الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحافي توفيق بن بريك
ولضحايا قانون الإرهاب
حــرية و إنـصاف:استدعاء الناشط السياسي والحقوقي نزار بلحسن للمحاكمة
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:إدارة سجن المرناقية ، والعنف ضد السجناء
حــرية و إنـصاف:تضامنا مع الطالب محمد اللافي عدد من مساجين الرأي يضربون عن الطعام بسجن المرناقية
كلمة:محامو توفيق بن بريك يمتنعون عن الطعن في الحكم الاستئنافي
المرصد التونسي:بسبب الدفاع عن حقوقهم نقابيون وعمال يحالون على القضاء في نفطة
المرصد التونسي: توتر في مؤسسة للخياطة ز – ت – ك ببوشمة قابس وتجاوزات خطيرة ضد العمال
الصباح:المحامون الشبان :المراوغات السياسية وراء تأخير الترشحات… واليسار على الخط
بوابة « القناة » :نظام بن على لا يتجمل بل يكذب على نفسه وعلى العالم !
كلمة:تقرير للبنك الدولي يؤكد عجز تونس عن الحد من النسبة المعلنة للبطالة
خميس بن بريّـك:البنك الدولي: تونس لم تنجح في خلق موطن شغل كافية رغم نموّ الاقتصاد
كلمة:تراجع الاستثمارات الخارجية وتفاقم البطالة خلال سنة 2009
رويترز:البنك الدولي يقرض تونس 280 مليون دولار هذا العام
المولدي الزوابي :موجة من البرد والثلوج تعزل مناطق من الشمال الغربي
عارف البلدي:تفاعلا مع مشروع الدستور المقترح من الأستاذ نجيب الشابي:المعايير الدولية لاستقلال السلطة القضائية
عبدالحميد العدّاسي: »يحبّ يكسّر »
محمد زريق:نشيد موطني موطني
مصطفى عبدالله ونيسي:نصيبنا من المصارحة و المنا صحة
وات:مائدة مستديرة حول الاعلام الالكتروني
موقع « المؤتمر.نت » مساعدات تونسية لنازحي حرب صعده
الصباح:في مؤتمر الخلل الجنسي:الأطباء يطالبون بـ«الـفياغرا» لإنقاذ 40 بالمائة من التونسيين
محمد العروسي الهاني:الحلقة العاشرة و الأخيرة :خطاب الرئيس يوم 22/01/2010 اعطانا فرصة جديدة للتذكير و الكتابة لمزيد الاصلاح
العرب: انتقادات رسمية لهجمات باريس على قانون تجريم الاستعمار
من بينهم القائد وسيف الإسلام قرار لسلطات الكيان السويسري بمنع مئة وثمانية وثمانين ١٨٨ شخصية ليبية من دخول أراضيها
رشيد بن زين:الصراعات الجديدة حول رموز الوجود الإسلامي في الغرب عندما تتدخل السياسة في الدين باسم العلمانية!
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس ديسمبر 2009
https://www.tunisnews.net/01fevrier10a.htm
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29 صفر 1431 الموافق ل 14 فيفري 2010
استدعاء الناشط السياسي والحقوقي نزار بلحسن للمحاكمة
فوجئ الناشط الحقوقي والسياسي الطالب نزار بلحسن عضو الشباب الديمقراطي بالحزب الديمقراطي التقدمي وعضو منظمة حرية وإنصاف استدعاء للحضور بمحكمة ناحية الشابة من ولاية المهدية بجلسة يوم 23 فيفري 2010 للنظر في التهم الموجهة إليه والمتعلقة ب »التشويش بالطريق العام، وسب الجلالة، والاعتداء على رئيس بلدية الشابة ». وبالعودة إلى تاريخ تحريك الدعوى علمت المنظمة بأن السيد نزار بلحسن شارك في شهر جوان 2009 في اعتصام لجمعية النهوض بالطالب الشابي باعتباره عضوا ناشطا فيها، وتم تفريق الاعتصام آنذاك بالقوة، كما تم اقتياد السيد بلحسن من مركز شرطة الشابة إلى منطقة الشرطة بالمهدية أين تم استجوابه ومن ثم إعلامه بحفظ القضية في حقه. وحرية وإنصاف: 1) تستغرب تحريك التتبع من جديد في حق الناشط الحقوقي والسياسي الطالب نزار بلحسن رغم إعلامه وقتها بحفظ القضية وتدعو إلى الوقف الفوري للتتبع خاصة وأن التهم الموجهة إليه تنم عن قضية كيدية تستهدفه بسبب نشاطه السياسي والحقوقي. 2) تطالب السلطة بعدم الزج بالقضاء من جديد في قضايا حقوقية وسياسية، وتذكرها بالالتزامات والعهود الدولية التي صادقت عليها تونس والقاضية بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 14 فيفري2010
إدارة سجن المرناقية ، والعنف ضد السجناء
قام أعوان سجن المرناقية ، بالإعتداء بالعنف الشديد على السجين الطالب محمد اللافي ، تسبب في كسر أنفه ، قبل الزج به في السجن المضيق ، وكان أعوان السجن عمدوا إلى تعنيف السجين حين إستنكر على أحدهم سب مقام الجلالة ، ولم تتمكن عائلته بسبب ذلك من مقابلته في زيارة يوم الجمعة 12 فيفري 2010 ، ويذكر أن محمد اللافي تم إيقافه مع عدد من شباب مدينة منزل الجميل خلال صائفة 2009 في إطار الحملات العشوائية التي لاتزال السلطات التونسية تجريها تحت مسمى مكافحة الإرهاب، وتؤكد الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي كانت إطلعت على ملفات هؤلاء الشباب وتعرفت على أشخاصهم ، أن مئات من الشباب ذهبوا مثلما ذهب هؤلاء، ضحايا خيارات صار من الملح اليوم التوقف عنها ومراجعتها. كما تدعوا الجمعية وزير العدل إلى التدخل من أجل وقف إعتداءات أعوان سجون المرناقية على السجين محمد اللافي و معاقبة المعتدين.
لجنة متابعة أوضاع السجون
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29 صفر 1431 الموافق ل 14 فيفري 2010
تضامنا مع الطالب محمد اللافي عدد من مساجين الرأي يضربون عن الطعام بسجن المرناقية
دخل عدد من مساجين الرأي بسجن المرناقية منذ ثلاثة أيام في إضراب مفتوح عن الطعام تضامنا مع زميلهم الطالب محمد اللافي الذي تعرض لاعتداء فظيع بالعنف الشديد من قبل أعوان السجن المذكور مما تسبب له في كسر بالأنف وللاحتجاج على المعاملة القاسية التي يتعرضون لها من قبل إدارة السجن المذكور. وحرية وإنصاف: 1) تدعو إدارة سجن المرناقية للاستجابة الفورية لطلبات المضربين عن الطعام وإخراج سجين الرأي محمد اللافي من سجن العقوبة وعرضه على الفحص الطبي. 2) تطالب إدارة السجن المذكور بالتقيّد بتطبيق قانون السجون وعدم الانخراط في سياسة التشفي والتنكيل بمساجين الرأي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
محامو توفيق بن بريك يمتنعون عن الطعن في الحكم الاستئنافي
حرر من قبل التحرير في السبت, 13. فيفري 2010 علمت كلمة أنّ آجال الطعن لدى محكمة التعقيب في الحكم الصادر مؤخرا بسجن الصحفي توفيق بن بريك 6 أشهر مع النفاذ، قد انقضت دون أن يطعن هو أو محاموه في الحكم الاستئنافي. وذكرت مصادر من هيئة الدفاع عن بن بريك لكلمة أنّ المحامين كانوا قد طرحوا في وقت سابق مقاطعة جلسات الاستئناف تعبيرا عن عدم ثقتهم في عدالة هذه المحاكمة وغيرها من المحاكمات السياسية. وكانت إدارة السجن المدني بسليانة قد منعت المحامي محمد عبّو بداية الأسبوع المنقضي من زيارة بن بريك للتشاور في مآل قضيّته، رغم حصوله على ترخيص قضائي في ذلك. وفي سياق متصل أفاد محمد عبّو في تصريح لراديو كلمة أنّه يخضع لمراقبة أمنية مشددة على منزله وتنقلاته خلال عمله ومشاغله الخاصّة. وذكر عبّو أنّ أعوانا من البوليس السياسي يرابطون باستمرار داخل سيّارتين مدنيّتين قرب منزله منذ الأربعاء الماضي، كما حاولوا منع بعض زوّاره من الوصول إليه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 فيفري 2010)
بسبب الدفاع عن حقوقهم نقابيون وعمال يحالون على القضاء في نفطة
بلغ إلى علم المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أن صاحب نزل نفطة بلاص بنفطة قام برفع قضايا عدلية ضد النقابي لطفي حمدة الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بنفطة بتهم الثلب والتطاول وتعويض خسائر وكذلك ضد عمال بالنزل هم صالح عتيقة وكوثر بن عامر ونجد صديقي وريم التر بتهم خلع الباب الرئيسي للنزل وصد عاملة عن العمل واستعمال العنف ضدها واستعمال طابع دون اذن وسرقة جهازي هاتف .وتأتي هذه التهم على خلفية التحركات الاحتجاجية التي نفذها عمال النزل بتاطير وإسناد من النقابي لطفي حمدة خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2009 دفاعا عن حقوقهم المشروعة في الأجور العادلة والتغطية الاجتماعية ورفضا للطرد التعسفي . إن المرصد يعبر على مساندته اللامشروطة ووقوفه المبدئي مع النقابي لطفي حمدة والعمال المحالين على القضاء ويعتبر التهم الموجهة إليهم مجرد محاولات للتغطية على التجاوزات الحاصلة في حق العمال وعلى هذا الأساس يأمل المرصد أن تتحرك كل الهياكل النقابية الجهوية والوطنية وكل نشطاء المجتمع المدني في حملة دعم ومساندة فعالة لايقاف هذه المهزلة . جميعا من اجل التصدي للنتهاكات ضد العمال والنقابيين. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح امام جميع النقابيين ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://nakabi.unblog.fr عن المرصد المنسق محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
توتر في مؤسسة للخياطة ز – ت – ك ببوشمة قابس وتجاوزات خطيرة ضد العمال
انتصبت هذه المؤسسة منذ سنة 1993 ودخلت في الإنتاج منذ سنة 1994 في إطار قانون المؤسسات المصدرة كليّا وهو ما مكنها من الانتفاع لمدة عشرة سنوات بالامتيازات التي تمنحها الدولة لمثل هذه المؤسسات وخاصة الإعفاء من كافة الأداءات وكانت تشغل 148 عامل وعاملة و في أوائل سنة 2009 بدات مشاكل العمال تاخذ منعرجا خطيرا حيث تقدمت الشركة بمطلب تقليص عدد من العمال لأسباب اقتصادية تحت فصل 21 بالتفقدية العامة للشغل بتونس والذي لم يتم اتخاذ كل إجراءاته الكاملة والقانونية حيث تم تسريح 83 عاملة وعامل ورغم أن هذا القرار كان جائرا وظالما بحق العمال فقد تم الاتفاق بين الاتحاد الجهوي للشغل بقابس والشركة على المحافظة على البقية الباقية وعددهم 52 عامل وعاملة لديمومة المؤسسة وبعد عملية التسريح مباشرة شهدت الشركة حركية في الإنتاج متميزة وزالت الصعوبات الاقتصادية التي كانوا يزعمونها رغم كل هذه المعطيات وبعد فترة وجيزة لو تتجاوز أربعة أشهر فوجئنا بتقديم ملف ثاني لتسريح 28 عامل وعاملة تحت نفس الفصل واثر النقاش بين الطرف النقابي و الشركة تحت إشراف التفقدية الجهوية للشغل بقابس أصر الطرف النقابي على تطبيق قانون 79 بما فيه من إجراءات رائدة و جريئة التي أقرها سيادة رئيس الجمهورية لإنقاذ المؤسسات ومواصلة نشاطها وديمومتها حيث تفهم الطرف النقابي الوضع وتم الاتفاق على تقليص عشرة ساعات في الأسبوع إلا أن الشركة أصرت إصرارا عل تقليص 24 ساعة في الأسبوع وبعد عقد 5 جلسات بالتفقدية الجهوية بقابس و رغم التطمينات من كافة الجهات على أن القرار سيكون عادلا فو جئنا باتخاذ قرار يتمثل في تخفيض 16 ساعة في الأسبوع بتعلة التصويت 2 ضد 1 بعد اجتماع اللجنة الثلاثية حيث نعتبر هذا القرار مظلمة في حق العمال فكيف يمكن لنا العيش بنصف الراتب إذ أن الراتب لا يتجاوز 317 دينارا وردا على هذا القرار الجائر نفذ العمال والعاملات وقفة احتجاجية فالتفقدية الجهوية بقابس لمدة 4 ساعات يوم 27 جانفي 2010 تلاه اعتصام بمقر العمل يوم 01 و 02 فيفري أي لمدة 48 ساعة متواصلة تحت إشراف الاتحاد الجهوي للشغل بقابس كي نعلن للجميع أننا مستعدون للدفاع عن حقوقنا المشروعة بشتى الطرق لأنه تناهى إلى مسامعنا أن الشركة سائرة في اتجاه الغلق بأقل دفعات مالية ممكنة لذا نتساءل أين هو دور السلط المعنية لرفع هذه المظلمة وانصافنا نقابي -قابس — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
المحامون الشبان المراوغات السياسية وراء تأخير الترشحات… واليسار على الخط
تونس ـ الصباح قالت مصادر مطلعة بجمعية المحامين الشبان أن عدد المحامين المترشحين لعضوية المكتب بالجمعية لم يتجاوز إلى حدود أول أمس العشرة مرشحين وهو رقم يطرح عدة تساؤلات عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا العزوف خاصة وانه لم يعد يفصلنا عن آخر موعد لتقديم الترشحات سوى أيام معدودات. ويقول بعض المحامين المتتبعين للشأن الانتخابي «إن هذا الإقبال الضعيف لم تسجله الجمعية في مؤتمراتها السابقة وذلك بالعودة إلى ما كان يمثله الهيكل من أداة مهمة لتحقيق المطالب المهنية للوافدين الجدد على القطاع والارتقاء بوضعياتهم الهشة.» وشككت ذات المصادر في أن يدخل المحامون الشبان بهذا العدد القليل من المرشحين للمكتب مؤكدين في هذا السياق «انه لا يمكن الحسم بشكل نهائي في المسألة الآن ذلك أن هذا التأخير في بعث ملفات الترشح يمكن أن يدخل ضمن لعبة المراوغات السياسية من قبل بعض الأطراف المحسوبة على جهات معينة والتي يهمها أن تحافظ على سرية مرشحيها حتى لا تعمل مكينة الدعاية المضادة ضدهم». اليسار… ومن ناحية أخرى علمت»الصباح»انه من المتوقع أن يقدم احد المحامين الشبان والمحسوب سياسيا على طرف يساري فاعل داخل القطاع ملف ترشحه للمكتب في بحر الأسبوع القادم وهو ما سيدعم التلون السياسي للانتخابات بغض النظر عن ما سيفرزه الصندوق لاحقا. وعن التأثير المباشر لهياكل القطاع-من الهيئة الوطنية للمحامين وفرع تونس-في السير العام الانتخابات من حملات للدعاية الانتخابية والانتصار لمرشحين دون آخرين وما يرافقها من إشكاليات يمكن أن تؤثر في أشغال المؤتمر لا ينكر محدثونا أن للهياكل دورا في تحديد تركيبة المكتب وقد تم التأكيد أن انتخابات 2010 ستكون أكثر سخونة من غيرها في ظل علاقات الكر والفر بين العميد بشير الصيد والأستاذ عبد الرزاق الكيلاني على خلفية مشاركة المحامين في البرامج التلفزية. أداء الجمعية وحول مسالة ارتباط تأخير تقديم الترشحات بضعف أداء الهيكل قالت مصادرنا»انه لا يمكن ربط عنصرين أساسيين بهذا المنطق السهل فالعملية الانتخابية سياسية بالأساس وتأخير الترشحات لا علاقة له منطقيا بضعف الأداء، ذلك أن أداء الجمعية ارتبط بوجود تيار سياسي ذي لون واحد مسيطر على عمل الهيكل وانحصر نشاطه في القيام بندوات لا تعني المحامي الشاب بشكل مباشر والدليل على ذلك ضعف الحاصل في الإقبال على المشاركة وحتى الحضور في العادة يكون «ماخذة في الخاطر». التقوقع السياسي وعن البرامج التي يمكن طرحها في الانتخابات القادمة بين المصدر «أنه وككل انتخابات سيطرح المرشحون عدة نقاط مصيرية تخص المحامين الشبان المباشرين والمحامي المتربص إلا أن قاعدة العمل هنا لا تخضع إلى البيانات الانتخابية بقدر خضوعها إلى قاعدة شبكة العلاقات الاجتماعية والتي يعمل عموم المرشحين على الاستفادة منها، فكل محام ينتمي إلى فكرة ما وهي التي تؤثر فيه بشكل مباشر وتطرح معها مشاكل أخرى تظهر عادة بعد نهاية أشغال المؤتمر، كالتقوقع السياسي اذ يختلي كل طرف سياسي بمجموعته، وهو ما يؤدي إلى «السكتارية» وعدم التواصل بين المحامين في اغلب الأوقات».
خليل الحناشي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 فيفري 2010)
نظام بن على لا يتجمل بل يكذب على نفسه وعلى العالم !
تونس – القناة مشهد العاصمة التونسية عبثى، فبينما تشهد احتقاناً ديمقراطياً وقمعاً يتعاظم بمعدل أعلى بكثير من معدلات النمو التى تتباهى بها وتسوقها عالمياً بإعلانات مدفوعة الأجر، تشهد ممارسات ضد المعارضين السياسيين والحركة النقابية والإعلام الورقى والإليكترونى و … وهى تتجمل أمام الخارج الذى لم يعد يكتفى بالصمت على ممارستها، إذ تتوالى التقارير الحقوقية التى تدين واقع الحريات فيها بشكل دائم، ومؤخراً كانت تونس على موعد مع واحدة من مفارقات هذا الوضع العجيب عندما شهدت مؤتمراً دوليًا عن قضايا الشباب، بينما تواصل التنكيل بالكاتب المعروف بمواقفه المعارضة توفيق بن بريك . منتدى المستقبل بعاصمة القمع المؤتمر الدولى كان موضوعه ضرورة دعم الشباب عبر التعاون بين الشمال وبين الاتحاد الأوروبى والعالمين العربى والإسلامى، وحسب البيان الختامى لـ -المنتدى الدولى حول الشباب والمستقبل- فإن من الضرورى -دعم البناء المعرفى للشباب وتطوير مؤهلاتهم ومهاراتهم التخصصية والحياتية وتنمية كفاياتهم وقدراتهم على التدبـير المسـتقل والتصرف الرشيد والحل الناجع للمشكلات-. وأكد المشاركون فى الحدث -أن الأمم بشبابها والعالم بشبابه وأن الشباب إشراقة حاضر الأمة وأمل مستقبلها-. والندوة نظمتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واتحاد المغرب العربى . وفى كلمته الافتتاحية قال الرئيس بن على -إن هذه المبادرة وما سبقها من العديد من المبادرات التى حظيت بإجماع أممى تهدف إلى خدمة قضايا التربية والصحة والتضامن والتنمية والسلام فى العالم باعتبارها قواسم مشتركة تجمع بين البشر كافة وتحفز وازع الخير لدى الرأى العام العالمى لترسيخ هذه الفضائل فى العلاقات الدولية- . معاقبة جامعة وبينما الإعلام الرسمى التونسى يهلل كالمعتاد للمؤتمر وحصيلته الوفيرة كانت السلطات التونسية تتخذ قرارًا بإغلاق جامعة الحرة بسبب كتاب لمديرها ينتقد فيه النظام السياسى الحاكم، والحرة واحدة من أقدم الجامعات إذ تأسست عام 1973 وتستقبل 1500 طالب معظمهم من دول فرانكفونية. مدير جامعة الحرة وهو فرنسى تونسى قال إن إغلاقها يعتبر رداً من السلطة فى تونس على كتاب نشره مؤخراً ينتقد فيه النظام. وقد تلقت الجامعة إشعاراً من وزير التعليم العالى يقضى بغلقها -نظراً إلى المخالفات الإدارية والبيداغوجية التى تم رصدها فى أداء هذه المؤسسة-!!. الكتاب الذى تسبب بإغلاق الجامعة -عندما أدركت أن تونس ليست بلد الحرية- وصدر فى فرنسا قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى فاز فيها بن على، وفيه ينتقد السياسة الحكومية التونسية . صفعة هيومان رايتس ووتش وبالتزامن مع قرار غلق الجامعة جاء صدور التقرير السنوى لمنظمة هيومان رايتس ووتش حاملاً صفعة أخرى لنظام بن على، فالتقرير يؤكد أن النظام يستخدم تهمة الإرهاب والتطرف الدينى لقمع المعارضين السلميين وهناك تقارير مستمرة وموثوقة عن اللجوء للتعذيب وسوء المعاملة للحصول على اعترافات من المحتجزين المشتبه بهم . وعن الانتخابات الرئاسية قال التقرير إنها تمت فى ظل قوانين تهدف لاستبعاد المعارضين صراحة، فضلاً عن أعمال الترهيب والرقابة ضد أولئك الذين سمح لهم بمنافسة الرئيس وهو ما تلاه إجراءات منعت التصويت من أن يكون حراً ونزيهاً . ومن الوقائع الواردة بالتقرير أن محامية حقوق الإنسان راضية نصراوى وزوجها حمة الهمامى، رئيس حزب العمال الشيوعى التونسى المحظور تعرضا للاعتداء فى 29 سبتمبر -أيلول- من قبل رجال شرطة فى زى مدنى بمطار قرطاج فى تونس والهمامى قد عاد لتوه من باريس، حيث أجرى مقابلة مع قناة الجزيرة، اتهم فيها الحكومة التونسية بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان، ودعا لمقاطعة الانتخابات . وعن الأوضاع العامة للمدافعين عن حقوق الإنسان قال التقرير: إن السلطات رفضت منح الاعتراف القانونى لكل منظمة حقوق الإنسان مستقلة حقاً تقدمت بطلب على مدى العقد الماضى. ويخضع المدافعون عن حقوق الإنسان والمعارضون لرقابة مشددة، وحظر سفر تعسفى، فضلاً عن الفصل من العمل، وانقطاع فى الخدمة الهاتفية، والاعتداءات الجسدية، ومضايقة الأقارب، وأفعال التخريب والسرقة المشبوهة، وحملات التشهير فى الصحافة . أما أعضاء الرابطة الدولية لدعم السجناء السياسيين، غير المعترف بها، فهم أهداف عادية لمضايقات قوات الأمن. وفى أبريل -نيسان- 2009 تحدثت هيومان رايتس ووتش مع السجناء السياسيين السابقين فى اجتماعات نظمتها الرابطة الدولية لدعم السجناء السياسيين، فراقب رجال شرطة فى زى مدنى عن كثب باحثين من هيومان رايتس ووتش والأشخاص الذين تمت مقابلتهم، وأوقفوا بعض هؤلاء للتحقق من هوياتهم وسؤالهم عن الاجتماعات . محنة الحقوقيين وفى 15 سبتمبر -أيلول-، اعتقلت الشرطة تسع ساعات المدافع عن حقوق الإنسان السجين السياسى السابق عبدالله الزوارى فى حاسى جربى. وقال الزوارى إنهم حققوا معه حول عمله الإعلامى والحقوقى فى السنوات السبع الماضية، وهددوه إذا لم يكف عن انتقاد الحكومة. وقبل أسابيع كان الزوارى قد أتم 7 سنوات من الإقامة الجبرية، بعد السجن، فى قرية نائية بعيدة عن منزله فى تونس الكبرى، وضمن ذلك عامان فرضتها السلطات بأمر شفوى -دون أن توفر أساساً قانونياً- فى ختام العقوبة الأصلية بخمس سنوات من -الرقابة الإدارية- . ورغم أن دستور تونس ينص على استقلال القضاء، فإن السلطة التنفيذية تؤثر تأثيراً قوياً فى عمل القضاء عموماً وفى القضايا ذات الطابع السياسى، تفشل المحاكم فى ضمان محاكمات عادلة للمتهمين. والادعاء العام والقضاة عادة ما يغضون الطرف عن مزاعم التعذيب، حتى عندما يطلب محامو الدفاع رسمياً إجراء تحقيق. فالقضاة يدينون المتهمين فقط أو فى الغالب على أساس اعترافات انتزعت قسرًا، أو بناء على شهادة الشهود الذين لا يملك المتهم فرصة مواجهتهم فى المحكمة . وندد التقرير تنديداً شديداً بواقع الحريات الإعلامية، فلا يوجد من بين المطبوعات ووسائل الإعلام المحلية ما يُقدم تغطية نقدية لسياسات الحكومة، باستثناء عدد قليل وتقوم الحكومة بحظر الوصول إلى مواقع الإنترنت السياسية أو الحقوقية المحلية والدولية التى تتميز بالتغطية الصحفية المنتقدة لتونس. وفى 15 أغسطس -آب- ،2009 قام صحفيون مؤيدون للحكومة بفصل مكتب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، والاستعاضة عنه بآخر جديد يسيطر عليه أعضاء موالون للحكومة. وجاء هذا الإجراء عقب حملة لتشويه سمعة المكتب السابق ورئيسه المنتخب ديمقراطياً، بعدما أصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين فى مايو -أيار- تقريراً ينتقد قمع الحكومة لوسائل الإعلام . بن بريك الرمز وقد تحول ملف الصحفى المعارض توفيق بن بريك إلى نموذج للفشل الذريع الذى تواجهه الدبلوماسية التونسية، فى مسعاها لتصوير تونس تجربة تقدمية، وفى الوقت نفسه الصمت العاجز إزاء الإدانات المتكررة لما يمارس بحق بن بريك الذى فشلت تونس فى احتمال انتقاداته!! وقد مثل بن بريك أمام القضاء مجدداً ليصف مثوله أمام قضاء بلاده بأنه -محاكمة سياسية- وكان بن بريك قد حكم عليه بالسجن 6 أشهر من قبل محكمة ابتدائية فى نوفمبر -تشرين الثانى-. وأكد بن بريك خلال محاكمته ابتدائيًا أنه وقع -ضحية شرك- نصب له من الشرطة السياسية- على حد قوله- وذلك بسبب كتاباته التى ينتقد فيها النظام التونسى. وأدين بتهم -أعمال عنف والإساءة علنا للأخلاق الحميدة والإضرار المتعمد بأملاك الغير-. وقد أثارت محاكمة بن بريك التى اعتبرت على نحو واسع محاكمة -رأى- بسبب مقالاته فى الصحف الفرنسية التى انتقد فيها الرئيس بن على، ما سبب توتراً دبلوماسياً بين تونس وباريس. وسبقت المحاكمة حملة للإفراج عن بن بريك فى فرنسا والبرلمان الأوروبي .
(المصدر: بوابة « القناة » الإخبارية بتاريخ 13 فيفري 2010)
تقرير للبنك الدولي يؤكد عجز تونس عن الحد من النسبة المعلنة للبطالة
حرر من قبل التحرير في السبت, 13. فيفري 2010 ذكر البنك الدولي خلال ندوة اقيمت الجمعة 12 فيفري بالعاصمة التونسية أنّ تونس لم تنجح في توفير مواطن شغل كافية لتقليص نسبة البطالة المرتفعة لديها، حيث استقرت النسبة ـ المصرح بها ـ في حدود 14.1 بالمائة، والتي يعتبر أصحاب الشهائد العليا الفئة الأبرز فيها. واقيمت الندوة بهدف عرض الإطار الجديد لإستراتيجية الشراكة القطرية للسنوات المالية 2010-2013 والذي ينصّ على « تعزيز المشاركة الإستراتيجية مع تونس دعماً لمخططها الحادي عشر للتنمية ». وعزا البنك الدولي الفشل التونسي في الحد من ارتفاع البطالة إلى ارتفاع عدد المتخرجين من التعليم العالي سنويا، واستغناء كثير من القطاعات الاقتصادية التى تستقطب اليد العاملة عن تشغيل أصحاب الشهائد العليا، وكذلك محدودية الإستثمار في مجال التكنلوجيات النظيفة. كما أشار إلى أنّ المرأة في تونس ما تزال تشكو من البطالة على الرغم من تحقيقها أشواطا متقدمة في تحصيل المعرفة والتعليم، داعيا إلى وضع استراتيجية جديدة للنهوض بالتشغيل عبر فتح ميادين شغل جديدة تحتاج إلى ذوي المؤهلات والشهائد علمية ، مطالبا بوضع برامج تستهدف تعصير القطاع الخاص ليقدر على استقطاب اليدّ العاملة المختصّة. وذلك حسب ما ورد في موقع « الواب مانجير سانتر ». (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 فيفري 2010)
البنك الدولي: تونس لم تنجح في خلق موطن شغل كافية رغم نموّ الاقتصاد
خميس بن بريّـك يقول تقرير صادر عن البنك الدولي أعدّ لعرض الملامح الكبرى لتدخلات هذه المؤسسة التمويلية في تونس إنّ النموّ الإقتصادي الذي حققته تونس لم ينجح إلى حدّ الآن في خلق مواطن شغل كافية لامتصاص نسبة البطالة المرتفعة في البلاد خصوصا لدى أصحاب الشهائد العليا. وحققت تونس خلال العام 2009 نموا اقتصاديا ايجابيا بلغ 3.1 بالمائة رغم الانكماش الحاد للاقتصاد العالمي بفعل تأثيرات الأزمة المالية والاقتصادية، وهي تستهدف تحقيق نموّ اقتصادي بنسبة 4 بالمائة خلال 2010. لكن مع ذلك استقرت نسبة البطالة في حدود 14.1 بالمائة، وهي نسبة تشمل بالأخصّ أصحاب الشهائد العليا. وتعكس هذه النسبة المرتفعة من البطالة حسب تأويل البنك الدولي ثلاث عوامل: أولا: هناك عامل ديموغرافي يتمثل في ارتفاع عدد المتخرجين من التعليم العالي الذي يبحثون عن مواطن شغل، إذ أنّهم يمثلون 57 بالمائة من إجمالي طلبات الشغل الإضافية، وهو ما يعمّق أزمة البطالة في صفوفهم بالنظر إلى عدد المتخرجين سنويا من المعاهد والكليات (50 ألف شخص سنويا). ثانيا: هناك قطاعات إقتصادية (النسيج والملابس، والفلاحة، والصناعات الغذائية، ومكونات السيارات، والسياحة…) تشغّل يدّ عاملة لا تمتلك مؤهلات علمية عالية، وأصبحت مشبعة وقليلا ما تحتاج إلى يد عاملة لديها مؤهلات علمية عالية (باكالوريا فما فوق). ثالثا: رغم أنّ تونس سعت إلى تحسين مناخ الاستثمار لمزيد استقطاب الاستثمارات الخارجية التي نجحت بدورها في خلق فرص شغل إضافية وظهور قطاعات تشغيلية جديدة، إلا أنّ النزوع إلى خلق نشاطات في قطاعات متجددة ترتكز على التكونولوجيا النظيفة مازالت محدودة. كما أشار البنك الدولي إلى أنّ المرأة في تونس ما تزال تشكو من الركون إلى براثن البطالة على الرغم من تحقيقها أشواطا متقدمة في تحصيل المعرفة والتعليم. ودعا البنك في جانب من تقريره إلى وضع استراتيجية جديدة للنهوض بالتشغيل من خلال العمل على المرور إلى اقتصاد مرتكز على التكنولوجيا والقطاعات المتجددة التي تحتاج إلى يد عاملة تمتلك مؤهلات علمية عالية، مطالبا بوضع برامج تستهدف تعصير القطاع الخاص ليكون في حاجة ماسّة إلى استقطاب يدّ العاملة المختصّة. ووصف البنك سوق الشغل في تونس بأنّه « متصلب » على مستوى التشريع، قائلا إنّ قانون الشغل الذي يعكس سياسة الحكومة فيما يتعلّق بحماية حقوق العمال ليس مرنا بما فيه الكفاية. واشار إلى أنّ هناك مؤسسات أصبحت تلتجئ إلى تشغيل يد عاملة بصفة غير قانونية (دون عقود أو حماية إجتماعية…) باعتبار أنّ قانون الشغل بقي « متصلبا »، حسب رأي خبراء البنك الدولي. ويقول البنك إنّ التخلصّ من التشريعات « المتصلبة » يشترط وضع آلية جديدة لحماية العمّال حسب برامج مستهدفة لسوق الشغل. من جهة أخرى، دعا البنك إلى ضرورة إعادة تأهيل وتوجيه برامج التعليم العالي والتكوين المهني نحو شعب واختصاصات تقنية وعلمية تستجيب لمتطلبات اقتصاد المعرفة وتكون قادرة على إنتاج طاقات ويد عاملة مختصّة لديها إمكانيات وكفاءات عالية للعمل في ميادين وقطاعات تكنولوجية متجدّدة. وكشف البنك عن أنّ هناك تقارير أعدّت داخل مؤسسات إقتصادية أجنبية حول مناخ الاستثمار في تونس أظهرت وجود نقص على مستوى في اليد العاملة المختصّة (مهندسون وتقنيون…) وذلك بسبب هجرة الأدمغة التونسية إلى الخارج، وكذلك عدم تماشي برامج التكوين المهني والتعليم العالي مع متطلبات سوق الشغل.
تراجع الاستثمارات الخارجية وتفاقم البطالة خلال سنة 2009
حرر من قبل التحرير في السبت, 13. فيفري 2010 كشف وزير التنمية والتعاون الدولي يوم الخميس 11 فيفري أنّ حجم الاستثمارات الأجنبية في تونس تراجع خلال السنة المنقضية بما يقارب الثلث بسبب آثار الأزمة الاقتصادية العالمية. وبيّنت أرقام الوزارة أنّ تونس استقطبت خلال العام الماضي ما قيمته 2.383 مليار دينار، مقابل 3.587 مليار دينار سنة 2008. كما تسببت الأزمة العالمية في فقدان 38 ألف موطن شغل أغلبها في قطاع الصناعات المعملية
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 فيفري 2010)
البنك الدولي يقرض تونس 280 مليون دولار هذا العام
تونس (رويترز) – قال مسؤولون حكوميون يوم الاحد ان البنك الدولي سيقرض تونس خلال 2010 نحو 280 مليون دولار لدعم نموها الاقتصادي والمساهمة في توفير مزيد من فرص العمل في بلد تبلغ فيه معدلات البطالة 14.7 بالمئة. واضافوا ان قروض البنك الدولي تأخذ بعين الاعتبار الاولويات التنموية لتونس مثل التشغيل والبيئة والبنية التحتية والطاقة المتجددة. وترتكز استراتيجية الشراكة بين البنك الدولي وتونس لهذا العام على ثلاثة محاور اساسية يتمثل الاول في التشغيل والنمو والتنافسية في حين يهتم الثاني بالتنمية المستديمة والتغيرات المناخية ويتصل الثالث بتحسين نوعية المرافق الاساسية. وقال البنك الدولي ان قيمة القروض التي قدمها لتونس خلال 2009 بلغت حوالي 335 مليون دولار.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 14 فيفري 2010)
موجة من البرد والثلوج تعزل مناطق من الشمال الغربي
حرر من قبل المولدي الزوابي في السبت, 13. فيفري 2010 ضربت موجة من البرد عدة مناطق من الشمال الغربي بداية من أول أمس الجمعة رافقها نزول كميات من الثلوج تجاوزت عشرة سنتمترات في مناطق مثل عين دراهم والفرنانة. وفي عين دراهم أصيبت عدة طرقات بالشلل بسبب الثلوج وعجز الجرافة الوحيدة في البلدية عن فتح الطرقات والتغلب على تراكم الثلوج. هذا وتعيش قرى حدودية عزلة عن مدن عين دراهم وطبرقة وفرنانة، وقد شهدت قرى سيدي عمّار وسيدي سعيد والجواودة وتاڤمة وعْديسة انزلاقات أرضية قرب الجبال والمجاري كما تضررت الطريق الرابطة بين عين دراهم وبني مطير. في الأثناء اشتكى الأهالي من عدم وصول أية مساعدات، فيما استغلّ بعض التجار هذا الظرف للترفيع في أسعار مواد التدفئة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 فيفري 2010)
تفاعلا مع مشروع الدستور المقترح من الأستاذ نجيب الشابي المعايير الدولية لاستقلال السلطة القضائية
بقلم عارف البلدي إلى قضاة الهيكل الشرعي الذين حملوا القضاء ولا يزالون شرفا ومعاناة نهدي هذا المقال لقد اعتبر القضاة ورجال القانون عامة في تونس وبشكل دائم أن إفراد الدستور منذ صدوره في أول جوان 1959 السلطة القضائية بمقتضيات خاصة أمر يؤدي إلى اعتبار الوظيفة القضائية ترجع إلى سلطة داخل الدولة تمارس نفوذها مع السلطتين التنفيذية والتشريعية. و بناء على ذلك فان الإقرار بان القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون( الفصل 65 من الدستور) وان الضمانات اللازمة للقضاة من حيث التعيين والترقية والنقلة والتأديب يسهر على تحقيقها مجلس أعلى للقضاء( الفصل 67 من الدستور) أمران لا يدعان مجالا للشك غير أنه ولئن كان استقلال القضاء يشكل مبدأ دستوريا أكيدا إلا أن ترديد هذا المبدأ على المستوى النظري لا يفيد القاضي في القيام بدوره إذا لم يكرس على ارض الواقع وذلك بإقرار جملة من الضمانات المستوجبة لصياغة وضعية مستقلة للوظيفة القضائية. وانه لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا توفرت جملة من المبادئ الدستورية والقانونية والهيكلية التي نسوقها هنا والتي ناقشنا في بعضها الإصلاحات الدستورية التي طرحها الأستاذ نجيب الشابي في دستوره الذي اقترحه والمنشور في جريدة الموقف بتاريخ 25 ديسمبر 2009. 1)الدستور أ ) السلطة القضائية سلطة مستقلة لا بد أن يكون هذا المبدأ منصوصا عليه بالدستور بهذه الصيغة لا بصيغة أخرى تبدو قريبة منها وقد تدخل الالتباس عليها. لقد كان الأستاذ ألشابي حبيسا لرؤية المشرع التأسيسي للسلطة القضائية إذ أعاد في مشروعه نفس المعنى ونفس المصطلحات الواردة بالفصل 65 من دستور 1959. معتبرا أن » القضاة مستقلون لا سلطان عليهم » يعني بالضرورة تبويئ القضاء منزلة السلطة مستقلة، في حين ان وصف القضاء بالسلطة لم يرد إلا كعنوان للباب الرابع من الدستور الحالي وهو المخصص للقضاء بعد تخصيص الباب الثاني للسلطة التشريعية والباب الثالث للسلطة التنفيذية . إن مضامين الفصول الأربعة التي يتألف منها الباب الرابع لا تتعرض للقضاء كسلطة ولا تنص على استقلاله بتلك الصفة على خلاف عديد الدساتير. و لقد وردت عبارة الاستقلال في الفصل 65 من الباب الرابع وهي تنص على إن القضاة مستقلون وليس على إن القضاء سلطة مستقلة وانطلاقا من تحرير الدستور على حاله فان عدم التعرض للقضاء كسلطة مستقلة يمكن اعتباره خللا جوهريا في وصف النظام الجمهوري الذي يقوم أساسا على تأكيد التفريق بين السلط الثلاث . وان ما يمكن استنتاجه على مستوى صياغة النصوص المتعلقة بالقضاء وإذا ما علمنا ان القانون عدد 29 لسنة 1967 المؤرخ في 14 جويلية 967 المتعلق بنظام القضاء والمجلس الأعلى للقضاء والقانون الأساسي للقضاة لا يتضمن هو كذلك من بين فصوله التنصيص على القضاء كسلطة مستقلة هو وجود قصد في ذهنية المشرع التأسيسي لتغييب ذكر القضاء كسلطة اولا ثم كسلطة مستقلة ثانيا الشيء الذي من الممكن أن الأستاذ الشابي لم يتفطن له. وان الفرق واضح بين وصف القضاة كإفراد بأنهم مستقلون وبين وصف القضاء بالسلطة المستقلة لان ذلك يقتضي بالضرورة الإعلان صلب الدستور على الضمانات الجوهرية التي تكفل مكانة القضاء كسلطة مستقلة ومنها خاصة مبدا عدم نقلة القضاة الا برضاهم وقيام تركيبة المجلس الأعلى للقضاء على مبدا التميثيلية الأوسع على قاعدة الانتخاب ،استبعادا لكل تبعية للسطة التنفيذية من قبل السلطة القضائية. وهكذا فان الاختلال بين السلطتين مقنن بدستور.1959.. ويتكرر هذا الاختلال في الدستور المقترح الذي يتحدث بدوره عن القضاة كأفراد مستقلين، لا كسلطة مستقلة. ب ) مبدأ عدم نقلة القاضي إلا برضاه لا شك أن الأستاذ الشابي قد فعل خيرا حين أدرج هذا المبدأ صلب دستوره وهو المبدأ الذي لا وجود له في دستور 1959 . ولا شك أيضا ان إدراجه له هو انعكاس وفيّ للإجماع الحاصل لدى الرأي العام التونسي بخطورة غياب ضمانات استقلال القضاء وهشاشة الوضع القانوني للقضاة اثر الانقلاب الحاصل على جمعية القضاة التونسيين. وفعلا فانه من الضروري أن يتضمن الدستور تنصيصا صريحا على مبدأ عدم نقلة القاضي إلا برضاه وذلك على شاكلة كثير من الدساتير التي أقرت هذا المبدأ. وإنه على ضوء المقارنة البسيطة بين دستورنا ودساتير البلدان القريبة منا أو التي لا تختلف عنا من حيث تجربتها الديمقراطية الفتية نلمس حجم التخلف الذي يتصف به دستورنا. إذ حرصت هذه الدساتير على النص صراحة على هذا المبدأ ويمكن هنا أن نشير إلى دساتير مصر والجزائر ومالي وغيرها. إن لهذا المبدأ الذي يجب أن يرتفع إلى المستوى الإقرار الدستوري كما يجب ان يكون مضمنا بالقانون الأساسي للقضاة أهمية قصوى خاصة وان هذا القانون الاخير لا يكتفي بمجرد إهماله له بل يشوهه حين يتحايل عليه في الفصل عشرين مكرر منه فيحول صيغة النفي الى صيغة إثبات فتصير « عدم نقلة القاضي الا برضاه » إلى » نقلة القاضي برضاه وذلك طيلة السنوات الخمس لعمله في آخر مركز معين به » مع وضع سبعة استثناء تأخذ بيد ما تعطيه باليد الأخرى. إن القاضي لا يمكنه أن يقدم عدالة تتجاوز ما هو موجود بدستور بلاده وبقانونه الأساسي. و إن نقلة القاضي الإجبارية تحد من نزعته الاستقلالية ولا تجعله مطمئنا على استقراره وتدفعه إلى البحث عن حلول شخصية لعل أسوأها بل أخطرها الخضوع إلى الضغوطات التي تمارس عليه وخاصة في النزاعات التي تثور بين الفرقاء السياسيين من سلطة وأحزاب معارضة ومكونات مجتمع مدني. لذلك فان استقلال القضاء يعني من هذه الناحية عدم التدخل في السير الطبيعي لحياة القاضي. إن جلالة هذا المبدأ بالمعنيين التاريخي والسياسي والذي اقرّ على مستوى الاتفاقات الدولية الخاصة بالقضاء أو على مستوى الدساتير تفسره مسارات نضالية مهنية وسياسية مكلفة انتهت إلى اليقين بكون نقلة القاضي في ارتباطها الوثيق باستقلاله هي من الضمانات الأساسية لإرساء الديمقراطية ودولة القانون وهو ما يقتضي بالضرورة وعلى المستوى الرمزي إفراد هذا المبدأ بفصل خاص وعدم الإشارة صلبه إلى آية استثناءات كما يفعل الأستاذ الشابي حتى يتحول إلى قاعدة ثابتة لها حماية الدستور لا تطالها استثناءات -إن دعت إليها الضرورة -إلا بغاية التضييق والصرامة حفاظا على قدسيته. فعدم نقلة القاضي هي ضمانة قانونية وسياسية مركزية في دولة القانون ولسيت امتيازا . إذ أن نقلة القاضي لا تقاس بنقلة الموظفين. ومن هنا مكانة المبدأ في الدساتير والمواثيق الدولية ولذلك اكتفت معظم الدساتير بإقرار المبدأ دون تحميل الفصل الناص عليه غير المبدأ نفسه. ولا شك أن الأستاذ على علم بالظرفية الحرجة التي يعيشها القضاء والقضاة في تونس اثر الانقلاب على المكتب الشرعي لجمعيتهم واستخدام النقلة لتفكيك هياكلها ولا شك انه على علم أيضا بما ال إليه هذا المبدأ عندما أغرقه القانون الأساسي للقضاة باستثناءات أفرغته من محتواه ولذلك فانه كان من الأفضل الاقتصار على التنصيص على علويته كمبدأ دستوري لا غير 2 ) المجلس الأعلى للقضاء من الضمانات الأساسية لاستقلال القضاء احترام مبدأ فصل السلطات الثلاث وعدم جواز تدخل أية سلطة في تسيير شؤون بقية السلط. لهذا لا بد من وجود مجلس أعلى للقضاء .ولقد أوكلت اغلب الدساتير مهمة السهر على استقلال القضاء وتحقيق الضمانات اللازمة للقضاة من حيث الانتداب والترقية والنقلة والتأديب إلى مجلس أعلى للقضاء . ولا يمكن لهذا المجلس ان يقوم بوظيفته إلا إذا توفرت مجموعة من الشروط : : أ ) مبدأ الانتخاب في تركيبة المجلس الأعلى للقضاء وذلك بالتنصيص على انتخاب أعضائه انتخابا مباشرا وسريا والتأكيد على تمثيلية أعضائه لكافة القضاة واعتماد نفس المبدأ سواء في تركيبته الأصلية أو في تركيبة اللجنة المنبثقة عنه كالمجلس تأديب ب) تنظيم المجلس الأعلى للقضاء وذلك بإيجاد مقر دائم له وضبط وتيرة اجتماعاته وتمكين جميع أعضائه من ممارسة مهامهم . وفي هذا المجال لا بد من وجود لجنة منبثقة عن المجلس الأعلى للقضاء لتهيئة أعماله تكون مهمتها ضبط جدول الترقية وإعداد حركة القضاة مع اعتبار رغباتهم وتنهي اللجنة أعمالها إلى المجلس قبل انعقاده. ج) التأكيد على حق القضاة في ممارسة الاعتراض على أعمال المجلس الأعلى للقضاء أو على انتخاب أعضائه وذلك لان هذا الاعتراض يعكس مشاركتهم في تطوير أوضاعهم وتدعيم تمثيلية المؤسسات المعنية بشؤونهم د ) التأكيد عل حق القضاة في الالتجاء إلى دعوى الإلغاء لأي مقرر من مقررات المجلس الأعلى للقضاء لان القول بان الضمانات اللازمة للقضاة يسهر على تحقيقها مجلس اعلي للقضاء لا يستبعد بالضرورة اختصاص القضاء الإداري في النظر في المنازعات المتعلقة بشؤون القضاة بما في ذلك المادة التأديبية كما أن استحداث طعن من درجة أولى صلب المجلس الأعلى للقضاء في تركيبة خاصة لا يبرر إقصاء جهة الاختصاص الطبيعية وهي المحكمة الإدارية من النظر في المنازعات القضائية, التي تعتبر بطبيعتها منازعات إدارية ه ) إخضاع كل قرار يتخذ قصد إجراء بحث إداري ضد القاضي إلى إذن المجلس الأعلى للقضاء وعدم إضافة أية وثيقة تمس من اعتبار القاضي بملفه الشخصي غير قرارات ذلك المجلس 3 ) حرية القضاة في الاجتماع وتكوين الجمعيات إن تمتع القضاة بحرية الاجتماع لتمثيل مصالحهم على اختلافها يعد شرطا أساسيا من شروط استقلال القضاء وإن الأسباب التي تدعو إلى تكوين جمعيات هي أسباب دستورية وموضوعية إذ تهدف الجمعيات المهنية إلى الدفاع عن مصالح منخرطيها0000 ومن أوكد الواجبات المحمولة على الجمعيات القضائية الدفاع عن استقلال القضاء المنصوص عليه بالدستور والعمل من خلال أنشطتها وأهدافها وبرامجها على حماية الوضعية الدستورية للسلطة القضائية ومناقشة الاعتمادات التي تخصصها الدولة لإدارة القضاء والمساهمة في إعداد مشاريع القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان عامة والمتقاضين خاصة وهكذا فانه في مثل هذه الصور فإنه لا يمكن للقاضي الدفاع عن تلك المبادئ والمصالح بصورة منفردة بل هو في حاجة إلى جمعية غير مقيدة بواجب التحفظ كما هو الشأن بالنسبة للقاضي ومتحررة من الضغوط اليومية والقيود الدستورية والقانونية التي تكبل نشاط القضاة خارج إطار المهنة 4 ) تاهيل وتدريب القضاة ان مسالة تكوين القضاة ورسكلتهم هي من الشروط الأساسية لضمان استقلال القضاء. انه من الضروري تكوين القضاة تكوينا قانونيا مقتدرا لضمان تأهيلهم لتولي الوظيفة القضائية بما يكفل حسن إدارتها ويضمن إخضاع برامج التأهيل بكل جوانبها لإشراف السلطة القضائية.ولا بد من اجل تحقيق ذلك توفر الشرطين التالين أ) يجب ان يشمل تكوين القضاة تشبعهم بثقافة استقلال القضاء والتحلي بالشجاعة و والجرأة والصرامة في رد الضغوطات والتدخلات التي يمكن ان تعيق قضاءهم بحياد واحتكاما لسلطة القانون في ما يعرض عليهم من نزاعات مهما كانت إطرافها من أفراد وسلط وحثهم باستمرار على احترام حق الدفاع والتقيد بشروط المحاكمة العادلة كي لا تتحول معاهد القضاء التي تشرف عليها السلطة التنفيذية بمفردها إلى مؤسسات لترويض القضاة وتدريبهم على الامتثال لرؤسائهم ب) العمل على تطوير المعاهد والمراكز المتخصصة في تأهيل القضاة سواء من حيث مناهجها أو إمكانياتها البشرية والمادية وخاصة إقدار القاضي على استعمال الوسائل المعلوماتية والتقنيات الحديثة بما يكفل تعصير إدارة القضاء ولا يمكن التغاضي اليوم عن علاقة القضاة بالوسائط الحديثة التي لا يتوقّف استعمالها على رقن النصوص أو جمع المعلومات القانونية واستغلالها بل يهدف الى تبادل الخبرات القانونية بين القضاة وتشجيع البحث العلمي في المجالات القانونية غياب هذه الضمانات وهيمنة السلطة التنفيذية في تونس إن غياب التنصيص على استقلال السلطة القضائية كسلطة وليس كأفراد وغياب مبدأ عدم نقلة القاضي إلا برضاه صلب الدستور التونسي والهيمنة الكلية على المجلس الأعلى للقضاء من قبل الإدارة وغياب مبدأ الطعن في قراراته لدى القضاء الإداري والتدخل السافر في شؤون جمعية القضاة إلى حد تنفيذ انقلابات داخلها قلما تشاهد في بلدان أخرى وضعف تاطير القضاة وتنشئتهم على احترام حق الدفاع وضمان توفر شروط المحاكمة العادلة كل ذلك يجعل كثيرا من هذه الضمانات التي جئنا على تفاصيلها غير متوفرة في بلادنا وهو ما يحمل القضاة والمحامين والأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني المسؤولية التاريخية في المطالبة بها ان استقلال القضاء شرط لا محيد عنه إذا أردنا أن نرتبط بفضاء الحرية وهي صميم الإصلاح ولبه الذي ينتظر دعمه في المرحلة الحالية . وهو المدخل الصحيح والبداية الضرورية لأي إصلاح سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي في أية دولة،. إن استقلال القضاء وتوفير ضماناته ليس فقط ضمانا للعدل و لحرية المواطنين وإنما هو شرط للحفاظ علي حرية الوطن ذاته ، وهو ما أدركه بوعي عال يستحق التنويه قضاة الهيئة الشرعية في كفاحهم من أجل استقلال القضاء في تونس،ومن خلال مطالبهم التي يجب أن تتحول إلى مطالب عامة. فإليهم كل التقدير و الإجلال
« يحبّ يكسّر »
الحبّ إذا احتفل بحرفيه فكان بحكمةٍ حسب حائه وكان ببرٍّ حسب بائه كان أمرا محمودا، وكانت غاياته ونتائجه محمودة كذلك… فقيمة الحبّ – حبّ الوالدين وحبّ الزوجة والأبناء وحبّ الأهل والنّاس وقبل ذلك حبّ ما افترض الله على عباده وحبّ النوافل التي بها يجد العبد الطريق إلى التقرّب من الله سبحانه وتعالى وإلى حيازة حبّه الذي به يُوضع له القبول في الأرض فيحبّه النّاس – قيمة رفيعة!… وببعض التدقيق يمكن القول أنّ الحبّ عمل فيه الصالح وفيه غير ذلك تماما كبقيّة الأعمال الأخرى!.. بل لعلّه يكون العمل التحضيري الذي بصلاحه يصلح العمل (وإنّما يصلح بحسن الوجهة والاختتيار: اختيار المحبوب)، وبفساده يفسد العمل (وإنّما يفسد ببشاعة الوجهة والاختيار: اختيار المحبوب)!… وقد أماطت « كلمة التونسية » يوم 7 فيفري 2010، اللثام عن « آدميّ » توجّه حبّه إلى التكسير والهدم!… فقد روت تلك المرأة التونسية الحرّة – القاطنة بحيّ البراطل التابع لمعتمديّة حلق الوادي (أحواز العاصمة التوسية)، في شريط فيديو أبرزته صحيفة تونس نيوز الصادرة يوم 8 فيفري – أنّ تقدّم أبيها في السنّ وتعكّر حالته الصحّية وصعوبة ظروفه الاجتماعيّة وحراجة الفترة الزمنية (فصل الشتاء) وتأكيدات السيّد الرّئيس على أنْ « لا ظلم بعد اليوم »، واستصدار حكم قضائي ببطلان الإخلاء وهدم منزلها ومنازل سبع عشرة عائلة أخرى من ذات الحيّ، لم يثن كلّ ذلك؛ ذلك « الآدمي » المتمثّل في ما أسموه « القوّة العامّة » عن الاستجابة لحبّه الذي وصل به درجة الهيام والعشق المعمي للأبصار والبصائر… فقد كان يزمجر بجنون: « أخرجوا… نحبّ نكسّر »!… طيّب وأين نذهب؟!… ما يهمّنيش؛ نحبّ نكسّر!… وفي غمرة هيستيريا الحبّ يمزّق « القوّة العامّة » العلم المفدّى – رمز البلاد – لأنّهم سامحهم الله قد استخدموه للحيلولة بينه ومحبوبه؛ وقد سمعوه يردّد بوضوح « نحبّ نكسّر » وما سمعوه أبدا يردّد « نحبّ العلم »!.. – كنت أحسب أنّه يمكنني الاطمئنان في بلدي، في ظلّ دولة القانون والمؤسّسات – تقول المرأة المعتدى عليها وعلى أهلها ومنزلها – ولكنّ ذلك كلّه تبخّر مع « القوّة العامّة » الحريصة على الهدم… هذي داري… هذا حقّي!… صرت أرى نفسي غير تونسية، إذ لا يعقل أن يُعامل التونسي بهذه الطريقة الهمجيّة الفضّة الغليظة… لا بدّ أن يصل صوتي إلى سيادة الرّئيس، فقد بتنا مهدّدين في أمننا ومعيشتنا، وبتنا مستهدفين من طرف أناس لا يرقبون فينا إلاّ ولا ذمّة… إنّه (البيت) مسقط رأسي!.. ولن أغادره أبدا (هاذيكا داري ومانيش متحرّكة منها بالكلّ بالكلّ)!.. – أريد أن أعرف؛ أنحن توانسة أم لا!… تساءلت المرأة الثانية بمرارة… يقولون إنّها آئلة للسقوط، ولكنّ المهندس والقضاء قالا غير ذلك؛ فهي غير آئلة للسقوط. فلماذا الهدم إذن ولماذا يخرجونا من ديارنا وإلى أين نذهب؟!… ضربوني على حنكي (دقنونتي)… ليس عندنا مشاكل مع أيّ كان… أولادي حسان الخلق بشهادة الجيران… فلماذا يقع إخراجنا من بيوتنا (أيدينا على روسنا) كالمجرمين؟!.. لم يعد بوسعنا أن نثق في حاكم بلادنا!.. إذ كيف نثق به وقد هجم علينا بكلابه يخرجنا من بيوتنا بدون موجب حقّ، وقد آذانا واعتدى علينا بالكلام الفاحش والضرب والهدم والرمي في العراء!… (توّ ما عادش عندي ثيقة في الحاكم… كلام كبير وكلام ما يتقالش!).. هذا ليس معقولا!.. نحن توانسة!.. ليسنا مجرمين!.. ليسنا قتلة (ماناش عاملين حاجات خارجة على الموضوع… ماناش مجرمين قتّالة أرواح)!..نحن منتجون نعمل بانتظام ونحمد الله على نعمه!.. لم يجُل بخاطري أن يقوم أربعة رجال بسحل امرأة فاقدة الدعم… لو كان أولادي حاضرين لسقط ضحيّة من هذا الجانب أو من ذاك (جاب ربّي أولادي في الخدمة وإلاّ راهي طاحت روح)!… تصوّروا أنّ ابن الجيران – رحم الله والديه – تدخّل بالقول: « اتركوا سبيلها لماذا هذا التصرّف! »، فجوبه المسكين « من أنت حتّى تتدخّل فيما لا يعنيك، احملوه إلى المركز! » (أشكونك أنت!!! هزّوه للمركز!!)… تقول كما قالت جارتها الأولى: لن أترك بيتي ولو مشوا بزناجيرهم على جثّتي!.. (ما انسلّم فيها ودمّي يجري فيها)، ثمّ تعقّب: كنّا موحّدين فصرنا متفرّقين متدابرين متنافرين!… ثمّ تتوجّه إليهم وهم « غائبون »: أخرجونا من ديارنا!.. أطردونا من بلادنا!.. ابقوا أنتم فيها!… خذوها!… ولكن أخرجونا إلى مكان نعيش فيه بكرامة!… – تداول الرّجل وزوجه في العائلة الثالثة على الكلام: قالت: ما الذي فعلنا حتّى نُعامل بهذه القسوة؟!.. معاملة كلاب!… نحن في تونس وتوانسة!… قانون!!! أثمّة قانون؟!.. ثمّة ربّي فقط وهو الوحيد القادر على إظهار حقّنا… قال: المرأة حامل؛ ولكنّهم مع ذلك سحلوها (المرا حبلى كركروها)… نبّهتهم: إنّها حبلى!… جاء الجواب: آه إنّها حبلى؛ وطفق يمرّر يده على بطنها يقول: حبلى!… حبلى!.. انقطع الرّجل عن الكلام وطفق يبكي مغلوبا مقهورا ويد الفاسق لا تغادر عينيه يمرّرها على بطن زوجه!!!… قلت وأنا أشاهد المقطع وأكتبه: شلّت يدا هذا الكلب ولعنه الله!… يتبع بإذن الله… عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك في 14 فيفري 2010
نشيد موطني موطني
من إهداء
محمد زريق
نصيبنا من المصارحة و المنا صحة( مرّة ثـانية)
تقديم : ( نصيبنا من المصارحة و المنا صحة) هو تعليق كنتُ قد قمت به منذ سنة و نصف تفاعلا مع ورقة تقدّم بها مجموعة من أعضاء حركة النهضة سمّوها ( مذّكرة مصارحة و منا صحة ) لطرحها على قواعدهم من أجل بلورتها والإقناع بها، ولكـنّها وقع الالتفاف عليها ، فبقيـت حبـيسة الكواليس الحزبية و لم تر النُّـور حتّى السّاعة كما كنّا توقعنا. و لا يزال مسلسل هذه المذّكرات مستمرا ولكن دائما تحت إمرة التنظيم وشروطه، فَيُستبعدُ من غَضِبَ عليه التنظيمُ و لو من دون وجه حقّ ، ويُـقَّرَبُ مَنْ رضِي عنه التنظيم . و في تقديري أن هذه المبادرات ستبقى مُـتَسِّـمة بعدم الجدّية طالما بقيت خاضعة لإملاءات وشروط خارجة عن إرادة الإصلاح والتفكير الحرّ. وإيمانا منّا بضرورة الإصلاح ، نحاول أن نساهم في إثراء هذا الحوار، ولو عن بُعْـدٍ وذلك لسببين : أوّلا لأننا استُبْعِدنا من هذا الحوار قسرا ، ولا ندري لماذا ؟ ، وثانيا لأن الملاحظات التي أبديناها في حقِّ المذكرة الأولى ينسحب أيضا على غيرها من المذكرات طالما أنّ الإطار لم يتغير ، والهدف هو نفسه. السبت 13فيفري2010 نصيبنا من المصارحة و المنا صحة. الحمد لله كثيرا فقد وفقني الله تعالى أخيرا أن اطلع على مذكرتكم( مصارحة و منا صحة) . وكان ذلك بعد إصرار منّي وإلحاح وأشكر لكم جهدكم الطيب أن شاء الله ، بل وأتفق مع جُلِّ ما ورد فيه من نصح ومصارحة. ولكُمْ أن تتساءلوا لماذا كل هذا الحرص و الإلحاح ؟ فأجيب أن مبعث هذا الحرص هو حُبّي واحترامي الكبير لكم من ناحية ، فجهدكم هذا أفتخر به، و ما يشغلكم أيضا يشغلني وأغلبكم يعرف ذلك.المهم عندي هو أنكم وُفِقتم في ملامسة واقع الحركة و تشخيصه ، كما وُفقتم أيضا في طرح جُملة من الأفكار الجديرة بإمعان النظر فيها وأخذها بعين الاعتبار في محاولة معالجة الأمور و إصلاحها. أسأل الله أن يُبارك جُهدكم ، فيرى هذا المجهود النور فلا تقفون عند هذه الخطوة بل تُتبعونها بخطوات عملية ميدانية جريئة لا تخافون في الله لـوْمة لائم عسانا َنـُـدْرِك ُ إصلاح ما يمكن إصلاحه والله المستعان على ما تصفون. ولكن بدوري لا أستطيع أن لا أصارحكم بما يخْـتَـلج في صدري أيها الأحبّة ما دمتم مُستعدين للمصارحة و المناصحة. إنّ مذكرتكم هذه ، بقدر ما أثارت في نفسي قدرا من الرّاحة و الاطمئنان، فهي خُطوة طالما انتظرناها ، بقدر ما أثارت في نفسي أيضا أقدارا من الشعور بالمرارة والتردد في مصارحتكم و التفاعل معكم، بل والشك في قدرتكم على تحمل مسؤولياتكم التاريخية حتى النهاية ،سائلا الله أن لا يكون شعوري هذا في محله، و سأبدي رأي في ذلك و أبين لماذا؟. و ما سأبديه من ملاحظات ليس المقصود منه هو إحباطكم أو التشكيك في نواياكم ، و إنّـما القصد منه هو النصح و المصارحة و التذكير ببعض المعاني التي قد تغيب عنكم وقد لا يشعر بها إلا من ظُـلم و لم يجد أحدا من أقرب إخوانه ليذّب عن عرضه و عن حقه في إبداء الرأي حتى و لو كان مخالفا للأكثرية. لا شك أن العمل معكم شرف لي وأنا مستعد لذلك رغم هذا التجاهل الذي أبديتموه تـُجاهي ولا أدري ما سببه؟ الحمد لله على كل حال،ولا يهم كثيرا معرفة السبب،المهم أني من جانبي سأوطن نفسي و أدربها و أذكرها بأن لا تعيش على ردود الأفعال، ففي ذلك ذهاب للريح والتعاون دائما خير، و الوحدة أوصانا بها الله في كتابه العزيز و جعلها مقصدا من مقاصد تشريعنا. و في كل الأحوال لا ضير أن يُخطئ إخواني في حقي أحيانا و أخطأ في حقهم أحيانا أخرى فيصبرون عليّ و أصبر عليهم، و نحن جميعا مأجورين ، خير لي ألف مرة من أن أصبر على غيرهم من خصوم المشروع الإسلامي صبرا مُذِلا قد يكون سببه ردود الأفعال والتوتر و حُبُّ الانتصار للذّات. وبناء على ما تقدم اسمحوا لي أيها الأحبة أن أبدي لكم ملاحظاتي على غير ترتيب راجيا منكم أن تقبلوها بصدر رحب، و ما هي في الأخير إلا رأي شخصي إن حالفني فيها التوفيق فذاك من فضل الله تعالى ، و إن كان الحال على غير ذلك فلا ألوم إلاّ نفسي وعزائي في كل ذلك أني ما أردت إلاّ النّـصْحُ و المصارحة و التّـذكير ببعض المعطيات حتى لا تكون ذاكرتنا ضعيفة، فلا نستفيد و لا نفيد ونبقى نراوح مكاننا. وبناء عليه فإنّ من جملة هذه الملاحظات أذكر: 1) أنّ مُذّكرتكم وردت فيها جملة من الأفكار القيّمة و المفيدة كما أشرت سابقا، و لكنّها إحقاقا للحق لم يكن ما ورد فيها من أفكار في أغلبه اكتشافا جديدا، بل قد سبقتها نداءات كانت قد رُفعت منذ وقت طويل في مناسبات كثيرة من قِبَل أفراد و مجموعات صغيرة كان هدفها الأوحد فيما أعلم، هو رفع لواء الإصلاح و التجديد في وقت نحسبه كان مناسبا للضغط من أجل الإصلاح الحقيقي. 2) وكان يكفي في هذا المقام أن نعود إلى تلك الورقات التي أ ُعدت من طرف مجموعة من الإخوة الكرام منذ اثنا عشر سنة الآن فنقرأها بكل موضوعية وعندها سنقف وتقفون على حقيقة ما نقول، بل قد نجد فيها أحيانا ما هو أبلغ و أشمل مما تكرمتم بطرحه علينا. وأمانة و خدمة للتاريخ قد ننشر هذه الورقات ليطلع عليها الإخوة وكل التونسيين في الداخل و الخارج فيطلعوا على جملة أراء كنّا قد رفعناها منذ ثماني سنوات الآن،وعندها قد يتبيّـن الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، فيحكموا لنا أو علينا. وما يحز في النّـفسِ اليوم هو أنّه رغم هذا المجهود المُضني حقيقة، فلا أحد من هؤلاء الإخوة الممضين عن المذكرة استجاب لهذه النداءات المتكررة و لو على استحياء، بل العكس تماما هو الذّي حصل من إخوة كنا ننتظر منهم ولو المساندة الجزئية و الرّمزية أو على الأقل أن يتقمصوا دور الحكم لا أكثر فيحصل لهم شرف محاولة التوحيد و الإنقاذ و الدفاع عن الضعيف حتى يأخذ حقه. و حتى لا نُـعمّم فإن هذا العتاب يعني إخوة باريس بصفة خاصة. إنّه انطباع قد حصل عند هؤلاء الإخوة الذّين سبقوكم بمثل هذا النوع من المناصحة و المصارحة، وأنا واحد منهم ، و هو انطباع وللأسف لا يعزز مسألة الثقة المتبادلة فيما بيننا و التي هي ضرورية لكل عمل إنساني جادّ و ذلك رغم التوافق الكامل تقريبا على جملة ما ناديتم به في مذكرتكم. 3) علمتنا التجربة أن مقولة الإصلاح من الدّاخل و المبالغة في ذلك ليست دائما مفيدة، بل هي أحيانا تخدم السائد من الأفكار و العقليات أكثر مما تخدم البعد الإصلاحي و التجديدي في حدّ ذاته إن لم تُـدّعم بِجُرعة من الضغط الخارجي. فالتنظيم رغم ضروريته وحاجتنا إليه ، فإنّ من مساوئه القُدرة العجيبة على إفراغ المبادرات التجديدية من مضامينها و احتواءها بالكامل أحيانا ولكن بشكل مُشوه في مرحلة أولى، ثُمّ ينفرد بأصحابها ليجعل منهم كبش فداء و سببا لكل داء في مرحلة لاحقة. وهو ما حصل و يحصل منذ زمن طويل. فالتنظيم بما يشتمل عليه من ميكانيزم و منطقِ دّاخلي خاص به، ومن وسائل و امكانيات دفاعية ذاتية هو بطبيعته آلية تدفع نحو المحافظة والاستقرار ولا تطيق التغيير و التجديد، و هو ما ينبغي أن يأخذه المجدّد أو المصلح بعين الاعتبار. وكسرا لهذه الهيمنة الداخلية للتنظيم أو إن شئتم للحزب فلابد من اللجوء و الاستعانة بالضغط الخارجي على التنظيم للحدّ من هيمنته و ضمان شيء من التوازن والتطور. فممارسة الضغط الخارجي على التنظيم متى كان مُقننا و مُنضبطا هو شرط من شروط العمل الحزبي العصري،و عامل من عوامل التطور. فالإصلاح الدّاخلي ،حتى و لو كان شأنا حزبيا خاصا،إذا أردناه أن يكون فعالا و سريعا ينبغي أن يمر أيضا، إلى جانب التوعية و الحوار الداخلي ، بالضغط والتحديات الخارجية. فالآلة التنظيمية لا تستجيب بسهولة للنداءات الإصلاحية الدّاخلية مهما كانت هذه النداءات قوية ومشروعة،كما يتوهم البعض، بقدر ما تستجيب وتخشى الضغط الخارجي وخاصة بالنسبة لحركة سياسية قاعدتها الشعبية عريضة ، كما هو الحال بالنسبة لحركتنا سابقا. فالإصلاح السياسي لم يكن شأنا حزبيا ضيّـقا و حسب، وإنما هو شأن وطنيّ جامع قبل كل شيء، عليه أن يجعل المصلحة العامة والعليا فوق كل اعتبار،و ما الإصلاح التنظيمي و الحزبي إلا مدخلا لتحقيق هذه المصلحة الأشمل ، و كُلَّما كانت المصلحة أعَمُّ تكون أولى بالاعتبار و التقدير. فترتيب البيت الدّاخلي ما يزيده الضغط الخارجي، بشرط ألاّ نسقط في عمليات جلد للذّات،إلا ترتيبا على ترتيب وجمالا على جمال، ألا ترى إلى الواحد منّا عندما يستضيف أحدا فإنّ انتباهه لترتيب بيته و نظافته و جماليته يتضاعف وقد يكون ذلك بدافع الحياء أحيانا أو بدافع احترام الضيف أحيانا أخري أو بدافع كليهما، المهم هو أن النتيجة النهائية لهذا النوع من الضغط لن تكون إلاّ خيرا أن شاء الله تعالى. هذا بالنسبة للضّـيف والصّديق، فما بالك بالمنافس؟ لا شك أن الحفاظ على وحدة التنظيم و تلاحم صفوفه ، هي شرط آخر من شروط الإصلاح ، لكن دون أن يكون ذلك على حساب الحريات، التي هي مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية،أو على حساب وأد الإضافات التجديدية لأن ذلك صمام تطورنا و تقدمنا وازدهارنا، بل وحياتنا الحرّة التي نحن بها جديرون. فالاستعانة بجُـرْعة من الضغط الخارجي لفرض الإصلاحات المطلوبة، و خاصة إذا ما أعيتنا الوسائل الداخلية ،هي أمر مطلوب وليست عيبا كما يريد أن يصَّور لنا ذلك أصحاب التنظيمات الاستبدادية و القهريّة بكل أشكالها و ألوانها. وفي هذا المقام يحضرني مثال الزعيمة الفرنسية مُرشحة الحزب الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة (سيقولان روايال )،(ـــ و المقارنة هنا هي في وجه دون وجه أو في بُعد دون سائر الأبعاد، وهو ما يعني أن المقارنة لا تتجاوز نقطة الاستعانة بالضغط الخارجي ـــ)، التّي ما كانت لتفرض نفسها على الحزب و باروناته الرّسمية والطّـبيعية حتّـى و لو كانت هي الأكفأ و الأولى لو لم تستعن على الآلة التنظيمية بالمناضلين القاعديين والرأي العام عن طريق « ديمقراطية المُشاركة » (1)الشعبية و المدنيّة و غير ذلك من الأشكال النضاليّة النَّـوعية. فبفضل هذه الآلية الدّيمقراطيّة انتصرت هذه الأخيرة على رموز مُختلف اتجاهات الحزب الإشتراكي،ابتداء من( دومينيك ستروس كان) الذي تحالف معه الوزير الأوّل والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية للحزب لسنة 2002م(ليونال جوسبان) وأنصاره ،وانتهاء ب(لوران فابيس) ومن تحالف معه من مثل (جون ليك ميلونشون) إلى (هونري إيمانيالي) زعيمي أقصى اليسار في الحزب الإشتراكي(2)، انتصارا ساحقا في انتخابات أولية داخل أنصار الحزب وأتباعه . وفي رأي الخاص ما كانت (روايال) لتخسر الانتخابات الرئاسية لولا خيانة زعماء الحزب لها . و بناء على ما تقدم، واستفادة من بعض التجارب و الشواهد، فقد نادينا بالشفافية والعلنية والضغط المدني و السّـلْمي بكل أشكاله و ألوانه. و نادينا،أيضا، بالقطع النِّهائي مع الازدواجية في الخطاب و الممارسة على المستوى الدّاخلي و الخارجي مهما كانت الدّواعي و الأسباب. نادينا بذلك كمنهج ثابت في التغيير و الإصلاح، و ليس كتكتيك ظرفي أو مناورة عابرة لتحقيق بعض المكاسب السياسية العابرة . وانطلاقا من هذه المقدمة فلا ينبغي أن يخيفنا أبدا الضغط الخارجي بل إنّ ذلك سيُقوينا ويُكسبنا المناعة و القدرة على التطور الدائم والمستمر،إذا ما تعاملنا معه بهذه الخلفية ، واعتبرناه مقدمة من مقدمات النجاح والتألق. 4) إنّ من شروط النجاح،أيضا ،اختيار الوقت المناسب الذي يساعد ويُهيء لهذا النَّجاح، وكذلك هو الشأن بالنسبة للإصلاح. وأعتقد أنّ ما تفضلتم بطرحه و عرضه ،لو قمتم به في فترة سابقة لكان أجدى وأنفع ، ولأنقذتم عددا مهما من أخلص إخواننا للمشروع من التهميش والاستقالة. 5) الإصلاح الحقيقي أن يكون خالصا لله ومرتبطا أساسا بالأفكار و المشاريع وليس بالأجندات التنظيمية الظرفية أو الأشخاص مهما كان وزن هؤلاء الأشخاص. لا ننكرُ ما لنوعية الأفراد من وزن في إحداث التغيير ولكن ليس إلى درجة أن يُصبح الشخص هو الفكرة و الفكرة هي الشخص. هذا ما ينبغي أن نقاومه جميعا في المستقبل لأن أمتنا في حاجة إلى فكر أصلاحي نهضوي مؤسس، وليست في حاجة ماسة إلى هذه الحدِّ، كما يعكس ذلك سلوكنا وخطابنا وخاصة المقروء منه، إلى ولاية فقيه من الفقهاء مهما كان هذا الفقيه على درجة من العلم والتّـقوى. هذا البعد في عملية الإصلاح لا بد من الانتباه إليه وإلاّ فإنّ احتمال تحول عملية الإصلاح على المدى البعيد إلى فكر استبدادي تبقى قائمة، حفظنا الله وإياكم من كل ظالم غاشم مستبد لا يرعى لله ولا لرسوله ولا للمؤمنين ذمة ولا حرمة. لهذه الأسباب وغيرها أوجه عتابي لكم ما دمتم تشاركوننا الرأي في ضرورة الإصلاح والحال أننا أعضاء في نفس الحركة على قدم المساواة على الأقل من الناحية النظرية. فلماذا لم تقفوا إلى جانبنا وتدافعوا عن حقنا في عرض أراء نا بشكل يتوفر فيه قدر من العدل و تكافوء الفرص. ولنفرض أننا ،كما تُـرَّوِجُون، كُـنّا متشنجين و متوترين و متهورين، فهل يكفي ذلك مبررا لتستخفوا بنا وأنتم تشهدون عملية إقصاءنا و تهميشنا،لا لكبير ذنب اقترفناه ،اللهم إلاّ بعض المناوشات التي كان مبعثها ردود أفعال طائشة والتي لم يسلم منها أي طرف من الأطراف سواء كان قاعديا أم قياديا؟ لماذا لم تساهموا في ترشيد أفكارنا وسلوكنا وتأخذوا بأيدينا وتعينوننا على الحقّ ما دمتم تؤمنون بنفس الأفكار؟ لماذا لم تدخلوا على الخط ،فنُـسّلم لكم،حينئذ، المبادرة و نحن على غاية السرور لأن الذّي كان يهمنا هو الإصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لا غير؟ والذي نفسي بيده لو كنت مكانكم لدافعت عن حقكم في إبداء رأيكم على قدم المساواة مع غيركم ما استطعت إلى ذلك سبيلا. ومع كل هذا فسأساندكم في مسعاكم بدون تحفظ و لا تردد. ولقائل منكم أن يقول : (ومن طلب منك أن تؤيد هذه المبادرة أو تباركها أو تنخرط فيها؟). وعندها أجيب: ( أنا اليوم رجل أشعر بقدر كبير من الحرّية والرّاحة النّـفسية رغم التجميد المسلط عليّ في الخفاء،وأحمد الله على كل ذلك، وما هذا الذي عبرت عنه إلاّ جزءا بسيطا من حقي في المصارحة والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم و كما يقول الرّسول صلى الله عليه و سلم 🙁 لا تُحقرّن من المعروف شيئا) سواء كان صادرا عني أو من إخواني ( ولو أن تلق أخاك بوجه طلق أو كما قال صلى الله عليه و سلم). وفي الأخير،لا أ ُخفيكم سعادتي بهذا التقدم العلمي الرهيب وخاصة في مجال التواصل والإعلامية الذّي بفضله أصبح الإنسان قادرا أن يُبلغ صوته عاليا وهو في بيته ،فلا يستطيع مخالفوه في الـرّأي أن يحجبوا عن النّاس رأيه ولو كان مخالفا لما هو سائد كما كان الحال في الثمانينات من القرن الماضي. والعولمة،إن كان لها من حسنات،فهي لا تتجاوز هذا المجال. هذا نصيبي من المصارحة والنصيحة، إخوة الدرب المبارك، إن أحببتم أضيفوه إلى مصارحتكم و مناصحتكم وإن أبيتم فاطرحوه أرضا والأيّام دول،فلا سلطان لي عليكم وإنّما أنا مُذكِر . إخوة الدِّين والوطن أسأل الله أن ينفع بكم وأن يسخركم لخدمة دينه، ويُخلص أعمالنا جميعا لوجهه الكريم، أنه سميع مجيب أخوكم مصطفى عبدالله ونيسي ليلة الإربعاء 4جوان2008 1+2) كنت سأوضح بعض الحيثيات عن هامشي 1و2باللغة الفرنسية ككتابة الأسماء مثلا ولكن ما استطعت أن أتحول من اللغة العربية إلى الفرنسية رغم كل ما بذلته، فالحاسوب لم يسمح بذلك، وسأضيف ذلك في صفحة مستقلة وأرسلها إليكم لاحقا، إن شاء الله تعالى.
مائدة مستديرة حول الاعلام الالكتروني
تونس (وات) مثل تطور الاعلام الالكتروني محور مائدة مستديرة نظمتها يوم السبت جريدة الاعلان بمناسبة احتفالها بصدور عددها /2000/ وذلك بمشاركة عدد من ممثلي وسائل الاعلام في تونس. وتم في هذا الاطار تقديم مداخلات حول/الصحافة الالكترونية اى واقع واية اشكالية/و/افاق الصحافة الالكترونية في تونس /و/المخاطر التي تتعرض لها الصحافة الالكترونية/. واكد السيد محمد قنطارة مدير عام المركز الافريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين في مداخلة تحت عنوان « الصحافة الالكترونية اى واقع واية اشكالية » على اهمية توفر الحرفية في مجال الصحافة الالكترونية وعلى احترام اخلاقيات المهنة. واوضح ان الصحف الالكترونية تمثل رافدا هاما يتوجب العناية به باعتبارها تفتح افاقا جديدة لتكريس حرية الراى والتعبير والنشر كما تفتح افاقا رحبة للابداع ولتشغيل الموارد البشرية في مجال الصحافة. وقد تطرق المتدخلون الى اهم المشاكل التي تهدد الصحافة الالكترونية والمتمثلة اساسا في حقوق التاليف والملكية الفكرية المهددة بفعل القرصنة والسرقات الصحفية بالاضافة الى مسالة التمويل المالي لمثل هذه الصحف وصعوبات الحصول على الاشهار مقارنة بالصحافة المكتوبة ونقص الصحفيين المختصين في مجال الكتابة الصحفية الالكترونية.
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات حكومية) بتاريخ 13 فيفري 2010)
مساعدات تونسية لنازحي حرب صعده
المؤتمر.نت – قالت سفارة الجمهورية التونسية بصنعاء أن فخامة الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس الجمهورية التونسية، وجه بإرسال طائرة محملة بمساعدات إنسانية لإغاثة نازحي صعده، تتمثل في مواد غذائية وطبية وأغطية. وتأتي هذه المساعدات في إطار تكريس عرى التعاون والتضامن بين الجمهورية التونسية والجمهورية اليمنية، وتجسيما لقيم التكافل ولعلاقات الأخوة العميقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، . وستصل طائرة المساعدات التونسية إلى صنعاء مساء غدا السبت 13 فبراير 2010 ، . و حسب بيان صحفي صادر عن القسم الصحفي بالسفارة التونسية سيرافق الطائرة ممثل عن الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي في حين سيكون في استقبالها سعادة سفير الجمهورية التونسية بصنعاء السيد توفيق جابر وعدد من المسؤولين اليمنيين وممثلي وسائل الإعلام. واشارت السفارة التونسية ان هذه المبادرة التونسية تأتي تعبيرا عن تضامن تونس قيادة وحكومة وشعبا مع اليمن الشقيق وفي إطار المدّ التضامني الذي عرفت به تونس.
في مؤتمر الخلل الجنسي الأطباء يطالبون بـ«الـفياغرا» لإنقاذ 40 بالمائة من التونسيين
تونس ـ الصباح أجمع عشرات الأطباء المشاركين في المؤتمر الثالث للجمعية التونسية والبحوث الجنسية والخلل الجنسي الذي اختتم أمس بمدينة سوسة على ضرورة ادخال عقار «فياغرا» للسوق الدوائية التونسية بعد ان اثبتت الدراسات ان 40 بالمائة من التونسيين يعانون خللا جنسيا، ويحتاجون هذا الدواء او مثيله. وبحسب دراسة حديثة قدمتها الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الجنسية والخلل الجنسي فقد تفاقم عدد الرجال المصابين بالخلل الجنسي وارتفعت نسبتهم التيتصل الى40 بالمائة في تونس، وبعد تأكد فاعلية «الفياغرا» في إنقاذ آلاف الرجال في العالم على اختلاف سنهم من تعطل أحد أهم مقومات الصحة أي الصحة الجنسية كما صنفتها منظمة الصحة العالمية، تغيب مبررات خلو الأسواق التونسية من الحبة الزرقاء في زحام آلاف الأسئلة التي اتفق على طرحها وضرورة الإجابة عنها عشرات الأطباء الذين التقيناهم خلال المؤتمر الدولي الثالث للجمعية التونسية للدراسات والبحوث الجنسية والخلل الجنسي الذي انعقد في سوسة أيام 12و13 فيفري بسوسة. وقال الدكتور الحبيب بوجناح رئيس الجمعية للصباح إن «ثلث الرجال الذين تجاوزت سنهم الأربعين سنة يعانون من الخلل الجنسي، وهو مرض ككل الأمراض يهدد الحياة الزوجية وغالبا ما يفضي إلى الطلاق». ويحظى هذا المرض بوجود أدوية تصل نسبة نجاعتها الى90 بالمائة وأبرزها «الفياغرا». مماطلة بلا مبرر أضاف الدكتور بو جناح: «لكن مع الأسف لا يوجد في تونس ورغم تدخلاتنا العديدة لدى سلطة الإشراف بوزارة الصحة العمومية ،إلا أن مطالبنا ظلت بلا مجيب حبيسة مكاتب المسؤولين كما تبقى آلاف الرجال في تونس بلا أمل في تحقيق حياة جنسية بدون إخفاقات». وعن الأعراض الجانبية للحبة الزرقاء والتي أودت بحياة 300 رجل في العالم منذ سنوات، قال السيد بوجناح «لا يخلو دواء من أعراض جانبية قد تصل حدتها في ظل الاستعمال الخاطئ إلى موت المستهلك. كما أنه يكفي أن يمتنع الصيادلة عن بيع «الفياغرا» بدون وصفة طبية دقيقة حتى نضمن نتائجها الايجابية». … جدار يرى الدكتور الحبيب بوجناح أن الحبة الزرقاء هي الحل الوحيد الذي يكفل للمصابين بالخلل الجنسي الشفاء وممارسة حياتهم الجنسية بلا عوائق تمعن في بناء جدار بين الزوجين غالبا ما يضفي إلى نتائج لا تحمد عقباها. وهو ما أكده السيد يحيى الطرابلسي طبيب بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة حيث قال «الخلل الجنسي معضلة تطرح يوميا في المؤتمرات العلمية بالعالم ويعكف مئات العلماء على إيجاد حلول وأدوية لهذا المرض الخطير باعتمادات خيالية من ألاف الدولارات.ولان وجدت عديد البلدان الحل في الحبة الزرقاء ويعبر مستهلكيها عن رضائهم التام بعد انجلاء كابوس طالما أرهقهم،لا يزال ملف «الفياغرا» قيد الدرس في تونس ولا تزال المخاوف تلف الموضوع وتضعنا في حيرة من أمر مسؤولين يماطلون في الإجابة عن أسئلة موضوعية.» عديد الأطباء أثثوا فقرات تعرضوا خلالها للصحة الإنجابية والجديد في معالجة الخلل الجنسي، واتفقت الآراء على ضرورة حماية الحياة الزوجية من تسرب الفتور للعلاقة الجنسية وبالتالي، ضمور المشاعر واستحالة الاستمرار ،فالطلاق. كماأكد السيد سفيان الزريبي طبيب مختص في الأمراض النفسية لـ «الصباح» أن السبب المباشر لـ60بالمائة من حالات الطلاق في تونس هو المعاشرة الجنسية الغير سوية والتي لا تستجيب لرغبات احد الزوجين أو كلاهما، فتصلهما إلى طريق مسدود ويجدون الحل في الطلاق والاختفاء وراء مشاكل يومية عابرة. حبة السعادة ولتفادي كل هذه المشاكل، قال الدكتور مرسي عمار «يمكننا أن نقلص من عدد قضايا الطلاق التي ترفع إلى المحاكم بالآلاف بأن يقع تمكين كل من يعاني من خلال جنسي من «حبة السعادة» كما يصفها البعض، إذ أن الرجل الشرقي يقبل بالمعاناة من الخلل الجنسي في صمت ، وتقف وراء ذلك الموروثات التقليدية التي تملي على الرجل ضرورة التكتم على «العيوب المتصلة بالرجولة» فيخلف ذلك عقدا تجر وراءها مشاكل زوجية لا تنتهي إلا بالطلاق في تونس بينما تنهيها «الفياغرا» في البلدان الأخرى. ذكرى بكاري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 فيفري 2010)
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 07/02/2010 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي
الرسالة رقم 736على موقع الانترنت الإصلاح لا يتوقف
الحلقة العاشرة و الأخيرة :يمكن ان تشكل كتيبا هاما خطاب الرئيس يوم 22/01/2010 اعطانا فرصة جديدة للتذكير و الكتابة لمزيد الاصلاح
إن الإصلاح متواصل و لا يتوقف و ليس قوالب جامدة.. و في كل امة في العالم الإصلاح متواصل و التغيير مستمر و يتحقق.. و الطموحات لن تنتهي.. و لن ترضى بالحرمان… و بالبطالة.. و الجهل.. و الخصاصة.. و الظلم.. و الإهانة.. و التفاوت بين الجهات و الأجيال.. و التجاوزات.. و التمييز بين المواطنين.. و غير ذلك من الأمور المتفشية.. فالإصلاح مطلوب.. و النقد محبذ .. و الكتابة بحرية عالية و جرأة هي ضرورة حتمية للتطور و التقدم.. و المقترحات مفيدة و هادفة لمزيد الإصلاح المنشود.. و من حق كل مواطن تونسي يعيش في ارض الوطن من حدود بنقردان إلى حدود عين دراهم و ببوش و تمغزة و ساقية سيدي يوسف وقلعة سنان.. وكل ابنائنا في المهجر في ليبيا و السعودية و قطر و عمان و مصر و الكويت و في فرنسا و ألمانيا و سويسرا و هولاندا و كندا و ايطاليا و أمريكا هم أبناء تونس.. لهم حق المواطنة.. و حق التعبير.. و حق الرأي.. و الكتابة.. و الحوار في الفضائيات.. و لا احد يسمح لنفسه بمنع مواطن تونسي في المهجر من حرية التعبير و الحوار و الإدلاء برأيه و ما يراه صالحا.. باعتباره حرا و مواطنا تونسيا.. يهمه الشأن الوطني التونسي.. ويهمه أن يقترح و يدلي برأيه بحرية.. و لا يمكن لأي مسؤول مهما كان منصبه في المجتمع أن يمنع مواطنا في حق التعبير.. و هذا الأمر يدخل في نطاق حقوق الإنسان… كما انه لا يسمح لأي مواطن أن ينصب نفسه حكما.. و قاضيا.. و فقيها.. و محللا.. و ناطقا رسميا.. و معلما.. و مناضلا.. له حق منح و إهداء المواطنة لمن يشاء.. و ينزعها ممن يشاء.. هذا العهد انتهى وولى مع الاستعمار.. وكافح الشعب التونسي من اجل الكرامة و الحرية و السيادة .. و حقق الله مساعي الشعب.. و كلل الله جهود الزعماء… وفي طليعتهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة.. و الحمد لله منحنا الله قيادة حكيمة رشيدة.. تحقق على يديها النصر المبين و السيادة و أرسى أركان الدولة العصرية. و اليوم أصبح شعبنا حرا طليقا كريما عزيزا لا يرضى بالعودة إلى المسكنة.. أو توزيع تيكات.. ‘هذا متاعنا وهذا ضدنا’ و ‘هذا اكبر خطر’.. و كل من تحدثه نفسه بإسناد شهائد الوطنية فهو على خطأ ومغرور.. فلنترك الشعب حرا طليقا.. تصديقا للقولة المشهورة لأمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا. وكفى تفريق الصفوف.. و كفى اتهام الأحرار.. و كفى توزيع التيكات.. و كفى إقصاء و تهميش ثلة من خيرة إطاراتنا.. و كفى زرع بذور الفتنة.. و كفى تشتيت الشمل.. و كفى إبعاد خيرة شبابنا.. و كفى بث التفرقة.. وكفى طمس الحقائق و إخفائها.. و كفى تعتيم الإعلام.. وكفى منع المناضلين من الكتابة في الصحافة.. وكفى إبعاد بعض المناضلين من الحوار.. و كفى من استمرار إعطاء التعليمات تحت الطاولة.. و لنعمل على مساعدة رئيسنا بوضوح و مصداقية ودون انتهازية و منافع.. مثل رموز الحركة الوطنية و الرعيل الأول في النضال الوطني.. الذين ساعدوا الزعيم الراحل بوفائهم.. و نظافتهم.. و ثقتهم.. و سلوكهم.. و حياتهم النضالية .. و بعضهم رحل على الدنيا الفانية و لم يترك دارا و لا دينارا ولا شجرا. هذا هو المطلوب اليوم لمزيد الإصلاح.. لا حلب البقرة حتى لا يبقى فيها قطرة ليوم الغد.. فهناك أجيال و أطفال و مليوني تلميذ و تلميذة في المدارس.. غدا إن شاء الله يتخرجون و يطالبون بالشغل.. و المسكن.. و العلاج.. و الكرامة.. و الحرية الكاملة.. هذه بعض الخواطر أسوقها في الحلقة العاشرة.. عسى أن يستوعبها الجميع.. و يفهمها أصحاب المنافع و الطموحات و السعي إلا إلى المادة و المزيد المزيد.. فلا يمكن انه يفكر احدهم أو مجموعة باستغلال الفرص و الظروف و ننسى إن حق الشغل و السكن و العلاج و الخبرة لكل أبناء الوطن.. و لا يمكن أن يتقاضى احدهم وزوجته أكثر من أجور و مرتبات 50 أستاذ .. و ما زال يسعى للمزيد و للزيادة و لم يشبع من المال ووسخ الدنيا.. ختاما أتقدم بالمقترحات التالية لتفريك الرمانة.. و هل طعمها لذيذ ولونها احمر.. و لا يمكن أن تبقى الرمانة مغلقة إلى يوم يبعثون.. وبعضهم يردد أن الرمانة ‘بنينة’ وطعمها لذيذ لأنه أكل منها وشبع وحده… ستة عشر : إلغاء مناظرة الكاباس في التعليم الثانوي و اعتماد اقدمية إسناد الأستاذية ابتداء من 2002 و 2003 .. و عددهم حوالي 9 الاف طالب تقريبا.. و هذا هو العدل السياسي و الاجتماعي. سبعة عشر : التأكيد على إلحاق مصالح السجل العدلي بوزارة السيادة العدل و حقوق الإنسان.. و بذلك تصبح بطاقة رقم 3 من مشمولات وزارة العدل و حقوق الإنسان.. على غرار إلحاق مصالح السجون بنفس الوزارة.. و هذا هو المنصف لدعم حقوق المواطن بسرعة و دون استثناء. ثمانية عشر : إلحاق إسناد شهادة الإقامة إلى مصالح البلديات في قسم الحالة المدنية و في مناطق الريف تصبح من مشمولات العمد.. و إلغاء طلب شهادة الإقامة عند ترسيم التلامذة الجدد في إطار تبسيط الاجراات لا تعقيدها . تسعة عشر : العمل على منح جواز السفر لكل من يطلبه بعد قضاء مدة الحكم حسبما نص عليه الدستور .. هذا بالنسبة لمن زلت قدمهم في قضايا.. أما بقية الشرائح فالجواز حق شرعي منحه الدستور الصادر منذ عام 1959 بعد الاستقلال.. الدستور الذي حرره أبطال. عشرين : اقترح تسوية أصحاب شهادة الكفاءة من شباب تونس قبل شهر جوان 2010 .. في مجال مهنة المحاماة المسندة من أقطار المغرب العربي طبقا لاتفاقيات الاتحاد. واحد وعشرين : تعميم التمثيل في المناصب الادارية و السياسية بين كل الجهات و الأجيال.. بأكثر عدل و إنصاف.. فلا يمكن لجهة منها 8 معتمدين و 3 ولاة و جهة غير ممثلة إطلاقا.. مثل معتمدية الحنشة ولاية صفاقس.. وكذلك ولاية المهدية غير ممثلة حاليا في المناصب الوزارية وهي عاصمة تاريخية.. ومثل ولايات بنزرت وزغوان وسليانة وجندوبة وتطاوين. ملاحظة هامة: نرجو مزيد الإصلاح.. و الإصلاح لا يحتاج الى ‘اجتهاد’ او استثناء و هو حق لكل مواطن.. و قد عالج سيادة الرئيس مباشرة بعض الحالات و أعطى تعليماته الواضحة لتسليم عديد الجوازات لأصحابها حالا.. و هو حق مشروع.. و كلما علم الرئيس بحالات استثنائية يبادر فورا بإنهاء المشكل و تسوية الوضعية و معالجة الإشكال.. و اعتقد أن المقترحات التي ساهمت بها في الحلقات الثلاثة الأخيرة تعبر عن ما يخالج أغلبية الشعب التونسي و الشباب.. في داخل الوطن و في المهجر عموما.. و ان مقالاتي المعبرة و الصريحة و الصادقة هي التي تفيد الوطن.. و تساعد النظام القائم.. و تدعم الإصلاحات في بلادنا.. و تعمق الشعور بالمواطنة.. و تزيد في دعم مصداقية العمل الحكومي.. و تدفع بتونس المستقلة إلى الأمام… و تكرس فعلا سياسة العهد الجديد.. و تجسم خطاب الرئيس يوم 22/1/2010 .. و توحد القلوب.. و تزيد في مكانة تونس.. و بالتالي ترفع من شان الوطن في الداخل و الخارج.. و تسحب البساط من تحت أقدام المتشددين المتاجرين و السماسرة.. و الله ولي التوفيق. قال الله تعالى ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب» ( هود 88 )) صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي 22.022.354
الجزائر: انتقادات رسمية لهجمات باريس على قانون تجريم الاستعمار
2010-02-14 الجزائر – حسين بوجمعة
جاء أول رد فعل رسمي من الجزائر، على الانتقادات التي وجهها عدد من البرلمانيين الفرنسيين، ووزير الخارجية برنار كوشنير، إلى مشروع قانون تجريم الاستعمار الفرنسي بالجزائر الذي اقترحه 120 نائبا جزائريا من مختلف الأحزاب السياسية، من قبل عبدالعزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الذي أكد أن الجزائر سيدة في قراراتها، وتشرع ما تراه مناسبا من قوانين، وفقا لما يخدم مصالحها، دون أن تولي أهمية لوجهة النظر الفرنسية في الموضوع. وقال بلخادم في مؤتمر صحافي، عقده أمس الأول، عقب إشرافه على اجتماع قادة حزب جبهة التحرير، الذي يتولى أمانته العامة: « إن البرلمان الجزائري له السيادة الكاملة، فيما يخص سن أي قانون يراه مناسبا لخدمة الشعب الجزائري ». كما استبعد بلخادم « فرضية رضوخ الجزائر للضغط الفرنسي »، مؤكدا: « أن مقترح تجريم الاستعمار الفرنسي، سيأخذ مساره القانوني، وأن مكتب المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان الجزائري) لم يرفض المبادرة، وإنما طلب من مندوب أصحاب المقترح إعادة صياغته من الناحية الشكلية حتى يتماشى مع ما ينص عليه القانون ». من جانبه، انتقد بشدة النائب البرلماني محمد حديبي، عن حركة « النهضة » (الإسلامية)، التي يعود إليها الفضل في مقترح مشروع قانون لتجريم الاستعمار الفرنسي بالجزائر، موقف نواب الجمعية الوطنية الفرنسية، بقوله: « كان لا بد على النواب الفرنسيين الاحتكام إلى ضميرهم البرلماني والمهني، من أجل استشعار مسؤولية النائب الجزائري في الدفاع عن بلده وسيادته ». مؤكداً أن « مواقف هؤلاء النواب الفرنسيين لن يكون لها أي أثر على نواب البرلمان الجزائري، الذين هم مقتنعون، أن إرادتهم نابعة من الشعب الذي عليهم الدفاع عن مصالحه وكرامته ». وشدد حديبي في تصريح للعرب، التأكيد على أن جل نواب البرلمان عازمون على الذهاب بمشروع تجريم المستعمر الفرنسي إلى النهاية، لاسيَّما أن هناك إشارات أكثر من إيجابية، صدرت من مختلف الجهات الفاعلة بالجزائر، تؤيد فكرة إنجاح المبادرة، من أجل وقف فرنسا عند حدها. وأوضح يقول: « لو كانت الدولة الجزائرية، طالبت من فترة بعيدة بحق الاعتذار والتعويض، لما تجرأت فرنسا بإهانة الجزائريين، من خلال قرارها الأخير بإجراء تفتيش دقيق على الرعايا الجزائريين بالمطارات الفرنسية ». مؤكداً أنه في حالة فشل البرلمان الجزائري في إقرار قانون يدين جرائم المستعمر الفرنسي خلال فترة تواجده بالجزائر التي دامت 132 سنة، فإن حادثة المروحة قد تتكرر في أية لحظة، وذلك في إشارة إلى قرار الإمبراطورية الفرنسية، احتلال الجزائر عام 1830، بحجة أن أحد مندوبيها الرسميين أهين من قبل حاكم الجزائر يومذاك الداي حسين، الذي أشار عليه بمروحة كان يحملها في يده. وبعد أن توقع إمكانية مصادقة البرلمان الجزائري على مشروع قانون تجريم الاستعمار، الذي جاء في 20 بندا، خلال الدورة الربيعية القادمة، أوضح حديبي، أن أهم ما يتخوف منه الفرنسيون من المشروع، هو وجود مادة قانونية في المبادرة تنص على إنشاء محاكم جزائية لمحاكمة مجرمي الاستعمار الفرنسي. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 14 فيفري 2010)
من بينهم القائد وسيف الإسلام
قرار لسلطات الكيان السويسري بمنع مئة وثمانية وثمانين ١٨٨ شخصية ليبية من دخول أراضيها
أصدرت سلطات الكيان السويسري قراراً يقضي بمنع مئة وثمانية وثمانين شخصية ليبية من دخول أراضي هذا الكيان..
وعلمت « أويا » أن القائمة ضمت قائد الثورة وأفراد أسرته ومنهم سيف الإسلام القذافي رئيس مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية وعدد من الشخصيات المسؤولة في أمانة مؤتمر الشعب العام واللجنة الشعبية العامة و مسؤولون اقتصاديون وبعض القيادات العسكرية والأمنية. وصرح مسؤول ليبي رفيع المستوى أن هذا القرار سيضر بمصالح سويسرا أولاً ولن يحقق ما ترجو إليه منه، وسيقابل بإجراءات رادعة انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل إذا لم يتم العدول عنه وقبل فوات الأوان . ويأتي هذا التصعيد السويسري بالرغم من زيارة الرئيس السويسري إلى ليبيا العام الماضي واعتذاره عن الإساءة التي لحقت بالدبلوماسي الليبي هانيبال القذافي وأسرته في كانتون جينيف . ويرى المراقبون أن قرار سلطات الكيان السويسري سيكون عاملاً رئيساً في فشل كل المساعي الإقليمية والدولية المبذولة من أجل احتواء الخلاف وتقريب الفجوة بين البلدين. (المصدر: « أويا » (يومية قريبة من سيف الإسلام القذافي – ليبيا) بتاريخ 14 فيفري 2010) الرابط:
http://www.oealibya.com
الصراعات الجديدة حول رموز الوجود الإسلامي في الغرب عندما تتدخل السياسة في الدين باسم العلمانية!
رشيد بن زين – باتريك هاني / 13-02-2010 في يوم 29 نوفمبر 2009 أقر الشعب السويسري إدخال بند في الدستور الفيدرالي ينص على حظر بناء أي مآذن جديدة في البلاد، ويعارض به كل نصائح رفض الاستفتاء التي قدمتها الحكومة ومعظم القوى السياسية والدينية على حد سواء. وقد أثار الاستفتاء موجة من الشعور بالدهشة والغضب في أغلبية بلدان أوروبا، ومع أنه لا سوابق لهذا الاستفتاء في أوروبا أو خارجها، فإن الحوار الذي أطلقه لم يكن فريدا من نوعه؛ إذ في الوقت الذي كانت تناقش فيه سويسرا قضية المآذن كانت فرنسا تشهد جدلا آخر يمزقها حول مسألتي البرقع والهوية الوطنية. وإن فتحت هذه القضايا المختلفة بدعوى الدفاع عن العلمانية جراء الانتشار الإسلامي المزعوم في القارة القديمة فستختم خلافا معها؛ إذ تشارك في إعادة مركزية الشأن الديني و »قدسيته »؛ بسبب الحماية التي تضمنها تمسك أوروبا بمبادئ حقوق الاعتقاد! إن التصويت السويسري الأخير والمناقشات الراهنة في فرنسا حول البرقع والهوية الوطنية، كل ذلك يشير إلى خلل جديد في الحوار العام في أوروبا، الدين يعود إلى الفضاء العام عبر خطاب عاطفي وشعبوي يناقشه بغرض التأكيد على خطره، فقد اعتدنا أن تظهر باستمرار أثناء الحوارات حول الوجود الإسلامي في الغرب مواقف تناقش الإسلام كعقيدة وكمنظومة قيم، وهي تأتي عادة بطلب منه أن يصلح نفسه ليكون موافقا لما يزعم أنها « القيم الغربية » (على الرغم من أن كل الأدلة العلمية، سواء في الدراسات التاريخية أو في العلوم الاجتماعية، تكذب هذه الرؤية)، ومن ثم فقد أصبح الإسلام مثل مرآة للهويات الغربية المأزومة. فإن كان من بادر بفرض هذا الحوار هم من كبار المسئولين والمفكرين فعلينا أن نسأل إذن عن تعريف « الإسلام المقبول »، أو الموافق لقيم الغرب، وهل هو يعد ضمن مسئولية أهل السياسة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل ينبغي أن يعالج الشأن الديني بواسطة القوانين والدساتير؟ لقد أصبح الإسلام في قلب الحوار حول هوية فرنسا الوطنية، مثلما كانت مناقشة العقيدة الإسلامية مركزية طيلة الحملات الإعلامية التي سبقت وتلت استفتاء 29 نوفمبر؛ إذ تجاوز الحوار سريعا مسألة المآذن بذاتها لينفتح على الإسلام بشتى أبعاده: عقيدة وعبادات ومعاملات. أخذ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زمام المبادرة، في عمود رأي نشرته جريدة « لوموند » يوم 9 ديسمبر، داعيا المسلمين فيه إلى احترام التراث المسيحي لفرنسا وقيم الجمهورية، وبالتالي وضع الإسلام في قلب الحوار الفرنسي حول مسألة هويته الوطنية، وصارت تُطرح في كل مكان مسألة حدود الشأن الديني، هل يعد البرقع من الواجبات الدينية التي فرضتها النصوص الإسلامية على النساء المسلمات؟ وهل تعد المئذنة من أركان الإسلام أم منتج الثقافة والتاريخ؟ تدخل السياسة في هذا الشأن الديني (عبر تحديد حدود الفضاء الديني، وفرض أحكام القيم، وتعريف معنى الرموز الدينية)، يعتبر أولا مخالفة لمبادئ العلمانية التي تقر الفصل بين الشأنين الديني والسياسي، وأكثر من ذلك كله يقوم هذا التدخل على التعامل مع الإسلام كقضية ثيولوجية أو عقائدية محضة، بدلا من أن يأخذ بعين الاعتبار أولا الواقع الحقيقي للمسلمين في الغرب؛ أي الإسلام المعيش، ومن ثم ينتظر من الإسلام أن يكون بصيغ مختلفة: « إسلام فرنسي » أو « إسلام جمهوري » أو « إسلام مستنير » أو، أخيرا وليس آخرا، « إسلام… لائيكي » (laïcالعلمانية السياسية الفرنسيةعتقاد الذي يدافع عنه كل دساتير الدول الغربيةه ومبادئ المجتمع المحاط به، إسلام … ). وهنا، في سويسرا، فرض إسلام بلاد البلقان نفسه كقدوة لكونه « متواضعا » أو « معلمنا ». لكن ما يطلب من الشأن الديني هو أكثر من احترام القانون فحسب، بل إنه توافق أوسع بين قيمه الأساسية ومبادئ المجتمع المحيط به، فما يخرج عن صيغة التوافق هذه (أي يخالف هذا النموذج المثالي المذكور) سيصبح مشكوكا فيه وقابلا للحظر. ولكن الدين في الغرب محمي بحرية الاعتقاد التي تدافع عنها كل دساتير الدول الغربية، وتستند -ضمن أسباب أخرى- مناقشات حول مكانة الرموز الدينية المذكورة في العقيدة الإسلامية ومحاولات إخراجها منها، وإعادة تعريفها كأجزاء من التاريخ أو الثقافة إلى ضرورة التمييز بين الديني وما هو غير ديني؛ لفتح فضاء قابل لممارسات المنع والحظر، فلا يعد حظر المآذن -مثلا- من الانتهاكات للحريات الدينية ما دامت تندرج -أي المآذن- في « خانة » المظاهر الثقافية للإسلام، وليس في إطار أركانه الأساسية، ومن ثم لا يمثل الحظر مخالفة لحرية الاعتقاد! وقد سمعنا هذه الفرضية مرارا وتكرارا على لسان مناصري منع بناء المآذن في سويسرا أو دعاة تجريم النقاب في فرنسا أثناء المناقشات التي نظمتها البعثة البرلمانية المكلفة بالملف. ولا يختلف المنطق من بلد إلى بلد، ويتبع باستمرار نفس السيرورة: في الأول يقوم الحوار السياسي بتعريف حدود المجال الديني (عبر البحث عن التمييز بين ما هو ديني وما هو ثقافي أو تاريخي)، ثم يفرض الحوار السياسي معاني للرموز الدينية المثيرة للجدل (الحجاب يعني الطاعة للزوج، والمئذنة تعني الانتشار والهيمنة السياسة وإشارة للفتح الإسلامي)، ثم الإعلان عن عدم التوافق بين الرمز الديني-ثقافي، وقيم المجتمع المحاط به، ثم أخيرا قمعه، كما حدث في فرنسا في عام 2004 مع قانون منع الرموز الدينية في المدارس العامة، وفي سويسرا مع التعديل الدستوري الذي أقره الشعب عن طريق الاستفتاء. إن تحديد حدود الدين يعتبر طريقا لفتح مجال « شرعي » للقمع، إن هذا المنطق يؤدي حتما إلى فتح المجال إلى الجدل الديني، ففي حين ناقشت فرنسا قانون منع الحجاب في المدارس، ذهب الرئيس ساركوزي إلى مصر ليطلب من الإمام الأكبر لجامعة الأزهر فتوى تتفق مع إرادته. وفي سويسرا تنصح الحركة السويسرية لمكافحة المد الإسلامي (le mouvement suisse contre l’islamisation) بقراءة القرآن للاستفادة منه في نقض حجج الإسلاميين! وأوسكار فرايزنجر، أحد أقطاب الاستفتاء السويسري، دخل في إحدى المناظرات التلفزيونية حاملا القرآن في يده، وفتح المناظرة وواجه فيها المفكر المسلم طارق رمضان بتفسير (خاص له بطبيعة الحال) لمعنى الأذان! ولكن حتى إن وجدنا آثارًا للمئذنة أو للبرقع في نصوص القرآن والحديث، فهل هذا الوجود سيزيد قبولهما عند المواطنين السويسريين والفرنسيين؟ ولو كانت هذه المظاهر الدينية تزعجهم فهل سيذهب القلق في حال استنادها إلى شرعية دينية غير قابلة للنقاش؟! إن طرح الموضوع بهذه الطريقة يعتمد على خطأين: أولهما يستمد من أننا نعطي للنصوص الدينية دورا توجيهيا في الشأنين السياسي والاجتماعي، وثانيهما: هو رفض إعطاء الدين أي أبعاد تاريخية أو ثقافية، وحصره في نصوصه التأسيسية، وخطورة هذه الطريقة من التفكير أنها تؤكد الأطروحة الأصولية التي لا تعترف إلا بالنصوص وتحارب كل إبداعات التاريخ في المجال الديني لاعتبار أنها تشبه نوعا من البدعة، في الوقت الذي تطالب فيه مسلمي الغرب بالتخلص منها! لا شك أن التصاعد المستمر للجاليات الإسلامية ونمو الجمعيات والمنظمات موضوع ينبغي الحديث عنه، لكن لابد للحوار السياسي أن يحترم هو بدوره مبادئ العلمانية التي يدعو المسلمين إلى قبولها. وإن تم ذلك فعلى الغرب ألا ينظر إلى الوجود الإسلامي في بلاده من باب التوافق (بين الإسلام كعقيدة والغرب كحضارة موحدة)، وما يتلو من مطالب لإصلاح الإسلام، وأن نطلب من المسلمين، بدلا من إصلاح العقيدة الإسلامية، أن يحترموا القانون، تماما مثل باقي المواطنين.. وهذا احترام لمبدأ العلمانية. أستاذ زائر في جامعة أيكس أن بروفانس باحث سويسري (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 13 فيفري 2010)