الأحد، 26 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2651 du 26.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 

بيان توضيحي من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت ضحية لتحالف غير طبيعي بين دعاة النزعة الجهوية داخل الاتحاد و النقابة العامة للتعليم الثانوي؟ أعضاء المجلس الجهوي للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت:عريضة الهيئة الوطنية للمحامين: توصيات ندوة الفروع رويترز:حزب تونسي معارض يتهم السلطات بالتضييق على أنشطته الشرق القطرية:تونس: حملة حقوقية تأييداً لـ «عبّو» رويترز: ارتفاع واردات تونس من الشعير 64 في المئة في خمسة أشهر المسلة: توقعات بتجاوز سياحة تونس ال7 ملايين سائحا بنهاية العام الحالى الرايةالقطرية:تونسي من عبدة الشيطان غير اسمه من محمد إلي عزرائيل جمال الدّين يمّن: الكتاب المدرسي: رؤية نقدية أبو أنيس: بالأمس القريب كنت في وطني سلوى الشرفي: إلى الذين كفّروا و إلى الذين كذّبوا عبد الحفيظ خميري: إلى أين تريد أن تصل بنا الدكتورة سلوى الشرفي ؟ أبو أنيس :لماذا يخاف العلمانيون كلمة الكفر؟ د. محمد الهاشمي الحامدي:نداء مهم جدا لجميع التونسيين والتونسيات مصطفى عبدالله الونيسي: توضيح التوضيح دهليز:دكاترة البلّوط موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي:ابتسم…إنا عــائدون! برهان بسيس: عن الإرهاب الغربي وغول المؤامرة …تعقيبا على الأستاذ محمد قلبي الصباح: أحمد بن صالح يخرج عن صمته:دسائس وتجاوزات وراء -إجهاض- سياسة التعاضد ا ف ب: الانتخابات في المغرب: عدد قياسي من الاحزاب وتفاؤل لدى الاسلاميين صحيفة « الحياة » :إسلاميو المغرب والسلطة صحيفة « الحياة » :الجزائر: مزراق يدعو مقاتلي «القاعدة» للاستفادة من مبادرة سلام جديدة صحيفة « الشرق الأوسط » :وفد أمني ليبي إلى واشنطن الشهر المقبل موقع « إسلام أونلاين.نت »:الأهرام الحكومية: الإخوان يحرضون على اغتيال مبارك


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


بنزرت في 23 أوت 2007 بيان توضيحي من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت

 
إلى الأخوة  والأخوات أعضاء المجلس الجهوي للإتحاد العام التونسي للشغل تعرّضت النّقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت إلى مظلمة  بإحالتها على لجنة النظام بدون وجه قانوني وبتجاوز صارخ للفصل 56 من النظام الداخلي وتجميدها إعتمادا على الفصل 76 على إثر بيان إستقالة جماعية موجها للقواعد الأستاذية تعبّر فيه عن إحتجاجها على ممارسات النقابة العامة وتلاعبها بمطالب القطاع . ورافق هذا التجميد غير القانوني حملة من التشويهات ساهمت فيها أطراف عديدة من داخل القطاع وانجرّ إليها المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي متهما أعضاء النقابة المذكورة بالخيانة وكان ذلك أثناء أشغال مؤتمر النقابة الأساسية بمنزل بورقيبة علي مرئي ومسمع كل المؤتمرين ومنع أعضاء  النقابة الجهوية من تقديم أي توضيح ولعلمكم آن هذا الموقف الصادر عن عضو المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي كان قبل أن تقع إحالة أعضاء النقابة الجهوية علي اللجنة المذكورة مما يؤكد أن القرار اتخذ من قبل الإحالة. كل هذا لمجرّد اعتراضهم على الاتفاقية المهزلة التي أمضتها النقابة العامة مع وزارة الإشراف  وممارسات رخيصة قامت بها النقابة العامة تجاه مناضلي الجهة. فهل   يعقل أن يتهم بالخيانة من عمل على تأطير الإضراب والإعداد له وإنجاحه إلتزاما بمقرّرات الهيئة الإدارية التي تعبّر عن قرار الأغلبية ؟   كما لا يفوتنا أن نحيط أخوّتكم علما بأن  أعضاء النقابة الجهوية بادروا بتقديم توضيحا للجنة النظام الجهوية بتاريخ 04 ماي 2007  وأكدوا فيه تمسكهم بمواصلة ممارسة  نشاطهم النقابي جهويا برصيد نضالي هم في عنى عن التعريف به. إن هذا الإقصاء الذي مارسه المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل تجاه النقابة الجهوية للتعليم الثانوي يأتي في إطار الحملة المنظمة التي تستهدف إقصاء النقابيين المناضلين في العديد من الجهات الرافضين لسياسة التفريط في مطالب منظوريهم  منذ مؤتمر المنستير، وهي ممارسات خطيرة ضارة بالإتحاد.           إننا نعبّر للمجلس الجهوي عن استيائنا الشديد من هذه المظلمة ونطلب من كافة الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الجهوي رفض هذه الممارسات البالية التي تضر بثوابت الإتحاد العام التونسي للشغل وإلغاء القرار المظلمة الذي سلّطه المكتب التنفيذي الجهوي عبر لجنة النظام الجهوية على النقابة الجهوية للتعليم الثانوي والمطالبة بتحكيم قوانين المنظمة. نعتبر وقوفكم إلى جانب النقابة الجهوية للتعليم الثانوي يمثّل دفاعا عن ديمقراطية العمل النقابي وتمسكا باستقلالية الإتحاد العام التونسي للشغل. الهادي بن منصور                        محمد الماكني                حبيب الكواش الهادي بوشقفة                            سامي الزمالي
 

النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت ضحية لتحالف غير طبيعي بين دعاة النزعة الجهوية داخل الاتحاد و النقابة العامة للتعليم الثانوي؟

 
لقد عملت النقابة العامة على استهداف النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت بمختلف الوسائل من تغذية الصراعات داخل الجهة ودعم بعض العناصر الموالية لها وتهميش النقابة الجهوية وتشويه مناضلي الجهة ونعتهم بمختلف النعوت ومعاقبة الجهة بشكل جماعي بحرمان الجهة من نصيبها من المنح لأبناء المدرسين خلال سنوات عديدة واستهدفت بصفة خاصة أبناء العديد من الإطارات النقابية التي كرّست العديد من السنوات في خدمة العمل النقابي ونذكر بالخصوص الإخوة محمّد الماكني ( يحرم مرّتين ) والأخ حبيب الكواش  عضوي النقابة الجهوية والأخ البشير الحمزاوي عضو النقابة الأساسية بمنزل جميل، ولا يفوتنا أن ننبّه أنّ هذه الممارسات المتخلّفة تتمّ بتواطؤ ودعم من طرف عناصر انتهازية همّها الوحيد التموقع بكلّ الأساليب القذرة من كذب وتشويه كما عمدت هذه العناصر إلى تقديم قائمات موازية للقائمة الرسمية (التي قدّمتها النقابة الجهوية إلى النقابة العامة ومرتبة حسب توصيات النقابات الأساسية عبر الطرق الرسمية والوثائق تثبت ذلك )  وأعطت توصيات لاستهداف العناصر النقابية الرافضة التذيل وراءها. ولقد استغلت النقابة العامة قيام النقابة الجهوية بإصدار بيان نقدي لتقوم بعقد صفقة مع الكاتب العام الجهوي للشغل ببنزرت للتخلص من النقابة الجهوية المقلقة  والتي لا تريد لنفسها أن تكون  » عسكر زواوة… » ومجرد ديكور. ورافق هذا التجميد غير القانوني حملة من التشويهات ساهمت فيها أطراف عديدة من داخل القطاع وانجرّ إليها المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي متهما أعضاء النقابة المذكورة بالخيانة وكان ذلك أثناء أشغال مؤتمر النقابة الأساسية بمنزل بورقيبة علي مرئي ومسمع كل المؤتمرين ومنع أعضاء  النقابة الجهوية من تقديم أي توضيح ولعلمكم آن هذا الموقف الصادر عن عضو المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي كان قبل أن تقع إحالة أعضاء النقابة الجهوية علي اللجنة المذكورة مما يؤكد أن القرار اتخذ قبل الإحالة. كل هذا لمجرّد اعتراضهم على الاتفاقية المهزلة التي أمضتها النقابة العامة مع وزارة الإشراف  وممارسات رخيصة قامت بها النقابة العامة تجاه مناضلي الجهة. فهل   يعقل أن يتهم بالخيانة من عمل على تأطير الإضراب والإعداد له وإنجاحه إلتزاما بمقرّرات الهيئة الإدارية التي تعبّر عن قرار الأغلبية ؟ وقد توجهت النقابة الجهوية التي وقع تجميدها إلى أعضاء المجلس الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل للمطالبة برفع قرار التجميد الجائر والمنافي للنظام الداخلي ولأبسط مقومات الصراع الديمقراطي حيث امض على عريضة المساندة 59 كاتب عام نقابة أساسية من أصل ما يقارب 70 كاتب عام أعضاء المجلس الجهوي – تجدون العريضة والإمضاءات مرفقة – 

عريضة
 
نحن أعضاء المجلس الجهوي للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت نطالب قسم النظام الداخلي الوطني برفع قرار التجميد المتخذ في شان النقابة الجهوية للتعليم الثانوي حفاظا على وحدة العمل النقابي و تكريسا لديمقراطية الممارسة النقابية داخل الاتحاد .  

 

خميس البرهومي

محسن كعوط

الشاذلي المغراوي

ليلى الدويهش

مبروك المي

الطاهر البرباري

توفيق العباسي

إبراهيم المي

الهادي بوشقفة

سليم الزديني

جمال بن حمود

منور العبيدي

الزمزاري الزمزاري

احمد العبيدي

محمد الهادي

مستوري ناجي

منصور الرواحي

عبد السلام الطرابلسي

حسن بن حمدة

توفيق التفاحي

عبد السلام الخترشي

محمد البوغانمي

عادل الرياحي

صالح المعلاوي

عبد العزيز العباسي

كمال الفرشيشي

الطاهر الشيخ

مجيد الطرابلسي

حمادي الهيشري

المنجي بوعلي

مصطفى الزواوي

ياسين بلحاج قاسم

عادل الرياحي

حميد العواد

حياة القبطني

رابح مبروك

رضا العسلي

عمار العرفاوي

مفيدة الزرعي

علي الدريدي

مصطفى القاسمي

فتحي كرموص

بشير الطياشي

علي السعيداني

سهير بانية

حسن البجاوي

ليلى السبعي

محسن البركاتي

محمد رضا المهذبي

فتحي

محمد كشك

رضا بلغربية

عبد الجليل المشري

رضا عباسي

نجيب الجميلي

حمادي الهيشري

عبد الفتاح الهيشري

 

إيمان  النبولي

 

 

 

 

 


 

 

الهيئة الوطنية للمحامين  

توصيات ندوة الفروع

إن ندوة الفروع المنعقدة بتاريخ 25 أوت 2007 بنزل المشتل بتونس العاصمة بدعوة من السيد عميد الهيئة الوطنية للمحامين الأستاذ البشير الصيد وتحت رئاسته و بحضور أعضاء مجلس الهيئة الوطنية وأعضاء  مجالس الفروع.

وبعد أن تولى السيد العميد بسط نتائج الاجتماع الذي انعقد بين مجلس الهيئة الوطنية بكافة أعضائه والسيد وزير العدل وحقوق الإنسان يوم غرة أوت 2007 الذي أكد وجود بوادر إيجابية لإصلاح بعض الجوانب بقطاع المحاماة وخاصة منها المتعلقة بالتأمين الصحي للمحامين في إطار الصندوق الخاص للمحامين و يتم تمويله بمداخيل طابع المحاماة و الترفيع فيه و وضع حد لمعاناة الممارسة اليومية وحماية المهنة من الدخلاء و المتطفلين و توسيع مجال تدخل المحامي و مواصلة الحوار بخصوص بقية المطالب وقد دعا العميد إلى مواصلة الحوار و التفاوض باعتباره الخيار الأفضل و الأصح لتحقيق مطالب المحامين.

وبعد أن تناولت الندوة بالدرس المحاور المدرجة بجدول الأعمال و المتمثلة في:

1) الاشتراكات و طابع المحاماة – 2)  الـتأمين الصحي للمحامين – 3)  معاناة الممارسة اليومية.

4)  مراقبة المباشرة – 5)  النظام الداخلي – 6)  تقاليد وأخلاقيات المهنة.

7)     السمسـرة – 8) الإعــلام .

و بعــد النقــاش والتــداول أصــدرت النــدوة التوصيــات التاليـــة:

 

1.  التأمين الصحي:

ضمانا لإستمرارية وديمومة صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية والتأمين الصحي للمحامين فان ندوة الفروع توصي مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بالعمل على تحقيق و فرض وجوبية مساهمة جميع المحامين في تمويل الصندوق وذلك بتعميم وضع طابع المحاماة في جميع أعمالهم و ترتيب الجزاء الحازم ضــد كل من يخالف ذلك .

 

2 .  الاشتراكات وطابع المحاماة:

نظرا لتنامي ظاهرة تخلف العديد من الزملاء عن دفع اشتراكاتهم وعدم وضع طابع المحاماة على أعمالهم واعتبارا لأن مداخيل الطابع هي المصدر الوحيد حاليا لتمويل صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية للمحامين وأن الاشتراكات هي المصدر الوحيد لتمويل صندوق ونشاط الهيئة الوطنية للمحامين ، فان ندوة الفروع توصي جميع هياكل المهنة بالعمل على تحسيس الزملاء بدفع اشتراكاتهم  المتخلدة بذممهم و وضع طابع المحاماة على جميع أعمالهم طبق القانون ، وتطالب باتخاذ الإجراء اللازم و الحازم ضد كل من يتخلف عن وضع التامبر وضد من يتخلف عن دفع إشتراكه في موعـده .

 

3

النظام الداخلي:

اعتبارا لأهمية النظام الداخلي في ترتيب شؤون المحامين وتنظيم العلاقات بينهم وسد الثغرات التشريعية فان الندوة تدعو مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بالتعجيل في توزيع مشروع النظام الداخلي المنقح على الفروع وكافة الزملاء والزميلات لإبداء ملحوظاتهم وآرائهم حولــه ثم عرضه على جلسة عامة خارقة للعادة للمصادقة عليه خلال أجل لا يتجاوز موفى شهر ديسمبر 2007 .

 

 

4

معاناة الممارسة اليومية للمحامين:

بعد استعراض جملة المشاكل والعراقيل التي يعاني منها المحامون يوميا أثناء ممارستهم لمهنتهم مع كتابات المحاكم ومختلف الإدارات والتي تصل أحيانا إلى بعض التجاوزات غير المقبولة فإن ندوة الفروع تطالب العميد ومجلس الهيئة بالسعي الحازم لوضع حد لهذه المعاناة المستمرة بإيجاد حلول لها حتى يؤدي المحامي مهامه بما يضمن حقـوق المتقاضيــن.

 

5.  السمســرة:

نظرا لما لظاهرة السمسرة واستجلاب الحرفاء بطرق غير مشروعة من قبل بعض الزملاء من خطورة على مهنة المحاماة وإخلالها بقواعد التنافس الشريف بين المحامين ، و بناء على ما يلاحظ من تجاوزات من قبل بعض المحامين تتنافى مع شرف المهنة ، تدعو الندوة جميع هياكل المهنة لمقاومة هذه الظاهرة بحزم ، كما تهيب بكافة الزميلات والزملاء بالتعاون مع هياكل المهنة للتصدي لها .كما تدعو الندوة السيد العميد و الهيئة الوطنية إلى السعي الحازم لدى الجهات الرسمية قصد التخلي عن إسناد قضايا الدولة و المؤسسات لنوع معين من المحامين و التوزيع العادل بين كافة المحامين .

 

6. مراقبة المباشرة:

بغاية حماية المهنة من استفحال ظاهرة عدم المباشرة الفعلية من بعض المحامين المرسمين بالجدول والذين يتمتعون رغم ذلك بمنافع صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية والحال أنهم يتعاطون أنشطة أخرى داخل البلاد وخارجها فإن الندوة تطالب جميع فروع الهيئة بالقيام بجميع إجراءات المراقبة المدققة والتنسيق مع مجلس الهيئة و فيما بينها واتخاذ الإجراءات اللازمة المنصوص عليها بقانون المهنة .

 

7. تقاليد وأخلاقيات المهنة:

بناء على أن مهنة المحاماة أساسها الاحترام بين المحامين فيما بينهم  و إحترام هياكلهم التي تمثلهم وترعى شؤونهم وتدافع عن مصالحهم، ونظرا لما لوحظ من تجاوزات من بعض الزملاء تخل بأخلاقيات المهنة وتنال من اعتبار الهياكل فإن الندوة توصي الفروع باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية تقاليد المهنة وأخلاقياتها وضمان هيبة هياكلها.

 

8. التمريـــن :

نظرا لوجود بعض الإخلالات في العلاقة بين المحامي المشرف على التمرين والمحامي المتمرن فإن الندوة توصي مجلس الهيئة بتذكير الزملاء المشرفين على التمرين ببذل العناية المطلوبة بالمحامين المتمرنين و توفير الظروف المناسبة لهم لقضاء فترة التمرين طبق تقاليد المهنة و أصولها، كما تدعو مجلس الهيئة إلى تنظيم ندوات تكوينية و تأطيرية للمحامين عامة و المتمرنين منهم خاصة.كما توصي الندوة جميع الهياكل بحث المحامين المتمرنين على الإستفادة من فترة التمرين وذلك بالحضور الفاعل في جميع التظاهرات العلمية و التكوينية و محاضرات التمرين و الحضور بجلسات المحاكم و بمكتب التمرين.

 

9. الإعـــــلام :

لا يتسنى للمحامين متابعة قضايا المهنة و الإطلاع على نشاط الهياكل والتفاعل معه و المشاركة في الدفاع عن قضايا المهنة المصيرية إلا بتوفير إعلام شامل و ناجع ، و عليه فإن ندوة الفروع تدعو مجلس الهيئة الوطنية إلى تركيز نظام إعلامي صحيح يوفر المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب و يحقق التواصل الإيجابي و المفيد .

 

10. التضامن مع الزميل الأستاذ محمد عبـو  :

بلغ إلى علم الندوة و هي منعقدة أن السلطة المعنية منعت الأستاذ محمد عبو من السفر إلى الخارج وعليه فإن الندوة تعلن تضامنها مع الزميل و تكلف عميد المحامين بالسعي لدى الجهات المعنية قصد الحصول على إلغاء قرار التحجير و إطلاق حريته في التنقل داخل البلاد و خارجها .

11 . تحقيق مطالب المحامين:

إن ندوة الفروع تؤيد العميد و مجلس الهيئة الوطنية للمحامين في إتباع أسلوب الحوار  والتفاوض الجدي لتحقيق مطالب المحامين باعتبار أن الحوار هو الخيار الأصلح لتحقيق إصلاح أوضاع المهنة،إلا أنها تؤكد على أن الحوار ينبغي أن يتوصل إلى نتائج إيجابية في أقرب الآجال وخاصة بالنسبة للمطالب العاجلة التي لا تتحمل الانتظار من تأمين صحي و توسيع لمجال عمل المحامي و رفع للمعاناة اليومية للمحامين وتحسين ظروف عمل المحامين المتمرنين.

 

                                                                     عــن نــدوة الفـروع

                                                            العميــــد البشيـــر الصيـــد .


 حزب تونسي معارض يتهم السلطات بالتضييق على أنشطته
 
تونس (رويترز) – اتهم الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس يوم الجمعة السلطات بالتضييق عليه وعرقلة ملتقى شبابي له محذرا من ان منع مثل هذه الانشطة القانونية قد يدفع الشبان الى الانسياق وراء تيارات التطرف. وقالت مية الجريبي الامينة العام للحزب في مؤتمر صحفي « نعلمكم بكل اسف ومرارة بان الحكومة عرقلت وحاصرت تنظيم الحزب الديمقراطي التقدمي لملتقى شبابي ايام 24 و25 و26 اغسطس الحالي ». واضافت الجريبي ان السلطة ضغطت على الشركة التونسية لسياحة الشباب لكي تمتنع عن استضافة ملتقى يشارك فيه 70 شابا من المنتمين للحزب. واشارت الى انه « كان من المقرر ان يقام الملتقى في القرية السياحية ببرج السدرية لكن فوجئنا باعتذار شركة سياحة الشباب رغم اننا حجزنا الفضاء بالفعل وسلمناهم تسبقة مالية. » ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مصادر حكومية. ومن المقرر ان يتصدر جدول اعمال الملتقى نقاشات سياسية حول دور الشباب في معركة الحريات والتنمية والحكم الصالح ومشاغل الشباب اضافة لورشة حول تكنولوجيات الاتصال. وحذرت الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي وهو حزب معترف به لكنه غير ممثل في البرلمان من ان « هذه الممارسات الخطيرة تحد من افاق شبان تونس وقد تفتح امامهم ابواب الجريمة والعنف اللفظي والمادي والتطرف. » واعتبرت ان « منع مؤتمر شبابي لا يتضمن برنامجه تهديدا للبلاد امر مناقض للخطاب الرسمي في تونس الذي يؤكد على ضرورة تحصين الشباب ويتهم المعارضة بالتقصير في تأطير الشبان. » وقال احمد بوعزي المكلف بالشباب والمرأة في الحزب ان السلطة انفقت نحو 50 الف دينار لمنع اقامة هذا الملتقى. واضاف ان عدة فضاءات اخرى امتنعت عن استضافة اشغاله من بينها دور عمومية للشباب. وقالت الجريبي ان الحزب سيعقد ملتقاه في مقره بالعاصمة في ظروف  » صعبة لاتليق ببلد يرفع شعار الشباب » محملة الحكومة مسوؤلية انعكاسات وتبعات هذا التضييق عليه. وبدأت بالفعل اشغال بالقرية السياحية ببرج السدرية لكن الجريبي قالت ان « هذه الاشغال استحدثت خصيصا للتمويه علينا وعرقلتنا مهما كلف ذلك.
( المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 أوت 2007)

 

تونس: حملة حقوقية تأييداً لـ «عبّو»
 
تونس – صالح عطية : أدان المجلس الوطني للحريات (منظمة غير معترف بها في تونس) منع الحقوقي محمد عبو من السفر. وأدان المجلس، ما أسماها بـ « الأساليب الأمنيّة الخارجة على القانون التي تستخدمها السلطات التونسية لقمع النشيطين ». وطالب المجلس برفع هذا الحظر غير القانوني على حق الأستاذ محمد عبّو في السفر، والكف عن المضايقات الأمنيّة التي يتعرض لها منذ خروجه من السجن، على حد تعبير البيان. واعتبرت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات من جهتها، أن منع محمد عبو من السفر إلى الخارج، يعدّ مؤشرا على « سير السلطة في نهجها الاستبدادي القمعي »، وهي تقيم الدليل على « زيف الخطاب الرسمي الذي يدعي حصول انفتاح في البلاد » حسبما جاء في نص البيان. وجددت الهيئة، التي تجمع حساسيات سياسية يسارية وقومية وإسلامية ونقابية، مطالبتها بتكريس حرية الإعلام والتنظم في البلاد، ووضع حد لكافة أشكال الملاحقات الأمنية ». كما طالبت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من ناحيتها، بفتح تحقيق جدي في مسألة منع عبو من السفر، وإعلان نتائجه ومعاقبة المسؤولين عن ذلك. (صحيفة:  الشرق القطرية الصادرة يوم 26 أوت 2007)

 

ارتفاع واردات تونس من الشعير 64 في المئة في خمسة أشهر

 
تونس (رويترز) – أظهرت بيانات رسمية يوم الجمعة أن واردات تونس من الشعير ارتفعت بنسبة 64 بالمئة سنويا الى 323400 طن في الاشهر الخمسة الاولى   من هذا العام. وقال معهد الاحصاءات الحكومي ان قيمة واردات الشعير خلال هذه الفترة قفزت الى 97.1 مليون دينار (75.7 مليون دولار) من 40.4 مليون دينار قبل عام. وقال عبد القادر عمارة من الاتحاد الرئيسي للمزارعين « واردات الشعير زادت نتيجة زيادة اعداد رؤوس الماشية التي يعتمد على الشعير في علفها وارتفاع الاستهلاك المحلي مع تحول الناس الى منتجات مصنوعة من الشعير لاعتبارات صحية. » وأضاف « صحيح اننا انتجنا محصولا أكبر من الشعير العام الماضي لكنه لم يكف لتلبية الطلب لذلك اشترينا المزيد. » وحصدت تونس 6900 طن من الشعير عام 2006 بالمقارنة مع 4496 طنا في العام السابق. وبلغت وارداتها من القمح في الفترة نفسها 663600 طن انخفاضا من 668900 طن في العام السابق. لكن بسبب ارتفاع الاسعار ارتفعت قيمة الواردات الى 208.9 مليون دينار من 145.9 مليون دينار. وزادت واردات الذرة بنسبة 19 بالمئة الى 324700 طن في الاشهر الخمسة الاولى من العام. (الدولار يساوي 1.282 دينار تونسي) ( المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 أوت 2007)


توقعات بتجاوز سياحة تونس ال7 ملايين سائحا بنهاية العام الحالى

كتب: تونس_مراسل المسلة ووكالات تاريخ: 25/08/2007 قدرت مصادر تونسية دخل تونس من السياحة للموسم الحالي بـ 3 مليارات دينار تونسي و255 ر2 مليار دولار، متجاوزة دخل سنة 2006 بحوالي 200 ألف دينار. وافادت بان عدد السياح سيتجاوز مع إنقضاء الشهر الحالي المليون ليصل نهاية السنة الى 7 ملايين سائح بارتفاع نسبته 4 بالمئة عن الموسم الماضي. واشارت الى ان السياح الفرنسيين ياتون في المرتبة الاولى حيث يتوقع ان يصل عددهم الى مليون و300 ألف سائح مع نهاية السنة. ( المصدر: موقع المسلة ( مصر)  بتاريخ 25 أوت 2007)
 

تونسي من عبدة الشيطان غير اسمه من محمد إلي عزرائيل

الأمن التونسي يقبض علي مجموعة جديدة منهم: يتقربون للشيطان بذبح الكلاب والقطط وممارسة الشذوذ الجماعي

 
ظاهرة وافدة من الغرب والأسرة في قفص الاتهام تونس – الراية – إشراف بن مراد : أوقفت السلطة التونسية مؤخرا حوالي 15 شابا للتحري معهم حول شبهة الانتماء لما يعرف بعبدة الشيطان . ويذكر أنّه قد تمّ في شهر يونيو الماضي ضبط نحو سبعين شابا وشابة اغلبهم من طلبة الجامعات بصدد ممارسة طقوس ما يعرف ب عبدة الشيطان . وتشير بعض المصادر إلي أنّ أغلب أفراد هذه الطائفة يقطنون العاصمة تونس ويحيطون نشاطهم بسرية تامة. وأنهم يجتمعون بثلاثة فضاءات سرية بالعاصمة لممارسة (طقوسهم) المتمثلة في الرقص علي أنغام موسيقي الهارد روك الصاخبة، وذبح كلاب وقطط سوداء وشرب دمائها وممارسة الشذوذ الجماعي . وأيضاً أن أتباع هذه الطائفة يميزون أنفسهم بوضع عصابة سوداء عريضة علي معصم اليد اليمني وارتداء ملابس وقبعات سوداء عليها صور لجماجم بشرية وحمل حقائب وإكسسوارات تحتوي علي اللونين المفضلين لعبدة الشيطان وهما الأحمر والأسود. وكانت صحيفة الوطن التونسية قد أكدّت أن الإناث من عبدة الشيطان يطلين أظافرهن باللون الأسود ويضعن كميات كبيرة من الكحل علي العينين ما يجعلها شديدة السواد. وأنّ المنتمين لهذه الجماعة يستعملون فيما بينهم أسماء غريبة وأن أحد الأعضاء غير اسمه من محمد إلي عزرائيل . في حين اختار آخر عنوانا جديدا لمكان إقامته أطلق عليه الباب الأول للجحيم ول عبدة الشيطان في العالم رموز جعلوا من بعضها لغة للحوار فيما بينهم فرأس الكبش عندهم بافومي وهو الشيطان الرمز المقدس لديهم كما جعلوا من العين الثالثة الموجودة علي الدولار الأمريكي شعارا مشتركا بينهم وبين الماسونية وكلمة ين – يانغ وهي شعار بين الماسونية و عبدة الشيطان ف ين تعني الهلال الذي يمثل الهة القمر (ديانا) و يانغ تعني النجمة التي تمثل آلهة الحب (فينوس). كذلك ل عبدة الشيطان رموز ومصطلحات أخري فلوحة منطقة الجنس المثبتة في أماكن أثناء حفلاتهم ترمز إلي أن المنطقة خاصة للطقوس الجنسية فقط ورقم 6 مقدس عندهم. فمن هم عبدة الشيطان ؟ كيف ظهروا؟ وما هي رموزهم وطقوسهم؟ ولماذا يقوم عدد من شبابنا إلي ممارسة أفعال هذه الفئة الشاذة في المجتمعات الغربية؟ تاريخ عبدة الشيطان عبدة الشيطان قوم اتخذوا من إبليس (لعنه الله) معبودا يتقربون إليه واخترعوا له طقوسا لعبادته حتي ينالوا رضاه. وفي حقيقة الأمر،وجدت عبادة الشيطان منذ القدم وأشار إليها القرآن في عدة مواضع (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين) وعندما يخاطب إبراهيم عليه السلام والده ويقول (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا) هذه الآيات وغيرها دليل علي وجود عبادة للشيطان منذ القدم ولكنها تختلف كلياً عن وقتنا الحاضر من ناحية الأفكار التي تحملها وطرق تأديتها، عبادة الشيطان لها جذور في معظم حضارات العالم ولعل أقدمها كان لدي الفراعنة فكما تشير الكتب أنه كان لديهم إلهان الأول إله الخير وهو ما يعرف بأوزريس والآخر إله الشر ويعرف ب ست – أحياناً يسمي ساتان- وكلاهما كان مقدس . وكذلك الهنود كان لديهم أكثر من إله من ضمنها إله الشر المعروف ب شو . وفي بابل وأشور تذكر الأساطير أن هناك آلهة النور وآلهة الشر وكانا في صراع دائم . وهناك طوائف عدة تعبد الشيطان منها الشامانية والمانوية تؤمنان بقوة الشيطان وتعبدانه ومازال لهما بعض الأتباع في أواسط آسيا يقدمون له الضحايا والقرابين.. وقد ذهب بعض المؤرخين إلي أنّ هذا الفكر المنحرف بدأ في القرن الأول للميلاد عند الغنوصيين الذين كانوا ينظرون إلي الشيطان علي انه مساو لله في القوة والسلطان ثم تطور عند البولصيين الذين كانوا يؤمنون بأنّ الشيطان هو خالق هذا الكون كما وجد هذا السلوك المنحرف في بعض فرسان الهيكل الذين انشأتهم الكنيسة ليخوضوا الحروب الصليبية عام 1118 ميلادي وهزمهم صلاح الدين عام 1291م واعدم رئيسهم جاك دي مولي وكان اتباعه صوروا الشيطان علي شكل قط اسود ووجدت عندهم بعض الرموز كالنجمة الخماسية التي يتوسطها رأس كبش. وعاد هذا السلوك في العصر الحديث ،إذ من الغريب أن تؤسس له جمعيات في الغرب مثل ona في بريطانيا وosv في ايرلندا و معبد ست في أمريكا و كنيسة الشيطان وهي اخطر هذه الجمعيات وقد أسسها الساحر اليهودي انطون لافي عام 1966 ولها فروع في أمريكا وأوروبا وإفريقيا. طقوس عبدة الشيطان لأهل الشيطانية قداس أي الشيطان الأكبر الذي يسميه أتباعه بالقداس الاسود. وتمارس العبادة في غرفة مظلمة، مرسومة علي جدرانها رموز شيطانية وفيها مذبح مغطي بالأسود وتوضع عليه كأس مليئة بالعظام البشرية، أو الخمور إذا لم تتوفر العظام وخنجر لذبح الضحية ونجمة الشيطان ذات الأجنحة الخمسة، وديك أسود الريش وصليب مقلوب ويمسك الكاهن أو الكاهنة بعصا ويستحضر الشيطان، ثم؟! يذبح الديك بخنجر ويشرب دمه ويمرّر الكأس المملوءة بدم الديك علي الجميع. وهناك أيضا القداس الأحمر ودوما الألوان لا ترمز إلاّ إلي الشرور ففي هذا القداس تحضر الذبيحة وتكون بشرية… وأي دين يأمر بذبح البشر؟!. ويمكن تعويض ذبح الطفل بذبح ديك أو قط المهم هو الذبح الذي يتم من خلاله استحضار مشهد شيطاني. ويعود ظهور أول معبد للشيطان إلي سنة 1966 وضم آنذاك حوالي أربعين ألفاً من الأتباع يؤمنون بالسحر ويقيمون القداديس السوداء ويضحون بالحيوانات، وعبرت هذه الآفة إلي الفئات الشابة من خلال إثارة الرغبات وتعاطي المخدرات وعقاقير الهلوسة وممارسة الجنس الفاضح وفي الفترة نفسها أحصي حوالي 22 ألف معبد للشيطان في الولايات المتحدة. ومع تنامي التطورات التقنية أخذت هذه الاعتقادات تروّج لنفسها من خلال الأنترنت ألعاب الكمبيوتر وأفلام العنف والرعب والسحر. ويبرر الداعون إلي عبادة الشيطان بأن الأمر يتعلق بصديق للبشرية منذ الأزل. ويصّر هؤلاء المنحرفون علي اختيار نوع من الموسيقي ذات الصخب العالي يحرصون علي خلطها بأغان تنشر أفكارهم وتدعو إليها مثل أيّها الشيطان.. خذ روحي.. ويا غضب الإله دنسها بالخطيئة وباركها بالنار.. لا بد أن أموت.. الانتحار.. الانتحار.. لابد أن أموت . أسباب هذه الظاهرة ويحمّل بعض الأخصائيين في علم النفس العائلة المسؤولية الأولي نظرا لأنها تخلت عن دورها في الإحاطة بأبنائها بتركهم فريسة سهلة للابتذال دون رعايتهم وتوعيتهم أو مراقبة سلوكياتهم مثل السهر خارج البيت أو متابعة أفلام ماجنة.. خاصة وأنّ الغرض الأساسي ل عبدة الشيطان إشباع الغريزة الجنسية إشباعا تاما. ويري أحد المختصين في علم النفس: أنّ العدد الكبير الممثل ل عبدة الشيطان هم من المراهقين والشبان الذين يسهل جذبهم لعالم مليء بالجنس والحرية غير المحدودة الذين هم في حاجة إليها بسبب الكبت الذي يعانون منه وأضاف: نشر الإباحية بصورة كبيرة من قبل الفضائيات الغربية يساهم في إثارة النزوات كذلك تمرير الأغاني الماجنة والصاخبة علي هذه القنوات وعلي مدار الساعة يساهم بدوره في نشر الفكر الهابط ولكن الطريقة المعتمدة في البث تجذب هذه الفئة المراهقين والشباب وتبهرهم فتراهم ينساقون وراءها عن طواعية وهو ما يجعلهم لاحقا لقمة سهلة المنال لأصحاب الأفكار الشاذة التي ما انفكت في مختلف الدول الأوروبية والغرب بصفة عامة تدعو إلي الدفاع عن حرية الفكر والاعتقاد حتي وان كانت انحرافا تاما للأخلاق وهو ما يتبناه ما يسمي ب عبدة الشيطان في العالم . ( المصدر: صحيفة الرايةالقطرية بتاريخ 24 أوت 2007)


بسم الله الرّحمان الرحيم الكتاب المدرسي: رؤية نقدية

 
 
جمال الدّين يمّن إن النّاظر في الكتاب المدرسي وأخص بالذكر كتاب النصوص لمادة العربية في السنة السابعة من المرحلة الأساسية الثانية يلاحظ الثوب الجديد لهذا الجهاز المدرسي وعلى سبيل الذكر لا الحصر نركز على ما يلي: النقاط الإيجابية التالية: 1- الطبعة واضحة جميلة… 2- التقديم المادي بيّنً وميسّر للقراءة الواضحة، معين على الفهم… 3- الأسئلة توجيهية راسمة للأهداف التربوية المرجوّة من النص. 4- المحاور مخفّفة وموزّعة توزيعا تدريجيا هادفا مع مراعاة التنوع والتكامل بينها. 5- تتويج المحاور بأنشطة تأليفية في آن واحد. فقد وفر هذا الكتاب هذه الجوانب الإيجابية و غيرها مما لم نذكر فالمجهود المبذول من قبل لجنة التأليف لا ينبغي غض الطرف عنه، فهذا إنتاج جديد في شكله و مضمونه… لكن يبقى أن نتساءل عن الطرافة في هذا  » الجديد »… فهل ان هذا الجهاز المدرسي حقق ما يمكن أن نسميه « بالجذب » لمادّة العربية و الترغيب فيها؟ وهل ان هذا الإنتاج اخترق فعلا نفسية الطفل في سن السنة السابعة أساسي وملأ فراغه ؟ أظن وأنا أمارس تدريس مادة العربية للسنة المذكورة منذ سنينَ خلت …أظن أن نسبة الشد و »الجذب » والترغيب في المادة وتحقيق التعلق بها لا يتحقق إلا بنسبة محدودة وبتفاوت كبير بين التلاميذ والدليل على أن النص الشيق قادر على تحقيق التأثير الأدنى المطلوب أن بعض النصوص تجلب العدد الأكبر من القراء وأقصد بالقراء تلاميذ الفصل الواحد رغم تفاوت مستوياتهم في القراءة والإستيعاب والتّكوين ، فإن القاسم المشترك إذن هو طرافة النص الأدبي والتي تعتبر ضرورية في هذه المرحلة من سن « التكوين التأسيسي » والنص الأدبي « الطريف » كفيل بحمل الباث ( الأستاذ) على التجاوب مع المتقبل (التلميذ) فالنص هو نقطة الانطلاق: نعدّ لها ونُحسن توضيفها وهو مركز العملية التربوية وهو أيضا أرضية أساس (plat-forme) للانطلاقة الناجحة. والسؤال المطروح هنا: كيف يكون النص محققا للجذب، مُحفّزا على تفجير طاقات التجاوب التربوي و النظر العلمي وفتح الآفاق الذهنية ؟ أو كيف تحقق التربية فعلها الإيجابي في النفوس و العقول؟ –لا بد من تجنب «الإملال »، فالنص العربي لم يصنع لجلب الإملال بل للإفادة والإمتاع في آن واحد… خصوصا وأنّ تحقيق هذين الغرضين يتجاوب مع نفسية الطفل التي تروم ذلك باستمرار… وتحميه من الإرتماء في بحور أخرى من وسائل التغطية المريحة الممتعة و »المفيدة أحيانا »… وهذه عاقبة وخيمة لا قدرالله وخطر يمكن أن يهدد كيان الطفل الذاتي… ولعل من أبرز ما يحفز التلميذ على التركيز ويزيح عنه كابوس الملل هو: – حجم النصوص ودقة اختيارها – وأن تكون موجزة بليغة ومشوّقة – وأن تسهب أحيانا فتحقق سيولة معنوية رقراقة تأخذ بطرافتها لب التلميذ أخذا ايجابيا وتشدّ انتباهه شدّا ذكيّا. – هذا الشدّ يجعله يحبّذ الفطنة والنباهة على الاسترخاء في الخيال و يغذي فيه التفكير « الجاد » غير السطحي في مشاكل وقضايا يعيشها فعلا في محيطه الأسري و الإجتماعي وغيرهما… وأن تكون لغة هذه النصوص و مستواها المعجمي ثريا مع عدم تعقيد، واضحا مفهوما مع عدم تكلّف مُنقّى من المصطلحات الغربية أوغيرها… ولعل النصوص القصصية والتاريخية و العلمية والدينية و غيرها يمكن أن توظف فيها الجوانب المذكورة آنفا. و إنه من المفيد في نظري تطعيم النصوص بآيات قرآنية مختارة على أساس الإثراء اللغوي والمعجمي … تدعم فيه انتماءه واعتزازه بهويته في آن واحد… -و ضرورة إثراء النصوص بأبيات من الشعر بسيطة واضحة في لغتها عميقة في معانيها… كما أن بعض الحكم والفوائد والعبر و الأمثال يزيد في تحقيق طرافة النص، وطبعا لا تخلو النصوص من حوار طريف مع تحليتها بصور معبرة موحية… وختاما إن ما يحقق الجذب و التأثير الإيجابي في نظري: الإيجاز والوضوح وانتقاء الجميل من الأقوال والعبارات والصور… والمعبر من المعاني والمفيد من الأبعاد… ويمكن على سبيل التمثل البسيط تحديد عدد الأسطر وتوسيع الفراغ بينها. التقليل من عدد الأسئلة والإكتفاء بالأهم. ترك فراغات بين الفقرات وفي هامش الصفحة… إلى آخره من تقنيات الإخراج الفني والصورة الخارجية المحققة لارتسامة أولى تكون جذابة مغرية… هكذا بكل تواضع ما أراه صالحا بالنسبة لما عايشته وأعايشه من مستويات ضعيفة جدا في مادة العربية و التي ما تفتأ في تدنّ مستمر…فلعل الطرافة في الشكل و المضمون  تجلب النجاعة وتحقق  الأ فضل المرجو بإذن الله. والله ولي التوفيق. جمال الدّين يمّن بنزرت


 

بسم الله الرحمان الرحيم

بالأمس القريب كنت في وطني

الأصل أن يبقى الإنسان في وطنه و يعيش فيه مكرما معززا حرا أبيا آمنا على نفسه و قوته و فكره، فيساهم في تنميته و تطويره ليباهي به بقية الأوطان. والهجرة استثناء تقدّره المصلحة سواء كانت فردية أم جماعية من أجل البحث عن بديل في حال انعدام الكرامة و العزة و الحرية و الإباء و الأمن على النفس أو القوت أو الفكر. هذه المعادلة تنتظم فيها كل أنواع الهجرات تقريبا. فمنا من هاجر بحثا عن الحرية ليواصل فعله السياسي و الإجتماعي و الثقافي الذي انسدت الآفاق دونه داخل الوطن و منا من هاجر فرارا من تهديد راجح لحريته و سلامته و سلامة دعوته و منا من هاجر من أجل طلب العلم أو الرزق أو الرفاه. وكل هجرة تختلف عن الأخرى باختلاف المقصد و الهدف وهو مصداق قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم: » إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ». و الهجرة لله و رسوله تقتضي أن يعمل الإنسان لما هاجر من أجله ( تحرير الوطن و إذاعة الأمن و الأمان و المساواة  بين الجميع) و أن لا يركن إلى الدنيا و ينسى ما هاجر من أجله. ثم إن الهجرة في ظني تعتريها الأحكام الخمسة في الشريعة فهي واجبة لمن أيقن أن في بقائه خطر على الدعوة و على نفسه و عرضه و ماله  » ففررت منكم لما خفتكم »  » ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها … » وهي مستحبة لمن غلب على ظنه أنه معرض نفسه أو دعوته للهلاك إن بقي و أنه إن هاجر قادر على الإفادة و الدعم. وهي محرمة لمن كان آمنا في وطنه عزيزا حرا كريما وخاصة إن غلب على ظنه أن يفتن في دينه أو نفسه  إن هاجروهي مكروهة لمن غلب على ظنه أنه آمن في وطنه و أن فعله داخل الوطن أنفع و أجدى مما يمكن أن يقدمه إن هاجر. وهي مباحة لمن وجد من الأسباب ما يدفعه للهجرة بقدر ما وجد ما يحرضه على البقاء دون ضرر ولا ضرار. و نأتي الآن لتوصيف الحالة التونسية ففي بداية العشرية الأخيرة من القرن الماضي لا أحد من حاملي الفكر الإسلامي الحركي كان آمنا في وطنه إذ التصفية الأمنية قد شملت كل الإخوة. من استفاد من دروس الماضي م ومن لم يستفد . فكان الناس يزجون إلى السجون و التعذيب لمجرد شبهة ووشاية حتى اتهم بالإنتماء لحركة النهضة رجالا قُيض عليهم في حالة سكر و منهم من لم يسمع أصلا بالنهضة فكانت الحالة شبيهة بما شاهدناه في فلم « إحنا متاع الأوتوبيس  لعادل إمام » فسجن من سجن و استشهد من استشهد و فر من فر و من بقي داخل البلاد و ستر الله عليه كان و جوده كعدمه إذ كان غير قادر على التنفس بله عن الحراك و الفعل فالذين اختاروا البقاء أو لم يتسن لهم الخروج بقوا مكبلين يتهددهم السجن في كل لحظة ومنهم منهن من فتنوا في دينهم حتى غيروا مسار حياتهم بالكامل حتى أنك لا تعرفهم إن رأيتهم ( نسأل الله السلامة) . لقد كنت ممن ابتلاه الله بالسجن لمدة طويلة فقضيناها مؤمنين محتسبين فلم نغير و لم نبدل ولم نبع و لم نشتر ولله الحمد و المنة رغم عظم الإبتلاء. وخرجت من السجن سنة 2003 للأجد كل شيء من حولي قد تغير إلى الأسوء رغم ما أكده لي بعض الأخوة الذين قابلتهم بعد خروجي أن الأمر الآن أحسن عشرات المرات من سنوات الجمر الأولى و لكن و رغم هذا التحسن كيف و جدت البلاد بعد 12 سنة غياب؟ و جدتني غير قادر على التنقل حتى داخل قريتي بدون إذن مسبق. حتى أن رئيس مركز الحرسقبض علي في طريق يبعد حوالي 1 كلم عن حيي الذي أقيم فيه فاصطحبني إلى  الإستجواب و قال لي بالحرف الواحد » هذ الطريق ملكي و لا يمكنك دخوله أو المشي فيه دون أخذ الإذن مني « . و جدت إخوة من رفاق الدرب بل و من السابقين في الدرب يقاطعون المسجد خوفا من بطش الشرطة و آخرون أقابلهم بالطريق فيهربون مني كالحمر المستنفرة تفر من القسورة و آخرون يحبون التواصل معي و لكنهم خائفون و قد تجرأ أحدهم على احتضاني بالطريق العام فكان نصيبه حجز سيارته و تعطيله عن العمل كامل اليوم من أجل بحثه عن سر عناقه لي. بقيت بوطني أكابد القمع و الإرهاب من الشرطة يوميا في كل مكان استجوابات و إيقافات و تتبعات ولولا أني فرضت نفسي بتمردي و غلظتي عليهم لكنت منعت من دخول المسجد و أحجمت عن التنقل وقاطعت كل ذي نفس إسلامي  و حلقت ذقني و و و  كلها أوامر ينبغي عليك امتثالها. لقد حرروا ضدي عشرات الإلتزامات بحلق اللحية و الإمتناع عن ارتياد المساجد و الحديث مع الناس و زيارة  الإخوة لقد حاولوا تجويعي و عزلي عن الناس حتى عندما فتحت مشروعا تجاريا كان ناجحا و الحمد لله لحد أنهم اغتاضوا من نجاحي فراحوا يضيقون علي تارة يتهمة التمويل و أخرى بتهمة التشغيل أي تشغيل الإخوة و تفننوا في تسليط المصالح الجبائية علي و عوض أن يقع بحثي من طرف المصالح الإقتصادية في المخالفات المزعومة أحال على فرق أمن الدولة و الإرشاد و الإستعلامات وفي كل مرة يترددون لأرجاعي إلى السجن بعد إيقافي لساعات و تعطيل اشغالي إلى أن و صل بهم الأمر إلى حجز سيارتي لأربعة أيام بدون تهمة و تلفيق حادث مرور و مخالفات مرورية لسحب رخصة السياقة و منع أي كان من قيادة سيارتي حتى أني شغلت معي ثلاث عمال لا يمتون إلى السياسة بصلة فكان نصيبهم الإيقافات و الأبحاث و الترهيب . إن الحديث عن تجربة أربع سنوات في وطني بعد 12 سنة في سجن و طني لا يتسع له المجال.  و لكني أود أن أشير إلى أنه و لحد أواخر سنة 2006 (تاريخ مغادرتي) هناك انعدام للحرية في بلدي لكل حامل همّ و رسالة وصعوبة الإفادة من داخل البلاد حيث يتهددك السجن في كل منعطف و لم أكن أفكر البتة بمغادرة الوطن.  موقنا أنه على المسلم أن يناضل في الداخل  ولكني أيقنت بعد 4 أعوام من السراح أني لا زلت أعيش في سجن و أني غير قادر على فعل مفيد و أني أصبحت على عتبات السجن بعد أن ضاق النظام ضرعا بتمردي و تجرئي على هيبته.  إلى أن جاء شخص من مسؤولي الأمن في وطني و أخبر قريب لي أن الملأ يأتمرون عليّ لإرجاعي إلى السجن فخرجت فارا بنفسي و ديني من محنة أخرى قد لا أكون قادرا على تحملها فتركت خلفي كل نجاحاتي الإقتصادية و انتهى بي المقام بأرض قد أستطيع من خلالها خدمة قضيتي،  و الأمن على ديني ونفسي و أهلي ومالي . و أنا أقول لكل راغب في العودة من أجل العودة أن يجيب عن هذه الأسئلة بينه و بين نفسه ثم بعد ذلك يقرر 1) هل أن عودتك للوطن من أجل الإنخراط من هناك في نضال شعبك أم هي عودة للإستقالة و الإستمتاع بالبحر و الغلال و الزيتون؟إن كانت الأولى فثق أنك بعودتك الفردية لن تحقق ذلك أما إن كانت الثانية فهي متاحة لك. 2) هل أنت مستعد لما فررت خوفا منه يوما ما ( السجن و التضييق ) أم تراك ستركن للظلم و تكون شيطانا أخرصا؟  إن كانت الأولى فهنيئا لك شجاعتك و إقدامك على الإبتلاء و عدم خوفك من الظالم واستعدادك للتضحية ـ و إن كان ذلك ليس من قبيل الإستفادة من دروس الماضي ـ فالسجن ليس قدر الرّسالي. أما إن كنت تنوي المشي في الظل و تحت الحيطة كما يقول إخواننا المصريون و الرضا بالدون فلك ذلك و لكن ثق أن الحائط سيسقط عليك يوما . 3) هل أنت مستعد لاستبدال ساحة يمكنك الفعل فيها بساحة تجد نفسك مكبلا فيها حيث لا حرية تعبير ولا حرية انترنات ولا حرية اجتماع ولا حرية انتماء أم تراك ستلقي عنك خرافة الإنتماء والجماعة و تقلع عن الإبحار على النات حتى لا تغضب الساسة في وطنك فتوضع على قائمة المغضوب عليهم؟ 4) هل تقبل أن تمنع ابنتك و زوجتك من ارتداء ما تراه مناسبا لها و لدينها أم تراك ستطيع أولي الأمر في هذا الشأن   5) هل تستطيع تحمل سماع الفاحش من القول وسب الجلالة و أنت تمشي مع ابنتك و زوجتك و حفيدك ولا تستطيع أن تنهى عن منكر أو تأمر بمعروف وإأن فعلت كنت المدان كما وقع لي عندما دخلت في خصومات دفاعا عن الجلالة و كل مرة أقتاد فيها إلى مخافر الشرطة فأصبح معتديا بل أذكر مرة أني تحدثت مع رئيس مركز شرطة بأن سب الجلالة ممنوع و مجرّم قانونا فرد علي بسبّ الجلالة و سبّ محمد و قال لي ها أنا أسب ربك و رب محمد فماذا تستطيع أن تفعل لي ؟ 6) هل و هل وهل …. أسئلة كثيرة لا بد من البحث فيها قبل القرار بالعودة الفردية اما إن كنا نتحدث عن عودة منظمة كالتي دعا لها بعض الإخوة يوما ما فأنا أوّل العائدين إذ أنه إذاك سنفرض أمرا واقعا فإما أن يسمح لنا النظام بعيش حرّ كريم نتمتع فيه بحرية التفكير و التعبير و الإنتماء و الإجتماع و التنقل و الدعوة لأفكارنا  أو أن يزج بنا مجددا في السجون و يخلو الجو مجددا للطغمة الفاسدة لتواصل مشاريع المسخ و الإستبداد. وعودة جماعية لا تستثني أحدا هي أمل كل وطني حر غيور. عودة كهذه يجب العمل من أجلها و توفير الضمانات لها أما أن تكون العودة لمراكمة أرقام جامدة داخل الوطن فكلا فيكفي الطاقات الجامدة و المعطلة داخل الحدود الآن فالإخوة بالداخل يعدّون بالآلاف و لكن من منهم يحمل الهمّ ويعمل من أجل أهدافه ؟ إنه القلة القليلة و ليس ذلك لعزوف الإخوة أو تقاعسهم  و لكن لانسداد الآفاق و استحالة التحرك المثمر فنسأل الله العون والسداد. أبو أنيس  


 

 

إلى الذين كفّروا و إلى الذين كذّبوا

سلوى الشرفي

 

تساءلت بمرارة، و أنا أقرأ ردود المكفّرين و المكذّبين لبحثي حول الفتوى على الإنترانت، إذا لم يكن الرّافضون لمبدأ الحوار مع الإسلاميين على حق.

 إذ كيف يمكن التحاور مع من يدعو إلى قتلك و مع من يؤمن بحقه في فرض ما يراه صالحا للبحث أو للتفكير و مع من يفتقر إلى الحد الأدنى من أدب الحوار و مع من يجهل حتى أساسيات ما يدعي أنها دائرته المعرفية (كذب أحدهم أن يكون النص يسمح للمسلمة بالزواج من الكتابي دون تقديم حجة على ما يدّعيه)

و لعل أكبر فائدة حصّلتها من قيامي ببحوث حول ظواهر التخلف في مجتمعاتنا هي ضرورة مواصلة العمل في هذا الاتجاه. و قد جاءت هذه القناعة من محتوى ردود الفعل و أساليب التعبير للمعارضين لهذا الاختيار.

 وقد سمحت لي هذه الردود باكتشاف أشياء لم تكن تخطر على بالي، و أوّلها استسهال الدعوة إلى قتل المخالف في الرأي من خلال تكفيره و تشبيهه بسلمان رشدي مثلا، و ثانيها، و هذا أدهى،  عدم تمكن البعض من أساسيات البحث العلمي و الجرأة مع ذلك على التطفل على مجال يجهلونه جهلا مدقعا.

 و أعتقد أن هذا أخطر ما في الأمر لأنه يمس من الحرية الأكاديمية.

و إلا ما معنى أن يفرض عليّ أحدهم العمل على مدونة دون أخرى بدعوى أنها أفضل؟ و لو صدر هذا الأمر عن مؤسسة جامعية لكان تسبب لها في  فضيحة و تنديد عالمي.

 و كيف يمكن أن يخلط إنسان بين قول الباحث و المبحوث ؟

 بل و الأخطر كيف يتصور أن الباحث لم يقم ببحث بل قال ما يشتهي قوله على لسان آخرين؟

من المفروض قانونا أن تكون البيّنة على من ادّعى، غير أنني أعرف أن الذي ادّعى لا يمكنه أن يبيّن شيئا لا يوجد سوى في دماغه، لذلك أورد في ما يلي كلام المكفرين و المشككين و المكذبين و أرفقه بنص الأسئلة المقدوح في مصدرها و تحتها مباشرة روابطها الإلكترونية.

وهذه فرصة لكي يتطلع القراء على الفضيحة كاملة.

 

 

يقول العداسي: » ولم تقصّر في التشكيك في كمال القرآن: ففيه (كذبت وخسأت) الأخطاء النحوية وأخطاء الرّسم وفيه التعدّي على الآخرين من غير المسلمين وفيه النظرة الدونية للمرأة بالمقارنة مع الرّجل، إلى غير ذلك من الأمور السافلة التي حشت بها مقالها، ما يجعل كلّ مسلم (مهما قلّ تديّنه) يجزم بأنّ هذه المرأة لا تعرف الله ولا تؤمن به، ولو فعلت لخشيته وخافته ووقّرته، ولحسبت لكلّ حرف تكتبه أو تنقله ألف حساب… » و هذا سؤال المستفتي:

كثيراً ما يرد كلام أن في القرآن أخطاء نحوية كثيرة، من مثل: \ »إن هذان لساحران\ »، أو \ »لا ينال عهدي الظالمين\ »، أو \ »إن الذين آمنوا وهادوا والصابئون … \ »، فما رأيكم؟ 2006-10-15

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=189

 

رسالة جاءتنا من قارئ يقول إن زوجته ماتت وتركت ورثة معه يشاركونه في الميراث وهم اثنان فقط , أخت شقيقة للزوجة وأم الزوجة ، ومع ذلك فإن توزيع التركة على الزوج والأخت والأم يأتي بنتيجة غريبة لا يعرف كيف يتصرف معها , لأن للزوج نصف التركة ، وللأخت الشقيقة النصف الآخر من التركة ، أي لا يبقى شيء للأم مع أنها تستحق السدس .. فكيف يتم حل هذا الإشكال؟

 

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=123

 

و يضيف العداسي: » فقد تابعت باستغراب شديد ما ورد على لسان هذه الدكتورة « الجسورة » فيما نقلت صحيفة تونس نيوز الغرّاء عنها من موقع الأوان بتاريخ 20 أوت 2007، حيث لم تتدّخر جهدا في الاستهزاء بالرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم وبحِبّه عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها »

و هذا قول السائل و ليس قولي:

 

هل تزوج الرسول السيدة عائشة وهى فى التاسعة من العمر ؟ ! وهل يجوز ذلك ؟ ! وهل يصح ان نأخذ ديننا عنها وهى فى هذا العمر ؟

 

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=13

 

 

و يقول آخر حرفيا: «  تقول المحترمة سلوى! « لقد تكونت لدي فكرة من قراءاتي للقرآن الكريم وهي ان الدين الاسلامي ينظر للأنثى نظرة دونية فيها شيئ من الاستنكار لمقارنتها بالذكر وذلك لما يلي ». وهنا بيت القصيد:استشهاد بآية من سورة الزخرف ثم الطور فسورة النجم…! عجيب والله أي قراءة قرأتها للقرآن والله لو ان طالبا في الابتداية قرأ هذه الايات لعلم القصد منها والمخاطب فيها…والاناث المعنية لا تستنقص ولو لغة ولو مجازا انما تستنكر على من يستنكر مثل د. سلوى التفريق بين المذكر والمؤنث لا غير فسبحان الله. » و يضيف : » هذه الخاتمة هي عود على بدء لتؤكد لك أن صاحبة كل هذه الاسئلة اللهم خلا بعض الاسئلة المقتضبة التي استعارتها. أما أسئلتها هي فقد نبهت القارئ منذ البدء أنها ستنقلها رغم طولها. وهذه الاشارة اللغوية كافية للتنبيه لمن يفهم العربية فهي قرينة لاسئلتها هي… د. سلوى الشرفي ما الدليل : الدليل انها تبنت كل الطرحات التي عقبت عليه في الختام « 

و هذه الأسئلة المنسوبة إلى بمصادرها على الإنترنت:

 

لقد تكونت لدي فكرة من قراآتي للقران الكريم وهي ان الدين الأسلامي تأسيسا على هذه الفكرة ينظر للأنثى نظرة دونية فيها شيئ من اللأستنكار لمقارنتها بالذكر وذلك لما يلي: جا ء في سورة الزخرف الآية 18 وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا أشهدوا خلقهم سنكتب شهادتهم ويسئلون جاء في سورة الطورالآية 39 أم له البنات ولكم البنون جاء في سورة النجم الآيتين 21 و22 ألكم الذكر وله ألأنثى تلك اذا قسمة ضيزى وفي الآية 27 ان الذين لايؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى

 

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=111

 

ما هو رأي الدين في عمل المرآه كقاضيه؟

http://www.al-eman.com/Ask/ask3.asp?id=9375&hide1=2&Next=&select1=*&select2=*&rad1=&dbegin=&mbegin=&ybegin=&dend=&mend=&yend=&rad2=SUB&idser=&wordser=null

 

 

ما حكم نكاح نساء أهل الكتاب

http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1593

 

 

س: بالنسبة لِمُجَفِّف الشعر التي تستعمله النساء، ما هو حكمه الشرعي؟ هل هو جائز لا حرج في استعماله؟ أم ماذا تقولون في هذا الأمر؟

http://sona3el7yah.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=1372&parent=4155

 

 

 

أرى ان تعدد الزوجات فى الاسلام فيه اهانة للأنثى . فما رايك ؟

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=107

 

ما تفسيركم لقوله تعالى :  » فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ. » « 3 » النساء. فهل يحرم على من بإمكانه نكاح أكثر من أربعة؟

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=48

 

 


إلى أين تريد أن تصل بنا الدكتورة سلوى الشرفي ؟
 

عبد الحفيظ خميري مدير مجلة أجيال الصادرة بالفرنسية

ومدير مجلة اللسان الحر الصادرة بالعربية

 
أقرأ من حين إلى آخر ما تكتبه الدكتورة سلوى الشرفي. وتمنيت لو فعلا طرحت الدكتورة قضايا جادة تجعلنا نستفيد معها ونتصالح من خلال ما تكتب مع القراءة والكتابة ومع الكتاب الذي لم يترك له الانترنت هامشا في حياتنا اليومية. وأجدني أتوقف عند مقالها الأخير: « خطاب الفتوى على الانترنت: الذمّي والمرأة في مرآة الاستفتاء والإفتاء »1 الذي تقول عنه الدكتورة سلوى في ردها على مقال عبد الحميد العداسي بعنوان { إلى عبد الحميد العدّاسي اقرأ من فضلك اقرأ }  : { فالقضية و ما فيها أنني قمت بدراسة نصوص الفتاوى و الاستفتاءات الواردة على مواقع إلكترونية بهدف الوقوف على اهتمامات مسلم اليوم و طريقة تفكيره و قمت بتصنيف مختلف أنواع السائلين. و هو بحث سوسيولوجي تقليدي تم نشر نتائجه على ثلاث حلقات.. }2 .
والسؤال الذي يطرح نفسه قبل كل شيء ولا يبعد الشبهات عن الدكتورة الشرفي:  ما الذي جمع بين هذين العنصرين : الذّمّي والمرأة ولماذا أُخْتيرا لتعليق عليهما من قبلكِ من بين ملايين القضايا والفتاوى والأحداث التي تملأ مواقع الانترنت؟ ولماذا تكلمت الدكتورة عن وضعية اليهود والنصارى وهما المقصود بهما أهل الكتاب أو أهل الذمة في مقالها بعجالة ـ إقحام متعمد ـ مع أن مشكلة الأقليات غير المسلمة مشكلة مصطنعة صارت سلاحا يوجهه الغرب لمن يريد من الدول الضعيفة. وأسهبت وأطالت في تناول موضوع المرأة مما جعل مقالها مختلا من الناحية المنهجية ؟. ربما كان تركيز الدكتورة على هذين العنصرين تماشيا وتفاعلا مع الذوق الأمريكي والإعلام الغربي الذي يقيم القيامة ولا يقعدها من أجل حماية الأقليات العرقية ويهددون بالتدخل المباشر في شأن الدول العربية والإسلامية. وأما الجمعيات الغربية التي أنشئت بحجة الدفاع عن المرأة العربية والمسلمة المهضومة الحقوق فلا تكاد تحصى.
ولكي تعرف الدكتورة مكانة أهل الذمة في الدولة الإسلامية قديما أو في العصر الحالي في بعض الدول العربية والإسلامية فقد انفتح الخلفاء الراشدون على أهل الذمة، من خلال العهود وكتابة المواثيق التي تعترف بهم وتحميهم، وكذلك فعل الخلفاء الأمويون والعباسيون والأمويون في الأندلس والخلفاء العثمانيون وقد اشتهر من اليهود والمسحيين أطباء وعلماء ومستشارين وسفراء، ولم تعزل الدولة الإسلامية اليهود فقد استقبلهم المغاربة والعثمانيون بعد محاكم التفتيش التي نصبت لهم في اسبانيا. استقبلهم المسلمون ولم يُعزلوا في مخيمات خاصة مثلما وقع لهم في عهد النازية، ويذكر المسعودي في مروج الذهب:{ أن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب استعان بيهودي عراقي من السواد في السفارة بينه وبين الخوارج بالنهروان} وقبلها جلس الإمام علي أمام خصمه اليهودي في قضية الدرع أمام القضاء نداً لند وقد قضى القاضي شريح لليهودي الذي أعاد الدرع لصاحبه واعتنق الإسلام 3 . وأما الآن أليس بعض مستشاري ملك المغرب من اليهود؟ أو ليس طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، ووزير الخارجية الأسبق وواحداً من أشهر مسؤولي حكومة صدام حسين قبل الغزو الأمريكي مسيحيا؟ أو ليس الكثير من المسحيين في سوريا وزراء وولاة ومستشارين؟ أو ليس إميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية مسيحيا؟. فكيف لها أن تتعامى عن الواقع وترتمي في أحضان المزايدة والمغالطة فتراها تقول: { في كل الدول الإسلامية أو العربية يقول القانون أو الدستور أو التشريع بأن على رئيس الجمهورية أو رئيس الدولة أن يكون مسلماً وهذا يعني مهما كان المسيحي عظيماً وفي أي مستوى كان لا يحق له المساواة مع المسلم الذي يركض خلف الجمال في الصحراء..} ومن قال أن الذمّي مهمشا يا دكتورة في واقعنا العربي الإسلامي ؟ أو ليس هو من يحكم البلاد فعليا ؟ أو ليس الذميون هم أغنى الأغنياء في الوطن العربي: أقباط مصر، يهود المغرب وتونس، مسيحيو لبنان،… ثم أليس هذا الذمي ـ لا أُعَمّم هنا ـ هو من قاد حربا على العراق باسم الصليب؟. ألم تسمعي تصريحات بوش… أو ليس الصهيونية التي تتستر باليهودية من تستعمر فلسطين وتكيل لها الوليات وتفتح الجحيم على الفلسطينيين يوميا ؟
على فكرة لماذا لا تكتب الدكتورة في مثل هذه المواضيع وهي القادرة المقتدرة ؟    
إن الدكتورة باتت لياليها تسرح في صحراء الانترنت وتركض من موقع إلى موقع ومن مقال إلى مقال ومن فتوى إلى فتوى خلف جِمال المستحدث من هذه الفتاوى في عالم الانترنت المتقلب الذي جمع بين الغث والسمين في سوق واحدة. والملاحظة الأولى ومن باب العمل الأكاديمي أن الدكتورة لم تذكر لنا المواقع التي أخذت عنها هذه الفتاوى لنتأكد من جدية هذه المواقع وأغلب ظني أنها مواقع سعودية فهي الدولة الوحيدة التي يُمنع فيها النساء من قيادة السيارات. وحتى في مقالاتها السابقة وجدتها تذكر كثيرا من الأقوال أو تستشهد ببعض الأحداث التاريخية دون أن تذيّل مقالها بالمصادر أو المراجع التي أخذت عنها من ذلك ما كتبته عن خالد بن الوليد في مقالها: { في الفتاوى والفتاوى المضادة… » ارفع لسانك عن خالد « }  حيث تقول: { قتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة رغم إدلائه بالشهادة ونزا على زوجته ليلى ودخل بها في نفس الليلة…}. إنه ليس من المنطق وليس من الإنسانية ولا من المروءة يا دكتورة ـ وأنت امرأة وتعرفي مشاعر الأنثى ـ أن تقبل زوجة حرّة في عالم البداوة المتمسك بالشرف والكرامة والأعراف القبلية أن يدخل بها رجل قد قتل زوجها منذ ساعات. فحتى بائعة الهوى ترفض أن تغتصب. هذا كلام ـ كما يقول المعري ـ له خَبي معناه ليست لنا عقول.
حكمي عقلك قليلا يا دكتورة في ما تكتبين ولا تعتمدي على روايات ضعيفة. فروايات كثيرة أخرى تبرئ خالد من قتل مالك بن نويرة. وإن كان قتله فكيف يرضى كبار الصحابة في جيش خالد ـ وهُم من هم ـ أن يدخل بزوجة مالك في نفس الليلة التي قتل فيها زوجها بدون احترام شهور العدّة. أرى أن هذا تحامل وسخرية تتضح بجلاء في التهكم على الإسلاميين في الجزائر في ستر التماثيل من طرف الجبهة الإسلامية للإنقاذ عندما فازت بالانتخابات في الدور الأول 1991:{ فقد قاموا بستر التماثيل بالأسمال البالية. ألبسوها الـ »تي شيرت»والدشداشة وحتى الخمار، تمهيدا لدفن مناطقها الحساسة في وقت لاحق بالباطون. كان المشهد مضحكا ومحزنا في آن.} من أين لك يا دكتورة بهذه المعلومات وأنا كنت في الجزائر أيام الانتخابات ولم أر شيئا مما ذكرت؟ ومن الجزائر إلى إيران حيث نجدها تقول:{ في إيران تحايلت الوضيعات من النساء بارتداء الجلباب بطريقة معينة تسمح للزبون بمعرفتها. فهل العفة في إدناء الجلابيب؟}. فهل زرت إيران وتحدثت مع وضيعاته وعرفت طريقة لباسهن؟.
أعود فأقول: هل يدل هذا الإهمال من قبل أكاديمية جامعية لمصادر بحثها السوسيولوجي وعدم ذكرها لها على أن بحثها إنما هو قراءة غير جدية ، دراسة مُرتجلة لا يبررها إلا منطق أنا أكتب أنا أتهكم إذن أنا موجود.
نتائج سطحية وعمل متسرع ومصادر مهملة وكتابة آيات خاطئة:{ لقد وضع هذا القانون العنصري وهذه التفرقة لأن القرآن يقول : « المائدة 5-آ51: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء لكم« }. والصحيح هو :{  » يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء, بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين }… سورة المائدة ـ الآية 51.
وتقول الدكتورة في ردها على عبد الحميد العداسي: { و هنا أسأله هل أن سلوى الشرفي هي القائلة مثلا « إن هذان لساحران جاؤوا… » ؟ }4  فمن أين أتيت بكلمة  » جاؤوا  » يا دكتورة ؟ ففي هذا السياق فأنت القائلة وليس غيرك فليس هذا من القرآن والصحيح : {  قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى } طه آية 63 .
ولكم ذكرت الدكتورة من الآيات المقطوعة ولم تأت بها تامة ولك أن تعد الأخطاء المطبعية حتى لا أشكك في مكانة الدكتورة اللغوية التي وجدت في القرآن أخطاء نحوية من خلال تَبَـنّـيها غير المباشر للسؤال المطروح في إعراب بعض الآيات الذي كتب فيه النحويون وحبّر فيه اللغويون والمفسرون آلاف المجلدات فيكفيك يا دكتورة أن تعودي إلى مجموع  » فتاوى ابن تيمية «  المجلد الخامس عشر لتعرفي الجواب في تفسيره لسورة طه والتعليق على قوله تعالى5‏:‏ ‏{‏إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ‏}‏ ‏[‏طه‏:‏63‏]‏ ويمكن للقارئ أن يعود إلى كتاب التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور أو إلى تفسير ابن كثير في هذه الآية أو إلى تفسير القرطبي.
لم تسلك الدكتورة في ما كتبت التحري والعلمية في البحث في مواضيع حساسة تتعلق بديانة أكثر من مليار مسلم فهل حقا يا دكتورة يعتبر ما قمت به دراسة جدية لنصوص هذه الفتاوى ؟ وهل حقا ما قمت به هو بحث سوسيولوجي انتهى إلى نتائج موضوعية أم هو تحامل ومُحاججة للنصوص وتهكم عليها ؟ اُنظري إلى تعليقاتك بعد كل سؤال تطرحيه فأنت اخترت الفتاوى التي لاقت هوى في نفسك ولا تمتّ إلى اهتمامات المواطن العادي بصلة. فهل يكون بعد كل هذا عملك الذي سهرت من أجله الليالي عملا للمزايدة فهو لا يعدو أن يكون إلا دراسة عمياء لواقع مريض وأعمى تعيشه الأمة وأصابتكِ عدواه ويتجلى هذا المرض الذي ينخر الأمة بوضوح على صفحات الانترنت من خلال ما تخيرته من الأسئلة المطروحة على المُفتي الالكتروني من ذوي الجهل المدقع أو المستهترين والهازئين؟.
وقفة مع بعض أسئلة الدكتورة :
 
بخلاف بعض الأسئلة الجادة التي اختارتها الدكتورة من أسئلة مَن استفتى من مثل: { ما هو واجب العلماء المسلمين تجاه النكبات التي حلت بالعالم الإسلامي؟.. ما معنى قوله تعالى: « ألم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون »؟.. « لماذا لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من كتابي إذا كان الله قد أحل لها ذلك فكيف يحرّمه البشر؟ فهل إرادة البشر أقوى من إرادة الله في موضوع زواج المسلمة من كتابي؟ » على فكرة فقضية زواج المسلمة من الكتابي أثارها الدكتور حسن الترابي من قبل.. «لماذا يمنع المسلم من حريـة الخروج من الدين؟ » « ما هو حكم تولي المرأة القضاء؟…»} إن كانت بعض هذه الأسئلة تحتاج إلى أن يقف المفتي معها ويدلي كل عالم نزيه برأيه فيها فإن أغلبية حُطام الأسئلة المتبقية لا يوحي بجدية الاختيار ولا يدل على مصداقية الدراسة ولا يبعث على موضوعية في الطرح الذي تريد من خلاله الدكتورة أن تدرس اهتمامات المواطن المسلم الذي بدل أن تدرسها في الواقع اليومي المعاش درستها من خلال الانترنت وكم من مواطن عربي أو مسلم عنده الانترنت ؟
وإليك هذه الأسئلة المُشكّكة وغير البريئة التي جلبت انتباه أستاذة جامعية :
{ ـ« كيف نفسر زواج النبي محمد من أكثر من الأربعة المنصوص عليها في القرآن الكريم؟«  هل تزوج الرسول السيدة عائشة وهى في التاسعة من العمر؟! وهل يجوز ذلك؟! وهل يصح أن نأخذ ديننا عنها وهى في هذا العمر؟« 
ـ إذا كان الختان للذكور ليس من الإسلام وإنما هو عادة اجتماعية، فهل يدخل ضمن تغيير خلق الله وبالتالي نعاقب عليه؟« 
ـ« ما حكم عمل المرأة في محل الحلاقة؟
ـ  » ما هو حكم عمل النساء كمضيّفات؟ «
ـ هل يجوز للمرأة أن تسوق السيارة؟«  «
ـ هل يجوز للمرأة المشاركة في النوادي الرياضية النسائية؟
ـ بعض النساء يقتنين الهاتف الجوال فهل يجوز أن تتحدث من خلاله أثناء سيرها في الطريق؟« 
ـ هل يجوز للرجل الأجنبي مخاطبة المرأة في التليفون أو بصورة مباشرة؟«  «
ـ حكم قص بعض النساء لمقدم رؤوسهن باسم الزينة « 
ـ حكم وضع ربطة الشعر على جبهة الفتيات « «حكم لبس الباروكة من باب التزين للزوج « 
ـ حكم قص الشعر للمرأة وحدّه « «هل يجوز لعروس أن تذهب يوم عرسها إلى حلاقة النساء لتتزين؟« 
ـ حكم نمص الحواجب « «حكم العدسات اللاصقة الملونة «  »حكم إزالة المرأة لشعر اللحية والشارب« 
ـ « حكم عمل المكياج  » أحكام الذراعين واليدين:  « حكم إزالة شعر اليدين«  «حكم استعمال طلاء الأظافر«  «حكم ظهور يدي المرأة في السوق«  حكم الساقين: «حكم إزالة شعر الساقين« 
ـ حكم ستر القدمين بالجوربين«  حكم البدن: « حكم التهاون في موضوع التّعطّر«  «حكم لبس الحزام الذي يصف جسم المرأة«  « لبس المرأة الثياب التي تنتهي بذيل«  « لبس المرأة للبنطلون أمام محارمها وغيرهم«  « حكم ظهور المرأة بملابس تظهر مفاتنها أمام بنات جنسها«  «
ـ حكم الذهاب إلى الكوافيرة الكافرة«  «حكم ذهاب المرأة إلى المشغل النسائي الذي به عاملات كافرات « «بالنسبة لمجفف الشعر التي تستعمله النساء ما هو حكمه الشرعي؟ هل هو جائز ولا حرج في استعماله؟«  ومن أطرف الأسئلة وأغربها: «ما حكم خروج يدي المرأة في السوق خاصة؟ وهل يفضّل لبس قفّاز أسود لليدين أو أبيض ؟
والحمد لله أن الدكتورة توقفت عند هذا الحد من الأسئلة ولم تطرح على ألسنة المستفتين أسئلة أخرى تحوم حول « المناطق الحساسة«  كما سمتها هي وتوقفت عند القدمين ولم تتطرق إلى الفتاوى التي تدور حول الجنس والعلاقات بين الرجل والمرأة فربما كان هذا موضوع حلقتها الثالثة من هذا البحث السوسيولوجي الذي سيكون مرجعا للتونسيين وغيرهم ممن يشتغلون بالفتوى.
وبعد هذا الكم الهائل من الأسئلة لسائل أن يسأل: هل عادت الدكتورة سلوى إلى أقوال العلماء والعارفين خاصة فيما له علاقة بالقرآن وحياة الرسول وحياة الصحابة لتعرف الإجابة فربما وجدنا لها عذرا في طرح الأسئلة المستحدثة والتعليق عليها وعلى نوعية سائليها ؟.
إن مقالات الدكتورة واختياراتها لا تبدو موفقة وتطاولها بَيّن وسخريتها جلية. فهل يقود هذا إلى القول بأن الدكتورة تكتب من أجل أن تكتب أو تكتب من أجل أن تؤكد حضورها على الساحة الإعلامية بعد أن غاب حضورها في واقع المجتمع الذي تعيش فيه ؟. أو ربما هي تكتب بهذه الجرأة على المقدس والتطاول على النصوص حتى يُكفّرها بعض الغلاة وبعدها تطلب اللجوء السياسي في أحد الدول الأوروبية مثل سلمان رشدي وتسنيمة نسرين ونصر حامد أبو زيد…؟. أو ربما هي تكتب من باب الترف الفكري أو من باب الاستهلاك اليومي الذي تملأ بضائعه المزجاة مواقع الانترنت؟. أو هي مزايدات امرأة مسكونة بهوس الأنثى أمثال نوال السعداوي وغيرها… الأنثى المتمردة على واقع الاستعباد الذي تتعرض إليه المرأة في الدول العربية والإسلامية ويُتّهم فيه الإسلام دائما؟ فانظر معي ماذا تقول: { « لقد تكونت لدي فكرة من قراءاتي للقرآن الكريم وهي أن الدين الإسلامي ينظر للأنثى نظرة دونية فيها شيء من الاستنكار لمقارنتها بالذكر وذلك لما يلي: « جاء في سورة الزخرف الآية 18 « وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا … ». جاء في سورة الطور الآية 39 « أم له البنات ولكم البنون ». وجاء في سورة النجم الآيتين 21 و22 « ألكم الذكر وله ألأنثى »، وفي الآية 27 « إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى » } فإذا كان الإسلام قد ظلم المرأة فمن الذي أنصفها يا دكتورة ؟ ربما العقلانيون العرب هم من أنصفوها أو ربما المجتمع الغربي ؟.
 
 
إن تفرغ بعض المفتين اليوم للإفتاء في بعض الفتاوى من مثل رضاعة الكبير والآخرون ممن يفتي في الحلاقة والذهاب إلى الكوافيرة. حيث تصدر هذه الفتاوى جاهزة حسب رغبة نساء الصالونات وحسب رغبة أصحاب النفوذ. فيصبح إرسال الجيوش لقتال أهل العراق نصرة للكويت حلالا وإرسال الجيوش لقتال الإسرائيليين نصرة للبنان حراما وحيث تصبح محاربة الأمريكان فيها نظر. فشيخ الأزهر مشغول بمنصبه وشيوخ السعودية مشغولون بالرد على الشيعة والصوفية وجامع الزيتونة جُففت ينابيعه وأئمة إيران مشغولون بابتلاع العراق وقتل سنته وبعض الجماعات الأخرى مشغولة بتكفير كل من خالفها. فتاوى مثل الأحذية حسب المقاس وحسب رغبة الحاكم أو غيره. وإنني أغتنم الفرصة لأطرح الأسئلة التالية على الدكتورة سلوى الشرفي بوصفها دكتورة حاصلة على شهادة في أصول الدين وفي الفقه فطالما هي عارفة بالأصول فيمكن لها أن تدلي بدولها في الفروع بِعَدل.
إني أتمنى يا فضيلة الدكتورة أن أتوجه إليك بالفتوى في بعض المسائل التي تمس حياة الناس وواقعهم فعلا:
ـ ما حكم البطالة في الدول العربية والإسلامية و لا سيما بطالة أصحاب الشهادات الجامعية وغيرها؟  
ـ ما حكم من وجد له عملا عن طريق إعطاء رشوة كبيرة لمُتنفذين في الدولة ؟
ـ ما حكم قوارب الموت التي تعبر البحار والمحيطات بخيرة الشباب ليعودوا إلى أوطانهم جثثا هامدة لا حياة فيها ؟
ـ ما حكم السياحة التي تأتينا بسياح شاذين جنسيا فيغتصبون أطفالا أبرياء ذنبهم فقط أنهم أبناء عائلات فقيرة وليس هناك قانون يحميهم ولا جمعيات ترعاهم ؟
ـ ما حكم الفتيات اللاتي التي يتم بيعهن إلى بعض أثرياء الخليج في مصر وغيرها تحت غطاء الزواج المسيار ؟
ـ ما حكم بلد يستورد القمح المسرطن وعنده نهر من أكبر الأنهار وتعداد شعبه بالملايين ؟
ـ ما حكم بلد يحرم الاختلاط بين الطلبة والطالبات ولكن تجد في كل بيت من بيوت هؤلاء الطلبة والطالبات حاسوب مجهز بشبكة انترنت عالميا تجعل الطالب أو الطالبة يدخل في علاقة مع من يريد ؟   
ـ ما حكم بعض القادة والزعماء ممن سرقوا حرية شعوبهم في تقرير مصيرهم و ما حكم من زوّر الانتخابات واشترى ذمم الناس بإغداق الأموال فخلف من بعده خلف من المافيا نهبت وسرقت باسم القانون ؟
ـ ما حكم من قتل وسجن الشباب باسم حماية القانون والمؤسسات المدنية ؟
ـ ما حكم رؤساء الأحزاب المعارضة في الدول العربية والإسلامية الذين قضوا سنوات على رؤوس أحزابهم ولم يتخلوا عن الزعامة وهم ينامون ويصبحون على سبّ الحكام ؟
ـ ما حكم بعض الأحزاب الإسلامية التي غرّرت وغامرت بشباب في أعمار الزهور في معارك خاسرة لا يبررها سوى حب الوصول إلى السلطة ؟
ـ ما حكم من يحارب الإسلام في تعاليمه وعبادته باسم التصدي للإرهاب فيُحوّر البرامج الدراسية ويقحم البرامج الفاسدة في حياة الناس من أمثال أستار أكدمي؟
ـ ما حكم تعنيف الصحفيين وسلب أمتعتهم وتخويفهم مرة وسجنهم مرات ؟
ـ لماذا قبلت الكثير من النساء أن يكن بضاعة تباع وتشترى في سوق الإشهار وفي الإكليبات وعلى صفحات الانترنت ؟
ـ ما حكم النُخب الشاردة في أبراجها العاجية بعيدا عن الهموم والمشاكل الحقيقية للمواطن العربي والمسلم ؟
والأسئلة مازالت كثيرة فاكتفي بهذا القسط..
 
عـود على بـدء :
 
وبعدما كتبت الدكتورة ما كتبت وكيفما كتبت لسائل أن يسأل: إلى أين تريد أن تقودنا الدكتورة وإلى أين تريد أن تصل بنا ونحن لا نملك عصا موسى لنخوض معها بحار أسئلتها المتلاطمة بالقدح والسخرية والارتجالية التي لا تخفى على من قرأ مقالاتها ؟
وأين الدواء الشافي يا دكتورة لسرطان النخب المسكونة بالعقلانية التي لا تزال بين الفينة والأخرى تحلق خارج السرب بعيدا عن قضايا الأمة الحقيقية ؟. إنه بؤس وأي بؤس أن تقضي دكتورة في الجامعة وقتها في تصيّد الفتاوى الهزيلة لأسئلة شاذة لتخرج علينا كل مرة بمقال.
واقع عقيم في أسئلته ونخبة ديدنها التشكيك في القرآن والحديث والقدح في رجالات الأمة حيث يصبح الصحابي خالد بن الوليد جنرالا مريضا أسيرا لشهوته وهو الذي طلب الموت في أكثر من مئة موقعة خاضها قائدا أو مجرد جندي ؟ أو لم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند موت خالد:{ على مثل أبي سليمان فلتبكي البواكي، قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترتق. ـ الإسلام جُرِح جُرحا لا يلتئم ـ ثم قال عمر بن الخطاب: كان والله سدادا لنحور العدو، ميمون النقيبة}6 .
حري بالدكتورة إن كانت حقيقة مشغولة بقضايا الأمة أن تقوم بتشخيص صحيح لعوامل هذا الانهيار الذي يتجلى في الكثير مما يطرح على صفحات الانترنت وبدل الاهتمام بمواضيع ثانوية وثانوية جدا كان الأولى بالدكتورة أن تطرح الأسئلة الحقيقية التي تشغل المواطن المسحوق والمُفقر والمظلوم والمُهمش.. لعلنا نعرف بعض أساليب العلاج المطلوبة لأمراض هذه الأمة المتكالب عليها شرقا وغربا.. فالعلاج الناجع لأي داء يتطلب أولا التشخيص الصحيح للمأزق الحضاري الذي يعيشه المسلمون وأما السخرية والتطاول والترف الفكري في طرح قضايا هامشية ومفتعلة بعيدة عن واقع الأمة ومشاغلها فهذا حرث في الرمال ورقن على الماء لا يداوي علة ولا يبرأ سقيما..
وفي النهاية أليس من الغريب يا دكتورة أن يواصل البعض من العقليين والمتنورين العرب: دكاترة وأدباء وصحافيين في بداية القرن الحادي والعشرين الطعن في النصوص والتحامل على الصحابة وجمع الشاذ من التراث وتصيد الفتاوى الغريبة والنفخ فيها حتى يتبين أنها مشكلة المشاكل مما يوهم الجَهلة بأن الأمة في الحضيض إنما هو بسبب تفعيل المقدس والغيب في حياة الناس.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ سلوى الشرفي: « خطاب الفتوى على الانترنت: الذمّي والمرأة في مرآة الاستفتاء والإفتاء » ـ المصدر: موقع الأوان بتاريخ 20 أوت 2007 . كذلك تم نشره على موقع تونس نيوز بنفس التاريخ.
2 ـ سلوى الشرفي: إلى عبدالحميد العدّاسي اقرأ من فضلك اقرأ ـ موقع تونس نيوز بتاريخ 22 أوت 2007 .
3 ـ هذه القصة أخرجها أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني في  » الحلية  » .
4 ـ سلوى الشرفي: إلى عبدالحميد العدّاسي اقرأ من فضلك اقرأ ـ موقع تونس نيوز .
ـ وضعت أقوال الدكتورة بين قوسين وكتبتها بالأزرق.
ـ سطرت على بعض الأخطاء باللون الأحمر.. الأخطاء التي تضمنتها بعض الآيات.
5 ـ  » فتاوى ابن تيمية  » ـ المجلد الخامس عشر .
6 ـ د. راغب السرجانى  01/05/06  كن صحابيا : الصحابة والدنيا ـ موقع قصة الإسلام.  
 

 


بسم الله الرحمان الرحيم

لماذا يخاف العلمانيون كلمة الكفر؟

قرأت لكثير ممن يعتبرون أنفسهم رموز العلمانية في الوطن العربي و قرأت لدعاة العلمانية في تونس فوجدت أن كتاباتهم عن الدين و مواقفهم من المقدس تصب كلها في خانة التشكيك و الإستهزاء و الرفض.  و لم يقتصر تجرؤهم على الفكرالإسلامي  بما هو إنتاج بشري يمكن نقده و تصويبه بل تعداه إلى الطعن في القطعيات من الكتاب والسنة فتجرؤوا على الله و كتابه و رسوله و أمهات المؤمنين الذين نزل قرآن في  الدفاع عنهن.وهم ـ أعني العلمانيين ـ  لا يفوّتون فرصة دون المجاهرة بمعاداة الدين و الطعن في أحكامه.  و كل كتاباتهم تفوح منها رائحة الكفر و الجحود و التمرد.  و لكنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا أعطى أحد من القراء وصفا لما ينبئون به، فالأستاذ العداسي لم يزد عن كونه وصف ما قرأ،  وكل قارئ محايد يشترك معه في إطلاق ذلك الوصف. و إن قال الأولون أن ناقل الكفر ليس بكافر فإنهم قصدوا من ينقل أقوال الكفار ليدحضها و يبين تهاويها ، فإن كانت صاحبة المقال لا تعدو أن تكون ناقلة للكفر فلم لم تبين الرأي الصحيح للدين مقابل الرأي المنقول. ثم ما الغاية من تجميع تلك الدعاوى التي تدل في ما تدل عن جهل مدقع بالدين من لدن عدد كبير من المسلمين الذين يتصلون بالفضائيات قصد طلب المعلومة بعد أن حُرموها في ديارهم إما نتيجة الإستبداد والحرب على منابع التدين و مظاهره،  أو لعدم وجود المعلم الذي يرفع الجهل بالدين عن العامة . إن أمر العلمانيين لا يعدو أن يكون أحد أمرين،  إما كونهم مؤمنون معتزون بدينهم و حضارتهم و مقدساتهم فهم يسعون للذود عنها و رد الشبهات حولها،  أو أنهم منكرون لفضل هذا الدين على العرب والناس عامة فهم يرفضون أحكامه و يسعون لحربه و صرف الناس عنه و بالتالي فهم قد وضعوا أنفسهم في صف معاد للدين و التدين و أنكروا ما جاء في القرآن و السنة الصحيحة فلم يؤمنوا أن القرآن  كلام الله و أن الأحاديث الصحيحة هي تعاليم رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى و بالتالي  فلا يطلق عليهم إلا الكلمة المقابلة للإيمان وهو وصف و ليس اتهام . ثم لماذا يخاف هؤلاء كلمة الكفر و هم ينطقونها موقنون بها و ينظّرون لها و يدعون إليها. لماذا لا تكون لهم الشجاعة ليعلنوها و يدافعوا عنها أم أنهم يعلمون أن الشعب سيلفظهم إذاك.  فتراهم يدعون للكفر دون تسميته باسمه.  إذا كانوا يمارسون الإزدواجية تقيّة من حد الردة فليطمئنوا فإن الردّة الفكرية و العقدية لاحدّ على صاحبها بل يُحدّ من ارتد ثم خرج محاربا للدولة المسلمة.  و لكم أن تعودوا للمقال المنشور للأستاذ علي العريض ففيه ما يطمئنكم على حياتكم . ثم هل سمعتم بأحد العلمانيين التونسيين قُتل أو أُهين لمجرد اعتقاده الكافر بالدين ؟ إنّ حسابكم عند الله فنحن دعاة لا قضاة أما إذا تحزبتم و حملتم السلاح في وجه الدولة المسلمة فإن الدولة هي التي تتولى أمركم و نحن جنود ندافع عن دين الدولة الذي ارتضاه جل التونسيين لأنفسهم. لقد جاء فرج فودة إلى تونس و فتحت له المنابر و تحدث بحرية. فهل اعتنق التونسيون مذهبه؟ و نحن نتحدث و نتناقش مع الكفاريوميا بغية تعريفهم بما جهلوا من كتاب الله.  و كثير منهم قد اعتنق الإسلام ولله الحمد.  حبا في أحكامه و نبيه  داعية التوحيد والعدل والحرية . إن مسألة الإيمان و الكفر هي مسألة ضمير و ليس لإنسان أن يحمل إنسانا على شيء بالقوة بل بالإقناع. ولكن لا يجب أن نغضب و نحرّض على من قال رأيه فيما قرأ فذلك هو عين الإرهاب.  أن تكمّم أفواه الناس عن النقد هو عين الإرهاب الفكري. لذلك كان الأجدر بمن شعر أنه وُصف بما ليس فيه أن يسارع بإعلان إيمانه و اعتزازه بدينه لا أن تقحم  ذلك الرأي في صراع سياسي لتبرر به سياسة  الإستئصال و تكميم الأفواه. فدعوتنا دائما خلوا بيننا و بين الناس و نخلي بينكم و بينهم فإن اقتنعوا بأفكاركم فهنيئا لكم و إن لفظوكم كما تلفظ النواة فعليكم أن تسلّموا بالهزيمة.  أما أن تتحالفوا مع الشيطان لاستئصال خصم سياسي لا قبل لكم بمقارعة حججه فذاك هو عين الإرهاب. والشعب هو الحكم بيننا . أبو أنيس   

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نداء مهم جدا لجميع التونسيين والتونسيات

 
د. محمد الهاشمي الحامدي قرأت بعض المساجلات الفكرية حول أمور تتصل بالقرآن الكريم، فوجدت توضيحات مهمة تستحق أن تعرض، ونداء مهما جدا لجميع التونسيين والتونسيات يحسن بهم جميعا أن يدرسوه بعناية واهتمام. * * * وجدت أولا في تفسير الحافظ بن كثير التوضيحات الضرورية لبعض ما طرح من مسائل، منها توضيح لمن سأل عن الإعراب والجانب اللغوي في قوله تعالى:                                                                                   قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى. (طه: 63)  » قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ  » وَهَذِهِ لُغَة لِبَعْضِ الْعَرَب جَاءَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَة عَلَى إِعْرَابهَا وَمِنْهُمْ مَنْ قَرَأَ إِنَّ هَذَيْنِ لَسَاحِرَانِ وَهَذِهِ اللُّغَة الْمَشْهُورَة * * * وهذا توضيح لمن سأل عن الإعراب والجانب اللغوي في قوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ.  (البقرة 124)  » لَا يَنَال عَهْدِي الظَّالِمِينَ » لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ إِمَامًا سَأَلَ اللَّه أَنْ تَكُون الْأَئِمَّة مِنْ بَعْده مِنْ ذُرِّيَّته فَأُجِيب إِلَى ذَلِكَ وَأُخْبِرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذُرِّيَّته ظَالِمُونَ وَأَنَّهُ لَا يَنَالهُمْ عَهْد اللَّه وَلَا يَكُونُونَ أَئِمَّة فَلَا يُقْتَدَى بِهِمْ * * * وهذا توضيح لمن سأل عن الإعراب والجانب اللغوي في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.  (المائدة 69) قَالَ  » إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ الْمُسْلِمُونَ  » وَاَلَّذِينَ هَادُوا  » وَهُمْ حَمَلَة التَّوْرَاة وَالصَّابِئُونَ: لَمَّا طَالَ الْفَصْل حَسُنَ الْعَطْف بِالرَّفْعِ وَالصَّابِئُونَ. * * * وفي ثنايا البحث لتوضيح هذه المسائل، وجدت هذا النداء المهم للغاية، الصادر من رب العباد، الموجه لكل العباد، بمن فيهم التونسيات والتونسيون جميعا، من العلمانيين والإسلاميين، واليساريين والقومييين، والتقدميين والمحافظين. وها أنذا أنقله من سورة الزمر، دون شرح أو تفسير، لأنه واضح ساطع لا يحتاج لأي شرح أو تفسير، وأناشد كل أهلي في تونس دراسته بعناية اهتمام كبيرين. * * * أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ. (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ. (55)                                            * * *            أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ. (56) أَوْ  تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ. (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. (58)  بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ. (59) * * * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ. (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. (61) * * * اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ. (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ. (63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ. (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ. (66) * * * وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ. (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُون.َ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ. (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ. (70) * * * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ. (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ. 72) * * * وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ. (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. (75) * * * صدق الله ورسوله.


ابتسم…إنا عــائدون!
 
د.خـــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr يا أبناء الوطن يا أبناء المهاجر والحَزن يا أبناء الشدائد والمحن طالت الأيام أو قصر الزمن عائدون عائدون طال السفر والرأس قد اشتعل والبياض قد انتشر لم نثن الرُّكَب ولم نغضَّ البصر وإنا لعائدون ÷÷÷÷÷÷ قالوا انتظارك أحلام بقاءك أوهام وعودك سلام أحلامنا يا سادتي حياة وأحلامكم ممات بقائنا عمل وبقائكم فشل عودتنا كرامة وعودتكم ملام وندامة وإنا لعائدون ÷÷÷÷÷÷ قولوا لموسى في نهره إنا مبحرون قولوا لعيسى في مهده إنا قادمون قولوا لإبراهيم في ناره إنا صابرون ولا خوف علينا ولا هم يحزنون ÷÷÷÷÷÷ قولوا للحيّ الذي حمانا وللبيت الذي آوانا وللوطن الذي جفانا أنا عائدون قولوا للحداد والصياد للجزار والعطار للسقاء والنجار للبحار والأنهار للشموس والأقمار أنا عائدون ÷÷÷÷÷÷ اسألوا السماء وما حوت والأرض وما سعت هل رأى الحب عطاشى مثلنا هل رأى الأمل بياضا مثلنا هل رأت ليلى عشقنا هل رأت مجنونا مثلنا ÷÷÷÷÷÷ قولوا للعابدين للراكعين والساجدين إنا عائدون قولوا لساكن القصر وحاكم المصر وشاهد العصر إنا عائدون وللكرامة حاملون في يوم كان مقداره ألف أو يزيدون ÷÷÷÷÷÷ قولوا للوطن الجريح لا تجزع إنا عائدون قولوا لأيام الصبا لا ترحل إنا عائدون قولوا للعين لا تدمع إنا عائدون قولوا للطير لا تفزع إنا عائدون ÷÷÷÷÷÷ لا تحملوا نعشي لا تحفروا قبري إنا عائدون لا تُصَلّوا غيابا إنا أحياء حاضرون يا بني وطني حلما علينا فإنا عائدون إنما الصلح ارتأينا وإنا صابرون لا تسقطوا غصن الزيتون لدينا فإنا عافون إن الخلاص الفردي أبينا وإنا عازمون أن نطأ الأرض التي بنينا وإنا فاعلون وعدا علينا حقا كراما أعزة مسالمون.
 
أوت 2007المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
 

بسم الله الرحمان الرحيم   توضيح التوضيح
 
إلى  الإخوة الكرام الذين أعرفهم و الذين لا أعرفهم و إلى كل القراء الأفاضل: السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته، وبعد فإني أتقدم إليكم بهذا التوضيح الأخير  لأضع حدا من جانبي لهذا المراء  في نقطة جزئية و فرعية أعدّها من الحريات الشخصية البحتة خاصة إذا لم تخضع إلى شروط خارجية أو تلحق الضرر بأحد.   لقد اطلعت على موضوع (عتاب موجه للأ خ  مصطفى ونيسي) لصاحبه سامي البنزرتي بتمعن و أعدت قراءته ، فوجدت العنوان لا يعكس المضمون لأن العتاب ،إذا أردنا أن نُسمي الأشياء بمسمياتها ،كان محاكمة و انحيازاواضحا لنائب رئيس الحركةولا أدري لماذا؟ في ظنّي كان يسع كاتبنا البنزرتي في رده المتحامل على كاتبنا(المدنيني)أن يكون أكثر حيادا و موضوعية ليكون كلامه أبلغ و أكثر تأثيرا و لأطمئنكم فإني اعترف أني تحت  وطأة المفاجئة و أنا العائد توا من تونس أخطأت  في الأسلوب   ، ومصداقية، و هذا السلوك هو الذي أسميه حزبية ضيقة ، و هو ما تضيق به نفسي . فقد استعملت كلمات حادة ما كان لي أن استعملها وأنا أسحبها و لكن  على مستوى المضمون ما زلت مستمسكا برأي  و موقفي إلى أن يأت من يُقنعني بغير ذلك .  إنّ الحوار ،موضوع الحديث ، كان استفزازيا ، و قد يكون ذلك عن حسن نية و سوء تقدير،  ولست وحدي من يرى  ذلك ، ولووضع الكاتب نفسه مكاني لفهم وتفهم حقيقة ماأقول ، و لكن في كل الأحوال ما كان لي أن أستجيب للإستفزاز ، فذلك خطأ ما كان لي أن أسقط فيه، و بالمناسبة لا يضيرني شيئا أن اعتذر إلى كل من اعتبر نفسه قد أسات إليه من خلال هذا الرد. لقد أشار المقال إلى قضايا كثيرة لا يسعها مثل هذا الرد السريع ، و حتى يكون طرحها طرحا صحيحا تحتاج إلى شيء من الهدوء و بعيدا عن ضغوطات الواقع الظرفي، و لكن لا بأس أن نوضح بعض النقاط على السريع: 1)أشار المقال إلى مسألة الكلام من داخل الحركة أم من خارجها ، و طُرح ذلك طبعا للإحراج و التحريض. و للإجابة عن هذا السؤال ، أقول أني أتكلم في نفس الوقت من داخلها و من خارجها،حسب الموضوع و الظرف و الأولويات المطروحة .  أتكلم من داخلها  لأنه يؤلمني ما يؤلمها و يُفرحني ما يفرحها ، و لأن مستقبلها و ازدهارها و تطورها يهمني ، ولذلك حاولت الإصلاح من الداخل ما استطعت إلى ذلك سبيلا، و لكني و آخرين من إخواني لم نجد الآذان الصاغية و القلوب المفتوحة و انقلب نصحنا و غيرتنا على الحركة إلى أسباب كافية لتهميشنا و إزاحتنا و احتقارنا و فرض الأمر الواقع علينا بشروطه المملاة، فإما أن نقبل بهذا الواقع و إمّا أن نغادر ، و صبرنا على ذلك و صابرنا وفاء لكل الذين لحقهم الأذى من إخواننا . ولكني أيضا أتكلم من خارجها إذا اقتضى الأمر ذلك، لأن المشروع الإسلامي العام ، أي مشروع نهضة الأمة العربية و الإسلامية يهمني وهو أولى و أهم ، و متى تناقضت مصلحة الأمة أو الصحوة مع  أي مصلحة أو أولوية من مصالح أو أولويات أي تنطيم من التنظيمات الإسلامية ، قدمت و لا شك المصلحة الإستراتيجية و الكلية على المصلحة الحزبية و التي غالبا ما تكون آنية و ظرفية، و نشاطي الميداني على تواضعه في التدريس و الخطابة و الدعوة خير دليل على ما أقول ،  وهو نشاط مجاله المجتمع و ينخرط  في نتائجه و آليات إنجازه  ضمن الأولويات الإستراتيجية، و هذا لا يعني فيما أحسب أن مثل هذا النشاط يتعارض مع ما تسعى التنظيمات الحزبية و الإسلامية إليه، إلا أن  هذه الأخيرة لا تتسع لمثل هذه الأفاق البعيدة المدى لأن الذي يهمها بالدرجة الأولى هو الآني،فهي مُكبلة بما هو ظرفي لا تكاد تتجاوزه.    المشكلة إذا ليست في الكلام من داخل الحركة أو من خارجها وإنّما هي في المناهج و الآليات القادرة على استيعاب الرأي و الرأي الآخر  داخل هذه التنظيمات و الإستفادة  منه على الوجه المطلوب. المشكلة  تتمثل في مدى قدرتنا على احترام التعددية و تقنينها داخل هذه التنظيمات لضمان وحدتها وتطورها .  المشكلة أيضا تتمثل في مدى قدرتنا  تكريس سنةالتناوب و التناوب،على القيادة ،عنوان الشرعية و المصداقية. فالتنظيم ينبغي أن لا ينقلب إلى آلة لقمع الحريات ووأد الطاقات ،وإنّما ينبغي أنّ يظّل دائما مُعينا على الخير و تحقيق  الصالح  العام . 2)أمّا عن حديث صاحب المقال عن النجاة من المحاكمة، فهي فعلا ليست هدفا في حدّ ذاتها ، وهذا من الأبجديات التى  يعرفها كل مناضل و لا يحتاج الأمر إلى تذكير ، بل أن المحاكمات و خاصة منها السياسية و الفكرية هي وسام شرف  و نوع من الجهاد نتقرب به إلى الله إذا أخلصنا العمل لله كما هو معلوم. يقول النبي صلى الله عليه و سلم : (لا تتمنوا لقاء العدو و إذا ما لقيتموه فاصبروا……..)  أو كما قال صلى الله عليه و سلم ، هذا عن العدو فما بالك بخصومنا السياسيين . أمّا  التهور و الإستخفاف بالخصم مهما كان و عدم توسيع الشورى في قضايا خطيرة و مصيرية ، فإنّ كل ما ينتج عن ذلك من محاكم و دماء و تشرد فلا يُعد ذلك فعلا بطولة و لا نجاحا و لا شرفا ، و هذا ما عنيته بضرورة الإستفادة من دروس الماضي ، فلم أقل ما قلته في هذا المجال خوفا  من المحاكمة و من نتائجها و لكن خوفا من الله  و حرصا على دماء المسلمين الزكية و حرصا على أعراضهم و صونا للمصلحة العامة لبلادنا و أمتنا. 3)أرجو من أصحاب  المقالات أن يمضوا مقالاتهم بأسمائهم الحقيقية و خاصة إذا ما كان الأمر يتعلق بذكر أشخاص و نقد أفكارهم ، وإلا فإن هذه المقالات لا قيمة لها و يمكن أن تُعرض  ناشرها وهو ما لا نريد أن نضطر إليه لأننا حريصون على سلامة هذه المواقع و استمرارها بشرط أن لا تحيد عن أخلقيات المهنة. غفر الله لي و لإخواني ووفقنا الله لما يحبه و يرضاه  ، إنّه سميع  مجيب . مصطفى عبدالله الونيسي ounissimustapha@hotmail.fr الأحد26أوت 2007

دكاترة البلّوط
 
تعدّدت المقالات الممضاة من طرف محرّرين يتسارعون لتقديم حرف الدّال عند التّعريف بهويّاتهم. بل لا يكاد عدد من نشريّة تونس نيوز يخلو من مقال لا يحمل امضاء دكتور من دكاترة تونس الفطاحل المشهود لهم بكفاءة  تجاوزت حدود هذا الوطن الكئيب لتكتسح افاقا شاسعة من أرض اللّه مبشّرة بميلاد نخبة تحمل بين طيّاتها أفكارا و برامج كفيلة بفتح بصيرة الأنام على المسالك الأجدى لتكريس الحداثة و مراوغة التّخلّف و الظلامية. فيما يلي خواطر غير مركّزة لظلامي ينتحل اسما فنّيا مستعارا (1)- (لم يتسنّ له الحصول على شهادة تؤهّله لتقديم حرف الدّال عند الامضاء) حول مداخلات عدد من الدكاترة حول موضوعي المصالحة و الهوية.  النّظرية الحامدية فهذا دكتور يدعوك في اطار مصالحة (أعني مطالحة) لتعداد مناقب جلاد و تمجيد انجازات لم تردّدها الا أبواق دعاية مرتزقة والالتزام بالنأي عن كل عمل يمسّ من مشاعرالنّظام الرّقيقة والتّطوّع لسبّ و لعن أمراء الظّلام العنيدين و من والاهم علّه يتواضع و يمنّ على من غّرر به بعفو أو مغفرة (أستغفر الله العظيم). هذه هي الوصفة الجديدة لماهية المعارضة في المجتمعات الحديثة الّتي ينظّر لها علماء عهد تغيير تونس الأنموذج. و لا يستبعد أن تلقى هذه النّظريّة رواجا واسعا و سريعا، في ظلّ أجواء العتمة (العولمة) المناسبة التي نعيشها، لتفرض نفسها، كما يقول الشّيخ الامام باقتباس، في كل الحواري والجامعات والمدارس والكنائس و الراديوات. و نكون بذلك قد حقّقنا (كتونسيين) هدفين، على الأقلّ،: –       التّوصّل الى تحقيق الجزء المدرج في البرنامج الانتخابي « تونس الغد » والمكرّس لتنويع صادراتنا وعدم الاكتفاء بالمادّة الطّبيعية (زيتون، تمور، قوارص، شواطئ…) و التعريف بانتاجنا المادّي و الفكري المتميزّ؛ – خرق جدران المنظومة الاحتكارية التي حبكتها القوى المهيمنة – شرقية و غربية- للتّرويج لأفكارها الهدّامة لأصول مجتمعنا الأبيّ و اقتحام سوق النّظريات و الايديولوجيات المبشّرة بعالم أفضل بنكهة تونسيّة. والنّظريّة الحامدية، لما تمتازبه من تجديد و تحدّ للفكرالسّائد و البائد، قابلة، في مجتمعات تفنّن القائمون على تسييرها على تكريس مبادئ الخوف و التّزييف والاستهلاك والاستثراء بأسهل الطّرق و أرخصها، للتّسويق و الانتشار بنفس الطّريقة السّحريّة التي توخّاها صاحب الفكرة لتثبيتها. و تتمحور هذه الطّريقة على العناصر التّالية: – جسّ نبض المتلقّين وتحسّس مدى استعدادهم لتقبّل الفكرة عبر التّرويج لها من خلال منبر حواري ليس له الاشعاع الأدنى(2) (وهنا لا أشكّك في حجم التّضحيات التي يقوم بها السّاهرون على المنتديات و النشريات الألكترونية الحرّة و المحجوبة في تونس) كحال الأنترنيت (رغم حملات الدّعاية و المراوغة في تبرير حجب المواقع المقلقة) والنّأي عن طرحها عبر القنوات العادية (سمعية بصرية) حتّى لو أتيحت الفرصة (لأصحاب الفضائيات على سبيل المثال) وذلك تفاديا لكل احراج للسّلطة الحاكمة و احتياطا كذلك من الحملات المسعورة لأصحاب الأقلام القذرة. كلّنا يذكر المعلقات و المقامات الّتي أتحفنا بها الجريدي و الصغير و مبارك و الملولي و غيرهم في تمرميد الحامدي اثر فشله في الحوار مع الغنوشي في الاتجاه المعاكس. – المتابعة الدّقيقة لكلّ ردود الفعل والقفز على كل كلمة ايجابية و الاسراع في حبك مقالات مفحومة بالمديح والشكروالتمجيد و التودد وبالمقابل التّغافل أو التحامل على كل من سوّلت له نفسه بانتقاد المبادرة. – الانقلاب كلّيّا على المشروع والدّعوة الى الحوار مع مجموعة من العلمانيين (ثبت بعد ذلك أنها اعتذرت(3))عبر قناته الفضائية التي لم تسلم هي الأخرى من مفردات المديح (الأولى على المستوى العربي (4) – حسب تعبيره-). و مع فشل المبادرة تمّت برمجة حلقات عن الرّئيس السّابق للبلاد (5). هذه عيّنة من نظريات الرّضوخ و الانبتات الّتي يقع التّرويج لها من قبل بعض الدّكاترة (اسلاميين و لائكيين) و التي تجعل حتما مناضلين من طينة قيفارا و قطب و البنا و الدغباجي وياسين و غيرهم يتململون حسرة… على عدم معاصرتهم لهذه النخبة النيرة من العلماء.     و الى اللقاء مع خواطر أخرى لدكاترة علمانيين (الى أن ياتي ما يخالف ذلك من تعريفات) من رموز المعارضة الأفقية (تجريم الفئات المستضعفة عكس المعارضة العمودية التي تسلّط الأضواء على أداء السّلطة) و التي تركّزت بحوثهم، رغم اعترافهم بمحدوديّة معرفتهم للغة العربية و لتعاليم الدّين الاسلامي، على اصدار فتاوي في التطرف اللاديني و التّشكيك في مرجعيات الهوية و مصداقية الفضائيات المتميزة و الاستهزاء بمقدسات الشعب والتّطاول (تحت عنوان الواقعية والانتهازية و التّملّق للسّلطة) على رموز مقاومة الاستبداد الداخلي و الخارجي . و من يستنكر أو يحتجّ فهو تكفيري (6) و ظلامي و ارهابي (7) وما شابه ذلك من مفردات و كليشيات محنّطة منذ عهد التّزييف و التّرويع.  و الجديد المضحك في الرّدود المتشنجة و الوقحة، أحيانا، للبعض منهم هورفع سيف الحسب و النسب و التاريخ النضالي كأداة لشرعيّة المداخلات مهما كانت تفاهتها. و لحسن الحظّ (أو لسوئه- لم نعد ندري-)، كما يقول المثل الفرنسي، أنّ التّفاهة لا تقتل. مع الاعتذار للقرّاء على اللغة الرّكيكة و التي تطغى عليها الاستدراكات و ذلك لعدم المامي الضروري بقواعد اللغة و حداثة تجربتي قي التحرير بالعربية (8) ،من جهة و تذبذب الأفكار و قصوري عن التّعبير عنها بسلاسة (ككل التونسيين (9)، في غياب منابر الحوار و النّقاش النّزيهة) و الخوف من اكتشاف هويّتي، من جهة أخرى. دهليز (1) لنقص في الرجولة (على تعبير القائد الجليل و الوطني الفاضل، حسب شهادات عديد من الكوادر في الجيش الوطني، السّيد عبد الحميد العداسي)  و رباطة الجأش التي ما زال يتمتّع بها والحمد للّه حفنة من أبناء هذا الوطن المخصي أمثال محمّد عبّو (مع التّهاني بالافراج عنه و الاعجاب الشديد بمستوى المداخلة في قناة الحوار التونسي والذي يجعلنا نقول باعتزاز وبعد أن انتابنا اليأس أنه ما يزال في تونس، رغم الأزمة الكارثية للتعبير عند جل الشخصيات الرسمية، من يستطيع التعبير عن أفكاره، دون اللجوء الى الأوراق، بلغة سلسة و مقنعة  ) والشّهيد زهير اليحياوي و المختار اليحياوي و سهام بن سدرين و أم زياد و المنصف المرزوقي و الهادي بريك وو نورالدين الختروشي و سليم بوخذير و سليم بقة و خالد مبارك وعبد الله الزواري و الطاهر العبيدي وغيرهم… تعمّدت استعمال الكلمة المسطّرة، مع الاعتذار لكل من خدش حياؤه، آملا من الذين (اللاتي) تخصّصوا في التّعليق على فتاوي الرّضاعة و ختان البنات أن يتكرّموا بمدّ القرّاء ( بأسلوبهم السّلس المعهود) بتقارير عن بحوثهم في هذا الموضوع (بوجهيه المادّي والايحائي).    (2)  أصحاب المبادرات يتصيّدون الفرص للظّهور عبر وسائل الاعلام الأكثر رواجا  للتّواصل مع أكبر عدد ممكن من النّاس. و لا شكّ أنّ القنوات الفضائية تعتبر حاليّا على رأس هذه الوسائل من ناحية اشعاعها على كافّة الأطياف الاجتماعية . في هذا المناخ، لا يمكن للمرء الا أن يبقى مشدوها أمام تجاهل البعض لهذه الفرص (و خاصّة أنّ الامكانيات موجودة باعتبار أنّ صاحب المبادرة يملك قناة فضائية ) و الاتّكاء على وسائل(الانترنيت) لا يطّلع عليها (مع تقنيات الحجب المعتمدة من قبل السّلطات التّونسية) الاّ النّزر القليل من المواطنين.    (3)  والأمر من مأتاه لا يستغرب. هؤلاء اعتادوا على الغناء على نغمة واحدة . ان اختلط الايقاع قليلا ضاعوا وأصبحوا لا يفقهون ما يقولون. تذكّروا على سبيل المثال ردّة فعل المنظّر الصّادق شعبان (و هو دكتور أيضا) على تصريحات دانيال ميتران (هاك الهجّالة – حسب تعبيره في قناة تفاحة 7). (4)  طبعا فكل ما هو تونسي لا يمكن له الاّ التّميّز على الصّعيين الافريقي و العربي و قريبا العالمي في عصر الـتّزييف و الآّ فبالله عليكم كيف يستقيم ادراج قناة كتلك في المرتبة التي ذكرها مديرها و الحال أنّ الأغلبيّة السّاحقة من التّونسيين أصبحت تكفر بها  بعد مصادرة برنامج المغرب العربي الذي تبنّاه ، حسب علمنا، صحافيون بلا حدود والذي كان وراء اشعاع هذه الفضائية على الشارع التّونسي؟ تساؤل قد يحرج الدّكتور و يستفزّه للرّدّ عليه بطريقته المعهودة لكنّي سأكفيه هذه المؤونة بالـتّأكيد له على سلامة جريرة كانب هذه الأسطر و صفاء قلبه من الحسد. (5)  الطّريقة الأسهل للتعبير عن معارضة صوريّة و خسيسة و أركّز على هذا التّعبير بعد متابعتي لحلقة شارك فيه السّيد ونيّس و الدكتور الذّوادي (و مرّة أخرى دكتور – لن نخرج من هذه الورطة-). تناول البرنامج ايجابيات و سلبيات مرحلة الزّعيم الرّاحل و كانت مداخلة السّيد ونيّس مقبولة في مجملها رغم تركيزه على الايجابي باعتباره تولّى مناصب في عهد بورقيبة. و كالعادة حاول ممثل حزب التّغيير( وهنا يتساءل المرء عن جدوى دعوة شخص –و لو كان دكتورا- لا تربطه أي صلة بموضوع الحلقة – ألم يكن من الأجدى استدعاء شخصية معارضة في تلك الحقبة؟ ) التّركيز على الجوانب التي يراها سلبيّة لكنّه لم يتمكّن (لقصور في المعلومات و في الحوار) من التّخلّص من المصيدة التي حاول حياكتها. باعتبار أنّ المواضيع التي أدرجها في خانة السّلبيات (الهوية العربية الاسلامية…) ما زالت الى الان عالقة رغم زعمه بأن هذه الاشكاليات قد تمّت معالجتها في العهد السعيد و النطح الشّديد (اقتباس عن سليم بو خذير). أطروحات مألوفة مخاطة بأسلوب فجّ و خال من الحياء (لكم افنقدنا هذه العملة في هذا الزمن العاهر) لم تنطل حتّى على معدّ البرنامج الّذي أجهد نفسه للعثور على ثغرة في أسلوب حكم بورقيبة تمّ القضاء عليها في عهد بن علي و يكون بذلك قد أنفذ برنامجه و رفع الحرج عن ملهمه في مادّة المديح و التّغريد بالانجازات الخرافية.  لكن هذاكة المقرّص هذاكة المعجون: حرّية المرأة و التّعليم من ركائز البرنامج البورقيبي قبل العهد الجديد. ملا مشكلة….  ووجدها – يا له من داهية. و كيف ؟ هنا مربض …الحمار. في سياق الحديث عن رئاسة الحكومة و والوزراء لم يستطع المتداخلان و مقدّم البرنامج  تحديد مسقط رأس محمّد الغنّوشي (بدون تعليق عن مستوى هذه النخبة – أليس كذلك يا سيد زياد الهاني).  هذه هي المناسبة التي كان ينتظرها معدّ البرنامج  الذي ، و في غياب المعلومة و استنادا الى معرفته الشخصية لرمز من وجوه المعارضة (تنكّر له فيما بعد) ، سارع بالتأكيد على أن السيد محمد الغنوشي لا يمكن له أن يكون الا من الجنوب التونسي و تحديدا من جهة قابس. هكذا قال له عقله. الثغرة تتمثل في أنّ سلطة 7 حناش استطاعت بتعيينها محمد الغنوشي كوزير أوّل أن تكسّر شوكة الجهوية السائدة في عهد بورقيبة  و التي بمقتضاها لم يقع تعيين أي  وزير أول من خارج منطقة الساحل. و لم تنته الدراما ،بعد نصف ساعة من التبندير المخزي على أساس أنّهما شدّا الصيد من أذنه، الا بظهور المقدم معتذرا قائلا انه تم اعلامه (قد يكون السّيد العروسي الهاني الذي –مع احترامي له- بالغ – بطريقة تقارب عبادة الأشخاص و أعنقد أنّها  لا تتناسب مع عمره و قدره – في تعداد مناقب بورقيبة)  بأن السيد محمد الغنوشي أصيل مدينة … سوسة. (بدون تعليق). (6) راجعوا الحملة التي أقامها عدد من أفراد جمعيّة الدّفاع عن اللائكية (و الأصحّ جمعيّة التّنبير على المدّ الاسلامي في هذه الرّبوع لأنّه، على حدّ علمنا لم يصدر من النّظام القائم شىء يهدّد مصالحهم انّما مشكلتهم، كما ورد في عديد المقالات العلنيّة (الصّباح، حقائق، جون أفريك…)، في ازدياد عدد المصلّين و الخمار) عند نقد المرحوم عبد الرّحمان خليف لمشروع محمّد الشّرفي أو عند التّعليق (العدّاسي، صابر…) على نصوص لبن سلامة (الدّكتورة) أو الشّرفي الأخرى (دكتورة كذلك) أو بعض الأتباع (بوجادي، زهير الشّرفي (بالتّأكيد)، خلف، الهادي…).   (7) في هذا الصّدد أودّ أن أطرح سؤالا يخالجني ولا أنتظر اجابة من هؤلاء الاستئصاليين.  منطقيا، من من هؤلاء يجب ادراجه في لائحة الارهاب: الذي عانى من ويلات الاقصاء و التّعذيب و التّشريد و التّجويع لمدّة قاربت العشرين عاما دون اللجوء الى أي وسيلة احتجاج عنيفة ضدّ الطاغوت أو من والاه أم من يهدّد الى الالتجاء الى الجبال (و لا أعتقد أنّه سيكون في بعثة كشفية) عند تقلّد الاسلاميين السّلطة ولو كان ذلك في اطار ديموقراطي و شفاف؟   (8) أتقاسم هذه الصّفة مع الدّكتورة سلوى الشّرفي الّتي أكّدت في احدى مداخلاتها أنّها تعلّمت العربيّة في فترة منأخّرة نسبيا من عمرها ولم يمنعها ذلك من التّطاول على مراجع (القرضاوي، الغنوشي…) يشهد القاصي و الدّاني (و آثاراهم تدلّ عليهم) بكفاءتهم و ضلوعهم في العلوم الشرعية و الأدبية. وهذا و جه آخر للعصر الكارثي الذي تعيشه تونس و الذي يجعل من جهلة أو أشباه مثقّفين  يتربّعون على مناصب هم أوّل من يعرف أنّهم لا يستحقونها و  يشكّكون، مع ذلك، أو يتجاسرون على رموز في العلم ( و لن أقول في الأخلاق (لأنّ هذا اللفظ لم يعد له، للبعض، معنى) و الوطنية : المنصف بن سالم، المنصف المرزوقي، عبد المجيد النجار، أحمد المناعي، علي الأبيض، عزيز كريشان، نزيهة رجيبة، د. حمدان…   (9) وما العدد المتزايد من المشرّدين في الشّوارع و من ذوي المستوى الثّقافي المتميز الا دليل على اختلال شامل مع  عدم امكانية تأقلم البعض مع مجتمع فقدت فيه القيم و قلبت فيه المبادئ و عمّ فيه الاستبداد. وكما أنّنا كلّنا في حرّية ظرفية (كما عبّر عن ذلك بكلّ حكمة محمّد عبّو باقتباس عن شريط سينمائي معروف) فانّ مداركنا العقليّة ، مع كلّ ما نشاهده من استهزاء بذكاء البشر و عبادة للأقزام و للمادّة، لا يمكن أن تكون الا في نفس الخانة.
 
 

عن الإرهاب الغربي وغول المؤامرة …تعقيبا على الأستاذ محمد قلبي

 
بقلم: برهان بسيس بعض القضايا والمواقف تحتاج الى التوضيح خاصة حين تتعلّق بآنشغالات جوهريّة ظلّت لعقود مهيمنة على العقول والأرواح. نحن والغرب، فلسطين، التطبيع مع اسرائيل. عناوين لجمل ساخنة لا تكاد تمرّ على مشغل فكريّ أو سياسّي إلاّ ألهبته نقاشا وجدالا تكاملا أو تناقضا، انسجاما او تصادما. هذا الأسبوع خصص أستاذنا محمد قلبي احدى لمحاته ليطرح علي سؤالا في سياق تفاعله مع احدى مقالاتي: «ثم ما بالك في سياق مقالك مررت مر الكرام على الارهاب الغربي؟!» ولما كانت لمحة أستاذنا وريثة «الحربوشة» التاريخية التي التصقت بعنوان الإعلام الحر ذي النبرة النقديّة الراقية، لمحة الاشارة الذكيّة التي جعلت من صاحبها دون مبالغة رمزا مستقل الهويّة لطموح الإعلام الحرّ في بلادنا. كان لابد لي ان أكتب تفاعلا مع الاستفهام للتوسّع في التوضيح. أستاذي محمد قلبي: لا أعتقد ان الارهاب الغربي محطة تفترض منا وقوفا وتحليلا وبرهنة واقامة للحجج والأدلّة، هل سنضيف شيئا حين نذكّر بجرائم الاستعمار ماضيا وحاضرا، بجرائم النهب والعبوديّة والحرب والإستغلال التي مارستها حكومات الغرب الاستعماري في حق شعوب المعمورة بمثل ما مارسته أي قوة امبراطورية صاعدة في التاريخ. أمثلة الامبراطورية الحالية التي يقودها القيصر الأمريكي لا تحتاج الى فطنة او ذكاء او شجاعة للتنصيص على جرائمها، أصبح الحديث عن الارهاب الغربي المعادلة الحسابية الأبسط والأسهل التي نقارب بها قضايا الوجود. أمريكا، اسرائيل، مجرمون، قتلونا، شرّدونا، ظلمونا، غرب يكرهنا، يتآمر علينا، طامع، حقود، صليبي، صهيوني، في المشهد الكثير من الحقيقة لكن اسمح لي أستاذي العزيز أن أقول لك بأن هذه الصيغ في التفكير والتأويل أصبحت مملّة وخاوية ومهترئة لفرط استعمالاتها المختلفة والممتدّة منذ قرون. يا إلاهي، ألا يمكن ان تكون لنا رؤى وصيغ تفكير في الحياة والوجود خارج دائرة الغرب وارهاب الغرب ومؤامرة الغرب؟! أنظمة مفلسة ظلّت لعقود متمعشة من كوابيس المؤامرة وهي تتقدم أمام شعوبها باعتبارها الصخرة التي ستتكسّر عليها هذه المؤامرة ولكن ما تكسّر حقيقة هي حقوق هذه الشعوب في النماء والكرامة والحريّة!! نخب ـ او جزء مهمّ منها حتى لا نعمم ـ توقف تفكيرها في حدود هلوسات الرد على مؤامرة الغرب الذي يكرهنا!! شعوب تحوّلت الى نموذج مثالي لحالة الإنفصام النفسي الحاد بين شعور الكره الشديد للغرب سياسة وقيما وحضارة وشعور الرغبة الشديدة في الفرار اليه من كآبة الأوطان السعيدة!!! في ذروة النقاش الفكري الخلاّق بين نخب الإصلاح العربي طلع المفكر مالك بن نبي بمقولة على درجة من الأهمية أعتبر ان تهميشها المقصود كان جزءا من حالة الارتباك والتشويش التي سيطرت على العقل العربي. قبل الحديث عن الاستعمار دعا مالك بن نبي الى ضرورة الانتباه لجاهزية مجتمعات دون غيرها في ان تقع تحت سيطرة الإستعمار في ما سمّاه بـ «قابليّة الإستعمار». هذه المقولة هي بالذات ما ينبغي ان تقود رؤيتنا لأنفسنا وللآخر بتسليط الأضواء على عوائق الداخل ومسؤولية الذات في الهزائم عوض تعليق كل المصائب على شمّاعة الآخر ومؤامرة الحقد الأجنبي. حان الوقت ان نطرح الأسئلة الموجعة بشجاعة من يكافح ضد عقده الشخصيّة: ما هو نصيب مسؤوليتنا في تخلف مجتمعاتنا. في عطالة تنميتنا، في استبداديّة سياستنا، في التباسات هويّتنا، في ضعف انتاجيّتنا، في تصحّر أفكارنا، في غياب علومنا، في قعود مبادراتنا، في أزمة ثقافتنا، في أزمة تمدّننا، في فوضانا، في عبوسنا، في كسلنا، في أمراض شبابنا، في احلامنا الموؤودة، في أزمة صباح الخير بين الجار وجاره وقحط المشاعر وانتعاش صناعة الحقد والتطرّف والحسد والنفاق والبغضاء موزعة بين مصانع الشعب أو مخابر النخّب بفصيلها الحداثي المزيّف وفريقها الأصولي المتوثّب!! ما أسهل أن نعلق كل هذا على شمّاعة الارهاب الغربي والمؤامرة الصهيونيّة!! أستاذي محمد قلبي تخيّل لو كانت «حربوشتك» و«لمحتك» حديثا متواترا مكررا حول مؤامرة الخارج، هل كنا نحن قرّاءك سنتحسس بشوق ولذّة كلمات «زرّيقتك» وقد غاب عنها لا قدّر اللّه مداعبة أمراض الدّاخل؟!! (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أوت 2007)

أحمد بن صالح يخرج عن صمته:

دسائس وتجاوزات وراء -إجهاض- سياسة التعاضد ** حاولنا المصالحة بين بورقيبة وبن يوسف

 
تونس ـ الصباح  انتظم امس بفضاء مؤسسة التميمي للبحث العلمي لقاء مع الاستاذ احمد بن صالح وزيرالاقتصاد في الستينات بحضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية الوطنية بينهم ثلة من رفاق السيد احمد بن صالح القدامى في حركة الوحدة الشعبية والاتحاد العام التونسي للشغل الذي تولى بن صالح امانته العامة اواسط الخمسينات.. الى جانب شخصيات دستورية من مختلف الاجيال والمدارس بينهم عدد ممن عرفوا عن قرب الزعيمين الراحلين الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف.. والزعماء فرحات حشاد واحمد التليلي والحبيب عاشور.. السيد احمد بن صالح افتتح حديثة بالتذكير بمقولة لابن خلدون عن الكتابة التاريخية والكذب وحذر مرارا على طريقته من مخاطر تزييف الحقائق السياسية والتاريخية من قبل بعض وسائل الاعلام وكُتّاب التاريخ.. بالنسبة للتاريخ المعاصر قال بن صالح: « صدمت ببعض المؤرخين والجامعيين.. ومنهم من خلط بين تجربة التعاضد والشيوعية.. رغم اختلاف مسيرتي ومسيرة القيادة السياسية الوطنية بزعامة بورقيبة في الخمسينات والسبعينات مع الشيوعية..  » واضاف بن صالح قائلا: « بالنسبة لتوجه الستينات الذي سبقته مرحلة اعداد برنامج متكامل للاتحاد العام التونسي للشغل في الخمسينات لم نسع الى اي ايديولوجيا خاصة.. سواء كانت شيوعية أو ليبيرالية ولكن انطلقنا من خصوصيات المجتمع التونسي حسب تجربتنا الميدانية كنقابيين منذ مرحلة ما قبل الاستقلال في مختلف الجهات والقطاعات. بعد الاستقلال حاولنا المضي في نفس التمشي مع منهج يراعي التمشي الوسط.. والاشتراكية التي تبناها مؤتمر الحزب في 1964 كانت وسطية.. مع تبني خيار الاعتماد على القطاعات الثلاث العام والخاص والتعاضدي او المشترك.. لكن للاسف منذ اواخر 1969 بدات الكذبة الكبرى وتوجيه اتهامات لا اساس لها من الصحة الى التجربة التعاضدية.. مع الخلط بين التوجه التنموي والتحديثي لتلك السياسة الاقتصادية التي قادها بورقيبة على طريقته وسخر لها كل اجهزة الدولة وكنت وزيرا تنفيذيا في حكومته.. وبعض التجاوزات والاخطاء التي تورط فيها بعض المعتمدين والمسؤولين الحزبيين والحكوميين بهدف اجهاض التجربة.. وللتاريخ اذكر مرة اخرى انه لم يصدر ابدا عني اي قرار يهم تعميم التعاضد.. ولكن القرار اتخذه الزعيم بورقيبة في اجتماع اللجنة المركزية في 1968 بتحريض من جهات داخلية وخارجية كانت تسعى لاجهاض التجربة.. كان هناك كذب ضد تونس وتجربتها التنموية بتحريض من السفارة الفرنسية بتونس واعوانها لان المعمرين الفرنسيين واعوانهم التونسيين تضرروا من خيارالاصلاح الزراعي ولم ياخذوا حقهم من الاراضي التي كانت تابعة للمعمرين الفرنسيين والذين فاجاهم وفاجانا قرار بورقيبة الفجئي بالجلاء الزراعي.. عندما جاء مانديس فرنيس الى تونس واعلن مبدا الحكم الذاتي بدا المعمرون الفرنسيون يطردون العمال التونسيين..  » قرار اقتصادي واعتبر بن صالح ان قرارتجربة التعاضد كان اولا قرارا اقتصاديا وليس اجتماعيا.. وان قرار احداث اول تعاضديات نص على احداث تعاضديات استثمار وليس تعاضديات استهلاك.. لان العمال التونسيين الذين كانوا حول ارض المعمر او التعاضدية كانوا اصحاب الارض.. والهدف لم يكن نزع وثائق الملكية ولكن للفلاحين التونسيين بما فيهم الصغار نسب مساهمة في التعاضديات.. وحدات انتاجية وبالنسبة لتجربة الشمال الغربي مثلا قال بن صالح:  » لم يكن هناك في الشمال الغربي غير الحبوب ولا وجود لاي تنويع للفلاحة والهدف كان تنويع الانتاج مع توسيع الوحدات الانتاجية وتوفير تمويلات لصالح المزارعين.. بعيدا عن الاحتكارات والوسطاء السماسرة.. والذين زايدوا علينا عبر احداث تعاضديات وهمية وروجوا شعارات روعوا بها الفلاحين فتورط بعضهم في بيع الاغنام والبقر والاراضي والاشجار بأسعار زهيدة جدا استفاد منها المضاربون.. وقد طرح ملف تمويل الوحدات الانتاجية الـ300 فتجاسرت شخصيا وعرضت الملف على البنك الدولي فرفض الطلب لان البنك لم يمول سابقا مشروعا زراعيا.. فاقترحت احداث لجنة ثلاثية تونسية مع خبراء من مظمة الفاو والبنك الدولي.. فوافق البنك الدولي لاول مرة على اسناد تمويلات هائلة بمئات ملايين الدولارات للزراعة التونسية وتجربة التعاضد.. لكن للاسف فان السفير الفرنسي استمر 8 اعوام بتونس وكون عملاء وحارب التجربة التعاضدية.. وعندما قرر بورقيبة تأميم 400 الف هكتار دفعة واحدة دون علمنا صعد السفير الفرنسي الازمة.. وعمل مع عملائه وحلفائه هنا وهناك على اجهاض سياسيتنا التنموية والتحديثية.. اتـهـامــــات وتوقف السيد احمد بن صالح عند بعض الدسائس التي تعرض لها ومنها اتهامه « باستغلال الحالة الصحية لبورقيبة لدفعه على التوقيع على قانون جديد للاصلاح الزراعي الى ان تدخل الباهي الادغم في لجنة تنسيق لرفع الالتباس.. وخلال زيارة اداها سفير فرنسا الي عن طريق وزارة الخارجية التونسية بحضور الطيب السحباني حصلت مواجهة بيني وبينه.. ووقتها صدرت اول وثيقة عن سفارة فرنسا من 60 صفحة (1964) تطلب راس احمد بن صالح وتدعو الى وقف سياسة التنمية التي اعتمدناها وكان بورقيبة يروج لها في خطبه ». وزراء بورقيبة واورد بن صالح ردا على تساؤلات عدد من المشاركين في ندوة مؤسسة التميمي ان « بورقيبة كان يتخذ قرارات دون استشارة وزرائه.. وان بن صالح وغيره كانوا مجرد وزراء تنفيذيين معه.. لكنه كان يقبل التراجع عندما يتحاور معه احدنا مطولا لوحده ويقنعه بوجهة نظره.. وانا ألوم الوزراء والمسؤولين السابقين الذين يلقون على بورقيبة كل المسؤوليات.. كما اعتبر بن صالح ان من بين اسباب تعثر تجربة الستينات التنموية ان « الفرنسيين والاوربيين لم يتخلصوا بعد من العقلية الاستعمارية وكانوا يريدون التدخل في كل شيء ». واعتبر بن صالح ان « بورقيبة كان في المرحلة الاخيرة من حياته ضحية مؤامرات داخلية وخارجية.. حكموا باسمه واساؤوا اليه والى تونس ». مكـــاسب ورغم تبرؤه من تجاوزات الذين اساؤوا استخدام سياسية الستينات وشعارات التعاضد قال بن صالح: « خلال تلك المرحلة حققنا مكاسب تاريخية فقد زرعنا 6 ملايين شجرة زيتون في الستينات واحدثنا 40 صندوق قرض تعاوني لفائدة الفلاحين الخواص الذين لا يمكن ان يدخلوا في التعاونيات على حساب 50 بالمائة من راسمال البنك الفلاحي.. (الذي كان يديره السيد حسان بلخوجة).. ورئيس يوغسلافيا تيتو ارسل وقتها الى تونس رئيس البرلمان فرافقني طوال اسبوع ورجع الى يوغسلافيا ثم استدعى حسان بلخوجة.. وجاء حسان بلخوجة الى بورقيبة ليعلمه ان بلغراد تبنت المثال التونسي اي الاصلاح الزراعي دون المساس بالملكية.. لكن لا بد من دعم الفلاح ماليا ». لا أتهرب من المسؤولية ونفى بن صالح ان يكون بصدد التهرب من المسؤولية وقال: « انا اتحمل المسؤولية لأني لم ارد الفعل.. وعملت باخلاص حتى ابعادي ومحاكمتي.. وحتى في محاكمتي لم اقل ان بورقيبة هو الذي عمم التعاضد رغم اعتراضي في اللجنة المركزية في 1968..  وبالرغم من كوني بعد قرار التعميم لم ازر اية تعاضدية بما في ذلك في مكنين..في المحكمة قال لي الرئيس أنت المسؤول عن كل شيء ثم تراجع.. علاقات شخصيات تونسية باسرائيل وبالنسبة للضجة التي اثارها كتاب اصدره المؤرخ الاسرائيلي لاسكابا عن العلاقات « السرية » بين تونس واسرائيل.. عبر بن صالح والمصمودي واحمد المستيري نفى بن صالح ان تكون له علاقات مع اسرائيل ونفى ان تكون ربطته علاقات بالشخصية اليهودية كوهان حضرية.. واورد انه وظف موقعه في الجامعة العالمية للنقابات الحرة (السيزل) لخدمة النقابات العربية وقضية اللاجئين الفلسطينييين الذين اكتشف عمق معاناتهم خلال زياراته الى مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا مطلع الخمسينات بصفته النقابية الدولية.. كما نفى بن صالح اية علاقة تنسيق مع كوهين حضرية وان يكون كوهين لعب دورا لعقد مؤتمر السيزل في تونس في 1957 لان المؤتمر تقرر قبل ان يصبح بن صالح عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وعقد مؤتمر السيزل بعد مغادرته الكتابة العامة.. واعتبر بن صالح ان من بين انجازاته انه نجح في ادخال اتحاد العمال الجزائريين ومنظمات نقابية عربية وافريقية الى السيزل..  وسجل ان علاقاته بسيناتور امريكي في الخمسينات وهو في النقابات السيزل (بصفته مسؤولا عن افريقيا والشرق الاوسط) ساعدت تونس لاحقا في الستينات للحصول على دعم امريكي جزئي لمشاريع تونس التنموية.. كما اعتبر بن صالح انه من بين الذين لعبوا دورا في قيادة منظمة الاحزاب الاشتراكية الدولية لتتخذ مواقف ايجابية مع فلسطين بدعم من مسؤولها الكبير  بلي براندت ومن برونو كرايسكي المستشار النمساوي الاسبق وعدد من انصار السلام الاوروبيين والامريكيين واليهود والعرب.. ودعا بن صالح العالم العربي الى التمسك بخصوصياته اللغوية وبهويته الثقافية التي اعتبر أن « الاسلام دينا وتراثا وثقافة هو مكونها الرئيسي ».. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أوت 2007)
 

الانتخابات في المغرب: عدد قياسي من الاحزاب وتفاؤل لدى الاسلاميين

 
الرباط (ا ف ب) – يتنافس عدد قياسي من الاحزاب السياسية المغربية اعتبارا من السبت على اصوات الناخبين لشغل 325 مقعدا في مجلس النواب في حين يامل الاسلاميون ان يتحولوا الى اكبر قوة سياسية في البلاد اثر الاقتراع. وافتتحت رسميا السبت حملة الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من ايلول/سبتمبر المقبل على ان تنتهي في السابع من الشهر نفسه عشية الاقتراع. وهذه الانتخابات التشريعية الثانية التي تنظم في عهد العاهل المغربي محمد السادس منذ توليه العرش في تموز/يوليو 1999 خلفا لوالده الملك الحسن الثاني. ومن اهم رهاناتها النتيجة التي سيحققها اسلاميو حزب العدالة والتنمية -الذي تتوقع بعض الاستطلاعات تصدره على الاحزاب الاخرى- ونسبة المشاركة في عملية الاقتراع والتي لم تتجاوز 52% عام 2002 مقابل 58,3% عام 1997. واعلن لحسن داودي المسؤول في حزب العدالة والتنمية لوكالة فرانس برس « نامل في الفوز بثمانين مقعدا في مجلس النواب لنتحول الى اكبر قوة سياسية في البلاد ». ولم يترشح ممثلو الحزب في انتخابات 2002 سوى في بعض الدوائر الانتخابية تفاديا لفوز اسلامي كاسح قد يثير مخاوف السلطة والطبقة السياسية لكنه مع ذلك شغل 42 مقعدا واحتل المرتبة الثالثة وراء الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية (50 مقعدا) وحزب الاستقلال (48). وشكل نواب الحزب الاسلامي اكبر قوة معارضة برلمانية لسياسة الحكومة من 2002 الى 2007. وبشان الاسلام قال امين عام حزب العدالة والتنمية سعد الدين عثماني ان حزبه يستلهم الاسلام « مرجعا في المجال الاخلاقي والتكافلي » ولكنه يعتمد « الصرامة الاقتصادية والمنهجية العلمية » في المناحي الاخرى. واعلن عثماني ان حزبه سينظم مهرجانا انتخابيا كبيرا الاحد في الدار البيضاء المدينة الكبيرة التي يشتد فيها التنافس مع خصمه الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية. ويشارك في الانتخابات 33 حزبا عام 2007 (مقابل 26 خلال 2002) وتنتمي تلك الاحزاب الى ثلاثة تيارات كبيرة وهي احزاب الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته (يسار ويمين وسط) والتشكيلات الاسلامية بما فيها حزب العدالة والتنمية وتحالف من ثلاثة احزاب يسارية غير حكومية. ودعي الناخبون في 95 دائرة انتخابية و38687 مركز اقتراع (1139 مركزا اضافيا مقارنة بسنة 2002) الى اختيار 295 نائبا على المستوى المحلي وثلاثين اخرين في « لائحة وطنية » مخصصة فقط للنساء. والانتخابات التشريعية عملية اقتراع باللوائح على النظام النسبي وفق ما يعرف باسم « قاعدة اكبر بقية » الذي يفوز فيه من يحصل على اكبر عدد من الاصوات. وهو نظام يفتح المجال لدخول احزاب صغيرة الى البرلمان. واعلن وزير الداخلية شكيب بن موسى في مؤتمر صحافي بالرباط الجمعة ان عدد الناخبين في المغرب يبلغ 15,5 مليون من اصل اكثر من ثلاثين مليون نسمة. ومن اصل 1870 لائحة انتخابية قدم حزب الاستقلال (قومي) والاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية وهما عضوان في الائتلاف الحكومي الحالي 95 لائحة يليهما حزب العدالة والتنمية وجبهة القوى الديمقراطية (يسار) مع 94 لائحة لكل منهما. (المصدر: صحيفة الوطن الكوتية نقلا عن الوكالة الفرنسية للأنباء  بتاريخ 26 أوت 2007)

إسلاميو المغرب والسلطة

 
محمد الأشهب  الحياة  – مثلما انتقلت الأحزاب المغربية المعارضة إلى واجهة الحكومة في نهاية القرن الماضي، استطاع حزب ذو مرجعية دينية اسمه «العدالة والتنمية» أن يثبت وجوده في ملء الفراغ الذي أحدثه ذلك الانتقال. فقد كان صعباً على الرأي العام الذي ألف احتجاجات وانتقادات المعارضة طوال أربعة عقود، أن يتنفس هواء لا تشوبه رائحة الغضب. لذلك يبدو «العدالة والتنمية» كمن يكرر الطبعات القديمة لثقافة الاحتجاج تساعده في ذلك قابلية المغامرة والانفتاح على الجديد. فتجربة حكم المعارضة طوال حوالي عشر سنوات لم تقد إلى التطبيع مع قاعدة الممكن والمستحيل في تدبير الشأن العام. ومن الطبيعي أن تواجه أحزاب المعارضة السابقة تداعيات ما نظّرت له سنوات طويلة، أكان ذلك على صعيد تراكم المعضلات الاقتصادية والاجتماعية أو استناداً إلى تراجع دور الدولة وسيطرة مفاهيم حرية المبادرة واقتصاد السوق واشتداد المنافسة. والمستفيد من هكذا احراج سيكون من يرفع صوته عالياً، لا سيما إن كان لم يجرب حظه في تحمل المسؤولية بعد. لا تحيد انتخابات 7 أيلول (سبتمبر) في المغرب عن خانة هذا التجاذب، فكل طرف يشد الحبل إلى جانبه ولا أحد يرغب في قطعه وسط الطريق طالما أن تشخيص التحديات ليس مشكلة، وإنما طرائق مواجهتها هي مصدر الخلاف. ففي التعبير عن النيات يسود التطابق في ترفيع أعداد العاطلين عن العمل الشباب الذين تحدثت برامج الأحزاب المتنافسة عن ايجاد فرص لهم، تماماً مثل التلويح بالقضاء على مدن الصفيح والأحياء الهامشية ومراتع الفقر والحرمان والحد من الهجرة غير الشرعية والنهوض بوضع الأرياف. غير أن التجربة أبانت محدودية النيات في الجمع بين الرغبة والقدرة. وما يمكن استخلاصه أن تغيير المواقف جزء من قواعد اللعبة الديموقراطية، إذ تضيق الآفاق أمام التعهدات والوعود التي تطبع الحملات الانتخابية، لكن العودة إلى الشارع تشكل جوهر العملية الديموقراطية والرهان على حجم المشاركة ونوعيتها سيحدد طبيعة الاقتراع ونتيجته. مفاجأة انتقال أحزاب المعارضة إلى الحكومة عام 1988 أظهرت أن التغيير في إطار استمرارية النظام طرق أبواب المغاربة بغير عنف، فقد استبدل خصوم الأمس عداوات الايديولوجيا والدم بوفاق تاريخي جديد. ومن مفارقات التجربة أن الخصام السياسي لم يعد بين القصر والأحزاب، كما في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وإنما أصبح بين رفاق الطريق السياسيين بدرجة اقل من التشدد. وقد لا يعني إبرام أحزاب الكتلة الديموقراطية ميثاقاً حول تحالفات ما بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة المقبلة بالضرورة أن كل شيء أو لا شيء، وإنما هو تلويح سياسي أقرب إلى ترفيع سقف المطالب. وقد لا تصمد تحالفات النيات أمام اغراءات الواقع في حال كان وقع المفاجأة مدوياً. ففي التعاطي والمسألة الإسلامية كان الاختراق الذي أحدثه «العدالة والتنمية» في انتخابات 2003 كافياً للدلالة على أن الترويض الذي أدى إلى احتواء المعارضة السابقة يمكن ان ينسحب بعض فصوله على أوضاع الإسلاميين، طالما أن هناك آليات في حسم الصراع موضعها فوق الأحزاب والانتساب. وربما كان التزامن في مفاجأتي المعارضة السابقة والإسلاميين، أن الأولى كان مصدرها نهاية الخلافات الايديولوجية وتغليب الواقعية السياسية لناحية التغيير من الداخل، فيما الثانية تطاول دمج الإسلاميين في تحمل المسؤولية، ما يجعل التجربة المغربية تتغاير مع أحداث ووقائع اقليمية وعربية، وكما أن المعارض السابق عبدالرحمن اليوسفي عاد من منفاه ليصبح رئيس وزراء، فإن سعد الدين العثماني زعيم «العدالة والتنمية» خرج من عباءة «الشبيبة الإسلامية» التي كانت تتبنى العنف ليقود حزبه إلى ضفاف الممكن السياسي في أعلى درجات التطبيع، غير أن الساحة السياسية تضج بالصراعات، فعلى الطرف الآخر هناك أمازيغيون ينشدون التمسك بالهوية، تماماً كما هناك ليبراليون وعلمانيون ونخب متعددة المشارب والولاءات. والفائز ليس من يكسب الرتبة الأولى في أعداد المقاعد، ولكن من يكسب تحالفات ما بعد الاقتراع، كونها قابلة لاستقراءات بتعدد الألوان والأطياف والأحزاب.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 أوت 2007)

الجزائر: مزراق يدعو مقاتلي «القاعدة» للاستفادة من مبادرة سلام جديدة

 
الجزائر – محمد مقدم     الحياة     – 25/08/07//
دعا مدني مزراق، الأمير السابق لـ «الجيش الإسلامي للإنقاذ»، جميع الناشطين في الجماعات المسلحة في الجزائر بما في ذلك عناصر «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، إلى التخلّي عن العمل المسلح والاستفادة من تدابير جديدة ستعلنها السلطات قريباً في إطار سياسة السلم والمصالحة الوطنية. وقال مزراق في بيان وزعه أمس إنه يدعو كافة المسلحين ممن بقوا «في الجبال للاستفادة من العروض الجادة التي يمكن أن تقدّم لهم في المستقبل القريب»، مشيراً إلى شروع السلطات الجزائرية قريباً في إصدار «إجراءات جديدة» لم يحدد طبيعتها. وجاء بيانه بعد اعتراف «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بأن أحد عناصرها كان وراء استهداف مصطفى كرطالي الأمير السابق لتنظيم «كتيبة الرحمن» التي كانت تنشط إلى غاية منتصف التسعينات في مدينة الأربعاء (25 كلم جنوب الجزائر). وأدى الاعتداء على كرطالي الى بتر ساقه، علماً انه أوقف العمل المسلح في نهاية التسعينات. واعتبر الأمير السابق لـ «جيش الإنقاذ» المنحل أن استمرار الناشطين الإسلاميين في العمل المسلح في الجزائر «نوع من عبث وضرب جنون وغطاء لأعداء المصالحة الوطنية»، لافتاً إلى اقتناعه بأن الأوضاع «تغيّرت» وأن الاستمرار في العمل المسلح «يوفر غطاء لأعداء الدين والوطن». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 أوت 2007)

وفد أمني ليبي إلى واشنطن الشهر المقبل

القاهرة: خالد محمود كشفت مصادر ليبية وعربية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» عن رفض الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لقاء مبعوث أميركي في طرابلس احتجاجاً على ما يعتبره (القذافي) تراخيا أميركيا في تطوير العلاقات الثنائية بين ليبيا والولايات المتحدة. وفي نفس الوقت قال مسؤول ليبي إن بلاده وجهت دعوة لمسؤولين أميركيين لحضور احتفالات في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل بمناسبة تقلد القذافي منصبه عام 1969، وأن وفداً أمنياً ليبياً سيزور واشنطن منتصف الشهر المقبل لاستكمال مباحثات ثنائية بين البلدين. وقالت المصادر إن الزعيم الليبي رفض الاستجابة لطلب ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، لقاءه خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الليبية طرابلس، بسبب اعتراض القذافي على عدم حصول بلاده على ما يعتقد أنه مكافأة كانت تستحقها ليبيا بسبب تخليها طواعية نهاية شهر ديسمبر (كانون أول) عام 2003 عن مخزونها من أسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى تسوية قضية لوكيربي. واعتبرت المصادر أن القذافي أراد إظهار امتعاضه من بطء وتيرة الاتصالات الليبية الأميركية لافتة إلى أن «وولش» هو ثاني مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور ليبيا هذا العام من دون أن يجتمع معه «القذافي». وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جون نجروبونتي زار ليبيا في أبريل (نيسان) الماضي ولم يلتق به القذافي دون صدور تبرير رسمي. إلى ذلك قال مسؤول ليبي بارز لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده وجهت دعوة رسمية إلى وفد أميركي من بينهم أعضاء بالكونغرس للمشاركة للمرة الأولى في الاحتفالات التي ستشهدها مطلع الشهر المقبل بمناسبة حلول الذكرى الـ 38 لتولي «القذافي» السلطة في ليبيا عام 1969. وكشف المسؤول الليبي النقاب عن أن وفدا أمنيا من بلاده سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية منتصف الشهر المقبل لاستكمال المحادثات الثنائية مع واشنطن. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أوت 2007)  


الأهرام الحكومية: الإخوان يحرضون على اغتيال مبارك

 
 إيمان عبد المنعم
القاهرة- اتهمت صحيفة « الأهرام » الحكومية المصرية جماعة الإخوان المسلمين بالتحريض على اغتيال كبار المسئولين وفي مقدمتهم الرئيس حسني مبارك، وهو ما اعتبره خبير سياسي يأتي في إطار حرب إعلامية متصاعدة بين السلطات والإخوان الذين « نجحوا » من خلال شبكة الإنترنت في شن حملة قوية تكشف انتهاكات السلطة في مصر. وفي ظل هذا التصعيد الإعلامي، توقعت مصادر الجماعة إحالة مجموعة جديدة من قيادات الجماعة – في مقدمتهم عصام العريان رئيس القسم السياسي بها – إلى محكمة عسكرية قريبا في إطار التصعيد الأمني المستمر ضد الجماعة. وفي تقرير مطول نشرته اليوم السبت اتهمت صحيفة « الأهرام » جماعة الإخوان المسلمين بـ »التحريض على القيام بعمليات اغتيال لبعض المسئولين » وبـ »استغلال أربع صحف يومية وأسبوعية »، لم تحددها الأهرام بالاسم، من أجل هذا التحريض. واستشهدت الصحيفة بتقرير نشرته إحدى هذه الصحف الأربع الأسبوع الماضي لم تستبعد فيه أن يقدم في الظرف الحالي  « أي شاب إخواني على تكرار ما حدث مع النقراشي، وهو ما يحذر منه قيادات الإخوان الآن »، ويقدم على اغتيال وزير الداخلية أو قاض أو حتى رئيس الجمهورية. واتهم عناصر من جماعة الإخوان المسلمين باغتيال رئيس وزراء مصر محمود فهمي النقراشي عام 1948 بعد أيام من قراره حل الجماعة. وبحسب « الأهرام »، فإن الأمن المصري بحوزته « وثائق إخوانية » تتحدث عن « صفقة » أبرمتها  الجماعة مع عدة صحف خاصة لتبني مواقفها مقابل صفحات إعلانية كاملة ووثائق أخرى عن « تخطيط الجماعة لإحداث فوضى عارمة في الشوارع والميادين ». ورأت الصحيفة في تقريرها المطول أن « الجهة الوحيدة التي تتصدى لخطرهم (الإخوان) وتفضحهم أمام العالم هي وزارة الداخلية ». وبررت الحملات الأمنية المتوالية على الجماعة قائلة: « المواجهات الأمنية كانت سببا في كسر طموحات المحظورة، ولو استمر الحال دون مواجهة لأصبحت الجماعة مثل الوحش »، وتابعت: « فتلك الجماعة الأخطبوطية لديها تنظيم دولي وقناة مالية ضخمة تمول الحاقدين والكارهين لهذا البلد، وفي نفس الوقت لديها جناح عسكري مسلح معلن وهو حركة حماس، بعد القضاء على أجنحتها العسكرية بمصر ». حرب إعلامية وفي تصريح لإسلام أون لاين.نت، رأى الخبير بالحركات الإسلامية ضياء رشوان أن تقرير الأهرام « يأتي في إطار حرب إعلامية جديدة يشنها النظام ضد جماعة الإخوان بعد أن نجحت من خلال المدونات واستخدام شبكة الإنترنت في رصد العديد من الانتهاكات التي يمارسها النظام ضدها ». من جهته، علق محمد حبيب، النائب الأول لمرشد الإخوان على الاتهامات التي وردت في تقرير الأهرام قائلا: « نحن جماعة تنبذ العنف، ولسنا بحاجة إلى اغتيال أحد ». ورأى أن « النظام يلجأ لحملات تشويه إعلامية ليبرر انتهاكاته التي يمارسها ضد المعارضة، وخاصة ضد جماعة الإخوان المسلمين »، مضيفا: « لن تثنينا حملات التشويه الإعلامية التي لجأ إليها النظام مؤخرا عن التنازل عن برنامج الحزب، حتى لو قبض على الجماعة كلها ». على جانب آخر، رفض حبيب التعليق على ما يتردد داخل الأوساط الإخوانية عن قرب إحالة عدد من قيادات الجماعة (بينهم عصام العريان) لمحكمة عسكرية ثانية، وذلك مع اقتراب إعلان الإخوان عن مشروع برنامجهم الحزبي. واعتقلت أجهزة الأمن يوم الجمعة 17-8-2007 العريان و16 من قيادات الجماعة بمنطقة القاهرة الكبرى أثناء اجتماعهم في منزل رجل الأعمال نبيل مقبل العضو بالجماعة وصهر الممثل عادل إمام في القاهرة،  قبل أن يصدر النائب العام قرارا في اليوم التالي بحبسهم 15 يوما على ذمة التحقيق. « محاكمة عسكرية للعريان » ووفق ما صرح به لإسلام أون لاين. نت فإن التحقيقات مع هذه القيادات تدور حول تهم تتعلق بـ »استغلال مناخ الحريات للقيام بأعمال إرهابية بالإضافة إلى الانتماء لجماعة محظورة وتشكيل مجلس الشورى الخاص بها والعمل على إعادة هيكلة الجماعة ». ويتوقع صبحي صالح، النائب الإخواني بالبرلمان أن يتم إحالة الدكتور عصام العريان و16 آخرين من قيادات الجماعة إلى محكمة عسكرية جديدة في نفس التوقيت الذي يحاكم فيه 40 من قيادات الجماعة – بينهم خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد – أمام ذات المحكمة. وقال لإسلام أون لاين. نت: « أصبحت مسألة تحويل عدد آخر من قيادات الإخوان خلال الفترة القادمة إلى محكمة عسكرية أمرا متوقعا، في ظل نظام يعاني حالة من التخبط وتخطي كل القوانين ». وعلق على التهم التي يجري التحقيق بشأنها مع العريان وقيادات أخرى متسائلا: « أين الحريات التي يعيشها المواطن المصري حتى يستغلها الإخوان؟ وحتى الآن لم تعلن الداخلية عن تعريفها لمفهوم الإرهاب فكيف توجهه كتهمة، وإذا كان مفهوم الإرهاب هو الحض على العنف، فمن الذي يقوم بإرهاب المواطن وقتل المواطنين داخل أقسام الشرطة؟! ». (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أوت 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.