يطالب أحد من خارجها تغيير قيادتها حتى و إن كان من الأعضاء السابقين و التي لا أعتقد أنك تحصلت عل عضويتها لأنك لم تبقى فيها أكثر من ثلاث سنوات كما قلت. 5. لم يكن في يوم ما عند الأحزاب و الحركات مقياس التغيير والديمقراطية هو مسئولية الرئاسة لأننا حتى في البلدان الأوروبية و التي تدعي احتكارها للديموقراطية نرى أحزاب و حركات رؤساؤها لم يتغيروا منذ أن بعثت و يكفي أنه في إيطاليا مثلا حزب  » إلى الأمام إيطاليا » يرأسه « برلوسكوني » منذ تأسيسه في أوائل التسعينات بالرغم من أنه كان أكبر متسبب في المشاكل السياسية الإيطالية كما تسبب في هزيمة تحالف اليمين و لم يطالب أحد بتنحيته أو حزب « التحالف الوطني » و رئيسه « فيني » أو « رابطة الشمال » و رئيسه » بوسي » و الذي أصيب بمرض مزمن و إعاقة و مازال يرأس الحزب، و قس على ذلك كثير من الدولة التي لها باع في الديمقراطية. 6. أما دائرة التنظيمات السرية والأجندات الخفية والأجهزة الخاصة والمجموعات الأمنية والعسكرية فلو كنت في دولة إسلامية لحكم عليك بعقوبة الجلد لقولك البهتان و لو كنت في دولة أوربية فلن تمر لك بسهولة لأنك باختصار أصبحت ببغاء للنظام الفاشل في تونس و هذه الدعوة لا تقوم على أي أساس من الحوار أو حسن الظن لافتقادها أدنى دليل بل مجرد الاتهام و كل ادعاء لا يقوم على دليل فأصحابه أدعياء. 7. و لقد استفزني ادعائك أن الشيخ راشد الغنوشي نعى الطاغية صدام ( بالرغم من أن المسلم لا يذكر الميت إلا بخير كما أوصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا أدري رأي الليبراليين في هذا؟ ) و أبدى تعاطف معه لأنه عار من الصحة و لا يستنتجه إلا من كان يتصيد في أخطاء الشيخ فماذا تقول لو سمعت بخطبة الشيخ يوسف القرضاوي و التي دافع فيها على صدام بالدليل و الحجة أكنت تخرج الشيخ من الإسلام أم أنك تفهم أكثر منه ؟؟؟ 8. و أخيرا أذكرك بأن قيادة حركة النهضة لها من يفكر فيها و من يحاسبها ليس عبر وسائل الإعلام و إنما في إطاره الداخلي دون الحاجة إلى الرسائل المفتوحة أو الادعاء بالنصح أمام الملأ لأن النصيحة أمام الملأ فضيحة كما يقال، و يمكنك أن توجه هذه النصائح إلى الطغمة التي تقبع على صدور الشعب منذ أكثر من تسعة عشر سنة و هي تتجه بالبلاد إلى الهاوية بسياستها القمعية، و ما الأحداث الأخيرة بالبلاد إلا بداية المجهول الذي ينتظر الشعب، لا كما دعوت في بيانك إلى تضامنك المطلق مع المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية في مواجهتها لهذه المجموعات الضالة، دون أن تكلف نفسك العناء في تقصي حقيقة ما حدث بالرغم من أن كل المتابعين للوضع التونسي أجمعوا أن السلطات التونسية تتكتم على حقيقة الأمر كما حملوها مسؤولية هذه الأحداث.
أبو عمر – إيطاليا


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

تونس في 05 جانفي 2007  

بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

الرسالة رقم 190 على موقع الانترنات تونس نيوز

مناطق الظل مازالت تحتاج إلى التعهد والصيانة والمتابعة

إن المشاريع التي أنجزت في مناطق الظل عبر كامل أنحاء البلاد جنوبا شمالا شرقا وغربا يفوق عددها حوالي 1400 منطقة ريفية نائية أو مناطق شعبية . ومنذ 1993 تاريخ الصندوق الوطني للتضامن 26-26 الذي تم بعثه لمزيد التضامن الوطني حقق إنجازات تذكر فتشكر وأن مساهمة المواطنين داخل البلاد وخارجها كانت إيجابية ورائعة وفي كل سنة  بمناسبة 08 ديسمبر 1993 يوم التضامن الوطني قبل يوم واحد للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان . وفي هذه السنة 2006 على سبيل المثال لا الحصر تم التبرع بأكثر من أربعين مليار في ظرف 3 أيام وأصبح 08 ديسمبر من كل عام هو يوم التضامن الوطني . واستطاعت الحكومة بفضل جمع هذه المبالغ الهامة التي تجمع سنويا من ذوي البر والإحسان وأصحاب القلوب الرحيمة وتضاف إلى هذه المبالغ اعتمادات مالية هامة أحيانا مضاعفة وتضبط البرامج سنويا بما قيمته حوالي 80 مليار تقريبا بين المال المجموع من الشعب واعتمادات الدولة المخصصة للمشاريع في مناطق الظل . وقد تم بفضل هذه الطريقة إنجاز مشاريع هامة في مجال الطرقات والتنوير الريفي وإيصال الماء الصالح للشراب . وبناءا المدارس الابتدائية وبناء المستوصفات والمساكن للعائلات الضعيفة وهذا رائع غير بحق وجه الريف .

مشاريع تتطلب التعهد والصيانة

إلا أن بعض المشاريع التي أنجزت في مناطق الظل تتطلب مزيد الصيانة والتعهد والمتابعة حيث أن بعض المشاريع خاصة في مجال الطرقات التي أنجزها الصندوق الوطني للتضامن 26-26 وأوكل للمقاولين مهمة الإنجاز على حساب 40 ألف دينار  لتعبيد 1 كلم . بعض هذه الطرقات التي أنجزت بطريقة عاجلة وسريعة وغير دقيقة المراقبة أو المراقبة محتشمة وأكتفي بهذه الإشارة فقط ….؟

بعد 6 أعوام برزت عيوب هذه الطرقات وظهر الخلل والحفر وأصبح المواطن يفضل السير خارج الطريق المعبدة خوفا عن تعطيب سيارته . وللتأكيد فإن طريق الحجارة معتمدية الحنشة ولاية صفاقس الذي أنجز عام 1999 نهاية الأشغال هو الآن في حالة رديئة للغاية وغير صالح ومعطب . وقد أشرت في 3 رسائل وجهتها إلى سيادة الرئيس مفتوحة عبر الأنترنات تونس نيوز . ورسالة للسيدة وزيرة التجهيز والإسكان ورسالتين للسيد وزير الشؤون الاجتماعية . ورسالة للسيد وزير المالية من 04 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2006 شرحت فيها حالة الطريق المشار إليه الذي يربط الحجارة بمنطقة بئر صالح والجم كما أشرت في الرسائل إلى عدم إيصال الماء الصالح للشراب إلى 87 عائلة بالحجارة  و 33 أسرة بمنطقة البطاطحة …

وذكرت أن 20 أسرة انتفعت بمساعدة بناء المساكن بجهة الحجارة وخصص الصندوق لكل عائلة مبلغ ألفي دينار لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تكفي لإنجاز بيت واحد بينما الصندوق في عام 2001 قام بالترفيع في قيمة بناء المساكن الفردية إلى حدود 5 آلاف دينار عوضا عن ألفي دينار . وبعض المساكن بقيت إلى الآن غير كاملة ..

وفي مجال مرافق الشباب أنجز الصندوق ملعب رياضي بالحجارة وتوقفت الأشغال عام 2000 دون إتمام الملعب الريفي والأشغال وصلت نسبة 40%  ولحد الآن لم ينجز الملعب الرياضي .  هذه بعض الملاحظات وغيرها أسوقها لعل إدارة الصندوق الوطني للتضامن تعود إلى منطقة الظل المشار إليها وغيرها وتقوم بالصيانة والتعهد والإصلاح وإتمام المشاريع الإجتماعية وقد أشرت في مقالي إلى السيد ة وزيرة التجهيز والإسكان يوم غرة ديسمبر 2006 بأن الطريق الذي أنجزته فرنسا عام 1886 في منطقة بو ثدي من معتمدية منزل شاكر مازال صالحا لحد الآن أما طريق الحجارة الذي أنجز عام 1999 فقد تعطب والخلل واضح نتيجة الأشغال البسيطة والغش من طرف المقاول وحتى المقاول الثاني بمعتمدية الجم فهو الآخر كشقيقه وكلهم نسخة واحدة مطابقة للأصل ، أعتقد أن سيادة الرئيس لا علم له بذلك ولا يرضى إطلاقا بأعمال رديئة وغير دقيقة والخلل بها واضح ، ولا يرضى 110 عائلة لحد اليوم بدون ماء صالح للشراب وبدون ملعب رياضي للشباب .

والمساكن التي انتفع بها أصحابها في الجهة أخذوا مبالغ مالية أقل من 40% من غيرهم عام 2001 .. هذا مع العلم أن هناك طريقة غير دقيقة وغير واضحة في الأذهان . وهي الآتية : عند وضع برنامج لإيصال الماء الصالح للشراب أو النور الكهربائي لمنطقة الظل يقولون أن الرصيد المخصص للتنوير والماء مثلا 120 ألف دينار مخصص من صندوق 26-26 ولكن بعد 8 أعوام على امتداد 32 ثلاثية يدفع المواطن850 دينارا للماء والنور الكهربائي أقساطا مع نسبة فائض تصل إلى 15% : هذه الأموال بعد 8 أعوام هل تعود لمشاريع أخرى بالجهة لبعض الشباب مثلما حصل في الحجارة هناك شبان أرادوا إدخال النور الكهربائي إلى مساكنهم ومحلاتهم المهنية ولكن وجدوا صعوبة وفاتورة الكهرباء والغاز باهضة للغاية فهل من مساعدة لهؤلاء الشبان . هذه أسئلة وملاحظات نرجو توضيحها والإجابة عليها والاستجابة لطموحات الشبان الجدد ومساعدتهم عن طريق الصندوق باعتبار الأموال التي استرجعت والأموال التي تجمع سنويا هامة وأهالي مناطق الظل في حاجة إلى الدعم وهذا ما يريده الرئيس بن علي وما يطمح إليه المواطن في كل مكان في الريف . قال الله تعالى : وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا . صدق الله العظيم .

محمد العروسي الهاني مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

الرجاء من أسرة التحرير إضافة الكلمة التالية :

أن زيارة السيد كاتب الدولة المكلف بالصندوق الوطني للتضامن ضرورية بعد 7 أعوام من زيارة السيد كمال الحاج ساسي حتى يطلع على الخلل و النقائص و الضروريات المشار إليها و خاصة الانجازات التي تحدثت عنها.

و شكرا


من أعدم صدام؟

 لقد نفذوا حكم الإعدام في صدام بإعاز من سادتهم الأمريكين, أعدموه ضنا منهم أنه أعدم من اجل المقابر الجماعية و حلبشة

أو مجموعة الدجيل المأجورة العميلة لإيران و فرح العلقميون الخونه فنفذوا فيه الإعدام في الأشهر الحرم يوم الحج الأكبر متحدين بذلك الأمــة..

نفذوا فيه الإعدام و هم يتخيلون اليزيد أو معاوية أو أبوبكر أو عمــر عدوهم الأكبـــر و غابت عنهم مسألــة مهمــة و هي أن صـــدام أزيح من الحكم و دمر العــراق من أجل إسرائيل و صواريخ « سكود » التي ضرب بهــا الكيان الصهيوني.

لو أحرق صدام الشيعة و الأكراد عن بكرة أبيهم ما كان ذلك يسوى عند الأمريكان جنديـا من جنودهم المرتزقــة و لكن ضرب  الكيان الصهيوني خط أحمر لا يمكن تجاوزه ( الفلسطيني الذي يقتل صهيوني لا يتمتع بالعفو أبدا )

 

الأمريكان بنو حضارتهم على أنقاذ الهنود الحمر و أحرقوا هيوروشيما و نيوزاكي و أفغنستان ووو…..

فإبداة الشعوب عندهم مسألة ليس ذات بالة بل هم يتلذذون بذلك..جاؤوا الى العراق و معهم أبناء العلقم أعداء الأمة القدامى أجدادهم جاؤوا بالمغول و التتار و هم جاؤوا بالأمريكان و التاريخ يعيد نفسه..جاؤوا ليعاقبوا صدام و من وراءه العراقيين الأحررار.

لقد ظنوا أنهم أعدموا صــدام , أم صدام لم تمت فهي دائما نفســـاء , فهي حبلى, فهي دائما نفساء…

لقد مات صــــــدام و هو رجل متحديا أعداء الأمة, مات و يهو يقر بوحدانية لله و لمحمد صلى الله عليه و سلم بالرسالة في الأيام العشرة التي أقسم بها الله تبارك و تعالي حيث قال عز من قائل: و الْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ. يوم عيد المسلمين لا عيد الصفويين, لقد غادر صدام و ترك من وراءه أمة العرب و المسلمين و هو شامخ كالجبل لا يتزحزح و ترك من وراءه الخزي و العار على أبناء العلقم عباد القبور و الأموات, تعربت ألسنتهم و لم تتعرب قلوبهم..

 

و السلام

 

فتحي حاج بلقاسم  

 


الشيطان الأكبر  وأقزامها العملاء في الوطن  العربي الإسلامي

بقلم نبيل الرباعي*

 

تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا في حق الرئيس العراقي صدام حسين فجر عيد الإضحى المبارك وفي يوم عيد المسلمين. نفذ الحكم في كنف الظلام ودون مراعاة لمشاعر المسلمين , حيث يشنق رجل عربي مسلم بالتزامن مع نحر الأضاحي في بلد عربي مسلم ينص دستوره في أولى سطوره على ألا يقع تنفيذ أحكام الإعدام في المناسبات الدينية.

إنها قمة الاستهانة والاستفزاز لمشاعر المسلمين في عيدهم من طرف الشيطان الأكبر أمريكا الظالمة وبأيدي أقزامها العملاء في الوطن العربي الإسلامي وتحديدا في القطر العراقي بلد كان في يوم من الأيام عاصمة للخلافة.

اغتيال صدام هو اغتيال رمز سياسي وتنفيذ الإعدام الهدف منه ضرب المقاومة ونموذج رفض التوجه الأمريكاني في العالم  .

فبالنسبة للأمريكيين صدام تجاوز الخط الأحمر بعد أن أعلن التمرد والعصيان على أمه بالتبني –أي أمريكا- فكان إعدامه عملية انتقامية وعبرة ورسالة إلى كل العرب والمسلمين وخاصة القادة. إن قوات الاحتلال وعملائها أرادت أن تتوجه برسالة إلى كل حاكم عربي بأنه إن لم يخضع لتوجيهات الأمريكانية-الاسرائيلية فسيكون مصيره مثل مصير صدام حسين. إن صدام حسين حكم واعدم لصلابته (وان كانت فترة حكم صدام قد تغطت عليها عديد الأشياء السيئة وكان الرجل دكتاتوريا في حكمه يحكم شعبه بالحديد والنار وقمع كل نفس ديمقراطي وكل معارض لرأيه وكان لعبة في أيدي الأمريكان باحتلاله الكويت مرورا بشن حرب لمدة 8 سنوات ضد جارته إيران إثر قيام الثورة الإسلامية المباركة إلخ… لكن تقييم فترة حكمه الآن ليس مناسبة ).

إن اللوبي الصهيوني هو وراء العملية بقيادة بوش الحقير إذ أعلن صراحة شن حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين.

يجب أن يتعض الجميع مما حصل في العراق .

إن احتلال العراق لم يكن في يوم من الأيام لنشر الحرية والديمقراطية ولكن كان للإستيلاء على خيراته أولا وحماية الدولة الإسرائيلية ثانيا وبغاية تأديبية ثالثا. لكن بعد الجريمة النكراء التي مست المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ظهرت جليا حقيقة الأمريكان. وأن كل ما قيل ويقال هو مجرد ادعاءات حول نشر الديمقراطية بالعالم العربي والوقوف ضد الطغاة العرب لكن الحقيقة أن أمريكا لا تخدم إلا مصالحها الذاتية وبذلك سقط قناع الصداقة الغربية لمشروع الديمقراطية في العالم العربي ومنها تونس الحبيبة.

ونتساءل اليوم عن موقف أصدقاء بوش الذي اتهم الإسلام بالفاشية والعرب المدافعين عن أراضيهم وحقهم بالإرهاب مما يجري اليوم وغفروا لأمريكا التي يعتبرونها خشبة النجاة لتحقيق الديمقراطيات والحريات العامة في العالم العربي ؟

إن الشعب هو القادر على بناء نظام يرتضه فهو صاحب الحق وهو أقوى من الجلادين والمحتلين حتى وإن وصل الأمر إلى الموت وإن المشهد خلق في نفوس هؤلاء إصرارا ونية لبدء عمل ما لتحرير بلادهم ووقوف صدام بتلك الشجاعة والقوة والتحدي جاء بمثابة الرجة وأعطى الرجل درسا للجميع. إن المستقبل والفخر هو للمقاومة وليس للتواطؤ مع الاحتلال والتمسح على أعتاب السفارة الأمريكانية.

 

  سجين إسلامي سابق

الهاتف : 361.487 98  

 

المقال القادم ان شاء الله

وين وين الملايين ياعم حمادي وين وين الملايين

كم قبض العم حمادي (محمد الفرجاوي) من الملايين  من أموال الشعب في صفقة ترويض الدكتور الصحبي العمري .

– بأي حق تنفق الملايين  من أموال الشعب على الدكتور الصحبي العمري …. ؟

ماهو سبب رفع الدكتور الصحبي العمري قضية استعجالية  لدى مصالح رئاسة الجمهورية في الطلاق للضرر ضد العم حمادي.

ما هي وقائع قضية استيلاء العم حمادي على محصول ضيعة عائلة الصحبي العمري ؟

هل لمجموعة العم حمادي وجليسه عمار الرواحي دور في محاولة اغتيال الصحفي بن فضل وتعنيف بعض رموز المعارضة ؟ .

ماهي علاقة عم حمادي بالمصالح المختصة  بوزارة الداخلية  » الأمن السياسي  » و مصالح رئاسة الجمهورية .

أي دور للمصالح الأمنية برئاسة الجمهورية في الحياة السياسية؟

كم دفع للمغتربين ممن اختلفوا مع توجهات حركة النهضة  وعلى رأسهم الأزهر عبعاب من أموال الشعب للتخلي عن العمل السياسي و الرجوع إلى الحضيرة ؟ .

ما هي حقيقة إدارة العم حمادي لمجموعة من الطلبة بزعامة الطاهر قرقورة  ومجموعة أخرى من أعوان الأمن الداخلي ؟

أسرار تنشر لأول مرة .


الحدث: الجريمة والإهانة لن تُنسى…

 

بقلم: طالب إسلامي – كلية العلوم بتونس
في الوقت الذي كان يتهيّأ فيه مئات الملايين من المسلمين للذهاب إلى صلاة العيد فإذا بالخبر الصاعق تتناقله القنوات الفضائية معلنة تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس صدام حسين. لم يكد الكثيرون تصديق النبأ ولكن مع مرور الساعات ظهرت الصور الأولى للجريمة النكراء التي خطط لها زعيم البيت الأسود الأمريكي بوش الصغير ونفّذها عملاؤه الأقزام.
وتأكّد الجميع أنّ الحقد الأسود للصفويين تغلب على التعقل وأنّ الهمجية في أبشع صورها قد تجسدت في هذا المشهد المنكر والذي لا يمكن أن يمّحي من الذاكرة وكذلك من صفحات التاريخ… لقد تجاوز هذا الاغتيال السياسي شخص صدام حسين ليطال جميع العرب والمسلمين الذين أهينوا في كرامتهم يوم عيدهم المقدس ووجّه رسالة للحكام الخانعين بضرورة الالتزام ببيت الطاعة الأمريكي وإلاّ فإنّ مصيرهم سيكون كالذي لقيه صدام. أمّا الرسالة الموجّهة للشعوب فهي أنّ الشخص الذي اعتبروه بطلا قوميا قد رحل وصمت إلى الأبد.
بالأمس عمر المختار… واليوم صدام حسين:
يخطئ من يظنّ أنّ قرار الإعدام اتخذ خلال المحاكمة/المسرحية فيما يسمّى بقضيّة الدجيل. ولكنّ القرار اتخذ منذ أن تجرأ صدام حسين على الصهاينة وقصف تل أبيب بـ39 صاروخا عام 1991 فقط وقع تأجيل التنفيذ إلى يوم السبت 30 ديسمبر. وقد عمد المجرمون الأمريكان إلى تسليمه ليلة عيد الأضحى لأنّهم يعلمون حق العلم أنّ عملاءهم الصفويين سيلفّون حبل المشنقة حول عنقه بمجرد تسليمه لهم انسجاما مع أحقادهم الدفينة السوداء.
ذهب صدام حسين إلى المقصلة مرفوع الهامة مكشوف الوجه في تحدّ لجلاّديه الجبناء الذين أخفوا حقارتهم ودناءتهم ووجوههم الكالحة التي تقطر حقدا وراء الأقنعة وكانوا ملثّمين مثل أفراد العصابات ووسط صرخات طائفية مقيتة. ولم يكتفوا بشتمه لحظات قبل الإعدام وقبل أن ينطق بالشهادة بل عمدوا إلى الاعتداء على جثمانه بعد شنقه وهي ممارسة تبرهن على وحشية ودناءة مرتكبيها في مخالفة صارخة لكل القيم والمبادئ الإسلامية.
إعدام صدام حسين… هديّة الطائفيين الصفويين للصهاينة:
لم تكن الجماهير المسلمة تتصور أن يقع استفزازها بهذا الشكل المريع يوم عيدها الأكبر وخاصة ممن يدّعون أنّهم مسلمين ولم يرعوا حرمة هذا اليوم المقدس وأطلقوا العنان لأحقادهم التاريخية السوداء… كانوا أشبه بالوحوش التي قبضت بمخالبها على فريستها وأخذت تفتك بها فتكا
لا ناسف على غدر الزمان لطالما        رقصت على جثث الأسود كلاب لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها     تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب
نجحت عصابة موفق الربيعي وعبد العزيز الحكيم وجواد المالكي ومقتدى الصدر والسيستاني ومن والاهم من الطائفيين الصفويين خُدّام الأمريكان في التخلص من صدام حسين ولكنّهم في نفس الوقت أثاروا غضب مليار ونصف المليار من المسلمين الذين لن ينسوا هذه الجريمة النكراء وهذه الإهانة التي وجّهت لهم يوم عيد الأضحى المبارك وجرحت مشاعرهم في الصميم وهي في الأخير ليست إلاّ هديّة يقدّمها الصفويون للصهاينة الذين خططوا لغزو العراق إزاحته من المعركة وتحييده نهائيا في مواجهة مشروعهم للهيمنة على المنطقة خاصة وأنّ صدام حسين كان يمثّل عقبة كأداء أمام هذا المشروع.
الدور الإيراني في الجريمة:
إن كانت هناك حقيقة لا يمكن تغافلها أو إنكارها في عراق اليوم فهي دور إيران الرئيسي في توجيه الأحداث والتأثير بشكل مباشر وغير مباشر فيها عن طريق عملائها وأذنابها من الصفويين حتى أنّه يمكننا الجزم بأنّ محور الشرّ في العراق اليوم يتمثل في المحور الأمريكي الصهيوني الصفوي.
ساهمت إيران بخبث كبير وبخطة محكمة في تقديم عملائها إلى الصفوف الأولى ولم يحرجها أن يكون العديد من القيادات الطائفية الحالية هم أصلا من الإيرانيين وليسوا عربا عراقيين ونذكر منهم بالخصوص على السيستاني وموفق الربيعي وعبد العزيز الحكيم وجبر صولاغ الذين تقطر كل ممارساتهم وتصريحاتهم بالانتقام والحقد والتشفي والعقد التاريخية وتكاد تذكّرنا تجربة بعض الفصائل الشيعية في العراق حاليا بالمشروع الصهيوني في فلسطين والمشروع الصربي في البوسنة. ولا ننسى أيضا الأوضاع المأساوية لأهل السنة في إيران الذين يعتبرون مواطنين من درجة ثانية ولا يسمح لهم بتولي المناصب العليا في الدولة وخاصة في الجيش وما يسمى بالحرس الثوري والأنكى من ذلك لم يسمح لهم بإقامة ولو مسجد واحد في العاصمة طهران في حين يتمتع أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى بكافة التسهيلات لإقامة طقوسهم في الكنائس والمعابد.
وأخطر ما تسعى إليه وتقوم به إيران في الوقت الحاضر وبخطى حثيثة هو تصدير الطائفية إلى المجتمعات العربية والإسلامية لبسط نفوذها وهيمنتها على مقدرات المنطقة تحت تعلة مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي في حين أنّ ممارساتها تسير عكس ذلك تماما. وما لا يعلمه- ربما- الإيرانيون هو أنّه بتصرفاتهم الخرقاء في الشأن العراقي قد زرعوا بوادر كراهية عاصفة ستذهب ببعض إن لم نقل كل ما بناه حزب الله في الصائفة الفارطة من مقاومة وصمود في مواجهة الصهاينة على اعتبار أنّ الجماهير العربية والإسلامية الواعية لا تتعامل مع الأحداث بمعزل عن بعضها البعض.
الحركة الطلابية وصدام حسين:
لا يمكن للحركة الطلابية أن تقف غير مبالية بهذا الحدث الجلل الذي هز العالم وأصابه بالذهول خاصة بسبب توقيته والطريقة التي تم بها وقد عبرت جموع الطلبة يوم العيد وفي الأيام التي تلته في المؤسسات الجامعية وفي المبيتات ومن خلال العديد من المعلقات عن غضبها على هذه الجريمة النكراء. لقد شغل صدام حسين الساحة الطلابية طيلة ثلاثة عقود من خلال النقاشات التي تثار بين الفصائل السياسية وخاصة مع التيار البعثي كما أن الحرب الإيرانية العراقية وحرب الخليج الثانية فتحت مجالات واسعة للنقاش والصراع السياسي والإيديولوجي والثقافي وحركة السواكن ودفعت بالحركة الطلابية إلى القيام بمبادرات ونضالات عديدة في اتجاه تحقيق وخدمة المشروع الوطني وتحفيز الجماهير على مواجهة كل المشاريع الاستعمارية. ولا ننسى أنّ صدام حسين- خلال فترة حكمه- بادر إلى تشييد بعض المؤسسات الجامعية في تونس ومنها كلية العلوم بالمنستير وكلية الآداب بمنوبة والمبيت الجامعي « البساتين » بالمنستير كما تبرع بطباعة العديد من عناوين كتب التاريخ والفلسفة المقررة في التعليم الثانوي.
وفي الختام:
لقد خسرت أمريكا حربها العدوانية في العراق سياسيّا وعسكريا وسقطت بسببها أخلاقيا ولم يعد لها ما تعلّمنا إياه في دم يوقراطيتها ولن يزيدها إعدامها لصدام حسين بمساعدة عملائها الصفويين سوى كرها ونقمة من قبل المسلمين الذين لن ينسوا الإهانة التي لحقت بهم يوم عيدهم المقدس وسيقتص الشعب العراقي- إن آجلا أو عاجلا- من جلاّديه وحماتهم الاستعماريين.
الجمعة 14 ذو الحجة 1427 5 جانفي 2007 (المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 5 جانفي 2007) الرابط: http://www.tunisie-talaba.net/


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.