لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو:إعلام المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا: عريضة شجب ومساندة الاتحاد العام لطلبة تونس / اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد:بيــان د. عبد السلام الأسود:توضيـــــــح صحيفة ” الحياة “: بن علي يناقش مع وفد من الكونغرس … عمليات «الناتو» و«الحرب ضد الإرهاب» أ. ف. ب: وفد الكونجرس الأمريكي يبشر ب”جاهزية” تونس لمزيد من الحريات السياسية جريدة “الصباح”:وفد الكنغرس الأمريكي قبل مغادرته تونس:سندعم مشاريع تطوير العلاقات الاقتصادية بين تونس وأمريكا القدس العربي: وفد من الكونغرس الامريكي يزور تونس لبحث مكافحة الارهاب الحوارنت: في ظلال الذكرى العاشرة لرحيل الشيخ مبروك الزرن. الأستـاذ فتحي نصـري: الشهيد مبروك الزرن ” الميت الحي … أو ذاكرة جيل “ العيادي عماري: تعليق على بيان:”من أجل مزيد من التصالح”. مرسل الكسيبي: دعوة الى تجذير ثقافة التسامح عند الاختلاف في الرأي د. محمد الهاشمي الحامدي: برقيات محبة إحسان عافي: تعليق على دعوة الحامدي للتصفيق للتجمع الدستوري الديمقراطي صحيفة “القدس العربي”:البحرية التونسية تنقذ 26 مهاجرا افريقيا من الموت غرقا قبالة سواحلها الحياة: نواب أميركيون يخشون تنامي «خطر القاعدة» في المغرب العربي محمد الهروسي الهاني :غرة جوان 1955 أعاد الكرامة للمواطن التونسي و أزال الخوف إلى الأبد و حرر العقول ووحّد الشعب الموقف :إعلانات استبدادية الموقف :الديمقراطية المحروسة والديمقراطية المحبوسة الوحدة: تأسيس جمعية ثقافية تونسية للدفاع عن اللائكية القدس العربي:خبراء: لا بديل امام الدول المغاربية عن التكامل الاقتصادي موقع بي بي سي أونلاين: تأسيس أول مؤسسة عربية دائمة للديمقراطية عادل الحامدي: تقرير المصير العربي والطريق إلي تفكيك السلطات الأبوية اسماعيل دبارة: احتلال قائم وآخر بعد حين
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا
عريضة شجب ومساندة
يشجب المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا الاعتداءات المتكررة التي تمارسها السلطات التونسية على المواطنين الأبرياء ومؤسسات المجتمع المدني. و يدين بشدة كل أساليب التعذيب
و الممارسات اللاانسانية في حق المعتقلين والمناضلين،حيث تسببت في قتل العديد والاضرار بالباقي ، شأن المعتقل السياسي وليد العوينيالذي اختلت مداركه العقلية جراء التعذيب الوحشي.
أمام هذا الوضع الحقوقي المتدهورفي تونس فان المكتب يطالب السلطات بوضع حد لهذه اللانتهاكات ويساند كل المبادرات الداعية لوقف سياسة التعذيب والهرسلة وعمليات الاختطاف التي ضلعت فيها المؤسسة الأمنية التونسية. وبمناسبة احياء ذكرى اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب بتاريخ 27 جوان 2007 والذي يتزامن مع اليوم الدولي للمطالبة بالعفو التشريعي العام في تونس فان المكتب يضع بين أيديكم هذه العريضة لجمع الامضاءات و تسليمها للأمم المتحدة يوم الجمعة 22 جوان 2007 حيث سينظم تجمع في ساحة مقرها في جينيف .
نؤكد مطالبتنا بـ:
1- اطلاق سراح السجين السياسي وليد العويني وكافة سجناء الرأي في تونس.
2- وقف كل أشكال التعذيب التي يمتهنها النظام التونسي ضد المواطنين الأبرياء.
3- عدم مضايقة المناضلين من حقوقيين واعلاميين والكف عن انتهاك حرماتهم المعنوية و المادية.
( ملاحظة :الرجاء ارسال الامضاءات على العنوان الالكتروني للمكتب: z_militants@yahoo.fr )
بيــان
بن علي يناقش مع وفد من الكونغرس … عمليات «الناتو» و«الحرب ضد الإرهاب»
وأفادت السفارة الأميركية أن الوفد يؤدي زيارة لتونس تستمر يومين ممثلاً الجمعية البرلمانية للبلدان الأعضاء في الحلف الأطلسي، في إطار جولة تشمل أيضاً المغرب والبرتغال. وكان تانر عُين رئيساً للوفد الأميركي الى الاجتماعات البرلمانية لبلدان الحلف في وقت سابق من العام الجاري. وقالت وكالة الأنباء التونسية إن بن علي بحث والوفد الأميركي آفاق تطوير العلاقات الثنائية وقضايا دولية أخرى من دون اعطاء تفاصيل، لكن بياناً صحافياً أميركياً أرسلت نسخة منه لـ «الحياة» أوضح أن محادثات الوفد في البلدان الثلاثة تشمل مسار تطور عمليات «الأطلسي» في أفغانستان والمجابهة الشاملة للإرهاب في العالم، وكذلك مسائل أخرى تخص المصالح المشتركة مع بلدان شمال أميركا وأوروبا.
على صعيد آخر، بدأ الأمين العام لاتحاد المغرب العربي حبيب بن يحيى أمس جولة على عواصم البلدان الأعضاء في الاتحاد لدرس وسائل تفعيل مؤسساته مع رؤسائها. وتنحصر سلطة اتخاذ القرار برؤساء الدول دون سواهم طبقاً لدستور الاتحاد الذي انشئ في مراكش العام 1989.
وفد من الكونغرس الامريكي يزور تونس لبحث مكافحة الارهاب
وفد الكونجرس الأمريكي يبشر ب”جاهزية” تونس لمزيد من الحريات السياسية
نواب أميركيون يخشون تنامي «خطر القاعدة» في المغرب العربي
وفد الكنغرس الأمريكي قبل مغادرته تونس: سندعم مشاريع تطوير العلاقات الاقتصادية بين تونس وأمريكا
أحداث حمام الانف وسليمان
وقد نوه طانير ـ ردا على سؤال الصباح ـ بـ«نجاح سلطات الامن (التونسية) في مكافحة الارهاب وبسيطرتها على الوضع بعد أعمال العنف التي سجلت في ديسمبر وجانفي الماضيين».. (في حمام الانف وسليمان).. وأعلن أن الوفد الأمريكي بحث في تونس مقترحات وأفكارا عملية لتطوير التعاون بين واشنطن (وشركائها في الحلف الاطلسي والحوار الاطلسي المتوسطي) مع دول المنطقة «في مجال مكافحة الارهاب وتهديدات تنظيم القاعدة» لمناطق عديدة من العالم منها منطقة شمال افريقيا.. انطلاقا من فلسفة تحث على قتل الابرياء.. لكن رئيس الوفد الأمريكي ومساعده أوردا أن محادثات الوفد الأمريكي بتونس لم تشمل مشروع إحداث مقر دائم للقيادة العسكرية الامريكية في افريقيا في إحدى الدول المغاربية ..وقال نائب رئيس الوفد الديمقراطي بول قيلمور ردا على سؤال الصباح بشيء من الحزم: «لقد تحدثنا في كل شيء ما عدا هذه المسألة».. التي نوقشت في اجتماع عقد بالعاصمة السينغالية داكار في ديسمبر الماضي بين رؤساء أركان جيوش الولايات المتحدة وعدد من الدول المغاربية وافريقيا الغربية ..عدم الخلط بين الاسلام والعنف وتوقف رئيس الوفد الامريكي عند موضوع ايديولوجيات التنظيمات المتشددة التي تنظر للعنف والارهاب ـ ومنها تنظيم القاعدة ـ فانتقد تلك الايديولوجيات «التي تشرع قتل المدنيين والابرياء لأهداف سياسية وغير سياسية».. ودعا عضو الكنغرس الامريكي الى عدم الخلط بين الاسلام دينا وثقافة وايديولوجيات التنظيمات الارهابية ..لأن الاسلام مثل كل الاديان ينبذ التطرف والعنف والارهاب ..وليس للولايات المتحدة الامريكية ولا حلفائها في الحرب العالمية على الارهاب أي اشكال مع الاسلام والاديان ولكن مع التنظيمات الارهابية عموما وتنظيم القاعدة خاصة.. تونس ـ أمريكا ونوه رئيس الوفد الأمريكي ونائبه في كلمتيهما مرارا بـ«مستوى التقدم الذي تحقق في تونس خاصة في القطاع الاقتصادي وفي المجال الاجتماعي ..وبتطور الموارد البشرية وبجمال البلد.. وهو ما جعلنا نعجب به كثيرا وسننقل هذه الصورة الى الكنغرس الامريكي لدعم علاقات ثنائية متميزة عمرها أكثرمن 200 عام».. وردا على سؤال حول الجوانب السياسية في المحادثات التي أجراها الوفد الأمريكي بتونس أورد رئيس الوفد جون طانير أنه ارتاح كثيرا لفحوى محادثاته مع المسؤولين التونسيين عموما ومع رئيس مجلس النواب خاصة فيما يتعلق «بالاصلاح السياسي واحترام حقوق الانسان قولا وفعلا ..ومسار تحرير قطاع الاعلام وتوسيع هامش حرية التعبير وحق التنظم والتجمع وتفعيل دور المجالس المنتخبة ومنها خاصة المؤسسات البرلمانية».. وهو تمش اعتبرأنه سيشجعه ورفاقه على حث الكنغرس والحكومة والقطاع الخاص في الولايات المتحدة على تطوير التعاون مع تونس اقتصاديا وسياحيا وأمنيا .. وتعقيبا على سؤال حول العلاقات بين واشنطن وليبيا وموعد تعيين سفير أمريكي بطرابلس أورد رئيس الوفد الامريكي أن «هذا الملف من مشمولات الرئيس الامريكي شخصيا».. يذكرأن زيارة وفد الكنغرس الامريكي الى البرتغال وتونس والمغرب تندرج في سياق اجتماعات تنسيق وتشاور سياسية وأمنية بين واشنطن ودول المنطقة من جهة وبين الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي الـ 26 ودول جنوب البحر الابيض المتوسط المنخرطة في مسار الحوار الاطلسي المتوسطي ومنها تونس والمغرب.. كمال بن يونس
البحرية التونسية تنقذ 26 مهاجرا افريقيا من الموت غرقا قبالة سواحلها
في ظلال الذكرى العاشرة لرحيل الشيخ مبروك الزرن.
بسم الله الرحمان الرحيم
الشهيد مبروك الزرن ” الميت الحي … أو ذاكرة جيل “
بقلم : الأستـــــاذ فتحـــــي نصــــــــري
عشر سنوات مرت على استشهاد الشيخ مبروك الزرن ، لم أمش في جنازته ، ولم أقبل جبينه الطاهرة قبل أن يوارى التراب ، لكني حزنت وبكيت يوم علمت باستشهاده ، ودعوت الرحمــان أن يتقبله قبولا حسنــا ويجازيه عن كل تلامذته / أبنائـه خيــر الجزاء ، رغم أني كنت أحدث نفسـي ان قبره لا يعدو أن يكـــون روضــة من رياض الجنــة تضيئه آيات القرآن التــي حملها في صدره وعلمها لكــل أبنائه … رحــم الله أستاذنا … ترك أحبته للقاء خير الأحبة …
رحل عنا ” عم مبروك ” كما كان يحلو لنا أن نناديه خارج أسوار معهد ابن شرف ، ولكنه ما زال يعيش بيننا … بداخلنا … منارة علم ، ومدرسة إباء ، ومعين شموخ لا ينبض … كذلك كان بعباءته الرمادية … هامة طويلة ، وعينان لا تنكسران ، كنا نهابه … نخافه … لكننا نحبه … ومن فضل الله علي اني درست مادة التربية الاسلامية أغلب سنوات المرحلة الثانوية على يديه ، فكان نعم الأستاذ ، ونعم المربي ، ونعم الموجه ، ونعم القدوة ، رحم الله الشيخ مبروك الزرن … لقد كان أعظم من الحياة …
كان لدينا قاعة صلاة صغيرة بمعهد ابن شرف بالعاصمة ، وكنت وبعض الأخوة نتنافس أن نصلي خلف ” عم مبروك ” فإذا ما أتم الصلاة واستدار وقعت عيناه علينا فنتدفأ بابتسامة الرضا التي نحرم منها في القسم ، ذلك أن الشهيد كان بطبعه تبدو علــى محياه الشدة والهيبة ووقار العلمــاء ، وقد كنت سألته يومــا بعد أن التحقت بالجامعة لمذا كان يعاملنا بشدة ، فابتسم وأجابني ” لأراكم في الجامعة “
قد لا أبالغ اذا قلت أن الشهيد مبروك الزرن كان العلامة الفارقة في معهد ابن شرف ، الجميع يحترمـــه ويهابه ، من ادارة واساتذة وتلامذة ، وكنا نتساءل دائما عن سبب المكانة التي يحضى بها … ولكنها كانت هيبة العالم الرسالي …وكان لأحساسنا بوجوده معنا خير دافـع لارساء قواعـــد العمل التلمذي بالمعهـــد ، وحافز مهم لاستمراره ، وكان رحمه الله يوصينا بقاعة الصلاة بالمعهد وبالمجلة الحائطية ، وأذكر انه كان خير السند فيما سمي بداية الثمانينات ” بمعركة المساجد ” بعد أن تم اغلاق أغلب قاعات الصلاة والتجأنا الى الصلاة بالساحات ، فكان نعم الموجه ونعم العضد … خزان عطاء لا ينبض … والله يشهد انه لم يحدثا يوماعن الحركة الاسلامية ، ورغم انتماءنا لحركة الاتجاه الاسلامي فاننا لم نكن نعرف موقعــه القيــادي بالحركة ، وتلك سمة المربين العظام ، والحاملين لأمانــة الاستخلاف … خلافا لبعــض الاساتذة اليساريين والقوميين الذين كانوا يؤطرون التلاميذ بشكل مباشر …
كان ” عم مبروك ” رحمه الله شديدا داخل الفصل ، قليل التغيب ، قليل الجلوس داخل القسم ، يتحرك دائما بين الصفوف ، ولا زلت أذكر اني وبعض الأخوة انسقنا يوما مع بقية التلاميذ وتغيبنا عن حصة التربية الاسلامية ، والتحقنا بالقسم مع بداية الحصة الموالية ، ولكن كانت المفاجأة إذ وجدنا ” عم مبروك ” لم يبرح القسم رغم تغيب كامل الفصل ، فناداني وأغلق الباب ، ونظر الي نظرة تمنيت لو انشقت الأرض وابتلعتني ، لم يعاتبني بشدته المألوفة وبقي ينظر الي وأنا أتصبب عرقا من الاستحياء ، وانتظرت أن يبادرني بالكلام ، لكنه هو من كان ينتظرني أن أتكلم … فكانت نظراته أشد عقاب ، وأبلغ درس تعلمته منه من دون أن يتكلم … وكأنه يقول لي من يحمل رسالة عليه أن يبدأ بنفسه ويكون قدوة لغيره … بكل بساطة فهم كنه الأمانة ، وأرادنا أن نفهمها … وحمل رسالة الاستخلاف وأرادنا أن نحملها عن وعـــي وفهـم … رحمه الله لقد كان مربيا فاضلا … وأحد ورثة الأنبياء .. ومدرسة تخرج منها عديد الأخوة…
آخر مرة التقيت فيها بالشيــخ الشهيد مبروك الزرن رحمه الله وأسكنه علييـــن مع الأنبياء والشهــــداء والصديقين ، في أواخر سنة 1986 بجامع الفتح بالعاصمة ، وكنت قد خرجت من ابتلاء دام ثلاثة عشر شهرا بصحراء رجيم معتوق ، فما ان وقعت عيناه علي حتى ضمني اليه كما يضم الأب ابنه بعد طول غياب ، وربت على كتفي وقال لي مازحا ” شكون كيفك كنت تجوب الصحراء ” ، وكانت تلك المرة الوحيدة التي رأيت فيها الشيخ الشهيد يمزح … ولم أكن أعلم أنها المرة الأخيرة التي أراه فيها … لكنه بقي يعيش بداخلنا رمزا للعطاء والصمود وعزة النفس … بكل اختصار هي حكاية شيخ مربي وجيل …
تأتي الذكرى العاشرة لاستشهاد الشيخ مبروك الزرن ودعوات التثبيط ومحاولات شق الصف الاسلامي تطل برؤوسها ، فما عسانا نجيب الدكتور الهاشمي الحامدي والأخ لزهر عبعاب والموقعين على مبادرتهم ؟ هل نلبي دعوة الدكتور الحامــدي ونشهد أن الشهيد مبروك الزرن قد أجرم في حـــق أبناء تونس ؟ هل نشهد أن الشيخ الشهيد أخطأ في حق الرئيس بن بنعلي وفي حق الحزب الحاكم عندما طالب بحق التنظم والعمل الحزبي وفق الدستور والقانون ؟ هل نشهد أن الأستاذ الشهيد أذنب عندما طالب بالمواطنة الحقة وبالحرية والعدالة لجميع التونسيين ؟ هل نشهد أن المربي الشهيد أخطأ عندما طالب بالتداول السلمي على السلطة واحترام ارادة الشعب وارساء دعائم وآليات الديمقراطية الحقة ؟ هل نشهد أن المستخلف الشهيد أجرم عندما اختار أن يطرح برنامجه علـــى الجسم الانتخابـــي في قوائم مستقلــة متعهدا باحترام اختيار الشعب ؟ هل نشهد أن المعتدل الشهيد أذنب عندما واجه ” خطة تجفيف المنابـــع ” برفع شعار الحريـــة للجميع بوسائل سلمية ؟ هل نشهد أن الوسطي الشهيد أجرم عندما اختار العمل ضمن الحركة الاسلامية بدلا من العمل باحدى شعب الحزب الحاكم أو باحدى لجان اليقضة التابعة للتجمع؟ هل نشهد أن الداعية الشهيد أخطأ عنددما اختار طريق الدعوة الى تمثل صفات الله عبر التدريس بالمساجد بالكلمة الطيبة ؟ هل نلبي دعوة الدكتور الحامدي ونعتذر نيابة عن الشيخ الشهيد لكل جلاديه وقتلته الذين تركوه في السجن بدون علاج حتى تعفنت رجله ثم قطعت ليلقى ربه شاهدا وشهيدا ؟ هل يطلب منا الدكتور الحامدي أن نجرم الشهيد ولم يفعلها قيد حياته عندما كان سجينا ولم يطلب الصفح من سجانيه ؟ هل….؟
كلا أيها الأخوة الداعين الى شهادة الزور … لم يعلمنا الشهيد السيخ مبروك الزرن أن نبيع آخرتنـــــا بدنيانا … لم يربنا على الظلم وادانة اخوتنا … ماذا سنقول للشهيد اذا سألنا يوم الحساب لما جرمتموني وبرأتم قاتلي ؟
أيها الأخوة الكرام ان في سير الشهداء والصديقين لعبرة ، فاحذروا أن تكونوا شاهدي زور … واحذروا أن تطعنوا في تضحيات اخوانكم المساجين ، وتشوهوا منة الرحمان لعباده الصابرين … الشهـــادة …
رحم الله الشيخ والأستاذ والمربي الشهيد مبروك الزرن … لقد عاش شاهدا ومات شهيدا … وما زلنـــا نذكره … وستذكره الأجيال اللاحقة … سنة الله … وان في التاريخ لعبرة…
أوكلاند في 3جوان 2007
تعليق على بيان:”من أجل مزيد من التصالح”.
المنشور أخيرا بتونس نيوز
قرأت كغيري من المتابعين من تونسيي المهجر البيان المذكور أعلاه، وفاجأني أن يطلع علينا بعض إخوة المهجر ببيان “سلبي” لا أقدر أن يكون هناك الكثير ممن يدعمه بيننا
فحتى الذين يوغلون في الإختلاف مع سياسة حركة النهضة أو مع بعض من قيادتها,لا ينتظرون حسب رأيي في أن يأتي الحل من المأتى الذي يقدره أصحاب البيان المذكور, وحتى تأتي لنا الأيام القادمة بأرقام تؤكد خطأ ما ذهبت إليه من ظن أتمنى من كل فرد أو مجموعة في المهجر أن تقدر قدرها بدل النفخ في الكير وتستهجن أبناء الداخل والخارج
العيادي عماري
دعوة الى تجذير ثقافة التسامح عند الاختلاف في الرأي
كتبت يوم أمس الجمعة الفاتح من جوان 2007 رأيي في شجاعة ووضوح بخصوص بيان ” من أجل مزيد من التسامح ” , ولقد شرحت في معرض تحليلي لوثيقته مبررات دعوتي الى عدم التجاوب مع نصه من خلال الية الامضاء , غير أن هذا لايعني اطلاقا مصادرة حق هؤلاء الاخوان الذين أصدروه أو أمضوه في التعبير عن رأيهم في كنف الحرية وفي ظل الايمان العميق بحقهم المشروع في الاختلاف. من هذا المنطلق نشرنا على صفحات الوسط التونسية بيان هؤلاء الاخوان في نفس المستوى من الزاوية المقابلة التي نشرنا فيها موقفنا من نص البيان المذكور , وهو ماعنى بالنسبة الينا اتاحة نفس الفرصة لهؤلاء الاخوة في بيان رأيهم واعلانه للناس أو دعوة مواطنيهم الى التفاعل مع ماأوردوه فيه من اراء . مااستجد على مدار الساعات الأخيرة من محاولات اقحام بعض الأسماء دون علم أصحابها الى قائمة الممضين على البيان, سلوك يستحق في نظرنا كل التنديد والادانة مهما كانت الجهة التي تقف وراءه -سلطة أو أطرافا قريبة من المعارضة , وهو في تقديرنا أمر لابد من التنزه عنه من قبل مكونات ساحتنا الوطنية والاسلامية . لايمكن قطعا الجزم بوقوف حزب معين وراء عملية التلبيس والتدليس على أصحاب البيان , فمثل هذا السلوك قد يكون أيضا صادرا عن جهات قريبة من أجنحة محافظة وراديكالية داخل السلطة , والمقصد في ذلك قطعا هو تصعيد الخلاف بين الاسلاميين الوسطيين وتأجيج نار الصراع فيما بينهم , تمهيدا لاضعافهم وتمرير مشاريع استبدادية جديدة في حق شعبنا وهويتنا وحقوقنا الوطنية المشروعة . غير أنه ومن خلال تجربتنا مع فقه الاختلاف في الرأي والممارسة لايمكن أن ننزه بعض العناصر المنتسبة الى الحقل الاسلامي عن مثل هذا السلوك ولاسيما في ظل تفشي مرض الحزبية المقدمة على رحابة الاسلام وعظمته وأخلاقه التي ترتفع بنا عن مثل هذه الدناءات … تجربتنا في الاختلاف مع بعض المكونات الحزبية النافذة أو المحافظة أو مايصطلح على تسميته في الفقه السياسي المعاصر ب”الحرس القديم” , أثبتت لنا بأن المدرسة الاسلامية التونسية مازالت بعيدة عن تقبل الرأي الاخر أو الاتجاه السياسي المخالف ,وهو ماأسهم صراحة في اضعافها وافشالها وذهاب ريحها . بالمقارنة مع التجربة المغربية أو التركية أو الجزائرية أو الماليزية أو الأندونيسية الاسلامية المعتدلة , فان التجربة التونسية مازالت تعاني فعليا من ضيق الصدور وتقزم بعد النظر فيما يخص فضائل التعددية المرنة والمتسامحة داخل المدرسة الاسلامية الواسعة , وهو لعمري مما ساهم في اضعاف الصحوة وسهولة التربص بها بل في الاجهاز على جزء كبير من رصيدها البشري والسياسي . قد نختلف في المسالك والتقييمات ومن ثمة التسديد والمقاربة والاجتهاد الميداني , غير أن هذا لاينبغي أن يحاط بأصوار يضربها بعضنا على البعض من خلال اعتماد اليات متخلفة في الاعاقة والتشويش , وهو مايحبط لاقدر الله تعالى جهدنا في الدارين. لاأريد من خلال هذه المصافحة اتهام زيد أو عمرو , وانما أردت التنبيه الى مجموعة من أخلاقيات التعامل فيما بيننا ولاسيما في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها أوطاننا ومنطقتنا , حيث يتوجب أكثر من أي وقت مضى تعزيز مناخات التعاون والأخوة والتازر بين مكونات مدارس الاعتدال الاسلامي. انها دعوة لنا جميعا مالم نخن عهد الشهداء والأبرار من سجناء الرأي والمنفيين في الأرض , الى تعزيز أجواء التسامح والى تجذير قيم رحابة الصدر وكظم الغيض والعفو عن الناس , “والله يحب المحسنين” . وفي نهاية هذه المصافحة أود تذكير كل الاخوان من القراء بأننا لاننشر بهذا غسيلا أو نريد بأحد تشهيرا , بقدر مأننا ننشد تذكير النفس والاخرين بأهمية تمثل قيم المصلحين قبل أن ننشد هدف الاصلاح. هذا وأسأل الله تعالى لي ولأبناء هذا الوطن العزيز وسائر أحباء هذا الاسلام العظيم , أن يهدينا جميعا أقوم السبل وأرشدها من أجل أن نكون خير شاهد على الناس – امين , “ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان , ربنا ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا , ربنا انك رؤوف رحيم ” والى مصافحة قادمة وقريبة بمشيئة الله . حرر بتاريخ 2 جوان 2007-17 جمادى الأولى 1428 ه *اعلامي وكاتب تونسي /رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de
د. محمد الهاشمي الحامدي: برقيات محبة |
بسم الله الرحمن الرحيم
د. محمد الهاشمي الحامدي مرة بعد مرة، أقرأ رسائل تقطر بالكره والبغضاء والعداوة، تصدر وتنشر كرد فعل للأطروحات التي دعوت إليها أكثر من مرة بخصوص التقريب والمصالحة بين السلطة والإسلاميين في تونس. أمس ُنشرَت مقالات حققت السبق والقدح المعلى في السب والتشهير والسخرية. وثمة مقالات أخرى فيها الكثير من التعالي والتكبر، كأن الله أوكل لأصحابها علم الغيب أو مفاتيح الجنان. يا إخوان. يا أحباب. كلنا تونسيون، إخوة في الدين والوطن، فلماذا لا يحتمل بعضنا بعضا وإن تعددت اجتهاداتنا ورؤانا؟ تخيّلوا كم تكون حياتنا الفكرية والسياسية مملة وثقيلة لو كنا جميعا نفكر بأسلوب واحد وبمنطق واحد. أرجوكم: قولوا حسنا. اللجوء إلى السب خضوع للغريزة ولدوافع الغضب. وليس لمن ينتهج السب والتشهير أن يرجو مكسبا أو فائدة مما يفعل. والغضب من الشيطان. والشيطان عدو الإنسان الأول. “قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم” هذا توجيه القرآن الكريم لنا. وأرجو من المتخصصين في الشتيمة والتجريح أن يراجعوا أنفسهم، ويستبدلوا نهج التشهير بنهج الحوار الهادئ الرصين. وفي سياق الدعوة إلى الكلمة الطيبة، والقبول بحق الإختلاف، أُعلمُ قراء هذه المقالة أنني تطرقت قبل نحو أسبوعين في برنامج تلفزيوني عن السياسة الإجتماعية في تونس، إلى عالم الصحافة التونسية، وذكرت عددا من الكفاءات التونسية العاملة والمتألقة في هذا الميدان. كان سياق الحديث في ندوة من ندوات المستقلة أن النخب التونسية اشتهرت بكفاءتها العلمية ومهاراتها وخبراتها الواسعة. وقلت في هذا السياق، أن عددا من الأسماء اللامعة في سماء الإعلام العربي تستحق التنويه والتحية والتقدير. ذكرت هؤلاء تحديدا: 1 ـ الأخت ليلى الشايب، المذيعة المتألقة في قناة الجزيرة، وقلت إنها أثبت حضورها القوي الواثق على الشاشة، تسأل من دون تلعثم، وتحيط بموضوعات النقاش في برامجها، وتفرض على الجميع احترامها. 2 ـ الأخ محمد كريشان، المذيع المتألق على قناة الجزيرة، بثقافته الواسعة، وحضور بديهته، وحواراته العميقة. وأشرت إلى ما جرى من سوء تفاهم بيني وبينه في برنامج قدمه على الجزيرة قبل ثمان أو تسع سنوات، وقلت إنه سوء تفاهم عابر آمل ألا يبقى منه في نفسه شيء، خاصة وأن للبرامج المباشرة ضغطها الذي يجعل الإنسان فيها يسيء التقدير في بعض الأمور. 3 ـ غسان بن جدو، المذيع المتألق في قناة الجزيرة، الذي أثبت خبرته ومهارته وثقافته الواسعة، وقد كان زميلا لي في فترة الدراسة الجامعية، هو في كلية الحقوق وأنا في كلية الآداب. 4 ـ الحيبب الغريبي، المذيع المتألق في قناة الجزيرة، وقد أثبت مهارته وخبرته وكفاءته كواحد من أفضل مذيعي البرامج الإخبارية في العالم العربي. 5 ـ الأخ ماهر عبد الرحمن الذي كان له السبق في العمل في الفضائيات العربية، وكان من قبل مذيعا مرموقا في التلفزيون التونسي. وهو نجح في كل موقع عمل فيه، ومازال عطاؤه مستمرا من تونس. 6 ـ الأخ محمد الهادي الحناشي الذي يعمل الآن مع قناة العربية، وكان فاز قبل عدة سنوات بجائزة مرموقة من مهرجان كبير للإعلام في دبي، وهو يجيد الكتابة الصحفية، وأضاف إليها خبرة كبيرة في العمل التلفزيوني. 7 ـ الأخ كمال بن يونس، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية، وأحد أشهر كتاب جريدة “الصباح الغراء” حاليا. وهو تخرج من الجامعة قبل دخولي لكلية الآداب خريف 1981، ثم كتب لي أن أتعرف عليه وأقضي معه شهورا، زملاء في زنزانة واحدة بسجن 9 أفريل عام 1983. بعد محنة السجن، أثبت الأخ كمال مهاراته الصحفية وثقافته الواسعة، وهو اليوم عَلَم من أعلام الإعلام التونسي. 8 ـ الأخ منصف السليمي، الذي كان واحدا من أشهر مراسلي جريدة “الشرق الأوسط” في المملكة المغربية، وأظنه يعمل اليوم في القسم العربية من الإذاعة الألمانية. وقد تألق منصف خلال سنوات عمله مع “الشرق الأوسط” وكان نجما من نجومها حتى مغادرته إلى أوروبا. 9 ـ الأخ برهان بسيس الذي انضم إلى أسرة صحيفة المستقلة عام 2000 أو عام 2001، واستطاع في شهرين أو ثلاثة أن يلفت الأنظار إلى موهبته الكبيرة في الكتابة والعمل الإعلامي، وهو اليوم كاتب معروف في جريدة “الصباح”، وله إسهامات منتظمة في عدد من وسائل الإعلام العربية المشهورة. ذكرت هؤلاء جميعا خلال الندوة التلفزيونية الخاصة بالسياسة الإجتماعية في تونس، على شاشة قناة المستقلة، في معرض إثراء الحوار والتدليل على كفاءة النخب التونسية ومهاراتها العالية، ووجهت لهم التحية جميعا، ثم اعتذرت للكثيرين الذين يستحقون الذكر والتنويه والإشادة، وحال بيني وبين ذكرهم ضيق الوقت. خطر لي أن أؤكد برقيات المحبة التي وجهتها لهؤلاء الإخوة وأدونها في نص مكتوب، فكانت هذه المقالة. مرة أخرى أقول لهم، بصدق وشفافية، إنني أحترمكم جميعا، وأكن لكم التقدير. وهذه تحياتي لكم من لندن، مع المحبة. |
تعليق على دعوة الحامدي للتصفيق للتجمع الدستوري الديمقراطي
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 01/06/2007
الرسالة رقم 241 على موقع الانترنات
بقلم محمد الهروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة سابقا
غرة جوان 1955 أعاد الكرامة للمواطن التونسي و أزال الخوف إلى الأبد و حرر العقول ووحّد الشعب
إنّ لكل شعب تاريخ و لكل أمة مجد و نضال و لكل مجتمع مقاومة وطنية لدحض الاحتلال و لكل بلاد زعماء و أبطال و قادة و عمالقة و لكل دولة تأسيس و رجال سهروا على بنائها و لكل وطن زعيم فذّ و رجال حوله مخلصون و تونس الصغيرة الحجم كبيرة المواقف و الإشعاع الدولي وتاريخها مجيد و رصيدها عظيم و كفاحها مرير و نفسها طويل و خطتها ذكية حكيمة و يوم غرة جوان 1955 علامة بارزة في تاريخ تونس المعاصرة نضالها الطويل الذي صنعه رجال و أبطال و وزعماء وشعب بقيادة الزعيم الأكبر الذي لقب يوم غرة جوان 1955 بالمجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة و كان يوم غرة جوان 1955 ثمرة جهاد كبير و نضال طويل و صبر و تجلد و تضحية و كرّ و فرّ و كفاح مرير صنعه و خطط له الزعيم الحبيب بورقيبة رفقة إخوانه و رفاقه و أعضاده الأوفياء و كان الثمن غاليا الاستشهاد و الإغتيالات و السجون و المناني و الابعاد و الغربة… و دفع الزعيم بورقيبة ضريبة الكفاح و شرف القيادة و الزعامة و الأمانة التاريخية و تعرض إلى 3 محن متوالية شتى أنواع التنكيل و السجون و الإبعاد المحنة الأولى من 3 سبتمبر 34 إلى 31 ماي 1936 في أقصى الجنوب الحرارة تصل 55 درجة في الصيف و المحنة الثانية من 9 أفريل 1938 إلى ماي 1943 دامت أكثر من 5 أعوام في السجون و المنافي و الإبعاد و التهديد و الإتهامات حتى الإعدام و المحنة الثالة من 18 جانفي 1952 إلى 30 ماي 1955 في الربع الساعة الأخيرة في سجون داخل الوطن و في فرنسا و في وجه آخر من النضال هجرة الزعيم الراحل إلى القاهرة يوم 26/03/1945 إلى سبتمبر 1949 للتعريف بالقضية الوطنية و في عام 1951 قام لمدة سنة متجولا في القارات الخمس من أجل تونس و عزتها و حريتها و استقلالها تاركا زوجته و إبنه الوحيد و تاركا مهنة المحاماة و المال و الشهرة و متعة الحياة مدافعا على قضية شعبه معتمدا على الله .
التتويج كان يوم غرة جوان 1955 النصر المبين و الاستقلال الداخلي
و عاد الزعيم الحبيب بورقيبة يوم غرة جوان 1955 إلى أرض الوطن عودة القادة المنتصرين عودة الزعماء الشامخين عودة الأبطال الفاتحين عودة العمالقة الفائزين عودة المجاهدين المفلحين عودة المناضلين الصامدين و إستقبله شعبه الوفي في يوما مشهودا تاريخيا لم تعرفه تونس طيلة قرون و كان التنظيم محكم من طرف المناضلين المخلصين أما الأمن الفرنسي لا دخل له في التنظيم تلك قوة الشعب و المناضلون و ما خططه الزعيم و غرسه جاء يوم التتويج يوم غرة جوان 1955 بعد كفاح دام 25 سنة إذا إعتبرنا أنّ كفاح الزعيم بدأ عام 1931 في الصحافة قبل الزعامة عام 1934 في 2 مارس 1934 و للتاريخ أيضا لا ننسا مقاومة المناضلين و المجاهدين السابقين من عام 1881 تاريخ الاحتلال الفرنسي إلى الوطن و الشعب التونسي و قادته من محمد الدغباجي إلى محمد علي الحامي إلأى ثورة علي بن غذاهم و غيرهم في كل زمان حتى جاءت القيادة الحكيمة بنظرة بعيدة سليمة و جاء التتويج و النصر المبين يوم غرة جوان 1955
هذا اليوم إحتفلنا طيلة 32 سنة كاملة و إعتبرناه يوم عيد النصر المبين و اليوم شبان مواليد عام 1985 وقد بلغوا سنّ 22 لم يعرفوا يوم غرة جوان 1955 و بعده عيد الشباب التونسي لماذا هذا التغيب و النسيان لا نلوم على الشبان فهم صغار لكن نلوم على الذين كانوا وراء حذف هذا العيد المجيد . و صدقت الاستاذة المؤرخة منذ شهر في حوارها على منبر الحركة الوطنية تساءلت لماذا حذفت بعض الاعياد الوطنية و كان جواب السيد لطفي الشايبي غير مقنع … و لكن شكرا لشجاعة الاستاذة … و بدون تعليق و بدون تعليق
إنّ يوم غرة جوان 1955 يعتبر نقطة الإنطلاق لبناء دولة الاستقلال دولة التونسيين الدولة العصرية الحديثة إن أسس هذه الدولة كان يوم 2 مارس 1934 و إعمدتها كان يوم غرة جوان 1955 و سقفها كان يوم 14 أفريل 1956 و إتمامها و تزويقها و دهنها و رشها و تبييضها و الانتقال إليها كان يوم 25 جويلية 1957 عيد الجمهورية و المصمم و المهندس و المخطط و الساهر على البناء الشامخ هو واضع أسس 2 مارس 1934 و الزعيم القائد عام 1955 و القائد لتحمل المسؤولية 14 أفريل 1956 و الرئيس المؤسس لأركان الجمهورية في 25/07/1957 فكيف نتجاهل هذا اليوم غرة جوان 1955 و بدون تعليق و الله هذا حرام على من كان سببا في حذف هذا العيد و أسراره و ابعاده و مغزاه ولو كان مقرونا بعودة رمز هذه الأمة فهذا تاريخ لا يمكن طمسه مهما كانت الأسباب و الأعذار كما يدّعون و كما يقولون، و يأتي يوم و تبرز الحقيقة إن شاء الله و يعود الرشد و الصواب بإذن الله.
كلمة لاسرة التحرير و المهتمين بالإعلام الإلكتروني العصري و ابناء جاليتنا الميامين و عناصر الخير في شعبنا بالمهجر و إلى طلبتنا الأذكياء و علمائنا في الدين و الفقه. و رجالات السياسة و الفكر و الثقافة في فرنسا و كل دول العالم من ابناء شعبنا الأفاضل. المحبين لتونس مثل الاستاذ خالد شويكات الذي خاطبني مرتين من هولاندا و ذات مرة بكى و تأثر عندما تحدث على الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله لأنه أصيل و من عائلة مناضلة.
نقل لكل الإخوة بالمهجر أنتم تتابعون مقالاتي بكل شغف و حب و صدق و بكل وفاء و إعجاب و إكبار و كم من مرة وقع الاتصال بي و التنويه بمقالاتي و لا أنسى مكالمة السيد محمد مزالي الوزير الأول و الأمين العام للحزب سابقا يوم 29/04/2007 و شكره لجهودي رغم أني في مقال يوم 25/04/2007 ذكرت ملاحظات هامة بصراحة و إنتقدت الأخ محمد مزالي و لكن كما أعرفه كان رياضيا و لا زال رياضيا و سيبقى رياضيا . قلت أطلب من كل الأخوة مدي بشتى الوسائل العصرية السريعة بمقالاتي التي نشرت على موقع تونس نيوز أحيانا لم أطلع عليها و خاصة المقالات التي نشرت في شهر ماي من 16 مقالا إطلعت على 3 فقط بينما إخواني في المهجر يقولون لي شكرا على ما جاء في المقال و حتى بعض الأخوة في تونس قلت في نفسي ماهو السرّ و اللغز في ذلك و اتصلت بأخ إعلامي ممتاز فقال لي نفس الشعور المقالات لا تصل هذه الايام أما إعلامي آخر فقد أكدّ لي إطلاعه على مقالاتي شىء غريب و بدون تعليق.. قلت لا بد من إشعار إخواني و ابنائي و اصدقائي و زملائي بالمهجر قصد إمكانية موافاتي بإنتظام بمقالاتي و تذكرت ما قاله السيد عبد الرزاق الكافي وزير الإعلام السابق قال ذات مرة قابل الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله على مواضيع تهم الوزارة و أعلم سيادته بحجز جريدة لومند الفرنسية لأنها كتبت ضدّ تونس فسأله الرئيس بورقيبة كم عدد من قرأ لومند قال له وقتها 350 مواطن تقريبا صمت الرئيس و عند مغادرة الوزير مكتب السيد الرئيس إلتفت إليه رئيس الدولة و قال له يا سي عبد الرزاق إرفع الحجز على الصحيفة افضل يطالعها هذا العدد أفضل من ان يصبح يبحث عنها 5 آلاف مواطن لأنّ الممنوع يصبح لذيذ و مطلوب… و بدون تعليق …
هذا في شأن جريدة كتبت ضد تونس أما مقالاتنا منذ بداية جوان 2005 إلى اليوم فكلها تصب في مصلحة الوطن و الشعب و تبرز الإيجابي و تشير إلى السلبي حبا في الوطن و برا به و للفائدة و الصالح العام و قد ذكرت في 8 حلقات حول ثقافة الخوف و الوهم و الوسوسة أنّ مقالاتي و عددها 240 مقالا لم أتعرض يوما إلى ملاحظة واحدة من أعلى هرم السلطة ما عدى إجتهادات خاصة فردية معزولة و محدودة و معروفة و اصحابها يعدون على أصابع اليد الواحدة لذا لماذا هذا الخوف و الوهم و لماذا أغلق أبواب الخير و لماذا في يوم الاحتفال بعيد الأنترنات العالمي 17/02/2007 نعتمد طريقة طمس المقالات فهل هذه مواصلة للإجتهادات أم ماذا ؟ … على كل حال مقالاتي تقرأ و الرسالة وصلت و الكلمة بلّغت و التاريخ لا يرحم أيها السادة.
قال الله تعالى : و لنصبرنّ على ما آذيتمونا و على الله فليتوكل المتوكلون. صدق الله العظيم
ملاحظة هامة : لو تتفضل تلفزتنا التونسية بتخصيص ساعة و نصف لثلاثة مناضلين للحديث حول الحدث الوطني عيد النصر المجيد و أبعاده الحضارية و مغزاه السياسي البعيد و تفتح التلفزة لمدة ساعة للحواؤ الحرّ مع المناضلين و انا واحد منهم و أعتقد لسوف تبرز أشياء عظيمة تسر رئيسنا و شعبنا و لم يسمعها رئيس الدولة من قبل و تكشف له الحقائق خاصة في مجال التشغيل و الشفافية و المعاملة خاصة في مناطق الظل النائية حيث أنّ بعض المسؤولين سامحهم الله يتغافلون أو يتجاهلون الأوضاع الإجتماعية في مناطق الريف خاصة حاملي الشهائد العليا الذين هم مهمشون و في حالة بطالة مستمرة و ليس هناك من يدافع عنهم إلا إذا بلغ الأمر إلى رئيس الدولة أو البخت يخدم أحيانا
قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولا سديدا صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
22022354
الديمقراطية المحروسة والديمقراطية المحبوسة
تأسيس جمعية ثقافية تونسية للدفاع عن اللائكية
خبراء: لا بديل امام الدول المغاربية عن التكامل الاقتصادي
ولم يعقد اتحاد المغرب العربي الذي انشئ عام 1989 ويضم 80 مليون نسمة سوي قمة واحدة في عام 1994 بالعاصمة التونسية. واعتبر ابن سالم أن الواقع الاقليمي الجديد في ظل توسع الاتحاد الاوروبي وتاثيره علي مصالح دول المنطقة ومستقبل علاقاتها كدول شريكة يشكل حافزا للاسراع في تفعيل العمل المغاربي المشترك باتجاه اكساب مواقف بلدان المغرب تجانسا وتوافقا مع ما هو مطروح عليها من شراكات. من جهته قال الشاذلي النفاتي الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية ان التكامل الاقتصادي هو افضل السبل لدعم نمو بلدانا ومؤسساتها لانه الكفيل بتنشيط وزيادة حجم مبادلاتها التجارية وقدرتها التصديرية .
واضاف أن الاندماج الاقتصادي هو الضامن الوحيد لتوفر القدرة التنافسية للتعامل مع التحديات التي تفرضها المتغيرات الاقتصادية الدولية والاقليمية. وقال النفاتي ان هناك نقاط ضؤ لا يمكن حجبها في مسيرة العمل المغاربي من بينها انشاء الاتحاد المغاربي لرجال الاعمال وانطلاق اشغال المصرف المغربي للاستثمار الذي سيمكن من رفع نسق المبالادت التجارية بين دول الاتحاد. ومضي قائلا كل املي ان يتحقق الحلم المغاربي وان يلمس المواطن المغاربي في حياته اليومية فائدة الانتماء الي هذا الاتحاد .
وتعرضت التجارة لصفعة في عام 1996 عندما ألغت الجزائر اتفاقا ثنائيا مع المغرب يقضي باعفاء سلع البلدين من التعريفات الجمركية. من جهته اعتبر الخبير الاقتصادي الليبي مصطفي الصالحين الهوني ان مقومات التكامل تستوجب تطوير البنية الاساسية. كما طالب بان تكون التشريعات واللوائح في البلدان المغاربية مرنة بدرجة كافية لتحقيق التكامل. واعتبر ان مشكلات عديدة مثل نقص الغذاء والماء والبطالة وغيرها هي اختناقات يجب ان تعجل بانشاء هذا التكتل لمعالجتها بطرق حديثة وناجعة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 جوان 2007)
تأسيس أول مؤسسة عربية دائمة للديمقراطية
تقرير المصير العربي والطريق إلي تفكيك السلطات الأبوية
تعاظمت نذر الخوف في بلاد الشام بعد أن تمكنت عناصر مسلحة تنتمي إلي تنظيم فتح الإسلام حديث العهد بالنشوء من اختطاف أنظار العالم وعقول الساسة العرب والأجانب، وأخذت رائحة الموت تفوح من أزقة مخيم نهر البارد في شمال لبنان الذي أبت صوارف الزمن العربي والدولي إلا أن تجعله مكمنا لمأساة تشرد لم تفلح في حسمها أعرق أطروحات علم السياسة وأكثرها حداثة، وعلي الرغم من كل مساعدات منظمات الغوث الإنساني وما جادت به موائد الطائيين من اللبنانيين والعرب في سد حاجة أربعين ألف نسمة هم عدد سكنة مخيم نهر البارد من اللاجئين الفلسطينيين، فإن استغاثة العزل وعويل الثكالي والمرضي الذي تمكنت الأقمار الصناعية من نقله إلي العالم عبر الفضاء علي هامش معارك الأيام الأولي بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام أثبتت أن المخيم غير قادر علي دفع فاتورة صراع أكبر من حجمه ولا يملك لصدها سبيلا…
والسؤال في ضوء انخرام الوضع الأمني في لبنان، وفي ظل ما تمور به ساحته السياسية من انقسامات حادة هو: هل ستتحول وجهة سلاح الفصائل الفلسطينية الذي دخل لبنان مع رحيل منظمة التحرير الفلسطينية عن الأردن عقب حرب أيلول الأسود، بهدف إنعاش روح المقاومة وتعبيد طريق العودة إلي الأرض الأم، إلي صدور اللبنانيين والفلسطينيين وإشعال حرب مخيمات جديدة حطب معاركها لاجئون فلسطينيون لم يعرفوا من الحياة إلا وجهها الكالح، وأطرافها الفاعلون خصوم سياسيون يتنافسون علي اقتسام مواقع النفوذ في تركة أمة أعياها السقم وتكالبت عليها الأكلة من كل حدب وصوب؟
ليست هذه هي المرة الأولي التي يستعيض فيها الفلسطينيون واللبنانيون بالسلاح بديلا عن المفاوضات لحل خلافات غالبا ما تكون تنظيمية، علي خلاف هذه المرة إذ أنها تتعلق بالثأر لدم أساحته جهات سياسية متنكرة، فتاريخ الصراع بين الطرفين عريق في التاريخ السياسي الحديث وقرين بالوجود الفلسطيني نفسه في لبنان، ليس فقط لضخامة عدد اللاجئين الذي يناهز الأربع مائة ألف نسمة حسب إحصائيات رسمية لمنظمة الاونروا التابعة للأمم المتحدة، ولا لأن الظروف المأساوية التي طبعت حياة الفلسطينيين الذين ظلوا يعيشون منذ تاريخ النكبة عام 48 وضعا استثنائيا علي أمل العودة إلي ديار رحلوا منها كرها، ولا هو نتيجة غياب مقاربة سياسية لبنانية تستوعب هذا الكم الهائل من الفلسطينيين ولا تتركه فريسة لآفة البطالة وقلة ذات اليد التي غالبا ما تتحول إلي تربة خصبة للامعقول، فتلك كلها تجليات ثانوية لأسباب سياسية جوهرية قدر للفلسطينيين بأن يكونوا رحاها.
استأنف الفلسطينيون رحلة معاناتهم منذ النكبة حين التقت مصالح الحلفاء المنتصرين علي الوفاء بعهد إنشاء دولة تستوعب يهود العالم وتعوضهم عن مجازر الهولوكست سيئة الصيت، وفر الفلسطينيون بأرواحهم فرادي وجماعات إلي مخيم الرشيدية الواقع في جنوب لبنان، والذي كانت فرنسا قد أقامته عام 1933 لاستقبال اللاجئين الأرمن، وتوالت أمواج الفلسطينيين الوافدين إلي لبنان هربا من نار الحرب الإسرائيلية إبان العدوان الثلاثي علي مصر عبد الناصر عام 1956 يوم أن فتل زعيم القومية العربية سواعد ضباطه الأحرار وقرر أن يؤمم قناة السويس، ثم جاءت حرب 67 لتسدل الستار المرحلي علي حلم الفلسطينيين بتحرير ما اغتصب عام 48، لا بل وتم احتلال سيناء والجولان السوري وجنوب لبنان…
خاض اللاجئون الفلسطينيون معارك ضارية من أجل خبز الحياة في بلد لا يمتلك من المقومات الإقتصادية ما يؤهله لاستيعاب هذا الكم الهائل من أعداد اللاجئين، ونصبوا خيام اللجوء المؤقت مكتفين فيها بأقل ما يمكن من حاجيات الحياة وجعلوا من حلم العودة إلي الأرض الأم وردة تنمو وتكبر في خضم صراع يومي مع طوارئ الاحتلال أسست له طلائع حركة فتح التاريخية ثم منظمة التحرير الفلسطينية التي امتشق قادتها سلاح التأسيس للمقاومة بجميع أبعادها، مستفيدين من التنافس الشرقي الغربي، ومن بقايا شعارات التحرر التي ناضل السوفييت من أجلها قبل أن يتحول الهوي الفلسطيني إلي نبعه الإسلامي الأصل وهويته العربية مع عودة الروح إلي الحضن العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وصعود رصيد الصحوة الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي…
ذلك جزء من قصة الفلسطينيين في الشتات، أما الجانب الآخر من الحكاية فلا زال مجهولا في رحم الغيوم التي تلبد سماء لبنان هذه الأيام وتنذر بحرب مخيمات يبدو أن أطرافها استعدوا لها بكل ما يملكون من الخطابات السياسية التي لا تخلو من الأبعاد العقائدية والطائفية والعرقية، وكذا بالعدة والعتاد العسكري لإشعالها حربا فاصلة ظاهرها تصفية مجموعة إرهابية تبرأ منها الفلسطينيون واللبنانيون علي حد سواء، وباطنها استئصال جماعة فتح الإسلام التي لا يعرف لها تاريخ عريق في التنظيمات الإسلامية المتطرفة المتعلقة بتنظيم القاعدة، ولا يملك قادتها إرثا إسلاميا، إذ أن أغلب التقارير ترجعهم تنظيميا إلي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قبل أن تنشق عنها مجموعة قيادية لتؤسس حركة فتح الإنتفاضة عام 1982 وتتخذ من دمشق مقرا لها، وانسلخت من هذه الأخيرة طائفة من العسكريين في أواخر العام الماضي ليشكلوا تنظيم فتح الإسلام، في ظل عزلة دولية شبه تامة لسورية بسبب الموقف من لبنان… لم يستطع أحد إخفاء الجانب السياسي لاشتباكات مخيم نهر البارد في شمال لبنان، وهو جانب يختزل صراعا دوليا محتدما علي امتلاك النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، أن الكل تقريبا قد تجاوز البحث في أصل المشكلة، وهي أن عناصر مسلحة أقدمت علي قتل عدد من الجنود اللبنانيين، وقد كانوا نياما علي أطراف المخيم، بعدما عمدت قوات الأمن اللبناني الي متابعة مجموعة من الشبان سطوا علي مصرف بنكي في مدينة طرابلس، وهي قضية جنائية تستوجب حسما أمنيا وقضائيا…لكن ما تلي ذلك من أحداث ميدانية وتصريحات سياسية يشي بأن المنطقة علي أعتاب تحول جديد ينذر بتدويل الأزمة اللبنانية، والسؤال هنا: من هو المسؤول المباشر عما سيحدث في لبنان؟ ولماذا تدويل الأزمة اللبنانية بعد هذه السنوات من الخلاف السياسي واغتيال عدد من القادة السياسيين وتعطيل عمل مؤسسات الدولة الاقتصادية علي نحو خسر منه الجميع؟
هل يتعلق الأمر بفشل النخب السياسية العربية واللبنانية في إقحام نظام سياسي ذي صلة بالعصر؟ وهل هو قصور ذاتي لدي النخب اللبنانية المشهود لها تاريخيا بالفطنة والذكاء أم أن ثمة أسباب خارجة عن نطاقه تبرمج وتقرر ثم تطبق برامجها بأيد لبنانية وعلي واقع لبناني ليس للمواطن اللبناني فيه إلا موقع المتفرج؟ مرة أخري يجد المراقب نفسه مضطرا للحديث عن المسؤولية القانونية والأخلاقية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عن انفلات كل منطقة من السيطرة وتوالد تنظيمات سياسية لا تؤمن بالحوار ولا بالديبلوماسية ولا ترضي عن البندقية بديلا.. والسر في ذلك أن المرض السرطاني الخبيث والمتمثل في عدم البت دوليا في الصراع العربي ـ الإسرائيلي والذي تمعشت منه كل أنظمة المنطقة وما يسمي بالنظام الدولي في حين أن الفلسطينيين والإسرائيليين يدفعان علي أراضيهما فاتورة هذا التقاتل علي حساب أمنهم وعلي حساب خبزهم وعلي نفقة المعنيين بالأمر، في حين يظل الغرب المتغطرس يمول الطرفين بالأماني والتسويف تارة، والمال والسلاح تارة أخري، دون أن يكون في قدرة المجتمع الدولي برمته أن يقول الكلمة الفصل في هذا النزاع المدمر، لأن المصالح قد طمت وأغرقت الجميع في مستنقع السياسي الآني والمصلحي القومي دون رادع أخلاقي، حتي أن آخر تقارير حقوق الإنسان الصادرة عن منظمة العفو الدولية رسمت صورة قاتمة لما أصبح عليه العالم من انعدام الإحساس بالأمان والطمأنينة. وقد ساهمت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي انتهكت أراضيها لأول مرة في العصر الحديث فشنت إدارة بوش ما يسمي بحربها علي الإرهاب انطلقت من طالبان لتطال دولا برمتها، ونتمني أن تكون خطيئة العراق آخر خطايا هذه الإدارة قبل أن ترحل في الإنتخابات المقبلة.
وفي الحال اللبنانية الراهنة: ماذا يمكن للعرب أن يقدموا لأنفسهم وللعالم الذي يبدو أنه غرق حتي الأذن في المستنقع العراقي والأفغاني، ويريد الدخول في أتون الحروب الدينية التي ولي زمانها وغدا التقابل بين أكبر ديانتين في العالم الإسلام والمسيحية لا ينقصها إلا صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد؟ وكيف يمكن الخروج من عنق الزجاجة الشرق أوسطية وإدارة الظهر إلي مثل هذه المغامرات التي أملتها ظروف موضوعية يعرفها الجميع؟ الطريق إلي ذلك يمر عبر تفكيك هذه السلطة الأبوية وتمكين الشعوب العربية من تقرير مصيرها دون تدخل الخارج الذي أثبتت كل الوقائع التاريخية عدم نجاعة تدخله، وأنه لن يكون إلا من أجل مصالحه ومصالح من جاء معه ومن قبل نحت صورته السياسية علي هيئة المتدخل، بل والتنكر لخدمة من كان يفترض أن يكون قابلا للمحاسبة أمامها وليس أمام الصحف الغربية وشهادات الزور التي يطلقها من حين لآخر زعيم غربي الذي كثيرا ما تكون شهادته المتلفزة تنعي نظاما أو تبشر بانبعاث آخر… ہ كاتب وإعلامي تونسي يقيم في بريطانيا
احتلال قائم وآخر بعد حين