الأحد، 31 أكتوبر 2010

TUNISNEWS

10ème année, N°3813 du 31.10 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل أونلاين:فيديو:لقطات حيّة وحصرية مع الدكتور الصادق شورو بعد اطلاق سراحه

 منظمة صوت حر:مانديلا تونس يستعيد الحرية

كلمة الحوار.نت:مرحبا وأهلا وسهلا بالدكتور الصادق شورو

نصرالدين السويلمي:صادق أنت يا شورو..

عريضة دولية إلى أحرار العالم

عمار عمروسية:قفصة: عودة الهجمة البوليسية

كلمة:قنابل مسيلة للدموع في مطعم جامعي

تمام الإصبعي:هل أصبح المنع من الحج طريقة للتشفي والانتقام

قدس برس:ليبيا ترفع العوائق الإدارية والمالية على تنقل المواطنين التونسيين

قدس برس:تُتهم باستدراج التونسيين للتطبيع تونس: تحفظات على نشاطات البعثة الثقافية الفرنسية في البلاد

كلمة:ارتفاع نسبة الدين العام في تونس

في انتخابات المهندسين ـ 27 مترشحا وثلاث قائمات في السباق

المرصد التونسي:فريانة … كاتب عام جامعة الحزب الحاكم  يعتدي  على كاتب الاتحاد المحلي  للشغل  في مدرسة ابتدائية .

كلمة:صفاقس: مسيرة عمّالية احتجاجا على الترفيع في سنّ التقاعد

المرصد التونسي:جديد الإمارة النقابية  بتطاوين:تعنيف وفوضى وتزوير  في مؤتمر النقابة  الأساسية للصحة بغمراسن

عبد السلام حيدوري:دعوة إلى دعاة المعارضة النقابية : لنخرج من سجن أرضية اللقاء إلى لقاء حرّ يُترجَم إلى نقاشات واعتصامات

عبد القادر الدردوري:رأي للنقاش، وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين:أيهما أنفع، لصاحبه، رأس المال عند الوفاة أم عند الحياة؟

الصباح::من الذاكرة الوطنية ـ 1973: إضراب «فوضوي» في النقل… وارتباك قيادة الاتحاد
قدس برس:تونس: الفيلم الوثائقي « شيوعيين كنّا » يروي قصّة تلاشي حزب لبنان
بلقاسم الهمامي:ذكرات ـ 5 ـ

رضا البركـاتي:المقَامَــة السُّـــوقِـــيَّة

مشاركة هند الهاروني في المنتدى التربوي العالمي- فلسطين WEF-PALESTINE –

من أجل بقاء البند السابع على أجندة مجلس حقوق الإنسان

إيهاب الشاوش:سبعمائة فضائية عربية، لما تصلح؟

الشيخ راشد الغنوشي:مشكلات الخطاب الإسلامي المعاصر
الجزيرة نت:اتهام الأمن المصري باستهداف اليسار

م ف إ:لم تقع اصابات:المقاومة تهاجم سيارة للمغتصبين قرب بيت لحم

عبد الحسين شعبان:تسريبات ويكيليكس.. الوجه الآخر للمأساة العراقية 

عادل مالك:من أنور السادات إلى حسني مبارك… ما أشبه اليوم بالبارحة

الصحافة:أعلن عن استثمارات زراعية بالجنوب أباظة: سنزيد اللحوم المستوردة من السودان 6 أضعاف


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

سبتمبر 2010

https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm


فيديو:لقطات حيّة وحصرية مع الدكتور الصادق شورو بعد اطلاق سراحه


السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب : http://www.youtube.com/watch?v=Xf8jT-sM-VE

غادر الدكتور الصادق شورو سجن الناظور يوم السبت 30 أكتوبر2010 ، ويذكر أنه أعتقل بتاريخ 3 ديسمبر 2009 ، بعد ثلاثة أسابيع فقط من خروجه من السجن علي خلفية تصريحات صحفية .

وسجلت عدسة السبيل أونلاين لقطات حيّة وحصرية من داخل بيت الدكتور شورو في مرناق ساعات بعد اطلاق سراحه .

جدير بالذكر أن الدكتور الصادق شورو ، أعتقل بتاريخ 17 فيفري 1991 في أجواء الاعتقالات والمحاكمات السياسية في تلك الفترة وتم الاحتفاظ به سرا لفترة طويلة دون أن يعلم احد من عائلته عن مكان احتجازه وتعرض إلى تعذيب شديد لحمله على الاعتراف بسيناريوهات أمنية تستهدف توريطه في استعمال العنف للوصول إلى السلطة .

وفي شهر أوت 1992 مثل أمام المحكمة العسكرية في بوشوشة التي حكمت عليه بالسجن مدى الحياة ، وتميزت ظروف اعتقاله بالقسوة البالغة ، فقد تعرض إلى أنواع شتى من التعذيب وخضع للسجن الانفرادي لمدة 13 سنة ، وتنقل بين سجون كثيرة من أقصى الشمال بالناظور إلى أقصى الجنوب بقفصة مرورا بالقصرين والهوارب وقرمبالية .

وبعد أن قضى 18 عاما أطلق سراحه تحت طائلة السراح الشرطي وصرّح بأنه تعّرض لأشد أصناف التعذيب وفي ثلاث فترات متوالية للاعتراف بتهم تدينه في المحكمة العسكرية ببوشوشة .

وأطلق سراح الدكتور الصادق شورو يوم 5 نوفمبر 2008 ، وبعد ثلاثة أسابيع فقط وبتاريخ 3 ديسمبر 2009 أعيد اعتقاله مجددا على خلفية تصريحاته الصحفية التي تحدث فيها عن أنواع التعذيب التي تعرض لها وإخوانه داخل السجن وفي وزارة الداخلية وأعلن اصراره على التمسك بحقه وحق « حركة النهضة » المحظور نشاطها في التنظم والتعبير.

وحظيت قضية الدكتور الصادق شورو باهتمام حقوقي واسع داخل تونس وخارجها ، ونذكر من بين المنظمات والهيئات الحقوقية التي اهتمت بقضيته، منظمة العفو الدولية ، ومنظمة هيومان رايتس ووتش ، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، والمجلس الوطني للحريات ، والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، ومنظمة حرية واتصاف ، والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب ، والودادية الوطنية لقدماء المقاومين ، والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع ، والحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس وغيرهم ، إضافة إلى الشخصيات الحقوقية التونسية والعربية والدولية والمنابر الإعلامية المختلفة .

لمحة من سيــرته الذاتيـــة

الدكتور صادق بن حمزة بن حمودة شورو ، مولود بتاريخ في 10 فيفري 1948 ، متزوج وله أربعة أبناء (أسماء وهاجر ووجيه وإسلام) ، حصل على الدكتوراه في الكيمياء من كلية العلوم بتونس ، ودرس بكلية الطب مادة الكيمياء إلى حدود اعتقاله سنة 1991 ، وهو عضو لجنة البحث العلمي بالمركز الجامعي للبحث العلمي بمنطقة برج السدرية ، وعضو بنقابة التعليم العالي للاتحاد العام التونسي للشغل . عرف بتأييده للنضال الطلابي وحضر المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام التونسي للطلبة ، انضمّ لعضوية مجلس الشورى المركزي لـ »حركة النهضة » منذ بداية الثمانينات ، وانتخب في مؤتمر 1988 رئيسا لها حتى اعتقاله في 17 فيفري 1991 .

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 31 أكتوبر 2010)


مانديلا تونس يستعيد الحرية


باريس في 30 أكتوبر 2010   تهنئ منظمة صوت حر الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة الذي أطلق سراحه اليوم السبت 30 أكتوبر 2010 بعد قرابة السنتين سجنا؛ كما تهنئ جميع أفراد عائلته وكافة الذين ناصروه وتألموا للظلم الذي أصابه وساندوه في محنته .    وكان الدكتور الصادق شورو  « مانديلا » تونس قد قضى قرابة الثمانية عشر( 18) سنة في سجون تونس سيئة الذكر؛ ولم يكد يطلق سراحه موفى سنة 2008 حتى أعيد اعتقاله بعد أقل من ثلاثة أسابيع بتهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها لإدلائه بتصريحات صحفية  لمواقع الكترونية وقنوات تلفزية يتمسك فيها بحقوقه الأساسية في التعبير والتنظم.   وقد ذهبت مناشدات هيئة الدفاع و جملة المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية أدراج الرياح؛ حيث رفضت السلطة الإفراج عنه بإصرار وعناد مؤسف موغلة في التشفي والانتقام؛ فلم يطلق سراح الدكتور الصادق شورو إلا بعد انقضاء المدة كاملة؛ وتم إخضاعه لنظام العزلة المغلظة دون أدنى مراعاة لسنه وللعلل المتعددة التي استوطنت جسده الواهن جراء السجن الطويل السابق.   ومنظمة صوت حر إذ تعبر عن بالغ سعادتها لاستعادة الدكتور الصادق شورو لحريته من بعد أن سلبت منه بقسوة غير مسبوقة ولفترة هي الأطول في تاريخ تونس قديمه وحديثه؛ جاعلة منه رمزا استحق دون مجاملة « لقب مانديلا »  تونس:    تطالب بالكف عن انتهاك الحقوق الأساسية للمواطن في تونس؛ وتذكر بالمأساة المتواصلة للآلاف من الشباب المتدين ضحايا قوانين ما يسمى « بمكافحة الإرهاب »؛ فضلا عن إعادة اعتقال المساجين السياسيين السابقين الذين شاطروا الدكتور الصادق شورو عذابات الزنازين الرهيبة مثل السادة علي الحرابي وعلي فرحات.      تدعو إلى مواصلة بذل كافة الجهود اللازمة من أجل إطلاق سراح جميع سجناء الرأي و مساندة كل المحرومين من حقوقهم المشروعة داخل تونس وخارجها  .   الدكتور نجيب العاشوري  منظمة صوت حر


مرحبا وأهلا وسهلا بالدكتور الصادق شورو


اليوم، السبت 30 أكتوبر(تشرين الأول) 2010، تنفرج أبواب السجن في تونس عن أقدم سجين تونسي (الدكتور الصادق شورو ـ الرئيس الأسبق لحركة النهضة ـ سجين منذ عام 1991 بتهمة الانتماء والاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها)، لعل نسمات الحرية تداعب خياشيم فؤاده. تلك الحرية التي لولاها لما مكث في السجن عقدين كاملين بالكاد… تلك الحرية التي أسس عليها ـ وصحبه ومنهم من قضى نحبه ـ حركة النهضة لتكون مساهمة من مساهمات إسلامية وغير إسلامية كثيرة على درب استعادة تونس لمجدها التليد وهل مجد تونس التليد في غير حضارة جامع الزيتونة المعمور بما حفظ لها من هوية وطنية قوامها الإسلام والعروبة ونظام الجمهورية الذي استشهد دونه أيام الاحتلال الفرنسي العسكري المباشر رجال ونساء تجاهل أكثرَهم تاريخُ الحركة الوطنية المعاصرة بما أعلى من شأن وخفض ولكن الله سبحانه يعرفهم. الكلمة الأولى الحمد لله وحده سبحانه أن ثبّت هذا الرجل ثباتا كبيرا على امتداد عقدين كاملين… وليس الثبات في سجون تونس من لدن سجناء الرأي والمعارضين السياسيين بصفة عامة ومساجين حركة النهضة بصفة خاصة ـ وقيادييها بصفة أشد خصوصية ـ .. ليس الثبات على ذلك سوى عطية ربانية خالصة وليس كمساجين الصبغة الخاصة (هكذا تسمي إدارة السجن في تونس مساجين حركة النهضة منذ عام 1991 حتى يوم الناس هذا ـ المقصود بالصبغة الخاصة هو معاملتهم معاملة لا تخضع لقانون ولا يرقب فيهم إلا ولا ذمة ولا ينبئك مثل خبير من مثل الرجال الذين يُكرَهون يوميا على التعري التام في البرد القارس الشديد ثم على الزحف على بطونهم وأيديهم محاكاة لبعض الحيوانات ثم على تقليد أي صوت من أصوات الحيوانات التي يعنّ للسجان ـ أو للجلاد بالأحرى ـ في تلك اللحظة أن يطلب منهم تقليدها… يظلون على تلك الحال ساعات وعلى امتداد أيام وعلى مرأى ومسمع من مساجين الحق العام… يظل على ذلك الدكتور والطبيب والمحامي والأستاذ الجامعي والطالب والتلميذ والمفكر والصحافي والعامل وكل من له صلة بـ »مجرمي الصبغة الخاصة »… الثبات على ذلك عشرين عاما كاملة ليس أمرا هينا ولكنه سبحانه يثبت من عباده من يشاء، فله الحمد وله المنة وله الفضل… ألا ترى إلى نبي الله يوسف عليه السلام وهو من هو يسارع إلى من ظنّ أنه ناج من صاحبيه ـ بعد تعبير الأحلام لهما ـ قائلا له : أذكرني عند ربك. أي : أذكر خصالي لعلي أتمتع بعفو ملكي خاص، ولكن يشاء الله سبحانه ـ لحكمة بالغة ـ أن ينسيه الشيطان ذكر ربه ليلبث السجين النبيّ يوسف عليه السلام بضع سنوات… اللبث في السجن إذن ليس نزهة، وكيف يتنزه المرء في أبشع مؤسسة اخترعتها البشرية ـ كما قال بحق الشيخ الغنوشي ـ منزوعة حريته ومداسة كرامته، لولا أنّ ذلك كان في سبيل الله وحده سبحانه .. لولا أنّه كذلك لما هان الذي هان. الكلمة الثانية تحية مخلصة طيبة إلى زوج الدكتور الصادق شورو بما ثبّتها الله سبحانه وبنيها عقدين كاملين. ثبات المرأة وهي تتعرض للحاجة والحرمان والفاقة في بيتها وربما عض الجوع بنيها عضا غرس في كبدها أشواكا وبنى على فؤادها من الآلام والأحزان جبالا… ثبات المرأة وهي تحرم حتى من تلقي رغيف خبز يجود به كريم ابن كريم (وقد حدث فعلا ـ ورب الكعبة العظيم ـ أن سجنت السلطة من تبرع لعائلة سجين من سجناء الصبغة الخاصة بخمسة دنانير تونسية في أوائل المحنة أي بداية تسعينيات القرن الميلادي المنصرم)… ثبات المرأة وهي تلقى الإهانات والتهديدات في كل مرة تسول لها فيها نفسها زيارة زوجها السجين… كثيرا ما ينقل السجين من سجن بالشمال إلى سجن بالجنوب فلا تخطر المسكينة بذلك وتظل تجوب سجون البلاد طولا وعرضا سائلة عن سجين من سجناء الصبغة الخاصة اسمه الصادق شورو… ويا ويحها لو قالت إنّ زوجها من مساجين حركة النهضة أو إسلامي أو رئيس سابق للحركة أو مجرد دكتور في الفيزياء أو أستاذ جامعي… يكلفها ذاك حرمانها من زيارته شهورا طويلة… ثبات المرأة على كل ذلك وعلى ما لا نعلمه ـ ولكن يعلمه سبحانه وتعلمه أزواج المساجين ـ…ذاك ثبات حري بأن يُشكَرْنَ عليه شكرا كبيرا في هذه الدنيا، وإنما يوفّون أجورهنّ يوم القيامة إن شاء الله.تعالى. الكلمة الثالثة هنيئا لك يا دكتور صادق، هنيئا لك صبرك وهنيئا لك ثباتك وهنيئا لك يقينك وثقتك في الله سبحانه وتعالى… هنيئا لك حقا وصدقا وعدلا لأنك ظللت ثابتا صابرا محتسبا، ليس ابتغاء شيء من أشياء الدنيا وإنّما – نحسب ولا نزكّي – ابتغاء مرضاة الله سبحانه…، وحتى لا يقول الناس في تونس وخارج تونس: اليوم ماتت المروءة حقا ودفنت الشهامة وصلينا على الوفاء صلاة الجنازة، كان المساجين من قبلك ـ على امتداد ثلاثة عقود كاملة تعرضت فيها النهضة إلى شتى صنوف الإقصاء والاستئصال ـ يصبرون بما يُقذف في القلب من فأل أو رجاء يرون منه إمكانية وجود حراك يوصل إلى بعض التفاهمات بين السلطة والنهضة ينشأ ناشئه فيعجل الله بإطلاق سراحي!.. أما أنت! فلقد ظللت صابرا ثابتا محتسبا وأنت تعلم علم اليقين أن السلطة أوصدت كل أبواب التفاهم والوفاق مع النهضة ـ بل مع المعارضة كلها ـ تشفيا وتنكيلا وانتقاما… موضع الغبطة لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد هو هنا… يغبطك المرء حقا على صبرك وثباتك ووفائك ويقينك في الله وثقتك فيه بعدما تقطعت كل الحبال وسكن كل ساكن إلى مثواه يعض عليه بالنواجذ كما يعض الخائف على أصل شجرة حتى يدركه الموت وهو على ذلك. ذلك هو الصبر الذي يحبه سبحانه.وتعالى…صبرا جميلا تهوى به كل الرياح وتنقطع معه كل أسباب الدنيا حتى لا يتعلق القلب بغير ربه سبحانه ولا يشرئب الفؤاد لغير من يعز من يشاء ويذل من يشاء سبحانه. الكلمة الرابعة والأخيرة بخروج آخر سجين من سجناء حركة النهضة ـ الدكتور شورو رئيسها الأسبق ـ يكون ملف النهضة ـ وملف الحريات بصفة عامة إذ أنّ ملف النهضة هو أم ملف الحريات في البلاد ـ مؤهلا لأن يطرح ـ من جديد ـ على طاولة الاهتمام والبحث لدى من بيده التقرير النافذ في البلاد. لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنّ حركة النهضة حركة إسلامية وسطية معتدلة ديمقراطية وطنية عجزت كل المحاولات على امتداد عقدين كاملين عن جرها إلى مستنقعات من أوحال الردود غير المسؤولة كما وقع في أكثر من بلد جار من جيران تونس، بل في أكثر بلد من البلاد العربية والإسلامية. أول من يدرك تلك الحقيقة هو: حاكم تونس. اليوم يظن كل الناس أنّ الرجوع بالتاريخ إلى عشرين عاما خلت ليس مفيدا ولا مجديا. نحن أبناء اليوم كما يقال. ما مضى ولّى وانقضى. وحسابه الحق لا يكون سوى يوم الدين…تراث النهضة تراث مشرف ـ عند كل دارس منصف من الغربيين والشرقيين (يقول رجالها) ـ إذ لم تتورط يوما في قتل نفس أو تكفير أحد ـ ولو كان حاكما ظالما ـ. بل إنها قامت بمراجعة كسبها وأصدرت في ذلك كراساتٍ وكتبا منشورة معروفة (يؤكّد رجالها كذلك)، حمّلت فيها نفسها جزءً من المسؤولية لما آلت إليه أوضاع البلاد فيما عرف بسنوات الجمر الحامية إلى جانب مسؤولية المعارضة ومسوؤلية السلطة بتفاوت في تحمل تلك الأجزاء من المسؤوليات…دلونا على حركة واحدة ـ أو حزب ـ نشر مثل ذلك حتى نصنف حركة النهضة في الموقع الثاني وليس في الموقع الأول. لم تكن أخطاء النهضة سوى أخطاء سياسية تقديرية اجتهادية من مثل: المشاركة بالجملة في انتخابات أفريل 1989 بما قد يكون أحرج رئيس السلطة وهو في بداية عهده. هي أخطاء سياسية تقديرية اجتهادية من حيث مراعاة الموازين القائمة وليس من حيث المبدإ والأصل. ولكن لنقل أنها أخطاء سياسية تقديرية اجتهادية. أفلا يسعها الآن ـ وبعد عشرين عاما كاملة ـ أن تجد لها مكانا فوق أرض تونس وتحت ضوء شمسها؟.. ألا يشرّف النهضة أنها تحمّلت أطنانا من التعذيب والقتل والتشريد والتشفي والتنكيل بلغ حدودا غير معهودة فوق الأرض، تحملت كل ذلك في صبر وثبات على منهجها الديمقراطي ولم يكن ذلك سوى ابتغاء مصلحة البلاد لتكون بمنأى عما عرفته الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وأكثر من بلاد عربية. نحن نظن ـ في أسرة الحوار.نت ـ كما يظن كل المراقبين للشأن التونسي أنّ خروج الرئيس الأسبق للحركة الدكتور صادق شورو يجب أن يكون فرصة مواتية لفتح ملف النهضة من جديد. في أي اتجاه؟ في اتّجاه تطبيع وجود الحركة يوما بعد يوم!.. في اتّجاه توفير الأجواء الأمنية والسياسية والاجتماعية الكفيلة بامتصاص آثارالحريق الهائل المدمر!.. تحتاج الحركة إلى تضميد جراحاتها فلنوفر لها الظروف المواتية لذلك… تحتاج الحركة إلى أن تقدم مساهمتها من جديد لخدمة تونس الجمهورية الديمقراطية المعاصرة!.. يظن كل المراقبين بأنّ ملف الهوية الذي ناضلت الحركة ـ أيام بورقيبة ـ من أجله قد طوي أو هو على وشك أن يطوى، لا خوف بعد اليوم على هوية تونس. هوية تونس في نظر الحركة هوية متعددة الأبعاد: الإسلام قلب رحاها وهو دين كل تونسي وتونسية، لا مجال فيها (الهويّة) لمزايدة أحد على أحد، والعروبة لسانه الفصيح المبلّغ، وقد حاولت السلطة الحالية ـ سلطة الرئيس بن علي ـ لعق كثير من الجراحات التي خلفتها الثورة البورقيبية ضد العروبة… والجمهورية بمقتضياتها المعروفة في الدنيا اليوم: الحياة الديمقراطية والتداول على السلطة من خلال صناديق الاقتراع واستقلال القضاء وحرية الإعلام والحريات الخاصة والعامة ومناصرة قضايا التحرر في العالم وخاصة قضية فلسطين ووضع البلاد على درب النهضة العلمية والاستقرار الاجتماعي والتقدم الصناعي لكفالة العدالة الاجتماعية… للحركة مساهمتها في ذلك دون شك… الحركة جزء من المعارضة التونسية الوطنية الجادة كانت سباقة في التعرف عليها والاعتراف بها والتنسيق معها على أساس أنّ الوطن للجميع والأكرم فيه هو من يخدمه…كان المهندس علي لعريض ـ الناطق الرسمي الأسبق للحركة ـ يقول دوما في الاجتماعات الداخلية للحركة: إذا تعارضت مصلحة البلاد مع مصلحة الحركة فإننا لا نتردد في تقديم مصلحة البلاد على مصلحة الحركة. هي فرصة مواتية جدا ـ في تقديرنا ـ بمناسبة خروج الرئيس الأسبق للحركة من السجن لنشأة تفاهمات مع السلطة بأي صيغة كانت. العبرة هنا ليس بالأشكال من شخصيات ومقابلات ولكن العبرة بتهيئة المناخات العامة ـ وخاصة الأمنية منها والسياسية والإعلامية ـ لخروج البلاد من نفق مظلم حبست فيه نفسها قبل عشرين عاما.

الحرية قدر تونس بل قدر الشعوب المحرومة. وكل اتجاه معاكس لاتجاه الحرية ـ كائنا ما كانت القوة المعاكسة ـ هو فاشل بالضرورة. نظن أنّ الحركة برشدها المعهود وبما حنكها من التجارب والخبرات غير عصية على إنشاء تفاهمات مع السلطة بالتشاور مع المعارضة ـ سيما هيئة 18 أكتوبر ـ لحل ملفات الحرية العالقة ملفا من بعد ملف… ملف الحريات الشخصية للمساجين المسرحين… ملف استيعابهم ضمن أسواق الشغل أو إرجاعهم إلى سالف أعماله…ملف تخفيف القيود على حركتهم تعاونا ومشاركة في الأعمال الوطنية التي تقوم بها المعارضة… ملف تمكينهم من لقيا بعضهم بعضا لبحث ما يلزمهم وما لا يلزمهم لعل المساجين السابقين ينجزون تقويما يضبطون فيه كسب الحركة بعد زهاء أربعة عقود كاملة من إنشائها عام 1969… ملف تمكينهم من جوازات سفر تمكنهم من معالجة الأمراض التي أصابتهم في مرحلة السجن… ملف إعادة استيعاب إرث الحركة فكريا باعتباره إرث التجديد والاجتهاد لمعالجة بعض الأزمات التي تحيق بالبلاد ضمن الأزمات الفكرية التي تحيق بأكثر من بلاد عربية… المقصد الأكبر من كل ذلك مزدوج 1 – مقصد استفادة البلاد من تراث الحركة ومساهمتها في شتى الحقول. 2 ـ مقصد إعادة استيعاب الحركة ضمن المشهد الفكري والإعلامي والسياسي بما يحقق لتونس تفاعلا مطلوبا مع التحديات الدولية في زمن العولمة والنهب الاقتصادي الدولي وفرض أنماط غريبة عن هوية البلاد بمنطق المقايضات المالية والاستثمارية… نظن أنّ الحركة مؤهلة لذلك بقياداتها الكثيرة وبتجربتها الثرية… كما نظن أنّ السلطة ـ ولعلها تكون في بعض المراحل الانتقالية نحو مزيد من النضج والرشد والتكيف مع المعطيات الدولية الضاغطة ـ فيها من هو مؤهل لذلك، بمثل ما نظن أنّ المعارضة الوطنية الجادة المسؤولة التي اعترفت بالنهضة واحتضنتها في أعمالها المشتركة ترحب بكل ذلك بسبب ما ثبت قطعا من أنّ الحرية في تونس واستبعاد النهضة أمران لا يلتقيان… نظن أنّ الحركة مؤهلة لذلك كل التأهل بسبب ما جرى داخلها – كما أعلم رجالُها – منذ سنوات طويلة من حوارات عميقة ودقيقة ومثمرة من مثل مقاربة الوصل والفصل بين الثقافي والسياسي، ومن مثل مقاربة الانصهار ضمن المعارضة الوطنية الجادة المسؤولة، ومن مثل الثبات على المنهاج الديمقراطي للحركة أيا كانت الظروف؛ وهو ثبات نجحت فيه الحركة نجاحا باهرا جدا، ومن مثل التمحض لخدمة البلاد ـ دون اشتباكات مع السلطة ـ لأجل ضمان أكبر أقدار من النهضة والعمران والتقدم ومن مثل مقاربة أنّ النهضة ليست عدمية حتى تشطب إنجازات السلطة ـ وإن تكن محدودة الأثر بالنسبة لآثار الهجمة على الحريات ـ بجرة قلم…. ذلك ما نؤمله من الحركة ومن المعارضة ومن السلطة، والله من وراء القصد، وهو القادر على جعل العسير سهلا. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 30 أكتوبر 2010)


صادق أنت يا شورو..


نصرالدين السويلمي عزيز ذلك الذي ألقى في وجه أخيه صدقة في شكل بسمة، وعزيز ذلك الذي كان في عون أخيه، وعزيز ذلك الذي أماط الأذى عن الطريق، وعزيز ذلك الذي شاكته شوكة في سبيل الله.. أعزّة هؤلاء جميعا، لكن كيف بالذي تعرض إلى حقول من الأشواك؟!.. كيف بالذي نخرته ونخلته الأشواك؟!.. كيف بالذي هدهدت رحيق عمره الأشواك؟!.. كيف بالذي شحذوا له الأشواك وشحنوها ثم أرسلوها عليه.. لا لتشوكه وتلسعه إنّما لتعقر جسمه النحيل عقرا.. كيف بالذي مدّدوه وصلّبوه وقلّبوه على خبائث الأشواك؟! كيف به؟!!.. لله درّه إذ يتعايش مع أشواكهم المسعورة لألفيتين ولقرنين ولعقدين..  عشرون عاما وهم يشوكونه!!.. عشرون عاما ليس له من الزاد إلا « حسبي الله ونعم الوكيل »… هذا الذي سجن قبل الإنترنت وقبل شيوخها – جوجل، ميكروزوفت وإكسبلورر وفايرفوكس- وقبل شبابها – سكايب ومسنجر وياهو- وقبل غلمانها – فايسبوك وتويتر- ..هذا الذي سجن قبل بروسترويكا غورباتشوف وقبل انهيار المعسكر الشرقي هذا الذي سجن قبل الستالايت وقبل القنوات المشفرة والمفتوحة وقبل الجزيرة وقبل إقرأ!!.. هذا الذي سجن عندما كان بورقيبة ووسيلة والهادي نويرة.. على قيد الحياة وعندما كان فرح عيديد وفريدريك وليام دي كليرك في السلطة وعندما كانت جنوب إفريقيا تحت حكم « الأبارتايد »، هذا الذي سجن عندما كان ميتران يحكم فرنسا، وعندما كان بلاتيني لاعبا في ميادين الكرة..  أبدا لا يمكن أن تسري على مثل هذا عزّة العوام، هذا عزّته خاصة.. عزّته تتدفق عبر الجداول، تتسرب من ثنايا الصخور نظيفة رقراقة عذبة لتتجمع في بحيرة تكون وقفا للشيخ!! تلك بحيرة العزّة يتردد عليها أصحاب الأنفس الثقيلة والهمم البخيلة والألسن الطويلة ! لعلّهم وهم في حماها تلفحهم نسائمها فتطرد بعض ما علق بهم من وهن. على الذين لا يجيدون فن الصبر ويحترفون فنون الثرثرة أن يخفتوا من صوت مذياع التشويش لأنّ الفرصة قد لا تعاد، وأنه قد لا يكون لليوم غد بعده!!!.. انتبهوا بعد قليل ستشاهدون بأم أعينكم كتلة من الصبر تتحرك في الطريق العام، ستشاهدون الثبات تشكّل في لحم ودم.. لديه قدمين وينتعل فردتي حذاء، سترونه يدبّ في الزقاق والأسواق ويتبسم في وجوه المارّة!.. لا تجهدوا أنفسكم وتتعبوا أعناقكم، لن يضيع في الزحام.. فسماته معروفة ونادرة! عيناه واسعتان وجسمه نحيل مكتوب على جبينه حرف «  »لا » »…. « لا للظلم ».. « لا للاستكانة ».. « لا للتفريط في مشروع خيرالدين والثعالبي وبن عاشور وخليفة والنيفر وسلامة ».. « لا لبيع إرث الشهداء ».. تـنبيه: على كل الذين سيشدّون الرحال إلى بيت الشيخ من أجل تهنئته أن لا يمسّوا شيئا من طيبهم لأنّهم سيتعرّضون في بيت الدكتور إلى رياح العزّة الزكيّة الفوّاحة فتنسخ ما بهم من طيب.. رجاء: ونحن في إطار الأفراح والمسرّات، رجاءً عدم إخبار شورو بأسماء من تورّطوا في تزكية من حجب عنه الشمس طوال عشرين عاما.. لا تخبروه عمّن فوّت عنه طفولة أطفاله.. لا تخبروه عن أولئك الذين زكّوا من حجب عن شورو صغاره حتى إذا خرج بعد دهر من سجنه فتح ذراعيه لصغيرته لتعدو إليه ويحتضنها؛ فأطلقت إليه صغيرته صغيرتها.. جيل كامل رُدم بجرّة قلم!!! ابتسم.. إنّك في دولة القانون والمؤسسات،، دولة لا ظلم بعد اليوم!!! لا تندم على ما فاتك من وقائع وأحداث يا صادق.. حين كنت تبتهل بالليل لربك في قبوك المظلم، مات أقوام في خمّاراتهم،، ومات أقوام في ملاهيهم،، ومات أقوام آخرون بتخمتهم.. قصيرة هي هذه الحياة يا صادق، وطويلة جدا تلك التي اقتطعت لها من عمرك عشرين عاما.. مرحبا بك بين شعبك ناسكا متعبّدا خارجا لتوه من خلوته.. مرحبا بك أيّها الجبل الأشمّ.. مرحبا بك أيها الصادق.. مرحبا بك يا شورو..

 

(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 30 أكتوبر 2010)


عريضة دولية إلى أحرار العالم


نحن الممضين أسفله نساند بشكل مبدئي تحركات و صمود أساتذة تونس و ندعو وزارتي التربية والشباب والرياضة والتربية البدنية إلى الكف عن سياسة الهروب إلى الأمام وندعوها إلى فتح تفاوض جدّي ومسؤول مع ممثليهم النقابيين في كل مطالبهم ومنها :  تصنيف مهنة التعليم ضمن المهن الشاقة وتخفيض سن التقاعد إلى 55عاما و ندعوها إلى فتح تفاوض جدي في كامل مطالب الأساتذة المشروعة  – عودة الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية دون أي شرط  مراجعة المنح الخصوصية فتح حوار وطني حول الشأن التربوي والعنف المدرسي … -يرجى إرسال الإمضاءات إلى بريد النقابة العامة syndicat.general@gmail.com ملاحظة: هذه العريضة موجه الى العموم في مختلف بلدان العالم باستثناء أساتذة تونس

الاسم و اللقب

الجهة

المعهد

الرتبة

 

 

 

 

 


قفصة: عودة الهجمة البوليسية


أقدم العشرات من عناصر » الأمن » بالزي الرسمي والمدني صبيحة 27 أكتوبر الجاري على الاعتداء بالعنف المادي والمعنوي ضد مجموعة من الناشطات والنشطاء إثر خروجهم من مقر الاتحاد الجهوي للشغل حضروا فعاليات تجمع الأساتذة المضربين.

والملفت للانتباه إن الهمجية التي طالت زوجة المعتقل الفاهم بوكدوس ومرافقيها فاتن خليفة، دلال زعبي، فاروق عمروسية، فارس عليبي ومحمد سليماني ( طلاب) تمت في قلب مدينة قفصة ووقت الذروة ؟..

بطبيعة الحال مثل هذا الاعتداء الوحشي ليس الأول لا في مدينة قفصة ولا في غيرها من المدن التونسية ذلك أن السنوات الأخيرة عرفت الكثير من الأحداث المشابهة انتهى البعض منها إلى إلحاق أضرار بدنية مهمة بضحاياها.

ومثل كل مرة وحتى في الحالات الكثيرة التي تقدم فيها المتضررون بشكاوى مدعمة بشهادات طبية لازم القضاء التونسي صمته وتم حفظ القضايا مما فتح الباب واسعا أمام أجهزة البوليس السياسي لممارسة العنف والتنكيل بالأحرار في وضح النهار وبالشوارع العامة وأمكنة السيادة (مطار- محكمة..إلخ..) وهو علامة لا تقبل الدحض على أن تلك الهمجية تمارس بتعليمات قضائية معيبة.

فمقترفو العنف ضد « عفاف » هم أنفسهم من تسابقوا في 2009 أثناء محاكمات موقوفي الحوض المنجمي على اقتراف عشرات الاعتداءات ضد الكثير من النشطاء والناشطات بقفصة.

فعلوا ما فعلوا دون أدني رادع وعقاب، أكثر من ذلك فقد تم مجازاتهم من قبل وزارة الداخلية. وضمن هذا السياق تم ترقية سيء الذكر محمد اليوسفي من رئيس فرقة إرشاد إلى رئيس منطقة وسامي اليحياوي من مدير إقليم إلى مبعوث أمني في شرم الشيخ.

وحتى الباقين مثل » سامي المقدمي » وغيره فقد نالوا نصيبهم من المكافآت وهم يواصلون اعتداءاتهم الإجرامية لنيل المزيد. وبذلك تصبح ممارسة العنف الهمجي ليس فقط تنفيذا لأوامر عليا صادرة وإنما مجال إبداعات شخصية للارتقاء المهني.

والحقيقة أن تسارع دائرة الهمجية البوليسية على هذه الشاكلة واستمرار صمت القضاء التونسي وإفلات الجلادين من أي عقاب يجعل لجوء ضحايا هذه الهمجية للقضاء الدولي أمرا ليس فقط مشروعا بل مطلوبا.

عمار عمروسية

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31 أكتوبر 2010)


قنابل مسيلة للدموع في مطعم جامعي


حرر من قبل التحرير في السبت, 30. أكتوبر 2010 دخل عدد من نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس في اعتصام داخل المطعم الجامعي ابن عرفة بقفصة يوم الجمعة 29 أكتوبر الجاري احتجاجا على استمرار غلق المطعم الجامعي الجديد التي تريد الإدارة افتتاحه يوم 7 نوفمبر القادم رغم المعاناة اليومية للطلبة وأيضا من أجل تحسين الأكلة.

وقد علمت كلمة أن قوات البوليس التي حاصرت مكان الاعتصام ألقت يوم السبت قنابل الغاز المسيل للدموع مما تسبب في اختناق عدد من الطالبات. وفي اتصال هاتفي مع وسام العبدلي أحد المعتصمين ذكر أن مدير المطعم المذكور رفض استدعاء سيارات الإسعاف أو الحماية المدنية لإنقاذ المغمى عليهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 أكتوبر 2010)


هل أصبح المنع من الحج طريقة للتشفي والانتقام


 

كم وددت أن لا أخط هذه الأسطر وكم تمنيت أن يكون بلدي تونس قد تجاوز هذا الوضع البدائي حيث يحرم العديد من المواطنين من أبسط حقوقهم. لكن للأسف فإن قدر جيلنا أن نحرم من المساهمة في تنمية بلدنا وإيجاد حلول لما يعترضه من صعوبات وبدل من ذلك تصرف جهودنا في المطالبة بأبسط الحقوق التي يفترض أن تكون من المسلمات.

ينتابني شعور ممزوج من الحزن والخجل والحيرة عندما أكتب في هذا الموضوع. حزن على بلدي وأهل بلدي وخجل من صورة بلدي لدى الآخرين وحيرة لماذا هكذا وضعنا ومن المستفيد منه وإلى متى سيتواصل وهل من مخرج.

عندما أبلّغ أحد مخاطبي من السويديين أني لم أر والدي منذ 20 سنة  لأني ممنوع من السفر إلى بلدي، يستغرب ويفتح نصف فاه تعجبا. وحين أضيف أن والدي ذي 78 ربيعا لا يستطيع القدوم إلى السويد لأنه محروم من جواز سفره منذ 24 سنة، يفتح مخاطبي بقية فاه فهو لا يستطيع أن يستوعب أو يتصور ما أقوله له. أنّا له ذلك وجواز السفر هنا يتحصل عليه أي مواطن بمجرد إظهار بطاقة الهوية في مركز الشرطة في معاملة لا تتجاوز 10 دقائق. فحتى عتاة المجرمين المحكومين بأقصى عقوبة (لا تتجاوز 10 سنوات) فإنهم لا يحرمون من جواز سفرهم.

نعم والدي علي الإصبعي 78 سنة ومحروم من جواز سفره منذ 1986. خلال العشرة سنوات الأخيرة قدم عدة مطالب ودفع معلوم الجواز أكثر من مرة وحرر رسائل عديدة إلى المسؤولين بطريقة مباشرة أو عن طريق مركز الشرطة. ونظرا لتعنت الجهات المسؤولة ورفضها منحه جواز سفره، رفع قضية لدى المحكمة الإدارية وصدر حكم يقر حقه في الحصول على جواز سفره. رغم كل هذا مازال إلى حد الآن بدون جواز سفر.

منذ سبع سنوات دأب والدي على تقديم طلب الذهاب إلى الحج كل سنة، ولكن لم يصادفه الحظ في كل مرة. السنة الفارطة قبل طلبه وقام بالإجراءات التحضيرية، لكن إلغاء موسم الحج من قبل السلطات التونسية حال دونه والسفر إلى البقاع المقدسة. وتنفيذا للوعود التي قطعت عند إلغاء موسم الحج السنة الفارطة، فإن الذين كانوا سيحجون السنة الفارطة وقع قبولهم وأعطوا الأولوية هذه السنة. ولم يستثنى والدي من هذا الإجراء فظهر اسمه في قائمة المقبولين وبدأ في القيام بالإجراءات التحضيرية. غيرأنّ تغييرا جوهريا طرأ على ترتيبات الحج هذه السنة، وهو أن الحجيج لن يسافروا بجوازات سفر خاصة بالحج كما جرت العادة وإنما سيسافرون بجوازات سفرهم السياحية. وبما أن أبي ليس لديه جواز سفر، فقد أسقط في يده وتبين له أنه إذا لم يتحصل على جواز سفره فسيحرم من الذهاب إلى الحج. لذلك ومنذ قرابة الشهرين قام بالعديد من الاتصالات وخصوصا لدى الهيئة العليا لحقوق الإنسان التابعة لرئاسة الجمهورية، الذين وعدوه خيرا وطلبوا منه أن يقدم مطلبا جديدا للحصول على جواز سفر. ومنذ وذلك الحين وهم يمنونه بأن الجواز سيأتي بعد أسبوع أو بعد ثلاثة أيام أو في الغد.

الآن وقد بدأت الأفواج الأولى من الحجيج التونسيين في التوجه إلى البقاع المقدسة ووالدي لم يتحصل على جواز سفره مما يعني حرمانه من الحج هذه السنة.

فهل أصبح المنع من الحج طريقة جديدة في التشفي والانتقام؟

للاتصال بوالدي لمزيد من المعاومات 21671586159+   تمام الإصبعي السويذ 31 أكتوبر 2010 46705094007+ temmama@gmail.com

 


ليبيا ترفع العوائق الإدارية والمالية على تنقل المواطنين التونسيين


تونس – خدمة قدس برس أنهت اللجنة العليا التنفيذية المشتركة التونسية – الليبية أعمال اجتماعها نصف السنوي، يوم الجمعة (29/10)، بالاتفاق على رفع القيود على تنقل الأشخاص بين البلدين، دون عوائق وقيود إدارية أو دفع مبالغ مالية. واتفق الجانبان على رفع كل القيود على تنقل البضائع بين البلدين، وإنشاء معارض دائمة سواء في ليبيا أو في تونس للتسوق لفائدة مواطني البلدين. وكان رئيس الحكومة التونسية محمد الغنوشي وأمين اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية الليبية والبغدادى علي المحمودي، قد أشرفا يومي الخميس والجمعة على اجتماعات أعضاء وفدي البلدين. وقد توصل الطرفان إلى إعادة هيكلة الاستثمارات الليبية بتونس بإنشاء شركة قابضة تتولى إدارتها وزيادة حجم استثماراتها، إلى جانب الاتفاق على إنشاء منطقة اقتصادية بين مدينة بنقردان الحدودية التونسية ومدينة زوارة الليبية، لاحتضان شركات استثمارية وتكون منطقة حرة خالية من كل العوائق بالنسبة إلى التبادل التجاري. يذكر أنّ السلطات الليبية كانت قد أقرت منذ عام إجراءات جديدة على دخول التونسيين غير المقيمين، تتعلق بدفع رسوم على عبور السيارات واشتراط حيازة كل مسافر لمبلغ ألف دولار. كما فرضت الجمارك الليبية قبل أشهر قيودا على التجار التونسيين في نقل البضائع الليبية، وهو ما أثار أحداث شغب واحتجاجات شعبية في مدينة بنقردان الحدودية، الأمر الذي استدعى تنقل ثلاثة وزراء تونسيين إلى ليبيا لتخفيف تلك الإجراءات.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 31 أكتوبر 2010)

 


تُتهم باستدراج التونسيين للتطبيع تونس: تحفظات على نشاطات البعثة الثقافية الفرنسية في البلاد


تونس ـ خدمة قدس برس أقامت السفارة الفرنسية بتونس الاثنين الماضي (25/ 10) حفل تكريم قلّد خلاله وزير الثقافة والاتصال الفرنسي فريدريك ميتران عددا من الوجوه الثقافية التونسية أوسمة هي الأرفع من نوعها التي يتم منحها في الجمهورية الفرنسية.

والأوسمة الممنوحة هي في صنف الفنون والآداب وقد أشاد فريدريك ميتران بما قدمه المكرمون وبإبداعاتهم وتميزهم منذ سنوات، حسب ما نقل عنه. وتحرص وزارة الثقافة الفرنسية على تنظيم هذا الحفل سنويا، ففي كانون أول (ديسمبر) 2009 نظمت الوزارة بالتعاون مع سفارتها في تونس حفل أوسمة جوقة الشرف للفنون والآداب وتم خلاله تكريم وجوه سينمائية ومسرحية فنية بارزة، مثل فاضل الجعايبي وجليلة بكار وتوفيق الجبالي ودرة بوشوشة وسهام بلخوجة. ولم تمنع حدّة التوتر القائم آنذاك بين فرنسا وتونس والحملات الإعلامية بسبب انتقادات فرنسية لمحاكمات صحفيين، من إقامة الحفل واستقبال فريدريك  ميتران رسميا.

ويوجد نشاط ثقافي فرنسي هام في تونس عبر البعثة الثقافية والتعليمية التي توفر فضاءات للأنشطة وبرامج تكوينية ومنح مالية ودعم لبعض المشاريع. وخلال الشهر الماضي تم تعيين ثمانية مسؤولين جدد على رأس المؤسسات الثقافية والتعليمية الفرنسية في تونس.

وتثير النشاطات الفرنسية تحفظات عدد من الناشطين التونسيين الذين يعتبرون كذلك الأطراف « المدعومة » من فرنسا جزءٌا من مخطط أجنبي ويصفونهم في بعض الأحيان بـ »حزب فرنسا ».

ويرى أحمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة أنّ كل الدول الاستعمارية تجعل من مراكزها الثقافية مقدمة لمحاولة بسط نفوذها وهي لا تتخلص من نزعتها الاستعمارية في توجهاتها.

ويضيف الكحلاوي في تصريح لوكالة « قدس برس » أنّ قوى أخرى بدأت تبرز لاختراق الساحة التونسية، فإضافة إلى المركز الثقافي الفرنسي والمركز الأمريكي، أطلق المركز الثقافي الإيراني في السنوات الأخيرة بعض الأنشطة التي تبدو ثقافية مثل تعليم الفارسية والخط العربي. لكنّ البعثة الثقافية الفرنسية حسب الكحلاوي، هي التي عُرفت بنشاطها المكثف، وهي تستعمل اللغة والثقافة والفكر، وتعتمد على عدد من الأتباع إلى جانب عديد المغريات.

وبخصوص الأهداف التي تسعى إليها هذه البعثة يقول الكحلاوي إنّ الفرنسيين يعملون في بلادنا على جر التونسيين إلى التطبيع، فمنذ ثلاث سنوات حاولت المدرسة الفرنسية بضاحية المرسى بالعاصمة، جرّ بعض الشبان لزيارة ما يقولون إنّه معتقل نازي في بولونيا، وقد شنّت حملة آنذاك ومنع التونسيون أبناءهم من الوقوع في الفخ، حسب تعبيره. كما تم في شباط (فبراير) من السنة الماضية تنظيم لقاء في مكتبة شارل ديغول بالعاصمة نشّطه عدد من الدبلوماسيين وعلى رأسهم السفير الفرنسي في تونس تحت عنوان « برنامج علاء الدين » والغرض من ذلك كان تشجيع تدريس الهولوكوست في المدارس التونسية. ويشير المتحدث إلى وجود عمل دؤوب لاختراق منظمات تونسية ثقافية وحقوقية، فضلا على شخصيات ومجموعات يسمّيها التونسيون « حزب فرنسا » وهم المدافعون عن المصالح الفرنسية والصهيونية، حسب رأيه.

ويتابع الكحلاوي أنّ استقطاب بعض التونسيين جعلهم في خدمة فرنسا فقد تم دعم مسرحيين وسينمائيين وتكوينهم وبواسطتهم دخلت السينما التونسية الحمام، على حد تعبيره، في إشارة إلى الأفلام التونسية الفاضحة التي انتشرت منذ بداية التسعينات والتي تدور قصص كثير منها في حمامات المدينة العتيقة وغرف النوم.

ويتساءل المتحدث « ماذا فعل المُوسَّمون لفرنسا ومن أجل ماذا يتم تكريمهم من قبل ممثل الدولة الفرنسية؟ ».

ويحذر أحمد الكحلاوي ممّا يصفه بالنشاط الموازي لعمل البعثات الثقافية وهو العمل التبشيري بين التونسيين الذي تشرف عليه جهات كنسيّة فرنسية. وحول موقف القوى الرافضة للاختراق الثقافي يجيب رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة بأنّ تونس هي بلد عربي مسلم لا يعقل أن يتصرف فيه الفرنسيون وغيرهم بشكل سافر، على حد قوله، مضيفا « إنّ على العروبيين وعلى الإسلاميين أن يواجهوا هذا الأخطبوط وهذه الثقافة المعادية تأكيدا لرفض الهيمنة مهما كان نوعها ومن أجل صد هذا الهجوم الفكري والثقافي وأن نفعل ذلك بكلّ جرأة ». (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 31 أكتوبر 2010)

 


ارتفاع نسبة الدين العام في تونس


حرر من قبل التحرير في السبت, 30. أكتوبر 2010 ذكرت تقارير اقتصادية رسمية في تونس نشرت في عدد من المواقع يوم السبت 30 أكتوبر الجاري أن نسبة الدين العام في تونس بلغت 42.9 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي و38.1 بالمائة بالنسبة للدين الخارجي.

كما انخفضت نسبة النمو من 5.5 بالمائة سنة 2008 إلى 3.1 بالمائة سنة 2009 فيما ارتفعت نسبة البطالة بنقطة كاملة لتصبح حسب مصادر حكومية 15.3 بالمائة فيما تشير تقارير المنظمات الدولية أن نسبة البطالة تجاوزت عتبة ال23 بالمائة.

وتبلغ نسبة بطالة أصحاب الشهادات حوالي 28.5 في المائة من مجموع العاطلين.

وتوقع تقرير لصندوق النقد الدولي حول آفاق النمو العالمي نشرت تفاصيله بتونس أن تحقق تونس نسبة نمو في حدود 4.8 بالمائة فيما توقع الوزير الأول التونسي أن يستعيد الاقتصاد التونسي عافيته ليستقر في ال5 بالمائة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 أكتوبر 2010)


في انتخابات المهندسين

ـ 27 مترشحا وثلاث قائمات في السباق


دخل امس 27 مترشحا في سباق الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين في تونس وقد اتجهت انظار المهندسين إلى جل المترشحين لا سيما الشباب منهم الذين مثلوا ثلثي المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي للهيئة. وتسابق المترشحون وسط منافسة شديدة لا سيما وان سبعة من اصل تسعة من المكتب القديم قد اعادوا ترشحهم على امل الفوز بدورة جديدة على غرار الرئيس الحالي للهيئة السيد كريم اللوز الذي يتقدم للانتخابات المذكورة بعد فوزه باربع دورات متتالية. وقد دارت الانتخابات دون ان تفصح عن اسماء الاعضاء الجدد للمكتب ذلك ان الاعلان عن النتائج تاخر إلى ساعة متقدمة من ليلة امس نضرا لكثافة المصوتين. وعن تكهنات المهندسين حول من يمكن له ان يكون ضمن المكتب اجمع عدد كبير منهم على ان الرئيس المنتهية ولايته يحضى بثقة كبيرة بين صفوف المهندسين وهو ما سيجعله اول الفائزين ضمن الاسماء المطروحة.

وقد شكلت انتخابات المهندسين عودة للمنافسة القوية بين المترشحين حيث تتنافس ثلاث قائمات اساسية وقد اتخذ جميعهم من مبدا مواصلة الاصلاح ومزيد المكاسب شعارا لهم ولحمالاتهم .

وتضم القائمة الاولى الرئيس الحالي للهيئة صحبة السادة نزار مياغري وأمين التركي وشكري الشابي ومحمد العجمي وحبيب مهني ونبيلة الباقلي. اما القائمة الثانية فتتكون من ثلاث رؤساء سابقين لمجلس الهيئة وقد تردد خلال العملية الانتخابية انهم سحبوا ترشحاتهم غير ان هذا الخبر سرعان ما فنده مناصروا المترشحين الثلاثة وهم السادة توفيق العش ومحمد بن عياد وكاظم المنقعي الى جانب عدد هام من الشبان.

اما القائمة الثالثة والاخيرة فقد تكونت من اربعة اعضاء من المجلس المتخلي وهم السادة رمزي علالة ونور الدين ولها ومعز بن حسين ومحمد الصادق الشايب.

ويذكر أن الجلسة الانتخابية ليوم امس كانت مقررة ليوم 23 اكتوبر الماضي الا انه تم تاجيلها لعدم اكتمال النصاب.

خليل الحناشي

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 اكتوبر 2010)


فريانة … كاتب عام جامعة الحزب الحاكم  يعتدي  على كاتب الاتحاد المحلي  للشغل  في مدرسة ابتدائية .


قام كاتب  عام جامعة الحزب  الحاكم في فريانة  يوم أمس  بالاعتداء  لفظيا  وبشتى أنواع الشتائم  على كاتب  عام الاتحاد المحلي للشغل  بفريانة  وذلك في المدرسة التي يشتغل  فيها كاتب عام الاتحاد المحلي  للشغل كمعلم ويأتي هذا الاعتداء على  بعد بلوغ  كاتب عام جامعة الحزب الحاكم  أخبارا تفيد أن  كاتب عام الاتحاد المحلي  قدم مساعدة  لأحد الأساتذة  كان تعرض منذ سنتين إلى اعتداء  بالعنف الشديد  من طرف كاتب عام جامعة الحزب الحاكم  وضغط بعلاقات نقابية حتى تصل القضية الى التحقيق.

على كل  الاعتداء تم صباحا بحضور معلمتين  وقد راسل  كاتب عام الاتحاد المحلي  للشغل بفريانة  الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين  والاتحاد العام التونسي  للشغل  في خصوص هذا الاعتداء كما سينفذ غدا  الاثنين وقفة احتجاجية  في المدرسة الابتدائية بتأطير من النقابة الأساسية  للتعليم الأساسي  بفريانة احتجاجا على هذا الاعتداء. نقابي – فريانة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux

 


صفاقس: مسيرة عمّالية احتجاجا على الترفيع في سنّ التقاعد


حرر من قبل التحرير في السبت, 30. أكتوبر 2010 قام نقابيّو سكك الحديد بصفاقس بمسيرة عمالية يوم السبت 30 أكتوبر على الساعة العاشرة والنصف صباحا انطلقت من أمام المحطة الرئيسية للسكك الحديدية بصفاقس في اتجاه الاتحاد الجهوي للشغل في ظلّ حصار أمني. وجاء هذا التحرّك احتجاجا على مشروع الحكومة الترفيع في سنّ التقاعد.  ورغم الضغوطات الأمنية فقد أصر العمال على الخروج في المسيرة وهددوا بالدخول في إضراب فوري يشل المؤسسة رافعين لافتات تندد بالمشروع. تلا ذلك اجتماع عام بمقرّ الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس حضره عدد هامّ من نقابيّي الجهة.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 أكتوبر 2010)


جديد الإمارة النقابية  بتطاوين : تعنيف وفوضى وتزوير  في مؤتمر النقابة  الأساسية للصحة بغمراسن


انعقد يوم امس السبت 30/ 10 / 2010 مؤتمر النقابة الأساسية  بغمراسن في كنف الفوضى والتجاوزات  التي فاقت  كل الحدود وكان  يوما نقابيا عصيبا  على كل النقابيين النزهاء  .  رئيس المؤتمر هو الكاتب العام  للاتحاد الجهوي ( المكاتب  التنفيذية الجهوية لا تنعقد  حتى يقع تشاور حول المؤتمر  ويوكل إلى احد الأعضاء الآخرين الإشراف علي مؤتمرات النقابات الاساسية  )  الذي  عمل على فرض مرشحيه بكل السبل  إلى حد الوصول إلى العنف والتزوير وهذه بعض الخروقات  الحاصلة أثناء المؤتمر :

– عدد المنخرطين في هذه النقابة هو 47 منخرط  وبالتالي  حسب القانون الداخلي  للاتحاد لايمكن لهؤلاء المنخرطين أن يكونوا نقابة بل  نيابة نقابية.

– انجاز المؤتمر  تم حسب قائمة الحضور  الموجودين في القاعة  وليس حسب  قائمة المنخرطين  وعند احتجاج احد النقابيين القاعديين  عن هذا الأمرتعرض إلى هجوم  لفظي  ومحاولة تعنيف من قبل عضو مكتب تنفيذي  من أنصار الكاتب العام  الذي قال  إن التصويت  مسموح به عندنا للمنخرطين وغير المنخرطين ومن له احتجاج فليفعل ما يريد .

-قائمة المترشحين في مؤتمر النقابة الاساسية  وبعد التثبت  في قائمة المنخرطين حسب آخر  تحيين اكتوبر 2010 لدى إدارة الصحة  شملت 3 مترشحين   ناجحين غير منخرطين  هم مسعود العماري , سهام الجد , جميلة الجاني

-احدى المترشحات وهي منيرة الحداد  رفض ترشحها  لانها غير منخرطة  حسب الكاتب العام ورئيس المؤتمر والحال انها كانت عضوة في النقابة الاساسية  والأمر بكل بساطة  انها ليست من قائمة الكاتب العام .

-من الأمور المضحكة أن احد المؤتمرين  أصر على رئيس المؤتمر ان يريه اسم مسعود العماري  في قائمة المنخرطين  لكن  الكاتب العام رئيس المؤتمر قدم له   مكانه اسم اخر وهو مسعودة …مدعيا  ان الاسمين متطابقين رغم الاختلاف في مكان العمل والصفة .

لقد قدمت كل هذه التجاوزات  والخروقات الواقعة فيالمؤتمر في  شكل طعون  الى لجنة  النظام الوطنية  كما ان المؤتمر واكبته الجامعة العامة للصحة  في شخص الأخ زهير نصري الذي سجل كل ما وقع.

وكما  يعرف جميع النقابيين تفاقم الوضع في الإمارة النقابية  بتطاوين  ووصل الى هذه الدرجات  البائسة  من التزييف نتيجة صمت المركزية  على كل التجاوزات  الحاصلة سابقا والتي أبلغت بها ولم تحرك ساكنا وهو ما يطرح تساؤلا  حول تحركها  حول التجاوزات التي وقعت  في مؤتمر  النقابة الأساسية للصحة بغمراسن  ام انها ستواصل  سياسة  صمتها  المريب  علما  ان الوضع   النقابي  يزداد سوء  يوما بعد يوم .

نقابي – تطاوين — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoiretunisien des droits et des libertés syndicaux


دعوة إلى دعاة المعارضة النقابية : لنخرج من سجن أرضية اللقاء إلى لقاء حرّ يُترجَم إلى نقاشات واعتصامات


كثر الحديث اليوم عن المعارضة النقابية واللقاء النقابي وتشابكت مواقف المناضلين النقابيين الأحرار على المستوى الجهوي والوطني،والخشية كل الخشية أن يبقى هذا الحدث أوالحديث سجين الأرضية أو الأرضيات أو البيانات والبيانات المضادة، ومن موقعي كنقابي كنت قد وقّعت على أرضية اللقاء النقابي الديمقراطي وسحبت إمضائي بعد تقدير وتقييم يُلزمني لأسباب عديدة أذكر منها خاصة :

–  حصر أرضية اللقاء في سقفين هما المؤتمر والمجلس الوطني يجعل من اللقاء النقابي قصير المدى في خططه النضالية وهو ما يعني الإنعزال عن الجماهير الكادحة والإفتقار إلى بديل نضالي جذري (نقابي وسياسي ) –  ربط اللقاء بهذا السقف يكشف عن توجه مديري اللقاء وغاياتهم  المتصلة بالمؤتمرات والصراع على المواقع والتحالف من جديد مع  البيروقراطية وبالتالي مزيد تعميق أزمة الإتحاد مرة أخرى . –  بقدر ما إحتوت الأرضية على بعض المحاور النضالية إلا أنها لا يمكن أن تمثل في جملتها بديلا جماهيريا ولا يمكن أن تترقى إلى النضالية إلا بالإرتباط بالحركة الشعبية والإلتصاق بالشغيلة ومديرو اللقاء هم أبعد ما يكون  عن هذا الرهان النضالي . وكقراءة أولية لما آل إليه اللقاء النقابي الديمقراطي، يمكن القول أنها أفرزت جملة من المواقف والتي يمكن حصرها على النحو التالي : 1- موقف أصحاب أرضية اللقاء ودعوتهم للنقابيين إلى الإمضاء على الأرضية ( وطني ) 2- مواقف من موقف أصحاب الأرضية داعية إلى إعادة النظر في الأرضية وتعديلها لمزيد تجذيرها .وقد ظهر هذا الموقف في بعض الجهات ( تونس ، سيدي بوزيد ، قفصة …) 3- مواقف جهوية طرحت أرضية جديدة بإسم الجهوية (سيدي بوزيد، القيروان ) وأخذت إسم اللقاء النقابي الديمقراطي بالجهة . ما هو ثابت في هذه المواقف رغم إختلافاتها وتعارض أصحابها، هو تأكيد الحاجة إلى معارضة نقابية اليوم والتي فرضتها أزمة النظام وتأزم منظمة الشغيلة ،ورغم أنه ثابت نضالي ورهان تقدمي إلا أن الأطراف النقابية قد إختلفت حوله وهو ما يدعو إلى التشكيك في صدق البعض وتأكيد صدق البعض الآخر ، علما وأن مصداقية الموقف ونضاليته لا تُقاس بالفعل المناسباتي أو بالنوايا وركوب الحدث بل بجدية الطرح ومدى إستجابته لمطالب الجماهير الكادحة والإلتصاق بها في ذات الوقت .وبالتالي فإن الالتفاف حول مطلب المعارضة النقابية يستدعي ضرورة التمييز في هذه المواقف بين من ينتمي إلى الخط النقابي المهادن  والخط النقابي المناضل خاصة وأن هذه الثنائية قد حكمت تاريخ منظمة الشغيلة لذلك فهي تصلح كمعيار حكم اليوم على هذه المواقف ، فالمواقف المهادنة للبيروقراطية وبالتالي للسلطة لا يمكن أن تكون من دعاة المعارضة النقابية الفعلية أما المواقف المعادية للبيروقراطية وللسلطة رغم قلتها وتشظيها ومحدودية حضورها وتواجدها هي المواقف المعبرة عن الخط النقابي المناضل الذي يجب أن يضطلع اليوم بمهمة التعبئة الجماهيرية والتصدي لخيارات السلطة والبيروقراطية المعادية للشغيلة من داخل الهياكل أو من خارجها .

ورغم أن هذه المواقف قد ترجمت بإختلافاتها مدى الحاجة إلى معارضة نقابية اليوم، إلا أنها لم تصل بعدُ من خلال دعواتها إلى الإتفاق حول معنى المعارضة النقابية المناضلة والتي يمكن حصرها في النقاط التالية باعتبارها مقترحات أولية لتثمين النقاش حول معناها :

1- المعارضة لنهج البيروقراطية النقابية التي حولت منظمة الشغيلة إلى منظمة مساهمة والنضال من أجل أن يضطلع الإتحاد بدوره الحقيقي المتمثل في التصدي لسياسة السلطة القمعية والتي تهدف إلى التفقير والتجويع والتهميش وضرب الحريات العامة.

2- المعارضة للخط الإنتهازي والمهادن للبيرقراطية وفضح إنحرافاته النقابية وممارساته اليمينية المعادية للشغيلة وللحركة العمالية عموما بدعاوى قبلية أو حزبية وإقصائية .

3- معارضة مناضلة تراهن على توحيد الصف النقابي التقدمي وتجميع المناضلين الطلائعيين حول مشروع أو أرضية نضالية تكون منطلقا أو قاعدة لتحالفها التقدمي الثوري ، هذا التحالف الذي يجب أن يتقدم نحو التعبئة الجماهيرية ويدفع بمنظمة الشغيلة إلى القيام بدورها التاريخي المتمثل في الدفاع عن الجماهير الكادحة دون مساومة أومساهمة أو تردد .ويتعدى النضال المطلبي إلى النضال السياسي في إطار عمل جبهوي تقدمي عمالي ، هذا التحالف المناضل هو الوحيد القادر اليوم على إزاحة البيروقراطية ومواجهة السلطة وتجذير المنظمة العمالية وبالتالي الإستجابة لحاجة الشغيلة لمنظمة نقابية تكون وسيلتها للدفاع عن مطالبهم ولمواجهة البيروقراطية والأعراف الرأسمالين والسلطة .

إن هذه المواقف المتباينة والتي أفرزتها أرضية اللقاء تعبر مرة  أخرى عن  أزمة اللقاء وتأزم الأرضية نظرا لعزلة أصحابها عن الشغيلة وبالتالي إفتقار الشغيلة مرة أخرى إلى بدائل حقيقية ولا نبالغ في حكمنا حينما نقول بأن أرضية اللقاء تحولت إلى سجن للمواقف بل حولت وجهة الصراع وميّعته وهمّشت مهام المرحلة الراهنة : فالصراع لم يعد صراعا نقابيا وسياسيا متجذرا وصادقا وديمقراطيا بل صراعا من أجل حيازة المكاسب والمواقع . ومهام المرحلة الراهنة لم تعد تُعنى بالشغيلة وحقوقها المغتصبة من قبل عصابة السلطة بل غاب منها الاستراتيجي وغلبت عليها خُطط الذوات وغاياتهم الضيقة وهذا الإنحراف هو الذي يساهم من جديد في تعميق أزمة المنظمة وتكريس نهجها البيروقراطي والتسليم بالأمر الواقع الذي فرضته السلطة والقبول بسياسات السلم الإجتماعية بدل مواجهتها وإسقاطها .

إن التفكير في مخرج من هذه المآزق والأفخاخ هو مهمة ملحّة تستوجب من النقابيين المناضلين الأحرار أن يناضلوا على واجهات ثلاث : – ضد السلطة وخياراتها المعادية للشغيلة وبالتالي ضد سياسات الرأسمال. – ضد البيروقراطية ومشاريعها اللاديمقراطية واللاشعبية المعادية للحركة العمالية والعمل النقابي المناضل. – ضد الخط المهادن وآفاقه المحدودة .

ولا يمكن الإنخراط في هذا الفعل النضالي إلا برؤية عمالية ثورية تجمع القوى التقدمية المناضلة  في عمل جبهوي يجد لنفسه أرضية تعد قاعدة لمواقفه ودافعا لتعبئة جماهيرية تبدأ فعلا في المواجهة لحظة تحويل فضاءات الإتحاد إلى مكان للنقاش العمومي وفضاء للإعتصام والإحتجاج وبداية لحراك جماهيري تعبوي يستقطب المناضلين الأحرار لساحات الإتحاد كما يستقطب الشغيلة في مختلف القطاعات ليلتحقوا بالحركة ولا يُعَدُّ ذلك وهما أو طوبا بل يكفي أن نخرج من سجن أرضية اللقاء إلى فضاء مفتوح للنقاش والمواجهة نقاشا محوره العمل على إيجاد بدائل حقيقية نابعة من استحقاقات الشغيلة ومواجهة تبدأ من ركن السلطة في الإتحاد أي البيروقراطية قصد إزاحتها ومن خلالها مواجهة خيارات السلطة المعادية للشغيلة ولا يجب أن ننسى أن وضع الأزمة يسمح بذلك . كفانا إذن حديثا عن المعارضة النقابية في المقاهي والهواتف والفايس بوك  لنتقدم إلى ساحات الإتحاد في كل جهة ، ولنفرض إتحادا مفتوحا يلتقي في فضائه المناضلون الأحرار من أجل لقاء مناضل ثوري مدافع عن الشغيلة متصدٍّ للسلطة وأزلامها من البيروقراطية والإنتهازيين اليمينيين ومجذّرا للإتحاد ومنخرطا في خيار المقاومة قوميّا وأمميّا .  » فــــمــــن لا يــأمــــــل لا يـــحيـــــا  » عبد السلام حيدوري نقابي *********************************************************                نقابي حر           nakabi.hor@gmail.com  

 


رأي للنقاش، وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين:أيهما أنفع، لصاحبه، رأس المال عند الوفاة أم عند الحياة؟


إسترعى انتباهي ،هذه الأيام نقطة وجيهة جدا أثارها الأساتذةُ في إضرابهم الناجح (27/10/2010) وهي المطالبة بمنحة تسمى بَدَل نهاية الخدمة، يتحصل عليها الأستاذ ، والمعلم كذلك عند نهاية خدمته وخروجه إلى مرحلة جديدة من حياته، وهي مرحلة التقاعد،حتى يطمئن ،أكثر، على بقية ما سيعيشه من الحياة، وتُحسب هذه المنحة بحساب مرتب شهر كامل عن كل سنة من السنوات الفعلية التي قضلها الموظف في العمل. أما تمويل هذه المنحة فيكون مما أُقتُطِع من مرتباته كلها بعنوان رأس المال عند الوفاة/ والتي نريدها أن تتغير لتصير  » رأسمال عند التقاعد » وقبل نهاية الحياة. ولْنحللْ المسألة بالرّويّة والمنطق والهدوء:هذا الموظف العمومي، الذي يشتغل عند وزارة التربية، بعنوان أستاذ أو معلم، تقتطع المصالح المالية بوزارة التربية جزءا من مرتبه كل شهر بعنوان  » رأس المال عند الوفاة »، تبقى في صندوق ولاتعطَى إلاّ لعائلة الموظف إلاعند وفاته.وهذا يعني، بوضوح، أنه لا ينتفع بها في حياته،بل ينتفع بها غيره، زوجته. لكن ما رأيكم أن هذا الأستاذ يريد أن ينتفع بها مادام على قيد الحياة، كما يشاء، في السياحة أو أو في مشروع صغير أو نحو ذلك, وتُعطَى هذه المنحة مما كان يُخصَم من المرتب الشهري للموظف، ويكفي زوجته، عند مماته، أن تتمتع بالنسبة التي تعطَى لها من بقايا جراية التقاعد، ومن صندوق التقاعد والحيطة الإجتماعية. أليس هذا أجدى وأنفع له،خاصة وهي تتجمع له من ذلك الخصم الشهري من مرتبه؟ قد تقولون هذا لا يغطي المبلغ الكامل لمنحة نهاية الخدمة، فنجيب بأن على الدولة أن تٌكمل القيمة، وتمتع ابنها بالبقية، إعترافا، منها، له بما قدمه من خدمات جليلة في سبيل المجتمع كافة. أليس الوزير عندما يُعفَى من مهامه الوزارية، يبقى سنة كاملة وهو يتمتع بجراياته والمنح المخوَّلة له والإمتيازات كاملة؟ وماذا يختلف الأستاذ عن الوزير، وهو الذي خلق الوزير والوالي والمعتمد والطبيب ومحافظ الشرطة وغيرهم ؟ هل خلق الوزير عشُر ما خلق الأستاذ وعانى مثل معاناته وسهر مثل سهره وفكر مثل تفكيره وتجرّع مثل ماتجرّعه ، غير أن الوزير كان في مكتب فخم أكبر من منزل الأستاذ ، ويخدمه الخُدّام ، وتنتظره السيارة الفخمة بسائقها البهي الأنيق لتنقله حيث شاء وأراد ، بينما الأستاذ يخدمه شقاؤه وتعاسته ، وتنتظره طلبات أبنائه واحتياجاتهم وديونه ، وبحثُه المتواصل عن ثُقَب أخرى يدخل منها ليبحث له عن دخُلٍ آخر يُرقّع به حياته . فهل كثيرٌ عليه، بعد عنائه المتعب الطويل، أن يطلب منحة نهاية الخدمة، وهي حق له، يأخذها مما اُقتُطِع شهريا من مرتبه، ومن الدولة، ترجمةً مادية على اعترافها بجميله عليها وعلى المجتمع؟، ثم مَن قال لك إن هذا الموظف يرغب أن يترك عرقه المتجمّع، في الصناديق الإجتماعية، إلى زوجته بعد موته، بينما هو محتاج إلى تلك الأموال قي حياته؟ أنا أريد أن أتمتّع بها مع الزوجة في حياتهما، فيتفسّحا معا ويتسوّحا ويعيشا مرتاحين. نعم/أعطني أومالي وأنا حي ولا يهمك، بعد موتي، من سينفق على موتي ودفني وزوجتي. فَكّرْ في حياتي، ولا دخل لك في موتي، لأن الحياة أهمّ وأبقى من الموت.تقول: القانون هو من وضع هذا الخصم من المرتبات بعنوان » رأس المال عند الوفاة »؟ فأقول وبالقانون يتغير الإسم  » رأس المال عند التقاعد » حسب اختيار الموظف عند تقاعده، أي يُستشارُ هل تريد أن تسترد أموالك في صندوق رأس المال عند الوفاة، أم تتركها بعد موتك؟وبالنسبة لي( أنا عبد القادر الدردوري، المحكوم علي بالتقاعد) فأعلمك يا سيادة وزير الشؤون الإجتماعية والتضامن، أنني الآن مازلت واقفا ولست قاعدا، ولذلك فأنا أطالبك، وأنا في كامل قواي العقلية والفكرية، أن تجمع كلَّ ما خبّأته لي في صندوق » رأس المال عند الوفاة » وترسله لي كاملا، ولا أنتظر الدولة حتى تعترف لي بالجميل، لأن ما قمت به كان واجبا من واجباتي الوطنية ويتمثل في إرضاء ضميري لا أكثر ولا أقل. فلا تفتح علي يا سيدي أبواب السين، القاسية، والجيم ، الغاضبة، وأنتم تعرفون كيف » نَتَّفتم » هذه المبالغ من حياتي زحرمتموني منها وقد كنت في أمَسِّ الحاجة إليها. وسيصلكم مطلب كتابي في الموضوع وشكرا. وحرر بقليبية في 27أكتوبر 2010 الإمضاء: عبد القادر الدردوري – أستاذ متقاعد، لكنه واقف وليس قاعدْ


من الذاكرة الوطنية ـ 1973: إضراب «فوضوي» في النقل… وارتباك قيادة الاتحاد


بعد طول غياب عن الساحة النقابية، على إثر تجميده نقابيا وحزبيا عام 1965، عاد الحبيب عاشور على رأس الاتحاد عام 1970، إثر طي صفحة الستينات. انخرط في سياسة التعاقد الاجتماعي التي أرساها الهادي نويرة، وبدا الرجلان في غاية الانسجام والود والتفاهم، إلى أن كان اضراب قطاع النقل من وراء ظهره فاستاء عاشور وتبرّأ هو والكاتب العام لجامعة النقل آنذاك إسماعيل الآجري، خاصة وقد تزامن الاضراب مع الاحتفالات بعيد الشغل في ماي 1973. أربك ذلك الاضراب قيادة الاتحاد وأفسد بعض الشيء صفاء العلاقات مع الوزير الأول الهادي نويرة، لا سيما وأنه حصل بعد أقل من شهرين من مؤتمر الاتحاد في موفى ماي 1973 والذي عبر خلاله المؤتمرون عن «ارتياحهم للإنجازات التي تحققت للشغالين».

وغضب الهادي نويرة أيضا وقال في الخطاب الذي ألقاه بالبلمريوم في عيد الشغل يوم غرة ماي 73 «الحوار قبل الإضراب» ملاحظا أن «بعض الإضرابات المفاجئة ليس من شأنها أن توفّر الثروة العامة وبالتالي ليس من شأنها أن تمكـّن من توزيع الفائض منها على المشاركين فيها.

وهنا أرى لزاما عليّ أن أسجـّل أن المنظمة العمالية لن ترضى عنها ولن توافق عليها. إنّ حقّ الإضراب قد أقرّه القانون ولكن حسب قواعد يسير عليها وحسب العرف المعمول به.فقبل أن نصل إلى الإضراب ثمّة مراحل ينبغي قطعها. فإمّا أن يحصل الاتفاق أو يقع الالتجاء إلى التحكيم وإذا لم يجد التحكيم طريقه لفض النزاع جاز لكل طرف أن يدافع عن حقه بما يراه صالحا. أما أن يكون شنّ الإضراب من أول وهلة وقبل استنفاد طرق الحوار ومن دون أن تكون المنظمة العمالية نفسها على علم به، فهذا ليس من الأمور المعقولة».   بيـان:   وجاء في بيان الاتحاد العام التونسي للشغل «في الوقت الذي ينكبّ فيه الاتحاد بكل إطاراته لتحقيق بقية رغائب الشغالين، فإنـّه يستغرب من موقف أعوان الشركة القومية للنقل الذين عمدوا إلى هذه الحركة الفوضوية بدون أيّ موجب. وأمام هذا الوضع يستنكر الاتحاد بشدة كل الأعمال التي تخرق المبادئ النقابية والتراتيب القانونية ويعتبر أن هذا العمل غير شرعي بل هو موعز من بعض العناصر الهدامة الذين لا يرومون وحدة الصفوف العمالية بالاتحاد ولا العمل المنظم البنـّاء ولا طول الوحدة القومية ويندد بتطلع بعض العناصر الهدامة غير المسؤولة أو المعتنقة لمذاهب خارجية». ونددت الجامعة القومية من جهتها «بالشرذمة الضالة التي سيطرت عليها الضغينة والحقد متجاهلة بذلك العواقب الوخيمة التي قد تنجرّ عن هذا الصنيع المشين».   الترميم:   ترميما للعلاقة التي كانت تنذر بالتصدع بين الاتحاد والحكومة أصدر الاتحاد بيانا جاء فيه «يحتفل العمال التونسيون في هذه السنة بهذا العيد بعد أن ضربوا أروع الأمثلة في النضج والوعي والشعور بضرورة تنمية اقتصادنا القومي، تلك الصفات التي تجلت في المؤتمر الثالث عشر للاتحاد والتي هي ثمرة من ثمرات مجهودات قادة منظمتنا الشغيلة المخلصين. إنّ عيد الشغل فرصة يجدد فيها العمال العهد الذي قطعوه على أنفسهم لتحقيق المزيد من الانتاج وتحسين الانتاجية، هدفهم في ذلك تركيز اقتصادنا تركيزا سليما مما يضمن لتونس أن تحقق انطلاقتها المنشودة. إننا نحتفل اليوم بيوم انطلاقتنا ويوم عزتنا في جو من الفرحة العارمة والثقة بالمستقبل خاصة بعد الإنجازات التي حققتها حكومة الأخ الهادي نويرة ويعربون عن ابتهاجهم بإمضاء العقد الإطاري المشترك الذي هو خطوة اجتماعية ذات أهمية بالغة…». محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 أكتوبر 2010)

 


تونس: الفيلم الوثائقي « شيوعيين كنّا » يروي قصّة تلاشي حزب لبناني


تونس ـ خدمة قدس برس يعرض شريط « شيوعيين كنّا » للمخرج اللبناني ماهر أبي سمرا والذي يشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي لأيام قرطاج السينمائية، شهادات لأربعة أعضاء سابقين بالحزب الشيوعي اللبناني يقدّمون قراءتهم لتجربتهم الحزبية وللتحولات التي طرأت على الساحة اللبنانية منذ بداية الثمانينات. التجربة السياسية لإبراهيم الأمين وماهر أبي سمرا وحسين علي أيوب وبشار عبد الصمد كما يرويها الشريط، انطلقت إبّان الاجتياح الإسرائيلي للبنان وكانت انخراطا في المقاومة تحت لواء الحزب الشيوعي، ثم تواصل حملهم للسلاح خلال الحرب الأهلية. وعندما جاءت مرحلة ما يسمّى « السلم الأهلي » صار هذا الحزب طرفا هجينا فانتهى، حسب ما جاء في إحدى الشهادات. كما انتقد « الرفاق » الأربعة الحزب الشيوعي ويعتبرون أنّه لم يجدد أفكاره ولم تتطوّر أحلامه. وبيّن ماهر أي سمرا أنّ المجموعة كانت مهيّأة للخروج من الحزب وكانت الحرب الأهلية حجّة لذلك. وعن كيفية التحول في تجربة الشيوعيّين السابقين كلّ على طريقته، يقول ماهر أبي سمرا إنّه عاد إلى الوطن بعد 16 عاما من الغياب وبيده كاميرا بعد أن كان يحمل بيده البندقية. أمّا إبراهيم الأمين الشيعي فقد اقترب من المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله لكنه اقتراب حذر. وهو لا يزال يتبنى المقاومة، لكنّه يرى أنّ لبنان بحاجة إلى خيار التغيير والمقاومة معا، وفي غياب من يتبنى هذا المشروع فبالإمكان أن يكون مع الطرف الذي يتبنى المقاومة ومع الطرف الذي يتبنى التغيير. لكنّ هناك جاذبية تشده إلى حزب الله فباقترابه منه خلال عمله الصحفي كان أعضاء هذا الحزب ينادونه باسم السيّد إبراهيم، يقول إنّ لقب « السيد » أعطاه مساحة وهامشا جديدا بين الناس فلم يعد رفيقا بل أصبح له اعتبار كسيّد، وهو يشير إلى كون المناضلين في الحزب الشيوعي لم تكن علاقة طبيعية بمحيطهم الاجتماعي. أمّا حسين أيوب فيذكر أنّه لمّا انفرط الحزب عاد الشيوعيّ سنّيا أو شيعيّا أو مسيحيّا، لكنّ موقفه من حزب الله مختلف عن رفيقه حيث يعتبره حزبا يدخل المقاومة من باب دم الحسين ويرى أنّ المطروح هو كيف يتوزع النصر على الوطن لا على الطائفة. وتكتمل صورة انتهاء التجربة الشيوعية عبر عبد الكريم الذي كان يدعى إبّان الاجتياح والحرب الأهلية « شي غيفارا المقاومة »، يكشف أنّه صار يعيش مواطنا عاديا بين الناس وينتقد تجربته السابقة فيقول إنّ  خيار المقاومة عند الحزب كان قد صار اغتيالا، مضيفا أنّ البنيان الحزبي لم يتجدد. ويدوم هذا الشريط الوثائقي 75 دقيقة وهو يضاف إلى أعمال أخرى لأبي سمرا مثل « نساء حزب الله » و »مفترق طرق شاتيلا ». وقد ضمّن المخرج عمله الجديد مشاهد من أفلامه السابقة. وخلال بث الفيلم يقف المشاهد على وقائع حية من الحياة اللبنانية إذ ينقطع الكهرباء أحيانا فيستمر التصوير على ضوء الشموع وفي بعض المشاهد تختفي الصورة ولا يسمع سوى صوت جهة أمنية أو عسكرية أو طائفية تطلب وثائق الهوية أو تمنع التصوير. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 31 أكتوبر 2010)


مذكرات ـ 5 ـ


بلقاسم الهمامي

 

كان أمام النظام خيارات عدّة في الطريقة التي ينوي اتباعها في ضرب الحركة فهناك الطريقة التقليدية التي سلكها بورقيبة وتتمثّل في سجن القيادات الفاعلة وترك القواعد تائهة مشلولة لا تعرف أين تتوجه إلاّ أنّ الحركة استطاعت إفراغ هذه الخطة من محتواها منذ سنة 1981 فأوجدت قيادات بديلة وجاهزة لتسلم المقاليد متى دعت الحاجة وذلك أثناء فترة العمل السري, ورغم ذلك فقد سلك النظام هذا الخيار سنة 1990 عندما ابتدأ باعتقال الناطق الرسمي باسم الحركة المهندس علي العريض والهندس حمادي الجبالي مدير جريدة الفجر انذاك  ونعثر في تقرير عن حرية الصحافة في تونس أعدته الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان نجد ما يلي:  » و في24 ماي1990 صدر حكم على الأستاذ منصف بن سالم بثلاث سنوات سجنا بتهمة « نشر أخبار زائفة وثلب رئيس الدولة  » في مقال نشر بصحيفة جزائرية.

و في 23 جوان1990 أحيل مدير صحيفة  » الفجر  » السيد حمادي الجبالي على القضاء ، و قد صدر في 6 أكتوبر حكم بسجنه ستة أشهر سجنا وتخطيته بـ500 دينار بتهمة  » التحريض على انتهاك القانون     كما نجد أيضا : »  « .

و في 31 جانفي1991 أصدرت المحكمة العسكرية بتونس حكما بالسّجن سنة على السيد حمادي الجبالي مدير صحيفة ( الفجر ) وستة أشهر على المحامي محمد النوري بتهمة : » ثلب مؤسسة قضائية  » بسبب نشر مقال قانوني حول المحكمة العسكريّة و المعلوم أنّ السيد الجبالي لا يزال يقبع في السجن في ظروف قاسية [1] [ هذا التقرير كتب سنة 2009 ] . و أما الخيار الثاني الذي كان امام النظام سنة 1990 فهو الإعتقالات بالجملة والمحاكمات الكبرى و هو ما تمّ في النهاية وسنعود لتقييم هذا الخيار معتمدين عدة استراتجيات تحليلية منها العسكري ومنها السياسي والإقتصادي…  أسباب السرية  ولعل محاكمات سنة 1981 كانت من أهم العوامل لإيغال الحركة في السرّية و ذلك لسببين رئيسيين:

أ ـ التأثّر بصبغة العمل النضالي الذي سبق لحركات اليسار أن مارسته في البلاد ابتداء من سنة 1968  وهذا لا يعني أن اليسار لم يكن متواجدا في تونس قبل هذا التاريخ ولكن السرية أصبحت تقليدا تنظيميا في تونس الحديثة ابتداء من اكتشاف تنظيم برسبكتيف (Perspectives)  وأمّا محاولة الإنقلاب سنة 1962 فقد كانت نخبوية نظرا لأن عدد المشتركين فيها لم يتجاوز 27 شخصا سبعة منهم عسكريون [2] 

ب ـ التحقّق  من أنّ النظام القائم في تونس لن يترك الحركة تنمو نموا طبيعيا و أنّه سيعمل جاهدا للقضاء عليها كلّما شعر بتواجدها

ج ـ التأثير النفسي الذي يحدثه العمل السرّي في المناضل أيّا كانت مشاربه السياسية فهو يشعرانه يقدم شيئا و يناضل من أجل قناعاته وهذا الإغراء هو في الواقع ذو حدّين إذ كما يشعر المناضل بالرغبة في المواصلة فهو يمكن أيضا أن يصاب بالملل خاصّة إذا طالت مدّة السرية ولم يحدث أي شئ عملي وبهذا يمكن تفسير الأعمال اليائسة التي تحدث لبعض التنظيمات السرية مثل العمليات التي قامت بها جماعة الألوية  الحمر في إيطاليا [ Brigate Rosse][3] أو فرق العمل المباشر في فرنسا  [groupes d’action directe] [4] وقد تحدّث الأستاذ الهادي يحمد عن هذه الحالة النفسية في مقال بعنوان « حركة النهضة … ما بعد السجون و المنافي   » حيث قال : إن حالة اليأس من جدوى الاعتراف بالحركة قد نال الجناح المتصلب في قيادة الحركة الذي طالب رئيس الحركة « الشيخ راشد الغنوشي » مغادرة البلاد تحت ذريعة « القيام بفريضة الحج » حيث خرج الشيخ الغنوشي بعد شهر فقط من انتخابات أبريل 1989، ولم يعد إلى البلاد إلى اليوم حيث تحصل على اللجوء السياسي في بريطانيا [5]                                                                                                                                                                         من الطبيعي, و الوضع على  ما ذكرت, أن يدافع الجسم السياسي تلقائيا عن نفسه ويسعى إلى المحافظة على كيانه في حالة الرخاء كما في حالة الشدّة. ورغم ذلك فقد خرجت حركة النهضة إلى العلن بكل عناصرها سنة 1989 عند الانتخابات التشريعية.   انتخابات سنة 1989 الكارثية   لقد انقسمت الحركة إلى قسمين في موقفها من الانتخابات التي لوّح بها النظام وقد كان القسم الأوّل ويمُثل تقريبا القيادات المشرفة على العمل التنظيمي, هذه القيادات وجهت اعتناءها, بحكم احتكاكها بالقواعد , إلى ضرورة الترميم الداخلي وكانوا يرون أنّ الحركة خرجت منهكة من مواجهات 1987 وأنّها بحاجة, كما حدث في سنة 1984, إلى رصّ صفوفها وإعادة بناء خطوطها ثم التفكير في هيكل تنظيمي يكون قادرا على استيعاب العدد الكثير للمنتمين الجدد. وأمّا القسم الثاني فقد رأى أنّ الفرصة سانحة للحركة حتى تعرف وزنها الحقيقي وتخرج نهائيا من حالة السرية التي فرضت عليها وجعلتها تنكمش على نفسها وتعوق انفتاحها على محيطها بالقدر المفروض. هذا التباين في المواقف أدّى إلى قرار معتدل ظاهريا و لكنه كان كارثيا في الواقع وذلك أنّ القيادة المركزية بعد أن ارتأت المشاركة بثلاث قوائم أعطت لقيادات المناطق حرّية الاختيار في خوض الانتخابات من عدمه وقيادات المناطق هذه كانت قد عملت جاهدة من قبل لفك التنظيم السري وإعداده لقبول حياة سياسية عادية علنية وبذلت في ذلك وقتا و مالا وبرامج وهذا الاحتكاك جعل كل قيادات المناطق تلمس تجاوبا من القواعد في قبول الخوض في الإنتخابات وكانت المفاجأة أن بلغ عدد القوائم المستقلّة 23 قائمة بعد إسقاط قائمة أريانة وكان الحزب الحاكم قد تقدم ب24 قائمة. يمكن للمرء أن يتساءل عن سبب كثرة هذه القوائم فهل كانت نية الحركة تتجه إلى افتكاك البرلمان أي السلطة التشريعية ? ألم تكن القيادات المركزية واعية بأنّ النظام سيلجأ إلى التزوير ? في  مقال نشره محمد أحمد على موقع اسلام أون لاين بتاريخ 19 أكتوبر 2009 و بعنوان » القوى الغائبة قسرا عن انتخابات تونس  » قال:  »  وفق الإحصائيات الرسمية فقد حصلت القوائم التي دعمتها النهضة في آخر انتخابات خاضتها عام 1989 على نسبة 17% من أصوات الناخبين، بينما ذهبت بعض التقارير الإعلامية الصادرة في تلك الفترة إلى أن الحركة فازت بما يزيد على الـ50%؛ وهو ما يعني أنه كان بإمكانها أن تشكل الأغلبية في مجلس النواب بسهولة تامة. وتعكس هذه النسبة، حتى في حال الاعتماد على النتائج التي أعلنتها السلطات التونسية، الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها الحركة، وامتدادها في الأوساط الشعبية وصفوف المثقفين والنخب، وهي نسبة لم يستطع أي من الأحزاب السياسية الحصول عليها في أي من الانتخابات التي جرت في تونس منذ سنة 1989 إلى الآن »[6] قبل أن نقرّر الدخول في قائمة مستقلّة تمثّل الشمال عقدت مجموعة من الكوادر جلسة استشارية  كان خلاصتها العزم على الدخول مع الديمقراطيين الاشتراكيين في قائمة مختلطة يكون نصيبنا منها 3/8 على أقل تقدير وبدأت مشاورات مع الطرف الآخر و لكن منذ اللقاء الأول بدأت الشكوك تحوم حول مقصد الطرف المقابل فقد كانت طلباته تتلخص فيما يأتي:  

أ ـ كراء محل يقع منه إدارة الانتخابات في كامل الولاية و تدفع الحركة ثمن الكراء. 

 

 ب ـ تمويل العملية الانتخابية  من ملصقات و توفير وسائل التنقل داخل الولاية ودفع كراء ثمن قاعات الاجتماعات الانتخابية الكبرى 

ج ـ توفير إطار بشري سيشكّل جسم المراقبين المحليين الذين سيتواجدون في المكاتب أثناء عملية الانتخاب وبعد كل ذلك وافق الطرف المقابل على أن يكون لنا مرشح وحيد في القائمة ذات الثمانية أسماء و إن كنا قد قبلنا على مضض بالشروط الأخرى فإنّ هذا الشرط الأخير كان الفيصل في الإعراض عن فكرة التحالف والاتفاق على خوض الانتخابات في قائمة مستقلة ورد في كتاب  » مجازر عربية يومية … بدم بارد » منشور على صفحات تونس نيوز في حلقات وفي الحلقة السادسة نجد ما يلي » جرت هذه الإنتخابات يوم2أفريل1989وشاركت  فيهاحركةالنّهضةبعنوان القائمات المستقلّة إلى جانب الحزب الحاكم وحركةالدّيموقراطيين الإشتراكيين وحزب الوحدةالشّعبيةوالتّجمع الإشتراكي التّقدّمي والحزب الإجتماعي للتّقدّم والإتّحادالدّيموقراطي الوحدوي وإئتلاف اليساربثلاث قائمات.ومارأيته بأمّ عيني في خصوص تحرّك النّهضةفي الورديّات والعمران والعمران الأعلى و بن عروس.

 

كان مدروساوهادفاومركّزا.إختيارعناصرنسائيّةتجوب المنازل ورجال يجوبون الأحياء ذات الكثافةالإنتخابيّة.بل كانوايتحرّكون وسط النّاخبين.يعرفونهم بالإسم.إلى جانب عملهم طيلةالسّنوات الماضيةعلى حضورالأفراح والأتراح والمواساة الأدبيةوالدينيّةوالماليّة.وتركيزهم على العروش الكبيرة في إقليم تونس  وعلى صراع الجهات وإبرازمكاسب المسؤولين التي تراهاالعين المجرّدة.وعلى مساعدةالتّلاميذفي مفتتح كلّ سنة دراسيّة.وربّماأهمّ عنصرركّزت عليه القائمات المستقلّةفي قائمتي تونس1و2هوالعزف على وترالسّكان الأصليّين لتونس(البلدية) [7]   دروس من التجربة الإنتخابية   لقد عكست انتخابات 1989 رغبة دفينة في الشعب التونسي في التغيير , تغيير سيطرة الحزب الحاكم منذ فجر الإستقلال, تغيير حقيقي لوسائل حكم الشعب و لهذا كانت تونس بأسرها تغلي وكانت كلها تتابع التزييف الذي يجري في وزارة الداخلية وكانت مع ظهور كل إحصائية جديدة تزداد شعورا بالخيبة إن السلطة كانت تظن أنها تسخر من المعارضة المستقلة وتعمل على تقزيمها من خلال النتائج كما فعلت بالديمقراطيين الاشتراكيين و لكن في الواقع كان الشعب المقهور هو الذي يضحك خفية لأنه على يقين من حصول القائمات المستقلة على الأغلبية و من هنا يمكن القول أن شعارات بن علي قد سقطت في الماء منذ الإعلان عن النتائج فهذه الانتخابات قد كشفت حقيقة النظام الجديد للشعب وهو عمل كان يمكن أن يستغرق سنوات و لكن من ناحية أخرى اكتشف البوليس السياسي ,الذي كان يراقب الانتخابات, الطاقة الكامنة لحركة النهضة: إنّها طاقة الشعب  الذي كره النظام القائم فالحركة لم تكن قوية بالقدر الذي عكسته الإنتخابات و إنما تلك النتائج الذي يعرفها النظام جيدا جاءت تعبيرا من الشعب لرفض النظام و لهذا لم يكن أمام الجنرال إلاّ العصا و التنكيل بآمال الشعب  حتى يرى أنه لا أحد ينفعه غير الحزب الحاكم. إنه خيار العسكرة .

 قال برهان غليون في مقال بعنوان « في أسباب تفكك عالم العرب وبؤس أحوالهم :  ليس من الممكن ضمان الحد الأدنى من الأمن والاستقرار مع الحفاظ على نظام احتكار السلطة وتسيير المجتمعات بالأوامر العسكرية أو البيروقراطية، وإخضاع حياتها ومصالحها وتطلعاتها للأجندة الأمنية[8]   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] انظر الموقع التالي تجد التقرير جال من معطيات تاريخ التدوين : ttp://www.arabtimes.com/Arab%20con/tunisa/doc13.html [2] انظر دراسة أجراها الدكتور سالم لبيض حول الأزمات الإجتماعية في تونس :– www.uluminsania.net العدد 18، السنة الثانية فبراير 2005  ) [3] الألوية الحمراء كانت منظمة إرهابية سرية متطرفة في إيطاليا، تأسست عام 1970 في ميلانو تنتمي المنظمة إلى كل من ريناتو كوريكو، وزوجته مارغريتا كاغول، وألبيرتو فرانسيشيني، قامت هذه المجموعة بارتكاب حوالي 75 عملية قتل بين أعوام 1970 و 1988، ونظمت العديد من عمليات الخطف والسّرقة والهجوم على البنوك. كما قامت أيضا بإغتيال رئيس الوزراء الإيطالي السابق ألدو مورو عام 1978.  :Brigate Rosse, BR  http://ar.wikipedia.org/wiki/ [4] العمل المباشر وتعرف بالفرنسية باسم (Action directe) وهي مجموعة سرية من أقصى اليسار الفرنسي وهي ذات توجه فوضوي. تكونت هذه المجموعة بانصهار مجموعتين من أقصى اليسار عام 1977 في مجموعة تسمى المنسقية السياسية العسكرية الداخلية للحركة المستقلة (coordination politico-militaire interne au mouvement autonome) وفي عام 1979 تحولت إلى منظمة مقاتلة وأصبحت تتبنى باسم العمل المباشر العديد من الأعمال العنيفة والمسلحة. وقد تبنت فيما بين 1979 و1987 حوالي خمسين عملية عنف من تفجيرات واغتيالات. وأحيل أعضاؤها على محاكم خاصة http://ar.wikipedia.org/wiki/العمل المباشر  [5] انظر موقع اسلام اون لاين ركن الإسلاميون تنظيمات و أحزاب http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1226471384105&pagename [6] http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1254573749927&pagename=Zone-Arabic [7] http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:lLEbuJBs7GEJ:www.tunisnews.net/mhamdi6.htm [8](موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 أكتوبر 2010) برهان غليون: في أسباب تفكك عالم العرب وبؤس أحوالهم 


المقَامَــة السُّـــوقِـــيَّة


رضا البركـاتي

حكاية نجيب، الطالب المتحصّل على شهائد عليا ولمْ يَزلْ، منذ خمس سنوات معطّلا عن العملْ، وما سمِعَ ورأى وعايَن في موعد شغلْ، وكيف حدّث مجلسَ أصدقائه وما نَقَلْ، وما كشفه في نفوسهم عن حقيقة الأمل، وما أثاره في مجلسهم بالجدّ والهزل، من ضحكٍ وفضح لأهل الرَّبْطِ والحلْ. هذه الحكاية يحكيها حسّان قَوَّال الكلامْ في مجْلس الكِرَامْ على شَرَف الهُمَامْ حسن بن عبدالله المِقْدام ورفيقه ولد كدّوس الفاهِم الفهّام فارس الإعْلام وكافة رفاقهم في ساحة الخِصام من أجل الخبْز والحَمَام والشّغْل وتحقيق المُرام لأبناء المناجِم العِظام الذين ظنّوهم « أيْتام في مأدُبة اللِّئام ». مع تحيّة خاصة للرديِّف بلاد الأديب اللبيب ولد خريِّف الذي سجّل أحوال البلاد وشرح عيْش العباد بعجلة الاقتصاد من الدّقلة في عراجينها إلى الفسفاط في « فقاقينها  » وصوّر ماما ديجة أمّ الأجيال رمز المرأة صانعة الأبطال.

وتحيّة لاحقة لبن قردان التي التحقت بالميدان وفضَحَتْ الكذب والبهتان وعدّلتْ الميزان ومثيلاتها كثيرة من القرى الصغيرة، في الحجم، الكبيرة، في الاسم، بدءا بقعفور بدء الشرارة وصولا للصخيرة صخرة الحضارة مرورا بالمتلوي وفرنانة وبن عون وجبنيانة والقائمة تطول، تطول، تطول،،، وقريبا الهمّ يزول. والسّلام على سامع الكلام ومن يعي الكلام ومن يردّ الكلام لأهل الكلام وخاصة الشباب في « سنة الشباب » من حملة الشهائد أو الطلاب وعلى رأسهم مناضلي كلية الآداب الذين اختطفوا من قاعات الدرس بمنوبة وحشروا بزنزانات المرناقية لأنّهم وقفوا مع القضية… من حدّاثكم وراوي أحداثكم وخادمكم حسّان قوّال الكلام.

حدّثنا حسّان قال:

كنّا متحلّقين في ظلّ دار منير، قُبالة دار الفرح وقد اجتمع الشمل فضمّ مجلسُنا ثـلّةً من الشباب لا يشتغل منهم إلاّ القِلِّة لمّا وصل نجيب وهو شاب فطِن لبيب، من القلوب قريب، لسِنٌ فصيح، مجلسه مليح. جلب كرسي بلاستيك وجلس يرتاح. وطمعنا من حضوره بالأنس وسألناه عن علي وإن كان قدْ رآه فأخبر أنّ أخاه خرج منذ الصباح يطلب الرَّباح. وليس عنه من جديد لعلّه ذهب إلى بعيد.

وسألتُه عن الجديد عنده، عن الشغل، وإنْ فُرِجَتْ أمْ مازال خارج دورة الإنتاج، كما يحلو له دوما أن يقول، فقال: « إذا كان الاقتصاد هَشّا، مهمّشا فكيف لا تكون قوى الإنتاج مهمّشة؟ ألا ترى التشويش والتبعية في دواليب الانتاج فكيف لا يعيش العمال ومن إليهم في ضيم واحتياج؟ » فخطفه زياد على الطائر: « هكذا دائما تتكلم بالصّعب… انزلْ وحدّثنا بالملموس… ألم يكن لك اليوم موعد اختبار أو مقابلة للانتداب؟ » ابتسم نجيب وقال: « مَايفُوتِكْ شَيْء »، ولكن للتوضيح وطلبا للدقّة والتصحيح لم يكن الأمر مقابلة انتخاب ولا موعد امتحان وحصّة عذاب بل هو بالتصريح ودون تلميح حفل انتداب. »

فقلت له: « حفل انتداب؟!!! … ما هذا يا نجيب؟ والله لقد صار زياد على حقّ. » قال:  » نعم. هو حفل انتداب بمناسبة حفل منتوج جديد. » قال زياد:  » إذن خبزك مخبوز وزيتك في الكوز ولم أنت منبوز؟. هذا حفل في حفل إذن الفرح مضمون.  » قال نجيب: « هي عناقيد من الفرح الخاوي.! » قلتُ: « هلاَّ عتَقْتَنَا يا نجيب.! » قال: « حاضر. سأوضّح لكم الأمر. لقد قدّم رئيس مصلحة « الماركوتينق » اللقاء، هذا الصباح، على أنّه حفل تعارف سيُسفر عنه انتداب مجموعة من المدعووين لتُكوِّن مع مكتب المدير التجاري فريق تسويق المنتوج الجديد:  » الهوب إين ». » قال زياد: « وهل كنتَ ضمن الفريق؟ » أجاب نجيب: « سوف تعلّق قائمة الفريق المنتدب، غدا، في بهو الوكالة. » « إذن إن شاء الله تُفْرج. » سارع زياد بالقول. قلتُ: « وما هو « الهوب إين »؟ » قال: « هذه من باب: يسألونك عن الرّوح- قُلْ هي من أمر ربي. » وجم الجماعة وقد أعجزهم البيان. ابتسم نجيب وقال: « سأضعكم في الصّورة. إذْ لا مناص من إخباركم عن كلّ شيْء. « ما هو « الهوب إين » ؟، من هنا افتتح المحاضرة رئيس مصلحة « الماركوتينق » فقال: « أعرف أنّ هذا السؤال يجول في بال من لم يسأل كما في خاطر طارج السؤال. لكن هذا غير مهمّ. المهمّ هو: هل أنت مسوّق شاطر أم لا؟ أنت لا تسوّق منتوجا بعينه بل تبيع حلما. السرّ يكمن في صيغة الربط بين المنتوج وبين الشعور بالسّعادة، بالرفاه، بتحقيق شيء من الحلم. الشعور بالانتماء إلى درجة اجتماعية، إلى فئة، إلى طبقة. المسألة متعلّقة بـ »البهيفر، بالواي أوف لايف »(behaviour. Way of life) أي السلوك وطريقة التصرّف في علاقة بطريقة الحياة عموما والاستهلاك خصوصا. فالمهمّ ليس المنتوج في حدّ ذاته وإنّما الشعور بالحاجة إليه، الشعور بالحاجة إلى الاستهلاك. فوظيفة اقتصاد اليوم ليست تلبية حاجيات الإنسان الأساسية، التي تمّ تجاوزها، وإنّما يرتكز اقتصاد السّوق الجديد على خلق حاجيات جديدة ثمّ تلبيتها. بعبارة واحدة أنت تخلق الحاجة تولِّدها في المستهلك فيُقبِل طوعا، صاغرا، بل متهافتا على اقتناء المنتوج، على استهلاكه. تسألني عن « الهوب إين ». لقد قامت وكالتنا بعديد الحملات منذ خمس سنوات وكان لـ »الهوب إين »، في كلّ مرّة، شكل ولون ووظيفة… وقد يُصْنَعُ من مادة البلاستيك أو الورق أو الماء أو.. الهواء ولم لا؟ قد يكون صوتا. أيَّ صوتٍ. صوت طلق الهواء ولم لا؟. المسوّق الشاطر يمكنه أن يُسوِّقَ.. ضَرْطةً. فانفجر الضحك في القاعة. » وانفجر الضحك في مجلسنا. قال نجيب: « وحكى المنشط، رئيس مصلحة « الماركوتينق »، كيف باعت الوكالة الضَرْط وتهافت عليه الناس. لقد ارتكزت الحملة الدعائية على هذا الذي يسمّونه « الستراس » أخو الكآبة وخطره على الصحّة وما يسبّبه من أمراض سواء نفسية مركبة ومعقّدة أو بيولوجية تصيب القلب والكبد و »البانكرياس » أي الطيحان وهي جميعا أعضاء حياتية في جسم الإنسان… والدّواء الوقائي من كلّ هذه الأخطار المحدّقة ليس إلاّ قرصا من البلاستيك، تكاد لا تنتبه إليه العين، يُرمَى به فوق مقعد أو أريكة فإذا جلس عليه أحدهم أطلق ضرطة فينفجر الضحك الصافي، العفوي، الصادق. ولأنّ الضحك أصبح نادرا اليوم لذلك هو ثميÙ †. وأنتم لا تجهلون طبعا قولة عالم اقتصاد السّوق العظيم « كَيْنِسْ »: « كلّ نادر ثمين. » لاحظوا أنّ ضحكة الضرطة هذه تتميّز بخصائص هامّة ومفيدة. فهي مشتركة بين المحتال والمحتال عليه، بين واضع الفخّ والفريسة، إضافة على مشاركة الحضور الشّاهد، وبذلك هي تطرّي الخلافات الاجتماعية وتذيب الحدّة في التعاملات بين الناس وتسهّل التواصل بين الأطراف… هذا علاوة على القضاء على « الستراس » وطرد سحب الكآبة وتفريج الكربة عن القلب وتسريح الشرايين وتنشيط الدّورة الدموية ومنافع ذلك على الكبد والطيحان لا تحصى… » قال نجيب: وختم السيّد « ماركوتينق » بقوله: « وأذكر أنّنا لم نطلق المنتوج الجديد، كما في كلّ مرّة، إلاّ بعد انتهاء الحملة، عندما تأكدنا من المسك بناصية الجمهور الذي تحوّل إلى كتلة حرفاء جاهزة للاستهلاك. » سكت نجيب وظلّ ينظر إلينا. كان رؤوف يتلوّى من الضحك. أمّا زياد فكان يرفع ساقيه ويضرب بهما الأرض ويصفق بيديه وينتفض كالديك المذبوح. وضحكتُ حتّى سالت الدموع من عينيّ. وكاد النفس ينقطع. لقد كاد الضحك يقتلنا جميعا. ولكنّ نجيبا كان هادئا. نظر إلينا طويلا ثمّ قال: « مالكم تضحكون؟ هل هناك من ضرط في حضرتكم؟ » وانفجر ضحِكٌ جديد. قال زياد: مبروك يا نجيب. لقد فُرِجَتْ، وبعد طول انتظار، ها أنت وجدتَها وأصبحتَ تشتغل في وكالة طلق الهواء وتبيع.. الضرط. » فضحك نجيب وقال: « ضامر يا أبا زيد. ويُشرِّفني أن تكون أوّل ضرّاط من زبائني. » وامتدّت موجة ضحك أخرى.   وهل انتهى االلقاء إلى هنا؟   لا. أبدا، يا زياد، ولكن بما أنّ الجماعة تفهم في قوانين السّوق كالعرض والطلب ومعنا سي الصادق وهو نقابي ومن اختصاصه الحديث في الأسعار والأجور… والربط بينهما… والأستاذ يفهم لها في الاقتصاد السياسي فإني سأنقل لكم محاضرة السيّد « ماركوتينق ». قال زياد: أعرفك لا يحلو لك إلاّ الكلام الصعب. لو عدت إلى سابق الحديث لكان حقّا إمتاعا ومؤانسة كما تحب دائما أن تنْعَتَ مجلسَنا. قال نجيب: لا تحكمْ على الكلام قبل الاستماع. إنّك فطِن ولا يصعب عليك شأن. وقوانين الاقتصاد تهمّك وأنت إن لم تكن تعرفها معرفة الكتاب. أنت تقدّرها في جيبك عندما يتوجب عليك الدفع قبل الرّفع. وقوانين الاقتصاد تعود معك في قفتك من السّوق إلى بيتك. تحسّ بها في رجلك حين تلبس حذاءك الذي اهترأ من البحث عن شغل. قال زياد: أفْحَمْتَنِي فأسْكتَّني. ومن يغلبك في الكلام يا هُمام؟ وشوّقتَّنا. فهات يا حَدَّاث قعْدتِنا. قال نجيب: وعاد سي « ماركوتنق » يتحدّث عن المُسوِّق الشاطر وكيف يتوجّب عليه أن يكون صيّادا ماهرا. والصياد الماهر هو..؟ وأشار إلى أحد المترشحين بإصبعه وبعيْنَيْن مُفتّحتَيْن أنْ أجِبْ، أن أتْمِمْ. فبادر هذا المترشح: هو من لا يُخطئ المرمى. فقال: يعني؟ فأجابه: من يصيب مرماه. مازال السيّد « ماركوتنق » على وضعه: كتلةَ حماسةٍ مندفعةً إلى الأمام مستعدة للوثوب، إصبعُه موجّهة دائما إلى المترشح المتحمّس لمشاركتِه، وصاح يستحثه على مزيد الدقّة: يعني؟ فجاء الجواب: يسجّل الهدف.. فعاد إليه يحاصره بالسؤال: كم؟ كم هدفا؟ ولم يضف المتحمّس شيئا واكتسحته الحيرة فعاد إليه يحاصر ه: الهدف. هدف واحد؟ كن كصيّاد الحمام. وتراجع خطوة ونظر إلى الجماعة سائلا: هل تعرفون طريقة صيد الحمام بالشباك؟ من لا يعرفها يمكنه أن يحضر إحدى حملات بلدية الحاضرة التي تُنظم في كلّ موسم لصيد عصافير باب البحر. من يفكّر في إصابة المرمى قد يصيب وقد لا يصيب. قد يفلح وقد يخفق.ومن يفكر في إصابة أكبر عدد ممكن قدْ يصيب عددا ممّا أمْكن. ولكن الشاطر يخطط لكي لا يفلت من شباكه أحد. الأمر واضح ولا فائدة من العودة إلى المثال الكلاسيكي العالمي : مثال الكوكا كولا. ولكي لا تُخطئ المرمى كما تقول حدّدْ لوحة التصويب حدّد الجمهور الهدف. ولمن يروم النجاح المؤكد في خطّته فالجمهور الهدف المفضّل هو النساء، ثمّ الأطفال، ويتبعهم كلّ الرجال الذين يعطفون عليهم ويدللونهم. عليك أن توقع بغرائزه في شباك من الأوهام تنسج له أجمل الأحلام وإذا لم تساهم في هذا بكلّ حزم أغلقت مؤسَّستك أبوابها في وجهك بشكل أو بآخر وعُدت إلى رصيف العطالة ويرجع اسمك رقما في قائمة طالبي الشغل. قال نجيب: والطريف أنّ هذا المنشّط استشهد في خاتمة عرضه بمقولة لعالم أمريكي كبير ومشهور جدّا لكنّه نسي اسمه ويقول هذا العالم: L’être civilisé se définit par son paraître etnon par son être, par son avoir et non par son savoir ! o.k ? وقد ترجم هذه القاعدة العلمية كبير المترجمين بالجامعة اللبنانية: الإنسان المتحضّر يُعَرَّفُ بمظهره وليس بماهيته بِمَا لَه وليس بما هو بِمَالِه وليس بعلمه فقال له أحد المترشحين بلهجة جديّة وبصوت اليقين أنه يعرف هذه الحكمة ونسي أين قرأها ولكنّه يتذكّر اسم قائلها وهو « البروفيسور يعقوبيان الدلفوني ». فسُرّ المنشط بهذه المساهمة البنّاءة وفاته أنّ نظرات السّخرية مصحوبة بابتسامات هازئة وتعليقات جانبية قد تبادلها ثلاثة أو أربعة من المترشحين لسابق علمهم أنّ « يعقوب الدلفــوني » « Jacob de Lafond » ليس إلاّ اسما لماركة مسجّلة للخزف مختصّة في صنع أواني بيوت الراحة وهذا الاسم منقوش على مقاعد الراحة تلك التي يجلس عليها الناس لقضاء الحاجة.! وهي دعابة ساخرة يطلقها الطلبة ضدّ كلّ أستاذ مُدّع، مهزوز، غير وا ثق بمراجعه. قال زياد: « بدأنا بالضرط وانتهينا ببيت الرّاحة لكي لا أقول شيئا آخر. » ونطق الكلمة الأخيرة بنغمة مرتخية فيها اختلاف في النطق وإيحاء بجناس. » فقال له نجيب:  » ماذا قلت؟ ألا تستحي؟ … »   لم أقل شيئا.   بل قلتَها.   أبدا لم أنطق بها.   ماذا قلت إذن؟   قلت: الطّقس خريفي. وانفجر ضاحكا مثيرا موجة من الضحك. قال رؤوف: « كفى أخلاقا سوقيّة يا جماعة. لقد حولتم المجلس إلى بيت راحة جماعي. ألا تستحون؟ » قال نجيب: بيت راحة جماعي. ألا تعرف أهميّة هذا المكان عند تجّار الرومـــان؟ ألم تزر المراحيض الجماعيـــة بمدينة دقّة الأثرية؟ ففي المراحيض الجماعية يتخّذ كبار التجار، وهم متحلقون، القرارات المالية الحاسمة ويعقدون الصفقات الرابحة. وختم نجيب بقوله: يا جماعة، ؟ إنّ السّوقية في أخلاق السّوق. والمال هو وسخ الدنيا ورأس المال هو أساس السّوق ورأس الوسخ وأصحاب رأس المال وأتباعه هم الذين يوسّخون الدنيا ويلوّطون بهاءها ويدنّسون طهرها. فتطهير المجتمع من كلّ الأمراض والآفات لا يتمّ إلاّ بعد تطهيره من رأس المال، رأس البلاء، وسوقِه وجلاديه وثقافتِه السّوقية . قال حسّان: فانقسم المجلس إلى مُؤيِّـــد للفكرة مُتحمِّــــس لحملة التَطْهيـــر، وإلى مُقْـتنِــع بالرأي كرأي لكن كرأي للنقاش دون تدبيـــــر، وإلى خـــــــائف رافض للعِــــبرة دون تبْريــــــر. حمام الشط، 11 سبتمبر 2010 إلى اللّقاء في المجلس القادم

 

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31 أكتوبر 2010)


مشاركة هند الهاروني في المنتدى التربوي العالمي- فلسطين WEF-PALESTINE


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين السادة و السيدات القائمين على المنتدى التربوي العالمي – فلسطين WEF-PALESTINE و المشاركين فيه، -المنعقد من 28 إلى 31 أكتوبر2010 بالتوازي في غزة،رام الله، حيفا، القدس و لبنان- السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،              تونس في 30 أكتوبر 2010-22 ذو القعدة 1431،

أنا هند الهاروني، تونسية، أستاذة في اللغة الانقليزية و ناشطة حقوقية ، أسعد كثيرا في التواصل مع كل ما يمت للقضية الفلسطينية بصلة و تفعيلها خصوصا بمعانة الإخوة و الأخوات في قطاع غزة العزة لما تعرضوا له و ما يزالون من عدوان صهيوني أشهره محرقته الفسفورية واضعا نصب أعينه قتل المدنيين من رضع و أطفال و رجال و نساء من مختلف الأعمار مثلما وثقت جهات حقوقية عديدة فلسطينية و دولية و إعلامية حكومية و غير حكومية متابعة لهذه القضية .

 و بما أن حديثنا في هذه المناسبة يدور حول التربية و التعليم في فلسطين.

لا شكّ بأن العلم نور و قوة و بالعلم تتحرر الشعوب كما الدول و تزدهر و تتفوق على بعضها البعض غير أن ذلك يتعارض مع سياسة الاحتلال العنصري الإسرائيلي الصهيوني و مصالحه في فلسطين و في المنطقة عموما ألا و هي السعي إلى السيطرة على العباد و البلاد و خيراتها في فلسطين و حتى في غيرها من بلدان العالم العربي و الإسلامي على وجه الخصوص لتبقى ضعيفة و متخلفة عن ركب الحضارة و التطور و يسهل التحكم فيها و في ثرواتها. العلم سلاح الوعي بالحقوق و الواجبات و التفوق و طرد المحتل و استرجاع البلاد و بالأحرى افتكاكها من أيدي المغتصب.

كما علينا أن نفهم بأن سياسة هذا المحتل التي انكشفت خصوصا جريمته ضد الإنسانية المراد من ورائها إبادة شعب غزة بأكمله بهدم المدارس و البيوت و قتل الأطفال الأبرياء و حتى الرضع لها تداعيات عديدة و مختلفة تصب جميعها في خانة الدمار فضلا عن إعاقة جهود الإعمار للدمار الهائل الذي خلفه على مستوى  البنية التحتية و المنشآت التربوية و غيرها  من المؤسسات المدنية و الحكومية و أماكن التواجد البشري الحيواني و الطبيعي و من بين هذه التداعيات اذكر ما يلي :

1.     إضعاف النسبة الديمغرافية، لإضعاف قدرة الأجيال الحالية و القادمة، أي إضعاف مقاومة الاحتلال 2.     هدم المدارس ينتج عنه اكتظاظ متعمد  في عدد التلاميذ و طلاب العلم مما يؤثر سلبا على مردوهم التعليمي من ناحية و يجعل من الصعب على إدارة المدارس و المعاهد و الجامعات توسيع الأنشطة التعليمية في ظروف تعليم جد محدودة و هنا تجدر بنا الإشارة إلى الجهود التي تقوم بها حكومة حماس و شعب غزة نفسه لما يتحلون به من عزيمة فولاذية ما شاء الله في إيلاء التعليم الاهتمام اللازم رغم ظروف الحصار بعد الحرب و في ظل التهديد الصهيوني المتواصل بالحرب. 3.     إضعاف شريحة الشباب بالذات لأنها هي من يبني الدول بالعلم و العمل 4.     الاحتلال و ما يتسبب فيه مع الحصار من فقر و حرمان يؤثر على طلاب العلم لأن طلب العلم يتطلب توفير عوامل مادية و تجهيزات كافية إلى جانب الراحة النفسية و ظروف طبيعية لا كالتي يفرضها الاحتلال من شعور بالتهديد الدائم و الترويع و الترهيب. 5.     البرامج التعليمية : يسعى العدو الإسرائيلي إلى التدخل في محتوى برامج تعليم الفلسطينيين هو يريد تزييف التاريخ وفق مصالحه التوسعية و طمس معالم الهوية الفلسطينية و محاربة حق الفلسطيني في المقاومة و الحرية و تقرير المصير كما عمل و يعمل دائما على فرض شبه استحالة المصالحة بين الفلسطينيين و تقوية انقسامهم إلى ضفة غربية و قطاع غزة لضمان إضعافهم في نظره. أرى أنه من البديهي التركيز على أهمية تظافر الجهود لبناء المدارس و إعمارها  بدأ بقطاع غزة و الأخذ في الحسبان بالمعادلة التالية : و إن قام المحتل الغاشم  بهدمها يعاد بناؤها حتى التحرر و قبل ذلك كله على الجميع التأكيد على الحاجة الماسة لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة لأنها أولوية قصوى و العمل على تحقيق ذلك.

 كما أن التلاميذ و الطلبة الفلسطينيين و بخاصة الغزاويين  المحاصرين يحتاجون إلى معدات و لوازم تعليمية تتطلب مساعدات و إمدادات تفي بالغرض و لجميع فعاليات المجتمع الدولي بما فيها المجتمع المدني الحث على ذلك.

من بين التسهيلات الأخرى أيضا أرى بأن التعليم عن بعد أيضا هو حل جذري و يستوجب تجهيز قطاع غزة بأعداد وفيرة من جهاز الكمبيوتر من جهة و الحراك لضمان توفر الإمداد بالكهرباء دون انقطاع.

فتح المبادرة أمام الأساتذة المتطوعين كل حسب اختصاصه للذهاب إلى غزة و تقديم دروس و محاضرات بالمجان و نقل العلوم التكنولوجية المتطورة إليهم فضلا عن اللغات الأجنبية مع العمل على استدعاء الطلبة ليقوموا بتربصات في مؤسسات دولهم التربوية في ظل  سياسة التبادل التربوي فبالتعليم نستفيد و نفيد و ليس للعلم حدودا جغرافية خصوصا مع تطور تكنولوجيا المعلومات منها الانترنت و هذا يدخل ضمن حق الغزاويين في التعليم و كسر الحصار معا. كما لا يجب علينا أن نتجاهل العلاج النفسي الذي يحتاجه التلاميذ و الطلبة من جراء ما لحق بهم و بأهاليهم و بإخوانهم و أصدقائهم و بلدهم بسبب العدوان الإسرائيلي الصهيوني عليهم و عدد لا بأس به منهم أصبحوا أيتاما بعد استشهاد والدتهم أو والدهم أو الإثنين معا رحمهم الله و أدخلهم فراديس جنانه-اللهم آمين أو جميع من كان يعوله من أهل من جراء القصف الإسرائيلي المتوحش.

الجرحى أيضا يجب توفير الرعاية الصحية التي يحتاجونها إلى جانب الذين أصيبوا بإعاقات دائمة.

التلاميذ و الطلبة و حتى الأطفال في السن المبكرة قبل الدخول إلى المدرسة الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية طبية معقدة من واجب الجميع توفير المساعدة و الدعم لهم حتى يتمكنوا من العلاج خارج فلسطين و العودة بسلامة و عددهم و لا شك مرتفع في صفوف الإخوة الغزاويين نسأل الله لهم السلامة و الشفاء اللهم آمين.

في صفوف التلاميذ و الطلبة أيضا من هم معتقلون في سجون الاحتلال و على المجتمع الدولي أن يهتم بشأنهم أكثر فأكثر، حتى يحرروا قريبا إن شاء الله و يعودوا إلى مقاعد التدريس و الاهتمام نفسه بأولياء التلاميذ و الطلبة الذين يعانون من بعد أهاليهم في الأسر و ما يلاقونه من تعذيب داخل معتقلات جيش الاحتلال الصهيوني فضلا عن  أولياء آخرون في سجون الضفة الغربية.

من بين الأضرار التي تسبب فيها هذا المحتل هو ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الفلسطينيين. الحمد لله أن قوة الإرادة هم يستمدونها من إيمانهم بالله و بعزيمتهم القوية و صبرهم و روح التآخي و التآزر و الإصرار و المقاومة لديهم غير أن هذا لا يعني إلغاء توفير أخصائيين في علم النفس ليساعدوهم على تخطي عقبات نفسية كثيرة سببها الحرب المقيتة.

و عليه وجب التذكير بضرورة تفعيل القرارات الدولية التي تنصف الجانب الفلسطيني و قطاع غزة بالخصوص و على رأسها تقرير قولدستون و إعادة إعمار قطاع غزة لأن الحصار غير قانوني و غير إنساني و الصمت تجاهه و المماطلة  أو المساهمة في تكريسه جرائم في حد ذاتها ضد الإنسانية بأسرها. أرجو من خلال هذه المشاركة أن أكون قد ساهمت في فعاليات هذا المنتدى و لو بصفة متواضعة في تقديم المساندة المعنوية في الدفاع عن حق الفلسطنيين و أهالي قطاع غزة بالأساس المشروع في العلم و التعلم و التعليم.

و في الختام أوجه تحياتي إلى منظمي هذا المنتدى و إلى المساهمين فيه كل حسب إمكانياته و أفكاره و في كل مكان و أدعو للجميع بالتوفيق لما فيه تقدم القضية الفلسطينية و خيرها في المجال التربوي العلمي و في جميع المجالات الأخرى فالعزيمة موجودة بفضل الله و لن تنقطع و على قاعدة لا للتطبيع مع إسرائيل.

و لن يفوتني أن أذكر حقيقة أن كثيرا من الفلسطينيين هم علماء و مبدعون سواء داخل فلسطين أو خارجها و قد استفادت من علمهم دولا كثيرة عديدة ففلسطين ما شاء الله ولادة، نسأل الله أن يبارك في ترابها و عبادها. اللهم آمين يا رب العالمين. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.


من أجل بقاء البند السابع على أجندة مجلس حقوق الإنسان


منذ هزيمة الخارجية الأمريكية قبل عام في محاولتها سحب التصويت على تقرير غولدستون، والوفد الأمريكي في مجلس حقوق الإنسان يعتمد استراتيجية ثنائية الرأس:

1- الوقوف بوجه أي قرار أو إجراء يدين دولة إسرائيل 2- خلق أجندة جديدة تحدد من إدانة الإنتهاكات التي ترتكبها القوات العسكرية خارج أراضيها، لحماية الجنود الأمريكيين من أية إدانة. وقد تجلى هذا الأمر واضحا في كل قرارات إدانة إسرائيل التي اتخذها مجلس كما في القرارات المدينة للإعتداء على قافلة الحرية مثلا. إلا أنه ومنذ أسابيع، اتبع الوفدان الإسرائيلي والأمريكي سياسة جديدة تهدف لتغييب الفقرات التي تتناول قضايا الإحتلال والمقاومة وحق تقرير المصير من الأجندة الدورية لمجلس حقوق الإنسان، وقد تم الاستنفار من أجل ذلك في أعمال المراجعة العامة للمجلس في دورته الحالية المستمرة في جنيف.

 وقد أيد الوفد الأمريكي ووفود قريبة منه بقوة، الإقتراح الإسرائيلي بحذف البند السابع المتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة والأراضي العربية المحتلة (الضفة الغربية، القدس، غزة والجولان). الأمر الذي يجعل تناول الجولان المحتل في كل دورة أمرا شبه مستحيل ويحصر تناول القضية الفلسطينية بالحد الأدنى عبر تقرير كل أربع سنوات كما تطرح الوفود الغربية أو كل سنة كما يطرح الوفد الفلسطيني في جنيف.  

إن المنظمات غير الحكومية الموقعة على هذا النداء، تعتبر البند السابع مكسبا جوهريا من مكاسب حركة حقوق الإنسان والشعوب في العالم، وتعتبر محاولة إلغائه تأييدا مباشرا للمحتل في احتلاله واستقالة صريحة من مجلس حقوق الإنسان عن تناول القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة بالشكل الذي يتناسب مع أهمية وراهنية هذا الملف. وهي تطالب كل الوفود العضو في مجلس حقوق الإنسان الاستنفار لمواجهة المقترحات الأمريكية- الإسرائيلية حول قضايا الاحتلال وقضايا تقرير المصير ومحاولة إخضاع بعثات التحقيق في مجلس حقوق الإنسان لموافقة مجلس الأمن، إلى غير ذلك من الإقتراحات التي يحاول الوفد الأمريكي تمريرها. فالمقترحات الأمريكية الإسرائيلية لا تمثل إلا أقلية صغيرة، ومن المؤلم أن يحدث تواطؤ عربي أو جنوبي لتمريرها بصمت.

إن المنظمات الموقعة أدناه، تعتبر الإبقاء على البند السابع دون أي تعديل مطلب الحد الأدنى لمصداقية مجلس حقوق الإنسان في كل ما يتعلق بالأراضي العربية المحتلة.

جنيف في 31 أكتوبر 2010 اللجنة العربية لحقوق الإنسان التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية منظمة صوت حر للدفاع عن حقوق الإنسان المنتدى الثقافي العربي الأوربي جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب المرصد السوري لحقوق الإنسان جمعية الصداقة العربية الأوربية الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية


سبعمائة فضائية عربية، لما تصلح؟


إيهاب الشاوش

 

ماذا قدمت أكثر من سبع مائة فضائية عربية للشباب العربي، الذي يشكل ثلثي السكان العرب؟ و ما هي البرامج التربوية و التثقيفية الجادة التي تنتجها هذه القنوات لتصنع بذلك وعيا مغايرا لهذه الفئة، تقيه مخاطر التطرف و تنتزعه من براثين الأمية و الجهل التي يقبع فيها خمس الشباب العربي، رغم جهود حكومات ما بعد الاستقلال في الاستثمار في المعرفة و التربية و ان كانت بنسب متفاوتة و مناهج مختلفة؟ لا اعتقد أنها قدمت الشيء الكثير، و إلا كيف نفسر هذه النسب المرتفعة لعزوف الشباب العربي عن المشاركة في الشأن العام(بين 2 و 5 بالمائة، حسب احصائيات جامعة الدول العربية)، و جهله بتاريخه، و تراجع جودة التعليم وبقاء الجامعات العربية في أسفل سلم التصنيفات الدولية، الخ الخ، أليس الإعلام و الفضائيات خاصة، سبب البلية الرئيس في كل ذلك، نظرا لدوره المتنامي في التأثر على الشباب؟ بل انه و خلال السنوات الأخيرة، لم يكتف بدوره التخريبي هذا و إنما ساعد الشباب على الانخراط في دوامة العنف الرياضي عبر الإثارة و التحريض و دفعه دفعا نحو اعتناق الطائفية و الإرهاب بتقديم زعماء القاعدة على أنهم أبطالا يدافعون عن « شرف الأمة الضائع » و شيوخ الفتاوى وكأنهم قادة للرأي المستنير. انظروا مثلا ماذا حصل في العراق بعد الاحتلال الأميركي، الم تنتشر الفضائيات و الصحف و الإذاعات كانتشار النار في الهشيم، بعد ان كانت الدولة تسيطر على تلفزيون يتيم؟ لكن ما النتيجة؟ ارتفاع نسب الأمية و الجهل بين أبناء الشعب العراقي، بعد ان كان العرب يضربون به المثل في التقدم العلمي و الازدهار الثقافي. فعوض ان تقدم البدائل و تجيب على أسئلة الشباب الملحة و تساعد الشعب العراقي على النهوض من جديد و التوحد و الخروج من محنته، انطلقت في سباق محموم وراء الربح المادي و تناطحت فيما بينها على خلفيات طائفية و دينية لم تكن في يوم من الأيام من تقاليد العراق ولا العراقيين.  من منا لا يشعر بالمتعة، خلال مشاهدة البرامج التربوية و الوثائقية و حتى برامج الأطفال التي تقدمها التلفزيونات الغربية، في حين انه يلعن اليوم الذي شاهد فيه برنامجا تربويا من إنتاج محلي. و قد نكون أغبياء حين نعتقد ان ما نشاهده في التلفزيونات الغربية هي بفعل ساحر، أبدا، فوراء كل برنامج دسم و قيٌم أسطول من الخبراء والفنيين من كل الاختصاصات، أما برامجنا المحلية فلا تجمع حولها إلا السماسرة والمنقطعين عن الدارسة مبكرا،او أولئك الذين ظنوا ان إخراجا فاشلا زائد بعض صور زائد نص رديء قد يثمر مادة إعلامية قادرة على إثارة اهتمام شباب القرن الواحد و العشرين. و اللوم كل اللوم في ما آلت إليه أوضاع فضائياتنا العربية، لا يقع على التلفزيونات الخاصة، اذ ان انتشارها هذا كانتشار محلات بيع رقاقات الهاتف الجوال، كان نتاجا طبيعيا لعوامل عدة، أبرزها العولمة و انفتاح السماء و التطور التكنولوجي السريع وانخفاض تكلفة الإنتاج و هامش الحريات الذي بدأ يتوسع في بعض الدول، و ليس بوسع أحد معارضة هذا التعدد، بل إنني اعتقد جازما انه مهما حاولت سلط الإشراف والهيئات كبح جماح هذه القنوات وغلق بعضها حينا و لفت نظر البعض الآخر أحيانا أخرى، الا انها في النهاية ستفشل في وقف الزحف التلفزيوني المتنامي، و اذا كان عددها ا الآن يناهز ال700 فإنها ربما تتضاعف في السنوات القليلة المقبلة. اللوم إذا يقع على التلفزيونات العمومية التي تخلت عن دورها التربوي و التثقيفي كمرفق عمومي و سلمت أمرها الله، زاعمة أنها ليست في مستوى منافسة القطاع الخاص،والحال أنها مدعومة و تتمتع بنسب هامة من الإشهار الحكومي و الخاص. و أتساءل إذن، كيف سيكون حال التلفزيونات العمومية العربية إذا قررت إحدى الحكومات منع الإشهار في التلفزيون العمومي باعتبار أن وظيفته غير ربحية بالأساس أسوة بفرنسا، حين حرم الرئيس الفرنسي ساركوزي القنوات العمومية من عوائد الومضات الإشهارية بعد الثامنة ليلا، هل كانت ستغلق أبوابها و كنا سنقرأ الفاتحة ترحما على أرواحها؟ بالعكس لا بد ان تشكل الفضائيات العمومية العربية،مركز ثقل مضاد للقنوات الخاصة، حتى يحصل التوازن بين القطاعين و تكون الفضائيات العمومية الخاصة بمثابة صمام آمان المجتمع، و ذلك عن طريق ترسيخ هويته و قيمه و التعريف بتاريخه و ثقافته و حضارته، و هذا لن يحصل الا، أولا بتدعيم فضائيات الاختصاص مثل تجربة البي بي سي و الراي الإيطالية و القنوات العمومية الفرنسية، ثم ثانيا بتغير الشكل اي كيفية تقديم المادة الإعلامية للجمهور مع تغير المضمون و الالتصاق أكثر بمشاغل المواطن العربي، و أخيرا لا بد من تطعيم التلفزيونات العمومية العربية بخبراء من علم اجتماع و علم نفس و تاريخ و تربية و تكنولوجيا… إذ كم هو عدد الخبراء و المختصين، ضمن مجالس إدارة التلفزيونات العربية، ان وجدت، التي تسطر و تخطط لبرامج القناة و ترصد ردود فعل الشارع العربي؟ أليست الاعتباطية و الدسائس، هي العملة السادة فيها؟ في حديث خاطف مع ألن بيلي مدير العلاقات الدولية في تلفزيون فرنسا ورئيس قناة فرنسا الدولية، أكد لي هذا الخبير الإعلامي و احد المشرفين على مشروع « معرفة » الذي يهدف الى تجديد عرض المحتوى التربوي التلفزيوني لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط، ان « دور المرفق العمومي هو التوجه الى الشباب و بذلك نكون قد قمنا بواجبنا ». و في إحدى مؤتمرات اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس حول الشباب و الفضائيات العربية، استغرب احد المتدخلين كيف يمكن الحديث عن برامج موجهة للشباب ينجزها أشخاص سنهم فوق الخمسين!! هل يمكن أن نستوعب الدرس. Iheb_ch@yahoo.fr

http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/10/607562.html

(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 29 أكتوبر 2010)


مشكلات الخطاب الإسلامي المعاصر


راشد الغنوشي رغم أن إنتاج القمح ونضح الماء ومقاومة الآفات وترويض الطغاة حتى يذعنوا لإرادة شعوبهم ورد الأعداء على أعقابهم خاسئين. وأمثالها لا يتم إلا بأعمال مثابرة ومنظمة وتضحيات جسام كفيلة بتغيير مجرى التاريخ، يبقى للكلام الصادق المسدد في اتجاه العمل الصالح دوره في حركة التاريخ باعتبار الإنسان كائنا ناطقا. وباعتبار أن الخطاب الإسلامي هو اليوم أوسع الخطابات سامعا، كان قمينا بأهله وبمن داخله قبل غيرهم أن يفحصوا إشكالياته سبيلا لتطويره من قبيل « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ».

وعندما نتحدث عن إشكاليات الخطاب الإسلامي المعاصر لا بد أن نأخذ في الاعتبار النقطتين التاليتين:

أ‌- لا نكون معنيين هنا بالحديث إلاّ عن جوانب الخلل والنّقص في هذا الخطاب، وليس عن جوانب التفوق والنّجاح التي هيّأته ليكون الأقرب إلى قلوب النّاس وفهومهم، والحامل الأكبر لهموم القطاع الأوسع من الجماهير وطموحاتها في العدل والحرية والكرامة واستعادة العزّة المهيضة والوحدة والاستقلال وتحرير فلسطين والعراق وكل شبر محتل من دار الإسلام.

ب- لسنا معنيين كذلك بالحديث عن كلّ تلوينات هذا الخطاب، وإنّما نحن معنيون فقط بالحديث عن صنف واحد من الخطاب الإسلامي هو خطاب التيار الوسطي في الحركة الإسلامية وهو التيّار الرئيس فيها. فما هي أهم جوانب الخلل في خطاب هذا التيار الوسطي في التيار الإسلامي؟ 1- هو خطاب تغلب عليه المنازع القطرية، التي نجحت الدّولة القطرية -التي زرعها الاحتلال في أمتنا- في التحوّل من كونها أمرا واقعا فرض على الأمة بالحديد والنّار إلى كونها ثقافة مقبولة، اتخذت لها مواقع تزداد عمقا واتساعا في عقولنا وقلوبنا ومواقفنا وخططنا، لدرجة تهدّد بإمكان أن يتكرّر في الدائرة الإسلامية ما كان قد حدث في الدائرة القومية عندما حكم حزب البعث في القطرين الجارين: العراق وسوريا، فلم يكن ذلك الطريق الأقرب لوحدة القطرين، وإنّما لاندلاع عداوة قاتلة وقطيعة تامّة لم يقع تجاوزها إلاّ بعد سقوط بعث العراق على يد قوات الاحتلال، فأمكن لأوّل مرّة تبادل السفراء بين القطرين. وإذن فليس حتما لازبا أن يتم مثلا تجاوز النزاع حول الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر فيما لو حكم الإسلاميون في القطرين، ولا النزاع حول حلايب، ولا يبعد أن يكون موقف إسلاميي الهند إزاء النّزاع على كشمير مختلفا عن موقف إسلاميي باكستان. وفي الأردن واضح في العموم تمايز مواقف الفلسطينيين عن مواقف الشرق أردنيين. وإنّ ما أحدثته مقابلة كروية بين الجزائر ومصر من شرخ عميق ليس هناك ما يؤكّد أن ذلك لم يمس من قريب أو بعيد الإسلاميين في القطرين، والأمثلة كثيرة، بما يوجب على رجال الفكر والتربية في الحركة الإسلامية أن يتنبهوا إلى خطر تغلغل سرطان التجزئة في الثقافة الإسلامية المعاصرة بما يمس مبدأ عظيما من مبادئ الإسلام مبدأ وحدة الأمّة التي هي الترجمة الاجتماعية والسياسية لعقيدة التوحيد « وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ». الأنبياء/92.

كما يمثّل تهديدا لمصلحة إستراتيجية للإسلام وأمّته في زمن يتجه إلى التكتلات الدّولية وتجاوز الأوضاع القطرية الضيقة التي غدت أعجز من أن تضمن تحقيق مقومات الأمن القومي لأي قطر من أقطارنا على انفراد، ولذلك أقدمت الدول التي صدّرت لنا بل فرضت علينا هذه الدويلات القزمية العاجزة على تليين مقدس سيادة الدولة لصالح الانخراط في تكتلات عظمى.

وبدل أن نطوّر نظام الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في اتجاه تكتلات مصالح اقتصادية ودفاعية تراجعنا إلى الوراء، فلم يعد أحد يتحدّث عن مؤتمر لوزراء الدفاع أو الاقتصاد، العرب أو المسلمين أو المغاربيين، وأفرغت مؤسسات الوحدة القائمة من كلّ محتوى وحدوي، فما بقي منها غير ألقاب في غير موضعها كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد، فلا تحضر لا في الحرب ولا في السلم. حتى عندما فاوضوا العدو الإسرائيلي فاوضوه فرادى، فكان الاستسلام الذليل ثمرة زقّوما من ثمار الدولة القطرية.

2-هو خطاب يتضخّم فيه الجانب العقدي التربوي معزولا أو يكاد عن محمولاته الاجتماعية السياسية. وبسبب أهمية العقيدة والتربية في بناء الإسلام فإنّ أثرهما ينبغي أن يمتدّ ليغطّي ليس السلوك الفردي للمسلم وحسب، وإنّما يجب أن يتجاوزه ليلوّن كل مواقفه الاجتماعية والسياسية، وإلاّ وقعنا في ضرب من العلمنة والنفاق وازدواج الشخصية في اتجاه تفريغ الإسلام من مقاصده الكبرى في العدل والشورى والوحدة التي جاء ليرسيها في الأرض.

وخلافا لما أفضت إليه المجادلات الكلامية التي جاءت ردّا على فتنة الخوارج في تكفير المسلم بالذنب واستباحته جملة، من الفصل بين الإيمان وبين العمل، على نحو لا يضرّ إيمان من نطق بالشّهادتين، عمل، أيا كان، على خلاف ذلك جاء تعريف الإيمان حيث ورد في القرآن مقترنا بالعمل بدءا من سورة البقرة (1و2) وسورة الأنفال (1و2) والحج (الآية 32) والمؤمنون (من الآية 1 حتى 7) والحجرات (الآية 14) والمعارج (من الآية 21 حتى 34).

ولقد حمل القرآن من أوّله إلى آخره على النموذج الفرعوني للحكم، الجامع بين التأله العقدي والاستبداد السياسي والاستغلال الاقتصادي في تحالفه مع قارون، وعلى أكلة أموال الناس بالباطل على يد الحكام ورجال الدين، وذلك انتصارا لإيمان مقترن بالحرية والعدالة، وظهر ذلك أجلى ما يكون في قصار السّور التي هي في متناول كل المسلمين.

اقرأ مثلا سورة الهمزة، وسورة الماعون حيث يأتي تعريف الدّين تعريفا اجتماعيا، فالمكذّب بالدّين ليس هو من لا يؤمن بالله واليوم الآخر كما هو التعريف العقدي الكلامي، وإنّما هو أيضا من يحتقر اليتيم ولا يبالي بالمسكين ويمتنع عن بذل العون للمحتاج، فلا تنفعه إذن صلاة يرائي بها.

خلاصة ذلك أنّ الإيمان لا يرد في القرآن إلاّ مقترنا بالعمل الصّالح، وكذلك الأمر في عموم السنّة، إلاّ أن ضروبا من الفتن أفضت إلى تفريغ الإيمان من محمولاته المجتمعية السياسية والاقتصادية خاصة، وفي أحسن الحالات تم اختزال العمل الصّالح في الأعمال الروحية والفردية، في حين أن عموم الخطاب القرآني موجه إلى جماعة وأمة ممثلة في دولة، لا يمكن للإسلام أن يعمل عمله في الأرض دون قيامهما، ولذلك ما فتئ صاحب الدّعوة يوصي حتى أيّامه الأخيرة بالجماعة، ويحذّر من النّكوص إلى الجاهلية « من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ».

هذا البعد الاجتماعي للإسلام هو الذي بدأ يتصرّم صبيحة وفاة صاحب الدّعوة عليه السلام، إذ اندلعت الردّة في عموم قبائل العرب ليس عودا إلى عبادة الأصنام بل ليس حتى رفضا للجانب الروحي الفردي من الإسلام الذي ترمز إليه الصلاة، وإنّما رفضا للبعد المجتمعي ممثلا في نظام الدولة وواجبها في جباية الزّكاة، وهو ما أوقع العديد من الأصحاب في الحيرة والاضطراب اعتراضا على الخليفة الصدّيق الذي قرّر شنّ حرب لا هوادة فيها ضدّ هذا النّكوص العلماني الجاهلي، معلنا أنّه سيقاتل كلّ من أقدم على تشطير الإسلام وتجزئته -مستمسكا بجانب فردي روحي من الإسلام- رافضا قرينه ولازمه الاجتماعي السياسي الاقتصادي، فكانت أوّل حرب في التّاريخ تشنّ دفاعا عن حق الفقراء.

ورغم أن الجيوش السّبعة التي رمى بها الخليفة الراشد المرتدين تباعا قد نجحت في إخماد ذلك التمرّد المسلّح، وتمّ إنقاذ الإسلام من إستراتيجية تمسيح مبكر، فما لبثت رياح التّاريخ العاتية أن سفت أتربتها الكالحة على ثورة الإسلام التحرّرية، فأودى الإنقلاب الأموي بدولة الشورى، دولة الفقراء، وبدأت زاوية الانفراج بين العقيدة والسياسة تنفرج وتتسع، واستغرق تحقق الانفصال الكامل السّافر أزيد من عشرة قرون، ولم يعلن عنه إلاّ مع سقوط آخر شكل من أشكال الدّولة الإسلامية « الخلافة العثمانية » فقامت الحركات الإسلامية على امتداد عالم الإسلام داعية إلى استعادة الوصل رافعة شعار الإسلام: دين ودولة، دين وحضارة.

ورغم الاتساع المتواصل لهذه الثقافة الإسلامية المجتمعية الثّائرة، فإنّ ثقافة الانحطاط التجزيئية لا تزال منغرزة في الضمير الجمعي الذي لا يزال الصلاح عنده مرتبطا بالتديّن الفردي، بل في كثير من الأحيان حتى بالدروشة، ومهما تحرّرت الحركة الإسلامية من هذا التراث الإنحطاطي لا تنفكّ عن كونها منتوجا لبيئتها مهما ادّعت خلاف ذلك، لا سيما وبضاعة التثقيف السياسي المجتمعي في السّاحة الإسلامية لا تزال ضحلة، بما يفسح المجال أمام جماعات إسلامية لتنتهج سياسات في منتهى التناقض، ظهر ذلك سافرا في الجزائر صبيحة الانقلاب على الديمقراطية وعلى الإسلام من طرف طغمة عسكرية مدعومة من جهات لا تخفي عداءها للإسلام، فكان من الجماعات الإسلامية من أعلن الجهاد، وجماعات أخرى حالفت الطغمة وأخرى اكتفت بالمعارضة السياسية، وأخطر من ذلك وأدهى ما حصل في العراق إزاء الإحتلال، حيث قدّمت جماعات إسلامية على ظهر دباباته، وحرصت أخرى على الحصول على نصيب من المغنم، وثالثة أعلنت الجهاد.

دلالة ذلك واضحة فيما دعاه بعض المفكرين الإسلاميين (د. حاكم المطيري) بغياب العقيدة السياسية في ثقافة الإسلاميين، بما يجعل مسالكهم السياسية قابلة لكل صورة تقريبا، ثقافة تبريرية ذرائعية يمكن أن تستخرج منها أشدّ المواقف تناقضا، وهو أمر خطير ومعيب.

ومن قبيل تضخم الجوانب العقدية معزولة عن محمولاتها المجتمعية ومقاصدها العامة، الاكتفاء من الدول من أجل تمتّعها بالصّفة الإسلامية أن تحلّي دساتيرها بالإسلام، وتحرص في المناسبات على حضور عمائم، لا يضر انتماءها بعد ذلك أي خيانة تقترفها في حق مقومات الأمن القومي للأمّة، إذ توالي أعداء الأمّة وتتورط في الكيد لشعب مسلم وتفرض الحصار عليه، أو تقترف جريمة التعذيب حتى الموت، أو تمارس النّهب الواسع لثروات الشعب وأقوات عامة الناس، أو تخرج بناتها يرقصن في استقبال جنرال محتل.

3- غلبة خطاب الزجر والعقاب: إن تفريغ الإسلام من محتوياته المجتمعية (العدل والشورى والوحدة) كاد أن لا يبقي للشريعة من معنى غير كونها نظاما عقابيا (إقامة الحدود) في غفلة عن أن هذه العقوبات إنّما هي جزء بسيط من الشريعة لا يلتجأ إليه إلا ّفي حالات استثنائية، بعد أن تكون شريعة العدل ومناهج التربية والتثقيف قد وفرت لكل مواطن ظروف العيش الكريم والتربية السليمة، فإذا أقدمت بعد ذلك نفوس مريضة بالطمع، على العدوان وجب ردعها، والرّدع هو الوظيفة الأساسية لهذه العقوبات « ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب » (البقرة/179)، بما يجعل هدف الشريعة ليس إيقاع هذه العقوبات، وإنّما درؤها بأي شبهة، »ادرؤوا الحدود بالشبهات »، وذلك من طريق ما توفره شريعة العدل من مناخات وظروف عافية واستقامة وتقوى.

  وعندما عملت آليات الإسلام مجتمعة في العهد النّبوي والرّاشدي لم نر الأيدي والأرجل مكدّسة، ولا أسواط الجلاّدين، ولا المشانق منتصبة في كل حي بالمدينة، بل كادت وظيفة التقاضي تختفي لانعدام الحاجة إليها، حتى أنّ حوادث إقامة الحدود القليلة جدّا إنّما كانت بطلب ملحّ متكرر من الواقعين فيها ابتغاء التطهّر الذاتي، مثل ما حصل من الصحابيين ماعز والغامدية، التي أثنى النّبي عليه السلام عليها فقال « قد تابت توبة لو وزّعت على أهل المدينة لوسعتهم »، وذلك تأكيدا لحقيقة أن طبيعة المشروع الإسلامي أنّه قبل كلّ شيء مشروع تربوي مجتمعي، قبل أن يكون مشروعا سلطويا، مشروعا تربويا يتّجه إلى النّفوس وإلى العلاقات لإصلاحها من طريق الإقناع والحضور الإلهي والقدوة الحسنة، وتوفير حاجات الناس الأساسية وتوفير المناخات النّظيفة المعينة على الصلاح.

فالإنسان المؤمن والمجتمع القوي المتماسك لهما الأولوية على السلطة والحكم، خلافا لمشاريع التّحديث التي عوّلت في الإصلاح على الدّولة وأجهزتها، أي على القمع والتسلط. ولأن المشروع الإسلامي كان ولا يزال ضحية لتسلّط مشاريع الدولة العلمانية التي فرضت على شعوبنا بالحديد والنار، فلا عجب أن يتضخّم حضور الدولة في الثقافة الإسلامية المعاصرة، لا سيما وقد برزت خطابات حتى من داخل الإسلام بأثر الغزو الأجنبي تنكر موقع الدولة في الإسلام، وتؤكّد أن الإسلام مثل غيره من الديانات ليس سوى رسالة روحية، وأنّ رسوله لم يكن سوى مبلّغ عن ربّه، وليست الدولة من جوهر تلك الرّسالة، وإنّما هي أمر ملحق مستحدث.

 فكان ذلك سببا آخر بدافع رد الفعل لتضخم خطاب الدولة في فكر الإسلاميين المعاصرين وبخاصة فكر سيد قطب والمودودي. ومن أثر هذا التضخم تمحور المشروع الإسلامي حول الشّريعة واختزال الشّريعة في فقه الحدود، بينما الشّريعة هي معنى آخر من معاني الإسلام فهي عقائد وشعائر ونظم وأخلاقيات، هي عقائد وأحكام وتزكية، هذا الاختزال هو الذي جعل إسلاميي السودان الذين غلبت على مشروعهم الصبغة القانونية ممثلة في الشريعة، أن يلفوا أنفسهم في النّهاية أمام خيار صعب، بين التمسّك بالشّريعة بهذا المعنى أو التمسّك بوحدة السودان، إذ رفض الجنوبيون البقاء في دولة تحكمها « الشريعة »، وهكذا قاد الفهم المبتسر للشريعة إلى تمزيق وطن استلمه الإسلاميون موحّدا، سواء في زمن احتلاله أو استقلاله، ليتمزق بين أيديهم بأثر هذا الوضع المشوّه للشريعة، على أنّها جملة من العقوبات والنقيض للوحدة، مع أنّ الوحدة من أعظم مقاصدها وليست وحسب جزءا منها وبعدا من أبعادها.

4- خطاب يعطي الأولية للظواهر والجزئيات: وهذا المعنى المبتسر للشريعة باعتبارها عقوبات وزواجر جعله:

أ‌- يضيق بالحريات الفردية والجماعية ويعمل على تضييقها إلى أبعد الحدود، لدرجة أن بعض الإسلاميين نفوا إسلامية هذا المفهوم من شريعة الإسلام، رافعين مثل حزب التحرير شعارا بغيضا « لا حرّية في الإسلام » بل تقيّد بالشريعة، وهكذا وضعوا الإسلام مقابلا ونقيضا للحرّية، في زمن ثورات الشعوب ضد قوى الاستبداد والهيمنة، وبينما الإسلام وأهله أكبر ضحايا الاستبداد وأكثر المستفيدين من الحرّية لدرجة أنّهم يفرّون من أوطان إسلامية باحثين عن ملجأ في كنف دول غير إسلامية أصلا، تدين بالدّيمقراطية العلمانية.

وبسبب الارتباط التّاريخي في البيئات الغربية بين الديمقراطية والعلمانية، مع أنه ارتباط ليس ضروريا ولا محتما، فقد كفروا بالديمقراطية، متغافلين عن طبيعة الإسلام أنّه ثورة ضد الفراعين والقوارين، وأنّ النّبي عليه السّلام إنّما هاجر أحبّ بلاد الله عليه أسيفا، بسبب استبداد أهلها، ورفضهم دعوته، أو التخلية بينه وبين النّاس، وأنّ الإسلام يزدهر حيث تزدهر الحرّية، وتنكمش دعوته في ظلّ الاستبداد، بما يجعل الحرّية ليست مجرّد مطلب من مطالبه الضرورية لدعوته، بل هي مقصد من مقاصد شريعته، كما أكد علماء مقاصد الشريعة (ابن عاشور). ب- التركيز على الظواهر والجزئيات بدل الكليات والمقاصد، وهو ما جعل المعارك حول قضايا الحجاب والنّقاب واللّحية والأثواب والخمور تحتلّ الصّدارة لدى قطاع واسع من أصحاب المشروع الإسلامي، فيبادرون بمجرّد استلامهم للسلطة في أي قطر إلى تجسيد مشروعهم هذا الشّكلاني، فيفرضون على النساء الحجاب أو النقاب، ويغلقون الخمّارات ونوادي الترفيه، وقد يبلغ تشدّدهم حد غلق دكاكين الحلاقة ودور السينما، بل قد يطردون النّساء من مواقع العمل.

ولقد رأينا في مجتمع يطبق الشريعة بهذا المعنى الشكلاني الزجري كيف يتفلت النساء بالجملة من هذه القيود بمجرد أن ترتفع بهن الطائرة في اتجاه أوروبا، وكيف يحتدم صراع لا يفتر بين البوليس الأخلاقي أو جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين مجتمعات ضائقة ذرعا بالقيود التي لا تأتي الناس من الداخل، من باب حرّياتهم، وإنّما من الخارج بواسطة الزجر والترهيب، في ذهول عن أن النّاس مفطورون على الحرّية، مبغضون لكلّ ما يفرض عليهم فرضا مهما كان في مصلحتهم، وأن الإسلام لو كان رصيده في الحياة والاستمرار الدولة لانتهى وأقفرت سوقه، وقد انتهت السلطة إلى خصومه غالبا، فكيف يفسر الإقبال المتزايد عليه وامتداده في العالم رغم ما يلفاه من مقاومة خصومه؟ إن جزئيات الشريعة مثل قضايا الأزياء والمظاهر هي جزء من الشريعة، ولكن موقعه منها بمثابة موقع الديكور من البيت ليس الأساس فيه ولا الأركان ولا السقف.

مهمّ جدا أن يحتل فقه الأولويات كما تحدث عنه الشيخ العلامة القرضاوي مكانه في ثقافة المسلم المعاصر، حتى لا تختلط عليه الأوزان المختلفة للشريعة، فيقدم الخفيف على الثقيل، والأقل أهمية على المهم والباطن على الظاهر. بينما القرآن صريح في التوجيه إلى هذا التمييز. قال تعإلى « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين

« . (التوبة/18 و19).

5- خطاب وعظي تمجيدي دفاعي: معظم المنتوج الثقافي الإسلامي المعاصر ذو منزع دفاعي عن الإسلام ردا على منتقديه وتمجيدا له ولتاريخه. وإذا كان ذلك مفهوما في مرحلة اشتداد الغزو الثقافي الأجنبي والاختراق الواسع للأجيال الجديدة ولعالم النخبة وانحسار الحركة الإسلامية حتى الربع الأخير من القرن العشرين، فإن ذلك لم يعد مستساغا مع تراجع مد الفكر الغربي وتصاعد مد الإسلام، لم يعد مستساغا الاكتفاء باجترار أدبيات تمدح الإسلام وتمجّد تاريخه دونما إضافة تذكر لما أنتج الروّاد جيل الجامعة الإسلامية، والجيل الذي تلاهم.

فالفكر النّقدي غريب، والدّراسات الميدانية لأوضاع العالم الإسلامي ضئيلة جدا، اكتفاء بحديث غالبه مكرور عن عقائد الإسلام، وعن المرأة في الإسلام، والاقتصاد في الإسلام والحكم في الإسلام والتربية في الإسلام والبيئة في الإسلام. أمّا الدّراسات الميدانية لاقتصاد هذا البلد أو ذاك أو لأوضاعه التربوية أو لأوضاعه السياسية والقانونية والاجتماعية ولتاريخه ولعلاقاته الدولية ولشبابه ونسائه ولثقافته… إلخ.

مثل هذه الدّراسات قليلة جدّا، ربما بسبب غلبة التخصّصات الفنّية والعلمية التي تستقطب معظم النخبة الإسلامية أطباء ومهندسين وفنيين وموظفين ومدرّسين. وذلك على حساب التخصّصات في العلوم الإنسانية والآداب والفنون، وهو ما يهدّد الخطاب الإسلامي بالسطحية والشكلانية والتكرار، الأمر الذي ربّما أسهم في تزهيد الأجيال الإسلامية في المطالعة الجادّة مكتفية بما تضخه وسائل الإعلام الحديثة حتى غدت المكتبات في البيوت مجرّد قطعة من الأثاث وصور تزيينية، وجعل الجدل يحتدم بين تيارات الصّحوة بسبب غلبة التسطيح والتمجيد، ونتج عن ذلك أيضا صعوبة الحوار بين تيّارات الصحوة بسبب غلبة منزع التبسيط والشكلانية.

6- خطاب عابس مباشر: رغم أن معجزة الإسلام القرآن هي قبل كلّ شيء، من طبيعة بيانية جمالية، احتلّ فيه القصص مكانا متميزا، ورغم اجتهاد كتب التفسير في إبراز معالم من هذه المعجزة البيانية، إلاّ أن الفقه التشريعي مثّل القسم الأعظم من أقسام الثقافة الإسلامية، في حين أنه من بين أكثر من ست آلاف آية لم تزد آيات التشريع عن ست مائة.

صحيح أنّه قد نمت إلى جانب علوم الفقه علوم كونية وتاريخية وأدب رحلات ودواوين شعرية -القليل منها هو ما كان يمتح صوره من القرآن الكريم وقيمه وليس من صور وقيم وأغراض الشعر الجاهلي-، ومع ذلك ظلّ الخطاب الإسلامي أساسا خطابا مباشرا ذا طبيعة وعظية، بينما ظلّ إنتاج الإسلاميين في كثير من الفنون الجميلة ضعيفا أو ضئيلا مثل الدراما والتصوير والموسيقى والشعر، ربّما بسبب عوائق، حيث ظلّ الخلط قائما بين عدد من الفنون وبين المناخات العلمانية أو الماجنة التي تلبست بها، ما زهدّ الصالحين فيها ونفّرهم منها فاجتهدوا في الصّرف عنها وتشديد النّكير على المشتغلين بها أو المستهلكين لها مفوّتين على الإسلام وصحوته أبوابا واسعة للخير والدّعوة.

وليس يجهل منصف ما كان لفيلم « الرّسالة » من أثر عظيم في الدّعوة إلى الإسلام، مع أنّ الفنّ الإسلامي في هذا المجال، أي ما يمكن تسميته بالسينما الإسلامية أو الدراما الإسلامية ما ينبغي أن يقتصرا على رواية التاريخ الإسلامي، فالفنّ الإسلامي كما بيّن الأستاذ محمد قطب في « منهج الفن الإسلامي » ليس هو بالضرورة الذي يتحدّث عن الإسلام ورموزه، وإنّما هو كلّ فنّ ينطلق من قيم الإسلام في الإيمان ونصرة الحق والعدل والخير ومحاربة الشر والفساد والظلم.

ومع أن فتاوى لأعلام الفقه الإسلامي المعاصر مثل فتاوى الشيخ القرضاوي ميّزت بين أصل الحلال في الموسيقى والتصوير ومشاركة المرأة في مجال الفنون وهو الأصل، وبين ما يمكن أن يلابس ذلك من منكرات تخرجها عن الأصل، فلا يزال قدر غير قليل من التجهم في الوسط الإسلامي إزاء الفنون الجميلة، بينما القناعة تزداد بضرورة تقديم البديل الإسلامي للاستخدام المعادي للفنون من قبل أعداء الإسلام.

إن نمو الإنشاد الإسلامي بما في ذلك الذي يستخدم الآلات، ودخول جريئين ميدان الدراما كما حصل في رمضان الماضي مع مسلسل « القعقاع » واعتزام آخرين تقديم مسلسل عن الخليفة الفاروق، وآخرين تقديم فيلم عالمي عن حياة الرسول الأعظم عليه السّلام. خطوات مهمّة على طريق تطوير الخطاب الإسلامي المعاصر ليملأ فراغا خطيرا في الثقافة الإسلامية المعاصرة، بما يحقق شروط النهوض الشامل وموعودات الله ورسوله في اندياح عدل الإسلام ورحمته في العالمين « والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ».  (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 31 أكتوبر  2010)


اتهام الأمن المصري باستهداف اليسار


القاهرة–الجزيرة نت قالت منظمة حقوقية إن وزارة الداخلية المصرية تشن حملة ضد مرشحي اليسار في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 28 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، واعتبرت أن الحملة تستهدف إضعاف منافسين محتملين للحزب الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس حسني مبارك. وخلافا للشكاوى المعتادة من قبل مرشحي التيار الإسلامي والمستقلين بالتضييق على حملاتهم الانتخابية، قالت الشبكة العربية لحقوق الإنسان إن أجهزة الأمن في محافظتيْ القاهرة والإسماعيلية اعتقلت عددا من أنصار مرشحين يساريين في دائرتين يتنافس عليهما أيضا مرشحان للحزب الحاكم، وذلك أثناء توزيع بيانات ووضع ملصقات انتخابية للمرشحين. وانتقدت الشبكة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة- تذرع أجهزة الأمن بعدم الإعلان رسميا عن بدء الدعاية الانتخابية لاعتقالهم، « في الوقت الذي تمتلئ فيه شوارع القاهرة والمحافظات بملصقات داعمة لمرشحي الحزب الوطني الحاكم، دون أن تتخذ الحكومة أي موقف مماثل ». تمثيل ضعيف

ويقول مراقبون إن مرشحي اليسار لا يمثلون عادة منافسا قويا في الانتخابات المصرية، إذ لا تزيد حصة التيار اليساري في الانتخابات عن مقعدين أو ثلاثة، من إجمالي عدد مقاعد مجلس الشعب البالغة 518 مقعدا. بيد أن مراقبين آخرين يرون أن التوقعات السائدة بتقليص حصة الإخوان المسلمين بنسبة 20% في البرلمان القادم ستشعل المنافسة الانتخابية، وستمكن أحزابا يسارية كالتجمع الذي دخل الانتخابات بـ74 مرشحا من الحصول على مقاعد أكثر. واعتقلت الشرطة 6 من أنصار مرشح اليسار على مقعد الفئات في دائرة حدائق القبة بالقاهرة طارق العوضي -بينهم نجله- بسبب توزيعهم بيانا انتخابيا يحث المواطنين على دعم مرشح اليسار في الدائرة، ولم يفرج عن المعتقلين إلا بعد تدخل المرشح، وهو محام وعضو بارز في نقابة المحامين. كما ألقت أجهزة الأمن القبض على 5 من أنصار مرشح حزب التجمع اليساري على مقعد العمال بإحدى دوائر مدينة الإسماعيلية أيمن جلال، لقيامهم بتوزيع بيان يحمل اسمه ويحثهم على دعم المعارضة من أجل إصلاح ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية. وقال المرشح جلال إن الحملة تستهدف اليسار تحديدا باعتبار أن السلطات الأمنية سمحت لأحزاب أخرى بتوزيع دعايتها الانتخابية في المحافظة. انتهاكات حقوقية

واتهم المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد الداخلية المصرية بأنها « مستمرة في تحيزها الواضح وغير الشرعي للحزب الوطني الحاكم »، مستنكرا الحملة الأمنية ضد « المطالبين بالإصلاح الديمقراطي بسبب قيامهم بوضع ملصقات تطالب بالإصلاح وتناهض التوريث، في الوقت الذي كانت فيه الملصقات المؤيدة لترشيح جمال مبارك نجل الرئيس تملأ الشوارع دون أن تحرك الوزارة ساكنا ». وأضاف عيد للجزيرة نت أن الحكومة المصرية لم تدع أي مساحة يمكن للمواطنين وأحزاب المعارضة التعبير عن آرائهم من خلالها، وأنه في ظل التضييق الأمني الشديد على الحريات العامة، اعتادت أحزاب المعارضة انتظار موسم الانتخابات حتى تتاح لهم فرصة لعرض برامجهم على المواطنين، إلا أن وزارة الداخلية لم تدعهم حتى يستغلوا تلك الفرصة فقامت باعتقالهم.

واختتم عيد حديثه بالإشارة إلى أنه يتوجب على الحكومة المصرية اتخاذ إجراءات إيجابية ضد « هذا التحيز البوليسي الفج من قبل وزارة الداخلية »، معتبرا أنه « إذا كان يتوجب على مرشحي المعارضة الالتزام بمواعيد الدعاية الانتخابية، فعلى الحزب الحاكم أن يلتزم أولا أو يحاسب مرشحيه أولا، لاسيما أن تلك الانتهاكات ليست الأولى التي ترتكبها الداخلية ضد المعارضة قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية ». وذكر الناشط الحقوقي بتعرض مرشحي الإخوان المسلمين ونشطاء القوى السياسية المعارضة لملاحقات واعتقالات مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي تعقبها الانتخابات الرئاسية بنحو عام، وقال « سبق أن اتخذت الداخلية المصرية إجراءات أكثر تعسفا ضد جماعة الإخوان المسلمين، والجمعية الوطنية للتغير -التي أسسها محمد البرادعي- ولم تدع لنا أي أمل في انتخابات نزيهة تعبر عن اختيارات المواطنين الحقيقية ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 31 أكتوبر  2010)


لم تقع إصابات المقاومة تهاجم سيارة للمغتصبين قرب بيت لحم 


بيت لحم – المركز الفلسطيني للإعلان أصيب سيارة صهيونية بأضرار جسيمة جراء إطلاق النار عليها مساء السبت (30/10)، من قبل مقاومين فلسطينيين قرب بلدة بتير غرب محافظة بيت لحم بالضفة الغربية .

وقالت الإذاعة الصهيونية أن السيارة التي كانت تقل مغتصبين تعرضت لإطلاق النار من قبل مقاومين خلال مرورها على الطريق الاستيطاني قرب بلدة بتير، وتسبب ذلك باختراق رصاصة للباب الخلفي لها، لكن لم تقع إصابات.

وأشارت إلى أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال والإسعاف حضرت للمكان، وشرعت بنصب الحواجز والتفتيش واقتحام بلدات بتير وحوسان بحثا عن المقاومين .

يذكر أن المقاومة الفلسطينية كثفت من عملياتها مؤخرا بالضفة الغربية المحتلة ضد أهداف صهيونية، وتحديدا من خلال عمليات مهاجمة سيارات المغتصبين، وذلك برغم حملات جيش الاحتلال المتواصلة بالتعاون مع ميليشيا عباس ضمن ما يسمى بالتنسيق الأمني. (المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 31 أكتوبر 2010)


تسريبات ويكيليكس.. الوجه الآخر للمأساة العراقية  


عبد الحسين شعبان كشف موقع ويكيليكس (Wikileaks) حجم الانتهاكات السافرة والصارخة لحقوق الإنسان التي تعرض لها العراق إثر غزوه واحتلاله من قبل القوات الأميركية في التاسع من أبريل/نيسان 2003، لا سيما في الفترة الواقعة ما بين مطلع العام 2004 ونهاية العام الفائت 2009، وذلك من خلال تسريب وثائق سرية عسكرية في عملية وصفت بأنها الأكبر في التاريخ المعاصر. وقد بلغ عدد هذه الوثائق قرابة أربعمائة ألف وثيقة حول ممارسات الجيش الأميركي خلال الحرب على العراق، تضم بين دفتيها معلومات موثقة ومعززة بأسماء القتلى والمفقودين والجرحى، كما اشتملت على أسماء المعذبين والمختفين قسريا. وضمت هذه الوثائق معلومات تحمّل الجهات الأميركية والجهات الحكومية الرسمية العراقية إضافة للشركات الأمنية بما فيها شركة بلاك ووتر، مسؤولية ما جرى ويجري في العراق من مآس، مؤكدة أن ثلثي عدد الضحايا هم من المدنيين، على الرغم من المزاعم الأميركية التي تفيد بانتهاء المهمات القتالية والعمليات الحربية منذ مايو/أيار 2003 وسحب القوات ذات الطبيعة القتالية في أغسطس/آب الماضي حسب إفادة الرئيس الأميركي باراك أوباما.  » بلغ عدد الوثائق على موقع ويكيليكس قرابة أربعمائة ألف وثيقة حول ممارسات الجيش الأميركي خلال الحرب على العراق، تضم بين دفتيها معلومات موثقة ومعززة بأسماء القتلى والمفقودين والجرحى والمعذبين والمختفين  » ولعل لغة الوثائق والأرقام والتي تضمنها موقع ويكيليكس ألقت بظلال كثيفة وجديدة من الشك والريبة على المزاعم الأميركية التي روّجت قبيل احتلال العراق، والتي تدعي العمل على توفير نظام ديمقراطي بديل يؤمن الاستقرار والرفاه للعراق والعراقيين بعد سنوات من القهر والمعاناة للحكم الشمولي الاستبدادي السابق، وإذا بنا وبعد احتلال دام أكثر من سبع سنوات ما زلنا في المربّع الأول من حالة انعدام الأمن على الرغم من تحسنّه النسبي في السنتين الأخيرتين. لكنه ما لبث أن عاد وتدهور قبيل وبُعيد الانتخابات، ليؤكد استمرار تردي الوضع الأمني وصعوبة استمرار العيش مع التناقص الكبير في توفر الخدمات الأساسية والضرورية للعيش، كالحاجة الملحة لمياه الشرب الصالحة والكهرباء والتعليم والنظام العلمي ونظام الصرف وغير ذلك، فضلاً عن استشراء الطائفية السياسية والانقسام المذهبي الوظيفي، وتفشي الرشى والفساد المالي والإداري، وضعف هيكلية الدولة وهشاشة بنيتها.

إن أهمية هذه الوثائق التي تم الكشف عنها من قبل « مؤسسة » جوليان أسانغ والموقع الذي سيغدو الأكثر شهرة في العالم وأعني ويكيليكس، تتأتى من كونها في الدرجة الأولى قد جاءت من جهة أميركية، وثانيا لأنها كشفت وثائق سرية كُتبت في حينها ولم يكن هدفها منحازا لهذا الفريق أو ذاك، بل حاولت توثيق الأحداث بيومياتها وتفاصيلها الدقيقة، ومن هنا تأتي القيمة الفعلية للمعلومات التي نقلها الموقع على نحو موثق بما احتوت من حيثيات.

وإذا كانت المعلومات التي قدمها موقع ويكيليكس غير مفاجئة للعديد من المتابعين والناشطين في ميدان حقوق الإنسان، لا سيما وقد اطلعوا على التقارير التي نشرت وعلى مدى السبع سنوات ونيّف الماضية من جانب منظمة العدل الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان والفدرالية الدولية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومنظمات عراقية مختلفة، إلا أن حجم الضحايا من المدنيين الآخذ بالاتساع يدفعنا إلى التوقف عند هذه الوثائق التي تشير إلى أن بعض الفئات كان هدفا سهلا، كالعلماء والأكاديميين الذين سقط منهم أكثر من أربعمائة ضحية للعنف والإرهاب، والإعلاميين الذين بلغ عدد ضحاياهم 291 إعلاميا، وكذلك الأطباء والمهندسين والمعلمين وغيرهم.

وكان لتصفية العسكريين وخصوصا الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية نصيب، كما تم استهداف التنوّع الثقافي العراقي، الذي كان على الدوام جزءا من المكوّن العراقي الموحد، القومي والديني، وعلى الأخص بعض الطوائف المسيحية واليزيدية والصابئة, واستهدفت العمليات الإرهابية المبرمجة العرب والتركمان والكرد على حد سواء في محاولة لزرع الفرقة والشقاق والريبة بين جميع مكونات النسيج الاجتماعي العراقي. وبموجب المعلومات المنشورة في موقع ويكيليكس فقد ضمّت السجون مختلف الفئات التي تعرضت لحالات منهجية وروتينية صارخة من التعذيب، الأمر الذي يترتب عليه مسؤوليات قانونية ضد مرتكبيه.

كما تحدثت المعلومات المنشورة عن جرائم ترتقي إلى جرائم الحرب والإبادة وجرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى التعذيب والاختفاء القسري والاغتصاب وغيرها من الأمور المنتهكة لحقوق الإنسان في كل المعايير، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.  » بما أن العراق ومنذ العام 2003 يقع تحت الاحتلال، فإن المسؤولية الأساسية إزاء الانتهاكات والخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان تقع على عاتق قوات الاحتلال، حتى وإن وجهت الاتهامات إلى الإرهابيين  » وبما أن العراق ومنذ العام 2003 يقع تحت الاحتلال فإن المسؤولية الأساسية إزاء الانتهاكات والخروقات الجسيمة للشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والتجاوزات العديدة للقانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقيات جنيف لعام 1949 وملحقيها لعام 1977 (بروتوكولي جنيف حول حماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة وحماية ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية)، كلها تقع على عاتق قوات الاحتلال، حتى وإن وجهت الاتهامات المختلفة إلى الإرهابيين أو المحسوبين على النظام السابق، لأن ذلك لا ينفي ولا يلغي المسؤولية الرسمية والقانونية لقوات الاحتلال بموجب بنود قوانين الاحتلال (حقوق وواجبات المحتل) لا سيما باتخاذه إجراءات تغيير سكاني أو ديمغرافي أو إجراء تعديلات قانونية من شأنها إلحاق الضرر بوحدة المجتمع وتقاليده المتبعة، وهو الأمر الذي تم تجاوزه، وتم تكريس الطائفية عبر مجلس الحكم الانتقالي وفتح حدود البلاد بعد حلّ الجيش العراقي وتفكيك الأجهزة الأمنية، مما سهّل انفلات الوضع الأمني وتعاظم سيف الإرهاب المسلط على رقاب العراقيين.

وفي الوقت ذاته، لا يمكن التغاضي عن مسؤولية الحكومة العراقية في ذلك كما تتحمل قوات الاحتلال، وإلا فلما هي حكومة تتصدر سدة الحكم إن عجزت عن حماية أرواح وممتلكات المواطنين وضبط النظام العام وحفظ الأمن والسلام المجتمعي؟

فإذا كانت مسؤولية الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة وجرائم الحرب تقع بالدرجة الأساسية على قوات الاحتلال، فإن ورود أسماء أعضاء في الحكومة العراقية بمن فيهم رئيس الوزراء مسألة خطيرة تحتاج إلى درجة عالية من التدقيق والتوثيق ضمن الإطار القانوني والحقوقي ومن موقع المسؤولية والنزاهة، كما تتطلب تدخلاً دولياً، خصوصاً وأن العراق ما زال يخضع للفصل السابع الخاص بالعقوبات، وقد ينجم عن ذلك اتخاذ إجراءات من شأنها إعادة النظر بما هو قائم خصوصا بعد تعثر تشكيل الحكومة لأكثر من سبعة أشهر ونصف.

وعلى الرغم من أن الاتهام موّجه بالأساس إلى الولايات المتحدة، فإنه قد ينطوي على أثر سلبي في الساحة السياسية العراقية، لا سيما بعد أن لاحت في الأفق تباشير تؤكد إمكانية تشكيل حكومة من طرف المالكي الذي حصل على توافق واقعي سياسي من كل من واشنطن وطهران وبعض الحكومات العربية، لتأتي المعلومات المنشورة من قبل ويكيليكس متهمة المالكي، الأمر الذي يعقّد مشكلة تشكيل الوزارة ويدفع الأمور نحو التعويم ويُعاظم عوامل التباعد والتنافر القائمة، فضلاً عن كونها فضيحة سياسية وأخلاقية تطيح بالكثير من السياسيين فيما إذا ثبتت صحة الاتهامات الموجهة.

ومقارنة بما يمكن أن يكون لو كان هذا الأمر قد حدث في أي من البلدان الديمقراطية، فإن مجرد ورود مثل تلك الاتهامات كفيلة بإجراء تحقيقات مباشرة قد تؤدي إلى الإطاحة بالحكومة، وقد تدفع السياسيين في الحد الأدنى إلى اعتزال الحياة السياسية والانزواء بعيدا، بل إن أقل من ذلك لو تم التوثق منه سيدفع السياسيين لتقديم استقالتهم.  » دقّ موقع ويكيليكس ناقوس الخطر لا لحكومة المالكي فحسب، بل للحكومات التي سبقتها وللحكومات التي تليها، ولهذا لا ينبغي لأحد أن يفرح أو يشمت لاعتقاده أن خصومه ستتم مساءلتهم وحدهم  » فإذا كانت الولايات المتحدة تستنكر ما أقدم عليه موقع ويكيليكس من نشره للوثائق السرية وتطالبه بتسليم جميع الوثائق المحفوظة لديه، وإذا كانت الحكومة العراقية التي سارعت إلى تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير العدل العراقي لرصد ومتابعة الوثائق التي تم نشرها على موقع ويكيليكس، قد شككت في صحة ما ورد في الوثائق المنشورة، متهمة بعض الجهات بالوقوف وراء ذلك لإعاقة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة المالكي، وألقت إيران بكرتها في ملعب الآخرين، فمن هو والحال هذه المستفيد من هذا التوقيت الذي سيجعل الدولة العراقية المجروحة السيادة معوّمة أكثر مما هي عليه؟ ومن المستفيد من استمرار الفوضى غير الخلاقة في العراق منذ العام 2003 وحتى اليوم؟ وما هذا إلا واحد من أوجه المأساة العراقية المستمرة.

إن موقع ويكيليكس دقّ ناقوس الخطر لا لحكومة المالكي فحسب، بل للحكومات التي سبقتها وللحكومات التي تليها، ولهذا لا ينبغي لأحد أن يفرح أو يشمت لاعتقاده أن خصومه ستتم مساءلتهم، لأن المسؤولية جماعية ومشتركة وقد تمتد يد المساءلة للجميع.

إن ما ينبغي التركيز عليه هو تحديد المسؤوليات إزاء الانتهاكات خارجياً وداخلياً، وجعل القضاء هو الكفيل والحكم لتعويض الضحايا وجبر الضرر وذلك في طريق إصلاح النظام القانوني والقضائي لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان أينما وقعت.

كما أن الشفافية والعلانية في المساءلة والمحاسبة ورفع دعاوى ضد المرتكبين لا ينبغي أن يكون القصد منها الانتقام وبث روح الكراهية، بقدر ما يقصد منها إنهاء هذه الظواهر المشينة وجعل القانون هو الحَكَم الفاصل، وليتذكّر الجميع أن لا أحد فوق القانون ولا أحد يستطيع الإفلات من يد العدالة إن آجلاً أم عاجلاً ومهما طال الزمن، ولعل السلطة الحقيقية التي يتدافع حولها وبشأنها الطاقم السياسي الحاكم وحواشيه لن تدوم بالانتهاكات والقسوة، فالمعيار الأساسي الذي يجب أن يكون هو احترام حقوق الإنسان والإقرار بالتعددية والتنوّع الثقافي والتداول السلمي للسلطة والحريات العامة ولا سيما حرية التعبير وذلك هو أحد دلالات تسريبات ويكيليكس .(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 أكتوبر 2010)


من أنور السادات إلى حسني مبارك… ما أشبه اليوم بالبارحة


عادل مالك * فور وقوع ما جرى في عيادة الدكتورة إيمان شراره في الضاحية الجنوبية كان التساؤل الذي قفز إلى الأذهان: هل بدأت فعلاً المنازلة الميدانية واللوجستية بين «حزب الله» والحلفاء من جهة، والمحكمة الخاصة بلبنان من جهة ثانية؟

وبدا ظهور أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله المفاجئ ليل الخميس ليُعطي قوة دفع جديدة لما جرى التنبيه اليه أكثر من مرة من حيث ان المحكمة الدولية وبقرارها الاتهامي المتوقع صدوره في أي وقت ستأخذ البلاد والعباد إلى متاهات فتنوية مدمرة وهو ما يعَّبر عنه بالمفاضلة بين المحكمة والاستقرار، مما يضع صدقية هذه المحكمة ومهنيتها وعدم تسييسها على المحك. ومن غرائب الأمور أن يصبح الحديث عن الفتنة وكأنه من عاديات الأمور ويجري التداول في شأنها، كما لو أنها دعوة إلى كوكتيل، أو إلى حفل استقبال! مع الخوض في تفاصيل الزمان والمكان لهذه الفتنة الافتراضية.

ويتزايد يوماً بعد يوم عدد القلقين على الوضع في لبنان وأحدث هذه الدول هي الولايات المتحدة الأميركية. وعندما تقلق أميركا ماذا علينا أن نفعل؟ هل نطمئن إلى مشاعر التعاطف مع الوطن الصغير، أم ان هذا النوع من القلق يبعث على المخاوف أكثر فأكثر؟ واستناداً إلى صحيفة «نيويورك تايمز» فإن الإدارة الأميركية «تشعر بالقلق في الآونة الأخيرة من الاستقرار الهش في لبنان أكثر من قلقها من حال الجمود في مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية». ويشير المقال إلى ان إدارة الرئيس باراك أوباما تشعر بالقلق من الاضطرابات في لبنان ومن السلام الهش السائد «والمعرّض للتهديد من المعارضين للمحكمة الدولية». واستناداً إلى المعلومات نفسها، فإن هذا القلق دفع البيت الأبيض إلى إرسال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان على عجل إلى لبنان لـ «طمأنة» الرئيس ميشال سليمان إلى دعم الرئيس أوباما للتحقيق الدولي والاستقرار في لبنان… والنشاط الديبلوماسي الأميركي حول لبنان يأتي بعد زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد للبنان والاستقبال الكبير الذي حظي به، ذلك ان المسؤولين الأميركيين – وباعترافهم – «شعروا بالصدمة في شكل خاص بزيارة الرئيس الإيراني لبلدة بنت جبيل القريبة جداً من الحدود مع إسرائيل».

وكالعادة تحفل السياسات والمواقف الأميركية حيال لبنان والمنطقة بكثير من الإرباك والتخبط لتبدو دائماً في موقع رد الفعل للسياسة الإيرانية وسائر الدول التي تربطها بمصالح إستراتيجية. ويعترف أركان الإدارة بأن حرص واشنطن على إحداث «اختراق ما» على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي على أهميته، فإن «عرض العضلات الإيراني الأخير لن يمر من دون رد»، ويعقب فيلتمان على المشهد العام في لبنان والمنطقة بالقول: «لا نريد ان نعطي انطباعاً بأن احمدى نجاد هو اللاعب الوحيد في المنطقة». ويشهد شاهد من أهل البيت بالقول: «ان الولايات المتحدة محقة في إعادة تأكيد التزامها تجاه لبنان، إلا أنها تأخرت. فارتفاع أسعار الأسلحة يشير الى ان هناك ميليشيات غير «حزب الله» تتسلح، ما يزيد احتمال وقوع حرب أهلية». أما عن رأي واشنطن في معادلة: إما العدالة أو الاستقرار، فهذا خيار مصطنع «وفق توصيف فيلتمان».

وفي سياق متصل، تقول مديرة مكتب الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية نيكول شامبين: «لا يتعين على اللبنانيين ان يختاروا ما بين العدالة والاستقرار، بل يتعين ان يحصلوا على الأمرين معاً».

وفي هذا الوقت شهد السجال بين الولايات المتحدة وسورية بعض الشدة، فبعد ان اتهم الرئيس بشار الأسد في حديثه الى «الحياة» التوجهات الأميركية بأنها أساس المشاكل التي تعاني منها دول المنطقة، ردّ ناطق أميركي بارز على هذا القول بأن واشنطن أعربت عن مخاوفها لدمشق وأن عدم الاستقرار في لبنان لا يخدم المصالح السورية.

وفي خضم الأجواء الشديدة التوتر، يطرح السؤال من المواقف العربية مما يجري في لبنان والإجابة واضحة: ان معادلة «س – س» (السعودية – سورية) لم يتم تفعيل هذا التفاهم من الناحية العملية، والتحليل الموضوعي يشير إلى ان التقارب السعودي – السوري لا يمكن الحكم عليه بالفشل، بل ان المطلوب من دمشق والرياض سلة بالغة التعقيد من المطالب الإقليمية والدولية والتي يجب أخذها في الاعتبار لدى طرح أي حل للوضع المأزوم في لبنان.

كذلك يجب التوقف عند الموقف المصري والذي يرفض «تفرد» سورية في السيطرة على القرار اللبناني العام… وفي التصريحات الأخيرة للرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط دلالات واضحة على فشل كل المساعي التي بذلت لرأب الصدع بين الرئيسين السوري والمصري.

وفي الوقت الذي تتجمع السحب القاتمة في سماء لبنان منذرة بشر مستطير، تتعاقب المواقف الإقليمية والدولية، ومحور كل التحركات والنشاطات الساحة اللبنانية وما تحمله من مفاجآت. ومن أقوال الرئيس مبارك الأخيرة التحذير من الآتي من الأيام على لبنان والتحذير من المداخلات الإقليمية في الشأن اللبناني. وما أشبه اليوم بالبارحة، وإليكم القصة.

مع اندلاع الحروب الأهلية في الثالث عشر من نيسان (إبريل) 1975 توجهت إلى القاهرة للقاء الرئيس الراحل أنور السادات، وفي تسجيل متلفز أطلق فيه عبارته الشهيرة: «إرفعوا أيديكم عن لبنان». ولعل في استعادة ما قاله السادات في تلك الفترة والمقارنة مع ما يجري اليوم أكثر من فائدة. قلت: «كيف تنظر إلى الوضع في لبنان وما يجري فيه؟».

أجاب: «إننا نعيش هنا في مصر مع الشعب اللبناني لحظة بلحظة بعد ان (أصبح) لبنان الآن هو الخط الأول للعمل العربي في المرحلة الحالية وأتذكر أنه في اجتماعنا في الرياض مع الملك خالد ومع الرئيس حافظ الأسد أنني نبهت إلى الوضع الذي نتج منه قيام حكومة عسكرية ثم سقوط هذه الحكومة… وطلبت سرعة العمل العربي من أجل ان نتلافى ما سيأتي وقد آتي فعلاً. تسألني رأيي بصراحة… أنا أقول النهارده أنه الخط الأول في المعركة العربية هو لبنان وأحيي صموده، وأضيف فأقول ان الرئيس سليمان فرنجية ذو حس عربي صافي ونحن جمعياً نعلمه صادق الفهم والوعي لمسؤولياته العربية، لذلك كان كلامي في مؤتمر الرياض، أن دعونا ننتهز هذه الفرصة والرجل لم يبق له سوى سنة وشوية، وأن نصفي أي أوضاع كان من شأنها ان سببت هذه الأمور… نصفيها بواسطة الرئيس فرنجية، وأنا أعلم أنه يستطيع ان يصفي كل هذه الأمور. لذلك كان اقتراحي في الرياض ان يتوجه أمين عام الجامعة العربية ويجمع الرئيس فرنجية بياسر عرفات وان يصير تفاهم على كل ما يريح لبنان بين المقاومة والرئيس فرنجية ويصاغ كل هذا صياغة سليمة بعلم وموافقة جميع الأطراف اللبنانية حتى لا نواجه بأي موقف آخر على أساس ان تبقى المقاومة في لبنان، ولكن أيضاً ان يكون لبنان متمتعاً بكامل سيادته وبأوضاعه، وعلى هذه الفرصة ان تأتي وأنا أبذل كل ما أستطيع ومستعد وكنت مستعداً في الجولة السابقة للمرور على لبنان وأجمع بنفسي الرئيس فرنجية وياسر عرفات ولقد تحدثت مع ياسر عرفات في دمشق في هذا الأمر، وأنا جاهز بنفسي أن أتوجه إلى لبنان لأجمع الاثنين معاً، ولكن لا بد من تهيئة هذا الأمر، ولكنني أضع ثقتي الكاملة في حس وعروبة وصدق سليمان فرنجية».

وفي جانب آخر من المقابلة التلفزيونية، قال الرئيس أنور السادات: «أنا أرفع الصوت عالياً… إرفعوا أيديكم عن لبنان»، وكان يقصد تحديداً سورية. وأضاف في جلسة خاصة أعقبت التسجيل: «يكفينا فلسطين واحدة، لسنا بحاجة إلى فلسطين أخرى ولبنان على شفير الهاوية». وهكذا بين الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس الحالي حسني مبارك، تاريخ يعيد نفسه بدقة متناهية. وإذا كنا قد وضعنا لهذا المقال عنوان «معجل مكّرر»، فهذا يرمز إلى تكرار النداءَات نفسها التي أطلقت منذ خمسة وثلاثين عاماً.

وبعد… وقياساً على ما جرى حتى الآن، وفشل الكثير من المحاولات، لم يعد يكفي التحذير من مغبة الوقوع في الفتنة، بل المطلوب العمل على تجنيب لبنان هذه الفتنة. وإذا كانت للعوامل الإقليمية والدولية انعكاسات على الساحة اللبنانية فما من شيء يغفر للبنانيين ما صنعته أياديهم.

ومقابل المطالبة برفع الأيدي عن لبنان، المطلوب وبإلحاح شديد ان يضع اللبنانيون أيديهم على وطنهم… قبل ان يغرق الوطن في قعر البحار والمحيطات. الفتنة أولها كلام وثانيها تسريبات وثالثها محكمة دولية! (ربما).

لعن الله من أيقظ الفتنة وسهّل لها المرور لاختراق الوطن من النهر الكبير في الشمال إلى رأس الناقورة في الجنوب.

* كاتب وإعلامي لبناني

 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أكتوبر 2010)


أعلن عن استثمارات زراعية بالجنوب أباظة: سنزيد اللحوم المستوردة من السودان 6 أضعاف


الخرطوم:وكالات: قال وزير الزراعة المصري أمين أباظة أمس، إن مصر ستقوم بالاستثمار الزراعي في الجنوب عقب استقرار الاوضاع في السودان حسبما تكون نتيجة الاستفتاء ، مؤكدا استمرار علاقة مصر مع حكومة الجنوب.

وأكد أباظة، في تصريحات صحفية قبيل مغادرته الخرطوم أمس،عائداً الى بلاده، بعد ان شارك فى اجتماعات مؤتمر الأمن الغذائى لمنظمة المؤتمر الاسلامى ،انه شهد تدشين أول شحنة من الأغنام السودانية الى مصر والتى تبلغ ألفى رأس، مشيرا الى أن مؤتمر الامن الغذائي فتح الباب للاستثمار في السودان بصورة واسعة من قبل كل الدول الاسلامية، معربا عن أمله فى أن تتعاون كافة الدول لزيادة الاستثمار الزراعي في السودان.

وكشف أن مصر تستورد أكثر من 300 ألف طن من اللحوم الحمراء وان الحكومة تستهدف مضاعفة كميات اللحوم المستوردة من السودان إلى 60 ألف طن بدلا من 10 آلاف طن حاليا لزيادة المعروض من اللحوم السودانية والإثيوبية بالأسواق المصرية للسيطرة على الأسعار. واعلن الوزير المصري انه «خلال 10 شهور سنشهد طفرة في كميات اللحوم السودانية الواردة لمصر بعد الانتهاء من الطريق البري الذي يربط وادي حلفا وأسوان»، مشيرا إلى أنه سيؤدي إلى زيادة معدلات استيراد اللحوم بالإضافة إلى أنه سيشجع القطاع الخاص على التوسع فى إقامة مجازر الحيوانات اللازمة لاستيعاب كميات أكثر من الحيوانات. (المصدر:موقع الصحافة للديمقراطية والسلام والوحدة(السودان)بتاريخ 01 نوفمبر 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.