23 février 2005

Accueil

 

TUNISNEWS

 5 ème année, N° 1739 du 23.02.2005

 archives : www.tunisnews.net


 تقرير المساجين السياسيين في تونس: 13 سنة من الظلم على خلفية نصف قرن من الاضطهاد –  توطئــــة
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:  ادارة مستشفى جرجيس ترفض قبول عبدالله الزواري بقسم امراض القلب والشرايين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: نـداء عـاجل من أجل إنقاذ حياة عبدالله الزواري

لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية بتونس صائفة 1992:  أنـقـذ وا عبدالله الزواري

لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية بتونس صائفة 1992: دفاعا على حق الصحفي عبدالله الزواري في الحياة

حركة النهضة بتونس  : عبد الله الزواري ينقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة

حركة النهضة بتونس

: نداء إلى الأخ عبد الله الزواري

لجنة المحامين  النائبين  أمام المحكمة العسكرية-  أوت 1992 – تنديد بالإعتداءات التي يتعرض إليها الأستــاذ عبد الرؤوف العيادي

رويترز : منظمات حقوقية تنتقد استضافة تونس لقمة الإعلام الثانية رويترز : جماعات لحقوق الانسان تنتقد تونس قبل قمة اعلامية دولية رويترز : تونس ترفض اتهامها بارتكاب انتهاكات من جانب جماعة لحقوق الانسان

الحزب الديمقراطي التقدمي: بيـان المجلـس الوطنـي ( دورة الفقيد نورالدين بن خذر )
نصر الدّين بن حديد: إلى سمير العيّادي، من جعل شدو الكلاب أعلى الأولمب وأسفل القمور الشاهقة؟

تونسي مغترب: حواراتنا والطاقات المهدورة

الهادي بريك : مائة مصباح من مشكاة النبوة –

الحلقة الثمانون


Reporters sans frontières: Abdallah Zouari hospitalisé après 32 jours de grève de la faim

Solidarité tunisienne : Après 31 jours de grève de la faim Le journaliste Abdallah Zouari hospitalisé En urgence

AFP: Un ancien détenu hospitalisé d’urgence à son 31ème jour de grève de la faim

Sami Ben Abdallah : Abdallah Zouari devrait quitter l’hôpital de Zarzis

Amnesty International: Short term action on former political prisoner Abdallah Zouari

Appel à solidarité avec Abdallah  ZOUARI: Pour vivre en homme libre …! Omar S’habou: Hommage à SI Abdallah Zouari

AISPP: Bulletin d’informations sur les prisonniers politiques n°6

Reuters: Tunisia rejects abuse accusations by rights group

Reuters: Liberté/Presse – La Tunisie critiquée avant un sommet de l’Onu

AFP: Un opposant tunisien interdit d’entrer en Algérie, la LTDH proteste

AFP: Tunisie – Décés du pilote Latif Chedly dans un accident de la route

AFP: Réseau de soutien aux assassins de Massoud : procès à partir du 29 mars

AFP: L’ONU va sensibiliser son personnel en Côte d’Ivoire contre les abus sexuels Houcine Ghali: le plan Sharon est un cadeau empoisonné


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

SOLIDARITE TUNISIENNE  

ساندوا الصحفي المناضل عبدالله الزواري المضرب عن الطعام منذ 23 جانفي

عبدالله الزواري : بعد 12 سنة من السجن, 7 منهم في عزلة تامة، أقدمت السلطات التونسية على نفيه إلى أقصى الجنوب التونسي بعيدا عن اسرته ما يزيد عن 500 كلم

elfejr@yahoo.fr

www.tunisia-info.org

 

Soutenez le journaliste Abdallah Zouari, en grève de la faim depuis le 23 janvier

 

Le journaliste Abdallah Zouari

Après 12 ans d’emprisonnement dont 7 en isolement, les autorités Tunisiennes le déportent à l’extrême sud de la Tunisie à 500 Km de la résidence de sa famille.

elfejr@yahoo.fr

 


لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية – صائفة 1992

نهج 18 جويلية – الكاف

الهاتف: 78204600

 

الجمعية الدواية لمساندة المساجين السياسيّين

33 نهج المختار عطيّة – 1000 تونس

الهاتف : 256647 (71)

 

 

تقرير أكتوبر 2004

 

المساجين السياسيين في تونس:

13 سنة من الظلم على خلفية نصف قرن من الاضطهاد

 

تـقـديـــــم

 

تتقدم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية بتونس – صائفة 1992 بهذا العمل التوثيقي مساهمة منهما في رفع الستار على أحد أقسى و أطول حلقات الظلم في تاريخ تونس المعاصر بمناسبة محاكمة المئات من قيادات و أنصار حركة النهضة و المتهمين بالانتماء لها أو التعاطف معها على القضاء العسكري خلال صائفة 1992 .

 

و قد شكلت هذه المحاكمة التي طالت الآلاف من التونسيات و التونسيين حلقة أخرى من حلقات الاضطهاد السياسي المتواصل الذي تسلط على المجتمع التونسي على مدى نصف القرن المنقضي. و قد انطلق الاضطهاد السياسي بتونس منذ فجر الاستقلال بدءا بقيادات و أنصار الحزب الدستوري بقيادة أمينه العام صالح بن يوسف ممن رفضوا الوصاية التي أراد فرضها عليه الحبيب بورقيبة و أتباعه. ثم اتسع بعد ذلك ليشمل مختلف الحركات الاجتماعية الشعبية و الطلابية و العمالية ليستهدف القضاء على الاتحادات الطلابية وتدجين الحركة النقابية و لم يستثن أركان النظام نفسه الذين اختلفوا مع سياساته بدءا بالأزهر الشرايطي إلى أحمد بن صالح و انتهاء بمحمد مزالي و مختلف المجموعات اليسارية و القومية ليتركز في النهاية على حركة النهضة و أنصارها تحت شعار استئصال التيار الإسلامي.

 

و قد وقع الزج بالقضاء في أتون الصراعات السياسية بتوظيفه في حسمها لصالح السلطة. خاصة و أن غياب قوانين تحمي استقلاليته جعله أداة طيعة في يد الحكم. وقد أدى فقدانه للإستقلالية إلى حد انعدام مصداقيته في القضايا السياسية بعد أن تحول إلى جزء من جهاز القمع الذي تعتمده الدولة في اضطهاد المعارضين.

و لم يمنع كل ذلك السلطة من اللجوء في بعض المحاكمات إلى قضاء إستثنائي تنصل من جميع المبادئ والإجراءات التي تنطم البحث و المحاكمة و اضطلع بدور الإنتقام من المعارضين و التغطية على جرائم التعذيب و التنكيل التي تعرضوا لها و إصدار أحكام قاسية لا مبرر لها.

 

و قد كانت القضيتان المنشورتان أمام المحكمة العسكرية تحت  عدد76110 و عدد 76111 مثالا حيا على ذلك.

 

و يحاول هذا العمل بناءا على ما حصل أثناء هذه المحاكمة ومن خلال تداعياتها التي شكلت بداية مرحلة إعتبرتها منظمة العفو الدولية ” دوامة الظلم” رصد جوانب المأساة المستمرة  التي لا زالت تلقي بظلالها الوخيمة على المجتمع التونسي بأسره و تعطل كل  تحول  ديموقراطي.

 

و تتجلى مظاهر الإنغلاق السياسي في:

 

1 – استمرار احتجاز المئات من المعتقلين السياسيين منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما  في ظروف مروعة من التنكيل و الممارسات القمعية في خرق فاضح لأحكام القانون و المبادئ الدولية لمعاملة المساجين و معانات عائلاتهم و تواصل االغربة القسرية لآلاف المهجرين من التتبع و الإضطهاد.

 

2 –  تواصل التعامل الأمني مع القضايا السياسية بما عطل ممارسة الحريات الفردية و الجماعية و أجهز على مؤسسات الدولة بتحويلها إلى مجرد أدوات وأجهزة لسياسة قمعية أفرغت النظام من كل مقومات الشرعية الحقيقية وأدخلت البلاد في دوامة من الياس والتوجس والإحباط اختلت فيها موازين العدالة والمساواة.

 

3 – بروز ظاهرة التمييز الإجتماعي على حساب فئات واسعة من المجتمع التونسي على أساس المعارضة و الموالات للسلطة جاوزت حدود الإضطهاد السياسي لتشمل الحرمان من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية الذي لم يقتصر على المحكوم عليهم بل تعداهم ليشمل أفراد علئلاتهم و أقاربهم.

 

وقد وقع تناول القضية بالبحث في ستة عشر فضلا موزعة على  أربعة أبواب رئيسية رئيسية :

 

الباب الأول : الخروقات المسجلة في مرحلة الأبحاث الابتدائية

الباب الثاني : اعتداء التحقيق على حقوق المتهمين

الباب الثالث : طبيعة المحاكمة غير العادلة

الباب الرابع : أحكام سياسيّة فاقدة لأيّ أساس قانوني و واقعي

 

15 أكتوبر 2004

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية – صائفة 1992


الفهرس

 

توطئـــــــــــــــة

 

–       محاكمات صائفة 1992 نهاية مرحلة و بداية أخرى

 

–       حملة القمع تنطلق  بمجزرة في المركّب الجامعي

 

–       السجون تتحول إلى مراكز للتنكيل المتعمّد و القتل البطيء

 

–       سياسة العقوبات الجماعيّة تستهدف عائلات المساجين السياسيين

 

–       سياسة الإستثناء تحرم المسرّحين من الحقّ في العمل و التعليم و العلاج

 

الباب الأول : الخروقات المسجلة في الأبحاث الابتدائية

 

الفصل الأوّل : إدارة أبحاث لا قانونيّة و استثنائيّة

 

الفصل الثاني : إدارة تمارس أعمالها خارج إطار القانون

 

الفصل الثالث : إدارة تخرق القوانين و تعتمد التعذيب

الباب الثاني : اعتداء التحقيق على حقوق المتهمين

 

الفصل الرابع : قاضي التحقيق مساعد لإدارة أمن الدولة

 

الفصل الخامس : قاضي التحقيق يعتدي على حقوق المتهمين الشرعيّة

 

الفصل السادس : قاضي التحقيق يعتدي على حقوق الدفاع

 

الفصل السابع : قاضي التحقيق يخرق القوانين الجاري بها العمل 

 

الفصل الثامن : دائرة الاتهام تأتمر بأوامر إدارة أمن الدولة

 

الباب الثالث : محاكمة غير عادلة

 

الفصل التاسع : المحكمة العسكريّة : محكمة لا دستوريّة و استثنائيّة و غير مختصة 

 

الفصل العاشر : محاكمة لا تتوفّر فيها الشروط الدنيا للمحاكمة العادلة

الباب الرابع : أحكام سياسيّة فاقدة لأيّ أساس قانوني و واقعي

 

الفصل الحادي عشر : المحكمة تثبت حصول تجاوزات و إخلالات خطيرة

 

الفصل الثاني عشر : المحكمة تبرّر الخروقات و تتجاوز أحكام القانون

 

الفصل الثالث عشر : المحكمة تخرق قاعدة شخصيّة الجرائم

 

الفصل الرابع عشر : المحكمة تثبت افتعال الوقائع سند الاتهام 

 

الفصل الخامس عشر : المحكمة تصدر حكما بالإدانة دون تعليل

 

الفصل السادس عشر : محاكمة سياسيّة لغايات سياسيّة و أحكام سياسيّة

 

  تـــوطـــئـة

 

جاء في المادّة الأولى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ما يلي : 

“يولد كل الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء”.

 

بانقضاء شهر أكتوبر من سنة 2004 يكون قد مرّ على صدور الأحكام في القضايا التي نظرت فيها المحكمة العسكرية الدائمة بتونس إثني عشر سنة كاملة(1). ففي فجر يوم 28 أوت 1992 إنتصبت هيئة المحكمة المذكورة بثكنة بوشوشة في ضاحية باردو برئاسة القاضي بشير كدوس وعضوية العقيد إبراهيم بودبوس والمقدم المنجي العيادي والمقدم عبدالرزاق بوعتور والرائد ميلود شتايتية وبمحضر ممثل النيابة العسكرية العميد محمد قزقز وبمساعدة كاتب الجلسة الوكيل مسعود علي انتصبت لتصدر أحكامها في القضية المرسّمة تحت عدد 76110 والمحال فيها مائة وواحد وسبعون تونسيا بعد أبحاث انطلقت منذ أفريل 1991 وجلسات متواترة افتتحت صبيحة يوم 9 جويلية 1992 وبموازاة ذلك انتصبت بثكنة باب سعدون بجهة راس الطابية نفس المحكمة بتركيبة ثانية برئاسة القاضي محمد الحبيب بن يوسف وعضوية المقدم محمد شاكر الراشدي والرائد عبدالعزيز العيادي والنقيب منصف الدين الجازي والنقيب آمال الجويني وبمحضر ممثل النيابة العسكرية العقيد محمد بن عبدالله وبمساعدة كاتب الجلسة العريف أول نورالدين الفرجاني لتبت في القضية المرسمة تحت عدد 76111 المحال فيها مائة وثمانية نفر بعد أبحاث انطلقت منذ نوفمبر 1990 وجلسات ماراطونية بداية من يوم 10 جويلية 1992 حتى تاريخ صدور الأحكام يوم 30 أوت 1992 وذلك من أجل اتهام الجميع بارتكاب جرائم الإعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة و حمل السكّان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح و جمع و ترأس جموعا بقصد التخريب و ممانعة القوة العامة و إعادة تكوين جمعيّة غير مرخّص فيها و التحريض بالخطب و المنشورات على ارتكاب جرائم… كاتهام البعض بحمل و مسك مستودع أسلحة بدون رخصة و محاولة الإعتداء على حياة رئيس الدولة و تحريض العسكريّين على الإنتماء إلى جمعيّة ذات هدف سياسي و جمع التبرّعات بدون رخصة و افتعال وثائق إداريّة … إلخ علما وأنّ الأبحاث الأولية المجراة بمناسبة هذه القضايا شملت ثماني مائة وثلاثة وخمسون مظنونا فيهم(2) من مختلف جهات ومناطق البلاد(3) ومن قطاعات متعددة(4) ومن ذوي المستويات العلمية والثقافية المتنوعة(5) وقد تراوحت الأحكام بين المؤبد وعدم سماع الدعوى(6) ليسدل الستار على صفحة من صفحات تاريخ تونس الحديث الذي جدد العهد خلال صائفة 1992 مع المحاكمات الكبرى.

 

————————–

 

(1) 

لم تبت المحكمة العسكريّة صائفة 1992 في القضيّتين عدد 76110 و 76111 فقط بل نظرت دوائرها الجناحيّة في عدد آخر من القضايا أحيلت عليها بموجب قرارات تفكيك و تخلي.

 

(2) 

أنظر الملحق ص ص1- 3 (أنظر القائمة كاملة للمتّهمين في الصفحات السابقة)

 

(3) 

أنظر الملحق ص 4

 

(4) 

أنظر الملحق ص 6

 

(5) 

أنظر الملحق ص ص 8-9

 

(6) 

أنظر الملحق ص 14

 

 

محاكمات صائفة1992: نهاية مرحلة و بداية أخرى

 

 أسدل الستار صائفة سنة 1992 على محاكمة شهد كل من تابع أطوارها بأنها كانت تاريخية (والعبارة للأستاذ البشير المنوبي الفرشيشي المحامي والأستاذ الجامعي) الذي أكد في مفتتح مرافعته في القضية عدد 76110 أن هذه القضية ” تاريخية وهي عبارة عن دروس في العلوم السياسية وفي فنون الأسلحة وفي علوم الإجرام وخاصة في قانون الإجراءات  الجزائية” كما شهد الجميع أنها كانت محاكمة استثنائية (والعبارة للأستاذ العميد محمد شقرون) ولقد كانت المحاكمة فعلا بفصولها المتعددة ومراحلها المختلفة بداية من الأبحاث بمقرّات إدارات أمن الدولة المعلومة منها و السريّة نهاية بصدور الأحكام بثكنتي بوشوشة وباب سعدون كانت فعلا وبكل المقاييس حسب الملاحظين ورجال القانون تاريخيّة لا لأنّها كانت محاكمة القرن بشمولها لأكبر عدد من المتّهمين عرفته محاكمة سياسيّة في تونس و لا لأنّها كانت أطول محاكمة لامتداد الأبحاث والإجراءات فيها على مدى ما يناهز السنتين فقط بل لأنها كانت الفاصل بين مرحلتين من تاريخ البلاد علاوة على أهميّة وعمق الجدل الذي شهدته بين المتّهمين ولسان الدفاع من جهة وهيئة المحكمة من جهة أخرى في القانون والسياسة والثقافة وفي خلفيّات المحاكمة وأسبابها الخفيّة والظاهرة فكان جدلا تأكد من خلاله أنّ المحاكمة لم تكن إلا تتويجا لمسار تدهور الأوضاع بالبلاد و تنامي نزوع السّلطة نحو مزيد إحكام قبضتها على الأحزاب و المنظّمات و الجمعيّات و إسكات كلّ الأصوات المعارضة.

 

و مثلما اتفق العديد من الملاحظين أن محاكمات صائفة 1992 كانت نتيجة قرار سياسي اتّخذه نظام الحكم على ضوء معطيات داخليّة و خارجيّة، أجمع المتابعون للحياة السياسيّة في تونس على حصول تدهور خطير في أوضاع الحريّات مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات التشريعيّة لسنة 1989 و التي كانت محلّ إعتراض كلّ القوى المعارضة إذ اتّهم بعضها السلطة بالتزوير و تزييف النتائج و قد إزدادت الأوضاع توتّرا برفض السلطة الإعتراف بحركة النهضة و العديد من الحركات الأخرى و تمكينها من تأشيرة العمل القانوني وهو ما أثار ردود أفعال واسعة في أوساط النخبة على وجه الخصوص و قد لخّص السيّد عمر صحابو في افتتاحية جريدة المغرب يوم 28 أفريل 1989 ذلك بقوله “نعم للتأشيرة لحزب النهضة أم لا ؟” هذه هي الإشكالية السياسية التي تلخص ضمنها القضية المطروحة والتي تستدعي حلا في أقرب الآجال .. ما الحلّ؟  الحلّ بين خيارين : ” الإعتراف بحركة النهضة وإدماجها في الصراع المؤسساتي أو العودة إلى 6 نوفمبر(7) ” وبعد أن عبّر عدد من رجال السياسة والقانون والفكر علنا عن موقفهم من مسألة إعطاء تأشيرة العمل السياسي للنهضة وغيرها من الحركات السياسية التي تطلبها(8) صرّح السيد محمد مواعدة الأمين العام لحركة الديمقراطيين الإشتراكيين آنذاك ” أنّ حركته أكدت باستمرار أن حلّ هذه القضية (قضية العلاقة بين السلطة والإسلاميين) لا يمكن إلاّ أن يكون حلا سياسيا وأنّ دفع المسار الديمقراطي هو الكفيل بتحديد معالم الخارطة السياسية” في حين كتب السيد الهاشمي الطرودي متحدثا عن التمشي الذي اعتمدته السلطة لمعالجة الأوضاع بعد “نكسة” الإنتخابات التشريعية سنة 1989 ” لقد كانت نتيجة هذا التمشي باختزال الركود السياسي والمراوحة في نفس المكان : حزب حاكم مهيمن على مقدرات الحياة السياسية ومنفرد بالمؤسسات التمثيلية ومعارضات مهمّشة ومقصاة من مجالات الفعل السياسي. إن هذا الوضع أدى إلى ما يشبه القطيعة فقد اصطفت كل أحزاب المعارضة القانونية وغير القانونية لتعري هذه الحقائق ولتعلن أن الوضع السياسي آل إلى المأزق…(9)”. و قد انعكس الخلاف السياسي على الموقف من العديد من القضايا المطروحة قانونيا و ثقافيّا و اقتصاديّا محليّا و عربيّا و دوليّا حتّى كتب الأستاذ أبو يعرب المرزوقي أستاذ الفلسفة بالجامعة التونسيّة ملخصا لما شهدته البلاد من توتر في التعامل مع مشروع إصلاح التعليم كأحد أهمّ مظاهر الخلاف الذي يشقّ المجتمع و النخبة قائلا : ” إذا كان طرفا النزاع في المسألة المدرسية متفقين على تقديم الدور الإيديولوجي العلمي للمدرسة على دورها التكنولوجي النظري فلا غرابة أن يحصل بينهما الصدام الذي يحصل بينهما الآن… التعدد والتناقض سر الحياة الحيوية وسر الحياة الفكرية… أما الدعوة إلى الوحدانية الوضعية باسم العقل والتاريخ النافيين لما عداهما أو باسم الوحي والروح النافيين لما عداهما فهما موقفان مجردان يستعملان العنف ليجعلا الواقع موافقا لهم…” (10).

 

ويذكر المتابعون للشأن العام في تونس أن الغموض لم يدم كثيرا إذ سرعان ما باحت الساحة بأسرارها فشهدت البلاد العديد من الأحداث المتفرقة زادتها حدة حرب الخليج الثانية وتطورات الوضع في الجزائر واحتدام الجدل حول خلفيات وأهداف مشروع إصلاح التعليم وما تبعه من ردود فعل اعتبرت متشنجة على تصريحات لوزير التربية آنذاك قدر البعض أنها كانت خطيرة واستفزازية حتى صرح الأستاذ أحمد نجيب الشابي الأمين العام للتجمّع الإشتراكي سابقا و الحزب الديمقراطي التقدّمي حاليّا لجريدة المغرب قائلا : “يركز السيد الشرفي على ضرورة مصالحة الطفل مع عصره وأعتقد أن هدف الإصلاح يجب أن يكون مزدوجا يعمل على مصالحة الطفل مع عصره وهويته في ذات الآن وأعتقد أن الجانب الثاني مهضوم من منطلقات إيديولوجية وسياسية… وحوصلة القول أنه لا يمكن معالجة هذه القضايا لا بالإرتجال ولا بالتشنج” و انعكس ذلك الخلاف و طريقة أطرافه في التعاطي معه على أوضاع الحريّات التي عرفت تدهورا خطيرا ملفتا للنظر فتعدّدت الإيقافات و المحاكمات بتهم مختلفة من مثل مخالفة قانون المساجد(11) و المشاركة في مظاهرة عدائيّة لم تشتّت إلا باستعمال القوّة و الإحتفاظ بجمعيّة غير مرخّص فيها.

 

ففي يوم 24 أفريل 1990 أوقف الدكتور المنصف بن سالم(12) بتهمة الثلب و نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام و ذلك بدعوى أنّ بعض المسافرين القادمين من الجزائر تجمّعوا في بهو مطار تونس قرطاج الدولي لمطالعة إحدى الجرائد الصادرة في الجزائر و التي احتوت في صفحتها 11 على تصريح صحفي للأستاذ بن سالم اختارت له الصحيفة عنوان ” الإتجاه الإسلامي في تونس : من علمانيّة بورقيبة إلى إرهاب بن علي” و بتاريخ 24 ماي 1990 قضت الدائرة الجناحيّة بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس بمناسبة القضيّة عدد 690/16293 بسجنه مدّة ثلاثة أعوام كاملة…؟ و في يوم 28/09/1990 أوقف السيد صالح بن عبد الله القيادي في حركة النهضة و عضو هيئة تحرير جريدة الفجر بتهمة المشاركة في مظاهرة عدائيّة. و في يوم 26/10/1990 أوقف كلّ من علي لعريض و عبد الكريم بعلوش و لطفي العمدوني و الصادق الجلاصي و الحبيب الفني و علي الصّمدي و علي الغضبان  و نبيل النوري بتهمة عقد إجتماع غير مرخّص فيه على إثر إلتقائهم بمنزل علي الغضبان بجهة الكبّاريّة بضواحي العاصمة و قد أحيل ملف القصيّة على محكمة ناحية تونس خلال شهر جويلية 1991 تحت عدد 891/70362 و بجلسة يوم 17/12/1992 قضت المحكمة المذكورة بالإدانة و السجن. و في يوم 30/10/1990 و إثر مشاركته في تأبين المرحوم الطيّب الخماسي(13) أوقف السيّد محمّد بن عيّاد العكروت و أحيل على المحكمة الإبتدائيّة بتونس التي قضت يوم 26/12/1990 بمناسبة القضيّة عدد 202/39001 بسجنه من أجل ذلك. كما قضت المحكمة الإبتدائيّة ببن عروس يوم 1/11/1990 بسجن السيّد عبد الكريم هاروني الأمين العام السابق للإتحاد العام التونسي للطلبة مدّة ستّة أشهر بتهمة توزيع مناشير.

 

و قد تمّ خلال شهر جانفي 1991 إيقاف جريدة “الفجر” عن الصّدور و إحالة مديرها السيد حمادي الجبالي و الأستاذ محمّد النوري المحامي على القضاء العسكري بتهمة ثلب هيئات قضائيّة إثر نشر الجريدة لدراسة قانونيّة بقلم الأستاذ النوري حول المحمكة العسكريّة دعا فيها لحصر نظر المحكمة المذكورة في ما يرتكبه العسكريّون أثناء مباشرة عملهم و قد حكمت بسجن كلّ من السيّدين حمادي الجبالي و محمد النوري و إغلاق مقر جريدة الفجر و مصادرة محتوياته(14) و في يوم 28/01/1991 تمّ إيقاف السيّد الفاضل البلدي رئيس مجلس شورى حركة النهضة الذي أحيل بحالة إيقاف على الدائرة الجناحيّة بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس بتهمة ثلب النظام العام و نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام إثر إمضائه بيان حول حرب الخليج الثانية و بتاريخ 16/02/1991 قضت المحكمة في القضية عدد 591/6166 بسجنه من أجل ذلك مع إسعافه بتأجيل تنفيذ العقاب البدني(15). 

 

في مثل هذه الظروف التي احتدّ فيها الخلاف و أخذ أبعادا متعدّدة مسّت كلّ المجالات   و الفضاءات و تصاعدت التحركات في الشارع مساندة للعراق مما أدى إلى إيقاف العشرات من المشاركين فيها وإحالتهم على المحاكم و بعد أن أعلن في يوم 23/12/1990 عن إيقاف كل من علي العريض وزياد الدولاتلي وعدد من العناصر القيادية في حركة النهضة على خلفية العلاقة بما سمّي بقضيّة “الحبيب الأسود” اتخذت السلطة من حادثة تعرّض لجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي بباب سويقة إلى اعتداء بالحرق ذريعة لشنّ حملة إعلاميّة و سياسيّة     و أمنيّة ضدّ حركة النهضة في محاولة لعزلها سياسيّا و إظهارها كحركة تعتمد العنف و الإرهاب بما يبرّر اعتقال عناصرها و قمع تحرّكاتها و أنشطتها و قد أوقف بداية 17/02/1991 عدد كبير نذكر منهم السادة : علي الأصبعي، محمد التومي بن نجمة، محمد صدقي العبيدي، محمد بن سالم، نور الدين البحيري، الفاضل البلدي، محمد الهادي الزمزمي، الصادق شورو، محمد نجيب بن يوسف و المرحوم سحنون الجوهري و غيرهم… و بعد إطلاق سراح البعض منهم إثر فترة إيقاف تجاوزت المدّة القانونيّة بكثير أحيل البعض الآخر على قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس في الملف عدد 62950 بتهمة تكوين عصابة قصد الإعتداء على الأشخاص و الممتلكات و الإحتفاظ بجمعيّة غير مرخص فيها طبق أحكام الفصلين 131 و 132 من المجلة الجنائية و أحكام القانون عدد 154 لسنة 1959 المتعلق بالجمعيات.

 

——————————————————————————–

 

(7) 

انظر الملاحق ص 17 و 18(عمر صحابو و أنس الشابي، المغرب العربي، عدد 149  في 28/4/1989)

 

(8)  

أنظر الملحق ص ص 19-22 (مقالات المغرب العربي)

 

(9) 

انظر الملحق ص 23 (الهاشمي الطرودي،المغرب العربي، عدد 191، 2/3/1990)

 

(10) 

انظر الملحق ص 24(أبو يعرب المرزوقي، المغرب العربي، عدد 181، 15/12/1989)

 

(11) 

نذكر على على سبيل المثال حالة السادة خميس الماجري و المرحوم مبروك الزرن و محمّد الهادي الزمزمي الذي تمّت محاكمتهم طبق أحكام القانون المذكور.

 

(12)  الدكتور منصف بن سالم أستاذ محاضر في الرياضيات من مواليد سنة 1953 ببئر صالح من ولاية صفاقس، حاصل على ديبلوم مهندس أوّل في الصناعات الأليّة بباريس و دكتوراه في الفيزياء النظريّة 1976 و دكتوراه في الرياضيات بباريس 1980. شغل قبل إعتقاله المناصب التالية بتونس: مدير قسم الرياضيات  و مؤسّسه بجامعة صفاقس، عضو بالمجلس العلمي بنفس الجامعة، مشرف على البرمجة بجميع الفصول الجامعيّة، مؤسّس و رئيس نقابة التعليم العالي بصفاقس، عضو في لجنة الإنتداب بالوزارة . خارج تونس :مقرّر بمركزيّة الرياضيات ببرلين ألمانيا، مقرّر بمركزيّة الرياضيات بمتشيغان الولايات المتحدّة الأمريكيّة، عضو بالمركز الدولي للفيزياء النظريّة بإيطاليا التابعة لليونيسكو، مرسّم بإتحاد الجامعات الناطقة كليّا أو جزئيّا بالفرنسيّة في كيباك كندا.   

 

(13)  المرحوم الطيب الخماسي : تلميذ من سكان حي ابن خلدون توفي بسبب إستهدافه لرصاص أحد أعوان فرق حفظ النظام العام بجهة الرمانة الذي إدّعى أنّ المرحوم الخماسي الذي كان بصدد توزيع مناشير على المصلين أمام أحد المساجد رفض الإمتثال لأمر بالوقوف و حاول الفرار فاضطرّ لإطلاق الرصاص عليه لمنعه من الهروب علما و أنّ حملة الإيقافات و الإحالة على القضاء و مصادرة النشريّات شملت الكثيرين من غير الإسلاميّين مثلما حصل للأستاذ محمد رضا الأجهوري الأستاذ الجامعي و المحامي( انظر الملحق ص ص 162-164) الذي تمّت خلال شهر ماي 1990 مصادرة كتابه “الجريمة التشكيليّة واختلاس أموال الشعب في دولة القانون” كما تمّت إحالته يوم 14 ماي 1990 على قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس في القضيّة عدد 590/29994 بتهمة ثلب و شتم هيئات رسميّة و إدارات عموميّة و ذلك على إثر شكاية تقدّم بها أعضاء المجلس العلمي المضيّق لكليّة العلوم القانونيّة و السياسيّة و الإجتماعيّة بتونس و المكلف العام بنزاعات الدولة في حقّ وزارة التربية     و التعليم العالي و البحث العلمي.  انظر الملحق ص 25 (الفجر، العدد العاشر، 22/09/1990)

 

(14) 

انظر الملحق ص 26 (الفجر، العدد التاسع عشر، 24/11/1990).

 

(15)  يذكر المتابعون للشأن العام في تونس تواتر إلتجاء السلطة الحاكمة لقانون الصحافة و نصوصه الزجريّة لتبرير قمع المعارضين و تكميم الأفواه و مصادرة النشريّات و الجرائد و قد اتسمت الأحكام الصادرة بالشدّة المبالغ فيها (3 سنوات ضدّ المنصف بن سالم وعام سجنا ضدّ حمادي الجبالي و 6 أشهر ضد محمد النوري  ومحمد العكروت…) الملحق ص 26.

 

كما اتسمت هذه المرحلة من تاريخ البلاد ببعث لجان صلب وزارتي الثقافة و التربية مهمّتها مراجعة المنشورات و الكتب بما في ذلك التي سبق الترخيص بنشرها و ترويجها و تفحّصها و قد آلت أعمالها إلى مصادرة العديد من النشريّات و الكتب و سحبها من المكتبات و الأسواق و قد اشتهرت هذه اللجان بلجان محاكم التفتيش بقيادة أنس الشابي و حمادي بن جاب الله و قد تزامن كل ذلك مع اشتداد حملات السبّ والتجريح التي شنّتها السلطة ضدّ معارضيها بواسطة بعض الصحف و الأسماء التي تختصّت في مثل تلك الحالات (مثل جريدة الإعلان وعبد العزيز الجريدي وأنس الشابي والمنصف قوجة والحبيب بن محرز وسفيان بن فرحات وزهير الذوادي ومحمد محفوظ و المنصف عاشور…) و قد استقطبت قضيّة الكاسيت التي نسبتها جريدة الإعلان للأستاذ عبد الفتاح مورو أنظار الرأي العام و الطبقة السياسيّة خاصّة بعد أن انتقل الجدل حولها إلى ساحات المحكمة التي أذنت في جلسة حضرها العشرات من المحامين بحجز الكاسيت و تنظيم جلسة استماع بمكتب رئيس الدائرة بحضور ممثلين عن كلّ أطراف القضيّة و نهاية تلك المحاولة لتسميم الأجواء و توتيرها و موقف المنظمات  و الأحزاب الوطنيّة منها معلومة للجميع و لا يحتاج أحد لتفصيلها

…    

 

حملة القمع تنطلق بمجزرة في المركب الجامعي

 

وبعد أن اعتبر البعض في إفراد العناصر القيادية للحركة بتتبع مستقل عن التتبعات الجارية في قضية باب سويقة مؤشرا على ثبوت انعدام أية علاقة مباشرة لهم بالحادثة من ناحية وعلى اتجاه الأحداث نحو حد أدنى من التهدئة ومحاصرة كل دفع نحو اتساع رقعة الإيقافات والتعامل مع كل حادثة وملف على حدة… يذكر البعض الآخر أن إقالة المرحوم عبد الحميد بالشيخ من منصبه على رأس وزارة الداخلية أجهض التمشي المذكور ليدفع نحو حملة أمنية أشمل انطلقت بإتخاذ عبدالله القلال (الذي لم يمض على تعيينه وزيرا للداخلية إلا فترة قصيرة) بتنسيق مع وزير التربية و التعليم آنذاك يوم 29/03/1991 لقرار بتعليق نشاط المنظمة الطلابية “الاتحاد العام التونسي للطلبة” و غلق محلاتها(16) بدعوى أنّها حادت عن الأهداف المرسومة لها وخرقت بنشاطها أحكام قانون الجمعيّات و نظرا لأنّ المشرّع اقتضى أنّ قرار تعليق النشاط من طرف وزير الداخليّة لا يمكن أن يتجاوز خمسة عشر يوما إلتجأت وزارة الداخليّة لاستصدار إذن على عريضة من المحكمة الإبتدائيّة بتونس في ما سمّته “التمديد في قرار تعليق النشاط”(17) و قد استجاب القضاء طبعا لذلك الطلب أو الأمر بموجب الإذن عدد 47251 بتاريخ 10/4/1991 و الذي تمّ إعلام الإتحاد به يوم 12/04/1991 بواسطة عدل التنفيذ الأستاذ محمد عادل كريشان(18) بالمقرّ الكائن بنهج أصفهان عدد 7 باردو والحال أنّ الإتحاد إختار قبل ذلك التاريخ مقرّا جديدا كائنا بعدد 32 نهج شارل ديقول تونس و قد تمّ إعلام وزارة الداخليّة طبق القانون بالمقرّ الجديد و من غريب الصدف أنّ مقرّ الإتحاد كائن في نفس العمارة التي يباشر فيها عدل التنفيذ الذي وجه محضر الإعلام عمله علما و أنّ عدل التنفيذ المذكور لم يتوجّه بعد الإعلام لتنفيذ قرار تعليق النشاط و غلق المحلات صحبة أعوان البوليس للمقرّ الكائن بباردو بل توجّه للمقرّ الكائن بـ32 نهج شارل ديقول وهو ما يكشف عن رغبة مسبقة في التفويت على الإتحاد فرصة الطعن في القرار والدفاع عن مصالحه.

 

و بتاريخ 26/04/1991 و بمناسبة القضيّة الإستعجاليّة (من ساعة إلى أخرى) المنشورة بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس تحت عدد 89916 اتخذ القاضي محمد جمال مطيمط قرارا قضى “استعجاليّا بتعليق نشاط الجمعيّة المطلوبة و غلق المحلات التابعة لها إلى أن يقع البتّ في القضيّة الأصليّة عدد 75816…(19)” و قد صدر القرار الإستعجالي المذكور في غياب “الإتحاد” الذي تعمّدت وزارة الداخليّة و عدل التنفيذ المكلف بالتبليغ استدعاءه في غير مقرّه حسبما يفيد ذلك محضر الإستدعاء المضمّن بمكتب عدل التنفيذ المشار إليه تحت عدد 4738(20).

 

و يذكر المحامون ما حصل في الدائرة المدنيّة الثانية بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس برئاسة فائزة الزرقاطي(21) إذ حضر عدد من المحامين يوم 4/07/1991 و أعلنوا نيابتهم عن الإتحاد في القضيّة عدد 75816 وطلبوا التأجيل للإطلاع و الجواب على الدعوى فقرّرت المحكمة تأخير النظر في القضيّة ليوم 8/07/1991 وهو أجل يدلّ على قرار مسبّق بسرعة فصل الدعوى و بتاريخ الجلسة المذكورة قدّم العميد محمد شقرون(22) جوابه عن الدعوى و أعلن عدد آخر من المحامين نيابتهم و طلب ممثل المكلف العام بنزاعات الدولة التأخير للإطلاع و الردّ فما كان من رئيسة المحكمة (ودون صرف القضيّة للمرافعة طبق أحكام مجلة المرافعات المدنيّة      و التجاريّة) إلا أن حجزت القضيّة للمفاوضة إثر الجلسة لتصدر حكما بحل الإتحاد في وقت قياسي لم يتجاوز الأربعة أيام.

 

 و إثر صدور القرار المذكور تعمّدت السلطة تصعيد الأوضاع في الجامعة بإقدامها على محاصرة أنشطة الإتحاد و تتبّع قياداته و كوادره و تكثيف وجود البوليس بالحرم الجامعي      و التضييق على التحرّكات و الأنشطة الطلابيّة و منع الإجتماعات العامّة و قد استغلّت السلطة تنظيم الطلبة لتجمّعات عامّة في المركّب الجامعي يوم 8/05/1991 احتجاجا على قرار تعليق نشاط الإتحاد و على حصار الكليّات لتدفع بالمئات من الأعوان المدجّجين بالأسلحة و الآليّات   و الكلاب المدرّبة لمهاجمة الكليّات و إطلاق الرصاص على الطلبة و في أماكن قاتلة في سابقة لم تعرف لها الجامعة التونسيّة مثيلا و قد تسبّب الهجوم المذكور في استشهاد طالبين أصيبا بالرصاص على مستوى الرأس و القلب و هما الشهيدان عدنان بن عبد الرزاق بن سعيد المولود في 19/05/1970 بفطناسة من ولاية قبلي و الذي كان تاريخ الواقعة يزاول تعليمه العالي بالسنة الأولى بكليّة العلوم بتونس و أحمد العمري من مواليد 23/01/1966 بقلعة سنان من ولاية الكاف و الذي كان يزاول تعليمه بالسنة الرابعة بالمدرسة القوميّة للمهندسين كما تسبّب الهجوم المذكور في إصابة العشرات بالرصاص إصابات متعدّدة و في أماكن قاتلة مما استوجب نقلهم لأقرب المستشفيات مثلما هو الحال بالنسبة للطالب بوبكر القلالي (من مواليد 1968)     و مراد البدوي (من مواليد 1970) و سالم المهيري ( من مواليد 1968) الذين احتفظ بهم في قسمي الإنعاش بمستشفى شارل نيكول و المعهد القومي لجراحة الأعصاب لإصابتهم بالرصاص في الرأس و العين و قفص الصدر(23)… و غيرهم كثر كما تسبّب الهجوم المذكور في إيقاف المئات من الطلبة و حرمانهم من حقّهم في الدراسة و إجراء الإمتحانات علما و أنّ السلطة التونسيّة حاولت لتبرير الهجوم المذكور بادّعاء أنّه كان ردّا على هجوم مسلّح استهدف مراكز الأمن الجامعي.

 

و الغريب أنّ محاضر الحجز المحرّرة من طرف أعوان الأمن(24) كشفت حقيقة الموقف إذ انحصر ما ادّعى أعوان الضابطة العدليّة حجزه في عدد من قضبان الحديد و قطعة من الخشب و سطل قديم مملوء بالحجارة و عدد 3 بلوزة بيضاء و جمازتان و مريولان و جيب للنساء و فولارة و زنار فلسطيني و محفظات مدرسيّة و 3 قوارير بها بقايا مواد حارقة      و فتيل زجاجة مولوتوف و لكلّ عاقل أن يقدّر خطورة ما يمكن أن يرتكبه الطلبة بمثل ذلك المحجوز ضدّ المئات من أعوان البوليس المدجّجين بالأسلحة و العتاد و الكلاب المدرّبة كما أنّه لكلّ عاقل أن يستنتج ما يجب إستنتاجه من نوعيّة المحجوز (محفظات بها أدوات مدرسيّة… زنار فلسطيني… جمازات… بلائز بيضاء يرتديها الطلبة عند دخول المخابر… جيب للنساء… فولارة غطاء للرأس…) كما أنّه لكلّ عاقل أن يقدّر خطورة مثل هذه الأدوات و الأسلحة لو استعملت فعلا ضدّ السيارات المصفّحة و فرق حفظ النظام (Bop) و التدخّل السريع (Big)    و لكلّ عاقل أن يتساءل عن مصداقيّة ما روّجت له وسائل إعلام السلطة و رموزها و التي برّرت عمليّات القتل بالرّصاص الحيّ في ساحات الكليّات و مدارج العلم باتّهام الطلبة بشنّ هجوم مسلّح على مراكز الأمن الجامعي كما أنّه لكلّ عاقل أن يبحث في أيّ صنف من الأسلحة الفتّاكة يمكن إدراج محفظة الطالب و أدواته المدرسيّة و غطاء رأس الطالبة و الزنّار الفلسطيني…؟؟؟(25

 

    و قد تزامن الهجوم على المركب الجامعي بمداهمة الكليّات و الأحياء و المطاعم الجامعيّة ليلا و نهارا من ذلك مداهمة المطاعم الجامعيّة بالمركّب الجامعي و بوشوشة و الرابطة يوم 6/06/1991 كمداهمة الحيّ الجامعي برأس الطابيّة و بميتوالفيل و 2 مارس بأريانة و ابن خلدون و بن عروس في ساعات متأخرة من ليلة يوم 8/06/1991 علما و أنّ بعض الكليّات   و المطاعم و المبيتات استهدفت للمداهمة مراّت عديدة رغم انطلاق إمتحانات نهاية السنة في العديد من المؤسّسات الجامعيّة و قد تسبّبت المداهمات المذكورة في إصابة و إيقاف عشرات الطلبة و إجبار المئات منهم على مغادرة الأحياء و المبيتات الجامعيّة كما تسبّبت في حرمانهم من حقّهم في اجتياز الإمتحانات و عوض تتبّع و محاكمة من أطلق الرصاص على الطلبة فتسبّب في قتل طالبين و جرح العشرات أحيل الطلبة الموقوفون – و عدد أكبر اعتبروا في حالة فرار – (الذين كان من بينهم مبروك بن سليمان و شكري الهاشمي و مباركة المشنتل و هادية الزاراطي و رضوان القنيشي و رفيق العايش و عبد القادر الجبالي و بوبكر القلالي و مراد البدوي (طلبة بكليّة العلوم بتونس) و نور الدين الحمدي و رياض بن يخلف و رشيد بن علي  و معز الزاوي و شافي التريكي و فيصل التبرسقي و عادل بن بوزيد و المنصف بوزيان      و سامي داود و ابراهيم بن عمر (طلبة بالمدرسة القوميّة للمهندسين) و شكري بدري (طالب بالمعهد الأعلى للشغل) و سالم المهيري (طالب بالمعهد التكنولوجي للفنون و الهندسة المعماريّة…) على قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس في القضيّة عدد 63038 بتهم التجمهر المسلح الذي لم يشتّت إلا باستعمال القوّة و التحريض على ذلك و الإضرار بملك الغير و القتل عمدا مع سابقيّة الإضمار و المشاركة في العصيان و الدعوة إليه… إلخ(26) . 

 

و قد فوجئ الرأي العامّ في ما بعد و تحديدا يوم 22/05/1991 بإعلان عبد الله القلال في ندوة صحفية عقدها للغرض إكتشاف مصالح الأمن لمخطط لقلب نظام الحكم بمشاركة عسكريين من مختلف القطاعات والرتب فعاشت البلاد حملة مداهمات وإيقافات بلغت أوجّها بما سجّلته العديد من المنظمات الإنسانية من اعتقالات طالت الآلاف من النساء والرّجال… كان من بينهم الشيخ الطاعن في السن… والتلميذ الذي لم يبلغ بعد الخمسة عشر ربيعا(27) والمعاق المقعد العاجز عن الحركة تماما وذلك في سابقة اتفق الكثيرون أنّها لم يشهد لها تاريخ البلاد التونسية مثيلا… ويذكر العديد ممّن شهدوا تلك المرحلة أنّ ما استعمل من إجراءات بحث وتحقيق استثنائية عبّد الطريق نحو تنظيم محاكمة إستثنائية كما يذكر العديد من مناضلي حقوق الإنسان والجمعيّات والمنظّمات المختصّة أنّ المئات من المحكوم ضدّهم في قضايا هذه الحملة ما زالوا بصدد قضاء العقوبة في ظروف لا إنسانية ومهينة(28).

 

——————————————————————————–

 

(16

انظر الملحق ص ص 27-29 (قرار وزير الداخليّة بخصوص إتحاد الطلبة)

 

(17)  انظر ملحق ص ص 30-31 (مطلب في إذن على عريضة)

 

(18)  انظر ملحق ص 32 (محضر إعلام)

 

(19)  انظر ملحق ص ص 33-35 (حكم إستعجالي)

 

(20)  انظر الملحق ص 36 (محضر إستدعاء)

 

(21)  مباشرة إثر صدور الحكم ضدّ الإتخاد تمّ تكريم فائزة الزرقاطي و توسيمها من طرف رئيس الدولة.

 

(22)  انظر الملحق ص ص 37-38 (وثيقة دفاع)

 

 (23)  انظر الملحق ص ص 39- 40

 

(24)  انظر الملحق ص ص 41-42

 

(25)  نفس الملحق السابق

 

(26)  انظر الملحق ص ص 43-45

 

(27)  انظر الملحق ص 10

 

(28)  انظر الملحق ص ص 46 –48 (تقرير منظّمة العفو الدوليّة)

 

 

السجون تتحول إلى مراكز للتنكيل المتعمّد و القتل البطيء

 

جاء في المادّة 10 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة و السياسيّة ما يلي :

يعامل جميع المحرومين من حريّتهم معاملة إنسانيّة تحترم الكرامة الأصيلة

 

تذكر العديد من التقارير الإعلامية أن من المحكوم عليهم في هذه القضية من أمضى أكثر من أثنى عشرة أعوام كاملة وبدون انقطاع في عزلة تامة عن بقية المساجين محروم من التمتّع بما يخوّله له قانون السجون و ممّا هو مسموح به لغيره مثل جهاز التلفزة و مطالعة الجرائد في حين يعاني آخرون من إستهدافهم لأحكام و عقوبات متعدّدة من أجل اتهامهم بارتكاب نفس الأفعال بما مثّل خرقا فاضحا لقاعدة اتصال القضاء التي تمنع محاكمة البشر من أجل نفس الفعلة مرّتين. كما اشتكى الكثيرون من استمرار إيقاف العشرات رغم قضائهم العقوبات الصادرة ضدّهم(29) وهي حالات تعرّضت لها تقارير مفصّلة أصدرتها جمعيّات و المنظّمات الإنسانيّة    و الحقوقيّة من مثل منظّمة العفو الدوليّة و المجلس الوطني للحريّات بتونس. و الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان و يذكر الجميع أنّ إدارة السجون لم تكتف بفرض العزلة على البعض بل حرمت المساجين الإسلامييّن من التمتّع بالحقوق التي يضمنها القانون لكلّ السجناء إذ أخضعتهم إلى إجراءات خاصّة في كلّ شأن من شؤونهم فمنعت عليهم مشاركة غيرهم حتّى الحديث و الأكل كما منعت عليهم مطالعة الجرائد و إدخال ما يحتاجونه من كتب دينيّة أو علميّة كما حدّدت سقفا أقصى لما هو مسموح لهم به من تأمين مال بخزينة السجن و ضبطت مبلغا لا يكفي لتوفير حاجياتهم كما حرم التلاميذ و الطلبة من حقهم في مزاولة التعليم و إجراء الإمتحانات في حين يتباهى النظام الحالي بحصول بعض المساجين على شهادات علميّة بعد السماح لهم من اجتياز الإمتحانات علما و أنّ العديد من قدماء المساجين السياسيّين حصلوا على شهادات عليا في مجالات تخصّصهم في السجن. و يذكر المساجين و عائلاتهم أنّ إدارة السجن تعمّدت التعدّي على حقوقهم في التعبّد حسب قناعاتهم الدينيّة من ذلك تحجير المصاحف في أحيان كثيرة و منع كتب التفسير و منع الصلاة الجماعيّة و إقامة صلاة الصبح في وقتها و معاقبة كلّ من يرفض الإذعان لتلك القرارات كما يذكر العديد منهم ما يتعرّضون له من إهانات و اعتداءات عند كلّ نقلة من سجن إلى آخر و عند كلّ عمليّة تفتيش للغرفة(30) علما أنّ الإدارة كثيرا ما تتعمّد إخضاع المساجين إلى الإعتداءات بالضرب و بواسطة كلاب مدرّبة و بالعزلة مقيّدين في ظروف لا إنسانيّة كما تتعمّد إخضاعهم للتعذيب بسبب أو دونه و قد انجرّ عن ذلك وفاة البعض منهم في ظروف مشبوهة حتّى تحوّلت السجون التونسيّة حسب بيان لمركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة(31) إلى مراكز للتنكيل بالمساجين بغاية تدميرهم جسديّا و معنويّا و قد تمّ تسجيل العديد من حالات الوفاة داخل السجون نتيجة التعذيب و الإهمال الصحّي(32) كما سجّل إصابة عدد كبير بأمراض مستعصية و قاتلة مثل السرطان و التهاب الكبد و السلّ و العجز الكلويمثل ما جاء تفصيل ذلك صلب تقرير المجلس الوطني للحريّات بتونس لسنة 2001.

 

 و يعتقد الكثيرون أنّ المساجين السياسيّين يستهدفون لعمليّة قتل بطيء متعمّدة       و مخطّط لها يلعب فيها الإطار الطبّي و شبه الطبّي في السجون دورا خطيرا جدّا و يخشى الكثيرون أن تكون ظاهرة الإصابة بأمراض مستعصية و فتّاكة نتيجة حتميّة للسياسة المذكورة خاصّة أمام استفحال هذه الظاهرة و رفض السلطة تقديم تفسير مقنع لذلك كرفضها نشر نتائج التحاليل الطبيّة و عمليّات تشريح بعض المتوفّين لكشف الأسباب الحقيقيّة للوفاة إلى درجة أنّ لا أحد غير السلطة يعلم إلى حدّ هذه الساعة أسباب وفاة المرحومين عبد الوهاب البوصاع  و الأخضر السديري الردّادي و قد رفضت السلطة دائما السماح لمراقبين محايدين بزيارة السجون للإطلاع على أوضاع السجناء وهو ما يجعل من العمل على تحقيق ذلك المطلب مهمّة عاجلة و ضروريّة حماية لأرواح مئات البشر.

 

سياسة الاستثناء تحرم المسرحين من العمل و العلاج

 

 يذكر الجميع أنّ محنة المساجين و عائلاتهم لم تنته بقضاء العقوبة و مغادرة السجن بل استمرّت بعد ذلك إذ اتخذت السلطة من عقوبة المراقبة الإداريّة (عقوبة تكميليّة) غطاء لاستمرار الضغط على المسرّحين و عائلاتهم و ذلك باستباحة مداهمة المنازل في كلّ الأوقات ليلا و نهارا بدعوى التثبّت من وجود المحكوم عليه كإجبارهم على الحضور و الإمضاء يوميّا  و في مراكز متعدّدة تصل بالنسبة للبعض إلى الأربعة و هي مراكز غالبا ما تكون في أماكن متفرّقة و بعيدة عن بعضها البعض كما أجبر البعض على الحضور بالمراكز المذكورة و الإمضاء في حصّتين واحدة صباحا و الثانية بعد الزوال وهو ما حمّل المعنيّين بالعمليّة أتعابا و مصاريف كبيرة و يتعرّض كلّ من تعذر عليه الحضور لسبب أو لآخر للإيقاف و التهديد و الإهانة و الإعتداء بالعنف و حرم العديد منهم حتّى من بطاقات التعريف الوطنيّة كما استحال على المسرّحين مباشرة أيّ عمل لتوفير حاجيّاتهم و حتّى من نجح منهم في العثور على أيّ شغل كان عرضة للملاحقة و المضايقة كما تعرّض كلّ من ينتدب واحدا من المحكوم عليهم للعمل بمؤسّسته أو ضيعته أو محله للمتابعة و التهديد وهو ما أجبر الكثيرين على تسريح من إنتدبوه و طرده من العمل خوفا من تبعات مخالفة تعليمات إدارة أمن الدولة هذا و يذكر الكثيرون كيف تحوّلت المراقبة الإداريّة إلى عمليّة حبس في سجن مضيّق ممّا اظطرّ العديد منهم إلى مغادرة البلاد خلسة بدون وثائق و الإتجاه نحو أقطار غربيّة منحتهم اللجوء السياسي و قد كان مصير كلّ من اظطرّ إلى مخالفة تعليمات الأمن للإيقاف و السجن بتهمة مخالفة قرار المراقبة الإداريّة مثل ما كان الشأن بالنسبة لكلّ من محمّد علي البدوي و سعيد بن سعيد و علي بن سالم في قبلي و محمد الطاهر الكحيلي و حمدي الزواري في تونس و عبد الله الزواري في مدنين و عبد الكريم الزمني ببن عروس الذي أوشك على إنهاء عقوبته التكميليّة (5 سنوات مراقبة إداريّة) و في آخر أسبوع له من الخمس سنوات حضر إلى مركز الحرس للإمضاء في غد اليوم المحدّد فلم تقبل إعتذاراته و أحيل على القضاء الذي حكم عليه بـ15 يوما سجنا نافذة(36) كما عمدت بعض مناطق الشرطة في بعض المناسبات لإحتجاز كلّ الذين أطلق سراحهم في دوائرها طوال يوم و أكثر بدون سبب قانوني في حين منع العديد من الطلبة الذين أنهوا العقوبة المحكوم بها ضدّهم من الترسيم و الدراسة بدون مبرّر قانوني مثلما هو الشأن على سبيل المثال بالنسبة للسادة عبد اللطيف المكي الأمين العام الأسبق للإتحاد العام التونسي للطلبة الذي منع لسنوات من إنهاء تربّصه في الطبّ(37) و عبد المجيد الزار و شكري الكنزاري و محمّد علي الجويني و مراد بركة و غيرهم كثير في حين حرم آخرون من حقّ المشاركة في المناظرات الوطنيّة و حتّى من سمح له بالمشاركة و اجتاز الإمتحان الكتابي بامتياز سرق منه نجاحه مثلما حصل للعديدين في مناظرات الإلتحاق بالقضاء و المحاماة و عدول التنفيذ و المدرسة القوميّة للإدارة حتى أضحى من المعلوم عند الجميع أنّ الإعلان على نتائج المناظرات الوطنيّة يخضع لمراقبة مباشرة من طرف إدارة الإستعلامات بوزارة الداخليّة التي لها وحدها حقّ الرفض أو القبول كما يذكر جميع المتابعين للشأن العام في تونس أنّ العديد من المواطنين تضرّروا ضررا فادحا بسبب قرابتهم الدمويّة ببعض المحكوم عليهم إذ تعمد السلطة في إطار سياسة العقوبات الجماعيّة التي تنتهجها و تنفذها إلى عزل الكثيرين من الوظيف بدعوى ” سوء السيرة و السلوك” أو “لأسباب أمنيّة” و ذلك بسبب علاقتهم بأحد المحكوم عليهم مثلما هو الحال بالنسبة لشقيق خالد الربعي و غيره كثير كما تعمد السلطة إلى رفض الرضوخ و الإذعان لأحكام المحكمة الإداريّة القاضية بإلغاء قراراتها التعسفيّة بعزل عشرات المواطنين و حرمانهم من حقّهم في الشغل بدون موجب قانوني و لأسباب سياسيّة و لقد أمعن نظام الحكم في فرض العقوبات الجماعيّة في حقّ عائلات المساجين حتى وصل به الأمر حدّ حرمان أبناء المساجين من التمتع بحقّهم في الحصول على المنحة و السكن الجامعيين بامتناع المعتمديات عن تمكينهم من الشهادات الإدراية اللازمة لتكوين ملفهم كما حرم آخرون من الأبناء و الآباء و الأمهات و الزوجات و الأصهار و الأقارب من حقّ العلاج و التداوي و السفر بامتناع السلط الإداريّة عن تمكينهم من الوثائق اللازمة للحصول على جوازات سفر و بطاقات العلاج التي تخوّل لهم ارتياد المستشفيات في حين حرم البعض من حقّهم في بطاقة التعريف الوطنيّة وهي وثيقة ضروريّة لقضاء أيّة حاجة بما في ذلك زيارة المساجين و حتى من تسبّب التعذيب في محلات وزارة الداخلية في إصابته بإعاقة دائمة يحرم من حقّ الحصول على بطاقة معاق وهي بطاقة تخوّل له التمتّع ببعض الإمتيازات البسيطة مثلما هو الشأن بالنسبة للسجين السياسي السابق علي الحيدري.

 

 إنّ خرق أحكام الدستور و أحكام القوانين الجاري بها العمل و القواعد الإجرائيّة الأساسيّة كانت إحدى سمات العشريّة الماضية من تاريخ البلاد و التي تعطّل فيها تنفيذ قاعدة إتصال القضاء ليحاكم البشر من أجل نفس الفعلة مراّت عديدة كما تعطّل تنفيذ قاعدة شخصيّة الجرائم و العقوبات ليحلّ محلّها التتبّع و العقوبات الجماعيّة في أبشع مظاهرها كما تعطّل العمل بالأحكام المتعلقة بانقراض الدعوى و سقوط العقاب بمرور الزمن تحت ستار إعتبار جريمة الإنتماء لجمعيّة غير مرخّص فيها جريمة مستمرّة لا تنقضي بمرور الزمن و قد توّج مسلسل التعدّي على أحكام الدستور و القوانين بتعمّد الإدارة حجز و إيقاف بعض المحكوم عليهم خارج إطار القانون و دون إذن القضاء بعد قضائهم العقوبة المحكوم بها ضدّهم و يمكن لمن يستهدف للحجز المذكور قضاء مدّته داخل مراكز الإعتقال و الإيقاف أو داخل بعض السجون  و يذكر الكثيرون على سبيل المثال حالة السيدّ سمير ديلو الذي إستهدف للإيقاف بعد قضاء العقوبة و قد قضى المدّة الإضافيّة متنقلا من مركز إيقاف إلى آخر كما يذكر المحامون و تقارير المجلس الوطني للحريّات بتونس حالة السجين خالد بن عمر الربعي الموقوف منذ 30/05/1997 و الذي أصدرت الدائرة الجنائيّة بمحكمة الإستئناف بصفاقس بمناسبة القضيّة المرسّمة تحت عدد 8672 ضدّه حكما بالسجن لمدّة أربعة أعوام و رغم إنقضاء العقوبة المحكوم بها ضدّه ما زال خالد الربعي موقوفا بدون وجه حقّ

 

 كل هذا وغيره كثير ممّا لا يتّسع المجال لذكره يجعل من الضروري بعد مرور عقد كامل على صدور الأحكام في هذه القضية التاريخية والاستثنائية أن يعلم الجميع حقيقة ما حصل وما يحصل يوميا و نحن في الجمعيّة الدوليّة لمساندة المساجين السياسيّين إذ نقدّم هذا العمل الذي نبسط فيه بعض الحقائق ونستعرض فيه البعض مما حدث ويحدث فذلك ليس من باب التشهير ولا الدعاية بل لاعتقادنا أنه من حق من لم يعش تلك المرحلة من تاريخ شعبنا (لسبب أو لآخر) أن يعلم الحقيقة بكل موضوعية وتجرد بعيدا عن كل تهويل أو تقزيم حتى يستخلص العبر ويساهم من موقعه في تجاوز مخلفاتها وآثارها و في العمل على عدم تكرارها حتى لا يظلم أحد بعد ذلك وحتى تكون تونس لكل التونسيين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والعقائدية بما يخلص بلادنا من شبح ما حصل انطلاقا من شهر نوفمبر 1990 تاريخ انطلاق الأبحاث الاستثنائية في هذه القضية.

 

——————————————————————————–

 

(29) 

نذكر كمثال فقط حالات السادة مصطفى العرفاوي و خالد الربعي و نبيل النوري و رضا السعيدي ولطفي العمدوني و شكري بحريّة و علي الصمدي و محمّد طاهر الغيضاوي و يوسف النوري على أنّ وضعيّة السيّد الحبيب اللوز تعتبر مثالا نموذجيّا لخرق قاعدة إتّصال القضاء إذ لم تمنع محاكمته من طرف المحكمة العسكريّة إحالته على أغلب المحاكم في البلاد من محكمة بنزرت (القضيّة عدد 79111 بتاريخ 7/05/1992) حتى محاكم قابس  و صفاقس مرورا بمحاكم الكاف و تونس (القضيتين عدد 491/51356 بتاريخ 15/06/1992 و 69221 بتاريخ 5/02/1993).

 

(30)  انظر شهادتي السادة علي الإصبعي وعبد الكريم المطوي

 

(31)  انظر الملحق ص ص 49 – 51

 

(32)  انظر الملحق ص 12 (قائمة المتوفّين في السجون)

 

(36)  انظر ملحق ص 16 (قائمة ضحايا المراقبة الإداريّة)

(37)        انظر شهادة السيد عبد اللطيف المكيّ


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 نج المختار عطية تونس

الرئيس الشرفي المرحوم العميد محمد شقرون

خبر عاجل

ادارة مستشفى جرجيس ترفض قبول عبدالله الزواري

بقسم امراض القلب والشرايين

علمت الجمعية الدولية على الساعة السابعة ونصف من مساء اليوم أن ادارة مستشفى جرجيس رفضت قبول اقامة  السيد عبدالله الزواري بقسم امراض القلب والشرايين بعد اذن له بذلك من طرف الطبيب المختص ورغم تعكر حالته الصحية الامر الذي استوجب الابقاء عليه بالقسم الاستعجالي اين مازال يتلقى العلاج الى حد الساعة الثامنة والربع مساءا

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي تتابع الحالة عن كثب تتعهد باعلام الرأي العام الوطني والدولي بالتطورات في الابان

تونس في 23/2/2005

عن الجمعية

الرئيس الاستاذ محمد النوري


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 نج المختار عطية تونس

الرئيس الشرفي المرحوم العميد محمد شقرون

نــــــــــــداء عــــــــــــــاجل

من أجل إنقاذ حياة عبدالله الزواري

 

تعكرت حالة السجين السياسي السابق الصحفي  عبدالله الزواري  بسبب الاضراب عن الطعام الذي شنه  منذ يوم 23/1/2005 مما اضطر افراد العائلةالتي تستضيفه الى نقله الى مستشفى جرجيس اين تم الاحتفاظ به بقسم امراض القلب والشرايين ويذكر بعض مرافقيه أن السيد الزواري يشكو من مشاكل في القلب اذ ارتفعت دقاته الى حد 120 في الدقيقة كما اضحى يشكو من ضيق التنفس والدوران والتعرق .

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :

 إذ تجدد مساندتها للسيد عبدالله الزواري تعبر عن عميق انشغالها على صحته وحياته

وتحمل السلط مسؤولية كل ما يمكن أن ينجر عن تجاهلها لمطالبه المشروعة والعادلة كما تدعو كل المنظمات والفعاليات الحقوقية والانسانية الى تحمل مسؤولياتها في انقاذ حياته  وافراد عائلته وحمايتهم من التنكيل والتمييز .

وتجدد الدعوة الى اعتبار يوم الخميس 24 فيفري 2005 يوم تضامن مع عبدالله الزواري وتيسير علوني وكل الصحفيين المحتجزين والى الاضراب الرمزي عن الطعام مساندة لهم .

تونس في 23/2/2005

عن الجمعية

الرئيس الاستاذ محمد النوري

 


لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية بتونس صائفة 1992 الرئيس المؤسس المرحوم الاستاذ العميد  محمد شقرون الهاتف 125 247 71 – 762 344 98 – 293 359 98

أنــــــقـــــذ وا عبدالله الزواري

علمت اللجنة أن ادارة مستشفى جرجيس رفضت قبول الصحفي عبدالله الزواري بقسم امراض القلب والشرايين  وقد فوجىء مرافقوه عندما غادروا المشتشفى على الساعة السابعة والنصف تقريبا من مساء هذا اليوم ببعض اعوان المستشفى يلتحقون بهم ويعلمونهم بقرار الرفض المذكور بدون بيان الاسباب رغم اذن الطبيب المختص بقبوله وتردي حالته الصحية وهو ما فرض الابقاء على عبدالله الزواري دون علاج جدي يتماشى ووضعيته الصحية في القسم الاستعجالي بالمستشفى المذكور وقد اضطر مرافقوه الذين من ضمنهم مضيفته العجوز الطاعنة في السن ( 80 سنة ) والمناضل السيد زكرياء الماقوري الى البقاء في العراء بالمستشفى لمتابعة حالته وخوفا من أن يتعرض السيد الزواري الى مكروه وذلك بعد أن قاموا باشعار عدد من الاطراف المعنية بالجهة ومن ضمنهم السيد صلاح الوريمي رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بمدنين واللجنة اذ تعبر عن استنكارهاها لسلوك ادارة المستشفى المخالف لكل الاعراف والقوانين والواقع تحت طائلة القانون الجنائي تدعو السلط الى التدخل العاجل لوضع حد لهذا التصرف اللاإنساني الذي يمس من سمعة البلاد ويهدد حياة بشر كما تدعو الفعاليات الحقوقية والانسانية والسياسية بجهة مدنين وفي مقدمتها رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالتدخل العاجل والفوري لمعاينة الحالة والقيام بما يلزم قبل فوات الاوان .                                           تونس في 23/2/2005 الساعة التاسعة مساءا عن اللجنة الرئيس
 الاستاذ محمد نجيب الحسني  


          لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية بتونس صائفة 1992

الرئيس المؤسس المرحوم الاستاذ العميد  محمد شقرون

الهاتف 125 247 71 – 762 344 98 – 293 359 98

دفاعا على حق الصحفي عبدالله الزواري في الحياة

.ان لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية بتونس صائفة 1992 امام وأمام تدهورالخطير للحالة الصحية للسجين السياسي السابق الصحفي عبدالله الزواري وبعد نقله الى قسم الاستعجالي بمستشفى جرجيس اين خضع لفحوص اولية اضطرت الاطباء المباشرين له الى الاحتفاظ به في قسم امراض القلب والشرايين تعبر عن انشغالها العميق لما وصلت اليه الوضعية الصحية للسيد عبدالله الزواري وخشيتها من أثار محتملة والغير قابلة للعلاج لاضراب الجوع الذي يصر على مواصلته منذ يوم 23 جانفي 2005

تجدد وقوفها اللامشروط مع عبدالله الزواري وعائلته في نضالهم المشروع من اجل احترام حقه في الحياة كما تجدد الدعوة الى اعتبار يوم الخميس 24 فيفري 2005 يوم مساندة لعبدالله الزواري ولكل الصحافيين المحتجزين في تونس واسبانيا والعراق

تحمل السلطة التونسية مسؤولية ما ينجر عن إصرارها على التعامل مع مطالب عبدالله الزواري المشروعة على خلاف قوانين البلاد والمواثيق الدولية .

وتدعوها الى انهاء معاناته ووضع حد للتنكيل  به وبعائلته .

عن اللجنة الرئيس الاستاذ محمد نجيب الحسني


بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الله الزواري ينقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة

علمنا للتو (الرابعة بعد الظهر من يوم الاربعاء  23 فيفري 2005) أن الحالة الصحية للصحفي عبد الله الزواري الذي يشن إضرابا عن الطعام منذ شهر للمطالبة بإنهاء قرار النفي (بعيدا عن عائلته بـ 500 كلم) الذي يتعرض له منذ ثلاث سنوات قد شهدت تدهورا خطيرا نقل على إثره إلى المستشفى. وقد نقل أحد المناضلين الملازمين له في إضرابه عن الطعام أنه بدا عاجزا عن الكلام ثم دخل في حالة غيبوبة وهو يرقد الآن في قسم العناية المركزة بمستشفى جرجيس حيث يحاول طاقم طبي إنعاشه وإجراء رسم للقلب.

نجدد مطالبتنا للسلطة بإنهاء هذه المأساة وندعو المنضمات الحقوقية والصحفية إلى بذل الجهد لإنقاذ حياة الزواري ورفع المظلمة عنه

23 فيفري 2005  الموافق ‏14‏ محرم‏، 1426

حركة النهضة بتونس

الشيخ راشد الغنوشي


بسم الله الرحمن الرحيم

نداء إلى الأخ عبد الله الزواري

تتابع قيادة حركة النهضة بانشغال شديد التدهور الخطير الذي أصاب صحة أحد رموز العمل الوطني الصحفي المناضل والسجين السياسي السابق عبد الله الزواري نتيجة مضي شهر على بدء إضرابه عن الطعام مطالبا بتمكينه من أبسط حقوقه الطبيعية وهو حقه في الالتحاق بعائلته في مقر سكناه الطبيعي وإنهاء حالة النفي القسري التي فرضت عليه منذ ثلاث سنوات. وقد بلغت حالته اليوم درجة خطيرة من التدهو تنذر باوخم العواقب خاصة مع إصرار السلطات الأمنية على منعه من البقاء في المستشفى لتلقي الفحوصات اللازم ومعاناته من أمراض مزمنة مثل السكري والقلب.

وإزاء هذه الوضعية المأساوية فإن حركة النهضة:

1-    تعبر عن تضامنها مع  الأخ عبد الله الزواري وتعاهده على المضي قدما في الدفاع عن قضيته حتى استرجاع حقوقه كاملة.

2-    تحمل السلطة المسؤولية القانونية والسياسية عن كل ما يمكن أن يصيب الأستاذ الزواري

3-     تتوجه بهذا النداء إلى كل صاحب ضمير إنساني وديني من مسؤولين سياسيين ودينيين وحقوقيين ومفكرين أن يبادروا إلى التدخل لدى رئيس الدولة التونسية لمناشدته الأمر بإيقاف المظلمة الصارخة التي يتعرض لها الصحفي عبد الله الزواري.

وحركة النهضة لا تملك وهي ترى واحدا من خيرة المناضلين في بلادنا يتعرض لخطة موت بطيء إلا أن تدعو الابن البارّ الأخ عبد الله الزواري إلى أن يتوقف فورا عن إضرابه عن الطعام التزاما بتعاليم الإسلام ورأفة بصحته وبعائلته وإخوانه.

كما تجدد عهدها للأخ العزيز ولأسرته المناضلة وللآلاف من إخوانه أنها لن تدخر جهدا في الدفاع عن قضيتهم حتى يستعيدوا حقوقهم كاملة وتشرق شمس الحرية على الخضراء . “وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم”

23‏ فيفري‏، 2005 الموافق ‏14‏ محرم‏، 1426

حركة النهضة بتونس

الشيخ راشد الغنوشي


لجنة المحامين  النائبين  أمام المحكمة العسكرية-  أوت 1992 –

الرئيس المؤسس  : المرحوم العميد محمد شقرون .

    نهج 8 جويلية  – 7100 الكاف

      هـ : 78.204.600 ؛ 71.247.130

محمول : 98.344.762 ؛ 98.359.293

  الكاف في : 23/02/2005

 

نظر القـاضي الإستعجالي بالمحكمة الإبتدائية بتونس صبيحة يوم 21/02/2005 في طلب رفعته إليـه تعاونبة التأمين للتعليم بواسطة الإستاذ عبد اللطيف مامغلي ، رسم تحت  عدد 30916 ، بغية إخراج الأستــاذ عبد الرؤوف العيادي  المحامي من مكتبـه لإنهاءها  مدة الكراء  له ، حيث أجل النظر في  القضية ليوم 07/03/2005 .  حال أن علاقة الأستاذ العيادي  مع مسوغته المذكورة  كانت على إمتداد ثلاثة عشر عاما على أحسن وجه ولم يتأخر أبدا عن دفع عائدات الكراء.

و الغريب أنه في ذات الوقت الذي ترفع فيه مالكة  العمارة قضية في خروج الأستاذ العيادي تعرض للكراء منذ مدة بعض المكاتب الأخرى الشاغرة في عمارتها.

و لقد حضر لنيابته  عديد  الزملاء على رأسهم العميد الأستاذ  الصيد فيما تابع الجلسة عديد عناصر البوليس السياسي .

 

وإن لجنة المحامين  النائبين  أمام  المحمة العسكرية – أوت  1992 – تعتبر أن هاته القضية تندرج ضمن سلسلة الإعتداءات و المضايقات التي تستهدف النيل من الزميل الأستاذ العيادي  ؛ إذ سبق أن تعرض عديد المرات إلى الإعتداء بالعنف بالشارع من طرف البوليس السياسي مرة أمام مقر المجلس الوطني للحريات ومرة  لما وقع الإعتداء على الزميلين الأستاذين  البحيري و العكرمي ومرة أمام سجن 9 أفريل لما حضر للتضامن مع السيد حمه الهمامي لما كان مسجونا به ،كما تعرض مكتبه للخلع وللتفتيش  وهو محل مراقبة دائمة من البوليس السياسي تحولت في بعض الأحيان إلى الحصار والمنع من دخوله أصلا  و مضايقة الحرفاء  وهو أمر عاينه أعضاء هيئة المحامين ضمن محضر رسمي ؛   لكن  النيابة العمومية لم تحرك ساكنا رغم عديد الشكاوى التي رفعت إليها ولم  تقرر أي  إجراء فيها . 

كما دفعت عديد الشركات التي كان ينوبها بإنتظام إلى قطع علاقتها بمكتبه معتذرة له عن عدم قدرتها على مواصلة التعاقد معه . علما كذلك وأن الأستاذ العيادي  يخضع إلى تفتيش دقيق ومضايقات متنوعة من طرف  البوليس السياسي في كل مرور له بالمطار . وأخيرا تم تهديده بالهاتف عند تولية نيابة حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات .

  وإن اللجنة على يقين تام أن هاته الإعتداءات و المضايقات التي يتعرض لها عضوها الأستاذ العيادي سببها المواقف التي إتخذها سواءا كرئيس سابق لجمعية المحامين الشبان أو كعضو سابق بالهيئة الوطنية للمحامين أو كمحام مباشر للدفاع  في المحاكمات السياسية ، و تمسكه بإستقلالية مهنة المحاماة ودورها في الذود عن الحقوق  والحريات  ، و بسبب كذلك  نشاطه الحقوقي صلب المجلس الوطني للخريات ككاتب عام سابق له أو كعضو بمركز إستقلال القضاء و المحاماة أو بسبب نشاطه السياسي كنائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي عرف بمواقفه المعارضة والحاسمة مع السلطة القائمة .

وإن اللجنة التي تكونت صائفة  1992 في مكتب الأستاذ العيادي ، تندد بكل الإعتداءات التي يتعرض إليها عضوها  ، وتحذر السلطة من مغبة المساس بحرمته الجسدية وبحرمة  مكتبه ، وتدعو كل الزملاء داخل الوطن وخارجه وجميع المناظلين من أجل الحريات إلى مساندته فيما يتعرض  إليه اليوم من محاولات من طرف السلطة  لإسكاة صوته الحر.

عاشت المحاماة التونسية حرة مستقلة أبدا الدهر .

                                                                       الرئيس : الأستاذ محمد نجيب الحسني.


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

 

يوم تضامني

 

تنظم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تظاهرة تضامنية مع الصحفي تيسير علوني مراسل قناة الجزيرة ومع الصحفيتين المختطفتين في العراق والصحفي عبدالله الزواري المضرب عن الطعام منذ 25 يوما وذلك يوم الجمعة 25 فيفري 2005 بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال بمقرها بالعاصمة 21 نهج بودلير العمران.

 

ومن المنتظر أن تشارك الأحزاب السياسية و نشطاء المجتمع المدني والنقابيون والصحافيون بكثافة في هذه التظاهرة التضامنية مع الصحفيين المتضررين.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 23 فيفري 2005)


Reporters sans frontières

TUNISIE – 23.02.2005

Abdallah Zouari hospitalisé après 32 jours de grève de la faim  

Au 32e jour de sa grève de la faim, Abdallah Zouari a été victime d’un malaise. Il discutait avec des proches lorsque son c¦ur a commencé à battre très fort et ses paroles sont devenues incompréhensibles. Il a été immédiatement conduit aux urgences de l’hôpital auxiliaire de Zarzis. Le cardiologue de service a décidé de le garder une nuit en observation. —————————— Tunisie – 23.02.2005

Abdallah Zouari est en grève de la faim depuis un mois  

Abdallah Zouari, de l’hebdomadaire islamiste Al-Fajr (suspendu), est en grève de la faim depuis le 23 janvier 2005. Selon ses proches, son état de santé est très préoccupant. Les autorités feignent toujours de ne pas entendre les nombreux appels à sa libération, en Tunisie et à l’étranger. « Il est scandaleux qu’une personne doive en arriver là pour que ses droits et ceux de sa famille soient respectés. Devant les conditions de vie très dures d’Abdallah Zouari et face à l’aggravation de son état de santé, il est aujourd’hui nécessaire d’agir vite. Nous demandons à M. Rafik Belhaj Kacem, ministre de l’Intérieur, d’user de son autorité pour mettre fin à l’assignation à résidence de M. Zouari, afin qu’il puisse mener une vie normale avec sa famille à Tunis », a déclaré Reporters sans frontières.

Joint au téléphone par l’organisation, Abdallah Zouari a déclaré : « J’ai entamé cette grève de la faim pour revendiquer mon droit élémentaire de vivre avec ma famille et mes enfants. Je suis au 32e jour de ma grève et pourtant les persécutions dont je suis victime ne cessent d’augmenter. Il y aujourd’hui une douzaine de policiers, en uniforme et en civil, postés devant mon domicile. Il n’y a aucun signe des autorités pour alléger mes souffrances et celles de ma famille. » Face à l’indifférence du pouvoir, la mère d’Abdallah Zouari, âgée de 75 ans, sa femme et ses enfants ont également entamé, le 13 février, une grève de la faim. « Nous avons tapé à toutes les portes des officiels du gouvernement et avons envoyé des lettres à toutes les personnes qui seraient en mesure de nous aider, mais nous n’avons jamais obtenu de réponse. Alors j’ai décidé de me joindre à lui dans sa grève de la faim », a déclaré à la presse Mahjouba, la mère du journaliste. Après avoir purgé onze ans de prison, Abdallah Zouari avait été libéré le 6 juin 2002. Il avait de nouveau été arrêté et condamné, en octobre 2003, à 13 mois de prison. Depuis sa sortie, en septembre 2004, M. Zouari vit sous le coup d’une mesure d’éloignement à Zarzis (500 km de Tunis), où il est étroitement surveillé, alors que sa femme et ses cinq enfants vivent à Tunis (lieu de son arrestation).

Maghreb & Middle-East Desk Reporters Without Borders 5 rue Geoffroy-Marie  F – 75009 Paris 33 1 44 83 84 84 33 1 45 23 11 51 (fax) middle-east@rsf.org www.rsf.org


   SOLIDARITE TUNISIENNE

40, rue du Landy – 93300 Aubervilliers

Tél/ Fax: 01 43 52 09 86

                                                        E-mail : soltunis@hotmail.com

 

Aubervilliers le 23/02/2005

Après 31 jours de grève de la faim

Le journaliste Abdallah Zouari hospitalisé

En urgence

 

    Aujourd’hui 23 février 2005, le 31 énième jour de grève de la faim du journaliste Tunisien Abdallah Zouari, nous avons pris que ce dernier a été hospitalisé en urgence à l’hôpital de Zarzis, la ville la plus proche du village Hassi jerbi lieu de sa déportation.

    Selon le rapport médical fait par le docteur Fathi Ettouzri à la 27eme journée de la grève de la faim  “… montre des signes d’affaiblissement de l’état général comme en témoigne la perte de 9 kg, la baisse des chiffres de la pression artérielle, mais aussi comme en témoigne les plaintes somatiques et les signes de perturbations neurovégétatives“.

    Ajoute Docteur Touzri dans son rapport sur la situation très critique du journaliste Zouari ” M.Zouari est donc actuellement dans une situation médicale de risque, sans un arrêt rapide de sa grève de la faim son état risque de se détériorer de manière parfois assez imprévisible, voire dramatique“.

La dégradation brusque et grave de l’état de santé du journaliste aujoud’hui confirme exactement  le rapport du Docteur Ettouzri surtout  que monsieur Zouari a été hospitalisé d’urgence  au service de cardiologie de l’hôpital sus cité.

Devant cette situation alarmante de l’état de santé du journaliste et après 31 jour de grève de la faim,  solidarité tunisienne :

         Met le regime tunisien devant ses grave responsabilités quant aux risques vitaux encourus par monsieur Zouari et considère que la politique de harcèlement et de déportation constitue un crime et une atteinte intolérable au droit de l’homme.

         Appel monsieur zouari à mettre fin à son action, un journaliste bien vivant étant bien plus utile pour la cause des libertés qu’un journaliste mort.

           promet de continuer son combat de la cause de monsieur Abdallah  Zouari en particulier de pouvoir vivre sous le même toit avec sa famille et de circuler librement et en faveur de toutes les victimes de la répression en tunisie.

Secrétaire Général

Fathi Ennaes


Un ancien détenu hospitalisé d’urgence à son 31ème jour de grève de la faim

AFP, le 23 février 2005 à 19h04

 L’ancien détenu islamiste et journaliste tunisien Abdallah Zouari, en grève de la faim, a été hospitalisé d’urgence mercredi à la suite d’un malaise, à son 31ème jour de jeûne, a-t-on appris dans son entourage. “Abdallah a perdu conscience et a été admis en urgence à l’hôpital de Zarzis où il a été hospitalisé en cardiologie”, a indiqué par téléphone à l’AFP, Ahmed Zakaria Magouri, responsable local d’un parti d’opposition. Abdallah Zouari, 49 ans, est en grève de la faim pour réclamer “le droit de vivre avec sa famille” et contester son éloignement pour “surveillance administrative” à Hassi Jerbi, une zone rurale près de Zarzis, à 500 km au sud de son domicile familial de Tunis. Son épouse et sa mère, septuagénaire résidant à Tunis, ont observé à leur tour trois jours de grève cette semaine pour tenter de faire pression sur les autorités tunisiennes en vue d’un regroupement de la famille. “Notre vie est un calvaire mais nous ne demandons qu’à être réunis sous le même toit”, a indiqué mercredi M’barka, épouse de l’ex-détenu. M. Zouari avait indiqué le week-end dernier à l’AFP qu’il entendait poursuivre sa grève de la faim pour en finir avec une “situation dramatique”. Un médecin a constaté qu’il “se déplaçait avec des béquilles, avait perdu 9 kg et commençait à montrer des troubles neuro-végétatifs”. Les autorités tunisiennes dénient le statut de journaliste à M. Zouari et affirment qu’il a été “condamné suite à son inculpation de crimes terroristes et à son refus de se conformer aux décisions de justice”. Le Conseil national pour les libertés en Tunisie (CNLT, non reconnu) et la Ligue tunisienne des droits de l’Homme (LTDH) ont exprimé leur soutien à M. Zouari, le CNLT appelant les autorités à respecter “son droit fondamental à la libre circulation, à élire son domicile là où il le désire, à former un parti et à publier un journal”. Ex-collaborateur de l’hebdomadaire Al Fajr (l’Aurore), organe du parti islamiste Ennahda, M. Zouari avait été arrêté en 1991 et condamné par un tribunal militaire à onze ans de prison dans le cadre des procès intentés à l’époque contre de nombreux dirigeants de ce parti interdit en Tunisie. Libéré en juin 2002, il a de nouveau été condamné à un total de treize mois pour “non respect de la surveillance administrative”, une peine complémentaire contestée par les défenseurs des prisonniers.

Abdallah Zouari hospitalisé

 

« Le journaliste tunisien Abdallah Zouari en grève de la faim depuis 32 jours a été hospitalisé aujourd’hui en urgence, après qu’il ait perdu conscience ».

 

Joint au téléphone, M. Ahmed Zakariya Magouri du FDLT qui l’accompagnait a précisé que « les médecins sont en train de le réanimer »  avant d’ajouter que « jusque-là, ils ne savent pas s’ils vont le gardé  pour plusieurs jours ou l’autoriser à demain à quitter l’Hôpital de Zarzis ».

 

Le Dr Fathi Touzri du PDP qui lui  a rendu visite le samedi dernier s’était montré pessimiste dans son rapport médical quant à l’évolution de l’état de santé de M. Abdallah Zouari  « il se déplace péniblement, avec des béquilles…il est dans une situation médicale de risque » avant d’ajouter que «  son état risque de se détériorer de manière parfois assez imprévisible, voire dramatique ».

 

Hier la mère de M. Zouari, âgée de 75 ans, sa femme et ses enfants ont entamé une grève de la faim illimitée par solidarité avec M. Abdallah Zouari.

 

En grève de la faim depuis le 23 janvier 2005, M. Abdallah Zouari assigné à résidence à 500 KM de sa famille réclame « le droit de pouvoir vivre avec sa femme et ses enfants ».

 

Sami Ben Abdallah


Abdallah Zouari devrait quitter l’hôpital de Zarzis

 

(21h30, heure de Paris)

 

Le journaliste Abdallah Zouari devrait quitter l’hôpital de Zarzis cette nuit après avoir été hospitalisé en catastrophe l’après-midi.

 

Mr M. Ahmed Zakariya Magouri du FDLT, qui l’accompagnait, a précisé « qu’Abdallah Zouari avait pu bénéficier des soins adéquats » avant d’ajouter « son état demeure critique et je crains que ses proches ne trouvent pas de moyens de transport pour l’emmener à l’hôpital en cas d’urgence à cause de son trop grand éloignement ».

 

La direction de l’hôpital voulait le retenir durant toute la nuit avant de se rétracter, apprend-on d’une source proche d’Abdallah Zouari.

 

Son hospitalisation alors qu’il était évanoui avait multiplié les craintes dans son entourage sur l’évolution négative de son état de santé. La Nahdha , mouvement auquel appartient Mr Zouairi, l’a appelé après son hospitalisation à suspendre sa grève de la faim par peur qu’il soit atteint de séquelles irréversibles après 32 jours de grève de la faim.

 

 

Hier la mère de M. Zouari, âgée de 75 ans, sa femme et ses quatre enfants ont entamé une grève de la faim illimitée par solidarité avec M. Abdallah Zouari.

 

Le vendredi 25 février 2005, la LTDH organisera à partir de 15h dans son local une réunion de solidarité avec les journalistes Tayssir Alouani, Florence Aubenas et Abdallah Zouari avec la participation des partis politiques ainsi que des ONG.

 

A rappeler, que le Dr Fathi Touzri du PDP qui lui  a rendu visite le samedi dernier (19 février) s’était montré pessimiste dans son rapport médical quant à l’évolution de l’état de santé de M. Abdallah Zouari  « il se déplace péniblement, avec des béquilles…il est dans une situation médicale de risque » avant d’ajouter que «  son état risque de se détériorer de manière parfois assez imprévisible, voire dramatique ».

 

En grève de la faim depuis le 23 janvier 2005, M. Abdallah Zouari assigné à résidence à 500 Km de sa famille réclame « le droit de pouvoir vivre avec sa femme et ses enfants ».

 

Sami Ben Abdallah


AMNESTY INTERNATIONAL

 

Short term action on former political prisoner Abdallah Zouari

 

 

Note: This action should not be seen or used as way to show support for Abdallah Zouari’s hunger strike, but rather as a way to call for his basic human rights to be respected.

 

Former political prisoner Abdallah Zouari has been on hunger strike since 23 January 2005 to protest against the harsh administrative control imposed on him since he was first released from prison in 2002.

 

Abdallah Zouari has been ordered to take up residence in Lakhriba, a remote village near the southern Tunisian town of Zarzis, some 500km south of his home in Tunis where his family live. He has been under tight control with a police car and a motor cycle stationed in front of his house; he has constantly been followed. His request to visit his wife and children in Tunis has been routinely left without an answer. Amnesty International believes these restrictions have been imposed on Abdallah Zouari as a reaction to his continued work as a journalist and outspoken critic of the authorities.

 

Because Abdallah Zouari has been subject to harsh arbitrary measures meant to deprive him from his basic rights and as a means to stop his political activities and curtail his freedom of _expression, we are asking AI groups working on Tunisia to write a round of letters to the authorities:

 

* expressing concern that scores of former political prisoners and possible prisoners of conscience, including those released in November 2004, appear to be subject to arbitrary measures imposed on them under administrative control;

* urging the authorities to end arbitrary restrictions against Abdallah Zouari and to allow him to visit his wife and children;

* calling on the authorities to ensure that no arbitrary measures are imposed on former prisoners under the cover of administrative control and to put an end to the imposition of administrative control on prisoners of conscience upon their release.

 

Addresses:

 

His Excellency Mr Béchir TEKKARI

Minister of Justice and Human Rights

Ministry of Justice and Human Rights

31, Av. Bab Benat, 1006 Tunis – La Kasbah

Fax: + 216 71 568 106

Email : mju@ministeres.tn 

 

AND

 

His Excellency Mr Rafik Belhaj KACEM

Minister of Interior and Local Development

Ministry of the Interior and local development

Avenue Habib Bourguiba, 1000 Tunis

Fax: +216 71 340 888 / 880

E-mail: mint@ministeres.tn

 

AND

 

Zakaria BEN MUSTAPHA

President Comité supérieur des droits de l=homme et des libertés fondamentales

85 ave de la Liberté – 1002 Tunis Belvédère – Tunisie

Fax: 796 593 / 784038

 

 

Background:

 

As a journalist with the now-defunct Islamist publication al-Fajr (The Dawn), Abdallah Zouari was sentenced in 1992 after a grossly unfair military trial to 11 years’ imprisonment and an additional five years of so-called administrative control. Former prisoners who have been sentenced to administrative control have to sign up regularly at police stations and have to seek permission from the police if they want to leave their area of residence. This measure is often applied arbitrarily in order to discriminate against former political prisoners and deny them certain rights, such as the right to freedom of movement.

 

On 10 September 2004, Abdallah Zouari was released after spending 13 months in prison for failing to comply with administrative measures and for allegedly defaming the owner of an internet cafe in Zarzis.


Appel à solidarité avec Abdallah  ZOUARI

 

Pour vivre en homme libre …!

 

 

 Madame, Monsieur

 

 

Parce que la dignité de l’homme est une valeur partagée et que les droits de l’homme sont indivisibles, Abdallah Zouari s’adresse à vous.

 

Après treize ans passés dans les geôles du régime tunisien, dont plusieurs en isolement total, aux termes de procès iniques dénoncés comme tels par toutes les ONG et la presse démocratiques, pour son engagement pacifique de journaliste et de militant islamiste, ce père de famille est entré en grève de la faim le 23 janvier 2005 pour protester contre la mort sociale à laquelle le condamnent les persécutions et l’arbitraire policiers depuis sa libération. Et il est déterminé à continuer, coûte que coûte, jusqu’à ce qu’il ait recouvré sa liberté confisquée.

 

Abdallah Zouari est en effet soumis, au mépris de la loi tunisienne et des droits de l’homme et du citoyen les plus élémentaires, à résidence surveillée forcée dans un petit village du sud, à plus de 500 km de son domicile familial à Tunis. Empêché de voir ses enfants et sa famille, ne pouvant circuler ni communiquer librement, encore moins travailler, Abdallah ZOUARI n’en peut plus de subir l’insupportable, physiquement et moralement.

 

Il en appelle à votre soutien :

 

<< A vous tous j’adresse ce cri alarmant espérant une prise de position claire et nette pour dire : « basta à l’injustice, basta aux transgressions de droits de l’homme, basta à ces slogans creux qui assourdissent nos oreilles tant qu’une réalité vécu au quotidien ne cesse de se détériorer et d’empirer.

A vous tous je m’adresse espérant que vous oeuvriez, chacun selon ses capacités set ses aptitudes, à mettre terme à ce drame.

A vous tous je m’adresse et j’attends votre soutien qui me sera d’un grand réconfort pour continuer ma lutte pour vivre en homme libre jouissant de tous ses droits. >>

 

Il faut répondre à l’appel de Abdallah ZOUARI, et contraindre le pouvoir du général Ben Ali à rendre Abdallah Zouari à sa famille, et à lever tous les interdits illégaux qui bafouent sa dignité personnelle autant que ses droits civiques.

 

Nous avons entrepris de notre côté, entre autres actions de solidarité, une grève de la faim tournante sur le site de e-résistance tunisien nawaat.org, et nous comptons sur la manifestation concrète de votre soutien :

 

– en écrivant ou téléphonant votre soutien à Abdallah ZOUARI directement au :

 

ZOUARI Abdallah

La khriba

4134 Chammakh

TUNISIE

Tél: 00216 75685300   –   portable : 00 216 97290491

 

( des cartes postales de soutien sont proposées : à télécharger ICI )
– en demandant aux autorités tunisiennes la levée immédiate de son assignation à résidence surveillée et forcée
Monsieur Le Président de la République
Fax : 00 216 71 568 106
Palais de Carthage
Tunisie
 
– en relayant et propageant cet appel à solidarité par tous les moyens et sur tous les supports possibles
 
 
Nous vous prions d’agréer, Madame, Monsieur, l’__expression de nos meilleures sentiments
 

________________________________________________ OuildBled

 

Hommage à SI Abdallah Zouari

 

Omar S’habou

Le Si que je formule ici pour attitrer Abdallah Zouari se justifie. C’est un monsieur au vrai sens du mot. Il a forcé mon admiration. Nous ne sommes pas du même bord et nous ne le serons  peut être jamais. Mais c’est un tunisien qui force le respect.

En découvrant sa photo sur cet irremplaçable et inestimable site qu’est devenu « Tunis news » j’ai découvert le visage de la Tunisie combattante, rebelle à la cruauté du sort, indomptable. Son regard pétillait de cette intelligence bien de chez nous faite de   tranquille défi et de souriante foi en la justice du temps. Un regard qui nargue son oppresseur et  ridiculise ses persécuteurs. Un regard qui  semblait écrire en invisibles vibrations le début d’un  sage verset du saint Coran :

(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ …. )[ الأحقاف الآية 35]

 

Quelle ténacité ! Quelle endurance ! Quel courage ! Et quel sens du don de soi ! Je le sens capable de retourner en prison une nouvelle fois et plusieurs autres fois s’il le faut. J’ai fait la prison tunisienne… et croyez-moi, c’est loin d’être une sinécure…  Mais Zouari est déjà dans une dimension qui a fait de l’emprisonnement un allié et de la prison un espace de réconciliation avec  le Soi.

 

Je me demande, en y méditant, ce que doivent penser ceux  qui ont ou celui qui a décidé de le détruire en le condamnant à vivre séparé de ses enfants par plus de cinq cents kilomètres ? Je me demande s’ils ne sont pas finalement en train de se détruire eux mêmes. Ne s’en sont-ils  donc pas   rendus compte ? Naziha Rejiba a décrit dans un poignant témoignage comme elle sait le faire comment les agents de la sécurité  à qui on a confié la mission d’asphyxier Zouari sont eux mêmes asphyxiés de honte et de gêne.

Mais ça suffit bon sang ! Ca suffit ! C’est ridicule !

 

سيبوا الراجل واحشموا…قعدتو شوه في العالم…

 


 

Association Internationale de Soutien aux Prisonniers Politiques

33 rue Mokhtar Atya Tunis

Président d’honneur : le doyen défunt Mohammed Chakroun

 

 

Bulletin d’informations sur les prisonniers politiques n°6

 

 

Tunis, le 22 février 2005

 

1) L’ex prisonnier politique, le militant Abdelwahab El Kéfi, a été convoqué le 8 février 2005 au district de la Sûreté de Kairouan et interrogé sur les raisons de sa visite, dans le cadre d’une délégation, à monsieur Abdallah Zouari. Il lui a été enjoint de ne plus quitter Kairouan à l’avenir sans en aviser la Sûreté. Le Cheikh Abdelwahab El Kéfi avait été condamné en 1992 pour appartenance au mouvement de la Nahdha à deux ans et demi d’emprisonnement qu’il avait purgés en totalité.

 

2) L’ex prisonnier politique, le militant Toumi Mansouri, a été harcelé par les agents de la Sûreté du Kef qui l’ont empêché de rendre visite à son gendre, malade, à Sousse. Le chef du district de la Sûreté du Kef l’a menacé.

 

3) La famille du prisonnier d’opinion Hamza Mahroug (groupe de Zarzis) a informé qu’il était en grève de la faim depuis dix jours. Il a subi des violences de la part des agents de la prison pour l’obliger à y mettre un terme, puis il a été sanctionné et mis plusieurs jours au siloun, puis il a été puni dans la cellule. Il lui a été interdit de bouger. Il devait rester immobile au même endroit à longueur de journée, sauf pour aller aux toilettes, sous la surveillance du responsable du cachot. Il lui est interdit de parler avec les autres.

Le prisonnier d’opinion Hamza Mahroug (groupe de Zarzis) purge une peine de privation de liberté à la prison du 9 avril à la suite d’un procès inéquitable.

 

4) L’AISPP a appris que la famille d’Abdallah Zouari a commencé une grève de la faim le dimanche 13 février 2005 par solidarité, pour exiger la réunion de toute la famille et que soit mis un terme à toutes les formes d’entraves et de discriminations.

 

5) L’AISPP a appris que les familles du groupe des jeunes de Zarzis,- les familles d’Omar Farouk Chlendi, d’Hamza Mahroug, d’Omar Rached, de Ridha Bel Hajj Brahim, d’Abdelghaffar Guiza et d’Aymen Mcharek-, ont commencé une grève de la faim le 17 février 2005 pour exiger que soit mis un terme à l’injustice qui frappe leurs enfants et qu’ils soient libérés.

 

6) Le journaliste et ex prisonnier d’opinion Abdallah Zouari poursuit sa grève de la faim initiée le 23 janvier 2005 depuis son lieu d’exil forcé, la Khriba à Hassi Jerbi dans le sud tunisien, où il est assigné à résidence, loin de son épouse et de ses enfants qui résident dans la capitale. Les autorités font toujours la sourde oreille aux appels qui exigent que cesse l’injustice qui frappe Abdallah Zouari et sa famille.

 

7) L’AISPP a appris que l’état de santé du prisonnier politique Fathi Ouerghi s’est dégradé dangereusement. Ce prisonnier était au moment de son jugement étudiant en philosophie à la faculté de lettres et il est détenu actuellement à la prison du Kef où il purge une peine de vingt ans d’emprisonnement. Il souffre de céphalées aigues qui empêchent la concentration et sont causes de troubles du sommeil et d’une perte d’acuité visuelle de l’oeil droit. L’oeil gauche a été atteint à son tour. La baisse de la vue ne fait que commencer, mais elle pourrait s’accélérer et conduire à la cécité s’il ne reçoit pas de soins. Il souffre d’inflammations nasales et d’asthme. Il est atteint de crises abominables lors desquelles il étouffe et souffre de douleurs cardiaques et de douleurs dorsales résultant d’inflammations non soignées à temps. Il a mal aussi au genou gauche et son genou droit commence aussi à le faire souffrir. Il ne peut plus le plier de façon normale. Il se plaint également de douleurs au niveau du testicule gauche qui font craindre des complications qui pourraient conduire à une ablation.

Les crises et les maux dont souffre le prisonnier Fathi Ouerghi sont les séquelles de la torture et de la négligence et de l’absence de soins adéquats.

 

8) Monsieur Abderrahmane Ben Rejeb est décédé. C’est le père du prisonnier politique Mohammed Ali Ben Rejeb, détenu à la prison de Gabès où il purge une peine de privation de liberté pour appartenance au mouvement de la Nahdha. Il a été enterré le 22 février 2005 au cimetière de la Hamma à Gabès.

 

9) Monsieur Hédi Bennouri est décédé. C’est le père du prisonnier Sami Bennouri, détenu à la prison de Mehdia où il purge une peine de privation de liberté pour appartenance au mouvement de la Nahdha. Il a été enterré le 25 janvier 2005 au cimetière du Bardo.

 

Pour l’association

La secrétaire générale

Maître Saïda Akremi

 

(Traduction ni revue ni corrigée par les auteurs de la version en arabe, Luiza Toscane)


Tunisia rejects abuse accusations by rights group
Reuters, le 23.02.2005 à 14h03 

    TUNIS, Feb 23 (Reuters) – Tunisia angrily rejected on Wednesday accusations of censorship and torture in the North African country, saying the report by a press freedom advocacy group was seriously flawed.

                      The International Freedom of _Expression Exchange (IFEX), which campaigns for press freedom, said on Tuesday Tunisia had censored newspapers, blocked Internet sites, imprisoned people for their opinions or media activities and used torture.

                      “The IFEX report … is seriously flawed. Its authors have not properly checked their information and their conclusions therefore lack credibility,” a government statement said.

                      It added that the 60-page IFEX report carried a “number of unfounded allegations and inaccurate statements”.

                      Tunisia plans to host the U.N.-backed World Summit on the Information Society (WSIS) in November.

                      Governments and multilateral groups are due to attend the meeting in a new global drive to bridge the so-called “digital divide” between rich and poor nations and settle controversial issues such as global control of the Internet.

                      IFEX said it feared Tunisia would “use the WSIS to improve its image while continuing to conceal its poor human rights record”.

                      “Tunisia must greatly improve its implementation of internationally agreed freedom of _expression and other human rights standards if it is to hold the World Summit on the Information Society,” the group said.

                      Tunisia is North Africa’s most stable and prosperous country, but human rights groups have repeatedly accused the government of what they call the muzzling of the press, beating dissidents and restricting political life.

                      “Freedom of _expression is a reality in Tunisia. Members of the opposition express their views freely and without any restrictions, whether in parliament where five opposition parties are represented or in public forums,” the Tunisian government said.

                      “Opposition newspapers publish regularly and express themselves on all issues of the day. The media are free in Tunisia and there is absolutely no press censorship. Media freedoms are protected by law and in practice,” it said.

                       The statement denied “beating of dissidents”, saying that “the rule of the law is constantly upheld in Tunisia and the perpetrator of any proven form of mistreatment is held accountable”.

                       While human rights groups say at least 500 dissidents, mostly Islamists, are jailed in Tunisia, the statement stressed that “there is no such thing as ‘prisoners of opinion’ whether in law or in practice”.

                      The statement also challenged rights activists who cast doubt about Tunisia’s right to host the summit.

                      “The unanimous choice of Tunisia to host the second phase of the World Summit on the Information Society also constitutes a clear recognition of the achievements accomplished by Tunisia in the promotion of new information technologies,” it said.  


Liberté/Presse – La Tunisie critiquée avant un sommet de l’Onu

 

Reuters, le 22.02.2005 à 19h39

    GENEVE, 22 février (Reuters) – Echange international de la liberté d’_expression (IFEX), vaste réseau d’associations militant pour la liberté de la presse, a accusé mardi la Tunisie de pratiquer la censure et la torture et déploré le fait que l’Onu prévoit d’y organiser un Sommet mondial sur la société de l’information (SMSI). “C’est comme organiser un sommet sur l’environnement dans une centrale nucléaire”, a déclaré à Genève Souhayr Belhassen, vice-président de la Ligue tunisienne des droits de l’homme, après la présentation d’un rapport de 60 pages sur la situation de la liberté de la presse en Tunisie.

                      IFEX affirme dans ce rapport que les autorités tunisiennes ont censuré des journaux, fermé des sites internet, emprisonné des gens pour leurs opinions ou leurs activités journalistiques et recouru à la torture.

                      Le Sommet de l’Onu sur la société de l’information a pour but de combler le fossé numérique entre les pays pauvres et les pays riches et de régler les différends relatifs au contrôle d’internet. Les autorités tunisiennes ont jugé le rapport d’IFEX “biaisé et inexact”.

                      Mais pour l’organisation, la Tunisie doit “considérablement” oeuvrer au respect de la liberté de la presse et des droits de l’homme si elle souhaite accueillir le SMSI en novembre.


 

Un opposant tunisien interdit d’entrer en Algérie, la LTDH proteste

 

   

AFP, le 22.02.2005 à 17h27

                      TUNIS, 22 fév (AFP) – Un opposant tunisien a été interdit  d’entrer en Algérie où il devait se rendre en mission à la demande  d’organisations internationales des droits de l’Homme, en prélude au  prochain sommet arabe, a affirmé mardi la Ligue tunisienne des  droits de l’Homme (LTDH).

                      Khémaies Chamari, mandaté par la Fédération internationale des  droits de l’Homme (FIDH, Paris) et de l’Observatoire  euro-méditerranéen, était accompagné du président de la LTDH,  l’avocat Mokhtar Trifi.

                      Les deux hommes ont passé la nuit de lundi à mardi dans un poste  de police de l’aéroport d’Alger avant de reprendre un vol pour  Paris, Me Trifi ayant de lui-même refusé d’entrer en Algérie “pour  dénoncer une mesure injuste et non justifiée” par Alger.

                      MM. Chamari et Trifi devaient avoir des discussions avec le  gouvernement et la société civile à Alger sur les droits de l’Homme  et le dossier des réformes dans le monde arabe en préparation du  sommet des Etats arabes, prévu les 22 et 23 mars à Alger.

                      La LTDH a dénoncé le refoulement de M. Chamari comme “une  atteinte flagrante au droit de la libre circulation” et aux  activités des militants des droits de l’Homme.

                      “La décision des autorités algériennes relève de l’amalgame  délibéré entre terrorisme et défense des droits humains”, affirme la  LTDH, demandant aux gouvernements arabes de cesser “les entraves à  la liberté et aux activités des militants des droits de l’Homme.

 


Tunisie – Décés du pilote Latif Chedly dans un accident de la route

   

AFP, le 23.02.2005 à 10h39

                      TUNIS, 23 fév (AFP) – Le pilote automobile tunisien Latif Chedly  est décédé dans un accident de la route, lors d’une collision dans  la zone industrielle de Tunis avec un chariot élévateur qui a broyé  son véhicule, rapporte mercredi la presse tunisienne.

                      Du Rallye de Tunisie au Rallye de l’Atlas, en passant par ceux  du Portugal et d’Espagne, Latif Chedly était très connu dans les  milieux de l’automobile, principalement en Afrique et dans le monde  arabe.

                      Il avait également participé aux Rallyes des Pharaons et de  Dubaï avec un passage au Rallye de Dakar auquel il avait participé  en duo avec Abla Lassoued.    Latif Chedly, 40 ans, architecte de  métier, était depuis toujours passionné de moto, d’auto et de  mécanique en général et il préparait activement le prochain Rallye  de Tunisie qui aura lieu dans un mois.

                       

 


L’ONU va sensibiliser son personnel en Côte d’Ivoire contre les abus sexuels

 

   

AFP, le 17.02.2005 à 16h53

                      ABIDJAN, 17 fév (AFP) – L’Opération des Nations Unies en Côte  d’Ivoire (ONUCI) va organiser pour ses personnels civil et militaire  dans ce pays, des “sessions de sensibilisation à l’exploitation et  aux abus sexuels”, a annoncé jeudi à Abidjan son porte-parole,  Hamadoun Touré.

                      Ces efforts visent à “éviter la répétition de ce qui est arrivé  ailleurs, en appliquant la +tolérance zéro+, conformément à la  circulaire d’octobre 2003 du Secrétaire général de l’ONU, Kofi  Annan”, a expliqué, M. Touré, lors d’une conférence de presse.

                      M. Touré a souligné que “le code de conduite de l’ONU”  interdisait “la rétribution d’une activité sexuelle” dont les  conséquences pouvaient être pour les militaires “le “limogeage” du  commandement et la levée de “l’immunité pour permettre le jugement  dans le pays hôte”..

                      Le personnel civil s’expose au “renvoi sans préavis, la  suspension sans indemnités, l’amende et la levée de l’immunité pour  les besoins de jugement”, a-t-il ajouté.

                      L’ONUCI compte en Côte d’Ivoire plus de 6.000 Casques bleus et  plusieurs centaines de civils. 

                      L’Onu a été confrontée ces derniers mois à des scandales d’abus  sexuels commis par ses personnels.

                      Le dernier en date concerne la Mission de l’Onu en République  démocratique du Congo (Monuc) où des soldats marocains, pakistanais,  népalais, tunisiens et sud-africains ont été accusés d’avoir commis  des abus sexuels sur des mineures, selon un rapport de  l’Organisation publié en janvier.

 

 


              

 

Réseau de soutien aux assassins de Massoud : procès à partir du 29 mars

   

AFP, le 22.02.2005 à 17h37

                      PARIS, 22 fév (AFP) – Le tribunal correctionnel de Paris jugera  à partir du 29 mars huit islamistes radicaux présumés, dont quatre  sont soupçonnés d’avoir porté assistance aux assassins du commandant  Massoud, a annoncé mardi la présidente de la 13e chambre du  tribunal, Dominique Kaluzni.

                      Le procès doit durer jusqu’au 20 avril, tous les lundi, mardi et  mercredi, a précisé à l’AFP l’avocate d’un des prévenus.

                      Le 9 septembre 2001, deux faux journalistes tunisiens disposant  de passeports belges volés et de visas falsifiés avaient fait  exploser leur caméra au début de leur entretien avec Ahmad Shah  Massoud, à Khwaja Bahuddine, en Afghanistan.

                      Le chef de l’Alliance du Nord et héros de la lutte contre les  talibans avait succombé à ses blessures, tout comme ses assassins.

                      Les juges d’instruction antiterroristes français, Jean-Louis  Bruguière et Jean-François Ricard, qui ont ordonné le renvoi des  huit personnes devant le tribunal correctionnel, n’enquêtaient pas  directement sur la mort de Massoud mais sur un réseau de fourniture  de faux papiers dont ont bénéficié ses assassins.

                      Quatre personnes sont concernées par ce volet du dossier :  Youssef el-Aouni, 29 ans, Français d’origine marocaine, Adel  Tebourski, 41 ans, Français d’origine tunisienne, Abderahmane  Ameroud, Algérien de 28 ans, et Mehrez Azouz, Franco-algérien de 38  ans.

                      Selon un enquêteur, Adel Tebourski aurait avoué connaître l’un  des meurtriers de Massoud, Dahmane Abd, et assuré qu’il l’avait  reconnu à la télévision quand les images des deux prétendus  journalistes ont été diffusées.

                      Plusieurs membres d’un groupe surnommé “les campeurs” ont  également été renvoyés devant le tribunal correctionnel : trois  d’entre eux, Khellaf Hammam, 38 ans, Ibrahime Keita, 39 ans, et  Azdine Sayeh, 31 ans, sont soupçonnés d’avoir organisé des stages  d’entraînement destinés, semble-t-il, à sélectionner les militants  en vue de leur départ vers l’Afghanistan.

                      Un dernier prévenu, Mustapha Boussaffa, est quant à lui  poursuivi dans cette affaire pour séjour irrégulier en France.

 

منظمات حقوقية تنتقد استضافة تونس لقمة الإعلام الثانية

اتهمت جماعات حقوقية تونس بممارسة الرقابة والتعذيب، واعتبرتها مكانا غير مناسب لاستضافة قمة حول الإعلام من المفترض أن تعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني برعاية الأمم المتحدة.
وقالت منظمة “البورصة الدولية لحرية التعبير” التي تناضل من أجل حرية الصحافة في تقرير لها إن تونس تفرض رقابة على الصحف وتمنع الوصول إلى مواقع على الإنترنت وتسجن أشخاصا بسبب آرائهم أو أنشطتهم الإعلامية وتستخدم التعذيب. من جهتها اعتبرت نائبة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سهير بلحسن عقب توزيع تقرير في جنيف عن قيود الصحافة في تونس إن عقد قمة عن الإعلام في تونس “مثل عقد قمة عن البيئة في محطة للطاقة النووية”. وتهدف “القمة العالمية لمجتمع المعلومات” التي تدعمها الأمم المتحدة إلى تجاوز الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة والمساعدة في تسوية قضايا خلافية مثل السيطرة العالمية على الإنترنت.
ودعت بلحسن تونس إلى تحسين تطبيقها للمعايير المتفق عليها دوليا لحرية التعبير وغيرها من معايير حقوق الإنسان إذا كانت تريد تنظيم القمة العالمية لمجتمع المعلومات. وكانت تونس خلال الاجتماع الأول للقمة العالمية في جنيف في ديسمبر/ كانون الأول 2003 هدفا لانتقادات حادة لاستضافتها الاجتماع الثاني والأخير للقمة بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان. وطالبت المنظمة السلطات التونسية بوضع حد للمضايقات والاعتداءات على نشطاء حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين، ومن بينهم الصحفي عبد الله زواري الذي بدأ إضرابا عن الطعام إثر ترحيله إلى قرية نائية بعدما أمضى 11 عاما في السجن.
الجبالي والمئات كما طالبت المنظمة الحكومة التونسية بإطلاق سراح  رئيس تحرير صحيفة الفجر الأسبوعية حمادي جبالي ومئات المحتجزين بسبب معتقداتهم الدينية والسياسية والذين لم يلجؤوا قط للعنف أو ينادوا به.
وأجرت تونس العام الماضي ثاني انتخابات تعددية منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1956. وفاز الرئيس زين العابدين بن علي الذي مضى على توليه السلطة 17 عاما بولاية جديدة وحصل على 95% من الأصوات في الانتخابات التي وصفتها أحزاب المعارضة بأنها زائفة.
ودعت منظمة العفو الدولية الرئيس التونسي عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي إلى احترام المعايير الدولية ووضع نهاية لانتهاكات حقوق الإنسان التي سادت البلاد على مدى ما يزيد على العقد. المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ23 فيفري 2005)  

جماعات لحقوق الانسان تنتقد تونس قبل قمة اعلامية دولية
جنيف (رويترز) – اتهمت جماعات لحقوق الانسان تونس يوم الثلاثاء بممارسة الرقابة والتعذيب وقالت انها المكان غير المناسب لاستضافة قمة اعلامية ترعاها الامم المتحدة من المقرر عقدها هناك في نوفمبر تشرين الثاني ما لم تنفذ اصلاحات شاملة. وقالت منظمة “البورصة الدولية لحرية التعبير” التي تناضل من اجل حرية الصحافة في تقرير ان تونس تفرض رقابة على الصحف وتمنع الوصول الى مواقع على الانترنت وتسجن أشخاصا بسبب ارائهم أو أنشطتهم الاعلامية وتستخدم التعذيب. وقالت سهير بلحسن نائبة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان للصحفيين في جنيف عقب توزيع التقرير الذي يتالف من 60 صفحة عن قيود الصحافة في تونس ان عقد قمة عن الاعلام في تونس “مثل عقد قمة عن البيئة في محطة للطاقة النووية.” وتهدف “القمة العالمية لمجتمع المعلومات” التي تدعمها الامم المتحدة الى تجاوز “الفجوة الرقمية” بين الدول الغنية والفقيرة والمساعدة في تسوية قضايا خلافية مثل السيطرة العالمية على الانترنت. ورفضت تونس تقرير “البورصة الدولية لحرية التعبير” ووصفته بأنه “متحيز وغير دقيق” وقالت انه لا توجد عوائق أمام الاتصال بالانترنت وان التعذيب محظور. وقالت الهيئة التونسية للاتصال الخارجي في بيان ان الصحافة حرة في تونس ولا توجد رقابة. وأضافت انه لا وجود لسجناء يمكن وصفهم بأنهم من سجناء الرأي في تونس سواء في القانون او في السجون. لكن المنظمة قالت في تقريرها انها تخشى ان “تستغل (تونس) القمة الدولية لمجتمع المعلومات في تحسين صورتها في الوقت الذي تواصل فيه اخفاء سجلها السيء في مجال حقوق الانسان.” وأضافت “ينبغي لتونس ان تحسن الى حد بعيد تطبيقها للمعايير المتفق عليها دوليا لحرية التعبير وغيرها من معايير حقوق الانسان اذا كانت تريد تنظيم القمة العالمية لمجتمع المعلومات.” وفي الاجتماع الاول للقمة العالمية في ديسمبر كانون الاول عام 2003 في جنيف وجهت انتقادات حادة لاستضافة تونس للاجتماع الثاني والاخير بسبب سجلها في مجال حقوق الانسان. وطالبت المنظمة تونس بوضع حد للمضايقات والاعتداءات على نشطاء حقوق الانسان والنشطاء السياسيين ومن بينهم الصحفي عبد الله زواري الذي بدأ اضرابا عن الطعام اثر ترحيله الى قرية نائية بعدما أمضى 11 عاما في السجن. كما طالبت المنظمة الحكومة التونسية باطلاق سراح حمادي جبالي رئيس تحرير صحيفة الفجر الاسبوعية ومئات المحتجزين بسبب معتقداتهم الدينية والسياسية والذين لم يلجأوا قط للعنف او ينادوا به. وتونس أكثر دول شمال افريقيا رخاء واستقرارا لكنها تتعرض على نطاق واسع لانتقادات تتهمها بتكميم الصحافة وضرب المعارضين وتقييد الحياة السياسية. وأجرت تونس العام الماضي ثاني انتخابات تعددية منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1956. وفاز الرئيس زين العابدين بن علي الذي مضى على توليه السلطة 17 عاما بولاية جديدة وحصل على 95 في المئة من الاصوات في الانتخابات التي وصفتها أحزاب المعارضة بأنها زائفة. ودعت منظمة العفو الدولية الرئيس التونسي عقب الانتخابات الى احترام المعايير الدولية “ووضع نهاية لانتهاكات حقوق الانسان التي سادت البلاد على مدى ما يزيد على العقد.” (المصدر: موقع سويس انفو نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ1 فيفري 2005)

 

تونس ترفض اتهامها بارتكاب انتهاكات من جانب جماعة لحقوق الانسان

 

تونس (رويترز) – رفضت تونس بغضب يوم الاربعاء اتهامها بممارسة الرقابة والتعذيب قائلة ان التقرير الذي ورد به الاتهام والصادر عن جماعة معنية بحرية الصحافة تشوبه عيوب جسيمة. وقالت منظمة البورصة الدولية لحرية التعبير التي تناضل من اجل حرية الصحافة يوم الثلاثاء ان تونس تفرض رقابة على الصحف وتمنع الوصول الى مواقع على الانترنت وتسجن أشخاصا بسبب ارائهم أو أنشطتهم الاعلامية وتستخدم التعذيب. وقال بيان حكومي ان تقرير المنظمة تشوبه عيوب جسيمة وان كاتبيه لم يتحققوا من معلوماتهم ولذا فالنتائج التي استخلصوها تفتقر للمصداقية. وأضاف أن تقرير المنظمة الذي يقع في 60 صفحة يضم عددا من المزاعم التي لا اساس لها والتصريحات غير الدقيقة. وتعتزم تونس استضافة القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي ترعاها الامم المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل. ومن المقرر ان تحضر حكومات ومنظمات دولية القمة في اطار مساع جديدة لسد ما يطلق عليه “الفجوة الرقمية” بين الدول الغنية والدول الفقيرة وتسوية قضايا خلافية مثل السيطرة العالمية على الانترنت. وقالت منظمة البورصة الدولية لحرية الصحافة انها تخشى من أن تستغل تونس القمة لتحسين صورتها معاستمرارها في اخفاء سجلها السيء في مجال حقوق الانسان. واضافت “ينبغي لتونس ان تحسن الى حد بعيد تطبيقها للمعايير المتفق عليها دوليا لحرية التعبير وغيرها من معايير حقوق الانسان اذا كانت تريد تنظيم القمة العالمية لمجتمع المعلومات.” وتونس أكثر دول شمال افريقيا رخاء واستقرارا لكنها تتعرض على نطاق واسع لانتقادات تتهمها بتكميم الصحافة وضرب المعارضين وتقييد الحياة السياسية. وقالت الحكومة التونسية ان حرية الصحافة حقيقة واقعة في تونس وان أعضاء المعارضة يعبرون عن ارائهم بحرية ودون أي قيود سواء في البرلمان الذي يضم ممثلين لخمسة أحزاب معارضة أو في المحافل العامة. واضافت الحكومة أن صحف المعارضة تصدر بانتظام وتعبر عن نفسها في كل القضايا اليومية وأن وسائل الاعلام حرة في تونس وليس هناك أي رقابة على الاطلاق وأن حرية الاعلام مكفولة قانونيا وعمليا. ونفي التقرير أي ضرب للمعارضين قائلا ان حكم القانون معمول به في تونس وان من يثبت ارتكابه اي شكل من اشكال سوء المعاملة يحاسب على افعاله. وتقول جماعات حقوق الانسان ان 500 على الاقل من المعارضين أغلبهم من الاسلاميين سجناء في تونس غير ان البيان شدد على أنه لا وجود لما يسمى بسجناء الرأي في تونس سواء في القانون او في السجون.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 23 فيفري 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

 

الحزب الديمقراطي التقدمي

10 نهج ايف نوهال تونس                   

  

بيـان المجلـس الوطنـي

( دورة الفقيد نورالدين بن خذر )

 

 

عقـد الحـزب الديمقراطي التقدمـي مجلسـه الوطني الأول يومي 12 و 13 فيفري 2005 بتونس العاصمـة برئاسـة الأخـت ميـة الجريبي  بمساعدة الاخوة أحمـد بوعزي وعبد ا لمجيد المسلمي ومـاهر حنين وعبـد الجبار الرقيقي .

 

 وفي مستهـل أشغـالـه نعـى المجلس  فقيـد الحركـة الديمقراطيـة التونسيـة المناضل نورالديـن بن خـذر وتخليـدا لذكراه أجمـع الحاضرون على إطلاق اسـم     ” دورة نورالديـن بن خـذر ” على أشغـال الـدورة الحاليـة. 

 

و علـى إثر الجلسـة الافتتاحيـة الممتـازة التي اتسمت بحضور وتـدخـل ممثلي المجتمـع المدنـي والسياسي والشخصيـات الوطنيـة والتي تـداول فيها على الكلمـة ممثلو الأحزاب الوطنيـة  والرابطـة ا لتونسيـة للدفـاع عـن حقوق الانسان.

 

وبعـد  الاستماع   لكلمـة المكتب السياسي التي ألقاها الأميـن العام للحزب الأخ احمـد نجيب الشابي تـابع المجلس الوطني أشغـالـه في إطـار لجان ثلاث هي:

 

–       لجنـة تقييم مشاركـة الحزب في الانتخابات الرئاسيـة والتشريعيـة لسنـة 2004

 

 – ولجنـة برنامج عمل الحزب لسنـة 2005

 

–       ولجنـة السياسـة الاجتماعيـة .

 

وبعـد التداول والنقاش الحـرٌ انتهـى المجلس إلـى ما يلـي :

 

1- بصـدد تقييـم مشاركـة الحزب الديمقراطي التقدمي في الانتخابات العامـة لسنـة 2004

 

يؤكـد  المجلـس أنـه بالرغـم مما إعترى مشاركـة الحزب من نقائص ومحدوديـة في الأداء نتيجـة المحاصرة الاستثنائيـة التي واجهـت بهـا الإدارة القائمات الديمقراطيـة التقدميـة فان مشاركتـه الاحتجاجيـة مكنتـه من البروز كقوة سياسيـة معارضة في وجـه الحكـم الفردي المطلق من خلال الترشح الاحتجاجي للأميـن العام رفضـا للإعتـداء على الشرعيـة الدستوريـة وللإقصاء المنهجي الذي يستهـدف حزبنـا ومن خلال التقدم في 21 دائرة انتخابيـة بقائمات متميزة تؤسس للبديل الديمقراطي المنشود ومن خلال رفض كل أشكال التزييف وقرار الانسحاب من الانتخـابات وتحميل الحكـم مسؤوليـة مصادرة سيادة الشعب.

 

2- وعلى الصعيـد الاجتماعي :

 

 أكـد المجلس الوطني أن التقدم بالنضال السياسي في بلادنـا وفـك عزلتـه يستلزم ربـط القضايا السياسيـة بالقضايا الاجتماعيـة .

 

ووقف المجلس الوطني على تعـدد مظاهر تدهور الأوضاع الاجتماعيـة واستشراء البطالـة وتفاقمها خاصة في أوساط حاملي الشهادات وتسـارع غلق المؤسسات وتسريـح العمـال وتدهـور المقدرة الشرائيـة لعـديد الشرائح الاجتماعيـة خاصة أمام ارتفاع نفقات التعليـم والصحة وثقل عبئ الضرائب.

 

كمـا وقف المجلـس عنـد خطورة تفشـي المحسوبيـة وانعـدام الشفافيـة في التصرف في الأموال العمومية خاصـة في القطاع البنكي مما شلٌ قدرتـه على دفـع الإستثمـار وتشجيـع المؤسسـات الصغرى والمتوسطـة .

 

كمـا شـدٌد المجلس الوطني على أن تفاقـم التفاوت بيـن المناطق والفئـات وانعـدام الحلول الملائمـة لقضايا الهجرة السرية ودفع الاستثمـار والتشغيـل بات يهـدد الاستقرار الإجتماعي في بلادنا وعليـه فان المجلس الوطني إذ يحمل الحكـومـة المسؤوليـة الكاملـة في تدهور الأوضاع الاجتماعيـة  فهو يوصي بإ يلاء الظروف المعيشـة لعامـة المواطنيـن الأهميـة التي تستحق ويؤكد تأييده الكامل للحركة النقابيـة في نضالها من أجل الدفاع عن حقوق العمال ومكتسباتهـم ويساند المجهودات الراميـة الى بعث منظمـة وطنيـة لمقاومـة الـفسـاد و يوصي بدعـم بعث    ” المنتـدى الاجتماعي ” إطارا جامعا للحركـة الديمقراطيـة في حقل العمل الاجتماعي.

 

ويـؤكد المجلس الوطني أن التصدي لظاهرة التسريح عـن العمل وظاهرة بطالـة حاملي الشهـادات تتصدر قائمـة أولويـات برنامج عمل الحزب الاجتماعي ويقرر أن يجعل من بعث صندوق التأميـن على البطالـة مطلبـه الاجتماعي الأول لسنـة 2005.

 

3- وعلى المستوى السياسي :

 

 يـعتبر المجلس الوطني أن النتائـج التي أفضت إليها الانتخابات العامـة لسنـة 2004 عمقـت الأزمـة السياسيـة التي تعيشها بلادنـا وفوتت على تونس فرصـة التداول السلمي على الحكـم الذي كان مدرجـا على جدول أعمـال البلاد بموجب  أحكـام الدستـور وقوضت أركان شرعيـة نظام الحكـم الذي خرج من هـذه الانتخابات بالرغـم من انتصاره الظاهر ضعيفـا وبرز للرأي العام الداخلي وفي المنتظـم الدولي كسلطـة لا تستمد شرعيتها من التعبير الحرٌ لإرادة مواطنيهـا.

 

وإذ يؤكـد المجلس الوطني أن نضـاله في أفق البديل الديمقراطي يتنزل في إطار إحـداث القطيعـة الديمقراطيـة مع نظام الحكـم الفردي فانه يناضل من أجل تحقيق المطالب الوطنيـة الملحـة للحركـة الديمقراطيـة ويقر برنامج العمل الذي تقدم به المكتب السياسي لسنـة 2005 وخاصة بـ:

 

أ-إطـلاق حملـة وطنيـة من اجل العفو التشريعي العام وإحياء ذكرى الاستقلال بتنظيـم تظاهرة مغاربيـة تحت شعار ” مغرب عربي بلا مساجيـن ” وإصدار كتاب أبيض حول المحاكمات السياسيـة والعفو العام وتنظيـم تجمعـات سلميـة للمطالبـة بإطلاق سراح المساجيـن وتفعيل التضامـن مع عائلاتهـم .

 

ب- جعل سنـة 2005 سنـة حريـة الاعلام والصحافـة بما ينقل هـذا المطلب من مستوى الشعار إلى حيز الانجاز والتنفيذ بتنظيـم تظاهرة  دوليـة بمناسبـة اليوم العالمي للصحافـة في 3 مـاي القادم بالتعاون مع الأحزاب الصديقـة وبتنظيـم أسبوع لحريـة الاعلام والصحافة ورفع الرقابة على الأنترنيـت.

 

ج- يدعو المجلس الوطني إلى عقد ندوة وطنيـة للمعارضة التونسيـة للدفاع عـن الشرعيـة الدستوريـة والدعوة إلى إصلاحات جديـة تقرٌ الفصل الحقيقي بين السلطات وتحدث التوازن والمراقبـة بينها بإقرار مسؤوليـة الحكومـة أمام البرلمان وضمان استقلال القضاء وإنشاء محكمـة دستوريـة تكفل علويـة الدستور وملاءمـه القوانين لأحكامه وضمان الحريات الفرديـة والعامـة واحترام إرادة الشعب بتنظيـم انتخابات حرة ونزيهـة .

 

د- وبخصوص الانتخابات البلديـة القادمـة فان المجلس الوطني يعتبر أنها ستدور في نفس الإطار القانوني والمناخ السياسي الذي جرت فيه الانتخابات العامة للخريف الماضي وتفتقـد لكل رهان انتخابي  و يؤكـد أن غيـاب الرهان الانتخابي لا يفيـد غيـاب كل رهان سياسي وأن مقاطعـة الانتخابات في ظروف العزوف الشعبي لا تخرج عن حالة السلبيـة العامـة وأن اغتنام فرصة هـذا الاستحقاق الدستوري للقيام بحملـة دعائيـة وسياسيـة يمنح المعارضة فرصة للحضور السياسي قلما تتوفر لها في غيرها من المناسبات ويسهم في إحداث حالة من النهوض. فالمعارضة الديمقراطيـة قادرة لو توحدت أن تخوض هـذا المعترك في أهـم الدوائر مما يمنحها فرصة الحضور في أكبر المدن وبروزها كقوة سياسيـة وميدانيـة فعالة.

 

لـذلـك يدعـو المجلس الوطني إلى تشكيـل أوسع جبهـة انتخابيـة بمناسبـة هـذا الاستحقاق ويكلف المكتب السياسي بالقيام بالمشاورات الضروريـة لقيام هـذا التحالف الانتخابي باعتباره شرطا محددا لدخـول الحزب الديمقراطي هـذا المعترك.

 

 وعلـى صعيد الوضع العربي وقف المجلس مطولا أمـام تطور الأوضاع في المنطقـة وحيٌا نضال الشعبين العراقي والفلسطيني ومقاومتهما من أجل الحريـة والاستقلال وأكـد المجلس رفضـه لمحاولـة إضفاء شرعيـة وهميـة على الحكومـة المنصبـة مـن قبل الاحتلال مؤكدا أن الشرعيـة الجديدة للدولـة العراقيـة لا يمكن أن تنبثق عن انتخابات يشرف عليها المحتل ويوصي المكتب السياسي بدعـم حضور الحـزب على الساحـة العربيـة والقيام بالمشاورات الضروريـة لتوحيـد موقف المعارضة العربيـة مـن المشاريع المعروضـة على المنطقـة.

 

تونـس في  13 فيفري 2005

 

رئيسة المجلـس

ميــة الـجـريبــي

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 فيفري 2005)  

 

 

رسالة لا تحتمل التأجيل

 

من ركب الكلمات لتأتينا حبلى بكلّ هذه المعاني المنتصبة؟

إلى سمير العيّادي، من جعل شدو الكلاب أعلى الأولمب وأسفل القمور الشاهقة؟

 

الحرف زُلفى والصورة مشبّعة ولا مكان للأقمار الهاوية، قد تجيء الأحلامُ بمن لا منايا له، وقد تنبت الأضغاط على أطراف الذاكرة، لكنّ الثلاث الأولى تحسّست جرحها ولم تبرح الأنفاس الجامدة. الصمت سور والكلام مرايا ولا حديث سوى عن الثلاثة الثالثة… هُنَّ كَهَنَّةٌ، كثمالة الأوجاع المستعصيّة، تستقي الأوهام من بقايا الأبنية المتصاعدة. الأبنوس جلمد واللّجين باحة ولا صبر إلاّ حين تأذن مآذن المدن البعيدة القاتلة. حرفُ علّة هو، أنبت الزعتر على مطاوي الشفاه الطائفة، وراح ينبح في الأعراب منشدًا، عن مزايا الهزائم الجميلة الزاحفة. كنّا والكون كان، وشتّان بين الكمال والكينونة الناقصة، هكذا قال من حمل السحابَ على أكفّ ملتهبة، وهبّ من ثنايا الوهم يؤسّس للعهر مملكة منتقصة… لم تَأْتِنَا المَرَايَا بمن أثخنهم الصبر شرابًا، ولا مكثت فينا ريح السّموم برقصاتها البديعة الجامحة. ذلك الأهوج مولى لصوصيّة، هو للصحاري رديف فراغها دون نوازعها الجميلة الواقفة. لن تنبت من نواياه سوى لفائف أحقاد وبقايا البغايا المستعرة، عفّته الحروف والعلّة منها ترفّعت عن علله المزمنة. صارت البهائم تكتب الوصايا وتؤّلف من الصمت ألف زنبقة بلوّرية خارقة… صارت نوايانا مفضوحة والصمت منّا أشبه بمدائح المدن الخاوية… تلك الجبال المتشاهقة حملت زنّارًا وبقيت دهرا تسأل عن علاقة الإبريق بثمالة الثلاث الباقية… صار الإعراب لحنا وانقلب الكلمات وشمًا بين فخضي تلك الأسئلة المتصابية. عمّ السؤال وأنفسنا البلورية تفضح نوايانا السائلة؟ السؤال علقم، هكذا قالت العجوز حين ارتدت بكرًا بفعل الدعاء المستجاب والأدعية الجامعة. ستنبت من العيون سيوف الاعتذار وكلّ دفوف المَعْذِرة. في تلك البراري البعيدة، جلس الحادي يؤلّف من دجى مؤّالك ألف طيف وأطياف الطيور العاكسة. الريش منبت الحرف، والمداد تنكّر للأحرف الصحيحة الفاعلة. العلّة هجرت الياء وسكنت بعضًا من مواجع الألف المتكئة، بين البين والبين بيت للشعر وآخر لأهل الصحف الفارغة، سيأتي زمان نَسْبي فيه نوايانا ونلجم الفؤاد حين يبغي المغامرة، سيأتي موّال، نعصر من صمته كلّ الخمور البائسة. السؤال سلوى، والجبل صار كسهول البقيع الفاقعة، وتلك التي طرحت سؤالا عن معاني الأحزان والأوهام وكلّ من فرك الدمع بدماء الثلاث الباقية، انقلبت شرفا، نتدثّر بأطرافه ونسبح بين ثنايا أمواجه الطائفة… ليت السؤال يصير خمرًا، لنسكر من عقودنا المنفرطة، فتأتي المنامات واقفة، ونشتهي حينها بعض البعض من نوايانا المؤمّمة… يا سامعي، حين أصغينا السمع، أتتنا الذئاب بألحان النهايات المؤسِّسة، وصار الكلام عمّن أنزل الصلبان وأثخن الابتسامات المتصابية. لا سؤال لمن كان كمثل كلماتك الفاعلة، ولا سلوى سوى لمن ركنته حروف البين بين وعفّته من حملت علّة القرون القادمة… يا سامعي، أبحث مثلك عن حرف لم تأت به المعلّقات السبع ومن بعدها كلّ الأشعار الماكثة، وأروح في تعب أنبش الكلمات وأنفض عنها تسابيح من جعل الحروف حبيسة النوايا المفتعلة… يا سامعي، سنرهف السمع يومًا، علّنا نسمع في تلك البلدان البعيدة، من ينشد أشعارنا، لتكون لنا رداءً وتقينا صقيع الأفاعي الباسمة… حينها، سنؤلّف للصمت موّالا، ونذرف الفرحَ ونذريه فوق تلك الأنهار الجامدة… حينها، سنحتلّ عقولهم، وننوح فرحًا، حين تصير المناحات باحة الأفراح الناقصة… حينها، سنبكي دماء التماسيح، ونرشّ العقول بأبيات أشعارنا المتطاولة… حينها سنأتي أنفسنا صبرها، ونتعرّى من كلّ التفعيلات المنقوصة وبقايا قصيدة النثر المتناثرة… حينها، يصير الحين مطيّة لكلّ فرسان الكلمات الشفّافة العابرة، وتصير كلماتنا سلوى للعابرين من ثلاث وثلاث وكلّ ثلاث باقية… حينها يكفّ القلم عن نباح الغناء وينبش عن معاني الغنى الباقية… حينها… حينها… حينها…. حينها أرفض الصمت، وأنزوي ساكتًا، لا أبرح من أتقن العزف على أفئدتنا المكتنزة… حينها تنوح البلابل شدوًا بمن نزع العروق وأسكن الجذور مدن السحب الجاثمة… يا سامعي، أيّ معنى للكلمات، حين يرتدّ صداك سدّا أمام فحيح الأقلام الفاجرة؟ أيّ كلمات نُنبتُ لنبلغ “الأولمب” وننزوي دون الآلهة المتصابية؟ أيّ فجر سيغيب على وقع سنابك المفعول فيه وحوافر النعت الفاعلة؟ أيّ أيّ سنحمل لصبية منّا لا يلوون سوى عن بعض الفتات من جمل منقوصة ومعان ناقصة؟ النيل صار مدادا، والأقلام أصابها عقر من أنتبت الجدائل الطويلة الفارعة. أيّ معنى للكلمات، والصمت يرنّ صارخًا من وقع البغايا المجاهدة؟ أيّ صبر سنوزّع على القبائل العاربة، أيّ نبيذ ترضى به الأقوام المستعربة؟ من أيّ علبة جئت به، أجابك الدهقان طعنًا في نوايا من نزع الفتيل عن النهود المتفجّرة. أرسلَ سمعه فاتحًا، وأبقى الأبصار تسترق كلّ الأصوات المتسلّلة. لم نبلغ الربع الحافل بالخلاء لنرتدّ صعاليك الكلمات الثاقبة، ولن نصير “عروة”، فالمواثيق تشدّنا إلى عظام الأجيال البائسة… يا سامعي كلماتك صدى لكلّ الآهات والمواويل الباقية. حين تحملُ المزمارَ، ستتبعك كلّ جرذان القلم ومن حمل القراطيس الواهمة. إرم بهم في مزابل الوعي ولا ترحم توسّلاتهم الجارحة… لا صبر لمن لا صبر له، هكذا قال الفلاسفة، ومن عجنوا الكلام في بلاد طروادة المتسلّلة. من حمل السيف الورقيّ، جعلناه إمام الصفوف المتقدّمة، من انزوى دون الورى، عقدنا له الميمنة، من صاح فينا مبشّرا بالهزيمة، ألبسناه عباءة السلطان الحارقة. من لاذ بنا ذلاّ، جعلناه صورة الشجاعة المتراجعة. من استبق الكلام نصّبناه على خوازق اللذّة الخارقة… من… من… من… من أسال السؤال وأرداه شرابًا، عقدنا له كلّ الأكاذيب المؤكّدة… من أشاح عنّا أصابعه المقطوعة، بسطنا له كلّ الأفاعي القاطعة… يا سامعي، الكلام سلوى الجياع ومن لا يملكون ذرّة ملح صادقة، الحروف وسادة لا تسند سوى من كنز الأحلام المهترئة… لا تبرح حرفك، فالكلمات منك أعجل من سيوف الأرض مجتمعة، عجلّ بها بترا لكلّ النوايا البائدة.

 

المرسل:   نصر الدّين بن حديد.

الإقامة:   بين الثلاث الأولى وقبل الأخيرة المرتعدة.

الرجاء:   أن تجعل الكلام هوّة البعض وجسر النوايا الفاعلة.

 


حواراتنا والطاقات المهدورة

 

بقلم : تونسي مغترب

 

مرة أخرى ، يضطرنا بعض الكتاب في قائمة (تونس نيوز) لشهود جولة أخرى من الحوارات المؤسفة والعقيمة التي تميزنا، والتي يخوضها البعض حاسبا كل صيحة عليه..

 

أقول هذا بعد اطلاعي اليوم على حلقة جديدة من (الملحمة) التي يخوضها الكاتبان الفاضلان (نصر الدين بن حديد) و(خالد شوكات) على صفحات تونس نيوز. ولست أدري إن كان الله عز وجل سيبتلينا بقراءة حلقات جديدة منها ، أم أن المشاركين فيها سيهتديان إلى ادخار طاقاتهما لمواضيع أكثر جدية تنسجم وحجم هموم الأمة.

 

أرجو ألا يفهم قولي هذا على أنه انتقاص من قيمة الحوار في حد ذاته ، فهو قيمة رئيسية يجب الحفاظ عليها ، ولا شك في وجود بعض الفائدة في طياته.. ولكنني أحسب أن من الواجب الاستفادة من اختلاف وجهات النظر من خلال التركيز على محتوياتها الإيجابية فقط ، وغض الطرف على بعض نقاطها السلبية المغرقة في الهمز واللمز بما لا يليق في الحوارات العلنية.. وأنا أربأ بالكاتبين الفاضلين أن يتماديا فيها، عن طريق الانفعال وقبول الاستفزاز والانسياق وراء استقصاء زلات الآخر ومحاولة الانتقاص من شخصه ..

 

لقد وردت في طيات الردود بعض النقاط الإيجابية التي قد تهم القارئ ، وأرجو أن يكتفي الكاتبان بالدندنة حولها كي نستفيد من بضاعتهما ، ولا يلتفتا لما قد يرد من سلبيات في أثناء الكلام .. فبهذا الشكل نجتنب اختلاق العداوات الموهومة على المستوى النفسي، ونضمن استمرار الحوار الفاعل المؤدي إلى تحديد الأرضية المشتركة في فهم القضايا المطروحة ، وإعذار الآخر في ما بقي فيه الخلاف.

 

مع خالص التحية،

تونسي مغترب.

 

 

مائة مصباح من مشكاة النبوة

  الحلقة الثمانون

 

أخرج البخاري والترمذي وإبن ماجة عن عبدالله بن محصن أنه عليه السلام قال ” من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها “. ـــــــــــــ

 

من شواهده ” رضي الله عنهم ورضوا عنه ” وغيرها كثير …

 

موضوعه : القناعة كنز لا يفنى والغنى غنى النفس ولا يملا جوف إبن آدم إلا التراب .

لا تغضن الطرف أبدا عن قوله ” منكم ” تماما كما في قوله في القرآن الكريم ” منكم ” يعني أولى الامر طاعة فرعا عن طاعة الله وطاعة رسوله عليه السلام لا إستقلالا فكلمة منكم هنا وهناك تؤدي دورا خطيرا جدا لا يؤديه سواها ذلك أن من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه لا ينفعه ذلك في شئ كلما كان لا يؤمن بالله سبحانه وكيف يقنع الكافر وقد جعلت له الدنيا جنة يركض فيها ركض الوحش في البرية لا يعرف حراما من حلال ولا منكرا من معروف فالذي يملا النفس قناعة وزهدا إسلاميا صحيحا لا مزيفا وإيثارا لما عنده سبحانه ليس هو أن تصبح آمنا في سربك معافى في بدنك عندك قوت يومك ولكن الذي يحقق ذلك وأكثر منه هو الايمان بالله سبحانه إيمانا مؤسسا على اليقين وقائما على الصبر والدليل أنك تلفى اليوم ملايين من المسلمين بعضهم لا تفوته ركعة واحدة ولا سجدة في المسجد سوى أنه لفرط تعلق قلبه بالدنيا تعلقا مريبا لا تبصره حين تبصره سوى متهافتا على متاعها لاهثا وراء حطام ركلته الاقدام لا يبالي في سبيل تحصيلها بظلم هذا والفجور مع ذاك وتخطي حرمة ضعيف فمثل هذا حتى لوأدى زكاة ماله بل وتصدق إحسانا فإنه حرم وقار المؤمن ويقينه وثقته وهو يسعى لطلب الدنيا تماما كما يسعى الذباب المتهافت على الجيف والقاذورات يتنافسها لا يرعى في بعضه بعضا إلا ولاذمة وغالبا ما يكون أهل اليسار والثراء هم سواد هذا الضرب من المؤمنين . فما ينبغي للمؤمن وهو يسعى لطلب الدنيا سوى أن يتميز في سائر أطوار سعيه عن غيره فإذا ما تميز في ذلك فله بعد ذلك أن يكرع منها ما شاء له الله أن يكرع نهلا حلالا وريا زلالا وله عليه السلام حديث في هذا الصدد يقول فيه ” والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم فاتقوا الدنيا وأتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ” وهو حديث صحيح . فالنعي هنا منه عليه السلام ليس على طلب الدنيا وأنت تعلم أن أغلب المبشرين بالجنة من مشاهير الاغنياء من مثل أبي بكر وعثمان وإبن عوف وسائر الصحابة من مستوري الحال كما يقال أو من الفئة المتوسطة فدينهم يحرم عليهم ذل السؤال ولم يكن واحدا منهم فقيرا بسبب كسله أو تبطله إلا إبتلاء منه سبحانه أو عن كثرة إنفاق كما فعل أبوبكر عليه الرضوان يوم لم يترك لاهله حبة خردل من طعام وهو يساهم في تجهيز جيش العسرة . إنما النعي منه هنا عليه السلام على التنافس غير المشروع المفضي إلى الاهلاك وهو تنافس سئ الصورة ومدخول المعنى معا فالتنافس من المؤمنين على الدنيا تنافسا تذهب معه مياه الحياء وتبدو فيه نواجذ المرء بارزة لشدة حرص وتهافت هي صورة منفرة تذهب حلاوة الايمان رغم مشروعية التنافس كلما إبتعد عن المحرمات المعروفة من مثل الكذب سيما في التجارة حتى قال عليه السلام في الحديث الصحيح ” التاجر الصدوق مع الانبياء يوم القيامة ” وهو ذات المعنى الذي عده عليه السلام من أمارات الساعة ” أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ” فليس تطويل البنيان عيبا ولكن التنافس فيه تفاخرا مذهب للايمان .

 

الدنيا في نفس المؤمن : أمن في الجبهة الداخلية و معافاة في البدن وأمن غذائي  .

السرب هنا هو العائلة وسائر ما يسرب ” وسارب بالنهار ” أي يسعى أو يسعى عليه ويحدب. قال عليه السلام ” منهومان لا يشبعان طالب دنيا وطالب علم ” وهو نهم لا يليق بالمؤمن ووسطية الاسلام تعلم على نحو قوله ” وإبتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا” لذلك تعوذ عليه السلام من أربع منها ” ونفس لا تشبع ” وعرف الزهد الاسلامي الصحيح رغم عدم ورود الكلمة على لسانه عليه السلام بأن ” تكون بما يد الله سبحانه أوثق منك بما في يدي الناس ” وهذا مشاهد اليوم لو أبصرت مليا فكم من قارون من قوارين هذه الامة أمسى يسوم الناس الخسف تفاخرا بماله فما أصبح حتى طاف عليه طائف من ربك صارما وهو يقلب كفيه على ما أنفق وكم من جنة حولتها الحرائق أو الصواعق أو الزلازل أو السرقات أو ما سلط عليها بيابا قفارا خاوية على عروشها كأن لم تغن بالامس القريب وسائر ذلك دروس لعل الناس يذكرون وما كارثة تسونامي منا ببعيد . ركز الحديث على ضربين من الامن ضروريين لحياة الانسان وهما الامن النفسي الذي إمتن به سبحانه علينا لعلنا نعبده ” الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ” والامن الغذائي ولا ضير فلقد كان يتعوذ عليه السلام من الكفر والفقر سواء بسواء لان الفقر طعم في مصيدة الكفر والامر اليوم عندنا مشاهد في إفريقيا حيث يخضع فقراء المسلمين هناك منذ عقود طويلة لخطة صليبية تبناها الفاتيكان وسماها ” نصر مسلما بدولار واحد” في حين تميد موائد الخليج العربي باطنا بالذهب الاسود وظاهرا بالنزل الفخمة التي لاوجود لها على سطح البسيطة بأسرها لفرط فراهتها وإنبساط نعيمها . كما لم يغفل الحديث نعمة العافية التي كثيرا ما يجور عليها إبن آدم تناولا للحرام الضار أو شرها نهما أنى لرمضان أن يقتحم سدودها الشحمية الكثيفة لمن صام نهاره وشفى غليله من المآكل والمشارب في ليله .

 

أخصب مراعي القناعة : النظر إلى من هو دونك .

قال أبوذر أوصاني خليلي محمد عليه السلام بسبع أولها أن أنظر إلى من هودوني ومنها حب المساكين والدنو منهم وهذا أمر مجرب لذلك أوصى عليه السلام بزيارة القبور بعدما منع ذلك إلى حين تمكن الايمان بدل الشرك في النفوس لان القبور وسائر ما يتعلق بالموتى يذكر بالاخرة كما أوصى بعيادة المرضى ورغب في ذلك في الحديث القدسي ترغيبا لا نظيرله حتى أن عائد المريض يجد الله سبحانه عنده أي يجد رحمته ولطفه لابل جاءت أحاديث كثيرة صحيحة منها ما أخرجها الشيخان تعلن أن أغلب أهل الجنة من الضعفة في حين يعمر المستكبرون النار والله سبحانه من لطيف عدله ودوام حكمته لا يجمع على عبده أمنين ولا خوفين والمقصود عبده المؤمن الذي لا يأمن على نفسه في الدنيا المرض والخوف وقلة الحيلة وذات اليد يعوضه عن ذلك لو صبر وإحتسب بخلاف من يتمرغ في الدنيا تمرغ الملوك تحرسه جيوش لجبة من الازلام فلا تطأ أنفه ذبابة ولا يتعرض لنسيم يجرح خديه وليس ذلك حال المؤمن سوى في حالات معدودة جدا ليست هي الاصل . كما علمنا عليه السلام دعاء حين نلقى من به عاهة ومصاحبة المساكين عامة في الدنيا حصن حصين ضد أدواء التكبر وكفر نعمة ولي النعمة سبحانه فعليك بهذا المشفى لا يفوتنك مريض إلا عدته ولا ميت إلا غسلته وكفنته ودفنته ولا صاحب عاهة إلا وقفت عليه طويلا تساعده ولا فقيرا مدقعا إلا رحمته فإن سائر ذلك يرقق منك القلب ويزرع فيك الحب والحنان والرفق والرحمة ويسكب منك الدمعة ويلهج منك اللسان بالحمد آناء الليل وأطراف النهار ثم تكتسب قناعة وزهدا إسلاميا صحيحا خالصا لا مزيفا زهد من لا يملك ما يزهد فيه حتى قال الامام الشافعي مصورا حقيقة الغنى الذي قال فيه عليه السلام ” الغنى غنى النفس والطمع هو الفقر الحاضر ” ” الغنى عن الشئ لابه ” وكم من مدخن اليوم تستعبده سيجارة وكم من مدمن خمر يبيع دينه بجرعة خمر وكم  من لاهث وراء النساء لهث الذباب وراء القذارة تحكم عليه كماشات الاستخبارات الدولية المجرمة بفكيها مقابل ليلة حمراء مع غانية زانية طعما قذرا يصطاد كبار المسؤولين ولو إستغنى الناس بما رزقهم ربهم سبحانه صبرا وشكرا وقناعة لبقيت قلوبهم معلقة به سبحانه لا تبرح تلهج بذكره طامعة آملة .

 

هل يصرف هذا الحديث المؤمن عن طلب الدنيا والانتماء إلى عالم الاغنياء والاثرياء ؟

لك مني نصيحة أغلى عندي من الدنيا وما فيها لحسن إستقامة حياتك : لاتبرح الوسطية في كل أمرك فهما وعملا صغيرا وكبيرا . الوسطية مظنة الحق والصواب دوما وهي مفضية إلى سعادة الدارين ولا شك غير أن تحصيلها ليس يسيرا دوما يصرفك عنها طيش منك أو بيئة مؤثرة ولو كانت يسيرة المنال لصوب الله رؤوس الناس في الجنة وكفى الله المؤمنين القتال . والناس حيال الدنيا ضربان كلاهما ممقوت فلا الساعي فيها سعي الوحش غير معيب المسعى طائل ما طالت ثرواته ولا الزاهد فيها طلبا بالحلال إطعاما لمن يعول وتحصيلا لفريضة الزكاة والحج في الحد الادنى غير معيب المسعى كذلك . ولن أزال أعتقد أن المسلمين اليوم لو كانوا في جملتهم أغنياء أثرياء ما إنهالت عليهم النكبات من كل صوب وحدب ولك مني نصحية أخرى : لو تعرضت لحديث يزهدك في الدنيا فانظر إلى جانبه تلفى حديثا آخر يرغبك في طلبها إغاثة للملهوف وتعميرا للدنيا بالخير فلا تأخذ حكما من حديث واحد ولا من آية واحدة فتضل ويضل فهمك . ولك في قصة ذي القرنين درس بليغ في سورة الكهف وفي ملكة سبأ بلقيس كذلك وفي الانبياء الملوك من مثل داود وإبنه سليمان أيضا فإن أغناك الله فعبادتك الشكر قلبا ولسانا ويدا وإن قدر عليك رزقك فعبادتك الصبر قلبا ولسانا ويدا وفي الحالين عليك أن تعلم أن المال خير لك يوم أغناك والفقر خير لك يوم قدر رزقك وأعلم أنه مبتليك في الغالب بهذا وذاك ” فتنة ” كما أخبر.

 

أركان القناعة الثلاثة التي أشار إليها الحديث لا تتحصل بدون طلب الدنيا :

هذا درس مهم جدا وهو خفي جدا فتأمله : هل تصبح يوما آمنا في سربك معافى في بدنك عندك قوت يومك لو لم تسع بالامس لتحصيل ذلك ؟ الامن الذي أصبح لك سربالا هو ثمرة حسن تدينك بعقل ووقار وحياء فلم تظلم فتسجن ولم تكفر فتبتلى إستدراجا ولم تقطع جارك فأمنت بوائقه وأمن بوائقك وأمن سربك ثمرة تربية منك وسعي دائب . المعافاة التي أشربها بدنك حيوية ونشاطا ثمرة تقوى في كسب الحلال وأكل الحلال وتجنب الحرام وأداء حق بدنك عليك من ترويض وعمل . القوت الذي يطعمك سائر يومك مع سربك ثمرة عمل الامس وسعيه وهو سعي حصله بدن معافى ودعمه مناخ آمن . فقل لي : لو كان أمسك تمرغا في مهلكات البدن ومذهبات الامن وتعطلا وتبطلا بدون عذر هل تصبح اليوم وقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها ؟ تدبر هذا مليا فهو كفيل بالجمع بين أمرين لم يجتمعا سوى في الاسلام : عمل للدنيا لا ينقطع سوى للراحة والعبادة وعمل للاخرة لا ينقطع سوى للراحة وللعمل للدنيا .

 

                                                                           الهادي بريك / ألمانيا

 

 

LE PLAN SHARON EST UN CADEAU EMPOISONNE

 

Houcine Ghali

 

Le dimanche 20 février, le Cabinet israélien, sous la houlète de son Premier ministre Ariel Sharon, s’est prononcé pour l’évacuation de 8 000 colons de Gaza et de quatre implantations situées au Nord de la Cisjordanie (Ganim, Kadim, Homech et Sanur). Le document signé précise que le retrait de ces terres spoliées aux Palestiniens en 1967 débutera le 20 juillet prochain. D’ici là, beaucoup de sang pourrait couler sur cette terre “promise” aux uns et ancestrales aux autres, comme tant de concessions palestiniennes et arabes auront certainement lieu car les sionistes n’ont jamais rien laché sans bénéfices largement consentis.

 

La décision du gouvernement israélien de rendre aux Palestiniens la bande Gaza a été saluée aussi bien par les médias occidentaux que par la presse du monde arabe comme une acte politique historique de la part d’Ariel Sharon et un signe de sa bonne volonté d’instaurer la paix ave l’OLP. La libération des cinq cents prisonniers palestiniens qui a suivi a encore été interprétée comme un geste magnanime d’un pouvoir sioniste tout d’un coup “épris de paix et de justice”.

Il faut d’abord préciser ici que la quasi majorité des prisoniers libérés arrive au bout de sa peine et il ne lui restait que quelques jours de prison. Les prisonniers palestiniens allaient donc quitter, de toute façon, leurs geoles israéliennes dans quelques semaines sans la “clémence” sioniste. Mais Sharon, fidèle à sa stratégie machiavélique et à sa perfide tactique, a su transformer cette libération normale en concession exrtaordinaire! Les dirigeants arabes et Mahmoud Abbas savaient que Sharon utilise des méthodes malveillantes dans son marchandage pour l’instauration d’un Etat palestinien, mais font comme si de rien n’était car ils ont décidé de jouer le jeu de la soumission jusqu’au bout.

Mieux encore, l’évacuation de la bande de Gaza a été décidée en même temps que “le rattachement des plus importantes colonies de Cisjordanie à l’Etat d’Israel”, événement qualifié d’historique par les conseillers de Sharon le lendemain de la prise de cette décision.

 

En effet, le dimanche 20 février, le gouvernement Sharon a adopté le nouveau tracé de la barrière de séparation, autrement dit la continuation de la construction du mur de sécurité et, comme par hasard, ce dernier englobera les implantations de Maale Adoumin de 30.000 habitants située à seulment dix kilomètres à l’Est de Jérusalem, de Betar IIit, à côté de Bethléhem et de Goush Etzion, entre Hébron et Bethléhem. De même, et toujours dans le cadre de la finition de la construction de la barrière de séparation, Israel a décidé de confisquer de nouveau, les superficies de terre palestinienne pour relier la colonie d’Ariel (20.000 habitants) aux villages agricoles situés aux alentours, ainsi que Kiriat Arba et la Vielle-Ville de Hébron qu’il faut rattacher à l’Eat d’Israel. Ainsi, d’après le colonel Danny Tirza lui-même, responsable du tracé de la barrière de sécurité, 10% de la superficie actuelle de la Sijordanie seront engloutis par l’Etat hébreux! Un simple coup d’oeil sur la carte géographique illustre clairement le malhonnête stratagème de Sharon : ceinturer Jérusalem Est par le mur et couper ainsi l’herbe sous les pierds de ceux qui aspirent à ce qu’elle devienne un jour la capitale de l’Etat palestinien.

 

Devant cette politique du fait accompli et de l’arrogance sioniste, l’Egypte a répondu par la réouverture de sa représentation diplomatique en Israel, après une suspension qui a duré quatre ans. En effet, le président Moubarak, au pouvoir depuis 19881 et bientôt candidat unique à sa propre succession de la manière la plus anti-constitutionnelle, vient de nommer Mohamed Assem Ibrahim en tant qu’ambassadeur à Tel Aviv.

D’autres gouvernements arabes ne tarderont pas à en faire de même, ne serait-ce que pour répondre favorablement aux injonctions américaines et demeurer ainsi plus longtemps au pouvoir.


 

Lire aussi ces articles

5 septembre 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année,N° 3422 du 05.10.2009  archives : www.tunisnews.net   Liberté et Equité: Nouvelles des libertés

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.