11 ème année, N°4147 du 06.11.2011
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك
http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك نتقدم بأحرّ التهاني وأطيب التمنيات إلى قراء تونس نيوز و أحبائها وإلى الشعب التونسي و إلى المسلمين كافة,سائلين الله عز و جلّ أن يعيده علينا وعلى شعبنا الثائرووطننا الحبيب بالخير واليمن والبركة وأن ييسر لثورتنا النجاح ولبقية ثورات الربيع العربي السداد والتمكين من أجل معانقة أجواء الحرية وتحقيق الكرامة راجين من الله أن يعين طلائع ثوراتنا على الحفاظ على استقلال قرارنا الوطني والانحياز إلى هموم المواطن المسحوق وأن يحققوا نهضة تعيد للأمة شموخها وللحضارة بريقها سائلين الله أن يتقبل شهدائنا في فراديس جنانه وأن تتحقق للمصابين والجرحى الرعاية ورد الإعتبار وكل عام وتونس الخضراء من حسن إلى أحسن.
مع تحيات أسرة تونس نيوز
السلام وقع سوء تفاهم بين نبيل حجلاوي سجين سياسي سابق عن حركة النهضة ومهندس فلاحي وقائد فريق الجيش بسيدي بوزيد حول الحوادث الأخيرة فاتّهموه بتوزيع المناشير والتّحريض على الفوضى . وبسرعة حوّلوه إلى المحكمة العسكرية بصفاقس، ورغم محاولة الأخوة والعائلة في سيدي بوزيد صحبة أحد المحامين لإخرآجه ولو بسراح شرطي لقضاء العيد مع عائلته، فإنّهم فشلوا في ذلك مع المحكمة ويبدو أنّ المسألة بيَدِ وكيل الجمهوريّة بصفاقس.
أدعو قيادة النهضة وقيادة الجيش في شخص السيد رشيد عمار إلى التدخل الفوري لإطلاق سراحه لقضاء العيد مع أبنائه فكفاه السجن الذي قضاه في عهد البائد بن علي وقد حرم من العيد أكثر من خمس السنوات لك الحرية أخي العزيز نبيل ولعدو بلدنا النار فقد تواطؤوا لحرق مدينتنا العزيزة سيدي بوزيد وعندما وقفت لتدافع عنها بالكلمة وتحمل الجيش مسؤوليته إستعملوا معك العصا وقد خلناها ذهبت مع بن علي ولكن يظهر أن من إعتقلوك هم أشباه بن علي حتى ولو قضيت عيدك من وراء الأسوار فأنت الشهم الذي لم يبع بلده ودينه وستخرج في القريب وستعانق الحرية فقد أرادوا إذلالك ولكن هيهات منآ المذلة والخزي والعار لمن خطط لحرق مديننا واليوم يسجنون أسدا من أسودها.
في أول إمتحان بعد الثورة جاءت الإنتخابات ورغم نجاحها الظاهري فإنها في باطنها كانت أزمة عميقة وهو ما سميت العريضة الشعبية في ظاهرها والمؤامرة في باطنها الهاشمي الحامدي ورغم مساندته لبن علي لآخر لحظة إستطاع باللعب على وتر الجهوية وعلى خلايا التجمع الدستوري النائمة ووظف قناته في اللعب على مغازلة الفقراء في أرياف سيدي بوزيد ومناهم بالرآسة من سيدي بوزيد وخروجها من منطقة الساحل وخطط لإفتكاكها إما بالإنتخابات أو بالدمار فلم يفز في الإنتخابات فكان الحرق في سيدي بوزيد ورغم أن الحرق والتخريب قام به ثلة من الشباب الصغير فإن الجيش المتواجد على عين المكان لم يحرك ساكنا رغم الدمار الهائل لبعض المرافق الإدارية الهامة وإذا أردت فهم هذا الموقف من الجيش فإن الإجابة غريبة ‘لا يريدون سقوط الضحايا’ وكأن الحل إلا بالقتل فما كان من بعض الغيورين إلا التحرك تجاه الجيش وتحميله المسؤولية بأن حماية المرافق العامة هي من واجبه وقد تحرك أخي نبيل محملا الجيش مسؤوليته بأن وجوده لا يكون وجود فئران تختبئ في جحورها بل وجود رجال قائمين على حماية البلد ومرافقه وهذا الكلام هو عين الحق فما دور الجيش والمرافق تحترق وما دور الجيش والمخربون آمنون دور الجيش كان في إعتقال أخي نبيل وتلفيقه تهما باطلة توزيع المناشير والتحريض على الفوضى إن هذه التهم تذكرني بما كان يفعله بن علي ضد معارضيه. ومن أجل هذا القول يقدم أخي نبيل إلى المحكمة العسكرية ويبيت مايقارب الأسبوع وهو لا يزال في السجن وقد حرم قضاء العيد بجانب أبنائه وأهله إن سجن أخي نبيل من أجل أفكاره سهم غدر في ظهر الثورة وإمتحان عسير للحرية التي يعدوننا بها بعد الثورة.
انطلقت صباح السبت ست قوافل من كل تونس العاصمة وبنزرت وسوسة وجندوبة وصفاقس وقفصة في اتجاه مدينة سيدي بوزيد قصد تنظيم مسيرة سلمية تدعو إلى نبذ العنف والفتنة وتجنب النعرة الجهوية تحقيقا للوحدة الوطنية.وتنتظم هذه التظاهرة تحت شعار « قافلة الوحدة الوطنية » بمبادرة من الرابطة التونسية للتسامح وبمشاركة المجلس الوطني للحريات والجمعية التونسية لدعم فلسطين وبدعم من الاتحاد العام التونسي للشغل .
وأفاد الكاتب العام للرابطة التونسية للتسامح سامي التوسي في تصريح لـ »وات » ان هذه القافلة تهدف إلى « التأكيد على وحدة الشعب التونسي وضرورة إطفاء نار الفتنة التي تحاول بعض الأطراف إشعالها في الجهة لتشويه صورتها كرمز للنضال ومهد للثورة التونسية ».
وأضاف انه سيتم كذلك عقد اجتماع عام بإحدى ساحات مدينة سيدي بوزيد للدعوة إلى المصالحة وتهدئة الأجواء إلى جانب تقديم المقترحات الكفيلة بتحقيق الوفاق الوطني.وستعود القوافل الست إلى مدنها في نفس اليوم اثر انتهاء هذه التظاهرة.
(المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 نوفمبر 2011)
<
حصلت أمس حركة النهضة على مقعد خامس بدائرة مدنين بعد قبول الطعن التي تقدمت به قائمتها في الدائرة إلى المحكمة الإدارية.
و قال السيد الشريف الرقيق القاضي بالمحكمة الإدارية ان هذه القضية هي أول قضية تقبل في الأصل من جملة الطعون التي تم التقدم بها في نتائج انتخابات المجلس التأسيسي.
وكانت النتائج الأولية للانتخابات في دائرة مدنين منحت حركة النهضة 4 مقاعد من جملة 9 في حين تحصل كل من حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وحزب افاق تونس و العريضة الشعبية والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة الشعب الوحدوية التقدمية على التوالي على مقعد لكل قائمة.
وبقبول الطعن يسحب وفق نفس المصدر، مقعد القائمة الحائزة على اقل أصوات من القائمات الفائزة بمقاعد في هذه الدائرة وهي قائمة حركة الشعب الوحدوية التقدمية التي لم تحصل إلا على 4605 صوتا، ليضاف إلى قائمة حركة النهضة.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 05 نوفمبر 2011)
<
طالبت رئيسة جمعية القضاة أثناء زيارة وفد من القضاة اليوم الى المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد و التي تعرضت للحرق خلال الأحداث الأخيرة بالجهة على ضرورة تكثيف الحماية لمختلف المؤسسات القضائية في تونس داعية كل الأهالي إلى الإسهام في الحفاظ على المؤسسة القضائية باعتبارها طريقا لتحقيق العدالة و الحرية و الديمقراطية. و حملت رئيسة جمعية القضاة وزارتي الدفاع و الداخلية مسؤولية التخريب شبه الكلي الذي شهدته المحكمة وذلك بسبب الغياب الواضح لاعوانها مستنكرة عدم اتخاذها لإجراءات التتبع ضد الجناة. و كان المحامون حملوا خلال ندوة صحفية عقدت يوم الأربعاء بالعاصمة وزارتي الدفاع و الداخلية أيضا مسؤولية ما تعرضت له المنشئات المدنية و الحزبية في مدينة سيدي بوزيد و هو ما نفاه العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع و هشام المدب الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية و اعتبر الأخير أن هذا الاتهام هو تسييس للأحداث معتبرا أن تقييم عمل الأجهزة الأمنية موكول إلى الشعب و القادة الأمنيين و ليس لغيرهم.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 05 نوفمبر 2011)
<
وجه قاضي التحقيق العسكري في قرار ختم أبحاثه في القضية التحقيقية المتعلقة بشهداء وجرحى الثورة بإقليم تونس وولايات بنزرت ونابل وسوسة وزغوان التي جدت أحداثها في الفترة الممتدة بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 تهمة المشاركة السلبية في جريمتي القتل العمد مع سابقية القصد ومحاولة القتل العمد مع سابقية القصد لوزير الداخلية السابق أحمد فريعة.
وكان فريعة أكد في اعترافاته أمام التحقيق العسكري أنه ومنذ أن تولي مهام وزير الداخلية مساء يوم 12 جانفي 2011 والى غاية مساء يوم 14 جانفي 2011 لاحظ وأن المدير العام للأمن الوطني السابق العادل التويري والمدير العام للأمن العمومي السابق لطفي الزواوي والمدير العام السابق لوحدات التدخل العميد جلال بودريقة والمدير العام السابق للمصالح المختصة رشيد بن عبيد هم من يسيرون الأمور الأمنية لوزارة الداخلية حسب برنامج معد مسبقا قبل إشرافه على تلك الوزارة مما جعله يرجح أن يكون ذلك بتنسيق مباشر مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي خاصة وقد لاحظ بأنهم كانوا يريدون مواصلة الاحتفاظ والسيطرة على المسائل الأمنية وإبعاده عنها مع تقديم تبريرات له حول سقوط قتلى بالرصاص الحي على أساس وأنها حصلت في إطار الدفاع الشرعي لذلك بادر في الفترة المتراوحة بين 17 و27 جانفي 2011 بعزلهم من المسؤوليات الأمنية العليا التي كانوا يضطلعون بها وتولى تعيين من يخلفهم في تلك المناصب وذلك شعورا منه بأنهم لم يمدوه بكافة المعطيات الأمنية المتعلقة بالحركة الاحتجاجية الشعبية التي اندلعت بالبلاد ولإعطاء نفس جديد لوزارة الداخلية بتعيين قيادات أمنية عليا جديدة تستجيب لمقتضيات المرحلة القادمة وذلك بالانتقال من منظومة أمنية تخدم النظام الحاكم الى منظومة أمنية تخدم المواطن في إطار جمهورية ديمقراطية فعلية.
قوة مفرطة
ولاحظ أحمد فريعة أن الرئيس السابق للبلاد اعتمد على القيادات الأمنية العليا بوزارة الداخلية للتصدي للحركة الاحتجاجية الشعبية التي اندلعت بالبلاد في الفترة المتراوحة بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 باستعمال القوة المفرطة للقضاء على تلك الحركة وإجهاضها وذلك ما يفسر سقوط عديد القتلى أثناءها وعندما حصلت له القناعة بأن المعالجة يجب أن تكون سياسية وليس أمنية فقد فات الأوان، هذا وقد فهم فريعة من عبارات المخلوع التي ذكرها في خطابه «يزي مالكرطوش الحي» بأنه سبق وأن أعطى تعليمات باستعمال الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
تمسك بالبراءة
وتمسك أحمد فريعة ببراءته التامة من التهم المنسوبة إليه خاصة أن تكوينه العلمي والأكاديمي والأخلاقي لا يسمح له بالمشاركة أو التواطؤ في أية أفعال إجرامية زيادة وأنه في الفترة المتراوحة بين 12 و14 جانفي 2011 كانت القيادات الأمنية العليا بوزارة الداخلية هي التي تشرف على تسيير الأعوان والوحدات العاملة على الميدان باعتباره حديث العهد بوزارة الداخلية وبصدد محاولة فهم كيفية سير أجهزتها الأمنية ورغم ذلك فقد أمر في صبيحة يوم 14 جانفي 2011 بإصدار منشور يقضي بعدم اللجوء لاستعمال السلاح إلا في الحالات القصوى التي ينص عليها القانون أمضاه في صبيحة يوم 15 جانفي 2011 كما أصدر منشورا يشترط الإذن القضائي المسبق لكل عملية تنصت على الهاتف من قبل المصالح الفنية بوزارة الداخلية وأذن بتمكين كل مواطن تونسي من جواز سفر باعتبار أن ذلك حق يضمنه القانون كما أذن بتكوين لجنة لإعادة النظر في القانون الأساسي لأعوان الأمن الداخلي وذلك في إطار جعل الهياكل الأمنية في خدمة المواطن والمصلحة العليا للبلاد وكل ذلك قام به في فترة وجيزة لم تتجاوز 15 يوما.
صابر المكشر (يتبع) (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 نوفمبر 2011)
<
أشار لسعد الكشو كاتب عام نقابة الإدارة العامة لموظفي وحدات التدخل الى وجود سوء نية وخلفيات شخصية تقف وراء ما تداولته عدد من وسائل الإعلام التي نقلت حادثة طرد مدير عام وحدات التدخل لأحد أعضاء لجنة تقصي الحقائق والدكتورة البيطرية التي ترافقه واهانتهما لفظيا عندما توجها الى ثكنة بوشوشة للاستفسار حول ملابسات اختفاء أحد الخيول (فرس وابنها) التي يمتلكها أحد أصهار المخلوع.
وذكرأنها ليست المرة الاولى التي يقع فيها مهاجمة مديرعام وحدات التدخل في شخصه علما ان واقعة الطرد قد تمت بعد أن طرح عضو لجنة تقصي الحقائق تساؤل ولم يجد له إجابة فكانت له ردة فعل استفزازية حيث قال: « هذه ليست خدمة مديرعام « .
وأضاف الكشو أنه كان للجنة تقصي الحقائق أكثر من زيارة الى ثكنة بوشوشة خلال شهر أكتوبر وتم في الاطار تسجيل تعاون بين الطرفين.
كما أشار أن قرار الموافقة على تسليم الفرس « غرام » وابنها « داحس » الى شركة « مايا دور » على ملك صهر المخلوع سليم شيبوب وتم مصادرتها- قد تم إمضاءه من قبل السلطات المعنية بثكنة بوشوشة ولم يقع تنفيذها نظرا أن المتصرف العدلي للشركة بصدد تأدية مناسك الحج.
ولمزيد التوضيح تدخل المراد قديم رئيس مركز تدريب الخيالة وقال أنه ارتكب خطأ عندما نفى وجود الفرس وابنها المهر داخل ثكنة بوشوشة في اجابته عن استفسار عضو لجنة تقصي الحقائق والبيطرية التي ترافقه وأضاف أن « الإشكال يرتبط في الأصل بمصلحة شخصية لسليمة بن عاشور (البيطرية) نظرا أن لها أغراض شخصية تقف وراء إصرارها على متابعة تنقل الفرس وابنها… » ولذلك اعتبر رئيس مركز تدريب الخيالة قدومها وسؤالها عن الفرس وابنها غير بريء.
وتجدر الاشارة الى أن الفرس الضائعة تبلغ قيمتها حوالي 20 مليون دينار في حين تبلغ قيمة المهر المليارين وهو من فصيلة رفيعة من الخيول.
ريم سوودي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 نوفمبر 2011)
<
قررت الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس، أمس الجمعة، رفع التصرف القضائي عن «إذاعة الزيتونة» وبالتالي إنهاء مهام السيد محمد مشفر الذي شغل خطة متصرف قضائي لهذه الإذاعة، إبان ثورة 14 جانفي. يشار إلى أنه تم يوم 7 سبتمبر الماضي، تعيين السيدة إقبال الغربي في خطة متصرف ممثل للدولة بمجلس إدارة «إذاعة الزيتونة».
(المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 نوفمبر 2011)
<
تونس – بناء نيوز – نادية الزاير
كنا قد طرحنا سابقا مجموعة من نقاط الاستفهام حول التلاعب في ملف الحج هذه السنة كما هو الحال في العهد السابق كأحد الدلائل على شيئا لم يتغير في وزارة الشؤون الدينية وأن المحاباة والوساطة وغيرها من الأساليب الملتوية التي تخالف شرع الله وتكرس الظلم، لا تزال سارية. وكنا قدمنا مجموعة من المعطيات والبراهين والأرقام المتباينة التي تثير الشبهات والتي قدمتها الوزارة في لقاءها بوسائل الإعلام أكثر من مرة. ومع ذلك لم نجزم بالحكم رغم وضوح الصورة لدينا وطلبنا من وزير الشؤون الدينية التوضيح ورفع اللبس، ومع التزامه الصمت وبدأت وسائل الإعلام رصد بعض التجاوزات في الحج أسفر تحقيقنا عن مجموعة جديدة من المعطيات تأكد لنا بشكل قاطع أن وزارة الشؤون الدينية تعاني حالة من الفساد المالي والوظيفي تماما كما كانت معظم المؤسسات الحكومية في العهد السابق مع استثناء الموظفين الشرفاء في هذه الوزارة.
غض الطرف عن ملفات الفساد السابقة
منذ فترة وجيزة طلبت وكالة الجمهورية من وزارة الشؤون الدينية وكغيرها من الوزارات، مدها بمعلومات حول التجاوزات وملفات الفساد داخل الوزارة التي تمت في عهد المخلوع، وكان رد الوزير بالنفي،بل لم يسع ويجتهد لفتح ملفات الفساد « المكتوب عدد 3551 بتاريخ 1 أكتوبر 2011. » ورغم إلحاح الموظفين على إعادة فتح ملفات هذه التجاوزات، إلا أن الوزير كان يتعلل في كل مرة بأنه وزير مؤقت وأن هذه المسائل لا تهمه. هذا وأكدت مصادر مطلعة لبناء نيوز أنه قد تم سرقة مئات الزرابي المخصصة للمساجد و »كاميرا رقمية » على ملك الوزارة قيمتها 15000 دينار في عهد الوزير الأسبق جلول الجريبي واتهم فيها باطلا موظفان بسيطان في الوزارة ولم يفتح فيها تحقيق قضائي…
كما تمت سرقة أكثر من مائة (ثرية)،في نفس الفترة كما أنه يشاع أنه تم التلاعب بالأموال الخاصة ببناء جامع العابدين في عهد الوزير جلول الجريبي. بالإضافة إلى إسناد خطط مسجدية مثل « راوي حديث وقارئ » في عهد الوزراء السابقين لأشخاص مقربين من التجمع، كما تمت تجاوزات في فترة الوزير الحالي من ذلك اعفاء بعض الإطارات المسجدية ثم إعادة تكليفهم بالمحاباة والتدخلات وهذا مثبت في إدارة المعالم والإطارات.
تواصل الفساد والتلاعب في ملف الحج
في ملف الحج كنا قد تعرضنا إلى مجموعة من التجاوزات في مقالنا السابق ونضيف إليها الآن انه تم إدراج ثلاثة أسماء من لجنة المتابعة في قائمة الـ 94 مرشدا الذي أعلن عنهم الوزير في الندوة الصحفية وهو ما يعد مخالفة للقوانين الرسمية. كما تم إدراج بعض المرافقين في قائمة ال25 مرشد التي منحتها شركة الخدمات للوزارة والدليل أن المرافقين دفعوا مبلغا قدره 231 د الخاص بالإرشاد الديني عوضا عن 1031 د الخاص بالمرافقين وهو ما يعتبر تضليلا للرأي العام وللسلط المعنية ودليلا على عدم جدية المسؤولين في اختيار المرشدين الدينيين الذين تم اقصاء بعضهم لأسباب سياسية وهو ما أنكره العروسي الميزوري كما ورد في الفيديو المسجل وبرره رئيس ديوانه » تم رفضهم بسبب عدم الكفاءة » الأمر الذي أثار حفيظة أحد هؤلاء المرشدين الذي شاهد الفيديو المسجل واستفزه رد رئيس الديوان فقدم إلى بناء نيوز خصيصا لإثبات عدم صحة ما قاله وتأكيد المظلمة التي تعرض لها هو وبقية المرشدين الثلاث الذين تم إقصائهم.
وردا على تبرير رئيس الديوان لسبب إقصائهم قال عمر الميغري « إن هذا افتراء يجب تصحيحه ويمكن أن تتأكدوا من ذلك من خلال مراسلة والي ابن عروس الذي شهد لي بأداء واجباتي على أحسن وجه بل وبتعويض زميلي المريض وبشهادة معتمد الشؤون الدينية والواعظ الجهوي ببن عروس. إضافة الى ذلك فان الجميع يعلم أني قمت بتقديم الدروس التوعوية للحج قبل بداية موسم الحج لامتلاكي الزاد المعرفي والدراية بفقه الحج فكيف يعقل أن يكون المرشدين الذين لا علم لهم بالشريعة ولا ظروف الحج ولم يسبق لهم أن زاروا البقاع المقدسة هم أجدر مني بالقيام بدور المرشد ». وأضاف الميغري « رئيس الديوان ادعى أننا غير أكفاء ولا نزاول نشاطنا بشكل دائم ومع ذلك « ناخذو في الفلوس »، فإن كنا حقا لا نعمل فكيف نتقاضى مقابلا ماديا؟ ألا يعد ذلك في حد ذاته تجاوزا؟ » والأخطر من كل ذلك ما أكده عمر الميغري من أن أحد المسؤولين من المعتمدية والولاية أكدوا له أن بعض الجهات أرسلت للولاية تقريرا وصفته فيه بأنه نهضاوي ويتردد كثيرا على معتمدية فوشانة وهي مكان عمله ..
حصص المجاملة والمحاباة قائمة كالمعتاد
على صعيد آخر تم التلاعب بقائمات الانتظار وذلك لأنه تم تنزيل 7400 للفرز والاحتفاظ بقرابة 800 مقعد والأصل أن لا يقع الاحتفاظ بذلك بل يقع توزيعها على الجهات طبقا للقاعدة المذكورة في المنشور الوزاري وتم توزيعها بالمحسوبية وهو ما خول للذين لم يقدموا مطالبهم في الآجال القانونية من الذهاب على حساب من قدم مطلبا للحج منذ سنوات وهذا منتهى الظلم وعدم العدل ولا يليق بأخلاق الإسلام ولا بموسم مبارك مثل موسم الحج.
وهو ما أكده الواعظ عمر الميغري بقوله « تم البارحة إدراج أسماء جديدة وتم إلحاقهم بالحج وهم غير موجودين لا في القائمة الأساسية ولا في قائمة الانتظار ولكن الوزارة فرضتهم وتم إسقاطهم وفقا لمنهج المحسوبية والوساطة كما هو معمول به ».
تذمر الحجيج من ظروف الاقامة والاهمال
من جهة أخرى كانت وضعية الحجيج هذا الموسم مزرية للغاية بعد أن أكد الوزير ومدير شركة الخدمات أنهم يسكنون في أبراج ليجدوا أنفسهم 8 أشخاص في غرفة تفتقر لوسائل الرفاهة والرعاية الكافية خاصة وان قائمة الحجيج تضمنت حجاج فوق سن الثمانين. وعبربعض الحجيج عن استيائهم من ظروف السكن وأكدوا نهم لم يكونوا مقيمين على بعد 400 أو 900 أمتار كما صرح بذلك الوزير في الندوة الصحفية. بل بلغ الإهمال حد فقدان الحجيج المكفولين بالخارج لحقائبهم في المطار وعللت مديرة شركة الإقامة ذلك بان الحقائب أرسلت على وجه الخطأ مع بعثة تركية نظرا للتشابه بين العلم التونسي والعلم التركي.
(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 05 نوفمبر 2011)
<
زهير المغزاوي الامين العام لحركة الشعب الوحودية التقدمية احد ابرز رموز التيارالقومي والنشطاء النقابيين منذ حوالي 25 عاما.. وقد تولى الامانة العامة في المؤتمرالذي عقده حزبه قبل 3 اشهر.. وكانت من بين نتائجه انسحاب »الزعيم التاريخي » للتيار القومي الوحدوي الناصري منذ عقود البشيرالصيد العميد السابق للمحامين والرئيس الاسبق لجمعية القضاة الشبان. وكان لنا هذا اللقاء مع الاستاذ زهير المغزواي. أولا كيف تفسرون اخفاق الغالبية الساحقة من قائمات التيار »القومي » (الناصري والبعثي) في الفوز بمقاعد او بنسبة معقولة من الاصوات؟
الاسباب عديدة جدا وعلى راسها تشرذم نشطاء التيار القومي بكل مدارسه.. وعدم ابراز وسائل الاعلام للنشطاء والمترشحين القوميين.. الى جانب المال السياسي الذي لعب دورا سلبيا لايقل خطورة عن دور الاعلام.. كما لم تبرز وسائل الاعلام طوال الاشهر الماضية مساهمة القوميين في الثورة منذ اندلاعها يوم 17 ديسمبر في سيدي بوزيد.. ثم خلال تحركات المحامين..
واشير هنا مثلا الى ان الناطق الرسمي باسم حركتنا الاستاذ خالد الكريشي المحامي كان اول من استعمل عبارة: »بن علي ارحل « Ben Ali Degage في تجمع المحامين الاول المساند للثورة في محكمة تونس.. وسار في نفس الاتجاه المناضل في حركتنا الاستاذ خالد عوانية المحامي من سيدي بوزيد.. والمناضل القومي جمال عواينية (نقابي واستاذ من تالة ) ورضا الاغا (نقابي واستاذ ثانوي في قبلي) والاسعد اليعقوبي (نقابي واستاذ تعليم ثانوي من تونس )…
دروس الاخفاق؟
وما هي الدروس التي استخلصها حزبكم حركة الشعب الوحدوية التقدمية من نتائج الانتخابات؟
الدروس كثيرة بعضها مكاسب ايجابية ابرزها ما ورثناه عن مرحلة الانتخابات من تواصل مع الشعب ونخبه.. لكن السلبيات كثيرة جدا وهي التي تفسر النتائج الكارثية بسبب عدم فتح وسائل الاعلام امام ممثلي التيار القومي الذي يمكن ان يكون المنافس الرئيسي للاسلاميين عموما ولحزب النهضة خاصة.. لقد فهمنا جيدا خطورة عدم توازن وسائل الاعلام في متابعة تحركاتنا.. ونسجل مثلا ان تقرير وحدة مراقبة الاعلام للهيئة العليا للانتخابات سجل ان المساحة التي خصصتها قناة الجزيرة للنهضة في تغطياتها الاخبارية كانت اكثر من 98 بالمائة.. بينما خصصت قناة « فرنسا 24 » لحزب « التكتل » اكثر من 96 بالمائة.. واستفادت قائمات »العريضة الشعبية » من المساحات الهائلة التي خصصتها لها قناة »المستقلة »..
وهنا اربط بين استبعاد القوميين اعلاميا والتاثيرات الخارجية والمصالح الدولية..
في نفس الوقت فان من بين دروس الانتخابات حاجة الناخبين الى من يقوم بتبسيط خطابه للناس.. وقد نجحت في هذا السياق خطابات قائمات النهضة والمؤتمر و »العريضة « .. فيما لعب انصار » التكتل » ورقة » البديل للنهضة « .. فكانت نتائج انتخابات نمطية في كامل البلاد تقريبا نفس التوجهات العامة للناخبين ما عدا بعض الاختراقات..
المرزوقي وبن جعفر والنهضة
كيف تفسر تقدم حزب المؤتمر بزعامة الدكتور المنصف المرزوقي وفوزه بالمرتبة الثانية؟
المؤتمر نجح في استغلال الفرص الاعلامية التي اتيحت له.. وقد استفادت قائماته من شخصية المرزوقي النضالية في عهد بورقيبة وبن علي والخطاب الذي زاوج فيه بين الهوية العربية الاسلامية والحداثة.. وكيف تفهم حصول حزب التكتل على المرتبة الثالثة تقريبا؟
ربما جنى الدكتور مصطفى بن جعفر وحزبه من خروجهما من حكومة محمد الغنوشي الاولى.. واختياره الاصطفاف دوما الى جانب الاتحاد.. كما استفاد الدكتور بن جعفر من التيار الذي بحث عن بديل عن قائمات النهضة..
لكن البعض قد يعتبر بن جعفر اخطا في عدم المشاركة في حكومة الغنوشي لان قرارات الاصلاح الجريئة التي اتخذتها ـ ومن بينها العفو التشريعي العام ـ كانت بفضل نجيب الشابي واحمد ابراهيم والطيب البكوش ومعارضين ومستقلين اخرين دخلوا الى حكومة الغنوشي؟
ليس بالضرورة.. المكاسب تحققت بفضل ضغوطات الشارع على حكومتي الغنوشي والسبسي.. وخاصة خلال تجمعي القصبة 1 و 2.. ربما لعب الشابي والبكوش وابراهيم دورا في دفع الامور في اتجاه الاصلاح لا اكثر..
سنوات القمع والاضطهاد وما هو تفسيركم كحزب يرفع راية الهوية في فوز حزب النهضة؟
اولا النهضة حركة جماهيرية بخلاف كثير من الاحزاب والحركات النخبوية.. ثانيا للنهضة مال كثير ولها « ماكينة انتخابية ».. ثالثا: لقد اتيحت لعناصرها فرص البروز في وسائل الاعلام التونسية والعربية والدولية.. كما استفادت الحركة من رصيدها الطويل خلال سنوات السجن والقمع والتشريد.. مما ضمن لها تعاطفا شعبيا وشرعية نضالية.. كما ان الوضع الدولي الذي جرت فيه الانتخابات كان مساعدا للنهضة.. بحكم مايجري حولنا في ليبيا وسوريا ومصر واليمن.. هناك رهانات دولية على التيارات الاسلامية.. اضف الى كل هذا ضعف منافسيها وتشرذمهم.. والدور السلبي الذي لعبته بعض قوى « اليسارالماركسي » من خلال تقسيم المجتمع الى مؤمنين وكفرة.. وطرح مغلوط لثنائية التناقض بين الدين والعلمانية.. بين الحداثة والاسلام.. فكان رد الفعل ان اختارالناخبون الهوية الاسلامية دفاعا عن دينهم ومعتقداتهم.. وساهم تغييب التيار القومي العربي في وسائل الاعلام في تونس في اضعاف »البديل » الحقيقي عن النهضة..
المصالحة بين العروبة والاسلام؟ لكن الا ترون ان القومية ليس لها حظوظ في تونس وشمال افريقيا حيث لا يؤمن الغالبية الساحقة بالتناقض بين الهوية العربية والاسلام بخلاف بعض بلدان المشرق حيث يوجد ملايين العرب المسيحيين؟ الطرح القومي يري ان الامة العربية تشكلت في ظل الاسلام.. وان الاسلام ليس عنصرا مضافا بل مكونا لامتنا العربية ولشخصيتنا القومية.. واقر ان لاوجود لتناقض في تونس وفي منطقتنا.. اذ لا وجود لعرب مسيحيين في شمال افريقيا.. ونحن نعتقد ان الصراع التاريخي بين القوميين والاسلاميين مفتعل في تونس وشمال افريقيا.. وبالرغم من كون التيار الاسلامي طور خطابه ايجابا في اتجاه التصالح مع القومية العربية هناك اشكاليات وخلافات بيننا وبينهم..
خلافنا مع النهضة ما هي اهم خلافاتكم مع النهضة والتيارالاسلامي؟ نختلف معهم مثلا حول ما يجري في ليبيا والموقف من الاستعمارالاطلسي والامريكي.. صحيح ان القذافي كان مستبدا وان الشعب انتفض وثارضده.. لكن الناتو قوة استعمارية جاءت من اجل ثروات الشعب الليبي وليس من اجل عيوننا.. النهضة لم تنتقد ابدا « الناتو » والمخططات الاستعمارية الفرنسية والامريكية الجديدة في ليبيا.. ونختلف مع الاسلاميين الليبيين لان مصطفى عبد الجليل في اول خطاب له اعلن انه يعتزم اباحة تعدد الزوجات وتطبيق الاحكام الشرعية بمفهومها القضائي المسقط.. بما يوحي بخطر ارجاع ليبيا الى القرون الوسطى دون التحذير من التدخل الاستعماري.. في نفس الوقت نحن نعتز بحوارات عديدة جرت في المشرق العربي للتقريب بين القوميين والاسلاميين فكريا وسياسيا.. ولئن افضت تلك الحوارات الى تطور الخطاب القومي والاسلامي في اتجاه استبعاد التناقض.. فاننا متخوفون من بعض مكونات التيارالاسلامي.. بعد الاعلان عن النتائج الا تفكرون مع زعماء الاحزاب التي فشلت في الانتخابات في الاستقالة؟ زعماء الاحزاب والسياسيين يستقيلون ويتيحون المكان لغيرهم.. الحركات تدوم والاشخاص يزولون.. نحن حركة جديدة تاسست قبل اشهر وسنواصل النضال ونعتبر ان التيار القومي يمكن ان يلعب دورا اكبر في المرحلة القادمة.. المصالحة مع ضحايا النظام منذ 1955.
وما هي أولويات المجلس المنتخب والحكومة القادمة في نظركم؟ لا يهمنا من يحكم بقدر ما يهمنا كيف يحكم واحترامه للاسباب العميقة التي قامت من اجلها الثورة.. المطلوب ـ اضافة الى صياغة الدستورـ البدء فورا في معالجة الملفات الملحة.. وعلى راسها الملفات الاجتماعية: لدينا مليون عاطل عن العمل ومناطق محرومة والاهتمام بها ضروروي جدا.. كما ينبغي اعادة الاعتبار لضحايا القمع والفساد منذ عام 1955 من يوسفيين وزيتونيين وقوميين عرب ويساريين اشتراكيين وشيوعيين واسلاميين ونقابيين وطلبة..
– وماذا يعني مشروع الانصاف والمحاسبة والمصالحة الوطنية بالنسبة اليكم؟ المحسابة لا تعني تصفية الحسابات ونصب المشانق ضد كل من اذنب في حق الشعب.. لاننا سنواجه عشرات الآلاف من الحالات والملفات.. لكن من اعطى الاوامر بالتعذيب والقتل طيلة الـ60 سنة ينبغي ان يعترف بذنبه وان يحاسب.. وكل من تعرض للتعذيب والظلم له الحق في التقدم للمحاكم.. لا بد من المصارحة ورد الاعتبار لليوسفيين والقوميين واليساريين والاسلاميين.. وينبغي رد الاعتبار للمساجين السياسيين من كل التيارات.. عبر التعويض المعنوي والمادي لهم.. والمصارحة ضروية بعد المحاسبة لنبدأ مرحلة بناء تونس المستقبل.. اما بالنسبة لملفات الفساد المالي فلا بد من ارجاع الاموال والعقارات المنهوبة لاصحابها وممتلكات الدولة التي وقع التفويت فيها في ظروف مريبة للدولة.. ولا بد للحكومة القادمة ان تسترجع المؤسسات العمومية التي وقع التفريط فيها بادنى الاسعار..
القوميون في تونس وهل من الوارد ان يتفاعل الشباب مستقبلا مع تيارات « ناصرية » و »بعثية » و »تروتسكية » ماركسية؟ التيار القومي لم يتجاوزه الزمن.. ومن بين رموزنا صالح بن يوسف ومصلحون بارزون في تونس والوطن العربي الى جانب الزعيم جمال عبد الناصر والقيادات القومية.. القوميون العرب يمكن ان يكون لهم تاثير كبير في مستقبل تونس خاصة بعد ان تاكد فشل » اقصى اليسار » الماركسي.. بسبب سوء تفاعله مع ملف الهوية الوطنية للشعب وتحالفه مع » تجمعيين » ومثقفين »يساريين » اشتغلوا مع بن علي ونظامه باسم » الحداثة » ولم يفرقوا بعد بين عقيدة الشعب العربي المسلم والحركات السياسية ذات الميولات الدينية التي يحق لهم نقدها والتعبيرعن تناقضهم مع برامجها.. لقد كانت نتائج الانتخابات »كارثية » لرموز من » اليسار الرايدكالي » لانهم خلطوا بين حقهم في اضعاف « الحركات الاسلامية السياسية » ومهاجمة الاسلام باسم الحداثة وحرية الراي والتعبير.. كما تورط بعضهم في الاستفزاز والاعتداء على معتقدات الشعب فكانت النتيجة عكسية..
حاوره كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 نوفمبر 2011)
<
أحزاب استجدت أصوات الناخبين لا تبالي اليوم بمنكوبي الفيضانات ـ كشفت الفيضانات الأخيرة التي تضررت منها عديد المناطق في الجمهورية مرة أخرى عن عجز المجتمع المدني والسياسي عن التفاعل مع المشاغل الحقيقية للتونسيين.
والمتأمل اليوم في التقارير الإخبارية والمقالات التي نقلت الوضع في بعض الولايات المنكوبة بعد الأمطار الأخيرة يجد أن الأهالي هناك يحملون المسؤولية للأحزاب والجمعيات وكافة مكونات قوى المجتمع المدني التي لم تتضامن معهم ولم تقدم لهم أي نوع من المساعدة كما لم تتفاعل مع معاناتهم ولو ببيان تحث فيه السلطات على تحمل مسؤولياتها أو تقدم فيها مباردات أو اقتراحات عملية في الغرض.
في المقابل تهرع عديد الأحزاب والجمعيات قبل الإنتخابات وبعدها للتفاعل مع قضايا جانبية مفتعلة أحيانا وتصدر بشأنها المواقف والبيانات بل وتنظم الوقفات الإحتجاجية وتقام المنابر الحوارية وتقام الدنيا ولا تقعد حول الهوية والإرث والنقاب… هذا لا يعني أنها مواضيع غير مهمة- لكنها تبقى ثانوية أمام المشاغل الحقيقية للتونسي بعد الثورة الذي يصارع اليوم تأثير الكوارث الطبيعية وغلاء المعيشة اليومية في ظل غياب أجهزة الدولة والرقابة الإقتصادية بالإضافة إلى تفاقم البطالة في بعض المناطق الداخلية وشبه شلل تام في بعض الجهات التي أتلفت مقراتها الإدارية والرسمية وأحرقت إبان الثورة وبعد الإنتخابات أيضا على غرار ما حصل في سيدي بوزيد مؤخرا.
فجوة في اتساع
وبهذا التفاعل السلبي مع قضايا الشعب تتسع يوما بعد يوم الفجوة بين التونسي ونخبه ومكونات المجتمع المدني والسياسي الذي يبدو اليوم إما عاجزا أو لا مبالي وهما خياران أحلاهما مر. في هذا الإطاريقول الإسكندر الرقيق رئيس التحالف الوطني للسلم والنماء أن شريحة كبيرة من المجتمع لا تفكر اليوم سوى في قوتها اليومي والبطالة المتفاقمة والفقر وعدم الشعور بالإطمئنان على مستقبلها ولا يهمها كثيرا حرية اللباس والميراث وحقوق المرأة فهذه القضايا وغيرها أصبحت تثار لتصفية حسابات ضمن صراع الساحة السياسية ولا ناقة ولا جمل للمواطن فيها وهي بعيدة عن هموم ونبض الشارع. ويضيف الإسكندر الرقيق أن الكثير من الأحزاب والجمعيات دخلت للأسف في دوامة مفرغة مباشرة بعد الثورة وبعد الإنتخابات يقتصر الإهتمام على تقسيم الكعكة بعيدا عن المسؤوليات الحقيقية. وحول التفاعل مع مشاغل المواطن تساءل محدثنا لماذا لم تتجه الأحزاب التي لها موارد مالية هامة لإنشاء جمعيات خيرية كان سيكون لها دور اليوم في إعانة وإغاثة منكوبي الفياضانات ويقول بهذا الصدد « لا يمكن أن يكون المال السياسي سلبيا مائة بالمائة لأنه بالإمكان توظيفه بشكل إيجابي بإنشاء جمعيات خيرية مثلا. » وتساءل محدثنا أيضا أين هي قوافل الشكر التي نظمت تلقائيا مباشرة بعد الإطاحة بالمخلوع وتوجهت للجهات الداخلية ببادرة من بعض قوى المجتمع المدني؟ لماذا لم تتجه اليوم نحو المناطق المتضررة من الفياضانات؟ أم أن دخول الحسابات السياسية على الخط رجح كفة الصراعات الحزبية على مشاكل الطبقات المحرومة والمعدومة.
غياب النضج وعامل المفاجأة
رغم ذلك لا ينكر رئيس التحالف الوطني للسلم والنماء ضعف المجتمع المدني في تونس بعد الثورة وعدم نضجه بالشكل الكافي لأن الثورة فاجأته وبدا وكأنه يخطو خطواته الأولى. وهو رأي يوافقه فيه عز الدين الصالحي نائب رئيس حزب المسؤولية الوطنية الذي بين أن غياب النضج والرؤية الواضحة حتى لدى الأحزاب الكبرى والفائزة في الإنتخابات جعل تفاعها سلبيا مع قضايا المجتمع الطارئة كما مشاغله المستفحلة والتي من أجلها ثار الشعب وقدم التضحيات.
وأشار عز الدين الصالحي أنه كان يفترض أن يتخذ المجتمع المدني والأحزاب الكبرى مبادرات فورية للتفاعل مع مشاغل المواطن كتوجيه إعانات للعائلات الفقيرة المتضررة من الفياضانات الأخيرة إلى جانب اتخاذ تدابير للدفع باتجاه تعزيز المراقبة على الأسعار للحد من ارتفاعها وتدهور القدرة الشرائية للمواطن بعد الثورة التي بلغت مداها.
في السياق ذاته يعتبر نزار جابر ناشط حقوقي وكاتب عام رابطة المحامين القوميين أن الثورة مثلت مفاجأة غير منتظرة أتاحت بالدكتاتور ومهدت الطريق أمام التونسين لتحقيق كرامة العيش والحرية وفي ذات الوقت وضعت المجتمع السياسي والمدني أمام إستحقاقات كبرى لم يكن جاهزا لها.
ويذهب محدثنا إلى حد الإقرار بأن عدم جاهزية قوى المجتمع للتعاطي مع المرحلة والأخذ على عاتقها مسؤولياتها جعل الإحباط يدب في نفوس الجماهير لأنها وجدت نفسها أمام نخب وأحزاب ومنظمات وجمعيات بعضها منشغل بأجندات خارجية وقضايا هامشية وأخرى تنخرها انقسامات وتجاذبات داخلية وأخرى غير معنية ولا وزن لها.
مسلسل قطيعة
من جهة أخرى يصف بعض الملاحظين أن ما نشاهده من عدم تفاعل مع آلام وقضايا ومشاغل التونسي هي إمتداد لمسلسل قطيعة بين التونسي والمجتمع المدني والسياسي.لأن الشعب الذي أنجز الثورة وقدمها على طبق من ذهب للنخب لم يجد بعد 14 جانفي انخراطا كافيا من الأحزاب والمنظمات والجمعيات في هوجس المجتمع وتجسد ذلك في غياب هذه الأطراف عن الإنفلاتات الأمنية التي عرفتها البلاد بعد الثورة وغيابهم أيضا عن الإعتصامات والصراعات القبلية…الخ.
ويقر البعض بتواصل المنطق ذاته بعد الإنتخابات فبعد أن كانت الطبقة السياسية قبل أسبوع تستجدي أصوات الناخبين من جميع الشرائح ولا تجد عناء في الذهاب إلى أقاصي الأرياف نجدها اليوم غير مبالية بمعاناة العائلات المعوزة في المناطق الداخلية ومن بينهم منكوبي الفياضانات الأخيرة.ويعود ذلك إلى ثقافة سياسية لم يتم القطع معها تبني العلاقة مع المواطن على أساس ولائه فقط للنخب السياسية.
قبل فوات الأوان
لكن السؤال المحوري اليوم إذا لم تصحح قوى المجتمع السياسي والمدني المسار باتجاه الإلتصاق بنبض الشارع وتطلعات وانتظارات المواطن الحقيقية فأين ستؤول الأمور؟ في الإجابة على هذا التساؤل يقول الإسكندر الرقيق أن الأمور قد تتطور إلى ثورة أخرى لأن الشعب لن يصبر طويلا على هذه النخب التي خانت تطلعاته.ومن جهته يعتبر نزار جابر أن تواصل القطيعة بين النخب والمجتمع قد تخدم قوى الثورة المضادة المتربصة.
منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 نوفمبر 2011)
<
أمطار غزيرة نتجت عنها فيضانات شمالا وجنوبا ملأت الشّوارع عن آخرها بالسّيول الجارفة ، فخلّفت أرواحا بشريّة وخسائر ماديّة فادحة ، ممّا يدلّ على أنّ مشكلة تونس اليوم ، هيّ ميراث خمسين سنة من التخلّف والفساد ، وإهدار المال العام ، وليست بلحية أو نقاب ، ولا بإسلامي وعلماني ، أو حداثي وديمقراطي ، ولا هيّ بحزمة من المحرّمات والممنوعات كالخمر، وتعدّد الزّوجات ، أو انتهاك مكاسب المرأة ، بل هيّ غلاء فاحش في الأسعار ، وفقر مدقّع ، وبطالة مستفحلة ، ونظام تعليمي فاشل ، وبنية تحتيّة لا تصلح ولا تصلح . ومع ذلك يظلّ التجاذب في السّاحة السيّاسيّة قائما ، فمنهم من استنجد بالغرب ، ومنهم من راح يبحث عن المكائد لوضع » العصا في العجلة » عبر تشريع الإضرابات ، وإحداث مجلس تأسيسي مدني موازي . لكن مهما طالت المواجع والآلام فالمخلصون باقون في ذاكرة الأيّام وفي أبيات الشّابي :
إذا الشّعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر أمّا الخونة والعملاء وأذناب النظام البائد ، وسماسرة السيّاسة فهم زائلون إلى مزبلة التاريخ ، مزبلة العار والمذلّة .
نورالدين الخميري ـ إعلامي تونسي
<
انطلقت صباح اليوم « قافلة الوحدة الوطنية » في اتجاه ولاية سيدي بوزيد، وهي متمثلة في حافلتان من تونس وخمسة حافلات موزعة بين ولايات سوسة وصفاقس والمنستير وبنزرت وجندوبة. وكانت الرابطة التونسية للتسامح قد أطلقت هذه المبادرة وانظم إليها المجلس الوطني للحريات بتونس من أجل مساندة أهالي سيدي بوزيد فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة التي جدت في المنطقة. وقال محرز اليعقوبي، ناشط بالمجلس الوطني للحريات بتونس، أن هذه القافلة تسعى إلى طمأنة أهالي الجهة بأن الشعب التونسي يساندهم ويقف معهم، وأكد ضرورة إقناع الناس بإلغاء الجهويات من خلال فرض التسامح بين الجهات.
من جهة أخرى، قال نفس المصدر أن القافلة ستدعو الأهالي إلى الانتباه من « العناصر المرتزقة » الذين يحاولون تغذية الجهويات في نفوسهم مما يؤدي بهم إلى القيام بأحداث العنف على غرار الأحداث التي جدت مؤخرا بالجهة.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 5 نوفمبر 2011)
<
المؤتمر مستقبله السياسي مهم على شرط… مقعد الاتحاد الوطني الحر في المجلس يُدخِله كتاب غينيس
تونس – بناء نيوز – عمار عبيدي بيّن عدنان المنصر مرشح التحالف الديمقراطي المستقل في قراءته لنتائج الحملة الانتخابية انه لولا القانون الانتخابي الذي اعتمد على ما يسمى أكبر البقايا لكانت حركة النهضة تحصلت على ما يقارب 120 مقعدا في المجلس التأسيسي، كما شدد خلال اللقاء الذي انتظم امس في مقر جمعية الوعي السياسي على أن المؤتمر من أجل الجمهورية سيكون له مستقبل سياسي مهم إذا انتقل من وضعية الاحتجاج الدائم إلى وضعية صياغة الرؤى. وكشف المنصر كذلك أن الحزب الديمقراطي التقدمي تحصل على المقاعد بفضل قانون أكبر البقايا. وبخصوص الحملات الانتخابية قال « حزب حركة النهضة هو الحزب الوحيد الذي قام بالاتصال المباشر عندما كان البعض يثرثر على شاشات التلفاز »، وأضاف أن حركة النهضة لم تكن قادرة على دعم القائمات المستقلة نظرا لقانون أكبر البقايا، وحمّل قناة نسمة 50 بالمائة من المسؤولية في عدم ترشحه شخصيا للمجلس. وأشار إلى أن حالة « التجييش » التي شهدتها مكاتب الاقتراع استفادت منها الأحزاب الكبيرة، لكنه يعتبر أن التصويت كان براغماتيا حيث أن التونسيين رشحوا من يمكن محاسبته عند الخطأ وأنهم لم يختاروا حزبي الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد نظرا لموقفهما يوم 13 جانفي حيث كانت قراءتهما خاطئة للأحداث ودخولهما في حكومتي الغنوشي التي ضمّت تجمعيين. وواصل قائلا إن هذه الاحزاب غير قادرة على تغيير سلوكها في الانتخابات القادمة لأنها لم تتخل عن الديناصورات السياسية مع غياب النقد الذاتي صلبها. وعن المقعد الوحيد الذي ناله الاتحاد الوطني الحر قال المنصر مازحا إنه أغلى مقعد في العالم حيث أن كلفته بلغت 50 مليار من المليمات وذلك يدخله كتاب غينيس للأرقام القياسية.
(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 05 نوفمبر 2011)
<
أكد الأستاذ قيس سعيد المختص في القانون الدستوري خلال حصة استضافه فيها راديو كلمة اليوم، على ضرورة التنصيص على منع هيمنة حزب واحد أو تنظيم سياسي واحد على كل مؤسسات الدولة في الدستور القادم، وذلك حتى يتحقق التوازن والتعددية وتتجنب البلاد سيطرة حزب واحد أو قوة سياسية واحدة على السلطات في تونس. وقال سعيد في نفس السياق أن هذا النص لا يمكن أن يتعارض ومبدأ سيادة الشعب الذي اختار طرفا معينا، بل وجب أن يكون هذا الاختيار بإرادة من الشعب نفسه ومن الضروري إيجاد صيغ قانونية لتجسيدها، وضمانا لحق الأقلية في التواجد والمشاركة في العمل السياسي.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 05 نوفمبر 2011)
<
استنكرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في بيان تحصلت كلمة على نسخة منه ما قالت انه حملات و تهديدات تستهدف أعضاء الهيئات الفرعية بالدائر الانتخابية بالخارج و خاصة فرنسا 1 و2 و مونتريال. و أكدت الهيئة عل سلامة العملية الانتخابية و تامين صناديق الاقتراع عكس ما روجته شبكة عتيد لمراقبة الانتخابات. كما نددت الهيئة في بيانها بما تعرضت له رئيسة الهيئة الفرعية فرنسا 2 و بعض العضوات من ثلب و تهديد من قبل رئيس إحدى القائمات الواقع إسقاطها يعتبر خطيرا و ينم عن سلوك معاد للديمقراطية . و عبرت الهيئة المستقلة للانتخابات عن دعمها لموقف رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات بدائرة الأمريكتين و باقي دول اوروبا و مساندتها المطلقة له لما تحلى به من حيادية و نزاهة شانه شان باقي العضوات و الأعضاء بالهيئة الفرعية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 05 نوفمبر 2011)
<
دبي-العربية.نت – أثارت الزيارة التي قام بها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إلى دولة قطر سجالا واسعا في تونس لاسيما بين النخب السياسية و الإعلامية التونسية التي تساءلت عن الأهداف من هذه الزيارة , لاسيما وأنها تعد أول محطة خارجية لزعيم حركة النهضة بعد أقل من أسبوعين على فوزها في انتخابات المجلس التأسيسي. و في حين اعتبر نورالدين البحيري الناطق الرسمي باسم النهضة بحسب صحف تونسية أن الزيارة التي يؤديها الغنوشي إلى قطر هي زيارة خاصة, قال محللون سياسيون أن اختيار الغنوشي قطر كأول دولة يزورها بعد انتصار حزبه تحمل أكثر من رسالة . وقال أحد المحللين الاستراتيجيين لراديو « كلمة » التونسي أن الغنوشي أراد أن يرسل من الدوحة رسائل متعددة العناوين حيث قام بطمأنة الخليجيين بأن حركة النهضة ستقطع مع النموذج الحداثي العلماني و ستحرص على صياغة دستور إسلامي حسب تصريحه لوكالة الانباء القطرية ، معربا عن تخوفه من حصول ترتيب معين للمستقبل السياسي في البلاد خصوصا أمام تنامي الدور القطري الذي يقوم به نيابة عن دول قد يثير تدخلها المباشر حساسية الشارع التونسي. وأشارت المحللة السياسية آسيا العتروس في تصريح لصحيفة « ميدل إيست أونلاين » أنه اذا كان الغنوشي برر أهداف الزيارة برغبته في دعم المشاريع التنموية بين قطر وتونس خلال المرحلة القادمة ليمنح زيارته الى قطر بعدا اقتصاديا فان ما حملته تصريحاته في الدوحة منحت الحدث أكثر من بعد سياسي واستراتيجي ». وأضافت أن تصريحات الغنوشي من الدوحة تثير الكثير من الجدل خاصة أنه أكد على أنه « سيدرج في الدستور الجديد الذي سيصيغه المجلس التأسيسي أن تونس دولة عربية مسلمة وأننا في تونس لا نحتاج الى العلمانية من أجل التسامح والتعددية والديمقراطية وأن العلمانية والديمقراطية ليستا قرينتين لا تنفصلان فهناك دول علمانية دكتاتورية ». وصرح نزار سعيد أستاذ العلوم السياسية لذات الصحيفة « إن اختيار الغنوشي أن يؤدي أول زيارة له خارج تونس إلى قطر يؤكد أن هناك ترتيبات ما ». مضيفا: » نحن نعلم أن قطر تعمل جاهدة لتلعب دورا إقليميا بل ودوليا فقد ساعدت الثوار في ليبيا وتساعد حركة حماس بل وتساعد حزب الله وفي نفس الوقت تحافظ على علاقات جيدة مع تل أبيب وواشنطن » وتابع سعيد « الأكيد أن رئيس حركة النهضة ذهب من أجل الحصول على الدعم المادي والسياسي ولكن الأخطر من ذلك ربما ذهب لطمأنة واشنطن انطلاقا من الدوحة التي تحتضن القواعد العسكرية الأميركية بأن تونس الجديدة كما تريدها النهضة ستكون حريصة على علاقات جيدة مع الأميركيين »
(المصدر: موقع العربية.نت (دبي – الإمارات) بتاريخ 5 نوفمبر 2011)
<
نصرالدين السويلمي – تونس –
إذا كان موضوع الهويّة قد حسم منذ أيّامه الأولى حين طرحه بعض الحداثيّين للمناقصة وقال فيه الشعب كلمته، فإنّ موضوع حقوق المرأة كان الورقة التي استعملتها الأحزاب العلمانيّة واللائكيّة طوال الحملة الإنتخابيّة ورفعتها بحدّة في وجه حركة النهضة وذلك من خلال وسائل إعلام متطوّعة للغرض سخّرت نفسها على مدار الأشهر الأخيرة حتى تاريخ خروج النتائج التي كانت كارثيّة بالنسبة لجبهة « حداثيّة » سوّقت نفسها على أنّها البديل العقلاني الذي يتناغم مع طبيعة الشعب التونسي، ويبدو أنّها تمكّنت من إقناع نفسها تحت خمرة التحديث المَرَضي كونها ندّا فعليّا لحركة النهضة وربما دغدغها الأمل بإمكانيّة تجاوزها في الأمتار الأخيرة التي تسبق يوم الاقتراع، وادّعت ببيّنة مغشوشة أنّها الحاضن الأمين لحريّة المرأة، ورغم تحشيد النخب وتحريكها بشكل احترافي لإحداث فجوة بين حركة النهضة وشعبها وشحن الشارع التونسي وخاصّة القطاع النسائي بالخوف والشكوك إلا أنّ الحركة حافظت على أجندتها وردّت على كل ذلك بالمزيد من التواصل مع المجتمع وتوغّلت في عمقه والتحمت بجميع شرائحه، الشيء الذي مكّنها من تبديد الكثير من المخاوف ومن ثمّ الخروج بالعلاقة بينها وبين المرأة التونسيّة من طور التعارف الحذر إلى حالة من الإلفة المفعمة بالثقة والأمل.
لقد استغلّت الجبهة الحداثيّة جنوح النهضة للأساليب الهادئة في طرح برامجها لتعتمد الضجيج والصخب في تحرّكاتها، كما استغلّت العلاقة الحميميّة بينها وبين العديد من وسائل الإعلام لتشاغب النهضة وتطلق التحذير تلو الآخر من غول قادم سيبيد نصف المجتمع حتى خُيّل للمتابع أنّ الجنس اللطيف مهدد بالانقراض وأنّ هؤلاء الحداثيّين هم درع المرأة التونسيّة وسيمكّنونها قريبا من بسط سيادتها على البلاد، ثم ومن خلال هستريا الخوف التي أظهروها على المرأة والهيجان العاطفي نحوها اعتقدنا أنّ المجلس التأسّيسي والإدارة التونسيّة والوزارات والثكنات.. بل دعنا نقول أنّ المجتمع بأسره في طريقه إلى التأنيث الشامل.
انطلاقا من الوجوه النسائيّة التي قدّموها لتفتتح بؤر التوتر من قبيل الأفلام المسيئة ومحاولات تهجين الثوابت والهوية وأفلام التجسيد.. انطلاقا من كل ذلك كان من المتوقع أن نشهد غزوا نسائيّا للمجلس التأسّيسي، لكن صندوق 23 أكتوبر أثبت أنّ مخزون الحبّ والتبجيل للمرأة لدى الحداثيّين قد استهلكوه في عالم الافتراض، وحين « دقّت ساعة العمل » تمخّضت الجبهة الحداثيّة فولدت سبع نساء لا غير، ولولا أنّ حركة النهضة أمسكت عن الكلام وادّخرت جهدها للفعل لكانت مصيبة في يوم العرس الديمقراطي ولقدّمت تونس للعالم مجلسا ذكوريا بسبع عجاف..
بعد أن صدّعوا أركان الوطن بالصراخ وتغنّوا بالضفائر والأظافر تقدّموا للمجلس بــ 14 %من مجموع نساء التأسّيسي، وتطلّعوا للحركة التي ساموها ووسموها بما راق لهم كي تُنقذهم من المأزق وتقدّم لهم 86 %من مجمل السّيدات اللواتي وصلن للمجلس، فقدّمت لهم ذلك والأمل يحدوها عسى أن يتعلّموا في المحطات القادمة أنّ الشرعيّة للأفعال وليس للأقوال وأنّ البقاء للذي يحمل أفكار شعبه ويتفاعل معها لا للذي يستورد أفكار الشعوب الأخرى ..شعوب ما وراء البحار
<
خالد رضواني*-ألمانيا- الوسط التونسية: باحث و أكاديمي تونسي*
الآن, و قد أتم الله على تونس و شعبها نصره, و نجح شعبنا الكريم, في أعَظم امتحان حضاري تاريخي في عهده الحديث, و اجتازت الخضراء , على ما عرفته من معوقات و صعوبات, أول اختبار ديمقراطي بنجاح باهر على حداثة عهدها بنسائم الحرية, و رغم ما صاحب ذلك من بعض التجاذبات و المزايدات التي يقودها أصحاب الفتن أو ذوو العقول الصغيرة, شئت أن أعبر, باعتباري ابنًا لهذا الوطن الكريم أولًا و باحثا و أكاديميا ثانيًا, عن بعض الأفكار التي تتزاحم في عقلي و قلبي, فلا أجد لها مكانًا أنسب من المنابر الاعلامية الحرة, أطرحها على أبناء الخضراء و بناتها, كي يزِنوها بعقولهم و قلوبهم, و يدلوا بدلوهم في شأن بلادهم التي لم تكن مٍلكًا لهم, فقد حان وقت الفكر و العمل. راجيًا أن تبلغ رسائلي الى كل الجهات التي توجهت اليها, فيُعملوا فيها العقل و يأخذوا ما يرونه فيه صلاح حال البلاد و العباد إن شاء الله.
رسالتي الى الشهداء: أبدأ بكم يا أزهار تونس في جنة الرحمان, فأدعو لكم الله العلي القدير, السميع المجيب, أن يتقبلكم في زمرة من يحب مع الأنبياء والصديقين و الشهداء و الصالحين, وحسُن أولئك رفيقا. أنا , و أبناء هذا الوطن الجميل الذي جاد بكم, نعلم أنكم تسمعوننا بأرواحكم التي قدمتموها قربانًا في سبيل الحرية و الكرامة, لقد رويتم بدمائكم الزكية هذا الثرى الذي كاد يقتله الظمأ, فأينع أصواتأ هاتفة, و أعينًا حالمة, و عقولًا يقظة لا ترضى بالذل و الهوان..بل إنكم أننم زهور الربيع العربي الذي زحف بعطره على مصر المحروسة و ليبيا المجاهدة و البقية في الطريق في سوريا الصامدة و اليمن السعيد وكل أرجاء الأمة العربية و الاسلامية إن شاء الله. يا شهداء الخضراء وشهداء الثورات العربية المباركة لله دركم, سوف لن ننسى يومًا أنكم أنتم من طرقتم باب الحرية الحمراء بأيديكم المضرجة, فكأن شاعرنا شوقي قد نظم تلك الأبيات فيكم و لكم. نعلم علم اليقين أننا لم ننجز بعد كل الأهداف السامية التي من أجلها استُشهدتم و قدمتم صدوركم للطغاة, و لم ننس أن الطريق مازالت وعرة محفوفة بالمخاطر و الصعاب, لكن جذوة الأمل التي زرعتم فينا ستبقى متقدة تنير لنا مسالك البناء و الإصلاح. فلتقر أعينكم و لتناموا مطمئنين فشعوبنا لن تفرط في تضحياتكم بإذن الله.
رسالتي الى شباب الحركة الاسلامية التونسية: أتوجه أولا الى حزب حركة النهضة بمباركة هذا الانتصار الباهر الذي نحمد الله تعالى عليه, و أعلم أن بينكم ما شاء الله من أصحاب العقل الرصين و الفكر الجميل, و لكني أتوجه اليكم ببعض الأفكار لعلها تساهم في نجاح جهودكم الصادقة من أجل اعادة الروح لوجه تونس المسلمة الجميلة و المعتدلة. أولا أنصحكم بالاستفادة من أخطاء الماضي لبناء المستقبل, فلا مجال للتشرذم داخل الحركة, و لا مجال أن يتصرف أي شخص باسمها قولًا أو فعلا دون الرجوع الى القيادات. لقد نجحت النهضة في تكوين مؤسسات داخلية توزع المهام و الصلاحيات, و ما أرجوه, أنا و كثير من الذين يحبونها و يتمنون لها الخير, أن تنجح في ترسيخ منهج راسخ في عملها السياسي يجمع بين الشورى في الداخل و في نفس الوقت الالتزام بالإجماع في الخارج, فهذا هو السبيل الذي علم رسول الله صلى الله عليه و سلم للأمة و دعاها الى العمل به كي لا تفشل و يذهب ريحها. أوصي نفسي و اياكم أيضًا بالارتفاع عن صغائر الأمور, فليست كل الترهات و الاستفزازات التي ما ينفك بعض شراذم القوم من أزلام التجمعيين و من يسمون أنفسهم״الحداثيين״ ظلمًا و بهتانًا, عن اللعب بها, أهلًا للرد عليها و دحضها. و لقد أثبتت التطورات الأخيرة أن الشعب التونسي واع بما يدور حوله, متيقظ لمن يحاول المساس بهويته العربية الاسلامية, سواء كان من أنصار الحركة أو من غيرها. أما وصيتي الأخيرة للنهضة و أنا أحسب نفسي من الذين ينتمون اليها بالفكر على الأقل, فتتمثل في الاستمرارفي منهجها الرائع في الجمع بين الاعتدال و الواقعية و التواضع و الذكاء السياسي في آن, و ما ذلك عليكم بعزيز, فالكل يعلم ما تزخر به الحركة من الكفاءات الواعدة في مختلف المجالات, و التي منها حتى من لم يقع توظيفه بعد في خدمة مشروع الحركة الحضاري. كما أدعو اخواني و أخواتي بها الى التعاطي مع اخواننا في بقية فروع التيار الاسلامي في تونس و الاستمرار في توخي الحكمة و الموعظة الحسنة معهم و مع غيرهم, فتونس اليوم في أمس الحاجة لكل أبنائها على اختلاف مشاربهم. و بما أن المشهد الاسلامي في بلادنا أصبح يضم أيضا تيارات أخرى غير النهضة فاني أتوجه الى اخواننا في الدين و الوطن من التيار السلفي و حزب التحرير و غيرهما, فلتطمئنوا فلا مجال لإقصاء أي اتجاه فكري أو سياسي فقد اشترك كل التونسيين فيه عقودًا طويلة, و لكن أدعوكم الى التعمق في فهم مبادئكم, فاتباع السلف الصالح و التزام السنة الشريفة و اصلاح العقيدة يتناقض مع التشدد و التضييق على الناس وانتهاج العنف اللفظي أو السلوكي, فهذه آفات لا تخدم أهدافكم و أهداف اخوانكم لخدمة دين الله, بل و تهدم جهود إخوانكم في إعادة الصورة السمحة للإسلام السياسي في تونس, كما يستغلها مُدّعُو الحداثة لتشويه صورتكم و صورة إخوانكم, و يجد الغرب فيها مآربه للاستمرار في رمي الإسلام بما هو بريء منه من تُهم التطرف و الانغلاق. بل اني أحلم بيوم يكون فيه الجسد الاسلامي التونسي ,بل و الجسد السياسي و الفكري التونسي كله, متعاليًا على الخلافات متوحدا كالبنيان المرصوص.
رسالتي الى الأحزاب السياسية التونسية: لقد وفقنا الله في تونس وفي بعض البلاد العربية الى ثورة تاريخية قلبت الطاولة على الظلم و الفساد, فانفتحت أبواب العمل السياسي الموصدة ردحًا من الزمن, و هيأ الله لنا الظروف المواتية لممارسة النشاط الفكري و السياسي و المدني, فلا تضيعوا الفرصة في المهاترات التي لا تغني الشعب و لا تسمنه من جوع, بل واجبكم تجاه تونس اليوم و أمتكم هو الالتفات الى مشاغل الشعب و مشاكله, التي تتعلق ببناء تونس الغد لأبنائكم, تونس التي يجد بها الانسان مواطنته و حقه في الأمن و الحرية و العيش الكريم دون مزية من أحد يمن بها عليه. لقد عرفتم أوزانكم عند الشعب التونسي بعد الانتخابات و عليكم, سواء منكم الرابحون أو المنهزمون, مواصلة العمل لخدمة البلاد و العباد, سيان ان أوصلتكم صناديق الاقتراع الى مواقع القرار أم الى المعارضة, ان خدمة مصالح الشعب أسمى قدرا و أرفع مكانة من اللهث وراء الغنائم السياسية الزائلة و المصالح الفئوية و الحزبية الضيقة, و ذلك هوالمقياس الذي به سيميز الشعب, طال الزمان أو قصر, غث الأفكار و سمينها, و خبيث الأحزاب و طيبها. فميدان الاختبار الحقيقي لكم هو خدمة تونس وشعبها وفي ذلك فليتنافس المتنافسون…
رسالتي الى النخبة الفكرية التونسية: ان ما تحملونه من وعي بالوضع التونسي في مختلف أوجهه السياسية و الحضارية وما شرفكم به الله من زاد علمي و ثقافي يزيدكم مسؤولية أمام الله تعالى و أمام شعبكم. لقد انقسم الكثير من المثقفين العرب في عقود الاستبداد الدكتاتوري المريرة إلى فريقين لا نفع فيهما, إما مثقفي السلطة و خدام البلاط الذين رضوا بفتات الحكام الطغاة مقابل السكوت بل مقابل النفاق والتملق, و إما مثقفي الأبراج العاجية الذين يحسبون التنظير أسمى مهامهم و الحال أن ذلك أخفى وراءه اللامبالاة و السلبية. لقد حان الوقت لإعادة تعريف دور النخبة المثقفة التي يجب أن لا تكتفي بالدور الفكري و الأكاديمي, بل تساهم مساهمة فعالة وواقعية في إعادة أنتاج نموذج حضاري و ثقافي جديد يتناسب مع طموحات شعوبها الثائرة. لم يعد منطق التاريخ يسمح باستقالة المثقفين من مهامهم الجليلة التي لا تقل وزنا عن دور الساسة و غيرهم من الفئات. في توعية الشعب وتحسيسه و الارتفاع بذوقه الجمالي في الميادين العلمية و الأدبية و الفكرية, و المحافظة على هويته الدينية و الأخلاقية, و النزول اليه من علياء التنظير الى واقع الممارسة و التغيير.
رسالتي الى العلمانيين في تونس: لا أحد ينكر وجودكم في العالم العربي و خاصة في تونس فأنتم مكوّن من مكونات المجتمع التونسي في تاريخه الحديث و المعاصر. و لا أحد كذلك يمنعكم أو يمنع غيركم من التيارات من المساهمة في بناء تونس الجديدة, لكن عليكم أن تستوعبوا الدرس من التطورات التي عرفتها تونس منذ الاستقلال الى الثورة و الانتخابات التاريخية الأخيرة. إن العاقل من يستخرج العبر من نتائج الأحداث وليس من يدس رأسه في التراب أو يرفعه فقط للتجني على الآخرين من الذين يفصلكم عنهم بون ايديولوجي أو اختلاف فكري. صحيح أن هذا التيار يضم داخله أيضا اتجاهات مختلفة تتراوح بين الاعتدال المأمول و الشطط غير المسؤول, فالعلمانيون التونسيون كبقية الفئات الفكرية ليسوا جسدا واحدًا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد. لكن الدرس الأهم الذي أنصحكم بتدبره هو أن سياسة الترهيب من التيار الإسلامي في تونس أصبحت اسطوانة مشروخة فتك بها الصدأ, و لم تعد هذه الحيلة تنطلي على أغلب أبناء الشعب., فقد كشف هذا الأخير أنه لا يصدق ما حاول بعضكم ترويجه من افتراء عن الإسلاميين الذين صورتم كوحش مفترس لا يعرف الرحمة يستعد لتحويل تونس إلى الرجعية و الانغلاق. و قد رأيتم رد أغلبية الشعب التونسي على الاستفزازات المتكررة ضد صورة الإسلام و لنقل بصراحة ضد حركة النهضة التي أحسنت الرد عليكم بهدوء و اعتدال كشف المستور و بيّن أن التطرف الذي يتشدق به الغلاة منكم هو بضاعتكم التي رُدّت إليكم. لقد استظل التيار العلماني المتشدد بعهود الاستبداد السابقة طيلة نصف قرن, فقد كان الطغاة يتبجحون بالحداثة و التفتح و أجبروا الناس على تبني هدا الاتجاه و شطّوا فيه أيّما شطط ضاربين كل ما يرمز للدين و المتدينين, و لكن التاريخ يقتص في النهاية من كل متجبر كما فعل مع النموذجين الأتاتوركي و البورقيبي مثلا, الذين وإن نجحا في بناء الدولة نسبيا فقد فشلا فشلا ذريعا في اختبار الحريات و الديمقراطية و حقوق الإنسان. أيها العلمانيون, و لا أقول الحداثيون, فليس لأحد الحق في احتكار هذه الصفة, ذلك أن الحداثة تتناقض مع كثير من سلوكياتكم الفكرية و السياسية لأنها ترفض الآخر وتنسى الديمقراطية و حق الاختلاف عندما يتعلق الأمر بالإسلاميين الذين, و الحق يقال, لم يردوا عليكم بالإقصاء بل يؤكدون في كل مناسبة بعد الانتخابات على حق الجميع في المشاركة و التعبير. نصيحتي لكم أن ترتقوا بمستوى خطابكم الفكري و السياسي وأن تجعلوا ببرنامجكم شيئا آخر غيرمهاجمة النهضة بغير وجه حق, و إلا سيلفظكم الشعب عبر صناديق الاقتراع كما فعل مؤخرا, و لتلتفتوا إلى بناء تونس و تشييدها مع إخوانكم من مختلف التيارات, ففي ذلك وحده خير البلاد و العباد.
رسالتي إلى إخواني في الأمة العربية و الإسلامية الصامدة: صحيح أنني توجهت بهذه الرسائل أولا إلى أبناء وطني الحبيب تونس الخضراء, لكن وطني الأكبر هو كل ذرة من تراب العالم العربي و الإسلامي الغالي على قلوبنا, فقد أصبحنا إخوة في الثورة التي أكدت وحدة المصير بيننا, إن كل كلمة في هذا المقال موجهة أيضًا لكم, مع مراعاة بعض الخصائص لكل بلد عربي. أرجو إخوتنا في مصر الغالية و ليبيا المجاهدة أن يفكروا في هذه الرسائل بعقولهم و قلوبهم, لعلهم يجدون بها بعض ما ينفعهم. وأدعو اخواننا في سوريا المناضلة و أبناء اليمن السعيد إلى الثبات و الصبر ففجر الحرية آت لا محالة إن شاء الله تعالى.
(المصدر:موقع الوسط التونسية(ألمانيا) بتاريخ 5 نوفمبر 2011)
<
عابد عبيد الزريعي-الوسط التونسية
حظي الحزب الديمقراطي التقدمي باحترام الجماهير التونسية نتيجة لصموده في وجه نظام بن علي طوال عقدين من الزمن ، الأمر الذي جعله يشكل محطة استقطاب لعدد كبير من المناضلين الذين تكونت منهم قاعدته الحزبية الصلبة والمجربة ، ويستحوذ على قاعدة جماهيرية واسعة وجدت في الحزب تعبيرا عن آمالها وطموحاتها في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة ، وقد وفر هذان العاملان \ » الحزبي ـ والجماهيري \ » الأرضية الموضوعية لطموح الحزب باحتلال موقعا متقدما في قيادة المجتمع التونسي ، يتناسب مع نضاله وتضحياته التي لاينكرها احد . لتجئ انتخابات المجلس التأسيسي وتطيح بآماله مرة واحدة ، وتكذب استطلاعات الرأي التي جرت قبيل الانتخابات ومنحته المرتبة الثانية بعد حركة النهضة ، وتدفع به إلى المرتبة الخامسة ، وبعدد هزيل من المقاعد . قيادة الحزب قدمت تفسيرا مبسترا لما حدث وعزت الأمر إلى استهداف الحزب من قبل عديد القوى ، وتركت الإجابة التفصيلية لاجتماع المكتب السياسي الذي سيبحث في الأسباب الكامنة خلف هذا الفشل ، وفي انتظار ما سيصدر عن المكتب السياسي للحزب نقدم هذه الرؤية التي تُرجع ماحدث إلى مجموعة من الأخطاء السياسية القاتلة التي بدأ الحزب بارتكابها عشية هروب زين العابدين بن علي ، واستمرت حتى بدء انتخابات المجلس التأسيسي ، وهي أخطاء ناجمة عن القراءة غير الدقيقة للواقع السياسي والاجتماعي خلال الثورة ، وعدم القدرة على الإمساك بالحلقة المركزية للحالة الثورية التي عاشها المجتمع التونسي ، والتقاط دلالاتها التاريخية بوصفها لحظة تحول ثوري عميق لارجعة عنه . فقد اعتبر زعيم الحزب ان الوضع غير ناضج لقيام ثورة حقيقية ، ورأى أن الظرف الذاتي غير متوفر والظرف الموضوعي غير جاهز ، ولا توجد أزمة وما يحدث عبارة عن هبة جماهيرية عفوية . إن هذا التشخيص سيقود في الممارسة العملية إلى احد موقفين ، الأول موقف ثوري نضالي يدفع باتجاه إلقاء الثقل خلف هذه الهبة لتطويرها ودفعها إلى الأمام ، وتسليحها بالرؤية والأدوات التنظيمية الكفيلة بقيادتها حتى الانتصار ، والثاني سيدفع باتجاه العمل على تحقيق اكبر قدر من المكاسب قبل أن تنحسر وتتراجع ، وهذا يعني في الممارسة العملية اختيار طريق الانتهازية السياسية . ومن خلال التمعن في ممارسات وتكتيكات قيادة الحزب التقدمي نستطيع القول بدون تحفظ انها اتخذت من الخيار الثاني طريقا لها ، وقد تجلى ذلك من خلال الوقائع السياسية الآتية : 1 ـ المسارعة بالمشاركة في حكومة الغنوشي الأولى ، والاستماتة في الدفاع عنها عندما ناوشتها ألسنة القوى السياسية الأخرى تحت شعار \ » البديل للحكومة هو الديكتاتورية العسكرية \ » ، الأمر الذي خلق نوعا من الجفوة بين الحزب واغلب القوى السياسية أخذت تتسع يوما بعد يوم . 2 ـ البدء بحملة إشهار مبكرة لرئيس الحزب بوصفه الرئيس القادم للجمهورية التونسية وبطريقة تشابه طريقة أجهزة النظام البائد في الإشهار والترويج للرئيس المخلوع ، وبدء الحديث المبكر وغير المبرر عن الاستعداد للانتقال من حزب معارض إلى حزب حاكم ، وهو ما ساعد على خلق ردة فعل سلبية تجاه الحزب أخذت تتنامى يوما بعد يوم بين الجماهير التونسية ومختلف القوى السياسية . 3 ـ الانتقال المميت من المكاسرة السياسية مع نظام بن علي التي استمرت طوال عقدين من الزمن ضمنت له قاعدة شعبية عريضة ، إلى المخاصرة السياسية مع بقاياه وفتح أبواب الحزب لهم ، بحجة ان الخلاف مع حزب التجمع لم يكن حول برنامجه الاجتماعي ، ولكن فقط حول المسألة الديمقراطية ، ومع سقوط النظام الديكتاتوري انتفى ذلك الخلاف . وذلك في سياق الوهم بكسب قواعد التجمع . 4 ـ الانتقال غير المفهوم من المخاصرة إلى المكاسرة السياسية مع حركة النهضة ، والكيل لها بالصاع الكبير . وفي هذا الجانب بنى الحزب إستراتيجيته على معارضة النهضة وتسويق ذاته كزعيم للأحزاب الوسطية الحداثية المعارضة لمشروع الدولة الدينية الذي تحمله النهضة حسب زعمه . 5 ـ وإذا كانت السياسة في احد تعريفاتها هي علم الإشارات ، فان المكاسرة السياسية مع حركة النهضة بدت وكأنها إشارة مرسلة إلى طرف خارجي ، تشير كل الدلائل السياسية إلى انه قد بدأ في رفع تحفظه عن تولي بعض القوى الإسلامية السلطة في بلدانها ، لذلك التقط الإشارة لكنها لم تستثر حماسه ، والى طرف داخلي هو بقايا حزب التجمع المنهار ، الذي سيرفع عدد المصوتين لصالح الحزب إلى مليوني صوت حسب الاعتقاد . والمفارقة ان الرسالة أو الإشارة تجاوزت في دلالاتها ومجال استقبالها الحدود التي توخاها المرسل وكان الأكثر قدرة على التقاطها هو الشعب التونسي الذي فهم مدلولاتها ودخل على أساس هذا الفهم في مكاسرة مع الحزب الديمقراطي التقدمي . 6 ـ الطرف الثالث الذي سعى الحزب التقدمي لكسبه إلى جانبه في صراعه المفتعل مع حركة النهضة هو في حقيقة الأمر طرف وهمي ، فهو حالة من الشتات المترتبة على عملية الانهيار ، ليس له مركز قرار إداري أو موقف سياسي أو ايديولجي محدد ، هو عبارة عن ذكريات مشتتة تسكن رؤوس أفراد مشتتين ، أكثرهم ولاء للنظام المنهار ركض نحو الأحزاب التجمعية التي تأسست على أنقاض التجمع ، أما القواعد فهي في حالة ضياع واغلبها من أبناء الشعب التونسي الذين ذهبوا إلى حيث ذهب أغلبية أبناء الشعب ، فصوتوا لصالح حركة النهضة ولغيرها من القوى السياسية . لقد ترتب على كل ما سبق ثلاثة نتائج كفيلة بان تكسر ظهر اعتي الأحزاب والقوى السياسية ، الأولى خسارة الحزب التقدمي لقاعدته الجماهيرية التي جمعها بدأب وصبر خلال السنوات العجاف ، والثانية خسارته لثلة من خيرة مناضليه وقواعده الذين صمدوا خلال تلك السنين ، والثالثة التعامل معه بحذر من قبل القوى السياسية الأخرى عند طرح مسألة التحالفات السياسية وبمعنى أكثر تحديدا دفعه إلى نوع من العزلة السياسية عن بقية القوى . وبذلك يكون الحزب الديمقراطي التقدمي قد بدد أرصدة قوته .. فهل يستطيع التدارك ؟ قادم الأيام ستجيب على ذلك .
(المصدر:موقع الوسط التونسية(ألمانيا) بتاريخ 5 نوفمبر 2011)
<
د.ابراهيم البيومى غانم- صحف-الوسط التونسية:
قال الشعب التونسي كلمته في انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت يوم23 أكتوبر.2011 قالها بملء إرادته الحرة, وللمرة الأولي في تاريخه الحديث, بعد أن أطاح دكتاتورية زين العابدين بن علي. وثمة شبه إجماع علي أن الشعب التونسي قد اجتاز بنجاح باهر هذا الاختبار; فقد تمت الانتخابات في مناخ آمن, وبنزاهة وشفافية وحيادية شهد لها العالم, وتقبل الخاسرون والفائزون النتيجة دونما كثير من اللغط, أو الشغب, أو الشطط. وسجل الشعب التونسي بهذا الكسب الانتخابي عودته مجددا إلي ميدان السياسة بعد أن ظل خارج هذا الميدان طوال أكثر من نصف قرن في ظل ادعاءات حداثية مزيفة. الأكثر أهمية ربما من النجاح في اجتياز عقبة الانتخابات بسلام, هو أن الشعب التونسي تمكن من هدف تاريخي ناضلت من أجله الحركة الوطنية الإسلامية بقيادة الشيخ عبد العزيز الثعالبي( مؤسس الحزب الدستوري التونسي في سنة1920 م); هذا الهدف هو تشكيل مجلس تأسيسي منتخب, يقوم بوضع دستور يعبر عن الإرادة الحرة للشعب التونسي, ومن ثم يقوم بتأسيس نظام برلماني تعددي. ثمة شبه إجماع أيضا علي أن حركة النهضة الإسلامية قد حققت نجاحا باهرا ومفاجئا ـ من حيث كبر حجمه ـ ومن حيث نوعيته في هذه الانتخابات; وليس أكثر دلالة علي النوعية المتميزة للتفوق الذي أحرزته حركة النهضة: أن من بين49 مترشحة فازت بعضوية المجلس هناك42 منهن منتميات إلي حركة النهضة الإسلامية التي طالما اتهمها العلمانيون بتهميش المرأة. كذلك الحال ـ وإن بدرجة مختلفة ـ بالنسبة لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يتزعمه الحقوقي البارز الدكتور منصف المرزوقي, الذي حقق نجاحا متميزا و حل في المرتبة الثانية بعد حركة النهضة الإسلامية. ولكن شبه الإجماع علي وصف ما حدث في الانتخابات التونسية سرعان ما يتلاشي ويحل التشتت محله عندما ننتقل إلي تفسير ماحدث أو تأويله, أو محاولة معرفة أسباب النجاح. هنا تتفرق السبل وتتقاسم التأويلات والتفسيرات نظريات عدة, أهمها نظريتان: الأولي نسميها نظرية إعفاء الذات, والبحث عن تفسير من خارجها. والثانية نسميها نظرية محاسبة الذات والبحث عن تفسير من داخلها. النظرية الأولي ذات نزعة عدمية; حيث إنها تسعي لرد النجاح إلي عوامل تقع بالدرجة الأولي خارج الذات الفاعلة ـ وهي في حالة تونس الشعب التونسي عامة, وحركة النهضة الإسلامية, وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية مثلا ـ بينما ترد الفشل إلي عوامل هيكلية داخل هذه الذات الفاعلة نفسها; أي الشعب وأحزابه وحركاته معا!. أما نظرية محاسبة الذات فهي ترد كلا من النجاح والفشل إلي الذات نفسها بالدرجة الأولي, ولكنها لا تغفل عن أثر العوامل التي تقع خارجها في كلتا الحالتين. هذه النظرية تبدأ التفسير من داخل الذات الفاعلة وتحاسبها علي ما فيها من عناصر قوة ومكامن ضعف, ثم تأخذ ما يجري حولها بعين الاعتبار, وتدرك أن المصلحة تقع دوما في قلب كل الحسابات الداخلية والخارجية. نظرية إعفاء الذات ولا مسئوليتها عن نجاح حققته ـ أو تحقق لها كما يقولون ـ ليست جديدة ولا هي تطبق لأول مرة مع حركة النهضة التونسية علي وجه التحديد; وإنما سبق تطبيقها في تفسير نجاحات حققتها حركات وأحزاب إسلامية في مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي. من ذلك مثلا نجاح حزب العدالة والتنمية التركي في انتخابات سنة2002, ونجاح حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي سنة2006, ونجاح جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب المصري سنة.2005 في جميع هذه الحالات طبقت نظرية إعفاء الذات من نجاحها, وإرجاعه إلي عوامل أخري من خارجها, وأسباب ليس لها فضل فيها!. وبالرغم من وجود فروق نوعية بين كل حالة وأخري إلا أن تفسيرهم لنجاح العدالة والتنمية التركي, لم يختلف في جوهره عن تفسيرهم لنجاح حركة حماس في فلسطين, أو نجاح جماعة الإخوان في مصر, وأخيرا وليس آخرا نجاح حركة النهضة الإسلامية في تونس. لنضرب مثالا من الحالة التركية لوجود أوجه شبه معتبرة بينها وبين الحالة التونسية. في تركيا تم تفسير صعود حزب العدالة والتنمية واستلامه السلطة سنة2002 بأنه نتيجة لفساد الأحزاب العلمانية التي كانت تحكم البلاد وفشلها الذريع في إدارة شئون الدولة. وذهب بعضهم إلي تفسير فوز العدالة والتنمية إلي مساندة خارجية أوربية حينا, وأمريكية في أغلب الأحيان. وأفضل ما خرج من رحم نظرية إعفاء الذات من نجاحها في تفسير فوز العدالة والتنمية هو أن الفضل في ذلك يرجع إلي علمانية الدولة التركية ووجود قانون ومؤسسات وقضاء ومجتمع مدني قوي. ولم ير أنصار نظرية إعفاء الذات من نجاحها أي عنصر قوة داخل حزب العدالة والتنمية. بعكس نظرية محاسبة الذات, التي يرجع أنصارها نجاح العدالة والتنمية إلي خطابه السياسي المتطور, وقدرته علي تعبئة قطاعات واسعة ومتنوعة من مختلف الفئات الاجتماعية حتي صار حزب الكل, أوCatchAllParty. دليلنا علي ما ذهبنا إليه هو أننا إذا دققنا النظر في مقولات نظرية إعفاء الذات في تفسير الحالة التركية; فلن نجد شاهدا واحدا علي أن فاعلية تلك الأسباب التي ذكروها تقتصر فقط علي حزب العدالة والتنمية دون بقية الأحزاب المنافسة له; فهناك ما يقرب من50 حزبا تركيا تشترك مع حزب العدالة والتنمية في أن أكثريتها لم يسبق لها المشاركة في الحكم, ولا في الفساد والفشل; وبالطبع كان بإمكان أغلبية الشعب أن تختار من بينها; هذا لو أن مرد النجاح هو علتي فساد وفشل حزبي الطريق المستقيم وحزب الوطن الأم اللذين كانا يحكمان تركيا قبل انتخابات نوفمبر.2002 وإذا كانت علمانية الدولة ومؤسساتها القانونية والقضائية والمدنية الراسخة هي فقط سر النجاح, فالمؤكد أن آثارها الإيجابية عامة وليست حكرا علي حزب العدالة والتنمية!. أما القول بأن فوزه جاء نتيجة دعم خارجي فهو تعبير عن أعلي مراحل العدمية وتجريد شعب تركيا بأكمله من ذاته. علي مستوي الحدث التونسي بصفة عامة; يري أنصار نظرية إعفاء الذات من نجاحها أن تفوق الشعب التونسي في اجتياز أول اختبار ديمقراطي لا صلة له بمقدرته الحضارية المختزنة في وعيه الجماعي, كما لا يرجع إلي رغبته الذاتية في تحقيق مثل هذا الإنجاز, وإنما يرجع إلي رغبة ومقدرة صناع سايكس بيكو الجديدة, علي حد تعبير محمد حسنين هيكل في حواره مع صحيفة الأهرام(2011/9/23) وهو يصف الربيع العربي. هو لا يري ربيعا عربيا, وإنما يري سايكس بيكو. نظرية محاسبة الذات تساعد في فهم ما جري في تونس علي نحو أكثر عمقا وموضوعية. فما جري في تونس ليس مجرد استجابة لا واعية لرغبات صناع سايكس بيكو الجديدة الذين لن يهدأ لهم بال حتي يفسدوا علي تونس فرحتها إن استطاعوا. ولكن لا ينكر أحد أن ثمة بيئة جيدة جرت فيها الانتخابات التونسية: فهناك مستوي تعليمي مرتفع نسبيا إذا قارناه ببلدان عربية أخري, وهناك رغبة عامة لدي كل الأحزاب التونسية في كتابة الدستور الجديد بروح توافقية لا إقصائية, ولا استبعادية. وقد أكد الشيخ راشد الغنوشي ذلك بحسم ووضوح قبل وبعد إعلان نتيجة الانتخابات. وهناك أيضا جيش ملتزم بمبدأ الحياد وعدم الدخول كطرف في المنافسات السياسية. هنالك كل ذلك مما يرجع الفضل فيه إلي الشعب التونسي نفسه, وليس إلي صناع سايكس بيكو الجديدة. الأهرام المصرية – 9 ذو الحجة 1432 ه
بقلم : مراسلة خاصة – الجزائر- swissinfo.ch اتّـضح بعد أحد عشر شهرا انقضت على تمرّدٍ شعبي محدود ضدّ ارتفاع أسعار السكر والزيت، أن الجزائر لم تتبع لحدِّ الآن مسار نـظم الجمهوريات العربية المضطربة. في الأثناء، تابع المواطن الجزائري العادي، باهتمام شديد نتائج الإنتخابات التونسية، فيما اتضح للحكومة حسبما يبدو أن « شيئا هائلا » بدأ يتحرّك على حدودها الشرقية. في الأيام الأخيرة، كان كافيا أن يتجول المرء عبر المقاهي وقاعات الشاي في المدن الجزائرية، ليلحَـظ الأعناق وهي مشرئبة تُـتابع نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس. وفي حي مثل حي باب الزوار، شرق العاصمة، تجمّـع في مقهى قرب خطّ الترامواي الجديد، الذي دشَّـنه بوتفليقة العام الماضي، العشرات من الرجال وهم تابعون ما تنقله القنوات التلفزيونية الفضائية ويعلِّـقون على فوز حركة النهضة، ذات التوجه الإسلامي بالمركز الأول. شهادات وآراء ومخاوف
وبالنسبة للجزائري العادي، فإن فوز حركة النهضة، يذكِّـر بفوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في ديسمبر 1991. وكما يذكر الفوز بالفوز، فإن فوز حركة النهضة يُـثير المخاوف من تدخّـل الجيش التونسي، لأن الجيش الجزائري تدخَّـل حينها لإلغاء الانتخابات التي فاز بها الإسلاميون، ولا يمكن منع الجزائريين من التفكير بهذه الطريقة، لأنه نتاج تجربة ذاتية وتتابع ذهني منطقي لحالة مجرَّبة، أدّت إلى حرب أهلية، راح ضحيتها ما يقارب من مائتي ألف قتيل. أما في المقهى الشعبي بحي باب الزوار، فيُـمكننا سماع تعليقات من قبيل: « الله يستر تونس، الجيش قد يتدخّـل »، ثم يرد رجل آخر: « لا أعتقد ذلك، الوقت مختلف عام 1991 ليس كعام 2011، العالم ينظر ويراقب، ولا يمكن أن تحدث مجازر كالتي حدثت في الجزائر ». لكن هناك من يقول: « هذه انتخابات كاذبة ومُـفبْـركة. الإتحاد الأوروبي وأمريكا تريدان احتلال تونس »، ويكفي قول هذا الرأي مرة، حتى ينفجر البعض ضاحكا أو يؤكد بعض الشباب الذين تحدثت إليهم swissinfo.ch، مثل عادل الذي جاء من ضاحية الحراش، التي تبعد 10 كيلومترات شرق العاصمة: « أنا سعيد بفوز المسلمين في تونس، هذا دليل على أن بن علي لم يتمكن من طمس الدِّين الإسلامي في تونس ». يبلغ عادل من العمر 20 عاما، أي أنه ولِـد عندما بدأت الأزمة الجزائرية، وهو لا يعرف عن قادة الجبهة الإسلامية شيئا، كما أنه كان صبيا عندما شهدت الجزائر أبشع صور عُـنف الحرب الأهلية، ولكنه يؤيِّـد مع ذلك التيار الإسلامي في تونس، ومثل هذا الشاب كثيرون. ردود فعل الشباب
في المقابل، وأمام الجامعة المركزية وسط العاصمة، تجمّـع بعض الشباب الجامعي أمام المدخل، ومن مظهرهم وطريقة كلامهم تبيّـن أنهم مقرّبون من حركة « راج » للدفاع عن الحقوق المدنية وناشطون ضمن تيار الدكتور سعيد سعدي، المعارض للإسلاميين، وهو أيضا منظم مظاهرات ضدّ النظام، انطلقت مع بدايات شهر مارس الماضي، ثم انكفأت بعد بضعة أسابيع. يرى هؤلاء الشباب، أن ما حدث في تونس أمر خطير على الديمقراطية وحقوق المرأة، وبأن تقدم حركة النهضة، من شأنه دعم الإسلاميين في بلاد المغرب العربي، بل وحتى تهديد « المكتسبات الديمقراطية »، التي ربحتها تونس والمنطقة في السنوات الأخيرة. ويؤكد شعباني عبد البصير، وهو طالب في السنة الثالثة تخصّص لغات: « أنا لم أفهم كيف صوَّت التونسيون لصالح حركة متطرِّفة؟ كيف فعلوا ذلك؟ أهذه هي تونس التي نعرفها؟ ». وسألت swissinfo.ch عبد البصير، هل تعرف الصحفي التونسي توفيق بن بريك؟ وهل تؤيد موقفه المعارض لحركة النهضة؟ فرد الطالب الجامعي: « نعم أنا أعرف بن بريك، ولكن عن طريق الصحافة الجزائرية ». ثم سألت swissinfo.ch الطالب الجامعي: « هل تعرف أن بن بريك شتم الشعب التونسي ووصفه بالغبي؟ » فتبسّم عبد البصير وقال: « شوف، أنا أعارض الإسلاميين، لكن لا يمكنني سبّ شعبي، هذا أمر عجيب صدر من بن بريك، ولكني لم أطلع عليه ». تعليقات الصحافة
وغير بعيد عن هذه التعليقات الشعبية، تقف الصحافة الجزائرية على مرمى حجر ترقّـب المشهد التونسي، ولكن اختلافها في التعليق عليه عظيم، بل ويتناقض، حسب العلاقة مع الدولة الجزائرية والقرب من التيار الإسلامي أو معاداته، بل ولا يمكن التوفيق بين التعليقات الصحفية التي إن نطقت بالفرنسية، كانت في أغلبها باكية على مصير تونس، مثل يومية « الوطن »، التي رأت أن الربيع التونسي أجهضته حركة النهضة، في حين رأت يومية « ليبرتي » (أي الحرية) المملوكة من طرف رجل الأعمال يسعد ربراب، أن المنطقة تتأسلم وأن أي انتخابات حرة وديمقراطية، ستعني فوز الإسلاميين بالأغلبية، كما في تونس. ويضيف مدير تحرير ليبرتي منير بوجمعة: « على ممتهني السِّحر السياسي ومختبرات الأفكار والمخططات الجاهزة في الاتحاد الأوروبي، أن يتوقفوا عن أعمالهم، لأنها أثبتت فشلها. لقد قضي الأمر، الناخبون سيُـصوِّتون للإسلاميين، كلما دعمت أوروبا انتخابات حرّة، والجيوش لا يمكنها فعل أي شيء لتغيير الوضع ». أما معلق آخر في يومية الوطن، فقال صراحة: « كل هذا من أجل هذا؟ »، ويقصد بها مئات الموتى في تونس، بالإضافة إلى المظاهرات والقمع اللذان تعرّض لهما الشعب التونسي، كل هذا كي يصل الإسلاميون إلى الحكم؟ ». أما الصحف الناطقة بالعربية، فكانت في مُـجملها مؤيِّـدة لحركة النهضة، غير أنها نقلت مخاوف العِـلمانيين بشكل يختلف عن الصحف الناطقة بالفرنسية، فيما وصفت يومية « الخبر » الواسعة افنتشار فوز النهضة، بأنه « بداية تشكِّـل هلال إسلامي انطلاقا من تركيا، مرورا بغزة ومصر وليبيا، وصولا إلى تونس ». في المقابل، يرى مراقبون كثيرون أن عيْـب الصحافة المتمثِّـل في مرض تنويع الأخبار كيفما اتفق، أوقع بعض الصحف في المحظور المهني، مثل ما حدث ليومية « الشروق اليومي » التي نقلت عن رئيس القائمة الشعبية، التي يرأسها الهاشمي الحامدي قوله: « إني أملك الدّليل على تحاور الغنوشي مع بن علي »، جاء مثل هذا في العنوان الرئيسي، ثم عند البحث عن الدليل الذي سيقدِّمه الحامدي في الصفحة الداخلية، لا يعثر القارئ على أي شيء يمكن أن يثبت هذا الاتِّـهام. « .. ساعة الحقيقة قد دقّـت في الجزائر.. »
من ناحية أخرى، علمت swissinfo.ch أن الدولة الجزائرية تنظر بجِـدية كبيرة إلى نتائج الانتخابات التونسية وتربطها بتقدّم الإسلاميين الواضح في ليبيا ومصر، وحسب مصادر في وزارة الداخلية الجزائرية، فإن فوز الإسلاميين في هذه البلدان، يجب أن يدفع الحكومة الجزائرية إلى تغيير حساباتها تُـجاه التيار الإسلامي، وخاصة المعتدلين منهم. وحسب مصادر دبلوماسية غربية، فإن أول الغيْـث جاء بطلب من سفيريْ الولايات المتحدة وفرنسا، لقاء زعيم حركة العدالة والتغيير، التي يتزعَّـمها الشيخ عبد الله جاب الله، الذي ليس سوى الزعيم السابق لحركتيْ النهضة والإصلاح الجزائريتيْـن. وقال ناطق باسم الحزب الجديد للشيخ عبد الله جاب الله، إن السفيرين الغربيين سألا جاب الله عن دور الإسلاميين في المنطقة وعن كيفية رُؤيتهم للتغيير السِّـلمي والديمقراطية والتسيير الاقتصادي المحكم؟ وتعليقا على طلب السفيريْـن الغربيين لقاء الشيخ عبد الله جاب الله، قال المحلل السياسي رابح هوادف: « أعتقد أن الأمر يتعلّـق بوزن التيارات التي تملك وزْنا حقيقيا في الساحة السياسية، وليس تلك التي يُـشاع أن لها وزْن بالنظر إلى فوزها بانتخابات برلمانية سابقة، ثبت بالدليل القاطع أنها غير نزيهة ». ويضيف رابح هوادف: « أعتقد أن ساعة الحقيقة قد دقّـت في الجزائر، ولا أقول إن الثورة قد بدأت، ولكن الإنتخابات البرلمانية القادمة، يجب أن تكون نزيهة مائة بالمائة، لأن طلب السفيريْـن الغربيين لقاء جاب الله، الذي مُـنِـع من العمل السياسي والخطابة طيلة عشرية كاملة، لم يمكن من إخفاء وزنه في الساحة السياسية، وأعتقد أنه لو نُـظِّـمت انتخابات نزيهة وشارك فيها، لكان من بين أكبر الفائزين ». معاناة ومشاكل الأحزاب
في نفس السياق، يسود اعتقاد قوي أنه لو نظمت انتخابات حرّة ونزيهة في الجزائر، لفاز بها كل مَـن أسكِـت في الفترة السابقة، إسلاميا كان أو عِـلمانيا، لدرجة أن هذه الصورة، أقضت مضْـجَـع أحزاب الائتلاف الحكومة، المُـكوَّن من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم (حمس) الإسلامية. وهؤلاء كلهم يعانون مشاكل داخلية متنوِّعة، بدءا بجبهة التحرير الوطني، التي تعاني أزمة ما بين القيادة والقاعدة، ورأس زعيمها عبد العزيز بلخادم، مطلوب من القاعدة، التي اتهمته بالتقصير وعدم الجدية في المحافظة على أقدَم حزب في البلاد، ولقد بلغ الصِّـراع على قيادة جبهة التحرير أشُـدَّه في الفترة الأخيرة. أما في التجمع الوطني الديمقراطي، فقد أعطى زعيمه ورئيس الحكومة في نفس الوقت أحمد أويحيى ضوءا أخضر لمُـمثلي الحزب داخل الولايات الثمانية والأربعين، لتغيير وإصلاح ما يجب إصلاحه في أشخاص وسلوكيات المنتخبين المحليين داخل البلديات والمجالس الولائية المنتخبة. ما يعني أن حرب صلاحيات شعواء ستدور رحاها ما بين منتخبين من قبل الشعب وقياداتهم داخل التجمع، التي لم ينتخبها الشعب وانتخبها الحزب فقط، كأن المسألة تتعلق بإصلاح ما يمكن إصلاحه في الدقائق الأخيرة، خاصة في الشق المتعلق بالتعامل مع المواطنين واهتماماتهم اليومية الكثيرة. وأما في حركة مجتمع السِّـلم الإسلامية، فإن السياسة المُـنتهجة، تقضي بتجنيب الحزب الإنفجار الداخلي، عبْـر مهاجمة الآخرين واتهامهم بالتقصير، فقد التزم رئيس الحزب أبو جرة سلطاني بسياسة انتقاد الحكومة ورئيسها وانتقاد جبهة التحرير الوطني، كأنهما ليسا عضوين في التحالف الحكومي الذي يشترك فيه معهما. والغريب، أن الثلاثة يؤكِّـدون أنهم متحالفون خلف فكرة دعم برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يبدو غارقا في مهمّـة أنيط بها منذ عام 1999، أي عندما عيَّـنه الجيش كي يكون رئيسا للبلاد، وتتمثل المهمة في إنقاذ الطابع الجمهوري العِـلماني للدولة الجزائرية، مع إبقاء الباب مفتوحا وبطريقة براغماتية لوصول إسلاميين آخرين، غيْـر حركة مجتمع السِّـلم إلى السلطة. تعامل مؤسسات الدولة
في سياق متصل، يُلاحظ بشكل لا يمكن تجاهله، تلك البرودة التي تتعامل بها مؤسسات الدولة الفعلية، مثل الرئاسة والجيش مع مُـكوِّني التحالف الرئاسي، ويلاحظ أيضا أنها لا تدعم أي طرف بشكل كامل، وغاية ما هنالك، أنها تراقب الوضع في دول الجوار الشرقي عن كثب وباهتمام بالغ، مع سياسة اقتصادية متفتحة بشكل غيْـر متعوَّد عليه. فكل الوزراء يقولون ويؤكدون على أن « مَـن يريد أن يعمل.. فليتفضل ». كل هذه العوامل مجتمعة يمكن أن تفسِّـر الأسباب الكامنة وراء الهدوء السائد في الشارع الجزائري، الذي لا يريد – إلى حد الآن – الخروج إلى الشارع وتغيير النظام، تارة لأنه عانى من سنوات العنف منذ فترة قريبة، وتارة لأنه يأمل في تغيير إيجابي، اقتصاديا واجتماعيا، وتارة، – وهذه مهمة للغاية – فهو عندما يريد أن يتحرّك للتغيير، فسيُـغيِّـر مَـن؟ الحكومة أم الرئاسة أم الولاة أم الجيش؟ فكل هؤلاء يتحركون ضِـمن أفلاك مستقِـلة، تجعل من مهمة المصلح في بعض الأحيان ملهاة ومضيعة للوقت، لأنه هو أيضا فاشل في تحديد المرض، كدليل آخر يبيِّـن بشكل واضح، أن الجزائر لو تغيَّـر نظامها يوما ما، فسيماثل هذا الحدث يوم استقلالها قبل خمسين عاما. مراسلة خاصة – الجزائر- swissinfo.ch
(المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 5 نوفمبر 2011)
<
سليم عزوز ثكلتك أمك أيتها ‘الحيزبون’.. من أراد أن يقف على معنى ‘الحيزبون’ فليستعن بمترجم مصري، فلن أشتغل ‘مغسل موتى’ و’ضامن جنة’، كاتب ومترجم! ثكلتك أمك، وكان الثكل بعد أن يتزوج عليك زوجك مثنى وثلاث ورباع، لترى العذاب، وتتقطع بك الأسباب، ليكون الثكل نتيجة القهر، وكيد الضرائر! لقد شاهدت عبر فضائية فرنسية، امرأة تونسية تحرض فرنسا على احتلال تونس، لحماية علمانية الدولة، بعد النجاح الذي حققته حركة النهضة في الانتخابات، ولم تكن مشاهدتي لهذا التلفزيون الفرنسي تمت مع سبق الإصرار والترصد، فلست فرانكفونيا، فأنا ثقافتي فنزويلي، لتقارب الشبه بيني وبين الزعيم هوغو تشافيز، الذي قال البعض أنني أشبهه شكلا، فرددت عليهم بأنه هو الذي يشبه لي. فاللقطة التي جمعت بين التونسية والمسؤول الفرنسي شاهدتها عبر لقطات مصورة منتشرة على الانترنت، ومعظم مشاهدتي لخالدة الذكر ‘هالة مصراتي’ كانت بنفس الطريقة، وهي طريقة رائعة لأنها تمثل أرشيفاً مهماً لمن فاتتهم بعض المواقف المهمة لرجالات الشاشة الصغيرة ونسائها، وبعد نجاح الثورة في مصر وتنحي الرئيس المخلوع، شاهدنا كثيرين منهم يتحولون، وكنا قد سمعنا عن أدائهم المزري في أيام الثورة، ولم يكن لدينا وقت لمتابعتهم، حتى عمرو أديب، الذي كان وأفراد أسرته ضمن الطاقم المتخصص في تلميع الرئيس المخلوع وأفراد أسرته، ظهر في لقاء تلفزيوني باكياً، بكاء الفرحة، لأنه انتصر أخيراً بسقوط الديكتاتور الذي أعطى أوامره وقال لا أريد ان أرى هذا الولد. ‘أولاد الحلال’ قطعوا الطريق على الجميع ووضعوا لقطات لمواقف هؤلاء قبل الثورة وحينها، وبعضهم وضع المواقف المتناقضة قبل وبعد الثورة لكثير من المذيعين والمذيعات في لقطات جامعة، أشاهدها من باب التسلية في أوقات الفراغ، وهي أفضل من مشاهدة الفضائيات الكوميدية، التي وجدت شحاً في مجال الكوميديا تقوم بالتغلب عليه ببرامج النكات الفجة، و’الشقلبة’ أمام المشاهد لانتزاع ابتسامته انتزعاً. اللقطة الخاصة باحدى قنوات التلفزيون الفرنسي أرسلها لي احد الأصدقاء التونسيين، وقد انتشرت بعد ذلك انتشار النار في الهشيم، وانتشار صور حسني المخلوع وهو نائم للمحكمة (بالعرض)، ويقوم ببطولة فيلم (اعمل ميت)، وهذه اللقطة هي لناشطة تونسية، وناشط وناشطة مهنة جديدة منتشرة في الفضائيات، بعد ان راحت علي مهنة (المحلل السياسي)، وقبل الثورة وضعت احدى الفضائيات تحت اسمي لقب الناشط السياسي، فأيقنت على الفور أن مراسلها في القاهرة طارق الشامي يريد ان يقول أنني (خالي شغل)، وبعد الثورة أصبح مصطلح ناشط رائج في الفضائيات، وأصبح الناشطون والناشطات الأحياء منهم والأموات، أكثر عدداً من المتعطلين عن العمل في الوطن العربي! هدية الصديق التونسي باعتباري ‘ناشطا’ قديما فقد سعدت بهدية الصديق التونسي، التي تمثلت في لقطة تضم ‘ناشطة’ زميلة في عالم النشاط والجودة، وهي تتحدث مع وزير فرنسي، قيل انه وزير الخارجية، وباعتبار ان ثقافتي ‘فنزويلي’ فلا اعرف من المسؤولين الفرنسيين سوى الرئيس ساركوزي، والسيدة طليقته، التي أعجبتني لأنها وقفت بجواره حتي تمكن من النجاح في انتخابات الرئاسة ثم تركته، ولم يمثل لها قصر الاليزيه غواية من أي نوع، فهي لا ترفع شعار ظل رجل ولا ظل ‘حيطة’، أي جدار، وهو الشعار الذي ترفعه العوانس في الوطن العربي.
الناشطة التونسية، تشبه من حيث الشكل الناشطات في غير تونس، لا اعرف ما هو السر في عدم وجود ناشطة جميلة، ومؤكد لو ان جمانة نمور دخلت في درب النشاط والهمة كنا سنشاهد زحاماً من قبل الجميلات ليكون هدف كل واحدة منهن ان تفوز بلقب ‘ناشطة’، ولا ادري كيف هو في ‘وجداني الصعيدي’ وثيق الصلة بلقب ‘مطلقة’ و’أرملة’. جئت إلى القاهرة منذ ربع قرن من الزمان نازحاً من جهينة، التي قال عنها بلدياتي العلامة محمود الربيعي في احد كتبه أنها كانت قرية وتحولت إلى مدينة بعد ذلك، لكن ما لم يقله انها لا تزال حتى الآن تحمل طباع القرية!
وعندما كنت في قريتي لم تكن فيها بطبيعة الحالة امرأة شيوعية، لكن ارتبط في وجداني ولا اعرف من أين جاء هذا، بأن المرأة الشيوعية لابد وان تكون ‘منكوشة الشعر’، ولا تهتم بمظهرها، ولا تتعامل مع الماء إلا في المناسبات الوطنية، واعلم أنها نظرة رجعية، وقبل ان تغضب مني القارئات، أعدكم أنني نويت والنية لله أن اعرض نفسي على طبيب نفسي، لعلي أجد عنده علاجاً لهذه الحالة المستعصية.
لم تكن الناشطة التونسية في اللقطة إياها .. ‘منكوشة الرأس’، لكنها كانت ‘منكوشة’ الفكر، وقد طالبت المسؤول الفرنسي بإعادة احتلال تونس من اجل حماية علمانية الدولة، وذلك بعد نجاح حركة النهضة بنسبة 40 في المئة من عدد المقاعد في انتخابات المجلس التأسيسي، والغريب ان المسؤول أعطاها درساً في الوطنية بليغا عندما قال لها ان تونس بلد مستقل، وليس من سلطته التدخل في شؤونه الداخلية.
الوزير الفرنسي تصرف بذكاء فالتدخل الفرنسي لم يتوقف في الشان التونسي، والمال الفرنسي كان حاضراً، كما كان حاضراً أيضاً المال الخليجي، كل يريد ان يحتكر المستقبل في الخضراء، لكنه رأي انه إذا تماهي مع اختنا في الله ‘الناشطة’ فانه سيقوم بحشد الشارع التونسي ضد بلاده، وليس في مصلحة فرنسا ان تدخل في قطيعة مع الشارع، وهي التي تريد ان تبقي على الدبلوماسية الناعمة في السيطرة والاستحواذ، لبقاء نفوذها في دول المغرب العربي، فلا تترك فراغاً تتمدد فيه الولايات المتحدة الأمريكية.
نظرت الي وجه ‘الناشطة’ ففوجئت بان رمشاً لها لم يهتز حتى والوزير الفرنسي يزايد عليها، وكنت أتصور انها ستقول يا أرض انشقي وابلعيني، ولا بأس فقد ورد في الأثر: اذا انتزع الحياء من الأرض فانتظر الساعة. خطاب النهضة
لست مبتهجاً بما حصلت عليه حركة النهضة في الانتخابات التونسية، فأنا مهتم بالحركة فكراً وممارسة، ضمن اهتمام قديم بحركات الإسلام السياسي، وقرأت ما تيسر من الإنتاج الفكري للشيخ راشد الغنوشي القديم والحديث، ووقفت على ان له خطابين، احدهما عنوانه (لا بأس) والثاني عنوانه (البأس الشديد)، وان كان في الآونة الأخيرة، ونظراً لوجوده في (المنفي الانجليزي) صار الخطاب الأول هو المعتمد لديه، وهو ما تأكدت منه من خلال الاستماع الي أحاديثه الكثيرة في قناة ‘الحوار’ قبل الثورة.
بالمناسبة ففي زحمة الربيع العربي نسيت هذه المحطة، واكتشفت أنه لم يعد لها وجود على جهاز تلفزيوني.. هل أفلست وتوقفت؟.. أم ان عفريتاً من الجن أطاح بها من عندي؟.. لا اعرف! فضائية ‘الحوار’ كانت تمثل لي استراحة محارب بعد مشاهدة أي حلقة من حلقات ‘الاتجاه المعاكس’ والبرامج التي تقلده على الفضائيات، ان شئت الدقة فقل استراحة مشاهد، فهي تقدم وجبة دسمة، بحوارات هادئة، وكان الغنوشي احد نجومها.
لا أستطيع القول ان الغنوشي تطور، فالخطابان متوازيان، أحدهما ليس صالحاً للإعلان الآن، وليس هذا هو الموضوع، فلا يستطيع احد في بلد مثل تونس أن يعلن الخطاب التقليدي، أو ان يستدعي خطاب جماعة الإخوان في مصر وينشره، وفي الوقت الذي قال زعيم حركة النهضة بعد نجاحه انه لن يفرض زياً على التونسيات، فهذا يدخل في إطار الحرية الشخصية، كان الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ومن قبل ان يمكن له يقول انه سيلقي القبض على كل من تلبس ‘ مايوها’، ولا نعرف هل هو يطلب منصب رئيس الجمهورية، أم يتقدم لشغل وظيفة ضابط في شرطة الآداب؟!. ما علينا، فالعنوشي سيحرص على تقديم ما يجعله نموذجاً لا يقل في الانفتاح عن أردوغان في تركيا، وان خالف قناعته الشخصية.
ومهما يكن فعلينا احترام إرادة الشعوب، مع ان تجربتي الشخصية في هذا المجال لا تسر فقد خذلتني الجماهير في المرتين اللتين احتكمت إليها فيهما، الأولي عندما خضت الانتخابات وانا تلميذ على موقع ‘ألفة الفصل’، وسقطت وسط ذهول المدرسين والسيد ناظر المدرسة، والثانية عندما خضت الانتخابات البرلمانية في سنة 2005، وكتبت عشرات المرات أنني سقطت بإرادة الناخبين.. ربما كان من الأفضل لتكريس زعامتي السياسية ان أقول انني سقطت بالتزوير، وكنت سأجد كثيرين يصدقونني، وقد تمنحني الولايات المتحدة الأمريكية حق اللجوء السياسي.
لكن ‘الناشطة التونسية’ ظهرت في التلفزيوني الفرنسي واحتقرت إرادة التونسيين، وبدلاً من أن تذهب لتعمل بينهم لعلها تحوذ ثقتهم في المستقبل، ذهبت لتطلب الاحتلال بسهولة ويسر وكأنها تطلب ‘يد عريس’، ولم تشعر بالخجل والوزير الفرنسي يقول ان تونس بلد مستقل.
مثل هذه اللقطة التي تم الترويج لها عبر مواقع الانترنت ستكون مهمة ان هي كانت ضد احد في نيته التحول، كما تحول عمرو أديب وغيره، لكن من الواضح ان صاحبتنا تحب الاحتلال حباً عذرياً لا رجعة فيه، ولهذا فهي تقوم باستدعائه، بدون خجل أو وجل.
ثكلتك أمك يا ناشطة يا بنت ‘حوا وادم’. أرض جو الحكم الذي صدر بإلغاء قرار السلطة في مصر بوقف قناة ‘الجزيرة مباشر’ هو انتصار لحرية الرأي وللثورة المصرية قبل ان يمثل انتصاراً للسلطة. القرار المتعسف بمنع منح تراخيص للفضائيات الجديدة في مصر، جاء ليحول الفضائيات القائمة بالفعل إلى ‘سبوبة’، لا نعرف من هو السمسار الذي كان وراء صدور هذا القرار سيئ السمعة؟
صحافي من مصر azouz1966@gmail.com (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 نوفمبر 2011)
<
مينسك- (يو بي اي): قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الجمعة ان حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان أسوأ من النازيين في معاملته للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. ونقلت وكالة (إيتار تاس) عن لوكاشينكو قوله « حصل اعتداء والزعماء الوطنيون، بمن فيهم القذافي، قتلوا، وهو لم يقتل في ساحة القتال بل ساعدت الأجهزة الأمنية التابعة للناتو في اختطاف الزعيم الوطني ». وأضاف ان القذافي « تعرض للتعذيب وأطلقت عليه النار وعومل أسوأ مما فعل النازيون في زمنهم ». واعتبر الرئيس البيلاروسي أن ليبيا كدولة ذات سيادة دمرت، مضيفاً ان « النزاعات المسلحة تحصل في أجزاء مختلفة من العالم وآلاف الناس يموتون فيما تطلق الدعوات من أجل الديمقراطية ». وقال « نحن نشهد باستمرار رغبة الدول الغربية المتطورة في السيطرة الكاملة على الموارد الطبيعية على كوكب الأرض »، مضيفاً انه يجري تحضير ضربات جوية وحروب أهلية. ولفت إلى أن الأهداف تتحقق بالوسائل السياسية والاقتصادية، مضيفاً ان « الهجمات الإعلامية هي عناصر تزعزع استقرار الدول وتحرض على الاحتجاجات الشعبية ثم تتورط قوات كومندوس وتكمل هزيمة بلد تحت غطاء الاحتجاجات الشعبية والطابور الخامس ». وختم لوكاشينكو بالقول إن الثورات العربية ودمار ليبيا كدولة ذات سيادة هي أمثلة واضحة.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 نوفمبر 2011)
<