الأحد، 7 ديسمبر 2008

Home – Accuei

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3120 du 07.12.2008

 archives : www.tunisnews.net


 

تونس نيوز:عيد إضحى مبارك وكل عام وانتم بخير

 حركة النهضة: عيد آخر يمضيه الرئيس السابق لحركة النهضة وراء القضبان  .

حــرية و إنـصاف : زيارة تضامن لعائلة الدكتور الصادق شورو

رويترز: تونس تعيد محاكمة زعيم حركة إسلامية محظورة بعد الإفراج عنه

ا ف ب: اعادة الرئيس السابق لحزب النهضة الاسلامي في تونس الى السجن

مناضل دستوري: ابن علي: وصلت الرسالة وعيدك مبروك.. كلمات للتاريخ

عبد السّلام بو شدّاخ: الدعوة لصيام جماعي يوم 10 ديسمبر 2008

المعطلون عن العمل والمتضررون بسبب الاستخدام الفاسد للسلطة:عريضة مفتوحة الى حين مصادرة املاك الصادق القربي و محاكمته

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة: بـــــيــــــان

الحوار نت : كلمة حرة : في تونس عدوان على القرآن وعدوان على الإنسان

كلمة : وكيل الجمهورية بالمنستير يجبي أموال صندوق 26/26 ووالي سوسة يخطئ العنوان في تعليماته

مدونة محمود العروسي: الصحافي التونسي والحقوق المسروقة

حــرية و إنـصاف: تهنئة

المؤتمر من أجل الجمهورية: تهنئة العيد

عماد الدين الحمروني: تهنئة بالعيد

عزالدين بن الصادق: في المبادرة الوطنية للعودة

محمد عبّو : البهجة في أخبار وفد الفرنجة

الأخضر الوسلاتي: إلى امرأة أشدّ من الرّجال

الصباح: عن روح الدعابة والسخرية في شريط «سيني شيتا» لابراهيم اللطيف: أين الكوميديا في السينما التونسية؟!

الصباح: في منتدى الذاكرة الوطنية: حديث عن دور الشركات التجارية والمطابع في المقاومة الفكرية في تاريخ الحركة الوطنية

الصباح:عامر قريعة: توضيح حول ما جاء بردّ رشيد البكاي في شأن محجوب بن علي

عبد الله بن عالي : الأزمة المالية تدفع فرنسا لإدراج المعاملات الإسلامية

مطاع صفدي: سؤال ما بعد الرأسمالية المتوحشة: الفوضى أو مجتمع التكافل

 توفيق المديني:هل يمتلك أوباما إستراتيجية شاملة للشرق الأوسط؟   

طارق الكحلاوي : متحف الفن الإسلامي

فتحي العابد :الدم الفلسطيني

علا عطا الله : غزة.. لا عيد ولا حج

عبد الحليم قنديل: دفاعا عن حماس

 


  

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 
تونس نيوز
تهنئة بالعيد
 
 
تحتفل الامة العربية والأسلامية اليوم بعيد الإضحى المبارك وبهذه المناسبة السعيدة تتوجه أسرة تونس نيوز إلى كل من أبرق إليها بالتهاني وإلى كل  قرائها الكرام  والامة الإسلامية قاطبة بخالص التهاني راجين من الله العلي القديرأن يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركة سائلين إياه أن يفتح علينا بالنصر والتمكين وأن يعجل بالفرج القريب لأبناء شعبنا المحاصر في غزة وكل عام وأنتم بألف خير
 

بسم الله الرحمن الرحيم          

عيد آخر يمضيه الرئيس السابق لحركة النهضة وراء القضبان  .

   

لم يكد الدكتور صادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة يستكمل أسبوعه الثالث في بيته بين أولاده بعد غياب عنهم طيلة ثماني عشرة سنة أمضاها وراء القضبان الكالحة ، حتى داهم البوليس السياسي البيت ليتخطفوا الشيخ الصادق شورو مروّعين أهله مطفئين البهجة التي عادت الى البيت ومجهزين على أملهم في أن يتذكروا طعم العيد مجددا. وقد شهدت المحكمة اليوم كثافة لأجهزة الامن ،طوّقت المكان، كما شهدت حضورا كبيرا للسادة المحامين الذين تجمع عشرات منهم للدفاع عن الدكتور شورو فيما هو متهم به من تهمة عجيبة و فاضحة، تهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها !هي حركة النهضة التي كان الدكتور الصادق عندما اعتقل في بداية التسعينيات رئيسا لها ، حيث حكم حكم عليه بالسجن المؤبد،فقضى  18سنة ، أكثر من ثلثيها في العزلة الكاملة، وأطلق سراحه منذ ثلاثة أسابيع ضمن آخر دفعة من مساجين النهضة يفرج عنهم . ومنذ الايام الاولى لعودته الى أهله حوصر البيت ومنع زواره من الاصدقاء والسياسيين والصحفيين من زيارته، وتم خلال ذلك تحذيره من القيام بأي نشاط فرفض هذه القرارات التعسفية البوليسية غيرالقانونية باعتباره مواطنا من حقه بل من واجبه أن يمارس كل حقوقه، ومنها حقوقه في الاتصال بمن شاء واللقاء مع السياسيين ووسائل الاعلام . وكان من ذلك لقاءات مع فضائيات مثل الحوار والجزيرة ومواقع الانترنات. ولم يؤاخذ بشيء ورد في تلك اللقاءات، فقد جاءت تصريحاته غاية في الاعتدال والدعوة الى الحوار والمصالحة والحرص على المصلحة الوطنية، موضوع المؤاخذة هو مبدأ اللقاء بالصحافة في حد ذاته لدلالته القاطعة على استمرار علاقته بحركة النهضة مما يشكل جريمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها!!تمّ اقتياده مجددا بسببها الى قفص الاتهام  ، وبعد مواجهته بهذه الجريمة التي لم ينكرها يوما بل أكد مجددا تشرفه واعتزازه بهذه العلاقة،حتى وإن لم يتيسر له الوقت منذ اطلق سراحه للقيام بأي نشاط حركي. لقد ترافع عدد كبير من المحامين مرافعات بليغة مفحمة ، فنّدوا فيها أي أساس قانوني لهذه التهمة التي كان قد حوكم بها، فدعوا الى إطلاق سراح منوبهم. غير أن المحكمة أقرّت بوجود موضوع للتقاضي فرفضت طي الملف والحكم بعدم سماع الدعوى وقررت الاحتفاظ ب »المتهم « في السجن ليقضي وراء القضبان عيدا آخر، فكانت صدمة للوسط الحقوقي والسياسي والاعلامي فضلا عن صدمة ابناء النهضة وصدمة عائلة الدكتور التي روادها الامل في الاحتفال بعيد الإضحى مع أبيهم بعد ما حرموا من ذلك 17 سنة  إزاء كل ذلك فإن حركة النهضة: – تعبر عن تضامنها الكامل مع رئيسها السابق ومع أسرته المناضلة وتدعو كل المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية دعم حق الحركة في العمل السياسي شأنها شأن بقية القوي الوطنية والسياسية الأخرى – تعبر عن شديد مناهضتها للقوانين الجائرة التي لا تزال تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الاحزاب والجمعيات والصحافة وتدعو الجميع للعمل على إلغائها ـ تعتبر أن محاكمة الرئيس السابق للحركة أو أي عضو آخر بانتمائه للنهضة هو بحق فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في سياسة التعنت والتعسف رغم إعلان الحركة المتكرر عن استعدادها لفتح صفحة جديدة تبحث فيها كل الملفات الوطنية دون إقصاء أو استثناء. – تدعو السلطة الى فك قيود د. صادق شورو وكل المساجين السياسيين من أبناء الحوض المنجمي ومن شباب الصحوة وتهيب بالنهضويين وبكل انصار الحرية الى تكثيف الضغوط من أجل ذلك. – تعلن عن إلغاء احتفال هي بصدد تنظيمه احتفاء بخلو السجون بخروج الدفعة الاخيرة من آخر سجين نهضوي وذلك منذ مارس 1987،  كما تعلن أنها ستقوم بجملة من التحركات ستعلن في إبانّها للمطالبة بإطلاق سراح الشيخ صادق شورو وللمطالبة بحق الحركة في العمل السياسي القانوني، تدعو كل أنصار الحرية الى المشاركة الكثيفة فيها من أجل تونس للجميع ، بلا قمع ولا سجن سياسي   « والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون » لندن 7 ديسمبر 2008 الشيخ راشد الغنوشي  رئيس حركة النهضة  

أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 ذو الحجة 1429 الموافق ل 05 ديسمبر 2008

 زيارة تضامن لعائلة الدكتور الصادق شورو

 

أدى وفد من منظمة حرية و إنصاف متكون من رئيس المنظمة الأستاذ محمد النوري و الكاتب العام المهندس عبد الكريم الهاروني و عضو المكتب التنفيذي المهندس حمزة حمزة مساء اليوم الأحد 07/12/2008 زيارة مساندة و تضامن لعائلة الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة و المعتقل بسجن المرناقية بتهمة  » الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها  » بعد أن رفضت المحكمة مطلب السراح المؤقت الذي تقدم به المحامون في جلسة يوم السبت 06/12/2008. و قد عبرت زوجته المناضلة السيدة آمنة النجار عن صدمتها من المعاملة التي تعرض لها زوجها منذ خروجه من السجن يوم 05/11/2008 حيث حُرم و أفراد عائلته من استقبال أقاربهم و أصدقائهم في مأدبة العشاء احتفالا بسراحه و حرمانه من الاحتفال مع عائلته بأول عيد له بعد 18 سنة من السجن قضى منها 14 عاما في عزلة تامة ، كل ذلك بسبب آرائه التي عبر عنها في تصريحاته لموقع  » إسلام أونلاين » و لقناة الحوار اللندنية. و قد ذكرت زوجة الدكتور الصادق شورو تفاصيل اقتحام منزلها عند اعتقال زوجها مساء يوم الأربعاء 03/12/2008 على أيدي عشرة أعوان تابعين لمنطقة الشرطة ببن عروس الذين اقتادوه إلى جهة مجهولة و أنها لم تتمكن من معرفة مكان اعتقاله رغم بحثها عنه لدى منطقة الشرطة و وزارة الداخلية، كما استهجنت محاكمته بتهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و هو الذي كان منشغلا باستقبال ضيوفه تحت مراقبة أمنية مستمرة و لصيقة و يستعد لإجراء تحاليل و فحوصات طبية و هي تخشى أن يتسبب اعتقاله في تعكير حالته الصحية، و قد حرم من زيارة أهله بمسقط رأسه بجزيرة جربة. و قد عبرت زوجته عن ارتياحها لحضور عدد كبير من المحامين و عن الاهتمام الواسع لدى الرأي العام بقضية زوجها و مطالبة كل الجمعيات و المنظمات الحقوقية بإطلاق سراحه ، و من جهة أخرى عبرت عن قلقها من عدم التمكن من زيارته لمده بما يحتاج إليه من ثياب و دواء.     و حرية و إنصاف 1) تعبر عن تضامنها مع عائلة الدكتور الصادق شورو و تجدد المطالبة بإطلاق سراحه فورا و دون شروط و وضع حد للمحاكمات السياسية و محاكمات الرأي و رفع المضايقات على المسرحين من المساجين السياسيين و أفراد عائلاتهم و تمكينهم من حقوقهم المدنية و السياسية و في مقدمتها حرية التعبير و التنظم و التنقل و حقوق المواطنة الكاملة. 2) تعتبر ما يتعرض له الدكتور الصادق شورو جزء من سياسة توظيف الأجهزة الأمنية و القضائية لمزيد التضييق على المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين و كل الأصوات الحرة و تدعو إلى وضع حد لهذه السياسة بما يضمن الحريات العامة و الفردية و احترام حقوق الانسان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 
 

تونس تعيد محاكمة زعيم حركة إسلامية محظورة بعد الإفراج عنه

 
تونس (رويترز) – قال مصدر قضائي في تونس ان الصادق شورو زعيم حركة النهضة الاسلامية المحظورة مثُل يوم السبت 6 ديسمبر 2008 أمام محكمة بالعاصمة لمقاضاته بتهمة السعي لتجديد نشاط الحركة بعد نحو شهر فقط من الإفراج عنه بموجب عفو رئاسي. وقالت منظمات تعنى الدفاع عن حقوق الانسان في تونس ان قوات من الشرطة قامت بمداهمة بيت شورو يوم الاربعاء 3 ديسمبر الماضي واعتقلته دون توضح أسباب اعتقاله. لكن مصدرا قضائيا قال ان « الابحاث الاولية أظهرت ان المظنون فيه قد عمل منذ تاريخ الافراج عنه على تجديد نشاطه ضمن هذا التنظيم غير المعترف به مكثفا الاتصالات بعناصره متحدثا باسمه ». واطلق سراح شورو الشهر الماضي بموجب عفو رئاسي بعد أن قضى نحو 18 عاما من حكم بالسجن مدى الحياة بتهمة محاولة القيام بالانقلاب  » وانتمائه الى تنظيم متطرف غير معترف به والاعتداء على الاملاك والاشخاص » مطلع التسعينات مع عشرات آخرين من التنظيم. وقرر قاضي المحكمة الابتدائية بالعاصمة يوم السبت تأخير المحاكمة الى 13 ديسمبر كانون الاول الحالي استجابة لطلب الدفاع ورفض مطلب الإفراج. وأطلقت تونس الشهر الماضي سراح 23 سجينا من حركة النهضة وهي آخر دفعة من معتقلي الحركة بقيت في السجون بعد ان كان عددهم مطلع التسعينات يفوق 300 سجين. وفي تونس ثمانية أحزاب معارضة مُعترف بها بينما تحظر الحكومة حركة النهضة الإسلامية المحظورة التي يعيش عدد من قادتها في المنفى بأوروبا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 ديسمبر 2008)


اعادة الرئيس السابق لحزب النهضة الاسلامي في تونس الى السجن

تونس (ا ف ب) – افيد السبت من مصادر متطابقة ان السلطات التونسية اعتقلت الاربعاء الماضي الرئيس السابق لحركة النهضة الاسلامية صادق شورو الذي كان افرج عنه في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد ان امضى في السجن 18 عاما. وافاد مصدر مقرب من شورو (61 عاما) ان الاخير اعتقل بعد ان ابلغ بمنعه من اقامة « حفل استقبال » في منزله في مرناق (30 كلم جنوب تونس) بعد اطلاق سراحه. ومثل شورو السبت امام محكمة بداية في تونس وجهت اليه تهمة « الابقاء على جمعية غير شرعية » حسب ما افاد مصدر قضائي. واتهم شورو باجراء اتصالات بعد اطلاق سراحه المشروط في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع انصار له بهدف اعادة اطلاق حركة النهضة المحظورة. وافاد محامو الدفاع عن شورو ان « عشرات المحامين » توجهوا الى المحكمة وطالبوا باطلاق سراح موكلهم. الا ان المحكمة قررت الابقاء عليه في الحجز الاحتياطي وحددت الثالث عشر من الشهر الجاري موعدا للنظر في القضية.
 
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 7 ديسمبر 2008)


ابن علي: وصلت الرسالة وعيدك مبروك.. كلمات للتاريخ

 

 
 
مناضل دستوري كنت إلى حدود يوم السبت السادس من ديسمبر 2008  أحد مغفلي تونس المنطبق عليهم قول الشاعر: فكان ما كان مما لست أذكره // فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر , ظننت خيرا واستمتت في الدفاع عن إمكانية وقدرة بن علي على قراءة التاريخ وتهيئة بلدنا لمستقبل أفضل وكنت أرى كل الهم التونسي والعفن السياسي والغير سياسي مصدره أجنحة معينة داخل السلطة ولابد من إعطاء مؤسسة الرئاسة مكانتها وفرصتها لتنظيف وترتيب البيت التونسي بما يتماشى وروح العصر وسكة وأسس الديمقراطية بما يساعد تونس على مواجهة التحديات بسواعد وخبرات كل ابنائها ,كنت كثيرا ما انتقد من ينقد أو يوجه اصبع الاتهام لشخص الرئيس وأتقاسم مع بسيس الإحساس والدفاع عن أبونا وتاج رأسنا بن علي ولنا انتقاد الجميع « إلا هو » الواحد الصمد الصامد . اليوم عرانا جميعا وكشف عن غبائنا فشكرا له واعتذر للد المرزوقي فقد تأكد عمق وصدق نظرته وفهمه ومعرفته بطبيعة نظام بن علي وقد ضحك وبكى علينا كثيرا واليوم وصلت رسالة بل علي عليلة نتنة عفنة لا يمكن لأي تونسي له شيء من الكرامة إلا التقيؤ عليه وعليها والتفكير العملي الجاد في إعطاء الرد المناسب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه فقد آمنت اليوم بما كتب الد المرزوقي: إلى كل القوى الفاعلة التي تسند هذا المتطرف المتشنج الذي يرفض كل حوار وكل إصلاح وكل مصالحة : آن الأوان لإزالته، أصبح خطر عليكم وهاتوا لنا من نستطيع الحوار معه حول نقلة سلمية للديمقراطية . ولأن ما علمنا التاريخ أن الاستبداد مثل العبودية والاستعمار هو للاجتثاث لا للإصلاح فهلموا للمقاومة … في كل ميدان… بكل الأساليب المدنية… من الآن …إلى أن نتحرر من هذا الرجل المصيبة ونمنع تجدّد أساليبه الخسيسة في التحكّم والتسلّط. يسر هذا الرئيس الكارثة على صنع وتفريخ الارهاب بارهاب شعبه والحقد على شرفاء وعلماء بلده والتنكيل بالقضاة والمحامين والسياسيين والحقوقيين والتغول وأكل حتى المقربين منه فلم يسلم أحدا حتى طفل يلعب وأقول لمن يظن ويحسب أنه الحصان الرابح ولو لخمسة سنوات أني وغيري كثير سنقف مع الشعب التونسي وكل القوى الوطنية لكشف الحقائق المستندة الى قرائن لا يطالها شك في ادانة ومحاكمة بن علي وهو واجب أخلاقي وقانوني ووطني. آمنت اليوم بكل شيء وكفرت بشريعة وتاريخ وجغرافية بن علي فقد سمعت وشاهدت تصريح الدكتور الصادق شورو فبكيت لعالم مثله ولأني لست نهضويا تمنيت تطعيم قصرنا وكوخنا ومدرستنا وجامعتنا بهكذا رجال والاستفادة من الأخطاء وإعادة تأسيس بناء وطني سليم يحصن بلدنا ضد  التطرف و ضد الفساد السياسي والاقتصادي وحاولت كثيرا مع رجال وطنيين داخل السلطة وخارجها ضمان عودة الد الصادق شورو إلى بيته وتقاسم فرحة العيد مع أبنائه وأسرته بعد 18 سنة سجنا ولكن أقولها صراحة بن علي شخصيا ووحده يتحمل الحماقات فقد بكيت عليه اليوم وعلى جهله ولن يزيد ظلمه وعماه الا وحدة القوى الوطنية التونسية بما يعجل بنهاية عهده فلترحل غير مأسوف عليك. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 6 ديسمبر 2008)

بسم الله الرحمان الرّحيم هذا حالنا  في عيد الاضحى المبارك عيد التسامح والاخاء والالفة والمحبة

الدعوة لصيام جماعي يوم 10 ديسمبر 2008

كيف نواجه الاقصاء بالانفراج و الوئام والعيش المشترك؟ توقفت القافلة لتعود المسير من جديد ألمن يئن الأوان للعودة كما كنّا بل أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة. هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني «التضحية أساس النجاح» و تجفيف منابع الإقصاء و عنف الدولة في تونس  كيف تغيير موازين القوى في الواقع ان معركتنا الحقيقية هي ضد الاستبداد ومن اجل استرجاع حقوق المواطنة دون استثناء او اقصاء إنّ إعادة الدكتورالصّادق شورو للسّجن.. هو رسالة إقصاء و استعلاء مضمونة الوصول ترفض الحوارمع المخالف للرأي و طي صفحة الماضي أزمة البلاد ليست أزمة  نصوص بل هي أزمة ممارسة وهيكلية في عقل الدولة و في فلسفة الحكم الشمولية  أزمة البلاد التى تحتكر النطق بإسم الحقيقة الشمولية  و بإسم الوطنية و الدين شعار ابن تونس البار البطل الشجاع فرحات حشاد: «التضحية أساس النجاح» رحمه الله رحمة واسعة انه المناضل الوطني والقائد النقابي والزعيم السياسي والمصلح الاجتماعي، « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله »(سورة يوسف 108) بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 7 ديسمبر 2008  

بمناسبة اليوم العالمي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان:  و احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان في تونس و دون تحقيق جدي و محايد في أي منها رغم مطالبة المنظمات المحلية و الدولية بذلك منذ أمد بعيد.. و احتجاجا على المحاكمات الصورية المتكررة.. نعلن مساندتنا لكل ضحايا قانون الإرهاب.. والأستاذ صادق  شورو السجين السياسي السابق و رئيس حركة النهضة.. و مساجين الحوض المنجمي.. و كل المساجين السياسيين و مساجين الرأي في تونس… كما نطالب:·بإطلاق سراحهم و سراح كل المحالين بتهم لها علاقة بالتنظم و التعبيرو التفكير..·بتمتع كل التونسيين و التونسيات بكل حقوق المواطنة كاملة..·بحق المنفيين التونسيين دون استثناء في عودة كريمة و آمنة للبلاد.. نعلن الدخول في يوم صيام جماعي إنقطاعا عن الطعام و الشراب ليوم واحد الموافق ليوم 10 ديسمبر اليوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. و ندعو الأحزاب السياسية و الجمعيات و المنظمات الحقوقية و المواقع الإعلامية و كافة المناضلين السياسيين و الحقوقيين و كل الوطنيين للمشاركة في هذا الصيام الجماعي سائلين الله تعالى ان يرفع هذه الغمة عن الأمة إنه سميع عليم و بالاجابة قدير .. إن قناعتنا في السعي للانفراج السياسي ليست صفقة مع النظام ولاهدنة ظرفية ولا مقايضة محتملة و انّما هو تمشّ سياسي تمليه التحديات الدّاخلية والخارجية المطروحة على البلاد كما تمليه تراكمات الماضي النضالية والتجارب السابقة ويبرره مشروعنا السياسي و الاجتماعي الإصلاحي. بعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسور النية الصادقة في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء  » و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل… » (الانعام 153) باريس في 7 ديسمبر 2008 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس


عريضة عريضة مفتوحة الى حين مصادرة املاك الصادق القربي و محاكمته

نحن الممضون أسفله المعطلين عن العمل  و المتضررين بسبب الاستخدام الفاسد للسلطة من قبل الوزير السابق للتربية و التكوين المدعو الصادق القربي.و المتابعين للوضع العام في تونس و خاصة ما يتعلق بالشفافية. – نطالب الجهات المختصة بالتحقيق في التجاوزات المرتكبة في حق أبناء الشعب منذ اعتلاء القربي وزارة التربية. – ندعو كل من تعرض لمظلمة جراء الفساد و استغلال النفوذ أن ينشر ما لديه لمساعدة العدالة. – نطالب بتعويضنا عن الضرر المادي و النفسي بسبب اقصائنا من النجاح في مناظرة الكاباس لدورات متعددة بالإضافة إلى اعتماد طرق ملتوية في الانتداب اذ عمد إلى الانتدابات العشوائية و التي لا تراعي مقياس الجدارة بل الانتماء الجهوي هو الفيصل عنده. ترسل الامضاءات الى البريد الالكتروني contrecorruption3@gmail.com العريضة ليست حكرا على المعطلين عن العمل  بل موجهة لكل الضمائر الحية و في كل مكان

الاسم و اللقب                         الصفة                       البلد

جورج اسحاق حركة كفاية مصر ابراهيم عبيد  صحيفة المحرر الدكتور عبدالإله الراوي أستاذ جامعي صحافي وكاتب عراقي سمير الشفي نقابي تونس صالح الفرجاوي / مدرس تونس نور الدين ورتتاني جامعي نقابي تونس منجي بن صالح استاذ تربية تقنية نقابي و مناضل حقوقي/ تونس رجاء شامخ مناضلة يسارية باريس النفطي حولة مناضل نقابي تونس الاسم و اللقب :السيد المبروك عضو حرية و انصاف وجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي ايمن الجمني مهندس اسبانيا بوراوي زغيدي اطار ببنك عبد الفتاح صبرى كاتب من مصر نجلاء  عثمان  استاذة معطلة عن العمل تونس معز الجماعي ناشط حقوقي تونس الهاشمي عبد القادر موظف تونس عبد السلام طرابلسي صحفي معطل عن العمل محمد البالي صحفي المغرب زهيري ربيعة رئيسة جمعية أفريكا للتنمية وحقوق ألإنسان(فرع مكناس المغرب  محمد محجوبي المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية القنيطرة المغرب             محمد رحو/شاعر/المغرب أستاذ دكتورفايز صالح  أستاذ جامعي   لبنان ابراهيم عبيد نائب رئيس تحريرجريدة المحرر الالكترونية خالد العزاوي كاتب وصحفي من العراق ـ بغداد رضا لحوار الحزب الديمقراطي التقدمي سوسة/ تونس خالد عواينية محام تونس ابراهيم الخصخوصي معلم تونس سيف عبدالله حمدى   محاسب       مصر العربية الحسينى ابوضيف      صحفى          مصر العربية نزهة بن محمد صحفية تونس الشريف الخرايفي أستاذ تاريخ معطّل عن العمل فرج الحوار جامعي وكاتب/ تونس الحبيب لعماري  الفجرنيوز  الناصر بن رمضان ناشط وحقوقي بسوسة تونس  عدنان بوزية تاجر تونس أحمد عبد الرزاق الخفاجي/العراق/رئيس اللجنة الساندة للنزاهة وليد خليفة ، كاتب سوري مقيم في فرنسا عماد الدائمي ـ مهندس ـ فرنسا النفطي المحضي ناشط نقابي وحقوقي إسلامي بنقردان- تونس محمد مومني استاذ مطرود من العمل بتهمة العمل النقابي معز الزغلامي استاذ مطرود من العمل لأسباب نقابية على الجلولي استاذ مطرود من العمل لأسباب نقابية أنور الحاج عمر عضو مؤسس في منظمة حرية وإنصاف بدر السلام الطرابلسي  صحفي تونس رابح الخرايفي محام رعد المشهداني بغداد زهير شمس الدين  مهندس/المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا  سوريا راسم سيد الاتاسي  مهندس/  رئبس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا  سوريا محمود مرعي  محامي  / المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا  سوريا علي فقير – النهج الديمقراطي – المغرب جمال الدين أحمد الفرحاوي شاعر تونسي  لوتن /لندن مركز الميماس للثقافه والاعلام سوريا محمد براهمي ناشط نقابي وسياسي /تونس نايت ليمام عبد الناصر رئيس جمعية ضحايا التعذيب بتونس و مقرّها جنيف KHEMAIS SAIDANI SECRETAIRE G. DU ScDEN-CGT A MAYOTTE PROFESSION ENSEIGNANT (MEN FRANCE).    احمد الدسوقي صحفي رئيس تحرير جريدة الوحدة الوطنية    مصر أحمد الورغـمي لاجي بفرنسا محروم من العمل وكل الحقوق من 22 سنة عادل الجوجري رئيس تحرير مجلة الغد العربي -مصر شيماء موسى سكرتير تحرير الغد العربي محسن حسين احمد رئيس قسم الشؤون العربية-الغد العربي عادل السويدي ـ قومي عربي ومدير موقع عربستان ـ مقيم في هولندا طالب المذخور ـ كاتب وسياسي أحوازي مقيم في سويسرا ناصر الكنعاني ـ شاعر وسياسي أحوازي مقيم في السويد حميد عاشور ـ كاتب وسياسي أحوازي مقيم في الماني محمد عبد المجيد منجونه ـ محام ـ الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي /سوريا ضرار منجونه ـ محام ـ مهتم بالشأن العام ـ حلب عبد اللطيف منجونه ـ محام ـ ناشط حقوقي ـ حلب د عاطف صابوني كاتب وباحث سوريا – حلب فائزة عبدالله بلحاج الصفة : مناضلة قومية ناصرية – عاملة بقطاع النسيج –البلد : تونس عمر احمد ابو زايدة     مستشار قانوني    فلسطين محمد الزواري أستاذ تعليم ثانوي تونس ذياب زغدود تقني مخابر تونس حسين موسى معلم تونس عبدالكريم هاني صحفي العراق جمال بقجة جي  سوريا أرجو اضافة أسمي بالقائمة ليس للفساد فحسب بل للخيانة شريف هلالي محامي وباحث حقوقي مصري حسين راشد  نائب رئيس حزب مصر الفتاه وأمين لجنة الاعلام عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب  رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني علي نافذ المرعبي – كاتب و ناشر – باريس فتحي بالحاج  الملتقى الثقافي العربي الأوروبي فرنسا فؤاد زيدان – صحافي من دمشق إدريس الفضي طالب حقوق – تونس محمد الفاهم نصر. النقابة العامة للتعليم الأساسي  / تونس عزيز العرباوي كاتب وشاعر مغربي جهاد علي محمود علوان الأردن فصل من جامعة اليرموك الأردن عام 1997م عقيل الازرق      الصفة :مهندس واعلامي     :البلد: العراق عزالدّين بن عثمان الغويليّ الصّفة: مدرّس سابق بتونس مطرود من العمل ومقيم بالمهجر حيث يتابع دراسته نضال نعيسة- كاتب وإعلامي سوري الشاعر والأديب السوري المقيم في ألمانيا اسحق قومي نتضامن معكم سليم بن حميدان – لاجئ سياسي – فرنسا غفران بن سالم – مدرسة ولاجئة سياسية – فرتسا محمد بن سالم – رجل أعمال ولاجئ سياسي – فرنسا منجية بن عمر – لاجئة سياسية – فرنسا جاسم الرصيف . روائي عراقي  Alicherif djalila étudiante en théologie musulmane et enseignante en droit(IESH) -france- طارق السوسيالصفة: أستاذ معطل عن العمل منذ سنة 1991  و ناشط حقوقي تونس محود جديد سياسي سوري محمد عمامي ناشط حقوقي باريس عزيز الخيكاني الصفة : كاتب واعلامي البلد: العراق /بغداد المهندس أسامه طلفاح  – كاتب ومحرر مجلة مسارات الثقافية – الأردن يونس عشي الحزب الديمقراطي التقدمي باريس عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك الاسم و اللقب: حركة القوميين العرب الصفة:تنظيم سياسي قومي عربي  البلد:الوطن العربي الاخضر الوسلاتي استاذ عربية وشاعر  تونس رضا حجلاوي دكتور في الفيزياء و مهندس اعلامية فرنسا عادل الزواوي,أستاذ نقابي.عضو جمعية النهوض بالطالب الشابي Larbi Guesmi Président Association Ez-Zeitouna / La Suisse غريب العربي       رئيس المؤسسة الثقافية الاجتماعية بسويسرا/ سويسرا نزار ين حسن *** عضو الحزب الدّيمقراطي التقدّمي *** طالب الشيخ سمير الجدى رئيس مجلس ادارة جمعية فلسطين الخيرية – غزة لسعد اليعقوبي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي. حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية  لطفي دربالي متحصل على الكاباس  في دورة 2003 ومقصى من النجاح/ تونس الحسين بن عمر : حقوقي –تونس كمال العيفي    أستاذ الفقه و العلوم الشرعية حقوقي و لاجئ سياسي بباريس البشير بوشيبة لاجيء سياسي سويسرا سامي الطاهري عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي محمد نجيب السلامي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي   حسان بن مهدي /ناشط حقوقي -تونس- Anouar Gharbi – Genève – Suisse ابراهيم نوار  من ضحايا نكبة 1990 بتونس الناصر ظاهري  ناشط نقابي  _سياسي عبد الباسط . ع . موظف .. تونس زهير مغزاوي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي تونس لطفى لحول عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي تونس زهير خويلدي كاتب فلسفي تونس د. محمد بشير بوعلي أستاذ جامعي تونسي منفي مطرود من العمل بسبب مواقفه السياسية منذ 1991م. عاصم جميل  ناشط سياسي سوري حسن أحراث، ناشط حقوقي من المغرب رامي عبد الرحمن مدير  المرصد  السوري لحقوق  الانسان فلورنس غزلان كاتبة سورية تعيش في فرنسا محمد خضر قرش باحث اقتصادي جون دانييل ممثل حركة الوفاق الوطني السوري في النمسا أسرة تحرير مجلة الخطوة رابطة كاوا الثقافية الكرديو – النمساوية المهندس فواز تللو  ناشط سياسي   سوريا عبدالعزيز محمد طارقجي المدير التنفيذي للجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان (راصد) في لبنان علاء عاشور صبيح المدير الاقليمي للجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان (راصد) في فلسطينين عفاف علي الدجاني المدير التنفيذي للجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان(راصد) في القدس احمد عيسى دياب المدير التنفيذي للجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان (راصد) في جمهورية مصر العربية بشير الصيد عميد المحامين تونس مروان حمود النمسا  التغيير و الوفاق الوطني في سوريا عضو مجلس التنسيق الاعلى في الجبهة عبد الله اسبري ناشط حقوقي المغرب مصطفى شاكرـ مهندس محمود الأحوازي ناشط سياسي الاحواز بشير الأحوازي ناشط حقوقي الاحواز كفاح الأحوازي كاتب سياسي الاحواز حكيم غانمي صحفي ومعد مجلات قطاعية منتصب للحساب الخاص زهير مخلوف تونس محمد الجابلي الكاتب العام لرابطة الكتاب التونسيين الاحرار الإسم واللقب : آسية السخيري معلمة تونس مراد رقيّة،مؤرخ جامعي،مدوّن،كلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة عباس الحناشي نقابي تونس عمار بوملاسة أستاذ مبرّزتونس عبد الكريم ضعون/ ناشط حقوق انسان سوري محمد العنيبي/ مدون مغربي/ المغرب محمد مفيد الفاخوري    مدير تحرير مجلة نضال الشعب  فلسطين عبدالله النوري -لاجئ سياسي اسامه الدندشي    كاتب سوريا    محمد علي البدوي عضو مؤسس للجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسين بتونس /سويسرا نسيب اسكندر استاذ نقابي و نشاط سياسي قومي الدكتور حسين سعدو دكتور فيزيائي نووي سوري المنشأ كردي الأصل ألماني الجنسية

نرجو إضافة أسمائكم الكريمة


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة نفطنة في : 07 ديسمبر 2008
بـــــيــــــان  
أمام التواجد الأمني الكثيف وتشكيله حواجز بشرية بالطريق المؤدية لمقر الفرع للحيلولة دون وصول أعضاء ومنخرطي فرع  توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى مقرهم الكائن بنفطة والإحتفال بالذكرى الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان انسحب كل الحضور دون احتكاك مع البوليس السياسي المستنفر كعادته للحيلولة دون أي نشاط للفرع منذ سبتمبر 2005 . وهكذا يحرم فرع  توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان للمرة الرابعة على التوالي من الإحتفال بهذه الذكرى. وعليه فإن هيئة الفرع 1.     تنكر على السلطة التونسية مواصلتها الإعتداء على حق الرابطيين وتسليط الحظر اعتباطيا على استعمالهم لمقراتهم بصورة طبيعية طبقا لقوانين البلاد والمواثيق الدولية. 2.     تستنهض كل الحقوقيين وجميع الأحزاب والمنظمات وتشكيلات المجتمع المدني المنشغلة بقضية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لبذل كل الجهود قصد تمكين الرابطيين من النشاط الطبيعي داخل مقراتهم وخارجها وصولا إلى إنجاز مؤتمرهم السادس في كنف الإستقلالية. عن فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس  شكري الذويبي


 كلمة حرّة

في تونس عدوان على القرآن وعدوان على الإنسان

 

ردة حكومية شنيعة في تونس ولا إبن باز لها.  
إي ردة أشنع من تورط الحكومة التونسية مرات ومرات في العدوان الآثم على المصحف الشريف ركلا بالأرجل ودوسا على الأرض من لدن مدراء السجون وملازميها وسجانيها في برج الرومي والكاف والهوارب وصفاقس والناظور من عام 1994 حتى موعد آخر عدوان أي يوم 27 نوفمبر 08 ؟ هل هي النكاية بمساجين حركة النهضة قبل إطلاق الدفعة الأخيرة في ذكرى الإحتفال بالإنقلاب النوفمبري المشؤوم 87 أو هي الشماتة بمساجين قانون الإرهاب الظالم ضد خمسة آلاف شاب تونسي تعج بهم السجون منذ كانون الأول ديسمبر 06 على خلفية أحداث سليمان المفتعلة لا ناقة لهم فيها ولا جمل أو هو تصعيد جديد في تطبيق خطة تجفيف المنابع أو هو الإستهتار بمشاعر مليار ونصف مليار من المسلمين والمسلمات؟ رحم الله الشيخ إبن باز ( مفتي السعودية الأسبق ) الذي لم يتردد في إعلان كفر بورقيبة لما ظهر على الناس في ضحى رمضان المعظم في حقبة الستينيات يحتسي كأس عصير في مجلس وزراء داعيا التونسيين بصريح العبارة إلى إفطار شهر رمضان تفرغا  » لمعركة التنمية » ثم سجل ذلك الشيخ الندوي عليه رحمة الله سبحانه في كتابه الصراع بين الفكرة الغربية والفكرة الإسلامية  في الأقطار الإسلامية.. رحم الله الشيخ عبد الرحمان خليف ( شيخ القيران الأشم ) الذي لم يتردد في التصدي لبورقيبة بمناسبة تحديه الأرعن لفريضة الصيام بل ظل صامدا رغم الحكم عليه بالإعدام ثم بالأشغال الشاقة مدى الحياة ورحم الله الشيخ العكرمي الذي سجن بتهمة تفسيره القرآن الكريم بما يتعارض مع تفسير المجاهد الأكبر أي بورقيبة .. رحم الله الزيتونة العظيمة والقيروان والأحباس والأوقاف والقضاء الشرعي التي ظلت تحفظ لتونس الحد الأدنى من صفتها الإسلامية قبل أن يجهز عليها بورقيبة بمعاوله القاسية ثم يخلفه من يواصل مشروعه التهديمي التخريبي ولكن بهراوة التعذيب البوليسية .. ردة حكومية صحيحة صريحة لا ريب فيها ولا إبن باز لها .. ردة حكومية صحيحة صريحة لا ريب فيها ولا خليف لها .. مات علماء تونس واحدا بعد الآخر وقبر فقهاؤها واحدا بعد الآخر وخلفتهم حثالات تؤثر فتات مؤائد السحت على نعيم جنات الخلد إلا قليلا ممن آثر الإبتعاد فرارا بجلده من مثل المفتي الأسبق الشيخ محمد المختار السلامي وغيره .. دفنت تونس علماءها العاملين المخلصين الذين يرثون تراث محمد عليه الصلاة والسلام فيذبون عنه معاول الكفر والجهل والإستخفاف لا يخشون في الله لومة لائم وبقيت تونس من بعدهم أرملة ثكلى يستغيث أبناؤها وبناتها ليل نهار صباح مساء فلا مجيب لا ومغيث وهاهي المجامع الفقهية والمؤتمرات الإسلامية والبحوث الشرعية والمنظمات الإسلامية تعج بالفقهاء والعلماء ومنهم تونسيون كثر بل هم بعض قادتها ولكن كثيرا منهم يتصرف بحسب القالة العربية : يكاد المريب أن يقول خذوني فلا حديث عن ردة الحكومة التونسية وإهانتها للقرآن الكريم مرة بعد مرة ولا عن قوانين معارضة للإسلام صراحا بواحا ( التبني ومنشور 108 بخصوص زي المرأة المسلمة وغير ذلك مما لا يحصى في هذه الكلمة ) وكأن تونس تحظى بحصانة دولية أو كأن السوط الإسرائيلي الأمريكي الأروبي الصهيوني سيفا مسلطا على رقبة كل من تحدثه نفسه بإقحام القضية التونسية في جدول أعماله .. أي علم هذا وأي فقه هذا وأي إصلاح هذا الذي يحابي ويحسب لأحكامه الشرعية ألف ألف حساب فيدين هذا لأنه بعيد عن دائرة الإهتمام الصهيوني ويطبق الصمت عن ذاك لأنه قرين من قرنائها؟ أي علم هذا وأي فقه هذا الذي يشغل الناس بتجريدات فلسفية أو إفتراضات وهمية وحالة الردة الحكومية في تونس عارية لا غبار عليها كالشمس في رائعة النهار؟ وعدوان على الإنسان .. تلك هي حكاية العدوان على القرآن الكريم مرة بعد مرة في أرض الزيتونة .. تلك هي مأساة دوس المصحف الشريف بأقدام الدولة ورجال الدولة في أرض عقبة إبن نافع .. تلك هي النكبة التي تقتل القلب كمدا إن كان في القلب بقية من حياة .. تلك هي الحالقة التي لا يملك المرء حيالها سوى تحريك قلم أو لسان .. تلك هي النذارة التي قد يعقبها سخط أليم وعقاب عظيم من الله سبحانه منتقما لكتابه .. تلك هي الفاجرة التي جعلت الأمة بعلمائها مشدوهة لا تملك غير الإستنكار والتنديد .. لم يتوقف الأمر عند حد العدوان على القرآن الكريم .. تشهد تونس عدوانا على الإنسان .. خذ إليك مثال الدكتور الصادق شورو الرجل أستاذ جامعي في كلية الطب بتونس تحمل مسؤولية رئاسة حركة النهضة الإسلامية هناك وإعتقل عام 1991 وحكم عليه بالمؤبد وقضى 18 عاما سجنا متواصلة قضى منها 13 عاما كاملة في زنزانة إنفرادية نكاية به لموقعه في الحركة وأطلق سراحه قبل ثلاثة أسابيع وعمره تجاوز الستين. حفظ القرآن الكريم كاملا في سجنه وظل شامخا صامدا لم تغره أكاذيب السلطة المرتدة. هم بإقامة عشاء في بيته شكرا لولي النعمة سبحانه على إطلاق سراحه فمنعته كلاب الدولة التي سبقته إلى منزله وظلت ترابط هناك ليل نهار صباح مساء كلما رحل فريق أعقبه فريق إنفاقا لميزانية الدولة على مراقبة رجل لم يصل بعد داره قادما من دار سجنه. إتصلت به قناة الحوار اللندنية لتهنئه وتسأله عن قضيته وحالته الصحية فقص عليهم ما تيسر له وعلق في ذاكرته من وجبات التعذيب الدسمة وعبر لهم عن إعتزازه بقضيته الإسلامية وصاغ بيانا وأي بيان! صاغ بلسانه بيانا وهو يتحدث مرتجلا : تحدث عن الحق وعن الحرية وعن العدالة وعن الكرامة وعن سلمية المنهج التغييري في الحركة وعن إعتدال منهجها الفكري وعن ضرورة إسترداد المقهورين لحقوقهم المدنية والسياسية .. قمة العظمة في الرجل : أنه يتحدث بذلك المنطق السليم الهادئ وهو يخرج لتوه من زنزانة إنفرادية لمدة 13 عاما كاملة متواصلة ومن سجن لمدة عقدين كاملين بالكاد .. لم يحدث هذا إلا في تونس إذ من عادة السجون ـ بخطة حكومية ماكرة ـ أن تخرج من أقبيتها رجالا ناقمين ساخطين إما يدعون إلى التكفير والتفجير فيسهل على الحكومات طحنهم طحنا والعالم يتفرج ضاحكا مستمتعا أو يدعون إلى الفرار من الإهتمام بشأن المسلمين وقضايا الحرية والكرامة والعدالة والهوية وهو ما تنشده تلك الحكومات منذ زمان .. من أسباب وجبات العذاب في السجن. صلى الدكتور شورو ذات مرة في صائفة 93 في الجناح المضيق لسجن 9 أفريل قبل هدمه إماما في بعض الصلوات لمجموعة من السجناء أكثرهم من سجناء الحق العام فكان ذلك سببا كافيا لإذاقته الهوان وأصناف التعذيب الوحشية. ( راجع تصريحه بقناة الحوار اللندنية ).. منع الرجل في سجنه بل حتى في زنزانته الإنفرادية من اللباس التقليدي التونسي ( الجبة ) لأن اللباس التقليدي التونسي خاص بالحكومة المرتدة التي لا ترتديه إلا في المناسبات الدينية كذبا ونفاقا.. منع الرجل وهو الدكتور الجامعي المثقف السياسي المفكر من كل ما يمت بصلة إلى عالم الثقافة إذ منع من القلم والورقة والكتاب وأي عذاب لمن يكون فؤاده معلقا بالكلمة والفكرة وقضايا الإصلاح والتغيير. إنه أشد من عذاب حرمان الظامئ من الماء الزلال .. منعت زوجه وزوجات المعتقلين من حق زيارة السجين دون نزع الخمار من فوق رؤوسهن فكن بين نارين : نار الشوق إلى حبيب القلب الذي وارته السجون المظلمة زورا وكذبا وبهتانا ونار تعمد عصيان الله سبحانه .. هل هناك شماتة على وجه الأرض تفوق مثل هذه الشماتات التي تتعمدها الحكومة المرتدة في تونس؟ اللهم لا ! اللهم لا ! اللهم لا ! يودع الدكتور شورو السجن بعد ثلاثة أسابيع من الخروج منه وفي يوم عيد ( عيد الإضحى ). فرصة لهذا الرجل وزوجه وأبنائه وعائلته الكبرى والصغرى وجيرانه وأصدقائه وإخوانه .. فرصة ينعمون فيها بأطيب أوقات عيد الإضحى في تونس بعد فراق دام عقدين كاملين بالكاد .. فرصة نغصتها الحكومة المرتدة. حكومة العدوان على القرآن وعلى الإنسان .. بأي تهمة يعاد إلى السجن. يا للمضحكات المبكيات !!! التهمة : الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها. وما هي الشواهد والقرائن التي بحوزة القضاء الضالع في ردة الحكومة؟ الشاهد الوحيد : تصريح فضائي لقناة الحوار اللندنية أثنى فيه على الحركة التي تشرف برئاستها ودعا فيه إلى الحوار والتصالح بخطاب رجل هادئ وقور كبير تعالى على جراحاته الثخينة !!! هل يحتاج عاقل منصف حتى لو كان أعدى أعداء الإسلام إلى تعليق على هذه السخافات والحماقات؟ اللهم لا ! اللهم لا ! اللهم لا ! وأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا … 1 ــ رئيس الحكومة المرتدة في تونس مطالب إما بالإستقالة أو إقالة حكومته أو جزء منها على الأقل ( وزير العدل وحقوق الإنسان بصفته مشرفا على السجون التي أهين فيها القرآن مرات ومرات ) وذلك بناء على ما يلي : … النظام السياسي في تونس نظام جمهوري رئاسي يتحمل فيه الرئيس المسؤولية الأولى. … الدستور التونسي صريح في إنبنائه على عروبة الدولة وإسلامها في فصله الأول. … تواتر وصحة الشهادات والحجج التي تؤكد العدوان على القرآن الكريم في السجون ولك أن تنظر ذلك في بيان الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس فضلا عن بيانات الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومنظمة حرية وإنصاف والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغير ذلك. … إقتصار الحكومة على التكذيب في كل مرة دون القيام بتحقيق عدلي قضائي مستقل ونزيه. … إنبناء النظم الديمقراطية في العالم على إستقالة المسؤول الأول عن كل فاجعة بمثل ما إستقال مثلا وزير الداخلية الهندي بعد فاجعة مومباي وهو تقليد ديمقراطي لا غضاضة فيه. … منزلة القرآن الكريم في الإسلام ومنزلة الإسلام في صدور التونسيين وقلوب الأمة الإسلامة جمعاء قاطبة إذ العدوان عليه أشد من كل عدوان لأنه مربط العقيدة التي بها تحيا النفوس وتعمر الأرض ويموت المرء على شهادة التوحيد الكفيلة بالجنة بإذنه سبحانه. أما العدوان على الإنسان : … مساجين الحوض المنجمي بسبب مطالبتهم بالعدالة الإجتماعية وحقهم في الثروة الوطنية .. … مساجين قانون الإرهاب الظالم أي خمسة آلاف شاب متدين .. … الدكتور شورو .. … العدوان على مقرات المنظمات الحقوقية التي تدافع عن الحريات والمظالم دون هوادة .. … العدوان على الشيخ الحبيب اللوز بتهمة : حق التفكير في مستقبل الحركة الإسلامة في إثر إنتاجه لورقة في فك الإرتباط بين بعض مهمات الحركة. أما العدوان على الإنسان فالحرب سجال بيننا وبين الحكومة الظالمة والعاقبة للمتقين .. أما العدوان على القرآن الكريم فلا يسعنا غير المطالبة بإستقالة الحكومة أو رئيسها أو الوزير المتورط في العدوان مباشرة وتبقى الحرب بيننا وبينهم مع ذلك سجالا لا هوادة فيها والعاقبة دوما للمتقين إن شاء الله تعالى فهو من ينصر عبده ويهزم جنده بمثل ما هزم أبرهة يوم داهم الكعبة البيت الحرام بجيشه وهو من سلط الأرضة على وثيقة العدوان والظلم المعلقة على جدران الكعبة في إثر الحصار ضد النبي الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه وعائلته حتى من غير المؤمنين .. اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تذر منهم أحدا .. اللهم عليك بكل من يسر العدوان على كتابك العزيز ولو بخائنة عين أخفتها الصدور .. اللهم إنتقم لكتابك الممزق في تونس شر إنتقام يا خير منتقم يا عزيزا ذا إنتقام .. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 7 ديسمبر  2008)

 


وكيل الجمهورية بالمنستير يجبي أموال صندوق 26/26
ووالي سوسة يخطئ العنوان في تعليماته
 
 
وكيل الجمهورية بالمنستير يجبي أموال صندوق 26/26 يصرف وكيل الجمهورية بمحكمة المنستير السيد فوزي عمارة هذه الأيّام معظم جهده بعيدا عن وظيفته القضائية الأساسية محوّلا مكتبه إلى شبه مركز نداء لفائدة صندوق 26/26 وممارسة ضغوطات ومساومة على تسيير المعاملات على القضاة وعدول التنفيذ والمحامين لدفع تبرعاتهم. ووالي سوسة يخطئ العنوان في تعليماته وجّه والي سوسة مراسلة إلى فرع المحامين بالمكان يذكّرهم بضرورة استخلاص تبرّعات من جرايات الموظفين والعملة. السيد الوالي يتناسى أنّ المحاماة ليست وظيفة عمومية.  
 
تأجيل النظر في القضية الرئيسية لأحداث الحوض المنجمي  أجّلت محكمة قفصة الجنائية ليوم 11 ديسمبر الجاري النظر في القضية التي يمثل فيها 38 متهما أغلبهم نشطاء نقابيون بحالة إيقاف. وقد خصصت جلسة اليوم لتقديم طلبات الدفاع الشكلية بخصوص العرض على الفحص الطبّي وجملة من الإخلالات شابت الإجراءت الأوّلية. وقد مثل أغلبية المتهمين في حالة إيقاف ما عدا ثمانية حضروا للمحكمة بحالة سراح فيما تقدم رشيد عبداوي الذي كان بحالة فرار باعتراض أمام المحكمة وأبقي بحالة سراح. وقد أفرجت المحكمة عن بعض المتهمين من بينهم محمود هلالي (معلم) وعثمان بن عثمان. وسجّلت المحكمة حضور هام من المحامين من الجهة ومن العاصمة، وشهد قصر العدالة تعزيزا أمنيا غفيرا في محيطها وداخل القاعة. هذا وأصدرت منظمات حقوقية تونسية بيانا مشتركا حول أطوار هذه القضية التي تشدّ أنظار الرأي العام التونسي والخارجي لتعلقها بأطول انتفاضة شعبية عرفتها البلاد منذ استقلالها. تتبع عدلي على الصادق شورو يبدو أن السلطات التونسية قد تراجعت عن العفو الذي شمل بعض قياديي النهضة في شهر نوفمبر الفارط حيث أبلغ أعوان أمن من منطقة القرجاني زوجة الصادق شورو أنّه موقوف على ذمّة الشرطة العدلية وسيحال غدا الجمعة 5 ديسمبر على وكالة الجمهورية. (المصدر: مجلة كلمة (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 4 ديسمبر 2008) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/ar/11/112/121/
 

الصحافي التونسي والحقوق المسروقة

     

ما قد لا يعلمه البعض، هي الظـّروف الإجتماعيّة الصّعبة وشديدة الوطأة، الـّتي يعانيها الصحافي التّونسي جرّاء هضم حقوقه المالية من قبل جل المؤسّسات الصّحفية وأخص بالذكر منها بعض مؤسسات الصحافة المكتوبة، التي لا يلتزم مالكوها بالقوانين الواردة بمجلة الشّغل، أو بما ورد في الإتفاقية القطاعية المشتركة للصحافة. فالأجور التي يتقاضاها الصحافيون – والذين بفضل جهدهم يحقق مديرو الصحف الثروة – لا تكفي أحيانا لسد الرمق، هذا إذا تسلموها في موعدها. بل إنّ هذه الأجور أقل من الأجر الأدنى المعمول به في تونس، وهو أسلوب متخلف وغير إنساني يعاملون به من قبل الأعراف، إلى جانب كونه يدوس على قوانين تنظم العلاقات الشغلية. هذا الوضع لم يحرك تجاهه أحد ساكنا، لأسباب غير مفهومة؟ فلا تفقدية الشّغل تحركت بحزم. ولا وزارة الإتصال قامت بما يلزمها به القانون ووضعت حدّا لهذه التجاوزات. إن ما يحزّ في النفس هو أنّ الصحف التي تسرق حقوق صحافييها تتمتع بالدعم العمومي الذي يتأتّى من نشر الإعلانات والبلاغات الرسمية، عن طريق وكالة الإتصال الخارجي. بل إن هذا الدّعم يكون بسخاء أحيانا، في حين أن القانون، والذي من المفروض أن تسهر على تطبيقه وزارة الإتصال، يحرم الصحف التي تسرق حقوق صحافييها من هذا الدّعم. فلماذا لا يطبق هذا القانون؟ ألا يعد ذلك تعديا على دولة المؤسسات والقانون؟ هل يعقل أن يتمتع من يسرق حقوق الصحافيين بحصانة تجعله يتمادى في السرقة دون أن يخشى المحاسبة؟ إنه وضع مزر يمس بسمعة وصورة بلادنا جراء هذه السرقة التي تسلب هذه الفئة من الشغيلة حقوقها، وإن تجرّأ فرد منها على المطالبة بحقه يطرد شرّ طردة ويحال على البطالة. فإلى متى سيتواصل هذا الوضع؟ هذا السؤال لا نجد من يجيبنا عنه رغم أن كل الأطراف تملكه. فخلال مناقشة ميزانية الدولة لسنة 2009 طرح هذا السؤال على وزير الإتصال، ولم تنقل لنا الصحف التي غطت جلسات البرلمان أن الوزير قال إن الوزارة ستتّخذ إجراء يضع حدّا لهذه السرقات؟ قد يتساءل البعض أين نقابة الصحافيين من كل هذا؟ وهو سؤال منطقي ومشروع. النقابة سعت إلى الإهتمام بهذه الملفات وذلك في مختلف المؤسسات الإعلامية وقامت بزيارات ميدانية والتقت بعض مديري الصحف… وطالبت بتسوية الوضعيات. ونفس الشيء قامت به بالنسبة للمتعاونين بمؤسستي الإذاعة والتلفزة الذين ينتظرون التسوية منذ سنوات، ووقع لقاء بهذا الخصوص مع وزير الإتصال، وقدمت بعض الوعود مازالت لم تنفذ وهو ما اضطر الزملاء بالمؤسستين المذكورتين إلى القيام باعتصام رمزي في مقر النقابة، للفت الأنظار إلى أوضاعهم، دون جدوى. بل إن النقابة اتهمت باتخاذ التصعيد نهجا تسير عليه، وهو ما أدى إلى عدم معالجة المشاكل. إنه أمر مضحك حقا بل هو سخيف. وتجميد الوضع هو من جهة عقاب للنقابة على سماحها للصحافيين بالإحتجاج، ومن جهة أخرى هو يهدف إلى إظهار النقابة في موقف ضعف وتصويرها في صورة العاجز عن حل مشاكل الصحافيين. وبلغة أخرى فإن التسوية لن تتم إلا مقابل ثمن. والغاية الأساسية هو جعل الصحافيين ينفضون من حول نقابتهم التي لم تفعل لهم شيئا؟ ويبدو أن هذا الأمر مخطط له بإحكام للإمساك بالنقابة ووضعها بين أياد أمينة تدين بالطاعة وتلتزم بالتعليمات، فتفقد بالتالي استقلاليتها وتحيد عن أهدافها وتصبح هموم الصحافيين آخر شيء يعنيها. هناك أطراف تعمل على إظهار النقابة في مظهر الفاشل الذي لا يقدر على تحقيق أية مكاسب للصحافيين، في حين أن النقابة لا تملك سلطة اتخاذ القرار لتسوية الوضعيات وإلزام جميع الأطراف بتطبيق القوانين. فهل تكون هي القادرة على ذلك ولا تقدر السلطات التي بيدها السهر على تطبيق القانون على ذلك؟ لقد أصبحت لديّ قناعة راسخة بأن هناك من يسعى إلى شل هذا الهيكل وتدجينه، لأنّه لا توجد إرادة صادقة لإعطاء الصحافي التونسي المكانة التي هو جدير بها، سواء في وجود نقابة أو في عدم وجودها. والصحافي التونسي مطالب بأن يتحمل مسؤوليته في الدفاع عن هذا الهيكل المهني المستقل لأن التاريخ سيحاسبه إن هو أضاعه، والأجيال اللاحقة ستلعنه كلما ذكرته. إن الواجب يفرض علينا الدفاع على هذا المكسب بقوة العقل وبعيدا عن التشنج. ودون وضع الإعتبارات الخاصة والإنتماءات الضيقة في الحساب. فما يجمعنا جميعا هو الإنتماء إلى المهنة والإختلافات لا يجب أن تصور أو تتحول إلى عداوات. سوف لن نحصل على حقوقنا المسروقة سواء المعنوية أو المالية، إلا إذا استمعنا إلى بعضنا وتحاورنا دون تشنج ودون حسابات ووقفنا صفا واحدا يشد أحدنا أزر زميله. ففي النهاية ومهما كبرت الخلافات والإختلافات فنحن زملاء وهمّنا واحد. ولا أعتقد أن فينا من يقبل ملازمة الصمت ولا يرك ساكنا تجاه وضع زميله الذي قد لا يجد أحيانا ما يسد رمقه.  
(المصدر: مدونة محمود العروسي بتاريخ 5 ديسمبر 2008)

أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 ذو الحجة 1429 الموافق ل 07 ديسمبر 2008  تهنئة  
بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك يتقدم أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف إلى جميع التونسيين والعرب والمسلمين بأحر التهاني وأصدق الأماني سائلين المولى عز وجل أن يعيده علينا أجمعين بفضله وكرمه بالخير والبركة والنصر والتأييد وأن يفرج كـرب الجميع وأن يعجل برحمته سراح المسجونين وعودة المغتربين و أن يفك الحصار عن المحاصرين و يرد الحقوق للمحرومين.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 

المؤتمر من أجل الجمهورية

 تهنئة العيد  
 
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك نتوجه إلى أهل الأسرى السياسيين وإلى القابعين في السجون وفي المنافي وإلى مناضلي الحرية وعموم الشعب التونسي بتهاني العيد المبارك الذي يبقى رغم كل المآسي علامة على الطريق تذكرنا دوريا بأن الأمل لا يجب أن ينفذ أبدا وبضرورة التضحية لتحقيق القيم السامية التي هي في آخر المطاف ملاذنا الأخير. نسأل الله العليّ القدير أن يشهد العيد المقبل جمع شمل المغتربين وفكّ قيد الأسرى  ونهاية الطغيان وعودة الفرح للقلوب والطمـأنينة للنفوس في وطننا المنكوب بالاستبداد. المؤتمر من أجل الجمهورية. www.cprtunisie.net
 


تهنئة
 
بسمه تعالى نتقدم بأحلى التهاني و أعلى التبريكات إلى شعبنا العزيز في تونس و إلى كل القوى الوطنية المخلصة لدينها ووطنها و إلى حجاج بيت الله الحرام ، سائلين لهم المولى عز و جل أن يكون حجهم مبرور و سعيهم مشكور، ، بمناسبة حلول عيد الإضحى المبارك ، أعاده الله علينا  باليمن و السعادة و البركة و العزة والإزدهار. من نصر إلى نصر و كل عام و أنتم بخير. اللهم صلي و سلم و بارك على محمد و آل محمد كما صليت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. عماد الدين الحمروني جمعية أهل البيت الثقافية تونس ٨ ذو الحجة ١٤٢٩


 في المبادرة الوطنية للعودة

 

ليس من امكان تاريخي امام العقل التامري لتجاوزاوهامه الا بتفكيك منطقه التبسيطي الاطلاقي في فهم الظاهرة وفي سياق الحال يحسن بنا الخروج من منطق المناورة والتوظيف في فهم المبادرة الوطنية للعودة لانها تعرض للوجه الاخرلماساتنا الوطنية وجه المنفى  على امتداد عقدين شغلنا الوجه الاخروجه السجن بشكل غطى على معاناة الالاف من المهجرين تقديرا ما بين 2500 و 3000  ادا اخدنا في الحسبان اغلب الاقطارالتي لجا اليها المهجرون وتوسع قاعدتهم الاجتماعية من افراد الى عائلات وتجمعات. وفي العموم حظي ملف المهجرين التونسيين بشرعية قانونية ونضالية من الجها ت الرسمية الغربيةواحتضنته مؤسسات المجتمع الاهلي انسانيا وحقوقيا وسياسيا .  
وبالرغم من كل هده الضمانات التي وفرت حالة استقرار اجتماعي ورفاه اقتصادي واندماج في المجتمعات الحاضنة ونجاحات علمية و كل دلك لايمكن ان يلغي مرحلة الاستثناءالتي نعيشها جميعا كلحظة انقطاع قسري عن الوطن وهمومه باعتبار ارتباطنا المصيري به وارتباط ابناءنا به . ان لنا دياراواباء وامهات واخوة واخوات ونسيج اجتماعي من القرابات و الصداقات والزمالات والدكريات العبقة  مهما تقادم بها الزمن هي امتداد طبيعي للنسيج الدي نشا هنا في المنفى. فاهلنا و ابناؤناهنا لم يقرروا ولا يملك احد مكانهم ان يقطع نسبهم وفصلهم بسلوك منهجي مرتب عن وطنهم لخصومة سياسية لا ناقة لهم فيها ولا…. ·بين الشرعية التي افتكها المنفيون في المجتمعات الحاضنة وكسبهم المادي والعلمي كاضافات وارصدة مدخرات للوطن والارتباط المصيري به تكمن جدية المبادرة الوطنية 1.للعودة باعتبار ساعة العمل من اجل عودة كريمة ومفيدة تتصالح مع الوطن والاهل قد حانت . مصيبة التفسير التامري للتاريخ انه يدهل عن تعقيدات المشكلة التي امامه بتحويلها الى مجرد مناورة او فخ وحتى لانسقط في فخ استراجاته يمكن القول ان مبادرة العودة تتوسل فعلا جماعيا وطنيا يتسع لكل الاطياف السياسية بشكل يتجاوزمعنى الجماعة المستهدفة وينهي مشكلة الاستقطاب التي خنقت كل المبادرات السابقة ونجحت جماعة ت التا مري في افراغها من كل فائدة. والحظ ان ما يقلق العديد من اطراف على اختلاف مواقعهم هي بلورةالمبادرة في جهد جماعي وطني ينظر الى مشكلةالمنفيين مهما اختلفت مقاربتهم للعودة كهدف لافكاك عنه. ظهرت محدودية الحل الفردي في فهم تعقيدات اوضاع المهجرين وفي اعادة بناء نسيجهم الوطني لقد نشات تعقيدات الاجتماعية ونفسية ومادية على امتداد عقدين من الزمن حولت قضية المهجرين الى قضية وطنية لايمكن مواجههتها بتحويلها الى مجرد حساب سياسي انها بالاساس مشكلة انسانية حقوقية والتصدي لها بالرافعة الامنية يعمق من اخاديدها السياسية ان معنى العمل الجماعي الوطني ان تتضافر مؤسسات المجتمع الاهلي الوطني ومؤسسات الدولة باعتبارها السياسي  والدستوري  معنية بحكم امتلكها للقرار السياسي واداة لضمان الحقوق الدستورية واساسا حق الحصول عاى هوية وجواز سفر . الدهاب الى الانسب والاسهل يعني في تصور المبادرةالوطنية انتهاج كل سبيل لفتح حوار وطني اساسا مع السلطة باعتبارها معنية مباشرةبحل للملف .ومن المصلحة   الوطنية ان يكون هدا الملف فوق عن كل توطيف اعلامي او سياسي من بعض الجها ت داخل السلطة . هم المبادرة الوطنية للعودة توفير مقاربة سوسيولوجية وحقوقية قانونية واحصاء شامل لوضاع المهجرين بشكل يضع مشكلتهم كقضية وطنية معني بها الداخل والخارج دون ان ننسى ان للقضية بعدهاا الدولي بتبني الفوضية الدولية للامم المتحدة لمشكلتهم مند بدوا رحلتهم الى المنفى. ·                                                                                                                                                                                                                                الاستاد عزالدين بن الصادق.


البهجة في أخبار وفد الفرنجة

 

محمد عبّو تناقل بعض رعايا الإيالة التونسية خبر الوفد الفر نجي الذي دخل تونس متخفيا، وسرى الخبر كالنار في الهشيم. وخرج الوطنيّون في المدن والقرى يحرّضون الشعب على الجهاد ونصرة الأوطان. وخطب أحد الزعماء الوطنيّن في الناس قال « يا قوم إن الفرنجة إذا دخلوا البلاد أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلة، وإنكم إن لم تدافعوا عن دياركم اليوم نزعت أرزاقكم ودنّست مقدّساتكم واغتصبت نساؤكم فهلا انتصرتم لأعراضكم وحرماتكم؟ ». وقام أحد الأئمة يخطب قال « بلغنا أيها الجمع الكريم أنّ الوفد فيه حفنة من الملاحدة من أتباع ماركس الذي أجاز احتلال الجزائر الشقيقة وإنّهم إن دخلوا البلاد أغلقوا المساجد ونزعوا خمر النساء ونتفوا لحي الرجال وألقوا بهم في السجون كلّما خاضوا في أمور الدين ». وجمع أحد الأعيان آلاف الرجال من حوله وقال بعد أن نزع نظّارته: « عليكم أن تدركوا أن الفرنجة من الدّهاة وأنّهم سيعملون على إقناعكم بأنّهم يريدون صلاحكم وهم من المفسدين, سيقولون أنّ وضعكم قد ساء وأنتم تعلمون بأنكم تعيشون في عزّ ورخاء، سيقولون أنّكم تظلمون وأنتم والله لتنصفون. يا قوم احذروا ألاعيبهم واحذروا أن يزرعوا الفتنة في صفوفنا فننقسم وتذهب ريحنا كما كان حال أقوام آخرين ». ولمّا صرخت الدماء في عروق النّاس أمرهم أن يحملوا سيوفهم ويتبعوه للبحث عن وفد الفرنجة في الشمال. وفي منطقة قصر السعيد اعترضته امرأة واستوقفته وأصرّت على أن تخاطبه فنهرها إلاّ أنّها تطاولت عليه وقالت له أيّها الشابّ ألم تسأل لماذا لم يأتك الضوء الأخضر بالترشح للانتخابات رغم أنّك شديد الولاء؟ لماذا أقصوك؟ ألا يكون ذلك لكونك شاب وخطيب بارع ومختص في الفلسفة والسفسطة وتحمل من الأفكار التحررية أحسنها؟ فكرّ يا هذا قبل أن تخوض حربا لا تعلم مغزاها. فما كان منه إلاّ أن فصل رأسها عن جسدها وواصل سيره. ووصل الجيش إلى منطقة يقال لها حي التضامن فخرج عليه بعض « المُحَرِبشين » و »المُكَلْفِرِين »، فاعتلى صهوة جواده ولبس نظارته وقال لهم أيها النّاس إذا الشعب يوما أراد الحياة .. وقبل أن يكمل الكلمة تساقطت عليه الحجارة من كلّ الجهات حتى أبيد جيشه على آخره. أمّا في ميناء حلق الوادي فقد اجتمع مليونا شاب ينادون بالجهاد ضدّ الفرنجة فسلّمهم الوطنيون دروعا وسيوفا وأمروهم بصعود المراكب الحربية ورفع أشرعتها لغزو بلاد الإفرنج وهم يصرخون بحب تونس. وما أن شقّت المراكب عباب البحر واقتربت من سواحل أوربا حتى ألقوا بربابنة المراكب وبالدروع والسيوف في البحر ورفعوا العلم الأبيض وتقدّم بعضهم لمصالح الأمن الإفرنجي طالبا اللّجوء السياسي والاقتصادي. أمّا في الإيالة فقد خرج أحد كبار الوطنيين على الناس باكيا قال ما بال قوم يبيعون بلادهم ألا يذكرون أنّ سلفهم الصادق باي رفض توقيع معاهدة باردو وسلّم عرشه وعائلته وأمواله ونساءه وأعمل سيفه في الفرنجة حتى استشهد وهو يقول تحيا تونس. وبكى الحضور وهم منكسرون. إلاّ أنّه لم يجبن بل واصل حثهم على الدفاع عن كرامة الأوطان وخرج بهم يقاتلون حتى النصر أو الشهادة. من مقرّ وزارة العدل في بلد الكفاح المسلّح، أكرم خزااام، الحرة، تونس (المصدر: مجلة كلمة (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 4 ديسمبر 2008) الرابط:http://www.kalimatunisie.com/ar/11/40/120/  


تحيّة إلى امرأة وقفت بكلّ شموخ وعزّة وكبرياء وقالت للظّلم لا وللظّالم لن تنجو بجريمتك وستكون عبرة لأمثالك فالسّاكت عن الحقّ شيطان أخرس فقرّرت ألاّ تسكت عن حقّها وأن تقتصّ من هذا الجلاّد وتفضحه أمام العالم بأسره أنّها امرأة أشدّ من الرّجال فلو أنّ النّســـــاء كمن عرفنا          لفضّلت النّساء على الرّجال فلا التّأنيث لاسم الشّمس عيب         ولا التّذكير فخر لهـــــــــلال

إلى امرأة أشدّ من الرّجال

ضُربت سُجنت خرجت صمدت هجرت صمتت ؟ لا لم تصمت كاللّبوة قد زأرت لم تخرس وانفجرت فالسّاكت عن حقّ شيطان أخرس قالت لا للظّلم ولا للقهر ولا للصّمت عن الحقّ فقد تزن المرأة أضعاف رجال جاءت لتقاوم لن تستسلم للظّالم وجّهت السّهم إلى الهدف ضربت فانطلق السّهم أصاب هرب المرتاب مختفيا كالثّعلب مرتعدا كالأرنب مرتعشا كالفأرة دخلت جحرا كي تهرب حيث تشاء تخبّأ لن مهرب ستطالك أيدي القانون ولو تغرب باسم امرأة حقّا تطلب باسم الحقّ ستُضرب وكما عذّبت تُعذّب وسجنت ستُسجن وقتلت ستُقتل إذ ليس لديك مفرّ أو مهرب أظننت بلادي خاوية في هذي الأحوال كذب الظّنّ مازالت أرضي تنبت أبطال بشباب ونساء ورجال وطني لن يبقى سجنا يحكمه الأنذال ستعود الشّمس لتشرق بعد المغرب واللّيل يلمّ الثّوب الأسود كي يهرب وخفافيش الظّلمة للكهف سترجع هذا الطّير الفاسد يخشى النّور يهوى الظّلمة والدّيجور والغيث النّافع يوما ينزل ويزول القحط المتقع والأرض العطشى لن تبقى مرتع لوحوش فيها ترتع في أحضان الأرض الخضراء تجول وتحطّم كلّ جميل وتحاول ذاكرة تمحو وتقطّع مهما فعلت لن تسطع فالشّجر الأخضر في أرضي متجذّر وبحبّ الأرض مشبّع وعروق الزّيتون بها متفرّع والنّخل الباسق لن يركع وسيأتي اليوم الموعود ونرجع كلّ غريب سيعود ولو طال الوقت إلى المرجع فجميع الغرباء كما الزّيتونة في الأرض مفرّع وكما النّخلة في الجوّ تشرّع فسنرجع يوما يا وطن الأوطان سنرجع وليسمع كلّ العالم فليسمع ستعود النّبتة خضراء ويعود قطيع الأنعام بحقلك يرتع وسيأكل يأكل حتّى يشبع والطّفل بسهلك يمرح فلتفرح يا وطني فلتفرح الأخضر الوسلاتي باريس، ديسمبر 2008


عن روح الدعابة والسخرية في شريط «سيني شيتا» لابراهيم اللطيف: أين الكوميديا في السينما التونسية؟!

 

 
تونس ـ الصباح: لم يكن الاعلان عن فوز شريط «سيني شيتا» او «7 شارع الحبيب بورقيبة» للمخرج التونسي ابراهيم اللطيف بجائزة الجمهور في تظاهرة «أيام السينما الأوروبية بتونس» في دورتها الأخيرة مفاجئا.. فالذين تفرّجوا على هذا الشريط شعروا بأنهم عثروا في ثنايا خطابه السينمائي على «عنصر» مفقود ـ او يكاد ـ  في السينما او لنقل في الافلام التونسية ونعني به الكوميديا وروح الدعابة والسخرية.. لذلك هم أحبوا هذا الشريط واستحسنوه وصوّتوا له في تظاهرة «أيام السينما الأوروبية بتونس» في دورتها الاخيرة فكان ان فاز بجائزة الجمهور فيها. والواقع ان الذين سبق لهم أن تفرّجوا على مجموع الاشرطة القصيرة التي جاءت بامضاء المخرج ابراهيم اللطيف ـ على اعتبار ان شريط «سيني شيتا» هو الشريط السينمائي الطويل الاول في رصيد هذا المخرج ـ وخاصة على شريطه القصيو والشهير «الفيزا» كانوا يدركون ان شريطه الطويل الاول هذا «سيني شيتا» سيأتي حافلا بالمواقف الساخرة ومستبطنا لكم هائل من الكوميديا وروح الدعابة.. ذلك ان مجموع الاشرطة القصيرة التي أخرجها ابراهيم اللطيف قبل شريط «سيني شيتا» كشفت للجمهور والنقاد عن جانب ساخر وطريف في الأسلوب السينمائي لهذا المخرج التونسي ربما سيجعله يتميز  عن باقي زملائه السينمائيين. سابق.. أم لاحق؟! غير أن القول بان شريط »سيني شيتا» لابراهيم اللطيف يمثل فاتحة عهد الكوميديا والسخرية والدعابة في السينما التونسية الجديدة سوف لن يكون كلاما صحيحا بالتأكيد.. فالمخرج علي منصور ربما يكون هو أول من فتح باب الكوميديا في السينما التونسية الجديدة وذلك من خلال شريطه الطويل الهزلي «فردة ولقات أختها».. هذا فضلا عن ان أفلام المخرج فريد بوغدير جميعها بدءا بمساهمته في شريط «في بلاد الطررني» (اخرجه بالاشتراك) ومرورا بشريط «عصفور سطح» ووصولا الى شريط «صيف حلق الوادي» جميعها تستبطن روحا مرحة تميز خطابها الدرامي والفرجوي عن باقي الافلام التونسية الاخرى دون أن ترقى ـ طبعا ـ الى درجة الافلام الكوميدية. اللافت هنا ان شريط «فردة ولقات أختها» الكوميدي الهزلي للمخرج علي منصور ظل بمثابة «بيضة الديك» في مسيرة السينما التونسية الجديدة اذ لم يظهر بعده أي شريط كوميدي تونسي آخر لا بامضاء المخرج علي منصور نفسه ولا بامضاء غيره من المخرجين. لا، بل ان السينما التونسية عرفت بعد شريط «فردة ولقات أختها» موجة من افلام العبوس و«الكُبّي».. افلام من صنف «سينما المؤلف» تخصصت في معالجة مسائل و«قضايا» يحوم اغلبها حول العقد النفسية للبطل ومآسي مخلفات جراحاته النفسية والاجتماعية التي تسببت له فيها حوادث وممارسات قمعية او شاذة مورست في حقه في فترات مختلفة من مراحل عمره.. ويبدو ـ هنا ـ المخرج نوري بوزيد على رأس قائمة المخرجين ضمن هذا التيار في السينما التونسية. لذلك بدا شريط «سيني شيتا» الساخر ـ على الاقل ـ ولا نقول الكوميدي بدا للجمهور التونسي بمثابة «عودة» محمودة ومرحّب لها الى عوالم الكوميديا والسخرية والدعابة في السينما التونسية.. ولذلك هو أحبّه وصوّت له في تظاهرة «ايام السينما الأوروبية بتونس» وجعله يفوز بجائزة الجمهور في الدورة الاخيرة من هذه التظاهرة السينمائية الدولية. التنويع.. مصدر اثراء والواقع انه آن الأوان فعلا لكي يبرز ضمن توجهات السينما التونسية الجديدة توجه يأخذ بأساليب الخطاب الهزلي وبمقومات الدعابة والكوميديا في العمل السينمائي وذلك ان لم يكن من أجل «مواجهة» خطاب «الكُبّي» والعبوس والفجيعة الذي طغى في السنوات الاخيرة على غالبية الافلام التونسية: «ريح السد»، «صفائح من ذهب»، «آخر فيلم»، «عرب»، «جنون»، «عرس الذئب»..) فعلى الاقل من أجل التنويع والمراكمة على اعتبار ان التنويع والمراكمة هما اللذان يصنعان المغايرة والاثراء.. ان مخرجا سينمائيا مثل ابراهيم اللطيف وقد ابان عن موهبة وحتى عن شيء من الصنعة في مجال صناعة الفيلم الساخر والكوميدي سواء من خلال مجموع اشرطته القصيرة وعلى رأسها شريط «الفيزا» او من خلال شريطه الطويل الاول «سيني شيتا» لجدير بان يجد كل التشجيع والمساعدة لكي يواصل على نفس النهج.. وكذلك الأمر ايضا بالنسبة للمخرج محمد دمق الذي تترجم مجموعات افلامه التي امضاها سواء منها القصيرة «الوليمة» او الطويلة «دار الناس» بانه سينمائي يمتلك حسا ساخرا يؤهله لان يثري المشهد السينمائي التونسي بأفلام تقطع على الاقل مع الخطاب «الكبّي» والفجيعة الذي ميّز مجمل انتاجات السينما التونسية ولا يزال!!! محسن الزغلام  

 
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم  7 ديسمبر   2008)


في منتدى الذاكرة الوطنية: حديث عن دور الشركات التجارية والمطابع في المقاومة الفكرية في تاريخ الحركة الوطنية

 

 
تونس الصباح: نظمت مؤسسة التميمي صباح أمس منتدى الذاكرة الوطنية خصصته للحديث عن المقاومة الفكرية في تاريخ الحركة الوطنية شارك فيه عدد من المثقفين..  وبالمناسبة تطرق الدكتور عبد الجليل التميمي مدير المنتدى في كلمته إلى أهمية الدور الذي لعبته بعض الشركات التجارية والمطابع في النضال الوطني من أجل التحرر من الاستعمار الفرنسي.. وقال إن المتتبع لمسارات الحركة الوطنية يمكنه أن يكتشف كيف أن القيادات السياسية كانت مدركة تمام الإدراك ضرورة بعث مشاريع وطنية كبرى تخدم القضية الوطنية وتعزز مسارها مثل إنشاء اتحاد الصناعة والتجارة وشركة الثلج التي كان الاكتتاب فيها مفتوحا للجميع صغارا وكبارا ومن جميع أنحاء البلاد. كما تم التفطن إلى أهمية تأسيس شركة في المجال الثقافي بإيلاء الطباعة دورا كبيرا في تفعيل المقاومة الفكرية, شأنها في ذلك شأن العديد من القطاعات الأخرى مثل الرياضة والكشافة وغيرها من المنظمات المدنية التي اجتهدت في تأصيل الحركة الوطنية.  وقال المؤرخ إن المرحوم الوزير الأول الأسبق الباهي الأدغم هو أول من أطلق شعار المقاومة الفكرية كما كان الزعيم صالح بن يوسف هو من حث التونسيين على المساهمة في تأسيس الشركة التونسية لفنون الرسم منذ سنة 1952 وقد ساهم فيها أكثر من 200 مشترك على رأسهم المرحوم الشاذلي باي نجل محمد الأمين باي آخر بايات تونس وكانت جلساتها العامة منبرا لتبادل الآراء والتنديد بظلم المستعمر وقد منحت هذه الشركة لجميع المفكرين قوة دفع وصمود كبيرين مكنتهما من مواصلة الكفاح الفكري على أكثر من مستوى. ولإثراء الحوار حول مسألة المقاومة الفكرية تمت دعوة السادة المنصف بن جمعة مدير الشركة التونسية لفنون الرسم والأديب الجيلاني بلحاج يحيى والجامعي خميس العرفاوي وهو أستاذ بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بجندوبة ومهتم بالتاريخ المعاصر ومتابعة لأشغال هذا المنتدى توافيكم « الصباح » بملخص لما دار خلاله من حديث. قال الأستاذ المنصف بن جمعة في كلمته: « عشت في فترة زمنية اهتمت فيها عائلتي بالتجارة ولكنها انخرطت في النضال أيضا وأذكر الكثير من الأحداث التي جدت سنتي 1947 و1948 وخاصة تأسيس اتحاد الصناعة والتجارة.. كما أذكر بعث غرفة لتنظيم النشاط التجاري والاقتصادي وكان يديرها  الباهي الأدغم وكانت تجمع عديد الشخصيات الوطنية من بينهم المرحوم الحبيب شيخ روحه.. وأذكر أيضا أنه عند تأسيس الإتحاد كان الحزب ينادي ببعث ديوان اقتصادي على غرار الديوان السياسي وقد حاول صالح بن يوسف تكوين بنك لكنه لم يفلح.. وتكونت أول شركة خفية الاسم وهي شركة الثلج التي تم جمع مالها من مختلف جهات الجمهورية وساهم فيها مواطنون بمبالغ تتراوح بين 5 و10 دنانير وتكونت الشركة عام 1949 على يد عمي الحاج محمد بن جمعة وكان الاقبال عليها كبيرا فحتى العائلة المالكة شاركت في تمويلها وقد تم الاختيار على مادة الثلج نظرا لأنه مادة حساسة وضرورية في الصناعة خاصة وأنه في ذلك الوقت لم تكن الثلاجات متوفرة ». وذكر بن جمعة أن مكتب الأمانة العامة للحزب كان وقتها في مقر شركة الثلج.. وبعد الاستقلال تم انتزاع أسهم البايات وصالح بن يوسف وعدد من اليوسفيين لفائدة الدولة. دور الطباعة عند حديثه عن دور الطباعة قال المنصف بن جمعة كانت توجد في سنة 1950 ثلاث مطابع فقط منها واحدة للسيد نور الدين بن محمود الذي كان يمتلك مجلة وقد مرت المطبعة بظروف صعبة وتقرر بيعها لكن الباهي الأدغم تدخل لإنقاذها وفعلا تم الاكتتاب بكامل الجمهورية وقد كان رأس مالها 7 فاصل 5 آلاف دينار وكان عدد المشتركين فيها نحو 200 مشترك من مختلف الولايات وقد ساهم الشاذلي باي بنحو ألف دينار كما ساهم فيها رجالات الثقافة على غرار العروسي المطوي والتجار وخاصة تجار الشاشية.. وكان يديرها السيد محمد بن جمعة الذي كان في نفس الوقت مديرا لشركة الثلج وكان مقرها في شركة الثلج.. وقد حققت المطبعة بعد الاستقلال نجاحا كبيرا ويمكن اعتبارها أهم مدرسة للطباعة في تونس.. وبعد ذلك اقترح الباهي الأدغم أن يكون مديرها محي الدين درويش الذي أسس المطبعة الرسمية في عهد الاستقلال وقد ساهمت المطبعة في طباعة العديد من المجلات على غرار مجلة الفكر. وقال المنصف بن جمعة إنه يمتلك أرشيفا متكاملا يمكن أن يساعد المؤرخين الباحثين في هذا الباب.. ومن جهته بين الأديب الجيلاني بالحاج يحيى أن الأستاذ منصف بن جمعة رجل مجاز في الحقوق ويهتم بالحياة الثقافية خلافا لكثير من أصحاب المطابع الذين لا يهتمون إلا بعقد الصفقات. وتحدث عن عدد من المطابع التي كان لها دور هام في المقاومة الفكرية على غرار المطبعة التي تأسست بتونس على يد البشير الفورتي وكانت تسمى مطبعة التقدم وهي تصدر جريدة التقدم ثم نجد مطبعة العرب لزين العابدين السنوسي ومطبعة دار الهدى التي كان بشير الفورتي أحد مؤسسيها واشتراها نور الدين بن محمود وكانت الأعداد الأولى من مجلة الفكر تطبع فيها وقد تأسست هذه المجلة عام 1955 وعين بالحاج يحيى وقتها مديرا للمكتبات العامة بوزارة الثقافة وذات يوم زاره محمد مزالي الوزير الأول السابق وكان وقتها أستاذ فلسفة وعبر له عن رغبته في نشر مجلة فتحدث بالحاج يحيى مع نور الدين بن محمود عن بغية مزالي فوافق بن محمود على النشر.. وتم الاتفاق في البداية على طباعة 2000 نسخة.. واضطلع بالحاج يحيى بمهمة توزيعها.. ولكن مزالي لم يسدد معلوم الطباعة لفائدة المطبعة ولما سأله بالحاج يحيى عن السبب قال له مزالي ها أنك أنت الذي تتولى توزيع المجلة فرفض بالحاج يحيى الدخول في هذه المتاهات ودعاه لتسديد معلوم الطباعة لفائدة المطبعة.. وبعد مدة عين مزالي رئيسا لديوان وزير التربية الأمين الشابي ومنذ تلك الفترة أصبحت المجلة في عهدته.. وتحدث بالحاج يحيى عن مطبعة التليلي التي طبعت كتاب « امرأتنا في الشريعة والمجتمع » وكتاب « الحداد على امرأة الحداد » وعن مطبعة النهضة ومطبعة الزهرة. وقال: « لقد انتشرت المطابع خلال فترة الاستعمار وبعيد الاستقلال بصفة ملحوظة وكذلك المكتبات التجارية وقد كانت تحيط بجامع الزيتونة قرابة 15 مكتبة كما كانت الكتب تباع بالمزاد العلني ». اهتمام بالتجارة قال الأستاذ خميس العرفاوي إن التجارة في فترة الاستعمار الفرنسي كانت في يد الفرنسيين واليهود بينما كانت تجارة التونسيين تجارة تقليدية ومتخلفة ولكن أصحابها حاولوا تقليد تجارة اليهود والفرنسيين وقامت عناصر من النخبة السياسية ورجال الفكر بالوقوف إلى جانب التجارة التونسية لتطوير أساليبها.. وتحدث الجامعي عن شركة الاتحاد التجاري التي ظهرت عام 1906 وكان من بين رجالها عبد الحميد الزاوش الذي دعا كثيرا إلى تجميع الإمكانيات الاقتصادية وبعث الشركات والتعاضديات.. كما ظهرت شركة الترقي المختصة في تجارة الأقمشة وغيرها وانتعشت الشركات خلال الحرب العالمية الأولى وخلال الحرب العالمية الثانية وظهرت شركة النسيج.  وقال: « ساهمت الحركية الاقتصادية في بعث المصرف التجاري العربي ومن بين مؤسسيه المؤرخ حسن حسني عبد الوهاب ونجد من بين المؤسسات المصرفية بنك التعاضد المالي الذي أسسته السلطات الاستعمارية في العشرينيات من القرن الماضي وعينت على رأسه محمد شنيق ». وأضاف: « يمكن أن نذكر محاولة تأسيس بنك تونسي في الثلاثينات وقد تبناها الحزب الدستوري الجديد بالتأكيد على ضرورة بعث مثل هذا البنك وتأكد هذا الاتجاه عام 1945 عندما كان صالح بن يوسف الممارس الفعلي للعمل السياسي نظرا لأن بورقيبة كان وقتها في الشرق ». وذكر أن الشركة التونسية لفنون الرسم تندرج في هذا السياق وهو الرغبة في التعصير وتجميع رؤوس الأموال وتأسيس الشركات نظرا لأن الشركات ذات الطابع العائلي لم تكن كفيلة بتطوير الاقتصاد ولا بتنمية الثروة الخاصة أو الثروة الوطنية كما أنها كانت قاصرة على التشغيل.. وذكر أن رجال الفكر والسياسة كانوا يتوقون إلى تعصير الاقتصاد الوطني.. وأن التاريخ الاقتصادي خلال القرن العشرين يعود في كثير من انجازاته إلى الجرابة (أهل جزيرة جربة) فشركة اتحاد الترقي الأولى أسسها الجرابة وكان عددهم حوالي 600 نفر.. وبين الجامعي أنه بالإطلاع على كتب الطاهر الحداد يمكن أن نستشف أن فكرة التعاضد لم تحظ بقبول كبير من طرف جل التونسيين نظرا لأنهم يجهلون أساليب التجارة ويخافون على أموالهم.. خلافا للجرابة الذين يحبذون التجارة ويفهمونها. وخلال النقاش بين الأستاذ البشير بن سلامة وزير الثقافة السابق أنه عرف المطبعة عام 1952 بفضل جريدة « الصباح » وفي سنة 1955 انظم الى مجلة الفكر.. وأصبح كثيرا ما يتردد على المطبعة التي يديرها محمد بن جمعة ولم يكن هذا الأخير يبحث عن الربح.. حتى أن مجلة الفكر كانت تسمى مجلة الفقر لأن مداخيلها ضئيلة فقد كانت تسحب 2000 نسخة وسعر النسخة لا يتجاوز مائة مليم سنة 1955 . وبعد ذلك ظهرت الأوفسات وأدخلت الليونوتيب وفكر البشير بن سلامة في إيجاد طريقة جديدة للكتابة حتى أنه توصل إلى اكتشاف الجديد فاتصل بمحي الدين درويش الذي أصبح وقتها يدير المطبعة الرسمية لمساعدته على بلورة اكتشافه فاتصل درويش بمدير اليونتيب في لندن طلبا للمساعدة الفنية فأرسل إليه أحد الفنيين ولكن في الأثناء وتحديدا سنة 1959 ظهر الحاسوب وتغير الحال وذكر بن سلامة أن مطبعة فنون الرسم هامة جدا فقد طبعت كتاب السد لمحمود المسعدي ونظرا لأن محمد بن جمعة كان يرى أن طباعة مثل هذه المؤلفات تعد عملا وطنيا فقد كان لا يولي اهتماما للربح المادي. متحف للطباعة من بين المقترحات التي تمخضت عنها أشغال منتدى الفكر المعاصر حول المقاومة الفكرية تجدر الإشارة إلى أن أحد الحاضرين قد دعا إلى إحداث متحف للطباعة في تونس.. وإجابة عن أسئلة المؤرخين والمشاركين في المنتدى قال السيد المنصف بن جمعة إن أول مكتبة تكونت في تونس هي مطبعة الرائد التونسي التي تصدر الرائد الرسمي التونسي.. ونجد عدة مطابع أخرى قديمة مثل المطبعة الإيطالية وعديد من المطابع الفرنسية إضافة إلى مطابع الجرائد.. وتحدث السيد الجيلاني بالحاج يحيى عن مطبعة المنار للتيجاني المحمدي التي كانت تصدر كتب القرآن بخط التيجاني المحمدي نفسه وقد كان لهذا الرجل صيت ذائع في عديد البلدان الافريقية خاصة تلك التي يتبرك شعوبها بالطريقة التيجانية ورغم أنه كان محدود المعارف ويعمل نادلا في مقهى العباسية بالعاصمة فقد كان المحمدي يحتك بالمثقفين كثيرا وكان يسمي سمار الليالي منهم « جماعة عقاب الليل » وكان يجلب لهم آخر الليل قدرا من اللبلابي ليذهب عنهم السكر.. وفي نفس الصدد قال البشير بن سلامة إن التيجاني المحمدي كان يساهم في إدخال قرابة 2 مليون دينار سنويا من العملة الصعبة لتونس مقابل ما يروجه من كتب وخاصة المصاحف إلى الخارج وقد تعلل بن سلامة بهذا الرقم عندما التقى ذات مرة وزير التخطيط منصور معلي وحاول وقتها إقناعه بجدوى الاستثمار في الصناعات الثقافية لكن الوزير لم يستوعب المسألة. تغطية: سعيدة بوهلا  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم  7 ديسمبر   2008)


توضيح حول ما جاء بردّ رشيد البكاي في شأن محجوب بن علي

 

 
بقلم: عامر قريعة نعود في كل مرة لنوضح ما قيل في شأن محجوب بن علي لكن في كل مرة عند قراءتي لهذه الردود ابقى اتساءل عن لجوء اصحابها الى استعمال لغة بعيدة عن الرأي السديد والتعبير السليم كالتي افتتح بها السيد رشيد البكاي الكاتب والصحفي ببنزرت رده الذي صدر بجريدة الصباح الغراء يوم الاحد 30 نوفمبر 2008 على الصفحة 12 بركن «وجهات نظر» وقد بدأ كلامه بـ: كم اثارني واستفزني ذلك التعليق الخ.. وكرر هذه العبارات في بداية الفقرة الثانية وكانه يخاطب مراهقا لا يحسن التعبير فيما يقول ويكتب بينما هو يخاطب استاذا جامعيا مؤرخا ومؤلفا لعديد المراجع وهو الاستاذ محمد ضيف الله الذي عرفته شخصيا من خلال كتاباته ولم التق به مباشرة ولو مرة واحدة حتى هذه الساعة كي لا يظن السيد رشيد البكاي انه يدافع عني لسبب او لآخر. واعود الان الى اصل الموضوع وهو ما كتبته عن محجوب بن علي الذي لم يقنع بعض الذين ردوا علي وجميعهم من بنزرت مثل المناضل الحبيب طليبة والسيدين رشيد الذوادي ورشيد البكاي وقد شككا في كل ما قلته في هذا الشأن. اولا: لم اكتب عن محجوب بن علي من فراغ او عن طريق السمع وروايات الناس فقد عشت قريبا جدا منه وفي موقع سمح لي بان اكون مطلعا على الكبيرة والصغيرة في الحياة المهنية لهذا الرجل: ثانيا: لم اتحدث عن محجوب بن علي اثناء المقاومة ولم انكر عليه ذلك رغم اني سمعت اشياء كثيرة من الذين عاشروه في تلك الفترة لا اريد ان اتعرض اليها لاني لم اعشها معه ولا اريد من باب الصدق ان اعيد كلام الاخرين. لقد تحدثت عنه بداية من معركة بنزرن واثناء تحمله مسؤولية قيادة الحرس الوطني في ظروف استثنائية ذكرتها بتفاصيلها في كتابي الاخير لاني كنت شاهدا على ذلك. ثالثا: في كل مرة يقع اقحام جهة بنزرت في هذه الردود التي جاءت تدافع عن محجوب بن علي بينما الامر يتعلق بشخص واحد لا علاقة لتصرفاته اثناء تحمله مسؤولية ادارية بالوطنيين والمناضلين والمقاومين الذين انجبتهم جهة بنزرت والذين لا ينكر عليهم احد قيمتهم النضالية ومقاومتهم للاستعمار وتاريخهم المجيد. وانا من بين الذين يقدرون قيمة الرجال والمناضلين الصادقين وقد عشت منذ الطفولة متشبعا بالروح النضالية واحترام القيم الانسانية لكن ما كتبته يتناول تصرفات شخص عرفته وتعاملت معه وقد كنت من الذين لم يتجاسر محجوب بن علي في يوم من الايام او في اية لحظة ان يطاله بكلامه المهين مثلما كان يفعل مع الكثيرين. ورغم هذا فقد كنت اقدر المسؤولية التي وضعتها الدولة على عاتقه لاني كنت احترم كيان الدولة وعلى رأسها الزعيم بورقيبة الذي كان يحظى بالاحترام والتقدير من طرف الجميع واني لم احقد على محجوب بن علي كما جاء بمقال السيد رشيد البكاي غير اني كنت لا اتفق معه تماما في اسلوبه العنجهي وتصرفاته العشوائية وعدم احترامه لكرامة الرجال وتشبثه بالهامشيات عوضا عن توجيه عنايته للعمل الجاد وخلق اطار كفء يساعده على بناء هيكل يجب ان يتطور مع تطور المجتمع. وقد منحتني الايام فرصة لاعيش مع مسؤولين كبار في هياكل مماثلة بالدول الراقية كالولايات المتحدة الامريكية وسويسرا ورأيت كيف تبنى العلاقة السليمة بين الرئيس والمرؤوس وهي القاعدة الاساسية في بناء الهياكل السليمة وتوفير المناخ الملائم للعمل الجاد والمثمر الذي يجعل من هذه الهياكل ركيزة لضمان حرية الانسان وصون كرامته واعطاء الفرد قيمته في مجتمعه. ورغم هذا التباين فقد بقيت منضبطا فلم اوجه رسائل مجهولة المصدر الى الرئاسة والداخلية لكشف تصرفات محجوب بن علي مثلما فعل اقرب المقربين منه الذين كانوا يستغلون مواقفة المتضاربة لتنفيذ اغراضهم الشخصية فكانوا يساومونه في كثير من القضايا فيرضى ويسكت عنهم لانهم كانوا يعرفون اسراره ونقاط ضعفه وقضايا الفساد التي كان يرتكبها ويعرفون ايضا كيف تخلص محجوب بن علي من نخبة من ضباط القيادة دون ان يشاركوا في مؤامرة ديسبمبر 1962 لا من بعيد ولا من قريب لانه كان يخاف من مزاحمتهم له على كرسي القيادة وقد كلفني محجوب بن علي بالبحث في هذه الرسائل بحكم اختصاصي المهني واطلعت على ما جاء فيها. لذا اريد ان اسألكم ايها المدافعون عن محجوب بن علي هل عشتم معنا ليل نهار ونحن في شبه معسكر اعتقال بثكنة القرجاني وهل رأيتم مثلنا كيف تنزع الرتب من على اكتاف اصحابها وهل عشتم وكل واحد وراءه اخر يرصد تحركاته وينقل كلامه حقا وباطلا وهل رأيتم من اصبح تائها من الاعوان في شوارع العاصمة مصابا في مداركه نتيجة المس من كرامته وكرامة زوجته وهل استمعتم الى خطاب محجوب بن علي امام الاعوان والضباط وهو يدعى نظافة اليدين وهو الذي اثرى على حسابهم فاصبح يملك الارضي والفيلات ورخص التاكسي ويقوم في بداية عهده بمسؤولية القيادة بوضع اموال طائلة تقدر بمائة وعشرين مليونا في حساب خاص مغلق (BLOQUé) باسمه الشخصي لدى قابض المالية باريانة (لان البنوك لم تكن موجودة في كل مكان في ذلك الوقت) فمن اين له ذلك في تلك الفترة التي كان فيها كل موظف وكل مسؤول يتقاضى مرتبا معروفا ومتواضعا والكل يعرف ان محجوب بن علي لم يكن يملك شيئا قبل تحمله هذه المسؤولية والجميع يعرف ايضا منحدراته الاجتماعية فهل ان النضال والمقاومة وهو ما قام به عدد كبير من المقاومين والمناضلين بمختلف جهات البلاد وقد عاشوا بشرف ومنهم من عاش فقيرا ومات فقيرا يبرر ارتكاب مثل هذه الاعمال الظاهرة والخفية والتي تدخل تحت طائلة القانون في الشعوب الراقية التي تحترم القيم ولا تدافع عن الظلم والفساد. وهل من حق من رفع السلاح في وجه الاستعمار ان يدوس القيم بعد الاستقلال فيوجه سلاحه ضد اهله واقرب الناس اليه الذين قاوموا الاستعمار مثله وحتى اكثر منه احيانا. واغرب ما اراد السيد رشيد البكاي ان يبرر به ما قام به هذا الرجل هو ان اعطى لنا مثال صدام حسين حيث قال: (فهذا المرحوم صدام حسين شهيد الامة ورمز البطولة والشهامة رغم الالاف المؤلفة من الضحايا ورغم السياسات الفاشلة والاخطاء الفادحة ويزيد فيعطينا امثلة اخرى من هذا القبيل) وكأنه يريد ان يقول لنا ان محجوب بن علي بقي بطلا وشهما رغم تصرفاته واهانته لغيره واعتدائه على كرامة رجال قاوموا الاستعمار مثله فنسي السيد رشيد البكاي او غاب عنه ان صدام حسين قد كانت نهايته معروفة لدى الجميع وهنا اريد ان اقول: فاذا نزعنا عنا بحق العاطفة الجياشة وحكمنا على الواقع بصدق وتجرد عندها يمكن ان نؤكد ان استعمار العراق قد جاء نتيجة لتصرفاته وهو ما يؤكده ابناء العراق الذين شردوا في عهده وذاقوا الامرين من حكمه وتسلطه على ابناء شعبه وعلى كل من خالفه الرأي. اما نحن على كل حال فنحمد الله على ان سلطة محجوب بن علي وامثاله من المغامرين كانت محدودة في الزمان والمكان وفي حدود ضيقة لم تتعد ثكنة القرجاني والا لآت الامور الى ما لا يحمد عقباه وقد كانت تخامره مثل هذه الافكار التي يعرفها كل من كان يحيط به. اما الشهامة يا صديقي فلها اصول ولها قواعد فماذا سيكون جوابك يا سي رشيد لو اعلمتك ان محجوب بن علي لما زار منزل بورقيبة بعد تحول السابع من نوفمبر والتفت الى التمثال التذكاري للزعيم بورقيبة وقال: هل مازلتم تحتفظون بهذا التمثال في منزل بورقيبة وهذا التمثال بطبيعة الحال هو لولي نعمته بورقيبة الذي لولا حمايته له لما كان وصل الى منصب القيادة ولولا بورقيبة لبقي محجوب بن علي في رتبة عون عادي مثلما بقي مقاومون مثله رغم ان للبعض منهم شأنا كبيرا في المقاومة والنضال ولهم مستوى تعليمي احسن منه. والامثلة كثيرة ومتعددة في حياة هذا الرجل الذي كان دوما يركب الاحداث فيستغل غيره ليصعد على كتفيه. فماهو رأيك يا سي رشيد فيما صرح به محجوب بن علي بعد معركة بنزرت بيومين عند اجتماعه بالضباط في غياب آمر الحرس محسن نويرة الذي كان بالولايات المتحدة اثناء معركة بنزرت وقد كنت حاضرا من بين هؤلاء فعندما سأل عن عدد الشهداء من اعوان الحرس في المعركة اعلموه بان عددهم سبعة عشر شهيدا فضرب على كفي يديه وقال «شوية» وقد كان يريد ان يقيم قائمة باكثر من مائة شهيد ليظهر للقيادة السياسية انه بطل معركة بنزرت وهو تفكير يعاكس تماما فلسفة القيادة الرشيدة وحسن ترتيب الحروب والمعارك التي تسعى فيها القيادات العسكرية الحكيمة الى ان تتكبد اقل الخسائر البشرية الممكنة لان الحرب مهما تطورت فيها الاسلحة الفتاكة فهي تعتمد اولا وقبل كل شيء على الرجال وهو عكس ما كان يطبقه محجوب بن علي في حياته اليومية. فهل تدافعون عن شخص كان يتاجر بارواح الناس فارواح الناس ليست بنادق ورشاشات او مدافع تعوض بالمال بعد انتهاء المعركة. وهل مازلتم تعيشون في الماضي والبلاد قد تغيرت كليا بعد اكثر من نصف قرن وتسألونني لماذا لم اقل هذا الكلام قبل عشرين سنة او اكثر فهذا الكلام الذي قلته قد كتبته الذاكرة ورسمته في اعماقها منذ اكثر من عشرين سنة ومنذ ان كنت اعيش مع زملائي الذين يعرفون مثلي هذا الواقع لكن من كان يتجاسر على نشر هذا الكلام على الكتب وعلى صفحات الجرائد الا بعد ان فتح التاريخ جناحيه ليستوعب ما اصبحت تفرضه قيم الحرية والديمقراطية التي اقرها رئيس الدولة زين العابدين بن علي في خطابه التاريخي الشهير يوم 7 نوفمبر 2007 بمناسبة الذكرى العشرين للتحول والذي اعطى فيه الضوء الاخضر ليتحمل كل كاتب مسؤولياته امام القانون مع احترام حرية الرأي والقول المسؤول وعليه فقد تحملت مسؤوليتي في الكتابة وفي ابداء الرأي في عدة مواضيع من بينها فترة محجوب بن علي التي قضاها على رأس قيادة الحرس الوطني واني اعتقد بدون مركبات انه قد يصعب على غيري تصوير هذه الحقيقة المرة لاني عايشته من قريب وقد كنت طيلة سنوات العمر اخاف ان افارق هذه الدنيا دون ابلاغ هذه الرسالة الى المجتمع حتى لا تتكرر مثل هذه المهازل وهذه الغلطات في تحميل المسؤولية لمن هو غير مؤهل لها وحتى يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب. والحمد لله ها قد بلغت فارتاح ضميري. وفي الختام اجدد شكري وتقديري لجريدة الصباح الغراء التي واكبت وتواكب التحولات وفي جميع الاصعدة من اجل انارة الرأي وتوضيح الحقيقية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 ديسمبر 2008)


 الأزمة المالية تدفع فرنسا لإدراج المعاملات الإسلامية

                    

 
عبد الله بن عالي – باريس اعتبر خبراء ماليون فرنسيون أن حدة الأزمة المالية  الدولية كانت وراء إعلان وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد، الأسبوع الماضي قرب إدراج المعاملات الإسلامية في النظام المصرفي المحلي. وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة باريس أوليفييه باستري، إن قرار الحكومة الفرنسية رفع القيود التشريعية والضريبية التي تمنع إصدار صكوك إسلامية في البلاد يترجم رغبتها في جذب جزء مما أسماه الادخارات الهائلة لأرباب المال المسلمين الحريصين على استثمار أموالهم بطريقة تراعي مقتضيات الشريعة الإسلامية. وأضاف الخبير الفرنسي أن النظام المالي الإسلامي يمكن أن يلعب « دورا تاريخيا في العالم بالنظر لقدرته على مواجهة التحديات التي يطرحها الوضع الحالي ». من جانبه رأى رئيس غرفة التجارة الفرنسية العربية ووزير الخارجية الفرنسي السابق هيرفيه دوشاريت أن « استيراد » المعاملات الإسلامية يهدف لتمكين الاقتصاد المحلي من الاستفادة من السيولة النقدية التي يملكها المستثمرون المسلمون. وأكد في تصريح للجزيرة نت أن النظام المالي الإسلامي يمكن أن يكون « عامل دمج لملايين المسلمين الفرنسيين الراغبين في الحصول على خدمات مصرفية تتفق مع مبادئهم الدينية ». استعداد حكومي وكانت وزيرة الاقتصاد الفرنسية قد أعلنت خلال المنتدى الفرنسي الثاني حول المال الإسلامي الذي عقد بباريس في السادس والعشرين من الشهر الماضي أنها ستنشر، قبل نهاية الشهر الجاري، تعليمات تلغي الحواجز التشريعية والضريبية التي تحول دون إصدار صكوك إسلامية في البلاد مشددة على أن « أرض فرنسا مستعدة لاستقبال المصارف التي تود إنجاز عمليات مطابقة للشريعة الإسلامية ». وأثنت لاغارد على البعد الأخلاقي في النظام المالي الإسلامي وقدرته على مواجهة أسباب الأزمة المالية الحالية مشيدة بتحريم الغرر والميسر في المعاملات الإسلامية. وكانت الوزيرة قد تسلمت قبل ذلك بأسبوع تقريرا رسميا أعده خبيران فرنسيان حول « رهانات وفرص تنمية المعاملات الإسلامية في السوق المالية الفرنسية ». وحثت هذه الوثيقة الحكومة الفرنسية على أن تحذو حذو بريطانيا التي أدرجت المعاملات الإسلامية في مصارفها منذ 2004 مشيرة إلى أن « الحجم الحالي للسوق المالية الإسلامية يبلغ 700 مليار دولار وأن نموها السنوي يتجاوز 15% ». وتوقع التقرير أن تبلغ هذه السوق بحلول 2020، ألف مليار يورو أي ما يعادل الأموال الخاصة بالمصارف الدولية في سنة 2007″. موقع ريادي ورأى محررا الوثيقة أن فرنسا يمكن أن تتبوأ موقعا رياديا عالميا في مجال المعاملات الإسلامية « إذا ما أدخلت إصلاحات بسيطة على تشريعاتها ونظمها المالي ». في نفس السياق كشفت يومية « لوباريزيان » المحلية أن ثلاث هيئات مالية إسلامية تقدمت فعلا بطلبات للسلطات الفرنسية للترخيص لها بممارسة نشاطاتها في البلاد. وأوضحت الصحيفة أن تلك الهيئات هي بنك قطر الإسلامي وبنك البركة الإسلامي البحريني ودار الاستثمار الكويتية. ورجح الخبير المالي أنور حسون أن تبدأ تلك المصارف نشاطاتها في غضون السنة المقبلة، في مجالي التمويل والاستثمار على أن تقدم بعد سنتين أو ثلاث سنوات خدمات بنك التجزئة. وتقوم بعض الفروع الخارجية للمصارف الفرنسية الكبرى مثل بنك باريبا بتقديم منتجات مصرفية إسلامية لعملائها الراغبين في ذلك إلا أن تلك البنوك تمتنع عن تقديم نفس الخدمات داخل البلاد رغم وجود طلب متزايد عليها. فقد أكد استطلاع رأي نشره مؤخرا معهد إيفوب الفرنسي أن 75%من أبناء الجالية الإسلامية -التي يتجاوز عددها خمسة ملايين نسمة- مستعدون لنقل حساباتهم من البنوك التقليدية إلى المصارف الإسلامية إذا ما أتيحت لهم الفرصة لعمل ذلك. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 ديسمبر 2008) الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CA47F140-4F98-486F-BDAC-F3AB3B9BA6AD.htm


سؤال ما بعد الرأسمالية المتوحشة: الفوضى أو مجتمع التكافل

 

 
مطاع صفدي هنالك منعطفات في تاريخ كل أمة حية، تجعل من كل مستقبل لها مختلفاً عن حاضرها وماضيها. وهنالك المنعطفات الأكبر والأشمل في تاريخ العالم، أو تاريخ أمة العالم الكبرى التي هي جماع الإنسانية. ولعلنا اليوم نعيش واحدة من هذه التحولات، بل ربما ستكون من أعظمها، لأنها هذه المرة لن تأتي بمستقبلِِ ما بعدها، إن أخفقَ عقلُ الإنسان في فهمها وتدبرها، كعادته غالباً إزاء التجارب الحاسمة الماضية. فإن كان يحسن الفهم لقصة تحول كينوني، فإنه يفشل في تدبره. وإن أحسن التدبر قليلاً إزاء تحول آخر، إلا أنه قد لا يكون حقق الفهم المطلوب لأسبابه وحركياته، ومن ثم لنتائجه. الإنهيار الاقتصادي الحالي ليس حادثاً طارئاً، ولا معزولاً، أو خاصاً بمجتمعات معينة دون سواها. معناه الأول هو أنه انهيار لنظام عيش معين، كان مفروضاً على المعمورة، بإرادة بعضها من أقويائها، وبضعف غالبيتها الغافلة أو المستكينة، وحتى الممانعة منها. ومصطلح (الرأسمالية) لا تختصر هذا النظام، وإن كانت أفضل ترميز إجرائي عنه، هكذا يمكن توصيفه إلى ما قبل الانهيار الراهن. فيبدو أن الرأسمالية كمفهوم أمست عاجزة حقاً عن تغطية مسماها. إنها مجرد تعبير يمت إلى متن الاصطلاح الاقتصادي. بينما الكارثة الراهنة لها قدرة على تشميل الحالة الحضارية البائسة للمعمورة. صفة البؤس هنا لا تخص مقولة الفقر وتوابعه بل هي عنوان العجز المتمادي للعصر في تنشئة سلطة للفهم تقابلها سلطة فعالة للتدبُّر؛ هذا العجز تصدت له دائماً أيديولوجيات التغيير لكن دون الإحاطة بكوارثه، وهنا يأتي التفسير الأزلي الذي يقسم كل حاضر للعالم إلى مملكة للأقوياء وأخرى للضعفاء. كل الفلسفات الباحثة عن نظام عملي يجسد سلطة حقيقية للمصلحة العامة، لم تتجاوز ساحة التنظير إلى مساحات شاسعة من الحراك العمومي للمجتمع الواحد، أو للمجتمع الكوني. فليست المثل العليا وحدها هي وطن المشاركة النظرية لجماعة الإنسان. بينما الشقاق والصراع يحكمان معاً دولة الواقع ضداً على واقع مؤجل لدولة المثل. هذه المقدمة النظرية غير المستحدثة، تفرض نفسها على الوعي الباحث عن ثمة معنى ما لحطام حقبة تاريخية لم يعد يمكن فهمها إلا على ضوء الحراك الحضاري لجماعة الإنسان ككل. فالرأسمالية المتأزمة لم تكن أيديولوجيا مطلقة لأصحابها أغنياء المعمورة وحدهم. لم تكن مفروضة على بقية البشر بقوة التفاوت الثقافي أو العنصري والعسكري. فهي تملك النظام الذي وجد الكل أنفسهم مساقين بآلياتها، سواء كان هذا الكل من أغنياء الأغنياء أو أغنياء الوسط، ومن الفقراء أو فقراء الفقراء. فلم يحاول فكر الرأسمالية أن يفرض الرأي القائل بأنها هي نظام الطبيعة؛ أو هي الحالة العادية التي يجد كل الناس أنفسهم منخرطين في دوامتها. هذا الرأي قبل الأدلجة قد يكون هو التعبير المباشر عن المرحلة التي بلغتها الرأسمالية، كما لو كانت هي سدرة المنتهى للتطور. الأمر الذي يجعل دعاتها يذكّرون المعترضين بأن لا خيار آخر بعد الرأسمالية إلا الفوضى. ولكن السؤال المحجوب هو: من قال أن الرأسمالية هي أصلاً خيار. ومتى كان أي مجتمع مخيراً حقاً، حتى في ظل الديمقراطيات الغربية، هنالك قوة الأشياء التي تفرض نظامها على قوة الأفراد. والأشياء لا تعنى التكوينات الجامدة، بل هي المؤثرات غير المرئية السارية المفعول في البناء الاجتماعي والجيوسياسي الاقتصادي لمؤسساته الإنسانية، وما يمكن التعبير عنها بصفة الموضوعية. فالأنظمة العامة ليست من طبيعة إرادية حتى من قبل النخب أو القادة. فإن لها عواملها العميقة الجذور في البنى الاجتماعية؛ وكثيراً ما تجد الأمم ذاتها، وهي تعيش أنظمتها الفكروية والأخلاقية والعقائدية إلخ… دونما تدخلات فردية قادرة على تغييرها بين يوم وآخر. ولعل النظم الاقتصادية العائدة في كليتها إلى علاقات الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، هي من الرسوخ في صلب البنية الجماعية، بحيث تبقى هي الممسكة بدقة المتغيرات سواء نحو الأفضل أو الأسوأ، وذلك الى حين. فالعودة إلى أفكار التغيير التي يبدو أن مثقفي اليسار الأوروبي هم السباقون اليوم إلى التبشير بها، والخروج بعناوينها إلى مقدمة الجدل العمومي المثار في عواصم الغرب مجدداً، هذه العودة تدرك مسبقاً أنها لن تستبدل الرأسمالية بغريمتها الاشتراكية. فهي لا تملك أحزاباً ثورية من نمط أحزاب القرن الماضي. وليس ثمة أنظمة دولانية كبرى تساندها. لن يدخل العالم بسهولة إلى حلبة انقسام ثنائي جديد على غرار ثنائية معسكري الشرق والغرب خلال الحرب الباردة. كل هذا أمسى من الماضي السحيق الذي لن يتكرر. ومع ذلك فالغرب الأوروبي استطاع أن ينتصر على هذه الثنائية، حتى وهي في أوج صراعها، عندما ابتكر صيغة الدولة الرعائية، والتي أمكن تطبيقها ضمن حدود متفاوتة، وأثبتت نجاعتها النظرية والعملية حتى أيامها الراهنة. إن الدولة الرعائية هي نظام الحكم المتكفل بحاجات مجتمعه الإنسانية والمادية معاً. وهو النظام الذي كان يشكل الفارق النوعي والقيمي بين كل من فلسفتي الحياة والسياسة والمعاش اليوم لدى شاطئي الأطلسي. حتى أن الليبرالية الجديدة وضعته هدفاً مركزياً للقضاء عليه. وكادت أن تهز بعض قناعات الطبقة السياسية الحاكمة في دول أوروبية عديدة. ومن هنا كان مصير الأحزاب اليسارية والاشتراكية إلى الاضمحلال تدريجياً. فقد فازت قوى اليمين في معظم هذه المجتمعات، وسيطرت مصالحها وثقافتها إلى حد بعيد على التوجهات العامة للنخب الاقتصادية والفكرية. وقد كان من آخر انتصاراتها السياسية وصول الرئيس ساركوزي وفريقه إلى سدة الجمهورية الفرنسية الخامسة، ملحقاً الهزيمة بمرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال. وكان من نتائج هذه الهزيمة انفجار كل الأزمات العقائدية والتنظيمية في صفوف هذا الحزب، دفعة واحدة، حتى أوشكت صحافة باريس أن تنعي نهاية الاشتراكية الفرنسية، تمهيداً إلى تقويض نموذج الجمهورية الديمقراطية التي تمثلها دولة الرعاية الاجتماعية القائمة. ومعها انقضاء حقبة الثلاثين عاماً الموصوفة بالذهبية، كما ترددها ألسنةُ الإعلام الباريسي. وهي تلك الحقبة التي شهدت إعادة بناء تكاملي حداثوي للدولة والمجتمع معاً، لم يعرفها التاريخ الفرنسي منذ وعود ثورته الكبرى المعروفة؛ إذ اقترن التقدم الاقتصادي والتقني بكل أشكال التأمينات الممكنة للحقوق الاجتماعية والإنسانية للغالبية العظمى، التي أمست تشكل الطبقة الوسطى المتمتعة إلى حدود بعيدة، بخيرات الحرية والرفاه والأمان مادياً وإنسانياً. أوروبا هذه لديها نموذجُها الاجتماعي الدولاني. وقد فازت به بعد قرنين من أشق المخاضات التاريخية المجهضة غالباً، والناجحة أحياناً. إنها التجارب الهائلة التي تختارها الشعوب القادرة دائماً على تنظيم يقظاتها العظيمة بعد معاناة النكبات من مسلسلات الثورات والحروب. لكن هذا النموذج لا يعيش حياة سلمية بين مكوناته بصورة رتيبة. فلا بد من اختراع مبدع لصيغ الوجود الجماعي المتناغم. فكان بناء الاتحاد الأوروبي باعتباره قارة سلام لمواطنيه الأحرار. مما يتيح للنخب المتفائلة والقادرة على حماية مستقبل هذا الوطن الاستثنائي، التفكُّر كذلك بابتكار الطريقة الملائمة لمقاومة الزلزال الاقتصادي العالمي. فمن صدف المايحدث العالمي أنه في الوقت الذي كادت فيه الردة اليمينية داخل معظم الدول القائدة للاتحاد أن تنقل عدوى الليبرالية الجديدة المسمومة إلى أقطارها، فقد تساقط نظام هذه الليبرالية من تلقاء ذاته ولكن طبعاً بفعل خيانة السحر نفسه لأصحابه من سحرة المال الفلكي وضحاياه معاً-. لقد برهن هذا السقوط التلقائي، أو هكذا يبدو، على عقم الخديعة الافتراضية التي شكلت رأسماله الفعلي أو المركزي. فلعل دعاة هذه الليبرالية المنهارة من بعض اليمين الأوروبي يستوعبون الدرس القاسي الآتي من ما وراء الأطلسي.. وينضمون إلى شعوبهم المتمسكة بخيار نموذجها، والمبادرة إلى حمايته من عواقب الزلزال المنبعث من مركزه الأمريكي، وذلك، تجديداً للثقة بمشروع دولة المدنية الأممية، كما كان يدعو إليه رواد الاتحاد الأوروبي الأوائل، وكمثال أول من إمكانية تحقق الوطن الأممي للبشرية جمعاء. كان أكبر خطر ذاتي على ذلك الاتحاد ولا يزال هو الإمعان في تحريف كيانيته الحقوقية إلى مجرد كتلة اقتصادوية تقنوية جبارة، تسترجع حلم السيادة المطلقة البائس على عالمِِِِ، منقلبِِ كلياً إلى كتل من نوعها صماء جرداء من الإنسان ومدنيته المغدورة. كان الاتحاد الأوروبي موشكاً على التنازل عن أهم ما يميزه عن اتحاد (الولايات المتحدة) وهو كونه ثمرة عليا لالتقاء إرادات أمم كاملة حول مشروع مدنية السلام للجميع بشرطها الأساسي ألا وهو الكفالة السياسية الشرعية لحاجات مجتمعاتها المعيشية والترقي بإنسانها إلى مستوى المواطنية العالمية. كان ذلك هو المحرك الثقافي الأعمق الهادف إلى خلاص القارة من حروب الذات ضد الذات. لم يكن الحلم طامعاً بإنشاء المصنع الأكبر دولياً لأسلحة الدمار الشامل وتجارة شفط الأموال الفلكية من جيوب فقراء العالم وأغنيائه معاً، كما هو المضمون الإجرائي للحلم الأمريكي البائس. لكن كل أمثال هذه المطامح النبيلة لمؤسسي الاتحاد من نخبه الثقافية، كادت أن تعصف بها رياح الاستئثار الجديد الآخذة بتلابيب برجوازية بيروقراطية صاعدة، عازمة على التملك من الاتحاد، بتحالفها أو التحاقها بأذيال شركات الاقتصاد الافتراضي المنطلق من دهاليز (وول ستريت) في نيويورك. كان الاتحاد موشكاً على أن يبيع نفسه للنيوليبرالية، عندما انهارت هذه النيوليبرالية بانكسار عمودها الفقري مع الزلزال المالي. فهل هي الإشارة السحرية التي ينتظرها الوعي الأوروبي اليساري أو الحر لإطلاق الإنذار المصيري قبل الانزلاق المحتوم نحو الهاوية التي كان يتدحرج نحو قعرها عمالقة الرؤوس الحامية لأسياد عالم الخداع المعمم، وقد أمست أموالهم الرقمية أصفاراً على أصفار، أو هكذا يدّعون. إنها حقاً لحظة انكشاف أكبر خديعة، يصير شهودها هو العالم كله، وفي هذه اللحظة المهولة من البحث عن بدائل الأنظمة المستهلكة للمال وحده، وبمعزل دائماً عن الفكر والسياسة المدنية الحقة، لا يبدو الكلام عن نموذج مجتمع التكامل ضرباً من أوهام المثاليات، ما دامت تجاربه الحية هي العناوين الحقيقية لما يصطلح عليه الفرنسيون، ومعهم بعض الأوروبيين بأمم حقبة الثلاثين عاماً الذهبية التي كادوا ينعونها قبل الانزلاقة الأخيرة نحو هاوية الليبرالية الأمريكية. إنها الحقبة التي يمكن إدراجها كذلك في خانة التمارين الناجحة لشرعة حقوق الإنسان المحتفل حالياً بمرور ستين عاماً على إعلانها عالمياً ودولياً، وإن كان تطبيقها مقتصراً على الجغرافية الغربية وحدها كالعادة. مجتمع الكفالة ليس سُدْرة المنتهى عبر تجاربه الراهنة، لكن امتيازه العملي حتى الآن هو أنه مهما كانت تجاربه النسبية ناقصة الشكل أو المحتوى، إلا أنها هي وحدها كانت المؤهلة لطرح معاييره التي ينبغي أن يحاكم إنتاجه على ضوئها، فهي الدليل المادي على أن انهيار الأوهام لا يخلف الصحراء وراءه دائماً لكنه قد يحيي ذاكرة الحقيقة. ويبقى أن يستنير التاريخ المستقبلي ما ببعض وهجها، عندما تتبناها إرادة الشعوب الحرة مجدداً. ‘ مفكر عربي مقيم في باريس (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 ديسمبر 2008)


هل يمتلك أوباما إستراتيجية شاملة للشرق الأوسط؟

    

توفيق المديني لم يحظَ انتخاب رئيس أميركي بقدر كبير من التفاؤل في العالمين العربي والإسلامي كما حظي به انتخاب باراك حسين أوباما، نظراًلانتخابه الذي يعتبر حدثاً تاريخياً كبيراً أولاً، لخلفيته لكونه ولد لأب مسلم، وأول رئيس أميركي يعتلي سدة الرئاسة من أصل إفريقي ثانياً، فضلا عن ذكائه الخارق وثقافته الواسعة ثالثاً، وهي العوامل التي ربما تجعله يتفهم أكثر من سواه قضايا العرب والمسلمين العادلة في منطقة الشرق الأوسط التي استقبلت انتخابه بالترحيب الأكبر، على أمل أن يولي اهتماماً فورياً للصراع العربي- الصهيوني، وأن يساعد على حل بقية الأزمات الإقليمية الأخرى. هذا التفاؤل مفهوم جدا قي سيكولوجية الشعوب العربية والمسلمة المقهورة، بوصفه ردة فعل طبيعية على سياسة العجرفة والاستكبار العالمي التي مارستها إدارة الرئيس جورج بوش في التعاطي مع قضايا المنطقة، والتي تحكمت فيها الاعتبارات الأيديولوجية لتيار المحافظين الجدد، القائمة على تمجيد السياسة الأحادية الجانب، والتركيز على الخيارات العسكرية الاستباقية، والدفع بقوة إلى دمقرطة المنطقة قبل أن تنضج الظروف الملائمة، وتحديد الأولويات الأميركية التي كانت تتمحور على الحرب في العراق في السنوات الست الأخيرة، وتفادي السعي الجدي إلى حل عادل للصراع العربي- الصهيوني (حتى السنة الأخيرة من ولاية الرئيس بوش)، إضافة إلى انحيازها المطلق لإسرائيل. السؤال الذي يطرحه المحللون العرب والأجانب، هل هذا التفاؤل المبالغ فيه يعتبر في محله، لجهة أن الرئيس المنتخب سيبلور استراتيجية شاملة لمنطقة الشرق الأوسط تجسد قطيعة مع سابقاتها، أم أن الأمر لا يعدو أن تكون السياسة الخارجية لأوباما هي استمرارية للسياسة الأميركية الشرق أوسطية المعروفة جيدا في العالم العربي، بوصفها سياسة تخضع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لأدوات الضغط الصهيونية، ولاسيما منظمة «إيباك» التي أثبتت سيطرتها شبه المطلقة على السلطة التشريعية في الولايات المتحدة الأميركية، أي الكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب، الذي يتحكم بصورة كبيرة في عملية صرف الأموال لتنفيذ أية سياسة أميركية؟ من خلال تقديم الرئيس المنتخب باراك أوباما رسميا فريقه الجديد في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مدينة شيكاغو يوم 1 ديسمبر الجاري، والذي يتكون من وزرائه ومستشاريه الكبار لشؤون الأمن القومي والدفاع والخارجية، ووضع على رأس هذا الفريق منافسته السابقة على منصب الرئاسة السيناتور هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، فإن أوباما عبّر عن رؤية كلاسيكية جدّاً لمهمة هؤلاء: إعادة الزعامة الأميركية على العالم، ولاسيما أن الامبراطورية الأميركية تعاني في الوقت الحاضر من الانحدار التاريخي الذي عانت منه سابقتها البريطانية. فقد قال أوباما من دون أي لبس: «في عالم متقلب، حان الوقت لبداية جديدة، لفجر جديد للزعامة الأميركية من أجل تجاوز تحديات القرن الحادي والعشرين»، ولم يثر قضية بناء عالم متعدد الأقطاب، على رغم بروز مراكز نفوذ في بكين ونيودلهي وموسكو وبرازيليا. لقد عيّن أوباما شخصيات تشاطره براغماتيته فيما يتعلق بموضوع استخدام القوة، إن لم يكن أفكاره كلها. وتبين خلفيات أعضاء الفريق أن المقاييس التي اعتمدها أوباما هي مقاييس عملية تتعلق بالخبرة المهنية والمزايا القيادية، وليس بالاعتبارات الايديولوجية أو السياسية الضيقة. وذهب أوباما أبعد في تواصله مع الإستابلشمنت في واشنطن- إنما بمدّ يده إلى الحزبين معا – ففي البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) أعاد أوباما روبرت غيتس إلى منصبه، وهو الرجل الذي عرف كيف يصالح الديمقراطيون في الكونغرس. وتكمن مهمته في «وضع حد للحرب في العراق بطريقة مسؤولة»، وزيادة عديد القوات الأميركية في أفغانستان. وكان روبرت غيتس البالغ من العمر (65سنة) عينه الرئيس جورج بوش بعد هزيمة الجمهوريين في الانتخابات النصفية نوفمبر 2006 ، ودخل إلى وكالة المخابرات المركزية قبل 42 سنة مضت. وحول الملف النووي الإيراني، يعتقد غيتش أن التسوية التي «تحترم العزة القومية» للإيرانيين يمكن التوصل إليها، لكنه متشائم بشأن فكرة اللقاء بالرئيس أحمدي نجاد. وقد انتقد يسار الحزب الديمقراطي إعادة روبرت غيتس إلى منصبه، نظرا لماضيه في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، حيث كانت الولايات المتحدة الأميركية تساند الأنظمة الديكتاتورية والفاشية في العالم. لقد فضل استمرار غيتس في منصبه وهو يعلم جيدا أنه لا يشاطره رؤيته كلها، ولاسيما حول نشر الدرع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية. أما في العراق، فإن الاختلافات تبدو طفيفة، ولاسيما بعدما تم التوقيع على الاتفاقية الأمنية والاستراتيجية بين العراق وأميركا التي تحدد آخر موعد لانسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية 2011. غير أن أوباما أكد مجددا عزمه على سحب جنود القتال الأميركيين من العراق في غضون 16 شهرا، منذ تسلمه لصلاحياته الدستورية، وإن يكن كرر أنه سيستمع إلى اقتراحات القادة العسكريين ونصائحهم في هذا المجال.  في مركز مستشار الأمن القومي، عيّن أوباما الجنرال المتقاعد جيمس جونز القائد العام لقوات حلف شمال الأطلسي من سنة 2003 ولغاية 2006، وهو خبير محترم من الجمهوريين كما من الديمقراطيين. هذا العسكري الفرنكوفوني يشغل إلى حد الآن منصب المبعوث الخاص لتنسيق الجهود الأمنية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وقد تم تعيينه في هذا المنصب من قبل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عقب انطلاق مؤتمر أنابوليس للسلام في 27 نوفمبر 2007. وفي هذا المنصب طور جيمس جونز رؤية عن الملف الفلسطيني – الإسرائيلي اتسمت أحيانا بالنقد لإسرائيل. ويكتسب منصب مستشار الأمن القومي أهمية خاصة الآن، لأنه سيكون الطرف الذي سيتولى تنسيق المواقف والاجتهادات المختلفة التي يتقدم بها وزيرا الخارجية والدفاع وغيرهما من قادة أجهزة الاستخبارات. وفي مجال السياسة الخارجية اختار أوباما السيدة هيلاري كلينتون منافسته السابقة لمنصب وزيرة الخارجية في حكومته. وأشاد أوباما بمزايا كلينتون التي وصفها بأنها صديقة وزميلة ومصدر مشورة ومنافسة انتخابية، وهي تتمتع بذكاء غير اعتيادي وصلابة وأخلاقيات عمل رائعة. هيلاري كلينتون نالت 18 مليون صوت في الانتخابات التمهيدية، وهي تحمل معها تجربة زوجها بيل كلينتون، الذي سيكون من دون شك هو وفريقه الذي عمل معه (مارك هانديك ، ودنيس روس) خير مستشارين في مجال الصراع العربي- الإسرائيلي من دون منازع. فالرئيس كلينتون انخرط كثيرا وأكثر من أي رئيس أميركي آخر، في التفاصيل الصغيرة والكبيرة المتعلقة بالصراع العربي- الإسرائيلي، بلغت حد رسم خارطة الدولة الفلسطينية الأكثر تقدما من وجهة النظر الإسرائيلية، بما فيها تقسيم القدس، عقب المفاوضات التي أدارها في كامب ديفيد بين إيهود باراك وياسر عرفات في العام 2000. وفي عهد الرئيس كلينتون تحقق تقدم هائل على صعيد المسار السوري- الإسرائيلي في «واي بلانتيشن». لاشك أن اختيار أوباما لهيلاري كلينتون في قيادة السياسة الخارجية يشير إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة ستسير في النهج عينه للإدارة الأميركية السابقة فيما يتعلق باعتبار أمن إسرائيل جزءا من الأمن القومي الأميركي، والعمل على القضاء على ما تبقى من جيوب المقاومة الفلسطينية بحجة محاربة الإرهاب، وخدمة المصالح الاستراتيجية والحيوية الأميركية في المحصلة النهائية، مادام العرب يعيشون في حالة من التشرذم والتفكك والاستسلام الشامل. كاتب من تونس ( المصدر:  صحيفة أوان (يومية – كويتية) 7ديسمبر 2008)


متحف الفن الإسلامي

طارق الكحلاوي إثر الانشغال بمتابعة التطورات المتلاحقة الأسابيع الفائتة ذات العلاقة بتشكل الإدارة الأميركية الجديدة، حان الوقت للالتفات إلى حدث ثقافي عربي اهتممت به لدواعٍ شخصية وأكاديمية وهو افتتاح «متحف الفن الإسلامي» في الدوحة يوم 22 نوفمبر الماضي. الفنون والعمارة الإسلامية ليست موضوعا قريبا من اهتماماتي الروحية والفكرية فحسب بل أيضا من بين المجالات الرئيسة التي اشتغلت وأشتغل فيها بحثا وتدريسا. لا تكمن أهمية «متحف الفن الإسلامي» في الدوحة في كونه يعرض مجموعة من القطع الأثرية الإسلامية. توجد متاحف قديمة وعديدة عبر أنحاء العالم تعرض مجموعات أثرية إسلامية. من بين أقدمها خاصة تعبيرا عن تاريخ تجميع القطع الأثرية الإسلامية هي تلك المعروضة ضمن قسم «الشرق الأوسط» في «المتحف البريطاني» في لندن. الأخير كان يحتوي على قطع أثرية إسلامية منذ افتتاحه عام 1759. مجموعة «المتحف البريطاني» شهدت نموا خاصة في أواخر القرن التاسع عشر عبر هبات من مجموعات شخصية لجامعي آثار بريطانيين (خاصة مجموعة القطع الخزفية لفريديريك غودمان ومجموعة المخطوطات لسيدني تشرشل). إذ كان التاريخ المبكر لتجميع القطع الأثرية الإسلامية في معظمه تاريخا غربيا. إلى جانب مجموعة «المتحف البريطاني» تجب الإشارة إلى القطع التي تراكمت في متحف «اللوفر» في باريس بالتزامن مع المغامرات الفرنسية الاستعمارية منذ نهاية القرن الثامن عشر. لكن اللافت أن «اللوفر» لم يقرر إقامة قسم خاص ومدروس للقطع الأثرية الإسلامية إلا مؤخرا مقتديا بشكل خاص بأفضل مجموعات القطع الأثرية الإسلامية على الإطلاق، وهي الموجودة ضمن قسم «الفن الإسلامي» في متحف «الميتروبوليتان» في نيويورك. لكن لم يكن الاهتمام بالقطع الأثرية الإسلامية مرتبطا بالضرورة بالتجارب الاستعمارية بل جاء بشكل خاص في سياق تحول «الشرق» (في معانيه الأكثر تعميمية) إلى مصدر إلهام روحي ومن ثم فني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لدى بعض أوساط النخبة الغربية. وهكذا كان هناك اهتمام كبير بين جامعي الآثار الأميركيين بالقطع الإسلامية في ظرفيات لم يكن فيها للولايات المتحدة أي وجود سياسي بارز في المنطقة. بالإضافة إلى مجموعة «الميتروبوليتان» (والتي تم تجميعها عبر الزمن منذ القرن التاسع عشر من خلال هبات جامعي آثار أميركيين) هناك متحف «الفريير أند ساكلر غاليري» في واشنطن تأسس على أساس مجموعتين لجامعي الآثار الأميركيين تشارلز فريير وآرثر ساكلر شملت قطعا إسلامية إلى جانب قطع أثرية صينية ويابانية وهندية وغيرها من المجالات الآسيوية. ألمانيا التي بقيت بعيدة عن التجارب الاستعمارية (قسرا وليس خيارا) كانت عبر عاصمتها برلين أيضا مركزا لتجميع القطع الأثرية الإسلامية. وكان من اللافت إقدام القائمين على «متحف القيصر فريديريك» في برلين في العشرية الأولى من القرن الماضي على جلب واجهة «قصر المشتى» الأموي لتكون ركيزة مجموعة القطع الأثرية الإسلامية. كما أن تطوير قسم «الفن الإسلامي» في «الميتروبوليتان» كان ممكنا بالأساس بسبب المساهمة العلمية لباحثين ألمان هاجروا إلى الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي خاصة موريس ديماند. في المقابل كان اهتمام مسلمين أو مقيمين في الأقطار الإسلامية المختلفة بالقطع الأثرية الإسلامية متأخرا نسبيا. كان العثمانيون قد بادروا عام 1891 لتأسيس «المتحف الأثري» في اسطنبول والذي سجل لأول مرة في المجال الإسلامي وعيا بالتراث الأثري بما في ذلك الخاص بالفترة الإسلامية. كما كان رضا شاه وفي سياق ترسيخ شرعية السلالة البهلوية في إيران مهتما بالتراث الأثري الإيراني بما في ذلك الإسلامي وكان راعيا لعرض تم في لندن عام 1930 حول «الفن الفارسي» تضمن فترات مختلفة بما في ذلك الفترة الإسلامية. غير أن التركيز بشكل خاص على الآثار الإسلامية يبدو أكثر بروزا في مصر إذ قام الخديوي توفيق عام 1869 بتأسيس ما سمي آنذاك بـ «دار الآثار العربية» والتي احتوت على مجموعة صغيرة من القطع الأثرية الإسلامية مما كان ضمن ملكية العائلة المالكة. أما في بقية الأقطار الإسلامية لم تتأسس المتاحف كمؤسسات حفظ أثرية إلا على إثر دخول قوات أجنبية برغم أن ذلك كان يتم في إطار النخب الحاكمة القائمة (مثلا كان تأسيس «متحف باردو» في تونس بأمر ملكي من علي باي غير أنه لم يحدث إلا عام 1882 أي بعد عام من الاحتلال الفرنسي). وإذا كان ظهور مؤسسة المتحف وتخصيص أقسام للفن الإسلامي فيها في علاقة بالأجواء الأوروبية في القرن التاسع عشر أو على إثر وجود أوروبي عسكري، فإن إقامة متاحف كاملة متخصصة في الفن الإسلامي كانت مبادرة محلية خاصة في إطار خطاب الدولة الوطنية أو دولة ما بعد الكولونيالية. إذ إن «دار الآثار العربية» التي أسسها الخديوي توفيق كانت النواة التي على أساسها تم افتتاح «متحف الفن الإسلامي» في القاهرة عام 1952. وكان ذلك في إطار بروز عدد من الباحثين المصريين الرواد من المتخصصين في الفن الإسلامي. غير أن الحماسة التي ميزت هذه المرحلة التاريخية خاصة مع تعريف هوية الدولة الوطنية العربية ضمن مكونات الهوية العربية الإسلامية خفتت تدريجيا. ولو أن ذلك لم يمنع من استمرار وجود مبادرات لتركيز مجموعات أثرية إسلامية محددة ضمن وحدات متحفية مفردة. ينطبق ذلك على «متحف رقادة» الحكومي في مدينة القيروان والذي يتخصص في المجموعة الأثرية المتعلقة بهذه الحاضرة الإسلامية المركزية في منطقة المغرب. في هذا السياق يجب أيضا وضع مبادرة «المتحف الإسلامي» في الكويت في بداية ثمانينيات القرن الماضي والذي كان بالأساس مكونا من «مجموعة الصباح» الخاصة للقطع الأثرية الإسلامية (المتميزة خاصة بمجموعة من القطع الخزفية والبلورية). النظر إلى «متحف الفن الإسلامي» في الدوحة ضمن هذه السياقات ضروري لفهم إسهامه الخاص. يجب الرجوع أولا إلى السنوات التي سبقت افتتاح المتحف وتحديدا إلى الرحلة التي خاضتها القطع الأثرية التي تم جمعها خصيصا لتكون مادة المتحف. إذ تم القيام بعرض متنقل لنخبة من مجموعة «متحف الفن الإسلامي» عام 2006 تحت عنوان «من قرطبة إلى سمرقند» في أشهر المتاحف العالمية بما في ذلك في متحفي «اللوفر» في باريس و «الميتروبوليتان» في نيويورك. لم تكن تلك مجرد حملة دعائية لمجموعة متحفية محددة بقدر ما كانت رفعا من القيمة الخصوصية للقطعة الأثرية الإسلامية في مشهد المتحف العالمي. وذلك تحديدا أحد المظاهر الأساسية للإسهام المتحفي أيا كان موضوعه: كيفية عرض القطعة الأثرية وجعلها جذابة بصريا. يأتي في نفس الإطار عمارة المتحف ذاته والتي عهدت إلى أحد أشهر المعماريين على قيد الحياة، الأميركي ذي الأصل الصيني باي. مرورا بالتغطية الإعلامية غير المسبوقة بالنسبة لمجموعة أثرية إسلامية سبقت بشهور افتتاح المتحف. وقد شاءت الصدفة أن التقيت قبل أيام من الافتتاح مع أوليغ غرابار أكثر باحثي الفن الإسلامي تأثيرا في عصرنا الراهن وكانت مقدمة حديثنا حول مغزى افتتاح «متحف الفن الإسلامي» في الدوحة. غرابار الذي يعمل الآن من مكتبه في «معهد برينستون للدراسات المتقدمة» المرموق (وهو ما يعكس أهمية إسهامه الأكاديمي الذي تجاوز الفن الإسلامي إلى مناهج تاريخ الفن بشكل عام) والذي لم يستطع التنقل لحضور الافتتاح لأسباب صحية كان متحمسا للغاية لحدث الافتتاح. رأى في الاستثمار المالي الكبير في موضوع «الفن الإسلامي» مصدرا للتفاؤل بتحقيق حلم قديم بالنسبة إليه، وهو انتقال مراكز عرض المادة الأثرية الإسلامية المتميزة إلى المجال الإسلامي ذاته بشكل ينافس ليس من حيث مضمون المادة الأثرية فحسب بل الأهم من حيث طريقة عرضها في المتاحف الغربية. كان غرابار في حواراتي الطويلة معه يتحسر بشكل مستمر بسبب محدودية الاهتمام بالمادة الأثرية الإسلامية عرضا وبحثا في الأقطار الإسلامية. رغم إيمانه بالأحقية الإنسانية التي تتجاوز الأعراق والخلفيات الثقافية في القدرة على دراسة هذه المادة، إلا أنه كان يرى في عدم التوازن القائم أمرا غير طبيعي خاصة بعد أكثر من خمسين سنة من تجربة الدولة ما بعد الكولونيالية العربية. غير أن العرض المتحفي يحتاج أيضا استثمارا مماثلا في المجال البحثي. هناك اهتمام قطري بالمجال البحثي خاصة عبر تخصيص كرسي للفنون الإسلامية في جامعة الكومونويلث وتنظيم ندوات دولية حول الفن الإسلامي (مثل ندوة «الألوان في الفن الإسلامي» في غرناطة مؤخرا). غير أن التفاعل العربي العربي والرفع بمستوى مراكز البحوث الأثرية وأقسام الآثار الجامعية العربية يبقى موضوعا في غاية الأهمية. بل إن بعض الأقطار العربية لا يزال يفتقر لمجرد أقسام أثرية في جامعاتها. مثلما أشار لي غرابار لا يزال هناك أمر أساسي محدود: «مراكز» ثقافية عربية تماثل في نشاطها وحيويتها الأكاديمية المستويات الغربية. وهو ما يحتاج مساهمة الجميع بدون انتظار. أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرزtkahlaoui@gmail.com (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم  7 ديسمبر  2008)

بسم الله الرحمان الرحيم
الدم الفلسطيني    
إن مايجري في أرض الإسراء والمعراج أوقف تفكيري، وحرك في معاني الحياة والموت.. مايجري في أرض الإسراء أذهل الكون.. ما يجري في أرض الإسراء قصة  تحكى للناس عبر الأزمان.. فلسطين يذرف من أجلها الدمع.. يشل من أجلها الوجود.. مايجري في أرض الإسراء يتكرر كل يوم، بل كل ثانية.. هي قصة تكتب بالدماء وليس بحبر القلم.. أطفالها الذين يحملون النصر، يدفعون بأنفسهم فداء للوطن، يخرجون كل صباح إلى مدارسهم كالفرسان في ظل الحرب والدمار، يحلم الواحد منهم أن يكون قائدا ليحرر الأمة، والأخر يحلم أن يكون طبيبا ليداوي المرضى،  ولكن حين ينطلق رصاص الغدر،  يقتل كل شيء، أحلامهم، براءتهم،  وطفولتهم.. ويسيل الدم الطاهر على كتبهم وأقلامهم..! نعم كثرة هدر تلك الدماء وسيلانها هناك.. ذكرتني بالنظرية التي كانت تدرس لنا في المعاهد الثانوية، أنّ هناك مادة إسمها بيولوجيا، وكيف أن هذه المادة تشرح طبيعة الجسم البشري وآلية حركته، ومن ضمنها شرح مفصل عن طبيعة الدم ومكوناته، والنتيجة العلمية المؤكدة أن الدم البشري له نفس المكونات بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين، ما يأكد أن الدم الفلسطيني لا يختلف عن غيره من الدماء فهو مكون من الكريات الحمراء والكريات البيضاء والصفائح المعدنية ولونه أحمر قاني كباقي الدماء. ومع التقدم التكنولوجي والثورات العلمية الهائلة التي نسمع ونقرأ عنها الكثير، وهذا الكم الهائل من الشرائع والسنن الجديدة وآلاف الكتب عن حقوق الإنسان بل حقوق الحيوان أيضاً، وآلاف النظريات الإجتماعية عن الحق والعدالة وكيفية تحقيقهما. مع كل ما سبق ووجود آلاف العلماء البيولوجيين أجد أن النظرية التي كنا ندرسها في الثانوي مغلوطة وغير صحيحة، وأن هنالك شبه إجماع عالمي على أن الدم الفلسطيني يختلف عن الدم الإسرائيلي من حيث المكونات والطبيعة واللون، ولنظريتهم تلك أقروا مئات التشريعات والعقوبات والتسميات، لمن لا يلتزم بتلك القاعدة  (العلمية الثابتة)، الغير قابلة للتأويل والمناقشة، والأمثلة كثيرة جداً لا تعد ولا تحصى. و حسب نظريتهم العلمية الحديثة فأن الدم الفلسطيني هو خالي المكونات، ومعدوم اللون، ومكوَن فقط من الأوكسجين و الهيدروجين أي أن له نفس مكونات الماء، ونتيجة لذلك فإن هدر الدم الفلسطيني لايخضع للقوانين والدساتير السابقة، ولذلك لايعتبر جريمة بحق الإنسانية والشرائع السماوية، ولامانع بأن يكون سفك دم هذا الشعب الفلسطيني العظيم تحت أنظارهم، حتى لايكون هنالك أي انتهاك لحقوق الإنسان، أو اختلال لموازين العدل الخاصة بهم. والمعلومة الأخرى التي تم تدريسها لنا، بأن الدم الفلسطيني هو جزء من الدم العربي والإسلامي كما يقول التاريخ. ولا يجوز هدره حسب عقيدتنا الإسلامية، وحسب أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. و هذا الإستنتاج العربي والإسلامي يدعو إلى البهجة والسرور، ويتماشى مع العقل والمنطق، والذوق القديم وليس الحديث طبعاً، ولكن هذا الإستنتاج النظري ليس بصحيح في الوقت الراهن، والدلائل والبراهين على ذلك كثيرة. فدم الشعب الفلسطيني العربي المسلم يسفك وبغزارة يوميا، ومنذ ستون عاماً بلا رحمة أو شفقة، وصرخات الألم والظلم  ترتفع من شفاه آلاف الأطفال، والنساء، والشيوخ، مستجيرةٌ وين الملايين.. وين الشعب العربي.. وين.. بلا مجيب. والمحزن المحبط أن فينا من يدعو إلى القبول بالنظريات العلمية العالمية الحديثة، بأن الدم الإسرائيلي يختلف عن الدم الفلسطيني من حيث المكونات،  لذلك لا يجوز هدره حسب القوانين والدساتير الجديدة، التي وضعتها هيئة الأمم ومجلس الأمن، وأنه يجب على الشعوب العربية والإسلامية تطبيق هذا المنطق العلمي..؟!! ونظراً لأنه..لا يكاد أحد القادة العرب أن يعتلي أحد المنابر حتى يدوي التصفيق في كل أرجاء المكان.. مكافئةً لإخلاصهم وتزوجهم بالقضية، والنطق بالحقائق.. فأنا أطرح مجموعة من الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن كل مواطن عربي: أيهما أفضل للإنسان العربي الوطني، ومن ورائه الفلسطيني العربي المسلم أن يكون رجلاً لدولة إسلامية، في أضعف الإيمان تقول لا لأمريكا و »إسرائيل »، وتعد لهما ما استطاعت من قوة وعتاد وعدة..أم أن يكون رجلاً لأعداء الأمة؟.. أيهما أفضل الذي يجري كالفرخ الصغير وراء أمه كوندليزا رايس، أم الذيين تم إقفال الأرض عليهم وحصارهم من كل جهة؟؟ ثم أيهما أفضل للفلسطيني أن يكون إبناً للمخيم وجيل التحرير… أم المتآمر على خيار الفلسطينيين مهندس أوسلو، رجل أمريكا ولقيط الإحتلال… والتملق للأعداء والوقوف والإجتماع مع المحتلين والمستوطنين.. في هيئة رئيس متسول مع وكيل إسمنت بناء الجدار، وعلى شكل قادة « بلاي ستاشين » تحركهم أصابع ليفني..؟ أيهما أفضل أن يعترف الإنسان بخطأ ارتكبه أو مجموعة أخطاء اقترفها، وأن يقف وقفة رجل شجاع ويواجه نفسه في المرآة قبل أن يواجه شعبه على الشارع. خاصة إذا كان مسئولاً عن أمة ووطن وقضية. وكلنا يذكر كيف وقف الفاروق خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، يستمع بصمت للإعرابي الذي قال له  » والله يا عمر لو رأينا فيك اعوجاجا لقوّمناه بحدّ سيوفنا « . نحن بحاجة لشعب من طينة وعجينة الأعرابي، لا من طينة وعجينة أمن الرئاسة. هؤلاء الذين فسدوا وأفسدوا الحرث والنسل في فلسطين. للأسف نحن في زمن لايوجد فيه قادة أو رجال يبحثون عن رضا الله والأمة، بل هناك قادة وشبه رجالات حكم يبحثون عن رضا البيت الأبيض والكنيست الصهيوني في القدس المحتلة. وهذه الفئة من الناس لايمكنها أن تعيد بهاء القدس ولاإشعاع النور في فلسطين، ولايمكنها أن تدافع عن الذي حافظ على كرامة وسمعة الفدائي الفلسطيني؟ فدائي الثورة المستمرة والمقاومة الملتهبة، فدائي البندقية وغصن الزيتون.. الكلمة والطلقة.. الصرخة والقنبلة.. الموقف والصلابة.. الثبات والتكتيك الذي لم ولا يؤدي للتفريط ثم الإستسلام كما حصل في سلام شجعان أوسلو وأخواتها. هذا ماتسائلنا فيه قبل أيام من بداية هذا العيد.. وقبل حلول العيد القادم سنسأل من جديد: أيهما أفضل أن يكون الإنسان مع الفدائي ضد الخائن، ومع المقاوم ضد المساوم، ومع المجاهد ضد المهادن، ومع المقاتل ضد المقاول، ومع المفاوض المتمسك بالثوابت أم مع المفاوض المفرط بالثوابت.. مع المتأوسلين أم مع المقاومين، ومع الصهاينة أم مع كل من يقول فلسطين لأهلها..؟؟؟ فتحي العابد
 
 

غزة.. لا عيد ولا حج

 

 
علا عطا الله   حجاج غزة باتوا يستقبلون التعازي لا التهاني في أيام الحج غزة- منـذ سـاعات الصبـاح الأولـى توافد حجاج بيت الله الحرام إلى جبل عرفات بقلوب خاشعة تنبض شوقا وفرحا لأداء ركن الحج الأعظم، وفي غزة تراقبهم عبر شاشات التلفاز عيون تذرف الدموع الحارقة، وقلوب تنبض حسرة وألما؛ فقبل يومين فقط كان هناك أمل أن يلحقوا بإخوانهم على جبل عرفات. هـذه القلوب الكسيرة تربض في صدور حجاج غزة الذين اغتيلت آمالهم بمعانقـة أمنيـة العمـر بعد أن بات الوصول إلى الديار الحجازية وأداء فريضة الحـج في خبـر « كـان ». طالع أيضا: حجاج غزة عالقون بين حكومتين ودولتين! فقد حرم 2200 حاج هذا العام من أداء الفريضة بسبب عدم وصول تأشيرات من السعودية إليهم، وذهبوا ضحية الانقسام السياسي الفلسطيني والخلافات بين حكومتي حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله، اللتين تحمل كل واحدة منهما الأخرى مسئولية ما جرى من مـنع. عزاء في منـزل أم حمدي مطـر بدا وكأن ثمـة عزاء فيه، فلا شيء سـوى الصمت والعبـرات المتدفقة بألم.. تقول ابنتها بوجـه واجم ونبرات حـزينة: « لن يأتي الناس ليقـولوا لنا: كل عام وأنتم بخيـر, بل سيقدمون لنا المواساة ..أمي باتت طريحة الفراش بعـد أن تهاوى حلم حياتها.. لقد انتظرت هذا اليوم طويلا ». ليس سهـلا على رجـل تجاوز العقد السادس أن يتحمل خبـر منعه من السفـر لأداء فريضة الحج، فهذا نبأ كان كفيلا بوشـم الوجع على نبرات صـوته, وبصعـوبة بالغة استطاع فهمي مهنا أن يلملم حـروفه المبعثـرة ليقول: « أدعو الله من كـل قلبي أن يتكفل بمن منعنا من الحج.. أنا عجـوز مريض لا حول لي ولا قـوة.. هل أضمن عمري للعام القادم؟! ». الحـاجة رويدة التي انقطع أملها بالأمس في الحج قالت بحسـرة لـ »إسلام أون لاين.نت »: « كثيـرون كانوا يقولون لي: طوافنا هذا العام حـول المعبـر، ولم أكن أود تصديقهم ولكـن للأسف كانوا صادقين، ومات موسم الحج.. ». نقطة سوداء ولأنها لم تتحمل الخبـر فقد وقعت الشابة أمينة طريحة الفراش، وأصابها الإعياء لعدم تمكنها من السفـر بصحبة والدها، وبكثير من الغضب قالت: « إن فشل موسم الحج بغـزة نقطـة سوداء في تاريخ الأنظمة العربية كلها ». وتـرفض أم جمال تحميل الأطراف الفلسطينية مسئولية فشل الحوار، بل ألقت باللوم على الدول العربية قائلة: « أين التأشيرات؟ لم تسلمها السعودية لنا.. ولم تبال أية دولة بالتدخل من أجل إنقاذ موسم الحج.. الجميع يتكالب على غـزة ويخنقها ». وبعيدا عن تحميـل أي طـرف عربيا كان أو فلسطينيا يسطـر الحاج أبو نضال حروفه من ألم: « ضاع الحلم.. ومات الأمل.. وعيدنا بـلا طعم.. فعيدنا الوحيد كان بذهابنا إلى مكـة والترديد بأعلى صوت: لبيك اللهم لبيك ». وهذه هي المـرة الأولـى في تاريخ الشعب الفلسطيني التي يمنـع فيـها حجاج القطاع من أداء فريضة الحج بسبب لا يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، وإنما بسبب الانقسام الحاد بين فتح وحماس الذي شطر الوطن إلى حكومتين وسلطتين. وفي سنوات ماضية حاولت إسرائيل كثيرا أن تمنع حجاج القطاع من الخروج إلى الأراضي المقدسة، لكن ضغوطا عربية ودولية كانت تمكنهم من المرور، ولم يتم إعاقاتهم إلا في حالات نادرة، وفي كثير من الأحايين كانت تعيـد بعض الحجاج تحت ذرائع أمنية. الوقت انتهى سالم ياسين أبدى أسفـه على « موت موسم الحـج » قائلا لـ »إسلام أون لاين.نت »: « نشعر بحزن لا يمكن أن تصفه الكلمات، ولكن لنكن منطقيين.. العام الماضي تمكن حجاج غـزة من أداء فريضة الحج وكنا تحت الانقسـام.. المسألة أكبـر من ذلك.. هناك مؤامرة ». أما عوض مذكور رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة فقد أكد أن فشل الموسم سيكبد مكاتب الحج خسائر فادحة, واستدرك: « لا نملك إلا أن نقول: حسبنا الله ». من جانبه أعلن عبد الله أبو جربوع وكيل وزارة الأوقاف بغـزة عن فشل موسم الحج لأهل غزة هذا العام. وقال أبو جربوع في حديث لـ »إسلام أون لاين.نت »: « الوقت انتهى.. اليوم عرفة.. لقد عملنا ما في وسعنا.. ولكن للأسف حكومة رام الله تمكنت من الضغط على السعودية لعدم منح حجاجنا التأشيرات، وكل الجهود لإنقاذ الموسم فشلت ». وفي مقابل اتهام أبو جربوع لحكومة رام الله بالمسئولية عن عدم سفر الحجاج لأنها « ضغطت » على السعودية لعدم منح الحجاج المسجلين في أوقاف غزة تأشيرات، حملت وزارة أوقاف حكومة رام الله حكومة غـزة مسئولية فشل موسم الحج؛ لأنها منعت الحجاج المسجلين في أوقاف رام الله من الحج بذريعة أنهم لا يملكون جوازات سفر. وقالت مصادر مصرية مسئولة إن جوازات سفر الحجاج المسجلين في أوقاف رام الله موجودة عند الجانب المصري من معبر رفح، وبها تأشيرات الحج بعد أن سلمتها سفارة فلسطين في القاهرة (التابعة للسلطة في رام الله) للسلطات المصرية. وتنفي حماس أن تكون القاهرة قد أجرت اتصالات معها لإنهاء أزمة الحجاج العالقين بقطاع غزة، كما نفت ما يتردد عن أن معبر رفح مفتوح. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 7 ديسمبر    2008)

 

دفاعا عن حماس
 
عبد الحليم قنديل ليس كل تصرف يصدر عن حركة حماس يقبل الدفاع عنه، لكن مغزى حركة حماس في حركة التحرير الفلسطيني مما يصح الدفاع عنه وبشدة وقد تعرضت حماس للهجوم بشدة في مصر، وفي غيرها، وجرى خلط الأوراق، وتصوير حماس على أنها حركة إسلامية زائفة، وتمنع الحجاج الفلسطينيين من العبور إلى مصر فالسعودية، مع أن حركة حماس طالبت بالمساواة بين الحجاج، ومنحهم جميعا تأشيرات الحج، ولم تصادر على حق يجب أن يكون مكفولا للكافة، ولا ينطبق عليها قول شيخ الأزهر سيد طنطاوي، ووصفه لمانعي الحج بأنهم يرتكبون أكبر المنكرات، بل ينطبق على آخرين جعلوا من أداء الفريضة الدينية ورقة ضغط سياسي، هذا إن صح أن نستمع لشيخ الأزهر الحالي في أي حكم يتعلق بالإسلام أو بالسياسة، وهو ما نظن أنه لا يصح، إذ أن شيخ الأزهر أهان الأزهر والإسلام والمسلمين بمصافحته الغبية الأخيرة لشمعون بيريس، وفي حضرة العائلة السعودية! وبعيدا عن حكاية الحج والحجاج، يبدو التنطع في الحكم على حماس ظاهرا، ليس فقط في دوائر السلطة المصرية ذات الأولوية الإسرائيلية، ولا عند شخوص زمرة عباس فقط، بل لدى فصائل فلسطينية وقفت أو ضاعت في البين بين، وتحمل حماس مسؤولية فشل ما يسمى الحوار الوطني برعاية مصرية، مع أن الكل يعرف الحقيقة، وهي أن الحوار إياه كان يجري بغير حياد، وأن النظام المصري ليس راعيا يوثق في حياده، وانه منحاز إلى عباس على حساب حماس، ليس فقط لأن مخاوفه ظاهرة من نفوذ حماس في غزة المجاورة لمصر المأزومة، بل أيضا لأن أولوية عباس ظاهرة عند الأمريكيين والإسرائيليين، والسياسة المصرية الرسمية رهينة لرغبات الأمريكيين والإسرائيليين، وتشوه دور الوسيط المصري يجعل الحوار بغير أمل في نهاية ترضي، فوق أن أفق الحوار مسدود، وسقفه غاية في الانخفاض، فالحوار كله يجري تحت خيمة أوسلو، ويجري النقاش على مصير سلطة يعلم الجميع أنها مجرد قبضة هواء، وأن نشأتها في ذاتها أعاقت حركة التحرير الفلسطيني سنينا عددا، وأن وجود عناصر حمساوية أو فتحاوية فيها لا يغير من الأمر شيئا، فنحن لانحتاج الآن إلى حكومة من فتح أو حكومة من حماس، ولا حتى إلى حكومة مشتركة، ولا إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة أو مؤجلة، ولا إلى دورة ثالثة لحكم ذاتي تخفض تكلفة الاحتلال وتزيد معاناة الفلسطينيين، بل نحتاج إلى انتفاضة ثالثة للشعب الفلسطيني تعفيه من الدوران والتيه في الحلقات المفرغة . وقد لا يصح أن يقلل أحد من أثر الانقسام الفلسطيني، وهو حقيقة مرئية بالعين المجردة، لكنها ليست بين حكومة عباس في رام الله وحكومة هنية في غزة، بل بين طريقتين في العمل حجب ضباب السياسة طبيعة الفواصل بينهما، بين طريقة تستند أساسا إلى المقاومة المسلحة، وطريقة تستند أساسا إلى المساومة السياسية، وطريقة عباس ظاهرة بلا رتوش، فهو ضد المقاومة المسلحة ومرادفاتها من نوع الانتفاضة وغيرها، وهو يعمل بالتنسيق الوثيق مع إسرائيل والنظم العربية الخاضعة أكثر للرعاية الأمريكية، والأولى بفصائل البين بين أن تصوغ موقفها بوضوح وقطع من طريقة عباس، الأولى بالجبهة الشعبية ـ مثلا ـ أن تهاجم عباس وليس حماس، وأن تعلن القطيعة معه ومع طريقته، وأن تعمل ـ مع الجهاد الإسلامي ـ على دفع حماس للتركيز على خيار المقاومة المسلحة، وهجر صيغة أوسلو بكاملها، ووضع الحصان أمام العربة، وليس الوضع المعكوس الذي ولدت به سلطة أوسلو ومضاعفاتها، ورد الاعتبار لقضية التحرير أولا، وليس تقاسم كراسي السلطة الموهومة .. بالانتخابات أو بغيرها . وقد اقتربت ساعة الحسم في الاختيار، ليس لأن مدة عباس الرئاسية توشك على النفاد في بدايات عام 2009، لكن لأن اتفاق التهدئة على جبهة غزة تنفد أيامه، بل وربما يكون الاتفاق قد سقط فعليا، وقامت حالة من الاستعداد لحرب، وزاد اختناق غزة بالحصار الكافر، فالمطلوب إسرائيليا ـ في الجوهر ـ خنق غزة وتفكيك حماس، وغزة هي قطعة الأرض الفلسطينية الوحيدة التي جرى الجلاء الإسرائيلي عنها إلى الآن، غزة هي قطعة الأرض الفلسطينية الوحيدة شبه المحررة بالكامل، والمطلوب بالمقابل : إقامة سلطة ائتلاف وطني بالتراضي في غزة، سلطة تمزج التعبئة السياسية بالتعبئة العسكرية، وهذا هو موضوع الحوار المطلوب الآن، وليس حوار الطرشان في القاهرة أو في غيرها، فقد كانت غزة دائما هي قلعة المقاومة الفلسطينية ومنبت أصولها، وهي الآن ـ فيما نظن ـ نقطة البداية في إقامة دولة فلسطينية حقيقية، دولة تقوم على مبدأ السيادة الكاملة بعيدا عن متاهات أوسلو، دولة تقوم على أرض محررة، وتسعى لاستكمال السيادة عليها جوا وبحرا، وتؤدي دور الحكومة الميدانية لعموم الشعب الفلسطيني في الداخل، وتنهض كرأس حربة في الحرب الوشيكة مع كيان الاغتصاب الإسرائيلي، ولو أن فصائل البين بين اشترطت على حماس مبدأ الائتلاف في غزة، وضم عناصر فتح الراديكالية إلى الائتلاف المطلوب، ووضع كل الفصائل المسلحة تحت قيادة عسكرية واحدة، لو أنها فعلت لأفادت نفسها وأنقذت حركة التحرير الفلسطيني من أخطائها، واستعادت لها طريقها الغائب، وأعادت الألق للقضية الفلسطينية، ووضعت أنظمة التواطؤ في الحرج، واستثارت تعاطفا شعبيا عربيا هو حلقة الوصل المفقودة في القصة كلها الآن . ونزعم أن حماس تستطيع قلب الطاولة، فهي الحركة الفلسطينية الأكثر تأهيلا لدور قيادة الآن، وبشرط أن تضيف لقيادتها بعدا وطنيا ائتلافيا جامعا، وأن تؤكد عزمها على بناء منظمة تحرير فلسطينية جديدة، تضم الجميع دون زمرة عباس، وتشكل مجلسا وطنيا جديدا لعموم الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ولو فعلتها حماس، فإنها ستنتقل من خانة الدفاع إلى خط الهجوم، وتضع خصومها في المأزق الذي لافكاك منه، فليس بوسع فريق عباس أن يعيش في غير صيغة أوسلو، وهدم الصيغة ينتهي به إلى مقابر الصدقة، خاصة أن عباس رجل يفتقر إلى الجاذبية الشخصية، وإلى ميزة تعدد الخيارات التي كان يحرص عليها ياسر عرفات، بينما تبدو قيادات حماس في وضع أفضل، فهم ليسوا مغرمين بمنافع السلطة، وتحللهم من التزامات أوسلو يفيدهم بالذات، ويضيف ألقهم السياسي إلى جوار نزاهتهم الأخلاقية، ثم أن لديهم حركة أكثر تنظيما وأفضل تسليحا، وتستطيع بالفعل أن تخوض معركة باسلة لو أقدمت إسرائيل على إعادة اقتحام غزة، وأن تعيد تنظيم حركة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بأثر من تداعيات معركة غزة، وأن تفجر ما تيسر من انتفاضة ثالثة بتحريك الناس في الضفة والقدس، وأن تستعيد وحدة الجغرافيا بوحدة المقاومة . ونحن لا ندعو إلى قيادة محصورة بغزة، بل إلى قيادة تنطلق من غزة، وإلى جعل غزة رأسا لحركة تحرير وطني فلسطيني جامعة لتفاعلات الوطن والشتات، وإلى جعل غزة قاعدة محصنة لدورة جديدة في حياة المقاومة باتساع الوجود الفلسطيني . ولا ندافع عن حماس بأثر من تحيز سياسي أو أيديولوجي، بل نضع سلال الأمل عند عتباتها، فهي الحركة الأقدر الآن ـ لو أحسنت التصرف ـ على إعادة توحيد النداء الوطني الفلسطيني، ودون استبعاد ـ بالطبع ـ لحركة فتح، ودون قطع الأمل في تجديد داخلي لفتح يزيح عنها غمة عباس وزمرته، ويعيد إليها وهج الرصاصة الأولى . كاتب من مصر (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 ديسمبر 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.