السبت، 2 يونيو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2566 du 02.06.2007
 archives : www.tunisnews.net


 

لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو:إعلام المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا: عريضة شجب ومساندة الاتحاد العام لطلبة تونس / اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد:بيــان د. عبد السلام الأسود:توضيـــــــح    صحيفة ” الحياة “: بن علي يناقش مع وفد من الكونغرس … عمليات «الناتو» و«الحرب ضد الإرهاب» أ. ف. ب: وفد الكونجرس الأمريكي يبشر ب”جاهزية” تونس لمزيد من الحريات السياسية جريدة “الصباح”:وفد الكنغرس الأمريكي قبل مغادرته تونس:سندعم مشاريع تطوير العلاقات الاقتصادية بين تونس وأمريكا القدس العربي: وفد من الكونغرس الامريكي يزور تونس لبحث مكافحة الارهاب الحوارنت: في ظلال الذكرى العاشرة لرحيل الشيخ مبروك الزرن. الأستـاذ فتحي نصـري: الشهيد مبروك الزرن ” الميت الحي … أو ذاكرة جيل “ العيادي عماري: تعليق على بيان:”من أجل مزيد من التصالح”. مرسل الكسيبي: دعوة الى تجذير ثقافة التسامح عند الاختلاف في الرأي د. محمد الهاشمي الحامدي: برقيات محبة إحسان عافي: تعليق على دعوة الحامدي للتصفيق للتجمع الدستوري الديمقراطي  صحيفة “القدس العربي”:البحرية التونسية تنقذ 26 مهاجرا افريقيا من الموت غرقا قبالة سواحلها الحياة: نواب أميركيون يخشون تنامي «خطر القاعدة» في المغرب العربي محمد الهروسي الهاني :غرة جوان 1955 أعاد الكرامة للمواطن التونسي و أزال الخوف إلى الأبد و حرر العقول ووحّد الشعب الموقف :إعلانات استبدادية الموقف :الديمقراطية المحروسة والديمقراطية المحبوسة الوحدة: تأسيس جمعية ثقافية تونسية للدفاع عن اللائكية القدس العربي:خبراء: لا بديل امام الدول المغاربية عن التكامل الاقتصادي موقع بي بي سي أونلاين: تأسيس أول مؤسسة عربية دائمة للديمقراطية عادل الحامدي: تقرير المصير العربي والطريق إلي تفكيك السلطات الأبوية اسماعيل دبارة: احتلال قائم وآخر بعد حين


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو الحمد لله وحده، تونس في : 02/06/2007 إعلام
 
تعلم لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو انه تبعا للزيارة الأخيرة التي تعرضت خلالها زوجة الزميل لعملية قطع للزيارة مباشرة عند بدايتها، وخلال زيارتها لزوجها يوم الخميس 31 ماي 2007، عاينت جروحا في اليد اليسرى لزوجها كما أن إدارة السجن هددتها قبل المقابلة بقطع الزيارة في صورة الحديث مع زوجها في مواضيع خارجة عن أخبار العائلة. كما أن إدارة السجن صادرت حوالي 60 صفحة حررها الزميل موضوع أطروحة دكتوراه بصدد إعدادها بالسجن. هذا وعلمت اللجنة أن منزل الزميل يتعرض لمراقبة أمنية ومضايقات تسببت في ترويع وإرباك أبنائه الذين هم بصدد إجتياز إمتحاناتهم. لذا، فإن اللجنة تدعو وزارة العدل وحقوق الإنسان لتمكين الزميل من حقوقه كسجين والكف عن المضايقات التي يتعرض لها داخل السجن كما تندد بالتحرشات الأمنية التي تطال أسرته وخاصة ابناءه وتذكر باحترام المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل والتـي تجرم هاته الممارسات.    منسق اللجنة عبد الرزاق كيلاني.


المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا

 

عريضة شجب ومساندة

 

         يشجب المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا الاعتداءات المتكررة التي تمارسها السلطات التونسية على المواطنين الأبرياء ومؤسسات المجتمع المدني. و يدين بشدة كل أساليب التعذيب

 و الممارسات اللاانسانية في حق المعتقلين والمناضلين،حيث تسببت في قتل العديد والاضرار بالباقي ، شأن المعتقل السياسي وليد العوينيالذي اختلت مداركه العقلية جراء التعذيب الوحشي.

أمام هذا الوضع الحقوقي المتدهورفي تونس فان المكتب يطالب السلطات بوضع حد لهذه اللانتهاكات ويساند كل المبادرات الداعية لوقف سياسة التعذيب والهرسلة وعمليات الاختطاف التي ضلعت فيها المؤسسة الأمنية التونسية. وبمناسبة احياء ذكرى اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب بتاريخ 27 جوان 2007  والذي يتزامن مع اليوم الدولي للمطالبة بالعفو التشريعي العام في تونس فان المكتب يضع بين أيديكم هذه العريضة لجمع الامضاءات و تسليمها للأمم المتحدة يوم الجمعة 22 جوان 2007 حيث سينظم   تجمع في ساحة مقرها في جينيف .  

 

    نؤكد مطالبتنا بـ:

1- اطلاق سراح السجين السياسي وليد العويني وكافة سجناء الرأي في تونس.

2-  وقف كل أشكال التعذيب التي يمتهنها النظام التونسي ضد المواطنين الأبرياء.

3- عدم مضايقة المناضلين من حقوقيين واعلاميين والكف عن انتهاك حرماتهم المعنوية و المادية.

 

( ملاحظة :الرجاء ارسال الامضاءات على العنوان الالكتروني للمكتب: z_militants@yahoo.fr )


 الاتحاد العام لطلبة تونس / اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد:

بيــان  

تونس، في 28 ماي 2007 تتويجا للنقاشات والمشاورات التي انطلقت منذ بعث اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد وتكريسا للاتفاقات الحاصلة في ذلك، تعلن اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد ما يلي: 1- تمسكها بالمؤتمر الموحد للإتحاد العام لطلبة تونس كخيار مبدئي وواع من أجل منظمة موحدة، مناضلة، ديمقراطية، مستقلة وممثلة لجماهير الطلبة. 2- تشبثها بإطار اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد كآلية مسؤولة وفاعلة تضبط كل الخطوات التحضيرية لإنجاز المؤتمر الموحد. 3- تثمينها لكل الجهود المبذولة من أجل تجاوز الخلافات والتعثر الذي شهدته المشاورات في مسار التوحيد ودعوتها كل الفعاليات والمناضلين للإسهام في تجسيد المبادئ الأساسية والضرورية التالية للاستكمال بقية الخطوات العملية لإنجاز المؤتمر الموحد: أ‌- تتولى اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد: –  تركيز اللجان الجزئية في كل الأجزاء الجامعية حيثما وجد مناضلو الإتحاد. –  مركزة الإنخراطات وتمكين اللجان الجزئية منها حسب احتياجاتها وتوفير العدد الكافي لذلك. –  جرد سلسلة الإنخراطات الموزعة والملغاة. –  إعتماد مقاييس موحدة لعدد هيئات الفروع وعدد أعضائها بكل جزء جامعي. ب‌- تتولى اللجان الجزئية: –  إستلام الإنخراطات من اللجنة الوطنية والإشراف على توزيعها بشكل علني وعلى الإعداد للإنتخابات القاعدية والإشراف على الجلسة العامة الإنتخابية في كل جزء جامعي. –  تشرف على الإنتخابات القاعدية لجنة إشراف تنتخب من صلب الجلسة العامة الإنتخابية. ج- ترفض اللجنة الوطنية ما تم الإعلان عنه مؤخرا من “إنتخابات” في الأجزاء الجامعية التالية: –  الحقوق والإقتصاد والعلوم والهندسة المعمارية والمعهد العالي للتصرف والمدرسة العليا للتجارة بتونس. –  معهد الفنون الجميلة بنابل. –  الحقوق واللغات والعلوم والمعهد العالي للتصرف بقابس. –  المعهد العالي للدراسات التكنولوجية وكلية العلوم بقفصة. –  كلية الحقوق بصفاقس بإعتبارها تمت دون علم اللجنة الوطنية ولم تراع تراتيب العملية الإنتخابية للمؤتمر الموحد. د- تقر اللجنة الوطنية ضرورة إستكمال العملية الإنتخابية القاعدية في مستهل السنة الجامعية المقبلة قبل إنعقاد الهيئة الإدارية التي تسبق المؤتمر الموحد. ه- تواصل اللجنة الوطنية النضر في بقية المسائل الخلافية وتلتزم بحلها قبل إنعقاد الهيئة الإدارية. و- ومتابعة للإستعدادات للمؤتمر الموحد تقر اللجنة الوطنية إستحالة إنعقاد المؤتمر الموحد خلال هذه الصائفة. كما تهيب اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد بكل القوى والفعاليات والمناضلين الإنخراط الفاعل والمسؤول في مسار توحيد الإتحاد العام لطلبة تونس وبذل كل الجهود كي يكون مسارا لتعزيز جماهيرية الإتحاد وتمثيليته وكي تكون مختلف محطاته فرصة لتوسيع دائرة منخرطيه وإنتشاره في الأجزاء الجامعية ولترسيخ التعامل الديمقراطي والإحتكام للقواعد الطلابية وتفعيل دورها حتى يتمكن الإتحاد من لعب دوره كاملا في النضال من أجل قضايا الطلبة والجامعة. عن اللجنة الوطنية الناطق الرسمي عز الدين زعتور الأعضاء: شاكر العواضي، علي فلاح، سمير الفراتي، الحفناوي بن عثمان، العايش عمامي، عدنان النعيمي

 

(المصدر: البديـل عاجل (قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي)بتاريخ 1 جوان 2007)

بسم الله الرحمن الرحيم توضيــــــــــح  
تمت محاولة التلاعب و التشويش على بيان أصدره مجموعة من التونسيين بالمهجر بتاريخ 30 ماي 2007  كذبا و غش بإضافة بعض الأسماء التي لم توقع على البيان من أمثال: د. أحمد المناعي الشيخ خميس بن علي الماجري د. محمد الهاشمي الحامدي الأخ منصف الشابي الأخ معز الهمامي الأخ عكاشة بن عكاشة د. منير بوغطاس كما تم الضغط على بعض الممضين من طرف بعض مسؤولى النهضة بباريس و ألمانيا لدفعهم للتكذيب و التراجع على إمضاءاتهم. لا يسعنا إلا التنديد بهذه الممارسات المتخلفة التي لا يحكمها إلا حرص على الحجر على عقول الناس ومنظومة لا أريكم إلا ما أرى. نطلب من الأخوة و الأخوات المسؤولين على المواقع أن يتثبتوا في ما يصلهم من مراسلات حول الموضوع و لمن يريد النسخة الأصلية للبيان و قائمة الممضين، و تحديثاتها، يمكنه الرجوع إلى العنوان التالي: http://membres.lycos.fr/bayenmai2005/ دمتم في حفظ الله و رعايته د. عبد السلام الأسود

بن علي يناقش مع وفد من الكونغرس … عمليات «الناتو» و«الحرب ضد الإرهاب»

تونس     الحياة     استقبل الرئيس زين العابدين بن علي أمس وفداً من أعضاء الكونغرس الأميركي قاده النائب الديموقراطي جون تانر وضم أيضاً النائب الجمهوري بول غيلمور وأعضاء آخرين لم يُكشف عن أسمائهم.

وأفادت السفارة الأميركية أن الوفد يؤدي زيارة لتونس تستمر يومين ممثلاً الجمعية البرلمانية للبلدان الأعضاء في الحلف الأطلسي، في إطار جولة تشمل أيضاً المغرب والبرتغال. وكان تانر عُين رئيساً للوفد الأميركي الى الاجتماعات البرلمانية لبلدان الحلف في وقت سابق من العام الجاري. وقالت وكالة الأنباء التونسية إن بن علي بحث والوفد الأميركي آفاق تطوير العلاقات الثنائية وقضايا دولية أخرى من دون اعطاء تفاصيل، لكن بياناً صحافياً أميركياً أرسلت نسخة منه لـ «الحياة» أوضح أن محادثات الوفد في البلدان الثلاثة تشمل مسار تطور عمليات «الأطلسي» في أفغانستان والمجابهة الشاملة للإرهاب في العالم، وكذلك مسائل أخرى تخص المصالح المشتركة مع بلدان شمال أميركا وأوروبا.

على صعيد آخر، بدأ الأمين العام لاتحاد المغرب العربي حبيب بن يحيى أمس جولة على عواصم البلدان الأعضاء في الاتحاد لدرس وسائل تفعيل مؤسساته مع رؤسائها. وتنحصر سلطة اتخاذ القرار برؤساء الدول دون سواهم طبقاً لدستور الاتحاد الذي انشئ في مراكش العام 1989.

 

(المصدر: صحيفة ” الحياة ” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 جوان 2007)

وفد من الكونغرس الامريكي يزور تونس لبحث مكافحة الارهاب

 

 
تونس ـ يو بي أي: يزور تونس امس الأربعاء وفد من الكونغرس الأمريكي برئاسة النائب جون تانر ضمن اطار جولة في المنطقة المغاربية لبحث مسألة الارهاب. وقالت السفارة الأمريكية بتونس في بيان ان زيارة الوفد الأمريكي ستتواصل علي مدي ثلاثة أيام، يجري خلالها محادثات مع عدد من كبار المسؤولين التونسيين من وزارتي الخارجية والدفاع حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة منها المسائل المرتبطة بمكافحة الارهاب. وأوضحت أن زيارة الوفد الأمريكي لتونس تأتي عشية اجتماعات الجمعية البرلمانيه لحلف شمال الأطلسي (الناتو) التي ستعقد في البرتغال لمناقشة العمليات العسكرية الجارية في أفغانستان، والتهديد الذي يشكله الارهاب علي الأمن والاستقرار في العالم. وترتبط تونس والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات سياسية وأمنية وعسكرية وطيدة منذ فترة طويلة،أخذت خلال السنوات الماضية أبعادا جديدة مرتبطة بالجهود الدولية لمكافحة الارهاب. وكانت تيريزا ويلان نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي المكلفة بالشؤون الافريقية التي ترأست وفد بلادها الي اجتماعات الدورة الثانية والعشرين للجنة العسكرية المشتركة التونسية الأمريكية آلت لاستضافتها تونس قبل أسبوع، قد ثمنت ما وصفته بالمبادرات التونسية في مجال مكافحة الارهاب.
 
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2007)

 


وفد الكونجرس الأمريكي يبشر ب”جاهزية” تونس لمزيد من الحريات السياسية

  (أ. ف. ب) أشاد وفد الكونجرس الأمريكي الذي اختتم أمس زيارته إلى تونس ب “التقدم الاجتماعي” والاقتصادي في تونس وأكد ان البلاد “جاهزة” للمزيد من الحريات السياسية، وقال رئيس الوفد جون تانير (ديمقراطي) “كان مهماً بالنسبة إلينا ملاحظة التقدم الاقتصادي الهائل”، مشيدا في الوقت نفسه بالأوضاع الاجتماعية، خاصة في مجالات السكن والصحة والتعليم في تونس. وأشار إلى ان الوفد التفى خلال الزيارة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وبحث مع المسؤولين التونسيين التقدم الحاصل ولكن أيضا ضرورة القيام بمبادرات سياسية ملموسة.  وقال “ان تونس جاهزة لممارسة المزيد من الحريات في المجال السياسي وفي مجال الصحافة”، مشيرا إلى أهمية حصول مثل هذا التطور من اجل المزيد من التنمية والاستثمار وإيجاد فرص العمل. ودعا إلى المزيد من الاستثمارات الأمريكية في تونس، كما أعرب عن الأمل في أن “تواصل تونس إصلاحاتها في مجال قطاع الصحافة للتقدم على درب الديمقراطية”. وعلاوة على تعزيز التعاون مع تونس  أحد اقدم شركاء الولايات المتحدة  أشار تانير إلى انه اجرى مباحثات “بناءة” بشأن الأهمية الاستراتيجية المتعاظمة للمغرب العربي وحول الأمن وإمكانات الحلف الأطلسي في محاربة التطرف في المتوسط. كما أشار إلى التهديد الذي تمثله القاعدة على المنطقة بما فيها تونس، معتبرا أن هذه المنظمة الإرهابية “تسعى إلى التفريخ في هذه المنطقة مثل باقي مناطق العالم”.  وأضاف “إنها تهديد دائم لكافة الحكومات المعتدلة”، داعيا الى بذل “جهود متواصلة ضد الأنشطة الإرهابية”.
 
(المصدر: جريدة “الخليج” (يومية –الإمارات العربية المتحدة) الصادرة يوم 2 جوان 2007)

نواب أميركيون يخشون تنامي «خطر القاعدة» في المغرب العربي

تونس      الحياة    
حذّر أعضاء في مجلس النواب الأميركي من تنامي خطر انتشار «القاعدة» في شمال أفريقيا، وشددوا على ضرورة تعزيز التعاون العسكري والأمني مع بلدان المنطقة «لمجابهة التحديات الأمنية الجديدة». إلا أن مصادر ديبلوماسية أوروبية رأت أن الأميركيين يضخّمون أحياناً المخاطر الإرهــــابية لتبرير حضورهم العسكري المتنامي في المغرب العربي. ووصل أعضاء الوفد المؤلف من عشرة نواب بقيادة النائب الديموقراطي جون تانر والجمهوري بول غيلمور أمس إلى الرباط بعد زيارة لتونس استمرت يومين في إطار جولة شملت أيضاً البرتغال. وقال النائب تانر لـ «الحياة» خلال لقاء مع صحافيين في ختام زيارته لتونس، إن التنمية الاقتصادية وتأمين السكن والصحة والتعليم كفيلان بتشكيل سد منيع في وجه تنامي التشدد والإرهاب في المنطقة. وأوضح أن الجولة تندرج في سياق تنشيط الحوار البرلماني بين البلدان المشاركة في الحلف الأطلسي ومن ضمنها البلدان المتوسطية السبعة التي باشرت حواراً على أعلى المستويات مع الحلف. أما النائب غيلمور فحذر من انتشار شبكة «القاعدة» ليس فقط في شمال أفريقيا وإنما أيضاً في مناطق عدة من العالم لم يُسمّها. وأضاف: «علينا إيقاف هذا الخطر». وأثنى على الجهود التي تبذلها حكومات المنطقة لاجتثاث التشدد والإرهاب مُركزاً على التجربة التونسية. وأفاد أن الوفد سيطلب من الكونغرس لدى عودته إلى واشنطن متابعة تقديم الدعم والمعونات لبلدان المنطقة كي تكون مهيأة لمجابهة أي أخطار محتملة. بوتفليقة يوافق على استقالة حكومة بلخادم } الجزائر – محمد مقدم > قدّم رئيس الحكومة الجزائرية عبدالعزيز بلخادم، أمس، استقالة الحكومة إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي وافق عليها وكلّفه تسيير أعمال الجهاز التنفيذي إلى غاية تعيين رئيس جديد للحكومة الأسبوع المقبل بعد عودة رئيس الجمهورية من ألمانيا حيث يشارك في لقاء «مبادرة التجديد الإفريقي» («نيباد») مع رؤساء دول مجموعة الثماني الأكثر تصنيعاً. واستقبل بوتفليقة أمس بلخادم الذي قدم اليه استقالة الحكومة. وجاء البيان الذي أصدرته رئاسة الجمهورية على نحو يعزز الانطباع بأن الرئيس بوتفليقة لم يحسم بعد في مسألة الشخص الذي ستُسند اليه مسؤولية إدارة الحكومة المقبلة. ولم يستبعد مصدر بارز تحدث إلى «الحياة» أن يعيد رئيس الجمهورية تجديد الثقة في بلخادم باعتباره من أقرب الشخصيات السياسية اليه في البلاد ويحظى بالإجماع ضمن «التحالف الرئاسي». وفي برازيليا (أ ف ب)، افادت صحيفة «كوريو برازيليانسي» أمس ان الرباط ألغت الزيارة الرسمية التي كان مقرراً ان يقوم بها الرئيس لويز انياسيو لولا دا سيلفا الى المغرب في اللحظة الأخيرة بسبب خلافات حول قضية الصحراء الغربية.
 
(المصدر: صحيفة ” الحياة ” (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2007)

 

وفد الكنغرس الأمريكي قبل مغادرته تونس: سندعم مشاريع تطوير العلاقات الاقتصادية بين تونس وأمريكا

  تونس – الصباح أعلن وفد من الكنغرس الامريكي أمس في لقاء صحفي بالمركز الصحفي للسفارة الامريكية بتونس أنه خرج «بانطباعات جيدة عن محادثاته مع الرئيس زين العابدين بن علي ومع عدد من كبار المسؤولين في الدولة  بينهم وزيرا الخارجية والدفاع عبد الوهاب عبد الله وكمال مرجان ورئيس مجلس النواب فؤاد المبزع» وتعهد بـ«نقل هذه الانطباعات الى واشنطن والى الكنغرس الامريكي لدعوته لتطوير مجالات التعاون مع تونس اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكريا».. وتعهد الوفد الامريكي في ندوته الصحفية بتشجيع الاستثمارات الامريكية في تونس وشمال افريقيا وحث مؤسسات السياحة على تطويرالتعاون السياحي مع السوق التونسية.. ويضم وفد الكنغرس الامريكي في جولته بين البرتغال وتونس والمغرب 10  أعضاء بينهم الديمقراطي جون تانير JOHN TANNER ـ  وهو عسكري سابق في البحرية الامريكية برتبة رائد ـ ورئيس الوفد الامريكي حاليا  في الجمعية العامة لبرلمان الحلف الاطلسي والنائب الجمهوري بول جيل مورPaul Gillmor  نائب رئيس مؤتمر برلمانيي الحلف الاطلسي ..

أحداث حمام الانف وسليمان

وقد نوه طانير ـ ردا على سؤال الصباح ـ بـ«نجاح سلطات الامن (التونسية) في مكافحة الارهاب وبسيطرتها على الوضع بعد أعمال العنف التي سجلت في ديسمبر وجانفي الماضيين».. (في حمام الانف وسليمان).. وأعلن أن الوفد الأمريكي بحث في تونس مقترحات وأفكارا عملية لتطوير التعاون بين واشنطن (وشركائها في الحلف الاطلسي والحوار الاطلسي المتوسطي) مع دول المنطقة «في مجال مكافحة الارهاب وتهديدات تنظيم القاعدة» لمناطق عديدة من العالم منها منطقة شمال افريقيا.. انطلاقا من فلسفة تحث على قتل الابرياء.. لكن رئيس الوفد الأمريكي ومساعده أوردا أن محادثات الوفد الأمريكي بتونس لم تشمل مشروع إحداث مقر دائم للقيادة العسكرية الامريكية في افريقيا في إحدى الدول المغاربية ..وقال نائب رئيس الوفد الديمقراطي بول قيلمور ردا على سؤال الصباح بشيء من الحزم: «لقد تحدثنا في كل شيء ما عدا هذه المسألة».. التي نوقشت في اجتماع عقد بالعاصمة السينغالية داكار في ديسمبر الماضي  بين رؤساء أركان جيوش الولايات المتحدة وعدد من الدول المغاربية وافريقيا الغربية ..

عدم الخلط بين الاسلام والعنف وتوقف رئيس الوفد الامريكي عند موضوع ايديولوجيات التنظيمات المتشددة التي تنظر للعنف والارهاب ـ ومنها تنظيم القاعدة ـ فانتقد تلك الايديولوجيات «التي تشرع قتل المدنيين والابرياء لأهداف سياسية وغير سياسية».. ودعا عضو الكنغرس الامريكي الى عدم الخلط بين الاسلام دينا وثقافة وايديولوجيات التنظيمات الارهابية ..لأن الاسلام مثل كل الاديان ينبذ التطرف والعنف والارهاب ..وليس للولايات المتحدة الامريكية ولا حلفائها في الحرب العالمية على الارهاب أي اشكال مع الاسلام والاديان ولكن مع التنظيمات الارهابية عموما وتنظيم القاعدة خاصة.. تونس ـ أمريكا ونوه رئيس الوفد الأمريكي ونائبه في كلمتيهما مرارا بـ«مستوى التقدم الذي تحقق في تونس خاصة في القطاع الاقتصادي وفي المجال الاجتماعي ..وبتطور الموارد البشرية وبجمال البلد.. وهو ما جعلنا نعجب به كثيرا وسننقل هذه الصورة الى الكنغرس الامريكي لدعم علاقات ثنائية متميزة عمرها أكثرمن 200 عام».. وردا على سؤال حول الجوانب السياسية في المحادثات التي أجراها الوفد الأمريكي بتونس أورد رئيس الوفد جون طانير أنه ارتاح كثيرا لفحوى محادثاته مع المسؤولين التونسيين عموما ومع رئيس مجلس النواب خاصة فيما يتعلق «بالاصلاح السياسي واحترام حقوق الانسان قولا وفعلا ..ومسار تحرير قطاع الاعلام وتوسيع هامش حرية التعبير وحق التنظم والتجمع وتفعيل دور المجالس المنتخبة ومنها خاصة المؤسسات البرلمانية».. وهو تمش اعتبرأنه سيشجعه ورفاقه على حث الكنغرس والحكومة والقطاع الخاص في الولايات المتحدة على تطوير التعاون مع تونس اقتصاديا وسياحيا وأمنيا .. وتعقيبا على سؤال حول العلاقات بين واشنطن وليبيا وموعد تعيين سفير أمريكي بطرابلس أورد رئيس الوفد الامريكي أن «هذا الملف من مشمولات الرئيس الامريكي شخصيا».. يذكرأن زيارة وفد الكنغرس الامريكي الى البرتغال وتونس والمغرب تندرج في سياق اجتماعات تنسيق وتشاور سياسية وأمنية بين واشنطن ودول المنطقة من جهة وبين الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي الـ 26  ودول جنوب البحر الابيض المتوسط المنخرطة في مسار الحوار الاطلسي المتوسطي ومنها تونس والمغرب.. كمال بن يونس

 
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 2 جوان 2007)


البحرية التونسية تنقذ 26 مهاجرا افريقيا من الموت غرقا قبالة سواحلها

 

 
تونس ـ يو بي أي: تمكنت وحدة تابعة لحرس خفر السواحل بمدينة صفاقس التونسية من انقاذ 26 مهاجرا افريقيا من الموت غرقا أثناء محاولة للتسلل خلسة الي جزيرة لامبيدوزا الايطالية،هي الخامسة من نوعها في غضون أقل من شهر. وقالت مصادر أمنية تونسية امس الأربعاء ان ثمانية نساء بين المهاجرين الي أوروبا الذين ينتمون الي عدد من دول جنوب الصحراء، الي جانب المغرب وليبيا. وأوضحت ان هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين أبحروا قبل يومين من السواحل الليبية باتجاه الشواطئ الايطالية، علي متن قارب صيد صغير، غير أنهم تاهوا في البحر، وقادهم التيار نحو سواحل منطقة العطايا من جزيرة قرقنة من محافظة صفاقس الواقعة علي بعد 270 كيلومترا جنوب تونس العاصمة. وأضافت أنه تم التحفظ علي هؤلاء المهاجرين بانتظار ترحيلهم الي بلدانهم،فيما ذكرت مصادر ديبلوماسية مصرية بتونس في وقت سابق أن البحرية التونسية أنقذت مؤخرا مجموعة من المصريين ضمن ركاب قارب علي متنه مجموعة كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين. وهذه المرة الخامسة في غضون أقل من شهر التي تنقذ فيها السلطات الأمنية التونسية مهاجرين غير شرعيين أثناء محاولتهم التسلل خلسة الي السواحل الايطالية. وكانت البحرية التونسية أعلنت في الرابع عشر من الشهر الجاري عن انقاذ 35 مهاجرا غير شرعي من الموت غرقا. وتبذل تونس جهودا مكثفة للحد من محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الاٍيطالية انطلاقا من شواطئها، التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر، كما سنت قوانين جديدة تفرض عقوبات صارمة وغرامات مالية طائلة علي كل من يضبط من مشاركين ومنظمين لمثل هذه الرحلات التي عادة ما تتزايد خلال فصل الصيف.
 
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2007)


في ظلال الذكرى العاشرة لرحيل الشيخ مبروك الزرن.

 
( يونيو حزيران 1997 ــ يونيو حزيران 2007 ).

إعداد : الحوار.نت ــ الشيخ المبروك الزرن. ــ أصيل مدينة جرجيس بالجنوب الشرقي لتونس. ــ أستاذ لغة عربية وتربية إسلامية بالمعاهد الثانوية بتونس ( معهد إبن شرف وغيره ). ــ نقابي قديم بنقابة التعليم الثانوي. ــ داعية معروف ببعض مساجد العاصمة التونسية. ــ عرف بصلابته في الحق وإبائه وشموخه وقوته الجهادية. ــ من قيادات الحركة الإسلامية. ــ مات في المستشفى بتونس في يونيو حزيران 1997 بعد أن نخرته الأمراض في السجن الذي أودع فيه عام 1991 تنفيذا لخطة تجفيف منابع التدين ولسياسة الموت البطيء ضد المعارضين السياسيين. ــ حوكم قبل ذلك أمام محكمة أمن الدولة عام 1987 ضمن قيادة حركة الإتجاه الإسلامي وحوكم مرات قبل ذلك بسبب نشاطه الوطني والنقابي عام 1958. ……………………………. ننقل عن نشرية ” المراسلة ” العدد 19 بتاريخ جوان 1997 صفر 1418 ( نشرية داخلية لحركة النهضة بالمهجر سابقا ) ما يلي بهذه المناسبة : ورحل عنا فارس المساجد الهادي بريك ـ ميونيخ ـ ألمانيا ( جوان 1997 ). لك اللهم الحمد على ما أعطيت وعلى ما أخذت وكل شيء عندك بمقدار فأصبروا وإحتسبوا أبناء شعب مسلم لن يقهر في تونس. رحل عنا شيخنا الكريم مبروك الزرن فارس المنابر المغوار فحزن القلب ودمعت العين ولا نقول إلا ما يرضي ربنا الذي إصطفاه في هذه الأيام المباركات من الأشهر الحرم بعد ملحمة جهادية طويلة تنوع فيها عطاؤه في أكثر من ساحة وأورق فيها سخاؤه فكان ماء غدقا وردناه بكرا وإحتسيناه صفوا لم يكدره إفك الظالمين الذي أناخ ببابه كعود زاده الإحراق طيبا وكما قال الشاعر : والعود لو لم تطب منه روائحــــــــــــه . . . لم يفرق الناس بين العود والحطب. ذكر لنا رحمه الله سنة 1987 لما جمعتنا ظروف الإعتقال في الزنزانة رقم 7 بوزارة الداخلية أنه إعتقل سنة 1958 في الزنزانة نفسها جراء نشاطاته النقابية والإسلامية ورافقته طيلة أيام السجن فكان صواما قواما رحمه الله لم تثنه عرجته ولا سنه المتقدمة عن ذلك. تخرج على يديه خلق كثير من معهد إبن شرف بالعاصمة يوم كان أستاذا للتربية الإسلامية تلك المادة الدراسية التي لم يكن يراد بها في قلعة العلمانية العربية المتطرفة بعد تركيا سوى الإزراء بالدين. كما كان رحمه الله آية باهرة من آيات الإصرار على الحق في جرأة تحاكي يقين الصحابة الكرام ومن ذلك أنه سئل مرة في الساحة العامة الأمامية لمخافر الإعتقال بالداخلية عن رأية في مجلة الأحوال الشخصية ” إنجيل ” الحكم يومئذ وكان مهندسها يحرسها بقوة البوليس وهو منتفخ بزهو السلطة فصدع رحمه الله على مرأى ومسمع كل المعتقلين غير آبه بوجود مسؤولين كبار من الوزارة : ” لو كانت هذه المجلة تحمل خيرا لما طلق رئيس الدولة زوجته “. فبهت السدنة لهول الواقعة وإنقض عليه الأعوان بصلافة شديدة يضربونه ويجرونه وعوقب بعدها بحبس الدواء عنه ومنعه من عيادة طبيب السجن ولكن هيهات لجبل أشم قلبه معلق بالمساجد أن تلين له قناة. ومن مآثره رحمة الله عليه أنه لما سئل أمام محكمة أمن الدولة سنة 1987 عما كان يلقن تلاميذه في المعهد قال وقد ضرب الله الحق على قلبه : ” أعلمهم حقوق الإنسان ” فإنقلب السحر على الساحر الذي أراد إنتزاع إعتراف من المتهم بأنه كان يعلمهم الإرهاب والتطرف ومعلوم أن برنامج التربية الدينية في النظام التعليمي التونسي يعتبر الدين منبعا من منابع العنف لذلك ألغى آيات الجهاد وحظر تفسير الآيات المتعلقة باليهود وفاء لعقد التطبيع مع الصهيونية وإمعانا في التنكيل وترذيل الثقافة إعتمد النظام خطة تجفيف منابع التدين. كما تعرض المرحوم يوم الخميس 8 أكتوبر 1987 بالسجن المدني 9 أفريل بالعاصمة في الزنزانة رقم 17 ( سجن مضيق ) إلى تعنيف شديد من قبل مدير السجن نفسه صحبة البطل السجين والصحافي الأستاذ عبد الله الزواري ذلك الليث الهصور بعد إصرارهما على قراءة سورة يسن ترحما على روح الشهيدين بولبابه دخيل ومحرز بودقة اللذين أعدما فجر ذلك اليوم. وإن أنس فلن أنسى أياما عذبة تطوف بذكرياتي كالحلم الجميل قضيتها مع الشيخ المرحوم في مخافر الإعتقال والسجن الذي حوله إلى خلية نحل عاملة تملأ أرجاءه المظلمة يقينا وأملا فكان يلقي علينا يوميا وبإنتظام شديد دروسا في اللغة العربية والفقه الإسلامي إضافة إلى خطب الجمعة والمواعظ وطرفا غزيرة من تاريخ الإستعمار المباشر وملحا عذبة من مقاومة صلف العلمانية المتطرفة والإستبداد الأعمى. كما كان يعلمنا رحمه الله بسمة الأمل في صحراء قاحلة من ظلام السجون والإصرار على الحق والثبات عليه في زمن الإشرئباب إلى التهافت المخجل على الرذيلة والتطبيع. وأختتم مفاخره التي لاتحصى بفضيلة لن تزال في سجله بإذن الله نبضا دفاقا إذ أجرى الله على يديه فضل صياغة أركان الإيمان في الرؤية الفكرية والمنهج الأصولي لحركة الإتجاه الإسلامي التي أقرها مؤتمرها سنة 1986 وذلك بعد نشوء معارضة في ردهات المؤتمر تطالب بالصياغة المقاصدية لهذه الأركان فظل رحمه الله يحشد قواه لإقناعنا بصواب رأيه حتى سلم الله وحفظ هذه الحركة المباركة من ثلمة في أخص أوراق هويتها الثقافية التي تشكل شخصيتها الجمعية. إنها عشرية الحزن حقا هذه التي طوت على إمتداد وطننا العربي والإسلامي الكبير عددا من أعلام أمتنا ودعاتها المخلصين وإني لأدعو بحرارة كل الإخوة والأخوات إلى إقامة صلاة الغائب على شيخنا المرحوم الذي قاد معركة المساجد سنة 1989 ببسالة ويقين واليوم يدفن في مقابر تونس لا يشيعه أحد منا ولا يؤبنه ولو قضى أحد بائعي الهوى ومحترفي الدجل لصدر مرسوم وزاري بإلتزام الحداد الوطني ولنكست أعلام ولا شك أن دفنه رحمه الله كان في كنف السرية ومحاطا بالتوجس الأمني المشدد فالطغيان يخشاه حيا وميتا ولا نامت أعين الجبناء الذين حكموا عليه بالموت البطيء بعد سبع سنوات كاملة من السجن والتعذيب. فأعملوا أيها الإخوة والأخوات على تحقيق أمنية شيخكم الراحل التي نذر لها حياته في أن يرى علم العروبة والإسلام والديمقراطية يرفرف في شموخ وإباء فوق زيتونة الخضراء وكونوا حياله أحد ثلاثة فما منا إلا وهو له ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية بما كسبت يداه في الساحات النقابية والإسلامية والسياسية أو بما بثه في صدورنا جميعا من علم نافع وقدوة حسنة ورددوا مع الشاعر الصادق في يقين يلسع الظالمين باللعنة تلو اللعنة : فكم قد رأينا ظالما متمـــــــــــــــــــــردا . . . يرى النجم تيها تحت ظل ركابه فعما قليل وهو في غفلاتـــــــــــــــــــــه . . . أناخت صروف الحادثات ببابه
 
(المصدر: موقع الحوارنت بتاريخ 2 جوان 2007)


بسم الله الرحمان الرحيم

 

الشهيد مبروك الزرن ” الميت الحي … أو ذاكرة جيل “

 

بقلم : الأستـــــاذ فتحـــــي نصــــــــري

 

عشر سنوات مرت على استشهاد الشيخ مبروك الزرن ، لم أمش في جنازته ، ولم أقبل جبينه الطاهرة قبل أن يوارى التراب ، لكني حزنت وبكيت يوم علمت باستشهاده ، ودعوت الرحمــان أن يتقبله قبولا حسنــا ويجازيه عن كل تلامذته / أبنائـه خيــر الجزاء ، رغم أني كنت أحدث نفسـي ان قبره لا يعدو أن يكـــون روضــة من رياض الجنــة تضيئه آيات القرآن التــي حملها في صدره وعلمها لكــل أبنائه … رحــم الله أستاذنا … ترك أحبته للقاء خير الأحبة …

 

رحل عنا ” عم مبروك ” كما كان يحلو لنا أن نناديه خارج أسوار معهد ابن شرف ، ولكنه ما زال يعيش بيننا … بداخلنا … منارة علم ، ومدرسة إباء ، ومعين شموخ لا ينبض … كذلك كان بعباءته الرمادية … هامة طويلة ، وعينان لا تنكسران ، كنا نهابه … نخافه … لكننا نحبه … ومن فضل الله علي اني درست مادة التربية الاسلامية أغلب سنوات المرحلة الثانوية على يديه ، فكان نعم الأستاذ ، ونعم المربي ، ونعم الموجه ، ونعم القدوة ، رحم الله الشيخ مبروك الزرن … لقد كان أعظم من الحياة …

 

كان لدينا قاعة صلاة صغيرة بمعهد ابن شرف بالعاصمة ، وكنت وبعض الأخوة نتنافس أن نصلي خلف ” عم مبروك ” فإذا ما أتم الصلاة واستدار وقعت عيناه علينا فنتدفأ بابتسامة الرضا التي نحرم منها في القسم ، ذلك أن الشهيد كان بطبعه تبدو علــى محياه الشدة والهيبة ووقار العلمــاء ، وقد كنت سألته يومــا بعد أن التحقت بالجامعة لمذا كان يعاملنا بشدة ، فابتسم وأجابني ” لأراكم في الجامعة “

 

قد لا أبالغ اذا قلت أن الشهيد مبروك الزرن كان العلامة الفارقة في معهد ابن شرف ، الجميع يحترمـــه ويهابه ، من ادارة واساتذة وتلامذة ، وكنا نتساءل دائما عن سبب المكانة التي يحضى بها … ولكنها كانت هيبة العالم الرسالي …وكان لأحساسنا بوجوده معنا خير دافـع لارساء قواعـــد العمل التلمذي بالمعهـــد  ، وحافز مهم لاستمراره ، وكان رحمه الله يوصينا بقاعة الصلاة بالمعهد وبالمجلة الحائطية ، وأذكر انه كان خير السند فيما سمي بداية الثمانينات ” بمعركة المساجد ” بعد أن تم اغلاق أغلب قاعات الصلاة والتجأنا الى الصلاة بالساحات ، فكان نعم الموجه ونعم العضد … خزان عطاء لا ينبض … والله يشهد انه لم يحدثا يوماعن الحركة الاسلامية ، ورغم انتماءنا لحركة الاتجاه الاسلامي فاننا لم نكن نعرف موقعــه القيــادي بالحركة ، وتلك سمة المربين العظام ، والحاملين لأمانــة الاستخلاف … خلافا لبعــض الاساتذة اليساريين والقوميين الذين كانوا يؤطرون التلاميذ بشكل مباشر …

 

كان ” عم مبروك ” رحمه الله شديدا داخل الفصل ، قليل التغيب ، قليل الجلوس داخل القسم ، يتحرك دائما بين الصفوف ، ولا زلت أذكر اني وبعض الأخوة انسقنا يوما مع بقية التلاميذ وتغيبنا عن حصة التربية الاسلامية ، والتحقنا بالقسم مع بداية الحصة الموالية ، ولكن كانت المفاجأة إذ وجدنا ” عم مبروك ” لم يبرح القسم رغم تغيب كامل الفصل ، فناداني وأغلق الباب ، ونظر الي نظرة تمنيت لو انشقت الأرض وابتلعتني ، لم يعاتبني بشدته المألوفة وبقي ينظر الي وأنا أتصبب عرقا من الاستحياء ، وانتظرت أن يبادرني بالكلام ، لكنه هو من كان ينتظرني أن أتكلم … فكانت نظراته أشد عقاب ، وأبلغ درس تعلمته منه من دون أن يتكلم … وكأنه يقول لي من يحمل رسالة عليه أن يبدأ بنفسه ويكون قدوة لغيره … بكل بساطة فهم كنه الأمانة ، وأرادنا أن نفهمها … وحمل رسالة الاستخلاف وأرادنا أن نحملها عن وعـــي وفهـم … رحمه الله لقد كان مربيا فاضلا … وأحد ورثة الأنبياء .. ومدرسة تخرج منها عديد الأخوة…

 

آخر مرة التقيت فيها بالشيــخ الشهيد مبروك الزرن رحمه الله وأسكنه علييـــن مع الأنبياء والشهــــداء والصديقين ، في أواخر سنة 1986 بجامع الفتح بالعاصمة ، وكنت قد خرجت من ابتلاء دام ثلاثة عشر شهرا بصحراء رجيم معتوق ، فما ان وقعت عيناه علي حتى ضمني اليه كما يضم الأب ابنه بعد طول غياب ، وربت على كتفي وقال لي مازحا ” شكون كيفك كنت تجوب الصحراء ” ، وكانت تلك المرة الوحيدة التي رأيت فيها الشيخ الشهيد يمزح … ولم أكن أعلم أنها المرة الأخيرة التي أراه فيها … لكنه بقي يعيش بداخلنا رمزا للعطاء والصمود وعزة النفس …  بكل اختصار هي حكاية شيخ مربي وجيل …

 

تأتي الذكرى العاشرة لاستشهاد الشيخ مبروك الزرن ودعوات التثبيط ومحاولات شق الصف الاسلامي تطل برؤوسها ، فما عسانا نجيب الدكتور الهاشمي الحامدي والأخ لزهر عبعاب والموقعين على مبادرتهم ؟ هل نلبي دعوة الدكتور الحامــدي ونشهد أن الشهيد مبروك الزرن قد أجرم في حـــق أبناء تونس ؟ هل نشهد أن الشيخ الشهيد أخطأ في حق الرئيس بن بنعلي وفي حق الحزب الحاكم عندما طالب بحق التنظم والعمل الحزبي وفق الدستور والقانون ؟ هل نشهد أن الأستاذ الشهيد أذنب عندما طالب بالمواطنة الحقة وبالحرية والعدالة لجميع التونسيين ؟ هل نشهد أن المربي الشهيد أخطأ عندما طالب بالتداول السلمي على السلطة واحترام ارادة الشعب وارساء دعائم وآليات الديمقراطية الحقة ؟ هل نشهد أن المستخلف الشهيد أجرم عندما اختار أن يطرح برنامجه علـــى الجسم الانتخابـــي في قوائم مستقلــة متعهدا باحترام اختيار الشعب ؟ هل نشهد أن المعتدل الشهيد أذنب عندما واجه ” خطة تجفيف المنابـــع ” برفع شعار الحريـــة للجميع بوسائل سلمية ؟ هل نشهد أن الوسطي الشهيد أجرم عندما اختار العمل ضمن الحركة الاسلامية بدلا من العمل باحدى شعب الحزب الحاكم أو باحدى لجان اليقضة  التابعة للتجمع؟ هل نشهد أن الداعية الشهيد أخطأ عنددما اختار طريق الدعوة الى تمثل صفات الله عبر التدريس بالمساجد بالكلمة الطيبة ؟ هل نلبي دعوة الدكتور الحامدي ونعتذر نيابة عن الشيخ الشهيد لكل جلاديه وقتلته الذين تركوه في السجن بدون علاج حتى تعفنت رجله ثم قطعت ليلقى ربه شاهدا وشهيدا ؟ هل يطلب منا الدكتور الحامدي أن نجرم الشهيد ولم يفعلها قيد حياته عندما كان سجينا ولم يطلب الصفح من سجانيه ؟ هل….؟

 

كلا أيها الأخوة الداعين الى شهادة الزور … لم يعلمنا الشهيد السيخ مبروك الزرن أن نبيع آخرتنـــــا بدنيانا … لم يربنا على الظلم وادانة اخوتنا … ماذا سنقول للشهيد اذا سألنا يوم الحساب لما جرمتموني وبرأتم قاتلي ؟

 

أيها الأخوة الكرام ان في سير الشهداء والصديقين لعبرة ، فاحذروا أن تكونوا شاهدي زور … واحذروا أن تطعنوا في تضحيات اخوانكم المساجين ، وتشوهوا منة الرحمان لعباده الصابرين … الشهـــادة …

 

رحم الله الشيخ والأستاذ والمربي الشهيد مبروك الزرن … لقد عاش شاهدا ومات شهيدا … وما زلنـــا نذكره … وستذكره الأجيال اللاحقة … سنة الله … وان في التاريخ لعبرة


 

أوكلاند في 3جوان 2007

تعليق على بيان:”من أجل مزيد من التصالح”.

المنشور أخيرا بتونس نيوز

قرأت كغيري من المتابعين من تونسيي المهجر البيان المذكور أعلاه، وفاجأني أن يطلع علينا بعض إخوة المهجر ببيان “سلبي” لا أقدر أن يكون هناك الكثير ممن  يدعمه بيننا

فحتى الذين يوغلون في الإختلاف مع سياسة حركة النهضة أو مع بعض من قيادتها,لا ينتظرون حسب رأيي في أن يأتي الحل من المأتى الذي يقدره أصحاب البيان المذكور, وحتى تأتي لنا الأيام القادمة  بأرقام تؤكد خطأ ما ذهبت إليه من ظن أتمنى من كل فرد أو مجموعة في المهجر أن تقدر قدرها بدل النفخ في الكير وتستهجن أبناء الداخل والخارج

العيادي عماري


 

دعوة الى تجذير ثقافة التسامح عند الاختلاف في الرأي

مرسل الكسيبي*- حدث وتعليق -:

كتبت يوم أمس الجمعة الفاتح من جوان 2007 رأيي في شجاعة ووضوح بخصوص بيان ” من أجل مزيد من التسامح ” , ولقد شرحت في معرض تحليلي لوثيقته مبررات دعوتي الى عدم التجاوب مع نصه من خلال الية الامضاء , غير أن هذا لايعني اطلاقا مصادرة حق هؤلاء الاخوان الذين أصدروه أو أمضوه في التعبير عن رأيهم في كنف الحرية وفي ظل الايمان العميق بحقهم المشروع في الاختلاف. من هذا المنطلق نشرنا على صفحات الوسط التونسية بيان هؤلاء الاخوان في نفس المستوى من الزاوية المقابلة التي نشرنا فيها موقفنا من نص البيان المذكور , وهو ماعنى بالنسبة الينا اتاحة نفس الفرصة لهؤلاء الاخوة في بيان رأيهم واعلانه للناس أو دعوة مواطنيهم الى التفاعل مع ماأوردوه فيه من اراء . مااستجد على مدار الساعات الأخيرة من محاولات اقحام بعض الأسماء دون علم أصحابها الى قائمة الممضين على البيان, سلوك يستحق في نظرنا كل التنديد والادانة مهما كانت الجهة التي تقف وراءه -سلطة أو أطرافا قريبة من المعارضة , وهو في تقديرنا أمر لابد من التنزه عنه من قبل مكونات ساحتنا الوطنية والاسلامية . لايمكن قطعا الجزم بوقوف حزب معين وراء عملية التلبيس والتدليس على أصحاب البيان , فمثل هذا السلوك قد يكون أيضا صادرا عن جهات قريبة من أجنحة محافظة وراديكالية داخل السلطة , والمقصد في ذلك قطعا هو تصعيد الخلاف بين الاسلاميين الوسطيين وتأجيج نار الصراع فيما بينهم , تمهيدا لاضعافهم وتمرير مشاريع استبدادية جديدة في حق شعبنا وهويتنا وحقوقنا الوطنية المشروعة . غير أنه ومن خلال تجربتنا مع فقه الاختلاف في الرأي والممارسة لايمكن أن ننزه بعض العناصر المنتسبة الى الحقل الاسلامي عن مثل هذا السلوك ولاسيما في ظل تفشي مرض الحزبية المقدمة على رحابة الاسلام وعظمته وأخلاقه التي ترتفع بنا عن مثل هذه الدناءات … تجربتنا في الاختلاف مع بعض المكونات الحزبية النافذة أو المحافظة أو مايصطلح على تسميته في الفقه السياسي المعاصر ب”الحرس القديم” , أثبتت لنا بأن المدرسة الاسلامية التونسية مازالت بعيدة عن تقبل الرأي الاخر أو الاتجاه السياسي المخالف ,وهو ماأسهم صراحة في اضعافها وافشالها وذهاب ريحها . بالمقارنة مع التجربة المغربية أو التركية أو الجزائرية أو الماليزية أو الأندونيسية الاسلامية المعتدلة , فان التجربة التونسية مازالت تعاني فعليا من ضيق الصدور وتقزم بعد النظر فيما يخص فضائل التعددية المرنة والمتسامحة داخل المدرسة الاسلامية الواسعة , وهو لعمري مما ساهم في اضعاف الصحوة وسهولة التربص بها بل في الاجهاز على جزء كبير من رصيدها البشري والسياسي . قد نختلف في المسالك والتقييمات ومن ثمة التسديد والمقاربة والاجتهاد الميداني , غير أن هذا لاينبغي أن يحاط بأصوار يضربها بعضنا على البعض من خلال اعتماد اليات متخلفة في الاعاقة والتشويش  , وهو مايحبط لاقدر الله تعالى جهدنا في الدارين. لاأريد من خلال هذه المصافحة اتهام زيد أو عمرو , وانما أردت التنبيه الى مجموعة من أخلاقيات التعامل فيما بيننا ولاسيما في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها أوطاننا ومنطقتنا , حيث يتوجب أكثر من أي وقت مضى تعزيز مناخات التعاون والأخوة والتازر بين مكونات مدارس الاعتدال الاسلامي. انها دعوة لنا جميعا مالم نخن عهد الشهداء والأبرار من سجناء الرأي والمنفيين في الأرض , الى تعزيز أجواء التسامح والى تجذير قيم رحابة الصدر وكظم الغيض والعفو عن الناس , “والله يحب المحسنين” . وفي نهاية هذه المصافحة أود تذكير كل الاخوان من القراء بأننا لاننشر بهذا غسيلا أو نريد بأحد تشهيرا , بقدر مأننا ننشد تذكير النفس والاخرين بأهمية تمثل قيم المصلحين قبل أن ننشد هدف الاصلاح. هذا وأسأل الله تعالى لي ولأبناء هذا الوطن العزيز وسائر أحباء هذا الاسلام العظيم , أن يهدينا جميعا أقوم السبل وأرشدها من أجل أن نكون خير شاهد على الناس – امين , “ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان , ربنا ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا , ربنا انك رؤوف رحيم ” والى مصافحة قادمة وقريبة بمشيئة الله . حرر بتاريخ 2 جوان 2007-17 جمادى الأولى 1428 ه *اعلامي وكاتب تونسي /رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de

 
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 2 جوان 2007)


د. محمد الهاشمي الحامدي: برقيات محبة

بسم الله الرحمن الرحيم

د. محمد الهاشمي الحامدي

مرة بعد مرة، أقرأ رسائل تقطر بالكره والبغضاء والعداوة، تصدر وتنشر كرد فعل للأطروحات التي دعوت إليها أكثر من مرة بخصوص التقريب والمصالحة بين السلطة والإسلاميين في تونس.

أمس ُنشرَت مقالات حققت السبق والقدح المعلى في السب والتشهير والسخرية. وثمة مقالات أخرى فيها الكثير من التعالي والتكبر، كأن الله أوكل لأصحابها علم الغيب أو مفاتيح الجنان.

يا إخوان. يا أحباب. كلنا تونسيون، إخوة في الدين والوطن، فلماذا لا يحتمل بعضنا بعضا وإن تعددت اجتهاداتنا ورؤانا؟

تخيّلوا كم تكون حياتنا الفكرية والسياسية مملة وثقيلة لو كنا جميعا نفكر بأسلوب واحد وبمنطق واحد.

أرجوكم: قولوا حسنا. اللجوء إلى السب خضوع للغريزة ولدوافع الغضب. وليس لمن ينتهج السب والتشهير أن يرجو مكسبا أو فائدة مما يفعل. والغضب من الشيطان. والشيطان عدو الإنسان الأول.

“قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم” هذا توجيه القرآن الكريم لنا. وأرجو من المتخصصين في الشتيمة والتجريح أن يراجعوا أنفسهم، ويستبدلوا نهج التشهير بنهج الحوار الهادئ الرصين.

وفي سياق الدعوة إلى الكلمة الطيبة، والقبول بحق الإختلاف، أُعلمُ قراء هذه المقالة أنني تطرقت قبل نحو أسبوعين في برنامج تلفزيوني عن السياسة الإجتماعية في تونس، إلى عالم الصحافة التونسية، وذكرت عددا من الكفاءات التونسية العاملة والمتألقة في هذا الميدان.

كان سياق الحديث في ندوة من ندوات المستقلة أن النخب التونسية اشتهرت بكفاءتها العلمية ومهاراتها وخبراتها الواسعة. وقلت في هذا السياق، أن عددا من الأسماء اللامعة في سماء الإعلام العربي تستحق التنويه والتحية والتقدير. ذكرت هؤلاء تحديدا:

1 ـ الأخت ليلى الشايب، المذيعة المتألقة في قناة الجزيرة، وقلت إنها أثبت حضورها القوي الواثق على الشاشة، تسأل من دون تلعثم، وتحيط بموضوعات النقاش في برامجها، وتفرض على الجميع احترامها.

2 ـ الأخ محمد كريشان، المذيع المتألق على قناة الجزيرة، بثقافته الواسعة، وحضور بديهته، وحواراته العميقة. وأشرت إلى ما جرى من سوء تفاهم بيني وبينه في برنامج قدمه على الجزيرة قبل ثمان أو تسع سنوات، وقلت إنه سوء تفاهم عابر آمل ألا يبقى منه في نفسه شيء، خاصة وأن للبرامج المباشرة ضغطها الذي يجعل الإنسان فيها يسيء التقدير في بعض الأمور.

3 ـ غسان بن جدو، المذيع المتألق في قناة الجزيرة، الذي أثبت خبرته ومهارته وثقافته الواسعة، وقد كان زميلا لي في فترة الدراسة الجامعية، هو في كلية الحقوق وأنا في كلية الآداب.

4 ـ الحيبب الغريبي، المذيع المتألق في قناة الجزيرة، وقد أثبت مهارته وخبرته وكفاءته كواحد من أفضل مذيعي البرامج الإخبارية في العالم العربي.

5 ـ الأخ ماهر عبد الرحمن الذي كان له السبق في العمل في الفضائيات العربية، وكان من قبل مذيعا مرموقا في التلفزيون التونسي. وهو نجح في كل موقع عمل فيه، ومازال عطاؤه مستمرا من تونس.

6 ـ الأخ محمد الهادي الحناشي الذي يعمل الآن مع قناة العربية، وكان فاز قبل عدة سنوات بجائزة مرموقة من مهرجان كبير للإعلام في دبي، وهو يجيد الكتابة الصحفية، وأضاف إليها خبرة كبيرة في العمل التلفزيوني.

7 ـ الأخ كمال بن يونس، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية، وأحد أشهر كتاب جريدة “الصباح الغراء” حاليا. وهو تخرج من الجامعة قبل دخولي لكلية الآداب خريف 1981، ثم كتب لي أن أتعرف عليه وأقضي معه شهورا، زملاء في زنزانة واحدة بسجن 9 أفريل عام 1983. بعد محنة السجن، أثبت الأخ كمال مهاراته الصحفية وثقافته الواسعة، وهو اليوم عَلَم من أعلام الإعلام التونسي.

8 ـ الأخ منصف السليمي، الذي كان واحدا من أشهر مراسلي جريدة “الشرق الأوسط” في المملكة المغربية، وأظنه يعمل اليوم في القسم العربية من الإذاعة الألمانية. وقد تألق منصف خلال سنوات عمله مع “الشرق الأوسط” وكان نجما من نجومها حتى مغادرته إلى أوروبا.

9 ـ الأخ برهان بسيس الذي انضم إلى أسرة صحيفة المستقلة عام 2000 أو عام 2001، واستطاع في شهرين أو ثلاثة أن يلفت الأنظار إلى موهبته الكبيرة في الكتابة والعمل الإعلامي، وهو اليوم كاتب معروف في جريدة “الصباح”، وله إسهامات منتظمة في عدد من وسائل الإعلام العربية المشهورة.

ذكرت هؤلاء جميعا خلال الندوة التلفزيونية الخاصة بالسياسة الإجتماعية في تونس، على شاشة قناة المستقلة، في معرض إثراء الحوار والتدليل على كفاءة النخب التونسية ومهاراتها العالية، ووجهت لهم التحية جميعا، ثم اعتذرت للكثيرين الذين يستحقون الذكر والتنويه والإشادة، وحال بيني وبين ذكرهم ضيق الوقت.

خطر لي أن أؤكد برقيات المحبة التي وجهتها لهؤلاء الإخوة وأدونها في نص مكتوب، فكانت هذه المقالة.

مرة أخرى أقول لهم، بصدق وشفافية، إنني أحترمكم جميعا، وأكن لكم التقدير.

وهذه تحياتي لكم من لندن، مع المحبة.

(المصدر: موقع الحوارنت بتاريخ 2 جوان 2007)


 

تعليق على دعوة الحامدي للتصفيق للتجمع الدستوري الديمقراطي

 
قرأت بعض ما كتب أخيرا حول موضوع ما يسمى بالمصالحة. لم أرى الحاجة للتعليق سابقا لأني لم أكن معني مباشرة بالموضوع. و بالنسبة لي  كمتتبع للأمور السياسية التونسية، أعتقد أن المعنيين بالأمر (مهجري و مساجين حركة النهضة) قد قدموا إجابات مقنعة على مقترحات  محمد الهاشمي الحامدي. ما استخلسته من هذه الإجابات ومما لاحظته خلال العشر سنوات الأخيرة هو أن الحكومة الحالية وخاصة رئيسها غير قادرين على (وربما لا يريدون)  ايجاد المناخ المناسب لبناء مجتمع مدني يليق بزماننا. للمجادلة، دعنى نفترض أن مساجين حركة النهضة هم مجرمون (ويا ليت نظام بن علي اعتبرهم كذلك فلربما كانوا تجنبوا الويلات التي نسمع ونقرأ عنها)، فلماذا التضييق على كل المجتمع التونسي، لماذا الخوف من كل من يتقي الله، لماذا الإستهانة بأعلى القدرات التونسية إن كانت لا تنتمي للتجمع، لماذا الرعب من الديمقراطية الحق، لماذا يعزز عجائز وفقراء أروبا وخاصة من أبناء المحتل (ما يسمون أيضا بالسياح) في مطارات تونس ويذل البعض من أبناء تونس ويرعب الباقي، ولماذا، ولماذا، ولماذا؟  ما دعاني للكتابة اليوم هو ما جاء في ما كتبه الحامدي في نشرية “تونس نيوز” ليوم 1جوان 2007.  وخاصة ما يلي:
“إن المواطنين التونسييين الموقعين على هذا البيان يجددون الإعلان عن تأييدهم للمبادئ التي تضمنها بيان 7 نوفمبر 1987” “كما يعلن الموقعون على هذا البيان عن ثقتهم الكاملة في الرئيس زين العابدين بن علي ويأملون أن يلقى هذا البيان تقديره الشخصي واهتمامه ودعمه” “أن يلقى إصدار البيان ترحيبا من الرئيس بن علي والحكومة التونسية”  “فإذا كان التجمع الدستوري الديمقراطي مستعدا لاستيعاب الراغبين منهم في الإلتحاق بصفوفه فهذا هو الخيار الأفضل للجميع”  من خلال هذه المقترحات تتجلى الأسس التي يراهن عليها الحامدي ونظام بن علي (و هنا لا أتهم الحامدي بالعمولة، رغم أنه يبدو أنه لا يرى عيبا فيها كما جاء في احدى ردوده بأن هذه العملية الأخيرة هي مبدرة شخصية ولا توجد فيها عمليات سرية، ولكن أخذت بكلامه عندما يقول أنه بدراية على أساليب عمل حكومة بن علي). أن هذه الأسس ببساطة  هي الإستمرار على سياستها الحالية: تمجيد بن علي، تمكين التجمع، وحجز السياسة في تونسة رهينة بيان أكذوبة 7نوفمير — هذا البيان الذي دعى لبرنامج تغيير لم يتم بعد قرابة 20 سنة! هذا كذلك يدل على استخفاف بعقل التونسي: ألا يعتقد الحامدي، ونظام بن علي، أن التونسي سئم الحديث عن 7 نوفمير ورموزه؟ هذه سنة حياة القرن 21: حتى وإن كان السياسي أو الحزب الذي يمثله  قد نفذ البرنامج الذي جاء به فإن الشعوب عادة ما تطلب التغيير. إلى متى الوصاية على الشعب التونسي؟ في الأخير أريد أن أذكر بما قلته سابقا على هذه الصفحات وأدعوا أمثال الحامدي للعدول على إستعمال كناية الدكتور في غير مجال عمل تخصصهم. وأن لم تفهموا فهل تكون لكم العبرة في كنداليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة، فهي صاحبة الدكتوراه في العلوم السياسية لا تستعمل لقب الدكتورة حتى عندما تكتب في بعض صحف الأختصاص: http://www.whitehouse.gov/nsc/ricebio.html http://www.foreignaffairs.org/20000101faessay5/condoleezza-rice/campaign-2000-promoting-the-national-interest.html فإلى متى سيضل مثقفي العالم العربي يستندون على شهائدهم لمخاطبة شعبهم؟ إحسان عافي


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

 

تونس في 01/06/2007

 

الرسالة رقم 241 على موقع الانترنات

بقلم محمد الهروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة سابقا

 

غرة جوان 1955 أعاد الكرامة للمواطن التونسي و أزال الخوف إلى الأبد و حرر العقول ووحّد الشعب

 

إنّ لكل شعب تاريخ و لكل أمة مجد و نضال و لكل مجتمع مقاومة وطنية لدحض الاحتلال و لكل بلاد زعماء و أبطال و قادة و عمالقة و لكل دولة تأسيس و رجال سهروا على بنائها و لكل وطن زعيم فذّ و رجال حوله مخلصون و تونس الصغيرة الحجم كبيرة المواقف و الإشعاع الدولي وتاريخها مجيد و رصيدها عظيم و كفاحها مرير و نفسها طويل و خطتها ذكية حكيمة و يوم غرة جوان 1955 علامة بارزة في تاريخ تونس المعاصرة نضالها الطويل الذي صنعه رجال و أبطال و وزعماء وشعب بقيادة الزعيم الأكبر الذي لقب يوم غرة جوان 1955 بالمجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة و كان يوم غرة جوان 1955 ثمرة جهاد كبير و نضال طويل و صبر و تجلد و تضحية و كرّ و فرّ و كفاح مرير صنعه و خطط له الزعيم الحبيب بورقيبة رفقة إخوانه و رفاقه و أعضاده الأوفياء و كان الثمن غاليا الاستشهاد و الإغتيالات و السجون و المناني و الابعاد و الغربة… و دفع الزعيم بورقيبة ضريبة الكفاح و شرف القيادة و الزعامة و الأمانة التاريخية و تعرض إلى 3 محن متوالية شتى أنواع التنكيل و السجون و الإبعاد المحنة الأولى من 3 سبتمبر 34 إلى 31 ماي 1936 في أقصى الجنوب الحرارة تصل 55 درجة في الصيف و المحنة الثانية من 9 أفريل 1938 إلى ماي 1943 دامت أكثر من 5 أعوام في السجون و المنافي و الإبعاد و التهديد و الإتهامات حتى الإعدام و المحنة الثالة من 18 جانفي 1952 إلى 30 ماي 1955 في الربع الساعة الأخيرة في سجون داخل الوطن و في فرنسا و في وجه آخر من النضال هجرة الزعيم الراحل إلى القاهرة يوم 26/03/1945 إلى سبتمبر 1949 للتعريف بالقضية الوطنية و في عام 1951 قام لمدة سنة متجولا في القارات الخمس من أجل تونس و عزتها و حريتها و استقلالها تاركا زوجته و إبنه الوحيد و تاركا مهنة المحاماة و المال و الشهرة و متعة الحياة مدافعا على قضية شعبه معتمدا على الله .

 

التتويج كان يوم غرة جوان 1955 النصر المبين و الاستقلال الداخلي

 و عاد الزعيم الحبيب بورقيبة يوم غرة جوان 1955 إلى أرض الوطن عودة القادة المنتصرين عودة الزعماء الشامخين عودة الأبطال الفاتحين عودة العمالقة الفائزين عودة المجاهدين المفلحين عودة المناضلين الصامدين و إستقبله شعبه الوفي في يوما مشهودا تاريخيا لم تعرفه تونس طيلة قرون و كان التنظيم محكم من طرف المناضلين المخلصين أما الأمن الفرنسي لا دخل له في التنظيم تلك قوة الشعب و المناضلون و ما خططه الزعيم و غرسه جاء يوم التتويج يوم غرة جوان 1955 بعد كفاح دام 25 سنة إذا إعتبرنا أنّ كفاح الزعيم بدأ عام 1931 في الصحافة قبل الزعامة عام 1934 في 2 مارس 1934 و للتاريخ أيضا لا ننسا مقاومة المناضلين و المجاهدين السابقين من عام 1881 تاريخ الاحتلال الفرنسي إلى الوطن و الشعب التونسي و قادته من محمد الدغباجي إلى محمد علي الحامي إلأى ثورة علي بن غذاهم و غيرهم في كل زمان حتى جاءت القيادة الحكيمة بنظرة بعيدة سليمة و جاء التتويج و النصر المبين يوم غرة جوان 1955

 

هذا اليوم إحتفلنا طيلة 32 سنة كاملة و إعتبرناه يوم عيد النصر المبين و اليوم شبان مواليد عام 1985 وقد بلغوا سنّ 22 لم يعرفوا يوم غرة جوان 1955 و بعده عيد الشباب التونسي لماذا هذا التغيب و النسيان لا نلوم على الشبان  فهم صغار لكن نلوم على الذين كانوا وراء حذف هذا العيد المجيد . و صدقت الاستاذة المؤرخة منذ شهر في حوارها على منبر الحركة الوطنية تساءلت لماذا حذفت بعض الاعياد الوطنية و كان جواب السيد لطفي الشايبي غير مقنع … و لكن شكرا لشجاعة الاستاذة … و بدون تعليق و بدون تعليق

 

إنّ يوم غرة جوان 1955 يعتبر نقطة الإنطلاق لبناء دولة الاستقلال دولة التونسيين الدولة العصرية الحديثة إن أسس هذه الدولة كان يوم 2 مارس 1934 و إعمدتها كان يوم غرة جوان 1955 و سقفها كان يوم 14 أفريل 1956 و إتمامها و تزويقها و دهنها و رشها و تبييضها و الانتقال إليها كان يوم 25 جويلية 1957 عيد الجمهورية و المصمم و المهندس و المخطط و الساهر على البناء الشامخ هو واضع أسس 2 مارس 1934 و الزعيم القائد عام 1955 و القائد لتحمل المسؤولية 14 أفريل 1956 و الرئيس المؤسس لأركان الجمهورية في 25/07/1957 فكيف نتجاهل هذا اليوم  غرة جوان 1955  و بدون تعليق  و الله هذا حرام على من كان سببا في حذف هذا العيد و أسراره و ابعاده و مغزاه ولو كان مقرونا بعودة رمز هذه الأمة فهذا تاريخ لا يمكن طمسه مهما كانت الأسباب و الأعذار كما يدّعون و كما يقولون، و يأتي يوم و تبرز الحقيقة إن شاء الله و يعود الرشد و الصواب بإذن الله.

 

كلمة لاسرة التحرير و المهتمين بالإعلام الإلكتروني العصري و ابناء جاليتنا الميامين و عناصر الخير في شعبنا بالمهجر و إلى طلبتنا الأذكياء و علمائنا في الدين و الفقه. و رجالات السياسة و الفكر و الثقافة في فرنسا و كل دول العالم من ابناء شعبنا الأفاضل. المحبين لتونس مثل الاستاذ خالد شويكات الذي خاطبني مرتين من هولاندا و ذات مرة بكى و تأثر عندما تحدث على الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله لأنه أصيل و من عائلة مناضلة.

 

نقل لكل الإخوة بالمهجر أنتم تتابعون مقالاتي بكل شغف و حب و صدق و بكل وفاء و إعجاب و إكبار و كم من مرة وقع الاتصال بي و التنويه بمقالاتي و لا أنسى مكالمة السيد محمد مزالي الوزير الأول و الأمين العام للحزب سابقا يوم 29/04/2007 و شكره لجهودي رغم أني في مقال يوم 25/04/2007 ذكرت ملاحظات هامة بصراحة و إنتقدت الأخ محمد مزالي و لكن كما أعرفه كان رياضيا و لا زال رياضيا و سيبقى رياضيا . قلت أطلب من كل الأخوة مدي بشتى الوسائل العصرية السريعة بمقالاتي التي نشرت على موقع تونس نيوز أحيانا لم أطلع عليها و خاصة المقالات التي نشرت في شهر ماي من 16 مقالا إطلعت على 3 فقط بينما إخواني في المهجر يقولون لي شكرا على ما جاء في المقال و حتى بعض الأخوة في تونس قلت في نفسي ماهو السرّ و اللغز في ذلك و اتصلت بأخ إعلامي ممتاز فقال لي نفس الشعور المقالات لا تصل هذه الايام أما إعلامي آخر فقد أكدّ لي إطلاعه على مقالاتي شىء غريب و بدون تعليق.. قلت لا بد من إشعار إخواني و ابنائي و اصدقائي و زملائي بالمهجر قصد إمكانية موافاتي بإنتظام بمقالاتي و تذكرت ما قاله السيد عبد الرزاق الكافي وزير الإعلام السابق قال ذات مرة قابل الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله على مواضيع تهم الوزارة و أعلم سيادته بحجز جريدة لومند الفرنسية لأنها كتبت ضدّ تونس فسأله الرئيس بورقيبة كم عدد من قرأ لومند قال له وقتها 350 مواطن تقريبا صمت الرئيس و عند مغادرة الوزير مكتب السيد الرئيس إلتفت إليه رئيس الدولة و قال له يا سي عبد الرزاق إرفع الحجز على الصحيفة افضل يطالعها هذا العدد أفضل من ان يصبح يبحث عنها 5 آلاف مواطن لأنّ الممنوع يصبح لذيذ و مطلوب… و بدون تعليق …

 

هذا في شأن جريدة كتبت ضد تونس أما مقالاتنا منذ بداية جوان 2005 إلى اليوم فكلها تصب في مصلحة الوطن و الشعب و تبرز الإيجابي و تشير إلى السلبي حبا في الوطن و برا به و للفائدة و الصالح العام و قد ذكرت في 8 حلقات حول ثقافة الخوف و الوهم و الوسوسة أنّ مقالاتي و عددها 240 مقالا لم أتعرض يوما إلى ملاحظة واحدة من أعلى هرم السلطة ما عدى إجتهادات خاصة فردية معزولة و محدودة و معروفة و اصحابها  يعدون على أصابع اليد الواحدة  لذا لماذا هذا الخوف و الوهم و لماذا أغلق أبواب الخير و لماذا في يوم الاحتفال بعيد الأنترنات العالمي 17/02/2007 نعتمد طريقة طمس المقالات فهل هذه مواصلة للإجتهادات أم ماذا ؟ … على كل حال مقالاتي تقرأ و الرسالة وصلت و الكلمة بلّغت و التاريخ لا يرحم أيها السادة.

 

قال الله تعالى : و لنصبرنّ على ما آذيتمونا و على الله فليتوكل المتوكلون. صدق الله العظيم

 

ملاحظة هامة : لو تتفضل تلفزتنا التونسية بتخصيص ساعة و نصف لثلاثة مناضلين للحديث حول الحدث الوطني عيد النصر المجيد و أبعاده الحضارية و مغزاه السياسي البعيد و تفتح التلفزة لمدة ساعة للحواؤ الحرّ مع المناضلين و انا واحد منهم و أعتقد لسوف تبرز أشياء عظيمة تسر رئيسنا و شعبنا و لم يسمعها رئيس الدولة من قبل و تكشف له الحقائق خاصة في مجال التشغيل و الشفافية و المعاملة خاصة في مناطق الظل النائية حيث أنّ بعض المسؤولين سامحهم الله يتغافلون أو يتجاهلون الأوضاع الإجتماعية في مناطق الريف خاصة حاملي الشهائد العليا الذين هم مهمشون و في حالة بطالة مستمرة و ليس هناك من يدافع عنهم إلا إذا بلغ الأمر إلى رئيس الدولة أو البخت يخدم أحيانا

قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولا سديدا صدق الله العظيم

 

محمد العروسي الهاني

22022354    


إعلانات استبدادية
 
عبد الجبار الرقيقي تعلم الشركة التونسية لتعليب الأحزاب والجمعيات كافة حرفائها الكرام أنها تضع على ذمتهم الخدمات التالية:   – مشاريع جاهزة لإنشاء الأحزاب السياسية ذات المردودية المالية العالية.   – جمعيات من كل الأصناف والاهتمامات.   – منخرطون مناسبون لهذه الأحزاب والجمعيات مدربون وجاهزون لكل المهام المطلوبة.  –  تأشيرات قانونية جاهزة ومضمونة.  – تسبقة على التمويلات العمومية المنتظرة.   – أمثلة دقيقة عن المنافع المادية والمهنية والسياسية التي توفرها منتوجاتنا لمقتنيها.  – توفير المقرات المركزية وضمان الفضاءات العمومية والخاصة عند الحاجة.   – كل راغب في بعث هذه المشاريع غير مطالب إلا بالخضوع إلى فترة تدريب قصيرة لاستيعاب آليات اشتغال منتوجاتنا من قبيل:  – صياغة البيانات والبرقيات المطلوبة للتأييد والمباركة والمناشدة.  – الإمضاء على بيانات التنديد والتشهير بمن تعتبرهم السلطة خصومها أشخاصا أو أحزابا أو جمعيات…   – حضور المناسبات الرسمية في الداخل والخارج. ونعلم حرفاءنا الكرام أن مشاريع الأحزاب المتوفرة لدينا في الوقت الراهن محدودة (3من النوع اليساري و1 من النوع القومي وقد نصنع واحدا من النوع الإسلامي المعدّل جينيا) أما الجمعيات فهي متوفرة بالعدد الكافي. فسارعوا باقتناء أحزابكم وجمعياتكم واقتنصوا فرصة الشراء والرقي الاجتماعي بالتعاون مع الشركة التونسية لتعليب الأحزاب والجمعيات العنوان الأوحد للولاء. ** عــرض شغـــل مؤسسة عمومية تنظم مناظرة لانتداب مهندسين وموثقين ومتصرفين من بين المتخرجين حديثا. يشترط في المترشح: 1/أن يستظهر بوثيقة من الجهات المختصة تثبت براءته التامة مما يلي:  – المشاركة في الاضرابات والمظاهرات بمختلف أنواعها. –  الانخراط أو التعاطف مع الأحزاب المحظورة أو غير المحظورة المنصوص عليها في مطبوعة المشاركة وينطبق هذا البند على الجمعيات كذلك. –  يستحسن تقديم وثيقة إضافية يثبت فيها المترشح براءته من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان واتحاد المعطلين. –  القرابة من جهة الأصول والفروع بسجناء حاليين أو سابقين. 2/أن يستظهر المترشح بوثيقة تثبت ما يلي: –  صدق ولائه الشخصي وعراقة الولاء في أسرته وعشيرته. –  إخلاصه وتفانيه في الذود عمن كان سبب نعمته. –  استعداده لليقظة وكشف المتآمرين وقطع دابرهم. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 407 بتاريخ 25 ماي 2007)

الديمقراطية المحروسة والديمقراطية المحبوسة

 
عبد الجبار الرقيقي يوم 6 ماي 2007 في قلب العاصمة التونسية وفي الشارع الرئيسي وبالتحديد حول السفارة الفرنسية بتونس اصطفّ وانتشر عدد كبير من قوات الأمن بالزيين الرسمي والمدني مظهرين حزما وانتباها لكل شاردة وواردة مانعين كل سيارة من التوقف في محيط السفارة الفرنسية على بعد مائة متر أو أكثر ومن الطبيعي أن تؤمن السلطات التونسية هذه السفارة في هذا اليوم بالذات حيث قصدت جموع من المواطنين الفرنسيين سفارتهم للمشاركة في اقتراع الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ونحن ندعو لهؤلاء الفرنسيين بالسلامة ولسفارتهم بالحفظ والأمان من كل مكروه ونهنئهم برفعة ديمقراطيتهم. ولكننا غاضبون ساخطون. ففي يوم 4 ماي 2007 في مدينة قابس وبالتحديد في حي محمد علي الشعبي تجمع عدد من أعوان الأمن بالزي المدني على مقربة من بيت المناضل عبد الوهاب عمري الكاتب العام لجامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي ورابطوا لمدة ساعات محدثين بذلك حالة من التوجس والخيفة لدى مواطني الحي وحالة من الاضطراب لدى أفراد عائلة الكاتب العام. ولم يكن هذا الحصار إلا عملية استباقية لمنع اجتماع لهيئة الجامعة افترضته الجهات الأمنية مع العلم أن قوات الأمن قد سبق له أن منع مناضلي الجامعة من عقد اجتماع داخلي في بيت أحد المناضلين في الأسابيع الماضية. وجامعة قابس قد فقدت مقرها الرسمي منذ جانفي الماضي بسبب الضغوطات المسلطة على مالك المحل الذي رفض تجديد العقد أما أصحاب المحلات الشاغرة في المدينة فإنهم تعرضوا إلى الضغط الاستباقي. حالة جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي وكاتبها العام الأخ عبد الوهاب عمري ليست استثناء بل قاعدة. فأمام مكتب الأستاذ عياشي الهمامي ما يشبه مركز الشرطة على مدار الساعة وكذلك الأمر أمام المقر المركزي للديمقراطي التقدمي وقسّ على هذا مئات الأشخاص ومئات الأماكن. سؤال بسيط وبريء غاية البراءة نسوقه دون طمع في الجواب: لماذا تحرسون ديمقراطية الآخرين وتدوسون ديمقراطيتنا؟ (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 407 بتاريخ 25 ماي 2007)

تأسيس جمعية ثقافية تونسية للدفاع عن اللائكية

 
عادل القادري في مبادرة غير مسبوقة ببلادنا،أعلن عدد من المثقفين والمثقفات ورجال ونساء القانون والجامعيين والجامعيات والنشطاء والناشطات في الحقلين الثقافي والحقوقي عن تأسيس الجمعية الثقافية التونسية للدفاع عن اللائكية. وقد طرح أصحاب المبادرة في النص التأسيسي للجمعية جملة الدوافع التي جعلتهم يتخذون هذه المبادرة، وأوضحوا فيه توجهاتهم العامة المشتركة. فبالتوازي مع تعريفهم للائكية بأنها “عموما فك الارتباط بين الممارسة السياسية وأية نظرية دينية أو أية نظرية تدعي القدسية…” أكدوا على أن ” اللائكية تتناقض مع الدولة الإلحادية، ومع أية سلطة تجعل من الإلحاد نظاما رسميا لها في محاربة الدين والتدين، معتبرين أن اللائكية اليوم ، في ظل العولمة، أصبحت تمثل شرطا كونيا للتعايش بعيدا عن التعصب الذي يرتدي فيه الجهل ثوب الثقافة وتنتصب فيه الوحشية مقام الحضارة ويتحول فيه الانتماء إلى “هوية قاتلة”. كما حرص أصحاب المبادرة على تأكيد الطابع الثقافي و الفكري للجمعية والتزامهم بحمايتها من مزالق التوظيف وتركيز جهودها حصريا على الدفاع عن اللائكية فكرا وثقافة وممارسة والتعريف بتاريخها وتجاربها المتعددة و العمل على نشر مفاهيمها وقيمها في مجالات التربية والثقافة والإعلام والتشريع وحقوق النساء والمساواة والمواطنة، ومجالات الخلق والإبداع … وذلك مقابل مؤشرات الانتكاسة التي تشهدها مجتمعات مثل مجتمعنا والتي تبرز من خلال الدعوات المتنامية للتراجع عن بعض مظاهر العلمانية في ميادين مثل التربية والثقافة والإعلام . واعتبر أصحاب المبادرة أن مسألة حقوق النساء ومكانتهن في المجتمع ” تشكل محورا أساسيا لمحاولات الارتداد التي تقودها حركات الإسلام السياسي” الذي تنامى ضغطه خلال العقدين الأخيرين بالخصوص، وتنوعت مظاهره، مستهدفا الدولة والمجتمع والنخب، ساعيا لاستدراج الجميع للانصهار في منظومته الفكرية والقيمية في اتجاه إقامة الدولة الدينية•. مؤكدين أنه “لا ديمقراطية ولا مواطنة ولا لائكية في ظل استمرار أي شكل من أشكال التمييز المسلط على النساء.” وتتكون الهيئة التأسيسية للجمعية الثقافية التونسية للدفاع عن اللائكية من 22 امرأة و 17 رجلا فيما يلي أسماؤهم : الأسعد الجموسي ـ فتحي بالحاج يحي ـ عبد الجبار يوسفي النصيري ـ خديجة الشريف ـ صالح الزغيدي ـ منية العابد ـ خديجة بن حسين ـ نبيل عزوز ـ آمنة منيف ـ حنان بن ميلاد ـ ليلي عمار ـ شريف فرجاني ـ نجاة هذيلي بوبكر ـ مكي جزيري ـ محمد صالح فليس ـ هشام عبد الصمد ـ نايلة جراد ـ مجيد حواشي ـ زهير الشرفي ـ بسمة خلفاوي ـ مفيدة بلغيث ـ لطيفة لخضر ـ سفيان بن حميدة ـ نادية شعبان ـ حسنة دويك ـ رجاء بن سلامة ـ حفيظة شقير ـ هادية جراد ـ هالة عبد الجواد ـ نادية حكيمي ـ هاشمي بن فرج ـ منية بن جميع ـ آمال بلقايد ـ أم الزين بن عمر ـ مجيدة بوليلة ـ عبد الكريم العلاقي ـ عبد السلام العوني ـ حبيب بالهادي ـ حاتم بن ميلاد . هذا وسيقع في غضون الأيام القادمة تقديم الملف التأسيسي للجمعية إلى وزارة الداخلية قصد الحصول على التأشيرة القانونية. (المصدر: صحيفة “الوحدة” (أسبوعية – تونس)، العدد 549 بتاريخ 2 جوان 2007)


خبراء: لا بديل امام الدول المغاربية عن التكامل الاقتصادي

 
تونس ـ من طارق عمارة: شدد مسؤولون وخبراء امس الخميس علي ان التكامل الاقتصادي بين بلدان المغرب العربي اصبح ضرورة ملحة لا يمكن ان تتأجل في وقت تزيد فيه باقي التكتلات من وحدتها واندماجها. ويشارك في مؤتمر المغرب العربي في مفترق الشراكات الذي ينظمه مركز جامعة الدول العربية في تونس شخصيات سياسية بارزة وخبراء اقتصاديون من بلدان المغرب العربي ويستمر يوما واحدا. وقال حاتم بن سالم كاتب الدولة المكلف بالشؤون الاوروبية في افتتاح المؤتمر التجمعات الاقليمية الاقتصادية اصبحت ضرورة ملحة للدول.. وفي هذا السياق تتنزل الحاجة الملحة لاقامة فضاء مغاربي متكامل اقتصادي واجتماعي وثقافي في اطار شراكة حقيقية بين دوله وفضائه العربي والافريقي ومحيطه المتوسطي . وتعطل عمل الاتحاد المغاربي الذي يضم المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا بسبب النزاع بين الجزائر والمغـــرب فيما يتعلق بصراع الصحراء الغـــربية بين المغرب وجبهة بوليزاريو. وظلت المبادلات التجارية بين دول الاتحاد ضعيفة حيث لم تتجاوز نسبتها 4 بالمئة من جملة المبادلات مع الخارج المقدرة بحوالي 137 مليار دولار. وقال ابن سالم الضعف المسجل في حجم المبادلات ادي الي عزوف رأس المال الاجنبي عن الاستثمار بقوة في بلدان المغرب رغم اتساع رقعة السوق المغاربية الي 100 مليون نسمة في 2010 .

ولم يعقد اتحاد المغرب العربي الذي انشئ عام 1989 ويضم 80 مليون نسمة سوي قمة واحدة في عام 1994 بالعاصمة التونسية. واعتبر ابن سالم أن الواقع الاقليمي الجديد في ظل توسع الاتحاد الاوروبي وتاثيره علي مصالح دول المنطقة ومستقبل علاقاتها كدول شريكة يشكل حافزا للاسراع في تفعيل العمل المغاربي المشترك باتجاه اكساب مواقف بلدان المغرب تجانسا وتوافقا مع ما هو مطروح عليها من شراكات. من جهته قال الشاذلي النفاتي الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية ان التكامل الاقتصادي هو افضل السبل لدعم نمو بلدانا ومؤسساتها لانه الكفيل بتنشيط وزيادة حجم مبادلاتها التجارية وقدرتها التصديرية .

واضاف أن الاندماج الاقتصادي هو الضامن الوحيد لتوفر القدرة التنافسية للتعامل مع التحديات التي تفرضها المتغيرات الاقتصادية الدولية والاقليمية. وقال النفاتي ان هناك نقاط ضؤ لا يمكن حجبها في مسيرة العمل المغاربي من بينها انشاء الاتحاد المغاربي لرجال الاعمال وانطلاق اشغال المصرف المغربي للاستثمار الذي سيمكن من رفع نسق المبالادت التجارية بين دول الاتحاد. ومضي قائلا كل املي ان يتحقق الحلم المغاربي وان يلمس المواطن المغاربي في حياته اليومية فائدة الانتماء الي هذا الاتحاد .

وتعرضت التجارة لصفعة في عام 1996 عندما ألغت الجزائر اتفاقا ثنائيا مع المغرب يقضي باعفاء سلع البلدين من التعريفات الجمركية. من جهته اعتبر الخبير الاقتصادي الليبي مصطفي الصالحين الهوني ان مقومات التكامل تستوجب تطوير البنية الاساسية. كما طالب بان تكون التشريعات واللوائح في البلدان المغاربية مرنة بدرجة كافية لتحقيق التكامل. واعتبر ان مشكلات عديدة مثل نقص الغذاء والماء والبطالة وغيرها هي اختناقات يجب ان تعجل بانشاء هذا التكتل لمعالجتها بطرق حديثة وناجعة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 جوان 2007)


 

تأسيس أول مؤسسة عربية دائمة للديمقراطية

 
كمال بن يونس بي بي سي – الدوحة أسفر المؤتمر الثاني للديمقراطية والاصلاح السياسي في الوطن العربي الذي نظم بالعاصمة القطرية الدوحة عن تأسيس ” المؤسسة العربية للديمقراطية ” التي تضم 16 شخصية برئاسة حرم أميرقطر حمد بن خليفة الشيخة موزة بنت ناصر المسند التي رعت المؤتمر وحضرت فقرات من اشغاله منذ جلسته الافتتاحية التي تٍراسها نجلها الأكبر ولي العهد الشيخ تميم، فيما حضرالأميرالقطري حمد بن خليفة بنفسه الجلسة الختامية. ويضم مجلس أمناء المؤسسة رئيس موريتانيا المتنحي بعد الإنتخابات علي ولد محمد الفال ورئيس الحكومة السوداني السابق الصادق المهدي ورئيسا مصر ولبنان سابقا عزيز صدقي وسليم الحص والناشط الحقوقي المصري سعد الدين ابراهيم وعضو الكنيست الاسرائيلي سابقا الفلسطيني عزمي بشارة والمفكر المغربي محمد عابد الجابري وعلي فخرو من البحرين وحسن ابراهيم من الكويت وخالد العطية من قطر وابتسام سهل الكبتي، كما تضم هذه الهيئة شخصيات دولية بينها رئيسة وزراء ايرلندا سابقا ماري روبنسن ووزيرخارجية ألمانيا سابقا يوشكا فيشر وكيم كانيل من كندا وإبما بونينيو وزيرة التجارة الدولية والشؤون الخارجية الايطالية. مناهضة الإنفراد بالسلطة المشاركون الـ 400 في المؤتمر بحثوا قضايا الإصلاح السياسي وحقوق الانسان وتحرير الإعلام وأوضاع المرأة والتعليم وإستقلالية القضاء والتعديلات الدستورية والقانونية. وأسفرت ورشات العمل عن توصيات بالجملة قدمت في الجلسات العامة ونقلت المناقشات حولها مباشرة في إحدى الفضائيات التلفزية القطرية طوال 3 أيام. .. وتضمنت التوصيات النهائية للمؤتمرالتي تليت – بحضور الأمير القطري وحرمه وعدد من وزرائه – من قبل رئيس المنظمة القطرية لحقوق الانسان خالد العطية دعوات ” لمناهضة للانفراد بالسلطة “عبر استقلال القضاء وترسيخ قيم العدالة وتأمين المحاكمة العادلة ووضع أسس الحكم الرشيد وإحترام حقوق الإنسان.” وفي دعم غير مباشر لمسار محاسبة المتورطين في التعذيب وإنتهاكات حقوق الإنسان الذي حصل في المغرب دعت التوصيات النهائية للمؤتمر إلى “الحث على معالجة الأثار الجسيمة التي ترتبت على إنتهاكات حقوق الإنسان بنهج يكرس المصالحة ويكفل الإنصاف ومبادئ العدالة بما يعززالعمل من أجل الديمقراطية.” وفي مجال الممارسة السياسية طالب البيان الختامي الحكومات العربية بالسماح لمنظمات المجتمع المدني بـ” الإشراف على العملية الإنتخابية.” إختلافات ..وتناقضات وقد دار طوال المؤتمر جدل طويل وساخن وبرزت إختلافات وتناقضات حول عدة ملفات منها بالخصوص العلاقة بين الدين والدولة وتوافق الإسلام والديمقراطية وفرص التعايش بين التيارات العلمانية والتيارات الإسلامية ودور المٍرأة في الحياة العامة والحياة السياسية والأحكام الشرعية الإسلامية وظواهر التطرف الديني والسياسي. وبلغ التوتر أقصاه عندما إتهم بعض العلمانيين المتدخلين ـ مثل السيد محسن مرزوق منسق شبكة الكواكبي ـ بعض الإسلاميين المتدخلين المشاركين في المؤتمر بـ”الهيستيريا الإيمانية،” مما أثار بعض الحاضرين فاستطرد وانتقد “التطرف بكل أنواعه.” لكن البيان الختامي للمؤتمرأكد على ” ان الديمقراطية لا تتعارض مع مبادئ الأديان السمحة ولا يتناقض طرف منها مع الآخر” ودعا إلى “التمسك بقيم التسامح والإعتدال والحرص على ترسيخ ثقافة الحوار ونبذ الكراهية بكل أشكالها وإشاعة قيم التضامن والتعايش السلمي بين الشعوب.” رسائل سياسية واعتبرعدد من المراقبين أن تنظيم هذا المؤتمر الإقليمي في الدوحة – بحضورأميرقطرورعاية من حرمه وولي عهده – لم يخل من الرسائل السياسية التي وجهتها القيادة القطرية ومئات النشطاء المشاركين في الحدث إلى الحكومات العربية لا سيما من خلال دعوة الرئيسين العربيين سابقا – الموريتاني علي ولد الفال والسوداني سوار الذهب اللذين استقالا بعد إنتخابات ديمقرطية – إلى أن يكونا ابرز المتحدثين في الجلسة الإفتتاحية الأولى وإلى حضور الجلسة الختامية.. وإذا كانت كلمتا سوار الذهب وولد الفال طالبتا العواصم العربية بالاصلاح السياسي باسلوب “ديبلوماسي،” فإن عددا من منظمي المؤتمر على رأسهم الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون بمصر طالبوا القادة العرب بأن “يستحوا ويتقوا الله في شعوبهم ويحترموا حقوقه السياسية ومنها حق التعبير وحق تنظيم انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة وحق التداول على السلطة كشرط رئيسي لتحقيق التنمية والوحدة الاقتصادية والسياسية العربية وتحرير الأرض لأن الأنضمة الديكتاتورية العربية لم تحرر شبرا واحدا من الأرض بسبب لا شعبيتها ولاديمقراطيتها..” مشاركة أوربية وأمريكية ورغم الصبغة العربية للمؤتمر وللغالبية الساحقة للمؤتمرين حرص منظموالحدث على أن يكون بين المشاركين فيه عدد من رموز الجمعيات والمنظمات الحقوقية العربية والاسلامية الناشطة في أوربا وأمريكا وبينها جمعية مركز الإسلام والديمقراطية في واشنطن التي حضروفد عنها المؤتمر يقوده رئيسها الدكتور رضوان المصمودي الذي كان من بين المتحدثين في الجلسة العامة العلمية للمؤتمر. (المصدر: موقع بي بي سي أونلاين (لندن) بتاريخ 30 ماي 2007) الرابط: http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_6704000/6704901.stm
 

 

تقرير المصير العربي والطريق إلي تفكيك السلطات الأبوية

 

عادل الحامدي
لم يعد أمام صقور الولايات المتحدة الأمريكية بد من أن يجنحوا للسلم ويتجرعوا سم مصافحة قادة محور الشر لوأد فتنة آخذة في التصاعد في عراق ما بعد صدام حسين، فما عاد ينفع التهديد والوعيد فيما العراق يغرق وتنسحب معه المنطقة التي ترقد علي بركة من السائل الذي يسيل له اللعاب إلي أتون حرب لن يسلم من آثارها أحد سواء كان من الحمائم أم من الصقور، وشيطان هو أم شرير، فالكل راكب في السفينة، التي تواجهها أمواج مسلحين جارفة وذاريات رمادية عاتية، لم يسلم من سمومها حتي من لاذ بالصمت واحتمي بالجوع من الفلسطينيين العزل في مخيم نهر البارد في لبنان. لقد كان اللقاء الأمريكي ـ الإيراني في بغداد محطة سياسية تبرز نضج المدرسة العقلانية لدي معسكرين يبدو أن مصير منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة علي الأقل، مرتبط إلي حد بعيد بما يمكن أن تؤول إليه العلاقة بينهما، وأن الإستقرار في هذه المنطقة مشروط بتنازلات مؤلمة ومكلفة يتطلبها سلام الشجعان، بعد أن تعادلت القوي وتصادم الإرهاب بالإرهاب…

تعاظمت نذر الخوف في بلاد الشام بعد أن تمكنت عناصر مسلحة تنتمي إلي تنظيم فتح الإسلام حديث العهد بالنشوء من اختطاف أنظار العالم وعقول الساسة العرب والأجانب، وأخذت رائحة الموت تفوح من أزقة مخيم نهر البارد في شمال لبنان الذي أبت صوارف الزمن العربي والدولي إلا أن تجعله مكمنا لمأساة تشرد لم تفلح في حسمها أعرق أطروحات علم السياسة وأكثرها حداثة، وعلي الرغم من كل مساعدات منظمات الغوث الإنساني وما جادت به موائد الطائيين من اللبنانيين والعرب في سد حاجة أربعين ألف نسمة هم عدد سكنة مخيم نهر البارد من اللاجئين الفلسطينيين، فإن استغاثة العزل وعويل الثكالي والمرضي الذي تمكنت الأقمار الصناعية من نقله إلي العالم عبر الفضاء علي هامش معارك الأيام الأولي بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام أثبتت أن المخيم غير قادر علي دفع فاتورة صراع أكبر من حجمه ولا يملك لصدها سبيلا…

والسؤال في ضوء انخرام الوضع الأمني في لبنان، وفي ظل ما تمور به ساحته السياسية من انقسامات حادة هو: هل ستتحول وجهة سلاح الفصائل الفلسطينية الذي دخل لبنان مع رحيل منظمة التحرير الفلسطينية عن الأردن عقب حرب أيلول الأسود، بهدف إنعاش روح المقاومة وتعبيد طريق العودة إلي الأرض الأم، إلي صدور اللبنانيين والفلسطينيين وإشعال حرب مخيمات جديدة حطب معاركها لاجئون فلسطينيون لم يعرفوا من الحياة إلا وجهها الكالح، وأطرافها الفاعلون خصوم سياسيون يتنافسون علي اقتسام مواقع النفوذ في تركة أمة أعياها السقم وتكالبت عليها الأكلة من كل حدب وصوب؟

ليست هذه هي المرة الأولي التي يستعيض فيها الفلسطينيون واللبنانيون بالسلاح بديلا عن المفاوضات لحل خلافات غالبا ما تكون تنظيمية، علي خلاف هذه المرة إذ أنها تتعلق بالثأر لدم أساحته جهات سياسية متنكرة، فتاريخ الصراع بين الطرفين عريق في التاريخ السياسي الحديث وقرين بالوجود الفلسطيني نفسه في لبنان، ليس فقط لضخامة عدد اللاجئين الذي يناهز الأربع مائة ألف نسمة حسب إحصائيات رسمية لمنظمة الاونروا التابعة للأمم المتحدة، ولا لأن الظروف المأساوية التي طبعت حياة الفلسطينيين الذين ظلوا يعيشون منذ تاريخ النكبة عام 48 وضعا استثنائيا علي أمل العودة إلي ديار رحلوا منها كرها، ولا هو نتيجة غياب مقاربة سياسية لبنانية تستوعب هذا الكم الهائل من الفلسطينيين ولا تتركه فريسة لآفة البطالة وقلة ذات اليد التي غالبا ما تتحول إلي تربة خصبة للامعقول، فتلك كلها تجليات ثانوية لأسباب سياسية جوهرية قدر للفلسطينيين بأن يكونوا رحاها.

استأنف الفلسطينيون رحلة معاناتهم منذ النكبة حين التقت مصالح الحلفاء المنتصرين علي الوفاء بعهد إنشاء دولة تستوعب يهود العالم وتعوضهم عن مجازر الهولوكست سيئة الصيت، وفر الفلسطينيون بأرواحهم فرادي وجماعات إلي مخيم الرشيدية الواقع في جنوب لبنان، والذي كانت فرنسا قد أقامته عام 1933 لاستقبال اللاجئين الأرمن، وتوالت أمواج الفلسطينيين الوافدين إلي لبنان هربا من نار الحرب الإسرائيلية إبان العدوان الثلاثي علي مصر عبد الناصر عام 1956 يوم أن فتل زعيم القومية العربية سواعد ضباطه الأحرار وقرر أن يؤمم قناة السويس، ثم جاءت حرب 67 لتسدل الستار المرحلي علي حلم الفلسطينيين بتحرير ما اغتصب عام 48، لا بل وتم احتلال سيناء والجولان السوري وجنوب لبنان…

خاض اللاجئون الفلسطينيون معارك ضارية من أجل خبز الحياة في بلد لا يمتلك من المقومات الإقتصادية ما يؤهله لاستيعاب هذا الكم الهائل من أعداد اللاجئين، ونصبوا خيام اللجوء المؤقت مكتفين فيها بأقل ما يمكن من حاجيات الحياة وجعلوا من حلم العودة إلي الأرض الأم وردة تنمو وتكبر في خضم صراع يومي مع طوارئ الاحتلال أسست له طلائع حركة فتح التاريخية ثم منظمة التحرير الفلسطينية التي امتشق قادتها سلاح التأسيس للمقاومة بجميع أبعادها، مستفيدين من التنافس الشرقي الغربي، ومن بقايا شعارات التحرر التي ناضل السوفييت من أجلها قبل أن يتحول الهوي الفلسطيني إلي نبعه الإسلامي الأصل وهويته العربية مع عودة الروح إلي الحضن العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وصعود رصيد الصحوة الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي…

ذلك جزء من قصة الفلسطينيين في الشتات، أما الجانب الآخر من الحكاية فلا زال مجهولا في رحم الغيوم التي تلبد سماء لبنان هذه الأيام وتنذر بحرب مخيمات يبدو أن أطرافها استعدوا لها بكل ما يملكون من الخطابات السياسية التي لا تخلو من الأبعاد العقائدية والطائفية والعرقية، وكذا بالعدة والعتاد العسكري لإشعالها حربا فاصلة ظاهرها تصفية مجموعة إرهابية تبرأ منها الفلسطينيون واللبنانيون علي حد سواء، وباطنها استئصال جماعة فتح الإسلام التي لا يعرف لها تاريخ عريق في التنظيمات الإسلامية المتطرفة المتعلقة بتنظيم القاعدة، ولا يملك قادتها إرثا إسلاميا، إذ أن أغلب التقارير ترجعهم تنظيميا إلي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قبل أن تنشق عنها مجموعة قيادية لتؤسس حركة فتح الإنتفاضة عام 1982 وتتخذ من دمشق مقرا لها، وانسلخت من هذه الأخيرة طائفة من العسكريين في أواخر العام الماضي ليشكلوا تنظيم فتح الإسلام، في ظل عزلة دولية شبه تامة لسورية بسبب الموقف من لبنان… لم يستطع أحد إخفاء الجانب السياسي لاشتباكات مخيم نهر البارد في شمال لبنان، وهو جانب يختزل صراعا دوليا محتدما علي امتلاك النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، أن الكل تقريبا قد تجاوز البحث في أصل المشكلة، وهي أن عناصر مسلحة أقدمت علي قتل عدد من الجنود اللبنانيين، وقد كانوا نياما علي أطراف المخيم، بعدما عمدت قوات الأمن اللبناني الي متابعة مجموعة من الشبان سطوا علي مصرف بنكي في مدينة طرابلس، وهي قضية جنائية تستوجب حسما أمنيا وقضائيا…لكن ما تلي ذلك من أحداث ميدانية وتصريحات سياسية يشي بأن المنطقة علي أعتاب تحول جديد ينذر بتدويل الأزمة اللبنانية، والسؤال هنا: من هو المسؤول المباشر عما سيحدث في لبنان؟ ولماذا تدويل الأزمة اللبنانية بعد هذه السنوات من الخلاف السياسي واغتيال عدد من القادة السياسيين وتعطيل عمل مؤسسات الدولة الاقتصادية علي نحو خسر منه الجميع؟

هل يتعلق الأمر بفشل النخب السياسية العربية واللبنانية في إقحام نظام سياسي ذي صلة بالعصر؟ وهل هو قصور ذاتي لدي النخب اللبنانية المشهود لها تاريخيا بالفطنة والذكاء أم أن ثمة أسباب خارجة عن نطاقه تبرمج وتقرر ثم تطبق برامجها بأيد لبنانية وعلي واقع لبناني ليس للمواطن اللبناني فيه إلا موقع المتفرج؟ مرة أخري يجد المراقب نفسه مضطرا للحديث عن المسؤولية القانونية والأخلاقية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عن انفلات كل منطقة من السيطرة وتوالد تنظيمات سياسية لا تؤمن بالحوار ولا بالديبلوماسية ولا ترضي عن البندقية بديلا.. والسر في ذلك أن المرض السرطاني الخبيث والمتمثل في عدم البت دوليا في الصراع العربي ـ الإسرائيلي والذي تمعشت منه كل أنظمة المنطقة وما يسمي بالنظام الدولي في حين أن الفلسطينيين والإسرائيليين يدفعان علي أراضيهما فاتورة هذا التقاتل علي حساب أمنهم وعلي حساب خبزهم وعلي نفقة المعنيين بالأمر، في حين يظل الغرب المتغطرس يمول الطرفين بالأماني والتسويف تارة، والمال والسلاح تارة أخري، دون أن يكون في قدرة المجتمع الدولي برمته أن يقول الكلمة الفصل في هذا النزاع المدمر، لأن المصالح قد طمت وأغرقت الجميع في مستنقع السياسي الآني والمصلحي القومي دون رادع أخلاقي، حتي أن آخر تقارير حقوق الإنسان الصادرة عن منظمة العفو الدولية رسمت صورة قاتمة لما أصبح عليه العالم من انعدام الإحساس بالأمان والطمأنينة. وقد ساهمت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي انتهكت أراضيها لأول مرة في العصر الحديث فشنت إدارة بوش ما يسمي بحربها علي الإرهاب انطلقت من طالبان لتطال دولا برمتها، ونتمني أن تكون خطيئة العراق آخر خطايا هذه الإدارة قبل أن ترحل في الإنتخابات المقبلة.

وفي الحال اللبنانية الراهنة: ماذا يمكن للعرب أن يقدموا لأنفسهم وللعالم الذي يبدو أنه غرق حتي الأذن في المستنقع العراقي والأفغاني، ويريد الدخول في أتون الحروب الدينية التي ولي زمانها وغدا التقابل بين أكبر ديانتين في العالم الإسلام والمسيحية لا ينقصها إلا صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد؟ وكيف يمكن الخروج من عنق الزجاجة الشرق أوسطية وإدارة الظهر إلي مثل هذه المغامرات التي أملتها ظروف موضوعية يعرفها الجميع؟ الطريق إلي ذلك يمر عبر تفكيك هذه السلطة الأبوية وتمكين الشعوب العربية من تقرير مصيرها دون تدخل الخارج الذي أثبتت كل الوقائع التاريخية عدم نجاعة تدخله، وأنه لن يكون إلا من أجل مصالحه ومصالح من جاء معه ومن قبل نحت صورته السياسية علي هيئة المتدخل، بل والتنكر لخدمة من كان يفترض أن يكون قابلا للمحاسبة أمامها وليس أمام الصحف الغربية وشهادات الزور التي يطلقها من حين لآخر زعيم غربي الذي كثيرا ما تكون شهادته المتلفزة تنعي نظاما أو تبشر بانبعاث آخر… ہ كاتب وإعلامي تونسي يقيم في بريطانيا

(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 جوان  2007)


احتلال قائم وآخر بعد حين

 

 
هل اختلف مع احد لو قلت ان العدو الاول للعراق اليوم هو الاحتلال الامريكي وما جلبه معه من مشاكل جمة كان العراقيون الي حدود شهر آذار (مارس) 2003 في غني عنها ولا اظنني اختلف مع احد ايضا لو قلت ان العدو الثاني للعراق اليوم هو الخطر الفارسي الداهم من الجهة الشرقية. الخطر الايراني تجاه العراق يعتبر الأشد عداوة لانه يستغل الدين والمذهب والعقيدة لنيل غايات سياسية توسعية مقيتة لا تصب البتة في صالح العراق والعراقيين ولا في صالح العرب من بعدهم. ايران او البلاد الفارسية ظلت تنسج المكائد للعراق والتاريخ يشهد علي ذلك عبر ما شهدته بلاد الرافدين منذ القديم من فتن وانقسامات كان اللاعب الاساسي من خلفها هم ملالي ايران. ليس من العسير اليوم الكشف عن مخططات ايران تجاه امن العراق ووحدته وامن الخليج العربي بشكل عام . ولعل اولي الاهداف المبطنة تجاه الدولة العراقية هو: بناء ما يسمي بالامبراطورية الفارسية ويعتبر العراق المحتل قناة سهلة لتحقيق الحلم الفارسي في اعادة السيطرة علي ارض الرافدين واقامة دولة صفوية كبري تمتد من ايران الي سورية ولبنان عبر العراق والاردن والنهج سيكون حتما اعادة تصدير الثورة الاسلامية الي كل الدول السابقة الذكر. الهدف الثاني لا يحتاج الي عبقرية استثنائية لكشفه وهو بلا ريب وضع اليد علي الاحتياطات النفطية الهائلة الموجودة بالعراق والاحتياطي النفطي العراقي يمثل الاحتياطي الثاني في العالم بعد السعودية. يفهم الساسة الايرانيون جيدا معني ان العراق يعتبر خط الدفاع الأول لايران ضد اية محاولة لاجتياحها او احتوائها ومحاولة تغيير نظامها وحتي تاريخيا لم تتعرض بلاد فارس الي اية هجمة الا من البوابة العراقية لهذا فقد قامت ايران بعد الغزو الامريكي للعراق بخطوات كبيرة وسريعة من اجل تعزيز وجودها وهيمنتها علي العراق من خلال التنظيمات والاحزاب السياسية الطائفية التابعة لها عقائديا وسياسيا وهذه التنظيمات المشبوهة هي المسيطرة اليوم علي قوات الامن والحرس الحكومي وعلي وزارات الدولة مستغلة الموقف الامريكي المعادي للسنة والمتواطئ مع ايران. ايران تنشط اليوم في العراق اكثر من اي وقت مضي وذلك بديهي لان الظروف متاحة بشكل جيد لفعل ذلك والجميع يتهرب من المسؤولية تجاه سنة العراق. وذكر السنة العراقيين يحيلنا لزاما الي الحديث عن الحرب الفكرية الضروس التي تقودها ايران الشيعية ضد كل من يرفض التشيع او يعاديه او يشكك في قدرته علي التسيير والحكم. والبداية الجهنمية لتسيير هذه الحرب الفكرية والعقائدية وادارتها في الخفاء كانت بانتهاج نهج الغدر عبر اغتيال خيرة ابناء العراق من الاساتذة والعلماء والضباط ورموز أهل السنة وقف العراق طويلا بغض النظر عمن يسوسه مع العرب في فلسطين وسورية ولبنان ومصر وغيرها من البلدان العربية. والمسؤولية الاخلاقية والتاريخية والقومية تتطلب اليوم حدا ادني من الوعي العربي النائم بحجم الاخطار والبلايا التي تنتظر العراق والعراقيين. اسماعيل دبارة تونس
 

(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2007)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.