الثلاثاء، 18 يوليو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2248 du 18.07.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محمد العكروت الرجل يحتضر بيان من جمعية ضحايا التعذيب بتونس إلى الرأي العام التونسي الرابطـة التونسـة للدفاع عن حقـوق الإنسـان: بيــــــــــان حزب الوحدة الشعبية: بـيـان الشروق: تأجيل الجلسة العامة الخارقة لجمعية القضاة الشروق:  جامعة التعليم العالي: المحاضرون يقررون الطعن في المؤتمر ورفع الأمر الى القضاء… كلمة:حوارمع الدكتور خليل الزاوية حول التحرّك الاحتجاجي للأطباء الجامعيين كلمة: طرائف “نوّاب” الشعب أثناء مناقشتهم لقانون مكافحة الإرهاب رسالة اللقاء رقم 9: المشروع الإسلامي التونسي وأولوية النقد الذاتي وضرورة البناء؟ نورالدين ختروشي: رسالة إلى الحي رأيناه يموت الامجد الباجي : القواد علي قاسمي: جامعة الدول العربية الحل في الحل  الهادي المثلوثي: سجل أنا إرهابي في مقارعة الإرهاب الصباح: نجيب البوزيري يدلي بشهادة تاريخية: ** أحداث الساقية كانت مريعة… خاصة لما وقع قذف القنابل على المدرسة الابتدائية مؤسسة التميمي منبر نقاش حول: بدايات اتحاد الطلبة (1952-1960)، مسيرة التعاضد (1962-1969) ومحاكمة مجموعة الوحدة الشعبية (1977) محيط : الحزن يخيم علي حفل افتتاح الدورة الـ 42 لمهرجان قرطاج الدولي الجزيرة.نت: عرض مسرحي تونسي ياباني يفتتح مهرجان قرطاج الدولي إيلاف: فيلم تونسي يسخر من النفاق الاجتماعي الشروق: قرابة 2000 مشارك في كاستينغ ستار أكاديمي المغرب العربي يحلمون بالشهرة الجزيرة.نت: إخوان مصر يدينون أنظمة عربية ويطلبون دعم حزب الله رويترز: استطلاع يكشف عن تأييد هائل من الإسرائيليين للهجوم على لبنان إسلام أون لاين: رؤية فرنسية.. حزب الله لم يغامر وحساباته ذاتية القدس العربي: حوار صريح ومثير مع المفكر العربي محمد عابد الجابري:** لا يوجد سيد من دون وجود عبد فإذا غير العبد شروطه تغير السيد ! توفيق المديني : المكسيك تختار الاستمرار في النهج الليبرالي


 
Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 


 

أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831   تونس في: 18 جويلية 2006  

بـــــــــيان الرجل يحتضر

 
مضى اليوم أربعون يوما على دخول المناضل السياسي السيد محمد العكروت المقيم حاليا بالسجن المدني 9 أفريل بتونس في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بأبسط الحقوق التي يضمنها له قانون السجون غير أن الإدارة العامة للسجون لم تستجب لتلك الطلبات الشرعية و هو ما أدى لمواصلة الإضراب و قد تدهورت الحالة الصحية للسيد محمد العكروت و صارت عائلته تخشى على حياته و قد منعت من زيارته الأسبوع الماضي مما زاد في شكوكها و حيرتها .

و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن ابن السجين السياسي السيد محمد العكروت بعث ببرقيات لرئاسة الجمهورية و وزارتي الداخلية و العدل و قد علمت الجمعية أيضا أن أخبارا متواترة صادرة عن عائلات المساجين السياسيين الذين قاموا بزيارات لذويهم خلال الفترة الأخيرة تفيد أن حالة المناضل السياسي محمد العكروت أصبحت متدهورة للغاية خاصة و أنه لم يعد يتناول شيئا و أن إضراب الجوع الذي يقوم به لم يعد مقتصرا على عدم تناول الطعام بل تعدى ذلك الى الامتناع الكلي عن شرب المياه و تناول السكر.

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطلق صيحة فزع من هذه الوضعية الصحية المتردية للسجين السياسي     و تطلب من كافة الجمعيات الحقوقية المحلية و الدولية التدخل السريع لإنقاذ حياة السيد محمد العكروت و الاستجابة لمطالبه المشروعة و حقه في المعالجة و السراح الشرطي و تلفت نظر المسؤولين إلى أن بقاء عدد كبير من المساجين السياسيين في السجن طيلة 15 عاما و أكثر من شأنه أن يؤدي إلى حالة من الضعف و الهزال البدني و استشراء الأمراض مما يفقد المساجين السياسيين المناعة و يدخلهم في حالة يأس ناتجة عن عدم قبولهم لوضعهم داخل السجون و هي إذ تشير لهذه الوضعية تذكر بأن حالة اليأس التي أصبح عليها المساجين السياسيون اضطرتهم للدخول في اضرابات مفتوحة عن الطعام أدت لتدهور صحتهم و أشرف البعض منهم على الهلاك مع الإشارة بأن عدم الاستجابة لطلبهم في العلاج في الوقت المناسب أدى لاستفحال المرض و عدم جدوى العلاج بعد فوات الأوان و هو ما أدى لوفاة البعض منهم مثل ما حصل لمساجين الرأي علي الدريدي و عبد الجواد عبود        و أخيرا الهاشمي المكي.

رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


ASSOCIATION DES VICTIMES DE TORTURE EN TUNISIE

GENEVE, SUISSE

Case postale 533    1290 Versoix Genève SUISSEEmail : avtt @tiscali.ch - avttnsie@gmail.com 

بسم الله الرحمن الرحيم

ناصر المستضعفين و قاسم الجبارين و منتقم من المتخاذلين

 

بيان من جمعية ضحايا التعذيب بتونس إلى الرأي العام التونسي

 

إنا لله وإنا إليه راجعون

عهدا علينا يا الهاشمي المكي و من سبقوه

من شهداء تونس

 

تلقينا نبأ وفاة الأخ الهاشمي المكي السجين السياسي السابق, وقد وافاه الأجل بعد صراع طويل و مرير مع المرض الذي أصابه وهو في السجن بسبب حرمانه من ابسط حقوقه  الذي أقرته القوانين الدولية و الشرعية و لكن لا يخفي على أحد الطبيعة الدموية لهذا النظام المستكبر المستبد الجبان.

 

لكم منا العهد جميعا يا أبناء تونس البررة إننا لن نركع و لن نخضع و لن نتخاذل حتى يتّم مقاضاة في المحاكم الدولية من اجل ارتكاب جرائم في حق الإنسان التونسي كل من أمر و عذّب و ساهم وتعاون من قريب أو من بعيد حتى و لو كان بالكلمة(هذا ما  أقره البند العاشر من المعاهدة الدولية لمناهضة التعذيب للأمم المتحدة، الذي يجرم كمثل فاعله كل من تآمر و ساهم في التعدي على الحرمة الجسدية للإنسان)، كفاكم يا من خنتم الأمانة يا من جعلتم من التونسي يخاف حتى من خياله من الرّعب الذي زرعت موهوا فيه تعديا على كرامة و حرمة المواطن التونسي و لكن و ربّ الكعبة لم و لن تنعموا بالراحة و لن تفلتوا من العقاب حسب القوانين و المعاهدات الدولية التي تفننتم في الموافقة و الإمضاء عليها، كفاكم الإفلات من العقاب جاء وقت الحساب.

جنيف، في 18/07/2007

عن الجمعية

عبد الناصر نايت ليمان

 

 

1-قد سبق و إن أثبتنا جدارتنا في جمعية ضحايا التعذيب بتونس على جعل من المجرم عبد الله القلال في الماضي القريب يفرّ كالفار من القضاء السويسري من مستشفى بجنيف، و هو في حالة صحية رثّة حسب شهادة الطبيب الذي كان يتابع حالته بعد أن أصدر و كيل الجمهورية مدينة جنيف (السيد برنار برتوزا) بطاقة تفتيش و إيقاف و تحويل على العدالة من اجل ارتكاب جريمة التعذيب بعد شكوى جنائية تقدم بها ضحية من ضحاياه مقيم بجنيف.

2مع العلم إن القضاء السويسري سيصدر حكما غيابيا بعد العطلة الصيفية لسنة 2006 إن شاء الله اثر تقديم شكوى مدنية الأولى من نوعها في صيف 2004 في حق المدعي عليهما عبد الله القلال و الحكومة التونسية من أجل الضرر الذي سببه التعذيب الوحشي الذي تعرض له ضحية من ضحاياهم  بعد أن رفضت الحكومة التونسية و وزيرها السابق للداخلية  عبد الله القلال  الاستجابة لدعوي التي وجهت لهما عن طريق القنوات الدبلوماسية للمثول أمام العدالة بتاريخ 09/06/05 و مع تعنت النظام التونسي و وزيره في تجاهل الدعوات المتكررة من القضاء السويسري أمهل هذا الأخير في الرائد الرسمي للحكومة جنيف مهلة للنظام التونسي و وزيره 30 يوما ابتداء من 29/03/2006، و إن لم يستجيبا فيصدر حكمه غيابيا استنادا على المعاهدة الدولية الممضاة من طرف الحكومتين التونسية و السويسرية، و التي تجبر الطرفين الالتزام بها.    


 الرابطــــة التونسيــــة للدفــــاع عن حقـــــوق الإنســــان   تونس في 18 جويلية2006 بيــــــــــان  
مرة أخرى، تقدم إسرائيل على القيام بعدوان شامل وظالم على سيادة دولة عربية هي لبنان، إلى جانب استمرارها في محالة ضرب إرادة الشعب الفلسطيني وتركيعه بكل وسائل القمع والتجويع والحصار.                       إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، تدين بشدة ما تمارسه الدولة الصهيونية من إرهاب وتدمير للبنى التحتية للبنان وتقتيل للأبرياء والمدنيين من نساء وأطفال ومرضى بين لبنانيين وأجانب، ومسح كامل للقرى والبلدات على طريقة الإبادة الجماعية، وتقطيع لأوصال الدولة اللبنانية، واعتداء على وسائل الإعلام والصحافيين.كما تدين بشدة الإصرار الصهيوني على تصعيد العدوان ضد شعبي فلسطين ولبنان وتقتيل المواطنين الأبرياء وتدمير البلدين ورفض كل النداءات لوقف إطلاق النار . كما تندد الرابطة بمواقف الإدارة الأمريكية الداعمة بدون تحفظ للسياسات الصهيونية العدوانية ، ودون مراعاة للقانون الإنساني ومبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والشعوب.                                  كما تعبر الرابطة عن سخطها على مواقف الأنظمة العربية التي، لم تكتف هذه المرة بالتفرج والمتابعة عن بعد، بل كادت أن تبحث عن مبررات للعدوان الإسرائيلي، متجاهلة الأسباب العميقة والحقيقة التي أوصلت المنطقة إلى طريق مسدود. وتتساءل الرابطة عن دور جامعة الدول العربية، حيث بدت غير قادرة على توحيد مواقف الحكومات، أو تلبية الحد الأدنى من تطلعات الشعوب العربية ومطالبها.
                      والرابطة إذ تقف إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني في نضالهما المشروع من أجل صد العدوان واسترجاع الحقوق المسلوبة، تدعو حركة حقوق الإنسان العالمية بمنظماتها ومؤسساتها ونشطائها إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على الحكومات الغربية التي تقاطعت أهدافها مرة أخرى مع أهداف إسرائيل، ودعوة الأمم المتحدة التي خذلت شعوب المنطقة مرة أخرى بعدم حزمها لإيقاف المجازر وحمامات الدم.
          كما تدعو الرابطة الرأي العام التونسي، ومنظمات المجتمع المدني إلى التحرك للتعبير عن التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، وذلك من خلال التنسيق واستنفاد كل الإمكانات والوسائل المتاحة.                                                                                                                                       الرئيــــس       المختـــار الطريفـــي

حزب الوحدة الشعبية  تونس في 13 جويلية 2006   بـيـان          يتابع حزب الوحدة الشعبية بانشغال بالغ مجريات العدوان الغاشم الذي يستهدف لبنان المناضل ، ويتعتبر أنه حلقة أخرى تضاف إلى سلسلة الاعتداءات الصهيونية وتأكيد متجدد على الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني وللعقيدة التي تسنده ودليلا على المأزق الذي يتخبط فيه القادة الصهاينة الذين لا يجدون غير الإرهاب أسلوبا للتعاطي مع المستجدات.
        ويعتبر المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية هذا العدوان تصعيدا خطيرا للوضع في منطقة المشرق العربي وتهديدا جديا لسلامة لبنان واستقراره ورسالة لكل العرب تدعوهم للتحرّك العاجل قبل فوات الأوان.
        وإن المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية إذ يشجب هذا العدوان ويدينه فإنه يندد بمواقف الإدارة الأمريكية وبكل  المواقف التي تنحاز للممارسات الصهيونية وتحاول تبريرها متناسية بذلك أبسط قواعد الشرعية الدولية وأدنى الحقوق المشروعة للشعوب.
        ولا يسع المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية إلا أن يتوجه بتحية التقدير والإكبار للأسرى العرب والفلسطينيين القابعين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وإلى المقاومة في فلسطين ولبنان داعيا النظام الرسمي العربي إلى تحرّك عاجل وموقف صريح وواضح في إدانة العدوان الصهيوني والتواطؤ الأمريكي وفي التضامن الصريح مع أبناء لبنان وفلسطين ومع سوريا ومع كل القوى والأطراف التي يستهدفها العدوان الصهيوني.   الأمين العام  محمد بوشيحة  


* تجمع تضامني في باريس مع الشعبين الفلسطيني واللبناني *

 

تضامنا مع  الشعبين الفلسطيني و اللبناني لما يتعرضان له من اعتداءات إسرائيلية وبدعوة من أكثر  من عشرة جمعيات فرنسية سيتم غدا
 
الأربعاء 19/07/2006 تجمع  على الساعة  18 و 30 دقيقة بمحطة les Invalides جهة المترو ( في باريس)
 وذلك تحت شعارات:
·       أوقفوا حالا القصف. ·       التضامن مع الشعبين الفلسطيني  و اللبناني. ·       وساطة عالمية من اجل تبادل الأسرى. ·       لا لاصطفاف فرنسا مع السياسات الأمريكية. ·       احترام وتطبيق القوانين  والقرارات الدولية لصالح الشعب الفلسطيني.

 

تأجيل الجلسة العامة الخارقة لجمعية القضاة

 

* تونس ـ الشروق: تقرّر تأجيل الجلسة العامة الخارقة للعادة لجمعية القضاة الى يوم 31 جويلية الجاري، بقرار من المجلس الوطني الطارئ المنعقد يوم السبت الفارط نظرا لعدم اكتمال النصاب القانوني وهو ثلثا المنخرطين.
وكان المكتب التنفيذي دعا في بلاغ الى جلسة عامة خارقة للعادة ليوم 15 جويلية 2006 للنظـر في تنقيح القانون الأساسي للجمعية، وحضر الى نادي القضاة بسكرة زهاء الثلاثمائة قاض وقاضية، لكن القانون الأساسي يشترط حضور ثلثي المنخرطين ـ حوالي 1200 قاض وقاضية ـ حتى تكون الجلسة الخارقة للعادة قانونية، وعليه فقد انعقد مجلس وطني طارئ، وفق القانون الأساسي وقرّر أن تنعقد الجلسة يوم 31 جويلية الجاري، وعندها تكون قانونية مهما كان عدد الحضور.
عبّاس يوضّح
وقبل إعلان التأجيل كان الاستاذ خالد عباس رئيس الجمعية تحدث في كلمة مقتضبة عن الدواعي والخلفيات الحقيقية من وراء الرغبة في تنقيح القانون الأساسي للجمعية، اذ أفاد الحاضرين بأن المسألة تعود الى توصية صادرة عن المجلس الوطني المنعقد يوم 26 فيفري الفارط، وأكد عباس أن المكتب التنفيذي بتركيبته الحالية، (تسعة أعضاء اثنان منهم من داخل الجمهورية)، لم ينعقد الا في مناسبة واحدة، وهو بحسب رأيه ما من شأنه أن يساهم في تعطيل أعمال المكتب التنفيذي واجتماعاته وخاصة الطارئة منها، كما أكد رئيس جمعية القضاة، أن الأمر لا يرمي الى إقصاء محاكم داخل الجمهورية، كما روّج له البعض، اذ أن القضاة يعلمون بأن سلطة القرار في الجمعية تعود الى المجلس الوطني، وهو ممثل في غالبية تركيبته من أعضاء من محاكم داخل الجمهورية، وأكد الأستاذ خالد عباس ان هناك رغبة وتوجها نحو إعادة تركيبة المكتب التنفيذي الى الصيغة القديمة وهي سبعة أعضاء فقط من تونس الكبرى، بهدف ضمان نجاعة وسرعة أعمال واجتماعات المكتب التنفيذي.   * سليم العجرودي   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 18 جويلية 2006)   


جامعة التعليم العالي:

المحاضرون يقررون الطعن في المؤتمر ورفع الأمر الى القضاء…

تونس ـ الشروق :   ستواجه المركزية النقابية قضية عدلية جديدة سترفع أمام القضاء ضد قرارها بحل النقابة العامة للمحاضرين وأساتذة التعليم العالي. نقابة المحاضرين والتي يتحمل مسؤولية الكتابة العامة فيها السيد ناجي الغربي قررت رفع قضية عدلية للطعن في قرار حلّها والطعن في المؤتمر التوحيدي لنقابات التعليم العالي وهو المؤتمر الذي انعقد يوم 15 جويلية الجاري وأفرز هيكلا نقابيا جديدا هو الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وأفرز المؤتمر الذي انعقد بنزل أميلكار انتخاب سامي العوادي «كاتبا عاما للجامعة اضافة الى انتخاب كل من سفيان عزوز وأحمد ذويبي وسليم زواري واسكندر حشيشة والشاذلي سوا وسعاد السلامي وخالد نويصر وعبد الستار السحباني.
ويأتي قرار نقابة المحاضرين برفع الامر الى القضاء على خلفية رفضها لقرار حلّها ولقرار التوحيد القسري. وقالت المصادر ان القضية ستكون استعجالية وان نقابة المحاضرين ستتمسك بشرعيتها كهيكل نقابي قانوني يمثل المحاضرين وأساتذة التعليم العالي. ويرى المراقبون أن رفع قضية جديدة ضد المركزية النقابية يعني بالضرورة أن أزمة التمثيل النقابي في التعليم العالي تظل متواصلة خاصة بعد عقد مؤتمر توحيدي دون وفاق كامل وشامل مع مختلف اطراف الازمة.
وترى نقابة المحاضرين انه تم الزج بها في أزمة نقابة التعليم العالي والبحث العلمي وتم بعث جامعة جديدة للقطاع على حساب وجودها الشرعي والنضالي والتاريخي. من جهة أخرى علمت «الشروق» أن الاطراف التي تمثل التيار المستقل في أزمة نقابة التعليم العالي أكّدت انطلاقها في مشاورات واتصالات بخصوص الازمة مع تأكيدها على رفض القرارات المنبثقة في مؤتمر 15 جويلية وعدم اعترافها بالهيئة المنبثقة عنه. تطورات جديدة ستعرفها أزمة التمثيل النقابي للتعليم العالي، تطورات بدايتها ستكون انطلاقا من مؤتمر 15 جويلية خاصة بعد ردود الفعل الكثيرة ضده من أطراف عديدة داخل القطاع.   سفيان الاسود   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 18 جويلية 2006)  


استهانة قامت المصالح الإدارية بدعوة الباحثين التونسيين المشاركين بأبحاثهم في مدونة ” ابن خلدون. البحر الأبيض المتوسط: ازدهار الإمبراطوريات وأفولها”التي نظمتها إسبانيا بمناسبة الاحتفال بمرور ستة قرون على وفاته إلى مركز الفرز بمطار تونس قرطاج كي يدفعوا معلوما عن النسخة المبعوثة إلى كل واحد منهم من هذه المدونة.   ألم يكن الأجدر تجنيب الباحثين متاعب التنقل ودفع معلوم الطرد المرسل لهم وهم من خيرة ما أنجبت تونس؟ ألم يكن الأجدر تكريمهم وشكرهم على المجهود الذي قاموا به في التعريف بتونس وبابن خلدون؟ الباحثون المشاركون في مدونة بن خلدون هم محمد الطالبي وعبد المجيد الشرفي والطاهر الهمامي وجمعة شيخة وحسناء الطرابلسي.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)    شهيد استشهد الهادي بن احمد بن رمضان بركية وهو أصيل سوسة في سهل البقاع بلبنان أثناء العدوان الإسرائيلي على موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة يوم الأحد 28 ماي 2006. وكان الشهيد المكنى بأبو نبيل التونسي التحق بصفوف الجبهة وعمره 17 سنة . وهو متزوج وله أربعة أبناء.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)   

اعتداءات على رجال التعليم

أصدرت النقابة العامة للتعليم الثانوي بصفاقس بيانا شجبت فيه الاعتداء الجسدي على عدد من الأساتذة خلال السنة الماضية، واعتبرتها اعتداء خطيرا على كرامة المدرسين واستهدافا لحرمتهم. كما طالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات وباتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها أن تصون حرمة المدرّس والمدرسة.   وقد تصاعد نسق الاعتداءات مع نهاية السنة ليشمل الأساتذة سامي الفريخة بالحنشة وزهرة المبروكي ببئر علي أثناء الدورة الاولى لامتحان الباكالوريا من طرف عدد من التلاميذ. كما عمد ناظر الدراسات بالمعهد الثانوي 7 نوفمبر ببئر علي يوم الجمعة 30 جوان 2006 إلى الاعتداء بالعنف الشديد داخل قاعة الأساتذة على السيد عيادي غزيل الكاتب العام للنقابة ببئر علي مما خلف له أضرارا بدنيّة استوجبت نقله للمستشفى. كما عمد الكاتب العام للجامعة الحزبية بالحنشة إلى التهجم المجاني ضد عموم المدرسين متهما إياهم بعدم المسؤولية والتكالب على المادة.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)    الحزب والدولة لازم والي تونس السيد منذر الفريجي الأمين العام للتجمع الدستوري خلال زيارة العمل التي أداها إلى المرسى وقرطاج بما في ذلك الاجتماعات الحزبية التي التأمت بلجنة التنسيق وجامعة قرطاج الدستورية وشعبة قمرت. وتساءل الملاحظون هل يقوم السيد الوالي بمرافقة الامناء العامين للأحزاب الاخرى عندما يقومون بنشاطات حزبية في دائرة مشمولاته الترابية؟   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)   

قرار اوروبي جديد

أصدر البرلمان الاوروبي قرارا يوم الخميس الماضي انتقد فيه الشركات التي تتواطؤ مع الحكومتين التونسية والصينية لممارسة الرقابة على الانترنت. كما انتقد القرار بلدانا اخرى في نفس المعنى مع التركيز على دور بعض الشركات بالذات في توفير التجهيزات والمعدات اللازمة لحجب المواقع. وذكر القرار شركتي ” سيكيور كمبيوتنغ Secure Computing و”فورتينات” Fortinet اللتين قال أنهما تزودان تونس بتلك التجهيزات. كما أشار إلى ان ” وانادو” وهي فرع من مجموعة “فرانس تيليكوم” أطلقت أخيرا خدمة مشتركة مع شركة ” بلانات تونس” بينما حجبت الحكومة التونسية جميع المواقع المعارضة لها.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)    محاكمتان قررت المحكمة تأجيل النظر في قضية الشقيقين مروان وماهر بزيوش المتهمين بالتطوع للقتال في العراق اللذين مثلا أمامها يوم 12 جويلية الجاري إلى شهر أكتوبر القادم. كما نظرت المحكمة العسكرية في نفس اليوم في قضية المواطنين توفيق السالمي (أصيل سيدي بوزيد) وعلي بن سليمان ( اصيل الحامة) اللذين شاركا في حرب البوسنة ثم سلمتهما لوكسمبورغ وايطاليا للسلطات التونسية علما أن مبنى التهم الموجهة هو احتمال استعمال خبرتهما في حرب البوسنة لمهاجمة أهداف أمريكية.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)    تجمع تضامني أقامت فعاليات المجتمع المدني بالقيروان وفي مقدمتها رابطة حقوق الإنسان والاتحاد الجهوي للشغل تجمعا ضخما يوم الاربعاء 12 جويلية تضامنا مع عمال المصانع الميكانيكية المغاربية (ايسوزو) في مقر العمل بعد إقفال المصنع وما تبعه من مصاعب اجتماعية للعمال. ومن المفروض ان تكون انعفقدت جلسة في الغرض في وزارة الشؤون الاجتماعية يوم الخميس 13 جويلية لايجاد تسوية لاوضاع العمال.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)    مصداقية الشهادات علق الناجحون في مناظرة الكاباس الذين تم إقصاؤهم من التدريس على الموقف الذي أعلنته الحكومة يوم 11 جويلية بشان مصداقية الشهادات الجامعية التونسية في بيان ارسل إلى “الموقف” مؤكدين ان التجاوزات الخطرة المتمثلة في استثنائهم من الشغل رغم نجاحهم في الاختبارات، على خلفية نشاطاتهم النقابية والسياسية، تشكل طعنا في مصداقية اكبر مناظرة وطنية تؤهل لسوق الشغل، ودعوا إلى تسوية أوضاعهم وتمتيعهم بحقهم في العمل.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)    سطو أقيمت في قابس مسابقات شبابية بين المؤسسات التربوية بالجهة حول مضامين مجلة الأحوال الشخصية بمناسبة الذكرى الخمسين لصدورها. لكن “التجمع الدستوري” أبى إلا أن يُستحوذ على هذه النشاطات التربوية فكلف عضو ديوانه السياسي السيدة أليفة فاروق بالإشراف على تكريم المشاركين والمشاركات في مقر لجنة التنسيق، كما نُقل معرض المبدعات في الصناعات التقليدية إلى “دار التجمع” وأصبح يسمى … “معرض إبداعات المرأة التجمعية”.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)    مؤتمرات سخنة لم تقتصر الحرارة في فصل الصيف على الأحوال الجوية بل اجتاحت أيضا المؤتمرات الجهوية لاتحاد الصناعة والتجارة في أكثر من ولاية. ولعلها بلغت الذروة في صفاقس حيث تم تأجيل المؤتمر وإلغاء جميع الترشحات المقدمة لعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد وتجميد نشاط السيد المنصف خماخم عضو المكتب التنفيذي الجهوي من كل هياكل الإتحاد من دون كشف اسباب هذا القرار الغريب عشية مؤتمر جهوي هام، خصوصا أن السيد خماخم الذي سبق أن تولى مسؤولية الإتحاد الجهوي معروف بجسارة مواقفه ووزنه الأدبي لدى رجال الأعمال بالجهة. ومعلوم أن قيادة المنظمة عملت على إزاحته من الكتابة العامة في مطلع السنة الجارية وحل محله السيد الطاهر السلامي.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)    لقاء التقى أحمد الرحموني رئيس جمعية القضاة التونسيين وأعضاء المكتب التنفيذي الشرعي وسيلة الكعبي وكلثوم كنو وروضة القرافي وعضوة الهيئة الإدارية ليلى بحرية مع وفد من المحامين الفرنسيين ضم الأساتذة ايف ربيكي عميد هيئة محامي باريس وبول ألبار أيفنس العميد الأسبق للهيئة وفرانك ناتالي رئيس مجلس عمداء فرنسا. وقد تم خلال هذا اللقاء عرض الوضع الذي تردت فيه الجمعية بعد الانقلاب على هيئتها الشرعية وتداعياته على نشطائها بعد تعرضهم لنقل تعسفية.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006) 


تـنـقـيـح ينظم المكتب التنفيذي المنصب على جمعية القضاة جلسة عامة خارقة للعادة لتنقيح القانون الأساسي للجمعية في فصله 13. ويهدف تعديل هذا الفصل إلى إلغاء توسيع المكتب التنفيذي والرجوع إلى التركيبة السابقة أي سبعة أعضاء وحصرهم في إقليم تونس. ويتولى رئاسة اللجنة المكلفة بتنقيح القانون القاضي محرز الهمامي وعضوية القضاة طارق براهم ومهذب الشواشي.   وحسب قضاة مستقلين فإن الغاية من هذا التنقيح هي قطع الطريق أمام القضاة من خارج اقليم تونس لعضوية المكتب خاصة بعد نقل كل القضاة المعروفين بسمعتهم الطيبة إلى داخل الجمهورية.   ويجدر التذكير بأن تنقيح الفصل 13 بصيغته الحالية تم خلال المدة النيابية 2003 / 2004 وجاء نتيجة نضالات كبيرة للقضاة لتوسيع تركيبة المكتب التنفيذي ليشمل تمثيل أكثر عدد من القضاة من خارج إقليم تونس وتمكن القضاة داخل الجمهورية من حق العضوية.   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 368 بتاريخ 14 يوليو 2006)

 

الله أكبر ينعى «أمينه العام» عمرو موسى وجميع من له به صلة رحم أو نسب.. وكذلك كل دول المسلمين وأقطار العرب العزيز عليهم المغفور له «السلام» الذي مات منذ ثلاثة أيام تغمد اللّــه الفقيد برحمته الواسعة في أقرب أوان.. ورزق ذويه جميل الصمت والنسيان   محمد قلبي   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 18 جويلية 2006)  

محيط ضريح الولي الصالح سيدي محرز

 لوحظ خلال هذه الأيام صدور روائح كريهة جدا وأوساخ متأتية وصادرة عن أنواع من الفضلات بين مدرجي الولي الصالح سيدي محرز بالمدينة العتيقة بالعاصمة وعلاوة على هذا فإن عديد الفوانيس الموضوعة هناك باتت معطبة ولم تمتد لها أيادي البلدية بالتعهد والإصلاح مما حوّل المحيط إلى ظلام دامس. وإننا نلفت لهذا بلدية جامعة الزيتونة لتتولى إصلاح الفوانيس ولتتعهد محيط الضريح المشار إليه بالنظافة بدل تركه على تلك الحال.   وثائق علمنا، أن الدكتور عبد الجليل التميمي، مدير مؤسسة التميمي للبحث والدراسات والتوثيق، سلم في الآونة الأخيرة إلى المكتبة الوطنية، ما يزيد عن ستمائة وثيقة أصلية من وثائق الوزير الأكبر خير الدين باشا.. وكان التميمي سلم المكتبة الوطنية خلال السنة المنقضية، أكثر من 580 وثيقة مماثلة وهي وثائق تكتسي أهمية تاريخية بالغة.   رصد جوي علمنا أن الديوان الوطني للرصد الجوي اختار شركة «كوروبور سيستام» الفرنسية لاقتناء نظام استقبال فضائي من الجيل الثاني.. وتقدر قيمة الصفقة بنحو 57 ألف أورو أي ما يناهز 90 ألف دينار تونسي.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 18 جويلية 2006) 


 

الوزير الأول يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس

 

تونس 18 جويلية 2006 (وات) استقبل السيد محمد الغنوشي الوزير الاول يوم الثلاثاء في قصر الحكومة بالقصبة السيد ويليام هودسون سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس الذى ادى له زيارة توديع بمناسبة انتهاء مهامه بالبلاد التونسية.

 

وتناول هذا اللقاء مسيرة العلاقات بين البلدين والامكانيات المتاحة لمزيد دفع التعاون الثنائي وتنويع مجالاته.

 

(المصدر: موقع وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 18 جويلية 2006)


الدكتور خليل الزاوية حول التحرّك الاحتجاجي للأطباء الجامعيين

“نطالب إعادة الاعتبار للمستشفى الجامعي باعتباره المرجع في علاج التونسيين”

 
أجرى الحديث: عمر المستيري   شهد قطاع الصحة العمومية خلال الأسابيع الماضية تحركات اجتماعية ضخمة للعاملين في القطاع تدّل على مدى تدهور الخدمات داخل المستشفيات التونسية وعلى عمق التأزم الحاصل في العلاقة بين سلط الإشراف والهياكل الممثلة للمهنيين. من بين التحركات المشهودة نذكر مبادرة الأطباء والصيادلة الجامعيين لحمل الشارة الحمراء على مدى أسبوع في نهاية شهر ماي والتي نجحت إلى أبعد الحدود حيث اتسعت حتى إلى أعضاء بارزين في هياكل الحزب الحاكم وأجبر نجاح هذه المبادرة الوزارة على إرسال مندوبين لها لاطلاع ميدانيا على ظروف عمل الأطباء كما سارعت إلى البدء في أشغال كانت معطلة منذ سنوات طويلة داخل بعض الأقسام. إلا أنّ الأطباء اعتبروا أنّ الحكومة مصرّة على تجاهل مطالبهم وواصلوا التحرك فقاموا بتجمّع عام داخل كلية الطب بتونس في بداية شهر جوان ثمّ هدّدوا بشنّ إضراب عن كلّ الأنشطة الخارجة عن العلاج الاستعجالي حددّوا له يوم 5 جويلية تمّ التراجع عنه بعد ا، قبلت الوزارة بالتفاوض حول إحدى أهمّ مطالبهم وهي منحة المناوبة. لإنارة القراء على مغزى غضب الأطباء والحديث عن الأوضاع داخل المستشفيات التونسية أجرينا حديثا مطولا مع الدكتور خليل الزاوية الكاتب العام لنقابة الأطباء الجامعيين التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل.   كلمة : من النادر أن يقدم قطاعكم على تحركات احتجاجية مثل التي قمتم بها أخيرا. هل هناك مطالب خصوصية دفعتكم إليها ؟ د. خليل الزاوية : تعكس تحركاتنا قبل كلّ شيء انشغالا عميقا من جراء تدهور خطير عرفته الخدمات الاستشفائية خلال السنوات الأخيرة. فالحالة في المستشفيات الجامعية تتسم بنقص فادح في التجهيزات الثقيلة مقارنة بالقطاع الخاص. فالمستشفيات ليست مجهّزة بآلة (lithotripteur ) التي تكسّر حجر الكلى بالليزر (هناك واحدة بمستشفى شارل نيكول لكنّها معطّبة ولم تعد تعمل). فالمريض الذي يحتاج إلى علاج بهذه الآلة والذي يتمتع بتغطية اجتماعية سيذهب إلى القطاع الخاص الذي سينتفع بثمن المعالجة أي ما يقارب 300 دينار… وفي حالة عدم تمتّع هذا المريض بتغطية من الصناديق الاجتماعية واضطراره إلى المعالجة في المستشفيات العمومية فلا يبقى من خيار إلا أن تجرى عليه عملية جراحية (!) مع كلّ ما ينجرّ عن ذلك من ارتفاع للمخاطر الصحية وللتكلفة التي تفوق الـ500 دينار. هذا المثل الذي يخص مئات الحالات سنويا يعطي فكرة عن الخسائر الضخمة التي تتخلد كاهل المستشفيات من جراء النقص في التجهيزات. والحال مثله يخص آلات التصوير المغنطيسي Irm التي تداعيت ولم يقع تجديدها منذ سنوات طويلة… وآلة الـscanner multibarettes التي يوجد منها 3 في القطاع الخاص ولا واحدة في القطاع العام… بصفة عامة يمكن أن نلاحظ تقهقرا للقطاع العام مقارنة بالقطاع الخاص، إضافة إلى الصعوبات في توفير الأدوية والأدوية الحيوية وفي إجراء بعض التحاليل التي تتفاقم تكلفتها يوما بعد آخر. مثال للمستشفيات ذات الميزانيات غير المتوازنة مستشفى شارل نيكول فهو متخلد في ذمته ما يقارب 15 مليارات ولسنا ندري كيف سنسدد ذلك.   إنّنا اليوم نحتاج إلى 1000 دينار إضافية  لنعود إلى المستوى المعيشي الذي كنّا نتمتّع به سنة 1990   س : هذا ناجم عن خيار الحكومة تقليص الاستثمار العمومي في المستشفيات. ماذا عن مطالبكم الخصوصية ؟

ج : في خضم هذه الظروف المهنية المتدهورة يرى الطبيب تراجع في قيمة راتبه. لقد خلصت دراسة لأحد المختصين في الاقتصاد إلى أنّ راتب الطبيب الجامعي تراجع منذ سنة 1990 إلى يومنا هذا بما يقارب ألف دينار. وهذا يعني أنّنا اليوم نحتاج إلى 1000 دينار إضافية لنعود إلى المستوى المعيشي الذي كنّا نتمتّع به سنة 1990. فالتدهور في المداخيل يقود الكثير من الأطباء الجامعيون إلى مواجة صعوبات جمّة في تجديد سيارته كلّ 6 أو 7 سنوات وحتى في تسديد القرض لاقتناء الشقّة… المشارك في الملتقايات العلمية الدولية تقلصت من جرّاء ارتفاع التكلفة وتراجع المنحة التي توفّرها الوزارة. إنّ انشغال الطبيب اليوم بتسديد أبسط النفقات مثل تسديد فاتورة الماء والكهرباء والديون المتخلدة بذمته أصبح اليوم يؤثّر سلبا على مردوده المهني من معالجة المرضى وتأطير الطلبة والمساهمة في الامتحانات، إذ صار يفكر باستمرار في كيف سيحصل على المال.   س : مطلبكم إذن ينحصر في الزيادة في الأجور ؟   ج : هناك عدة نشاطات يقوم بها الأطباء في قطاعهم لم يأخذوا نصيبهم بما فيه الكفاية. فالزملاء يشرفون على المناظرات العلمية بمقابل هزيل. وأحسن مثال هو مناظرة résidanat لدخول طب الاختصاص وجدنا أنّه على كلّ ورقة امتحان يتم إصلاحها يتقاضى الأستاذ الجامعي أقل من 500 مليم أي أقل ممّا يتقاضاه مدرسو التعليم الثانوي في إصلاح امتحانات الباكالوريا… هذا دون اعتبار مصاريف التنقّل بالنسبة للزملاء القادمين من داخل الجمهورية. بالنسبة إلى المنحة المعطاة على المناوبة هي غير مضبوطة ولا تقوم على مقاييس علمية، يريدون منّا أن نقوم بمناوبة على عين المكان دون أن نعود إلى منازلنا أي أن نقيم 24 ساعة في المستشفى. أنّنا نعمل 6 ساعات ويريدون إضافة 18 ساعة. نحن مستعدّون لكن بشرط أن يكون الأجر مثل أجر الـ6 ساعات على الأقلّ باعتبار أنّ الساعات الأخرى ليليّة، ونحن نعمل 18 ساعة أي 3 مرات فترة دوامنا الرسمية بمنحة 60 دينارا فقط. للمقارنة، أشير فقط إلى أنّ المتربّصون – الذين لم يقدّموا بعد أطروحاتهم – يبيعون لبعضهم حصص المناوبة بمقابل مالي (ليعوّض الواحد زميله) مقابل 60 دينارا ويصل في أيام العطل والأعياد الرسمية إلى 80 دينارا. يعني أنّ الطبيب الجامعي والأستاذ المساعد يتقاضى نفس ما يتقاضاه المقيم. ونحن إذا قارنّا وضعيتنا بزملائنا في الجزائر والمغرب نجدهم يتقاضون مرتبا مضاعفا، ففي المغرب ومع الزيادات الأخيرة صاروا يتقاضون ما يقارب 6 آلاف دينار تونسي أي ثلاثة أضعاف ما نتقاضاه.     ربّما يقع الطبيب التونسي في نفس ما وقع فيه الأطباء المصريّون باللجوء إلى مهن موازية بعد الظهر   س : هذه المطالب من المفروض أن تمّ طرحها خلال المفاوضات الاجتماعية التي حسمت باتفاق عام السنة الماضية…   ج : نحن الآن في حالة تدهور في المقدرة الشرائية أكثر من الوضعية التي كانت عليها في ماي الفارط. فالزيادة في الأجور التي وقعت في إطار المفاوضات العامة، وهي تساوي حوالي 45د.، قد تآكلت بعد من جرّاء الزيادة في المحروقات. أمّا فيما يتعلّق بالمنح فعندما قدّمنا اقتراحاتنا، قيل لنا أنّ المطالب الخصوصية لا تطرح في الجلسات العامة للمفاوضات الاجتماعية. وباعتباري عضوا في لجنة التفاوض في الاتحاد طرحت السؤال على المسؤول عن اللجنة والجانب الإداري وأجابني في الجلسة الأولى والثانية أنّ ذلك يطرح مع وزارات الإشراف، فطرحناها مع وزارات الإشراف منذ جانفي 2006 فكان الردّ غير مقنع… نحن لم نشعر بأنّ هناك حوارا أو تفاوضا جدّيا… فأردنا بعملية حمل الشارة الحمراء لفت انتباه السلط والرأي العام إلى أنّ من مصلحة البلاد أن يكون الأطبّاء الذين يشرفون على معالجة المرضى في وضعية أريحية ماليّة ليقوموا بواجبهم تجاه عملهم وتجاه دراستهم وتأطيرهم ونشاطهم العلمي والتدريس وأن لا ينشغلوا بتداين مفرط. إضافة إلى المسؤولية التي على عاتقهم والشكايات من المواطنين وهذا من حقهم ولكن أصبحت تخلق جوّا من الريبة والشك حول الطبيب. هناك خيبة أمل في المستشفى وإزاء الوضع الاجتماعي وربّما نقع في نفس ما وقع فيه الأطباء المصريّون باللجوء إلى مهن موازية بعد الظهر…   س : هذه لوحة غير متفائلة بمستقبل المستشفيات العمومية…   ج : الوضعية تخلق جوّا من الإحباط ويمكن أن تؤدي إلى أن يصبح تعامل الأطبّاء في المستشفيات تعاملا إداريا بحيث يصبح المريض بين يدي الطبيب ملفا إداريا لا بشرا. وهذا ملخص وضعيتنا فنحن نطلب إعادة الاعتبار للمستشفى الجامعي باعتباره المرجع في علاج المرضى التونسيين. هل تعلم أنّ 90 بالمائة من مجموع الولادات في تونس قد تقع في المستشفيات العمومية ؟ وهذا يبيّن العمل الشاق والمضني الذي نقوم به… الزميل الذي يخرج من هناك ولم يتسلّم سوى الكلام ويبقى يفكر في أقساط المنزل وفي عمره الذي بلغ 50 سنة ولم يملك شقّة هو سيفكّر بطريقة أو بأخرى أن ينتقل إلى القطاع الخاص وأن يقوم بنشاط تكميلي (الذي هو مجمّد الآن). فالوضعية غير طبيعية.   س : هل من شأن هذا الوضع أن يدعّم هجرة الأطباء نحو القطاع الخاص ؟   ج : بصفة عامة يعيش الطب في تونس أزمة عميقة تمسّ القطاع الخاص والقطاع العام وتمسّ الطلبة. فعندنا قرابة ألف طبيب في وضعية بطالة ومسجلين في العمادة ومهنتهم وهم في حالة عدم مباشرة “لا شيء”، لا تشغّلهم وزارة الصحّة ولا يمكن للقطاع الخاص أن يستوعبهم لأنّ السوق راكدة وما نزال نخرّج جحافل من البطّالين. على صعيد القطاع الخاص هناك تضخّم كبير للطب المتخصص وهذا ما يخلّف اختلال توازن لأنّنا نعرف أنّه عادة يجب أن يكون الطبّ العام أكثر من الطب الخاص باعتبار الطبيب العام يعالج أكثر حالات…   نظام التأمين على المرض بني على دراسة مالية غير جدّية مقترحات الصندوق الحالية هي مقترحات تعجيزية   س : الحكومة تراهن على نظام التأمين على المرض لمعالجة هذه الأوضاع…   ج : ملف التأمين على المرض لم يُبن على قاعدة سليمة منذ البدء، إنّما بني على أهداف غير مرتبطة بالواقع وخصوصا دراسة مالية لتمويل الصندوق غير جدّية. فمن غير الممكن تمويل الصندوق الجديد بالارتكاز فقط على انخراطات المنتسبين إليه 6,75 بالمائة غير قادرة على تمويل نشاط هذا الصندوق وغير قادرة على تمويل انفتاح الطب على القطاع الخاص. ويبدو الأمر وكأنّنا نريد إدخال قدم بمقياس 45 في حذاء مقياس 40. الآن هم يريدون الانفتاح على القطاع الخاص ولكن بأسعار منخفضة لا يقبلها الأطباء في القطاع الخاص وهو ما أدّى إلى انشقاق داخل أطباء القطاع الخاص بين أطباء عامين وأطباء اختصاص وتكوّنت نقابة جديدة (وقع شبه اعتراف بها إذ لم يتفاوضا معها بعد) ممّا سيؤدّي إلى حالة غريبة وهو أنّه هناك صندوق تأمين على المرض لكن جل الأطباء المختصّين غير مستعدّين للانخراط فيه… وهذا ما يخلق ما نسمّيه طبا ذات ثلاثة درجات médecine à trois vitesses.   س : أقلّ ما يقل أنّ الآفاق غير مشرقة…   هذه الوضعية كلها تستحق أن يقع حوار جدي ويرجع الجميع إلى الأصل : أوّلا : يجب البحث عن تمويل خاص بالتأمين على المرض. ثانيا :يجب تأهيل القطاع العام لإنجاح التأمين على المرض لأنّه في انهيار القطاع العام انهيار الصندوق. والقطاع العام هو الآن في تقهقر. ثالثا : يجب أن يكون التفاوض جدّيا مع مسدي الخدمات في القطاع الخاص وخاصة الأطباء لأنّه عندهم مطالب خصوصية. والتفاوض الحالي سيؤدّي إلى أزمة ونحن نشعر بأنّ مقترحات الصندوق الحالية هي مقترحات تعجيزية لا تفاوضية.     لم يفتح منذ الاستقلال قسم استعجالي متعدد الاختصاصات واحد في جهة مثل تونس   س : تحدثنا عن الجوانب المادية للعمل داخل المستشفيات… هل واكب مستوى التكوين تطور الطاقة العلاجية ؟   ج : من الأشياء الإيجابية في قطاعنا هو أنّه ثمة جمعيات علمية تسهر على التأهيل العلمي وملتقيات ومؤتمرات طبية ونستضيف كفاءات علمية أجنبية مما يترك على المستوى النظري تأهيلا مستمرّا فلا يوجد عندنا إشكال من هذه الناحية. المشكل هو أنّك عندما تقوم بعملية لأحد المرضى تتطلب تلك العملية معطيات وتحاليل وأشعة مما يجعل مسار العلاج أثقل لأنّه يجب التدقيق أكثر وهو ما سينسجم مع التقدم العلمي والأخذ بعين الاعتبار الحيطة اللازمة التي يجب أن نتخذها لحماية المريض… وهكذا أصبح مسار العلاج صعبا : ففي بعض المستشفيات حتى تحدد موعدا للأشعة يقولون لك بعد شهر أو أكثر، وهذا يعود إلى كثرة المرضى وعدد الهياكل الصحية من المستوى الراقي الذي لا يزداد بكثرة. ففي جهة مثل صفاقس هناك مستشفى جامعي وحيد منذ 25 سنة لم تتطوّر فيه طاقة الايواء رغم انقسامه شكليا إلى مستشفيين. وهناك مستشفيان لكن من حيث الأقسام كل اختصاص له قسم لم يتغيّر منذ إنشائه. بل إنّه بعد نقل مقرّ المستشفى نقص عدد الأسرّة. ومن ناحية الأقسام الاستعجالية التي يتحدثون عنها دائما في وسائل الإعلام ويتحدثون عن انتظار المواطنين الطويل… بطبيعة الحال فجهة مثل تونس منذ الاستقلال لم يفتح قسم استعجالي متعدد الاختصاصات (فتح مستشفى المرسى وفيه بعض الاختصاصات ليس كلّها) وفتح استعجالي في أريانة وفي بن عروس وهو استعجالي طب عام. أمّا طب الاختصاص وخاصة تلك الأمراض المستعصية ظلّت بين المستشفيات الكبيرة مثل عهد الاستعمار الفرنسي (شارل نيكول والرابطة والحبيب ثامر) وهذا ما يجعل عدد المرضى يتكاثر على المستشفيات الثلاثة في أقسامها الاستعجالية بعدد مهول… وهو ما يجعل وضعية عمل الطبيب صعبة. ويعتقد خطأ أنّ إكثار الأطباء في الأقسام الاستعجالية هو الحل لتسهيل الأمر على المرضى. فالطبيب كي يعاين المرض هناك قسم واحد للتحاليل فيه تقني واحد وآلة وحيدة وقس على ذلك باقي الأقسام… وإذا كان على المريض أن يقيم في المستشفى فعدد الأسرّة لم يتطوّر. يجب فتح مستشفيات جديدة وخاصة في صفاقس التي أصبحت وضعيتها صعبة. والزملاء الذين يعملون في الاستعجالي داخل المستشفيات الكبيرة أصبحوا يشعرون بالإحباط، بل أكثر من ذلك صار أمن الإطار الطبّي مهددا في بعض الأحيان (اعتداءات أقارب المرضى)   الوضعية الحالية هي نتيجة خيارات اقتضت التخلي عن الإنفاق على المستشفيات العمومية   س : من المسؤول على هذا المآل ؟   ج : الوضعية الحالية هي نتيجة خيارات وليست نتيجة وضعيات مفروضة. فالخيارات العامة هي التخلي عن مصاريف القطاع العام وإعطاء القطاع الخاص أجزاء والمثال الأخير هو بيع قسط من شركة اتصالات تونس. وبالنسبة إلى قطاع الصحة هو قطاع اجتماعي هام وبالنسبة إلى السلطة التونسية كانت تتباهى به باعتباره من إنجازات الاستقلال ولكنّها أصبحت مجبرة على التخلي عنه باعتباره صار مكلفا ولأنّ السياسات العام المفروضة من المؤسسات العالمية تتجه نحو خصخصة القطاع الطبّي لكن من ناحية أخرى لا يمكنها أن تتنازل للقطاع الخاص عن هذا النشاط فمن سيموّل هذا النشاط غير الصناديق الاجتماعية والصناديق الاجتماعية تتحكم فيها الدولة. إذا قارنّا تطوّر نسبة ميزانية الدولة المخصصة للصحة مع الدخل الوطني نجد تراجعا ملحوظا من 2% سنة 1990 إلى 1،4 % سنة 2003، في حين أنّ نسبة المصاريف العامة للصحّة أرتفعت خلال نفس الفترة من 5،3 إلى 5،6 %. ولذلك ستكون التكلفة باهظة فالدولة مجبرة في قطاع الصحة على أن تنفق فعليا للمحافظة على توازن الصناديق أو أنّها ستسدد العجز. وهذا بالإضافة إلى كون الصناديق تعرف الآن عجزا من المرجح إعادة النظر في تمويلها حتى فيما يخص منح التقاعد سيكون هناك إشكال.   (المصدر: مجلة “كلمة” الالكترونية، العدد 43 بتاريخ 16 جويلية 2006)

طرائف “نوّاب” الشعب أثناء مناقشتهم لقانون مكافحة الإرهاب

 
أصبح اليوم ملف “ضحايا قانون مكافحة الإرهاب” من المواضيع التي تشغل اهتمام الساحة الحقوقيّة في تونس. كما تواصلت على المستوى الأمني، عمليات اعتقال عدد كبير من الشبّان بتهم الانضمام إلى تنظيمات إرهابية، وعلى المستوى القضائي تم تحديد موعد المحاكمة لـ8 مجوعات متهمة بالإرهابيّة (نهاية شهر جوان وبداية شهر جويلية)، وعلى المستوى المغاربي، عقد مؤتمر في الرباط ندوة دولية حول مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان. وفي هذا المقال عدنا إلى محضر الجلسة البرلمانية ليوم 9 ديسمبر 2003 التي صادقت على قانون مكافحة الإرهاب فوجدناها حافلة بالطرائف والخيبات.   المضحكات: لجان تشريع أم مجمع لغوي   وقع في افتتاح الجلسة عرض تقرير لجنة التشريع العام والتنظيم العام للإدارة ولجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية ولجنة المالية والتخطيط والتنمية الجهوية حول مشروع القانون المذكور. ونظرا لأهميّة هذا القانون وضخامته (من حيث عدد فصوله التي وصلت إلى 103 فصلا) فقد وجّهت اللجان الثلاث 58 سؤالا كتابيّا إلى وزير العدل أقل ما يمكن أن يقال فيها أنّها شكليّة وسطحيّة، وعلى نفس الطراز كانت أجوبة الوزارة. فـ 26 سؤالا وقع التعليق عليه من قبل وزارة العدل بعبارة “سؤال وجيه أو ملاحظة وجيهة” أي حوالي نصف الأسئلة الكتابيّة المطروحة صنّفت ضمن الأسئلة “الوجيهة”. فمتى يمكن أن يكون السؤال وجيها حسب مقاييس وزارة العدل وحقوق الإنسان؟ للإجابة على هذا السؤال نكتفي بعرض نماذج لتلك الأسئلة الوجيهة: السؤال :4) تقترح اللجنة تعويض عبارة ” ويستثنى ” في بداية الفقرة الثانية بعبارة ” وتستثنى ” . الجواب :4) ملاحظة وجيهة تم اعتمادها . السؤال :5) تقترح اللجنة إعادة ترتيب لفظتي ” وفاق ” و” تنظيم ” في السطرين الثاني والثالث لتصبح الصياغة كما يلي : ” على ذمة تنظيم أو وفاق ” وذلك ملاءمة للترتيب الوارد بالفصل السابق والفصل الموالي . الجواب :5) ملاحظة وجيهة تم اعتمادها . (بمعنى تعويض الحاج موسى بموسى الحاج) السؤال :9) تقترح اللجنة تعويض عبارة ” حسب الأحوال ” بعبارة ” حسب الحالة “. الجواب : 9) ملاحظة وجيهة تم اعتمادها . السؤال :10) تقترح اللجنـة إعـادة رسم الهمزة الواردة في لفظة ” الأخوة ” لتصبح ” الاخوة ” وذلك في السطر الأول من الفقرة الثانية . الجواب :10) ملاحظة وجيهة تم اعتمادها . السؤال :11) تقترح اللجنة تعويض عبارة ” في كل الأحوال ” بعبارة ” في كل الحالات ” وذلك في السطر الثاني من الفقرة الثانية . الجواب :11) ملاحظة وجيهة تم اعتمادها . السؤال :14) تقترح اللجنـة تعويض ” التابعين ” بـ ” والتابعون ” في بداية السطر الثاني . الجواب : 14) ملاحظة وجيهة تم اعتمادها . السؤال :21) تقترح اللجنة إعادة رسم الشدة الواردة في لفظة “الملّم” لتصبح “الملمّ”. الجواب :21) ملاحظة وجيهة تم اعتمادها. السؤال :30/ تقترح اللجنة تعويض حرف “على” في السطر الثاني من الفقرة بحرف “إلى” لتصبح الصياغة كما يلي : “أو إلى إيداعها…”. الجواب : 30/ ملاحظة وجيهة تم اعتمادها. السؤال :33/ تقترح اللجنة إضافة حرف “بـ” لعبارة “واستصفائها” لتصبح “وباستصفائها” وتعويض “الأحوال” في الفقرة الثانية بــ “الحالات”. الجواب :33/ ملاحظة وجيهة تم اعتمادها السؤال :47/ تقترح اللجنة تعويض عبارة “التي يجب عليها” بالسطر الرابع من الفقرة الأولى بـ “الذين يجب عليهم” وتعويض “عليها” في آخر الفقرة بـ “عليهم”. الجواب :47/ ملاحظة وجيهة تم اعتمادها. السؤال :49/ تقترح اللجنة تعويض “الموكولة لهم” بـ “الموكولة إليهم” في السطر الخامس من الفصل. الجواب :49/ ملاحظة وجيهة تم اعتمادها…   المفارقات: نواب الشعب يصادقون على قانون لمكافحة ظاهرة غير موجودة   أمّا الطرفة الثانيّة التي نوردها في هذا الغرض فتتمثل في كون أغلبيّة نوّاب الشعب التونسي الناطقين أقرّوا بانتفاء وغياب الظاهرة الإرهابيّة من البلاد التونسيّة ومع ذلك تمّت المصادقة عليه. فالنائب جلال الأخضر لمّح في ملاحظته الأولى بذلك حين قال ” … فهو (القانون) لم يأت لحاجة أكيدة وطنية..”، أمّا النائب عيسى الطهاري فقد عبّر عن مسايرته لسن عقوبات زجريّة للإرهابيين وأقر في نفس الوقت بخلوّ تونس من هذه الظاهرة، حيث طالب بـ”بعث تشريعات جديدة وبإقرار عقوبات ضرورية صارمة للوقوف أمام هذه الظاهرة الإرهابية والتي والحمد لله في بلادنا نحن في مأمن منها بفضل المقاربة التونسية لمعالجة مثل هاته الظواهر الداخلية على مجتمعنا..” كما أكّد النائب محمد المختار الجلالي نفس الشيء، بل تركّزت أهم انتقاداته لهذا المشروع على انتفاء الظاهرة الإرهابيّة ببلادنا، حيث قال ” إنّ مثل هذه القوانين بقدر ما تكون مفيدة في بلدان يكثر فيها الإرهاب بقدر ما يكون خطرها كبيرا في بلدان مثل بلادنا ليس فيها والحمد لله هذه الآفة الخطيرة”. وهذا التأكيد والإقرار بغياب الظاهرة الإرهابيّة لم يتوقّف على مداخلات النواب بل وردت كذلك في التقرير الذي أعدته اللجان الثلاث المكلّفة بالنظر في المشروع قبل مناقشته، إذ ورد في مقدمة التقرير المذكور ما يفيد بذلك ” وجسّـم هذا المشروع الرؤية التونسية لكيفية معالجة الإرهاب وغسل الأموال والتعاون على الصعيد الدولي لمقاومته ، خاصة أن هذا الصنف من الجرائم لا يمسّ المجتمع التونسي بشكل مباشر ، ولا تصل تأثيراته إليه إلا من مصادر خارجية”. أمّا السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان فلم يرد على لسانه ما يفيد عكس ذلك، إذ ورد على لسانه العبارة التاليّة ” نحن نحمد الله أننا قضينا في تونس على بؤر الإرهاب بسياسة متكاملة، بسياسة أنجزت في الإبان قبل أن يصبح الإرهاب معظلة دولية…”. رغم كل هذا الإقرار صادق نوّاب شعبنا الكريم على مشروع قانون مكافحة الإرهاب ! يعارضون ثم يصادقون !!! إذا استثنينا النوّاب الذين لم يساهموا بأي تدخل أثناء مناقشة مشروع القانون المذكور، فإنّنا نلاحظ إجماعا شبه كلي على انتقاد أو رفض هذا المشروع. ففي الوقت الذي أيّد فيه النائب محمد الحبيب الباهي مشروع القانون المعروض وطالب بقانون أكثر صرامة وزجريّة، وبأقل حماس سايره كل من النائب عيسى الطهاري والنائب محمد عويني أثناء الدورة النقاشيّة الأولي، بلغت نسبة انتقاد ورفض هذا المشروع بشكله الصريح أو الضمني الـ70% (7 أعضاء من جملة 10 أعضاء). أمّا بالنسبة للدورة النقاشيّة الثانيّة والمتعلّقة بمناقشة فصول المشروع فإنّها أقل ما يقال عنها أنّها كانت شبه مناظرة ثنائيّة بين النائب محمد المختار الجلالي والسيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان، طغى عليها الطابع الاحتجاجي والرفض الصريح للمشروع المذكور من طرف النائب الجلالي، الوحيد الذي احتفظ بصوته في حين وافقت بقيّة أعضاء مجلس النواب على هذا المشروع بما فيهم الـ 93.20% النائمين .   الثوابت: نوّاب لا يجدون من يجيبهم عن تساؤلاتهم   في الوقت الذي كثرت فيه عبارات التقدير والشكر للأسئلة “الوجيهة”، وفي الوقت الذي بذل فيه وزير العدل وحقوق الإنسان جهدا كبيرا للرد على بعض مداخلات وأسئلة النواب كما هو الحال بالنسبة للرد على انتقادات النائب الجلالي، وقع التغافل على العديد من التساؤلات والملاحظات التي قدّمها بعض نواب الشعب، وسوف نكتف بذكرها دون التعليق عليها. لقد سأل النائب عيسى الطهاري “.. أستوضح السيد الوزير حول نقطتين من هذا المشروع. أولا: حول الإجراءات التي يقع العمل بها في الجرائم الإرهابية المرتكبة خارج تراب الجمهورية، إذا ارتكبت ضد مصالح تونسية أو إذا ارتكبت من قبل مواطنين تونسيين، كذلك الجرائم الإرهابية حول تسليم المجرمين مع العلم أنّ هذه الجرائم هي جرائم حق عام.” (هذا السؤال لم يجب عنه الوزير). كما وقع إهمال سؤال النائب أحمد الفارحي والمتمثل في قوله ” … مشروع هذا القانون أثار لديّ شخصيا بعض التساؤلات فأكتفي بالآتية: أولا: إلى علمنا وأنّ “الإرهاب” لم يعرّف إلى حدّ الآن على المستوى الأممي وهو ما تسبّب في كثير من الخلط على الساحة العالمية كالتّفرقة أو عدم التفرقة- مثلا- بين الإرهاب ومقاومة المستعمر، وبالتالي وفي غياب تعريف متّفق عليه لمفهوم الإرهاب كيف يمكن لنا الحديث عن” الجريمة الإرهابية” أو تعريفها” (هذا السؤال لم يجب عنه الوزير). ونفس الشيء بالنسبة للملاحظات التي قدّمها النائب مصطفى بوعواجة مثل قوله ” لابد هنا من الإشارة إلى ضرورة تدقيق وصف الجريمة الإرهابية على مستوى دوافعها (وهنا أقصد صراحة حركات التحرير الوطنية مثل ما هو الحال في فلسطين والعراق) وكذلك الأشخاص الموجه ضدهم العمل المؤثم (عسر الاحتلال والسلطات المسيرة له مثلا)”   الخيبات: قرارات مجلس النواب تستمد شرعيتها من عدد النائمين فيه   نظرا لأهميّة المشروع المعروض على مجلس النواب، حضر جلسة المداولة والمناقشة 147 عضوا ولكن عدد المشاركين في الدورة النقاشيّة الأولى المتعلّقة بمناقشة مشروع القانون لم يتجاوز الـ10 أعضاء، بحيث لم تتجاوز نسبة المشاركة الـ 6.80% في حين بلغت نسبة النائمين الـ93.20%. أمّا بالنسبة للدورة النقاشيّة الثانية والمتعلّقة أساسا بمناقشة فصول المشروع المعروض والمصادقة عليها فلم تتجاوز نسبة مشاركة أعضاء مجلس النواب الـ5.44% (8 أعضاء من جملة 147 عضوا)… قاموا بـ23 مداخلة، احتل فيها النائب محمد المختار الجلالي أعلى نسبة من المداخلات (9 مداخلات من جملة 23 مداخلة) حيث بلغت نسبة اعتراضه على بعض فصول المشروع الـ39.13%، ثم تلاه كل من عمر البجاوي ومصطفى بوعواجة بنسبة 17.39%… كما أن عدد فصول المشروع المعروض التي تمّ مناقشتها لم تتجاوز الـ19 فصلا من جملة 103 فصلا! فهل عرفنا الدور الذي يمكن أن تلعبه نسبة 93.20% من نواب الشعب النائمين؟   (المصدر: مجلة “كلمة” الالكترونية، العدد 43 بتاريخ 16 جويلية 2006)


 

رسالة اللقاء رقم 9  

المشروع الإسلامي التونسي وأولوية النقد الذاتي وضرورة البناء؟

د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr   ** في البداية تكون المراجعة والنقد الذاتي
المناداة بالنقد والمراجعة داخل الحركة الإسلامية ليس جديدا و لا فريدا وقد كتبت فيه بعض الكتب وعديد الأوراق، غير أنه كثيرا ما انحسر داخل بعض الأطر والأفراد ولم ينل نصيبه الأوفى عند القاصي والداني، وغالبا ما استوطن منازل المثقفين وقارب ترف الحديث! غير أن تفجّر عالم المعلومة وتيسير الحصول عليها ودخول الانترنت إلى الغرف والأماكن العامة والخاصة، يسّر الحديث وعظّم شأنه وأعطاه أبعادا ضاغطة على الجميع، من نادى بالمراجعة ومن نودي به عليها، فأصبحت المسؤولية عامة وشديدة وتحت الأضواء الكاشفة!
لن نعيد كلاما ملته الأنفس بعض الشيء وهي محقّة، في أن النقد داخل الحركات الإسلامية كثيرا ما لقي عقبات وجدرانا، وأن الرأي المخالف كثيرا ما وجد راحته خارج أسوار التنظيم، ولا يعجب المرء حين يرى الكمّ الهائل من المفكّرين والمبدعين والعلماء، الذين استطاعوا أن يخطّوا كتابات رائعة ويثروا المكتبة الإسلامية والإنسانية بمؤلفات وتنظيرات صائبة ورائدة، وهم خارج غرفة التنظم، بل أنك تجدهم في حالة موت وانسحاب، حتى إذا رموا بغشاوة التنظيم جانبا ورأوا أنوار الحرية والاستقلالية خارجه تفتقت مواهبهم وخرجت للسطح عبقريات وظهر رواد ومدارس. مشكلة التنظيم وحبس حرية الرأي والفعل داخله، تبدو في بعض الثنايا منتهية عند البعض ومازالت سارية المفعول عند البعض الآخر.   وإذا كان الحديث عن النقد والمراجعة ليس جديدا في أروقة الحركة الإسلامية وبين الكتاب كما قلنا سالفا، إلا أن تكراره أو مواصلته أو بروزه بين الحين والآخر تعبير عن ثلاثة أحوال :
الإيجابي هو أن هذه المعاودة أو الاستمرار هو دليل معافاة حتى وإن اقتصر على القليل، فالجسم الحيّ هو الجسم الذي يتحرك ولو كان تحركه انتفاضا في بعض الوقت أو تمردا أو أصابع اتهام.
السلبي هو أن استمرار المناداة دليل أيضا على أن الجسم لم يسمع النداء أو أنه لم يعطه حقه كاملا! فتهميش هذه الصيحات المتتالية تعبير عن مرض ملازم يمكن أن يأتي على الأخضر واليابس فيحبط أفرادا ويفقد آمالا ويعثّر المشروع، فليس من المقبول عقلا ونقلا أن ينحبس مدرار المراجعة داخلا ويرمى به في وجوه الخارج كمطالب ونقائص!
وبين هذا وذاك فإذا كانت مرحلة النقد البنّاء محطة منهجية صائبة في التجاوز، إلا أنها تبقى محطة في مسار، ولن يجدي النقد إذا لم يكن يحمل منهجية البناء، ولن يولد النقد بناء ثابتا إذا لم يحمل مضامين قيمية وأخلاقية تحصّن إطاره وتشكل عناوين المسار والهدف، ولن يجدي النقد إذا لم يفرزه إطار سليم وفضاء حر، فالإبداع حالة لا تستطيع التماسك والثبات خارج إطار من الحرية وتعدد الآراء.   البناء والغيبة الكبرى
لَكَم ذكرتُ دائما وأعيده اليوم في إطار عام، دون خوف أو مواربة أن المشروع الإسلامي التونسي ينقصه الكثير من العمل الجاد والبنّاء والمتواصل… كان الجانب الحقوقي ولا يزال غالبا مهيمنا وكان إفراغ السجون همّا دائما، تفسره ولا شك معاناة وآلام وضحايا، ولكن لا تبرر ضمور جوانب المراجعة والبناء… ففرغت العقول قبل أن تفرغ السجون. ارتهن العلمي والمعرفي بالسياسي وخاصة الحقوقي، ففشلنا في الاثنين… كم سؤالا في البناء أودّ طرحه ويودّ الكثير الاستفسار حوله، وينشدون جوابا فلا يجدونه عندنا… كتاباتنا حدثية في أغلبها، صحفية في إنشائها، يقاس بعضها بالأمتار…
نعم ساهم البعد الأمني وغلظة العصا في إمساك الحبر عن السيلان حتى توارت عقولنا حبرا جامدا، فتجمدت معه إرادتنا وقلّ فعلنا وتفاعلنا… بالغنا في الشعارات والخطاب السطحي والفضفاض المنمّق بعبارات الإنشاء والخطابة، ولم لا في إطار من الآيات والأحاديث، حتى لا يظهر ضعف المنهج وسطحية المعالجة، وحتى لا يتعرّى الخطاب فنتعرّى معه!
عقدان من الزمن الكامل يقاربان على الانتهاء وأقلامنا محبوسة عن البناء، وعقولنا مجمدة وكأنها توقفت عن الحياة… لن نبرر هذا بقلة الزاد وصلف العيش وضيق ما باليد وعدم التفرغ، فكل شيء نسبي في الحياة والإرادة تنسف الجبال والمشروع أكبر من أن توقفه لحظات عابرة على صعوبتها، ولكل مرحلة فقهها وتخطيطها، وفقه مرحلة الابتلاء يختلف عن فقه مرحلة النعمة ولكنه كله فقه بناء!
ماذا قدمنا في المسألة الاقتصادية، ماهي أجوبتنا حول العولمة الزاحفة، ماهي بدائلنا حول الشراكة الأوروبية أو الأمريكية؟ ماهي مقاربتنا للتنمية في ظل نماذج مطروحة وواقع اقتصادي واجتماعي يتوغل في مناطق الخطر؟ ماذا أنتجنا في الأدب والثقافة ونحن نريد تغيير العقول مع ملئ البطون؟..، لماذا لم نر القصة والسيناريو، خاصة وأن المادة فاضت من حولنا…زنزانات ورحلات تشريد وحياة أسر وعوائل تقارب الأساطير.. لا تذكّروني ببعض الكتابات المرمية من هنا وهناك، فهي قليلة وشاذة… وقلتها دليل على عمق أزمتنا… لن نبني العقول ونحن عقولنا فارغة أو مجمدة، لن يفهم الآخر حديثنا إذا كانت إجاباتنا مراوغات وتهرب عن الإجابة! ولن أكون مشطا في حكمي إذا صرحت أننا لا زلنا لم نبدأ البناء وأن مرحلة التعميم التي تبدو قاصرة عند الآخرين لم نطأها بعد كلية، وأن مناطق عدة من الإشكاليات والتساؤلات لازالت منحبسة في إطار العدم واللاوعي.   أجوبة معلقة وخطيرة!
لا زال البعض منا يمنّي نفسه بأن المشروع الإسلامي حتى وإن تهافت رجاله وخفت مشروعه فهو محميّ من السماء، وكأنه يحمل نصا مقدّسا ورسالة تتجاوز حدود المعقول، فسقط هذا البعض من حيث لا يدري في عصمة فكر وقدسية خطاب، والأمر لا يخرج عن كونه اجتهاد إنساني لمجتمع بشري يحمل الشر والخير في داخله، ومن قِبل رجال يحملون تجربة الخطأ والصواب بين أيديهم كغيرهم من أصحاب الرؤى والأحلام! فلا عصمة لفكر ولا قدسية لشخص ولكنها تنظير وممارسة بشر.
لا زال البعض يمنّي نفسه بأن المشروع الإسلامي لو تُرِك لأبسط الناس وإلى نكرات لا يعرفهم الناس، فإنه في إطار تعددي سليم سوف ينال الأغلبية ويصل إلى حكم الناس ولا يحتاج إلى شدة عناء.
لا يزال البعض منا يدّعي أننا لسنا في حاجة الآن إلى بناء تفصيلي أو متقدم للمشروع، ولسنا مطالبين بذلك، فلندعها حتى تقع، ولكل حال مقال، وأيام التمكين مازالت بعيدة، فلماذا التورّط إن كان ممكنا تجنّبه!
لقد جمعني في إحدى اللقاءات الأسرية هنا في المهجر  نقاش مع إحدى بنات الصحوة تقوم بتحضير رسالة دكتوراه خارج الوطن، وفي أثناء تجاذب الحديث سألتها عن رأيها في البعد السياسي للإسلام وعن تمثيليته السياسية في تونس… ولم أتعجب من جوابها… كانت أحلامنا وقراءتنا المغشوشة في واد وكانت الصحوة وآمالها في واد… كانت واقعيتنا المزيفة في واد وكانت الصحوة وواقعها وأهدافها وماهيتها في واد… كان التنظير المعدوم في باب وكانت الممارسة في باب… لا تذكر الفتاة الكثير من تاريخ المشروع الإسلامي التونسي ولا تعرف من رجاله سوى فردا واحدا، وهي تجهل تاريخه ومواجهاته ومحنه وأيام السواد من مشواره، ولا تعرف أسوده الرابضة وراء القضبان أو المرميّين من وراء الحدود!
بل إن الأمرّ في حديثها والذي يجب أن يهتز له وجداننا، ويخلط كل أوراقنا و ويغيّر أحكامنا المسبقة والبسيطة… هو ما أبدته هذه الفتاة الفاضلة من تخوف من هذا “الإسلام السياسي” لأن التجربة الجزائرية لم تتركها في راحتها وهي تشعر بالقلق من إمكانية حدوثها في تونس!
هذه الإجابة المرّة عند البعض، والمفزعة عند البعض الآخر والمربكة عند آخرين، تجعل المشهد السياسي التونسي يختلف في أذهاننا عما نريد إيهام به أنفسنا وهي حقيقة لا يجب إنكارها أو تجاوزها، فهي ظاهرة مستفحلة بين أبناء وبنات الصحوة… جيل بأكمله تعرف على دينه عبر الفضائيات و ملأ تعطشه الإيماني من الأطباق، وانحسرت علاقته بالإسلام في بعده الشعائري، وهي محطة هامة ولا شك في بناء ذاته كما قلت في مقالات سابقة حيث يمثل هذا البعد الطقوسي بداية مسار نحو الانعتاق الكلي من نظر وسلوك وممارسة بائدة، إلى تبني أكبر لأطروحات سياسية واقتصادية تمثل بالنسبة إليه ممارسات وواقع لا ينفصم مع ذاته ومع تطلعاته، وهي محطات قادمة ولا شك إذا اصطحبها من الجهة المقابلة دون توظيف أو استغلال أو تواكل، بناء وبرامج وإجابات ممنهجة وواضحة.   حتى لا يطالنا الجمود والتواكل والإحباط، والواقع يتحرك وغيرنا يبني
إن الحالة التي عليها اليوم المشروع الإسلامي التونسي مهما كانت يافطة حامليه، مستقلين أو منتظمين، تبدو غير مرضية وتستدعي نقلة نوعية في الاحساس بعظم المسؤولية وضرورة النقد الذاتي والمراجعة وبداية التركيز على عملية البناء. سوف لن نبخس الناس أشيائهم ولن نقول أن عملية النقد والمراجعة مفقودة لدى أدبيات الحركة الإسلامية التونسية ولكننا نستطيع أن نزعم أنها بقيت محدودة وغلب عليها البعد الذرائعي من محن ومواجهات وعدم إبراز المساهمة الفعلية في الخطأ والصواب، أو البعد الظرفي حيث تطرح بعض المراجعات في إطار مؤتمر خاص أو عام تنتهي بانتهائه، مما جعل أي محاولة للنقد والمراجعة لا تتحول إلى تيار عام ومنهج للمعالجة وخطاب وممارسة، وهو أحد الأسباب المهيمنة لعدم المرور إلى عملية البناء.
المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net  


رسالة إلى الحي رأيناه يموت

 

إلى روح الهاشميٌ  المكي سيدي الحاضر أبدا الحي هناك سلام عليك وأنت في عليين   أغبطك وأبكيك يا أبن المشكاة نورها على نور أضاء لك الدرب، لتلقى موتا وموعدكم أنيق. لؤلؤ الكلم كلماتك،  أساقطت من لسانك الصدق،وصوتك، خجلت من الصوت النجوم والبلد….. والكلم الطيب أنت الشهيد . رأيتك ويدك ترفرف ثلاث تحية أم راية أم وصية ؟؟؟ وبصر يودع ولا يغادر، وموت جميل مهيلا كحل عينيك، وزغاريد دامعة، وسرك سريرك نعشك فنم يقظة كأمسيات الصبح الجميل. الحرة ولا النعي سوى نشيد الصبر،

والمكروه خيرا بدون عساه

.   إربا ..إربا  غدروك في كل يوم مرة قطرة قطرة سقوك أوجاعك كتبوك بحوافرهم جريمة أبناء السقط  مداهم الحقد والغل خبزهم وماءهم قيح. سنينا اقترفوا إهمالك، والموت الناهش نشوتهم،  وأنت الطريح تهديهم شموخك يهدهم، ويهدهد الصبر الجميل.   الدولة يا خالد الدولة……… الدولة بيتها الديدان وحارسها الأعمى عبث وما تولى والساكت عنه شعب موبوء. الشعب يا خالد الشعب تبّا لظلامه ، و ما اكترى من أحلامه،  يترك المائدة للكلب ويأكل قمامة……..  تبّا لأيامه خمروا ذلكم أبناء

يسفه أبن بطاح

يحكمكم أحقركم حمّضوا جبنكم وناموا علي خزي، وخصي، وصمت جبان.   رأيتك حدثتنا، ولا شكوى، والألم ينخرك وصبرك الصبر من صلبه فاح أيوب. رأيتك تتسامى وأسماء النجوم الوديعة تتلوها نجما نجما …تصاعد الأسماء من فيك وتعرج إلى أعلى وتمطرها   على رؤوسنا حجرا من سجيل كلهم كانوا على أطراف سريرك، يشربون الدمع والكأس من يدك القدر يكتبه كأس الشهيد ومذاقه الوطن ، ووجهك الوضاح نصر مبين أي السموات وسعت سموك.. إيثارك.. إيمانك…  تتخلى لإخوانك عن أخر أنفاسك ولا تبالي في أي واد يكون في الله المصرع من أي جنة قدت هامتك أيها الجمع وأنت الواحد…. أشبعت الوطن رجولة أشبعت جلادك رفضا .. أشبعت القيروان فتحا..أشبعت الأرض زرعا والحصاد قريب كل البطولات كنت،  كل النجوم صرت ،  والبلد الوديع أنت وموتك الربيع. ودعتنا يا أبن أم الأمهات: فراق وامق، وموت سامق، وحلول وزّانه الورد والدهر عيد.

الحرة ولا النعي سوى نشيد الصبر، والمكروه خيرا من دون عساه.

  نورالدين ختروشي باريس في: 17/07/2006

 

القواد
 
شخصية القواد في بلادنا ترسخت الى درجة انها انتجت ثقافة قوادة كاملة . قرون من التخلف ومن تشتت النظام السياسي وتعرض البلاد الى الاضعاف والتدمير من قوى اجنبية تلتها مرحلة استعمار عنيفة وسلطة محلية اختارت سبيل الدكتاتورية سلبت حق المواطنة لكل من لا يطيع اوامرها رسخت بصورة نهائية شخصية القواد فينا حتى اننا لم نعد نعرف الوضع الطبيعي الذي من المفروض ان نكون عليه .سياسات كاملة ممولة من الداخل ومن الخارج عملت على تدمير قيم مثل النزاهة والرجولة والعفة والاحترام فانتشرت قيم معاكسة هي السقوطية والغدرة والكذب والعهر . وكل هذا ممثلة في شخصية القواد.
القواد هو شخص ضعيف الى درجة الهزال . مهزوز لا ثقة له في نفسه . موجود في الساحة العمومية يقيس نفسه بالمارين فلا يجد في داخله ما يعينه على راحة البال لذلك يجلس في الشارع وكيانه ملان بالحقد على الاخرين الذين يمتلكون حسب رايه كل شئ بينما هو لا يمتلك شيئا.
والقواد هو شخص محاصر عائليا فان كان له ابناء فهو يكرههم وهم يكرهونه وهو عبد لزوجة طاغية لانها ملاذه الوحيد وبدونها لا صديق له ولا انيس . وهي تعرف انه ضعيف ضعف الرداءة وقد كلفها بان تلمع له صورته وان تمحو ضعفه امام الخلق .
وبما ان القواد مقتنع ان لا احد يحبه وهولا يحب احدا فانه مهتم بمسالة القوة . والقوة هي المال . الفلوس لذلك لا يؤمن القواد الا بالفلوس .فهو عندما ينام يوجه دعاءه الى ربه الفلوس ان تحافظ على حياته حتى لا يموت اثناء النوم.
واذا كانت امراة قوادة فانها لا تختار من بين الرجال الا شخصا فضا غليظا عربيدا فاسدا يزنى عليها .ولا ياتيها النوم الا بعد ان ينهرها ويهينها ويعنفها القواد يؤمن ان لا اخوة بين البشر وانما هناك القوي وهناك الضعيف .ومن يمتلك الفلوس قوي ومن لا يمتلكها ضعيف .
ولا يؤمن بالقدرات الا في حدود ما تؤمنه من اعتراف اجتماعي يقوم عل التقسيم الكوني للعمل . فانت حداد او جزار او بياض اوخضاراو عالم كيمائي او وزير او رئيس دولة . ولكن في نظره هذا لا يكفي ليعطيك القوة او يمكنك منها .بل انه من الافضل ان تنسى عند بحثك عن القوة ما يميزك من معارف او صناعة او علوم .فانت قبل كل شئ خيشة مسحان خرقة وعليك ان تفكر كذلك واذا كان اسيادك في حاجة الى كفاءاتك فهذه مسالة ثانية .
لا يوجد على الارض شخص حزين مثل القواد .فهو وحيد لانه لايمتلك من داخله صديق حقيقي ولا حبيب.وحتى ان امتلك القواد القوة فهو في عزلته داخل البشر اعلم الناس بجحافل القوادة المحيطين به والذين يكرهونه ويكرههم تماما كالذي اعتقل في جزيرة معزولة محاطة بالفراغ.
القواد هو شخص مدمر ولكنه لا يعلم ذلك واذا قام ببناء شئ ما فالاكيد ان ذلك على حساب الاخرين .فهو لا يسعد ببناءه الا في تلك اللحضات التي حصل فيها على مبتغاه لان المرارة تعود بسرعة فهي عادة انتصارات على جثث ابرياء . وعليه ان اراد المحافظة على مواقعه ان يعد نفسه لايذاء ابرياء اخرين . فطالما يوجد على الارض اناس ابرياء فان القواد لا يهدا له بال. القواد لا يعرف الراحة ولا الاقالة على المعاش.فهو عنصر نشيط طالما لم تاتي عليه الموت.
القواد لا يفهم معني كلمة الكرامة . فهو لا يفهم كيف يمكن ان تقبل بان تنام بدون اكل عوض ان تنحني الى الطغاة وتنام وانت شبعان . لذلك لا يوجد على الارض اكول مثل القواد . والكلمة التونسية تقول مكراش ولكنه اكثر من ذلك انه يعشق الحديث عن الاكل ووصفه.فهو في عزلته في حالة قلق وفرار متواصل لذلك تشتغل معدته في رحي الفراغ وعليه ملئها كانما ياكل جثث اعداءه الكثيرين.
وعندما كان القواد معزولا وقليل العدد كان يغلق ابوابه وينزع الشبابيك من حيطانه اما اليوم وقد ترسخت ثقافة القوادة فان القواد يلقى بامعاءه على قارعة الطريق في جلسة مصان شيشة كمن يعلن عودته للام في حركة امتصاص بزولة في الشارع طالما انه علم ان عدد القوادة ارتفع وصار بامكانه اشهار وضعه وحزنه على كل ما افتقده من حنان الام .
القواد ليس بوليس . فالبوليس موظف مكلف بتقصي الحقائق .ولقد كان البوليس في بلادنا الى حدود ما يمتلك حصانة الاولياء المكرمين . ولكن في مرحلة انتشار ثقافة القوادة فقد البوليس اشعاعه وصار من الصعب التفريق بين البوليس والقواد.
القواد يورث ابناءه واحفاده القوادة . فهي ملكة من الملكات الجديدة التي تكتسبها العائلة وتنميها. ورغم ان ابناء واحفاد القواد صاروا في حالة من الرفاهة وفرتها لهم قوادة جدودهم الا انهم يرثون الظهور المكسورة ويحدث لهم ما حدث للسيدة المجادلة التي عندما سالها المسيح ان كانت تستطيع التوبة عن البغاء فاجابت انها لا تستطيع . فهم لا يستطيعون الكف عن القوادة حتى وان كانت الحياة وفرت لهم من الارزاق ما يوفر عليهم مذلة النفس .فالقوادة لعنة واللعنة تتابع الاجيال كما جاء في كل النصوص القديمة .
القواد هو شخص رذيل حتى وان كان يجلس على جبل من الذهب .وهو يغطي ذله بحجة حاجتنا للمحافظة على الحياة . ويعتبر ان ذلك هو رمز الذكاء الانساني الذي عرف كيف يتاقلم مع الاخطار التي تهدد حياته .ولكن هذاه الحجة التي تخلط بين قيم الجبن وبين قدرات التاقلم اذا ما انتشرت تزرع في الارض حالة من موت المشاعر واحلال الكذب والتستر والتدوهين واخلاق الافعى مما يعطي للمجتمع ذلك الطابع الجنائزي الحزين الذي فقد منذ زمن قدرة الفرح بانجازاته ان كان قادرا على انجازات حقيقية.
مملكة القواد هي مملكة الاموات . فطالما هو يبشرنا يالخنوع والانحناء للقوة فاننا سنخسر الملكات التي ميزت البشر عبر تاريخه وهو تحدي المعيقات وتحدي الصعاب واستعمال العقل لتجاوز التحديات . فلا شئ يثير قدراتتنا على الابداع والبحث والانتاج مثلما هي تلك المواجهة لعناصر الطبيعة وعناصر القدر. وعندما نذهب الى الاقتناع ان احسن ما نفعله هو ان ننام تحت القوة وان نقبل الرضوخ الى الاسياد فاننا سنسلب من انسايتنا ونتحول مع الزمن الى قطعان من الحيوانات الزاحفة على بطونها والتي تتجه ببطئ الى الموت
الامجد الباجي


جامعة الدول العربية الحل في الحل

          

 
اتخذ مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في اجتماعه الغير العادي المنعقد في 17/7/006 بخصوص العدوان الصهيوني الغاشم على الاراضي الفلسطينية واللبنانية ,قرارات مخزية و مذلة للامة العربية والاسلامية.
هذه القرارات كانت اخر مسمار في نعش هذه الجثة الهامدة وذهبت باخر امال المدافعين عنها والعاقدين الامال العظام على صناديدها من الرؤساء العرب.فكالعادة تتابع جامعة الدول العربية بكل قلق واهتمام تصاعد  العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية و اللبنانية,طبعا مسؤلي الجامعة ورؤساء الدول العربية من مغادرة مكاتبهم الفارهة و المكيفة و الذهاب الى ساحات الوغى التي يعرف فيها الابطال من الجبناء.ومشاعر القلق هذه لن تنفع قتلانا ولا جرحانا و لا ايتامنا في شئ ,المواطن العربي الغلبان على امره الذي يؤخذ من قوته اليومي ليصرف على مستكرشي جامعة الدول العربية و سيارات مسؤوليها الفارهة وقممها الغالية,كان يعرف مسبقا ان الجامعة لن تجود على فلسطين المغتصبة و لبنان الجريح بغير دموع التماسيح.كما ادانت جامعة الدول العربية العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية و اللبنانية ادانة كاملة غير منقوصة, هذه الادانة الكاملة تعبر عن القوة في الرد انشائيا و هذه  تحسب لجامعتنا الموقرة, فكل ما انجزته للامة كلام وكلام و خطب غصت بها سراديب الارشيف.كما عبرت جامعتنا عن اسفها الشديد لقيام الولايات المتحدة باستخدام حق النقض الفيتو حماية للعدوان الاسرائيلي و افشال قيام مجلس القمع عفوا مجلس الامن بمسؤولياته ازاء حفظ الامن و السلام في الاراضي الفلسطينية الرد على استحواذ الولايات المتحدة الامريكية على على مجلس الظلم و حمايتها   الكيان الصهيوني كان شديدا بالاسف , الحقيقة المرة التي لابد لنا من ادراكها و وعيها ان جامعة الدول العربية تواطات مع الولايات المتحدة الامريكية و الكيان الصهيوني و ذلك باصداره قرارات هزيلة , اعطت الضوء الاخضر للعدو الصهيوني بتواصل  اعتداءاته على فلسطين و لبنان كما ان عضوا بالجامعة العربية و هي السعودية حملت المقاومة اللبنانية الممثلة في حزب الله المسؤولية الكاملة عما يحدث في لبنان و هذا الكلام يفنده تصريح احد القادة العسكريين الصهاينة بان العدوان مرب له منذ وقت .كما قرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزاء الخارجية العمل عبر الاليات الدولية لوقف العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية فورا و انسحاب الجيش الاسرائيلي من المناطق التي احتلها مؤخرا.المواطن العربي ارادها اليات عسكرية  لتحرير الارض و رد العدوان واصرت جامعة الدول العربية على كونها اليات دولية فعبرت الجامعة بذلك عن بعدها عن امال المواطن العربي و طموحاته و اهدافه ,هذا ليس بالغريب لان في اول ميثاق جامعة الدول العربية- نحن رؤساء و ملوك الدول العربية….-فهي لرؤساء الدول العربية الذين باعوا كل شئ في الامة البترول الكرامة الشرف العزة حتى لم يبقى شئ لم يتاجروا فيه.جامعة الدول العربية كانت فكرة بريطانيةماكرة لذلك لم تخدم الا مصالح بريطانيا و الولايات المتحدة الامريكية من بعدها,فانشاؤها لم يكن نابعا من العرب لذلك بقيت بغيدة عن موم العرب ان لم تعمقها و حلها اجدى من وجودها.فقد اسمعت لو ناديت حيا……ولكن لاحياة لمن تنادي علي قاسمي  – سويسرا  
 

سجل أنا إرهابي في مقارعة الإرهاب

الهادي المثلوثي، تونس.

تخرج الدولة الصهيونية ترسانتها العسكرية لاستعادة أحد جنودها المختطف، فعّلت أجهزتها الاستخبارية والأمنية بحثا عن مفقودها وحرّكت شبكتها الإعلامية دفاعا عن حياة هذا الجندي الأسير باعتبار ذلك مسا بكرامة وسيادة وحرمة شعب الله المختار وتهديد لأمن وسلامة الدولة العبرية السامية.

وبعدم اكتراث وقح وتخاذل مقيت وصمت كأنه الشماتة، تتفرّج الأنظمة العربية على تدمير العراق واحتلاله والتنكيل بشعبه تعذيبا وقتلا واغتصابا وكذلك أسر الشعب الفلسطيني ومحاصرته والعبث به من خلال ممارسة حرب إبادة وعقوبات فردية وجماعية استخدم فيها العدو الصهيوني شتى أنواع التنكيل والتشنيع والجرائم الانتقامية هذا في الوقت الذي يمتد فيه الاستهتار والتحدي الصهيوني إلى كل  دول الجوار وتصول وتجول الموساد في معظم العواصم العربية. وما من صوت رسمي ينبس باعتراض أو احتجاج جدي بل نجد الأحضان تفتح لاستقبال الوفود الصهيونية الرسمية والأكاديمية والشعبية لتقوية عرى التطبيع والاعتراف والتسريع بتنفيذ مشاريع الاستسلام وإثبات الطاعة وحسن النية لسيدة العالم “إسرائيل” وكأنها عزرائيل قابض الأرواح البشرية ومن خلفها الجبروت الأمريكي الأعظم وكأنه إله الكون.

لا إله إلا الله وحسبنا هو لا شريك له. وأما ما ابتلانا به زمن الخذلان والردة من خونة وعملاء وحكام جبناء فإنا نعوذ بالله منهم واللعنة على كل شريف فيهم والخزي والعار على كل حر بينهم.  

تستبسل المقاومة العربية الإسلامية المجاهدة في مقارعة الجبروت الإنجلوصهيوني وتدفع بقوافل الشهداء على أرض فلسطين والرافدين دفاعا عن الوجود والكرامة، ويستبسل حكامنا في الانبطاح والانصياع ويستشرسون في قمع ومنع أي تحرك يسيء للسيدة المتغطرسة ولراعيها الأرعن ويجرمون كل من يمد يد العون أو تأخذه النخوة ليكون في خندق المقاومة وساحة الجهاد. والله إنه لزمن أسود ضاعت فيه القيم وماتت الهمم ولم يبق من سبيل فيه غير رفع راية الإرهاب وسلوك طريق الجهاد ضد أعداء الحرية والسيادة والكرامة وحقوق الناس بيننا وضد أعداء الإنسانية وحماة العنصرية والصهيونية الضالعين في جرائم الحروب والاحتلال. من اليوم سأعلن عصياني وتمردي وعدم اعترافي بأي نظام جمهوري أو ملكي أو قانون أو دستور وبأي اتفاقية حول حقوق الإنسان أو شرعية دولية تدعي حماية الإنسان وسيادة الدول وسلامة البيئة. ذلك بعدما أثبتت الأحداث أن سياسة التمويه والمغالطة والكذب والاستخفاف وسياسة الكيل بمكيالين كلها ممارسة منهجية ومستمرة لخداع الشعوب المستضعفة والعرب والمسلمين تحديدا وأن حكامنا وأعداء الأمة حلفاء شركاء في التنكيل بنا والعبث بمصيرها ونهب ثرواتنا. فهل ثمة ما يبقي الإنسان العربي عقلا وصبرا وأملا ؟ من فقد عقله فقد استراح وأراح نظامه وصارا عبدا مطيعا ضمن بقية القطيع وهذا ما يريده أصحاب السلطة وقوى الهيمنة. ومن فقد صبره فالتمرد مصيره ومن مات لديه الأمل فالتطرف والإرهاب مآله وهذا ما لا ترتضيه قوى الاستبداد والفساد. وحالي كما هو حال الكثيرين من أبناء هذا الأمة الذين أصيبوا بنعمة الصبر وقوة الإيمان والانتماء ليس باقتدارنا فقدان العقل والإرادة والأمل وليس من واجبنا الصمت والخذلان ولم يبق لدينا من حل أمام ما نشهد وما نعاني غير الانحياز والوقوف في خندق المقاومة واعتناق عقيدة الجهاد. وإن لم نفعل فنحن محسوبين كرها على فلول الإرهاب والكافرين بنعمة الاستبداد والفساد والاحتلال. فسجل أنا عربي طالما أن كل عربي إرهابي، سجل بأحرف من دمي أنا إرهابي ومجاهد استشهادي في مواجهة إرهاب السلطة والإرهاب الصهيوني الأمريكي. حاولت أن أكون مثلما يجب أن يكون الإنسان، فأرهبني الخوف من عاقبة المصير، أرهبتني سياسة التجويع والتهميش وعيون الأمن والملاحقة، أرهبني القمع والمنع وأرهبني حتى الحلم بالحرية والتطلع إلى الديمقراطية، أرهبتني مشاهد التمثيل بجثث القتلى، أرهبتني صرخة الثكلى ولوعة أم الشهيد، أرهبتني قصص الاغتصاب والتنكيل. حوّلتنا هذه المشاهد الإرهابية التي تفقأ عيوننا وتقتل إنسانيتنا من المحيط إلى الخليج إلى إرهابيين، فلماذا لا نكون إرهابيين دفاعا عن النفس وعن الحقوق والشرف وعن إنسانية هذه الأمة ؟.

تونس في 12/07/2006.   

 


في منتدى الذاكرة الوطنية (2 من 3) نجيب البوزيري يدلي بشهادة تاريخية:

** أحداث الساقية كانت مريعة… خاصة لما وقع قذف القنابل على المدرسة الابتدائية ** مضايقات وتهديدات للسفارة التونسية في باريس بسبب منحها جوازات سفر للجزائريين

تونس ـ الصباح   على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات التي يديرها المؤرخ الدكتور عبد الجليل التميمي تحدّث السفير والوزير السابق نجيب البوزيري طيلة أربع ساعات أمام عدد من الجامعيين والمثقفين والمهتمين بتاريخ تونس المعاصر وأدلى بشهادة قال بشأنها أحد المؤرخين انها كشفت الكثير من الوقائع.. وكانت «الصباح» قد نقلت في عدد يوم الأحد جزء منها وتتولى في هذا العدد تقديم الحلقة الثانية، وتطالعون الحلقة الأخيرة التي أجاب فيها عن استفسارات الحضور وأسئلتهم في عدد يوم غد.   يقول الأستاذ البوزيري في شهادته «بعد امضاء اتفاقية الاستقلال الذاتي عاد بورقيبة الى تونس.. وأذكر انه خلال فترة مفاوضات باريس أتى الطيب المهيري ليقابل صالح بن يوسف فذهبت معه وطلبنا منه أن يغير موقفه من بورقيبة لكنه لم يقتنع.. وبعد المفاوضات أصبح المنجي سليم وزيرا للداخلية.. وخلال انعقاد مؤتمر الحزب لم يذهب بن يوسف الى صفاقس ونظّم مظاهرة في الملعب لذلك قررت ايقافهم وذلك لأنه كان مصحوبا بمصري وكنت مقتنعا وقتها أن مصر كانت ضد المفاوضات.. وفي تلك الأثناء تم دس قنبلة في مكتبي في وزارة الداخلية ومن ألطاف الله تم التفطن اليها قبل حدوث الكارثة»..   ويسترسل البوزيري فيقول: «في نفس السياق أذكر أيضا حادثة أخرى وخلاصتها أنني لما كنت في وزارة الداخلية اقتحم جمع من الفلاقة يقارب عددهم الخمسين مبنى الوزارة وأصبحت أسيرا لهم وكانوا مسلحين.. فما كان مني الا أن اتصلت هاتفيا بالرئاسة وأخبرتهم بالأمر فأتى بورقيبة بمفرده في الحين الى وزارة الداخلية وأشبعهم سبا وشتما فخرجوا مطأطئين رؤوسهم.. وكان ذلك أمر مثير حقا ويدل على الهيبة التي كان يحظى بها الزعيم.. فبورقيبة كان يتجول في الشوارع دون حراسة وكثيرا ما كان المقرّبون منه يقولون له ألا تخشى أن يضرّك أحد فيجيبهم انه لا يبالي ولا يخشى مخاطر المهنة».   ويضيف: «لما كنت في وزارة الداخلية قدّمنا دروسا لجماعة في الحزب لكي يدخلوا سلك الأمن والحرس الوطني وكان يؤمّن معي هذه الدروس الطيب المهيري وعبد المجيد شاكر تتصل خاصة بميدان القانون والميدان الاداري ودامت هذه الدروس قرابة ستة أشهر»..   عنف اليوسفيين   عن الخلاف اليوسفي البورقيبي بين نجيب البوزيري أن «اليوسفيين كانوا يستعملون العنف ضد الدساترة وكانوا يريدون شن حرب أهلية» وهو يعتقد أن لهم نوعا من التطرف والانجذاب للمصريين ولكن أغلب التونسيين آنذاك كانوا في صف بورقيبة..   عند هذا الحد قاطعه الدكتور التميمي وأوضح أن الاحصائيات تبين أن عدد اليوسفيين آنذاك لم يكن بالهيّن فقال له البوزيري انه لا يعتقد ذلك.   وأضاف: «حينما كنت في شعبة المرسى أنشأنا مستوصفا في الشعبة.. وتم اتهام أحد أعضاء الشعبة بأنه يقلق راحة النساء اللائي تترددن على المستوصف فتقرر توبيخه وكنت أنا من أمضيت على شهادة التوبيخ.. وبعد مدة تحدث اليّ هذاّ الرجل وقال لي أن التهمة ملفقة فأذنت باجراء تحقيق في المسألة وتبينت من خلاله أنه مظلوم فقررت خلال المؤتمر أن نكتب في التقرير اعتذارا له لأننا أخطأنا في حقه وهو ما عارضه البعض لكنني أصررت على موقفي»..   وقال: «في سنة 1956 تقرّر القيام باجتماع مغاربي في تونس.. لكن لم يحدث ذلك لأنه تم ضرب الطائرة التي تقل الجزائريين».   وتحدث عن فترة عمله بسفارة تونس بفرنسا التي أنشئت سنة 1956 في نهج «البيراميد» وذكر أنه انتبه منذ دخوله السفارة الى وجود عدد هام من الفرنسيين العاملين فيها فاستغربت ذلك وعمل ما بوسعه على تونسة السفارة.. كما قام بانتداب كاتبة ألمانية وموظفة جزائرية..  ومن الأشياء الأخرى التي تفطن اليها البوزيري في سفارة تونس بباريس هو وجود قسم لجوازات سفر غير عادية واستغل هذا الأمر ومنح جواز سفر لأحمد طالب الابراهيمي الذي شغل وزير خارجية الجزائر.. ولما تفطنت فرنسا لوجود جوازات سفر غير عادية أرسلت وزارة خارجيتها مذكرة للسفارة للاحتجاج على وجود جوازات سفر تنجز في السفارة التونسية وتسلّم للجزائريين فأنكر الأمر وكانت السفارة قد سلّمت عددا كبيرا من جوازات السفر وعلم البوزيري من احدى السيدات اللائي كنا يجمعن المساعدات المالية لفائدة الجزائريين أن فرنسا قبضت على جزائري كان يحمل جواز سفر تونسي منحته له سفارة تونس بباريس ومن حسن الحظ مرت المسألة بسلام..  ويقول السفير السابق ان جوازات السفر كانت ترسل للجزائريين خفية في حقائب الدبلوماسيين حينما يعودون الى تونس وتسلّم لهم هناك..   ويضيف: «حينما شغلت خطة رئيس ديوان بورقيبة منذ أن كان رئيسا للحكومة سنة 1956 الى غاية اعلان الجمهورية في شهر جويلية 1957 كنت أمارس الشؤون الادارية مع الباهي الأدغم أما المواضيع السياسية فأناقشها مع بورقيبة.. وأعتقد أن من عمل مع بورقيبة يعلم جيدا أنه كان يصدر تعليماته من دون تركيز كبير وكثيرا ما كنت ألاحظ له في الإبان أن قراره ستكون له انعكاسات سلبية ولكنه كان لا يحبذ مثل تلك الملاحظات.. وبعد أن يفكر على مهل يراجع نفسه ويدرك أنني على حق يراجع قراره.. وكنت أعتبر بيني وبين نفسي أن من لا يواجه الرئيس ويصمت حينما يرى أنه يخطأ قد ارتكب خيانة عظمى».   قضية الساقية   تحدث الأستاذ نجيب البوزيري عن الاعتداء على ساقية سيدي يوسف الذي انتهى بسقوط قتلى وجرحى وقال انه تم قذف القنابل على مدرسة للأطفال وهو ضيم في حقهم.. وذكر أن تونس تقدمت بشكوى لمجلس الأمن لمتابعة ما حدث في الساقية فذهب البوزيري لواشنطن واتصل هناك بالمنجي سليم. وبعد المساعي تم الاتفاق على انسحاب فرنسا من الساقية.   واثر أحداث الساقية انتقل البوزيري الى سفارة تونس بايطاليا.. وصادف أن زار ديغول روما فصافح البوزيري ببرود وذلك لأن بورقيبة قبل أيام قام بتصريح في الصحافة ذكّر فيه بأن الجيش الألماني انتصر على فرنسا.. وكان بورقيبة آنذاك في ايطاليا فاتصل به السفير وقال له ان ديغول مستاء فأجابه بورقيبة أنه قال ذلك الكلام لأنهم يقتلون الجزائريين.. وبعد سنوات التقى البوزيري مرة أخرى ديغول فصافحه بحرارة. وأضاف: «في ايطاليا اقترح عليّ أحدهم أن يقابل بورقيبة البابا.. وكان الرئيس آنذاك في ايطاليا.. فأخبرته أن الفاتيكان يريده أن يقابل البابا.. واتفقنا على تاريخ المقابلة وذهب الرئيس بمفرده ولم أرافقه.. وأعتقد أن الزيارة لم تكن لها أغراض محددة وانما تقديرا لتونس وللزعيم. وفيما يتعلق بمشكلة السمك وصيد الايطاليين في مياهنا الاقليمية فقد طلب مني بورقيبة أن أحل المشكلة حتى لا تقوم بيننا وبين ايطاليا حرب.. وكنت وقتها أتأهب للزواج لكن بورقيبة رفض أن يمنحني اجازة طويلة الأمد وأرسلني للطيب المهيري ليتولى عقد القران في البلدية. وسعيت ما بوسعي الى حل مشاكل الصيد في المياه الاقليمية، وأذكر أن باخرة تونسية تفطنت مرة لوجود ثلاث بواخر صيد بحري ايطالية اجتازت الحدود البحرية فحاولت تطويقها لكن الايطاليين الذين كانوا على متنها حاولوا أن يغرقوها في البحر.   ويضيف: «من الطرائف التي جمعتني ببورقيبة في ايطاليا هو قوله لي ذات مرة لماذا تمنع زوجتك من الاتصال هاتفيا بعائلتها فقلت له لم أمنعها وانما قلت لها ان الهاتف هو من أموال الشعب ويجب الاقتصاد في المكالمات وعاملتها كما عاملت بقية الموظفين فقال لي بورقيبة ان مراسك صعب وأعتقد أن هذه الحادثة هي التي جعلته لاحقا يلح عليّ لكي ألتحق بكتابة الدولة للبريد والبرق والهاتف».   «وفي ميلانو أتاني أحدهم مرّة بكتاب عثر عليه في الحديقة فمنعته من فتحه وطلبت منه الاتصال بمختص في فتح الألغام فحصل ذلك وعلمت بعدها أن الكتاب كان ملغوما وقيل لي انه كان من الممكن أن تنفجر نصف السفارة لو تم فتحه هناك فأخبرت بورقيبة بالمسألة ففهم أن المسألة تتعلق بردّة فعل على مساعدة تونس للجزائر فقال لي نعم سنساعد الجزائريين لكن يجب ألاّ نضع السلاح في السفارة».    واثر ذلك تمت تسمية البوزيري في فيانا فاصطحب معه محمد علي الغرياني ولما قدّم أوراق اعتماده للرئيس شارف قال له مدير التشريفات أنه سيتم تقديم نغم النشيد الرسمي التونسي فقال له البوزيري انه يخشى أن يتم تقديم النشيد القديم وسلام الباي.. وهو ما حدث لكن البوزيري لم يردّ الفعل في ذلك الوقت وأبلغ مدير التشريفات بأنه تم تقديم نشيد النظام القديم وقابل وزير الخارجية وأبلغه أنه تم تقديم نشيد البايات. فدعا مدير التشريفات ووبّخه وقال له ليس من المعقول أن تخطئ في نشيد هذا البلد بالذات فقد انتقل من نظام ملكي الى نظام جمهوري.   ويقول الأستاذ البوزيري انه لما انتقل الى ألمانيا التقى أديناور ودار بينهما حديث لطيف حول التعاون التونسي الألماني ولكنه لاحظ أثناء اللقاء أن أديناور كان محترزا بعض الشيء.. وفهم البوزيري أن سبب احترازه مردّه أنه لم يكن يحبّذ أن يظهر لفرنسا أن ألمانيا ستقوم مقامها في تونس.. ولكن بعد ذلك تم امضاء اتفاقية اقتصادية بين تونس وألمانيا.   اغتيال صالح بن يوسف   وتحدث سفير ألمانيا السابق عن حادثة اغتيال صالح بن يوسف وقال انه لم يكن يعلم بوجوده في ألمانيا ولما بلغه خبر مقتله اتصل هاتفيا بسرعة بأمن المنطقة وتأكد من صحة الخبر.. فطلب منهم أن يبلغوه سبب مقتله فقال له رجل الأمن انه يأسف لعدم قدرته على تنفيذ رغبته لأن عائلة بن يوسف طلبت أن لا تعطى أية معلومة عن حادثة مقتله لا للسفارة التونسية بألمانيا ولا للسلطات التونسية.. فأخبر البوزيري الصادق المقدم بالأمر وكان آنذاك في بلغراد فقال له انه سيلغي الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها لألمانيا.. لكن السفير ابلغه أنه ليس من الناجع إلغاء الزيارة فاقتنع بكلامه وأتى الى مونيخ وتم تنفيذ برنامج الزيارة بحذافيره.   وفي نفس السياق يقول: «لم يكن لي نفوذ للقيام بالبحث في قضية مقتل صالح بن يوسف فالسلطات الألمانية لم تعطني أية ارشادات.. وقد اجتهدت وعملت على جمع الأسماء التي دخلت ألمانيا في المدة الأخيرة وأرسلت تلك القائمة الى تونس واقتصر دوري على هذا الأمر». وقال البوزيري انه كان «على قناعة أن من قتل بن يوسف هم تونسيون» ولكن لم تكن له معلومات كافية عنهم.. وقد قال في حوار صحفي اثر الحادث انه «لا يقبل العنف بسبب الخلافات السياسية»..   وفي تلك الصائفة التقى البوزيري بورقيبة في تونس وهو يذكر أن الرئيس قال له «يا نجيب هوكا رتّحناك من صالح بن يوسف». وهي الجملة الوحيدة التي قالها له ولم يتحدث معه لا هو لا الطيب المهيري حول الموضوع.   سعيدة بوهلال   (يتبــع) (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 18 جويلية 2006)
 

تونس، في 8 جويلية 2006   منبر نقاش (الرؤى المتقاطعة بين السيد محمد بالحاج عمر والطاهر بلخوجة) حول الملفات التالية :

بدايات اتحاد الطلبة (1952-1960)، مسيرة التعاضد (1962-1969) ومحاكمة مجموعة الوحدة الشعبية (1977)

  يوم السبت  22 جويلية 2006 على الساعة التاسعة صباحا  

  في نطاق تفعيل سمينارات الذاكرة الوطنية, كنا قد بدأنا منذ عدة أشهر بإحداث منابر النقاش حول عدد من الملفات الوطنية وشارك فيها أكثر من شخصية, حرصا منا على جمع كل الآراء المتقاطعة أو المتكاملة… ويتم ذلك بصفة خاصة لملفات تحتاج بالفعل إلى إلقاء مزيد من الأضواء عليها…   وضيفانا هما السيد محمد بالحاج عمر من مواليد سنة 1934 بولاية المنستير وأنهى دراسته الثانوية بسوسة سنة 1955 والتعليم العالي بالمعهد الوطني للتعليم الفلاحي سنة 1958. تخصص في الصناعات الغذائية بباريس 1958-1959 وقد التحق سنة 1959 بوزارة الفلاحة وتقلد عدة مناصب إلى أن سمي مهندسا عاما, وكان المسؤول الأول على حزب الوحدة الشعبية الذي ينسب للتنظيمات المعارضة وهذا على الرغم من العلاقات الطيبة والاتفاق التام مع السلطة والحزب الحاكم. وهو خبير لدى المنظمة العالمية للتغذية والزراعة والتي مقرها روما. وهو خبير في المنظمة العربية للتنمية الزراعية التي مقرها الخرطوم, وشارك في العديد من المؤتمرات, وكان من مؤسسي الاتحاد الوطني للمهندسين التونسيين ولمجلس عمادة المهندسين, وكان له نشاط مكثف في اتحاد المنهدسين العرب إلى أن أصبح رئيسا له.   كما شارك في النشاط الوطني منذ نعومة أظافره, في الحزب الدستوري وفي المؤتمرات الحزبية, وانتخب عضوا للجنة التنسيق الحزبي بتونس إلى سنة 1969 عندما تم تجميد نشاطه لأسباب سياسية. وكان المسؤول الأول على النشاط الشبابي داخل الاتحاد العام لطلبة تونس في ولاية سوسة وحضر الاجتماع الأول بجامع صاحب الطابع سنة 1952 والمؤتمر الأول بباريس في جويلية 1953 والمؤتمر الثاني في تونس سنة 1954, والثالث سنة 1955, ثم أصبح عضوا داخل المكتب التنفيذي, وكان عضوا في جامعة الفلاحة التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل حتى سنة 1965 ثم أصبح أمينا عاما للجامعة حتى سنة 1970 وانتخب عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد.   لقد تم سجنه سنة 1952 قبل الاستقلال, وبعده سنة 1977, تم سجنه مدة 18 شهر مع مجموعة من المناضلين من أجل أفكارهم ونشاطهم وسعيهم لتحقيق التعددية في البلاد, في نطاق المجموعة التي عملت على تأسيس حركة الوحدة الشعبية, وقد دامت محاكمة المجموعة مدة 3 اشهر وهي أطول محاكمة سياسية وكان ذلك أيام تولي السيد الطاهر بلخوجه وزارة الداخلية.   وكان السيد محمد بالحاج عمر من المجموعة الأولى التي أسست حزب الوحدة الشعبية بصفة رسمية, وأصبح أمينها العام أثناء عقد مؤتمرها الأول سنة 1976 بصفاقس في نطاق السرية. وفي 15 جانفي 2000.    ولا شك أن مسيرته الطويلة تعكس عمق معرفته بالمناخ السياسي التونسي ولكل مضاعفاته وتداعياته من خلال مسيرة للتونسيين والتونسيات ومواقفهم المختلفة والقناعات والثوابت التي كانت تحركهم جميعا.   أما ضيفنا الثاني فهو السيد الطاهر بلخوجة, الذي استضفناه عديد المرات وأدلى بشهادته لدينا, ولد سنة 1931 بالمهدية وقد درس بالمدرسة الصادقية فيما بين 1944 و1950 ثم بالمدرسة الوطنية للفلاحة وقد برز في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس حيث انتخب كاتبا عاما له فيما بين 1957 و1959  ورئيس جامعة طلبة شمال إفريقيا ورئيس الجمعية الدولية لطلبة الفلاحة سنة 1958, مدير ديوان وزير الشؤون الخارجية سنة 1959, وزير مفوض قائم بأعمل بباريس سنة 1961, سفير بالسينغال وساحل العاج ومالي وغينيا وموريتانيا بين 1962-1965, مدير ديوان وزير الاقتصاد الوطني سنة 1966, مدير عام الأمن الوطني 1967-1968, سفير بإسبانيا سنة 1969, كاتب دولة للفلاحة سنة 1970, وزير الشباب والرياضة سنة 1971, ممثل تونس الدائم بمقر الأمم المتحدة بجنيف وسفير تونس لدى الفاتيكان وإيطاليا سنة 1971-1973, وزير الداخلية 1973-1978, عضو مجلس الأمة 1974-1979, سفير ببون سنة 1980, وزير الإعلام 1981-1983 ؛ حاصل على العديد من الأوسمة من بينها الوسام الأكبر للاستقلال والوسام الأكبر للجمهورية وأوسمة أخرى من ليبريا وألمانيا وفرنسا وهولندا وبلغاريا والسينغال وساحل العاج وغينيا والنيجر وأفريقيا الوسطى وموريتانيا والسودان, وقد نشر كتابه Trois décennies de Bourguiba وترجم إلى العربية “ثلاثة عقود مع بورقيبة” ثم شهادته التي نشرناها ضمن منشورات مؤسستنا بعنوان : شهادة الطاهر بلخوجة السياسية.   والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله.   الأستاذ عبد الجليل التميمي
مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني temimi.fond@gnet.tn الموقع على الإنترنت( باللغة العربية) ; www.temimi.org  (site en français) www.temimi.refer.org  

 


الحزن يخيم علي حفل افتتاح الدورة الـ 42 لمهرجان قرطاج الدولي

 

 تونس: خيمت مشاعر الحزن والاسي علي حفل افتتاح الدورة الثانية والاربعين لمهرجان قرطاج الدولي، وذلك نتيجة الأوضاع الغير مستقرة التي تشهدها الأراضي اللبنانية حاليا.   هذا وقد افتتح المهرجان مساء الأحد الماضي من خلال عرض مسرحى تونسى يابانى علي مسرح النو الياباني، وذلك بمناسبة مرور 50 عاما علي العلاقات التونسية اليابانية. انقسم العرض المسرحي الذي شارك فيه 20 ممثلا يابانيا و12 ممثلا تونسيا الى جزئين يحمل الاول عنوان “حنبعل القائد القرطاجي” والثاني “سوميديقاوا”.   وتناول الجزء الاول من العرض المقتبس عن الكاتب التونسي صالح الحناشي لحظات من انجاز القائد حنبعل واحياء ذكرى اشهر انتصاراته، أما الجزء الثاني فيحكي قصة إمرأة تبحث عن طفلها بجانب نهر ” سوميديقاوا” الياباني، لتجده بعد عناء ميتاً تحت شجرة الصنوبر على ضفة النهر، وقد كان الناي الحزين من أبرز الألات التي استخدمت في المسرحية لتتحد مع السرد المأساوي للمرأة التي فقدت طفلها.   كان رؤوف بن عمر مدير مهرجان قرطاج قد أكد من قبل أن ادارة المهرجان اجتهدت اكثر ما يمكن هذا العام لاقامة عروض فنية تتماشى مع عراقته وان المهرجان سيخصص للمبدعين فقط في شتى الفنون مراعية في ذلك الجانب التثقيفي. واضاف ان هذه الدورة ستشهد مشاركة عدة نجوم عرب من بينهم نور مهنا، وملحم بركات، ولطيفة، وسنية مبارك، اضافة الى سليف كايتا من مالي، وارشي شيب من الولايات المتحدة، ومجموعة جناوا من المغرب.   كما انتقد مدير المهرجان بعض الفنانين العرب المشهورين لرغبتهم في اقامة حفلات باسعار وصفها بانها “جنونية”، قائلا: “مهرجان قرطاج هو ثقافي بالاساس وليس تجاريا ونرفض كل المساومات من اي فنان والبعض منهم احتضنتهم تونس وصنعت شهرتهم”.   ومن المقرر أن يكرم المهرجان هذا العام الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، والشاعر الافريقي ليوبول سيدار سانجور، والكاتب المسرحي الاسباني فيديريكو جارسيا لوركا بمناسبة الذكرى السبعين لاغتياله في غرناطة على يد الفاشية، كما خصص المنظمون سهرة الختام للفنان التونسي لطفي بوشناق سفير النوايا الحسنة لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.   (المصدر: موقع محيط بتاريخ 18 جويلية 2006) وصلة الخبر: http://us.moheet.com/asp/show_g.asp?pg=3&lc=618&lol=1793028

 

عرض مسرحي تونسي ياباني يفتتح مهرجان قرطاج الدولي

 

افتتح عرض مسرحي تونسي ياباني مشترك بعنوان “رؤى متقاطعة” فعاليات مهرجان قرطاج الدولي الذي أبصر النور قبل 42 عاما فى مدينة قرطاج الواقعة شمال العاصمة التونسية يوم الأحد الماضي.

 

وقدم ممثلون من فرقة مسرح النو الياباني يصاحبهم للمرة الأولى ممثلون من فرقة  الفن الرابع للتونسي محمد دريس على خشبة المسرح الروماني وأمام خمسة آلاف متفرج لوحتين تناولت الأولى قصة القائد القرطاجي الفينيقي الأصل هنيبعل الذي عبر جبال الألب في القرن الثالث قبل الميلاد لمحاربة روما.

 

ويتضمن برنامج مهرجان قرطاج الـ42 المستمر حتى 16 أغسطس/آب المقبل  نشاطات موسيقية وأعمالا راقصة وعروضا مسرحية وسينمائية وأمسيات شعرية من تونس ومصر ولبنان وسوريا والكويت والعراق والإمارات العربية المتحدة والمغرب وفرنسا وكوبا وكوريا والولايات المتحدة الأميركية.

 

ومن المطربين التونسيين المشاركين في المهرجان لطيفة العرفاوي وصابر الرباعي  ونوال الغشام وصوفيا صادق وشريف علوي. ومن المطربين العرب اللبنانيين ملحم بركات وأمل حجازي وفضل شاكر وأميمة الخليل والعراقي ماجد المهندس والكويتية نوال والإماراتي حسين الجسمي والمصري حكيم والمغربي رشيد غلام.

 

وسيشهد المهرجان عروضا من فرنسا لجوليان كليرك وليان فولي ومن باماكو لسليف كايتا، فضلا عن الباليه الوطني الكوري وعرض مشترك لارشي شيب عازف الساكسفون الأميركي الشهير ومجموعة قناوا المغربية، كما ستقدم أمسيات شعرية يحيي إحداها الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم.

 

من جهة أخرى يعرض في ساحة المسرح الروماني في قرطاج فيلم “عمارة يعقوبيان”  للمخرج المصري الشاب مروان حامد ويقوم ببطولته عادل إمام ونور الشريف ويسرا, كما سيعرض فيلم “حليم” للمرة الأولى في بلد عربي وهو الفيلم الذي جسد فيه الراحل أحمد زكي دور العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

 

وتعرض في المهرجان مسرحيات تونسية جديدة منها “ساعة ونصف بعدي أنا” لنضال  قيقة، و”برج الدلو” لتوفيق العايب، و”وادي الربيع” لعبد القادر مقداد، و”حلم  ليلة” لعبد الحكيم المرزوقي، و”أنا أو لا أحد” لمنصف السويسي.

 

ويكرم المهرجان الشاعر الأفريقي ليوبولد سيدار سانغور بمناسبة احتفال المجموعة الدولية بالسنة الدولية لسانغور وكذلك الشاعر والكاتب المسرحي الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا بمناسبة مرور سبعين عاما على اغتياله في غرناطة.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 18 جويلية 2006 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)


 

فيلم تونسي يسخر من النفاق الاجتماعي

 

إيهاب الشاوش من تونس: بعد فيلم “يا سلطان المدينة”، يعود السينمائي والمخرج التونسي المنصف ذويب بفيلم طويل جديد بعنوان “التلفزة جاية”، الذي سيعرض خلال المهرجانات الصيفية، وسيقدم للعموم عبر السينما المتجولة.

هذا الفيلم كان محور لقاء صحفي احتضنته جمعية الصحفيين التونسيين.

 

أحداث الفيلم تدور في قرية “الملقى” بالجنوب التونسي.  قرية تعيش على وقع احتفالات رسمية تنظمها اللجنة الثقافية المحلية، والتي اعتادت تقديم نفس البرنامج في كل الاحتفالات.

 

اتصال هاتفي من العاصمة يعلم المسؤول عن الثقافة بقدوم فريق تلفزيوني ألماني للمنطقة، فيرى في هذه الزيارة، فرصة لتقديم صورة ايجابية للجهة. لكن التزيين، يتحول إلى تزييف للواقع يصل حد الكاريكاتور. صورة ساخرة يقدمها المخرج و يعالج من خلالها مسألة الذات و الآخر، و خاصة هذا الآخر الأجنبي الذي نسعى إلى تقديم صورة مجملة و منمقة له.

 

الفيلم يجمع ثلة من الممثلين التونسيين منهم بالخصوص فاطمة سعيدان وعيسى حراث وشوقي بوقلية وعبد الحميد قياس بمشاركة خاصة لكل من هشام رستم ورؤوف بن عمر والنوري بوزيد.

 

و بخصوص اختياره للسينما المتجولة لعرض شريطه أفاد المنصف ذويب ان الأمر يتعلق بإدراج السينما ضمن برامج المهرجانات الصيفية عبر استعمال شاحنة ستجوب أنحاء البلاد وستكون مجهزة بجهاز للعرض وشاشة وتجهيزات صوتية جيدة.

 

واتهم ذويب الموزّع السينمائي في تونس بإخلاله بواجبه تجاه الفيلم التونسي قائلا” الدولة تقوم بمجهود كبير للنهوض بالسينما التونسية وتمنح دعما ماليا لإنجاز الأفلام ولكن عندما نصل إلى الموزع الذي يعتبر حلقة أساسية في العملية السينمائية نجد أنه يرفض القيام بدوره.

 

و يضيف «لقد اتفق الموزعون على إلغاء التسبقة التي كانت تمنح للمخرجين وكانت تصل إلى حدود 40 ألف دينار كما أن الدعاية التي كانت من مشمولات الموزع تخلى عنها كما أصبح يرفض القيام بنسخ الأفلام على الرغم من أن العملية من مشمولاته أيضا مع العلم أن الموزّع يتحصل على 70 من مجموع مداخيل الفيلم دون أن يقوم بأي جهد”.

 

وأمام هذه الوضعية يقول المنصف ذويب «اختار بعض المخرجين القفز على حلقة الموزع واتجهوا إلى التلفزة مباشرة على غرار الزميل رضا الباهي بالنسبة لي اخترت طريقا آخر وهو طريق المهرجانات الصيفية.

 

وينتظر ان يعرض هذا الفيلم في قاعات السينما في شهر اكتوبر القادم.

 

الفيلم سيعرض في العديد من المهرجانات مثل قرطاج (18 جويلية) وبوقرنين (20 جويلية) والجم (21 جويلية) والحمامات (24 جويلية) وبنزرت (26 جويلية) وصفاقس وسوسة بداية أوت.

 

كما ان الجولة التي سيقوم بها الفيلم سيتم تصويرها في شريط وثائقي سيكون محور الندوة الفكرية لأيام قرطاج السينمائية المقبلة.

 

(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 17 جويلية 2006)


قرابة 2000 مشارك في كاستينغ ستار أكاديمي المغرب العربي يحلمون بالشهرة

تونس ـ «الشروق»: تركوا الشواطئ ونسمات البحر ومقرات العمل… تحدّوا ارتفاع درجة الحرارة، وأشعة الشمس الحارقة… الحلم بالنجومية وحب المغامرة والمشاركة في ستار أكاديمي المغرب العربي وحدها التي قادتهم. مئات من الشبان اغلبهم من التلاميذ والطلبة من الفئة العمرية بين 16 و25 سنة تجمّعوا يوم السبت للمشاركة في اختبار برنامج تلفزيون الواقع الجديد ستار أكاديمي المغرب العربي. ولئن استنبط المصطفون والمصطفّات حيلا للتغلب ومقاومة ارتفاع درجة الحرارة فالكثير منهم مثلا حوّل ورقة الارشادات الخاصة بالكاستينغ الى مروحة، البعض استنجد بقارورة الماء إلا ان السيطرة على مشاعر الرهبة والخوف، والارتباك كانت (ساعة الانتظار) تكاد تكون مهمة مستحيلة. انيسة المنزوقي (تلميذة) حضرت للمشاركة منذ السابعة صباحا تنقل مشاعرها: لم استطع السيطرة على مشاعر الخوف.. انا مرتكبة وخائفة وكلما قرب موعد الاختبار كلما تزداد رهبتي. مروى المقدوني مشاركة اخرى كانت تنتظر دورها تقول: قبل قدومي كنت اشعر بنوع من «التراك» ومع وصولي لمكان الاختبار زاد الخوف اكثر لقد ذهلت من كثرة الحضور. بدوره رياض النهدي (33 سنة) تاجر ترك مقر عمله وجاء للمشاركة نقل أحاسسيسه قائلا: رغم ثقتي في امكاناتي الصوتية وقدراتي وموهبتي إلا ان مشاعر الخوف تسيطر عليّ ربما كثرة المشاركين في الاختبار هي السبب. لتجاوز ظلم البرامج الاخرى يعلّق المشاركون في الاختبار آمالا كبيرة على برنامج ستار أكاديمي المغرب. نابغة الجربي تشعر ان هذا البرنامج سيكون اقرب اليها والى أي شاب مغربي وسيفتح الابواب على مصراعيها للمواهب في تونس والجزائر والمغرب. جمال عمار (كان بصدد تعمير ورقة ارشادات «الكاستينغ») ذهب الى أبعد من ذلك اذ اعتبر ان التونسيين والمغاربة الذين شاركوا في السابق في برامج تلفزيون الواقع لم يلقوا حظهم من التشجيع بل البعض منهم تعرض لمظالم سواء من طرف اللجنة او بسبب التصويت.   بدورها تعتقد المشاركة ألفة مرابطوني (طالبة) ان البرنامج تجربة جديدة قد تقطع مع التجربة اللبنانية والتي ظلمت بعض النجوم والمواهب التونسية. هوس المشاركون الذين حضروا عددهم في حدود ألفين مشارك وسيقع اختيار لجنة التحكيم التي تتكون من الفنان شكري بوزيان والناصر صمود ودرصاف الحمداني ومهدي امين وغيرهم على 50 مشارك (في اليوم الاول) وفي اليوم الثاني يتم التركيز على الجانب النفسي وسيقع الاختيار بين 10 و15 مشاركا وبعد انتهاء فترات الاختبار في دول مغاربية اخرى سيتم في نهاية المطاف اختيار 14 مشاركا من كامل المغرب العربي. الحلم بالشهرة وتحقيق النجومية وابراز المواهب غاية وهدف كل الحاضرين هذا الهدف عبّرت عنه الطالبة عبير عامري قائلة: كل شاب يراوده حب الاطلاع والمغامرة والحلم وبإمكان هذه البرامج ان تحول الحلم الى واقع.   * رضا بركة   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 18 جويلية 2006)


إخوان مصر يدينون أنظمة عربية ويطلبون دعم حزب الله

 

دعا المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر العرب والمسلمين إلى الوقوف بجانب حزب الله والمقاومة اللبنانية بكافة الوسائل والإمكانيات المتاحة.

 

وامتدح مهدي عاكف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واعتبره عظيم من عظماء الأمة.

 

واستهجن في حديث للجزيرة تصريحات بعض الدول العربية التي حملت حزب الله مسؤولية الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، في إشارة إلى التصريح السعودي والمصري والأردني الذين قالوا إن حزب الله أدخل لبنان في هذه المواجهة دون حساب العواقب.

 

ووصفهم بـ”الخائفين والمنبطحين” وقال إن هؤلاء وغيرهم من الحكام بمواقفهم “المشينة والمهينة والاستكانة خذلوا شعوبهم”، ورفض الزج بسوريا وإيران في المواجهات اللبنانية الإسرائيلية والفلسطينية الإسرائيلية مشيرا إلى أنها مقاومة وطنية

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 18 جويلية 2006)


  

استطلاع يكشف عن تأييد هائل من الإسرائيليين للهجوم على لبنان

القدس (رويترز) – كشف استطلاع نشر يوم الثلاثاء ان الغالبية العظمى من الاسرائيليين تؤيد الهجوم الذي تشنه بلادهم على لبنان لاصابة حزب الله بالشلل وان كثيرين ايضا يعتقدون ان الشيخ حسن نصر الله الامين العام للحزب يجب ان يقتل.   وأظهر الاستطلاع الذي نشر في صحيفة يديعوت احرونوت ان 86 في المئة من الاسرائيليين يعتقدون ان الهجمات التي تشنها الدولة اليهودية على لبنان مبررة.   ويرى 58 في المئة من الاسرائيليين ان الهجوم يجب ان يستمر الى ان يتمكن الجيش الاسرائيلي من اغتيال نصر الله وكان 17 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع هم الذين طالبوا بوقف القتال وبدء المفاوضات.   وبدأت اسرائيل هجومها على لبنان قبل اسبوع بعد ان خطف حزب الله جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية في غارة عبر الحدود.   وقتل الهجوم الاسرائيلي على لبنان 215 كلهم عدا 14 من المدنيين وألحق دمارا لم يشهده لبنان منذ عقدين بعد ان استهدف الموانيء والطرق والجسور والمصانع ومحطات البنزين.   ورد حزب الله بمهاجمة سفينة اسرائيلية قبالة بيروت واطلاق 700 صاروخ على شمال اسرائيل مما ادى الى مقتل 24 من بينهم 12 مدنيا.   وأعطى الاستطلاع تقديرات جيدة لايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي حيث رأى 78 في المئة ان تعامله مع الازمة كان جيدا او جيد جدا.   وحتى عمير بيريتس وزير الدفاع الاسرائيلي والرئيس السابق لاتحاد النقابات العمالية الاسرائيلية (هستدروت) الذي يفتقر لتجربة طويلة في الحكم والذي تعرض من قبل لانتقادات شديدة تلقى المديح وقال 72 في المئة ان اداءه جيد او جيد جدا.  

رؤية فرنسية.. حزب الله لم يغامر وحساباته ذاتية

براه ميكائيل* حاوره: هادي يحمد**   في حوار أجرته معه شبكة إسلام أون لاين، اعتبر “براه ميكائيل” الخبير الفرنسي في قضايا الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية والإستراتيجية بباريس، أن حزب الله قد اتخذ قراره بالهجوم على المواقع الإسرائيلية وأسر جنديين إسرائيليين، من تلقاء نفسه، حتى وإن تلاقت حسابات حزب الله مع أولويات ومصالح السياسة السورية وأيضا الإيرانية.   وأوضح براه أن الحزب لم يجد سوى ذلك ليؤكد للداخل اللبناني وللرأي العام العربي على أهمية المقاومة ما بقي الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية، كما أن الحزب قد استاء من النفوذ الأمريكي المتوغل بلبنان منذ خروج القوات السورية. وطبقا لهذه الحسابات الذاتية نفذ الحزب عمليته، وهو يدرك أن اللبنانيين ليس بينهم من يدعم إسرائيل ويعلم حجم قوته على الساحة اللبنانية.   ويرى “براه” أنه رغم المساندة الدولية لإسرائيل، فإن قواعد اللعبة بين حزب الله وإسرائيل قد تغيرت نظرا لتغيرات الداخل اللبناني وقدرة الحزب على ضرب العمق الإسرائيلي لأول مرة، ومن ثم فستكون للضربات العسكرية الإسرائيلية رد فعل مكلف للدولة العبرية.   وفي ما يلي نص الحوار:-   * إلى أين تسير الأمور في المواجهة الحالية بين حزب الله وإسرائيل؟ وهل نستطيع القول بأن إسرائيل قادرة على حسم المعركة عسكريا؟.   -هناك موازين محددة في المنطقة، ولكن الفرق الجذري بين إسرائيل وحزب الله هو أن إسرائيل تقوم بعمليات تستفيد منها بدعم دولي، بينما في الجانب اللبناني هناك حركة دينية – سياسية اسمها حزب الله يرى ذراعها العسكري أنها تقوم بعمليات تنطلق من مصالح لبنان، وذلك دون غطاء دولي، أي أن الفرق بين الطرفين في هذه المرحلة أن ثمة طرفا -هو إسرائيل- يستفيد من وضع إقليمي ودولي مساند.   وما يعقد موقع حزب الله سياسيا أن له نوابا في البرلمان اللبناني ووزراء في الحكومة اللبنانية وبالتالي فإن تصرفاته تعد محرجة للحكومة اللبنانية، ووفقا للمعايير الأمريكية والأوربية والغربية بشكل عام، فإن الحزب يتصرف نيابة عن الدولة، ووجهة النظر الغربية في هذا الأمر تقول بأنه من غير الممكن أن تسمح له الدولة بذلك.   أما من الناحية العسكرية، فحزب الله، وحتى الدول المحيطة، لا تمتلك الترسانة العسكرية التي تملكها الدولة العبرية. وزد على ذلك أن اندلاع أي حرب بين إسرائيل وجيرانها العرب أو إحدى الدول الإسلامية كإيران يفترض فيه تدخل الولايات المتحدة كداعم أساسي لإسرائيل في المنطقة.   وأعتقد أنه لا يوجد في الوقت الحالي مسار واضح لما يجري، فمصالح إسرائيل متناقضة تماما مع مصالح حزب الله، وهناك مبررات مختلفة لكل طرف في رفض الطرف الآخر، بما يجعلهما غير قادرين على إيجاد نقاط التقاء لاجتياز هذه الأزمة والوصول إلى نوع من التفاهم خاصة في قضية الأسرى، لأنه رغم عدم قدرة إسرائيل على استرجاع أسراها، فإن خضوعها لشروط حزب الله سيلحق بها هزيمة معنوية كبيرة، وهو الأمر الذي تحاول تجنبه.   وحقيقة، فالصراع بين حزب الله وإسرائيل أبعد من قضية الأسرى لأنه صراع دائم ولا ينتظر أن يؤدي إلى نتائج على المدى القريب، وكل من الطرفين له مبررات من أجل رفض الآخر، فحزب الله يقول إنه مادام هناك احتلال للأراضي اللبنانية، وتحديدا لمزارع شبعا، فإنه في حالة حرب مع إسرائيل، ولكن ما يجب أن نكون مقتنعين به أيضا أنه حتى في صورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا، فإن حزب الله لن يعترف ولن يعقد صلحا مع إسرائيل. نحن هنا في إطار سياسة “لي ذراع” لها أبعاد سياسية وتاريخية من غير الممكن حلها بسهولة. وليس هناك إمكانية في الوقت الحالي لتراجع كل من الطرفين عن موقفهما.   * هناك تصريحات إسرائيلية تتحدث عن رغبة الدولة العبرية في تحطيم حزب الله، فهل إسرائيل قادرة فعلا على اجتثاث حزب الله من لبنان عسكريا؟ وما هو توقعكم فيما يختص بنظرة الداخل اللبناني لحزب الله؟.   – إذا نظرنا إلى المعادلات السياسة وموازين القوى الفعلية نجد أن الوضع الراهن في لبنان والمنطقة مختلف تماما عما كان عليه في الثمانينيات أو خلال الحرب الأهلية اللبنانية. والسؤال هنا: هل إسرائيل قادرة على اجتياح جديد للبنان؟.   رغم أن هذا الأمر يبقى مطروحا على الميدان، فإن تحقيقه يبقى صعبا ومكلفا جدا للإسرائيليين لأسباب عديدة ربما من أهمها أن المعادلة تغيرت وأن لبنان لم يعد كما كان يسمى دولة تابعة تدور في فلك السياسة السورية، ولم يعد أداة للحكومة السورية، والأهم هو قدرة حزب الله على إدارة اللعبة في الداخل اللبناني بالذات.   الأمر الآخر أن لبنان أصبح خاضعا بشكل كبير للنفوذ الأمريكي وبالتالي يجب الأخذ بعين الاعتبار إلى أين تريد الولايات المتحدة الوصول بالأمور في أي تشكيل جديد للمشهد اللبناني وهل الولايات المتحدة ترغب فعلا في خلق واقع صراع آخر في الشرق الأوسط شبيه بالواقع العراقي؟.   أضف إلى ذلك أن إسرائيل لم يعد لديها لاعبون أساسيون في الساحة اللبنانية، فلا يوجد جيش لبنان الجنوبي الذي كان يترأسه الجنرال “أنطون لحد”، والذي كان يعد بمثابة النفوذ الإسرائيلي في لبنان في الثمانينيات، ولا توجد ميليشيات أو أشخاص يرون اليوم ضرورة لأن يكون هناك نفوذ إسرائيلي في لبنان.   هذا التغير الكبير في الساحة اللبنانية الداخلية سيجعل أي مغامرة إسرائيلية في العمق اللبناني مآلها مآل التدخل الأمريكي في العراق، ففي لبنان تسود حالة من الاحتقان ضد الإسرائيليين. وأنا لست مقتنعا كما يروج البعض أن اللبنانيين ضد حزب الله، بل إن نسبة اللبنانيين الذين يعارضون حزب الله قليلة مقارنة بالأغلبية الذين هم غير مستعدين للتنازل عن أمور جوهرية أهمها استقلال بلادهم.   وهناك العديد من اللبنانيين قد سُرُّوا بخروج السوريين من لبنان، غير أن هناك خطوطا حمراء من الصعب اجتيازها بالنسبة للبنانيين، أهمها التطبيع مع إسرائيل، وينطبق ذلك على أطراف لبنانية عديدة كتيار المستقبل بقيادة سعد الحريري أو التيار الذي يقوده وليد جنبلاط، فهم على الرغم من انتقاداتهم لسوريا وتدخلها في لبنان، فإن مواقفهم في خصوص العلاقات مع إسرائيل تبدو متناسقة مع موقف غالبية اللبنانيين.   * هل يعني ما سبق أنه يمكننا القول بأن إسرائيل غير قادرة على مغامرة برية عسكرية في العمق اللبناني؟.   – من الناحية العسكرية، إسرائيل قادرة على القيام بذلك، ولكنها إذا قامت بهذه العملية فمن المؤكد أن تنعكس على نفوذها وعلى قوتها العسكرية، فعندما تقوم إسرائيل بعمليات عسكرية، فإنها تقوم بذلك عن بعد وعن طريق القصف الجوي، أما التوغلات العسكرية فهي محدودة، لأن إسرائيل تعي عبر الواقع الفعلي ومن خلال وجودها العسكري سابقا في لبنان أن المخاطرة غير مأمونة. وإذا كانت إسرائيل قد انسحبت من غزة نتيجة ضغوطات منظمات مسلحة غير مدربة وقليلة التسليح، فإن افتراض تدخلها في لبنان مكلف جدا ولا تستطيع إسرائيل تحمله.   * يرى بعض المحللين أن حزب الله باختطافه الجنديين الإسرائيليين قد أقدم على مغامرة غير محسوبة العواقب، أو أنه لم يحسب حساباته بشكل صحيح.. ما رأيكم؟.   – أعتقد أن حزب الله لم يكن ليقوم بهذه العملية وهو غير واثق من خطواته ومن قدراته على مستوى الداخل اللبناني.   ويجب العودة قليلا إلى الوراء لمعرفة حيثيات ما يحدث الآن. وأقصد بذلك الضغوط التي وجهت ضد حزب الله بغية تجريده من سلاحه أثناء الخروج السوري من لبنان، حيث يرى الحزب أن الانسحاب السوري من لبنان حل محله النفوذ الأمريكي، وأن هناك محاولة أمريكية للتأثير في هذا القرار اللبناني بشكل مباشر وغير مباشر.   وقد استاء الحزب من هذه الوضعية ومن الأغلبية البرلمانية ومن الحكومة اللبنانية التي حاولت أن تؤثر في قراره من أجل نزع أسلحته، وهو الطلب الذي تلح عليه الولايات المتحدة، ويرى أن البعض يدافع عن المصالح الأمريكية في لبنان. وبالتالي، فإنه كان مطالبا بفعل شيء ما لوقف هذا المسار المضاد له.   هنا اختار حزب الله الوقت المناسب، حسب قادته، وهو توقيت الهجوم الإسرائيلي على غزة من أجل القيام بعملية اختطاف الجنود الإسرائيليين من جنوب لبنان. وبالتالي فإن العملية كانت محسوبة جدا ولم تكن مجرد مغامرة عسكرية. وقد أراد الحزب من خلال هذه العملية أن يوصل رسالة للإسرائيليين وللأمريكيين وللعرب وللداخل اللبناني وللعالم بشكل عام أنه متمسك بنهجه ومتمسك بكل ما يسميه “مقاومة” سواء أكانت عسكرية أو منطق المقاومة الذي تتبناه كل من إيران وسوريا، فحزب الله أراد أن يشجع الرأي العام العربي بالتمسك بما يسميه المقاومة، التي هي في رأيه يجب أن تكون موجودة ما لم تحل المشكلات والصراع العربي الإسرائيلي.   وفي اعتقادي أن عملية حزب الله التي فجرت المواجهة كانت محسوبة من قبل حزب الله قبل أن تكون محسوبة من إيران أو سوريا، وهي في رأيي نابعة من قرار من حزب الله ومن داخله كنتيجة إستراتيجية داخلية قبل أن تكون استجابة لأجندة خارجية، وإن كان ذلك لا ينفي أن تكون أولويات حزب الله في هذه المرحلة متوافقة مع الأولويات السورية والإيرانية، كما أن الدعم اللوجستي والمادي لا يمكن إنكاره في هذه المرحلة وما قبلها، وبدون هذا الدعم لا يمكن أن نتوقع أن يصل حزب الله إلى قوة الردع التي يملكها الآن.   غير أنه يجب عدم التأكيد على استقلالية قرار حزب الله في هذه المرحلة بشكل كلي، أو أنه قد استقل فعلا عن القرار الإيراني منذ مجيء الأمين العام الحالي للحزب حسن نصر الله إثر اغتيال أمينه العام السابق من قبل الإسرائيليين.   وبصرف النظر عن العملية التي قام بها حزب الله وعن محركاتها الأساسية، أعتقد في نفس الوقت أنه لا يمكن الجزم أو توقع النتائج والحسابات من قبل حزب الله، ولا يمكن معرفة المدى الذي أراد حزب الله الوصول بالأمر إليه، لكن أؤكد في كل الأحوال أن الحزب أو غيره من الأطراف لا يستطيع التحكم في النتائج كاملة.   ويمكن القول بأن العملية كانت اختبارا للقيادة الجديدة في إسرائيل، وأريد من خلالها معرفة مدى رد الفعل الإسرائيلي خاصة بعد تولي “إيهود أولمرت” رئاسة الوزراء، وهو سياسي غير معروف، وليس له خبرة عسكرية، وكذلك الأمر بالنسبة لوزير دفاعه “عمير بيريتس” رئيس حزب العمل.   ومن جانب آخر، أراد حزب الله أن يثبت ويرسل لهذه القيادات الجديدة في إسرائيل رسالة مفادها أنه لا يزال يملك خيوط اللعبة في الداخل اللبناني، وبالتالي فهو يسعى لمنع التأثير الإسرائيلي -بالوكالة عن الولايات المتحدة- في لبنان.   وثالثا فإن حزب الله يوجه رسالة للداخل اللبناني ويتحدى الحكومة في قدرتها على نزع سلاحه، القادر على أن يمس إسرائيل في عمقها، ويفك بعضا من الضغط الذي تتعرض له غزة.   وما يجري الآن هو تطور نوعي في أداء حزب الله بحيث أنه لم يسبق له أن ضرب إسرائيل في العمق، أي ما بعد الحدود الدولية التي رسمت من قبل الأمم المتحدة سنة 1947، والتي دعمتها إسرائيل بعد سنة 1948، وهو الأمر الذي يقوم به في الوقت الحالي، فحزب الله أراد من خلال هذه الضربات أن يثبت للإسرائيليين أن المعادلة تغيرت وهو انتقل مما يشبه مرحلة المواجهات المتفرقة إلى الحرب “المفتوحة”، بما يعني أن إسرائيل لم تعد هي المتحكم الأساسي في قواعد اللعبة.   * ردود الفعل الدولية إزاء التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط تكاد تجمع على إدانة حزب الله وتحميله المسئولية خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، هل يمكن لنا أن نجد بعض هوامش الفوارق بين جميع هذه المواقف، خاصة بين الأمريكيين والفرنسيين؟.   على مستوى العلاقات الدولية، ما يحرك موقف الولايات المتحدة كما فرنسا وغيرهما، هو طبعا المصالح الخاصة. وفي هذا الإطار، فإن الموقف الفرنسي اتجه حتى الآن إلى التقارب مع الموقف الأمريكي على أساس أن الولايات المتحدة هي الفاعل الأساسي في العالم وأن الفرنسيين لا يريدون معاودة اختلافاتهم مع الأمريكيين والتي برزت إبان الملف العراقي.   وبدقة أكثر: إذا كان لفرنسا دور بارز في المنظومة الدولية على اعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن، وتطمح مستقبلا أن تكون هي المحددة للموقف الأوربي، وإذا كان الأمريكيون قد سعوا إلى تحجيم هذا الدور بعد موقف فرنسا من الحرب على العراق، فإن فرنسا قد سعت في السنوات الأخيرة التي أعقبت الحرب إلى محاولة “إرضاء” الخصم الأمريكي، وبرز ذلك خاصة في العديد من المناسبات أبرزها الموقف تجاه سوريا ولبنان بعد مقتل “رفيق الحريري” على وجه التحديد، حيث دفعت فرنسا إلى مطالبة سوريا بالانسحاب من لبنان، وتجريد حزب الله من سلاحه، وهو ما وجد ترحيبا أمريكيا قويا.   لقد فهمت فرنسا أن العلاقات السيئة نتيجة مواقفها مع الولايات المتحدة كانت في غير صالحها، ومن منطق رغبتها في إدارة السياسة الأوربية مستقبلا، سعت إلى التهدئة الدبلوماسية والتقارب مع الأمريكيين، وهنا وجد ملف آخر -غير العراق- يسمح بمثل هذا التقارب، أي أن الكارت اللبناني جاء عوضا عن الكارت العراقي بالنسبة لفرنسا.   * ولكن هناك علاقات تاريخية بين فرنسا ولبنان، وربما يسمح ذلك بوجود هامش من الاختلاف بين الموقفين الفرنسي والأمريكي مما يجري في لبنان؟.   -لم أقصد بما سبق أن هناك تطابقا كاملا في المواقف، فهناك اختلاف بالطبع، لكنه محدود. وأعتقد أن فرنسا أكثر فهما للواقع الشرق الأوسطي من الأمريكيين بحكم التاريخ الاستعماري في المنطقة والعلاقات التي سادت بعد ذلك، ومن ثم يمتلك الفرنسيون خبرة تاريخية في التعامل مع واقع الشرق الأوسط بعكس العقلية الأمريكية التي لا تفهم الشرق الأوسط مثل الفرنسيين.   من هذا المبدأ نرى أن فرنسا تنبه إلى أن ما يجري مخيف للمنطقة لأنها تعتقد أن تبعاته قد تكون مدمرة، بينما تكتفي الولايات المتحدة على القول -على لسان مسئوليها- بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن الفرنسيين يقولون بأنه يجب ألا يتم ذلك بأي ثمن، وأن ما يجري قد يؤدي إلى نتائج عكسية.   ومن ثم فلدى فرنسا نضج سياسي مقارنة بالأمريكيين، لكنها في ذات الوقت لا تريد اجتياز بعض الخطوط الحمراء التي قد توقعها في التناقض مع المصالح الأمريكية، وهي لا تريد أن ترجع التقارب الذي حدث مؤخرا مع الأمريكيين إلى نقطة الصفر مجددا، خاصة بعد قضية رفيق الحريري وانسحاب سوريا واستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إريل شارون العام الماضي، وهو الأمر الذي لقي ترحيبا أمريكيا حينها، باعتباره الحليف الرئيسي للأمريكيين في المنطقة. ويضاف لكل ذلك أن فرنسا على أعتاب عام انتخابي، ويسعى كل الممثلين السياسيين الفرنسيين إلى عدم التضحية بمواقفهم السياسية، وأخذ مواقف جميع الجاليات بفرنسا محل الاعتبار.   * لكن وسط كل هذه الحسابات السياسية، ألا يخشى أن تؤدي حالة الاحتقان في الشارع العربي والإسلامي وشعوره المستمر بأن هناك دعما غربيا غير مشروط لإسرائيل إلى تقوية التيارات المتشددة في العالم العربي والإسلامي وبالتالي تقوية ما يسمى “الإرهاب”؟.   – هناك بالطبع وعي بهذه الأمور، وهذا الوعي ليس على مستوى الحكومات فقط بل إنه على مستوى الرأي العام أيضا، لكن بالمقابل هناك موازين للقوى، فما يهم الأمريكيين والغربيين هو بعض المصالح الآنية، والحكومات هي التي تقرر، وبالتالي فإن هناك عدم اهتمام كبير بما ستئول إليه الأمور بقدر ما يهم المصالح السياسية الذاتية والتي ترتبط أساسا بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية.   (*) خبير فرنسي في قضايا الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية والإستراتيجية بباريس. (**) مراسل شبكة إسلام أون لاين في فرنسا.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 18 جويلية 2006)  

حوار صريح ومثير مع المفكر العربي محمد عابد الجابري:

** لا يوجد سيد من دون وجود عبد فإذا غير العبد شروطه تغير السيد ! ** عرب الخليج لا يمكن ان يتطوروا حضاريا كمنتجين ومصنّعين ولكن يمكنهم ان يكونوا مستثمرين ومضاربين كحالهم اليوم!

حاوره: علاء الدين الأعرجي (*)   لئن يوصف الحديث بين الأصدقاء والأحباب بأنه حديث ذو شجون ، ونعني به حديثا مشوقا، أكثر من أنه ذو شجون بالفعل، أي أحزان ، فقد كان حديثي مع الجابري أكثر من ذلك بكثير. ولعل أقرب ما يمكن أن يوصف به هو أنه كان حديثا ذا شجون وفنون وعيون، وآذان مرهفة، وفكر متعطش للفهم و التفهم، من جانب، وسيل من الفكر المتدفق والتحليل الدقيق من الجانب الآخر. فكاتب هذه السطور لم يقابل الجابري كصحافي أو إعلامي يوجه إليه أسئلة محددة سلفا، ويكتب أجوبته فينقلها إلي جمهوره، بل قابله بصفته إنسانا ً قوميا ً عربيا ً تقدميا ً، منهمكا ً بصرامة وعمق ، بهموم هذه الأمة ومستقبلها ومصيرها، منذ كان شابا. وإذ قارب خريف عمره، في الثمانينيات من القرن الماضي، اكتشف الجابري، فحرص علي تتبع أعماله باهتمام شديد ووعي ناقد، بل أصبح يعتبره من أهم المفكرين العرب القلائل الذين يستحقون العناية والدراسة والفهم، خاصة لأنه ربما يُعتبر أول مفكر عربي عالج مسألة تخلفنا الحضاري من خلال معالجة العقل العربي ذاته. فقد نقد هذا العقل في رباعيته المشهورة نقد العقل العربي ، التي تتألف من أربعة مجلدات، وذلك بعد أن أغني المكتبة العربية بقرابة ثلاثين مؤلفا. وهكذا حرص كاتب هذه السطور علي اعتبار هذا المفكر من أهم مراجعه الأساسية حينما كتب مؤلفه الأخير الذي صدرت طبعته الثانية مؤخرا تحت عنوان العقل الفاعل والعقل المنفعل وأزمة التطور الحضاري في الوطن العربي؛ الأمة العربية بين النهضة والانقراض . علما بأن بعض الأفكار والنظريات الواردة في هذا الكتاب لا تتفق بالضرورة مع نظريات الجابري، بل قد تتقاطع وتتعارض معها، وربما تكملها وتعدلها أحيانا.
ومن هذه المنطلق حرص كاتب هذه السطور، ليس فقط علي تتبع كتابات الجابري بتفحص وإمعان، بل أخذ يمعن النظر أيضا بكل ما يكتشفه من كتابات ناقديه و منتقديه ومهاجميه. ومع احترامه لبعض هذه النقود (جمع نقد)، وبصرف النظر الآن عن مدي أهمية البعض الآخر، وسواء كانت عادلة أو ظالمة، فإن هذا الكمّ الهائل من المقالات والمؤلفات التي صدرت في نقد أعماله، سلبا أو إيجابا، قد يدل، بين أمور أخري، علي كثرة الأعصاب الحساسة، بل المتوترة، التي أصابها أو لمسها الجابري، من جهة، أو ربما يشكل بادرة صحة أو خِصب، ما تزال كامنة في الفكر العربي، استطاع مفكرنا المتميز أن يفجـِّرها، من جهة أخري.
وانطلاقا من هذه الرفقة الفكرية الحميمة، التي تربو علي العقدين، استبشرتُ جدا بالدعوة التي تلقيتها من الأخ الكريم الأستاذ معن بشور، أمين عام المؤتمر القومي العربي، لحضوره، خاصة لأنها عقدت في الدار البيضاء، موقع إقامة المفكر الجابري، الذي كنت أتلهف للقائه، لا سيما وأنه عضو في هذا المؤتمر. وبهذه المناسبة لابد أن أتقدم بالشكر الجزيل لمفكرنا الجليــــل لتكريس هذا الوقت الطويل للقائي علي انفراد، علي الرغم من ضيق وقته وظروفه الشخصية الحرجة. كما أشكر وأقدر بإخلاص الجهود السابقة التي انعقد فيها المؤتمر في الرباط قام بها صديقنا المشترك الأستاذ الفاضل عبد القادر الحضري، الذي يعود إليه الفضل في ترتيب هذين اللقائين.    الحوار:   في لقائنا الأول، الذي كان قصيرا ومرتجلا، إلي حد بعيد، حين سألتك عن استشرافك مصير هذه الأمة المنكوبة، وأنا أقول منكوبة ليس بالآخر فحسب، بل منكوبة بأهلها أيضا، فهمت من إجابتك، تلك الإجابة التي اعتبرتها غير شافية، آنذاك، أنك كنت متفائلا، أكثر مني علي الأقل، لو صح فهمي. فرجائي أن توضح وجهة نظرك اكثر في هذه المسألة الخطيرة؟   عندما يواجه الإنسان الواقع، وأنا هنا أنطلق بوصفي باحثا بالدرجة الأولي ـ باحثاً له علاقة بتاريخ الفكر وبالتطورات السياسية ـ لا بد له من أن ينتهي إلي أن الانطلاق من هذه الزاوية، يجعل التفاؤل والتشاؤم بدون معني. والذي يجعلنا حبيسي هذه الثنائية، هو تأثير الإعلام الذي يضغط علينا بشدة ويقدم لنا فيضا من التفاصيل فيعرقل بذلك الفكر. فعندما نسمع مثلا عن نكبة دير ياسين، نكون إزاء حدث وقع وانتهي، منذ زمن بعيد نسبيا، لكن عندما نسمع اليوم عن الأحداث التي تقع في العراق أو في فلسطين ونراها ونعيشها، تأخذ منا الصورة حجما كبيرا من الوعي والوجدان، بحيث لا تترك مجالا للفكر. فالعالم اليوم محاط وملفوف بغطاء يتجلي في هذا الإعلام. ولذلك فيجب أن نحسب حسابا لهذا التضخيم الناتج عن هذه الوسائط الإعلامية.   نعم، أوضاعنا في العالم العربي سيئة ما في ذلك شك، لكنها ليست أسوأ من كثير من بلدان إفريقيا. في الماضي القريب كنا نسمع عن غانا التي كان يحكمها نيكروما والتي كانت مرتبطة بالأحلام والرغبة في الخروج من التخلف واللحاق بركب الحضارة، كما نسمع عن بلاد سيكوتوري. وأنا أتذكر أن أول حركة تحريرية في العالم سمعتها وأثرت فيَّ، هي حركة الماوماو ، و صدي هذه التسمية ما زال إلي اليوم في أذني علي أمواج الـBBC في أواخر الخمسينيات. كانت هذه الحركة بالنسبة لنا هي فيتنام في وقتها. لكن الآن انظر إلي موطن هذه الحركة أي كينيا، إنها ليست في الوضع الذي كان يجب أن تكون عليه، مقارنة بالحركة التي انطلقت في مرحلة التحرير. أيضا ماذا نقول عن آسيا نفسها وعن الاتحاد السوفييتي؛ هذه الثورة التي جاءت لتغير التاريخ. سبعون سنة وهي القطب الثاني في العالم كله، بين ليلة وضحاها تغير الوضع مئة بالمئة. لا وجه للمقارنة إذن بين ما حصل لنا من انتكاس في السنوات الماضية وبين ما حصل للسوفييت. بل أكثر من ذلك في أواخر الخمسينيات والستينيات كان عندنا مجموعة نماذج علي مستوي الفكر والحركة مثل ماوتسي تونغ في الصين وتيتو في يوغوسلافيا وهذا الأخير كان نموذجا ومثالا؟ فأين يوغوسلافيا اليوم من يوغسلافيا الأمس؟ بالنسبة لنا كان عندنا جمال عبد الناصر وسوكارنو وبن بلة… لكن التاريخ هو هكذا، يستحيل أن يكون خطا مستقيما. التاريخ، كما عبَّر عنه كبار الفلاسفة، يسير في خط لولبي حلزوني. هذا هو التاريخ.   ولكن هنا يجب أن نقف عند مسألة أساسية، وهي أن الشعارات شيء والواقع شيء آخر. أنا عشت في سورية في السنوات المتلألئة، أيام الوحدة وزيارة عبد الناصر، لكن وضع سورية الحقيقي آنذاك، وليس وضع الأحلام ولا الإعلام، وضع الشعب المتميز بالكثير من المشاكل والمعيقات، لا يختلف عما هو عليه الآن. وفي المغرب نلاحظ نفس الشيء إذ نري الآن عمرانا وتقدما علي مستوي المظاهر، مقارنة بما كان عليه الأمر في الخمسينيات، لكن الشعب المغربي في البوادي، وضعيته هي هي، كما كانت قبل مئات السنين. وبالانتقال إلي البادية ننتقل إلي القرون الوسطي، وهذا شأن العالم العربي بأسره. ودليلنا هو أن المحراث الخشبي ما زال إلي اليوم مستعملا في كل أرجاء هذا الوطن. فماذا تغير؟ هذا هو مغزي سؤالي لك، ماذا تغير؟ أقصد عندما سألتك عن استشراف مستقبل أمتنا ومصيرها، أخذت بنظر الاعتبار أن شيئا لم يتغير. وبينما العالم، علي صعيد الطرف الآخر، يتغير بسرعة هائلة، ترانا ما نزال نعيش في القرون الوسطي أو قبلها، في كل شيء تقريبا، كما تقول الآن، باستثناء المظاهر السطحية مثل البنايات واستخدام الوسائل الحضارية الحديثة كمستهلكين وليس كمنتجين أو مبدعين.   الذي تغير ويتغير هو الوعي، هو أن نعيش القضية علي صعيد الوعي سواء في مرحلة الأحلام أو في مرحلة الآلام! والوعي، علي كل حال، وجدان يتغير ومقياس غير ثابت، وهو لا يمثل الحقيقة، فالحقيقة شيء والوعي شيء آخر. لذلك يجب أن تكون هناك مراقبة عقلية للمقارنة والرصد. تصور العراق كما هو اليوم لا كهرباء ولا ماء، ومع ذلك هناك انشغال بقضايا فكرية، وأنا شخصيا تصلني رسائل إليكترونية يوميا تتضمن أسئلة وطلبات لمقالاتي وكتبي، وإخبار عن رسائل جامعية حول مؤلفاتي، وهذا الانشغال يطال كل الجهات بما في ذلك كردستان، وهذه علامة إيجابية لا تنكر.   المسألة التي تؤرقني وأري أن علينا مواجهتها ومعالجتها، هذه الفجوة الحضارية القائمة بيننا وبين الآخر التي تزداد في كل لحظة. فلو فرضنا جدلا أننا نتقدم فإن سرعة تقدمنا لا تتجاوز سرعة مسير الدابة، بينما يتقدم الآخر بسرعة الطائرة أو أكثر. هذه الفجوة تتزايد سعة وعمقا كلما تقدم الزمن، وتتضاعف كلما تقدم التاريخ، مما يؤدي إلي زيادة تحكم الآخر بمقدرات الأمة العربية وسيطرته علي مواردها، وبالتالي علي كيانها بل وجودها، كما يحدث فعلا اليوم في مختلف ميادين العلاقة معه. فحتي لو تقدمنا بهذا القدر اليسير الذي تفضلت بذكره، فسوف لن نستطيع اللحاق بالحضارة الغربية، أي ستظل هذه الفجوة قائمة بل ستتضاعف بمرور الوقت، الأمر الذي أسفر عن هذه النكبات المتوالية التي أصابت الوطن العربي، وقد يؤدي إلي ويلات أكثر هولا ً في المستقبل.   ليس من الضروري أن يقرأ الإنسان الأمور بهذا الشكل. علماء النفس يتحدثون عن الإحساس، والإحساس يكون دائما إحساسا بالفارق، وتضخيم هذا الإحساس يجب أن نرجعه لسببين: أولهما هو أن الغرب قضي أكثر من ثلاثمئة سنة في الحروب الدينية والقومية، بينما انطلقت نهضتنا علي أكثر تقدير في بداية القرن التاسع عشر، ونحن لم ننخرط في النهضة وطرح إشكالاتها إلا منذ مئة سنة. أما السبب الثاني، وهو أن الغرب عندما كان يتقاتل أو يحارب أو يتقدم ويبني نهضته لم يكن هناك خصم خارجي يتدخل لإحباطه أو لإعاقته، أما نحن فالخصم الخارجي يجب استحضاره دائما، إنه عنصر أساسي في المعادلة. يجب إذن أن لا نقيس الأمور بنفس المقياس لأن لنا وضعا مختلفا.   ففي المغرب ومصر مثلا: مَن الذي أفسد المشروع الوطني الليبرالي الذي يدعو إليه الجميع الآن؟ إنه الاستعمار، فالحكومة التي كانت قائمة في أواخر الخمسينيات في المغرب، والمخطط الذي وضعته ما بين الستين وأربعة وستين، وكان من المفروض أن يقضي علي الأمية وأن يسهم في إعطاء دينامية اقتصادية وتصنيعية قوية… لكن الاستعمار تدخل وأقنع المسؤولين آنذاك بأن هؤلاء الذين يدعون إلي الإصلاح، ليس غرضهم التصنيع، بل هدفهم النهائي هو خلق طبقة عاملة تقوم بالثورة مثل تلك التي وقعت في روسيا، وتسقط بذلك النظام! لقد كانت هناك شبه حرب باردة. هذه الفروق يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، وذلك حتي لا يهيمن علي رؤانا الإحباط واليأس والتشاؤم. الغرب نفسه له مشاكله، وأنا لاحظت عند زيارتي للولايات المتحدة الأمريكية أن عدد المتسولين في نيويورك يفوق عددهم في الدار البيضاء، ناهيك عن المشردين الذين يبيتون في الشوارع، فضلا عن السود وذوي الأصول الإسبانية الذين يعيشون في وضعية مزرية لا تعكس مستوي الحضارة الأمريكية. أنا بصراحة لا أخاف علي العالم العربي من الانهيار، لأن المسافة بينه وبين الانهيار ليست بعيدة، أما الانهيار الحقيقي فهو الذي قد يلحق الغرب، لأنه شديد التقدم وشديد الرقي وبالتالي فإن انهياره سيكون له دوي كبير.   تدهور الغرب   – هل تتصور، إذا، أن هناك علامات ومؤشرات علي تدهور الحضارة الغربية، (مستحضرا نظرية أزولد شبنغلر) في كتابه تدهور الغرب ، وبالتالي هل تعتقد أن الغرب علي شفا الانهيار فعلا؟   يجب أن لا نتغني بسقوط الغرب! هناك الكثير ممن يتمنون هذا ويحولون التمني إلي تنبؤ وإلي واقع. علي كل حال لهم مشاكلهم ولنا مشاكلنا والحياة صراع، وبالنسبة لنا هناك طموح للخروج مما نعرفه من مشاكل ولدينا أفكار تبحث عمن يحققها. ونحن عندما نتحدث مثلا عن العالم العربي أو الوطن العربي نتحدث عن مشروع مستقبلي غير موجود، الموجود الآن هو المغرب والجزائر وتونس ومصر والعراق… فالقطرية هي الواقع الموجود. ومجموع هذه الأقطار عندما تشبع من وطنيتها وقطريتها وتمتلئ منها، آنذاك سيقع التغيير. أنا سُـئلت مرة في أحد بلدان المشرق، لماذا لا يتحد المغرب والجزائر مع أنهما قريبان جغرافيا ومتكاملان اقتصاديا ومتشابهان ثقافيا. فكان جوابي أن الذي يمنعهما من ذلك هو عامل واحد، وهو أن المغاربة شبعوا من الدولة ولهم رغبة في التخلص منها، بينما إخواننا في الجزائر لم يحققوا بعد ذلك الإشباع. فالقطرية واقع وحقيقة لكنها ليست مشروعا مستقبليا، وعندما سيشبع كل منا من هذه القطرية ويتوصل بالملموس إلي أنها استنفدت أغراضها، آنذاك ستطرح فكرة العالم العربي نفسها بقوة، وستفرضها المعطيات الواقعية. علي أي حال يجب أن لا نيأس، فأبناؤنا قد يحققون ما نطمح إليه نحن، فهم أفضل منا وظروفهم تسعفهم. فلا يجب أن نقول إننا لا يمكن أن نلحق بالغرب   أنا أوافقك أن أولادنا سيكونون أفضل منا، في هذا الميدان، ولكن السؤال هو: هل تتصور أن أولادنا سيلحقون بهذا الركب؟ أقصد إلي أي حد سيتمكن أولادك وأولادي، بل وأحفادنا، من اللحاق بهذا الركب علي الصعيد الحضاري، وأنا لا أقصد الجانب الحضاري السطحي، بل الجانب الحضاري العميق، ولا سيما الفكري والعلمي والتكنولوجي.   علي صعيد اللحاق بالركب الحضاري، الأمر اليوم أسهل مما مضي. لأنه عندما يدخل الطالب إلي الكليات العلمية، يدرس العلم كما هو الآن، فهو غير مطالب بأن يطلع عليه من بداياته، إنه يطلع عليه في أعلي مستوياته، كما هو متداول في العالم المتقدم اليوم. فهو يلتحق بما وصل إليه العلم اليوم. فمن الناحية الحضارية والعلمية والتكنولوجية ليست هناك مشكلة، بالنسبة لمسألة اللحاق بالغرب، لأنك لا تبدأ من الصفر. فأنت تشتري التكنولوجيا في آخر مراحلها، وصانعها يحتاج إليك بنفس القدر الذي تحتاج إليه. وهكذا فإن علاقة السيد بالعبد تظل قائمة.
– أنت هنا تتطرق إلي قضية مهمة، ذكرتها في مناسبات سابقة، أرجو إيضاحها! فعندما تتحدث عن العلاقة بيننا وبين الآخر، باعتبارها علاقة تـُطابق علاقة العبد بالسيد، فإن من الطبيعي والواجب أن يخدم العبد سيده. أهذا ما تقصده؟   لا، ليس كذلك! أقصد أنه لا يوجد سيد بدون وجود عبد، فهو سيد علي بوجودي أنا . فإذا ذهبتُ أنا لم يعد هناك سيد. أي أن كونه سيدا مشروط بوجودي، فإذا غيرت بعض شروط وجودي تغير هو أيضا. إن هذه المعارف التي سنحصل عليها بصيغتها الأخيرة، ستسهم في تغيير شروط وجودنا وبالتالي ستغير الآخر وتغير العلاقة القائمة بيننا وبينه. فالعبيد في روما، لما ثاروا، تغير العالم كله ولم تعد هناك إمبراطورية. نحن يمكن أن نحقق اليوم الثورة بواسطة امتلاك العلم والمعرفة. والمؤشرات علي أننا بدأنا في ولوج هذا الطريق واضحة، لا تحتاج إلي كد الذهن من أجل إبرازها. فالعلماء العرب في الكثير من الدول يضاهون كبار العلماء الغربيين، ولهم سمعة جيدة في المعاهد العلمية الأوروبية والأمريكية وغيرها.   ويجب الإقرار بأن العالم اليوم يختلف عما كان عليه بالأمس. والفرص علي المستوي العلمي أصبحت في متناول الجميع، المسألة التي لا تقبل إضاعة الوقت. إنها مسألة تطوير الوعي؛ أي نظرة الناس إلي الدين، إلي العالم، إلي الكون، إلي القبيلة، إلي الغنيمة… في هذه المجالات بالضبط يجب الاشتغال ونحن مطالبون هنا بالكثير.   هذه أمور أساسية فعلا. انطلق منها لأشير إلي بعض كتاباتك عن تحويل الفكر العلمي إلي ثقافة. ولمن لا يعرف ما أقصد، أقول إن ذلك يعني حسب فهمي، عدم الاكتفاء باستقاء المعلومات العلمية أو الحضارية وحفظها أو تطبيقها في المعامل والمختبرات، بل يتعين التفاعل معها وهضمها وتمثيلها، لتصبح جزءا من شخصية المتعلم أو المثقف، وبالتالي تحويلها إلي جزء من الثقافة السائدة في المجتمع. هذا المفهوم الذي طرحته في بعض كتاباتك يدل علي نضج وعمق في التفكير. بيد أن الواقع يدل علي عكس ذلك، أي أن هذا العلم الذي تحمله النخبة لم يتحول إلي ثقافة بعد! سيتحول شيئا فشيئا، فقد تحول هذا العلم إلي ثقافة مع أولادنا. فولدي الصغير الذي درس في أمريكا يختلف عني من حيث الثقافة. لذلك يجب أن لا نربط التاريخ بواقعنا وإحباطاتنا.   الفكر كأداة وليس مضمونا   لقد عالجتَ، بل نبهتَ، ربما لأول مرة، إن لم أكن مخطئا، إلي ما سميته بـ الفكر كأداة وليس كمضمون، وتمييزكم بين المفهومين كان ماهرا دقيقا. وقمت بذلك خاصة في كتابك الأول في سلسلة نقد العقل العربي ، وهو تكوين العقل العربي ، الذي اعتبره كتابا فكريا أساسيا، يتميز بأهمية كبيرة، ويعترف بذلك ناقدك الأشد، جورج طرابيشي، في بداية اطلاعه علي كتاباتك، الذي يقول: إن الذي يطالع تكوين العقل العربي، لا يبقي كما كان قبلها. فنحن أمام أطروحة لا تـثـقـف وحسب بل تغير.   وقد حدث لي ذلك شخصيا بالفعل. فأنا اعتبر نفسي قد تغيرت بعد أن قرأت هذا الكتاب. وأوحي إلي َّ كثيرا من الأفكار التي اعتبرها جديدة. واسمح لي أن أقول إن هذه الأفكار قد تتقاطع أو تـُكـَمـِّل بل ربما تغير أحيانا، في مفاهيم العقل التي استخدمتها أنت ومفاهيم تطوير المجتمع. مثلا: لقد تحدثت في كتابك عن العقل كأداة ، ولكنني وضعت مفهوما آخر سميته العقل المجتمعي ، وهو ليس أداة، بل هو مضمون مجرد من الأداتية، ولكنه يتحول إلي أداة عندما يعبر عنه الأفراد، الذين يعيشون في ذلك المجتمع، والذين يخضعون لذلك العقل المجتمعي ، بلا وعي في الغالب؛ يعبرون عنه بـ عقلهم المنفعل والمتأثر بذلك العقل المجتمعي. والنقطة المهمة الأخري التي تحدثت عنها تتعلق بالثقافة العالـِمة (بكسر اللام)، ولم تتحدث عن الثقافة الشعبية، باعتبارها اختصاصا آخر، وربما وضعتها في المقام الثاني. ولكنني أضع هذه الثــــقافة الشعبية في المقام الأول، وأري أنها اكثر أهمية من الثقافة العالـِمة (بالكسر) بل اعتبرها من أهم مكونات العقل المجتمعي. ذلك لأن لديَّ كثيرا من الأمثلة المأخوذة من مجتمعنا العربي عامة ومجتمعي العراقي خاصة، كما أن لديكم الكثير منها. مثلا: زيارة العتبات المقدسة أو التبرك بالقبور وتقديم النذور والأضحيات، وهذه الأمور ليس لها علاقة بالدين، بل قد تقترب من الشرك، وربما تعود إلي شعيرة عبادة الأجداد التي كانت وما تزال سائدة، لدي المجتمعات البدائية. (توسعت قليلا في شرح بعض هذه النقاط اكثر مما ورد في الأصل بغية إيضاح بعض المصطلحات غير المألوفة لدي القراء).   كن علي يقين أن كل المعتقدات والممارسات الشعبية الموجودة، لابد أنها كانت في مرحلة سابقة ثقافة عالِمة مؤيدة بأحاديث، موضوعة أو غير موضوعة، مزورة أم لا، هذا غير مهم، لكنها موجودة. كما أنها مؤيدة بتفسيرات تلقي القبول من طرف الناس رغم هشاشتها. فالثقافة العالمة هي المنبع الذي جاء منه كل ذلك. كل ما نراه اليوم في وسائل الإعلام من بكاء ولطم، تجد له أحاديث منسوبة لجعفر الصادق ينسبها لعلي بن أبي طالب. بينما هذا الفكر، سواء لبس لباسا شيعيا أو صوفيا أو سنيا هو، كما بينت في بنية العقل العربي ، كله فكر هرمسي. نحن إذن في حاجة إلي الكشف عن الأصول الحقيقية لهذا الفكر. وعندما سنقوم بهذا النوع من الحفر والتنقيب في البنيات الفكرية، سنحقق التغيير المنشود والذي يمس صانعي الثقافة الشعبية ذاتها. هذه الثقافة الشعبية كما تبرز اليوم هي إيديولوجيا متخلفة لاستغلال الجماهير من طرف السيد، وعندما نقوم بفضح السيد ونكشف بأن سيادته مبنية علي الأوهام التي يؤمن بها هو الآخر، أو يعرف بأنها مزورة هذا لا يهم، فنحن نكشف الأسس التي يراد تركها خفية علي عامة الناس، وهذا يتطلب وقتا طويلا لأن الثقافة الشعبية هي أصعب ما يغير، هي عادات وأعراف لم تخضع للتفكير والنقد. فعندما نحفر عن جذورها ونكشف عنها آنذاك سيصبح التغيير ممكنا. أما أن نهاجمها مباشرة فهذه استراتيجية قد يتولد عنها رد فعل للرأي العام قوامه الرفض والتشكيك في الخلفيات التي هي علمية صرف.   تحدثت في كتابك العقل السياسي العربي عن ثالوث القبيلة والغنيمة والعقيدة. وكنتُ (أنا) قد كتبتُ بحثا استـــندت فيه علي بعــــض هذه المفاهيم، في إثبات نـــظريتي الخاصة (بأن العرب بعد الفتوح الإسلامية انتقـــلوا من مرحلة البداوة إلي مرحلة التحضر، وهناك فــــرق بين التحضر (أي سكني المدن)، والحضارة بمعناها السائد اليـــوم، كما تعلم. هذه النقـــلة الفجائية والسريعة، لم تتح لهم الفرصة للمرور بمرحلة الزراعة. لذلك ظلوا محافظين علي البنيات القديمة، وخاصة العقلية البدوية، لأنهم لم يمروا من الطور الرعوي إلي الزراعي إلي الصناعي، ما رأيك؟ (لأنني أري أن مرحلة الزراعة مرحلة مهمة للقضاء علي القيم البدوية).   عقلية القبيلة والغنيمة   هذا التقسيم ليس من الضروري أن نمر به، لأنه تقسيم مستخلص من التــــجربة الأوروبية. والمطالبة بأن يكون تاريخنا علي هذا الشكل نوعاً من المطالبة بأن يكون كل التاريخ نسخة من التاريخ الأوروبي. ولكنكَ، أنت نفسك، أكدت في كتاباتك أن عقلية القبيلة والغنيمة ما تزال باقية حتي اليوم، وهذه الأمور من بقايا العقلية البدوية أو الرعوية. هناك خاصية مهمة يجب الالتفات إليها، وقد لاحظها ابن خلدون في زمانه، وهي أن العرب في الجزيرة كانوا قادة جيوش وعندما يأتون إلي المغرب أو غيره من الدول العربية والإسلامية، يكونون قلة تمسك مقاليد الحكم. والباقي ممن يساهمون في التسيير معهم يكونون من سكان البلد الذي خضع للفتح، لأنهم بمجرد دخولهم الإسلام تصبح لهم كل الحقوق، ويصبحون شيئا فشيئا هم كل شيء، علي خلاف الإمبراطورية الرومانية مثلا. فالذين صنعوا الحضارة العربية الإسلامية ليسوا بالضرورة عربا من الجزيرة، وهذا هو المهم لأنه يكشف عن مدي الانفتاح الذي كان في هذه المرحلة. اللافت للنظر أن العرب الخليجيين اليوم يمرون بنفس المرحلة التي مر بها المجتمع العربي، بعد الفتوح العربية الإسلامية، في القرن الأول للهجرة، أي أنهم انتقلوا من مرحلة البداوة إلي مرحلة التحضر (وليس الحضارة) دون المرور بمرحلة الزراعة.   نعم ما زالوا بدوا. وأنت تعلم ما كتبته في العقل السياسي العربي؟   هذا بالضبط ما أقوله، أي أنهم ظلوا خاضعين للقيم البدوية فيما يتعلق بقيم القبيلة والغنيمة التي ذكرتها في كتابك هذا. عرب الخليج لا يمكن أن يتطوروا حضاريا كصناع ومنتجين، بل يمكن أن يكونوا تجارا ومضاربين كما كانوا وكما هم اليوم، مع فارق وهو أنهم أصبحوا مستثمرين كذلك بالمعني العصري للكلمة. وهنا نعود إلي انطباق مفهوم الغنيمة عليهم. ونحن نلاحظ أن هناك تفاوتا كبيرا بين مجموعة البلدان العربية الشمالية، مثل سورية ومصر والعراق، ومجموعة بلدان الخليج. ففي المجموعة الأولي، يتوافر الخبراء والاختصاصيون، بينما تتوافر لدي المجموعة الثانية الثروة. وهذا التصنيف هو وليد ظروف تاريخية. فصحراء الجزيرة ليست كسواد العراق ولا كضفاف النيل. واعتقد أن أكبر خطأ ارتكبه التيار العربي القومي منذ الخمسينيات هو أنه نادي بشعار نفط العرب لكل العرب. فانتفضت بلدان الخليج وشعرت بالخطر علي مصالحها، فاتجهت نحو الإسلام، بدل القومية العربية. فالقومية العربية والبلدان العربية دفعت ثمن هذه الأخطاء. فالأخطاء تحصل ولكن من المهم أن نعيها ونتعلم منها. فزعماء الأمة ارتكبوا أخطاء بمن فيهم عبد الناصر في اليمن مثلا، وكذلك العراق عندما احتل الكويت، ومع ذلك فالأمور تمشي، ومن حسن حظ الإنسان أنه ينسي، ولولا النسيان لما استطاع الإنسان أن يعيش. من جهة أخري، الأمر اللافت أن عدد الجامعات في البلدان العربية في الخمسينيات كان لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، اليوم أصبح عدد هذه الجامعات قرابة 2 مليون من المتعلمين، ولكن هذا الجيش الجرار من الخريجين لم يقدم إلي الوطن العربي ما يمكن أن يساعده في إحياء نهضته الموؤوودة بالخلاص من التخلف والسير نحو الحضارة، بل زادت الأوضاع تفاقما خلال القرون الخمسة الماضية. كما لم يقدم، هذا العدد الكبير من الخريجين، إلي العالم أي إنتاج علمي أو تكنولوجي أو فكري خارق، تستفيد منه البشرية جمعاء. الإنتاج غير موجود لأن وسائل الإنتاج غير موجودة، وهنا يجب أن نستحضر القهر الغربي وما فعله لمنع وقوع ذلك. نذكر جيدا أنه في الخمسينيات والستينيات كان هناك منع مطلق للتكنولوجيا علي العالم الثالث بأسره بما فيه العالم العربي، وحتي إذا ما أعطوا شيئا فهم يعطون مؤسسة بالمفتاح حتي لا يتسرب أي معطي علمي لدولة من هذه الدول، ولذلك يجب أن نعلم بأن هناك ظروفا قاسية وليست بالسهلة.   من الملوم؟   كأنني أشعر، أو أفهم، أنك تلقي باللائمة، في هذا التخلف الذي نعاني منه، علي الآخر اكثر مما تلقيه علينا كشعب فشل في تحقيق نهضته مما أدي إلي وصولنا إلي هذا الوضع المأساوي الماثل في مختلف أرجاء الوطن العربي، ولا سيما في فلسطين والعراق ، في وقت نهضت فيه بلدان آسيوية أخري، كانت تعاني من التخلف أكثر من مثيلاتها في الوطن العربي، قبل أربعة عقود، علما بأن جميع بلدان النمور الآسيوية، لا تملك من الثروات الطبيعية شيئا يذكر. طبعا، إن دور الآخر لا يمكن أن يُنكر في إعاقة مسيرتنا. وأنا هنا لا ألقي اللوم علي الآخر رغبة في تبرئة الذات، ولكننا لا يمكننا أن ننكر دور الاستعمار والمبادئ التي قام عليها والثروات التي نهبها لسنوات طويلة، والتي اتخذها وسيلة لحل المشاكل التي كانت مطروحة عليه. لقد كانت تنبؤات كارل ماركس علمية، حيث ذهب إلي أن تناقضات الرأسمالية ستؤدي إلي نوع من الانفجار في أوروبا، وهذا ما لم يقع، لماذا؟ لأن أوروبا أخذت الأموال من المستعمرات وحلت مشاكل العمال هناك، بإعطائهم حقوقهم. هنا مرة أخري تبرز ثنائية العبد والسيد، وهذا الأخير الذي استعمرنا ترك قسطا من الحضارة، قلدناها علي مستويات عدة، كان أبرزها الفكر. فالبعض درس في فرنسا والبعض الآخر في إنكلترا، فكانت هناك منافذ استطعنا الولوج من خلالها، أشياء لم يكونوا يتوقعونها، وهذا ما سماه هيغل بمكر التاريخ. ففي المغرب مثلا، كان الذين درسوا في فرنسا وكونـَّهم الأوروبيون، أي الرواد الذين دخلوا جامعات أوروبا وارتبطوا بالفكر الأوروبي مبكرا، هؤلاء كانوا هم القوات الوطنية التي قاومت الاستعمار وفاوضته فيما بعد لتحقيق جلاء المحتل عن أوطاننا. وهذا نفسه هو ما وقع في مصر وسورية وتونس والجزائر وغيرها من الدول العربية الأخري. يجب أن لا ننسي، كما قلت سابقا، أن أوروبا قضت ثلاثمئة سنة لتحقيق نهضتها بدون آخر مثبط، بينما المشكل عندنا نحن هو وجود هذا الآخر الذي يري بأن من مصلحته أن نظل علي ما نحن عليه. وحالة الاتحاد السوفييتي خير مثال علي الدور الذي يمكن للمثبـِّط أن يقوم به. فسقوط الاتحاد السوفييتي إضافة إلي العوامل الداخلية التي لا يمكن إسقاطها أثناء عملية التحليل، يرجع كذلك إلي العوامل الخارجية ممثلة في الحصار الذي ضرب عليه وإلي التخطيط من قبل معسكر كامل يضم الكثير من الدول، وأظن أن هذا المثال كاف لتوضيح ما أقصده بلفظ المثبـِّط. وجود إسرائيل كخنجر مغروس في جسد الوطن العربي، أدي وسيؤدي علي نطاق أوسع إلي كارثة علي صعيد مستقبل هذه الأمة ومصيرها. ففي أفضل الاحتمالات، لو تكرمت إسرائيل وتفضلت بمنح الفلسطينيين ربع أو نصف شبه دولة مزورة، محاصرة ومقطـَّعة الأوصال، وهي تسيطر علي جميع حركاتها وسكناتها، واضطر الشعب الفلسطيني إلي الموافقة علي ذلك، لأن البديل هو ما يحصل له اليوم من أهوال القتل والتشريد والتجويع والقهر؛ في هذه الحالة سيحصل التطبيع مع بقية أزلام الأنظمة العربية المهروِلة والمتعطشة للتعامل مع إسرائيل بأي ثمن. وبذلك تسيطر إسرائيل علي مقدرات الأمة العربية ومصيرها، لأنها تملك أهم أوراق اللعبة: العلم والتكنولوجيا والفكر والاقتصاد المتطور، خصوصا لأنها ستستفيد من الثروات الطبيعية، لا سيما النفط، والبشرية، بما فيها الأيدي العاملة الرخيصة، الموجودة لدي بعض البلدان العربية، التي تتجاوز نسبة البطالة فيها 2 مليون نسمة، بل ربما، وتصريف بضائعها في السوق العربية التي تجذب إليها العقول العربية المتميزة، التي قد تخضع لإغراءات المال والامتيازات التي لا توفرها لها بلدانها. وهكذا يتفجر الاقتصاد الإسرائيلي ويزدهر علي حساب العرب الذين سيحصلون علي الفتات. هذا الوضع متوقع تبعا للمعطيات السياسية الراهنة. ولكن ليس من حقنا أن نحكم علي ما سيحدث. بعد أربعين سنة قادمة من خلال اللعبة التي تـُلعب الآن. علي أي شيء تستند إذا في استشرافك للمستقبل؟ ألقيت محاضرة قبل عقدين أو يزيد قلت فيها إنني أراهن علي أن دولة إسرائيل ستختفي بعد خمسين عاما.   ولكن محمد حسنين هيكل، يقول عكس ذلك تماما؟   ذلك رأيه. أما أنا فرأيي في أن إسرائيل ستنتهي بعد خمسين عاما. وقد كنت أعطيت لمشروع إسرائيل الذي كان يطمح لمد الدولة من النيل إلي الفرات، عشرة أعوام، وأنتم تلاحظون انه لم يعد موجودا الآن.   الله يسمع من حلقك ، كما نقول في العراق، ولكنني غير متفائل إلي هذا الحد؟   أرجو أن نلاحظ أن النظرة إلي التاريخ والمستقبل يجب أن لا تبني علي المعطيات السياسية الجارية الآن من مفاوضات وتطبيع وغيرهما. بل أنا أتوقع للمؤتمر القومي العربي أن يكون نسخة من المؤتمر الصهيوني الذي انعقد قي بازل في عام 1898 حين تأسست الحركة الصهيونية. وأنا أشبه الحركة الصهيونية بحركة القومية العربية. فمع أن اليهود استخدموا جميع طاقاتهم بما فيها علمهم وذكاؤهم وسيطرتهم علي الغرب اقتصاديا وإعلاميا وعلميا واستغلالهم للعوامل الدينية ولحدث المحرقة (الهولكوست). ومع مرور اكثر من مئة عام علي إنشاء هذه الحركة ، فإن إسرائيل ما تزال علامة استفهام. فهي قد فشلت في تحقيق أمنها ولم تحقق حلمها، كما بنت الجدار العازل حولها، ولم يبق لديها إلا البحر. فكما أن إسرائيل حققت هذا القدر من الوجود، أنا اعتقد أن الحركة القومية العربية التي تحلم بتحقيق وحدة عربية ستكون لها بعد قرن فرصة لتحقيق هذا الحلم أكثر مما تحقق لإسرائيل، فحلم إسرائيل انتهي كما أري أن إسرائيل قد انتهت تاريخيا. أنا أتمني أن أتمكن من ان أحلم مثلما تحلم يا سيدي الكريم، ولكنني أخالفك الرأي. ذلك لأن أحلامي قائمة علي أساس علمي وعلي أساس واقعي. لأن من المستحيل أن نستشرف المستقبل دون أن ننظر إلي الماضي والحاضر لأن ا لحاضر هو امتداد للماضي والمستقبل هو امتداد للحاضر . فإسرائيل لديها، سبع جامعات فقط ،ومع ذلك فهي تفتح فتوحات عظيمة في عالم الفكر والمعرفة والتكنولوجيا، التي تغني الصناعة الإسرائيلية وتذكيها.
أنا لا أتكلم عن إسرائيل في علمها وقنابلها، بل إسرائيل كمشروع سياسي، فهي كدولة وكمشروع سياسي بلغ نهايته، ولا يمكن أن يستمر. ولكنها جزء من الغرب، بل الغرب نفسه؟ والغرب نفسه بلغ نقطة السؤال: إلي أين؟ سؤالي إذا: هل أنت تعتقد أن الغرب سائر نحو الهاوية؟   نعم، إما الهاوية أو إعادة تكوين. لاحظ أن التاريخ يصنعه الحمقي أحيانا، بمن فيهم بوش والمحافظون الجدد. وقد مرت مرحلة الحمقي، وقد تأتي مرحلة أخري غيرها. لاحظ أن إسرائيل أصبحت ثقيلة علي كثير من الأوساط في أمريكا وأوروبا ولم يعد العطف عليها حقيقيا. بل ظهرت حركات مناوئة لإسرائيل في بعض البلدان الأوروبية ولا سيما ألمانيا وفرنسا، مما يعني أن صبر الغرب قد نفد. ونلاحظ أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ذكر كلمة حق، في وسط كلام أحمق، حيث قال: إذا كان الأوروبيون ما يزالون يحملون عقدة الذنب إزاء اليهود، فليستقبلوهم في أراضيهم و يمنحوهم دولة . وعندما سمع الأوروبيون هذه الكلمة اهتزت ذاكرتهم وأيضا عقولهم وضمائرهم.   ولكنني أنطلق في كلامي من واقع قائم اليوم وهو أن العرب اليوم أصبحوا خاضعين للآخر بل أصبحوا أذلاء صاغرين، يأمرهم فيمتثلوا له؟   لا، لا أوافقك في ذلك، بل هناك مقاومة عنيفة، فهناك من يستشهد كل يوم في سبيل طرد الأجنبي، خاصة في العراق وفلسطين. ولم يحصل في التاريخ مثل هذه المقاومة حيث تحول فيها الإنسان إلي قنبلة لا يمكن للآخر أن يحسب لها حساباً. وليس من المهم أن يكون ذلك تحت غطاء الإسلام أو غيره. حتي لو أوافقك جدلا في أن هناك مقاومة مبشرة، ولكنني أري أن الأمور قد تصبح أكثر سوءا إذا تمكنت هذه المقاومة من طرد المحتل، أو من الاستيلاء علي مقاليد الحكم. وسؤالي إليك هو: إذا فرضنا أن هذه المقاومة العراقية قد نجحت في طرد المحتل، فماذا سيحدث في العراق في أعقاب ذلك؟ وأنا لا أقصد بذلك، معاذ الله، تأييد الاحتلال، بل أريد أن أقول إننا نظل نختار بين شرين أحلاهما مرُّ، أو كالمستجير من الرمضاء بالنار.   أنا أوافق صديقي الدكتور خير الدين حسيب الذي قال لي أمس إنه عاش الحرب الأهلية في لبنان التي انقضت وأصبح لبنان شيئا آخر، والعراق سيصـــبح شيئا آخر حتي إذا حدثت حرب أهلية. ولِـم لا؟   وحين نبهني صديقي الأستاذ الحضري إلي أن الوقت المخصص للحوار قد أزف، قلت معقبا: مع أن لديّ سيلا من الأسئلة الأخري ، بيد أنني سأكتفي بهذا القدر، علما بأن كثيرا من كتاباتك تستحق الاستيضاح والتعليق، لا سيما وأني ما أزال اقرأ بعض فصول منها، علي الرغم من أنني سبق وأن قرأتها عشرات المرات!!   لا بأس عليك فقد قرأ ابن سينا بعض كتب أرسطو أربعين مرة!   وبهذه العبارة، التي تضمر قياسا مع الفارق، وربما تنطوي عن إطراء مزدوج، قد يستحقه المفكر الجابري، ولا يستحقه كاتب هذه السطور، اختتمنا هذا اللقاء المثير والثرّ.   (*) محام وباحث من العراق مقيم في نيويورك   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 18 جويلية 2006)  

المكسيك تختار الاستمرار في النهج الليبرالي

توفيق المديني (*)    يرى مرشح الحزب اليميني “العمل الوطني” الحاكم فيليب كالديرون ، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية  المكسيكية الأخيرة ، التي جرت يوم 2 يوليو الجاري ،  أن الاقتصاد المكسيكي في صحة جيّدة، و أن إدارة الرئيس فنسنت فوكس قد عززتها ، و بالتالي يجب “الاستمرار في الطريق عينه” . وهو فضلا عن ذلك ،يعتبر الاستثمار الخاص هو الوسيلة الأكثر فعالية لخلق فرص العمل.   لقد دخلت المكسيك نادي البلدان الصناعية المتقدمة عندما  أصبحت عضوا في منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية (OCDE) في عام 1994.و هي تحتل اليوم المرتبة العاشرة كقوة اقتصادية عالمية ، والمرتبة الثالث عشرة كقوة تجارية بناتج محلي إجمالي  700 مليار يورو(554،6 مليار يورو) في عام 2005.و تعتبر المكسيك المستورد و المصدر الأول في أمريكا اللاتينية، إذ إن ناتجها المحلي الإجمالي تضاعف بنحو 2،7 منذ العام 1990. وقد تحولت بنية الاقتصاد لمصلحة قطاع الخدمات ، الذي يمثل من الان  فصاعدا 70% من النشاط الاقتصادي.و بالمقابل تم تقسيم وزن الزراعة إلى اثنين ، منتقلا من 8% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 4%، بينما ظلت حصة الصناعة قريبة من 25%.   وإذا كان الدخل الفردي للمواطن المكسيكي قد تحسن نسبيا خلال السنوات الأخيرة-إذ انتقل إلى 6790 دولار سنوي في عام 2004لتعداد سكاني يصل إلى 109 ملايين نسمة-فإن منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية قدرت في تقريرها حول المكسيك الصادر في عام 2005، أنه سيترتب عليها  أن تحافظ على معدل وسطي من النمو للدخل الفردي الخام بنحو 4%، وأيضا لعدة أجيال ، قبل أن تلتحق بالمعدل  الوسطي لدخول البلدان الغنية.فالنمو الديموغرافي للسكان ، و بناء على ذلك النمو للسكان العاملين ، يستمر  بسرعة كبيرة جدا مما هو عليه في البلدان الصناعية .   و لا يزال القطاع العام بعيدا جدا عن امتلاك القدرة لامتصاص هذا التدفق المنتظم من اليد العاملة، إذ يجد قسم منها ضالته في العمل في القطاع الخاص حيث الأجور ضعيفة ، إضافة إلى غياب التأمينات الاجتماعية.و تصر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على المكسيك لكي تبذل جهودا إضافية لتوسيع مجال التعليم ، ولاسيما تحسين نوعيته.   ومنذ الأزمة المالية التي شهدتها المكسيك عام 1994، التي أدخلت البلاد في مرحلة طويلة من الكساد، قامت الحكومات المتعاقبة  بتطهير المالية العامة كأولوية رئيسة في عملها.فتم إرجاع الدين العام  إلى سقف اقل من 50% و أصبح رصيد الموازنة متوازنا تقريبا  في نهاية عام 2005.و قد أسهمت عائدات النفط  ، التي توفر للحكومة 40%  من مداخيل الموازنة ، في تحقيق هذا التحسن ، لكن كل المراقبين الماليين بدءا من صندوق النقد الدولي ، يعتبرون  أن المتانة المالية للمكسيك  هي اليوم كبيرة أكثر من أي وقت مضى.و يقدر صندوق النقد الدولي أن المكسيك هي متسلحة أكثر من عدة بلدان ناشئة لمواجهة أي  أزمة مالية.   لقد اختارت المكسيك القوة الاقتصادية الأولى في أمريكا اللاتينية  اليوم الاستمرارفي النهج الليبرالي ، الذي يجسده الرئيس المقبل للمكسيك السيد فيليب كالديرون من الحزب اليميني “العمل الوطني” الحاكم ،والوزير السابق للطاقة في إدارة فوكس.   ويظل السيد فيليب كالديرون ، وفيا للمبادىء الليبرالية – نمو الشركات كعلاج  للفقر- بينما كان منافسه مرشح اليسار السيد اندريه مانويل لوبيز أوبرادور من حزب “الثورة الديموقراطية” ، يعتقد  أنه يجب تطبيق بنجاح الوصفات التي ضمنت له شعبيته عندما كان رئيسا لبلدية مكسيكو ، مابين 2000 و 2005: لمساعدة المسنين أو المعوزين ، و انتهاج سياسة إنجاز المشاريع الضخمة لامتصاص البطالة.   ويعود هذا التفاؤل بالاقتصاد المكسيكي إلى تحقيق معدل نمو في الثلاثة الشهر الأولى من هذا العام بنحو 5،5% ، و سيتجاوز حدود 4%  في عام 2006، و لكن أيضا إلى وجود إجماع مشترك بين مختلف الأحزاب حول الدورالمفيد لسياسات الاستقرار المطبقة بعد الأزمات المالية الخطيرة التي ضربت المكسيك خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي.    و سيعمل السيد فيليب كالديرون لفائز في الانتخابات الرئاسية منذ هذا الشهر،على الموازنة المقبلة ضمن فريق عمله  ومع خبراء الرئيس فوكس ، لضمان انتقال هادىء للسلطة من دون هزات .وكان قانون قد أقر في نهاية شهر مارس 2006،يشيّد أيضا “تصفيحا” إضافيا، من خلال إجبار  الحكومة على تقديم موازنة متوازنة : وكل انزلاق محتمل يجب أن يكون مبررًا بوساطة أسباب خارجيّة  النّموّ، ومصححة من قبل إجراءات مناسبة.   وقد حرص الثنائي الحد المتشكل من وزير المالية فرنسيسكو جيل دياز، ورئيس البنك المركزي المستقل، غيارمو أورتيز، على احتواء النفقات العامة.فتم إرجاع التضخم إلى 3% ، بينما كان يحوم حول 100% قبل عشرين سنة.و هناك مؤشرات  أخرى تؤكد الصحة الجيدة للاقتصاد المكسيكي:إعادة تجنب الديون ، المسدّدة سلفا أو المغطية ،لتجنب تقلبات معدلات الصرف، و المستوى القياسي الذي بلغته الاحتياطات من العملة الصعبة ، التي تجاوزت سقف 72 مليار لا دولار في شهر مايو الماضي ،أي ما يعادل أربعة أشهر من الواردات.   هذه المكاسب لا يجوز أن تحجب عنا نقاط الضعف الكامنة في الاقتصاد المكسيكي الذي يظل مرتهنا بصورة كبيرة للعائدات النفطية مادام هو عاجز عن توسيع قاعدته الضريبية:باستثناء الريع النفطي، لا تشكل الضرائب سوى 9% من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 40% كمعدل وسطي في أوروبا.فأرباب العمل المكسيكيين لن يكونوا مسرورين إن لم يحصلوا على أرباح أقل من 30%.و حتى فرص العمل التي تم خلقها 300000 سنويا تظل مؤقتة ، بينما المطلوب هو خلق ثلاثة أضعاف هذا العدد.   ومنذ أن دخلت المكسيك في معاهدة التبادل الحرالأمريكية الشمالية (ألينا)  التي دخلت حيز التطبيق في عام 1994، و التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية و كندا ، فإن هذه السوق الشمالية تستوعب 90% من الصادرات المكسيكية، و تم دخول 10 ملايين مكسيكي  في الحياة العملية، بيد أن الاقتصاد الرسمي لم يوفر سوى 3،4 ملايين فرصة عمل.   و على الرغم من الجهود التي بذلتها حكومة فوكس  لبناء المساكن ، و تأمين  الضمان الصحي ، إلا أن عدم المساواة الاجتماعية تعمقت أكثر فأكثر.و هذا ما يفسر لنا الاندفاعة القوية لهجرة الشباب المكسيكي نحو الولايات المتحدة الأمريكية . فقد بلغت عائدات العمال المهاجرين المكسيكيين المحولة من الضفة الشمالية للمكسيك 20 مليار دولار في عام 2005.و بذلك تشكل عائدات المهاجرين المصدر الثاني للعملة الصعبة بعد النفط.   (*) كاتب اقتصادي    (المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 18 جويلية 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

21 décembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2404 du 21.12.2006  archives : www.tunisnews.net CCTE: L’Imam à Lyon Bilal

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.