الأحد، 6 أبريل 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2874 du 06.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


 

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:بـــلاغ طلبة تونس: أخبار الجامعة إيلاف: تونس: حجز صحيفة الموقف للمرة الثالثة خلال شهر رويترز: النمسا « واثقة » من ان القاعدة ستفرج عن رهينتين قدس برس: الحكومة التونسية تفرض شروطا جديدة لبناء المساجد منها ذكر مدى الحاجة إليها إيلاف: « الإسلام والدولة الديمقراطية « … أكثر النقاط إثارة للجدل (في الوثيقة المقبلة لهيئة 18 أكتوبر) أم بي سي: تونس تمنع عرض فيلم بسبب « الإثارة الجنسية » الراية: جمهور السينما في تونس يتساءل أين « الحادثة » ؟ جريدة « الصباح » :في الذكرى الثامنة لوفاة الزعيم بورقيبة: ماذا عن بورقيبة في ذاكرة الشباب التونسي؟ صحيفة « الشرق » :للتعريف بفكر بورقيبة ومقارباته السياسية ..مركز عالمي للدراسات البورقيبية موقع « محيط »:بورقيبة .. ذكرى الافتتان بفرنسا ومعاداة الإسلام أ ف ب: أول خط بحري تجاري مباشر بين تونس والمغرب ارنا: الحكومة الإيرانية تقدم لائحة اتفاقيه التعاون القضائي مع تونس إلى مجلس الشورى الإسلامي عبدالله الـزواري: حول اختطاف الدكتور عارف عزيزي الحوار.نت :حصاد الأسبوع للمنفي في وطنه عبدالله الزواري ولد الدار: سواك حار 75 مرسل الكسيبي: الحوار مع الشباب : نعم تونس أولا ولكن ليس بالبلطجة ! محمد القلال: من أجل مشروع نهضوي تحرّري بوراوي الزغيدي: ضد الإعدام أم أسيل :حديث العراقية صــابر التونسي: مشاهد وتعاليق من حصار غزة القدس العربي: المؤسسات الفرنسية تواجه تحدي ممارسة الشعائر الاسلامية في اماكن العمل مروة كريدية: رواية «الاغتصاب».. البحث عن الهوية ورصد تحولات المجتمع التونسي د.عبد الإله بلقزيز: الدين والإرهاب في علاقة مصطنعة سعاد نصيري: بعيدا عن الرجولة المزيفة والنّسوية المزعومة مالك التريكي: ديمقراطيات محظوظة بمجتمعاتها منكوبة بحكوماتها عبد اللطيف الفراتي: العرب وإفريقيا صالح بشير: طرح المشكلة الفلسطينية مشكلةَ تحرر وطني يطمس فرادتها محمد الحداد: نحن والغرب… والمراهنات الخاسرة نوال السباعي :فلتدفعوا ضريبة وجودكم هناك! صحيفة « الشرق » :تركيا: المخرج الوحيد لحزب العدالة والتنمية أحمد فتحي: متحف لـ »هولوكوست فلسطين » في سكندلايف د. محمد نور الدين: تركيا: المخرج الوحيد لحزب العدالة والتنمية موقع « قنطرة » :حوار مع المفكر اللبناني جورج قرم:الغرب يكيل بمكيالين العرب: وزيرة مغربية تدعو لإلغاء أذان الفجر


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5– الكريم بعلوش

 


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بـــلاغ
 
انعقد في موفى شهر مارس 2008 المجلس المركزي لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ وتناول بالنقاش جملة من القضايا، وخلص للمواقف التالية : 1) يعبّر المجلس المركزي عن تمسكه المبدئي بحقّ الحزب في العمل القانوني والعلني ويدعو السلطة للاستجابة لطلب التقنين الذي تقدّم به منذ 29 /04/2005 حتى يتسنى له الاضطلاع بمسؤولياته، وممارسة نشاطه والتعريف بمواقفه بكلّ حرّية. 2) يعتبر المجلس المركزي أنّ الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة تمثل محطة هامّة لا يمكن تجاهلها، وفرصة لا يجب إهدارها للارتقاء بالحياة السياسية إلى درجة تتماشى مع متطلبات العصر، ولن تكون هذه المحطة بمثابة منعرج حقيقي إذا لم تقلع السلطة عن عقلية الانفراد بالرأي فيما يتعلق بتسيير الشأن العام وما لم تستجب للمطالب المشروعة في إقرار حقّ الأحزاب المدنية في ترشيح من تشاء من بين أعضائها أو أنصارها لخوض كافة الاستحقاقات، وفي مراجعة المجلة الانتخابية لضمان شفافية العملية الانتخابية ونزاهتها في كامل مراحلها وفي ضمان حرية التعبير في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وضمان حقّ الاجتماع في الفضاءات العمومية وفي كل ما يتعلق بتوفير شروط تضمن تكافؤ الفرص بين المترشحين وبين القوائم. وسوف يعمل الحزب جاهدا إلى جانب بقية الفصائل اليسارية والديمقراطية والتقدمية والوطنية لتوفير الظروف السانحة للتعبير الحر عن الإرادة الشعبية. 3) يعبر المجلس المركزي عن قلقه الشديد من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمتمثل في الارتفاع المشط للأسعار وتفاقم معضلة البطالة وظاهرة الفساد التي يدفع ثمنها العمال والأجراء وأسرهم بالدرجة الأولى وهو يعبّر عن مساندته لمطالب الشغالين والعاطلين والشبيبة ويخصّ بالذكر مطالب أبناء شعبنا وبناته بالحوض المنجمي ويدعو السلطة للحوار والاستجابة لتلك المطالب وخاصة منها المتعلقة بالقدرة الشرائية والأجور والخدمات الاجتماعية والتشغيل والحقّ النقابي. وهو يعتبر أنه بالإمكان الاستجابة لتلك المطالب بوضع حدّ لمنهج الخصخصة وبالعمل على تأهيل القطاع العام ودعم المؤسسات الوطنية الفلاحية والصناعية وردع التهرب الجبائي والديواني. 4) يعرب عن ارتياحه لإطلاق سراح طلبة سوسة، ويدعو لإغلاق ملفهم و ملف كلّ الطلبة الذين تعرضوا لتتبعات عدلية أو إدارية بسبب ممارستهم لنشاط نقابي مدني. 5) يستنكر بشدة التدخل السافر لبعض السفارات الغربية وعلى رأسها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الشأن الوطني، وسعيها المحموم لاستدراج النخب التونسية حتى تنخرط في الدفاع عن السياسة الليبرالية والعدوانية التي تسلكها إدارة بوش في الوطن العربي و في كافة أرجاء العالم. 6) يدعو كل القوى التقدمية النيرة والمفكرين والمبدعين للمزيد من الفعل خاصة في الميدان الفكري والثقافي للدفاع عن العقلانية والتصدي لموجة الردّة القروسطية التي تروجها بعض الفضائيات والمجموعات الظلامية الساعية لنسف المكتسبات الحداثية والحقوق المدنية ومن أبرزها حقوق النساء وقيم المساواة. 7) يؤكد مناصرته للمقاومة في فلسطين والعراق ورفضه لمحاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع عملاء الاحتلال أينما كانوا. تونس في 02 أفريل 2008  حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


تونس: حجز صحيفة الموقف للمرة الثالثة خلال شهر

 
إسماعيل دبارة من تونس:
 قالت مصادر بهيأة تحرير صحيفة « الموقف » الأسبوعية المعارضة أن السلطات التونسية قامت بمصادرة  العدد 446 من الصحيفة  « من دون الاستناد على أي قرار قضائي ».   وقالت ذات المصادر لإيلاف أن السلطات أقدمت  على حجز معظم النسخ المسلمة إلى الموزع المتعاقد مع الصحيفة (الشركة التونسية للصحافة) في مخازن الشركة »   و حصل  الحجز  حسب شهود عيان في محافظات قفصة (جنوب)  وبنزرت ونابل وسوسة (الساحل). وهذه هي المرة الثالثة التي تُصادر فيها الصحيفة في أقل من شهر لأسباب لا يُفصح عنها.   وترى مصادر إعلامية تونسية أنه من المرجح أن يكون سبب الحجز مقال الافتتاحية الذي حرره رئيس تحرير « الموقف » رشيد خشانة ، وتتطرق فيه إلى قضية « زيت فاسد « يباع في الأسواق التونسية. ودعت هيئة التحرير بناء على قرار المصادرة الأخير إلى ندوة صحفية ستعقدها صباح الإثنين 7 أبريل الجاري  على الساعة الحادية عشر صباحا بمقر الصحيفة بالعاصمة.   (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 6 أفريل 2008)


النمسا « واثقة » من ان القاعدة ستفرج عن رهينتين

 

باماكو (رويترز) – قال مبعوث ان النمسا واثقة من ضمان الإفراج الآمن عن اثنين من مواطنيها تحتجزهما القاعدة في الصحراء وتهدد بقتلهما اذا لم تُلب مطالبها بحلول منتصف ليل الاحد. وطالب تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي من خلال مواقع إسلامية على الانترنت بالافراج عن عشرة متشددين محتجزين في كل من تونس والجزائر. وذكرت مصادر أمنية في الجزائر انهم طلبوا أيضا الحصول على فدية من المال. وقال انتون بروهاسكا سفير النمسا لرويترز « نحن على ثقة ونشارك فيما يتعلق بهذا الامر موقف ووجهات نظر السلطات في مالي ومنهم الرئيس امادو توماني توري بانه سيُتاح لنا الوقت الكافي .. لتحقيق هدفنا المتمثل في تحرير الرهينتين وإعادتهما مع أقاربهما وذويهما الى البلاد (النمسا) دون ان يمسهما أذى. » وقال بروهاسكا انه لا يستطيع إعطاء أي تفاصيل عن المفاوضات أو مطالب القاعدة او ما اذا كانت المهلة جرى تمديدها. وفقدت الرهينتان اندريا كلويبر (43 عاما) واولفجانج ابنر (51 عاما) في فبراير شباط اثناء قضاء عطلة في تونس. ومدد خاطفوهم بالفعل المهلة مرتين لكنهم حددوا قبل اسبوعين منتصف ليل الاحد موعدا نهائيا قائلين في بيان على الانترنت انهم يحملون النمسا والجزائر وتونس المسؤولية عن حياة الرهينتين. وامضى بروهاسكا الاسابيع الثلاثة المنصرمة في باماكو عاصمة مالي حيث شارك في مفاوضات من اجل اطلاق سراح الرهينتين بعد ان تردد انهما في مخبأ للاسلاميين في شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر. لكن هناك حالة من التشوش بشأن مكان الرهينتين. وقالت حكومة مالي انه لا يوجد دليل على ان الرهينتين على ارضها. وتوقع مسؤولون انهما قد يكونا نقلا في اعقاب قتال في شمال مالي بين الجيش ومتمردي الطوارق المعارضين للحكومة المتمركزة في الجنوب. وقال سياسي من طوارق مالي لصحيفة نمساوية اواخر مارس اذار ان الرهينتين ليستا في مالي. وقال ان خاطفيهم من تنظيم القاعدة الذين اشتبكوا مع مقاتلين من الطوارق في الماضي لا يمكن ان يخفوا وجودهم عن أفراد قبائل الطوارق الذين يجوبون المساحات الشاسعة المنعزلة في شمال مالي. وسرت شائعات في اوقات مختلفة بان الرهينتين ربما تم نقلهما الى موريتانيا المجاورة او الى النيجر حيث يشن متمردو الطوارق المحليون تمردا مماثلا منذ عام ضد الحكومة المركزية في البلاد. ورفض بروهاسكا التعليق على مكان الرهينتين. وقال « لا نريد الخوض في تفاصيل ولا نريد إثارة أي تكهنات من أي نوع. » وقال بعض المتخصصين في مجال الأمن ان الخاطفين لن ينفذوا على الأرجح تهديداتهم بقتل الرهينتين لان ذلك سيضيع أي فرصة للحصول على فدية مالية. وقال بروهاسكا في منتصف مارس اذار ان حكومة النمسا « لا تدخل في اتفاقات فدية من أي نوع ». ورفض يوم الاحد الحديث عن وضع المفاوضات او تحديد الشخصيات التي تجري اتصالات مع الخاطفين. وقال « نشعر انه يتعين علينا التصرف برصانة وتحفظ حتى لا نعرض للخطر هدفنا الرئيسي وهو إنهاء هذا الوضع المؤسف. »   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 أفريل 2008)  


 

الحكومة التونسية تفرض شروطا جديدة لبناء المساجد منها ذكر مدى الحاجة إليها

 تونس – خدمة قدس برس   فرضت وزارة الشؤون الدينية التونسية، ما أسمته « المواصفات والمقاييس » التي يجب الالتزام بها في بناء المساجد أو توسعتها، وأكّدت الوزارة أنّ بناء المساجد يتطلب ترخيصا من والي المنطقة (المحافظ) ووزارة الشؤون الدينية.   وجاء في الوثيقة الذي أصدرتها الوزارة بداية هذا الشهر أنّ على الجهة التي تريد بناء مسجد أن تحرر مطلبا إلى الوالي يتضمّن قائمة في أعضاء الهيئة المكلفة بالإشراف عليه وأن يكون البناء الجديد مدرجا ضمن ما أسمته الوزارة « الخارطة المسجدية » أي بتحديد المسافة الفاصلة بينه وبين أقرب مسجد آخر. كما اشترطت الوزارة تبرير بناء المسجد الجديد وطلبت ذكر « مدى تأكد الحاجة إلى إحداثه ».   وتعني الخارطة المسجدية بتوفير مسجد لعدد محدّد من السكان. وعند بناء أيّ مسجد تتحوّل ملكيته للدولة التي تقوم بتسييره وتعيين الأئمة ودفع أجورهم.   وكانت الحكومة التونسية برئاسة الحبيب بورقيبة قد ألغت سنة 1957 إبّان الاستقلال نظام الأوقاف ومنعته بقانون وحوّلت ملكيتها إلى الدولة.   واشترطت الوزارة مساحات محددة لإقامة المساجد أو الجوامع فلا تتجاوز المساحة القصوى المبنية لكل مكونات الجامع (بيت الصلاة والصحن و المئذنة ومكان الوضوء، و المكتبة) أكثر من 1500 متر مربعا. ولا تتجاوز المساحة القصوى المبنية لكل مكونات المسجد 1200 متر مربعا. كما تم تحديد مساحات بيت الصلاة بـ 700 متر مربع للجامع و 400 متر مربع للمسجد.   أمّا بالنسبة إلى للمئذنة فاشترط الشكل المالكي المربّع ولكن تمّ التنبيه على وجوب الاقتصار على مئذنة واحدة فقط و أن لا يتجاوز ارتفاعها 45 مترا.   وقالت الوزارة إنّها تحرص على « ضمان أصالة الطابع المعماري التونسي  في بناء المساجد والجوامع، وإحكام الإجراءات الفنية التي يتعين مراعاتها في ذلك تلافيا لمظاهر النشاز الذي لا يجيزه الاهتمام بالجمالية ».   وتقدّر إحصائيات رسمية وجود 1216 مسجد و3186 جامع في كامل تونس التي يعدّ سكانها عشر ملايين نسمة،  ولا تفتح المساجد في تونس إلاّ في أوقات الصلاة غير أنّه يمكن إبرام عقود الزواج وتقبل التعازي فيها. وكان مرسوم قد صدر منذ سنوات إلى الهيئات المشرفة على المساجد بالالتزام برفع الآذان بالصوت الحيّ، أو استعمال تسجيلات لأصوات تونسية.   وكان قد صدر سنة 1988 قانون للمساجد يعتبرها ملكا عاما للدولة، ويعاقب بالسجن كل من يقوم بنشاط داخلها دون الحصول على ترخيص مسبق أو يحث على الخروج على السلطة. وأثار هذا القانون انتقادا كبيرا داخل الأوساط الإسلامية في تونس التي اعتبرته في ذلك الوقت شروعا في استئصال الظاهرة الإسلامية.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 6 أفريل 2008)  

طلبة تونس   السنة الثانية:  العدد رقم 12  الثلاثاء 1 أفريل 2008  أخبار الجامعة
 
و أخيرا تقرر انعقاد المؤتمر الخامس و العشرين للإتحاد العام لطلبة تونس : بعد مخاض عسير تواصل عدة سنوات تقرر انعقاد المؤتمر الخامس و العشرين للإتحاد العام لطلبة تونس أيام الجمعة 25 و السبت 26 و الأحد 27 أفريل 2008 في كلية العلوم ببنزرت و قد قرر المكتب التنفيذي للمنظمة الطلابية الذي تم بتاريخ 27 مارس 2008 أن يكون هذا المؤتمر تحت شعار :  » من أجل اتحاد في خدمة الطلاب و جامعة في خدمة الأمة  » يذكر أن تنظيم الإنتخابات الجزئية لتحديد نواب المؤتمر  تمت في أكثر من 50 مؤسسة جامعية ( من مجموع 190 تضمها الجامعات التونسية ) أفرزت أكثر من 400 مؤتمر سيقومون بانتخاب مكتب تنفيذي جديد للإتحاد خلال المؤتمر القادم باكالوريا 2008 :   956 155  مترشح يتقدمون إلى المناظرة ….. تنطلق اختبارات مناظرة الباكالوريا يوم الإربعاء 4 جوان 2008 و تتواصل إلى يوم الإربعاء 11 جوان 2008 و قد ارتفع عدد المترشحين من 195 143 خلال دورة جوان 2007 إلى 956 155 خلال دورة جوان القادمة 2008 أي بزيادة قدرها 761 12 مترشح و تتميز الدورة القادمة – و بصفة إستثنائية- بإجراء إمتحانين منفصلين تماما عن بعضهما البعض … و يشمل الأول التلامذة المنضوين تحت النظام الجديد للباكالوريا و عددهم 283 113 و يشمل الثاني التلامذة الراسبين المنضوين تحت النظام القديم للباكالوريا و عددهم 401 42 و سيتم الفصل التام بين المترشحين من النظامين في مستوى مراكز الإمتحان الكتابي الذي سيتم في فضاءات مستقلة عن بعضها البعض كما سيتم الفصل في مستوى مراكز الإصلاح و الأساتذة المصححين و اعتماد معايير مختلفة للإصلاح …. تبقى الإشارة إلى أن المترشحين حسب النظام القديم ليس لهم من خيار إلا النجاح و إلا فإنهم سيطردون و حتى إذا ما التجأوا إلى مواصلة الدراسة في السنة القادمة في المعاهد الخاصة فلن يكون بوسعهم إلا متابعة البرامج الجديدة مع مايعنيه ذلك من مجهودات إضافية …. انطلاق حملة الحوار مع الشباب : شرعت  » اللجنة الوطنية للإستشارة الشبابية  » برئاسة الصادق شعبان في تنظيم حلقات نقاش خاصة بالشباب في مختلف الولايات لتدارس المسائل المستقبلية التي تخص البلاد في جميع المجالات و ذلك في ظل عزوف الأغلبية الساحقة من الشباب عن المشاركة السياسية بسبب حالة الإنغلاق التام و غياب حياة سياسية بالمعنى المتعارف عليه و تصاعد حملات القمع و تكميم الأفواه التي جعلت الشباب يزهد في الإهتمام بالشأن العام و ترتب عن ذلك خسارة فادحة للمجتمع بسبب تعطل قواه الحية عن الفعل الإيجابي و المشاركة في بناء و نحت مستقبل وطننا فالذي رصدناه من أنواع الحوار مع الشباب و خاصة منه التلمذي و الطالبي خلال السنتين الماضيتين هو حوار في مراكز البوليس و قاعات المحاكم وأقبية السجون و قد شملت هذه  » الحوارات  » ذات الطابع الخاص الآلاف منهم …. فبالله عليكم هل سمعتم يوما بتنظيم القنوات الإذاعية و التلفزية ندوة فكرية أو ثقافية أو سياسية يشارك فيها التلامذة و الطلبة ؟؟ و الجواب بالطبع هو كلا فالمجال في وسائل الإعلام مفتوح فقط للرياضة و تحديدا كرة القدم و الغناء و الرقص المائع و الماجن و حتى الأغاني الهادفة و الملتزمة ( مارسيل خليفة – الشيخ إمام – ….. ) غابت تماما عن المشهد الإعلامي …… أما نوادي السينما فقد تم الإجهاز عليها منذ سنوات طوال و كذلك الشأن بالنسبة للنوادي الثقافية و لم تعد سوى المقاهي  التي تكاثرت كالفقاقيع تحتضن شبابا تائها يملأ وقته بالنقاشات التافهة التي لا تفيده لا في حاضره و لا في مستقبله ….   موجة غلاء الأسعار تطحن الطلبة طحنا : يعتبر الطلبة من أكثر الفئات الإجتماعية تأثرا بارتفاع أسعار المواد الإستهلاكية نظرا لعدم تمتعهم بدخل مالي قار و حتى الذين يتمتعون بمنحة – وهي هزيلة في كل الأحوال ( 50 دينارا شهريا ) – لا تكفي حتى لمصاريف التغذية في ظل التصاعد المشط للأسعار و خاصة خلال الأشهر الأخيرة فعلبة الحليب ( 1 لتر ) على سبيل المثال ارتفع ثمنها إلى 900 مليم كما التهبت أسعار جل المواد الأساسية الأخرى كالسكر و الزيت و الحبوب و مشتقاتها و التي يحتاجها الطلبة في إحضار وجباتهم الغذائية بسبب عدم وجود مطاعم جامعية بالقرب من مؤسساتهم الجامعية او مقرات سكناهم علما و أن 18 في المائة فقط من الطلبة يقطنون بالأحياء و المبيتات الجامعية التي توجد بها عادة مطاعم و نتيجة لذلك ينتظر أن يتزايد خلال السنة الجامعية القادمة عدد الطلبة – و خاصة الجدد منهم – الذين يسعون إلى اختيار أقرب مؤسسة جامعية من مقر سكناهم لتجنب مصاريف الكراء و الأكل خارج المنزل ….   تشغيل أصحاب الشهادات العليا : إرتفعت عمليات تشغيل حاملي الشهادات العليا خلال الثلاثة أشهر الأولى ( جانفي – فيفري – مارس ) من السنة الحالية 2008 إلى 307 7 أي بمعدل 436 2 عملية في الشهر و ذلك مقابل 085 5 عملية تشغيل خلال نفس الفترة من السنة الفارطة 2007 أي بارتفاع يقدر بـــ 43،7 بالمائة و يعود هذا التطور في عمليات التشغيل الخاصة بحاملي الشهادات العليا إلى برنامج تكفل الدولة بـــ 50 في المائة من الأجور و إذا ما تواصل هذا النسق في التشغيل فإن عدد من سينتفعون بذلك لن يتجاوز الــــــــــ 000 30 خلال السنة الحالية 2008 أي ما يوازي  نصف من تخرجوا في أواخر السنة الجامعية الماضية هذا دون احتساب عشرات الآلاف من خريجي السنوات التي سبقتها و الذين لا زالوا يعانون من البطالة ….   قائمة سوداء مفتوحة في أعداء الحجاب ….. هذه قائمة أولية في أعداء الحجاب الذين لم ينفكوا عن مضايقة و قمع و اضطهاد التلميذات و الطالبات المحجبات في خرق كامل لدستور البلاد الذي يضمن الحريات الشخصية ……. 1 – عادل الفهري :               مدير معهد الإمتياز بالجديدة 2 – فيصل عبد ربه :             مدير المعهد الثانوي بزهانة – معتمدية أوتيك – ولاية بنزرت – 3 – صلاح الدين القيطوني :    مدير معهد بن عروس 4 – ناجية العياشي :              مديرة المعهد العلوي – باب الجديد – تونس العاصمة 5 – صالح الجملي :               مدير معهد محمود المسعدي بنابل 6 – المختار العيساوي :          قيم عام المعهد الثانوي ببوحجلة – القيروان – 7 – بشير بن ثائر :                مدير المدرسة العليا للتجهيز الريفي بمجاز الباب 8 – حذامي بالإمام :               مديرة المبيت الجامعي للفتيات باردو 1 – تونس –   القصرين : انطلاق الدراسة في مؤسسة جامعية جديدة خلال السنة القادمة … قررت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي إحداث مؤسسة جامعية ثالثة في مدينة القصرين تنطلق الدراسة بها خلال السنة الجامعية القادمة  2008 – 2009  و يتعلق الأمر بــ المعهد العالي للعلوم التطبيقية و التكنولوجية الذي سيعتمد نظام  » إمد  » ( إجازة – ماجستير – دكتوراه ) و تبعا لذلك ينتظر أن يرتفع عدد الطلبة في مدينة القصرين خلال السنة الجامعية القادمة إلى حوالي 000 2  طالب مناظرة مديري و نظار المعاهد الثانوية و المدارس الإعدادية : إقبال ضعيف … ذكرت مصادر نقابية أن مناظرة انتداب مديري و نظار المعاهد الثانوية و المدارس الإعدادية لاقت تجاوبا ضعيفا من قبل الأساتذة و يفسر هؤلاء الوضع بحالة الإستياء التي يشعر بها المربون من حالة التسيب التي تعيشها المؤسسات التربوية و ضعف التمويل الذي عقد المشاكل و وتر العلاقة بين المربين و الإدارة فضلا عن حالة الإرهاق التي يشعر بها أغلب المسؤولين الإداريين نتيجة لظغوطات الإدارات الجهوية للتعليم و تدني سلوك التلاميذ و استقالة نسبة كبيرة من الأولياء من مسؤولياتهم التربوية ….   المدرسة الدولية بقرطاج : ضبط مجموعة من التلامذة المخمورين داخل قاعات الدراسة ….. خلال أحد الأيام الأخيرة من شهر مارس 2008 ضبط القيمون في مدرسة قرطاج الدولية التي افتتحت أبوابها في بداية السنة الدراسية الحالية 2007 – 2008 سبعة تلاميذ مخمورين و كان أحدهم في حالة سكر تام حيث عمد خلال حصة الفرنسية إلى الرقص على أنغام المزود … و كان هؤلاء التلاميذ الذين يدرسون بالسنة الثالثة ( حسب النظام الفرنسي أي السنة الأولى ثانوي حسب النظام الدراسي في تونس ) قد تزودوا بعدد كبير من قوارير الخمر من المركب التجاري         » كارفور  » الذي لا يبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن المعهد و قصدوا إحدى الغابات القريبة أين احتسوا الخمر ثم التحقوا بمقاعد الدراسة … وقد قررت إدارة المعهد طرد أحد التلاميذ المذكورين طردا نهائيا … سجنان : انتحار تلميذ …. على بعد حوالي 80 كيلومتر غرب مدينة بنزرت و بالتحديد بغابة سجنان تم مساء يوم الجمعة 21 مارس 2008 العثور على جثة تلميذ مشدودة إلى غصن شجرة كلتوس بواسطة حبل …. و للاسف الشديد فقد تكررت خلال الأشهر الأخيرة عمليات الإنتحار في أوساط التلاميذ و الطلبة بسبب الإحباط و انعدام الآفاق و تعقد المشاكل الإجتماعية … المروج : وفاة تلميذة بسبب تسرب الغاز …. فوجئ تلاميذ السنة الثالثة علوم تجريبية بمعهد أحمد أمين بالمروج الرابع إثر رجوعهم للدراسة بعد عطلة الربيع بغياب إحدى زميلاتهم و تدعى منال السلامي و كم كانت صدمتهم كبيرة عندما علموا بوفاتها بسبب تسرب الغاز و كانت التلميذة المذكورة – رحمها الله – متميزة في دراستها و تحظى بتقدير أساتذتها و يذكر زملاؤها أنها ارتدت الحجاب أياما قليلة قبل انتقالها إلى الرفيق الأعلى …. و في الختام : أقوال في الرسول صلى الله عليه و سلم :  –  » ذلكم محمد الذي كان أعظم من كل المقاييس التي تقاس بها العظمة الإنسانية  »  » لا مارتين  »  –  » إنه يجب أن يدعى منقذ الإنسانية … لو أن رجلا مثله تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته و أحل السلام و السعادة في العالم  »  » برنارد شو « 

« الإسلام والدولة الديمقراطية « … أكثر النقاط إثارة للجدل (في الوثيقة المقبلة لهيئة 18 أكتوبر)

 
إسماعيل دبارة من تونس   كشفت مصادر بهيئة 18 أكتوبر/تشرين الأول للحقوق والحريات في تونس لإيلاف عن إقتراب صدور وثيقة حول « الإسلام والدولة الديمقراطية ».   وقال العضو المستقل بالهيئة المحامي العياشي الهمامي إن « بعض أطراف الهيئة انشغلت باستحقاق 2009 الانتخابي، إلا أن ذلك لن يؤثر على سير النقاشات وصدور الوثائق تباعًا ».   من جهته، نفى عضو الهيئة الإعلامي لطفي حجي أن تكون وثيقة الإسلام والدولة الديمقراطية قد تأخرت « لأن الهيئة لم تحدد أصلاً تواريخ لصدور وثائقاها ». مؤكدًا وجود نقاشات جارية بخصوص هذا الموضوع بين كافة مكونات الهيئة .   وكانت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات في تونس قد نشأت في عام 2005 لمّا توافق عدد من الأحزاب والتيارات السياسية والحقوقية – ذات الانتماءات الإيديولوجية المختلفة والتي عُرف بعضها بالعداء التاريخي والتناقض المستمرّ- على برنامج موحّد ومطالب دنيا يجمع عليها من اصطلح بتسميتهم  » أعداء الأمس وحلفاء اليوم ».   وقد سبق تأسيس الهيئة إضراب جوع تاريخي خاضته رموز الهيئة الحالية سنة 2005، وجاء أيامًا قليلة قبل انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات بتونس « بغية جلب الأنظار الى أزمة الديمقراطية والحريات العامة والفردية في البلاد ».   وتتكون الهيئة من حزبين معارضين قانونيين هما « التكتل من أجل العمل والحريات » و »الحزب الديمقراطي التقدمي » إضافة الى أحزاب وتيارات أخرى غير معترف بها، وهي حزب العمال الشيوعي التونسي وحركة النهضة الإسلامية المحظورة والمؤتمر من أجل الجمهورية (ليبرالي) بزعامة الدكتور منصف المرزوقي وتيار الناصريين الوحدويين، إضافة الى عدد من الشخصيات المستقلة على رأسهم الحقوقي خميس الشماري والمحامي العياشي الهمامي و الصحافي لطفي حجي ».   ولعلّ إلتقاء الكيانات اليسارية والقومية والإسلامية في إطار عمل واحد، هو دليل على التفاهم المشترك والتوافق على عدد من المطالب وهي -كما جاء في البيان التأسيسي للهيئة ومختلف أدبياتها -حرية التنظّم وتأسيس الأحزاب ، حرية التعبير والإعلام ، النضال من أجل قضاء مستقلّ و مقاومة الفساد والمحسوبية و العمل على توفير شروط انتخابات حرة ونزيهة وسن العفو التشريعي العام للقطع مع حقبة مؤلمة من « الصراع والظلم والتشفي ».   ويرى مراقبون أن  أعضاء هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات على يقين من أن الالتقاء على هكذا مطالب لا يعني البتّة القطع نهائيًا مع عدد من الاختلافات والتناقضات التي طبعت العلاقة بين الإسلاميين والعلمانيين ، ليس في تونس وحدها بل في مختلف الدول العربية والإسلامية. وقد بادر مؤسسو الهيئة إلى تأسيس « منتدى 18 أكتوبر للحوار »لتكثيف النقاش بخصوص عدد من القضايا الخلافية التي فرضت نفسها منذ أن تبادرت فكرة العمل الجبهوي إلى الأذهان.   ويُنظر الى التّمشّي الجديّ الذي تعمل عليه الهيئة منذ تأسيسه على انه محاولة فعّالة لخلق ائتلاف سياسي له وزنه في الساحة السياسية المعارضة في تونس يمكن له تحقيق نوع من توازن القوى والضغط في طبيعة العلاقة بين كل من الحكم و المعارضة في هذا البلد المغاربي الذي حصل على استقلاله سنة 1956 على يد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.   وكان الهدف من هذا النقاش /السجال هو التوصّل إلى ما يسميه رموز الهيئة المعارضة « الميثاق الديمقراطي » الذي سيمهّد « لمدونة سلوك للمواطنة » تلتزم بها كل الأطراف على الملء، وتكون بمثابة الضمانة من الانقلاب على الديمقراطية بغضّ الطرف عن الحزب الذي سيتولى حكم البلاد فيما بعد.   ويقول العياشي الهمامي عضو الهيئة : ورد اتفاق مبدئي وثابت في وثيقة تأسيس الهيئة يقوم على تكثيف التحركات الميدانية للنضال من أجل المطالب التي التقينا عليها وفتح حوار داخلي مواز بخصوص عدد من القضايا المثيرة للجدل ومن بينها علاقة الدين بالدولة. »   من جهة أخرى، تبدو القضايا الخلافية بين مختلف مكونات الهيئة أكبر من أن تحلّ ضمن تحالف سياسي يبدو في نظر بعض المتابعين تكتيكيًا ومرحليًا، إلا أن المفاجأة كانت بامتياز تمكن الفرقاء في إصدار وثائق ملزمة بخصوص كل من « حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين »(آذار 2007)، « وحرية الضمير والمعتقد (أكتوبر/تشرين الثاني 2007) » . ومن المنتظر أن يصدر أيضًا عن الهيئة وثائق تهم « العقوبات البدنية و »أسس النظام الديمقراطي ».   ويقول متابع سياسي رفض الكشف عن اسمه لإيلاف: « علمانيو 18 أكتوبر يقرون بأن الحوار مع الإسلاميين يهدف فيما يهدف إلى تجنب إقصائهم من جديد وحملهم على الالتجاء إلى حلولهم التقليدية (العنف) مما قد يلحق بالبلاد – حكمًا ومعارضة – أقصى الأضرار، أما حركة النهضة الإسلامية وبعد أن تلقت ضربة أمنية موجعة في مطلع تسعينات القرن الماضي وأدت إلى الزّج بمعظم قياداتها في السجون وتعرض الآخرين إلى المراقبة الإدارية وفرار زعيمها ورمزها التاريخي راشد الغنوشي إلى لندن، فإنها تعتبر أن الوقت قد حان خصوصًا بعد إطلاق سراح عدد من قياداتها للعودة إلى الساحة السياسية من جديد وبثقل أكبر، ولقد وجدت في  هيئة18 أكتوبر تكتلاً مناسًبا يعطيها مجالاً أكبر للحركة والفعل السياسي والمناورة.   ويبقى موضوع علاقة الدين بالدولة في النظام الديمقراطي من أكثر المواضيع المثيرة للجدل داخل الهيئة، كونه يجعل من إسلاميي تونس هدفا لتساؤلات عدة من قبل العلمانيين بخصوص تصوّرهم للنظام السياسي ومبادئه ومصادر تشريعه في الدولة الديمقراطية المرتقبة، الأمر الذي اعتبره عدد من المتابعين والمحللين « ملاحقة فكرية لقيادات التيّار الإسلامي في تونس ».   وقد كان لمنبر الهيئة لقاءات عدة تناولت موضوع الإسلام والدولة الديمقراطية، ومن بين هذه اللقاءات المحاضرة التي إلتأمت بمقر « التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات » وحاضر فيها الأستاذ عياض بن عاشور حول « الإسلام والديمقراطية »، وندوة فكرية أخرى انعقدت بتاريخ 15 فبراير 2008 بمقر « الحزب الديمقراطي التقدمي » وحاضر فيها المفكر الإسلامي التونسي صلاح الدين الجورشي حول « الهوية العربية الإسلامية والديمقراطية ».   من جهتها تصرّ حركة النهضة على مدنيّة برامجها ومبادئها والتزامها للعمل في الأطر القانونية المعمول بها في تونس وان مرجعيتها الإسلامية لا يمكن أن تقف عائقًا أمام تبنيها للحداثة ودولة القانون والمؤسسات وسيادة الشعب .   وفي الندوة التي انعقدت بتاريخ 11 يناير الماضي بمقر » التكتل » قال الصحبي عتيق القيادي بحركة النهضة إن « المجال السياسي هو مجال مدني وإن الدولة في الإسلام هي دولة مدنية، وليست ثيوقراطية ». واعتبر « عتيق » أن الإسلام لا يتعارض مع جوهر الديمقراطية، إذ لا وجود لنص شرعي صحيح يعطّل إحدى القيم التي تتأسس عليها الديمقراطية الحديثة ».   ويرى لطفي حجي العضو بالهيئة أن « الأسئلة المطروحة في هذا النقاش عديدة ومن بينها هل نفصل الدين عن الدولة أم نفصل الدين عن السياسة ومن يسيّر الشأن الديني ، هل هي الدولة أم هيآت أخرى مستقلة؟. »   ووفق حجي وجب على الهيئة الالتقاء على خمس قواعد حاسمة هي : نزع القداسة عن الفعل السياسي، والإقرار بفصل السلطات بما يسمح بتحديد المسؤوليات وبالتالي المحاسبة، ونزع الهيمنة الدينية عن المعرفة العلمية بما يمكن من تحرير العقل وعلمنة التعليم، إضافة الى فك الارتباط بين السلطتين الدينية والسياسية وإيجاد فضاء خاص لكل منهما وضرورة تكريس مفهوم المواطنة بحيث يتغلّب على كل الولاءات الأخرى.   وعلى الرغم من أن موضوع العلاقة بين الدين والدولة هو موضوع جدّ حساس بالنسبة إلى الطرف الإسلامي المنضوي تحت راية الهيئة التي أعطت للحركة السياسية في تونس زخمًا جديدًا منذ تأسيسها، إلا أن مصادر »إيلاف » تؤكد تقدمًا كبيرًا في سير النقاشات الجارية في هذا الموضوع، وهي نقاشات داخلية بعيدة عن الإعلام، تلتئم بصفة دورية وتنحصر في منخرطي هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات ورموزها فحسب.   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 6 أفريل 2008) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/4/318969.htm


 

سائق يلهث وراء فاتنة وينسى زوجته تونس تمنع عرض فيلم بسبب « الإثارة الجنسية »

 

 
القاهرة – mbc.net – أثار الفيلم التونسي « الحادثة » للمخرج رشيد فرشيو جدلا كبيرا، بعد أن منعته السلطات لاعتبارات أخلاقية، في الوقت نفسه طالبت « الغرفة النقابية التونسية لمنتجي الأفلام برفع الحظر الذي فرضته الرقابة على الفيلم »، والذي كان مقرراً عرضه في قاعات السينما بداية من 10 آذار/مارس الماضي.   وذكرت جريدة « الصباح » التونسية فى عددها الصادر السبت 5 أبريل/نيسان 2008 أن عرض الفيلم الذي كان مخصصا للصحفيين يوم 9 من مارس تم إلغاؤه، وكذلك تم إلغاء موعد انطلاق عروض الفيلم الذي كان مقررا يوم 10 من نفس الشهر، على الرغم من إعلانات الفيلم التى ملأت شوارع العاصمة وضواحيها.   وقالت الصحيفة إن « جهات رسمية » اعترضت على عرض الفيلم في قاعات السينما؛ لاعتبارات « أخلاقية » وأخرى متعلقة بـ »حرية التعبير »، مرجحة أن يكون مخرج الفيلم قد ذهب بعيدا هذه المرة في عملية التفنن في الإثارة الجنسية.   وكانت لجنة الرقابة على الأفلام السينمائية التونسية شاهدت نسخة من الفيلم الشهر الماضي، واعترضت على بعض المشاهد فيه دون ذكر للأسباب.   ويتناول الفيلم حكاية سائق تاكسي « فارس »، وهو شاب ذو مستوى تعليمي عال تعترض طريقه سيدة جميلة وغريبة أثناء عودته من مستشفى الولادة برفقة زوجته ومولوده الجديد.   وتطلب السيدة الجميلة من السائق نقلها إلى مكان ما، وعكس ما كان يتوقع السائق أن تدخل السعادة إلى حياته تتحول حياته إلى جحيم، خاصة بعد تعرض السيدة لحادث مرور في سيارته، هذه الحادثة يكون لها تأثيراتها الكبيرة على حياة السائق.   وينسى السائق بعد هذه الحادثة زوجته التي كانت ترافقه في التاكسي ومولوده الجديد الذي اختار له اسم والده وفريقه الرياضي الذي كسب المباراة.   ويقوم بدور سائق التاكسي « فارس » في الفيلم الممثل محمد علي بن جمعة بطل فيلم « جنون »، ويشاركه في البطولة كل من الممثلة الصاعدة سناء كسوس والممثل يونس الفارحي والممثلة خديجة السويسي ومنال عمارة وفتحي المسلماني وعلي الخميري.   يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تعترض فيها الرقابة التونسية على عرض عمل للمخرج رشيد فرشيو؛ إذ سبق لها منع فيلم « كش ملك » الذى تم إنتاجه عام 1994، والذي لم يكتشفه الجمهور إلا بعد بثه العام الماضي في قناة روتانا سينما.   وكان المخرج التونسي رشيد فرشيو -67 عاما- قد أنتج أفلاما أخرى هي « يسرا » سنة 1972، و »أطفال القلق » 1975، و »خريف 86″ 1991.   (المصدر: موقع « أم بي سي.نت » (دبي) بتاريخ 5 أفريل 2008) الرابط: http://www.mbc.net

جمهور السينما في تونس يتساءل أين « الحادثة » ؟

تونس – إشراف بن مراد يتساءل المتتبعون للساحة السينمائية في تونس وآخر عروض القاعات التجارية عن فيلم الحادثة لرشيد فرشيو. خاصة بعد إلغاء موعد انطلاق عروض الفيلم الذي كان مقررا ليوم 10 مارس الجاري، وإلغاء العرض الذي كان مخصصا للإعلاميين يوم 9 من نفس الشهر علي الرغم من أنّ المعلقات الاشهارية للفيلم ما فتئت تملأ شوارع العاصمة وضواحيها منذ أكثر من أسبوع.   وتؤكد مصادر مطّلعة أن لجنة الرقابة علي الأفلام السينمائية لم تمنح الفيلم بعد تأشيرة العرض في القاعات التجارية، رغم مرور أكثر من أسبوع علي حصولها علي نسخة منه لمشاهدتها والتأشير عليها.   ويذكر أنّ اللجنة شاهدت الفيلم واعترضت علي بعض المشاهد فيه. ويتناول فيلم الحادثة وهو رابع فيلم روائي طويل للمخرج رشيد فرشيو بعد سيراته و خريف 86 و كش الملك ، حكاية شاب ذي مستوي علمي أكاديمي عال يعمل سائق تاكسي، تعترضه سيدة جميلة وغريبة تقلب حياته رأسا علي عقب.   وتجدر الإشارة إلي أنها ليست المرة الأولي التي تعترض فيها الرقابة علي فيلم للمخرج رشيد فرشيو، إذ تم حظر فيلمه السابق كش الملك الذي ظلّ ممنوعا لسنوات ولم يكتشفه الجمهور إلا بعد أن بثته قناة روتانا سينما في السنة الماضية.   (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 مارس 2008)
 

احياء الذكرى الثامنة بالمنستير لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة

 
المنستير – 6 افريل 2008 (وات) بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي وتاكيدا لتقدير سيادته لتضحيات الزعماء والشهداء والمناضلين في سبيل حرية الوطن وعزته ومناعته اشرف السيد حامد القروى النائب الاول لرئيس التجمع الدستورى الديمقراطي صباح اليوم الاحد بالمنستير على احياء الذكرى الثامنة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة.   وانتظم بالمناسبة موكب خاشع بروضة ال بورقيبة بالمنستير حضره السيد محمد الغنوشي الوزير الاول واعضاء الديوان السياسي للتجمع وتولى خلاله السيد حامد القروى وضع اكيل من الزهور على ضريح الزعيم الحبيب بورقيبة وتلا ومرافقوه فاتحة الذكر الحكيم ترحما على روحه الطاهرة.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 6 أفريل 2008)

في الذكرى الثامنة لوفاة الزعيم بورقيبة

ماذا عن بورقيبة في ذاكرة الشباب التونسي؟

 
تحقيق : معز زيّود   كلّما حلّت ذكرى وفاة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة إلاّ وأفاضت بعض النخب عبر وسائل الإعلام المختلفة في تحليل شخصية الزعيم الراحل وأدلت بدلوها في تقييم تجربته السياسيّة بما فيها من إنجازات وإخفاقات. وبغضّ النظر عن تضارب الآراء أحيانا بشأن تشخيص مسيرة الرئيس الأسبق فإن استعادة ذكراه كانت دائما حكرا على آراء النخب الفكرية والسياسية عموما والشخصيّات التي عايشت فترة حكمه خصوصا. اقرأ   بورقيبة.. وتقسيم فلسطين أضحى موقف الزعيم الحبيب بورقيبة من القضية الفلسطينيّة معروفا اليوم من قبل كلّ العارفين بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وهو موقف يتجانس مع منهجه السياسي القاضي بضرورة اتباع سياسة المراحل وذلك منذ قيادته لحركة تحرير البلاد التونسيّة من الاحتلال الفرنسي. اقرأ   بين المنستير وبورقيبة.. روابط متينة مدينة المنستير قرية ساحليّة ذات تاريخ عريق، تحوّلت بفضل ابنها الحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية الأسبق إلى ولاية تضمّ إلى باحتها قرى ومدنا مجاورة عديدة وأضحت بما حباها من مجمّعات سكنيّة وتجاريّة راقية وحدائق غنّاء وطرقات واسعة وفنادق مرفهة قطبا عمرانيّا وسياحيّا من الطراز العالي… اقرأ   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 أفريل 2008)

للتعريف بفكر بورقيبة ومقارباته السياسية ..مركز عالمي للدراسات البورقيبية

 
تونس – صالح عطية   في بادرة هي الأولى من نوعها في تونس منذ وفاة الزعيم التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة في أبريل من عام 2004، قام عدد من المثقفين والجامعيين التونسيين المقيمين في بلدان أوروبية عديدة، بتأسيس « مركز دولي عالمي للدراسات البورقيبية ».   ويهدف هذا المركز الذي يشرف عليه الجامعي والحقوقي التونسي، خالد شوكات، إلى مزيد التعريف بتراث الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، وتجميع رصيده النضالي وفكره السياسي وخياراته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لكي تكون مادة للنقاش والحوار والتطوير بين عموم المثقفين العرب وفي العالم.   ويأتي تأسيس هذا المركز، في وقت يزداد الاهتمام بالفكر البورقيبي، خصوصا بعد النجاح الذي حققته الندوات الكثيرة التي نظمها « مركز التميمي للدراسات والتوثيق »، خلال السنوات الماضية حول الرئيس الراحل وأسلوبه في الحكم. ويتوقع المراقبون، أن يجد هذا المركز صدى إيجابيا لدى النخب التونسية والعربية والمهتمين بالفكر البورقيبي على الصعيد الدولي، بحكم الرصيد الإيجابي الذي خلفه الزعيم الراحل، وبعض مقارباته في السياسة الدولية، والتي استعادت النقاش بشأنها في الأوساط العربية والدولية في أعقاب التطورات التي يشهدها النزاع العربي الإسرائيلي على المسار الفلسطيني بوجه خاص.   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 أفريل 2008)

بورقيبة .. ذكرى الافتتان بفرنسا ومعاداة الإسلام

 
محيط – سميرة سليمان   تمر اليوم الذكرى الثامنة لرحيل الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة في 6 إبريل عام 2000 الرئيس الشهير بآرائه ومواقفه من الإسلام ، فقد جرم الصوم في شهر رمضان وأفطر أمام شعبه ليعطي له الدفعة لتقليده ، جرم الحجاب وحظره على التونسيات ، أراد مساواة الذكر بالأنثى في الميراث ، لكنه قاد أيضا نهضة تونس واستقلالها، ونستعرض سيرة الزعيم التونسي وأبرز الأحداث التي لعب فيها دور البطولة.   ولد الحبيب بورقيبة بمدينة المنستير بالساحل التونسي عام 1903، وحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الفلسفة عام 1924، وانتقل بعدها للدراسة في باريس، وحصل هناك على الإجازة في الحقوق عام 1927، وتزوّج من زوجته الأولى الفرنسية « ماتيلد لوران »، التي كانت تكبره بعدة سنوات وأسلمت، وأنجب منها ابنه الوحيد الحبيب بورقيبة الابن.   انتماءه الاجتماعي الفقير، والصعوبات التي مَرَّ بها خلال دراسته الأولى، جعلته لصيقًا بالشعب وهمومه، ومعاديًا للسياسة الاستعمارية، ومعجبًا بالثقافة الفرنسية إلى حد الافتتان. لم يدرس في جامع الزيتونة، لكنه تَعَلَّم عند أساتذة من شيوخ في الزيتونة، وعندما تحدَّث عنهم في بعض خطبه، قدمهم في صورة مضحكة تَنُمُّ عن استخفاف واحتقار لهم .   مارس بورقيبة مهنة المحاماة والصحافة، وأصدر في تونس صحيفة « صوت التونسي » عام 1930، ثم « العمل التونسي » عام1932، وانخرط في سنّ مبكّرة في العمل السياسي ضمن نشاط الحزب الحر الدستوري التونسي الذي كان يعمل من أجل استقلال البلاد عن فرنسا، لكنه انقلب على القيادة القديمة للحزب التي كان يتولاها عبد العزيز الثعالبي، وأنشأ الحزب الدستوري الجديد إثر مؤتمر عقد بمدينة قصر هلال في 2 مارس 1934، و في 3 سبتمبر 1934 قامت سلطات الاحتلال الفرنسي باعتقال بورقيبة لنشاطه النضالي وأبعد إلى أقصى الجنوب التونسي ولم يفرج عنه إلا في مايو 1936. سافر إلى فرنسا للتخصص في القانون، مع العناية بعلم النفس والعلوم السياسية، وتلقى دروسًا في السوربون بشعبة المالية العامة.   افتتن بالسياسة؛ لهذا كان كثير التردد على الاجتماعات التي تنظمها الأحزاب الفرنسية، هذه النظرة لفرنسا القائمة على الإعجاب من جهة ورفض سياستها الاستعمارية، ستتحول عند بورقيبة إلى منهج في النضال السياسي يمكن تلخيصه في قولة شهيرة له: « إخراج فرنسا من تونس عن طريق فرنسا » أي مقاومتها انطلاقًا من مبادئ الثورة الفرنسية ثم إقناعها بمنح تونس استقلالها لتكون صديقًا وحليفًا ونموذجًا يُحْتَذى به بعد قيام الدولة الوطنية.   ومنحت تونس الاستقلال الداخلي عن فرنسا عام 1955، لكن صالح بن يوسف الكاتب العام للحزب الدستوري اعتبر ذلك استقلالاً منقوصًا، وهو ما أدّى إلى حصول خلاف بينه وبين الحبيب بورقيبة أدّى إلى طرد صالح بن يوسف من الحزب، ليصبح الحبيب بورقيبة أوّل رئيس لتونس في يوليو 1957 بعد أن ألغى الملكية، وقاد بلاده بنظام الحزب الواحد، واعتمد سنة 1968 النظام الاشتراكي، لكنّه تراجع عنه في أكتوبر 1969 واتجه إلى الليبرالية.   وفي أكتوبر 1987.. عيّن بورقيبة زين العابدين بن علي وزيرا للداخلية وفي 7 نوفمبر من نفس السنة.. عزل بن علي بورقيبة من منصبه لأسباب صحية، وتولّى رئاسة البلاد.   شخصية بورقيبة   كان بورقيبة خطيبا مقنعا، وكان شديد الإعجاب بالمسرح وخاصة يوسف وهبي، وشديد الافتتان بالشاعر العربي الشهير « أبو الطيب المتنبي »، إضافة إلى قدرته العجيبة على توليد حاسة البكاء، وكثرة الحركة، وحفظ الأمثال الشعبية، ومن ثم أصبح أكثر الخطباء السياسيين تأثيرًا وانفعالاً وشدًّا للاهتمام.   يقول عنه المؤرخون أنه لم يكن دمويًّا لكنه قرر إعدام العديد من معارضيه، حدث ذلك مع « اليوسفيين » في مطلع الاستقلال، وعندما تدخل عرفات طالبًا تخفيف العقوبة على الشبان الذين قادوا عملية « قفصة » الشهيرة، أصدر بورقيبة أوامره من الغد بتنفيذ حكم الإعدام على 16 منهم.   يتفق المؤرخون والعارفون بالشئون التونسية أن الزعيم الحبيب بورقيبة، بقدر الإنجازات التي حقَّقها طيلة مسيرته السياسية بدءاً من قيادته للحركة الوطنية، ووصولاً إلى تأسيس الدولة وتنظيم المجتمع على أسس حديثة، فإنه قد خاض في المقابل معارك فاشلة، ووسع تدريجيًّا دائرة خصومه حتى أنه لم يجد من يدافع عنه يوم أن تَمَّ إبعاده عن الحكم في نوفمبر 1987م.   خروج عن شريعة الإسلام   تجاوز بورقيبة الخطوط الحمراء عندما أمر التونسيين بعدم صيام شهر رمضان بحجة أن التنمية الاقتصادية هي بمثابة « الجهاد الأكبر »، وبما أنه ولي أمرهم أفطر أمامهم في حركة استعراضية، لقد أحدث ذلك رَجَّة قوية في تونس وفي العالم الإسلامي، مما أفقده ثقة قطاعات واسعة من التونسيين، وجلب عليه تهمة الكفر والمروق من الدين. كان بورقيبة شديد الإعجاب بأتاتورك، غير أنه أخذ عليه أنه صرّح في الدستور التركي بالعلمانية، ورأى أن الأصوب أن يعلن الحاكم الإسلام في الدستور، ويلجأ في الواقع إلى تطبيق المنهج العلماني حتى لا يتهم بمعاداة الدين ولا تنشأ حياة دينية بعيدة عن الدولة.   أصدر عام 1956 قانونًا يقضي بتحريم تعدد الزوجات، وقانونًا ثانيًا يحرم زواج الرجل من مطلقته التي طلّقها ثلاثًا بعد طلاقها من زوج غيره، وثالثًا يبيح التبني الذي حرَّمه صريح القرآن، ثم ألغى المحاكم الشرعية، وأغلق الديوان الشرعي، ووحّد القضاء التونسي وفق القوانين الفرنسية.   كما طعن بورقيبة في القرآن ووصمه بالتناقض، وأنه ملئ بالخرافات، ويقول في هذا: « إن في القرآن تناقضًا لم يعد يقبله العقل بين « قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا » وآية « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم »، ونال أيضًا من شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال عنه: إنه كان عربيًا بسيطًا يسافر كثيرًا عبر الصحراء العربية، ويستمع إلى الخرافات والأساطير البسيطة السائدة في ذلك الوقت وينقلها إلى القرآن.   واتهم بورقيبة الشريعة بالنقص والخطأ في معاملة المرأة، وعزم على سنّ قانون يسوِّي بين الذكور والإناث في الميراث، وفي هذا الإطار فقد ألغى القوامة للرجل في المنزل، وحرَّم اللباس الشرعي على المسلمات، بدعوى أنه لباس طائفي يرمز إلى مذهب متطرف هدام، وقام باعتقال مئات النساء المتدينات بتهمة ارتداء الحجاب وقام بتعميم نوادي الرقص المختلط في المدن والقرى، وأطلق حملة لتصفية الكتب الإسلامية من الأسواق باعتبارها مصدر التطرف، وأجبر طالبات كلية الشريعة بجامعة الزيتونة الإسلامية على المشاركة في مسابقات للسباحة وهن يرتدين المايوه « البكيني »، كما قام بعمل مدن جامعية مختلطة لطلاب الجامعة التونسية، مما أدى لانتشار الفواحش الأخلاقية .   كما أنه الرئيس العربي والمسلم الوحيد الذي سفر عن وجه امرأة أمام عدسات الكاميرات في 1960 عبر إزاحته « السفساري »، وهو الغطاء التقليدي الذي تضعه النساء على رؤوسهن في تونس، وفي فترة لاحقة اعتمد قانونا يشرع الإجهاض 1967.   كتب عن بورقيبة   ورصدت الكاتبة التونسية آمال موسى في كتابها « بورقيبة والمسألة الدينية » علاقة بورقيبة بالدين طيلة فترة حكمه للجمهورية التونسية 1956- 1987 ووصفتها بأنها علاقة مد وجزر حتى ان البعض اتهمه بالالحاد وعداء الاسلام بينما اعتبره اخرون ابرز الساسة العرب التحديثين وأن لا مشاكل له مع الدين سوى انه يريد فصله عن السياسة.   وأوضحت موسى أن اهتمامه بالدين الإسلامي وفتح الجامعة التونسية للطلاب للتفقه في الدين جاء بدافع المرواغة والمناورة والتكتيك السياسي. وقالت في كتابها « تأكدت حاجة خطاب بورقيبة السياسي الى تكثيف استعمال شكل آخر من المزايداة الانتمائية واظهار انبهاره بالقيم الاسلامية واشادته بتفوق الدين الاسلامي على بقية الاديان التوحيدية ».   وتستدل موسى في كتابها بشهادة لرئيس الوزراء الاسبق محمد المزالي الذي اعتبر ان بورقيبة حاول توظيف الدين الاسلامي في المساواة في الارث بين الرجال والنساء لكنه لم يفلح. وقال : « لقد قال لي بورقيبة عد مرات بان قضية المساواة في الارث بقيت في القلب وأنه رغم محاولاته لم يجد اية قرانية تمكنه من تحقيق حلمه ».   مواقف سياسية   لم يكن بورقيبة يرى فى الديمقراطية آلية صالحة لتأسيس الدولة والحفاظ على استقرارها، وأكد أنه يؤمن كثيرا بضرورة حماية ما كان يسميه بهيبة الدولة، وأن ذلك لن يتحقق إلا بزعيم قوى يجمع كل السلطات فى يده، لهذا واجه طلاب اليسار فى الستينات، ولم يعترف بالتعددية السياسية إلا فى مطلع الثمانينات عندما ضعفت الدولة وتوالت أزماتها السياسية والاقتصادية.   كما كان الحبيب بورقيبة هو أول الحكام العرب سعيًا إلى إقامة علاقات مع إسرائيل في الستينيات من القرن الماضي.   وشهدت علاقاته مع عبد الناصر توترات مستمرة، حيث اختلف معه في الخطاب والأيديولوجيا ومواقف من قضايا جوهرية، مثل: الوحدة والقومية وفلسطين، كما كان حذرًا من حزب البعث، وحال دون امتداداته التنظيمية داخل تونس، ثم تجدد صراعه مع القذافي، ورأى فيه شابًّا « مُتَهوِّرًا » في السياسة، وكان يخشى أن تُطَوَّق تونس بتحالف ليبي – جزائري؛ لهذا وثق علاقاته مع فرنسا والولايات المتحدة، وعندما تسربت مجموعة معارضة مسلحة ذات توجه ناصري.. ومدعومة من الجزائر، وسيطرت على مدينة « قفصة » في يناير 1980م، استنجد بباريس وواشنطن اللذين قدما له مساعدات عسكرية مكَّنَت النظام التونسي من إنهاء التمرد بأقل التكاليف.   نهضة تونس   يقول المؤرخون أنه في مقابل هذه المواقف العدائية برزت تونس كدولة حداثية، لفتت أنظار العالم بما تمتعت به نساؤها من حريات استثنائية في العالم الإسلامي، كما راهن بورقيبة على التعليم، حيث أصبحت وزارة التربية تتمتع بأضخم ميزانية مقارنة ببقية الوزارات، هذا الرهان جعل تونس تمتلك منذ وقت مبكر نخبة فنية متخصصة جيدة، كما وضع بورقيبة ثِقَلَه لإنجاح خطة تنظيم الأسرة والنسل، ورغم الجدل والمقاومة السلبية، إلا أن ذلك مَكَّن الدولة من التحكم في النمو الديموجرافي. من جهة أخرى اعتمد بورقيبة كثيرًا على تدعيم الطبقة الوسطى من خلال وضع سياسة اجتماعية فعالة وشعبية خاصة في مجالات الأجور والصحة والخدمات والتعليم المجاني.   أما على صعيد السياسة الخارجية، فقد تحالف بورقيبة مع الغرب دون أن يدخل في نزاع مع الاتحاد السوفييتي، وبنى علاقات جيدة مع الأنظمة الملكية والخليجية رغم الحملة الشرسة التي قادها ضد النظام الملكي في تونس ورموزه.   وفاته   أعلن في تونس عن وفاة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، في منزله بمدينة المنستير مسقط رأسه عن عمر يناهز 97 عامًا، منهيًا بذلك قرنًا كاملاً من الجدل والغضب حول ما قام به من مواجهات مع الإسلاميين في تونس والقوانين التي سنّها بما يتعارض مع الشريعة الإسلامية. وقد أعلن الحداد في تونس لمدّة 7 أيام، ودفن بورقيبة في « روضة بورقيبة » بالمنستير مسقط رأسه، وهو القبر الذي أعدّه لنفسه منذ نهاية السبعينات.   (المصدر: موقع « محيط » بتاريخ 6 أفريل 2008) الرابط: http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=109216&pg=1

أول خط بحري تجاري مباشر بين تونس والمغرب

 

تونس (ا ف ب) – اعلن مصدر ملاحي بحري في تونس السبت ان تونس والمغرب دشنا اول خط بحري تجاري مباشر بينهما مع ابحار باخرة شحن من مرفأ رادس (جنوب تونس) الى مرفأ الدار البيضاء بالمغرب. وقال المصدر ان باخرة تحمل سبعين مستوعبا دشنت الجمعة الخط الذي ستشرف عليه شركات تونسية ومغربية بمعدل رحلة واحدة اسبوعيا. وسيتيح هذا الخط المباشر وبدون توقف تقليص كلفة المبادلات التجارية بين البلدين. وكانت تونس والمغرب قد اتفقا في اب/اغسطس الماضي على فتح هذا الخط المباشر في اطار اتفاق حول تحرير قطاع النقل البحري وتعزيز المبادلات. ويأمل البلدان من خلال هذا الخط رفع قيمة مبادلاتهما التجارية الى 500 مليون دولار مقابل 300 مليون دولار حاليا.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 6 أفريل 2008)


 

الحكومة الإيرانية تقدم لائحة اتفاقيه التعاون القضائي مع تونس إلى مجلس الشورى الإسلامي

 
 طهران – 6 نيسان / ابريل / ارنا – قدمت الحكومه اليوم الاحد (6 أفريل 2008) لائحه اتفاقيه التعاون القضائي بين إيران وتونس في الشؤون الحقوقيه والتجارية الي مجلس الشوري الاسلامي للتصويت عليها وتضم هذه اللائحه مقدمه و 32 ماده.   وكانت هذه اللائحة قد صوتت الحكومة لصالحها باقتراح من وزاره العدل بتاريخ  16 شباط / فبراير.   ووفق هذه الاتفاقيه فان رعايا اي من البلدين الذين يتواجدون في اراضي البلد الاخر يتم التعامل معهم ويحظون بالتعاون القضائي كما هو المتبع في قانون هذا البلد.   ويتم ارسال طلب‌اي التعاون القضائي من قبل المؤسستين الرئيسيتين المسؤولتين عن الشؤون القضائيه في كلا البلدين عبر القنوات الدبلوماسيه المعتمده (السلطه القضائيه في الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه ووزارة العدل وحقوق الانسان والمعاونية الدولية في الجمهوريه التونسيه).   (المصدر: وكالة إرنا للأنباء (إيرانية – رسمية) بتاريخ 6 أفريل 2008) الرابط: http://www2.irna.ir/ar/news/view/menu-266/0804066003190556.htm


بسم الله الرحمان الرحيم حول اختطاف الدكتور عارف عزيزي

 
في اتصال هاتفي مع شقيق الدكتور عارف عزيزي – و كان رفقة الدكتور- أفادنا بالتفصيلات التالية: في يوم الاختطاف، كان جدول عمل الدكتور بتضمن زيارة لمستوصف ‘الفالتة » و هي تجمع سكني يبعد عن بلدة جلمة 7 كيلومترات، و نلت الدكتور مرفوقا بقابلة و منشطة التنظيم العائلي بالمستشفى المحلي بجلمة و سائق سيارة العمل التابعة للمستشفى.. أتم الدكتور عياداته بالفالتة و قرر الرجوع إلى مركز عمله صحبة سائق السيارة و ترك القابلة و المنشطة في المستوصف لإتمام عملهما.. و كانت عودة الدكتور مع الساعة العاشرة و النصف صباحا… و أمام مقر معتمدية جلمة وقع اختطافه من قبل أعوان بزي مدني و إن كانوا لم يستعملوا سواعدهم معه فإنهم منعوه من تغيير بدلة العمل التي كان يلبسها[1] و منعوه من دخول المستشفى لحمل أغراضه الخاصة بل صرحوا له بأن التعليمات تفيد باصطحابه على الهيئة التي هو عليها.. و انطلقوا به إلى وزارة الداخلية حيث مصلحة أمن الدولة حيث تم التحقيق معه.. و يذكر الدكتور ان التحقيق تم في الطابق الثالث على يد شخص ينادى « الدغباجي ».. كان التحقيق عاديا حيث لم يعنف الدكتور سواء معنويا أو ماديا هناك… و تركز البحث عن المواقع التي يزورها على الشبكة.. و كانت إجابته صريحة حيث قال: إنه يزور المواقع الإخبارية المختلفة و المواقع العلمية و كذلك مواقع الترفيه و الألعاب.. مع الساعة التاسعة ليلا أطلق سراحه على أن يعود إليهم في نفس المصلحة يوم الاثنين مع التاسعة صباحا.. و سبق أن قلنا أن الدكتور منع من أخذ أغراضه الخاصة، و بالتالي لم يكن يملك مليما واحدا للعودة  ‘اى سيدي بوزيد.. فكانت سيارة فرقة الأبحاث و التفتيش التي حملت الوحدة المركزية قد تكفلت بإعادته إلى بيته… و قد ذكرنا سابقا أنهم حجزوا الوحدة المركزية لحاسوبه و أقراصا مضغوطة.. علما بأن منزل الدكتور عارف يخضع الآن إلى مراقبة شديدة و مستمرة من كل المداخل المؤدية إليه…  و ختاما لا أدري أيعتبر الأطباء – و عمادة الأطباء تحديدا- مثل هذا الاختطاف لزميل لهم و هو يلبس بزتهم في ساعات العمل و من السيارة الإدارية.. تعديا على واحد منهم  يستحق التصدي له، فيتخذون ما يرونه مناسبا لاحترام القانون و عدم المساس بالأطباء دون إذن من عمادتهم مثل المحامين… أم فليذبح الثور الأبيض و بعد ذلك لكل حدث حديث…؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

جرجيس في 05 أفريل 2008 عبدالله الـزواري


حصاد الأسبوع للمنفي في وطنه عبدالله الزواري
 
1) علمت : 1-    أيمن بن سعد الرمة هو أحد شبان مجموعة جرجيس للإنترنت، اعتقل مع أكثر من عشرين شاب  قبيل عبد الإضحى سنة 2003، و إن مثل بعضهم أمام المحكمة ثم السجن فإن أيمن أطلق سراحه من مصلحة أمن الدولة بعد إقامة بها  امتدت عشرين يوما أو يزيد… إحيل على البطالة كما يحال عامة مساجين الرأي.. و ضاقت به جرجيس في حين اتسعت على غيره.. و ضرب في الأرض بحثا عن الشغل.. و حط رحاله بمدينة سوسة حيث أنتدب للعمل في أحد النزل؟؟ يوم 15 مارس الماضي وقع اختطافه من قاعة الاستقبال، و منع من العمل بل أطرد منه من قبل الأمن..من الغد أي 16 مارس استقل القطار في اتجاه الجنوب حيث تنتظره البطالة من جديد… و كان يؤلمه ذلك أشد الإيلام.. قرر أن يمر بابن عم له في مدينة مدنين لقضاء ما تبقى من الليل.. و عساه يجد عند ابن عمه بصيص أمل في نفق البطالة الطويل.. و كان ما لم يكن في الحسبان: تقع مداهمة المنزل فجرا، و ينتصب فريق للبحث في إحدى غرف البيت.. و في الختام أبلغوه تعليمات صارمة تقضي بعدم مغادرة جرجيس دون استئذان من السلط المختصة: و في حال مخالفة هذه التعليمات فإن ملفه لا يزال مفتوحا… 2)   تـدبرت: في الحكمة  دع الأيام تفعل ما تشــــــــاء   وطب نفسا إذا حكم القضــــــــــاء ولا تجزع لحادثة الليــــــــالي   فما لحوادث الدنيا بقــــــــــــــــاء وكن رجلا على الأهوال جلدا   وشيمتك السماحة والوفـــــــــــــاء  وإن كثرت عيوبك في البرايا   وسرك أن يكون لها غطــــــــــــاء تستر بالسخاء فكل عيـــــــب   يغطيه كماقيل السخـــــــــــــــــاء ولا تر للأعــــــــــادي قط ذلا   فإن شماتة الأعدا بـــــــــــــلاء ولا ترج السماحة من بخيــل   فما في النار للظمآن مــــــــــــــــاء  ورزقك ليس ينقصــــه التأني   وليس يزيد في الرزق العنـــــــــاء  ولا حزن يدوم ولا ســــــرور   ولا بؤس عليك ولا رخــــــــــــــاء إذا ما كنت ذا قلب قنـــــــوع   فأنت ومالك الدنيا ســــــــــــــــواء ومن نزلت بساحته المنايــــا   فلا أرض تقيه ولا سمـــــــــــــــاء  وأرض الله واسعة ولـــــــكن   إذا نزل القضا ضاق الفضـــــــــــاء دع الأيام تغدركل حيـــــــــن   فما يغني عن الموت الـــــــــــدواء 3)  سمعت: أزفت ساعة الزيادة في أسعار الخبز… لكن كيف و متى و كم؟؟؟ يبدو أننا اقتربنا جدا من هذه الزيادة، و يبدو أن ترددا في كيفية معالجة هذه المسألة قد ساد فترة من الزمن؟؟ الأنباء التي اخترقت جدر الصمت و التعتيم تفيد بأن هناك نية لرفع الدعم عن « الباقات »baguettes، و تخصيص مخابز لهذا الصنف من الخبز حسب رغبة أصحاب المخابز..لكن لا يمكن الجمع بين إعداد الخبز العادي و الباقات في مخبزة واحدة.. كما سيرفع الدعم عن بعض الأنواع الأخرى مثل الخبز المعروف ب » المبسّس » و التركي و ما بعرف بالكرواسن croissant و غيره مما يباع في المقاهي… و يبدو أنه سيتم تحديد وقت العمل في المخابز ليقتصر على حصة صباحية؟؟؟ و قد يكون في الأيام القادمة الخبر اليقين… 4)  رأيــت: في الليلة الفاصلة بين يومي الثلاثاء و الأربعاء الماضيين و في ساعة مبكرة    ( بين العشرة ليلا ومنتصف الليل) تمكن بعضهم من الدخول إلي مصاغة مواطن تونسي من الطائفة اليهودية يدعى دانيال بن ستيفاني… مصاغة دانيال تقع في قلب المدينة و في الساحة  الجمهورية بالذات و التي  تؤدي بدورها « للحارة » و هو الحي الذي تسكنه أغلب العائلات اليهودية… و الحارة تخضع لحراسة مشددة طيلة أيام السنة إذ  ترابط بها سيارة شرطة من الحجم الكبير ليلا نهارا و يتداول على الحراسة عدد هام من أعوان الأمن بالزي الرسمي  و آخرون مثلهم أو أكثر منهم بالزي المدني… السطو تم على بعد لا يتجوز الخمسين مترا عن موقف سيارة الشرطة.. و استعمل  في السطو منشار حديدي… على كل أسئلة كثيرة بريئة بطبيعة الحال يطرحها المواطن الغلبان.. ماذا فعل مسؤولو الأمن بعد عملية السطو هذه التي تمت في أكثر الأمكنة حراسة… حركوا سيارة شرطة لتتمركز قبالة المصاغة بصفة (قد تكون دائمة)…. لكن ما العمل إن وقع السطو على محل آخر قريبا منه؟؟ أيفعلون نفس الشيء؟؟ أما عمليات السطو في أحياء أخرى( أربعة في نفس الليلة) فلا سيارات أمن  و لا أعوان و لا دوريات و لا هم يحزنون.. فعدد  الأعوان لا يسمح بذلك .. أليس أمن المواطن و سلامته و سلامة ممتلكاته يستحق المزيد من الانتدابات، لكن بعض الصائدين في الماء العكر يستكثرون مائة و ثلاثين ألف عون في بلادنا و يعتبرون ذلك عسكرة للمجتمع؟؟ 5) قــرأت: السعودية..زواج في انتظار السياف! من طرف شريف رمضان في الجمعة مارس 21, 2008 2:29 ينتظر سجن الطائف خلال الأيام القادمة حدثا ربما يكون الأول من نوعه في العالم، حيث سيشهد السجن إتمام مراسم زفاف سجين محكوم عليه بالقصاص على كريمة آخر ينتظر تنفيذ حكم القصاص أيضا، ومن المقرر أن تسمح إدارة السجن للعروس بالخلوة مع زوجته 4 مرات شهريا، قبل أن يتم تنفيذ الحكم به. النهاية والبداية دعونا أولا نعرف القصة، جرت العادة أن ينتظر المحكوم عليه بالقصاص تنفيذ الحكم به في قلق وخوف، باذلا أقصى مساعيه لأولياء الدم أن يعفوا عنه لوجه الله تعالى أو أن يقبلوا بالدية إن كان يستطيع جمعها، وفي كل الأحوال فهو يحرص على كل ما من شأنه أن يقربه إلى الله إبان هذه الفترة حتى يختم حياته راضيا مطمئنا. « عوض الحارثي » لم يكن استثناء من المحكوم عليهم بالقصاص، إلا أنه كان يتميز عن الجميع بنظرته التفاؤلية للحياة، ففي الوقت الذي ينتظر فيه انتهاء حياته، فكر في أن يبدأ حياة زوجية جديدة، وأراد أن يتم نصف دينه قبل أن يغادر الدنيا، عسى أن يكرمه الله بذرية تحمل اسمه من بعده. وخلال وجوده بالسجن في انتظار التصديق على حكم القصاص، نشأت صداقة بينه وبين سجين آخر يدعى « محمد علي الزهراني » وتوطدت علاقتهما وعرف كل منهما كل شيء عن الآخر، وعرف عوض من الزهراني أن لديه ابنة في عمر الزواج، وأبدى رغبته في الاقتران بها. ولكن يبدو أن أكثر الناس إحساسا بالمرء هو من يقع في المشكلة نفسها، لذا لم تكن موافقة أبي العروس على طلب زميله بالأمر الصعب، بل وعده أن يزكيه لدى ابنته. عرض الزهراني الأمر على ابنته خلال إحدى زياراتها له وأثنى على العريس، ترددت الفتاة في القبول وأخذت مهلة للتفكير، فبذل الرجل مساعيه لدى ابنته مشيدا بطيبة وحُسن أخلاق العريس، فلم يطل تفكير البنت حتى اقتنعت بالعريس الذي رشحه والدها، وللعلم فإن البنت في السادسة عشرة من عمرها وتدرس في المرحلة المتوسطة. 100 ألف ريال وبالفعل تمت مراسم عقد القران بين والد الفتاة والعريس في سجن الطائف يوم الأحد 7-10-2007، حيث استدعت إدارة سجن الطائف المأذون الشرعي الشيخ سلطان بن سعد القثامي، وعاش النزلاء لحظات سعيدة ومباركة عند توقيع عقد الزواج، وتم الاتفاق على إكمال مراسم الفرح بعد عيد الفطر المبارك. المأذون الشرعي الشيخ سلطان القثامي أعرب عن سعادته بعقد هذا القران الأول من نوعه، مشيرا إلى أنه كان في مكة المكرمة وبعد أن أبلغ بالموضوع توجه على الفور إلى سجن الطائف من أجل المساهمة في إسعاد العريس – المحكوم عليه بالقصاص – ومن أجل فعل الخير. ولأن عقد القران كان غير عادي فلا بد أن يحتوي شروطا استثنائية، القثامي أكد أنه حدد في العقد مهرا مقدما وآخر مؤخرا إضافة إلى مبلغ 100 ألف ريال يدفعه العريس إلى زوجته في حال تنفيذ حكم القصاص مستقبلا. عش الزوجية وبعد أن تم عقد القران، كان من المفترض تدبير أمر عش الزوجية، مصدر مسئول في سجن الطائف العام أكد في تصريح لجريدة عكاظ أنه يتوفر في السجن مكان لخلوة الزوجين. وأوضح أن هناك أنظمة تسمح لهما بلقاء بعضهما في الشهر الواحد من مرة واحدة إلى مرتين، أما في موضوع العريس الجديد عوض الحارثي فهناك محاولات لمضاعفة العدد لكي يتمكن من لقاء زوجته أربع مرات شهريا. وأكد المصدر أيضا أن إدارة السجن ستسمح بإقامة حفل زفاف مصغر يجمع السجين وزملاءه داخل السجن بعد العيد. فرحة وأمل العريس وهو من سكان منطقة الحوية شمال الطائف لم تسعه الفرحة بعد عقد قرانه على كريمة زميله في السجن، لذا فقد أقام داخل السجن حفلا مصغرا بمناسبة عقد القران الأحد الماضي. وبيّن أنه سيتم إقامة حفل آخر -إن شاء الله- بمناسبة الزواج داخل السجن بالإضافة إلى حفل ستقيمه عائلته خارج السجن في أحد قصور الأفراح بالمحافظة، يتم بعده إدخال العروس إلى موقع الخلوة حيث ستكون ليلة الدخلة (البناء) داخل السجن. وعلى الرغم من سعادة الحارثي بالزواج، فإنه لم ينس قط أنه في انتظار حكم القصاص، مشيرا إلى أنه دخل السجن قبل سنوات بعد أن أغواه الشيطان ودفعه لارتكاب جريمة قتل وصدر بحقه حكم بالقصاص.. ولا يزال ينتظر تصديق الحكم. وحول المدة التي تبقت على تنفيذ الحكم قال: إن أصغر القصّر تبقى لبلوغه نحو 3 سنوات. وناشد العريس ذوي القتيل بهذه المناسبة العفو عنه لوجه الله تعالى عسى أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم وأعمال القتيل، رحمه الله. جدل وبعيدا عن أمر القصاص، وإن كان أولياؤه سيعفون أو يطلبون الدية، فقد تعددت التفسيرات والتكهنات حول السبب في هذا الزواج الغريب، وأثارت القصة التي نشرتها جريدة عكاظ السعودية على عدة أعداد جدلا واسعا في المجتمع السعودي بين مؤيد للزواج على أمل أن يكون فاتحة خير تجعل أولياء الدم يعفون عن العريس، وبين معارض له ومستغرب من رجل يزوج ابنته الصغيرة في السن وهو يعلم أنها ستترمل بعد سنوات؟ متسائلين عن مصيرها بعد ذلك، وهل من حقه ذلك أم لا؟ وما مصير الأزواج؟ وما ذنب أطفال يصلون للدنيا أيتاما؟. والد العروس أجاب عن هذه التساؤلات بقوله: « إن الأعمار بيد الله ولا أحد يضمن العمر، والرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).. والعريس عوض يتمتع بأخلاق فاضلة، وهو شاب متدين ودخل السجن إثر نزوة شيطان ». وعن مصير ابنته في حال تنفيذ الحكم قال: إذا تم تنفيذ القصاص في زوج ابنتي فستبقى مع أمه لترعاها. ومن جهته أكد العريس أن مبلغ الـ100 ألف ريال الذي وضعه في عقد القران سيكون لتأمين مستقبل زوجته في حال تنفيذ الحكم. العفو ووفقا للأنظمة السعودية فقد تم تحديد الدية في حالة القتل الخطأ بـ100 ألف ريال، أما في حالة القتل العمد فالعقوبة هي الإعدام قصاصا أو (العفو أو الدية) إن اختار أي منهما ولي الدم، في هذه الحالة يكون تحديد مقدارها باتفاق الطرفين (ذوي القاتل والقتيل). وبعد أن يقرر ولي الدم العفو عن الجاني يتجه للمحكمة التابع لها لتوثيق عفوه، وحينها إما أن يحدد شروطا لهذا العفو، كطلب دية يحدد مقدارها، وفي الغالب يعطي فرصة لذوي الجاني عدة شهور لجمع المبلغ، ويتم تحديد هذا الموعد في محضر التصديق، وإما أن يطلب من الجاني مغادرة المنطقة التي يسكن فيها، وقد يكون العفو لوجه الله دون قيد أو شرط. وفي تصريحات سابقة أكد الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد أستاذ التربية الإسلامية المُساعد بكلية المعلمين في أبها أن « الأصل في القواعد الشرعية تفضيل العفو وتقديمه على القصاص »، مشيرا إلى قوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}… ذكرنا الخبر بتفاصيله و قد وردني من إحدى المجموعات البريدية… ليتساءل المرء عن الأحوال في ظل الدولة التقدمية الحداثية المدنية صاحبة الصولات و الجولات في الجعجعة الخاصة بحقوق الإنسان عموما و حقوق السجين خصوصا.. لا يكون من المناسب أن نسأل عن عدد الزيجات التي تمت داخل سجون التغيير، و لا يكون من المناسب أن نسأل عن وجود أماكن خاصة للخلوة الحميمية بين الأزواج      و زوجاتهم، و كم عدد المرات المسموح بها شرعيا… هذا كله لا يهمهم من قريب أو بعيد… لكن يمكن لهم أن يفتخروا بعدد الزيجات التي دمروها و عدد المحصنات اللاتي  طلقوهن مكرهات و الضغوط التي مارسوها لتحقيق سيء مكرهم و خبيث سعيهم… يمكن لهم أن يفخروا بعدد الممارسات الشاذة التي تتم في سجونهم     و يغضون الطرف عنها تسامحا… يمكن لهم أن يفخروا بدعوة أخصائي نفسي بأحد السجون وهو يدعو لممارسة الشذوذ و هو فعل سوي لا يستقذره إلا التفكير الرجعي و الظلامي… نعم تم ذلك و السيد الأخصائي النفسي لا يزال مكرما مبجلا.. و لا شك أنه ارتقى في السلم الوظيفي تقديرا منهم لمجهوداته في نشر « الفضائل » التي يحبون.. 6)  نقلــت: الإسلام المتصوّر: البناء الإعلامي لكراهية الإسلام في فرنسا’ توماس دالتومب الجمهورية و التلفزة و « مسلموهم »  » لا يجب الانطلاق في محاربة دين و لا إشعاره بكونه ضحية إقصاء و إبعاد.و مع هذا، يبقى الكل معلقا بالصورة التي يريد الإيلام أن يقدمها عن نفسه. إن كان هذا الدين أو ذاك يحمل سلوكا عدائيا فلا يجب أن نستغرب ردود الأفعال التي يمكن أن تحدث » هذا ما ذكره لصحيفة « لوموند » في جويلية 2003 السيد برنار ستازي موفق الجمهورية.. كان هذا إثر تعيينه من قبل الرئيس شيراك على رأس لجنة التفكير بخصوص  » اللائكية »  التي اقترحت بعد بضعة أشهر القانون الذي يمنع  » العلامات البارزة » في المؤسسات التعليمية… هل للدين « مشاعر » و «سلوك ».. هل يقدم الدين » صورة عن نفسه »؟ يعترض على ان السيد ستازي يريد الحديث هنا عن « المسلمين » و ليس عن دينهم.. و مع ذلك فإن كلمة « دين » هل التي استعملها في عدة مناسبات السيد ستازي رئيس لجنة  » من أجل اللائكية في الجمهورية » في هذا الحوار الذي  » أعاد قراءته و نقحه » بنفسه.. انظر: www.mondialisation.ca  7)  دعـاء: « اللهم من اعتزّ بك فلن يُذل، ومن اهتدى بك فلن يضِلّ، ومن استكثر بك فلن يقلّ، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يُخذل، ومن استعان بك فلن يُغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هُدي إلى صراط مستقيم، اللهم فكن لنا وليّاً ونصيرا، وكن لنا معيناً ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا » (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 4 أفريل 2008)


سواك حار 75

إعداد: ولد الدار

 

 *صحيح أن العالم العربي يشكو من آفتي التسلط والاستبداد السياسيين ولكن هذا لا يعني أن الأوضاع العربية ستنقلب رأسا على عقب بين عشية وضحاها بمجرد الأخذ ببعض أسباب الديمقراطية في إدارة الحياة السياسية وأنظمة الحكم، لأن هنالك مشكلات بنيوية أخرى تطال كل قطر عربي على حدة مثلما تطال عموم الوضع العربي عامة. فهناك مطالب وحاجات أخرى لا تقل أهمية وحيوية عن مطلب الديمقراطية، ولعلنا اليوم في حاجة إلى إعادة ربط الديمقراطية بمطلب التحرر والوحدة، على نحو ما فعل ذلك جيل الإصلاح والاستقلال مثل سعد الدين زغلول في مصر وعلال الفاسي في المغرب وعبد العزيز الثعالبي في تونس. (رفيق عبد السلام – التجديد-)

 

هذا الأسلوب من التعاطي قد يدفع الزاهد في النضال إلى زهد الزهد ويوهن الفلول الباقية لمقاومة المستبد ، كان من الأجدر أن نثمن إختيار الشعب لممثليه واعتبار أن هذا الأساس الصالح لكل بناء سليم ، لأن سيادة الشعب هي الكل الذي سيبنى عليه ليس هي بعض مستخلص من الكل…فدماء وسجون ومنافي من أجل البعض يصعب على الأنفس مهما سمت أن تصمد لاستخلاص الكل .

 

*الأمر ليس بهذا الإطلاق، أنا على العكس من ذلك أرى الأمور تسير باتجاه تجسير الهوة وفتح قنوات التواصل والحوار بين الطرفين، نحن نشهد تيارا متزايدا من داخل الإسلاميين والعلمانيين على السواء يميل إلى تجنب الحلول الجذرية القاسية والمكلفة لمجتمعاتنا. العلمانيون يتجهون إلى الاعتراف بمعطى الهوية العربية الإسلامية وقبول مبدأ الشراكة والتعاون مع الإسلاميين، والإسلاميون يتجهون إلى الاعتراف بالعلمانيين والتعاون معهم في مواجهة التحديات والمخاطر الكبرى المحدقة بالأمة. هذا يستوجب العمل على تهميش تيارات التطرف والتشدد على الجهتين التي تعمل على توسيع الصراعات بدل تخفيفها، وتعميق الجراحات بدل مداواتها، فلا مستقبل لمنطقتنا أو أمتنا إلا في أجواء من الوفاق والتعايش العام لأن البديل عن ذلك مزيدا من الصراع والتفتت. (رفيق عبد السلام – التجديد-)

 

 أرى أن الأنظمة الصوفية وحتى القبورية التي لا تختلف معك في وجود النص إنما في تفسيره وإن كان تأويلهم عبثيا يدور مع مصالحهم هي أهون بكثير ممن يعتبر نصك خرافة وانت أعرابي تتبعك غوغاء كثر يصعب ركلهم من الطريق فهو يبتزهم و يروضهم بمنابر وعصى وجزرة غيره. والمساواة بين الأصل والشاذ يعد شذوذا عن المنطق والمألوف…

 

*ذكرنا الأسبوع الماضي خبر وفاة امرأة في مقتبل العمر بعد استعمالها لبعض الأعشاب نصح بها متطبب في مدينة جرجيس،و هذا ما أثبته التشريح، مما دفع وكيل الجمهورية لإصدار بطاقة إيقاف في شأن المتطبب… و قد عرفت قصة هذه العائلة تطورا مأساويا آخر، إذ أقدم الزوج على الانتحار بعد ثلاثة أيام فقط من وفاة زوجته، و يقال أن الزوج مصاب بداء الصرع.. عثر عليه مشنوقا صبيحة يوم الاثنين… (عبدالله الزواري – الحوار نت -)

 

إن كانت هذه المرحومة لا تملك دفتر معالجة فقد قتلتها الحكومة بعدم توفير ورقة بالية تستطيع ان تتحصل بموجبها على ( كعبة حرابش وطابع سيدرجين) وإن كانت لا تملك ثمن الكشف فقد قتلتها السلطة لأنها إبتزت أموالها وأموال غيرها وحولتها إلى صناديق التكافل ثم لم تكفلهم وكفلت بها المكفول إلى حد الثمالة. وأن كانت تملك كل هذا فقد قتلها النظام بتشجيع السحر والشعوذة والخرافات لإلهاء الناس والتفرد بالوطن وكل مواطن وطني.

 

* كما اخترنا المراهنة على الطفولة، لأنها المستقبل، فطورنا التشريعات لحمايتها، وكنا من أوائل الدول التي وضعت مجلة خاصة بحقوقها، وأحدثنا الهياكل والآليات لرعايتها وتنشئتها التنشئة السليمة، (بن علي –موقع الذكرى العشرون للتحول -)

 

 ربما لأن الجهد الكبير الذي أولاه للطفولة ألهاه عن الشباب فتزاحم الآلاف من أصحاب الشهائد العليا على المقاهي وتحت الجدران وقسم آخر تصفف حول السواحل باحثا عن قوارب للموت أو للحياة وعينه على الضفة الأخرى.

 

 *وأبرز من جهة أخرى العناية الفائقة التي يوليها رئيس الدولة للشباب باعتبارهم عماد المستقبل الذي تعول عليهم البلاد لكسب الرهانات القادمة (جريدة الحرية)

 

عجيب !!! لا علينا…ربما العناية الكبيرة والجهد الفائق الذي أولاه للطفولة والشباب إستنزفا كل طاقته فكثرت معاناة المرأة ..من ساعات عمل طويلة بأجر زهيد إلى المستشفى في غرفة مثل  » البتوار » تئن تحت مخاض الولادة واللّطم « بالكف » والسب والشتم والعار وليس إنتهاء بوظيفة بعقد مؤقت تدفع فيها النفس و النفيس. 

 

*وما مراهنتنا على المرأة إلا تكريس لهذا الحرص، وتأكيد لإيماننا بدورها الفاعل في النهوض بالبلاد، والمساهمة في تحقيق الأهداف المرسومة. وقد سارعنا غداة التغيير، بدعم مكاسبها وإثرائها وتطوير منزلتها، ووقفنا بحزم أمام تيارات الردة والرجعية، حتى تبقى المرأة قوة دفع إلى الأمام باستمرار. (بن علي-الإتحاد النسائي-)

 

 ما هذا ؟؟؟يعني الامور « ميرقلا » طيب…ربما رهانه على الطفولة والشباب والنساوين ألهاه عن الطبقات المحرومة حتى تدنت أحلام الآلاف إلى أن أصبح مطلب الرجل – المهم أنثى تحت أي سقف.. ومطلب المراة المهم رجل حتى بالإسم خيال هكاكا وبرا والباقي على ربي.

 

* وأولت تونس اهتماما خاصا للفئات الإجتماعية الهشة حتى لا يقصى أي أحد ولا يهمش، فكل فرد في المجتمع يعتبر قبل كل شيء مواطن في حد ذاته له حقوق وعليه واجبات. (بن علي – اخبار تونس-)

 

 سبحان الله !!! ما يهمش نِتْعدوا القُدَامْ…أصبح الآن الأمر مفهوم الرجل بعد الإنجازات الجسام للطفل والشباب والمرأة والطبقات الدنيا المحرومة وطبعا الطبقات العليا هذيكا (ما توصي يتيم على نواح) بعد كل هذا الرجل لم يعد لديه الوقت وألهته هذه الإنجازات العظام على إحالة الكلمة للشعب وبناء حياة سياسية سليمة قوامها العدل والمؤسسات…

 

*وقد ارتكز الاصلاح السياسي في تونس منذ التحول على إعادة السيادة للشعب وتعزيز قيم الجمهورية وإقامة التعددية وإرساء التمشي الديموقراطي وتحقيق الرقي الشامل للمجتمع. فكان من ابرز مظاهر الاصلاح هو اعتماد خطاب سياسي جديد يقوم على ترسيخ مبادئ الديموقراطية والتعددية وحقوق الانسان والاعتدال والوسطية ونبذ كافة اشكال العنف والتطرف، واعتماد مقومات الحكم الرشيد الذي يقوم على الشفافية والمشاركة الموسعة في الشأن العام، وترسيخ مقومات المجتمع المدني، (من مقال الإصلاح السياسي منظومة فكرية متكاملة)

 

هذه كبيرة يا سيد الرئيس لا أستطيع ترقيعها يفيقوا بيا وهوما أصل فايقين بيا من الصباح رقعت رقعت رقعت الأخيرة ما تترقعش لانها ما تتعداش حتى على هاك القبائل الإفريقية إلي يلبسوا من غير دبش وياكلوا في اللحم الني فما بالك بالتوانسة إلي فاهمين لملمة وما ثمة.

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 4 أفريل 2008)

 


الحوار مع الشباب : نعم تونس أولا ولكن ليس بالبلطجة !

 

 
مرسل الكسيبي*: كالعادة تنقلب الكلمات الجميلة في تونس المحروسة من مفاهيم انسانية ذات اشراق كوني وعالمي الى مفاهيم ملوثة بالنفاق والكذب الرسمي حين يقع تبنيها نظاميا كشعار اعلامي أو سياسي لا نر له أثرا في معترك حياتنا اليومية … كلمات دولة القانون والمؤسسات والحكم الرشيد واحترام الحريات وحقوق الانسان والتوسط والاعتدال ومناوئة الغلو والتطرف والارهاب وحرية الاعلام والتعبير…, كلمات قد غدت ملكا انسانيا وعالميا مشاعا , اذ لايمكن قصرها على وطن أو بلد بعينه وان اختلفت طرائق التعبير  وثقافات ولغات المستعملين … في تونس الجميلة التي عشقناها الى حد النخاع والى الدرجة التي تحملنا فيها من أجل هذا العشق الام المنفى القسري كضريبة غير طبيعية لوطن أصيب باحتباس ديمقراطي حاد مع أعراض انفلونزا التسلط الأمني على عموم المواطنين …, في هذا البلد الجميل تتحول الكلمات الرائعة في الفكر الانساني الى تراث ملوث بأداء سياسي رسمي يقارب حد العفن … فمثل هذه الكلمات التي تقيد مدارس الفكر السياسي المعاصر في مختلف أرجاء العالم المتحضر أصبحت اليوم تونسيا خالية من دلالاتها المعرفية والسيميائية واللسانية , بعد أن جعلت منها السلطة مجرد خرقة تلوح بها في سماء المنتظم الدولي المعاصر ! الواقع بشهادة المراقبين النزهاء في كل أرجاء هذه الدنيا وبمتابعة لصيقة لما يكتب ويذاع ويبث في وسائل اعلام العالم المتقدم لايوحي بأننا أمام دولة تونسية تحترم هذه القيم أو تعيرها شيئا من الاهتمام …, بل على العكس من ذلك تماما فيمكن أن نفهم هذه الكلمات بأضدادها في الميدان … الحريات تتحول لعنة على المطالبين بها حين يصبح مناضلو حقوق الانسان مسخرة رسمية مابين سجن ومنفى وحملات تشويهية على صحف ورقية أقرب ماتكون الى صناعة البورنو وفبركة قصص الخيال والافتراء  … ودولة القانون والمؤسسات هي في حقيقة الأمر دولة المراوغة بالقانون والدوس عليه تماما حينما يتعلق الأمر بنشطاء المعارضة والحقوقيين والأقلام الحرة وفاعلي المجتمع المدني , وهي دولة الفرد والصنم الذي لابد ان نصنعه طبعا حينما يتعلق الأمر بمطالب التداول على السلطة وتجديد الدماء وعدم تكرير تجربة الزعيم الذي يفدى بالروح والدم والغالي والنفيس ولو من باب الكذب الموصل الى أعلى مناصب الدولة … الحكم الرشيد يتحول أحيانا الى بلطجة في وضح النهار حين تريد السلطة هدم بيت القيادي الوطني المعتدل حمادي الجبالي , وحين تعمد جهات نافذة الى حرق السوق البلدي بقرمبالية ثم توهم الناس بعد ذلك بوجود خلل كهربائي , وهو نفس الصنيع الذي عمدت اليه قبل ذلك مع سوق المنصف باي وسوق الحفصية وسوق ليبيا بمدنين ويبقى السبب دائما خلل كهربائي !!! بلطجة مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في بنزرت حين تصل قمة المسخرة الى كتابة شعارات ازدراء بمناضلي الرابطة وبالمواطن التونسي عموما حين يكتب على جدران مقراتها : عبارات  » حقوق الحيوان  » و برة روّح  » …, ولايكفي هذا أصالة عن الحكم الرشيد بل يضاف اليه محو اسم الرابطة تماما بدهون بيضاء ناصعة في نصاعة دولة الحكم الرشيد ! ومع كل هذا اعتداء اخر على الأطباء حين نكتشف مرة أخرى حقيقة التوسط والاعتدال لدى سلطة الاشراف مع اعتقال الدكتور الطبيب عارف العزيزي بعد أن اتهمته دولة مجتمع المعرفة الحاضنة لأشهر قمة عالمية لمجتمع المعلومات بالابحار على مواقع معارضة على شبكة الانترنيت !!! انها فعلا مظاهر التنمية السياسية الموعود بها في الذكرى العشرين تأخذ طريقها الى حياة التونسيين والتونسيات , حين تتحول كل هذه المصطلحات الرائعة الى قصص من الصدمة والألم والعذاب في حياة المثقفين واصحاب الرأي والمناضلين والمناضلات وبسطاء هذا البلد وأصدق الناس فيه …! وليس أخيرا أن ترفع السلطة شعار الحوار مع الشباب من أجل التصدي الى مظاهر الانحراف الديني أو السياسي لنر بعد ذلك المعاني الحقيقية للحوار تحت شعار  » تونس أولا  » , ويبدو أن المقصد من ذلك دائما لابد أن يفهم في الميدان بالأضداد وهو مايجعل من هذا الحوار ترهيبا للشباب من الانضمام الى قوى النضال الوطني المعتدل ومن ثمة ارغامه على اليأس والاحباط والالتحاق بقوارب الموت- الهجرة السرية- أو الانخراط في مجموعات الفناء الذاتي عبر السقوط في جحيم عصابات ترويج المخدرات والجريمة المنظمة أو دفعه عنتا واكراها الى البحث عن مسالك العنف في التعبير عن النفس بالألفاظ الفاحشة وظواهر الانحراف السلوكي التي نقرأ عنها يوميا في قصص شاذة ومخجلة لاتليق بسمعة بلد مثل تونس … وليس بعيدا عن استراتيجية هذا الحوار مع الشباب تحت شعار تونس أولا , افراز اسلام منغلق ومبالغ في السلفية الى الدرجة التي تنعدم معها مباهج الحياة ومظاهر النماء والتقدم , ومن ثمة اختطاف الظاهرة الاسلامية المعتدلة تدريجيا في ظل سياسة الكبت والقمع لفائدة مجموعات تتغذى من أخبار الاحتلال والتقلبات في الساحة الاقليمية والدولية وقبل كل ذلك من واقع تونسي يومي اسن تحولت فيه السياسة من ذكاء وفطنة وأخذ وعطاء واعتراف مشترك بالاخر ومرونة في التعاطي مع الأزمات الى خداع وكذب وغش واعتقالات مستمرة ومحاكمات جائرة وبلطجة في وضح النهار !!!
 
(المصدر: مدونة مرسل الكسيبي  بتاريخ 5 أفريل 2008) *رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية
http://morsel-reporteur.maktoobblog.com/  

 


رأي:

من أجل مشروع نهضوي تحرّري

 
نأمل أن يستمرّ الجدل الفكري بين أنصار  » المشروع الإسلامي  » وبقية التيارات الفكرية بعيدا عن التجريح والتسابب والتكفير، وهذا هو السبيل الأمثل لتعديل كل تيّار لبعض رؤاه ومواقفه وصولا إلى صياغة أرضية فكرية مشتركة وبلورة حدّ أدنى سياسي يمكن أن يجمع بعض التيارات الفكرية والسياسية القادرة على بلورة مشروع تحرري نهضوي يحقق حلم الأجيال السابقة واللاحقة في التحرر من الاستبداد والتخلّف. في هذا الإطار أقدم بعض الملاحظات والتساؤلات حول ما طرحه السيد  » الصحبي عتيق  » بجريدة  » مواطنون  » عدد 54 حول  » الهوية والدولة والديمقراطية « . كاتب المقال عاش تجربة ثقافية وسياسية داخل التيار الإسلامي منذ الثمانينات. وإذا كان رئيس هذا التيار  » السيد راشد الغنوشي  » قد اعترف في أحد تصريحاته بأنّ  » حركة النهضة  » ارتكبت أخطاء فإن الوقت لم يعد يحتمل التأخير للإفصاح عم هذه الأخطاء والإشارة بوضوح إلى مصادرها هل هي فكرية أم منهجية أم سياسية أم تكتيكية؟ 1- بالنسبة لموضوع الهوية، و » حتى تكون فعلا عاملا توحيد ومصدر إلهام وتفتح على العصر والحداثة وعلى استيعاب أفضل ما أنتجته البشرية « ، لا بد من توضيح المنهج الفكري الذي تراه مناسبا لتنزيل قراءتك للإسلام على أرض الواقع. لأن الحديث عن الإسلام يشمل العقيدة والحضارة والمذاهب وممارسات المسلمين في الماضي والحاضر ويشمل كذلك مواضيع الاجتهاد والتفسير وخاصة ما يسميه جوهر الإسلام ومقاصده المتمثلة في قول ابن القيم:  » وإذا ظهرت أمارات الحق وقامت أدلة العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان فثم شرع الله ودينه…فأي طريق استخرج بها العدل والقسط فهي من الدين ليست مخالفة له « . 2- إذا كنت تتبنى هذه القراءة المقاصدية للإسلام فما هو موقفك من استعمال العقل والنص في جدليتها مع الواقع؟ 3- هل تلتقي استراتيجيا مع مشروع يصف نفسه بالاشتراكي أو بالديمقراطي أو بالوطني ويدعو، كما يدعو المشروع الإسلامي، إلى أن الحاكم لا يملك عصمة ولا قداسة، وهو مطالب بتحقيق العدل والحرية والأمانة والاستقرار والمناعة؟ إذا كانت إجابتك بالإيجاب فلماذا تصادم ويتصادم المشروع الإسلامي مع بعض المشاريع الفكرية الأخرى؟ 4- إذا كان مصدر المشروعية السياسية هو الشعب فما هي أدوات التمييز عند الجماهير بين البرامج الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لمختلف التيارات السياسية؟ 5- إذا كانت الديمقراطية نشأت من خارج الفضاء الإسلامي ونتبناها ونستميت في المطالبة بها فما هي الفكرة التي ستنشأ من داخل الفضاء الإسلامي وستحقق للمسلمين ما تحقّق للغرب عامة من حداثة وعقلانية وتطور تكنولوجي مذهل وتنمية سياسية ومؤسساتية ؟ 6- الشيخ القرضاوي يؤكد في إحدى تدخلاته أن مقاصد الشريعة ليست في متناول عامة المسلمين بل هي من مشمولات العلماء وأي علماء يقصد؟ بينما واقع المسلمين يؤكد أن من بين أسباب تخلفنا هو تمسك عامة الجماهير بالأشكال الظاهرة والمظهرية للإسلام وعدم استيعاب واستبطان لجوهر الإسلام ومقاصده المتمثلة في العدل والحرية والكرامة الإنسانية. محمد القلال معلّم ـ صفاقس   (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 55 بتاريخ 26 مارس 2008 )


 

ضد الإعدام

 

ليس جديدا أن ننادي بإلغاء عقوبة الإعدام مهما كانت نوعية الجريمة باعتبار وحشية العقوبة وعدم إمكانية التراجع فيها في صورة الغلط. فقد سبق وكتبنا أننا ضد إعدام صدام حسين أصلا رغم ما قاساه الشعب العراقي سنة وشيعة وخصوصا أكرادا من عجرفة أجهزته القمعية ومخابراته الدموية في وقت كان غلاة السلفيين وأصدقاءهم الجدد ينددون بإعدامه يوم العيد وكان المتضرر من الإعدام ليس صدام نفسه بل منظورهم لعيد الأضحى..   ونحن اليوم ننادي بنفس القوة بإلغاء عقوبة الإعدام في تونس لنفس الأسباب والمصوغات الأخلاقية والسياسية.ونقف في الصف الأمامي للحملة الوطنية التي تنشطها  فعاليات المجتمع المدني من رابطة وعفو دولي ونساء ديمقراطيات وغيرها..وليس همنا الوحيد المتهم السلفي المعاقب بل همنا اكبر من اللحظة ..فالشاب صابر مازال أمامه حكم التعقيب ثم مصادقة رئيس الجمهورية-أو عدمها- في حين أن الحملة -كما فهمتها على الأقل-ترتقي بالشعار إلى درجة المبدأ رغم وجود بعض المروجين لمقولة إن المطالبة بإلغاء الحكم مرده براءة جماعة سليمان السلفية من التهم الموجهة لهم..وهذا تحليل سياسي لا يرتقي لقيمة شعار المطالبة بإلغاء تشريع الإعدام..فماذا لو لم يكونوا أبرياء..وماذا لو كانت التهم حقيقية وثابتة..هل نقبل عندها حكم الإعدام ونصمت…   ليس غريبا أن يتداخل التحليل السياسي بالحقوقي..وليس غريبا أن يتغلف البعض بالحقوقي لتمرير السياسي ولكن حبل الكذب على النفس وعلى الغير قصير..فجماعة سليمان تنظيم سلفي خطير جدا على الوطن وقد دربوهم في الجزائر وادخلوا أسلحتهم الحقيقية إلى تراب الوطن وكانوا-مثل إخوانهم في العقيدة والتمشي في الجزائر والأردن وفلسطين وأفغانستان ومالي-يعملون على تفجير الوضع خدمة لأجندا خارجية وخوارجية وكان من المفروض إيقاف هذا النزيف وإبطال مفعوله نهائيا. ومهما قيل على الملف والتعذيب الذي ندينه بكل قوة وسرعة المحاكمة فان هذا لا يجعل من الإخوة أبرياء..فالخطر كان سيضرب الوطن وليس السلطة السياسية وحزب الدستور وحكومته التي نختلف معها ونعارضها بدون هوادة..الخطر كان يهدد المجتمع في حقوق أفراده وحرياتهم الأساسية ومشروعهم المدني..فالسلفيون لهم مشروع حكم ومشروع دولة ولهم إمكانيات مالية نفطية وغيرها ولهم أسلحة تساعدهم في التمكن من السلطة..وبرنامجهم يقتضي-فيما يقتضيه-إلغاء سلطة حزب الدستور ولكن تعويض ذلك بالخراب الأفغاني وبشرطة النهي عن المنكر وإلغاء قانون منع الإعدام الذي نناضل الآن من اجل فرضه وتماطل السلطة في سن تشريعاته….هم يجهزون لنا المحاكم الشرعية الصومالية وصكوك التوبة والغفران وتوصيلات الدخول إلى جنة الرضوان ونقاب المرأة والتعليم القرآني والولاء للأمير وإلغاء الانتخابات تماما بدلا عن تزييف نتائجها وإلغاء الفنون والرياضة النسائية وتعليم الفتاة وقانون الطرقات والتنظيم العائلي والمساواة في الآجر وغلق الخمارات ونوادي الترفيه وإرساء تعدد الزوجات من جديد  وتعويض الدستور بشرع  يفرضه أمير المؤمنين  ويقولون انه شرع الله… ومع ذلك أتمنى مخلصا وصادقا أن تنتفي عقوبة الإعدام من بلادنا وبقرار دستوري جميل جدا يجعلنا-كالعادة-في مؤخرة الدول المتحضرة وفي مقدمة دول الشرق القروسطي…   بوراوي الزغيدي   (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 55 بتاريخ 26 مارس 2008 )


حديث العراقية  أم أسيل   حملته في أحشائي من حبلي السري يمتص رحيق الوفاء ليقول للظالم لا حضنته بين ذراعيا ومن ثدييا أرضعته ليشب على اعتدال وصفاء ويقول للخائن لا أطعمته حلوا ومرا طبيعيا مركبا ينهل منه بسخاء ليقول للغاصب لا فتحت له الكتب صورا شعرا ونثرا يتعلم فنون الهيجاء ليقول للمحتل لا إن..ن.ن.قسم ولدي على نفسه رؤوسا أيـــــــــادي وأرجلا .. وضيع اعتدال صورة الرحمان وقال لأجزائه لا ! ! ! قلت  يـــــــــا أحشائي يا ثدييا ويا ذراعيا يا طعامي ويا كتبي لا تبتئس يوما فلن يلبس ولدي جبة السلاطين والملوك ولا جبة الزعماء فانا نسجت له الكساء .. سيلتحم ولدي على نفسه ويقول للظالم والخائن والمغتصب والمحتل ..لا وألف لا …

 

 


 

القديد المالح (14)

مشاهد وتعاليق من حصار غزة

 
مــلح: صــابر التونسي المشهد الأول : الظلام يخيم على غزة والصواريخ الإسرائلية تبدده من حين لآخر بما تشعله من حرائق في البيوت والأجساد… سيارات الإسعاف توقفت لنفاذ الوقود… مولدات الطاقة صمتت … الأجهزة الطبية تعطلت… ومراسل الجزيرة يلهث من بيت إلى بيت ليصور معاناة أهل غزة ـ المرضى منهم خصوصا ـ بسب انقطاع الطاقة وتوقف امداد النفط … الغزاويون يستغيثون الحكام العرب والمسلمين! … قرعت « وا معتصماه » أسماع  » حكامنا ولكنها لم تقرع منهم نخوة المعتصم! … لعل « المعتصم » لا يجيب إلا « معتصما » لا شرعيا مثله! فغزة ليست « دولة » عربية شقيقة وإنما « دولة » لحماس المتطرفة ، المتنطعة التي لا تقبل بالسلام وحسن الجوار! … وأما معاناة أهل غزة فليس للعالم ولا لحكام العرب يد فيها، وإنما الذنب ذنبهم وذاك ما جنته حماس عليهم! ولعل بعض حكامنا معذور حين لم يتخذ موقفا يليق بالحدث وذلك لأن الصور المنقولة له لم تكن واضحة بما يكفي لكثرة الظلام المخيم فكان على الصهاينة أن يزيدوا من القصف والصواريخ حتى تشتعل النار في كل مكان لتكون الصورة مضيئة ومعبرة ومحركة لما مات من نخوة حكامنا!! المشهد الثاني شعب غزة يتوجه إلى معبر رفح يصرخ مطالبا بفتحه وكسر الحصار ولكن المعبر مغلق والصراخ لا يتجاوز الحواجز الحديدية العالية التي زرعها الصهاينة بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية فشتتوا بها شمل العوائل وفرقوا ليسودوا فسادوا! لم تقصّر الجزيرة حيث تكفلت بنقل صراخ المطالبين بفتح المعبر ليقرع آذان « فخامة الريّس » في قصره! … ولكن الرئاسة ليست لعبة و »مصلحة » ثمانون مليون مصرى مقدمة على مصلحة مليون ونصف غزاوي! و »فخامة الريّس » تربطه اتفاقيات دولية تشترط وجود أربعة عناصر لفتح المعبر، أولها الكاميرا الإسرائلية وثانيها المندوب الأروبي وثالثها سلطة أبو مازن ورابعها جنود « فخامة الريّس »، وبما أن الشركاء قد غابوا عن المعبر فلا يمكن فتحه إلا بحضورهم وإن مات الناس خلف الحاجز فلا ذنب « لفخامة » الريّس وإنما الذنب على حماس التي انقلبت على الشرعية والمعابر « الطبيعية »!! … يبقى واجبا على « فخامة الريّس » أن يوفر لجنوده الكمامات الكافية لحمايتهم من الطاعون المتسرب من الجثث المتحللة وراء الحاجز الحديدي حتى يقوموا بواجبهم لحماية حدود الوطن !! المشهد الثالث الغزاويون يتكاثرون في صعيد رفح والمعبر مغلق لا ينفتح! … لغياب الشركاء ولأن الإيفاء بالعقود « أمانة »! … سكان غزة بين خيارين، الموت أو كسر الحاجز الحديدي وإن كان في ذلك احتمال الموت ـ فالموت في كل الأحوال حاصل ـ ورصاص بندقية الأشقاء أرحم! … الحاجز الفاصل بين « الرفحين » يتهاوى ومراسل الجزيرة في مصر يصافح زميله في غزة والجموع الغزاوية تتدفق على رفح المصرية و »تنهب » كل ما بالدكاكين من بضاعة … ولم يروا بأسا أن يدفعوا أجرا مضاعفا فالأشقاء في مصر يعانون ضائقة وكسادا، وفرصة زبائن بهذا الحجم وهذا « النهم » لا تتكرر! « فخامة الريّس » يصرح بأنه أمر جنوده بأن لا يتعرضوا للجموع المتدفقة من غزة لأن « الناس جعانة »! … و »الجوع كافر » ! وقد برهن سيادة الريّس » عن كرم « حاتمي » متميز حين قال » « سيبوهم يَكْلُوا ويرجعوا »! ثم تمتم بكلام مفاده أن الصهاينة الملاعين يريدون أن يحرجوه أمام العالم ويظهروه بمظهر الناقض للعهود المتآمر على أمن « إسرائيل » حين بنوا حاجزا هشا لم يصمد أمام ضربات الغزاويين! … وأمر « جلالته » ببناء حاجز أمتن وأشد مقاومة للهدم والتفجير، بمجرد نفاذ البضائع من دكاكين رفح وعودة الجموع الغزاوية!! المشهد الرابع جموع من مواطني غزة تجوب رفح المصرية ولا تترك شيئا يباع إلا اشترته وعادت به الى ا لقطاع المحاصر! … مشهد مثير فعلا صورة ذلك الغزاوي الذي يحمل « الحصار » قوق أكتافه باعتزاز ويتشرف بدفع ثمن الرصاص الذي يقتل به أهله وإخوانه ويعلن خضوعه التام وعبوديته المختارة لشركة « مارلبورو »!! … كرتونة كاملة من علب « المارلبورو » يحملها على عاتقه ليعود بها إلى القطاع علّ الحصار يستمر « والحشيشة مشومة » أو علّه يستغل « حشيشة » (إدمان) أحد مواطنيه ليجني منه ثمن العلبة أضعافا مضاعفة!! لعل كسر الحصار وبداية التحرر من الإحتلال يمر عبر التحرر من العادات الضارة والإرتهان للشركات التي تصرح بأنها صهيونية وأن جزء من عائداتها يذهب لدعم الإحتلال!! المشهد الخامس بني الحاجز « المباركي » الجديد عصيّ عن التسلق والهدم والتدمير! … جموع الغزاويين غاضبة ثائرة بسبب عودة الحصار وإحكامه من جديد بعد أن ظنوا أن « الريّس المبارك » لن يتخلى عنهم! … ولكن الإلتزامات الدولية أقوى من رغبته وأشد! … الغزاويون يقذفون « شرطة الريّس » بالحجارة والشرطة ترد بالغاز والرصاص! وزير خارجية « الريّس » يصرح بأنهم سيكسرون كل رجل تطأ التراب المصري بغير إذن!! … أركان النظام المصري وجنرالاته تأخذهم « العزة » و »النخوة » وتتعالى أصواتهم منددة بالإعتداءات الغزاوية « الحمساوية » على الشرطة المصرية ويطالبون بالردع والقصاص!! … الغريب أننا لم نسمع لهذه الأصوات ركزا إذا تعلق الأمر باعتداءات صهيونية على مواطنين وشرطة مصرية داخل التراب المصري ، وحالات الاغتيال الصهيوني لمواطنين مصريين فاقت الخمسين حالة وكلها موثقة كما يذكر الكاتب فهمي هويدي ومع ذلك لم نسمع برد مصري ولا بطلقة أو حجر تجاه المعتدين أو ـ حتى ـ احتجاج وظلت أرجل الصهاينة لم تكسر وبنادقهم سليمة تقنص من تشاء! بل لعلهم يستحقون الشكر من « الريّس » وجنرالاته لأنهم ينشرون الشهادة ويخففون من عبء الحكومة المصرية! … أسود على إخوانهم وأمام الأعداء نعام! 17 مارس 2008 (المصدر: مجلة « كلمة » (شهرية – اليكترونية)، العدد 62 لشهر أفريل 2008)

 

المؤسسات الفرنسية تواجه تحدي ممارسة الشعائر الاسلامية في اماكن العمل

ورطة تفرض خيارين: تسامح حذر او تشدد غير مضمون العواقب

 
باريس ـ القدس العربي من فوزي سعد الله: احتضن معهد العلوم السياسية في العاصمة الفرنسية باريس يوم الخميس ندوة نظمتها الجمعية الوطنية لمدراء الموارد البشرية حول موضوع المطالب الشعائرية للعمال داخل المؤسسات الفرنسية. وتعني المطالب الشعائرية الطقوس الإسلامية بشكل خاص التي فوجئ العديد من المؤسسات الفرنسية في السنوات الأخيرة بحتمية إيجاد سبل للتعامل معها، وبالتالي ضرورة الاجتهاد في البحث عن صيغة لإدارتها حفاظا علي الانسجام والفعالية داخل المؤسسات. ومن بين ما خلصت إليه الندوة ضرورة التفكير في صيغة للتعامل مع الأعياد الإسلامية كعيد الأضحي بصورة خاصة الذي أصبح يسبب تشنجات في العلاقة بين الأجراء المسلمين ومسيري المؤسسات، لأن فرنسا، رسميا، دولة علمانية ولا تحتفل بالأعياد الدينية. وسيلي ندوة الخميس الماضي ورشة يوم 25 نيسان/أبريل حول تسيير العلمانية في عالم الشغل في مقر المجلس الفرنسي الاقتصادي والاجتماعي في باريس. في حديث لها مع القدس العربي ، قالت دنيا بوزار، الخبيرة في الشؤون الإسلامية والعضو السابق في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ان تراجع حساسية العمال المسلمين تجاه هذا الموضوع يتوقف علي إشعارهم بأن المؤسسات الفرنسية تبذل مجهودات لإيجاد الحلول للإشكاليات المتعلقة بطقوسهم. وذكرت أن مشكلة مسؤولي الموارد البشرية في التعاطي مع مطالب العامل المسلم تكمن في كونهم لا يعرفون الديانة الإسلامية عكس حالة اليهودية القريبة من عوالمهم الثقافية . وهذا ما يؤدي الي الوقوع في الأحكام المسبقة والصور النمطية التي قد ينزلق المسؤولون، عن جهل، في فخها عند تقييمهم لعمل الأجير المسلم . ولا شك أن الصورة السلبية الرائجة عن للإسلام لا تساعد علي توضيح الرؤية لإطارات الموارد البشرية. وأضافت دنيا بوزار أن هذه الوضعية كثيرا ما تؤدي الي النظر الي الأجير المسلم كمسلم أكثر منه كأجير بكل السلبيات التي توحي بها صفة المسلم في مخيال الإنسان الغربي. وكشفت ندوة معهد العلوم السياسية أن الاتجاه العام داخل المؤسسات الفرنسية يسير باتجاه القبول التدريجي لمسيري المؤسسات بإعادة ضبط إدارة مواردهم البشرية بالأخذ بعين الاعتبار المعطي الديني. ودعت دنيا بوزار، في هذا السياق، مُسيّري المؤسسات الي رفض التصرف بالمنطق الديني عند تقييم سلوك الأجير مهما كانت المبررات . في الواقع، يجد العديد من المسؤولين في المؤسسات الفرنسية أنفسهم محتارين في كيفية التعامل مع الظاهرة الدينية في أماكن العمل. وهم عادة أسري خياريْن: إما أن يلبوا، باسم التسامح الديني، مطالب العمال الذين يرون أن علي إداراتهم أن تأخذ بعين الاعتبار ظروفهم العقائدية، أو أن يرفضوا ذلك متسببين أحيانا في خلق أجواء من التوتر بينهم وبين العمال المعنيين الذين كثيرا ما يعتبرون مثل هذا الرفض، وبشكل آلي، تصرفات عنصرية لا أكثر. ومن بين المشاكل العملية في فضاءات الشغل الفرنسية، وإن بدت بسيطة، رفضُ بعض العمال المسلمين لمْس ما هو محرم عليهم في دينهم كالخمر، من باب لعن الله حامله وبائعه وشاربه ، ورفض تخزين زادهم في نفس ثلاجة غير المسلمين بحجة احتوائها علي لحم غير حلال ومشروبات كحولية، وعدم قبول البعض الآخر الاختلاط بين الرجال والنساء داخل المؤسسة. كما قد تطرح العلاقة بين الطبيب والمريض، في حال عدم انتمائهما الي نفس الجنس، إشكاليات خلال الفحوصات الطبية. ولا يفهم آخرون لماذا لا تسمح لهم بعضُ المؤسسات بارتداء الأزياء الذكورية والنسائية التي ترمز للديانة الإسلامية كالخمار والحجاب وأزياء أخري. وقد تعرضت صحافية من المشرق العربي، قبل نحو سنتين، الي ما وصفته بتمييز في حقها من مسؤولي مؤسسة إعلامية فرنسية كبيرة في باريس لمجرد أنها ترتدي الحجاب حيث لم يُقبل ترشحها للعمل فيها، ما أدي بها الي نشر مقالة حول هذه القضية علي صفحات يومية عربية دولية في الأيام الأخيرة. كما يطرح صيام رمضان بعض الإشكاليات في المؤسسات التي ترفض ان تضبط أوقات الاستراحة من العمل، بالنسبة للصائمين، مع مواقيت الإفطار، هذا بالإضافة الي مطالب الذين يرون أن من حقهم التمتع بفضاءات لأداء صلواتهم. غير أن عددا من الحالات، تؤكد وجود من يفتعلون هذه الإشكاليات بمنطق الصراع بين الإسلام والكفر ومحاولة فرض الممارسات الإسلامية علي المجتمع الفرنسي أو حتي استخدام الدين كورقة ضغط مثلما تُستَعمَل النقابات كما تؤكد ذلك الخبيرة دنيا بوزار. ما يعطي فرصة للذين يتخوفون من الإسلام أو الذين يكرهون المسلمين من استخدام ذلك ضد المسلمين. ولا شك أن الأحكام المسبقة تلقي بثقلها في التعامل مع الظاهرة الدينية داخل المؤسسة ، حسب دنيا بوزار، لأن المؤسسات عادة تعتبر المسلمين أصوليين والأصوليين مسلمين . في هذا السياق أظهرت المؤسسات الفرنسية،حسب الجمعية الوطنية لمدراء الموارد البشرية، قدرة معتبرة في الوعي بالتحدي الذي تفرضه التحولات الديمغرافية الطارئة علي البلاد، بما فيها مشكل هرم المجتمعات الأوروبية. وكشفت الإحصائيات أن 58 بالمئة من أكبر المؤسسات الفرنسية وضعت لتحديات الديمغرافية الجديدة من بين اهتماماتها الأساسية الثلاثة الأولي في السنوات القادمة، مقابل معدل أوروبي يقدر بـ 54 بالمئة، فيما بلغت هذه النسبة 70 بالمئة في ألمانيا و32 في بريطانيا. علي سبيل المثال، لا تري المؤسسات الفرنسية الكبيرة علي غرار توتال النفطية، و غاز دو فرانس و فِينْسِي أو حتي لورْيالْ ضررا في إعادة ضبط عقارب سياساتها للموارد البشرية مع المعطي الديني داخل المؤسسة والمعطي الإسلامي علي وجه الخصوص. وقامت لوريال مؤخرا، علي سبيل المثال، بتوظيف فتاة متحجبة متخرجة من معهد فرنسي للتجارة في منصب عال، ما فاجأ العديد من الموظفين من جهة، ودفع بأخريات الي طلب السماح لهن بارتداء الحجاب. بل ذهبت عدد من هذه الشركات الكبري الي حد المساهمة منذ نحو عام في فريق عمل تديره جمعية ديناميكية ـ تنوع التي تشرف عليها الباحثة دنيا بوزار، الفرنسية ذات الأصل الجزائري، التي ستصدر في التاسع من نيسان/أبريل كتابها الجديد Allah, mon boss et moi (الله، صاحب عملي وأنا). وليست المرة الأولي التي تقوم فيها الجمعية الوطنية للموارد البشرية بتنظيم النقاشات حول ممارسة الشعائر الدينية داخل المؤسسات الفرنسية بل سبق لها أن قامت بمبادرة مماثلة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، تعرضت فيها الي التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المجتمع الفرنسي والتحديات التي تفرضها هذه التحولات علي المؤسسات الفرنسية بمختلف قطاعاتها وتخصصاتها. وكان من بين محاور النقاش فيها المؤسسة، التنوع والعلمانية وبمشاركة إطارات اقتصادية وباحثين وخبراء في الشؤون الإسلامية، سواء كانوا فرنسيين مسلمين أو من معتقدات أخري، إضافة الي الأميرال فرانسوا ديبون المفتش العام للجيوش الفرنسية الذي أتي لتسجيل تجربة المؤسسة العسكرية في استيعاب وإدماج الآخر الذي ينتمي الي معتقدات حديثة الوجود نسبيا في فرنسا. وقال الأميرال حينها لدينا منهجية في إدارة مواردنا البشرية تهدف الي تحقيق الإدماج ضمن مجموعة، ما يجعل هذه المنهجية تقوم علي احترام التنوع الديني ، مضيفا نريد أن يشعر الذين يشتغلون ضمن نفس المجموعة بأنهم ينتمون الي نفس الأمة . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)


رواية «الاغتصاب».. البحث عن الهوية ورصد تحولات المجتمع التونسي

 
مروة كريدية (*)   «الاغتصاب» رواية جديدة للروائي التونسي الهادي ثابت، وهو الأديب المعروف ومترجم للعديد من الأعمال الأدبية الفرنسية لا سيما ما يعنى بأدب الخيال، وتقع الرواية في نحو 224 صفحة من القطع الكبير، وصدرت عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، أما تشكيل الغلاف فهو من للفنان أمين الصيرفي. تعد هذه الرواية من أجرأ الروايات التي تعني بالأوضاع السياسية والأيديولوجية في الدول العربية، وهي ترصد بعمق معظم التحولات الثقافية والاجتماعية في بنية المجتمع التونسي خلال فترة الستينيات من القرن العشرين وما صاحبها من انعكاسات على تشكيل الهوية الوطنية. يشكل أبطال هذه الرواية المشهد الاجتماعي والثقافي للأحداث الدائرة فيها وهم: العاتي بطل الرواية، وعمران وبرهان ووردة وهرقل وفرجاني والإسطمبولي وغيرهم، حيث تعيش هذه الشخصيات في فترة نكبات وانكسار سياسي. فالعاتي يمثل الشعب الذي تعرض للحبس والتعذيب إثر أحداث الشغب التي تلت موت الفتى في زقاق حي البرج، وهو -إذ يرفض الإدلاء بأية معلومة عن التنظيم اليساري الشيوعي وأسماء المنتسبين إليه- فإنه يتعرض للاغتصاب على يد جلاديه، ورغم إيمانه الشديد بقضاياه وقيمه ومبادئه، إلا أنه يتحول عنها جميعا نتيجة للهزائم المتكررة والاغتصاب الجسدي والفكري الذي أنهك قلبه. وينتقل بعدها إلى باريس، حيث يتعرف إلى أحد الأصوليين الذي يعرض عليه السفر إلى باكستان، ومن ثَم فإنه يُجنَّد في صفوفهم بعد أن يتحول عن أفكاره اليسارية ليتبنى الأفكار الأصولية، وينتهي المشهد الأخير للرواية في باكستان. تعالج الرواية إشكالية مهمة جدا في مجتمعاتنا العربية، حيث إن التطرف يكون وليد القمع والاغتصاب الجسدي والفكري والروحي، فالكاتب عرض لاغتصاب الجسد الذي تعرض له العاتي، كما تعرضت له أيضا وردة تلك الفتاة التي انخرطت في التنظيم، واغتصاب الروح الذي يتعرض له المجتمع كله كل يوم.. واغتصاب الفكر الذي تعرض له المثقف الذي يدفع ثمن أفكاره.. لقد اهتمت الرواية بنقد السلوك المجتمعي السائد، من خلال انتقاد التأويلات التي يعتمدها أبناء المجتمع كثوابت جاهزة، وهي نفسها التي تقف وراء تخلف الشعوب كما تمنع الأفراد من استشراف التجارب البشرية. فقد اتجه الكاتب إلى المنحى التاريخي الأركولوجي ممزوجًا بالرؤية السياسية لسرد أحداث روايته التي تناقش العديد من القضايا التي تتعلق بالأحداث الراهنة، والتي تعد مناقشتها من المحرمات، حيث ينجح من خلال سرده المملوء بالتحليل والاستنطاق والوصف، في تفكيك الثوابت المجتمعية وزلزلتها من خلال تركيب صورة خاصة للشخصيات التي تساعده في بناء العالم التخيّلي للنص، أما فيما يتعلق بالزمان فإن الأحداث متسلسلة تقع بين مشهدين: القتل في بداية الرواية والسفر في نهايتها ، مصورا آلام الأشخاص بشكل سريالي أحيانا. يذكر أن الكاتب يطل علينا بروايته هذه بعد تجربة طويلة في مجال أدب الخيال العلمي، وبعد أن نال عن روايته «القرنفل لا يعيش في الصحراء» جائزة كومار الذهبية عام 2004، حيث تشكل الرواية التجليات الأيدلوجية والعقائدية والثقافية، فاتحًا أفقًا جديدا في عالم الإبداع. (*) أديبة لبنانية (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 مارس 2008)


الدين والإرهاب في علاقة مصطنعة

 

 
د.عبد الإله بلقزيز حين كانت عواصم البلدان الغربية ومدنها الكبرى تهتز تحت ضربات منظمات العنف الثوري مثل « الألوية الحمراء » الايطالية، و »بادر ماينهوف » الألمانية، و »العمل المباشر » الفرنسية، و »الجيش الأحمر » الياباني، و »إيتا » الاسبانية، و »الجيش الجمهوري الايرلندي » وسواها مما عرف في سنوات السبعينات باسم منظمات « الإرهاب الثوري ». لم يكن أحد من الدارسين أو من الساسة الغربيين يهرع إلى تقديم تفسير ديني أو ثقافي للظاهرة في ذلك الحين. لم يكن يقال مثلاً إن الأمر يتعلق « بإرهاب مسيحي » أو بإرهاب يستلهم تعاليم المسيحية في رفض الظلم الاجتماعي وفي الدعوة إلى العدالة. ولا كان يقال حتمي إنه « إرهاب ماركسي » أو يجد تفسيره في النص الفكري الماركسي. ليس لأن الكنيسة والأحزاب الشيوعية في الغرب استنكرت هذا « الإرهاب الثوري » بشدة وهانت سمعة المسيحية والماركسية، وإنما لأن الحاجة إلى التوسل بعوامل الدين والثقافة لم تكن قد تولدت في ذلك الحين لتفسير مثل تلك الظواهر ولبناء سياسات على مقتضاه. كان الذهن ينصرف حينها إلى التعليل الاجتماعي الاقتصادي، أو إلى التعليل السياسي، للظاهرة ليقع التركيز أكثر على الأزمات الداخلية للرأسماليات الغربية وعلى النتائج التي يولدها التفاوت الطبقي في مجتمعاتها من تهميش متزايد للقوى المنتجة ومن إضعاف للطبقة الوسطى ومن فقدان متعاظم للثقة في النموذج الاجتماعي البرجوازي السائد.. ثم ليقع التركيز على أزمة الديمقراطيات الغربية وإخفاقاتها في استيعاب قوى اجتماعية وسياسية متمردة على نموذجها السياسي، وفي إقناع الرأي العام واليسار غير الشيوعي منه خاصة بفوائدها. وكثيراً ما جنح التفسير الاجتماعي لتلك الظاهرة لربطها بالمناخ السياسي والنفسي للجيل الجديد المتمرد على السياسة اليمينية واليسارية على السواء منذ انتفاضة مايو/ أيار 1968: جيل الوجودية والقلق الفكري والثورة الجنسية والثورة الاجتماعية على الذوق والغناء واللباس وكل ما يرمز إلى المجتمع البرجوازي. كانت هذه حال الغرب مع ظاهرة من ظواهر الإرهاب فيه قبل ثلاثة عقود. وكنا في الوطن العربي على موعد مع ظاهرة أعنف وأسوأ قبل أوروبا وبعدها هي إرهاب الدولة الذي تقوم به « إسرائيل » منذ اغتصاب فلسطين قبل ستين عاماً. أمام إرهابها الأعمى، الذي حصد أرواح مئات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين، واعتدى على حرية أضعاف أضعاف هذا العدد من البشر وعلى الأرض والمقدسات والرموز، وسرق الأرض واهتضم الحقوق.. لم يكن أحد منا يتحدث يوماً عن الإرهاب اليهودي أو يشغف بتفسير هذا الإرهاب برده إلى تعاليم التوراة (وقطعاً لم يكن مثل هذا التفسير وارداً في الغرب). كنا نقول ولا نزال إنه شديد الصلة برؤية صهيونية سياسية وقومية رجعية تقوم على إنكار الآخر ومحوه (لأنها تستند إلى مشروع استيطاني إحلالي). وكان اسمه الدارج في خطابنا وأدبياتنا (وحتى لدى القوى الدينية عندنا: مسيحية وإسلامية) الإرهاب الصهيوني الذي يُردّ إلى عوامل سياسية في المقام الأول. ما الذي تغير في طبيعة هذه الظاهرة القابلة للتفسير الاجتماعي والسياسي حتى أصبح تعريفها دينياً، وتلازم معناها مع الإسلام حصراً ومن دون سواه من بقية الأديان؟ لماذا تعطيل التفكير بمنظومة الأسباب والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لفهم هذه الموجة الجديدة من العنف الإرهابي التي تمثلها اليوم شبكات عمل مسلحة ينتمي العاملون فيها إلى العالمين العربي والإسلامي؟ ولماذا الإصرار على النظر إليها بوصفها تعبيراً عن ثقافة دينية (إسلامية) تحرض على كراهية الغرب وتحرض على ممارسة فعل العنف والقتل؟ لماذا اتهام عقيدة الإسلام بإنتاج ثقافة الإرهاب وتبرئة السياسات الدولية العدوانية والمحلية القمعية من التهمة؟ ليس عسيراً علينا أن ندرك الأسباب التي تحمل أوساطاً سياسية وإعلامية في الولايات المتحدة وفي بلدان أوروبا على ربط ظاهرة الإرهاب بالإسلام، وهي عديدة ومتنوعة منها الحاجة إلى إيجاد عدو عالمي جديد يعوض عن زوال العدو الشيوعي (ووجود هذا العدو الجديد ضروري حتى يتماسك الغرب وراء السياسة الأمريكية ويسلم لها القرار الدولي)؛ ومنها صرف الانتباه عن مسؤولية السياسات الدولية العدوانية ضد الشعوب العربية والإسلامية وضد حقوقها الوطنية والقومية في إنتاج حال من الحنق الجماعي ومن الكراهية للدول التي تخوض الحروب الظالمة وترعى الكيان الصهيوني وجرائمه وتحويل النتائج إلى مسببات. غير أنه سيظل من العسير علينا أن نفهم ذلك الانخراط العربي المتحمس في لوك وترداد مفردات الخطاب الغربي حول الصلة بين الإرهاب ومقدماته الثقافية في الدين! أليس ذلك ما نقرأه اليوم في بعض الكتابات الصحافية العربية « المناضلة » ضد الإسلاميين، وفي بعض نصوص باحثين عرب في مجال علم الاجتماع السياسي؟ إن الرموز والتعاليم الدينية لا تصنع ظواهر اجتماعية من هذا الحجم وإنما تصنعها الشروط الاجتماعية القاسية التي يمر بها أولئك الذين يقذفون بأبدانهم إلى الموت. إن حسبانهم لأفعالهم جهاداً إنما هو من باب إسباغ الشرعية على فعل قتل النفس المحرّم في الإسلام. إذا أخطأوا فهم النص، فلا تجب محاسبة النص. الأهم من ذلك أن التحجج بالدين في الحديث عن الإرهاب إضراب عن النظر في الأسباب التي تنجبه: في الحروب العدوانية، والتهميش الاجتماعي، والقمع، واليأس.    الوطن(لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 29 الصادر في 4 أفريل 2008 


بعيدا عن الرجولة المزيفة والنّسوية المزعومة

 
 
سعاد نصيري   لا نفتأ نردد في كبرياء كاذب وزهو زائف آيات قرآنية نظن أنها تنطبق علينا اليوم مثل قوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس ». وترانا نتباهى أمام الجميع بشجاعتنا وإيماننا بقضايانا وبطولاتنا العظيمة وننسى أو نتناسى غيرنا من الشعوب والأبطال الذين تركوا أوطانهم وحياة الرفاه بأمريكا وأوروبا الغربية المتقدمة وجاؤوا بالمئات ينخرطون في المقاومة التي عرفتها بلداننا بفلسطين ولبنان والعراق… ولا يملك المرء حين يتذكر بطولات هؤلاء الأبطال والبطلات الغربيين إلا أن يشعر بالصغار والمهانة. كيف لا والحال أن فتاة في مقتبل العمر تدعى «راشيل» كوري أمريكية الجنسية طالبة تتخلى طواعية عن حياة الرفاه والنعيم التي كانت تعيشها في أمريكا أعظم دولة في العالم في كنف أسرة ميسورة الحال لا تشكو فقرا ولا حاجة ولا خصاصة قادها حب الاطلاع عندها إلى توثيق جرائم الصهاينة بفلسطين المحتلة بعد الانتفاضة الثانية سنة 2000. وكانت قد انخرطت هذه الشابة بالحركة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني. فاندفعت بكل صدق إنساني وحب أنثوي إلى فلسطين تريد التخفيف من معاناة هذا الشعب الذي يعرف إبادة مستمرة فقبلها الشعب الفلسطيني أحسن قبول واحتضنها فعاشرتهم كواحدة منهم تقدم لهم يد المعونة ترشدهم وتصبّرهم وتقاسمهم معاناتهم بما يخفف عنهم مظلمة القرون إلى أن كان اليوم المشهود. قرر الفريق الناشط في مقاومة الاستيطان التصدي لغطرسة الصهاينة وإيقاف زحف الجرافات على شجر الزيتون والبرتقال فوقفت « «راشيل» » كاللبؤة متنمرة في مسار جرافة إسرائيلية تخشاها الجبال فتتهاوى ركاما وتتطاير أمامها الأشجار والحيطان قبل أن تدهمها. وقفت « «راشيل» وكلها » عناد وإصرار كالنخلة الباسقة والسنديانة السامقة وتقدمت آلة الموت الرهيبة رويدا رويدا تزمجر وتعربد وصدمت «راشيل» فلم تخف ولم تتردد ولم تضعف خوفا من الكارثة التي ستحرمها مستقبلا مشرقا ينتظرها هناك في أمريكا ولا عروسا وسيما يقلها أفخم السيارات ويهديها أفخر الملابس، زهدت «راشيل» في ذلك وأبت إلا أن تلقى الموت وجها لوجه حقيقة لا مجازا وواقعا لا كلاما. ولم تكن «راشيل» ساذجة تنتظر الرحمة من أعداء الرحمة قتلة الرضع والأنبياء والشيوخ… ولا مغامرة تنتظر بطولة مزيفة. لقد كانت «راشيل» واعية كل الوعي بدموية الصهاينة وصلفهم ولكنها كانت تحقد على هؤلاء المجرمين وكانت لا تخافهم وتريد أن تتحداهم. مرت لحظات كأنها الدهر حين شاهد الحضور مشهدا فظيعا رأوا فتاة غضة في رقة العصفور ولين غصن البان تدهس بكل وحشية من قبل جبل الحديد المجهز بأفظع سكين فتمزق الجسد الرقيق إربا إربا لتصعد صيحة مبحوحة وترتفع حشرجة مكتومة وينهمر بعدها الدم. أجل لقد سقطت «راشيل» مضرجة بالدماء تحت سنابك مغول العصر. غير أنه ومن العجيب حقا وبمجرد سقوط «راشيل» رأى الجميع ذلك الجبل الحديدي يتهاوى في مزبلة التاريخ جارفة كل المجرمين القتلة في حين سطع قمر «راشيل» عاليا مضيئا الكون. وعرف القوم بعد ذلك لماذا ينتصر الدّم على السّيف! وتذكرنا تلك الأبيات الرائعة لأعظم شعراء العرب حينما قال: وقفت وما في الموت شك لواقف    كأنك في جفن الردى وهو نائم تمر بك الأبطال كلمى هزيمة       ووجهك وضاح وثغرك باسم رحمك الله يا «راشيل» وجعلك عبرة لمن يعتبر ورمزا للعطاء والإنسانية والصدق!!    الوطن(لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 29 الصادر في 4 أفريل 2008 
 


 

ديمقراطيات محظوظة بمجتمعاتها منكوبة بحكوماتها

 
مالك التريكي (*) يسود الانطباع بأن هنالك اليوم وحدة في الموقف بين السياسيين والمواطنين في كل من بريطانيا والولايات المتحدة بشأن وجوب إنهاء احتلال العراق. بل إن كثرة الانتقادات للاحتلال والمطالبات بتحديد جدول زمني للانسحاب تُخيِّل للمرء أن هنالك إجماعا سياسيا وشعبيا في البلدين حول هذه القضية وأنه لم يوجد فيهما من كان حتي وقت قريب يؤيد الغزو والاحتلال. إلا أن هذه الوحدة في الموقف بين الطبقة السياسية والقطاعات الشعبية إنما هي وحدة ظاهرية فحسب. ذلك أن المواطنين قد كانوا سبّاقين إلي مناهضة الغزو والاحتلال منذ أن تكشفت نيات جورج بوش وتوني بلير العدوانية في مطلع عام 2003. وقد تعزز موقفهما وتأكد صوابه خلال الأعوام الماضية بما تراكم من أدلة براءة العراق قبل الغزو، ومن أدلة جرائم الاحتلال بعده. أما الساسة في الولايات المتحدة، وبدرجة أقل في بريطانيا، فإنهم لم يأخذوا في الإعراب عن مآخذهم علي الاحتلال إلا عندما تبين أنه لم ينجح! أي أن هؤلاء السياسيين المحترفين ما كانوا ليحركوا ساكنا لو أن مغامرة الاحتلال سارت علي ما يرام فاستتب الأمن للغزاة واستوثق الأمر في المُلحقيّة العراقية للسلطة المركزية في واشنطن ولندن، وما كانوا ليرفعوا صوتا لو لم يُقتل أبناؤهم ولم تبدد أموالهم، ولم يتورطوا طيلة هذه الأعوام في مستنقع كانوا يظنون أن جنودهم سيخرجون منه في غضون ثلاثة أشهر! ولهذا ما إن أصبحت الأنباء تذكر في الفترة الأخيرة أن القتل في صفوف قوات الاحتلال أخذ يقلّ وأن درجة الفوضي بدأت تنخفض منذ وصول التعزيزات العسكرية الأمريكية، حتي آبت بعض الأصوات السياسية، خاصة في الولايات المتحدة، إلي موقفها الأصلي واستأنفت تبريرها للاحتلال وكلامها عن الاستقرار والأمن والديمقراطية.. الخ. ذلك أن الطبقة السياسية في الولايات المتحدة، وبدرجة أقل في بريطانيا، ليست ضد الاحتلال من حيث المبدأ، إنما وجه اعتراضها هو علي عدم نجاعة هذا الاحتلال وعدم كفاءة القائمين عليه في واشنطن ولندن سياسيا وإداريا، وعلي تكبيده البلدين أثمانا باهظة في الأرواح والأموال. وبهذا يتبين أن موقف المواطنين متفوق علي موقف السياسيين من الناحية الأخلاقية لأنه موقف مبدئي ملتزم بالشرعية، رافض لغزو البلدان. علي أن لدي النائب البرلماني البريطاني جورج غالواي، المعروف بالتقدمية والاستقلالية، رواية تبين أن المواطنين يَرجحون الساسة ويفضُلونهم ليس في الحس الأخلاقي فحسب بل حتي في الوعي السياسي. حيث يروي أن كثيرا من زملائه في مجلس العموم يقولون له إنهم لو كانوا يعلمون ما يعلمونه الآن حول أساليب التلفيق والتضليل والتهويل التي لجأت إليها الحكومة لما صوتوا بالموافقة علي شن العدوان علي العراق، فيرد عليهم بما عهد فيه من الصراحة والفصاحة: إنكم لستم أهلاً لأن تكونوا أعضاء في البرلمان لأنكم إما أن تكونوا أغبياء أو أشرارا . وما يعنيه أنه إذا كان أي نائب في البرلمان البريطاني قد أدرك، مثل بقية خلق الله، حقيقةَ أن قرار الحرب قد اتخذ في واشنطن أصلا وابتداء بحيث أصبح مفروغا منه، وأن البحث عن الذرائع والتعلاّت قد أتي مجرد استكمال في مرحلة لاحقة (لأنه لا بد من تبرير ما لتسويغ القرار وتسويقه للرأي العام)، وعمد النائب رغم ذلك إلي التصويت بالموافقة علي الحرب، فإن مسلكه هذا يكون الشر بعينه. أما في الحالة الأخري، فإنه قد كان من الغباء فعلا ألا يدرك عضو في البرلمان، من المفترض أن يكون ممسكا بنبض الشارع، الحقيقة الجليّة التي أدركتها الملايين في جميع أنحاء العالم حتي من قبل أن تقع الحرب، وحتي من قبل أن تتبين أي من الأدلة التي أصبحت معروفة الآن حول براءة العراق من تهمة امتلاك أسلحة الدمار، وحول براءته من تهمة تهديد أي من الجيران، ناهيك عن تهديد دول قوية وقصية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وحول انعدام أي ذريعة بالتالي للعدوان عليه. هذه الحقيقة كانت من الوضوح، بل من البداهة، إلي حد أن عدد المتظاهرين الذين خرجوا إلي الشوارع في حوالي ثمانمائة مدينة في مختلف أنحاء العالم للاحتجاج علي قرار العدوان قد تجاوز يوم 15 شباط (فبراير) 2003 أحد عشر مليون نسمة! حتي أن مجلة نيويوركر قالت إن تلك ربما تكون أكبر مظاهرة عالمية في التاريخ البشري علي الإطلاق. بل إن صحيفة نيويورك تايمز قد رأت في الموقف الأخلاقي الموحد الذي اتخذته المجتمعات المدنية في معظم بلدان العالم يومئذ من القضية العراقية دلالة عظمي بالنسبة لتطور المجتمع الدولي في مطلع القرن الحادي والعشرين، حيث لم تتردد في الإعلان بأن تلك المظاهرة الضخمة المؤيدة للشعب العراقي بينت أن الرأي العام العالمي قد أصبح هو القوة العظمي الثانية في عالم اليوم! قوة مستمدة من مدنية الحق قبالةَ قوة مدججة بهمجية البأس. وبلدان ديمقراطية محظوظة بشعوبها الأبيّة منكوبة في نخبها السياسية!  (*) إعلامي تونسي (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)
 

العرب وإفريقيا
 
عبد اللطيف الفراتي (*)   نشرت الأسبوعية الفرنسية «جون أفريك» التقييم السنوي الذي تعودت عليه بشأن أهم خمسمائة شركة في الدول الإفريقية الخمسين أو تزيد.   وباستثناء جنوب إفريقيا التي تعتبر دولة متقدمة ويكاد يبلغ معدل الدخل الفردي فيها – آلاف دولار، فإن الدول العربية الإفريقية هي التي تحوز قصب السبق سواء في عدد أهم الشركات أو من حيث معدلات الدخل الفردي.   فمن بين 500 أهم شركة في القارة الإفريقية نجد كبريات الشركات في مختلف القطاعات وباستثناء جنوب إفريقيا منحصرة في دول شمال إفريقيا العربية، وتحتكر جمهورية جنوب إفريقيا وحدها 151 شركة تعد من أكبر الشركات التي سماها الإحصاء من بين أكبر 500 شركة في القارة، فيما تحوز 4 دول عربية هي مصر والجزائر والمغرب وتونس 159 شركة من كبريات الشركات في القارة، وفي ترتيب أكبر مائة شركة في القارة من حيث رقم المعاملات، فإننا نجد أن جمهورية جنوب إفريقيا تتوافر على 51 شركة أي أكثر من النصف تليها مصر بعشر شركات ثم المغرب والجزائر بثماني شركات لكل منهما ثم تونس ونيجيريا بثلاث شركات لكل منهما ثم الكاميرون بشركتين اثنتين ثم بوتسوانا والغابون وزمبيا وأنغولا بشركة واحدة لكل منها، كل ذلك من بين الشركات المائة الأكبر في القارة الإفريقية.   وهناك دول عربية أخرى تمتلك شركات ضمن الخمسمائة الأولى دون أن تكون مرتبة ضمن المائة الأوائل منها السودان وموريتانيا وليبيا، ولا تملك لا جيبوتي ولا الصومال ولا جزر القمر وثلاثتها الأعضاء الباقون عن إفريقيا في الجامعة العربية أي شركة كبرى من الشركات الخمسمائة الأولى على مستوى القارة.   ومن بين الدول العربية في إفريقيا التي تتوافر على أكبر الشركات نجد المغرب في المرتبة الأولى بـ 55 شركة تليها مصر بـ 49 شركة ثم الجزائر بـ28 شركة ثم تونس بـ27 شركة على أن للجزائر الشركة الأكبر إفريقيا ومن بعيد وهي شركة سوناتراك البترولية التي يرتفع رقم معاملاتها إلى 62 مليار دولار تليها وبعيدا جدا ثاني أكبر شركة من جنوب إفريقيا بحوالي 12 مليار دولار.   ومن هنا يبدو أن عرب إفريقيا يحتلون مكانة بارزة في عالم الأعمال الإفريقي، ويشكلون وزنا ثقيلا يمكنهم استغلاله بحكم أسبقيتهم، التي لا تظهر في عدد الشركات الأكبر بل كذلك من حيث حجم الناتج الداخلي ومن حيث معدلات الدخل الفردي، فالدول العربية الأهم في القارة افريقية أي مصر والجزائر والمغرب وتونس تتوافر على مجموع ناتج خام يبلغ أكثر من 310 مليارات دولار (255 مليار لجنوب إفريقيا وحدها)، أما من حيث معدل الدخل الفردي فإنه هو الأعلى بعد جنوب إفريقيا التي وفي كل الحالات موضوع الإحصاء يقل عن الألف دولار غالبا أو يتجاوزها بقليل بينما يرتفع إلى حوالي 3 آلاف دولار بالنسبة للجزائر وتونس وينخفض إلى 1900 للمغرب و1350 لمصر وهو في كل الأحوال أعلى منه في كل الدول الإفريقية جنوب الصحراء بدون استثناء.   وهذا الوضع مضافا إليه الوزن الديمغرافي للقارة الإفريقية ( ما بين مليار ومليار و200 مليون ساكن حاليا) مرشحة لأن تبلغ حوالي مليارين من البشر في أفق 2050، يجعل هذه المجموعة البشرية مستقبلا في مستوى الثقل الديمغرافي للصين والهند معا أو أقل بقليل.   وبالتالي فهي اليوم تستقطب تسابقا كبيرا بين الولايات المتحدة من جهة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. ويغمز كل من الطرفين نحو إفريقيا التي تشكل بهذا الوزن سوقا بكرا في حاجة لمن يفتها باعتبار احتياجاتها لا فقط الاستهلاكية ولكن خاصة التجهيزية. كما أن جنوب إفريقيا تحتل مكانة بارزة في ما يمكن أن يسمى منطقة نفوذها أي الجزء الجنوبي من القارة أو ما يسمى أوروبيا بإفريقيا الأسترالية.   فهل يتفطن عرب إفريقيا ومن ورائهم عرب آسيا خاصة منهم من يتوافرون على فوائض مالية كبيرة لهذه الفرصة، وباعتبار أن المنطقة في حاجة كبيرة إلى مواد الاستهلاك ومواد التجهيز للنهوض واللحاق بالبلدان الأكثر تقدما، وباعتبار إمكانياتها المحدودة فإن اقتحامها على غرار ما تفعله أوروبا أو الولايات لمتحدة لا يمكن أن يتم إلا من خلال توفير الرساميل من جهة والسلع والخدمات من جهة أخرى لأي من خلال قروض التزويد التي يمكن أن تفتح أبوابا واسعة للصادرات العربية بحيث يقوم تعاون ثلاثي الأضلاع تستفيد منه الأطراف الثلاثة العربية ذات الوفرة المالية والعربية ذات الكفاءات العالية ومواد التجهيز والإفريقية الباحثة عمن يساعدها على النهوض.   وتدل دلائل عديدة على أن ذلك ممكن ولعل مظاهره الأولى بدأت منذ مدة عن طريق انتشار الإسلام بسرعة كبيرة في ربوع إفريقيا بدون جهد كبير على غرار ما يقوم به المبشرون المسيحيون بإمكانيات ضخمة، ولكنه لا ينتهي إلى ثمار كبيرة على غرار ما يحظى به الإسلام من إقبال مكثف رغم قلة الوسائل.   فإفريقيا جنوب الصحراء تعتبر امتدادا لإفريقيا شمال الصحراء العربية وللعرب بصفة عامة، ولعل التجربة التاريخية لسلطنة عمان في كينيا وطنجنيقا وزنجبار وجزر القمر وغيرها لأكبر دليل على نجاح التجاور وإمكانياته المستقبلية، فالتعاون العربي الإفريقي هو الأقرب إلى الواقع إذا عرفنا عربيا كيف نتفطن إلى إمكانياته ونستغل فرصته ولا نترك فرصا متاحة تفلت من بين أيدينا في غفلة وقلة انتباه منا.   وإذ بدأت القوى الخارجية بما فيها الصين والهند وحتى دول من أمريكا اللاتينية في الاهتمام بهذه المنطقة وإمكانياتها الضخمة فلعل على العرب المجاورين سواء على أرض نفس القارة أو المجاورين على القارة الآسيوية أن يكونوا أكثر حيوية في نسج علاقات لا تنتظر إلا فطنة وحركة لترتفع إلى أعلى الدرجات.   (*) كاتب من تونس   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 أفريل 2008)

طرح المشكلة الفلسطينية مشكلةَ تحرر وطني يطمس فرادتها

 
صالح بشير (*)   هل أصبنا، إذ حسبنا المسألة الفلسطينية، منذ ستين سنة على الأقل، شأنَ تحرر وطني، فسحبنا عليها ما يصحّ على حالات الاحتلال «التقليدية»، الناجمة عن توسع الغرب أثناء الحقبة الاستعمارية، وأسسنا نظرة للقضية الفلسطينية وفهما وخطابا ودعوة ومقارباتِ نضال ومطالبة على تلك المسلّمة، فأدرجنا القضية تلك في خانة ما اعتبرناه مألوفا وقاعدة مطردة؟   الأرجح أننا لم نصب، إما لقصور في إدراك خصوصية المسألة الفلسطينية، حدا إلى استسهالِ قياس واقعة عينية على منحى عام، دون التساؤل عن مدى سقم ذلك القياس أو سلامته، أو توخيّا لما اعتُبر جدوى هي المتمثلة في مماثلة حالة الفلسطينيين حيال الاحتلال الإسرائيلي بحالة شعوب أخرى، هي أغلبية شعوب العالم، مُنيت بالاستعمار وانعتقت من ربقته، لا يُطلب أكثر من تمكين الشعب الفلسطيني مما نالته ومن الانضواء في عاديتها.   مهما يكن من أمر، فإن المقاربة تلك قامت على مغالطة، وإن غير إرادية بالتأكيد، وعلى لبس، مفادهما الخلط بين أمرين واصطناعهما أو توهّمهما أمرا واحدا، هما السياق الذي انخرط فيه الاستحواذ على فلسطين من ناحية، وطبيعة ذلك الاستحواذ ومنطقه من ناحية أخرى. أما السياق ذاك، فهو التوسع الغربي، الذي تمكنت الحركة الصهيونية من ركوب موجته واستغلت ديناميكيته وجبروته، وأما منطق ذلك الاستحواذ وطبيعته، فيتبديان، لدى التمعن فيهما، من طينة فريدة، إذ ليس لهما من وشيجة مباشرة مع القوى الدولية التي كانت حاضرة في المنطقة، حضورا تاريخيا، شأن الإمبراطورية العثمانية، أو مستجدّا، شأن بريطانيا وفرنسا أو الولايات المتحدة في ما بعد.   فالاستيطان الصهيوني لفلسطين هو الواقعة الاستعمارية الوحيدة التي لم تصدر عن مركز إمبراطوري بعينه ترتبط به ارتباطا عضويا، ديموغرافيا وسياسيا. ولأن اليهود الذين وفدوا إلى فلسطين لم يكن لهم من علاقة من ذلك القبيل (العضوي) مع أي من الإمبراطوريات المعاصرة، فإن تجربتهم الاستيطانية لا تماثل أية تجربة استيطانية أخرى في العصر الحديث. ربما تبيّن البعض أوجه شبه بين نزوح اليهود إلى فلسطين ونزوح الأوروبيين، من إنكلترا خصوصا، إلى أميركا الشمالية، على أساس المعاناة المشتركة في مكابدة الاضطهاد والتعصب (الديني أو القومي)، ولكن أوجه الشبه تلك، وهي كما هو جلي بالغة العمومية، تتوقف عند ذلك الحد لا تتعداه، لأن الاستيطان في أميركا الشمالية تم في كنف الإمبراطورية البريطانية وترعرع في حمايتها واستظل بها، فلم تحصل القطيعة مع «الوطن» الأم إلا عندما صلب عود المستوطنات الأميركية وطمحت إلى الاستقلال (الذي تحقق وأفضى إلى إنشاء الولايات المتحدة).   وهكذا، فإن الباحث عن مثل ذلك التماثل بين الحالتين، قد لا يجده في العصر الحديث وفي الظاهرة الإسرائيلية المعاصرة، بل في تلك السردية التي صاغها ولاذ بها المستوطنون البيض في أميركا أسطورةَ تأسيس وإسباغ شرعية، وهم الذين كانوا، أقله بالنسبة إلى المؤسسين منهم، بروتستانت طهرانيين، شديدي التعلق بالتوراة بصفتهم تلك، عمدوا إلى تمثّل «تغيربتهم» على أنها استعادة لـ»سفر الخروج»، حيث اضطلع ملك بريطانيا جيمس الأول، مضطهد البروتستانت، بدور فرعون، وكان النزوح إلى العالم الجديد بمثابة خروج بني إسرائيل من مصر، والرحلة عبر المحيط الأطلسي صنو التيه في سيناء، وأميركا صورة «أرض الميعاد»، سوى أن الكنعانيين المحليين (الهنود الحمر) رحبوا بالوافدين وعلموهم زراعة الذرة ولم يقاتلوهم، ولكن ذلك لم يشفع لهم… لذلك، يمكننا القول أن مستوطني أميركا هم الذين تشبهوا بيهود الملحمة التوراتية وتماهوا معهم، على أساسٍ من تدينهم الشديد، أكثر مما استلهمت الحركة الصهيونية في فلسطين أنموذج «السابقة» الاستيطانية الأميركية.   فارق آخر بليغ الدلالة يشهد على فرادة تجربة الاستيطان الصهيوني، واستطرادا على فرادة المعضلة الفلسطينية، هو المتمثل في أن المسعى الاستيطاني اليهودي استهدف الحلول بديلا عن شعب، في حين أن كل استيطان عداه (نعني في العصر المعاصر له أي الحديث) لم يطلب في الغالب إلا فرض غلبة. مستوطنو الجزائر من الفرنسيين لم يسعوا إلى اجتثاث أبناء البلد الأصليين والحلول محلهم، بل أرادوا أن يكونوا لهم أسيادا، صفوة مهيمنة، عنصرا متفوقا، وكانو، لدوافعهم تلك، بحاجة إلى أبناء البلد قاعدةَ نصاب اقتصادي مجحف في حقهم، يكونون يده العاملة المسخّرة ومادته الخام. صحيح أن كل ذلك تم بعنف بالغ، مصادرة أراض ونهبا واستغلالا فاحشا وتهميشا وتقتيلا، لكن الحالة الاستيطانية الفرنسية كانت، في نهاية مطافها الذي لا يستوي لها عذراً أو ظروف تخفيف، من سوية تمييزية لا إبادية، وما كان لها إلا أن تكون كذلك، بالنظر إلى منطقها وغاياتها المنشودة، وإلا ارتدت على مصالح الفئة المسيطرة والمستفيدة منه. وربما صحّ ذلك حتى على جنوب إفريقيا أيام نظام الفصل العنصري، فذلك النظام، على ما اتسم به من فظاعة ومن شين ومن عنف بحق السود قل نظيره، لم يكن، وللأسباب ذاتها، ساعيا إلى إنجاز عملية استبدال ديموغرافي، استبدال شعب بآخر وجبّ الأصليين جبا مبرما وإلغاء وجودهم المادي لفائدة الوافدين والمستجلَبين.   حتى الولايات المتحدة، التي تُتخذ عادة مثالا على جرم إبادي ناجع وناجز، قد لا يكون أمرها كذلك، أقله ليس بالقدر الذي استقر في الأذهان وشاع. إذ ربما كانت إبادة الهنود الحمر عارضة إلى حد كبير أكثر منها إرادية، نجمت عما أدخله الإنسان الأبيض من تغييرات على منظومتهم البيئية، وهم الذين كانوا الأقرب إلى الطبيعة، عن الأمراض والأوبئة التي جلبها واستشرت بينهم قاتلة فتاكة لأنها لم تكن معهودة عندهم ولم يطوروا حيالها مناعة، أكثر مما نجمت عن أعمال القتل (التي لم تكن قليلة ولا نافلة بطبيعة الحال في مسار اجتراح الكيان الأميركي)، ولعل ذلك ما دفع إلى الاستعاضة عن أولئك الأصليين بـ»أصليين» آخرين، جيء بهم عبيدا من إفريقيا، وهو ما لا يقل إجراما عن أفعال الإبادة.   وحده المشروع الصهيوني بلغ، في ذلك الصدد الاستيطاني الشأو الأبعد والأكثر راديكالية، فاستبدل بشرا ببشر وشعبا بشعب مدنا بمدن وقرى بأخرى ومجتمعا بمجتمع، ثقافةً وحياةً اقتصادية إلى كل مناحي العمران والاجتماع. لم يشهد التاريخ ظاهرة شبيهة بهذه، تمازج فيها أداء تقني فائق مع ثقافة موروثة عن أوروبا الشرقية والوسطى (مأتى الأشكناز الوافدين من تلك البقاع والذين ابتدعوا المشروع الصهيوني وأنجزوه) يمثل «التطهير العرقي»، إيديولوجيا أو اقترافا، بعدا من أبعادها أكيدا وملازما، كما سبقت الإشارة في غير هذا الموضع، مع انتهاز انهيار الإمبراطوريات الشرقية القديمة، تلك العثمانية في قضية الحال، والتوسع الغربي الذي أعقبه.   كل ذلك للقول بأن قضية الشعب الفلسطيني أكثر من مجرد احتلال وحرمان من الحقوق الوطنية ومن السيادة حتى يفي في المطالبة بها والتعبير عنها، خطاب التحرر الوطني كما ورثناه عن حقبة مقارعة الاستعمار، على ما هو مبتذل عندنا وشائع. فحتى ذلك الخطاب لم يسلم من استراتيجية الاستبدال التي وصفناها، بإيجاز، في الأسطر السابقة، طالما الحركة قد أفلحت في الظهور بمظهر حركة التحرر وفي تصوير استحواذها على فلسطين استقلالا، قاتلت من أجله الانتداب البريطاني (الذي لم يكن في هذا الشأن متآمرا حصرا)، ونالت بذلك اعتراف العالم.   الاكتفاء بطرح المشكلة الفلسطينية على أنها مشكلة تحرر وطني، يطمس فرادة تلك المشكلة ومواطن الفداحة القصوى فيها، بوصفها مشكلة نفي وجود، بمعانيه الأكثر أولية ومباشرة وإخراجا من دائرة الإنسانية، وهذه مما يتعين ابتداع خطاب يتضمنها ويحتويها ويجسدها ويبلورها، وعيا ذاتيا وإيصالا للعالم. فتلك تراجيديا إنسانية كبرى لا يجب لبؤس النخب الفلسطينية وانتقادنا الشديد لها أن ينسينا إياها.   (*) كاتب تونسي مقيم بإيطاليا   (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أفريل 2008)

نحن والغرب… والمراهنات الخاسرة

 
محمد الحداد (*)      ليست دعوات استهجان الغرب واستنكاره بجديدة بين العرب، لكن الغريب أنه كلما زادت حاجتنا إلى الغرب وتصاعدت شحنات العنف الموجهة نحوه. ولئن كان صحيحا أن السنوات الأخيرة قد شهدت العديد من الإساءات الغربية المتعمدة للعرب والمسلمين فإن من المؤكد أيضا أن ما يكتب عندنا يوميا وما يقال حول الغرب وحضارته ودياناته وسياساته يحمل من الإساءة ما هو أكثر، ولقد تعودنا على الأمر فلم نعد نشعر بالحرج منه، وتعود الغربيون على صدور ذلك منا فلا يبدون تذمرا ولا يسارعون باحتجاج.   ويتميز الوضع الحالي بمتغيرين عميقين من الضروري التفكير فيهما والتحسب لانعكاساتهما. ويتمثل المتغير الأول في أن حاجتنا للغرب في تصاعد مستمر في مختلف الميادين الحياتية العامة مثل التكنولوجيا والطب والخدمات، ولم تتطور عندنا إلا نزعات استعداء الغرب وبلاغة شتمه وشعرية هجائه. إن الإصلاحيين العرب في القرن التاسع عشر كانوا يدعون إلى الاقتباس عن الغرب والإقتداء به والتعلم منه مع أنهم كانوا يعيشون في مجتمعات لا زالت قادرة على اللحاق بالمستوى الحضاري الغربي لو أنها اتخذت السبل الكفيلة بذلك. والدليل أن النهضة اليابانية قد بدأت بعد تجربة محمد علي في مصر ومحمود الثاني في تركيا فحققت ما لم يحققاه، والصين التي يرى العديد من المراقبين أنها ستكون عملاق القرن الحادي والعشرين بدأت نهضتها الحديثة في فترة قريبة من قيام ثوراتنا الاشتراكية المجيدة، لكن الفارق واضح للعيان بما يغني عن كل بيان. وفيما تحقق أمم كثيرة نجاحات واضحة فإننا نكتفي بتطوير أساليب الهجاء والتنديد. فإذا كان مصلحو القرن التاسع عشر قد قاسوا مجتمعاتهم على الوضع الأوروبي فإن أوضاعنا اليوم أقرب إلى أوضاع إفريقيا منها إلى الغرب. ولم تتعمق الهوة الحضارية بيننا والغرب وحسب بل هي تتسع بيننا وأوروبا الشرقية، وقد كان جزء منها عثمانيا، وبيننا وجزء كبير من بلدان آسيا وأميركا اللاتينية.   ويتمثل المتغير الثاني في أن الغرب أصبح بدوره يبحث عن طرق التخلص منا ومن مشاكلنا. لن يضيره أن نشتمه ولن يتخذ في القمة القادمة للدول المصنعة قرارا بشجب الإساءات العربية بحقه. لكنه لم يعد يواجه خطاباتنا العنترية بالاستخفاف، إنه يراها اليوم شاهدا على صدام حضاري حقيقي. ويستنتج منها أن سياسة التقارب التي اعتمدها في السابق لم تؤت أكلا ولم تجد نفعا. وكان العديد من الدول الغربية يسطّر في غير صالح العرب الذين لا يتمتعون بأقطار متفردة بوزن سياسي واقتصادي مهم في ساحة السياسة الدولية. ولا يقتصر الأمر على جانب السياسة بل يتعداه إلى المعيش اليومي للمواطنين المصنفين عربا. فسياسات منح تأشيرات السفر مثلا شهدت تصلبا كبيرا في السنوات الأخيرة وباتت تضيّق الخناق على سفر المواطنين العرب وتنقلاتهم الدولية، وخاصة منهم الشباب. وإذا ما تجاوز الفرد حاجز التأشيرة فإنه يصطدم باتساع الهوة بين مستوى المعيشة بين الضفتين. هكذا تنشأ عندنا أجيال من الشباب غير قادرة على أن تسافر وتطلع بنفسها على العالم المحيط بها وتتعلم وتسجل في جامعات غربية، وسيتضخم حتما تصورها المغلوط للغرب كتلةً واحدة لا هم لها ولا شغل إلا الإساءة للعرب والمسلمين. أو أنها سترى الغرب جنة موصدة أمامها فإما أن تركب المركب الصعب لاقتحامها مجازفة بالنفس والنفيس (موجات الهجرات السرية) أو أن تعوض عن خيبتها برفع درجة الاحتقان النفسي ضد حراس الجنة الممنوعة.   وتشير تقارير العديد من جمعيات المهاجرين العرب في الغرب إلى أن التشريعات في هدا المجال قد آلت إلى مزيد التصلب، ومن الواضح أن البلدان الغربية قد حسمت أمرها وفتحت حدودها لمواطني أوروبا الشرقية وأغلقتها أمام العمالة العربية. وفي الولايات المتحدة الأميركية يدخل سنويا عشرات الآلاف من طالبي الشغل والاستقرار من أميركا الجنوبية فيما ترفض طلبات الهجرة التي يتقدم بها بضعة عشرات من المتعاونين العراقيين مع الجيش الأميركي الذين يمثل بقاؤهم في العراق خطرا على حياتهم.   إن آخر المؤشرات التي تؤكد عمق الأزمة قد أتانا من أوروبا. فقد رفضت أغلبية البلدان الأوروبية مبادرة إنشاء منطقة متوسطية مشتركة، وهي مبادرة طرحتها فرنسا بدعم من جارتيها أسبانيا وإيطاليا. وقد لا تكون هده المبادرة في الأصل إلا صيغة مهذبة لمناقشة الحد من الهجرة السرية مقابل مساعدات في بعض الميادين المحدودة، ومع ذلك فلم تر غالبية البلدان الأوروبية فائدة من طرح الأمر بهذا الشكل ومن تخصيص أرصدة جديدة وفضلت أن تطور سياستها الأمنية بديلا وحيدا لما تراه مخاطر محدقة بها من الجنوب. فأين هدا من المشروع الأوروبي المتوسطي الذي كان قد أعلن في مؤتمر برشلونة سنة 1995 وكان يفترض منه أن ينتهي بعد عشر سنوات بإقامة شراكة كاملة؟   إن الخطر الحقيقي على مستقبل منطقتنا لا يتمثل في الغرب بل في استفحال النزاع بين متطرفينا ومتطرفي الغرب بما يمنع الكتلتين من الاحتفاظ بسياسة تقارب ولو بحدها الأدنى، إلا أن الأهم في الموضوع أن نكون واعين بأننا سنكون حينئذ الأكثر تضررا.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أفريل 2008)

فلتدفعوا ضريبة وجودكم هناك!

 
نوال السباعي (*)   في حديث مع أحد الإخوة في «قناة الجزيرة» عقب تفجر رد الفعل الإسلامي أول مرة على الرسوم (إياها)، تكلمت عن ردة فعل الفضائيات التي ساهمت في تأجيج الشارع في الاتجاه الخطأ (من وجهة نظري التي تقبل النقاش والرد)، وحثت القناة على استضافة رجال الفكر والدعوة في أوروبا ليستشاروا في الأمر، وليلقوا ضوءا أفضل على الحدث، فينقلوا للرأي العام في المنطقة العربية الأبعاد الحقيقية لما يحدث فيما يتعلق بتلك الرسوم، والتي كنا نشهد يوميا ومنذ 30 عاما رسوما مماثلة لها في الصحافة الأوروبية تمس كل الرسالات السماوية ودون استثناء. لكن الأخ فاجأني بعبارة تركتني صامتة مفكرة، كشفت عن البون الشاسع بين تفكير العرب والمسلمين في بلادهم وتفكيرهم في الغرب، وهم الذين لا تقدر أعدادهم بـ15 مليونا كما تذكر المصادر الرسمية، لأن هؤلاء من المهاجرين المسجلين لدى وزارات الداخلية الاتحادية، أما المسلمون في أوروبا فلا يمكن حصر أعدادهم، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة لمعتنقي الإسلام، والأعداد الهائلة من الولادات بين المسلمين مقارنة بالولادات بين المواطنين الأوروبيين.   قسم كبير من المسلمين وغير المسلمين الذين أتوا من المنطقة العربية منذ مطلع الخمسينيات إنما كانوا قد هاجروا من بلادهم بسبب الظلم السياسي والضغط الاجتماعي والاضطهاد الديني، إذ كان -وما زال- التعبير عن الأفكار الدينية السياسية جريمة، والانتماء إلى جماعة إسلامية معينة يستوجب الحكم بالإعدام. وكنا نسمع وما زلنا في سجون بعض بلدان المنطقة ومراكز «أمنها» وشوارعها من السباب والشتائم لنبي الإسلام والإسلام والذات الإلهية ما يفوق ألف مرة الاستهزاء الذي لحق بنا وبنبينا وبإسلامنا في الغرب، ولكن أحدا لم يحرك ساكنا في مواجهة الفظائع التي ارتكبت ضد المواطنين الذين يجهرون بانتماءاتهم السياسية الدينية (أو اليسارية)، ولم يجرد أحد حملة إعلامية للقضاء على عبارات السباب والكفر الخاصة بالدين المنتشرة في طول بلادنا وعرضها، كما لم يحرك أحد ساكنا يوم أهين القرآن الكريم في غوانتانامو قبل أسابيع فقط من نشر تلك الرسوم.   ما الذي مرر إهانة القرآن والإنسان في (غوانتاناماتنا) وفي غوانتانامو أميركا وجعل رسومات الدانمارك شوكة في الحلوق؟!   قال لي ذلك الأخ بعتب شديد: أتريدون أن تترك الأمة واجب نصرة نبيها خوفا على حياتكم وأموالكم هناك في الغرب، فلتدفعوا ضريبة وجودكم هناك!   تباينت البيانات وردود الفعل التي صدرت عن الحركات والمراكز الإسلامية في أوروبا فيما يتعلق بالرسومات، وراوحت ما بين الانبطاح والغضب، لكن معظمها اتصف برؤية سليمة للحدث تنبثق من كونه عملية استفزاز رخيصة وفردية ومحصورة، ما كان يجب علينا أن ننفخ النار فيها إلى الدرجة التي تسببت في مقتل أكثر من مسلم في أرجاء الأرض، كل منهم حرمته عند الله أعظم من حرمة الكعبة نفسها.   تلك «الانتفاضة المحمدية» التي عشناها بشكل مذهل بين «نفاق الغرب ورياء العرب» كما قال المستعرب الإسباني إغناثيوس دي تيران في مقال رائع له نشره على موقع «الجزيرة نت» في حينه، وهو يقصد بالطبع نفاق حكومات الغرب ورياء حكومات العرب! تلك الانتفاضة تمخضت في نهاية المطاف عن لا شيء بالنسبة إلى الغرب.. لا شيء البتة! وإن كانت قد حركت شيئا ما في حياتنا السياسية والاجتماعية والفكرية، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم -فداه أنفسنا وأولادنا وما نملك- بحاجة لأن يثبت له العالم الإسلامي حبه وولاءه بالطريقة التي رأيناها، لأنه كان وما زال وسيبقى الشخصية الأهم في حياة هذا العالم، وفي ضمائر أفراده وفي قلوب أطفاله، ولكن المسلمين كانوا بحاجة ماسة إلى إعادة التفكير في مهرجانات محبته وتأثير ذلك في سلوكنا.   لقد كان يكفي توزيع 100 ألف نسخة من فيلم «الرسالة» مترجما إلى اللغة الدانماركية، ومثله كتاب «المائة الأوائل»، ليحدثا ثورة هائلة وردا حضاريا قويا جدا على نشر تلك الرسوم!   وعلى هامش ما قام به البعض من حركات إيجابية بالغة الأهمية، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور القرضاوي من فتح مواقع إلكترونية للتعريف برسول الإسلام بمختلف اللغات، فإن الوضع يتطلب من الجميع التحول من كوننا ظواهر صوتية إلى فعل إنساني فكري إيجابي. كنت أرد على مئات الرسائل التي وصلتني فيما يتعلق بالرسومات بعبارة واحدة فقط: «إذا أردتم أن تنصروا نبيكم فأبدلوا عادة واحدة فقط من عاداتنا الجاهلية بإحياء سنة واحدة من سننه في سلوككم.. سنة واحدة فقط لا نطالبكم بأكثر منها». مئات الآلاف من الشباب الجالس وراء شاشات الكومبيوتر يؤجج أوار حرب الكراهية والحقد التي أراد ذلك الرسام أن يشعلها برسائل إلكترونية لا تسمن ولا تغني من جوع، اللهم إلا تضييع الأوقات والأموال دون أي طائل ولا نتيجة.   كانت حكوماتنا و «مشايخها» في حاجة لأن تجد لنفسها ولو مرة واحدة في تاريخها قضية مشتركة مع شعوبها، وقد نجحت في ذلك، وخاضت تجربة لذيذة طالما استمرت تلك الانتفاضة تجربة يشعر فيها الحاكم في المنطقة العربية ببرد الالتحام بشعبه والاهتمام بقضاياه، لكن وللأسف الشديد، وكما يقول المثل الألماني «ما فائدة أن تركض إذا كان ركضك في الاتجاه الخطأ!»، لم تكن لدى الحكومات التي حركت «علماء الدين» أو على أقل تقدير أعطتهم الضوء الأخضر لدخول تلك المعركة الإعلامية، لم تكن لديها ولا لدى معظمهم أي رؤية استراتيجية أو نظرة مستقبلية بعيدة المدى، ولا أي استيعاب أو فهم لطبيعة العلاقات في الغرب، ولا معنى الحريات الذي يسود هناك، وذلك رغم التشويه الكبير الذي طرأ على فلسفة الحرية في الغرب بعد إعلان «القاعدة» الحرب عليه في عقر داره، وبعد أن بلغ الوجود الإنساني الإسلامي هناك حدا بالغ الخطورة فيم يتعلق بقدرة المسلمين على التمسك بهويتهم، وما يعنيه ذلك من تأثير لا يستهان به في صناديق الاقتراع التي تحدد الجهات الحاكمة وسياساتها الداخلية والخارجية وعلى رأس ذلك دعم الكيان الإسرائيلي.   والآن، وقد عاد بعض الحمقى من جديد لفتح ملف تلك الرسومات في الدانمارك ردا على قيام بعض الحمقى من أبنائنا بأفعال لا تليق بمسلم، ماذا نحن فاعلون؟ هل سنقوم من جديد بانتفاضة جديدة تشغل العالم وتشغلنا قبله عن هول ما يجري في العراق وفلسطين يوميا؟ هل سيقوم السيد «أسامة بن لادن» بقيادة حملة «ضد صليبية» يؤجج فيها المزيد من الأحقاد على المسلمين في الشرق والغرب، وتأتي دائما في الزمان المحدد المنضبط بدقة مذهلة بحيث يمنح السيد «بوش بن بوش» كل المبررات اللازمة للضرب والقمع والسحل والسحق والتدمير باسم مكافحة الإرهاب؟ وهل سيستمر «بابا الفاتيكان» الجديد في سياساته الاستفزازية، وقد بدا أنه لم يتعلم شيئا من البابا الراحل؟ لم يتعلم منه أدبه ولا لياقته الدبلوماسية ولا حذره منقطع النظير في التعامل مع هذه القضايا. كما لم يتعلم منه أناقته الإنسانية في استخدام الصورة والكلمة! هل سيستمر بابا الفاتيكان الجديد في تعميد المسلمين المرتدين عن دينهم في حركة تحد لتهديدات «القاعدة»؟ وهل سيعيش العالم بينهما مرحلة توتر قصوى لحروب وهمية يشعلها حمقى من الطرفين لا يفقهون شيئا في فقه التعامل ولا التاريخ ولا الإنسان؟   لن تستطيع «القاعدة» أن توقف حركة التاريخ بتغييرها فقه المعركة واستباحة الدماء والأعراض والتصرف بهمجية منقطعة النظير، ولن يستطيع بابا الفاتيكان «الجديد» ولا كل القوى اليمينية في الغرب مجتمعة أن توقف انتشار الإسلام في أوروبا، ولن تستطيع كل وسائل الإعلام الغربية أن تطفئ نور الحضارة الإنسانية المتولدة عن تعايش الشرق والغرب الإنساني اليومي الصعب المؤلم. تماما، وكما كافحنا بمرارة ضد أن تأخذ المجتمعات الأوروبية البريء من المسلمين بتهمة المذنب بعد تفجيرات مارس ويونيو، تماما وكما تحلت هذه المجتمعات بقدرة مذهلة على الصفح -ولو ظاهريا- واستطاعت التغلب على شهوة الانتقام التي كانت تغلي في القلوب، بنفس الطريقة علينا أن لا نعتبر المجتمع الدانماركي كله آثما في قضية الرسوم الآثمة، وعلينا أن نتفهم أن استفزازات كهذه لن تتمكن من تغيير عجلة التاريخ، وأن تأجيجنا لألسنة الدخان لا يفعل إلا أن يحجب عن أعيننا وعن أعين العالم نور الحق والحقيقة.   نعم، إنها الضريبة الكبرى التي يدفعها المسلمون في الغرب، ومعظمهم هاجر يوم هاجر لأسباب سياسية أو اقتصادية أو علمية دون أن يعرف أن أياما كالحة سوف تأتي ليصبح فيها كل منهم ممثلا عن الإسلام والمسلمين في هذه الأرض. فالمسلمون في الغرب جميعا وكل واحد منهم يدفع ضريبة فهمه ملابسات الأمور في الغرب، لأنه يعيشها متلبسا بها، كما يدفع لأمته ضريبة حمل الأمانة العظمى على كاهله نيابة عن أمة تصر على أن تكون ظاهرة صوتية، ولا تريد أن تقرأ ولا تسمع، تطالب أبناءها في الغرب بأن يكونوا حائط صد، دون أن تقدم لهم شيئا.   (*) كاتبة سورية مقيمة بإسبانيا   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 أفريل 2008)


تركيا: المخرج الوحيد لحزب العدالة والتنمية

 
د. محمد نور الدين (*)        ما الذي يجري في تركيا؟   سؤال قد يحيّر الكثير لكنه لا يحيّر أحدا في منظومة القوى المعادية للإسلاميين والديمقراطيين ولوضع تركيا على سكة الحداثة الحقيقية.   إنه الصراع الدائم بين قوة النظام الكمالي ودعاة التغيير.   هذا ما يمكن ان يخرج به المراقب بعد قرار المحكمة الدستورية قبول طلب المدعي العام لحظر حزب العدالة والتنمية ومنع قادته من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات.   قرار المحكمة سياسي بامتياز وان اتخذ وجها قضائيا.   وهو جزء من مسار طويل بدأ في العام 1960 على صعيد تركيا ومنذ العام 2002 على صعيد حزب العدالة والتنمية أي تاريخ وصوله الى السلطة.   كلما كبر مشروع للتغيير في تركيا تدخلت « اليد الكمالية » لتضع حدا له.ومن نتيجة ذلك ثلاثة انقلابات عسكرية مباشرة وانقلاب رابع «ما بعد حداثي» (ضد نجم الدين اربكان عام 1997) واليوم هو الانقلاب الخامس بواجهة قضائية.   وتهدف هذه التدخلات دائما الى اعادة الوضع الى نقطة الصفر واعادة تشكيل المشهد السياسي من جديد.وهكذا دواليك.   وفي كل مرة كانت القوى المعارضة للتغيير تحاول وتنجح في تحييد الشعب عن المواجهة وتعطيل دوره.   ربما هذه المرة سيكون الوضع مختلفا. فتجربة الاحتكام للشعب التي لجأ اليها حزب العدالة والتنمية في صيف 2007 بعد تعطيل العسكر والمحكمة الدستورية وصول عبدالله غول الى رئاسة الجمهورية في ابريل من العام نفسه كانت سلاحه الوحيد والناجح.اذ كانت النتيجة رد فعل واسعا على تدخل الجيش والقضاء في السياسة وايصال غول للرئاسة ورجب طيب اردوغان الى التفرد من جديد بالسلطة.   اليوم يحذّرون من خطر لجوء اردوغان الى استفتاء شعبي لتعطيل القرار المحتمل للمحكمة الدستورية في اغلاق حزب العدالة والتنمية وشل يد اردوغان وغول السياسية.   لكن خيارات حزب العدالة والتنمية محدودة ومسار اصلاحاته السياسية لا تسمح له بل لا تليق به للوصول الى مقايضات غير مشرفة مع القوى العلمانية للتراجع عن السماح للحجاب في الجامعات مقابل وقف حظر الحزب.   والمسألة في الواقع لا تخص قضية محددة فقط هي الحجاب بل تشمل كل المشروع التغييري الذي حمله ولا يزال حزب العدالة والتنمية على مختلف الأصعدة والذي يعني كل الأتراك وليس فقط فئات اسلامية.   وربما يأخذ حزب العدالة درسا من قضية رفع الدعوى لإغلاقه ليواجه بطريقة مختلفة.   فإذا كان خيار الحزب اعتماد الدفاع القانوني عن نفسه امام المحكمة فإنه لن يفتح عينيه بعد عدة اشهر الا على قرع رئيس المحكمة الدستورية مطرقته صارخا بحظر الحزب ومنع اردوغان من العمل السياسي وليؤسسوا احزابا جديدة بديلة حتى يشبعوا.   بموازاة الدفاع القانوني، على حزب العدالة والتنمية ان يمنع هدف الانقلابيين تعطيل او تحييد دور الشعب.وكما حدث سابقا فليحتكم اردوغان من جديد الى الشارع عبر استفتاء شعبي حتى اذا كانت ردة فعل العسكر ومن معه قمع الارادة الشعبية بانقلاب عسكري يكون اردوغان حال دون مرور الانقلاب القضائي بأبخس الأثمان وسقط « شهيدا سياسيا » وهي اعلى مراتب التضحية والوفاء لشعبه.   لكن المهم هنا ان يدرك حزب العدالة والتنمية ان الدفاع عن الاصلاح ليس مهمة فئة محددة فقط أي الاسلاميين ولا من اجل هدف محدد فقط أي منع اغلاق الحزب. فـ »الثورة المضادة » التي يقودها المتشددون من العلمانيين والعسكر لا تطال فقط قضايا الحجاب بل كل المسار الخاص بالديمقراطية والحريات وحقوق الانسان   وايضا تهدف الثورة المضادة الى وقف مسار الانفتاح التركي مع الخارج ومن ذلك وقف الانفتاح مع العرب والمسلمين ومنع حل قضية جزيرة قبرص بطريقة او بأخرى وعرقلة المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي الذي ليس بنظرهم سوى اداة لانتهاك سيادة تركيا وتوفير عوامل تقسيمها وضرب الوجود القومي والسيادي التركي.   ان الخيار الوحيد برأينا امام اردوغان هو تحويل المعركة الى معركة كل تركيا وليس معركة حزب او اسلاميين.وبقدر ما تكون المعركة شاملة بقدر ما يستطيع اردوغان حماية انجازاته.ورغم ان الوقت يضيق لكنه برأينا لم يفت الأوان.   فمن غير المفهوم تعليق الجهود لتقديم دستور جديد انتهي منه فعلا بعد انتخابات الصيف الماضي لكنه لم يشهد أي تحريك منذ بدأت التطورات العسكرية مع شمال العراق تتحرك منذ نهاية الصيف الماضي.وعليه ان المواجهة الشاملة السلمية والدستورية والمفتوحة والدائمة هي السبيل الوحيد لحماية الاصلاحات التي تحققت من اجل توسيعها في المستقبل.اما تحريك الاصلاح وفقا لأهداف محددة ومحدودة وبتوقيتات مزاجية فلن يفضي إلا إلى انقلابات قضائية وربما عسكرية.   (*) خبير لبناني في الشؤون التركية   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 أفريل 2008)

حوار مع المفكر اللبناني جورج قرم:

الغرب يكيل بمكيالين
 

لا يمكن أخذ محاولات الحوار مأخذ الجد طالما ظلّ الغرب يطبِّق المعايير الأخلاقية والقوانين الدولية في العالم الإسلامي بشكل غير موحَّد، حسب قول جورج قرم. منى سركيس تحدَّثت مع الخبير الاقتصادي والمفكِّر اللبناني، جورج قرم الذي كان يشغل منصب وزير المالية اللبناني.   السيد قرم، أفردتم في كتابكم الأخير، « تاريخ الشرق الأوسط » Histoire du Moyen Orient، مساحة كبيرة جدًا لما تطلقون عليه اسم « العربسة » الجغرافية، التي تميِّز تقليديًا منطقة الشرق الأوسط التي تقصدون بها كلاً من المنطقة العربية الحالية والمشرق الذي يضم أيضًا تركيا وإيران. فما سبب هذا الإسهاب؟   جورج قرم: لأنَّ الحديث عن المجتمع الإسلامي وكأنَّه يشكِّل وحدة عرقية أو قومية يعتبر أمرًا غريبًا عن الواقع، كما أنَّني أردت أن أظهر التنوّع الموجود فيه منذ العصور القديمة. لا يشكِّل الفُرس والأتراك والعرب من خلال الدين تجانسًا متماسكًا. لا يعقل أن يوضع المجتمع المغربي مع المجتمع الإيراني في ميزان واحد. فهذا يفترض التسليم غير المعقول بأنَّ الإسلام يعدّ كائنًا حيًا وموحَّدًا في منطقة معيَّنة وواضحة المعالم.   يبذل بعض المؤلِّفين مثل برنارد لويس وصموئيل هنتنغتون منذ انهيار الاتحاد السوفييتي أقصى ما في وسعهم من أجل جعل العالم يؤمن بوجود « تجمعات ثقافية كبيرة » مثل الإسلام أو الغرب – ومن المؤسف أنَّهم حقَّقوا نجاحًا في مساعيهم هذه. لكن لهذا السبب بالذات يجب أن يتم مرارًا وتكرارًا استحضار الواقع.   يعتبر الإسلام في الحقيقة، مثلما يبيِّن بعض الباحثين في العلوم الإسلامية مثل ميشائيل هودجسون وجاك بيرك ومكسيم رودنسون أو إرنست غيلنر، مجرَّد جانب جزئي لفهم التطوّر في المجتمعات المعروفة باسم المجتمعات الإسلامية. أما أنَّ العديد من الحكَّام وأصحاب النفوذ يتَّخذون من الإسلام وسيلة من أجل المحافظة على سلطتهم فهذا ما لا يمكن تحميل الدين المسؤولية عنه.   أنا لا أعتبر على الإطلاق الدكتاتوريين المسلمين أو رموز الزعماء الأصوليين وحدهم من هؤلاء الحكَّام وأصحاب النفوذ، بل كذلك الإدارات في الولايات المتحدة الأمريكية. في الفترة النهائية من الحرب الباردة ظهر جيل شاب من الماركسيين المتشدِّدين العرب الذين وضعوا الولايات المتحدة الأمريكية في حالة من الخوف والرعب على أنَّ هذه المنطقة الغنية بالمصادر الطبيعية يمكن أن تسقط تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي. ونتيجة لذلك عمل هؤلاء الحكَّام على تشجيع الإسلامويين وبدأوا يديرون نشاطًا لا يمكن إيقافه في يومنا هذا.   لكنَّكم لا تقبلون على الرغم من ذلك بمصطلح « إعادة الأسلمة ».   قرم: لأنَّ هذا المصطلح يعكس مفهوم الإسلام باعتباره مجموعة توحيدية. لقد تبنى في فترة الستينيات كلّ من العراق ومصر وسوريا فكرًا قوميًا علمانيًا، بيد أنَّهم فشلوا بدورهم مع انهيار حركة الوحدة العربية. وقد ظهر كبديل لذلك الوحدويون الإسلاميون الذين لم يكونوا متشابهين على الإطلاق، بل كان يغلب عليهم الطابع الشيعي أو السنِّي.   كان الخلاف بين التيارين هو المسؤول عن الحرب الطاحنة التي دارت رحاها في الثمانينيات بين العراق وإيران واستمرت ثمانية أعوام – الأمر الذي يظهره في الوقت نفسه قصر النظر في تصوّر هنتنغتون « للحضارة » باعتبارها وحدة مترابطة سياسيًا وعسكريًا.   لكن على الرغم من ذلك فإنَّ الغرب لا يزال يعني بهذا التصوّر « الديانة الإسلامية ». فهكذا تدرج الولايات المتحدة الأمريكية كلاً من العراق وإيران وسوريا وكوريا الجنوبية في « محور الشر » – بصرف النظر عن الاختلافات الموجودة بين هذه البلدان المختلفة جدًا وبصرف النظر عن أنظمتها السياسية وثقافاتها.   أنتم تؤكِّدون في الوقت ذاته على أنَّ تدخّل الغرب في المنطقة لم يكن وما يزال لأسباب ودوافع سياسية بل كذلك لأسباب دينية.   قرم: أنا أستاء كذلك في هذا الصدد من مصطلح « إعادة الأسلمة » لأنَّه يفترض أنَّ الدين قد تعرَّض للضياع. الأمر الذي لم يتعرَّض له قطّ، لا في الشرق ولا في الغرب. وهنا يجدر بالغرب أن يُعنى ويفكِّر بشؤونه الخاصة قبلما ينتقد الآخرين. ففي الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تتم قراءة الإنجيل أو العهد القديم حتى يومنا هذا ومن قبل كنائس أصولية بطريقة حرفية وليست رمزية أو أخلاقية، حيث يعد الله اليهود بأرض الفلسطينيين وبالتالي يستنتج الأمريكيون من هذا الوعد الحقَّ اليهودي في دولة يهودية في فلسطين. وبالإضافة إلى ذلك يرتبط هذا الحقّ في العهد القديم مع أمر الله بإبادة سكان فلسطين أو أرض كنعان أو على الأقل طردهم وتشريدهم من ديارهم.   الصراع الشرق الأوسطي يأخذ صبغة دينية وفق المنظور الغربي، حسب جورح قرم تواجهنا في الدعم الغربي لإسرائيل التبعات الناجمة عن انتصار وجهة نظر وثقافة الغرب الأنجلوسكسوني، الذي يعتبر بروتستانتيًا للغاية وعليه فهو متأثِّر جدًا بالعهد القديم. حتى وإن كان مؤسسو الحركة الصهيونية كانوا مدفوعين بدوافع علمانية، إلاَّ أنَّ البريطانيين والأمريكيين رأوا في مبادرتهم فرصة من أجل العودة إلى النبوءة التوراتية. يضاف إلى ذلك مصالح البريطانيين الاستعمارية في مطلع القرن العشرين والمصالح الإستراتيجية المعاصرة الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية.   كذلك انطلق التنظيم السياسي الهائل للانفعالات المشروعة والتبعات السياسية الخاصة بالهولوكوست بعد هذه السنين الطويلة من انتهاء محاكمات نورنبيرغ أيضًا من منطقة أنجلوسكسونية. لقد كان المعمداني جيمي كارتر الذي شكَّل في عام 1978 لجنة رئاسية من أجل المحافظة على إحياء ذكرى الهولوكوست. وبناءً على هذه الأمثلة التي يواصل اتِّباعها في الوقت الراهن جورج دبليو بوش وتوني بلير، يتَّضح إلى إيّ مدى يصل – عندما يتعلَّق الأمر بالشؤون الدولية – التأثير الديني في السياسة الغربية التي يُزعم أنَّها علمانية.   كيف يتسنى تجاوز هذا الحاجز الفكري الذي تصفونه؟   قرم: ليس من خلال هذه الحوارات الحضارية غير المتناهية على الإطلاق، والتي صارت اليوم موضة العصر وتدعم ضمنيًا نظرية صموئيل هنتنغتون التي تعتبر الخصائص الإنسانية (الأنثروبولوجية) المختلفة والقيم الدينية والثقافية والسياسية سببًا للعنف والحرب.   إنَّ السبيل الوحيد إلى حوار يجرى على مستوى واحد يكمن في الخوض في الموضوعات التي يحرِّمها الغرب، من غزو واحتلال للأراضي العربية والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية الفلسطينية – هذه المستوطنات التي تتعارض مع اتِّفاقية جنيف، بالإضافة إلى الكيل بمكيالين أثناء تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة والوضع الخاص الذي تتمتَّع به دولة إسرائيل في المنطقة.   فلماذا عوقب العراق بصورة وحشية بعد غزوه للكويت في العام 1991، في حين أفلتت إسرائيل من العقاب مع احتلالها لأراضٍ مصرية ولبنانية وسورية وفلسطينية في الأعوام 1967 و1978 و1982 و2006؟ ولماذا يُسمح لإسرائيل والهند والباكستان استخدام الطاقة النووية وتطوير القنبلة الذرية من دون عقوبات، بينما لا يسمح ذلك لإيران؟   يتعامل الغرب حتى مع نظام كوريا الشمالية الديكتاتوري بحذر أكبر من تعامله مع العراق أو إيران. لماذا تثور ثائرة الرأي العام في الغرب تجاه عمليات الانتحاريين الفلسطينيين، بينما لا يتأثَّر بعمليات انتحاريي منظمة « نمور التاميل » في سريلانكا الذين بدأوا نشاطهم في عام 1987 أو لا يتأثر بعمليات المقاومة التشيكية ضدّ روسيا والتي تم قمعها بوحشية؟   طالما ظلّ الغرب لا يطبِّق القوانين الدولية والمعايير الأخلاقية في العالم الإسلامي بشكل موحَّد ويستخدم تارة قانونًا خاصًا باليهودية وتارة أخرى قانونًا خاصًا بالإسلام والمسيحية أو البوذية، فإنَّ المحاولات التي يبذلها من أجل الحوار ستظلّ تبدو مثيرة للسخرية وللاسهزاء.   أجرت الحوار: منى سركيس ترجمة: رائد الباش قنطرة 2008   (المصدر: موقع « قنطرة » (ألمانيا) بتاريخ 31 مارس 2008) الرابط: http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-708/i.html
 


متحف لـ »هولوكوست فلسطين » في سكندلايف
 
أحمد فتحي في خطوة هي الأولي من نوعها تعتزم شبكة « إسلام أون لاين.نت » قريبا تدشين متحف أطلقت عليه « هولوكوست فلسطين » عبر جزيرتها الافتراضية في عالم سكندلايف الإلكتروني الشهير؛ لتوثيق الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى « محرقة غزة » التي وقعت في شهر فبراير الماضي بالتجسيد الحي ثلاثي الأبعاد. ويقول مراسل « إسلام أون لاين » في عالم سكندلايف: « إن هولوكوست فلسطين بعالم سكندلايف لا يسعى فقط لتوثيق الجرائم الإسرائيلية في فلسطين، بل أيضًا لفتح آفاق جديدة للتعريف بالقضية وفضح الانتهاكات الإسرائيلية أمام عالم سكندلايف الذي يسكنه حاليا نحو 14 مليون مستخدم، بزيادة شهرية تقدر بنحو 400 ألف مستخدم ». ومن الأهداف الأخرى: إحياء ذكرى شهداء محرقة غزة، وبناء ذاكرة يحفظها التاريخ، والتجسيد الحي لآثار الغارات الإسرائيلية على الأسر الفلسطينية. وتوعد نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي في فبراير الماضي الفلسطينيين بـ »محرقة أكبر » في قطاع غزة، إذا لم تتوقف صورايخ المقاومة عن استهداف المستوطنات الإسرائيلية، في إشارة إلى المحرقة المنسوبة للنازيين ضد اليهود في أعقاب الحرب العالمية الثانية. ومستقبلا يسعى مشروع « هولوكست فلسطين » في سكندلايف إلى توثيق الجرائم الإسرائيلية منذ إعلان قيام إسرائيل عام 1948 وحتى الآن؛ لتوفير الوثائق اللازمة لتفعيل عمل المؤسسات الدولية -حقوقية كانت أو رسمية- للمطالبة بتعويض ضحايا الهولوكست الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية، وكدليل إدانة أيضا بالصوت والصورة لملاحقة مجرمي الحرب في المحاكم الدولية. ومن الأهداف المستقبلية أيضا: ترجمة مشروع هولوكوست فلسطين كاملا إلى اللغات العبرية والفارسية والتركية والفرنسية والألمانية والصينية. ويعتمد توثيق الجرائم الإسرائيلية في مشروع هولوكست فلسطين على التقنيات ثلاثية الأبعاد والتفاعلية، وكلها إمكانات يتيحها عالم سكند لايف. ولتحقيق هذه الأهداف تم تصميم وبناء مبنى متعدد الطوابق، كما وفر المشروع شاشات عرض مختلفة مخصصة لعرض بيانات كاملة وصور للضحايا وخاصة المدنيين والأطفال وكبار السن، كما خصصت مساحات أخرى من المبنى لعرض مجسمات السلاح المستخدم في القتل، ومتعلقات الضحايا الشخصية (غرف نوم، لعب أطفال …) كما تسعى شبكة « إسلام أون لاين » لبناء تحالف مع كل المهتمين بهذا المشروع؛ ليصبح مستقلا، سواء عبر الإنترنت أو على أرض الواقع. « هولوكست إسرائيل » ويشابه تصميم مبنى « هولوكست فلسطين » الشكل الخارجي لمبنى « هولوكست إسرائيل » الموجود بالولايات المتحدة والذي يوثق بالصور « المحرقة النازية » ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية. « توتي لوي » المصممة الجرافيكية البحرينية قامت بتصميم وبناء متحف هولوكست فلسطين. وتقول لمراسل « إسلام أون لاين »: « صممت المدخل بشكل يشابه مبنى متحف ضحايا المجزرة اليهودية الموجود في أمريكا؛ لكي يعطي تلميحًا بما هو موجود في الداخل؛ لإعطاء الانطباع بأنه هولوكست لكنه للفلسطينيين هذه المرة وبأيدي إسرائيلية ». وأشارت « توتي » إلى أن التصميم الداخلي كان مختلفا لتحقيق أهداف ووظائف المشروع من جهة، وليتيح إمكانية زيارة المتحف أكثر من مرة من جهة أخرى. وتابعت قائلة: « التصميم في شكل حجرات متداخلة وفوق بعضه بحيث يجد زائر المتحف كل مرة قسما جديدا وشيئا مختلفا ». ولفتت المصممة البحرينية إلى « أن المشروع مهم ودليل على أن العرب والمسلمين متواجدون ولهم بصمة وتأثير في العالم الافتراضي، ولوجوده في سكندلايف معنى كبير لجميع المسلمين »، بحسب قولها. صفحة جديدة وبموازاة متحف الهولوكست في الـ »سكندلايف » دشنت « إسلام أون لاين » صفحة جديدة على موقعها بالإنترنت بعنوان: « هولوكست فلسطين ». وتسعى الصفحة إلى توثيق معلومات عن الضحايا من حيث مكان وزمان وظروف استشهادهم، واللحظات الأخيرة لهم، وصور ولقطات مجسدة لهم ولذويهم ولممتلكاتهم التي دمرتها المحرقة. ومن بين الجوانب الأخرى التي يوثقها المشروع: « القتلة (مجرمو الحرب) من قادة العمليات الإسرائيلية أو من نفذوها أو ساعدوا على تنفيذها، وأيضا توثيق أداة القتل أو السلاح الذي استخدمه الجاني؛ نوعه وحجمه والأثر الذي يحدثه، وأخيرا روايات شهود العيان من الناجين من المحرقة الإسرائيلية ». وللحصول على معلومات كاملة وموثقة فتحت شبكة « إسلام أون لاين » قاعدة بيانات للجمهور وخصوصا من أهالي الضحايا والمقربين منهم؛ لتعبئة البيانات الآتية: اسم الضحية، المرحلة العمرية، النوع، سبب الإصابة أو الوفاة، تاريخ الإصابة أو الوفاة، هوايات وأحلام الضحية، حالته الاجتماعية، صور له، وممتلكاتهم. وتشتمل قاعدة البيانات حاليا على نحو 111 تسجيلا لشهداء أو مصابين. ومؤخرا أعلنت وزارة السياحة الإسرائيلية عن تدشين متحف لـ »هولوكست النازية ضد اليهود » داخل إحدى الجزر الافتراضية الإسرائيلية؛ وتحتوي الجزيرة أيضا على مجسمات لمواقع وآثار مختلفة في مدينة القدس منها: قبة الصخرة، وحائط البراق الذي يحد المسجد الأقصى من الغرب، وكنيسة القيامة الموجودة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، ومعبد للصلاة. وتزخر الحياة الثانية بالعديد من الجزر الافتراضية التي شيدت خصيصا « للم شمل » اليهود حول العالم، وداخل هذه الجزر توجد أماكن للترفيه والرقص وممارسة الأنشطة الرياضية الافتراضية، كما توجد أماكن للصلاة ولقراءة التوراة. (*) مراسل إسلام أون لاين .نت في « سكند لايف » (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 3 أفريل 2008)

وزيرة مغربية تدعو لإلغاء أذان الفجر

 
وكالات – طالبت وزيرة مغربية بمنع أذان الفجر بمساجد المملكة بدعوى تفادي تأثيره «السلبي» على السياحة، بحسب ما نقلت عنها صحف مغربية، وذكرت صحيفة «الأسبوع» أمس «أن نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية طلبت خلال اجتماع وزاري يوم 28 مارس الأخير من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق البحث عن مبرر شرعي لمنع أذان صلاة الصبح، لأن ذلك يقلق راحة السائحين». وبحسب الصحيفة «فقد تعجب أغلب الوزراء بحكومة عباس الفاسي من جرأة الوزيرة العضو بالمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الشيوعي سابقاً في الوقت الذي فضل فيه آخرون التزام الصمت».  ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الحكومة المغربية، هذا وقد انتقدت صحف مغربية أيضاً قبول الوزيرة المغربية المشاركة في مؤتمر عن المرأة في الدنمارك لتكريمها دون مراعاة لمشاعر الغضب والاحتجاجات في العالم الإسلامي ضد إعادة نشر الصحف الدنماركية الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 أفريل 2008)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.