TUNISNEWS
7 ème année, N° 2218 du 18.06.2006
مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس: حرية التعبير في تونس مازالت تحت الحصارالاتحاد العام التونسي للشغل: لائحة المجلس القطاعي المشترك لنقابات التّعليم العالي الجزيرة.نت: تونس تأسف لقرار أوروبي بشأن حقوق الإنسان فيها الوطن: زورق «صهر الرئيس» في قضية عائمة موقع البنك الدولي: البنك الدولي يدعم قطاع التعليم العالي في تونس الأستاذ فتحي نصري: فضيحة برج الرومي: بين سندان السلطة ومطرقة الأقلام المأجورة
محمد مومني : » الكاباس »…. الموالاة شرط للنجاح!!الحبيب أبو وليد المكني: من وحي الانكسار الكروي في 14 جوان فاضل السّــالك: كلمات تائهة منصف المرزوقي: الدمقرطة العربية في أطروحات مجموعة ابن عقلجمال العرفاوي: الباجي والآخرون أبوبكر الصغير: السلطة الخامسة
رشيد خشانة: التطبيع الفاتر و «ضبط» الدور الليبي في أفريقياصالح بشير : جورج بوش في العراق أم جمهوريوه في السلطة؟ د. محمد نور الدين: تركيا: تزايد الميول الدينية + لا للدولة الدينية احمد الصاوى: التوريث.. السيناريو القديم
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
تقرير مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس عن فترة ما بعد القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2005
إدعاءات وأكاذيب بعد مرور ستة أشهر على القمة العالمية لمجتمع المعلومات
حرية التعبير في تونس مازالت تحت الحصار
- أحمد رحموني، رئيس الجمعية التونسية للقضاة
- كلثوم كنو، الكاتب العام للجمعية التونسية للقضاة
- وسيلة الكعبي » عضو الهيئة التنفيذية في الجمعية التونسية للقضاة
- ليلى بحرية ، عضو اللجنة الإدارية في الجمعية التونسية للقضاة
- روضة كارافي ، عضو الهيئة التنفيذية في الجمعية التونسية للقضاة
نايلة شرشور حشيشة
5- التنوع الإعلامي
ملحق رقم 2
- بريد اليكتروني مُرسل من رُمضاني في 26 نيسان / إبريل 2006
- لقد تم توسيع تشكيلة المجلس الأعلى للإتصال منذ 31 / 12 / 2005 بهدف إدخال أعضاء من المعارضة في المجلس ، وهم : هشام حجّي ( من حزب الوحدة الشعبية ) ، والعروسي النالوتي ( من حركة الديمقراطيين الإشتراكيين ) ، أما أعضاء المجلس الأخرون فهم عبد الرحمن كريّم ( عضو سابق في الهيئه المديره للرابطة التونسيه للدفاع عن حقوق الإنسان ) ، والسيد فوزي بوزيان ( رئيس جمعية الصحافيين التونسيين ) والسيد محمد حمدان ( عميد كلية الصحافة ) . ويتولى رئاسة المجلس الدكتور يوسف علوان .
- ووفقاً لقانون تونسي صادر في 15 / 11/ 1975 تمنح « بطاقات هوية الصحافيين المحترفين » من قبل لجنة يرأسها موظف كبير من كتابة الدوله للإعلام ، وتضم في عضويتها ثلاثة ممثلين لوسائل الإعلام الوطنية جميعها، وثلاثة ممثلين للصحفيين المحترفين من بين ممثلي النقابات / الهيئات الإعلامية. وتجتمع اللجنة كل سنة قبل 20 يناير / كانون الثاني . وعلى المتقدم بطلب الحصول على بطاقة صحفي محترف أن يبرز شهادة ولادة، وشهادة إثبات الجنسية ، ونسخة عن سجله / سجلها القضائي وتصريحاً يّذكر فيه إنه يمتهن الصحافه ، وأن أغلبية دخله / دخلها يأتي من هذه المهنة ، ويجب أن يحصل المتقدم بالطلب على شهادة عمل من الجهة / الهيئة التي تستخدمه / تستخدمها. كما يترتب عليه / عليها تحديد أية أنشطة أخرى يمارسها / تمارسها إذا كان ذلك ينطبق عليه / عليها . أما بخصوص المتطلبات الأكاديمية التي ينبغي توافرها في الأشخاص الذين يتقدمون بطلب توظيف للمرة الأولى فهي : درجة بكالوريوس أو دبلوم من معهد عالي ، وخبرة لمدة خمس سنوات ، أو إتمام سنة دراسية جامعية وأربع سنوات خبرة احترافيه أو إتمام سنتين دراسيتين في الجامعة وثلاث سنوات من الخبرة الإحترافيه ، أو إتمام ثلاث سنوات دراسية في الجامعة وسنتان من الخبرةالإحترافيه . ( يورد قانون عام 1975 والقوانين الفرعية للجنة الخاصة تفاصيل أوفى عن ذلك ، ويتطلب الحصول على فكرة دقيقة حول التأهل للحصول على » البطاقة الصحفية » دراسة مثل هذه النصوص دراسة وافيه )
- يحدد قانون العمل لعام 1963 شروط ممارسة مهنة الصحافة .
- إن إطلاق ثلاثة محطات إذاعية خاصة ( محطتي إذاعة ومحطة تلفزيونيه ) في السنوات القليلة الماضية يدل على الالتزام الفاعل للسلطات بإتاحة المجال للقطاع الخاص بتأسيس محطات إذاعة وتلفزة .
- أما فيما يتعلق بالنطاق العام للإتصالات في تونس، فإنه لا يسعني إلاّ أن أعرب عن تقديري لاستعدادكم للدخول في حوار ، كماأود في الوقت ذاته أن أعرب عن قلقي بسبب عدم جاهزيتكم للإجتماع بجمعية الصحافيين التونسيين أو جمعية حماية الصحافيين العرب والأفارقة ( السيدة هدى بن عثمان ) . إنني أعلم جيداً بإنكم أحرار في أختيار من تودّون الإلتقاء بهم، لكنني أعتقد بأنكم تتفقون معي بأن الحصول على صورة دقيقة ومتوازنة يعتمد على سماع وجهات النظر المختلفة ، وستتلقون المزيد مني، راجياً أن تخبروني فيما إذا كنتم بحاجة إلى أي مساعدة .
الاتحاد العام التونسي للشغل
تونس في 15 جوان 2006
لائحة المجلس القطاعي المشترك لنقابات التّعليم العالي
إن أعضاء المجلس القطاعي المشترك للنقابة العامة للتّعليم العالي والبحث العلمي وللنّقابات الأساسيّة والنّيابات النّقابيّة للمدرّسين التّكنولوجيّين والأساتذة المبرّزين المجتمعين بمقر الإتحاد العام التّونسي للشّغل يوم الخميس 15 جوان 2006 بإشراف الأخوين محمد السّحيمي الأمين العام المساعد المسؤول عن الدّراسات والتّوثيق وعلي رمضان الأمين العام المساعد المسؤول عن التّشريع والنّزاعات، وبحضور الأخ رضا بوزريبة الأمين العام المساعد المسؤول عن التّغطية الإجتماعيّة والصّحة والسّلامة المهنيّة،
– وفاء منهم لطموح أجيال من الجامعيّين إلى الوحدة النّقابيّة داخل القطاع،
– وتكريسا لمقررات هياكل الإتحاد العام التّونسي للشغل، وبالخصوص منها مؤتمر جربة الإستثنائي (فيفري 2002) والهيئة الإداريّة الوطنيّة للإتحاد ( مارس 2004) والمجلس الوطني (أفريل 2006)
– وإستنادا إلى اللائحة الصّادرة عن المجلس القطاعي للنّقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وعن البلاغين الصادرين عن إجتماع الأخ الهادي الغضباني الأمين العام المساعد للإتحاد العام التّونسي للشغل المسؤول عن النّظام الدّاخلي بممثلي الأساتذة المبرّزين يوم 25 فيفري 2006 وممثلي النّقابات الأساسيّة للمدرّسين التكنولوجيّين يوم 29 أفريل 2006 ،
– وتتويجا لمسار التّشاور والحوار الذي إنتهجه المكتب التنفيذي تجاه كلّ نقابات القطاع بما في ذلك النّقابة العامة للأساتذة المحاضرين وأساتذة التعليم العالي لضمان إنخراطها في عمليّة إعادة الهيكلة،
– وإعتبارا للتحوّلات المتسارعة التي تعيشها الجامعة العموميّة وما صحبها بالخصوص من تشظ للمهنة من خلال تعدّد الأسلاك وتنوّع المسارات ومن تغيّر للمهام المطروحة وللقيم الأساسيّة التي تقوم عليها مهنة المدرّسين والمدرّسين الباحثين والباحثين بالجامعة العموميّة وبمراكز البحث وما تفرضه من تحدّيات تستوجب ردودا ملائمة في حجم رهانات المرحلة المقبلة،
يتقدّمون إلى المكتب التّنفيذي للإتحاد العام التّونسي للشغل بالتّوصيات التّالية:
1– إعادة هيكلة التّمثيل النّقابي داخل قطاع التعليم العالي بما يضمن التّمثيل الفعلي والعادل لكل المتدخّلين في العمليّة التربويّة والعلميّة وذلك عبر عقد مؤتمر توحيدي يوم 15 جويلية 2006 وبإتفاق مع المكتب التّنفيذي للإتحاد العام التّونسي للشغل، ينبثق عنه هيكل واحد وموحّد، ممثّل ومستقل وديمقراطي، يعمل في إطار هياكل الإتّحاد العام التّونسي للشغل ووفق أهدافه العامة ويكرّس وحدة الممارسة النقابيّة ويحترم الخصوصيات ويقوم على التّضامن الفاعل بين مكوّناته وعلى رؤى عصريّة وديناميكيّة للتعليم العالي.
2– إعتماد جملة من الإجراءات الإنتقاليّة التي يتم على أساسها التّوحيد النّقابي بعد مصادقة المؤتمر عليها وهي الآتية:
· إعتبار المؤتمر القطاعي المقبل مؤتمرا خارقا للعادة،
· تغيير تسمية الهيكل النّقابي القطاعي إلى جامعة المدرّسين والمدرّسين الباحثين بالتعليم العالي والباحثين،
· تمثيل كلّ الأسلاك داخل المكتب التّنفيذي للجامعة على قاعدة التّمثيل النسبي، وعمليا على الصّيغة التّالية: ممثل عن الأساتذة المبرّزين وممثلين عن المدرّسين التّكنولوجيّين و6 ممثّلين عن المدرّسين الباحثين يتوزّعون بالتّساوي 3 أساتذة مساعدين ومساعدين و 3 أساتذة محاضرين وأساتذة التعليم العالي.
3- تكوين لجنة تحضيريّة تضم مختلف الأسلاك يعهد إليها الإعداد المادي للمؤتمروبالتّنسيق مع المكتب التّنفيذي للإتحاد العام التّونسي للشغل.
4- تمكين من يسحب القضيّة المنشورة ضدّ الإتحاد العام التّونسي للشّغل، ممن تتوفّر فيهم الشّروط، من التّرشح إلى نياية المؤتمر أو إلى عضويّة المكتب التّنفيذي القطاعي.
5- يوصون المكتب التّنفيذي للإتحاد العام التّونسي للشّغل بتنظيم ندوة وطنيّة لتعميق مضامين المؤتمر التوحيدي المقبل قبل موفى شهر جوان 2006.
الأمين العام المساعد
المسؤول عن الدّراسات والتّوثيق
محمد السّحيمي
تونس تأسف لقرار أوروبي بشأن حقوق الإنسان فيها
زورق «صهر الرئيس» في قضية عائمة
البنك الدولي يدعم قطاع التعليم العالي في تونس
Press Release No:2006/464/MNA
للاتصال:
في واشنطن العاصمة: دينا النجار 4733245 (202) 1
واشنطن 15 يونيو 2006- وافق مجلس إدارة البنك الولي اليوم علي قرض قيمته 76 مليون دولار لدعم المشروع الثاني لتطوير التعليم العالي في تونس. و يدعم المشروع برنامج الحكومة التونسية الذي يركز علي التعليم العالي ضمن العناصر الرئيسية لتحسين فرص العمل و التنافسية و كذلك بناء مجتمع قائم علي المعرفة.
و يهدف المشروع إلي زيادة فرص الالتحاق بالتعليم العالي و دعم البرنامج الطموح الذي تنفذه الحكومة التونسية لتحسين جودة التعليم العالي و ارتباطه بمتطلبات سوق العمل. و يعلق السيد ثيودور ألرس مدير مكتب البنك الدولي علي المشروع قائلا: » إن استراتيجية الدعم القطرية في تونس تركز علي دعم البنك الدولي في مجال تنمية القدرات بين خريجي التعليم العالي في تونس و دعم اندماجهم في سوق العمل ». و يضيف قائلا: » إن المشروع المقترح يهدف إلي دعم المؤسسة الجامعية و وتوفير المنح لتحسين المستوي الأكاديمي و الآداء المؤسسي و ذلك في ضوء حرص الحكومة التونسية علي تطوير و تحديث قطاع التعليم العالي« .
و قد شهد قطاع التعليم العالي في تونس نموا سريعا حيث تضاعفت نسبة التحاق الطلبة ثلاث مرات علي مدار العقد الماضي و قد أسفرت جهود الحكومة عن العديد من المبادرات لاستيعاب تلك التزايد من خلال تشييد معاهد الدراسات التكنولوجية العليا. و يشير السيد ميكال روتوفسكي مدير قطاع التنمية البشرية بالبنك الدولي إلي ذلك التقدم قائلا: »إن تونس تواجه نموا سريعا في حجم السعة الطلابية للجامعات و كذلك نسبة البطالة بين خريجي الجامعات. إن الرؤية الصائبة التي تتبناها الحكومة التونسية نحو دعم المؤسسة الجامعية سوف تمنح تلك المؤسسات المرونة اللازمة لمواجهة تلك التحديات و جدير بالذكر إن تونس تعد من الدول المتقدمة عن غيرها في هذا المجال« .
وفي إطار عملية تطوير قطاع التعليم العالي تبرز العديد من التحديات التي تتضمن ضرورة رفع جودة التعليم و كذلك الزيادة المتوقعة في نسبة التحاق الطلبة علي مدار الثمان سنوات القادمة و قدرة القطاع علي استيعاب تلك النسبة علي أساس متكافئ مع الاحتفاظ بالجودة، الأمر الذي يعد ضروريا لدعم القدرة التنافسية لتونس. وقد صرحت السيدة ليندا إنجليش مديرة فريق العمل بالبنك الدولي: » أن المشروع يعد هاما حيث يوثق الارتباط بين الجامعات و الاقتصاد الوطني في إطار ما يتلقاه الطلبة من تعليم« .
###
للإطلاع على المزيد من المعلومات عن عمليات البنك الدولي في منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، يرجى زيارة الموقع: www.worldbank.org/mna
للإطلاع على المزيد من المعلومات عن عمليات البنك الدولي في تونس، يرجى زيارة الموقع:
(المصدر: موقع البنك الدولي بتاريخ 17 جوان 2006)
فضيحة برج الرومي: بين سندان السلطة ومطرقة الأقلام المأجورة
» وجـود صحافة حرة بدون حكومة أفضل من وجود حكومة بدون صحافة حرة ؟ «
جرم كبير ما اقترفته زبانية النظام التونسي في حق ما لا يصح ايمان المرء الا بالايمان بــه وهو كتاب الله ، جرم فضيع اقترفته أحذية اختزلت عقلية استبدادية وصلت أعلى مراتبها لتتطاول على كتاب مضى فيه أمر الله بالحفظ من كل دنس ، وهو دلالة رمزية لثقافة وعقلية الاستعلاء قبل أن تكون نوعا من التعذيب النفسي للمساجين ، وتحقيرا لمقدسات الشعب التونسي وكل المسلمين وبحكم خصوصية مسرح الجريمة وهو سجن برج الرومي ، وخصوصية أطراف القضية سجين وسجان ، وخصوصية شهود الجريمة موظفين مغلوبين على أمرهم , وخصوصية جسم الجريمة أقدس المقدسات القرآن الكريم ، وخصوصية الجريمة في حد ذاتها باعتبارها تتجاوز أسوار السجن ، وتتجاوز أطرافها المباشرين لتمس الضمير الجمعي للأمة الاسلامية قاطبة ، بحكم كل هذه الخصوصيات كان لا بـد للقضية أن تأخذ حجمـــها الحقيقـــي رغـــم محاولات سحرة فرعون التشكيك في وقوعها وكعادته لم يتوان النظام التونسي في تحريك عرائس الصحافة والأقلام المأجورة والصحف الصفراء , لتدشين حملة مسعورة ضد الرابطة التونسية لحقوق الانسان ، ونعتها بمغازلة المتطرفين ، وتنفث سمومها في اتجاه المعارضة الوطنية وتصفها بالموالين للخارج ، ولم تسلم حتى القنوات الفضائية التي أذاعت الخبر مثل قناة الجزيرة لتصفها بالفضائيات المشبوهة …؟ مما يطرح سؤالا مهما حول الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام الرسمية في تونس ، وعلاقتها بأخطبوط السلطة والمال ؟ فقد لا يختلف اثنان في كون علاقة وسائل الاعلام الرسمــي بالنظام التونسي هــي علاقــة تواطىء وشراكة ومعاشرة وافتتان وولاء ، مما غيب عنها صفة السلطة الرابعــة في ظــل تغول السلطة التنفيذية بما هي السلطة الوحيدة القائمة والمطلقة ، أما السلطــة الرابعة فقــد استحالت خيالا ووهمــا ، وتحولــت » صاحبة الجلالة » الى مما ملكــت أيمــان السلطــة ، ومسخ « رجال الصحافة » سحرة يحولون الأقلام أفاعي تسعى في التزوير والبهتان والمتأمل فيما تكتبه الأقلام المأجورة في المدة الأخيرة يلحــظ تشابهــا كبيرا في الخطــاب ، وكأننا أمام ببغاءات تكرر نفس العبارات » استغلال الدين » ، » الاستعداء بالخارج » ، »حرب الاشعاعات » مع عبارات التخوين ، مما يوحي بكون الحملة ممنهجة ومخطط لها سلفا ، في حين أن الأقلام الحرة ليست في حاجة الى خلق وقائع غير صحيحة ، بكل بساطة لأن سياسة الدولة الأمنية المركبة هي سياسة لا تقرأ الحسابات ، ولا تعترف بالخطوط الحمراء ، ومــا حدث خلال محاولة عقد مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الانسان يكشف مدى تغول العقليــة الأمنية ، حيث لاحظت الوفود الأجنبية كيف يعامل الحقوقــي في تونــس ، وكيف تعامــــل الزعامات الوطنية المعارضة , وكيف تعامل مكونات المجتمع المدني ، وتفضلوا مشكورين بنقل الحقائق التي شاهدوها الى وسائل الاعلام العالمية » نزلنــا من السيارات التي تقلنــــا ، ووقفنا قرب مكان انعقاد المؤتمر ، وفي هذه الأثناء لاحظت أحد رجال الأمن يتوجه لرئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ليسبه ويهدده حيث قال لرئيس الرابطة انه يستعين بالأجانب ، وفي هذه اللحظات تدخلنا نحن في الوفد المغربي ، وقلنا له اننا مغاربة وأشقاء ، فقام أحدهم بضربي في اتجاه العنق ضربة قوية ، ثم قال لي آخـــر … وتطورت الأمـــور لدرجة أنهم قاموا بدفعنا بالقوة وادخالنا للسيارة التي أقلتنا ، مثلما أدخلوا سائقة السيارة عنوة بعدما تم ضربها وتعنيفها … » طبعا الكلام ليس لأحد أقطاب المعارضة التونسية وانما لعضو المكتب التنفيذي لمنتدى الحقيقة والإنصاف المغربي الأستاذ حسن الحسني العلوي ( جريدة الأيام المغربية، العدد 234 بتاريخ 5 ـ 11 يونيو 2006 ) ، فهل الأقلام الحرة في حاجة الى اختلاق أحداث غير حقيقية لتشويه صورة النظام بالخارج …؟ ان تهمة تدويل فضيحة سجن برج الرومي هي أشبه بقصة الجلاد الذي يجلد الضحية ويتهمه بالصراخ، فغباء النظام التونسي وأحذية جلاديــه هي التي قادت الفضيحـــة الى المســـرح الدولي ، ففي الوقت الذي لم يستفق الضميــر الجمعــي للأمة الاسلاميــة من جرائم تدنيــس القرآن الكريم بسجن » أبو غريب » ومعتقل غوانتنامو ، ها هو يصدم من جديد وبشكل أفظع لأن عملية التدنيس تمت بأحذية موظف يفترض أنه مسلم ، وفي دولة ينص دستورها على أن الاسلام هو دينها ، ولو كان سدنة الحكم في تونس غير راضين على ما اقترفه مدير سجــن برج الرومي وأعوانه لسارعوا الى الاعتذار للشعب التونسي واحالة المتهمين على القضــاء لا إحالة من فضح الجريمة على قاضي التحقيق ، ولكن سياسة النعامة تثبت مرة أخــرى أن موظفي السجن ليسوا سوى أدوات تنفيذ لسياسة نظام السابع من نوفمبر أما ما يتعلق بمقولة زج الدين في السياسة والتي أصبحت » قميص عثمان » منذ ما يزيد عن العقدين سعى فيهما النظام التونسي الى محاربة الدين تحت شعار عدم تسييسه ، ومحاربة حملة المشروع الاسلامي تحت شعار تحييد الديني عن الحقل السياسي ، فالحقيقة التي كشفت عنها فضيحة برج الرومي هي أن السياسة البشعة لنظام 7 نوفمبر هي التي صادمت الدين بشدة ، وأغارت عليه في أعتى حصونه ، ومست أقدس تجلياته بكل عنف ، في محاولة لجــر المقدس نحو لعبة السياسة ، وغرس سنان الرماح في القرآن الكريم ، وليس حمله على السنان كما تزعم الأقلام المسعورة ما وقع في سجن برج الرومي من تدنيس للقرآن الكريم لا يعدو أن يكون رسائل غير مشفرة من السلطة للمساجين السياسيين بأنه ماض في تدميرهم والتنكيل بهم جسديا ونفسيا لما يمثل القرآن من خزان صمــود واطمئنــان وصبــر على الابتلاء , ورسالــة الى طلائع المجتمع التونسي ـ التي ما فتئت تضيق الخناق على رموز الفساد والاستبداد ـ بأن الخطوط الحمراء أصبحت خضراء ، وهم ليسوا بأعز من القرآن الكريم الدي طالته أحذية الأزلام ، ورسالة تحدي الى المجتمع الدولي بأنه لن يخضع للمطالبات بالاصلاح السياسي وارساء ديمقراطية حقيقية واطلاق سراح المساجين السياسيين، ورسالة الى الساسة الأمريكان بأنه تعلم الدرس من فضائح » أبو غريب » ويستحق شهادة تقدير حتــى وان كان الثمن الدوس على انسانيـــة الانسان من خلال الدوس على أقدس مقدساته ما وقع في سجن برج الرومي يمس كل مكونات وأطياف المجتمع التونسي شعبا وأحزابا وجمعيات ومنظمات ونقابات ومؤسسات ومنابر اعلامية …يمس وجدان كل تونسي ، وكل مسلم ، وكل مؤمن باحترام مقدســات الشعوب ، يمس تونس التاريخ والهويــة والحضــارة والثقافة … فالنظام التونسي الموغل في الاستهانة بكل المقدسات والمواثيق الدولية وجه من خلال تدنيس القرآن الكريم رسائل واضحة ، وعلينا جميعا أن نتجند للرد على هذه الرسائل بالانخراط الجاد والمسؤول في حركة الاحتجاج للذود عن حرمة المصحف الشريف وحرمة المواطن التونسي ، وكشف الضغوط التي يتعرض لها السجين أيمــن الدريدي للتنازل عــن شكايته مقابل حياته ، والوقوف الى جانب شيخ الحقوقيين ورئيــس فرع بنزرت للرابطـــة التونسية لحقوق الانسان علي بن سالم المحال على القضاء ، وتدشين حملة عالمية للتعريف بمعاناة المساجين السياسيين الجسدية والنفسية بالسجون التونسية ، وتسليط الضوء على سجن برج الرومي أعتى السجــون العالمية والــذي أصبح من فئة خمس نجوم من حيث وحشيـــة معاملة السجناء ، وقد تفوق شهرته سجن » ابو غريب » لو تكاتفت جميع الجهود لفضح ما يحدث داخله من جرائم محرمة شرعا ، ومعاقب عليها قانونا ، ومجرمة دوليا ، وربما يأتي يوم يشاهد فيه العالم بالصورة والصوت ما يحدث بالسجون التونسية كما شاهد سابقا فضائح سجن » ابو غريب » ولن تجد الأقلام المأجورة ما تحبر به الصحف الصفراء
» الكاباس »…. الموالاة شرط للنجاح!!
محمد مومني
كابوس جديد إلى الماسي التي تعيشها العائلة التونسية، من ضغط الباكالوريا إلى نسب نجاح متدنية في الجامعة بعد سنة كاملة سمتها طلاب محرومون من السكن الجامعي و منح هزيلة لمن حالفه الحظ و تحصل على ذلك… هذه المرة يتعلق الأمر بشريحة تعدادها بالآلاف عقدت أملها بعد سنين من البحث و الاجتهاد و التشرد على الظفر بموطن شغل يعوض بعضا من تضحيات أسر عزاؤها الوحيد فلذات أكبادها و رأسمالها عقول أبنائها.
كما يحصل عادة عند الزيادة في الأسعار أعلن هذه المرة عن نتائج الكاباس حيث انهمك الجميع يتابع إبداعات فريق وعد لاعبوه بمنح بالملايين… منح كافية لحل مشكل البطالة في تونس( اللهم لا حسد)، أحيل من جديد جمع من الناجحين في الاختبارات الكتابية على البطالة، على الرغم من شهادة الجميع: مكونين، أساتذة جامعيين و متفقدين بكفاءتهم و قدرتهم على التدريس بل و الإبداع في ذلك.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه » لست بالخبّ و لكن الخبّ لا يخدعني ». لقد كنت على يقين يتحدى أي شك و قناعة راسخة من البداية أن النتائج ستكون على منوال ما نشر على الانترنت، و لكن ثقتي في من درسني كانت تبدد بعضا من مخاوفي أحيانا، لكن في النهاية ها هي المهزلة. لا اجتهاداتنا و لا شهادة من درسنا و كوّننا كافيين لتعترف وزارة التربية و التكوين بكفاءتنا. بكل بساطة لم يعد في الأمر سرا، فالموالاة شرط للنجاح، و اتحاد الطلبة مستقل و مناضل و هذا أمر لا يستسيغه من يقف وراء النتائج.
نسيت أمرا، أود ان أعتذر لأصدقائي و زملائي ممن حالفهم الحظ هذه المرة و تسربوا من عيون الغربال و أقدّم لهم أحر التهاني التي كان من المفروض أن أبدأ بها، فليعذرني من يعرفني فهذه هي السنة الثامنة التي قضيتها من سنوات البطالة و رحلة العذاب و الفقر و طول الزمان، يبدو أن ذلك قد شوّش أفكار.
على أي حال يبقى عزائي، الأصوات الحرة و القيم العلمية و الآلاف من أمثالي الذين عقدوا العزم على التمسك بلقمة عيش تحفظ كرامتهم و ترد اعتبارهم، لكل ما تقدم أعلم الرأي العام أننا:
1- نحمل وزارة التربية و التكوين مسؤولية ما قد يؤول إليه الأمر.
2- نهيب بأساتذتنا و متفقدينا حتى يقولوا كلمة حق في مناظرة شككت في شهائدنا و أحالتنا على البطالة القصرية..
3- نرجو من كل النقابيين أن يقفوا إلى جانبنا في محنتنا كما عودونا دائما و نوجه نداءنا إلى نقابة التعليم الثانوي كي تلعب دورها في الدفاع عن الأساتذة المعطلين عن العمل.
4- نشكر لكل الأصوات الحرة من صحفيين و محاميين و ناشطي حقوق الإنسان و مجتمع مدني و قفتهم الحارة للتخفيف من حالة الغبن التي نعيشها.
5- ندعو كل ضحايا الكاباس أن يبادروا إلى رفع أصواتهم و إيصال قضيتهم لكل من يجب أن تصله و بأسمائهم الحقيقية بلا خوف و لا تردد.
للمساندة و برمجة الاحتجاج يرجى الاتصال على:
MAIL :mmoumnimh@yahoo.fr
الهاتف 216.98.99.00.03
محمد مومني
من وحي الانكسار الكروي في 14 جوان
بقلم: الحبيب أبو وليد المكني
تابعنا جميعا مقابلة كرة القدم التي جمعت بين الفريقين التونسي و السعودي ضمن مباريات الدورة الأولى لمونديال ألمانيا 2006 . كنا كتونسيين نعتقد أن فريقنا قادر على أن يقدم مقابلة كروية ترقى إلى مستوى الحدث العالمي و تهدي للجماهير الحاضرة في واحد من أحدث ملاعب العالم بميونيخ فرجة عربية ممتعة تذكرهم بفضل العرب و المسلمين على الحضارة الإنسانية ، لأننا نعلم أن مباريات كأس العالم لكرة القدم أضحت مناسبة ناذرة للتعارف بين الشعوب و إبراز مواهبهم و إثبات قدراتهم وبالتالي فليس صدفة أن الشعوب التي حققت نهضتها لاقتصادية و العلمية هي التي تؤهل الفرق الرياضية التي تتنافس على الأدوار النهائية وما مثال كوريا الجنوبية عنا ببعيد .
كنا كتونسيين نريد أن ينتصر الفريق التونسي حتى تتوفر له الحظوظ لمتابعة مشاركته دون أن يكون ذلك على حساب الفريق السعودي الشقيق الذي كنا نتمنى أن يقدم مقابلة جيدة ترفعه إلى درجة الامتياز، ولو قدر أن انتصر السعوديون بعد تقديم مقابلة ممتازة ما كان ذلك ليحز في نفوسنا بل كنا سنشجعه على المضي قدما ، لأننا في الأصل لم نكن راضين على نتائج القرعة التي جعلت الفريقين العربيين يتقابلان في أول دورة ليحقق أحدهما ذاته على حساب الفريق الشقيق ، و ما دام الأمر ليس باختيارنا فقد تعلقت همما فقط بمستوى كرة القدم العربية التي ارتجينا أن يكون مشرفا فيرفع رؤوسنا في بلد يمثل أحد أقطاب هذه اللعبة
ولما اصطف اللاعبون العرب عند أداء النشيدين الوطنيين ـ رأينا أنوفا مرتفعة و رؤوسا مشرئبة و هامات عالية ، شاهدنا أحفاد حنبعل و موسى بن نصير و طارق ابن زياد القادة العظام الذي دوخوا بغاراتهم دول أوروبا الجنوبية و رأينا أحفاد هارون الرشيد الذين يقفون على أرض شرلمان ليذكروهم بقصة الساعة التي أهداها خليفة المسلمين على ملك الإفرنج . و قبل ذلك أوحى لنا المشهد بأن هؤلاء يمثلون أحفاد الرسول الأكرم و أجيال الفاتحين الذين أسسوا لحضارة شامخة في العصور الوسطى . كل هذه المشاعر و الأحاسيس وما هو أكبر منها كانت تتأجج في صدورنا و تملأ قلوبنا فنرفع رؤوسنا عاليا ليراها الآلاف المؤلفة الذين حضروا لمتابعة هذا العرس الكروي العربي و يشهدوا على مهارتنا في اكثر الرياضات شعبية في العالم .
و بدأت المقابلة ، و بدا تعطيل الكرة و تتابعت مشاهد اللاعبين المتساقطين على الأرض ، و تعدد بكثافة عالية مرأى الكرة وهي تأخذ طريقها خارج الميدان و معها يتباطأ نسق اللعب . ويتجمع اللاعبون على الكرة ، كل يريد لمسها و لكنه يخطئ الركلة و يصيب بها منافسه … فيقلق المشاهد العربي على المستوى الرديء الذي ظهر به ممثلو الكرة العربية و يشعر المتفرج الأجنبي أنه قد أساء الاختيار بحضوره اليوم إلى الملعب و يندم على دفعه ثمن التذكرة الذي كان يجدر به أن يذهب ليغطي مصاريف أخرى ، و لا يجد المعلقون الرياضيون ما يقولونه عن المقابلة إلا كونها من أسوء ما شاهدوه في هذه الدورة لحد الآن بل لعلها أسوء مقابلة دولية على الإطلاق ، رغم الأهداف الأربعة التي سجلت و رغما عن الاستفاقة التي سجلها الفريق السعودي في الشوط الثاني ، و حتى الذين تابعوا المقابلة من خلال شاشات التلفزة لم يجدوا ما يقولونه إلا انهم تابعوا ما يمكن أن يذهب مثلا في الرداءة … تلك هي المقابلة التي أردناها فرصة للاعتزاز فكانت شيئا آخر اقرب إلى الانكسار …
لم نجد تفسيرا لما حدث ، لم ندرك السبب الذي جعل لاعبينا يقدمون هذه الصورة الرديئة عن كرة القدم التونسية ، المدرب الفرنسي نفسه الذي أحرز على ألقاب بطل العالم و بطل أوروبا و بطل إفريقيا لم يفهم السبب . عجب و الله . لقدت تعلقت هممنا بانتصار سهل و فرصة لابراز مواهبنا فإذا بنا اليوم نخشى على مشاعرنا من سماع التعليقات الساخرة و الكلمات الجارحة .
و عندما يعجز الخبراء و المحللون الرياضيون و المسؤولون الوزاريون عن تقديم أسباب مقنعة تخص اللاعبون و درجة احترافهم و ظروف التدريب و كانت جيدة و الاستعدادات المسبقة و كانت في مستوى الحدث .و ظروف المقابلة وكانت في أحسن الملاعب و أجملها ،وحجم المشجعين و كان كبيرا، … لما نعجز عن فهم الأسباب بمسبباتها المنطقية و العقلية فلا بد أن نبحث كمسلين في الأسباب الغيبية ، فنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب .و نزنها قل أن توزن …
و عندما فعلنا ذلك وجدنا الآتي :
ـــ احتفلنا بالذكرى الخمسين للاستقلال و طائفة منا تعاني ويلات السجون و سياسة المحاصرة والإذلال و القهر ومعاناة الغربة و التشريد و الضياع و حكومتنا تصر على أن ليس في الإمكان أحسن ما كان وأن خيارها التدميري في حق جزء من التونسيين هو الأحسن والأصوب و الأمثل ؟؟؟.
ـــ نهض قسم آخر يرفض الخضوع و يقبل بالجوع في سبيل أن يلفت الانتباه إلى حجم المعاناة التي يلقاه التونسي الذي يريد أن يشارك في اتخاذ القرار في بلاده أو على الأقل يعبر عن رأيه بحرية في زمن الحريات و حقوق الإنسان فكانت الإجابة مزيدا من الحصار و التعسف و التسويف و الكذب والبهتان ،
ــ حاول جهاز القضاء أن يعبر عن حقه في العمل من أجل توفير ظروف استقلالية المحاكم فكان نصيبهم التعسف و التدجين
ــ أراد المحامون أن يعبروا عن رفضهم لسياسة الإلحاق والترويض و الاحتواء ، فكان الرد دعايات مغرضة و حملات تشويه و استعراض للعضلات لم يفرق بين نسائهم ورجالهم .
ـــ حاولت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إنجاز مؤتمرها لاستعادة دورها في زمن تنتهك فيه الحقوق دون حسيب أو رقيب . فأعلنت حالة الطوارئ و عرف المواطنون عن قرب كيف تكون الحواجز التي يسمعون عنها في العراق وفلسطين .
ــ و قبل الختام جاء حرمان قسم على الأقل من الطلبات المتحجبات من إجراء الامتحان السنوي في خطوة حقيرة و جبانة لأنها تستهدف الضعيف و لا تتورع عن قهر فتيات لا علاقة لهن بما يجري من تدافع سياسي ،
ـــ أما الختام فكان أعظم الكبائر وهو تدنيس القرآن الكريم بركله برجل آثمة على مرأى و مسمع من بعض الناس وبشهادة فتى طاهر لم يبلغ من العمر إلا العشرين و لم يقترف جرما إلا انه عبر عن رأي في الدين أو همس بأمل يراوده في العمل من أجر نصرة الإسلام و جهاد أعدائه . فكان نصيبه مواجهة آلة التدمير و القهر أكبر إنجازات العهد الجديد ، و عندما أعلن شيخ المناضلين علي بن سالم عن الخبر وهو ابن الخمس و السبعين أتهم بالكذب و الترويج للأخبار الزائفة و سال الحبر أنهارا للتشكيك في نزاهته و تبرئة المجرمين و الجلادين من أمثال عماد العجمي و أسياده .
لقد جاءت الدول لمونديال ألمانيا بإنجازاتها الحضارية العملاقة مثل كوريا الجنوبية ، و جاءت حكومتنا وهي حامية لمن دنس القرآن الكريم و مروجة للأكاذيب في حق المدافعين عنه ، جاءت تريد أن تروج لصورتها بين شعوب العالم وظنت أنها قد وفرت كل الشروط الرياضية و لكن الله عز وجل أراد شيئا آخر لحكمة نرجو أن يعيها جيدا الظلمة والطغاة ،
لاشك أن البعض سيعترض عن الربط بين مقابلة في كرة القدم وعلم الغيب، ونحن نعطيه حق الاعتراض بشرط أن يفسر لنا بطريقة أخرى أسباب ما حدث .
(المصدر: مجلة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 18 جوان 2006)
فاضل السّــالك » عاشق البحر » ذات صفو سحب لم تفترق … سألته عن سرّ كآبته وعقله … التائه في الأفق وعن أوجاع قلبه الذي يحترق … نظر نظرة هائم في سماء الغيوم والغسق … يبحث عن شمسه التي تختنق أطلق زفرة الأوجاع وقال في نبرة صوت مختنق ألا تعرف متى يولد الوطن ؟؟؟ أ عندما يولد الإنسان ؟ أم عندما نسبل في الكفن بعد أن نحترق ؟!!!
الدمقرطة العربية في أطروحات مجموعة ابن عقل
منصف المرزوقي تشكلت مجموعة ابن عقل بداية التسعينيات بصفة عفوية، انطلاقا من صداقة نضالية عميقة نشأت في ميدان حقوق الإنسان الإقليمي والدولي بين كاتب هذه السطور من تونس، وهيثم مناع من سوريا، وفيوليت داغر من لبنان. وقد أطلقت عليها هذا الاسم تيمنا بجد الحركة الحقوقية العربية التي اكتشفته صدفة في « الأغاني ».. إنه البدوي صعصعة بن ناجي بن عقل الذي كان يجوب الصحاري 60 عاما قبل الإسلام ليفدي بماله الخاص الموؤودات. هذا ما يعطيه في نظري الحق في صفة أول مدافع عربي عن حقوق المرأة، وحقوق الطفل، وحقوق الإنسان في الحياة والكرامة والمساواة. أسست هذه النواة اللجنة العربية لحقوق الإنسان عام 1998 على قاعدة الاستقلالية المادية والسياسية التامة، وتوسعت سريعا لعدد من المفكرين والناشطين الحقوقيين لهم كلهم باع طويل منذ السبعينيات في النضال ضد الاستبداد. لقد اعتبرت المجموعة أن نشر البيانات والتقارير عن حالة حقوق الإنسان العربي جزء من مهمة أوسع، ألا وهي نشر ثقافة حقوقية ديمقراطية محلية. هكذا دخلت مرحلة « تصنيع » فكر ديمقراطي حقوقي عربي، عبر الكتابة المتواصلة لأعضائها ونشر كل ما من شأنه أن يدعم خياراتها النظرية–السياسية. فأصدرت عبر مؤسسة النشر التي أسستها، إلى حد الآن قرابة الأربعين كتابا. كما لها موقع زاره أكثر من مليون شخص لحدّ الساعة (انظر كتابات المجموعة على موقع www.achr.nu)، إضافة إلى المشاركة النشطة لأعضائها في مساجلات الهوائيات والصحف والندوات المتكاثرة بصفة منعشة تعبر عن صحوة فكرية حقيقية. قد يكون من الصعب تلخيص الأفكار التي تناضل المجموعة لغرسها في الوعي العربي، لكنه يمكن رصد أهدافها الرئيسية الثلاثة بما سيمكننا في نفس الوقت من فهم أدق للقوى المتصارعة حاليا في الساحة الفكرية السياسية العربية. فكّ ارتباط الدمقرطة بسياسة الدول الغربية الإعاقة الكبرى التي يعاني منها المشروع الحقوقي-الديمقراطي العربي في تحليل مجموعة ابن عقل، هو ارتباطه في ذهن العرب بمصدره الليبرالي والغربي. وطالما لم يقع فكّ هذا الارتباط في الوعي الجماعي، فإن حظوظه في الحياة شبه معدومة. وعليه، يصبح دور الديمقراطيين العرب من مفكرين وإعلاميين بلورة تيار فكري سياسي مبني على التذكير الدائم بأن الديمقراطية -مثل الإعلامية- تقنية فعالة ومتقدمة في حكم الشعوب، يجب أن لا نتركها بحجة مصدرها وإلا حكمنا على أنفسنا بالتخلف الأبدي.. وبأن أكبر ديمقراطية في العالم هي الهند، وأن الغرب حارب الديمقراطية من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين بأشكال متواصلة. كما أنه هو الذي أعطى للعالم أفظع الدكتاتوريات، وأن حكومات كبرى الدول الغربية -لا مجتمعاته المدنية حليفتنا الطبيعية- كانت ولا تزال أكبر حليف لكل الدكتاتوريات في العالم، وأننا لا ننقل الديمقراطية عنها وإنما ننتزعها منها ونفرضها عليها، وأنها ضد قيام الديمقراطية عندنا لأن هذا سيضرب مصالحها في الصميم، وأنه من الغباء انتظار أي عطية منها لا تخدم مصالحها. بهذا الصدد، كتبت في جريدة « الحياة » عند الغزو الأميركي للعراق أن هذا الغزو قد يكون قبلة الموت للمشروع الديمقراطي العربي. وأخشى ما أخشاه أنني لم أكن مبالغا في تشاؤمي، فقد دمّر هذا الغزو المجرم حصاد سنوات من العمل البطيء الذي حققته الحركة الديمقراطية العربية بدءا من نهاية السبعينيات. غير أن تدخل الإدارة الأميركية الحالية مسح جل المكتسبات، بل وأعطى للدكتاتور المخلوع ظروف تخفيف رجعية وحتى صكّ براءة، وهو يظهر نظامه رحمة بالمقارنة مع الجحيم الذي يعيش فيه اليوم الشعب العراقي. أضف إلى ما سبق السيرك التعيس المتواصل تحت أنظار ملايين المشاهدين العرب في كل نشرة أخبار لديمقراطية مبنية على أحزاب طائفية وانتخابات « حرة » تحت الاحتلال، ومهزلة حكومة لا تتكون إلا بعد أشهر وعاجزة عن توفير أبسط متطلبات العيش. ربما شكلت الانتخابات الفلسطينية مرحلة حاسمة في ضرب صورة كبرى الدول الغربية للمشروع الديمقراطي العربي، وهي تظهر خساسة أخلاقية منقطعة النظير وغباء سياسيا لا حد له في قضية تعاطيها مع الخيار الحر والقانوني للشعب الفلسطيني.. وهي التي تتشدق بسيادة الشعب والقانون. أضف إلى هذا التأثير المدمر الآخر لرهط من الديمقراطيين راكبي الدبابات، خالصي الأجر، مستوردي ومروجي خطاب المحافظين الجدد عن الحرب على الإرهاب والمعززين بكرههم لشعوبهم والعداء لحوار وتفاعل الشعوب والحضارات، يجاهرون بكرههم الشديد لكل ما هو عروبة وإسلام، ويتعيشون من التمويل الأميركي. مجموعة ابن عقل هذه تدين هؤلاء الناس بشدة لأنهم يبغّضون الديمقراطية للعرب أكثر من مموّليهم الأميركيين، معطين عنها أبشع الصور؟ بناء الجسور بين الديمقراطية والإسلام لا تتموقع مجموعة ابن عقل ضد فصيل الديمقراطيين الليبراليين المتأمركين الموجودين بكثرة في الشرق العربي فحسب، وإنما ضدّ فصيل آخر يتكوّن من الديمقراطيين اليساريين أو اللائكيين المتشددين والاستئصاليين، المتواجدين أساسا في المغرب العربي. وليس غريبا أن يوجد هذا التيار في منطقة نفوذ النموذج الفرنسي الذي لا يتصور الديمقراطية إلا في قطيعة مطلقة مع الدين. المشكلة أن العرب ليسوا فرنسيين، وهنا أتذكر أبي الذي كان يسخر من تجاهلهم لهذه البديهية قائلا في وصف آبائهم: لقطاء حضارة، أمهم فرنسا وأبوهم مجهول النسب. قد أدركت المجموعة التي تعتبر نفسها دوما جزءا باكرا من التيار العلماني، عمق الضرر الفادح الذي يلحقه هؤلاء الناس بحظوظ الديمقراطية. هم يعتبرون أنه إذا كان النظام الاستبدادي خصم المشروع الديمقراطي، فعدوه الرئيسي والأول هو البعبع الإسلامي. وقد أدى هذا الموقف إلى التحالف في الجزائر وتونس مع الخصم ضد العدو، ما جعل هؤلاء الديمقراطيين العجيبين يقفون جنبا لجنب مع جلادي أقبية التعذيب.. كل هذا لبغض شديد ظاهرياً للتطرف الإسلامي وفعلياً للإسلام نفسه. على عكس هذا التيار، تعاملت مجموعة ابن عقل منذ بداية التسعينيات مع الظاهرة الإسلامية بالتفريق الجذري بين مستويين: 1. تعلق الأول بالفصل بين الحقوقي والسياسي، لهذا تجندت ضد الانتهاكات المسلطة على الإسلاميين ونادت بحقهم في محاكمات عادلة حتى للأقلية التي تورطت في إرهاب لاأخلاقي وعديم الجدوى. 2. أما المستوى الثاني فهو الفصل الجذري بين الإسلام والإسلام السياسي، فالمجموعة واعية بأن مواجهة الإسلام بالديمقراطية سيكون نحرا للمشروع الديمقراطي وجزا له في معارك سطحية وغبية تهدف إلى قطع أوشاج التواصل بين الإنسان وعالمه الروحي. فالديمقراطية ليست دينا يصارع دينا -كما هو الأمر في النموذج اللائكي المتشدد الفرنسي- وإنما هي نظام سياسي يصارع نظاما سياسيا آخر. وبالتالي، فعدو الديمقراطية في تحليل المجموعة هو الشق الاستبدادي في الإسلام السياسي وليس الإسلام السياسي ككل، فما بالك بالإسلام. ومن ثمة اعتبرت أن من أهم مهماتها ربط الجسور الفكرية بين الفكر الديمقراطي والفكر الإسلامي الوسطي و »بيعه » مقولتها الأساسية، أي أن الاستبداد مسألة تنظيمية وليست مسألة عقائدية.. فبوسع الإسلام أن يفرز نظاما ديمقراطيا أو أن يتعايش معه، مثلما هو قادر على أن يمثل أحسن غطاء للنظام الاستبدادي. كذلك تعتبر المجموعة أن لقاء الديمقراطيين العلمانيين المعتدلين والإسلاميين المعتدلين ضرورة لوطن مطالب -في نفس الوقت- بالحفاظ على ثوابته وبالتطور وبالتوفيق بين معتقداته الدينية وبين نظام سياسي جديد لا يصادره المستبدون هذه المرة باسم الدين.. وهو ما سيكون الطامة الكبرى بالنسبة للديمقراطية وبالنسبة للدين على حدّ السواء. ربط الديمقراطية بقضية الأمة المصيرية استعمل فيصل القاسم تعبيرا بالغ الأناقة وثاقب الرؤية عندما تحدث عن العوربة التي حققتها الفضائيات العربية، والحال أن الجميع كانوا ينتظرون العولمة أي الأمركة من المد التقني الذي نعيشه. فلولا وحدتنا الثقافية الصماء المتجذرة في 14 قرنا من التاريخ الحيّ، وتواصل بنائها وتجديدها عبر انتشار عمودها الفقري الذي لا يكسر أي لغة الضاد، لما وجدت العوربة تربتها الخصبة. المأساة أنه في الوقت الذي يعمل فيه النظام الثقافي من قديم الزمان -والآن النظام الإعلامي- على توحيد العقول والقلوب، عمل النظام السياسي الفاسد ولا يزال في الاتجاه المعاكس مبغّضا العرب للعرب والعروبة للجميع، خاصة للذين ابتلوا بالأنظمة القومية، وجاعلا الحديث عن العروبة والوحدة العربية مسخرة المساخر. لكن مجموعة ابن عقل لا تخشى المجاهرة في زمن الجزر بأنها عروبية وحدوية تتعامل مع الفضاء العربي ككل غير قابل للتجزئة، وذلك عبر متابعتها الدقيقة لمشاكل حقوق الإنسان العربي وحرياته العامة من موريتانيا إلى البحرين. حتى ديمقراطيتها مختلفة عن ديمقراطية القطريين -وهم ليسوا بالضرورة من المتأمركين أو من المتفرنسين- لأنها ترى فيها الوسيلة الوحيدة لتكوين فضاء سياسي عربي موحّد، على شاكلة الاتحاد الأوروبي الذي لم يتكون إلا على أنقاض الدكتاتوريات الأوروبية. لنذكّر هنا أن الخطاب الإسلامي لا « يرى » الأمة، وإنما فضاء إسلاميا يصعب تصور إمكانية توحيده، ليشكل البديل لعبودية مبرمجة على هامش إمبراطوريات المستقبل. لكن هذه المجموعة الوحدوية ليست قومية، فكما ترفض الوطنية باسم المواطنية، هي ترفض القومية باسم عروبة متفتحة على عالمية إنسانية. ومن ثمة فهي تدين الخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، وتنادي بالاعتراف لكل القوميات الموجودة داخل الفضاء العربي بكل الحقوق الواجبة للعرب. كما ترفض العداء المبدئي للغرب ولأميركا، مفرقة بصفة جذرية بين الحكومات المناصرة للدكتاتوريات العربية وجماعات الضغط المصلحية التي تضرب الديمقراطية من داخلها من جهة، والمجتمعات المدنية -حليفتنا الأولى ضدها- والقيم الحضارية التي يوجد فيها ما يجب أخذه وما يجب تركه من جهة ثانية. ربما علينا التذكير هنا بأنه حتى الفكر القومي نفسه يعتبر أن العربي من يتكلم العربية ومن يشعر أنه عربي. وبالتالي فالعروبة لا تعرّف بالانتماء لدين أو إثنية وإنما للغة وثقافة، لكن التعريف الأصلي نسي، لتنقلب القومية العربية الرسمية إلى غطاء لحكم الأجهزة وهضم حقوق الأقليات. تعتبر مجموعة ابن عقل أن اللعب على العواطف الجياشة واستغلال الضعف العربي لتنمية فكر الضغينة والثأر جريمة في حق الأجيال القادمة. فالمطلوب التعبير عن مشاعر القهر والألم والظلم التي تعاني منها أمتنا، لكن الأهم هو التوجه لعقلها حتى تتجاوز أزمتها التي هي قبل كل شيء أزمة نظامها السياسي المتخلف. إن أخطر مهمة للمفكرين والإعلاميين العرب اليوم هو إعداد الأمة لعالم سيعرف صراع الحضارات وكذلك تعاونها. وعليه يجب أن يساهموا في دعم قواها للصراع لا في اتجاه الثأر والهيمنة ولكن دفاعا عن هويتها ومصالحها المشروعة، وعليهم حثها على التعاون من موقع الندية، ما يعني العودة إلى ساحة الخلق والإبداع التي هجرتها طوال قرون الانحطاط لأنها كانت تسابق أمما حرة وهي مقيدة بكل أنواع السلاسل. السؤال بالطبع: أي تأثير للمجموعة على الأمد الطويل داخل الحركة الديمقراطية؟ وكيف ستتفاعل الأفكار الديمقراطية والإسلامية بينها؟ إنها أسئلة مطروحة لعقود في المستقبل والرد عليها في رحم غيب محمل كالعادة بكل الأخطار وكل الوعود. (*) كاتب تونسي (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 18 جوان 2006)
بقلم جمال العرفاوي الخطوة التي أقدم عليها رئيس الحزب الاجتماعي التحرري بدعوة مكتبه السياسي الدخول في عطلة أثارت الكثير من التعليقات والسخرية في بعض الأحيان وكأن الأمر طارئ جديد على الحياة السياسية في البلاد. كنا نود لو تم تناول الموضوع من زاوية أخرى أكثر عمقا ونذهب لطرح الأسئلة التي تأجل بسطها حول أوضاع أحزاب المعارضة برمتها. فحال التحرري لا يقل فداحة عن حال غالبية الأحزاب المعارضة الأخرى، فالتحرري كان له من الشجاعة ما سمح له بإعلان الدخول في إجازة على الملأ بينما هناك أحزاب أخرى تمر بحالة موت سريرية لم تتجرأ على إعلان ذلك. فغالبية أحزاب المعارضة وليس كلها -حتى لا نظلم أحد- اختارت منذ وقت ليس بالقصير أن تختبئ وراء الربوة وتصدر إشارات بين الحين والآخر للإيحاء بأنها على قيد الحياة، وكثيرا ما تختار مواضيع ومواقف لا علاقة لها بما يدور في البلاد « كأن تندد بما يجري في العراق أو غوانتنامو أو الصومال و كوريا الشمالية » حتى أن صحفها التي تصدر وفق نظام القطرة قطرة للحفاظ على الدعم الحكومي توحي لك المواضيع التي تتناولها بأنها تعمل خارج الجغرافيا التونسية. تطرح في الساحة التونسية قضايا ومشاريع تهم الشأن العام إلا أن أحزابنا تصر دوما وعبر تصرفاتها أن الأمر لا يعنيها والقضايا والمواضيع كثيرة ويمكن أن نذكر هنا مشروع المعهد الأعلى للمحاماة أو نظام العمل نصف الوقت بالنسبة للنساء وكذلك موضوع الجباية أو إصلاح التعليم، كل هذه القضايا وغيرها تستحق الاهتمام ولكن أحزابنا وصحفها يبدو أنها سبقت التحرري في الحصول على الإجازة ولست أدري ما هو نوع هذه الإجازة. وأمام هذا الوضع يتحدث الملاحظون عن ركود الإعلام في بلادنا والحال وأن أنشطة أحزاب المعارضة ومواقفها من الشأن العام هي البنزين الذي يحرك الآلة الإعلامية في أي بلد من بلدان العالم. ونحن نشفق لحال زملائنا المهتمين بشأن هذه الأحزاب التي يغلب على نشاطها الطابع البروتوكولي البحت الذي لا يستحق نصف سطر إن وجد له مكان. فأخبار الانقسامات والانقلابات أصبحت ممجوجة ومألوفة والخوض فيها كمن ينفخ في قربة مثقوب (المصدر: مجلة « الجريدة » الألكترونية، العدد 31 بتاريخ 17 جوان 2006)
السلطة الخامسة
بقلم أبوبكر الصغير أتابع منذ أشهر سلسلة الأبحاث والمقالات التي ينشرها مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في مؤسسة الأهرام، هذه المؤسسة الإعلامية العريقة جدا. أقرأ خاصة تلك التحاليل التي يكتبها الباحث الاستراتيجي البارز الدكتور عبد المنعم سعيد والتي اختار لها عنوانا استفزازيا مثيرا وهو « ضد الديمقراطية »، يحاول من خلالها رصد الحالة المصرية الراهنة المتمثلة في أحد جوانبها في هذا الاحتقان السياسي بين السلطة وبعض فعاليات المجتمع المدني، الذي أصبح يصنف اليوم بحكم تنامي دوره الاجتماعي والسياسي بالسلطة الخامسة بعد سلطة الإعلام الرابعة. أثارت مقالات د. عبد المنعم سعيد جدلا فكريا وسياسيا في مختلف الأوساط المثقفة المصرية، ليس السبب المضمون الوارد في هذه المقالات بل ذلك الموقف الخطير الذي أعلنه بخصوص المسألة الديمقراطية في مصر، والتخوّفات التي تسكن بعض الفاعلين الديمقراطيين. يورد دكتور سعيد معلومة خطيرة في سياق تفكيره في هذه المسألة، إذ يقول أن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أجرى عددا من استطلاعات الرأي العام جاءت الأغلبية (75% فأكثر) ترغب في نظام ديمقراطي عندما سئلت عن النظام السياسي الذي تفضله ثمّ يضيف، لكن هؤلاء المستطلعين عندما سئلوا عن أولوياتهم لم يؤيد إلا بين 5 و7% فقط الإصلاح السياسي على رأس الأولويات. يفسر د. سعيد هذه النتيجة بالقول انه لا يمكن للمرء إلا أن يخرج باستنتاج واحد وهو أن الرأي العام المصري راغب في الديمقراطية لكنه كذلك على استعداد لانتظار بعض الوقت حتى تتحقق أهداف أو أولويات أخرى. هناك اليوم في العالم مدارس مختلفة تنظر وتقدم أطروحات حول هذه القضية، أي حول كيفية ترتيب الأولويات في مجتمع ينشد التطوّر والإصلاح. عايشنا قبل سنوات عديد التجارب المفيدة في هذا الجانب، خاصة في قارتنا عندما راهنت بعض الدّول على ترسيخ حياة تعدّدية ديمقراطية جعلتها ضمن أولى أولوياتها استجابة لرغبات خارجية ملّحة وقتها أو حتى حماسة عابرة تلبية لهذه الجهة الأجنبية أو تلك. حصل ذلك بدون توفّر حتى أبسط مقومات وشروط بناء الدّولة الحديثة، لكن الأهم ما يمكن تسميته غياب الطوق المدني الذي من شأنه أن يكون أكبر دعامة لإنجاز تعددي ديمقراطي بمعنى لم يتم التأسيس أو التهيئة للأرضية الضرورية لهذا التحوّل، والمقصود هنا وجود نخب وجمعيات ومؤسسات تكون وحدها حمّالة لهذا المشروع الحضاري. وجدت هذه البلدان نفسها في حالة ديمقراطية بدون ديمقراطيين وبدون حتى مؤسسات وجمعيات وأحزاب ديمقراطية كمن يقيم مصنعا بدون تجهيزات وآلات وعمّال أو يعدّ حقلا بدون أشجار ونباتات ومزارعين، كانت النتيجة التي يعلمها الجميع دخول هذه البلدان في دوّامة حروب أهلية وانهيار عام وفوضى مازال لا يعرف أين المصير فيها حتى الجهات الغربية نفسها التي أصيبت بصدمة كارثة 11 سبتمبر تقرّ اليوم أنها راجعت عديد المواقف والأفكار التي سكنتها بعد زلزال نيويورك، هذا لا يعني أنها تراجعت عن المراهنة على إحداث تغيير داخل العالم العربي، لكن خريطة الطريق لانجاز ذلك هي التي أعيد النظر فيها، انطلاقا من فكرة أنه لا يجب مقاربة هذا الموضوع الخطير بسياسة الهرم المقلوب، بل بالعكس المطلوب والملح أوّلا وقبل أي شيء آخر، الانطلاق من أرضية أو قاعدة الهرم أي المجتمع وتطوير آليات التفكير داخله من خلال مراجعة المناهج التربوية وما يدرّس للأطفال ونشر ثقافة حقوق الإنسان وحرية الرأي وحقّ الاختلاف، كذلك المبادرة بتأسيس نسيج جمعياتي قوي يكون بالفعل وكما أشرنا بمثابة سلطة خامسة مضادة وموازنة لبقية السلطات. من المفارقات أن سفينة التفكير الغربي في الإصلاح وبعد ضياع ومتاهة رست على الشاطئ التونسي، من خلال هذه المقاربة الجديدة القائمة اليوم وهي نفسها التي نبادر بها في تونس منذ سنوات طويلة ممّا يؤكد مرّة أخرى أنه بالفعل هناك مدرسة أو نموذج تونسي في الإصلاح، يراكم إنجازه يوما بعد يوم، ليس ضد الدّيمقراطية بل مع وبصدق وثبات هذه القيمة الحضارية النبيلة… كلمة النهاية يبقى هناك دائما فرق بين إنجاز مشروع وإنجاز مشروع بإتقان. (المصدر: مجلة « الجريدة » الألكترونية، العدد 31 بتاريخ 17 جوان 2006) وصلة المقال: http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=575&gpl=31
التطبيع الفاتر و «ضبط» الدور الليبي في أفريقيا
رشيد خشانة ساهم القرار الليبي بتسريع محاكمة الممرضات البلغاريات في تمهيد الطريق أمام الزيارة التي تخطط وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للقيام بها إلى ليبيا والتي ستكون، إذا ما تمت، تتويجاً للتطبيع الذي انطلق منذ أكثر من ثلاث سنوات. وكان أول اتصال أجرته رايس مع مسؤول ليبي هو اجتماعها مع نظيرها عبدالرحمن شلقم في 17 أيلول (سبتمبر) 2005 وإصدارهما بياناً مشتركاً، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كرر التزام ليبيا نبذ الإرهاب. غير أن إصرار ليبيا على لعب دور إقليمي في أفريقيا، طلبت واشنطن أن يكون منسقاً معها ولا يتصادم مع دورها في القارة، أدى الى استمرار التباعد بين الجانبين. وفي إطار «إدارة الظهر» للعرب، أطلق الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي سياسة انفتاح واسعة نحو البلدان الأفريقية جنوب الصحراء، امتدت لاحقاً إلى منطقة البحيرات الكبرى، ولم تكن دائماً منسجمة مع السياسة الأميركية حيال قضايا القارة. وفيما تسعى ليبيا للاعتراف لها بدور شبيه بدور الحَكَم في الصراعات الأفريقية، تخشى واشنطن أن يخرج هذا الدور عن «الضبط»، وعليه يُرجح مراقبون أن تحتل هذه المسألة مكانة مهمة في أي محادثات مقبلة بين الليبيين والأميركيين. ويمكن القول إن الخطوتين الأميركيتين الأخيرتين اللتين كرستا رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي مع ليبيا إلى مرتبة السفارة ورفع اسمها من لائحة الدول الراعية للإرهاب رطبتا الأجواء لتيسير هذا النوع من الحوار. ويُتوقع أن تعلن واشنطن عن اسم سفيرها في ليبيا من ضمن التشكيلات الديبلوماسية الجديدة التي ستشمل أيضاً سفيريها في تونس والجزائر اللذين انتهت فترتهما. وهكذا سيكون للولايات المتحدة سفير في ليبيا للمرة الأولى منذ العام 1972 تاريخ سحب آخر سفير لها من البلد، والذي أعقبه سحب جميع الموظفين الحكوميين من ليبيا وإقفال السفارة في أعقاب مهاجمة تظاهرة «جماهيرية» مكاتبها وإضرام النار فيها في العام 1979، الأمر الذي أدى الى تدهور كبير في العلاقات بين البلدين نتج منه وضع ليبيا في العام نفسه) على لائحة الدول الراعية للإرهاب. ثم زاد تدهور العلاقات الثنائية خلال الثمانينات من القرن الماضي، خصوصاً في أعقاب حادثة تفجير طائرة «بان أميركان» فوق قرية لوكربي في اسكوتلندا العام 1988. وعلى رغم تطبيع العلاقات الديبلوماسية اعتباراً من 28 حزيران (يونيو) 2004، تاريخ افتتاح مكتب الارتباط الأميركي في طرابلس، لوحظ أن واشنطن أرادت المحافظة على مسافة في علاقاتها مع ليبيا ولجمت وتيرة التطبيع، فيما أظهر الليبيون حماسة لتسريعها، مثلما عكست ذلك التصريحات المتفائلة التي كان يدلي بها سيف الإسلام النجل الأكبر للعقيد القذافي والمسؤول عن ملف العلاقات مع أميركا، والتي وصلت إلى حد الإعلان عن تبادل زيارات بين شخصيات من الصف الأول في الجانبين قال إنها كانت مُبرمجة للسنة 2005، غير أن الأحداث لم تؤكدها. وكان يُعتقد أن بقاء ملف الممرضات البلغاريات المتهمات في قضية حقن الأيدز لأطفال ليبيين عالقاً هو السبب الرئيس الذي حال دون استكمال خطوات التطبيع التي انطلقت في شكل حاسم مع دفع أكثر من بليوني دولار تعويضات لأسر ضحايا طائرة «بان أميركان» وإنهاء الرئيس جورج بوش في 19 أيلول 2004 العمل بقانون الطوارئ القومية تجاه ليبيا، لكن اتضح أنه لم يكن هو العقبة. العصا والجزرة ما من شك في أن تفاعلات الأزمة النووية مع إيران شكلت أحد العوامل المهمة في تسريع التطبيع مع ليبيا لأن واشنطن أرادت أن تبعث برسالة الى الدول التي تسعى للحذو حذو إيران، مشيرة إلى أنها يمكن أن تتعرض لأحد نوعين من المعاملة: العصا أو الجزرة. وكان البيان الرسمي الأميركي واضحاً في هذا السياق، إذ أكد الرئيس جورج دبليو بوش أن «التخلي عن السعي للحصول على أسلحة الدمار الشامل يمكن أن يؤدي إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الحرة. لكن مواصلة السعي للحصول على تلك الأسلحة لن يجلب الأمن، ولن يأتي بالهيبة الدولية، وإنما يؤدي إلى العزلة السياسية والصعوبات الاقتصادية وعواقب أخرى غير مرغوب بها». وعلى النغمة نفسها عزفت وزارة الخارجية الأميركية في معرض تفسيرها لقرار التطبيع مع ليبيا، إذ قالت في تلك المناسبة إن «ليبيا استجابت بصدق وإخلاص (للتعهدات) ليس فقط في مجال الإرهاب الدولي وإنما أيضاً في مجال أسلحة الدمار الشامل المرتبط به، مُعتبرة أنها (ليبيا) «نموذج مهم للإشارة إليه أثناء إلحاحنا على (ضرورة) التغيير في سياسة دول أخرى مثل إيران وكوريا الشمالية وغيرهما، باعتباره تغييراً أساسياً للمصالح الأمنية القومية الأميركية وللأمن والسلام الدوليين». وكان بوش ووزيرة خارجيته يشيران من وراء ذلك إلى إعلان الحكومة الليبية في 19 كانون الأول (ديسمبر) 2003 أنها قررت «بإرادتها الحرة أن تتخلى تماماً عن الأسلحة المحرمة دولياً»، كما قررت بالإضافة إلى القضاء على برامجها الخاصة بأسلحة الدمار الشامل، أن تقيد نفسها بالاحتفاظ بالصواريخ التي يتماشى مداها مع مواصفات النظام الخاص بالسيطرة على تكنولوجيا الصواريخ فحسب. وقصد بوش من وراء رسالته، التي كانت تخاطب الإيرانيين أساساً، أن الليبيين حين أكدوا عزمهم على الالتزام الكامل بمعاهدة عدم الانتشار النووي والاتفاق الخاص بالأسلحة البيولوجية، سارعوا إلى التوقيع على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية وقبلوا بالاتفاق الخاص بالأسلحة الكيماوية. أكثر من ذلك عرضوا اتخاذ جميع الخطوات اللازمة التي تمكّن من التحقق من ذلك «بكامل الوضوح والشفافية»، بما في ذلك التفتيش الدولي المباشر. وبالفعل دامت عملية التحقق التي أجريت في السنة 2004 قرابة تسعة أشهر، وأوكلت عمليات التحقق من إزالة الأسلحة المحظورة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا والمنظمات الدولية المعنية. وفي هذا الإطار سلمت ليبيا الوثائق الخاصة بتصميمات الأسلحة النووية التي تلقتها من السوق السوداء عبر شبكة العالم الباكستاني عبدالقدير خان ثم نقلتها إلى الولايات المتحدة. وكذلك الشأن بالنسبة الى أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم، وما شابهها من أجهزة ووثائق وحاويات فلورايد اليورانيوم السداسي الذرات التي تم نقلها أيضاً إلى الولايات المتحدة. وفي هذا السياق أيضاً أعاد الليبيون إلى روسيا أكثر من 15 كيلوغراماً من الوقود المنتج حديثاً لمفاعلات اليورانيوم العالي التخصيب، كما سارعوا في العام نفسه إلى تدميــر أكثر من 3600 قنبلة كيماوية غير معبأة في حضور المفتشين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إضافة الى كل مخزونهم من العناصر الكيماوية والمواد الأساسية لتصــنيع العوامل الكــيماوية. رسالة … فتعاون والأهم من ذلك أن ليبيا توجهت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي في 15 آب (أغسطس) 2003 تؤكد فيها أنها تلتزم «عدم الانخراط في تنظيم أو تمويل أو التكليف بأعمال إرهابية أو التحريض على التكليف بارتكابها أو دعمها في شكل مباشر أو غير مباشر» و «التعاون في المعركة الدولية ضد الإرهاب». وبناء على تلك التطورات استؤنف التمثيل الديبلوماسي الأميركي لدى ليبيا في 8 شباط (فبراير) 2004، بوصول موظفين أميركيين إلى قسم المصالح الأميركية في السفارة البلجيكية في طرابلس الغرب. ثم تقرر رفع مستوى تلك البعثة إلى مكتب اتصال في 24 حزيران من العام نفسه. وعلى أساس المعاملة بالمثل دُعيت ليبيا إلى فتح مكتب اتصال في واشنطن في 8 تموز (يوليو) 2004، بعدما كانت الحكومة الأميركية أغلقت المكتب الشعبي الليبي (السفارة الليبية) في أيار (مايو) 1981 وطردت الموظفين الليبيين. من هذا المنظور تراجعت أميركا عن معارضة انضمام ليبيا لمنظمة التجارة العالمية. كما قدمت الحكومة الليبية شواهد على «نبذها الإرهاب» خصوصاً لدى اجتماع وزير خارجيتها شلقم مع نظيرته رايس في 17 أيلول 2005 وإصدارهما بياناً مشتركاً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كرر التزام ليبيا نبذ الإرهاب. وأثمرت تلك المبادرات قرارين أميركيين جديدين في 28 أيلول 2005 سمحا لليبيا بتجديد وبيع طائراتها من طراز سي 130 المحتجزة في الولايات المتحدة، مع تعهد الشركات الأميركية بتقديم المساعدة لليبيين في جهودهم الرامية إلى تدمير مخزونهم من الأسلحة الكيماوية. كما رفع بوش في 28 شباط 2006 الحظر المفروض على أنشطة «بنك التصدير والاستيراد» الأميركي في ليبيا. وتُوَج هذا المسار بانطلاق إجراءات شطب اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب في 15 أيار الماضي ورفع مستوى التمثيل الديبلوماسي في طرابلس إلى درجة سفارة. قصارى القول أن العلاقات الثنائية ستبقى متعرجة وإن اتسم الخط البياني العام بالتقارب المطرد، انطلاقاً من تباعد المصالح في عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وأساساً في أفريقيا حيث تسعى ليبيا للعب دور محوري وتحجيم الدور الأميركي، خصوصاً العسكري، كي تكرس الزعامة الإقليمية التي يتطلع إليها العقيد القذافي والتي تعذر الحصول عليها من العرب. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 18 جوان 2006)
جورج بوش في العراق أم جمهوريوه في السلطة؟
صالح بشير (*) زيارة جورج بوش الفجائية والقصيرة إلى بغداد، يوم الثلثاء الماضي، لن يكون لها من قيمة تاريخية، على الأرجح، غير تلك السردية، إذا ما كتب الرئيس الأميركي في يوم من الأيام مذكراته. فما رشح عن ظروف الإعداد لها وأطواره، لا يخلو من إثارة ومن بعض تشويق، نظرا لما حف بالزيارة من سرية ومن كتمان: الرئيس يقول لرجال إدراته المجتمعين معه في كامب ديفيد بأنه مرهق يريد نيل قسط من الراحة يخصصه للقراءة (علما بأن الذريعة هذه، على لسان «مثقف» من طراز جورج دبليو، كان يجب أن تستثير ارتيابهم)، ويخرج تحت جنح الظلام ليستقل طائرة هلكوبتر أقلته إلى قاعدة أندروس، حيث صعد إلى طائرته الرئاسية، من الدرج الخلفي، والتحق به عدد من الإعلاميين تم إخطارهم وإحضارهم في آخر لحظة دون أن يُفصَح لهم عن وجهة الرحلة… وإن هي إلا إحدى عشرة ساعة، حتى كان رئيس القوة العظمى الأولى يحط في مطار بغداد، دون علم رئيس حكومتها على ما يبدو، الذي دُعيَ فحضر مرحبا، مذهولا كأنه شاهد على الواقعة لا جزء منها. وتلك التفاصيل وما يماثلها، تعمد إعلاميو البيت الأبيض (وهؤلاء «خبراء في الصورة»، كما تقول مصطلحاتهم البربرية لفرط تقنيّتها، أكثر منهم إعلاميين) تسريبها لأهمية قصوى توسموها فيها ولوقعها المفترض على الرأي العام الأميركي، وهما أهمية ووقـــع قد لا نوفّق، نحن الذين لم نتربّ على «ثقافة» هوليوود (أقله بقدر ما تربّى الأميركيون)، وقـــد لا نقــدّر تالياً مثل تلك الدرامية السردية حق قدرها، في تبيّنهما. ذلك أن الزيارة المذكورة ليست أكثر من «فنعة» انتخابية، أي أنها قد تكون محض افتعال، ربما تفتق عنه ذهن كارل روف، «عبقري» بوش وصانع انتصاراته في صناديق الاقتراع، وهذه بداهةً غير ساحات الوغى. إذ لا يرى المرء ما الذي ذهب بوش للاحتفاء به في بغداد، وهو الذي نسب إلى خطوته تلك بعدا احتفائياً: تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الذي استغرق أشهرا ستة، وكان شاقا عسيرا مكذبا لإمكانية انبعاث الدينامية السياسية المأمولة، ناهيك عن أن الحكومة تلك لم تحظ باعتراف سائر الأطراف؟ استمرار أعمال العنف التي ما انفكت مستشرية تأتي على «الناس والحجارة»، واستوت حربا أهلية، ماثلة ناجزة، لا يتستر عليها غير اللفظ؟ صحيح أن هنالك مقتل أبي مصعب الزرقاوي، وهذا نجاح تقني وعسكري لا مماراة فيه، لكنه، حتى اللحظة وبالرغم من أهميته، لم يُترجم إلى نجاح سياسي ضد العنف والإرهاب، على ما اعترف المعنيّون ذاتهم أو على ما توجسوا، ممتنعين عن الانسياق إلى ظافرية صاخبة. لقد ذهب بوش، إذاً، إلى بغداد مدافعا عن حربه أمام الملأ الوحيد الذي يعنيه، ذلك الأميركي، المقبل على الانتخابات النصفية، تلك التي ستجري في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لتجديد الكونغرس، والتي يخشى نزيل البيت الأبيض أن تؤدي إلى هزيمة حزبه الجمهوري، بسبب تلك الحرب تحديدا. بمعنى من المعاني، أطلق الرئيس بوش حملة تلك الانتخابات التشريعية من بغداد. وإذا كان الأمر كذلك، فهو ليس، قطعا، بالخبر الجيد بالنسبة إلى العراق وإلى العراقيين. إذ ينبئ ذلك، بل ينذر، بأنه سيُصار من جديد، وعلى غرار ما حصل سابقا، إلى ربط الأزمة العراقية بالأجندة الانتخابية الأميركية، وإلى قسر أوضاع بلاد الرافدين على رفد الإدارة وأغلبيتها النيابية بما من شأنه أن يساعدها على تحقيق الفوز. كان لاعتماد ذلك السلوك آثار مدمرة على العراق، أو أنه كان، على الأقل، من بين أسباب وعوامل تفاقم المعضلة العراقية واستفحالها. حيث تم، على سبيل المثال، فرض انتخابات، والتقيد بمواعيدها وإسباغ سمة القداسة على تلك المواعيد، لاعتبارات لا تتعلق بنضج الظروف في العراق ودون اكتراث بالجدوى الداخلية، بل فقط لتمكين جورج بوش، أثناء حملة رئاسته الثانية، من الاستظهار بـ»إنجازات» حققتها حربه من أجل إرساء الديموقراطية، يعرضها على جمهور الناخبين… ومع أن مجريات الحرب العراقية ما كانت آنذاك فاعلة في توجيه اختيار المقترعين، إلا أن ذلك لم يكن معلوما، فضلا عن أنه من منطق مثل المعارك ومن مستلزماتها أن لا تتم الاستهانة بأي احتمال مهما كان ضعيفا، خصوصا وأن بعض الانتخابات تحسمها فوارق عددية بسيطة أو ضئيلة. هذا والحرب العراقية، واداء «حكومة» جورج دبليو لم يكونا قد بلغا ما بلغاه الآن من تدني الشعبية ومن برم الرأي العام بهما… لذلك، يُنتظر في حملة الانتخابات النصفية، أن يصار إلى الإمعان أكثر وإلى الإيغال أبعد في استدراج الوضع العراقي لرفد الإدارة الأميركية وأغلبيتها النيابية بـ»النجاحات»، الدعائية طبعا لا الفعلية، لأن زمن هذه الأخيرة ووتيرتها، إن تحققت، ليسا زمن المواعيد الاقتراعية الأميركية ووتيرتها، مما قد يترجم عن نفسه تنشيطا لـ»الحرب على الإرهاب» على شالكة ما سبق أن مُنيت به الفلوجة، معارك طاحنة بلغت مبلغ استخدام الفوسفور الأبيض ضد المدنيين، أو مبادرات سياسية لا علاقة لـ»مردودها» على العراقيين (غير علاقة المضادّة) بالجدوى المرجوّة منها على مرشحي الحزب الجمهوري. والأمر، على سويته هذه، يتعدى بطبيعة الحال، التواشج العميق، والذي أرسي منذ أن دخلت القوات الأميركية بلاد الرافدين، بين ما يجري في هذه الأخيرة، وبين مصالح الولايات المتحدة، خصوصا تلك التي تعتبر عليا أو استراتيجية. بل التواشج ذاك، في مثل هذه الفترات الانتخابية، يصبح أكثر وثوقا لا مع أميركا كامبراطورية، ولكن كذلك، وبتخصيص أكثر، مع الفئة التي تحكمها، والتي يفترض فيها، حسب ما تقتضيه الديموقراطية نظريا، أن تكون زائلة عارضة. وإذا كان الأمر كذلك، يغدو التفاوت مجحفا، بين المكاسب الآنية التي يمكن أن تجنيها أغلبية أميركية حاكمة من انتهاز الوضع العراقي، وبين كلفتها الباهظة على البلد المحتلّ… (*) كاتب تونسي، إيطاليا. (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 18 جوان 2006)
تركيا: تزايد الميول الدينية + لا للدولة الدينية
بقلم: د. محمد نور الدين تشكل استطلاعات الرأي في الدول، مؤشرات مبكرة على اتجاهات الرأي خارج الصناديق الانتخابية وإذا كانت الانتخابات هي الاداة الأكثر تعبيراً وعدلاً عن توجهات المجتمع، السياسية والاقتصادية، فإن تسارع الحياة المعاصرة، والمتغيرات على مختلف الأصعدة تجعل من مواجهة المشكلات الناشئة اعتماداً على انتخابات تحصل كل أربع أو خمس سنوات أو أكثر عملية أكثر صعوبة وربما يفوت الأوان بالكامل. في عمليات استطلاع الرأي تبرز مشكلة أساسية وهي انعدام الثقة في نتائجها ومعديها ودوافعهم، والشك في موضوعيتهم، وأظهرت أحداث كثيرة عن توجيه مسبق للعديد من هذه الاستطلاعات. عمليات استطلاع الرأي تعكس حيوية المجتمع المدني، والرغبة في المشاركة الدورية في رسم السياسات العامة من جانب الناس، لذا نجد ندرة هذه الاستطلاعات في الدول الاستبدادية لاسيما في القضايا السياسية أو الدينية، وتركيا واحدة من الدول التي لم تعرف في نظامها السياسي ديمقراطية كاملة، كانت دوماً منقوصة يهيمن على آلياتها العسكر ومؤسسات أخرى مثل القضاء والمحكمة الدستورية ومجلس التعليم العالي، بحيث يستطيع أي حزب ان يصل إلى السلطة عبر انتخابات نزيهة، لكن بقاءه مرتبط بكل شيء إلا بمدي الشعبية التي حصل عليها. في المقابل يتسع باطراد دور مؤسسات المجتمع المرئي التي تحاول أن تدفع بتحركاتها نحو تطوير النظام السياسي وتقدم المجتمع، وكما في كل حالة قد لا يتمتع كل استطلاع للرأي بثقة كاملة، لكن بعضها تبعاً لسمعة منظميه، وآليات اختيار العينة وطبيعة الاسئلة لا يمكن تجاهله. استطلاع مثير أجراه باحثان في جامعتين تركيتين هما أرسين كلايجي أوغلو وعلي تشارق أوغلو، عكس مؤشرات على جانب من الأهمية تفيد في فهم الواقع التركي أكثر: 1- عكس الاستطلاع تزايد الميول المحافظة «الدينية» أو على الأقل عدم تراجعها في مجتمع نسبة المسلمين فيه 98%، لكن ذلك غير طبيعي كثيراً في بلد يتحكم فيه «العلمانيون» منذ ثمانين عاماً ونيف، فعلى سبيل المثال يرفض 61% من عينة الاستطلاع التي شمل كل مناطق تركيا، ان يزوج ابنته المسلمة من شاب غير مسلم، علماً ان الزواج في تركيا مدني لا ديني، ورغم ذلك فإن نسبة الذين يرون ان الزواج المدني لوحده لا يكفي ويجب أن يكون أيضاً دينياً، تفوق النسبة السابقة وتبلغ 67%. ويرى ستون فى المائة ان عدم النجاح في الحياة يعود إلى نقص في الايمان الديني، وفي مجال ارتداء الحجاب فإن نسبة كبيرة تقارب الـ 68% تؤيد حرية ارتدائه في الجامعات حيث تمنع حتى اليوم المحجبات من دخول الجامعات، وكان اللافت اكثر، ان منع ارتداء الحجاب في الدوائر الرسمية والمطبق منذ عقود والذي يمكن أن «يفهم» منعه أكثر من الجامعات، يواجه بمعارضة كبيرة، إذ دعا 65% أيضاً إلى حرية ارتدائه في الدوائر الحكومية. في مقابل كل ذلك طالب تسعة في المائة فقط باقامة دولة دينية بعدما كانت هذه النسبة 7،26% عام 1996، وإذا كان من تفسير لذلك فهو ان تركيا المتعددة المذاهب «45 مليون سني و20 مليون علوى» وفقاً لتقديرات غير رسمية لا تتحمل اقامة أي من الدولة الدينية وهذا يعكس تطوراً في مفهوم الفكرة المدنية في مجتمع تعددي، وليس تراجعاً عن الدين أو التدين أو الايمان بمعنى ان الدولة هي لجميع الأديان والمذاهب، وفوقهم. 2- يعكس الاستطلاع ارتياحاً إلى تزايد مناخ الحريات وارتفاع الضغوط على الأوساط المتدينة. 3- سجل الاستطلاع نتيجتين لافتتين: الأولى تراجع نسبة التأييد لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي من 74% قبل سنتين أو ثلاث إلى 3،57% اليوم، والثانية تحبذ نسبة كبيرة تصل إلى أربعين في المائة وجود نظام عسكري على وجود حكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية، وهاتان النتيجتان تحتاجان إلى قراءة عميقة وتحليل أوسع وتأمل إضافي. (*) كاتب ومحلل لبناني (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 17 جوان 2006)
التوريث.. السيناريو القديم
بقلم: احمد الصاوى مكنت الجماعات الإسلامية المتطرفة «الخوارج» لمعاوية بن أبي سفيان حكم الدولة الإسلامية بعد نجاحها في اغتيال الخليفة السابق علي بن أبي طالب وهو في طريقه للمسجد لأداء صلاة الفجر. وفي الوقت الذي تعلم فيه معاوية من طريقة اغتيال سلفه، وابتدع «مقصورة» في المسجد يحميها الحراس عند صلاته، كرس أيضا جهوده لتحقيق الاستقرار وتخفيف نار الفتنة، والسيطرة علي الاضطرابات، وبدأ بـ«التصالح مع رموز المعارضة» في ذلك الوقت، وعلي رأسهم الإمام الحسن الذي قبل ببيعته. وركز معاوية علي تعزيز قدراته الأمنية علي الصعيد الداخلي، وظهر البصاصون علي عهده، وفرض حالة أشبه بـ«الطوارئ» طوال مدة حكمه التي قاربت ٢٠ عاما، وضيق علي التحركات والتجمعات، خصوصا للنشطاء السياسيين في ذلك الوقت، وكانت الحجة في تبرير «الطوارئ» أن البلاد في صراع مع الدولة البيزنطية، ولابد من ضمان أمن الجبهة الداخلية، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة. وما إن استقر الأمر لمعاوية وبدأ حكمه يزدهر في عاصمته الجديدة دمشق، حتي بدأت التساؤلات تدور حول مصير الحكم من بعده، خصوصا مع تقدمه في السن، وعندها بدأت فكرة التوريث تلوح في الأفق. وترجح بعض كتب التاريخ أن فكرة التوريث لم تكن تدور في ذهن معاوية، حتي اقترحها عليه «مستشاره السياسي» القصير المكير، المغيرة بن شعبة، الذي قاد سيناريو التوريث دعاية وتنفيذا. وانضم آخرون من بطانة معاوية لدعم هذا السيناريو، ومنهم «وزير إعلامه» الضحاك بن قيس الفهري، الذي قال لمعاوية في اجتماع عام: يزيد بن أمير المؤمنين من أفضلنا علما وحلما وأبعدنا رأيا فوله عهدك، واجعله لنا علما بعدك. ونجحت جهود المغيرة بن شعبة والضحاك بن قيس في إثارة جدل حول الفكرة وبدأ «أمناؤهم» في الأمصار والأقطار يطرحون الفكرة باعتبارها ضمانا للاستقرار، وبدأت أجهزة إعلام الخلافة الرسمية الممثلة في الشعراء الرسميين في الحديث عن شباب يزيد، وحيويته، وأفكاره، وتقواه، وورعه. وبينما كان يزيد يصرح لشعرائه المقربين ومداحيه وطباليه وزماريه، أنه «ليس لديه النية أو الرغبة في خلافة والده»، كان أعوانه وبطانة والده يسيرون في سيناريو التوريث حتي المدي الأخير، وواجهتهم مشكلتان رئيسيتان: الأولي كيف يحكم يزيد وحوله مئات من القادة العسكريين، الذين قادوا الغزوات والفتوحات، وكان الحل هو وضعه بروتوكوليا علي رأس عدد من الغزوات والسرايا، ومنحه «رتبة استثنائية» وتكليف عدد من «الطبالين» للحديث عن نجاحاته وحكمته وفروسيته. وكانت المشكلة الثانية هي الصورة النمطية التي كونها الرأي العام عن يزيد، بأنه مجرد شاب ابن الحاكم يعبث ويلهو، ويحب الصيد، وكان الحل في حملة «علاقات عامة» مكثفة تبنتها القصائد والخطب المنبرية الموجهة، والتي زادت في الحديث عن تقواه وورعه وزهده، ومحاولاته مشاركة والده في «إدارة البلاد وتطوير الدواوين ومكافحة الفساد». وحرص معاوية بمعاونة من بطانته علي أن يظل الحديث عن التوريث جدلا لا ينقطع، ولا يتم تأكيده أو نفيه بشكل قاطع، لضمان عدم ثورة رموز المعارضة القوية، وباتت تلك الجهود أقرب للنجاح بعد وفاة الحسن بن علي، أقرب المرشحين لخلافة معاوية، والذي يتردد أنه مات مسموما بتدبير من الخليفة. وحتي لا يتهم أحد يزيد بالكذب بعد إعلانه عدم وجود نية أو رغبة لديه في الحكم، فقد دبر المغيرة بن شعبة والضحاك بن قيس خطة لتوافد أعداد كبيرة من المواطنين من جميع الأقطار، أغلبهم من موظفي الدواوين -ربما جاءوا مقابل «وجبة و٢٠ دينارا» ليقفوا أمام دار الخلافة ويطالبوا الخليفة بأخذ البيعة لابنه كولي للعهد، وعندها يبدو يزيد ذلك الشاب الزاهد الذي اضطر لقبول المسؤولية «نزولا علي رغبة الجماهير». كان معاوية يدرك أن حالة الجدل حول التوريث نجحت في جعل العامة موقنين من حدوثه ومستسلمين له، وكانت المشكلة في رموز المعارضة، خصوصا الحسين بن علي، وعبدالله بن الزبير، وعبدالله بن عمر. ولعبت بطانة السوء دورا مهما في أن يتخذ معاوية قراره، ويحسم أمره تماما، ويطلق «الأجهزة الأمنية في الشارع لقمع المعارضين»، ويضع رؤوس الحسين، وابن الزبير، وابن عمر تحت حد السيف لأخذ البيعة ليزيد، حتي أصبحت ولايته للعهد مقطوعة ومنهية ونافذة. وكانت النخبة في هذا الوقت منقسمة إلي ٣ فرق، الأول هو المعارضون للفكرة تماما وهؤلاء تكفل بهم السيف، والثاني هو المؤيدون بحسن نية، والذين باتوا مقتنعين بأن يزيد قادر علي ضمان الاستقرار، وراهنوا علي شبابه وحيويته، وقدرته علي تطوير الدولة وكونه حاكما شابا يتيح فرصة أكبر لنقده وتقويمه، ويجعل الحوار معه أيسر، والفريق الثالث هو بطانة معاوية الذين كانوا يطمحون من نقل الحكم إلي أحد أبناء البيت الأموي، إلي استمرار نفوذهم وبقائهم في مراكز التأثير وصنع القرار. لكن ظن الجميع خاب، فبمجرد تولي يزيد الحكم أفرط في قمع معارضيه، وأطلق قواته الأمنية لارتكاب المجازر والتنكيل بالمعارضين، فاقتحم مكة، واستباح المدينة، وأباد آل بيت النبي في مذبحة كربلاء، وقتل الحسين وقطع رأسه، وبذلك خاب ظن المؤيدين بحسن نية، كما خاب أيضا ظن بطانة السوء، الذين حرص يزيد علي الإطاحة بهم ليثبت للجميع أنه هو الذي يحكم، وليؤسس لنفسه بطانة خاصة يأسرها بفضله، بدلا من تلك التي تأسره بفضلها باعتبارها التي ساعدته في الوصول للحكم. وبينما خسر مروجو السيناريو وداعموه، وخسر حسنو النية كانت الخسارة الأكبر في ترسيخ وتكريس مبدأ التوريث الذي عانت منه الأمة طوال قرون!! (المصدر: صحيفة « المصري اليوم » الصادرة يوم 17 جوان 2006) وصلة المقال: http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=20267