السبت، 26 يناير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2803 du 26.01.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محكمة الإستئناف تحكم بالعقوبة المقضاة ..و تطلق سراح سبعة من المحالين في قضايا ” مكافحة الإرهاب ” ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: سجين سياسي سابق يجبر على إمضاء التزام ..بعدم الدعاء للفلسطينيين ..! الحوار. دوتش: شهيد آخر: الطاهر بن محمد بن الطاهر الشاذلي في ذمّة الله عبد الله الـزواري: السرطان يضرب من جديد.. و بقوة الشهيد الطاهر الشادلي وكالة رويترز للأنباء :تونس تفرج عن 12 متهما في قضايا إرهاب يو بي أي: وزيرالعدل التونسي يزور الجزائر لتعزيز التعاون القضائي يو بي أي: تونس وموريتانيا توقعان عددا من الإتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي يو بي أي: الرئيس الموريتاني يزور تونس قريبا موقع سي أن أن بالعربية:انطلاق مهرجان الضحك في تونس صحيفة “الحرية”:الإحاطة بالجانحين ومن زلّت بهم القدم وإدماجهم في النسيج المجتمعي لتونس التغيير موقع “الحوار. دوتش” :من وحي الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد المجاهد سحنون الجوهري في تونس       صـابـر التونسي :الشهيد المنجي العياري:جمجمة أخري في قلادة الجلاد عمر القرايدي:الفارون إلى الله :من سجن الدنيا ..إلى جنة الآخرة فوزي بالحاج علي: أطالب بإيلاء الحليب مرتبة دستورية د. خــالد الطراولي: تعست السيـاســة… موقع “الحوار. دوتش” :إنتفاضة الخبز موقع “الحوار. دوتش” :ما أبعد.. بعدك … يا برهان !!!. فتحي الماجري:غزة الصمود :لم لا .. مسيرة مليونية مرسل الكسيبي” :السياسة “خذ وطالب” وقواعد “لعبتها” ليست محاكاة صماء لعلوم الطب ! خليل:…وعلى الظالين امين محمـد العروسـي الهانـي:الأذن الثالثة عند الوزير ضرورية وهامة وهو خط الهاتف الأخضر الفاعل جمال الدين أحمد الفرحاوي :تحيـــــــاتي جريدة “الصباح” :البعد الآخر لأحمد بن صالح… الإنسان والسياسي توفيق المديني العجز العربي عن تحقيق فكرة الدولة-الأمة د . أحمد الخميسي :الدب الروسي يثير القـلق:سيان أكان ضدك أم معك ! موقع “إسلام أونلاين.نت” :إسلاميو الجزائر يدعون إلى ميثاق يوحد شملهم صحيفة “القدس العربي” :نشطاء حقوقيون مغاربيون يجتمعون في الرباط صحيفة “الخليج”:الأمم المتحدة ترحب بدخول الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز التنفيذ صحيفة “الحياة” :معلومات إسرائيلية عن ملابسات قتل المهدي بن بركة: الدليمي أغرق رأسه في الماء… ودفنه قرب باريس صحيفة “القدس العربي” :صحافي اسرائيلي: المهدي بن بركة دفن بباريس وتل أبيب ساعدت المغرب ضد الجزائر موقع “إسلام أونلاين.نت” :جول وحزب معارض يؤيدان رفع الحظر على الحجاب صحيفة “الدستور”:كامل الشريف وجيل «الآباء المؤسسين» صحيفة “الدستور”:كامل الشريف.. غاب أي كنز كان هذا الرجل.. صحيفة “الدستور”:سيرة حياة المرحوم كامل إسماعيل الشريف رحمه الله

 
 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1 الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 26 جانفي 2008 

كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب ” ..! :  محكمة الإستئناف تحكم بالعقوبة المقضاة .. و تطلق سراح سبعة من المحالين في قضايا ” مكافحة الإرهاب ” ..!

 (حسين بن بريك و فاضل الهويملي و بوسعيد الطرابلسي و بلال ميلاد و إصلاح عيساوي و محمد باشا و سيف الدين بن كحلة ) 
 
* أصدرت   الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي حميدان في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة  25 جانفي 2008  حكمها في : * القضية عدد 10511 التي أحيل فيها : حسين بن بريك و فاضل الهويملي و بوسعيد الطرابلسي و بلال ميلاد و إصلاح عيساوي المحالين بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب ” على خلفية اتهامهم بالتفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية و تحول بعضهم إلى سوريا سعيا للمشاركة في المقاومة ، و قد تولى الدفاع عنهم الأساتذة عبد الفتاح مورو و سمير بن عمر و منير بن عمار و مختار العيدودي ، و قضت المحكمة بسجن كل من المتهمين مدة عامين و خمسة أشهرو إخضاعهم للمراقبة الإدارية مدة 5 سنوات  . و قد أطلق سراح كل من  لقضائهم مدة تتجاوز العقاب البدني المحكوم به عليهم . * و  القضية عدد 10478 التي أحيل فيها كل من : محمد باشا و سيف الدين بن كحلة  بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه ،و المحكومين ابتدائيا بـ 5 سنوات سجنا ،و قد تولى الدفاع عنهما الأستاذان راضية النصراوي و سمير ديلو ، و قضت المحكمة بسجن كل منهما مدة عامين و خمسة أشهر و إخضاعهما للمراقبة الإدارية مدة 5 سنوات  و قد أطلق سراحهما لقضائهما في السجن  مدة تتجاوز العقاب البدني المحكوم به عليهما . انطلاق محاكمة الموقوفين الثلاثين .. في قضية ” المشروع الإرهابي ” ..! نظرت  الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري أمس الجمعة  25  جانفي 2008 في القضية عدد 14505 التي يحال فيها كل من : هشام السعدي و محمد توفيق بن عبد الله و توفيق الحرزلي و أحمد الهذلي و أسامة نوار و يحيى بن زاكور و سلمان رزيق و محمد اللافي و علي العرفاوي و لسعد حشانة و نوفل ساسي و أنيس الهذيلي و رفيق العوني و أحمد السعداوي و أمير شرف الدين و عبد الرحمان طنيش و مهدي خلايفية و معز الغزّاي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : أحمد نجيب الشابي و محمد نجيب الحسني و عبد الفتاح مورو و أنور أولاد علي و سمير بن عمر و عمر الحرشاني و سمير ديلو  ، و قد شرع القاضي في المحاكمة بتلاوة قرار دائرة الإتهام و استنطاق االمتهمين على أن تخصص جلسة يوم 11 فيفري 2008 لتمكين المحامين من توجيه الأسئلة لمنوبيهم و للمرافعات  ، علما بأن أعوان البوليس السياسي قد منعوا –  مرة أخرى ..! – معظم أفراد عائلات الموقوفين من حضور الجلسة أو الإقتراب من المحكمة . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 25 جانفي 2008

سجين سياسي سابق يجبر على إمضاء التزام .. بعدم الدعاء للفلسطينيين ..!

 

لم تجد فرقة الأبحاث بمنطقة أمن المنيهلة أي حرج في  إستدعاء السجين السياسي السابق السيد عبد الحميد الطرودي  و إعلامه بأنه قد تعمد ..الإخلال بالأمن العام ..! لتحريضه المصلين ( في جامع الحمد بالمنيهلة ) إثر صلاة مغرب يوم الأحد 20 جانفي 2008 ..على ..الدعاء للفلسطينيين المحاصرين في غزة..! لم يكفهم الإلتزام فتم تحويل السجين السياسي السابق إلى ثكنة العوينة حيث تعرض للإستفزاز و التهديد و احتفظ به من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الساعة السادسة بعد الظهر ..، عبد الحميد الطرودي غادر السجن  في جوان 1999 ثم قضى  6 سنوات من المراقبة الإدارية ، لم يتطوع للمقاومة ..و لم يجمع التبرعات لنصرة الصامدين في غزة ..و لم يدع لاجتماع و لا تظاهرة ..  و لم يتم التنصيص في بطاقة خروجه من السجن على منع ..الدعاء ..! أي حدود لخيال البوليس السياسي في التضييق على المساجين السياسيين المسرحين ..!؟ عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين        نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر


صحيفة “الموقف” (لسان الحزب الديمقراطي التقدمي) ، العدد 436 بتاريخ 25 جانفي 2008
http://pdpinfo.org/PDF/436.pdf
 


اعتذار وتصحيح من هيئة تحرير “تونس نيوز”

 
 نشرنا في عددنا ليوم الأمس نصا جاء تحت عنوان “الذكرى 13 لإستشهاد الأخ سحنون الجوهري” بقلم  “”تشي غيفارا” تضمن بعض التعابير المرفوضة جملة وتفصيلا والتلميحات غير المقبولة بالمرة وبعض الأخطاء في رسم الآيات القرآنية وقد نُشر مع الأسف خطأ ضمن محتويات المراسلة اليومية. هيئة تحرير تونس نيوز تعتذر أشد الإعتذار للسادة المشتركين والقراء ومن عائلة المرحوم سحنون الجوهري وإخوانه وأصدقاءه وتقرر تبعا لذلك سحب النص من الموقع على شبكة الإنترنت.   هيئة تحرير “تونس نيوز” 26 جانفي 2008  
 


إنا لله وإنا إليه راجعون 

شهيد آخر: الطاهر بن محمد بن الطاهر الشاذلي في ذمّة الله

 
تلقينا بمزيد الأسى والحزن نبأ وفاة الأخ الطاهر بن محمد بن الطاهر الشاذلي، سجين حركة النهضة السابق و أصيل جهة الزهروني  بتونس نتيجة مرض السرطان في الرأس. الأخ الفاضل الطاهر بن محمد بن الطاهر الشاذلي من مواليد 11 ماي 1950 و قد وافته المنية يوم ‏الخميس ، 16‏ محرم‏، 1429 – 24 جانفي 2008 و دفن في مقبرة الدندان بتونس وبمناسبة هذا المصاب الجلل تتقدم أسرة الحوار نت و كلّ إخوانه  بأصدق التعازي لزوجته و أولاده وكل أفراد عائلة الفقيد سائلين الله تعالى أن ينزل عليهم السكينة وجميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يدخله فراديس الجنان إنه غفور رحيم.   (المصدر: موقع “الحوار. دوتش” (ألمانيا) بتاريخ 26 جانفي 2008)

بسم الله الرحمان الرحيم

” أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية”

السرطان يضرب من جديد.. و بقوة الشهيد الطاهر الشادلي

 انتقل إلى رحمة الله تعالى السيد الطاهر بن محمد بن الطاهر الشاذلي السجين السياسي السابق بعد ما عانى من المرض الخبيث الذي اختار هذا المرة الرأس مسرحا للانطلاق في تدمير الحياة…

شهيدنا من مواليد 11 ماي 1950 بسيدي حمادة من ولاية سليانة، و من أوائل من حكم في قضايا “النهضة”…

و قد ترك من الأبناء أربعة : ولدان و بنتان..

و قد توفي يوم الخميس 24 جانفي 2008، و يقطن حاليا بحي حواص- الزهروني من الضواحي الغربية للعاصمة تونس…

و هذه الوفاة تؤكد مجددا وجوب فتح هذا الملف في أسرع وقت والبحث الجدي والمسؤول عن استشراء هذا المرض في  صفوف قدماء المساجين، و الدعوة موجه إلى كل الجمعيات الحقوقية والإنسانية في الداخل و الخارج للتعاون ي هذه المسالة وكذلك الجمعيات العلمية و الطبية و المختصة في مكافحة هذا المرض.. عساها تقف على شيء من أسرار هذا المرض و طرق تفشيه…

جرجيس، فى26 جانفي 2008

 عبد الله الـزواري

abzouari@hotmail.com

 

(المصدر: موقع الحوار . دوتش (ألمانيا) بتاريخ 26 جانفي 2008)


تونس تفرج عن 12 متهما في قضايا إرهاب

 
تونس (رويترز) – قال محامون ان تونس الحليف الوثيق لواشنطن في مجال مكافحة الارهاب أفرجت يوم السبت عن 12 مشتبها بهم في قضايا الارهاب في ثاني دفعة يطلق سراحها خلال اسبوع. وكانت تونس التي تطبق قانون مكافحة الإرهاب بصرامة منذ عام 2003 أفرجت عن 14 متهما آخرين في قضايا إرهاب منذ يومين في خطوة لاقت ترحيبا في الاوساط الحقوقية. وقال المحامي سمير بن عمر ان محكمة الاستئناف خفضت الاحكام الابتدائية من خمسة أعوام الى عامين ونصف وقضت بالافراج عنهم لانهم موقوفون منذ عامين ونصف. وحوكم الشبان بتهم تتعلق بالتخطيط للانضمام الى المسلحين في العراق لقتل القوات الأمريكية واعتقل بعضهم في سوريا بينما كانوا يحاولون التسلل الى العراق. وتتعامل تونس التي عكر هدوءها في أوائل العام تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الامن واسلاميين سلفيين متطرفين اسفر عن مقتل 14 مسلحا بصرامة واضحة مع التطرف الاسلامي. وقدر بن عمر عدد المعتقلين بتهم تخضع لقانون مكافحة الارهاب بحوالي الف شخص.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 جانفي 2008)


وزيرالعدل التونسي يزور الجزائر لتعزيز التعاون القضائي

 
تونس / 26 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: بدأ وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي البشير التكاري اليوم السبت زيارة رسمية إلى الجزائر تستغرق أربعة أيام تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الجزائري الطيب بلعيز. وسيجري الوزير التونسي خلال هذه الزيارة محادثات مع المسؤولين الجزائريين حول السبل الكفيلة بتعزيز بين البلدين،لاسيما في مجال التعاون القضائي الذي تقول السلطات التونسية إنه عرف “تطوراً إيجابياً” علي مدى السنوات الماضية سواء على صعيد الإتفاقيات أو على صعيد تبادل الزيارات والخبرات والتكوين القانوني والقضائي. وكانت وزارة العدل الجزائرية أشارت في وقت سابق إلى أنه سيتم خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاقية توأمة بين مدارس التدريب القانوني والقضائي في البلدين. ولم تذكر في بيانها ما إذا كان الوزيران التونسي والجزائري سيبحثان خلال هذه الزيارة مسألة تبادل المجرمين والمطلوبين،،لاسيما أن بعض الصحف الجزائرية أشارت في وقت سابق إلى وجود عدد من الجزائريين داخل السجون التونسية منذ سنوات ومحكوم عليهم في قضايا مختلفة منها المتعلقة بالسرقة أو الهجرة السرية. واعتبرت أن ملف الجزائريين القابعين في السجون التونسية يعد من أهم الملفات الحساسة المطروحة في السنوات الأخيرة أمام اللجنة المشتركة العليا الجزائرية التونسية. واكتفت وزارة العدل الجزائرية بالإشارة في بيانها إلى أن زيارة الوزير التونسي للجزائر تأتي بعد زيارة قام بها وزير العدل الجزائري إلى تونس في أكتوبر-تشرين الأول الماضي إنتهت بالتوقيع على بروتوكول تعاون بين البلدين في المجال القضائي والقانوني. ويهدف هذا البروتوكول الذي وقعه الوزيران التونسي والجزائري في التاسع عشر من أكتوبر-تشرين الأول الماضي إلى تفعيل اتفاقية تبادل المساعدة والتعاون القضائي الموقعة بين البلدين عام 1963 . وينص البروتوكول على تعزيز وتوسيع نطاق التعاون والمساعدة القضائية المتبادلة في إطار إختصاص وصلاحيات كل من الوزارتين،وعلى تبادل التشريعات والمطبوعات والبحوث والمعلومات المتعلقة بالتنظيم القضائي،وآساليب ممارسة العمل القضائي،إلى جانب تبادل المعلومات والخبرات في مجال التكوين وتنظيم دورات تكوينية للعاملين في مجال القضاء والمؤتمرات العلمية المشتركة. ولا ترتبط تونس والجزائر باتفاقية حول تبادل المجرمين والمطلوبين،غير أنهما وقعتا في السادس والعشرين من يوليو/تموز من العام 1963 على إتفاقية تتعلق بتبادل المساعدة والتعاون القضائي،تنص في فصلها السادس والعشرين على التزام الجانبين بتبادل تسليم المجرمين والمطلوبين قضائيا.


تونس وموريتانيا توقعان عددا من الإتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي

 
تونس / 26 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: وقعت تونس وموريتانيا على سبع اتفاقيات وبرامج تنفيذية لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات النقل والإستثمار،والتربية والإعلام،والمرأة والشباب،والبيئة. وتم التوقيع على هذه الإتفاقيات والبرامج التنفيذية في ختام أعمال الدورة 15 للجنة المشتركة العليا التونسية-الموريتانية التي إنتهت أعمالها في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة برئاسة رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي،ونظيره الموريتاني الزين ولد زيدان الموجود حاليا بتونس. وبحسب مصدر رسمي تونسي،فإن الإتفاقيات والبرامج التنفيذية الموقعة بين البلدين هي اتفاقية تعاون في مجال النقل ،وثانية في مجال حماية البيئة والتنمية المستديمة ،وثالثة في مجال الإستثمار،وبرنامج تنفيذي للتعاون التربوي يغطي السنوات (2008 – 2009 – 2010). أما البرنامج التنفيذي الثاني الموقع،فيتعلق بالتعاون الإعلامي للسنوات (2008 -2009 – 2010 )،والثالث يهم التعاون في مجال النهوض بالمرأة والأسرة خلال السنوات (2008-2009-2010 )،والرابع يتعلق بتعزيز التعاون في مجال الشباب والرياضة خلال العام الجاري،إلى جانب التوقيع على ملحق خاص بالطفولة والمسنين لإتفاقية التعاون في مجال النهوض بالمرأة والأسرة. وأشارالمصدر إلى أن الغنوشي أعرب عن ارتياحه للنتائج التي أسفرت عنها هذه الدورة ،وبالتطور المسجل في مجال التعاون الثنائي في مختلف المجالات. ونقل عنه أن هذه الدورة أتاحت “ضبط جملة من التوجهات الكفيلة بإعطاء دفع جديد للتعاون في عدد من القطاعات ذات الأهمية بالنسبة للبلدين مثل النقل الجوي والبري والبحري والإتصالات والتكوين المهني والصيد البحري والتربية والتعليم والبيئة”. ومن جهته،اعتبر رئيس الوزراء الموريتاني أن الإتفاقيات الموقعة ” تترجم الإرادة السياسية القوية في مزيد دفع وتنشيط علاقات التعاون المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين”. وأشار إلى أن تنفيذ هذه الإتفاقيات الثنائية بشكل ناجع وفاعل من شأنه تطوير حجم الإستثمار والتبادل التجاري البيني بين البلدين،والإرتقاء بمجالات التعاون لتشمل قطاعات أخرى.


الرئيس الموريتاني يزور تونس قريبا

 
تونس / 26 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: قال رئيس الوزراء الموريتاني الزين ولد زيدان إن الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله سيزور تونس قريبا. وجاء ذلك في تصريح أدلى به اليوم السبت عقب إجتماعه مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ،حيث قال إن محادثاته مع الرئيس بن علي تمورت حول التعاون التونسي الموريتاني،وآفاق مزيد دعمه،والزيارة المرتقبة للرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إلى تونس. ولم يحدد رئيس الوزراء الموريتاني موعد هذه الزيارة،وأشار إلى أن محادثاته مع الرئيس التونسي تناولت أيضا “النتائج الإيجابية التي وصلت إليها اللجنة العليا المشتركة التونسية الموريتانية” التي إنتهت أعمال دورتها الخامسة عشرة في ساعة متأخرة من مساء أمس بتونس. وأضاف أنه “تم تحقيق خطوات حثيثة على مستوى التعاون الثنائي وأن هذه النتائج ستمكن من تعزيز العلاقات بين البلدين وتفتح آفاقا أمام التعاون الثنائي ليثمر نتائج إيجابية لفائدة البلدين والشعبين التونسي والموريتاني”. وكانت تونس وموريتانيا وقعتا في أعقاب هذه الدورة على سبع اتفاقيات وبرامج تنفيذية لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات النقل والإستثمار،والتربية والإعلام، والمرأة والشباب،والبيئة.


انطلاق مهرجان الضحك في تونس

 
تونس(CNN)– بدأت في تونس السبت، الدورة الثانية من مهرجان الضحك الذي يستمر حتى الثاني من فبراير/شباط في المسرح البلدي بالعاصمة التونسية بمشاركة نجوم المسرح الكوميدي في تونس وفرنسا. ومن المتوقع أن تشهد العروض إقبالا كبيرا مثلما كان الأمر في الدورة الأولى قبل عام، عندما شهدت مسرحيات الفرنسي، من أصل تونسي، ميشال بوجناح، والتونسي الأمين النهدي، إقبالا كبيرا. وقبل أن يتقرر أن يكون مهرجانا، كان من العادة أن تكون هناك عروض في الشارع وفي المسارح تخصص للفن الهزلي بمختلف ألوانه. واستقطب المهرجان في دورته الأولى عدة نجوم فرنسيين وتونسيين مثل رؤوف بن يغلان ونصر الدين بن مختار ومن فرنسا موس ضيوف وغاري كورتز. وفي دورة هذا العام، سيشارك عدد أكبر من المسرحيين الهزليين مثل آدم عتروس ونصر الدين بن مختار وجعفر القاسمي من تونس. أما من فرنسا فيشارك تومار سيزرلي والفنانة آن رومانوف، وأنطوني كافانا والفرنسي من اصل جزائري بعزيز وبودار. وأغلب المسرحيات من طراز “الممثل الأوحد” حيث يتناول خلالها الفنان عدة ظواهر اجتماعية في أسلوب هزلي. أما عرض الافتتاح فسيقدمه النجم الفرنسي إيف لوكوك.   (المصدر: موقع سي أن أن بالعربية بتاريخ 26 جانفي 2008)

“جمعية إدماج المساجين المفرج عنهم”

الإحاطة بالجانحين ومن زلّت بهم القدم وإدماجهم في النسيج المجتمعي لتونس التغيير

 
بقلم: أميرة البوغانمي   بعد حصولها على قرار الترخيص في 5 جانفي 2008 ينضاف اليوم مكون آخر لنسيج الجمعيات التونسية الناشطة  في المجال الخيري هي جمعية خيرية اسعافية واجتماعية حسب تصنيفها القانوني واسمها «جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم» وهي عازمة على النشاط الهادف والانساني الموجه لفئة خاصة من نوعها هي المساجين المفرج عنهم.   تتكون الهيئة المديرة لهذه الجمعية من رئيس ناشط في الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية وثلة من الاطارات العاملين والمتقاعدين الى جانب اخصائية نفسية ورجل قانون. وقد التقت «الحرية» الاستاذ نعمان بن عامر الكاتب العام لهذه الجمعية والذي حدثنا عن اهداف هذه الجمعية والاسباب التي دفعت هذه النخبة لتكوينها اضافة الى اهم البرامج والانشطة المستقبلية المبرمجة.   وحدثنا الاستاذ بن عامر في مستهل هذا اللقاء عن اهم الاسباب التي دفعت الى تكوين هذه الجمعية الخيرية الاسعافية  والاجتماعية حيث اكد انه في نطاق الايمان بالدور الهام والطلائعي الذي يلعبه الدور الجمعياتي في تونس والذي تعزز منذ تحول السابع من نوفمبر المجيد تم التفكير في جمعية تعمل على الاخذ بيد هذه الفئة من المجتمع والذين زلت بهم القدم في يوم من الايام وايجاد الحلول الكفيلة لاعادة ادماجهم صلب المجتمع.   كما بين محدثنا انه انطلاقا من المبادئ التي تم ترسيخها في العهد الجديد من تضامن وتكافل والتي ارتقت الى مستوى الدستور سوف يتم العمل على تدعيم هذه الاسس والثوابت من خلال نشاط هذه الجمعية اذ سيكون نشاطها بشكل او بآخر مساهمة ومشاركة في تقوية النسيج الجمعياتي في تونس العهد الجديد والذي يحظى برعاية رئاسية فائقة من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي.   واما عن اهداف «جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم» فقد افادنا الاستاذ نعمان بن عامر ان للجمعية مجموعة من الاهداف تتمثل اولا في المساهمة في ادماج المساجين والاطفال الجانحين المفرج عنهم في النسيج المجتمعي وذلك بالاحاطة بهم ومساعدتهم علي ايجاد مواطن شغل او بعث المشاريع واما الهدف الثاني فيتمثل في اقامة علاقات شراكة وتعاون مع الوزارات والمؤسسات والهياكل والمنظمات والعائلات قصد رصد امكانيات الشغل والادماج المتاحة وكهدف ثالث فان متابعة وضعية المدمجين من المساجين المسرحين والاطفال الذين اتموا فترة ايداعهم بمراكز الاصلاح الخاصة بالاطفال الجانحين  ضمان لعدم عودتهم الى عالم الجنوح (وهنا ينسحب هذا الهدف حسب الاستاذ نعمان بن عامر على المساجين الكهول والاطفال في  الآن نفسه) واخيرا القيام ببحوث ودراسات والمشاركة في تظاهرات علمية تعنى بالادماج الاجتماعي عموما والادماج الاجتماعي للمفرج عنه على وجه الخصوص.   واضاف الكاتب العام لهذه الجمعية ان المقصود بالمفرج عنهم هم الاشخاص الذين قضوا فترة بالسجن (للكهول) او بمراكز الاصلاح (للاطفال الجانحين) واثر ذلك تم اطلاق سراحهم سواء بعد انتهاء الفترة المخصصة للعقوبة او في اطار تمتعهم بالعفو (العام او الخاص) او السراح الشرطي وهنا اكد على مسألة النظر الى صاحب العقوبة والجريمة المعاقب عليها فبين ان تعامل الجمعية  مع المفرج عنهم لن تكون بالنظر الى نوعية الفعل او المدة المقضاة وانما سوف يكون على قدم المساواة لتذليل مصاعب الاندماج في المجتمع بعد قضاء مدة معينة في السجن وهنا ستكون الجمعية خير سند لاعانتهم في ايجاد الشغل سواء في المؤسسات او الانتصاب للحساب الخاص بمساعدتهم في الحصول على قروض صغرى من بنك التضامن (26-26)   واخير مكننا محدثنا من بعض نقاط خطة عمل هذه الجمعية والمتمثلة في التنسيق مع الادارة العامة للسجون والاصلاح للتمكن من ادماج المساجين المفرج عنهم مع التعرف على قدرات كل منهم حسب التكوين الذي يتلقونه اثناء مدة قضاء العقوبة سواء للكهول او للاطفال الجانحين الى جانب الاستعانة باطباء واخصائيين نفسيين ومختصين في الارشاد الاجتماعي وهنا اكد محدثنا على وجود عدد هام من المتطوعين المختصين في المجالات الآنفة ذكرها للعمل صلب نشاط هذه الجمعية.   اما عن اهم البرامج المستقبلية التي ستعمل الجمعية على تحقيقها فهي  تتمثل في بناء مركز لايواء السجناء المفرج عنهم والذين لا يتمتعون بمحلات سكن ولا عائلة لهم كما سيتم في الايام القريبة القادمة تنظيم حفل استقبال لجمع المسؤولين والمهتمين بالقطاع بهدف التعريف بالجمعية وربط العلاقات التشاركية التي من شأنها ان تساهم في تفعيل وانجاح برامج ومخططات الجمعية لفائدة المساجين المفرج عنهم   (المصدر: صحيفة “الحرية” (يومية – لسان التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)
 

الفارون إلى الله من سجن الدنيا ..إلى جنة الآخرة

 
بقلم: عمر القرايدي ( تونس )   أول أمس ودّعنا الأخ الهاشمي المكي ، و بالأمس ودّعنا الأخ أحمد البوعزيزي و اليوم ودّعنا الأخ منجي العياري و لا ندري غدا من صاحب الحظ و النصيب الذي سيكون التالي في القائمة ، ترجل فرســــان كُثر و سيبقى الفرسان يترجلون الواحد تلو الآخر إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، هذه سنّة لا نحيد عنهــا و لن نحيد ، الموت كأس دوّار نتذوقه تباعا و رحًى تدور تطحن كل واقف ، تكلم فيها كثيرون فأجادوا ، أحبها القليل كل حسب نيته ، منهم من رأى فيها خلاصا و منهم من رأى فيها مغامرة ، و لكن كرهها السواد الأعظم من الخلق فما استطاعوا لها دواءً و ما اسطاعوا لها صرفًا.   و أنا أودّع أخي المنجي الوداع الأخير بنظرات الدعاء و الرحمة و أسًى في النفس حبيس جال بي خاطري في نصوص حفظناها صغارا و فقهناها كبارا مثل تشبيه الصادق الصدوق للدنيا بقوله عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم :” الدنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر” فلما تأملت هذه الكلمات قليلة العدد الزاخرة بالمعاني استحضرت في ذهني السجن و أيام السجن و علاقات السجن و أعوان السجن وعذابات السجن و سموم إدارة السجــن و الخروج من السجن و بطاقة السراح من السجن ، فانتظم الخيط في مخيلتي ، بما أن المساجين السياسيين عانوا الأمرّين في السجون طيلة سنوات عجاف و لم يخرجوا منها إلا و هم بين صريع و نصف صريع ، و بعد خروجهم من السجن الصغير وجدوا أنفسهم في السجن الكبير حيث البعيد الذي يتجهم و العدو الذي يملك الأمر ، محرومين من كل شيء ، هامات مائلة تمشي بلا هوية ( الوثائق ) ، مناشير التفتيش تبحث عنهم و تلاحقهم في كل مكان ، المراقبة الإدارية سيف مسلط لا يستثني حركة و لا سكنة إلا رصدها و حاسبها و عاقبها و ربما تنبأ بحصولها فعاقبها استباقا ، الأبواب موصدة في وجهك لأن جبهتك مكتوب عليها ” انتماء ” و لأن كل الأجهزة خطّت على ملفك كلمة ” عنصر نهضوي ” فكيف السبيل إلى الاندماج من جديد في مجتمع ينظر إليك بمنظار مقلوب تراه قريبا فيراك بعيدا.   عندما نظر المنجي و من قبله أحمد و من قبل قبله الهاشمي ، عندما نظروا إلى هذا الواقع الذي لم ينصفهـم و لم يثن عليهم و لم يتقبلهم قبولا حسنا فروا بجراحاتهم و أدوائهم و أوصابهم للذي لا يظلم عنده أحد ، فرّوا من سجن الدنيا إلى جنّة الآخرة ، تحصّلوا على بطاقات سراح من سجن الدنيا الضيق ليدخلوا جنّة عرضها السّماوات و الأرض فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.   طوبى للسابقين الأولين ، طوبى للفقراء المهاجرين ، طوبى لمن آووا و نصروا ، طوبى للذين تبوّؤوا الــدار و الإيمان ، طوبى للذين قالواربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا ربنا إنّك رؤوف رحيم.   اللهم ارحم شهداءنا الأبرار و أصلح حال عبادك الأحرار .آمين 


الشهيد المنجي العياري جمجمة أخري في قلادة الجلاد*

 
الأخ الهاشمي المكي يصارع مرض السرطان! … الأخ الهاشمي المكي يصرح من فراش المرض بأن قائمة ضحايا القتل البطيء طويلة ومازالت تطول! … الأخ الهاشمي المكي يحتضر! … الأخ الهاشمي المكي في ذمة الله!   الأخ أحمد البوعزيزي يعاني المرض الخبيث! … استفحل المرض وانتشر ! … الأخ أحمد البوعزيزي يوجّه رسالة مفتوحة لإخوانه وأصحاب الخير معذرة إلى ربه وأخذا بخاطر بنيّاته! … قلّ المجيبون! … اتسع الفتق على الراتق! … الأخ أحمد البوعزيزي على فراش الموت: “اللهم لا تسلطه على أحد بعدي”! … كلمة قالها قبله التابعي الجليل سعيد بن جبير لطاغية عصره الحجاج بن يوسف! … أرعبت “الكلمة” حجّاجَ سعيد وكانت سببا لنهايته ـ بإذن الله ـ ولكنها لم ترعب “حجاج” أحمد ـ أو هكذا يبدو ـ ! … … الأخ أحمد البوعزيزي في ذمة الله! … جنازة مهيبة كالتي سبقتها! … إخوة وأهل وأحبة ورفاق درب يحيطون بالجثمان الطاهر!  … يلقون نظرة الوداع ! … يتدافعون لحمل الجنازة حبا في أخيهم وطمعا في الأجر والبركة! … ولِمَ التدافع على حمل جنازة والقائمة “تطول وتطول” ومن لم يحمل ستأتيه “فرصة” ليَحمل أو يُحمل! … “وكل ابن آدم وإن طالت سلامته على آلة حدباء محمول”!   الله أكبر، الأخ المنجي العياري اشتاق إلى من سبقه من إخوانه وصار يذكرهم على فراش الموت ـ بعد أن أعياه المرض وعجز عن العلاج ـ : “أوصيكم إخوتي أن تجعلوا قبري مجاورا لقبر أخي الشهيد عامر دقاش” … فقد تعددت طرق موتنا وقاتلنا واحد! … قتلوه تعذيبا تحت سياطهم ويقتلوننا إهمالا وقتلا بطيئا مبرمجا! … … الأخ المنجي في ذمة الله وإن لله وإنا إليه راجعون! … تحمل الجنازة ويتدافع المشيعون! … و”الأمن” كعادته بالمرصاد لكل من يهدد الأمن والإستقرار!!   السفاح يفتح فاه ويتقاطر اللعاب من أنيابه كلما اشتم رائحة الموت! … يفتح خيط قلادته ليضيف إليها جمجمة جديدة! … تكاثرت الجماجم عليه فما عاد يستطيع الوقوف ! … يلفها حول عنقه  حتى تكاد تكتم نفسه “كحمّالة الحطب” … يضيق نَفَسُه فيهرب من ضحاياه إلى الأمام! … يسمع أصواتهم تتهدده! … تتوعده!… تقسم بالله على مسمعه أنه لن يقتلهم قتلة إلا قتله الله بمثلها يوم القيامة! … يذكره الضحايا بأن السبب غير المُسبب وأن المرض الذي أصابهم بسبب الإهمال والقتل المتعمد يمكن أن يصيبه بسبب كثرة النعم والإفراط في استعمال المساحيق والأصباغ! … وأنه لن ينفعه تسخير الأموال الخاصة والعامة وإن استنجد بالأجانب أو”طار” لهم سرا! … فلا ينفع حذر من قدر  وأن إرادة الله نافذة ومن لم يمت بالمرض مات بغيره! … وأن المهم، على أي حال نموت، هل نموت مبتسمين والناس من حولنا باكين؟ أو نموت  ـ والعياذ بالله ـ على شر منظر والناس لنا لاعنون؟ … وهل يتدافع الناس البسطاء الطيبون لحمل جنائزنا؟ … أم تُحمل الجنازة على دبابة وتعزف لها الموسيقى وكأنها مستمرة في إعلانها الحرب على الله!   اللّهم ارحمنا وارحم إخواننا وجميع المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا وهم على ذلك، يوم تجمع الأرواح والأجساد تحت ظل عدالتك، “قدسية الأحكام والميزان”، واسق المجرمين والظالمين من نفس الكأس التي أشربوها قهرا وظلما ضحاياهم المستضعفين (إن سبق في علمك أن لن يتوبوا).   نسأل الله أن يفرج كرب المكروبين و يتوب على خلقه أجميعين.   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *كتب الأخ عبد الباقي خليفة مقالا رائعا لتأبين الأخ أحمد البوعزيزي بعنوان “قلائد من الجماجم في رقبة نظام 7 نوفمبر” فكان مع وفاة الأخ منجي العياري سبب هذه الكلمات.    صـابـر التونسي

جرجيس في 26 جانفي 2008  

“و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا “

 
كما اعتاد آل الجوهري كل سنة منذ استشهاد أخينا سحنون أن يفعلوا… تذهب العائلة بنسائها و رجالها و شبابها إلى المقبرة ترحما على شهيدنا، و تجديدا للعهد معه على مواصلة الطريق التي تركهم عليه، و سعيا دؤوبا إلى فتح ملفه من جديد إظهارا للحقيقة و تحميلا للمسؤولية لمن قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض سواء كان ذلك تهاونا أو تشفيا و انتقاما أو تنفيذا لتعليمات تقضي بالإعدام البطيء بعيدا عن المحاكم و وسائل الإعلام..   و بهذه المناسبة نجدد العهد لشهيدنا، و لكافة الشهداء الأبرار، أن إخوانكم على الدرب الذي تركتم سائرون، و للحلم الذي حملنا معا حافظون، و الفجر قادم و لو كره الحاقدون، و عنده يعلم الذين ظلموا أي منقلب هم منقلبون..   ذهب سحنون و ترك لنا سلسبيل و أمان الله و عطاء الله و والدتهم البارة الوفية..   و لعل من الوفاء لشهيدنا زيارة قبره يوم استشهاده سواء بشكل فردي أو جماعي أو بالتنسيق مع عائلته.. و قديما قيل” الدال على الخير كفاعله”…   رحمك الله يا سحنون، ذهبت باكرا، كذلك شاء ربك، امتحانا لنا فيك.. فهل ترانا فيه من الفائزين؟؟   و لتجديد العهد مع عائلة آل الجوهري:   هذا هاتف أخيه الأكبر علي: 0021698266121 و هذا هاتف أخيه الأسعد: 0021698800569     عبدالله الــــــــــــــــزواري abzouari@hotmail.com   (المصدر: موقع “الفجر نيوز” (ألمانيا) بتاريخ 26 جانفي 2008)

من وحي الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد المجاهد سحنون الجوهري في تونس

 
من هو الشهيد سحنون ؟   ـ هو سحنون بن حمادي الجوهري من مواليد : 1954 بتونس.   ـ استشهد في سجنه بتونس مساء الأربعاء 25 يناير جانفي ( كانون الثاني ) 1995.   ـ خلف الشهيد أرملة وثلاثة أولاد.   ـ كان والده الشيخ حمادي حافظا لكتاب الله سبحانه مجاهدا معروفا في ثورتي التحرير الجزائرية والتونسية.   ـ الشهيد مجاز من كلية الشريعة وأصول الدين بتونس وحافظ للقرآن الكريم.   ـ إشتغل أستاذا بالتعليم الثانوي وصحافيا باللغتين العربية والفرنسية بعدد من الجرائد والمجلات التونسية من مثل : المعرفة ـ المجتمع ـ الرأي ـ الفجر.   ـ أشرف على دار الراية للنشر والتوزيع بتونس وساهم من خلالها في نشر الثقافة الإسلامية والأدب الإسلامي.   ـ هو عضو قيادي مؤسس في حركة النهضة التونسية : تحمل فيها مسؤوليات قيادية كثيرة في مجلس الشورى والمكتب السياسي والمكتب الإعلامي.   ـ عضو سابق بالهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في أواخر الثمانينيات.   ـ داعية نشيط معروف وخطيب في المساجد وكليات الجامعة التونسية ومحاضر في دور الشباب والثقافة ومربيا لأجيال من الشباب الإسلامي.   ـ تعرض للسجن والتعذيب والملاحقات الأمنية بإستمرار منذ عام 1981 فإلتجأ إلى الفرار حينا وقبض عليه حينا آخر .. حتى عام إستشهاده في 1995.   ـ خضع لتنكيل السلطة التونسية من خلال فرض سياسة الموت البطيء على المعارضين السياسيين من المساجين ( الإسلاميين منهم بصفة خاصة ) ونتيجة للإهمال المتعمد وعدم عرضه على الطبيب في الأوان المناسب وعدم تمكينه من الدواء اللازم والفحوصات اللازمة نخرت الأمراض جسمه هدا حتى فاضت روحه تشكو جريمة العدوان على الإنسان في تونس إلى باريها سبحانه.   نطف من آثار قلمه الحار :   عرف الشهيد سحنون بفقرة قارة في جريدة الفجر ( لسان حركة النهضة قبل وأده ) إسمها

” بالسواك الحار “.

وهذه نطف من قلمه الذي بسببه تعرض للتشفي العنصري البغيض من كلاب عصابة الفساد والتصهين في تونس حتى قضى شهيدا.   بالسواك الحار:   1 ـ قالوا : من حق ” التجمع ” أن يهيمن على الإذاعة والتلفزة لأنه حزب الأغلبية.   قلنا : مفضوح مفضوح من تستر بهذه التقية.   2 ـ قالوا : التجمع الدستوري يقدم إعانات مدرسية للعائلات المحتاجة.   قلنا : من لحيتو إفتلوا شكال وشاشية هذا على رأس هذا.   3 ـ قالوا : وزارة الشباب والطفولة تتنازل عن قرية للشباب ببني مطير لمنظمة الشباب الدستوري الديمقراطي. ( لابراس في 14 ـ 12 ـ 1990 ).   قلنا : خبزهم مخبوز وزيتهم في الكوز.   4 ـ قالوا : دارت أشغال المؤتمر الوطني الرابع للإتحاد العام التونسي للطلبة في جو ممطر وفي غياب كلي للطلبة ما عدا بعض طلبة النهضة وأنصارها ( الموقف في 6 ـ 12 ـ 90).   قلنا : لله در الحسد ما أعدله … بدأ بصاحبه فقتله.   5 ـ قالوا : بعض المعلقات الإنتخابية لحزب الدستور لونها بنفسجي.   قلنا : سلفني وجهك نحضر بيه في العرس.   6 ـ قالوا : أحدهم يصرح بأنه ملحد ( الوطن عدد 1 ).   قلنا : ريح السد يرفع ما يرد.   7 ـ قالوا : مؤسسة تجارية لتجارة الجرائد ذكرت صحيفتاها أن علي لعريض ألقي عليه القبض بسبب اجتماعه مع مجموعة عناصر من ذوي السوابق العدلية في العنف والتخريب ( الأحد 28 أكتوبر 1990 ).   قلنا : إللي موش فيك مخلوق نشريهولك من السوق.   8 ـ قالوا: آن الأوان الآن للخروج من ضيق المضاجع. آن الأوان لاقتحام المحظورات والموانع والذهاب بعيدا في المتعة رغبة لا تحد ولذة آسرة ( نشرية مهرجان قرطاج السينمائي 90 ).   قلنا : يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام.   9 ـ قالوا : العرب يباركون الوحدة الألمانية.   قلنا : كحامل لثياب الناس يغسلها … وثوبه غارق في الرجس والوحل.   10 ـ قالوا : الأسعار لم تصل بعد منطقة الخطر.   قلنا : المصبط ما درى بالحافي          والحافي مسكين بانوا أعضاه          واللي ياكل في السميد الصافي          يعرفشي الجيعان آش عشاه          وإللي يلبس في الحرير الهافي          يعرفشي العريان آش كساه.   11 ــ قالوا : فرج فوده ضيف في التلفزة الوطنية.   قلنا : من معرفته بسيد الأجواد سلم على بوسعدية.   (المصدر: موقع “الحوار. دوتش” (ألمانيا) بتاريخ 26 جانفي 2008)


من وحي أزمة الحليب

أطالب بإيلاء الحليب مرتبة دستورية

بقلم: فوزي بالحاج علي

خرقت باب الفلة وأحوازها طولا وعرضا شمالا وجنوبا طمعا في لتر من – حليب الغولة -عفوا الحليب البقري وكدت أعثر على ماء زمزم ولا أمل في حليب، قيل أن الرقابة الاقتصادية مستنفرة في حملات ضد احتكاره وتخزينه، وبلغني أنها أوقفت صفقة كبرى لتصديره إلى ليبيا وحسنا فعلت، وسمعت أن الدولة بصدد توريد كميات ضخمة منه لنا ولأطفالنا، شكرا ولكن لما كل هذا ؟؟ ولماذا تستفحل أزمة بدأت مع بداية شهر رمضان الكريم وما زالت تمتد إلى أن يشاء الله .. عجيب حقا أن يحصل هذا في تونس الخضراء التي تحدثت جرائدها من أكثر من عشرين سنة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب وعن مشاريع تجفيف الفوائض الكبيرة من إنتاجه لكن مالذي حصل فجأة ؟؟؟؟

أأضربت أبقارنا وجفت الضروع أراغبة هي في الحرقة أيضا؟؟ .. قد يكون ..

رحم الله الستيل رحمة واسعة فقد كانت تكفينا مؤونة كل ما سبق بل وكانت تأتينا بحليب طازج وآخر صالح لمدة طويلة معقم ومبستر وبنين، لقد كانت شركة واحدة وحيدة لكنها كانت كجدتي في الريف صنديدة وقادرة على إرضاء الجميع،

واليوم وبعد أن أفلست الشركة التي لا يجب أن تفلس لأنها شركة الشعب وآخر أهدافها الربح بمعنى أنها إن ربحت فحسن إدارة.. وإن خسرت فساء المدير والمسؤول وعلى الدولة أن تغطي الخسارة ، ولا حرج .. أما أن تفلس الستيل أمام أنظار الجميع وصمتنا فبصحة من كان السبب.. وأرجو من الله أن لا يأتي اليوم الذي تفلس فيه الصوناد أو الستاغ تماما كما أفلست الستيل ولن أستغرب إن حصل ذلك يوما رغم صعوبة تأسيس المتمكنين لشركات مثيلة واستحالة توريد الماء والكهرباء من الصين وتروجه في سوق بومنديل،

وبودي أن أسأل المسؤولين لماذا تغطي الدولة خسائر الـ SNT و الشيمينو كل عام وتغض الطرف عن الستيل حتى بركوها ؟؟؟ قد يكون السبب في أن الاستثمار في الحليب وتصديره لليبيا سهل ومربح 5000 % فيما استثمار الثروات الرهيبة ” الموروثة عن الآباء والأجداد ” في قطاع كالنقل الحديدي يكون محفوفا بكثير من المخاطر وليس ميدانا للربح السريع.

على كل أفلست الستيل أو أفلست بضم الهمزة وغاص الآخرون في إرثها وفينا، وتناثرت شركات الحليب عبر الوطن رابحة كاسبة ولا إشكال ما دام الحليب لا يكسد، ولكل بارونات الحليب في تونس أقول ” من غير ما تخبيوه وتزيدو فيه بالخمسين فرنك ، يا خويا ردوه بدينار المهم أعطو صغارنا الحليب … ورانا فايقين بيكم .. وبصحتكم “

ثم إن  عدد الشركات التي أعرف منها سبعة على الأقل وقد تزيد لم تعد قادرة على إكفاء ما كانت تكفيه الستيل وحدها فما ومن السبب؟؟ وخاصة ما العمل ؟؟؟ كما تساءل لينين منذ زمن بعيد.

بعد طول إطراق وترو وتمحيص وصلت إلى أن الحيلولة دون تكرر حرمان أطفالنا من الحليب لا يستوجب أقل من إيلاء الحليب مرتبة دستورية تليق بقيمته في حياتنا وبالمستوى القياسي لضرورته لغذاء أبنائنا وحتى لحسن تواصل الحياة الثقافية في مقاهي البلاد ،

ألا ترون معي أن الحليب قبل حرية التعبير -1- وقبل الانتخابات الحرة والنزيهة -2- وقبل حرية التنظم -3- وحتى قبل شجاعة الشجعان -4-

الحليب قبل حرية التعبير

بل قبل التعبير حتى.. حرا كان أو مقيدا فالصغير يريد الحليب حتى قبل أن يعرف أمه ولن يقبل بفقدانه وإلا كانت الفوضى والآثار التي لا تقدر عليها شرطة مكافحة الشغب ولا حتى حلف الناتو، والكبير يحتاج من الحليب شيئا مع قهوته لتعمير آلة التفكير والتنبير والتكمبين قبل أن يقدم على شنيع فعله الذي سيجلب له حتما حنق الموالين أو تكعرير المعارضين، ولو كان للحليب مرتبة دستورية لضمن الجميع سلامة الحياة البيولوجية والثقافية والسياسية وتواصلها حتى بأفتر أشكالها وأتعسها كما نعيش.

الحليب قبل الانتخابات الحرة والنزيهة

ماذا يعني مطلب الانتخابات الحرة والنزيهة رضيعا جاع؟..  أكيد أنك لن تقدم على دعوته لأن يدلي بصوته في مكتب للإقتراع ولا أن يشارك بالهتاف به لمرشح المحافظين ولا العمال ولا المهمشين فهو لن يجود بصوته إلا على أمه ثم أمه ثم أمه ثم أبيه الذي سيلجأ لفراش الطوارئ بالصالون ويترك أهل البلاء يصوتون.

أطلب بالمناسبة سحب مطلب الانتخابات الحرة والنزيهة إلى حين رجوع الحليب الغائب سالما غانما إلى رفوف الدكاكين وعامرا لثلاجات المطابخ وكؤوس الشاربين،

الحليب قبل حرية التنظم

وعلى ماذا سيجلس المنتظمون غير المتنظمين المساكين إن لم يتوسطهم الأستاذ حليب المسؤول الأول على تحلية قهاويهم وتزويدها بنكهة ترطب شيئا من جو المعارضة الرتيب والمتكررة فصوله منذ خمسين عاما .. نفس الوجوه ونفس المحاور ونفس الأسباب ونفس النتائج .. فقط لا حليب..

صدقا تفقد كل هذه المطالب الراقية والضرورية كل قيمة لها أمام دولة تعجز عن توفير الحليب لشعبها ولا جدوى من  تعلات أقبح من الذنب، فهل يجدر بنا أن نطلب معونة عاجلة من اليونيسيف أو من غوث اللاجئين لتغطية العجز، أمام تخلي الدولة عن دورها الطبيعي في تنظيم وتوجيه وحماية أمننا الغذائي.

الحليب قبل شجاعة الشجعان ….. هو أول وهي المحل الثاني

ولن تلومني يا أستاذ أبو الطيب المتنبي فأنت بدو صحراء لم تعرف يوما أزمة حليب بقر ولا نوق ولم تشرب يوما قهوة ديراكت ولا كابوسان فلو أدمنتها لغيرت رأيك وقلت أن الحليب أول ثم الجاه أو حتى مجرد كتيف سمين ثم رصيدك في البنك ثم مؤهلاتك في التلحيس والقوادة والتنوفيق ثم يأتي الرأي العادم في مرتبة متقدمة ومتميزة قبل الرأي الثاقب والصادق وفي المرتبة الأخيرة تأتي المرحومة بإذن ربها شجاعة الشجعان التي اغتالها الأمريكان وأنصاف الأمريكان وذيول الأمريكان ومساحوا أحذية الأمريكان وبعض قمامة الأمريكان في العراق وفلسطين ولبنان

أليست كل هذه علل كافية لإيلاء السيد حليب منزلة تليق بمقامه الرفيع كأن يكون مضمنا بالفصل الثاني من الدستور فبعد التأكيد على أن تونس دولة عربية ودينها الإسلام وجب التنصيص صراحة على أن الحليب حق للشعب وواجب على الدولة والتزام بنتيجة محمول على كاهلها لتوفيره للناس غضا جديدا نافعا ، وكل من يثبت تقاعسه في ذلك يعتبر مخلا بأحكام الدستور ويجب عرضه على المحكمة الدستورية التي سينص عليها الفصل الثالث مستقبلا والتي لها أن ترمي به في أي غياهب تراها حسب سديد نظرها الثاقب، فالحليب يا سادتي الكرام  أول ولكل شيء أخر المحل الثاني.


تعست السيـاســة…

د. خــالد الطراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

هذه كلمات غير مرتبة رفضت البقاء في الكهف ولم تلزم بيتها، وخيّرت الخروج إلى الناس بكل حياء وبكثير من الألم، وهي تعبيرة تلمّها أطراف من الأمل والخشية وتعظيم المسؤولية الملقاة على الأكتاف، سهر بالليل وهم بالنهار، نرفعها خاشعين متذللين إلى أرواح قافلة شهداء السجن الكبير الإخوة الأفاضل: الهاشمي المكي وأحمد البوعزيزي والمنجي العياري، ومن سبقهم ومن سيلحق بهم… طلبنا الوحيد منهم وبكل حياء العذراء، أن لا تنسونا عند ربكم واذكرونا بخير واسألوا لنا حسن الخاتمة فإن النية طيبة ولكن المطبات كثيرة، فإن مقامكم عنده غير مقامنا ولا نزكي عليكم أحدا وأملنا في الله كبير…

تعست السياسة وتعس حاملوها إذا كانت بابا على مقابر مفتوحة، إذا كانت جسرا على جماجم وعظام…إذا كانت جلوسا على مدارج لمشاهدة قوافل النعوش والشهداء…

تعست السياسة وتعس كل من تسلقها وهو يكبل ضميره ويدفعه إلى زوايا العمى والغفلة والتجاهل وانتظار أمر الحاجب بالدخول…

تعست السياسة وتعس كل لسان يلهث بها إذا كانت مجرد لعبة مربعات سوداء وبيضاء ورمادية، والإطار صحراء قاحلة لا ترى فيها غير غربان سود تحلق على جيف وأوصال مقطوعة…

تعست السياسة وتعس المتشدقون بها إذا كانت أحلام يقظة وتعلق بسراب فوقه سراب وتحته سراب ومن قبله سراب، لا تمد يدك ولا رجليك إلا بقدر كساء خيوطه ذل وهوان وانحناء…

تعست السياسة وتعس كل لاهث وراءها إذا كانت سوقا للمساومة بالمبادئ والثوابت وجلوسا بين الجماجم في مقابر للأوطان في خيمة السلطان…

تعست السياسة وتعس كل صوت ينادي بها وهو يضع صماما على أذنيه حتى لا يسمع آهات الحيارى والمعذبين، وأنين المساجين بغير حق، وأزيز أبواب السجن الصغير والكبير…

تعست السياسة وتعس أصحابها وهم يضعون كمامات على أفواههم حتى لا ينغصون عرس السلطان ويفضحون نكبة الأوطان…

تعست السياسة وتعس أصحابها وهم يغمضون عيونهم حتى يعيشون في الظلام…

تعست السياسة وتعس روادها إذا تعبت النفوس واستلقت للراحة ومصافحة الاستبداد والمراهنة على أن الذئب قد غدا صديقا للخرفان…

تعست السياسة وتعس رافعو راياتها إذا كانت عنزا ولو طاروا، وتغريدا خارج السرب، ولا أريكم إلا ما أرى، وأنا وما بعدي الطوفان… معارضة آخر الزمان!

يقول علي بن أبي طالب :

 

النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت … أن السعادة فيها ترك ما فيها  

     لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها       فإن بناها بخير طاب مسكنُه ….وإن بناها بشر خاب بانيها       أموالنا لذوي الميراث نجمعُها … ودورنا لخراب الدهر نبنيها      أين الملوك التي كانت مسلطنةً … حتى سقاها بكأس الموت ساقيها ملاحظة : يصدر قريبا للدكتور خالد الطراولي كتاب جديد بعنوان “حــدّث مواطن قــال..” يمكن الحجز بمراسلة هذا العنوان:  kitab_traouli@yahoo.fr

26/جانفي/2008

المصدر :  موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 

 

إنتفاضة الخبز بو جعفر العيوني
 
هاهي سبعة وعشرون عاما مضت على انتفاضة الخبز هبّ الشباب فيها لرفض زيادة الخبز,فأرسلوا الجيش لإخمادها بالحديد والنّار, فتساقط الشباب كالذباب بدون رحمة ولا شفقة وجمعوا جثثهم بالرّافعات الأمريكية كما يرفع البقر المجنون ورموهم بالخنادق الجماعية كما يفعل بالفضلات والحيوانات الموبوءة وهكذا مصير كلّ عربيّ ومسلم لدى الغرب وأعمّالهم أو قُل عملائهم في بلداننا.   إنتفاضة الخبز يا أهل تونس ساد الذلّ ساحتنا*والنّاس تفنى زرافات ووحدانا لقد علمنا بأنّ الفقـر آفـتنا*فجرينا عدوا وراء الخبز سرعانا فكم سنين لم أحصي عدّتها *مضت علينا وحبّ المال أغوانا شرذمة الدستورداسوا كرامتنا *حلّوا محلّ العدىظلما وطغيانا دعوا للجهاد فهبّ النّاس أغلبهم*لإجلاء من ذوّقونا الذلّ ألوانا ولـكَم فرحنا عندما ارتحلـوا *فـهتفنا بالنّصر شيبا وشبّانا لكن سريعا وما طال ترقبنا*تبعنا خطاهم فصرنا اليوم عبدانا فالنصر أطربنا والهجر أغضبنا* والباي أجدبنا والمال أهوانا والدهر أحوجنا والفقر أخرجنا *والهـمّ اتعبنا والـذلّ أبكانا يا أهل تونس حتّاما يخدعنـا*هاربع قرن وهذا الباي يرعانا كالسوائم لا رفض ولا شغب*فالطّبل والزّمر والتصفيق ألهانا يـا أهل تونس قدّمنا قرابننا***مـن كلّ ناحية قدّمنا قربانا البايُ عطّل شرع الله أوقفنا***عن المسيرة نحوالمجد بهتانا زاد وغيّرمجرى العلم غايته**إبعاد شعبي عن الإسلام فتّانا يا اهل تونس ضدّ الكفر ثورتنا*أمّا النفاق ففاق الكفر أحيانا هذا الوزير أراد أن يجوّعنا(1) لمّا رفضنا أغار الجيش أردانا فكم شهيد رصاص الجيش أسقطه*هذا التّعسّف ياربّاه أعيانا الجـورساد وبات في إيالتنا***فأجّج فينا لهيبا صار بركانا يا أهلي ثوروا وامسحوا درنا**أراه أزمن جاب اليوم أدرانا يا أهل تونس حان اليوم موعده*لردع ظلم بهذا الرّبع قد بانا إنّ كراسي الحكم لا يزعزعها*إلاّ مسيل من الأوداج غدرانا   (1)هو محمد مزالي آنذاك 1981   (المصدر: موقع “الحوار. دوتش” (ألمانيا) بتاريخ 26 جانفي 2008)

ما أبعد.. بعدك … يا برهان !!!.
 
بقلم: نصر الدين   إن الحذر المفرط  المكبل بهاجس المساحة والمسجون داخل الصنم الأيديولوجي المحنط  يشوش على النص ويصيبه بالإرباك ، ومن ثمة يفقده ملامحه وخصائصة الأصلية ، ففي محور مثل البعد الآخر مساحته ضيقة أخص خصائصه القرع المباشر للحدث بادوات سلسة يغلب عليها السهل الممتنع ، تحمله لغة أدبية إنشائية المقام خالية من فخامة البلاغة ، في محور مثل هذا أرضيته دقيقة ومساحته  حساسة ، إذا لم يتجرد الكاتب ويقف نفسه للفعل الصحفي النزيه يعتل إنتاجه وتتفكك المعاني في رحم النص ، وإن لاح الثراء في الجمل والكلمات فإن الفقر يحكم المعنى ككل ، لذا فشل برهان في التعامل مع الحدث بواقعية وتجرد ودس في بعده الآخر بعده الثقافي وخلفيته الفكرية ومساحاته الهائلة من “التطوع” ، وبهذه الخلفية كثير ما يركب الأحداث الهامة وينفذ اليها بذكاء غير نزيه يغلبه خبث الترصّد، فالمدقق بروية  في ركن البعد الآخر سيخلص بسهولة إلى مكونه الأساسي ونقطة إرتكازه والنواة التي حولها يدور، فالكاتب يرصد الأحداث المهمة ولا يخشى التفاعل معها ، وقطع مع أسلوب الصحافة  الرسمية التونسية الذي يعتمد على تجاهل الأحداث الكبرى والحساسة والإنحناء الى جلبتها حتى تمر، وفي أثناء ذلك تلهي نفسها بالخبر اللقيط ، لكن برهان يعمد الى الحدث الهام والمسكوت عنه سابقا إمّا لحرج يسببه للسلطة  او لخدمته لخصوم  سياسيين أو فرقاء  فكر  وثقافة ، قلت يعمد لهذا الحدث فينهكه  بالتأويل ويمطره  بالجمل الساخرة لينزع هيبته وجدواه ، ثم ينفذ الى خصائصه ليعبث بها ، ومن ثمة يعيد إنتاجه للقارئ  بشكل مشوه ، بهذا يكون قد تناول الأخبار والأحداث المسكوت عنها في السابق ليوحي للمتابع بأن المناخ الإعلامي مفتوح ، وصدر السلطة لا يضيق بملامسة  الحدث المهم وإن بدا محرجا ، كما يكون قد شوش على الحدث في مصادره  المستقلة من وسائل إعلام  آثرت  النزاهة والتجرد ، وطالما أن الخبر الصحيح محاضنه  كثيرة  متنوعة ومتعددة ، فركوبه وتهميشه ومحاولة التشكيك فيه سياسة  أجدى وأنفع من السياسة  التقليدية  منهج  النعامة والرأس في التراب وغض البصر على عورات ولي الامر.   “النجاح” النسبي للبعد الآخر يعود لشذوذه عن سوق الجملة الإعلامي و”الطلبيات” المعلبة التي تشحن كل صباح  بالكيلوات..أوراق حائرة ، سكب عليها حبر مكرر منزوع الخصائص ، ليجسد كلمات متعبة وأحرفا مبعثرة  كلّسها  الصّقيع  فتكوّمت تبحث عن رائحة الدفء ، وإن كان هذا  النجاح النسبي التفافيا غلبت عليه الأشكال  ألإرتدادية  إلا انه ينطبق عليه المثل التونسي “أعمش في سوق العميان”.   لأن كلمات وجمل البعد الآخر ليس لها عنوان واحد ، وهذا البعد ليس بالناقل النزيه للحدث ، فإنه كثيرا ما يفقد هذا البعد بعده… ويصبح  ذا أبعاد لا يستقر على هوية  فتجد الكاتب يقفز في العدد الواحد من المقال الى النص الأدبي وفجأة  يتحول الى دراسة   ومنها الى تقرير صحفي مرورا ببوابة النقد المصاب بفقر الدم ، الخالي من كل الفيتامينات ، المدمن على المنشطات المغشوشة.   من الممكن  اذا توفر الذكاء والحس الصحفي وسادت المهنية أن نفتح نافذة نقية في جدار الصحافة الرسمية الأصم ، فلو إنتبه برهان هناك على بعد سنتيمترات منه سيجد أن الأستاذ محمد قلبي ليس مع … ولا إمّعة… ومع هذا يكتب كلام  يتجانس مع عالم  الصحافة يهضمه  القارئ ، وتستسيغه  الأذواق السليمة ، ولم يسخّر نفسه  لسب  المعارضة  ولا” للشباط” لا ولا لتحريف الكلم عن مواضعه.   قبل أن أنهي مع بسيس علني أتناول  بإيجاز آخر بعده  الآخر وما أظهره  من فهم سطحي لكثير من الاحداث فقد تعمد “وكثير ما فعل” الغمز للإمتداد الإيراني وأدواره وعلاقاته الوثيقة بالحركات الإسلامية , وكثير من الشبهات الأخرى أرسلها عبر إسطوانتة البالية وأكثر منها يحتفظ  بها لقادم  أعداده ، ليعلم أن الإلتقاء على منحى ثوري وبعض الجوانب الفكرية لا يعني الكثير للإيرانيين فلقد عاقبوا وسفهوا النظام السوداني “الأصولي” لأنه لم يمكن لعقائدهم في السودان لا في الخرطوم ولا في أم درمان ولا حتى في دارفور، وغازلوا حماس  لكنها لم تفتح لهم   حتى حسينية في حجم زاوية صغيرة مهجورة في أطراف غزة ، وعاتبوا الإخوان لأنهم بدعوا اللطم وسفهوا الاّطم .   أما أين حطت عقائدهم رحالها؟؟؟ فأسأل الجنوب التونسي ، وكثيرا من مناطق الساحل ، وأسأل بوابة الصحراء عمن ختم لهم ومروا الى مستقرهم …وأسأل جمعيات أهل البيت المرخص لها كم من بيت فتح أبوابه للطم والسلاسل والدم في عاشوراء على إمتداد ربوع الخضراء ، ثم أسأل  هذه  البلاد السنية  المالكية العصية على الفتنة المتميزة بوحدة  نسيجها على مدى العصورمن يعبث بتجانسها ويحاول كسر وتمزيق إحتكار التوافق للبلاد على مدى قرون طوال ، ينشّط  كل ما يشرخ التجانس ، ويغوّل شبه  أجسام  مشبوهة  لمصالح  آنية لا يتجاوز مداها  العقول  الصدئة.   يظهر أن الصحافة  الرسمية التونسية  لا يقعدها  الرقيب فقط… إنما أسهمت في إقعاد نفسها من خلال آفة الكراهية والضغينة  وصادرت المساحة  العليلة  التي سمح بها “الحجاج” لصالح  تشويه  الآخر والتحريض عليه ، حتى لا تلفحه نسمة حرية فارة من سرداب الجلاد.   مساحة  أفتكّت بشق  الانفس ، وعبر تضحيات جسام ، وبعد زمن ثقيل  بطيء  موحش ، كان أولى بها أن  تكون ومضة  نقية  في فضاء إعلامي ملوث  ومسدود ، فإذا بها تفر من قضبان  الزنزانة  لتسقط  في  حد المقصلة.   (المصدر: موقع “الحوار. دوتش” (ألمانيا) بتاريخ 26 جانفي 2008)


غزة الصمود

لم لا .. مسيرة مليونية

 
ماذا للمرء أن يقول في زمن تهاوت فيه نخوة الإسلام و العروبة حتى صرنا نرتضي قتل أبنائنا و اغتصاب نسائنا تحت مطية الحسابات و المصالح الموازية لهذا الفريق أو لذاك البلد.. حقيقة.. ماذا يمكننا أن نعطي لشعب أعزل، محاصر، يضطهد بالليل و النهار، سرا و علانية..من لأخ الدين و الدم و العرض ؟ من للأم الثكلى و الأطفال الرضع ؟ من يلملم جراحنا و يجمع شتاتنا ؟ ألم نسأم من التمسح على أعتاب من خان القضية و  تآمر على هذا الشعب لتركيعه و بيع أرضه و عرضه على مائدة المزايدات السياسية و مصالح الاستكبار في هذا العالم .. إنه لعار علينا .. و أي عار.. كلنا مطالبون ، و الجميع في قفص اتهام التاريخ الذي يراقب انتكاسنا و تململنا في تحمل المسؤولية . أبناء أمتي .. مرة أخرى يرسم لكم شعب فلسطين و أبناء غزة الصامدين طريق الخلاص .. فلا مجال للحوار مع المغتصب و لا فائدة ترجى من  بالونات ساستنا المتترسين وراء عروشهم، فلا خيار إلا خيار الشعب.  حطموا قيود الاستحالة و انتفضوا عبر الحدود منجدين إخوتكم..اقتحموا هذه الحدود في حملة شعبية عارمة تدك كل الحصون.. و تتجاوز كل المعابر ، نعم ، لم لا.. مسيرة مليونية هدية من هذه الأمة لهذا الشعب المجاهد الصامد، فكم من الزمن حافظ إخوتنا في فلسطين على شرفنا جميعا أمام الصهاينة المغتصبين بدماء و أجساد أبنائهم ألا يحق علينا أن نرد لهم الجميل. إلى أي مدى سيتواصل انغلاق هذه المعابر وهمجية هذا الاحتلال و التلاعب بحقوق هذا الشعب المغتصب و الشعب المسفوكة دماه بيد باردة.. لو استطعنا أن نرسم ملحمة جديدة من النضالات نتجاوز فيها الفرجة و المتابعة بأعين دامعة و أفئدة وجلة خائفة ، وصياغة بيانات المساندة و التنديد و…إلى الاعتصامات عبر الحدود و المسيرات إلى فلسطين في انتفاضة من الخارج موازية مع الداخل .. لو أردنا لقضية فلسطين أن تأخذ منعرجا هاما لصالح الأمة فلن يكون ذلك إلا بدعم الشعوب الصادقة لها.. دعما نريده في مستوى تضحية هذا الشعب و ليس هذا بعزيز لو تصالحنا مع أنفسنا و حددنا أولوياتنا ، فالعدو واحد وإن اختلفت مظاهره فلم لا نكون رجلا واحدا في مواجهته ، لم لا نهب منجدين لإخوتنا .  بالأمس تجاوز أبناء غزة معبر رفح نحو مصر طالبين الغوث ، ألا يمكننا أن ندخل غزة مغيثين إخوتنا كل بما يستطيع .. من متاع و أطعمة و ألبسة …ألا يمكننا أن نتجاوز نقطة الصفر هذه و نحقق بعض النقاط لصالح هذا  الشعب الهمام ، هل من المستحيل على ممثلي الشعوب العربية و الإسلامية من حركات و أحزاب و جمعيات سياسية و ثقافية و نقابية أن تجعل من هذا النداء حقيقة نراها بالعين و نطمس بها أعين الحاقدين المستكبرين.. كلنا يد واحدة من أجل نصرة أبناء غزة و الشعب الفلسطيني فتحي الماجري: طالب بمعهد الصحافة و ناشط حقوقي


السياسة “خذ وطالب” وقواعد “لعبتها” ليست محاكاة صماء لعلوم الطب !
 
مرسل الكسيبي (*)   تحت عنوان: هل “آن الأوان لتغيير الخطاب ” كتب الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية التونسي مقالا يبدو أنه كان ردا على سلسلة من مقالات حررتها في الفترة الأخيرة تفاعلا مع مقولته المعروفة ب”لايصلح ولايصلح ” , وقد تفاعل المرزوقي في مقاله المذكور مع نقدي لنهجه السياسي الذي سبق وأن جرب مطلع التسعينات وكان سببا في قيادة الفضاء العام الى الانغلاق السياسي المحكم والى حجم غير مقدر من الخسائر الحقوقية الثابتة .   وبالتأمل في عمق المقال المذكور فانني أقدر للمرزوقي جرأته وتحطيمه لموضوعات التابو السياسي تونسيا واقليميا , غير أنني وددت الوقوف معه في هذه المحطة الأولى على جملة من النقاط التي أرجو أن ينتبه لها مستقبلا عند الرد على مخالفيه في الرأي :   1- أعيب على المرزوقي في مؤاخذة شديدة تحامله على ناقديه عبر وصمهم ب”الميكروكوزم ” , ومحاولة اسقاطهم الفاشلة من خلال محاولة الايهام بعمالتهم للسلطة وأجهزتها الأمنية , وهو مالايليق بكاتب محترم أو مثقف معتبر أو سياسي يطمح لتصدر المشهد السياسي العام .   2- أذكر رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية بأن لنا وغيرنا من منتقديه صولات وجولات في المعارضة التونسية وبأننا دفعنا ضريبة أفكارنا ورؤانا نفيا ومطاردة وفقدانا لكثير من الأهل والأحبة هذا علاوة على خسائر مادية متواصلة نتيجة حرماننا من حقنا في العيش الطبيعي فوق أرضنا ووطننا.   3- ان التراجع الذي يشهده اليوم المؤتمر من أجل الجمهورية مقارنة بما كان عليه فعله سنوات 2003 و2004  هو خير دليل على أن النهج السياسي الذي يقود به د. المرزوقي حزبه في حاجة الى كثير من اعادة النظر والمراجعة ولاسيما في ضوء خروج واستقالة العديدين من مؤسسيه ومناضليه من الرعيل الأول .   4- ان كثرة الحضور في الفضائيات واستغلال الفرص وتوظيفها من أجل اثبات شرعية وصدى الخطاب السياسي المعتمد هو من قبيل المغالطة التي لايمكن أن تنطلي على أحد , اذ أن مقياسا مثل هذا يمكن أن يبرر أيضا للأنظمة الرسمية معيارا اخر في النجاح والتألق وهو حجم انتشار وحضور التها الاعلامية الموجهة , وهو مالايمكن الجزم به من خلال الرجوع الحر الى صناديق الاقتراع النزيهة والشفافة .   5- أرجو من الدكتور المرزوقي أن يتعلم وفي تواضع جم بعيد عن النرجسية درسا عظيما من الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة , الذي استطاع بمقولته الشهيرة “خذ وطالب ” أن يحقق الاستقلال وأن يتفوق على الة الدهاء الفرنسي الاستعمارية ,وهو ما جعله أيضا يتفوق وفي وقت تاريخي مبكر على ذكاء الزعيم الخالد جمال عبد الناصر حين كانت مقولته “سنرمي بهم في البحر ” تملأ الشارع العربي وتحركه ثورة من المحيط الى الخليج ولكنها سقطت في ظرف ساعة ونصف حين تحطمت على وقع تدمير 80 بالمائة من قدرات سلاح الجو لثلاث قوى اقليمية عربية ذات شأن .   6- لقد سبقناك يادكتور بداية التسعينات الى رفع شعارات وطنية جميلة حالمة , وحينها كانت الحركات السياسية المعارضة وقوى المجتمع المدني أكثر تماسكا وصلابة من اليوم , غير أننا حين تحركنا في الميدان بأحلامنا الطلابية واجهنا بصدور عارية انسحاب الصف المعارض الذي اثر الانكفاء على الذات في أحسن الحالات أو اقتسام الغنيمة والفيء من ظهور الضحايا الذين مازالوا يتوزعون مابين المنفي والسجن جراء خطاب سياسي غير مسؤول ونتاج عدم تقدير منجزات الدولة الحديثة أو على الأقل فهم آليات البناء والتعاون من داخل المؤسسة الحاكمة بدل خوض مغامرات ومغالبات مازالت أجيال التونسيين تدفع ثمنها الباهظ .   7 – أحلام الدكتور المرزوقي ليست جديدة علينا ومواقفه المفعمة بالنخوة والكبرياء ليست عيبا نقدح فيه , غير أننا نستغرب استمرار هذا النهج السياسي المتعالي في الخيال والبعيد عن الواقع والميدان , حيث توجد دولة تونسية حديثة تعاني من مشكلات حقوقية وسياسية لايمكن حلها على الطريقة الكينية أواللبنانية أو العراقية أو السودانية حيث تتيح بعض المعارضات من خلال تهافتها على طلب السلطة الفرصة واسعة وشاسعة للقوى الدولية النافذة من أجل عودة الاستعمار من بوابته الخلفية المباشرة .   8 – أرجو من رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية الاحساس بآلام شبان تونس الذين دفعوا ضريبة الخطاب المغامر جيلا بعد جيل ولم تزدهم مثل هذه المغامرات وعواقبها الوخيمة الا عزوفا عن الشأن العام وارتماء في قوارب الموت أو نفورا من الشأن الوطني وارتماء في أحضان الشأن الشرق أوسطي ومن ثمة جعل تونس هدفا سهلا لأجندات دولية توسعية معروفة لانتمناها لبلدنا أو لمنطقتنا المكتوية بنيران جماعات الموت والتعسف في لي عنق النص الديني .   9 – ان السياسي المعاصر الناجح ليس الذي يزايد على مواطنيه في موضوعات الوطنية والتصعيد الخطابي أو الذي يتعزز حضوره بشكل متصاعد على المواقع والفضائيات , بل انه ذاك الذي يحقق لشعبه وبلده أفضل النتائج وأحسنها وأصدقها بأقل ثمن وتضحيات , وهو مايعني أن النخبة التونسية المعارضة أو الحاكمة لابد أن تغير أداءها من منطلق ماتجلبه من مصالح أو تدرؤه من مفاسد عن الوطن والمواطن والأمة أو ماتحققه من عدل  وأمن ورفاه انساني.   10 – ألفت نظر الطبيب منصف المرزوقي وفي تواضع واحترام الى أن قواعد العملية السياسية النظرية والتجريبية تختلف كليا عن قواعد علوم الطب , ومن ثمة فان أي خلط بين المجالين يعتبر من قبيل الحكم على مصاب السكري درجة ثانية  بدواء الغراغرينا وهو البتر بدل ممارسة الحمية وتعاطي الأقراص وهنا تحدث الكارثة في السياسة كما تحدث حينها في علوم الطب !   أرجو في الأخير من الدكتور المرزوقي سماحة الصدر واتساعه بعد هذه الجولة النقدية القاسية وألفت نظره الى أن علوم السياسة وخبراتها ليست حكرا على “كبارات الحومة” الذين صادروا حق جيل كامل في المعارضة من داخل المعارضة من أجل مصلحة تونس وشعبها .   والله تعالى يهدينا جميعا الى سواء السبيل .   (*) رئيس تحرير صحيفة “الوسط التونسية”   (المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)


…وعلى الظالين امين

 
احتفل الشغيلة يوم 20 جانفي 2008 بالذكرى 62 لانبعاث الاتحاد العام التونسي للشغل .                                                                                                                                         وتاتي هذه الاحتفالات مع الاعلان عن تاسيس اول نقابة للصحفيين التونسيين وجاء هذا  المولود النقابي الجديد ليرث رصيد هام من الملفات العالقة و التى عجزت الجمعية عن حلها و وقفت طول مدة نشاطها على صفيح ساخن. لم تكن جمعية الصحافيين سوى ريشة في مهب الريح .ريح التغيرات المتسارعة و الملفات الحارقة التى عجزت عن حلها . ولو اردنا رسم ملامح شخصية الجمعية لرسمنا صورة رجل اطفاء و هي السيمة الرئيسة التي حملتها طول مدة عملها حيث انها لم تكتفي الا باخماد نار الملفات دون البحث عن اسبابها. و اذ نؤكد اننا لا نتحامل على الجمعية بل اننا نقف على على عتبة التاريخ للتذكير بما اقدمت عليه في تعاملها مع ملفات يمكن وصفها بالطارئة و نذكر منها ملف الصحافيين المطرودين من دار الانوار سليم بو خذير و شهرزاد عكاشة اللذين طردا طردا تعسفيا و رغم طرح ملفيهما على طاولة الجمعية فانها لم تاخذ أي خطوة نحو ايجاد الطريق السالك لهما بل اكتفت بلعب دور الاطرش في الزفة و ما اكثرها زفات . و ازدادت شخصية الجمعية وهنا حين اطردت من المنظمة الدولية للصحافة (الفيج) بسبب تخاذلها في الدفاع عن منظوريها فكانت الرجة التي قادت الصحافيين الى انتفاضة (قلمية) حيث قدم اكثر من 50 صحافيا استقالتهم و غزت بيانات التنديد بالجمعية الانترنات والتى كانت مسرحا حيا لمقالات جلدت اعضاء المديرة القائمة وقتها برئاسة محمد بن صالح . وذهب بعض الصحافيين الى ابعد من ذلك و طالبوا بسحب الثقة من الهيئة و الدعوة الى بعث مشروع بديل يكون عنوانها الرئيس نقابة خاصة بالقطاع. وامام المحاصرة التي لقتها الهيئة المديرة للجمعية و في حركة بهلوانية منها لكسب العطف داخليا بعد ان خسرت الثقة دوليا قامت الهيئة بتقديم جائزة الريشة الذهبية لرئيس الدولة يوم 3 ماي 2004 بمناسبة اليوم العالمي للصحافة و ذلك اعترافا منها لما  اولاه “سيادته” من موفور العناية لاعضائها فكانت الرجة الثانية . و لئن كان الدور سلبيا للجمعية فاننا ننتظر الافضل من المولود الجديد (نقابة الصحافيين) على اعتبار موزائيكية تركيبته اولا وفائض الثقة التى تحصلت عليها القائمة التى ترئسها الاستاذ ناجي لبغوري ثانيا و البرامج الانتخابية التى اعتبرها الملاحظون ثورية ثالثا. واذ لا نشك في تراجع المكتب التنفيذي عن اداء رسالته و اتيان البرامج التى انتخب لاجلها وانهائها. خليل للمراسلة taktouk9@gmail.com

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين  الرسالة رقم 384 على موقع تونس نيوز بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي 

فـي الصميـم وضـع النقـاط علـى الحـروف الأذن الثالثة عند الوزير ضرورية وهامة وهو خط الهاتف الأخضر الفاعل

 
قضية الاهتمام بمشاغل المواطنين والشبان مازالت هي القضية الطاغية على الساحة الوطنية وكل الشرائح تؤكد على أن الإنصات والإصغاء إلى مشاغل المواطن غير موجود رغم النداء والتكرار من طرف الكتاب والصحافيين الأحرار أصحاب المبادئ والثوابت والقيم. ورغم نداء رئيس الدولة في كل ندوة ولاة يؤكد سيادة الرئيس على طريقة الاتصال المباشر والإصغاء إلى المواطن والإنصات إليه والاستماع إلى مشاغل الشباب بأكثر حرص وبطريقة فاعلة والاهتمام بقضية التشغيل خاصة لحاملي الشهائد العليا. حقا أن الرئيس حريص على هذه القضية الشائكة المعقدة… لكن الأذن الثالثة والحس والشعور بالمسؤولية “ربي ينوب بها كل فول لاهي في نوارو…”. الوزير له مشاغله وأصحابه وأهله وزملائه والوالي عندما يعود إلى مركز عمله 70 % من خطاب الرئيس ينساه أو يتجاهله… لست أدري لماذا… فقد استمعت 21 مرة إلى خطاب الرئيس في اختتام ندوات الولاة وكل خطاب يعيد كلمة الإنصات للمواطن والإصغاء إليه والاهتمام بمشاغل الشرائح الاجتماعية والإتصال بالشعب. كلام على غاية من الأهمية والجدية ولكن نريد الفعل من طرف المسؤول الذي تلقى التعليمات الرسمية والأوامر العليا… نرجو أن يكون السيد الوالي منصتا للمواطن مهتما برسائله. فاعلا في جهته. متحركا ناشطا عاملا مفيدا قادرا على استيعاب الطاقات، محكما في طريقة إدارة الحوار صابرا على تنوع المشاغل فاعلا في ايجاد الحلول لها مهتما بما يكتب… وعميقا في التحليل والاستنتاج سريعا في أخذ القرار المفيد مستجيبا لطلبات معقولة ساعيا للرد على مقترحات عملية حريصا على الاتصال بالمواطنين في جهاتهم وأماكن سكناهم حتى يعم العدل الاجتماعي وإتاحة الفرص للجميع وحتى يكون الوالي ملما بالمشاغل الحية الفرشكة التي تخرج من الأفواه البربية دون تحريف أو تأويل أو أستفيد أو أو أو…. والحديث المباشر أسلم. والحديث أمام المسؤول أجدر والمقترح أمام الوالي أنفع. إذا حصل اللقاء… أعود مرة أخرى إلى تعليمات الرئيس وحرصه على الإنصات والإصغاء المباشر. فأقول وأكرر التأكيد أن الرئيس كان منصفا لشعبه وقد أعطى التوجيهات والضوء الأخضر للمسؤولين وإني لا أشاطر الإعلامي القدير محمد قلبي الذي كتب لمحة يوم الاربعاء 23/1/2008 بجريدة الصباح وعلق على مقال السيد حافظ الغربي صحفي قدير بجريدة الصباح الأسبوعي حول الأذن الثالثة الهاتف الأخضر لوزير النقل والتعليم والتربية والتكوين وجاء في تعليق الأخ محمد قلبي بأن الأذن الثالثة لا تتم إلا بإذن أعني كسر المعنى وأقول للأخ محمد قلبي الإذن تم من طرف القيادة العليا ولكن النفوس لم تتغير وبالطبع لن يتغير… نعلم أن الرئيس بلغ الأمانة وأعطى الإذن ولكن لا يعلم بأن الوالي عندما يعود لا يتحرك وقد أشرت في مقال سابق بأن أربعة ولاة تداولوا على ولاية صفاقس منذ عام 2001 ولا أحد منهم زار منطقة الحجارة منطقة الظل التي راهن عليها سيادة الرئيس وأن 25 رسالة بالتمام والكمال وجهتها إلى الولاء بصفاقس منذ عام 2002 لم يقع الرد على رسالة منها أو دعوتي لمزيد تسليط  الأضواء على مشاغل جهتي… والرئيس لا يعلم بذلك ولا يمكن أن نقول أن الإذن لم يحصل بالعكس خطب الرئيس واضحة في كل ندوات الولاة وقد قلت إني استمعت إلى 21 خطاب كلها تدعوا إلى العناية بالجهات والإنصات للمواطنين… هذا في خصوص السادة الولاة. أما في خصوص السادة الوزراء، فقد أكد السيد الرئيس في الحوار التلفزي يوم 3/5/2000 بمناسبة عيد الصحافة العالمي مع مديري الصحف. وقد أشار سيادة الرئيس في هذا اللقاء إلى دور السادة الوزراء وأكد على دور الوزير في أخذ المبادرة وتحمل المسؤولية كاملة وهو ينوب الرئيس. هذه حقيقة واضحة لكن السيد الوزير وأخص بالذكر السيد وزير التربية والتكوين لا يهتم بمطلب المواطنين والشبان في موضوع التشغيل لحاملي الشهائد العليا… سواء في منطقة الظل الحجارة أو غيرها من مناطق الريف. وهذه القضية الشائكة العويصة زادت تعقيدا كبيرا وأصبح التشغيل في مجال التربية على ثلاثة أصناف : صنف الأول : الأقرباء والأهل والولاية، والصنف الثاني : الوزن الثقيل والمعارف الكبار… والميزان ذات 20 كيلو…، والصنف الثالث : ربي يستر بطرق ملتوية… أما بقية المطالب حتى الرد عليها مسكوت عليه وأبناء منطقة الظل الحجارة لا من يهتم بهم ولي عينات كبيرة ذكرتها سابقا… ومستعدا لذكرها من جديد. إذا فإن المقترح بإيجاد أذن ثالثة لوزير التربية والتكوين كما جاء في مقال الصباح الأسبوعي لا يفيد كثيرا إلا أذا وقع الرجوع إلى المقترحات التي قدمتها يوم 4/1/2008 في الحوار مع قناة المستقلة في مجال التشغيل لوضع حد لتصرفات لا يعلمها إلا الله. قال الله تعالى : ” وما ربك بغافل عما تعملون ” صدق الله العظيم وربي يرزقهم بأذن واعية وقلب رحيم وعقل نير وضمير طاهر. محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354  


 

تحيـــــــاتي
 
تعودت أن لا أجلس للكتابة إلا حين يناديني القلم وتعلمت أن أجعل نصي سيد نفسه يختار المكان والزمان والشكل والمضمون وتعلمت أحب شعرا وأرفض شعرا وأغضب شعرا وشعرا أجيء بكل إتجاه وشعرا تعلمت أعشق كل الأحبة حدّ انفراط النص حد انتفاض الحروف وشعرا أحيي الأحبة ولو كان ذلك مني يجيء ولو بعد حين ……ولو بعد حين ………..تحياتي    ولو بعد حين
 
تحياتي لكل الذين …أجادوا الكرم تحياتي لكل الذين تحدّوا المآسي بلجم الألم تحيــاتي لكل الذين تعالوا على الجرح صبرا وعشقا وجودا بدم تحياتي لهم راكعين  لهم ساجدين لهم واقفين تراهم قمم تحياتي لهامات عزِّ تعالت بفخر تشيد الهِمم ******* تحياتي لهم …بكل البلاد بكل السجون التي عرفتهم أباةَ حماة بعزّ أشم تحياتي لمن حاصروه لمن صادروه لمن أسكتوه ويأبى السكوت تحياتي لمن قتلوه  لمن غيبوه ويبقى……. يحاصرهم في الغياب  ويأبى يموت *********** تحياتي لمن عاش نأيا وبات غريبا هناك بعيدْ تحياتي  لمن شردوه  بكل البقاع لمن غربوه لمن هجروه ويأبى يحيدْ ********* تحياتي لمن أعلن الرّفض انّى وقف يمينا…… يسارا وفي كلّ صف ******** تحياتي لكل البلاد شمالا….. جنوبا  لكل الوطن تحيات عشق تحيات شوق تحيات  حب روته المحن ******** تحياتي أنا الشاعر المنهك بالنوى تحياتي ونصي لكم مترع بالهوى تحياتي وكل الحروف  تسافر فيكم   وتجعلكم  حبرها والمدى ********* تحياتي لكم صامدين تحياتي لمن على الجمر باتوا له قابضين تحياتي … لكم يارجالا تحلوا بعشق … رواه الإباء…. تحياتي …لكم سادتي… الشهداء سادتي…. السجناء سادتي ..القابعين هناك رمز تحد ….ورمز وفاء تحياتي إلينا جميعا فإنا …هناك ….هنا غ…ر…با…..ء غـــــربــــــاء غ……ر…..ب…..ا……ء                          جمال الدين أحمد الفرحاوي لاهاي في 28/11/2007  


قراءات سياسية

البعد الآخر لأحمد بن صالح… الإنسان والسياسي

شهادات نقابية وسياسية وحزبية في كتاب لنورة البورصالي

تونس الصباح : صدر قبل أيام عن دار صامد للنشر كتاب بالفرنسية من 236 صفحة.. من اعداد الاعلامية والجامعية والناشطة الحقوقية نورة البورصالي عن السيد أحمد بن صالح” وزير كل شيء” في الستينات.. الذي تحمل مهاما نقابية ووطنية عديدة قبل الاستقلال وبعده.. من بينها تزعم الحركة النقابية.. ثم تحمل مسؤوليات في المجلس التاسيسي الذي ألغى النظام الملكي وأعد الدستور في صيغته الاولى.. قبل أن يتولى حقائب حكومية عديدة من موفى الخمسينات.. حتى الاعلان في موفى 1969 عن فشل “سياسة التعاضد “ـ التي اقترنت باسمه ـ ثم اقالته ومحاكمته وسجنه في 1970.. وصولا الى توليه ـ بعد فراره من السجن الى خارج البلاد ـ في 1973 ـ تزعم أحد التيارات المعارضة.. التي عرفت لاحقا بحركة الوحدة الشعبية.. وهي الحركة التي كان السيد ابراهيم حيدر وثلة من رفاقه يمثلونها في تونس.. بعد محاكمة 1977.. قبل ان تنقسم إلى مجموعتين الاولى بزعامة بن صالح وحيدر والثانية عرفت لاحقا بتسمية حزب الوحدة الشعبية.. وتزعمها السيد محمد بالحاج عمر حتى ما بعد انتخابات 1999.. عندما أسندت رئاسة الحزب الى السيد محمد بوشيحة.. فيما أعلنت مجموعة السيدين بن صالح وحيدر منذ حوالي عقدين “الانسحاب من الحياة السياسية”.. وعاد بن صالح الى تونس بعد التغيير ـ بعد عفو رئاسي ـ ثم هاجر لمدة 9 أعوام قبل أن يستقر مجددا في تونس منذ عام 2000.. بعيدا عن الاضواء..   الكتاب الذي أثثته الزميلة القديرة نورة بورصالي جاء أساسا في شكل حوارات صحفية مطولة اجرتها الكاتبة مع السيد أحمد بن صالح.. نجحت خلالها في تقديم صورة أخرى.. او صور جديدة.. عن بن صالح الانسان والمثقف والمناضل السياسي المعارض.. فضلا عن بن صالح الوزير والمسؤول المقرب من الرئيس السابق الزعيم الحبيب بورقيبة.. خلال عقدي الخمسينات والستينات.. قبل حدوث قطيعة عنيفة بينهما.. أدت إلى محاكمة بن صالح بالسجن لمدة 10 أعوام وبعقوبات سياسية ومالية متفرقة.. وإلى حملات اعلامية منظمة شنت على “الوزير القوي “السابق وعلى سياسة التعاضد التي قادها.. الى حد اتهامه وبعض رفاقه ومساعديه “بسوء التصرف والاستبداد والفساد.. وبمغالطة “المجاهد الاكبر” واستغلال مرضه لتمرير قرارات خطيرة نالت من مصالح الشعب والبلاد والنظام..:   قراءة نقدية   وقد حاولت الزميلة نورة البورصالي خلال حواراتها ـ التي جمعتها في هذا الكتاب ـ أن تتجاوز التسطيح والاتهامات المجانية لشخصية وطنية مثل السيد أحمد بن صالح أثرت في تاريخ تونس وعدد من مؤسساتها.. ولم يكن عملها سهلا اذ تطلب منها سنوات من الجهد.. استوجبت حوارات مطولة ـ وسخنة أحياناـ مع أحمد بن صالح “اللغز “..الذي تعذب عدد من أنصاره لما حاولوا الدفاع عن انجازاته في 1977.. واضطهد أخرون داخل مؤسسات الحزب والدولة.. بسبب “تهمة “الولاء السابق له ولمقولاته.. أو “الانحياز “الى “الجناح “الذي كان يرمز اليه في قيادة اتحاد الشغل.. ثم في مؤسسات الحزب والدولة..   ودون أن تنخرط مباشرة في تيارالمطالبة بتنزيه سياسة الستينات الاقتصادية والاجتماعية..ولا في موجة تحميل كل أخطاء عقد الستينات.. لاحمد بن صالح والنخبة المقربة منه.. حاولت نورة البورصالي عبر كتابها ـ الذي اختارت له تسمية” كتاب مقابلات “ـ أن تطرح عليه أسئلة محرجة خامرت ولا تزال تيارا عريضا من الساسة والمثقفين والجامعيين والمواطنين الذين عاشوا عهده.. أو عملوا معه.. أو نكبوا خلال مرحلة حكمه..   عناصر جديدة    ومن خلال قراءة متانية لهذا الكتاب الجديد للزميلة نورة البورصالي ـ التي سبق لها أن أصدرت كتابا عن بورقيبة ومسالة الديمقراطية ما بين 1956و1963 ـ يتضح أن المناضلة الحقوقية والنسائية حاولت أن تكون محايدة نسبيا في تناولها للقضايا التي تهم سيرة بن صالح النقابي ثم الوزير وصولا الى دوره في المعارضة التونسية مباشرة وغير مباشرة.. فضلا عن الدور الذي لعبه دوليا لا سيما عبر الية “الاحزاب الاشتراكية الدولية “.. التي ضمت عددا من كبار ساسة العالم الاشتراكي في الحكم وفي المعارضة.. وحاول بن صالح مع مجموعة من رفاقه توظيفها لدعم سيناريوهات التغيير السياسي والاجتماعي في دول العالم الثالث.. وللحصول على دعم عالمي لقضايا التحرر الوطني في دول الجنوب وخاصة في فلسطين المحتلة.. والعالم العربي..   الديمقراطية وغياب دولة المؤسسات   ولم يكن غريبا على نورة البورصالي أن تطرح على السيد أحمد بن صالح أسئلة محرجة كثيرة.. خلال لقاءاتها المطولة معه ـ والتي تجاوز طول بعضها 10 ساعات متتالية ـ وكان طبيعيا ان يكون بين تلك الاسئلة ما له علاقة بملفات الحريات والديمقراطية وغياب دولة المؤسسات.. مقابل هيمنة واضحة لمنطق الزعامة ودور الزعيم الاكبر والزعيم الثاني والثالث.. والوزير.. وممثلي الحزب والدولة وطنيا وجهويا.. مع تغييب لفرص التعبير عن الراي الاخر والمصارحة والمكاشفة والمحاسبة داخل المؤسسات المنتخبة.. أو الهيئات الممثلة للشعب.. خاصة بعد مؤتمر الحزب ببنزرت في 1964 الذي تبنى عمليا خيار “الحزب الواحد “والتداخل الكامل بين مهام الادراة والقيادة الحزبية.. وطنيا وجهويا.. الى حد تسمية الوالي رئيسا للجنة التنسيق الحزبي.. ؟؟   ومن خلال ردود السيد أحمد بن صالح فقد حاول ـ على غرار ما ورد على لسانه في أحاديث صحفية سابقة وخلال شهاداته في ندوات مؤسسة التميمي ـ تمسك بحقه في الدفاع عن الجوانب الاصلاحية في خياراته خلال مرحلة العمل النقابي والحكومي وفي مرحلة المعارضة.. كما أبرز المكاسب والانجازات التي تحققت في عقد الستينات ومنها مايهم البنية الأساسية في مختلف قطاعات الانتاج والخدمات..والبنية الاساسية التي ساعدت على تحقيق عديد النجاحات الاقتصادية في “المرحلة الليبيرالية اقتصاديا “التي بدأت في السبعينات.. وخاصة في عهد حكومتي الهادي نويرة ومحمد مزالي..   وثائق مهمة ..ولكن   في نفس الوقت يمكن اعتبار شهادات بن صالح المفصلة في كتاب السيدة نورة البورصالي وثيقة مهمة عن جوانب عديدة من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحزبية والسياسية في تونس في الخمسينات والستينات.. وزاد الشهادات قيمة أن الكتاب نشر وثائق مفيدة لكل الباحثين المناصرين لبن صالح وخصومه.. بينها نصوص عن محاكمته في ماي 1970 وعن المراسلات بينه و بين الرئيس بورقيبة وبين الزعيم  بورقيبة والمغفور له الباهي الادغم الكاتب العام للرئاسة ثم رئيس الحكومة بعد ابعاد بن صالح.. الى جانب وثائق تهم برامج الاتحاد العام التونسي للشغل وسياسة التعاضد..   لكن أغلب الاجوبة الواردة على لسان السيد أحمد بن صالح بدت ـ كعادتها ـ تقلل من أهمية الانتقادات الموجهة الى سياسته وأخطائه الشخصية لما كان وزيرا “لكل شي ء “في الستينات ـ.. كما رفض السيد أحمد بن صالح في أجوبته المنشورة في الكتاب ـ تقديم نقد ذاتي صريح وواضح لأخطاء السياسة التي قادها قبل أكثر من 40 عاما.. وللغلطات الفادحة التي وقعت فيها الحكومة في عهده من حيث اعتقدت أنها بصدد “تحديث “الزراعة والصيد البحري وتجارة التفصيل.. فكانت النتيجة كسادا اقتصاديا واجتماعيا واخفاقا سياسيا أواخر الستينات..   ولاشك أن اجابات بن صالح سلطت الضوء على مسؤولية الزعيم بورقيبة وعدد من المقربين الاخرين منه في الحزب والدولة في دفع البلاد نحو سياسة التعاضد (كما مورست).. لكن بعضها قد لا يقنع كثيرا من المسؤولين والمثقفين والمواطنين الذين عايشوا تلك المرحلة ـ بايجابياتها ونقائصها ـ واحتكوا ببن صالح وحضروا اجتماعات موسعة واخرى مضيقة معه.. ولهم روايات مناقضة تماما لرواياته حول مرحلة الستينات.. ثم حول نظرته  في دور المعارضة والتعددية الحزبية والسياسية..   وفي كل الحالات فالكتاب ـ الذي خصص بن صالح وهو في الــ81 من عمره برحابة صدر وقتا طويلا للمساهمة في تسهيل مهمة نورة البورصالي لانجازه اضافة نوعية لسلسة الشهادات التي صدرت في الاعوام الماضية عن مرحلة بناء الدولة الحديثة في تونس وهو غني بالشهادات الشخصية والمعلومات التي يمكن أن تفيد الباحثين والمؤرّخين والاعلاميين.. على غرار الشهادات التي صدرت في كتب أعدها أو ساهم فيها وزراء ومناضلون سابقون في الحركتين الوطنية والنقابية مثل شهادات الوزيرالاول سابقا السيد محمد مزالي ووزير الداخلية والاعلام سابقا الطاهر بلخوجة والوزيرالاول ومديرالحزب سابقا الهادي البكوش والوزير والديبلوماسي سابقا والمناضل الوطني منذ الثلاثينات الرشيد ادريس.. والمناضل علي المعاوي.. والكاتب العام للرئاسة سابقا الباهي الادغم.. وغيرهم..   فعسى أن يتواصل نشر الشهادات.. ليتمكن الباحثون عن الحقيقة من فرص أكثر للتاليف والتركيب والتثبت..   كمال بن يونس   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)


العجز العربي عن تحقيق فكرة الدولة-الأمة
 
توفيق المديني
لما كانت السلطة الديمقراطية تعتبر مدخلا أساسا من مداخل بناء الوعي المطابق ، و بناء حركة الجماهير، و تأسيس رأي عام يمهد للمشاركة السياسية الإيجابية، فإنها معنية بالعمل على تحقيق دولة الأمة  التي تلتف حولها  سائر الطبقات و الفئات الإجتماعية. لذلك كانت الدولة العربيةالقطرية ، و الفؤية ، التي تآكلت شرعيتها التاريخية و أصبحت في معظم البلدان  لا تمثل سوى  مصلحة أقلية كانت،و لا تزال ، عقبة  كأداء في طريق بناء السلطة الديمقراطية،ولأن  بناء السلطة الديمقراطية لا يتحقق إلا في ظل الدولة- الأمة  التي تحظى  بشرعية شعبية، و تمثل مصالح الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب ،  وطبقاته الإجتماعية.   بالنسبة لدعاة العولمة الليرالية التي أنتجت  في الطبقات العليا في الدول – الأمم الأوروبية ما يشبه الإغراء في سيرورة “الإندماج الإمبريالي” أو الزواج الإمبريالي مع الإمبراطورية الأمريكية  التي أصبحت الزعيمة العالمية للعولمة الليبرالية القائمة على اللامساواة, والتحول الأوليغارشي الذي يستهوي جميع الطبقات الحاكمة في كل مجتمعات العالم, فإن الدولة- الأمة, سواء في فرنسا أو بريطانيا, أم في ألمانيا واليابان, حافظت على دورها التاريخي كناقلة أولى لتأسيس وإعادة إنتاج العلاقات المجتمعية والوضع الطبقي  وقوانين الملكية والعملة والعقود والأسواق, فضلا عما أنيط بها  من مهمة تحقيق تراكم رأس المال على مستوى دولي. و فيما يتعلق بالعالم  العربي الذي تهيمن فيه السياسات اللاعقلانية التي هي بالضرورة سياسات إستبدادبية  ، و أنساق مولدة للعنف ، و الذي يعاني من التأخر التاريخي العام، تظل مهمة السلطة الديمقراطية تكمن في بناء الدولة-الأمة ، بوصفها  الأداة الرئيسة للمواجهة مع المشروع الصهيوني و الهيمنة الإمبريالية , وماهو الدليل على ذلك؟ إذا كان هناك مكان في العالم حيث لا يتم تضييع الوقت في نقاشات عقيمة حول “الأزمة” أو “نهاية” الدولة-الأمة, فهو بكل تأكيد في الولايات المتحدة الأمريكية.هناك المسألة تكمن في كيفية أخذ على عاتقها قيادة العالم. أما الحل من أجل إحياء التعدد والعدالة لمواجهة الإمبراطورية الأمريكية المفرطة في قوتها, فيمر من طريق بناء الدولة- الأمة في العالم  العربي الذي أصبح  خصما مسرحيا رئيسا يستخدم لإستعراض القوة العسكرية الأمريكية. لقد كشفت جولة الرئيس الأميركي جورج بوش العربية  التي جاءت في أعقاب تقرير «النعي» لوكالات الاستخبارات الأميركية (NIF) الذي وضع بوش  رسمياً في مرتبة «البطة العرجاء» – وقلّم أظافره ونائبه، وبعد أسبوع من الحادث البحري الذي حصل في مضيق هرمز بين ثلاث سفن حربية أميركية و زوارق من الحرس الثوري الإيراني ، و التي جاءت أيضا في خضم اضمحلال النفوذ الأميركي من وجهة النظر العربية، كشفت هذه الزيارة مجموعة من الحقائق، لعل أهمهاأن من بين الدول –الأمم التي باتت مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، و ترسم مصيره، لا يوجد من بينها أي دولة عربية. فهذه القوى هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسيطر على المنطقة من الخارج، و لكنها ضمنت وجودها من خلال القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة، وعبر احتلالها للعراق.أما الدول الأخرى الثلاث، فهي ليست عربية: إيران ، وتركيا و “إسرائيل”. وعلى الرغم من أن العالم العربي يعد 355 مليون نسمة مع بداية هذا القرن،أي أن العرب يمثلون 5% من سكان العالم،فإنهم لا ينتجون سوى 2،5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي  ،أي ما يعادل إنتاج دولة مثل إسبانيا التي تعد 45 مليون نسمة،و هكذا فإن إسبانياً واحداً ينتج سبع مرات أكثر من أي عربي.و تقدم لنا الأرقام التالية على مستوى التعليم صورة بائسة للوضع الاقتصادي في العالم العربي: معدل الأمية كان بنحو 30% في عام 2007، مقابل 10% في أمريكا اللاتينية،و9% في آسيا الشرقية . و هناك 10% من الأطفال العرب الذين  لا يكملون تعليمهم الابتدائي، و ثلث هؤلاء التلاميذ لا يدخلون التعليم الثانوي، و ثلاثة أرباع طلاب الثانوية لا يلتحقون بالتعليم الجامعي.و النتيجة القاتمة مع بداية سنة 2008،تكمن في أن  هناك ثلاثة بلدان عربية محتلة ، إما من قبل”إسرائيل” منذ أكثر من أربعة عقود، أو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية (منذ خمس سنوات). و على الرغم من أن الزعيم الراحل عبد الناصرحقق أوسع شعبية من خلال بناء دولة وحدوية ذات نزوع وحدوي و متطابقة هويتها مع هوية المجتمع، حيث أن السلطة  يقودها حكام عرب، و ذات صفة وطنية، و تمثل الأكثرية الشعبية- رغم أنها لم تكن منتخبة إلا أنه كان هناك إلتفاف شعبي حولها-فإنه  عجز عن بناء كتلة تاريخية منظمة . فضلا عن أن قصوره في وعي مسالة بناء الدولة- الأمة حال دون رؤيته لمفهوم السلطة الديمقراطية  كمفهوم أوسع و أشمل يشمل جميع  التيارات و الأحزاب السياسية التي تعمل في المجال الفكري السياسي للأمة، ما لم تكن إيديولوجيتها معادية لبناء الدولة-الأمة، و أن مسألة بناء الدولة – الأمة  مفهومة فهما جدليا سياسيا و تاريخيا لا تتحقق إلا على قاعدة إحترام و اقعة للتعدد و الإختلاف و التعارض، بين الأفراد، و الجماعات، و الطبقات الإجتماعية، داخل الأمة العربية، و عدم إنكار التعارضات الإجتماعية الملازمة لها، لا سيما الصراع الطبقي ، مثلما لا يجوز إقصاء التعبير الثقافي والسياسي و الإيديولوجي لهذه الطبقات و الفئات الإجتماعية، و الصراعات الطبقية. إن بناء الدولة- الأمة  يقوم على  أساس مقولات الحداثة  السياسية غير المستلبة و التي تتشبث بالهوية العربية الإسلامية للأمة لا من منظور المحافظة على التقليد و الرؤية الماضوية المنغلقة و الرافضة للولوج إلى العصر، و إنما الرؤية  التي تستند إلى العقلانية السياسية و الديمقراطية، بوصفها رؤية  مجتمعية سياسية و إيديولوجية و ثقافية و اقتصادية متطورة و مميزة في سيرورة تاريخية معينة من التطور داخل أمة معينة، التي بإمكانها أن تفرز   حركة قومية  تاريخية تتسم بأبعاد كونية و ديمقراطية لرفع سديم من البشر إلى كتلة تاريخية متجانسة متلاحمة ، مندمجة، تستحق اسم أمة، و يمكن أن يتخذ قرارا تاريخيا، نحو تحقيق وحدته  و نهضته التاريخية. صحيفة الخليج ، رأي و دراسات، 25 يناير/جانفي 2008


الدب الروسي يثير القـلق سيان أكان ضدك أم معك !

 
د . أحمد الخميسي في 16 يناير الحالي نشرت صحيفة ” موسكوفسكي كمسموليتس ” مقالا للكاتبة أولجا جريكوفا بعنوان ” روسيا تلجأ للسلاح من جديد ” تقول فيه : ” للمرة الأولى منذ عام 1990 ستشارك الوحدات العسكرية الروسية في الاستعراض الذي يجري في الساحة الحمراء في 9 مايو بمناسبة الاحتفال بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية . وكانت آخر مرة شاركت فيها وحدات عسكرية في احتفال كهذا هو في السابع من يناير عام 1990 ، ولم يتم استعراض القوة العسكرية بعد ذلك ما بين 1991 حتى 1994 بدعوى تقليص الميزانية . وعام 1995 بمناسبة مرور خمسين عاما على الانتصار على الفاشية أقيم استعراض ، وعام 1996 تجدد التقليد الخاص بإجراء تلك الاحتفالات في الساحة الحمراء لكن بدون مشاركة وحدات وأسلحة عسكرية ” . وتضيف أولجا جريكوفا وفقا لمصادرها أن الاستعراض القادم سيشتمل: ” على الأرجح على صواريخ ” تول – م ” الاستراتيجية بعيدة المدى مفخرة سلاح الصواريخ ” . ولم تنقض عدة أيام إلا وظهر تصريح رسمي في 19 يناير الحالي لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال يوري بالويفسكي يقول فيه إن روسيا ” لا تستبعد اللجوء إلي استخدام سلاحها النووي حفاظا على سيادتها وحماية لحلفائها ” ! وهي المرة الأولى – بعد ستة عشر عاما من زوال أو إزالة الدولة السوفيتية – التي نسمع فيها تصريحا كهذا يشق سماء السياسة الدولية ملوحا باستخدام السلاح النووي . المرة الأولى منذ أبريل 1991 عندما لم يعد للحزب الشيوعي السوفيتي وجود رسمي  وتعين عليه أن يسجل نفسه باعتباره حزبا جديدا كأن شيئا لم يكن، وأن يدعو لبرنامج طبقه سبعين عاما ! وباختفاء الحزب والدولة فتح الطريق لحل حلف وارصو والتزام روسيا بسياسات السوق الحرة والخصخصة وانسحابها من كافة بؤر الصراع العالمي وانتقال روسيا بحقائبها وذكريات كفاحها إلي مبنى الرأسمالية الذي كرست من قبل كل طاقتها لهدمه. وظن الكثيرون حينذاك أن روسيا بتلك التحولات التي هزت نهاية القرن العشرين تلاشت كقوة على الساحة الدولية وأنها بعد اندماجها في ركب الرأسمالية لن تمثل خطرا ! وكانت أمريكا قد أدركت أن عداوة الدب الروسي باهظة الثمن ، لكنها لم تعي أن صداقته ليست بالمجان ، ولم تضع في حسبانها أن الدب الضخم سيظل يثير القلق بحجمه وثرواته ومصالحه وتأثيره سيان أكان ضدها أم معها ! ولم تكن روسيا في السنوات المنصرمة تبني قوتها العسكرية من جديد كما يقول البعض ، فقد ورثت تلك القوة من الاتحاد السوفيتي وحافظت عليها ، لكن روسيا كانت منهمكة في بناء اقتصادها الجديد وتعديل وضع قدميها للسير في اتجاه آخر. وما أن أخذت تمشي في الاتجاه الآخر ، حتى ظهرت في سياق جديد مشكلات حجمها ودورها وتأثيرها الذي لا يسعها التخلص منه ! ومؤخرا بدأت موسكو تدرك أن أمريكا حاصرتها وتحاصرها ليس لأنها كانت شيوعية ، لكن لأنها طرف دولي منافس ، سواء أكان شيوعيا أم رأسماليا ! ومن هنا ظهرت المشاريع الأمريكية لفصل جنوب روسيا ، والهيمنة على ما وراء القوقاز ، والسيطرة على دول آسيا الوسطى ، ودول الاتحاد السوفيتي السابق مثل أكرانيا وغيرها ، وتأزمت العلاقة بالمسعى الأمريكي مؤخرا لنشر درع صاروخي في أوروبا وتحديدا في تشيكوسلوفاكيا السابقة وبولندا ، الأمر الذي اعتبرته موسكو تهديدا عسكريا مباشرا على حدودها . وردا على ذلك قدمت روسيا في يوليو 2007 اقتراحات للعمل المشترك واستخدام محطات الإنذار المبكر في جنوب روسيا وغيرها بشكل مشترك ، لكن أمريكا رفضت كل مقترح يتعارض مع نشر الدرع . ولم يبق أمام روسيا – وقد ثبتت قدميها على الطريق الجديد – سوى التلويح بقوتها هذه المرة في وجه أصدقائها . هذا التحول الروسي الملموس قد لا ينعكس سريعا على مواقف روسيا في العالم العربي ، فمازالت التصريحات الرسمية بشأن ما يدور في غزة تحمل طابعا متوازنا كالتصريح الذي أدلى به ميخائيل كامينين الناطق باسم الخارجية الروسية حين أكد قائلا : ” إن روسيا تندد بالقصف الصاروخي على المدنيين الإسرائيليين من قطاع غزة وبإجراءات الرد الإسرائيلية ” . لكن المكسب الحقيقي المؤقت محليا وعالميا من الموقف الروسي الجديد هو أن مساحات الهيمنة الأمريكية قد تتقلص بعد أن زمجر الدب الروسي موضحا أن صداقته قد لا تكون مكلفة بقدر عداوته لكنها مكلفة !   أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com  


إسلاميو الجزائر يدعون إلى ميثاق يوحد شملهم

عبد الرحمن أبو رومي   الجزائر– دعا عدد من القيادات الإسلامية الجزائرية لصياغة “ميثاق شرف” يوحد الأحزاب الإسلامية الناشطة علي الساحة السياسية، ويفعل آليات الحوار والتقارب بينها.   وأجمعت تلك القيادات على أن الخلافات المتجذرة بين تلك الأحزاب تشكل العائق الأكبر الذي كان سببا في تراجع الإسلاميين في الانتخابات المحلية الأخيرة.   جاء ذلك في ندوة عقدتها حركة الإصلاح الوطني (الجناح التقويمي) الخميس بالعاصمة الجزائرية تحت عنوان “التنسيق الإسلامي والإسلامي.. الواقع والآفاق”، والتي شارك فيها العديد من القيادات السياسية الإسلامية والباحثين في شؤون الحركات الإسلامية.   وشهدت فعاليات الندوة مفاجئة بحضور محمد بولحية الرئيس الحالي لحركة الإصلاح الوطني بعد غياب طويل عن الساحة السياسية، فسرته وسائل الإعلام وقتها على أنه بداية انشقاق في صفوف الجناح التقويمي للحركة الذي انشق بدوره عن حركة الإصلاح الوطني برئاسة الشيخ عبد الله جاب الله.   وتأتي الندوة ضمن فعاليات المناقشات التي دشنتها الأحزاب الإسلامية في سابقة هي الأولى في الجزائر، وذلك علي خلفية الانتخابات المحلية التي أجريت في نوفمبر الماضي والتي حققت فيها تلك الأحزاب نتائج وصفها المراقبون بالهزيلة.   ميثاق أخلاقي   وفي كلمته أمام الحضور، دعا الدكتور يونسي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني التيارات الإسلامية إلى “تجاوز منطق التفسير التآمري لإخفاقاتها في الاستحقاقات الانتخابية، لأنه منهج العاجزين”. وأضاف قائلا: “إن الإسلاميين كانوا ضحايا أخطائهم وعثراتهم وليس ضحايا خصومهم وأعدائهم”.   وأردف يونسي قائلا: إن “التنسيق الموجود حاليا بين الفصائل الإسلامية اضطراري فرضته إكراهات الواقع “، معتبرا أن “توحيد الرؤى المنشود لا يتأتى إلا بالتوصل إلى صياغة ميثاق يحدد بدقة مبادئ العلاقة بين الإسلاميين”.   في نفس الاتجاه سار عبد الرحمن سعيدي نائب حركة مجتمع السلم (حمس) بقوله: إن “التوافق الحاصل حاليا بين مختلف الأحزاب الإسلامية يتميز بالظرفية ولا يعدو أن يكون حول القضايا المستعجلة فقط”.   وتابع: إن “رغبة الأنصار والمتعاطفين مع تلك الأحزاب تقتضي إيجاد ميثاق أخلاقي وتنظيمي وسياسي ذي بعد إستراتيجي من شأنه إعطاء حيوية للمشروع الإسلامي مستقبلا”.   رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة يزيد بن عائشة الميثاق، اعتبر من جهته الميثاق المنشود بـ “صمام الآمان” للحركة الإسلامية، مشيرا إلى أن يهدف لتفعيل آليات التقارب الإسلامي– الإسلامي وذلك عن طريق “استحداث هيئة استشارية تتولى مهمة فض الخصومات بين الأحزاب الإسلامية، علاوة عن إنشاء هيئة تنسيق دائمة مهمتها توحيد البرامج، وتبادل الخبرات”.   ومن جانبه، دعا عبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم إلى “صياغة الميثاق (المقترح) بكل موضوعية بعيدا عن الصخب الإعلامي”.   وكانت حركة مجتمع السلم (حمس) المشاركة في الائتلاف الحاكم احتلت المرتبة الثالثة في انتخابات الولايات والمرتبة الرابعة في الانتخابات البلدية، والمرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو 2007، أما باقي الأحزاب الإسلامية، ممثلة في حركتي النهضة والإصلاح الوطني، فلم تتمكنا في انتخابات البلديات من فرض وجودهما، حيث احتلا المرتبة التاسعة والعاشرة على التوالي.   بينما فاز حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر بالمرتبة الأولى في الانتخابات البلدية وعلى مستوى الولايات التي جرت 29-11-2007، يليه “التجمع الوطني الديمقراطي”.   (المصدر: موقع “إسلام أونلاين.نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 26 جانفي 2008)

نشطاء حقوقيون مغاربيون يجتمعون في الرباط
 
الرباط ـ القدس العربي: تفتتح اليوم السبت في الرباط اجتماعات ناشطي حقوق الانسان في دول المغرب العربي وذلك علي هامش انعقاد المنتدي الاجتماعي المغربي.   وقال بلاغ لمكتب التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان ارسل لـ القدس العربي ان الناشطين سيبحثون علي مدي يومين أوضاع حقوق الإنسان بالبلدان المغاربية وبرنامج عمل التنسيقية خلال الفترة القادمة والقضايا التنظيمية للتنسيقية وقضايا مختلفة.   وتضم التنسيقية المغاربية التي يرأسها الناشط الحقوقي عبد الحميد امين الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الانسان كلا من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المنظمة المغربية لحقوق الإنسان والمنتدي المغربي للحقيقة والإنصاف والجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان والرابطة الموريتانية لحقوق الإنسان والرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وائتلاف عائلات المختطفين بالجزائر والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات بتونس والرابطة الليبية لحقوق الإنسان واللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب وجمعية العمال المغاربيين بفرنسا.   وتأسست التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان يوم 30 اذار/مارس 2006 بالهرهورة بالمغرب علي هامش الندوة المغاربية التي سبق تنظيمها من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول حقوق الإنسان بالبلدان المغاربية وعقدت اجتماعها الاول في نيسان/ابريل 2007 والثاني في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام.   (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)

الأمم المتحدة ترحب بدخول الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز التنفيذ
 
رحبت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لويز آربور بدخول الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز التنفيذ.   وقالت آربور في بيان لها أمس انه بمصادقة دولة الإمارات العربية المتحدة على هذا الميثاق مؤخرا بصفتها الدولة السابعة التي تصادق عليه يدخل الميثاق حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة صادقت على واحد على الأقل من المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان وأن 80 في المائة منها صادقت على أربع أو أكثر من المعاهدات الدولية.   وأكدت أن النظم الإقليمية يمكن أن تعزز من حماية حقوق الإنسان، معتبرة الميثاق العربي لحقوق الإنسان خطوة مهمة في هذا الاتجاه الصحيح.   وقالت إن الخطوة المقبلة تتمثل في قيام اللجنة العربية لحقوق الإنسان اللجنة المسؤولة عن مراقبة تنفيذ سير الميثاق بعملها بطريقة مستقلة متمتعة بالموارد اللازمة، معربة عن استعداد مكتب المفوضية لدعم الدول الأطراف في الميثاق لضمان التزامها بقيم حقوق الإنسان.   تجدر الإشارة إلى أن الميثاق العربي لحقوق الإنسان اعتمدته جامعة الدول العربية في القمة العربية السادسة عشرة التي استضافتها تونس في مايو/ أيار عام 2004.  (وام)   (المصدر: صحيفة “الخليج” (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)

معلومات إسرائيلية عن ملابسات قتل المهدي بن بركة:

الدليمي أغرق رأسه في الماء… ودفنه قرب باريس
 
الرباط – محمد الأشهب       بدت رواية الصحافي الإسرائيلي شموئيل سيغيف حول ظروف خطف المعارض المغربي المهدي بن بركة وقتله، في منتصف ستينات القرن الماضي في باريس، أقرب إلى التصديق، خصوصاً قوله إن حادثة مقتله عبر تغطيس رأسه في إناء ماء على يد مدير الأمن المغربي وقتذاك العقيد أحمد الدليمي كان عن طريق الخطأ.   وتتقاطع هذه المعلومة عن أن قتل بن بركة لم يكن مقصوداً مع معطيات توافرت لـ «الحياة» أفادت أن المعارض الراحل كان على اتصال مع القصر عن طريق وسطاء لحضه على العودة إلى البلاد لتسلم مسؤولية حكومية رفيعة المستوى كان مهّد لها الملك الراحل الحسن الثاني عبر إصدار عفو شامل عن معارضيه المعتقلين والمقيمين في المنفى، وفي مقدمهم بن بركة الذي كان موقفه المؤيد للجزائر في «حرب الرمال» التي وقعت بين القوات المغربية والجزائرية في خريف 1963 جلب عليه المزيد من الغضب والانتقاد.   غير أنها المرة الأولى التي يُشار فيها إلى تورط الدليمي في مقتل بن بركة، وإن كانت محكمة فرنسية برّأته إثر تسليم نفسه إلى القضاء الفرنسي العام 1967. وثمة معلومات متقاطعة عن ضلوع أجهزة استخبارات فرنسية وإسرائيلية، وربما أميركية، إضافة إلى عناصر مغربية، في تنفيذ خطة خطف المعارض المغربي واغتياله.   بيد أن إشارة الصحافي الإسرائيلي سيغيف في كتابه الذي صدر أمس في إسرائيل بعنوان «الصلة المغربية» باللغة العبرية إلى كون بن بركة كان لا يزال على قيد الحياة حتى الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 1965 يلتقي والوقائع التي استندت إليها المحكمة الفرنسية لجهة وجود العقيد الدليمي في 29 تشرين الأول (اكتوبر) 1965 في الجزائر لإعداد زيارة كان سيقوم بها الملك الحسن الثاني إلى البلد المجاور وقتذاك.   وقد تكون خلاصة الكتاب في شأن إمكان دفن جثمان بن بركة في ورشة اسمنت مسلح على جانب الطريق السريع جنوب باريس، ربما استندت إلى كون الدليمي وبعض مرافقيه توقفوا في ذلك الطريق ابان توجههم إلى مطار أورلي في طريق العودة إلى المغرب، ما اعتُبر تمويهاً لإخفاء المكان الحقيقي لدفن جثمانه… أو أنها الحقيقة فعلاً.   وتعتقد أوساط بان وجود الدليمي إلى جانب الجنرال محمد أوفقير، وزير الداخلية آنذاك، في حفلة رعتها السفارة المغربية في باريس وحضرها مسؤولون بارزون في الداخلية والاستخبارات والأمن الفرنسي لمناسبة تخريج فوج من الولاة المغاربة، لم يثر ردود فعل السلطات الفرنسية، كون قضية بن بركة كان يُنظر إليها بوصفها مسألة خطف غامضة، قبل أن تتسرب أنباء عن مقتله.   واللافت أن الصحافي الإسرائيلي سيغيف أشار إلى طلب المعارض بن بركة مساعدة «الموساد» الإسرائيلي في إطاحة نظام الملك الراحل الحسن الثاني، ما يفرض أن ثمة علاقات كانت تربطه بأطراف إسرائيلية، من ضمنها أن الرجل الذي زاره في بيته عندما قدم من جنيف إلى باريس، لم يكن غير النائب اليهودي جوحنا أوحنا الذي عُرف عنه ارتباطه بجهات إسرائيلية، إضافة إلى صداقته المتينة مع المستشار المتنفذ أحمد رضا غديرة، أقرب الشخصيات السياسية إلى الملك الحسن الثاني.   غير أن تحريات صحافي غربي قادته إلى استخلاص أن المعارض المغربي بن بركة كان أحد عملاء الاستخبارات التشيكوسلوفاكية التي يعتقد بان جهات فيها رتبت له مقابلة مع إسرائيليين. إلا أن الصورة التي عُرف بها قدمته كأبرز مناهضي إسرائيل والامبريالية الأميركية في فترة الحرب الباردة.   وثمة من يذهب إلى أنه دفع حياته ثمن رهانه على إنشاء جبهة افريقية – آسيوية – أميركية لاتينية في مواجهة الولايات المتحدة، خصوصاً أنه كان يعتزم تنظيم مؤتمر دولي في هذا الاتجاه تستضيفه كوبا التي تسبب رفضها معارضة عقد المؤتمر، في قطع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين المغرب.   وفي ظرف غير متباعد، صدرت معطيات عدة حول اختطاف المعارض المغربي واغتياله، شملت الكشف عن عمله لمصلحة الاستخبارات التشيكوسلوفاكية، وتقديم شريط سينمائي فرنسي مطلع الأسبوع الجاري في القناة الفرنسية الثانية، ثم صدور كتاب الصحافي الإسرائيلي سيغيف، ما يؤشر إلى قرب ازالة الظلال العالقة حول ملف من أكثر الملفات تعقيداً.   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)

صحافي اسرائيلي: المهدي بن بركة دفن بباريس وتل أبيب ساعدت المغرب ضد الجزائر
 
القدس ـ ا ف ب: اكد الصحافي الاسرائيلي شمويل سيغيف في كتاب نشر الجمعة ان اللواء احمد الدليمي الذي كان مساعد قائد الاستخبارات المغربية هو الذي قتل المعارض المغربي المهدي بن بركة الذي خطف قبل 42 عاما في باريس ودفن بعد اغتياله في العاصمة الفرنسية قرب احدي الطرق السريعة.   وقال سيغيف في حديث لوكالة فرانس برس في 29 تشرين الاول/اكتوبر 1965 وصل بن بركة الي باريس قادما من جنيف بجواز سفر دبلوماسي جزائري. وبعد ان وضع حقائبه في منزل صديقه جو اوهانا اليهودي المغربي توجه راجلا الي مقهي ليب لمقابلة صحافي فرنسي عندما اوقفه شرطيان فرنسيان باللباس المدني واقتاداه في سيارة مستأجرة الي فيلا في جنوب باريس .   وتابع سيغيف نعرف بالتأكيد ان بن بركة كان لا يزال علي قيد الحياة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر (…) ولم يكن الدليمي يريد قتله بل اجباره فقط علي الاعتراف بانه ينوي الاطاحة بالملك الحسن الثاني .   واكد الصحافي الاسرائيلي ان بن بركة كان مقيد القدمين ومغلول اليدين الي الظهر وان الدليمي غطس رأسه في اناء مليء بالماء. وفي لحظة ما افرط في الضغط علي حلقه مما ادي الي موته اختناقا . واضاف ان وزير الداخلية المغربي اللواء محمد اوفقير رئيس الاستخبارات وصل بعد ذلك الي باريس لتنظيم عملية الدفن في باريس بعد ايام قليلة من وفاته في ورشة كان يتوفر فيها الاسمنت والاسمنت المسلح علي جانب الطريق السريع الجنوبي .   ويحتوي كتاب سيغيف بعنوان الصلة المغربية والذي كتب مقدمته قائد جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) سابقا افراييم هاليفي، ونشر باللغة العبرية علي كمية كبيرة من التفاصيل حول العلاقات السرية بين اسرائيل والمغرب.   ويروي كيف ساعد الموساد بشكل غير مباشر، الاستخبارات المغربية علي رصد المعارض الاشتراكي ثم نصب كمين له.   وقال سيغيف ان بن بركة الذي كان يسافر كثيرا عبر انحاء العالم كان يستخدم كشك صحف في جنيف بمثابة صندوق بريدي يتلقي فيه بريده وان الموساد اطلع الدليمي علي هذه المعلومة .   كما افاد الكتاب ان بن بركة التقي سنة 1960 مسؤولا كبيرا في الموساد وطلب منه، بلا جدوي، مساعدة مالية واسلحة للاطاحة بنظام العاهل المغربي وان دافيد بن غوريون مؤسس دولة اسرائيل ابلغ الملك الحسن الثاني بذلك.   وبعد الحرب التي اندلعت سنة 1963 بين المغرب والجزائر التقي قائد الموساد مئير عميت، بجواز سفر مزور، في مراكش الملك الحسن الثاني وقال له نريد مساعدتك وبامكاننا ذلك .   واثر ذلك قام مدربون اسرائيليون بتدريب ضباط مغاربة وطيارين علي قيادة طائرات ميغ ـ 17 السوفياتية وساعدت اسرائيل علي تنظيم اجهزة الاستخبارات ومراقبة بناء الجدار بين المغرب والجزائر وباعت المغرب اسلحة بما فيها دبابات من طراز اي.ام. اكس ـ 13 فرنسية عبر طهران وجهزت زوارق صيد برادارات لتحويلها الي مراكب خفر سواحل.   وتمكنت اسرائيل عام 1965 من متابعة القمة العربية التي عقدت في الـــدار البيضاء واطلعت بذلك علي عدم استعداد الجيوش العربية الي الحرب قبل حزيران/يونيو 1967 بفترة طويلة. وخصص سيغيف قسما كبيرا من كتابه الي مفاوضات الموساد مع الملك الحسن الثاني والتي كانت مقدمة لقاء سري عقد في المغرب بين وزير الخارجية الاسرائيلي موشي دايان ونائب رئيس الوزراء المصري حسن التهامي ثم للزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس انور السادات الي القدس عام 1977.   واكد سيغيف انه لم يستند الي ارشيف الموساد الذي ما زالت تفرض السرية عليه.   وقال سيغيف الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ثم مراسل صحيفة معاريف في باريس، ان علاقات وثيقة جدا كانت تربطه بالاستخبارات الاسرائيلية.   (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)

جول وحزب معارض يؤيدان رفع الحظر على الحجاب
 
أنقرة – أبدى الرئيس التركي عبد الله جول تأييده لاقتراح الحكومة برفع الحظر على الحجاب في الجامعات، وهو إجراء كانت الصفوة العلمانية تعارضه في السابق. جاء ذلك بعد اتفاق للتعاون بهذا الشأن بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب المعارضة الرئيسي في البلاد.   وقال جول وهو وزير خارجية سابق في حكومة حزب العدالة والتنمية في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة: “الجامعات يجب ألا تصبح أماكن للجدل السياسي والمعتقدات يجب أن تمارس بحرية في الجامعات”.   واتفق حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية أمس الخميس مع الحركة القومية اليميني (حزب المعارضة الرئيسي) على التعاون من أجل رفع الحظر على ارتداء الحجاب في الجامعات.   وجاء في بيان مشترك للحزبين حصلت عليه رويترز “تم التوصل إلى اتفاق وتم تقييم قضية الحجاب من ناحية الحقوق والحريات في حين يستمر العمل التقني (بشأن رفع الحظر)”.   ويحتاج رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى دعم حزب الحركة القومية في البرلمان من أجل تعديل الدستور. ويؤيد هذا الحزب وهو ثالث أكبر الأحزاب الممثلة في البرلمان التركي منذ فترة طويلة تخفيف حظر الحجاب؛ لأنه مثل حزب العدالة والتنمية يعتبر أن من بين مؤيديه الكثير من صغار رجال الأعمال المحافظين دينيا ومن المزارعين في ريف تركيا حيث ترتدي أغلبية النساء الحجاب.   لا تعليق من الجيش   وتعتبر النخبة العلمانية التي تشمل جنرالات الجيش والقضاة وأساتذة الجامعات أن حظر الحجاب أمر حيوي بالنسبة لفصل الدين عن الدولة.   ويتهم العلمانيون حزب العدالة والتنمية الذي يمثل يمين الوسط بالتآمر لتعزيز دور الدين في تركيا وهو ادعاء ينفيه أردوغان وحزبه.   ولم يعلق الجيش الذي يعتبر نفسه الضامن النهائي للنظام العلماني في تركيا بعد على الاتفاق، لكن ليس من المرجح أن يرحب بهذه التحركات الأخيرة.   ويصر أردوغان الذي ترتدي زوجته وابنته الحجاب على أنها مسألة متعلقة بحقوق الإنسان في دولة يرتدي حوالي ثلثي نسائها الحجاب.   وتوضح استطلاعات الرأي أيضا وجود تأييد شعبي قوي لرفع الحظر عن الحجاب. وتفضل الكثير من النساء عدم الالتحاق بالجامعات؛ لأنهن يرفضن خلع الحجاب.   وفي العام الماضي حاولت الصفوة العلمانية عدم انتخاب جول في منصب الرئيس بسبب خلفيته الإسلامية ولأن زوجته ترتدي الحجاب.   وأدت هذه الأزمة إلى دعوة أردوغان وهو حليف مقرب من جول إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة حقق فيها حزب العدالة والتنمية فوزًا كبيرًا.   وأطاح الجيش بأربع حكومات منتخبة ديمقراطيا في الخمسين عاما الماضية ووقع احدث هذه الانقلابات في عام 1997 عندما أطاح بمساندة شعبية بحكومة كان يعتبرها إسلامية لدرجة كبيرة.   ومن الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة التوتر السياسي في تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي. وتراقب الأسواق المالية عن كثب النقاش الدائر حول الحجاب.    وقال أوزغور التوج الخبير الاقتصادي في مجموعة ريموند جيمس سيكيوريتيز: “رد فعل النخبة العلمانية على تغيير الدستور سيكون أمرا هاما بالنسبة للأسواق”.   ويقول المنتقدون: إن النخبة العلمانية تستغل الإسلام كذريعة من أجل الاحتفاظ بسيطرتها على مؤسسات الدولة الرئيسية من أجل مصلحتها فقط.   (المصدر: موقع “إسلام أونلاين.نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 26 جانفي 2008)

كامل الشريف وجيل «الآباء المؤسسين»
 
بقلم: عريب الرنتاوي   فئتان من الناس تعرفان مكانة المرحوم كامل الشريف ودوره أكثر من غيرهما: الأولى ، مجايلوه من المثقفين والكتاب والمجاهدين في مصر والأردن وفلسطين ، الذين عرفوه عن كثب ، مفكرا ومبدعا ، كاتبا وصحفيا ، ومناضلا في الخنادق المتقدمة دفاعا عن أشرف وأنبل قضية قومية وإنسانية: قضية فلسطين ، هؤلاء واكبوا مسيرة الشريف عن كثب ، ورصدوا تطور إسهاماته في إثراء الحياة الفكرية والثقافية والسياسية الأردنية والعربية ، من موقعه على رأس مؤسسة الدستور ، أو من خلال المناصب الرفيعة التي تقلب عليها في الحكومة والأعيان أو على رأس مؤسسات أهلية وخيرية وطوعية إغاثية ، عالمية الامتداد.أما الفئة الثانية: فهم أولئك الذين قدّر لهم السفر والتجوال في عوالم المؤتمرات والندوات من أبناء الجيل الثاني من الكتاب والصحفيين والمثقفين ، وكاتب هذه السطور أحد هؤلاء ، الذين ما إن يقدموا أنفسهم إلى أي محفل ، كأردنيين أو ككتاب وصحفيين في صحيفة الدستور ، حتى تنهال عليهم الأسئلة من كل حدب وصوب ، تتساءل وتطمئن على صحة كامل الشريف وما إذا كانت روحه ومعنوياتها ما زالت على شبابها وتوقدها ، مبدية الحرص كله على نقل السلام “للأخ والصديق والمعلم” ، فالسلام أمانة.كامل الشريف ، رمز لجيل من المثقفين والمناضلين لم يقع فريسة “الجغرافيا الانتدابية لسايكس بيكو” ، ولم يمض حياته في جدل عقيم حول أسئلة “الهوية والمنبت والأصل” ، فالعريش عنده والقاهرة ، كرفح وغزة والقدس وعمان ، والمصريون والفلسطينيون والأردنيون أبناء أمة واحدة ، لها في مرجعياتها وروافدها من الروابط والأواصر ما يستعصي على القسمة والتقسيم ، والأولوية في ميزان البذل والتضحية والعطاء ، يجب أن تعطى لذاك الشطر العزيز من الوطن الكبير المعرض للقضم والهضم والتهويد والابتلاع والمصادرة والإلغاء ، لفلسطين والقدس وبيت المقدس والمقدسات ، لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. كامل الشريف ، رمز لجيل من المجاهدين والمثقفين ، لم تخطف بصره أو تشتت بصيرته ، اللفظية الشعاراتية المفرغة من كل مضمون ، ولا الاتهامية السهلة الجاهزة ، ولا لغة التكفير والتجهيل ، فقد كان رمزا لوسطية إسلامية أصيلة وثابتة ، لم تتخل عن قيمها ومبادئها برغم الإغراءات والمغريات ، ولم تقبل الانزلاق إلى الشطط والتطرف والغلو ، فكانت الأقدر في لحظات التخندق والقطع والقطيعة على تشييد الجسور وتعميق الأواصر ، وتمتين الوحدة ، وكانت في ذروة تنافر المتنافرين ملاذا للجميع يأوون إليه بحثا عن “وساطة” أو “مسعى حميد” ، ولن ننسى أن للراحل الكبير محاولاته ، حتى وهو في ذروة الاعتلال الصحي ، فقد كان جرح غزة ينزف من جسده الضعيف ، وحرب الإخوة الأعداء ، تقتطع أجزاء من روحه الوثّابة. يحزنني أننا قوم لا نستذكر رجالاتنا غالبا ، إلا بعدما يفارقون الحياة ، حصل ذلك مع المرحومين محمود الشريف وحسن التل ، وكم كان حريا بنا ، نحن الذين عرفنا كامل الشريف مجاهدا ومفكرا ، أن نقول هذا الكلام في حياته ، وأن نستمع لتعليقاته على ما نقول ، وأن نطمئن إلى أن الرجل يعرف مكانته بين أبناء الجيل اللاحق لجيله ، وإلى كوننا ممتنين لكل ما فعله الرواد من جيل الآباء المؤسسين.   (المصدر: صحيفة “الدستور” (يومية – الأردن) بتاريخ 26 جانفي 2008)

كامل الشريف.. غاب أي كنز كان هذا الرجل..
 
جورج حداد   غادرنا..ابو اسماعيل .. غادرناغادرنا.. وفي جعبته الكثير مما يعرف ، والكثير من الاسرار والكثير مما لو عرف ، لشكل اكثر من مفاجأة واكثر من هزّة على صعيد ما اصطلح على تسميته مسلّمات عقائدية وحزبية وتنظيمية وجهادية،،أي كنز كان هذا الرجل.أي كنز اخلاقي وسلوكي ومعرفي وانساني كان.. كامل الشريف،،ابواسماعيل.. كان مكتبة متنقلة.. وكانت المعرفة لديه ، احد عوامل القوة لنصرة العقيدة والقضية العامة،.المعرفة.. لدى هذا الرجل الذي توارى جسدا ، لم تكن يوما بهدف المساومة ، ولا دربا للفوز بالمغانم والخصوصيات ، بل كان ركيزة نضالية أو.. بوصلة جهادية ومعالم تقييم وتقويم لمسيرة الصاعدين على المسالك الصعبة،.سجل هذا الرجل مكتظّ بالتجارب القاسية والمرّة و.. الاغنى من غنية ، بالوقت نفسه.ايمانه العميق الراسخ بعقيدته الاسلامية لم يدفعه مثل الكثيرين الى.. التعصّب الطائفي والتحزّب المذهبي بل قاده الى ادراك الاهمية المترتبة على ضرورة الاتساع في زوايا النظر بحيث نتمكن من التجاوب مع دواعي الشمول والاحتواء،.قاتل العدو اليهودي وقاد ونظّم وانتظم وقرأ وكتب وانتقد ووجه وحذر ونبه وتشرد ، وجاهد بالكلمة والموقف وبالعمل الدبلوماسي والسياسي ، فلم يزده الجهاد والايمان الاّ احتراما للعقل واحكام العقل ومعطياته ، مما نأى به بعيدا.. عن … الانسياق بالاضاليل والخرافات والتسريبات الغريبة،،كان في حالة مراجعة مستمرة وتقييم متواصل لوقائع واحداث سجّله الحياتي ، ولم يكن يتردد في محاكمتها على ضوء ما تبدّى له من حقائق كانت غائبة ، لدى وقوعها ولأنه.. ظل يفكر بعقلية رجل الدولة وليس السياسي أو الانتهازي أو.. التاجر ، فقد آثر اللجوء الى العمل الصامت في معارك التبرؤ من ارتكاب الخطأ ، اذا كان هناك من خطأ ، بحيث يصبح الخطأ ، مثالا لاستخلاص الدروس والعبر وتجنب العثرات ، بعيدا عن التلاوم والتشهير،،اقول هذا بعد ان جلست اليه ساعات طويلة ليس في عمان بل في الخرطوم وفي انقرة واستنبول عندما كنا هناك ضمن وفود شعبية،،في تلك الجلسات الطويلة ، عرفت الرجل بعد ان سمعته يروي قصصاً واحداثاً ويجيب عن اسئلتي الكثيرة،،.المحزن.. المحزن ان الرجل ذهب دون ان يسجّل الكثير مما كان يفترض ان يكون معلوماً لا… أن يبقى مجهولاً بذريعة أن لا لزوم للاحراج،،.صحيح انه نشر في «الدستور» بضع صفحات مما كان ينبغي ان يُصنّف فصولاً في مذكرات ، ولكنه… وكما اخبرني نجله الصديق اسماعيل ، لم يسجل كل ما انتهت اليه قناعاته ودروسه التي استخلصها من سيرة حياته،،.وفي الحقيقة… ان كتابة المذكرات لشخصيات مثل كامل الشريف ، أياً كانت الاسباب ، هي ظاهرة سلبية. وأنا هنا.. لا اقصد مذكرات شخصية او عائلية ، وانما ، مذكرات لها علاقة بأحداث ووقائع عامة. وهذه ظاهرة شبه عامة في بلدنا مع الأسف،.غادرنا.. غادرنا ابو اسماعيل.. غادرنا الرجل الذي يصعب ان يملأ فراغه،.له الرحمة… ولنا الصبر والعزاء   (المصدر: صحيفة “الدستور” (يومية – الأردن) بتاريخ 26 جانفي 2008)

سيرة حياة المرحوم كامل إسماعيل الشريف رحمه الله
 
بقلم: محمد علي شاهين أرّخ للجهاد على أرض المقدّسات وعلى ضفاف القناة ونشر الحقائق خالية من الزيف كامل بن إسماعيل الشريف 1344( ـ 1926 ـ 1429 ـ )2008 رئيس المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس ، عضو المكتب التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي بكراتشي ، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرّمة ، عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد في مكّة المكرّمة ، رئيس البرلمان الدولي ضد إبادة الجنس في البوسنة والهرسك ، الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ، ورئيس مجلس المنظّمات والجمعيّات الإسلاميّة في الأردن ، عضو مجلس الأعيان الأردني سنة 1392 ـ 1972 وزير الأوقاف والشؤون والمقدّسات الأردني ، أحد روّاد صحافة الصحوة الإسلاميّة.ولد بالعريش ، درس الأدب العربي بجامعة القاهرة ، ودرس الصحافة والأدب الفرنسي في جنيف بسويسرا ، وعمل ضابطاً في جيش الإنقاذ سنة 1366 ـ 1947 وضابطاً فدائياً في منطقة النقب 1367 ـ 1948 وتولّى قيادة عمليّات الفدائيين في قناة السويس 1370 ـ 1951 ، تأثر بمظاهر الاحتلال البريطاني لمدن القناة وارتسمت صورته في خياله في سن مبكّرة ، ونشأ ناقما على الإنجليز الذين نكّلوا بأسرته ، وطاردوها إلى رؤوس الجبال بسبب إيوائهم الجنود الأتراك أثناء تراجعهم عن القناة. الأستاذ كامل الشريف قاد كتائب الإخوان المسلمين إبّان حرب فلسطين 1948( – )1949 وعندما فرضت الهدنة على العرب عام 1368 ـ 1949 كان ضمن سريّة من المتطوّعين في معسكر البريج في وسط قطاع غزة ، وصدر الأمر باعتقاله مع إخوانه ، وتسليم المعسكرات والأسلحة للجيش المصري ، إلا أنه أخفى الأسلحة عند البدو حتى سنة 1370 ـ 1951 عندما تسلّمها أعضاء المقاومة السريّة على ضفاف القناة ، ومثل أمام مجلس عسكري بتهمة تدريب الإرهابيّين ، وإرسال الأسلحة إلى القاهرة ، تلك التهم التي برّأه المجلس منها. وعندما شكّل (الإخوان المسلمون) لجنة اتصال مع رجال ثورة 23 يوليو 1952 بحكم علاقته بمعظم رجال الثورة وعلى رأسهم جمال عبد الناصر ، كان من أبرز أعضائها ، إلا أنّ عبد الناصر سحب منه الجنسيّة المصريّة لمدة عشرين سنة عندما كان في الأردن يعمل سكرتيراً للمؤتمر الإسلامي في القدس ، فاضطر للبقاء في الأردن وتعاون مع الملك حسين ، فعيّنه سفيراً للأردن في نيجيريا وألمانيا الغربيّة سنة 1961 ، وباكستان سنة 1971 وعدّة دول أخرى ، ثم عيّنه وزيراً للأوقاف والمقدّسات والشؤون الإسلاميّة ، في الحكومة الأردنيّة سنة 1976 وسنة 1979 وسنة ,1980 أشرف على تحرير (جريدة المنار) اليوميّة المستقلّة التي صدرت في عمّان وعرض فيها أفكار الإخوان المسلمين ، فكانت قناة هامّة في تحديد موقفهم السياسي أمام الجماهير بشكل واضح ، وانتخبه المؤتمر الإسلامي العام في القدس سنة 1372 ـ 1953 مديراً للمكتب الدائم ومساعداً للأستاذ سعيد رمضان ، وحصل على امتياز (مجلة الأفق الجديد) الأسبوعيّة في عمّان بتاريخ 5 ـ 6 ـ 1960 ثم تنازل عن الامتياز لأخيه محمود في 15 ـ 11 ـ 1961 وترأس مجلس إدارة صحيفة (الدستور) الأردنيّة عام 1967 ، وقام بالدعوة لفك الحصار الظالم عن البوسنة والهرسك وتأييد كفاح شعب البلقان المسلم ، وندّد بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وسياسة التطهير العرقي والقبور الجماعيّة. أرّخ للجهاد على أرض المقدّسات في كتابه (الإخوان المسلمون في حرب فلسطين) وعلى ضفاف القناة في (المقاومة السريّة) 1956عندما خالط أحداث المقاومة ، وساهم في إدارتها بنصيب كبير ، وهو في كتابه يستحضر مراحلها ونتائجها الأخيرة ، وينشر الحقائق خالية من الزيف الادّعاء ، وكان الدرس الكبير الذي تلقّاه منها: أن التهريج والمبالغة لا يؤدّيان إلى كسب المعركة المسلّحة ، بل يؤدّيان إلى الكارثة ، والاستعداد الرتيب الطويل ، هو الذي يرسم للمعركة نهايتها الظافرة ، وله (المغامرة الإسرائيليّة في أفريقيا) 1971 و(آراء وأفكار في التضامن الإسلامي) و(الفكر الإسلامي بين النظريّة والتطبيق) و(رسالة الجهاد) 1956 وكتب العديد من المقالات والدراسات ، في الصحف والمجلات العربيّة والإسلاميّة. توفي في العاصمة الأردنيّة في 23 ـ 1 ـ 2008 ، عن حياة حافلة بالجهاد وجلائل الأعمال ، وصلي عليه بمسجد الجامعة الأردنيّة ، ودفن في مقبرة العائلة بالمقبرة الإسلاميّة بسحاب.   هوامش: (1) الحركات الإسلامية في الأردن وفلسطين ص 61 موسى زيد الكيلاني. (2) هؤلاء هم رجال يوليو ص 31 146و لمعي المطيعي. (3) المقاومة السرية في قناة السويس ص 145 كامل الشريف. (4) صحافة الصحوة الإسلاميّة ص 47 محمد علي شاهين. (5) دليل أعضاء مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالميّة ص 23 محمد جمال عمرو ، وكمال محمود عفانة. أعلام الصحوة الإسلاميّة.. الشخصية 246 تأليف محمد علي شاهين (تحت الطبع).   (المصدر: صحيفة “الدستور” (يومية – الأردن) بتاريخ 26 جانفي 2008)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

23 février 2003

Accueil TUNISNEWS 3ème année, N° 1010 du 23.02.2003 http://site.voila.fr/archivtn https://www.tunisnews.net AFP, le 23.02.2003 à 16h05 La police empêche un

En savoir plus +

13 janvier 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 3522 du 13.01.2010  archives :www.tunisnews.net  Reporters sans frontières: Un journaliste condamné à

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.